آخر 10 مشاركات
دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          74 - السر الدفين - ماري ويبرلي - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ألم في الصدر -ج4 من سلسلة نعيم الحب- للكاتبة الرائعة: زهرة سوداء *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          62 - قل كلمة واحدة - آن ميثر - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عازب فى المزاد (143) للكاتبة : Jules Bennett .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          41 - شاطئ العناق - آن ويل - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          414 - أحلام على الورق - ميلانى ميلورن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-09, 02:23 AM   #21

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




شهقت قائلة: إنك عديم القلب!"
قال: حقا؟" وتوترت شفتاه لحظة ثم عاد يقول بابتسامة مصطنعة: أجل, لم يعد عندي قلب, ولكنني ما زلت أذكر كيف كان شعوري عندما كان عندي قلب"
قالت آمرة: أعدني إلى البيت في هذه اللحظة!" ولكنه تجاهلها. ونظرت هي حولها بعجز. كانا يسيران بسرعة في طريق السيارات العام وما زال أمامها للوصول إلى الموقف التالي أميال عديدة , وكانت متأكدة من أنه لن يتوقف حتى ولو توسلت إليه.
سألته: لماذا تفعل هذا؟" ثم تصاعد الإحمرار إلى وجهها, ولم تستطع التعبير عن مدى الاضطراب الذي كانت تشعر به وتابعت: إنني... إنني لا أريد الذهاب إلى برينغلاس معك"
قال: هذا لا يدهشني! ولكن الطريق طويلة وليس في نيتي تركك تبيتين في الطريق ليلا, وكوننا نتناوب القيادة معا يمكننا العودة في نفس الليلة"
سارا فترة بصمت, عندما خف زحام السير ابتدأ يسألها عن العمل, وبدا في أسئلته كرجل أعمال واقعيا تماما مما جعلها تستجيب له بشكل طبيعي.
قال أخيرا: لابد أن الأمر صعب بالنسبة إليك؟ ما دام مدير المشاريع اعتاد على تناول المهدئات أثناء الفطور بدلا من الشاي" حدقت إليه. كان على علم بكل شيء, فهي لم تقل شيئا قط, حتى ولو لمجرد الإشارة إلى هذه المشكلة.
قالت: لا يمكنني أن أقول شيئا, إذ أنني لم أشاركه الفطور قط"
قال: لم تفعلي؟" ولكنها رفضت باحتقار هذا النقاش, هز كتفيه بعدم اكتراث وكانا قد اقتربا من الجسر, فقال: إن الحديث عن الفطور ذكرني بمرور وقت طويل على ذلك" ألقت نظرة إلى ساعتها قائلة: ما زال الوقت باكرا لموعد الغداء"
" ما زال الوقت مناسبا لفطور ثان كما أظن" أوقف السيارة في موقف السيارات للخدمات, ثم استدار إليها قائلا: لقد مضى وقت طويل منذ تناولنا الفطور معا, يا جوانا"
قفز من مقعده ثم استدار يفتح لها الباب قائلا: من يدري هل ستأتين معي أم لا؟"
قالت: سآتي معك طبعا"
شدت نفسها إلى الخلف رافعة ذقنها وهي تشد معطفها حولها تقاوم بذلك الهواء البارد, قالت: إنني في الحقيقة جائعة جدا" وكانت بذلك تتظاهر بشجاعة هي أبعد الناس عنها.
ملآ طبقيهما بالطعام ثم جلسا إلى مائدة تشرف على جسر سفرن. وكان برجا الجسر الضخمان يعلوان فوق الضباب المنخفض الذي كان يغطي مصب النهر. قالت: لقد أحببت دوما منظر هذا الجسر, إنه رائع الجمال عندما لا يكون في استطاعتك أن ترى سيارات الشحن والأكشاك التي تجمع رسوم العبور"
نظر كلاي إلى الجسر دون حماس وهو يردد: رائع الجمال؟ إنه يؤدي وظيفة معينة ولكنه لا يمثل رأيي في الجمال" استدار يواجهها وهو يتابع: ولكن ذلك لا يدهشني لأننا نحاول أن نختلف حول كثير من الأشياء!"
قالت وهي تحاول أن تركز اهتمامها على طعامها: تعني (حاولنا) أي الفعل الماضي"
لكن كلاي لم ينه حديثه بعد فقال: إن أمامي بعض الصعوبات بالنسبة إلى اتفاقنا يا جوانا"
قالت: إنك لا تحاول بما فيه الكفاية!"
وصلا إلى برينغلاس بعد الساعة الثانية عشرة وأسرعت السيدة رايس من الحديقة لمقابلة جو بينما كانت تترجل من سيارة الفان.
قالت: أدخلي من البرد" بقي كلاي في السيارة وهو يقول: سأعود فيما بعد, فإذا استطعت تجهيز كل شيء لتحميله في السيارة فسنعود مباشرة" ثم قطب جبينه قائلا: أظنك قلت أن الثلوج متراكمة في هذا المكان؟"
قالت السيدة رايس: كان ذلك في الأسبوع الماضي, وقد استمر المطر في الهطول منذ ذلك الحين ولكن الثلج سيعود للتراكم بعد وقت قصير"
سألته جو: إنك لا تعرف الطريق, هل تريدني أن آتي معك؟"
قال وهو يبتعد: سأعثر على طريقي, فإن عندك الآن ما يكفيك"
أمضت ساعات في حزم الأمتعة, ثم فككت أجزاء سرير الطفلة وأخذت تنقل الأمتعة إلى أسفل الدرج الضيق, وأخذ هذا من وقتها أكثر مما توقعت وعندما عرضت عليها السيدة رايس شيئا من الطعام قبلت ذلك مسرورة.
بعد ذلك دفعت إليها إيجار المنزل ثم قدمت إليها الهدية التي أحضرتها لها والتي كانت شالا كبيرا مزخرفا وقفازين سوداوين من الجلد, ثم جلستا قرب النار تنتظران كلاي.
قالت السيدة رايس: إن صغيرتك تشبهه بعينيها"
وقطبت جو حاجبيها, ذلك أن السيدة رايس لا تعرف شيئا عن زوجها ومع هذا لاحظت الشبه بينهما.
قالت تجيبها: إننا لسنا .. معا, لقد اشترى كلاي الشركة التي أعمل فيها وهذا كل شيء"
قالت المرأة: هذا أمر مؤسف!"
قالت جو: أرجو ألا تذكري شيئا عن هذا الأمر"
نظرت المرأة إلى النافذة قائلة: كلا, لقد فهمت ولكن الظلام ينتشر الآن ومن الأفضل أن أسدل الستائر." أخذت جو تنظر إلى الساعة من وقت إلى لآخر بقلق, وكانت الساعة تقارب السادسة عندما اندفعت نحو النافذة إثر سماعها صوت عجلات السيارة فوق الحصى خارج البيت, أدخلت السيدة رايس ثم أشارت إلى النار قائلة: اجلس هناك ودفئ نفسك, وسأحضر لك بعض الحساء"
قال: هل الجو بهذه البرودة على الدوام هنا؟" كان يفرك يديه أمام لهب المدفأة وهو يقول ذلك. ابتسمت جو قائلة: ما زلنا في شهر تشرين الثاني- نوفمبر, والأسوأ لم يأت بعد" وتركته يتناول الحساء, وأخذت تضع الأمتعة في السيارة بسرعة لتجنب الهواء المثلج, وأخيرا عادت تقول: لقد انتهى كل شيء يا كلاي, والأفضل أن نشرع في السير فقد بدأ المطر يهطل"
قبل أن يذهبا قالت صاحبة البيت: لقد جهزت لكما ترمس يا جو, فقد تحتاجان إلى شراب دافئ"
احتضنت جو المرأة قائلة: وداعا, سأحضر أليس في فصل الصيف لكي تراك"
ابتسمت المرأة قائلة: تعالوا في وقت جز صوف الخراف, فذلك سيسرها" ونظرت إلى كلاي مبتسمة له: إنكم جميعا على الرحب والسعة" أمسكت جو أنفاسها, ولكن بدا على كلاي أنه لم يحمل كلام المرأة أي معنى خاص وهو يشكر المرأة على ضيافتها.
تطوعت جو قائلة: سأقود السيارة بنفسي"
قال هو: كلا, سأقود أنا في هذه الأنحاء وعندما نصل إلى الطريق العام ستستلمين أنت القيادة"
أرادت أن تجادله, فقد كانت تعرف الطرق في هذه الأنحاء أكثر مما يعرفها هو, ولكنه كان قد صعد إلى مقعد القيادة وأخذ يشد الحزام حوله قائلا: هيا بنا" ونظرت إلى السيدة رايس خلفها والتي كانت تقف في دائرة النور المنبعث من باب المنزل المفتوح والذي مثل لها الأمن والخلاص. ثم رفعت يدها وصعدت السيارة.


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-12-09, 02:27 AM   #22

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



أدار المحرك ثم سار متجنبا الحفر في الطريق قدر المستطاع إلى أن اجتاز فناء المزرعة.مضى عليهما في السير حوالي العشرين دقيقة, وكان كلاي يسير ببطء في الظلام, عندما تحول المطر فجأة إلى ثلج, ولم يستقر الثلج في الطرق ولكن التلال ابتدأت تتألق بالبياض, بينما جعل الثلج المتساقط من الصعب التمييز بين نهاية الطريق وبدياة التلال الصخرية.
سألته جو بقلق: أيجب علينا العودة؟" نظر إليها قائلا: سنكون على ما يرام …"
صرحت عندما اجتازت شاة الطريق ثم توقفت فجأة مذعورة أمام نور السيارة, وحاول كلاي أن يتفاداها ليصعد صوت مفاجئ من أسفل السيارة , وتفوه بشتيمة وهو يقفز من السيارة ليرى ما حدث. سألت: ماذا هناك؟" وقف وهو ينفض الثلج عن ركبتيه قائلا: يمكنني أن أرى ما حدث دون الحاجة إلى مصباح يدوي, ولكنني أظن الأمر سيئا, إذ يمكنني أن أسمع شيئا يسيل" وبدا عليه التفاؤل, بينما بدا عليها الضيق وأخذت تنظر حولها. لم يكن ثمة نور يرى, كما أن أي سيارة لم تمر بهما منذ خلفا المزرعة وراءهما, ورأته يبتسم في النور المنبعث من مصباح السيارة الأمامي وهو يقول: شكرا على الترمس الذي ملأته لنا السيدة رايس , إذ أشعر أننا سنكون في حاجة إليه قبل الصباح"
قالت ذاهلة: الصباح! يمكننا بكل تأكيد أن نحاول الوصول إلى أي مرآب"
أجاب: لا أظن أن في إمكاننا الذهاب إلى أي مكان, عودي إلى السيارة إذ ليس ثمة فائدة من أن تتحملي البرد إلى أن أجد المصباح اليدوي" أطاعته دون اعتراض, فقد كان الهواء باردا والثلج قد بلل وجنتيها اللتين أخذت تفركهما وهي ترتجف.
سألها: كم تبلغ نسبة الحظ في مرور سيارة بجانبنا قبل الصباح؟"
أجابت: إنها ليست بالنسبة العالية, فهذه طريق فرعية تقود إلى حيث تقطع الأخشاب في الغابات, وبعد عدة أسابيع لن تستطيع أن تتحرك لشدة إزدحام السائقين, ولكنها مقفرة نوعا ما, حاليا" ونظرت إلى العاصفة الثلجية وهي تقول: دعنا نتكلم بصراحة, إذا لم يكن حاجة للذهاب إلى أي مكان فهل تغامر بالخروج في ليلة كهذه؟"
أجاب: بصراحة, كلا" وتابع: في هذه من الأفضل أن أطلب المعونة" وأخرج من جيبه هاتفا نقالا وطلب الرقم.
عندما انتهى سألته: كم سيستغرق ذلك الوقت؟"
"قالوا عشرين دقيقة"
"إنهم دوما يقولون عشرين دقيقة, كم من الوقت في الحقيقة؟"
قال: يبدو لي أن الأمر لن يكون أقل من ثلاث أو أربع ساعات" عندما أحست أنه يقول الحقيقة, فتحت الصندوق الصغير أمام المقعد وأخرجت مصباحا يدويا وناولته إياه.
قال: أوه, كلا إذا كنت حريصة بهذا الشكل فتعالي واحملي هذا المصباح اللعين لكي أرى!"
لم تنتظر دعوة أخرى, ففتحت الباب ونزلت بسرعة, كان الطريق مغطى بالثلج. وأطلق كلاي شتيمة عندما انزلقت قدمه وصرخ فيها محذرا, ولكن بعد فوات الأوان, إذ انزلقت قدمها وقبل أن تدرك نفسها كانت تتدحرج من فوق حافة الطريق إلى الخندق المغطى بالثلوج.
صرخ: جو!" وكانت قد استلقت لحظة في الظلام وقد انقطع نفسها وتوترت أعصابها إلى درجة لم تستطع معها أن ترد على ندائه, وعاد ينادي: جو, أجيبيني هيا!" وتناهى إليها صوته القلق, ولكن كل ما استطاعت أن تقوم به هو أن تبقى مستلقية بهدوء وهي تجاهد لكي تستطيع التنفس, ولكن صوته أقدامه وهو يسحق الثلج مقتربا منها جعلها تتحرك, حاولت أن تتكلم قائلة بصوت أجش: إنني بخير, ابق أنت هناك من فضلك!" ولكنه اقترب ليقف إلى جانبها وكانت ما تزال ممسكة بالمصباح. ومد يده يأخذه من بين أصابعها الحذرة يريحها منه ثم أناره بسرعة فوق وجهها.
سأل: هل ثمة كسر في أي مكان؟"
هزت رأسها قائلة: كلا, بل مجرد رضوض قليلة, كان يجب أن تبقى مكانك هناك, والآن علينا أن نعود صاعدين إلى هناك" وأخذت ترتجف من البرد.
قال: دعيني أساعدك" رفعت رأسها قائلة: يمكنني أن أتدبر أمر نفسي يا كلاي" وأمسك بالمنشفة لحظة ثم تأفف ساخطا وهو يقول: لقد جرحت يدك هنا" ولف المنشفة حول الجرح الذي كان ينزف.
قالت: إنني خائفة يا كلاي, أترانا سنتجمد من البرد حتى الموت؟"


نهاية الفصل السادس



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-12-09, 02:32 AM   #23

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السابع

عليها أن تكون قوية الآن, عليها أن تكون قوية لأجل أليس.
قال لها: إذا كان لديك ثياب صوفية في هذه الحقائب خلفك فمن الأفضل أن ترتديها, فهذا وقت مناسب لذلك!" للحظة واحدة فكرت في أن توضح الأمر. إن أليس حرمت من الاستمتاع بأسرة مكتملة, ولكن يكون لها إخوة أو أخوات, ولهذا لها الحق في أن تنتظر من أمها أن تفكر بها أولا ودوما قبل نفسها.
لكن استدارة ظهره على كل حال لم تشجع على أي حديث, وتركت دفء اللحاف وهي ترتجف, وفي الضوء الخافت المنبعث من السيارة وجدت بدلة وبعض الجوارب وشعرت ببعض القوة, فتابعت البحث إلى أن وجدت زوجا قديما من الجوارب الرجالية وكنزة كانت لأبيها.
سألته: هل هذه تناسبك؟" أخذ الكنزة دون أن يتكلم وارتداها, حاشرا إياها بكتفيه بقوة, وكان الجوربان أفضل.
قال: حاولي أن تنامي يا جو, فالليلة ستكون طويلة" شكرت الظلام الذي ستر تضرج وجهها وقالت متجاهلة سخريته: يمكننا استعمال هاتفك للاتصال بالسيدة رايس إنها ستأتي إلينا في سيارتها اللاندروفر, إننا على الأقل لن نتجمد حتى الموت!"
قال ساخرا: إننا لن نتجمد حتى الموت هنا!"
"أرجوك" تنهد هو عند ذاك وأخرج الهاتف من جيبه قائلا: ما هو الرقم؟" أملت عليه الرقم فطلبه, ثم انتظر فترة قال بعدها: ليس ثمة رد, ربما أتلفت الرياح الخط"
عضت جو شفتها ثم قالت: ربما, حاول مرة أخرى, إذ ربما أخطأت الرقم" وكرر الرقم مرة أخرى وهز رأسه وهو يضع السماعة على أذنها لتستمع بنفسها.
"جو؟" أيقظها صوته يناديها, وكذلك البرودة التي شعرت بها في ظهرها, فحاولت أن تجلس وقد تيبس جسدها.
سألته: ماذا هناك؟"
قال: إنها شاحنة الإنقاذ" أضاء وجهه نور قوي في ذلك الظلام, فعبس مغمضا عينيه وأضاف: الأفضل أن تجمعي حوائجك" ثم قفز إلى الخارج ليشرح وضعهما للمنقذ.
كان سائق السيارة بشوشا بشكل رائع وهو يخاطبها قائلا: صباح الخير يا سيدة تاكيراي" وأجفلت لا إراديا حين سمعت النداء الذي لم تألفه, وألقت نظرة على كلاي ولكن وجهه كان خاليا من التعبير, وقد غمرته الظلال. وعاد السائق يقول: آسف لهذا التأخير لقد كنت أخبر زوجك أن هذه الليلة كانت سيئة في جميع الأنحاء, ويبدو أن الجو في طريق التحسن الآن" وبرز القمر قليلا من خلف الغيوم وبدا للحظة أن كل شيء قد تألق, وتابع السائق: لماذا لا تذهبين إلى العربة وتجلسين فيها؟ إنها دافئة وحالا سننتهي من تحميل هذه السيارة"
في النهاية كان الفان قد حمل في سيارة الشحن, بينما صعد كلاي ليجلس إلى جانب السائق. أدار السائق وجهه إلى الخلف مقدما إلى جو علبة بلاستيكية تحتوي بعض ساندويتشات الجبن وهو يقول: أتريدين ساندويتش يا سيدة تاكيراي؟" وجه إليها كلاي نظرة حادة تحذرها كما يبدو من أن تعترض على الاسم. وقالت تجيب السائق: كلا, أشكرك" ولم تنس أن تبتسم له.
عاد السائق يقدم الصندوق إلى كلاي قائلا: يا سيد تاكيراي؟" ولكن هذا هز رأسه أيضا بالنفي.
قادهما السائق إلى مرآب حيث تدبر كلاي أمر إصلاح الفان, ثم استأجر عربة أخرى تقلهما إلى المنزل. ونقلوا حاجياتها وصناديقها في صمت تام. وفي النهاية انطلقا وقد جلس كلاي أمام عجلة القيادة.
سارا في ذلك الليل الثلجي أميالا عديدة وقد سادهما صمت عميق, ولم تجد جو طريقة تخترق بها هذا الصمت كما أنه بدا على كلاي الاستغراق في أفكاره وكأنه لا يشعر بوجودها.
عند الجسر توقف حيث الاستراحة, معترضا على إصرارها على متابعة السير بقوله: إنني في حاجة إلى بعض القهوة لتبقيني مستيقظا" فتح لها الباب فحاولت أن تترجل, ولكن أعضاءها كانت متصلبة من جراء سقوطها, فساعدها على ذلك وهو يقول: من الأفضل الإكتفاء الآن بالقهوة"
كان ضوء النهار قد انتشر عندما استدار كلاي بالفان إلى الطريق المؤدي إلى منزل والدة جو, وعندما وصلا كانت عند الباب فأسرعت خارجة عندما رأتهما, وهي تهتف: جو! لقد كنت في أشد القلق عليك"
قالت جو: لقد تعطلت السيارة بنا يا أمي, ونحن بخير الآن, ولو ظننت أنك ستقلقين لاتصلت بك هاتفيا, ولكنني فضلت عدم إزعاجك بمخابرة هاتفية في منتصف الليل"
قالت الأم : لقد سمعت النشرة الجوية في التلفزيون فاتصلت بالسيدة رايس التي أخبرتني بأنك تركتها منذ ساعات"
"لكننا اتصلنا هاتفيا بالسيدة رايس ولكن هاتفها كان ..." والتفتت إلى كلاي الذي نظر إليها دون أن يبدو على وجهه أي تعبير إلا لمحة سخرية لقدرته على إغفالها بمثل هذه السهولة. وحولت ناظريها بعيدا وقد استحوذ عليها الارتباك.
قالت الأم: هيا ادخلا, إذ يبدو عليكما التجمد من البرد"
قال بحزم: سأنزل الأمتعة من الفان ثم أذهب يا سيدة غرانت" ألقت نظرة على وجهه الشاحب ولحيته النابتة, لتشعر بالعطف بالرغم منها وقالت: كلا, هيا أدخل واجلس بجانب المدفأة, وهذه الأمتعة يمكنها أن تنتظر. هل تناولت طعام الفطور؟"
نظر إلى جو قائلا: ظننت أن من الأفضل العودة بسرعة إذ تكهنت أن القلق قد ينتابك" وخنقت جو الكلمات التي قفزت إلى شفتيها, ورفع حاجبه بشيء من السخرية وكأنه يحيي فيها ضبطها لنفسها هذا. وتبعا الوالدة إلى داخل المنزل بينما كانت جو تفكر في أنها ستحاسبه على تزييفه الحقيقة بالنسبة لهذا الأمر حالما تستعيد قواها.
دعته السيدة غرانت إلى الجلوس في مقعد كبير ذي ذراعين قائلة: تفضل بالجلوس لا كلاي" ثم التفتت قائلة: الأفضل أن تأخذي أنت حماما ساخنا الآن"
دخلت جو الحمام وكانت خائفة من أن تسقط من النعاس, ثم ذهبت لترى ابنتها. ولكن هذه لم تكن في غرفتها, ونزلت جو تهبط الدرج بلهفة وهي تهتف: أمي, أين ..."
قالت الأم وهي تضع أصبعا على فمها مشيرة إلى كلاي الذي كان قد غط في النوم في كرسيه: هس.. لقد أنقذت الفنجان من يده في الوقت المناسب, تعالي إلى المطبخ" كانت الطفلة أليس تأكل بسرور قطعة خبز محمص قدمتها لأمها حين رأتها وهي تهتف: ماما!"
هتفت أمها بدورها: مرحبا يا حبيبتي.. هل كنت فتاة طيبة مطيعة؟" لقد وجدت من الأسهل عليها أن تثرثر مع طفلتها من أن تواجه عيني أمها المستطلعتين, ولكن عليها أن تواجه الأمر في النهاية وخير البر عاجله!
قالت: إنني آسفة لقلقك علي يا أمي, لقد تعطل الفان في الجبال وكان علينا أن ننتظر طويلا قبل أن تأتي سيارة الانقاذ."
قالت الأم: تفسيرك هذا يتشابه مع تفسير كلاي, ولكن الشيء الوحيد الذي لم يفسره أي منكما يا جو هو ما الذي جمعكما معا أصلا؟"
قالت جو: كان عليه ان يذهب إلى برينغلاس ليشاهد البناء"
"فدعوته أنت لكي يأتي معك؟"
"كلا!"
رفعت الأم حاجبيها قائلة: ولكنه جاء على كل حال , حسنا لقد حذرتك"
"نعم يا أمي لقد حذرتني ولكن ليس عليك أن تقلقي" ونظرت نحو أليس ثم تابعت: ذلك أن مشاعري منضبطة تماما!"
رأت جو عيني أمها تتجهان نحو الباب, فاستدارت لترى كلاي واقفا عنده بشعره الأشعث.
قال: الفضل أن أذهب الآن" والتفت نحو جو سائلا: أيمكننا إنزال الأمتعة الآن من السيارة؟"
تدخلت السيدة غرانت قائلة: يمكننا أن نقوم بذلك أنا وجو فيما بعد, لتنقلك جو إلى منزلك إذ أنك تبدو وكأنك ستسقط نائما أمام عجلة القيادة, وهي ستعيد الفان إلى المكتب غدا"
بدا عليه وكأنه سيرفض, ولكن جو سارعت تقول وقد أدركت أن أمها على حق: الحق مع أمي يا كلاي" حدق فيها لحظة ثم هز كتفيه دون مبالاة وهو يقول: من ذا الذي يجادل!"
استدارت تسلم أليس إلى أمها ولكن الأم هزت رأسها قائلة: أخشى أن تأخذيها معك يا جو, ذلك أن عندي موعدا مع مزينة الشعر بعد عشرين دقيقة"
حدقت جو في أمها قائلة: ولكن ..."
لكن الأم قالت: المعذرة, علي أن أذهب الآن. إلى اللقاء يا كلاي" ألقى إليها شبه ابتسامة وهو يرد تحيتها.
هزت جو كتفيها قائلة: هيا يا أليس لكي ألبسك معطفك" وعندما ألبست الطفلة معطفها المشرق اللون كانت تشعر بكلاي واقفا خلفها.
قال: إنها تشبهك تماما, لقد أخذت منك الكثير من الأشياء"
قالت جو بسرعة: نعم, الجميع يقولون ذلك" وقبل أن تقوم بأي شيء كان هو قد انحنى يحمل أليس يحتضنها بملء ذراعيه وهو يحدق فيها عن قرب. وأغمضت أليس عينيها وهي تضحك مسرورة رافسة بساقيها الصغيرتين.
قال: هل ثمة شبه بينها وبيني؟"
قالت: قـ .. قليلا"
زم فمه قائلا: وما هو هذا القليل؟"
قالت: إذا كنت تعرفه يمكنك أن تدرك ذلك بنفسك" أخذت منه أليس ثم أسرعت خارجة نحو سيارتها حيث وضعت حولها الحزام مثبتة إياها بشدة.


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-12-09, 02:38 AM   #24

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



جلس كلاي في المقعد بجانبها ثم أغمض عينيه ولم يفتحهما إلا عندما أوقفت السيارة أمام الكوخ, ثم انتظرت منه أن يخرج ولكنه لم يتحرك.
قالت: لقد وصلت إلى منزلك يا كلاي" استدار ينظر إلى الكوخ قائلا: نعم هذا صحيح, هيا بنا" وفتح الباب.
نظرت جو إلى الخلف إلى ابنتها, ثم قطبت حاجبيها قليلا قائلة: ربما" وفكرت في أنه من المؤكد أن ليس لدى أمها أي موعد مع مزينة الشعر, وفتح كلاي لها الباب فخرجت وكل عضلة في جسمها تؤلمها مما عانته.
عندما تبعته في الطريق انتبهت إلى حركة على السطح. كانت الحمائم ترفرف فوقه, تماما كما رأتها في أول يوم جاءت فيه إلى الكوخ مع زوجها في أول يوم من زواجها منه. أمسكت بيد ابنتها ومشت ببطء في أنحاء المنزل. كان المكتب في غرفة المطالعة غير مغطى وقد بدا أن قد استعمل حديثا, ولكن غرفة الصباح كانت مغطاة بالملاءات كما كانت الستائر مسدلة, وكان المطبخ نظيفا ومنظما ولكن ليس بالتألق الذي كان عليه أيام عناية السيدة جونسون الفائقة.
كان في الثلاجة القليل من المواد الغذائية, وأخرجت جو علبة تحتوي على البيض, وساورها شعور غريب وهي تفتح الخزانة عالمة بالضبط مكان كل شيء, مما يعني أن لا شيء قد لمس منذ تركها المنزل.
فابتدأت بسرعة تخفق البيض وتحمص الخبز, وتحضر القهوة وكانت أليس في هذه الأثناء قد وجدت خزانة أعجبتها ففتحتها وابتدأت تفرغ محتوياتها على الأرض وتعبث بها, ولم يكن لدى جو وقت لمنعها, كانت تجهد في أن تهيئ كل شيء لكي تنسحب بسرعة حالما يظهر كلاي. ولما استدارت رأته واقفا عند الباب يراقبها.
قال لها: ألن تأكلي معي؟"
قالت: أنا .. كلا" وابتعدت عنه حيث أخذت تلملم العلب التي كانت أليس تعبث بها ثم تعيدها إلى الخزانة.
قال آمرا: دعي ذلك! ستأتي السيدة جونسون في ما بعد. وأظنها تحب أن تنطلق من نقطة الصفر"
وجدت أن عليها أن تقول: أظنها لم تأت إلى هنا منذ وقت طويل"
أجاب: ولم يأت أحد إلى هنا منذ وقت طويل, ذلك أنني لم أقرر بعد أن أعود إلى هنا, أم أبيع المكان" شعرت بقلبها يتفتت وهي تتصور أناسا آخرين يعيشون في بيتهما, ولكن كان عليها أن تواجه الواقع وقالت: من المؤسف جدا أن تتركه فارغا, أين كنت تسكن؟"
أجاب: بعد أن رحلت استأجرت شقة في المدينة"
قالت: إنني لم أرحل, بل أنت طردتني!"
قال: ما الذي حدث لك؟ هيا أحضري لنفسك فنجانا واجلسي معي, إنني أريد أن أسألك شيئا" وجلست أمامه تراقبه وهو يتناول الفطور الذي أعدته له.
قالت: حسنا؟"
"هل في إمكان أمك أن تتعامل مع ..." وأشار إلى أليس " إنها تبدو صعبة المراس"
قالت: ليس كما يجب, ولكن أثناء مكوثي معها أظنها ستستاء إذا أنا أحضرت من ترعى الطفلة, ولكن عندما أنتقل من عندها فلأمر عند ذاك يختلف"
نظر إليها قائلا: تنتقلين من عندها؟ هل تفتشين عن منزل تعيشين فيه بمفردك؟" وابتدأ عرق ينبض في صدغه. " أو ربما لن تكوني بمفردك"
شعرت بوجهها يشحب وقالت: إنني امرأة ناضجة يا كلاي وقد تركت منزل أهلي منذ وقت طويل"
نظرت أليس إليهما من حيث تلعب على الأرض بينما نظرت إليها جو قائلة بهدوء: لقد انتهى هذا الحديث" وفجأة وقف ثم تحول عنها وهو يقول بازدراء: يا للخسارة! هل ستستعملين الحضانة إذا تابعت انشاءها؟"
طرفت هي بعينيها إذ ترى الموضوع يتغير في لحظة ثم قالت: طبعا, ولكنني لا أفهم ما الذي تريده من وراء إنشائها؟"
قال: قوى عاملة موالية" وانحنى إلى الأمام يمسك بيدها, ثم عبس وهو ينظر إلى أصابعها مركزا أنظاره على خاتم الزفاف لحظة, ثم تابع قائلا وقد مد فمه كخط نحيل قاس: من الصعب أن نجد مهندسين أكفاء, كما أن لدينا اتفاقية وأنا لا أريد أن تعتذري يوما بحجة أنك تريدين البقاء في المنزل لأجل أليس" سحبت يدها من يده قائلة: ليس في إمكاني الاستغناء عن العمل لأجل رعاية ابنتي!"
قال: كلا؟ حتى وأنت عندك ثمن تلك الأسهم؟" فجمدتها نظرته في الكرسي وهي تقول: إنني أحتاج إلى ذلك المال لأجل مكان ..." وتوقفت عن الكلام, لقد قالت أشياء أكثر من اللزوم.
أكمل كلامها مفكرا: مكان تعيشين فيه؟ إذن فقد كان شرطك أن تستعيدي أسهمك خدعة؟ وأنا قد صدقت قولك. إنها غفلة مني لن تتكرر" وابتسم فجأة قائلا: إنك إذن تظنين أن فكرة الحضانة جيدة؟"
أجابت موافقة: كان يجب أن تكون قبل الآن"
قال: إذاً. اعتبريها حقيقة واقعة وفكري كم ستكون بقية الأمهات العاملات عندي شاكرات لك!"
أجابت: والآباء أيضا, فأنا بالنيابة عن كل الرجال الموظفين عندك أشكر لك كرمك!" من أين وجدت القوة لتواجهه؟ والتفتت إلى ابنتها تقول: هيا يا أليس, حان وقت العودة إلى البيت" استجابت الطفلة على الفور لتخرج بها جو وتثبتها في المقعد الخلفي في السيارة وعندما نظرت خلفها رأت كلاي يزيح الستائر لكي يسمح لضوء النهار بالدخول. وتساءلت عما إذا كان قد صمم نهائيا على الاحتفاظ بالكوخ أو على البيع.
وفي الصباح التالي كان في إمكانها تجاهل بقع الرضوض الملونة في مختلف أنحاء جسدها شاكرة حظها على أنها في أمكنة غير معرضة للنظر.
في اليوم التالي وصلت إلى المكتب لتجد نفسها قد أصبحت بطلة والجميع يسألها: كيف استطعت إقناعه؟"
قالت جو بضيق: أقنع من؟" ولكنها كانت تعرف الجواب عن هذا السؤال.
قالت موظفة الاستقبال التي كان لها طفلان, والتي أبدت غاية الشكر: طبعا السيد تاكيراي, إنه مستمر في إنشاء الحضانة لقد سمعته يا جو, كان واقفا حيث تقفين أنت الآن, وهو يقول لبيتر أنك أقنعته بصواب إنشاء الحضانة"
سألتها جو: بيتر لويد؟"
"نعم وقد بدا شاحبا تماما"
قالت جو ساخرة: إنه يظن أن جميع الأمهات يجب أن يبقين في المنزل يطحنون الجزر لأطفالهن!" ولكنها لم تكن تشعر بالسخرية, ذلك أن كلاي إذا هو وقف يتكلم بهذا الشأن في مكتب موظفة الاستقبال فهذا معناه أنه يريد أن يعرف رأي كل شخص في ما يجري.
تتابعت ساعات النهار بسلسلة مكالمات تهنئة من بقية الموظفات, وعقب الظهر مباشرة كان كل من في المبنى قد عرف أن ثمة حضانة للأطفال ستنشأ وأنها هي قد أقنعت الرئيس الجديد بذلك.
في الساعة الثالثة استدعيت إلى مكتب الاستقبال لاستلام شيء يخصها. وهرعت هي يحدوها الفضول.
كان ثمة سلة وروود حمراء رائعة تصلح لغرفة ملابس ممثلة سينمائية, وقلبت جو البطاقة التي لم تكن ضمن مغلفو وكان عليها بضع كلمات ظاهرة عمدا لكي يقراها الجميع. ودون شك قد قرأتها موظفة الاستقبال.
توقفت عن السير وحاولت أن تبتسم وهي تقول: لماذا لا تبقينها هنا لتزيني بها القاعة؟ فليس لها مكان في مكتبي"
في الساعة الخامسة بينما كانت مستغرقة في أفكارها عما حولها, دون أن تنبته إلى انفضاض الجميع من حولها وكأنهم وجدوا فجاة ما يشغلهم, رفعت ناظريها لتجد نفسها وحيدة أمام كلاي الذي كان يقف مستندا إلى الباب. ونظرت حولها ثم ابتسمت له بأسف: إنك تعرف تماما كيف تخلي غرفة ممن فيها!"
توقف مظهرا التهكم وهو يجيب: إنك لست في وضع يخولك أن تطلبي شيئا يا عزيزتي!" تجاهلت قوله هذا وتابعت تقول: لا يمكنني الآن التصميم تماما ولكنني كنت أتساءل عما إذا كان في إمكاني استعمال اسمي بعد الزواج" انتظرت جوابه, ولكن التجاوب الوحيد الذي بدر منه هو توتر فكه الأسفل, فتابعت تقول: إن هذا سيرد إلى اعتباري بشكل حسن, ألا تظن ذلك؟ إنه يوقف الشائعات الفضولية" ولم تنتظر جوابه بل تابعت: وإلا ..." سألها: وإلا ماذا؟" قالت وهي تتساءل إلى أي مدى يمكنها أن تصل: وإلا فإن الحضانة يجب أن تكون مجانية" فاستدار ليخرج وهو يقول: لا تكوني سخيفة يا جو! سأراك في مكتب الاستقبال الساعة الخامسة والنصف" تناولت سماعة الهاتف وأدارت القرص: ألو؟ مكتب شؤون الموظفين؟ إنني جو غرانت, إن عندي تعديلا لإدخاله في الملفات...." ولكن يد كلاي قطعت المكالمة فوضعت السماعة مكانها وانتظرت.
"إنك مخادعة يا جو"
"حقا؟"
"لقد رفضت أن تحملي اسمي عندما كنا معا, وأنت لن تحمليه الآن" ازدردت ريقها ثم قالت: إن علينا جميعا أن نضحي!"
قتم وجهه ثم قال: لقد قررت أن يكون المبلغ المدفوع للحضانة من الموظف خمسين بالمئة من التكاليف وهذا شيء منطقي!" رن جرس الهاتف فوضعت يدها على السماعة قائلة: هل عشرة بالمائة تكفي؟"
قال: أربعون"
رن جرس الهاتف مرة أخرى فتناولت السماعة واضعة يدها على فوهتها وهي تقول: عشرون؟" ثم تكلمت في الهاتف قائلة: نعم يظهر أن الهاتف قد انقطع أثناء المكالمة, وكما قلت فإن عندي تعديلا في الملف"
قال: خمسة وعشرون" ارتسمت على شفتيها شبه ابتسامة وهي تقول في الهاتف: سأعاود الاتصال بك" وألقت نظرة إلى ساعتها قائلة: خمسة وعشرون بالمائة وهو مبلغ مناسب, سأراك في الأسفل بعد نصف ساعة" وعندما استدار ليخرج نادته قائلة: كلاي؟"
"نعم؟"
"أشكرك على الزهور"
أومأ برأسه قائلا: إنني مسرور إذ أعجبتك, لقد كانت ..." وتردد وكأنه يفتش عن الكلمة المناسبة ثم تابع قوله: كانت غالية الثمن نوعا ما"
"إنها تستحق ثمنها" عندما نزلت في آخر الدوام إلى مكتب الاستقبال لتخرج بجانب كلاي, التفتت الرؤوس نحوهما تراقبهما. فتح لها باب السيارة متمهلا إلى أن استقرت في مكانها. كان يتصرف ببطء متعمد وتحملت هي ذلك بصبر وكياسة, لقد كلفته بهجته هذه غاليا, ولكن عندما توقف قرب المقهى, قبيل الوصول إلى منزلها قالت معترضة: ليس لدي وقت, إن علي أن أصل إلى بيتي"
قال: ليس في نيتي أن أعرض عليك شرابا أو قهوة, ولكنني لا أريد أن أوقف السيارة خارج منزل والدتك لكي تتلصص علي من وراء الستائر, هل يمكننا التحدث هذه الليلة؟"
أجابت: قد لا أجد من تجلس مع ابنتي إذا أنا خرجت معك"
قال: إنني متأكد من أن أمك ستكون سعيدة بأن تقوم بذلك, ذلك أن عندي شيئا أريد أن أبحثه معك"
قطبت جبينها قائلة: خداعي؟"
قال: ما من سبب يجعلك تحملين اسم السيدة تاكيراي يا عزيزتي أليس كذلك؟ لم تجب هي فترة ثم قالت بوجه متجهم: وجب عليك التصرف بطريقة صحيحة وأنا في إمكاني أن أذكرك بوعدك في أن تعلن زواجنا في الصحف المحلية"
"وعدي....؟"
"هل نسيت؟ تعال لتأخذني الساعة الثامنة, أم أنك تريد أن تقابلني في مكان آخر لتجنب مواجهة أمي؟" أدار المحرك وهو يقول بابتسامة باهتة: سآتي لاصطحابك"

نهاية الفصل الســـابع



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-12-09, 05:11 PM   #25

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن

لم تكن والدة جو مسرورة كانت على استعداد للجلوس بجانب الطفلة فى غياب امها
ولكن عندما اخبرتها جو السبب قالت انك مجنونة انك ستذهبين معه سيذيقك الويلات مرة اخرى
هزت جو راسها مرة اخرى كلا لا اظن ذلك لقد قال انه سيتحدث معى قى امر خاص واخذت تلتقط العاب اليس من على الارض وهى تتابع "لقد قلت شيئا هذا النهار ربما جعله يفكر فى الطلاق " قالت امها وهى تاخد الالعاب منها فى هذه الحالة يجب ان تذهبى وتجهزى نفسك
حتى تبدى فى افضل حال
اخذت تبحث فى خزانة ثيابها عما يمكنها ان ترتدية ويكون مناسب ربما كانت امها على حق ويجب قطع الرابط بينهما للابد مهما كان مقدار الالم الذى يسببه هذا اذ لاشك فى ان الالم سيكون
هائلا لها .
فقد شعرت بالرغم ماحدث عندما دخل لمكتبها ان النور غمر مكتبها قد يكون نورا قاسيا ولكنه يبدد كل التوتر فى علاقتهما ولكن ولاول مرة منذ خرج كلاى من حياتها
شعرت جو انها حية وهذا فى منتهى الخطورة
اخرجت الثوب الذى كانت ابتاعته لترتديه فى حفلة عشاء الشركة ولكنها لم تذهب للحفلة لان اليس كانت مريضة وبعد ذلك لم تحدث مناسبة لارتدائه كان اسود اللون بسيطا
ولربما كان مناسب للمناسبة الحالية اخذت اليس للفراش حيث لعبتا لفترة وبعد ذلك بدات تستعد للخروج وقد ادركت ان الحق مع امها فى ان تبدو باجمل حلتها
بالغت فى زينتها وتعطرت باجمل العطور التى قدمتها لها اختها هدية بعيد ميلادها
وكان الثوب رائعاااااا مستقيماااااا من الكريب الاسود يصل الى ما فوق كاحليها
وضعت فى اذنيها قرطيين ذهبيين طويلين ولكنها لم تضع شيئااا على عنقها
اذ كان سواد الثوب بجانب بياض بشرتها لم يكن ذلك فى حاجة لاى زينة
وضع رنين جرس الباب حدااا لتصوراتها هذه ولم تكن قد سمعت وصول سيارة الاوستن
والقت نظرة اخيرة على صورتها فى المراة ثم اسرعت تهبط السلم قبل ان تقول له
امها شيئااااااا يندم عليه الجميع وامسكت انفاسها وهى تقف فى مدخل غرفة الجلوس
كان كلاى واقفا وهو يستمع لشىء كانت امها تقوله له وكان انيقا واثقا من نفسه ومن جاذبيته استقام فى وقفته حين دخلت هى متقدمة نحوهما وعندما نظر اليها محملقا بدهشة فشعرت بالسرور لعنايتها الفائقة بمظهرها
قالت جوانا "وشعرت بالسرور حين تعلقت نظراته بها باعجاب ولم يكن فى استطاعتها
تحمل ذلك لحظة واحده
قالت ببرود يتعارض مع غليان دمها فى عروقها "مساء الخير يا كلاى هل عرضت امى عليك شرابا "
أجاب لقد فعلت ولكنى اوضحت لها اننا لنا مائدة محجوزة الساعة الثامنة والنصف و
ويجب ان نذهب الان .
اومات براسها برشاقة "الى اين نحن ذاهبان "
أجاب " لقد جعلت ذلك مفاجاة صغيرة "
قالت باسمة : اذن سانتظرك فى القاعة ريثما تخبر امى الى اين يمكنها ان تتصل بنا فى حالة حدوث اى طارىء ولما قطب جبينه قالت : من اجل اليس
بعد لحظات كان يقود ها بثبات من مرفقها للسيارة وهو يقول فى اخر مرة انتابنى مثل
هذا الشعور كنت فى السابعة عشر ة من عمرى
قالت:: حقا وكيف ؟؟؟
اجاب كان على وقتئذ ان اخبر امك الى اين انا سوف اخذك
ضحكت : هل ذكرتك انك يجب ان تعيدنى الى البيت قبل الثانية عشرة؟؟
رمقها بنظرة لم تقل الكثير يا سندريلا ولعلها تذكرت فى اخر لحظة اننى زوجك
قالت اذا كان هذا نوع الحديث الذى ستحدثنى به فمن الافضل ان تعيدنى الان
الى منزلى
قال وقد كانت السيارة توقفت "لقد فات الاوان لذلك لقد وصلنا
نظرت جو من النافذة ورات الانوار تنعكس فى النهر وانتفض قلبها عندما عرفت المكان الذى اتى بها اليه جاعلا منه مفاجاة لها


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-09, 10:22 PM   #26

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


فقد كان هو نفس المطعم الجميل الذى احضرها اليه اول مرة خرجا فيها معا لم تكن لتصدق ابدا انه يمكن ان يكون بهذه القسوة
لاشىء قد تغير السقف المنخفض ,الانوار الخافتة ,والشموع على الطاولات فى اول مرة اجتازت هذه الطاولات كانت تحلق فى اجواء السعادة بجانبه وكان الناس يميلون برؤسهم نحوهما
وها هى الان تسير مستقيمة الجسم فى كبرياء والابتسامة على ثغرها ومازال الناس يرفعون رؤسهم يتابعونهما بأنظارهم
استقرا فى النهاية فى زاوية هادئة وقائمة الطعام امامهما ورفعت جوو كوب الماء الى فمها لترطب به شفتيها الجافتين
سألها : (( هل صممت على شىء ))
نظرت فى القائمة وهى تقول ماذا ؟ أوه ؟كلا ونظرت الى خليط من الكلمات لم تستطع ان تفهم منها شيئا وقالت : اننى لست جائعة
قال : :هل اختار لك شيئا ؟
أومأت بتعاسة قائلة ((اذا كان لابد ان ناكل ))
قال : ان هذا هو المفروض فنظر للنادل وطلب منه ان يحضر الطعام لهما
جلسا بصمت ثم سالته : بادب كيف حال والدك
اجاب : ((صحته ليست جيدة تماما ولكنه يحاول ان يحتفظ بقدرته على العمل ))
قالت : لقد ارسلت الى بطاقة فى ذكرى مولدى وهدية لاليس
قال : :هذا اكثر مما ارسل الى انا ولكنه يعتقد اننى حرمته من حفيدته
قالت : اننى متاكدة من انك بذلت وسعك لاصلاح مفهومه ذالك
أجاب فى الحقيقة كلا
وتعلقت ناظراه بناظريها: لقد فضلت ان اتمسك ببقايا كبريائى
ارتجفت يدها وتركت الكوب من يدها بسرعة قائلة
هذا هو السبب اذن فى رغبته برؤيتها ؟
قال : هذا يجعله سعيدا جدا ان صحته تتاخر هل امكنك احتمال ذلك
قالت : حاولت الاتصال به هاتفيا ولكننى وجدت انه قد سافر
الى الخارج بعد ارسال البطاقة الى وايلز
قال لقد عاد الان
لم تعرف جو بماذا تجيب ذلك ان كلاى يدعوها للتظاهر
بما يعتقد انه كذب وبدا هذا غريبا على طبعه
سرها حضور النادل بالطعام وحدقت فى الطعام برهة
ثم تناولت الشوكة وابتدات تضع السمك المدخن فى طبقها
سالها : احقا انت غير جائعة
هزت راسها نفياا كانت تشعر بمعدتها منقبضة وقالت :
لقد احضرتنى الى هنا لكى نتحدث عن امر ما
قال : عندنا المساء بطوله
قالت : أفضل ان ننتهى منه أولا اذا لم يكن لديك مانع
قال : :ظننت انت ربما
وتوقف عن الكلام برهة ثم عاد يقول (( لقد كان الامر غلطة واضحة ولكننا لانستطيع ان نخرج فى منتصف الطعام ))
قال: كن واثقا انا لست غبية ياكلاى فانا اعرف ماذا تريد ؟
وضع كوب الماء ونظر اليها وقال: حقا لقد ظننت ذلك , اخبرينى لماذا مازلت تضعين نفس خاتم
الزواج يا جوانا لقد تركت مجوهراتك كلها ولكن يظهر ان هذا له اهمية خاصة
قالت :المجوهرات لها قيمتها الذاتية ولكن هذا الخاتم له قيمة معنوية فقط بالنسبة الى
نظرت له وقالت هل تريد ان تستعيده يا كلاى
تضرج وحهه وقال : كلا لا اريد
وتوتر فمه وهو يتابع اذا كان يمنحك احتراما معينا انا لااضن به عليك
اندفعت واقفة وقالت اذا انا كنت اريد ذلك النوع من الاحترام يا كلايتون تاكيرى
كانت تتكلم غير ابهة لهؤلاء اللذين اخذوا يحدقون فيها
وتابعت : كنت اذن حملت اسمى الزوجى فى اى وقت شئت
وحاولت ان تخلع الخاتم ولكنها لم تستطيع وقالت :أوه انه ضيق دوما سارسله اليك
واختطفت حقيبة يدها وركضت خارجة من المطعم ورات سيارة تقترب فاندفعت اليها
معطية عنوانها للسائق والتقط السائق هاتفه ليحادث مكتبه قالت تستعجله بسرعة ارجوك
ولكن بعد فوات الاوان اذ فتح الباب ليلقى كلاى بنفسه الى جانبها والتفت السائق
ينظر اليهما معاا سائلا ((نفس العنوان يا سيدتى ))
أجابت : نعم من فضلك
قال كلاى: اتبع الطريق الريفى
أجابه: ((الافضلية للسيدة يا سيدى ))
فجاة شعرت بالخجل من عدم امتلاكها لاعصابها فرفعت يدها مستسلمة وهى تقول
لا باس كان عليهما ان يتحدثا وكلما اسرعا بالامر كان افضل لهما
وابتدات ترتجف قال لها تشعرين بالبرد هنا
وخلع سترته ووضعها على كتفيها
قالت تعتذر : ما كان لى ان اتصرف بهذا الشكل لم يكن قصدى ذلك
قال : لقد وضح لى الامر من عدم استطاعتك ضبط اعصابك
قالت : اننى مسرورة اذ يمكنك الاستفادة من ذلك والحصول على الطلاق
اندفع يواجهها قائلا بعنف اهذا ما تبغينه ؟؟
قالت أظن هذا أفضل)
وحولت نظراتها بعيدا وقد اربكتها قوة نظرااته اليها وتابعت تقول ولكننى اظن فى هذه الظروف على ان ابحث عن وظيفة اخرى فهل تدعنى اذهب ؟ ارجوك ياكلاى
كانت عضلات خديه تهتز وهو يقول :اننى لا استطيع ارغامك بعد انذار ثلاثة اشهر
عليك ان تبقى اثناءها تمارسين عملك
ثلاثة اشهر ؟ وغاص قلبها فى اعماقها لقد كانت اقل من 3 اسابيع ومع ذلك شارفت اعصابها على الانهيار وقالت (( انك لن تجبرنى ابدا على ان اعمل معك فى مثل هذه الظروف ؟))















monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-12-09, 01:37 AM   #27

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي

وحولت نظراتها بعيدا وقد أربكتها قوة نظراته إليها . وتابعت تقول :" ولكنني أظن انني ، في هذه الظروف ، علي أن أبحث عن وظيفة أخرى. فهل تدعني أذهب ؟ أرجوك يا كلاي ."
كانت عضلات خديه تهتز وهو يقول :" إنني لا أستطيع إرغامك بعد انذار ثلاثة أشهر ، عليك أن تبقي أثناءها تمارسين عملك ."
عندما رفع ذراعه عنها ، عاد الجليد يحتل جسدها . ثلاثة أشهر ؟ وغاص قلبها في أعماقها . لقد كانت أقل من ثلاثة أسابيع ، ومع ذلك شارفت أعصابها على الإنهيار . وقالت :" أنك لن تجبرني أبدا على أن أعمل معك في مثل هذه الظروف؟"
قال :" إنني أتساهل معك إذ أدعك تذهبين بعد ثلاثة أشهر فقط . وأنا أتوقع أن أسمع كل ذلك من مكتب محاميك ."
نقر على الزجاج الفاصل بينه وبين السائق قائلا :" قف هنا ." ووقف السائق ، وناوله كلاي أوراقا نقدية ونزل قائلا له :" خذ زوجتي من فضلك إلى المكان الذي تريده ."
هتفت به:" كلاي ، لا يمكنك النزول هنا !" وكان الضباب يتصاعد على طول النهر . وتابعت :" خذ سترتك على الأقل."
وأخرجتها إليه من النافذة ، ولكنه لم يستدر إليها ، ففتحت الباب وابتدأت تركض وراءه منادية :" كلاي !" ولكنه كان قد اختفى ، وأخذت تستدير حول نفسها في محاولة لمعرفة الطريق الذي ذهب فيه . ثم أدركت أين هي . وبعد أن ترددت لحظة ، سلكت الممر المحاذي للنهر غائصة بحذائها العالي في الوحل وهي تشتم بعنف وصرخت :" كلاي!" وتحرك شيء هنا لم تستطع أن تتبين ما هو ، ثم تحرك مجددا فهربت مذعورة من تلك الأنفاس الثقيلة بجانب قدميها . وصرخت عاليا بذعر :" كلاي ." لتتوقف فجأة وقد شعرت بشيء يشدها . وحاولت أن تصرخ ، ولكن الرعب أمسك بخناقها محولا لسانها إلى قطعة من خشب .
سمعت صوته يصرخ بها :" ماالذي تظنين نفسك بسبيله ؟"
نعم ، لقد كان هو نفسه ، لقد رأته وهو يديرها نحوه ، فألقت بنفسها عليه لاهثة وهي تتعلق بعنقه محاولة أن تتنفس قائلة :" كان ... هناك ... شيء ما ..." وإذ شعرت بشيء من الشجاعة بين ذراعيه ، التفتت لتتحقق من ذلك الذي كان يطاردها . كان كلبا ضخما أسود وأبيض يجثم في الطريق ، وقد مال برأسه إلى ناحيتها . وشهقت وقد شعرت بحماقتها فجأة ، وقالت ذاهلة :" لقد كان كلبا

قال ببرود أدخل الرجفة في جسدها :" وما الذي ظننته إذن ؟" فتمالكت نفسها وهي تتراجع إلى الخلف . ثم مدت يدها إليه بالسترة وهي تقول :" إنك ... تركت هذه ." ولم يمد يده لأخذها فسقطت يدها جانبا ، وهي ترتجف متابعة قولها :" ستصاب بالبرد ."
هتف وهو يأخذ السترة من يدها ويضعها على كتفيها يدثرها بها ويسألها :" ماذا أفعل بك الآن ؟"
تصلب جسدها وهي تسأله :" تفعل بي ؟ تفعل بي ؟ " وصدرت عنها شهقة مختنقة وهي تقول :" أرجوك أن لا تزعج نفسك لأجلي ." واستدارت تسير بسرعة عائدة من الطريق الذي جاءت منه .
هتف وهو يلحق بها :" أزعج نفسي ؟" وترنحت هي ثم تعثرت في سيرها . وتابع قوله :" لم تكوني سوى إزعاج لي منذ اليوم الذي رأيتك فيه ." وأرغمت نفسها على الاستمرار في السير ولكنه أمسك بذراعها وأدارها نحوه لتواجهه قائلا :" قفي ، تبا لك ."
سألته بحدة :" لماذا أقف ، ما دمت أنا أزعجك إلى هذا الحد فيجب أن تكون مسرورا لرؤيتي أذهب." قال :" إنني أعرف ذلك وفكرت في أن أتصرف بهذا الشكل ، ولكن هذا لم ينفع . لهذا استغليت الفرصة عندما مات تشارلز لأستلم مقاليد الشركة . وكنت أريد أن أريك كيف أنسف الشركة نسفا . لأستطيع بعد ذلك أن أبعدك من عقلي بعيدا مع الحطام . كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي وصلت إليها لكي أؤذيك كما آذيتني ."

قالت :" ولكنك ... تتوسع في الشركة وتبني حضانة . أوه ، يا للتعاسة ." وفجأة ، اتضح أمامها كل شيء ، فتابعت تقول :" إنها خدعة قاسية فقط ، وعندما يكتشفون ذلك سيفتكون بي . ولن أستطيع بعدها أن أحصل على وظيفة أخرى أبدا..."
قال : " هذه كانت الفكرة العامة ... "
سألته بمرارة :" وحادث السيارة ؟ هل كان هو أيضا جزءا من الخطة ؟"
أجاب :" كلا . لقد كان الحادث حقيقا تماما ." وسكت برهة ، ثم أضاف قائلا :" ولكن لو سرنا ميلا آخر لكان الوقود قد نفذ من السيارة ."
سألته بعنف :" إنك لم تتابع الأمر حتى النهاية ؟ لابد أنك على شيء من الخلق جعلك تمتنع عن اهانتي ."
أجاب بنفس العنف :" إنك لن تفهمي حتى ولا بعد مليون عام ." واستدار مبتعدا عنها .
تبعته وقف شعرت باليأس فجأة ، قائلة بلهفة :" إنك لن تفعل ذلك يا كلاي ؟ إنني لا أطلب ذلك لنفسي . فنفسي غير مهمة . أرجوك ... إنني سأفعل كل ما تطلبه مني."
وقف وهو ينظر إليها نظرة ذات معنى وقال :" كل ما أطلبه منك ؟ إنك إذن لم تتغيري ، لقد ظننت ... " وألقى برأسه إلى الخلف وهو يئن قائلا :" آه ، يا لسوء الحظ ... لقد ظننت ... "
قالت بحدة :" ظننت ؟" وبدا عليها الكدر وهي تقول :" ومنذ متى توقفت عن الظن ؟" ولم تتمالك أعصابها فأخذت تضربه على كتفه بقبضتها وترفسه من الخلف، فاستدار إليها ووقف يتلقى ضرباتها وهو يقول :" نعم ، هيا ، استمري يا جو اخرجي ما في داخلك . لقد امتلأت إلى حد أصبح من الغريب أنك لم تنفجري بما تكبتينه من مشاعر . لقد استفززتك ، وأهنتك وأحرجتك إلى حد لا يطاق . ولكنك سكت عن كل هذا . ما الذي يمنعك من الاعتراف و الإفصاح عما في نفسك ؟ مم تخافين ؟"
صرخت بألم :" إنني لست خائفة ."
قال :" كلا ؟ اثبتي ذلك . هيا ، لماذا لحقتني في ذلك الطريق ؟ ألا يمكنك أن تعترفي بالحقيقة لنفسك ؟"
قالت :" الحقيقة ؟ أية حقيقة ؟"
قال : هي هذه ، إنها الحقيقة الوحيدة التي يمكن أن تكون بين رجل وامرأة . " وجذبها إليه بحدة .
وعندما أدركت نيته صرخت :" كلا ، يا كلاي ." ثم أخذت تقاومه .
قال :" فات الأوان ، يا عزيزتي . لقد قلت إنك ستعطينني ما أطلب ، وأنا أطالبك بوعدك ." وأخذها بين ذراعيه يحتضنها بشدة . وما لبثت مقاومتها أن انهارت بعد إذ أخذت تتجاوب معه برغبة عنيفة تماثل رغبته ووجدت نفسها تتعلق برقبته وعندما انفصلا أخيرا ليستطيعا التنفس أخذا ينظران الواحد إلى الآخر بذهول ، ثم اقتربت منه غير مبالية .
قال بصوت أجش وهو يقبض على يدها :" ليس هنا ." وركضا مسرعين في الطريق دون اكتراث بالوحل المتطاير على أرجلهما وثيابهما.
لف ذراعه حول خصرها وهو يخرج المفتاح ليفتح باب الكوخ . وكادا يسقطان معا إلى الداخل حين فتح الباب فجأة تحت ثقل جسديهما .
مرة أخرى ، عندما أصبحا داخل البيت ، أخذها بين ذراعيه بشوق بالغ . كما أن جو لم تستمع إلى صوت العقل الذي كان يحذرها . فكانت كمن أصابه مس من الجنون . لقد طال بها شوقها إليه ، ولم تعد تستطيع التراجع حتى لو شاءت .
حملها بين ذراعيه صاعدا بها السلم إلى حيث كانت يوما غرفة نومهما .
يبدو أنها نامت ، إذ فتحت عينيها لتراه واقفا بجانب السرير مرتديا كامل ملابسه .
سحبت غطاء السرير فوقها وهي تسأله :" كم الساعة ؟"
أجاب :" لقد تجاوزت الواحدة صباحا ."
قالت :" لقد تأخر بي الوقت ."
أومأ برأسه قائلا :" سأحضر السيارة إلى أمام المنزل ."
ارتدت ثيابها بسرعة ، وسرحت شعرها قدر استطاعتها . قاد السيارة بهدوء خلال الشوارع الهادئة ، مركزا انتباهه على القيادة ، تاركا إياها لأفكارها . وأوقف السيارة في الطريق أمام منزل أمها ، ثم فتح لها الباب وأنزلها .
قالت :" كلاي ..."
قال :" غدا يا جوانا ، فليس الآن وقت للحديث." وأخذ منها مفتاحها وأدخله في الباب بهدوء ثم فتح الباب . وقال لها :" سآتي إليك حوالى الحادية عشرة ."
قالت :" كانت ليلة جنونية ، ياكلاي ، وأريد منك أن تنسي كل ما حدث . عدني بذلك ."
قال باختصار :" غدا . سنتحدث غدا ، ادخلي الآن ."
جاء صوت أمها يناديها :" جو . أهذا أنت ؟"
تمتم كلاي :" بلغيها اعتذاري وأخبريها أن عجلة السيارة انفجرت ." وقبلها في خدها قائلا :" ليلة سعيدة ."


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-12-09, 01:39 AM   #28

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



راقبته إلى أن دخل سيارته ، ثم رفع يده يحييها قبل أن يتوارى بسيارته وراء المنعطف .
بدت أمها في أسفل السلم ملتفة بمعطفها المنزلي وهي تنادي :" جو ؟"
ردت جو قائلة :" نعم يا أماه . آسفة لتأخري ."
قالت الأم :" لا بأس ، إن أليس لم تستيقظ ." وتأملتها برهة مفكرة ، ثم قالت :" حسنا ؟ هل كنت على صواب ؟ هل طلب منك الطلاق ؟"
قالت بابتسامة المحكوم عليه بالإعدام :" لقد تفاهمنا حول كل المسائل المعلقة بيننا ، وهو سيأتي في الصباح للتحدث في التفاصيل ."
قالت الأم ببراءة :" ألم يكن لديكما الكفاية من الوقت للتحدث الليلة ؟" ولم تنتظر الجواب بل دخلت المطبخ وابتدأت تحضر الشاي . ولكن جو قالت :" سأصعد رأسا إلى فراشي إذا سمحت ، لقد كان أسبوعا متعبا من نواح عديدة ."
ولم يكن في نيتها أن تنام . فإن ما بقي من هذه الليلة أرادت أن تستجمع فيها نفسها المشتتة ، راجية أن تتمكن من ذلك . أيقضت أليس أمها بوقوقتها المرحة وهي تقول :" البط ، أطعموا البط ." ثم أخذت توقوق كما يفعل البط مرة أخرى .
ظلت جو مستلقية لحظة في السرير وقد شعرت بأعضائها ثقيلة بشكل غريب . وحاولت أن تتذكر متى شعرت لآخر مرة بمثل هذا الالم. ونهضت تنظر في الساعة كانت العاشرة والنصف ,وقطبت جبينها لحظة, شاعرة بأن هنالك شيئا مهما عليها ان تتذكره. وفجأة ,تذكرت كل شيء, فقفزت من السرير, واغلقت الباب كل لاتنفذ منه أليس,ثم دخلت الحمام.
انعشتها المياة الساخنة,ثم ارتدت ثيابا بسيطة عبارة عن سروال جينز وقميص مقفل, وحملت أليس ثم نزلت غلى الطابق السفلي وهي تنادي امها. اجابتها:"هنا يا عزيزتي."
تبعت صوت امها الى غرفة الجلوس فوجدتها جالسة الى جانب المدفأة تتحدث إلى كلاي, الذي نهض لحظة دخولها قائلا:" مرحبا ياجو."
ازدردت ريقها وهي تقول:" مرحبا ياكلاي ." كانت تدرك ان وجهها متضرج كفتاة في الخامسة عشرة. واخذت امها تنقل ناظريها بينهما ثم قال:"لقد احضر لك كلاي بعض الازهار ,ياجو,وهي في المطبخ."
تكلفت الابتسام وهي تقول:"ورود؟ارجو ان لاتكون حمراء."
قال :"انها وردية اللون, وهذا اسلم عاقبة." وتخلصت أليس من يد امها , ثم هرعت نحو جدتها تقول:"اطعموا البط."
اجابت المرأة:"اسفة ياعزيزتي,ليس اليوم." ونظرت اليهما قائلة:"لقد وعدتها برحلة النهر هذا الصباح, وانا اكره ان اخيب املها. ولكن عندي صداع بسيط."ومست راسها برقة.
قالت جو:"سآخذها في مابعد."
وقف كلاي قائلا:"ولم الانتظار؟سنذهب الان."
قالت الام:"ما الطف هذا منك , انها جاهزة ,كما ان الخبز في المطبخ."
نقلت جو ناظريها من امها الى اليس التي كانت ترتدي ثوبا أزرق لامعا يتمشى تماما مع لون عينيها. ولم تكن واثقة من اللعبة التي تقوم بها امها. ولكنها لم تشأ ان تكون حجر شطرنج.
قالت:"كلا يا امي.لن نذهب اذا كنت متوعكه."
قال كلاي:"انني واثق من ان امك تفضل ان ناخذ اليس من طريقها ,ياجوانا,هيا احضري معطفك."
قالت:"ولكنني لم انتاول الفطور بعد."
قال:"لقد فات اوان الفطور,ساشتري لك كعكة وفنجان من الشاي من الكشك في الحديقة."
قالت:"كيف ارفض عرضا كهذ؟"
ولكنها شعرت بالغضب من نفسها من الطريقة التي تنساق بها اليه دون اراده ولكنها خرجت لتلبس أليس ثياب الخروج ثم تحزمها الى كرسيها في عربتها.
حملها كلاي الى الخارج حيث اوقفها على الطريق, وحيت هي امها ثم ركضت وراءهما.
قالت:"سأدفع انا العربة."
نظر اليها قائلا:"في امكاني ان اتدبر هذا الامر.وإذا انت تأبطت ذراعي فسنبدو كأي شخصين متزوجين."
"ولكننا لسنا كذلك."
قال:"فلنعتبر ذلك مزاحا," وقدم لها مرفقه , وترددت اذ كانت تعرف جيدا سرعة تأثرها اذ تلمسه. ولما رأى نفورها من ذلك توقف وقال:" إنني لن آكلك في الشارع ." ولم تجد بدا من وضع ذراعها في ذراعه فشد هو عليها لكي يمنعها من سحبها ان هي غيرت رايها.
وقف عند نقطة عبور الشارع.ورفعت أليس ناظريها اليه تسأله :"اين البط؟"
اجابها:"حالا ,ياحبيبتي." ضحك وهو يستدير نحو جو قائلا:"إنها واعية بشكل ملحوظ."
"نعم , هي كذلك"


قال:"يمكننا العبور الان."
سارا الى جانب النهر صامتين.كان كلاي مركزا اهتمامه على دفع العربة بين اولئك الناس الذين تدفقوا يستمتعون بشمس الشتاء.وكانت جو تحاول جاهدة اقناع نفسها بان هذه الفترة الودية بينها وبين كلاي لاعلاقة لها بالحقيقة الواقعة لحياتهما.
عبرا الجسر الحجري فوق المدخل الى الجزيرة حيث كان البط ينتظر القادمين.واخذت جو تراقب كلاي بهدوء وهو يفك الحزام من حول اليس ثم يرفعها من العربة ويقترب من البط كي تلقى اليه بفتات الخبز.
كانت تشعر إزاء كل هذا,بقلبها يتحطم . لقد رفضت كل هذه السعادة لانها نشأت على ان ترتبط بمهنة, لكي تثبت لابيها ولنفسها بأنها لا تقل عن الابن الذي كان يرجو أن يرزق به. والان , وهي تراقب كلاي وأليس, ادركت فداحة ماخسرت.
التفت اليها وهو يمسك كيس الخبز,ونادها لكي تنضم اليهما, فأطاعته بالرغم عنها,ليس لأنها لم تشأ ان تشاركهما مرحهما هذا, بل لان الام الذكرى, عندما ينتهي كل هذا تكون مضاعفة.
أخذا يراقبان,فترة من الوقت الطفلة وهي تمرح بين الطيور , تطاردها. وكان كلاي يلاحظ خطواتها في الطريق المؤدي الى المياه, حذرا من ان لاتقترب الطيور كثيرا من اصابعها الصغيرة . واخيرا, نفذ الخبز, فرفعها بين يديه ليضعها على كتفيه وهو يخاطبها قائلا:"حسنا ,ايتها السيدة الصغيرة.فقد حان وقت لتتناول امك الشاي."
لم يعطها فرصة للاعتراض,بل استدار ليعود الى الطريق تلحق بهما جو الى الكشك لاختيار أنواع الكعك.
سألها كلاي, إذا اشارت أليس الى نوع من الكعك الدسم:"هل يمكنها أن تأكل واحده من ذاك؟"
هزت جو راسها نفيا قائلة:"كلا ,بل يمكنها أن تأخذ قطعة خبز محمص."
سألها:" وماذا عنك انت؟"
اجابت:" وكذلك انا ساكتفي بقطعة خبز محمص."
جلسوا الى مائدة , وكانت اليس تجلس على ركبتي كلاي. زفك ازرار سترتها, ومنعها برقة عندما همت بتناول المملحة,قائلة:" كلا, ايتها الانسة, لاتفعلي." والتفت هي اليه باسمة لتهتم بالسحاب في جيب قميصه.
التفت الى جو قائلا:"جو....."
وتوقف حين أحضرت المرأة الشاي والخبز المحمص لهم .وشكرها , ثم عاد يحدث جو:"جو, في الليلة الماضية...."
قاطعته قائلة:"ليلة امس انتهت ياكلاي... لقد كانت مجرد توتر وعراك, وليس بك حاجة لاتن تشعر بالذنب."
عبس قائلا:" ولكنني لا اشعر بالذنب. وانا اسف اذ تشعرين بأن من الضروري تجاهل تلك الليلة."
اجابت:"ماكان على ان اسمح بحدوث ماحدث."
قال:" ولكن ذلك حدث .كان ذلك محتوما منذ اللحظة التي لحقتني فيها.كان عليك ان تعلمي ذلك."
قالت:"كلا." وعندما رأت المرأة التي تجلس خلف طاولة البيع تنظر اليهما, خفضت صوتها وهي تتابع قائلة"كلا, لقد كان الامر مجرد جنون فقط....."
قاطعها قائلا:"جو... إنني اريدك ان تعودي إلي."
شعرت جو بوجهها شاحبا. وهزت راسها لتتخلص من التشوش الذي احسته في اذنيها
مد يده يمسك بيدها متابها:" انني اعرف انك طلبت مني الطلاق, ياجو, ولكن فكري في ذلك .فكري في الليلة الماضية."


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-12-09, 01:40 AM   #29

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




رفضت هي ان تدع عقلها يغادر صورة تلك الليلة الملتهبة المحمومة .لقد تزوجها لاجل ذلك, ولم يخف هذ, ولكن سبب هذا الزواج لم يكن كافيا حينذاك.فكيف يكون كافيا الان بعد كل الذي حدث وشكل حاجزا شتئكا بينهما؟ ونزعت يدها من قبضته الدافئة.حتى لمس اصابعه كان كافيا لاضعاف تصميمها.
قالت بسرعة قبل ان يمتلكها الضعف :" كلا, هذا مستحيل."
احتل البرود في العينين الزرقاوين فجأة وهو يسالها"هل هناك رجل اخر؟"
لما هزت رأسها نفيا قال:" ماهو السبب اذن؟"
قالت وهي نتظر الى ابنتها:"السبب واضح,"
نظر هو بدوره الى الطفلة التي كانت على ركبته تمضغ بهدوء ,قطعة خبز. وقال:" انها جميلة جدا,ياجو.مثل امها...لو انها كانت.... مختلفة."
قاطعته:"تعني مثل ابيها."وسرت اذ شعرد ببرود يبعد بعض ماتشعر به من ضعف. نظر اليها قائلا:"سأعاملها كما لو كانت ابنتي."
مالت الى الخلف, فجأة’ وقد ارهقتها المشاعر.كما لو كانت ابنته؟ ولم تستطع ان تقول شئا,ذلك انه لم يستطع ان يرى الامر حتى والطفلة على ركبتيه.انها ابنتك... ودارت هذه الجملة البسيطة في عقلها ولكنها لم تنطق بها,ذلك انه لن يصدقها مطلقا,مهما قالت.
قالت :" ارجوك يا كلاي , دع عنك هذا ."
ولكنه اصرّ على قوله :" ماحدث قد انتهى امره . لقد كنت احمق لأنني تركتك وحدك." وأخذ يدها مرة اخرى وكأنه يدرك , غريزياً ، أن للمسته القدرة على اقناعها ، وتابع قائلاً :"لن أكرر ذلك مرة اخرى ، أبداً."
كان في كلماته من الحنق ما جعلها تتشبث بموقفها.
قالت :" هذه هي النقطة يا كلاي . انك لن تثق بي أبداً ، إذا انا كنت بعيدة عن نظرك . انني متأكدة من ان القفص ، الذي ستضعني فيه ، سيكون مريحاً جداً."
كانت تريده ان يفهم . واستطردت :" ولكنه ، مع هذا ، سيبقى قفصاً تحرسه أنت على الدوام كلما اقترب رجل مني لكي لا أهرب من القفص ، إلى ذلك الرجل ."
قال بحزم :" كلا ." ولكن شحوب وجهه انبأها بأن هذه هي الحقيقة.
فكرت لحظة ، في ان تقنعه بأنها لم تعرف رجلاً غيره، منذ دخل حياتها ، لأنها لم تشأ ذلك . ولكنه لن يصدقها . ربما ليس في استطاعته هذا . و إذا رأت عدم التصديق في عينيه فإن هذا سيحطمها تماماً.
قالت :" ان العلاقة بين الاثنين تستوجب الثقة بينهما ، يا كلاي ، ونحن لم ننجح في إرسائها بيننا . فنحن لم نعرف بعضنا البعض جيداً قبل الزواج . وكان الذنب ذنبي ، فقد سمحت لك بأن تسيطر عليّ . لأن القدر يعلم انني اردت تلك السيطرة . ولكن الأمور حدثت بشكل مستعجل . كان يجب أن تكون أنت قانعاً مطمئناً إلى عمل تسيّربه حياتك ، إذ انني اشتبهت في أنه كان عندك اسباب خاصة حملتك على هذا الزواج."
قال :" هذا ليس صحيحاً."
قالت :" كيف تتوقع مني أن اصدقك في الوقت الذي ترفض فيه انت الاستماع إلي ."
بقي صانتاً برهة ، ثم التوى فمه بابتسامة صغيرة ساخرة وهو يقول :" لقد وصلنا إلى طريق مسدود ." وانزل أليس وهو يتابع ." الأفضل أن نذهب ."
لكنها بقيت لحظة لا تستطيع الحراك إذ أ حزناً لا طاقة لها على احتماله اثقل أعضاءها مما منعها من الوقوف .
ولكن يد كلاي على مرفقها نبهتها لأن تتحرك ، فانحنت لتمسك بيد أليس ، وهي ترد الابتسامة تلقائياً لسيدتين كبيرتين في السن وقفتا الى جانب الباب لكي يستطيعا هما المرور قالت الأولى :" ما اجملها من طفلة ." واستدارت إلى رفيقتها قائلة :" أليست جميلة يا مولي ؟ انها شديدة الشبه بأمها ." ابتسمت الطفلة ، التي كانت تحب لفت الأنظار ، لمولي . وتقدمت السيدة تلامس شعر الطفلة الأشقر ثم رفعت ناظريها إلى قامتي جوانا وكلاي الطويلتين ، وهي تقول :" انها ساحرة . وكما قلت ، فهي تشبه امها ." ثم ابتسمت لكلاي وتابعت ." ولكن لها عينا أبيها تماما ."
انحنى كلاي يرفع أليس ببطء ، يمسكها مواجها لها ، محدقا فيها وكأنها لم يرها من قبل . ونظرت أليس بدورها إلى أبيها ، ثم رفعت يدها السمينة إلى وجهه . ومالبث هو أن تنهد وهو يحتضنها بين ذراعيه . ثم مشى خارجا من الكشك متعمدا الاسراع ، تاركا جو تركض خلفه دون أن ينطق بكلمة .
قالت :" انتظر يا كلاي ." ولكنه لم يجب مما اضطرها إلى الهرولة رغم اعاقة عربة أليس لها . وأخيرا ، تنفست الصعداء حين تحول إلى طريق السيارات بدلا من أن يضع أليس في سيارته الأوستن ثم يختطفها مبتعدا بها . ولكن فرحتها كانت قصيرة إذ أنه استدار إليها مادا يده قائلا :" هاتفي مفاتيح سيارتك." ولما رأت وجهه الشاحب ، ناولته المفاتيح دون تردد ، وفتح هو باب السيارة وهو يقول لها آمرا :" ادخلي ."
قالت :" ان أليس ... "
قاطعها :" دعي أمر أليس لي ."
أخذت تراقبه بينما كان يحزمها جيدا في المقعد الخلفي ، وكرر كلامه :" ادخلي يا جو ." ولم يكن ثمة ضرورة لذلك إذ ما كان لها أن تترك أليس تغيب لحظة عن عينيها ، وجلست بسرعة في مقعد السيارة قربه وشدت الحزام حولها . جلس هو في مقعد القيادة ، وانسابت السيارة ببطء وكأنه يسير على بيض ، وكان صامتا يفكر طيلة الثلاثة اميال التي اوصلتهم إلى مكتب شركة ريدموند

ودون أن يقول شيئا ، حل وثاق أليس ، ثم حملها داخلا بها إلى المبنى .
سألته جو :" ما الذي تفعله يا كلاي ؟ ولماذا جئت إلى هنا ؟"
نظر إليها ببرود دون أن يكلف نفسه عناء الرد ، بينما تحول في اتجاه الطابق السفلي . وكانت تركض خلفه لأجل ابنتها ، هابطة معه السلالم إلى حيث الملفات التي تتناول كل اعمال الشركة . ونقر بإصبعه على لوحة الأزرار ليغمر الضوء المكان . ثم ابتدأ ينقب بين الملفات المكدسة في الصناديق وعلى الرفوف ، وقد ضاقت عيناه .
قالت له بشيء من اليأس :" اخبرني عما تريده ، فقد استطيع مساعدتك ." قال ببرود :" حقا ؟"
لم تقل شيئا بعد ذلك . بينما نامت أليس على كتفه براحة تامة . ولكن جو لم تدعهما يغيبان عن ناظريها لحظة .
أخيرا ، هتف راضيا وهو يسحب ملفا من على الرف ، ووضعه برفق على الطاولة لكي لا يزعج الطفلة النائمة ، ثم ابتدأ يقلب الصفحات .


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-12-09, 01:42 AM   #30

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


عبست جو . لقد كانت هذه الصفحات الوردية خاصة ببناء الجسر الذي كانت تعمل فيه اثناء لقائها بكلاي لأول مرة .
وتصفح الصفحات بسرعة إلى أن وجد التاريخ الذي كان يبحث عنه . ورأته يجفل مذعورا وهو ينقر باصبعه على كل تقرير ممهور بتوقيعها .
سألها :" هل اشتغلت تلك الليلة ؟" ذلك إذن ما كان يفتش عنه . البرهان .
ردت قائلة :" لقد اخبرتك بذلك ."
استدار عندئذ ، يواجهها قائلا :" هل من الممكن أن أكون مخطئا إلى هذا الحد ؟ ان بيتر ... "
قاطعته :" لقد احضرني بيتر إلى بيتي بسيارته لأنه فكر في أنني مرهقة جدا ، فإذا حدث لي حادث ، وأنا أقود السيارة ، فسيتعرض هو للاستجواب عن السبب الذي جعله يطلب مني العمل في الوقت الذي كان هو يمرح في حفلة عائلية . لهذا احضرني وليس لسبب آخر ، فهو ما كان ليعطيني ذلك النهار للراحة الا بثمن ."
قطب جبينه قائلا :" ولكنك أنت ... لقد رأيته يقبلك . وكذلك من قبل رأيتك تقبلينه مرة ."
قالت وهي ترتجف مشمئزة للذكرى :" نعم يا كلاي . لقد رأيتني اقبله . ذلك كان بعد أن رفضتني حين قدمت اليك نفسي دون أي رباط بيننا ، لانني كنت قد وقعت في غرامك دون أمل ، على الأقل كنت اظن أن ذلك كان حبا ." وهزت كتفيها متكلفة عدم الاهتمام ، ثم استطردت . " وعلى الأقل ، صححت انت تلك الحماقة ."
أمسكها بكتفها ، مما أزعج أليس ، وهو يقول :" لماذا إذن ..." ولكنه ترك جو وأخذ يهدئ الطفلة ، وكأنه اعتاد على ذلك طيلة حياته ، إلى أن عادت إلى النوم ، فعاد يقول لجو. " لماذا قبلته ؟" وكان صوته هادئا ولكن نبراته الرقيقة كانت توحي بالخطر .
أجابت :" لأنك كنت هناك واقفا عند باب المطعم لا تفقه شيئا مما ترى . لقد كنت غاضبة جدا ." ولم تشأ أن تنظر في عينيه وهي تتابع :" لقد فعلت ذلك دون تفكير . لكي أثير غيرتك . لقد ادركت ، بعد ذلك ، انني سأدفع ثمن هذه القبلة . ولكنني لم ادرك إلى أي حد سيكون هذا الثمن ." وابدت إشارة ازدراء وهي تتابع :" ان بيتر لويد ليس برجل يستهويني ، وكنت ، عندما قبلني حين اوصلني إلى بيتي ، نصف نائمة ، وإلا لما تجرأ على الاقتراب مني ."
صدرت عن كلاي أنة ألم وهو يقول :" لم يكن هناك رجل آخر ." ولم يكن هذا سؤالا ،ولكنها ردت قائلة :" كلا يا كلاي . لم يكن هناك أي رجل آخر ."
مرر يده على رأس الطفلة النائمة وهو يسألها :" هل هي ابنتي ؟ ابنتي حقا ؟"
أومأت برأسها مجيبة :" بعد سفرك إلى كندا ، أخذت أنا افكر . أدركت كم كنت مخطئة . ذلك لأنني لم أراع شعورك أبدا . لقد استبعدتك تماما. و ... كانت لي اسبابي الخاصة في عدم رغبتي في الانجاب ."
قال بازدراء وكأنه ينطق بكلمة قذرة :" مهنتك ؟" أومأت برأسها بتعاسة :" نعم ، إذا شئت . " ونظرت إليه بيأس ثم استطردت :" ولكنني القيت ببقية الحبوب ، مصممة على أن نتحدث في هذا الأمر عند عودتك من كندا ، ونقرر معا كل شيء ." وبدا الاكتئاب على وجهها وهي تتابع ." يبدو أنني تصرفت بخطأ في كل أمر ." ثم وضعت يدها على الطفلة النائمة وهي تتابع :" إلا هذه التي هي عين الصواب في كل ما قمت به في حياتي ."
قال :" يجب أن تعودي إلي الآن ."
تنفست بعمق ثم قالت :" هل ذلك لأنك وجدت البرهان ؟ لا أظن ذلك ، يا كلاي ، لقد فات الأوان بالنسبة الينا . ويمكنك أن تكون راضيا إذ وجدت ابنتك ."
بدا عليه وكأنه يريد أن يناقشها . ولكنه بدلا من ذلك ، أومأ برأسه وكأنه فهم مشاعرها . ثم قال :" وهل ستسمحين لي برؤيتها ؟"
قبل الرأس النائم وقال :" تعالي . سأنقلكما معا إلى البيت ... "
قالت الأم باستياء :" إلى أين سيأخذها ؟"
هزت جو كتفيها لتخفي شعورها بالعصبية ، وهي تقول :" قال إنه قد يذهب إلى حديقة الحيوان . أليس هذه عادة الوالدين إذا كانا منفصلين ؟"
قالت أمها محتجة :" هذا مكان بعيد . إنه لا يعرف كيف يتصرف معها ."
قالت جو :" لقد قلت له ذلك ولكنه قال إنه سيفكر في أمر ما. إنه واسع الحيلة ويعرف كيف يتصرف."
اهتزت اعصابها المتوترة إذ تعالى رنين جرس الباب. وساورتها الظنون في أنه قد يكون احضر معه امرأة للعناية بالطفلة! ولكنها شعرت بالارتياح إذ وجدته قادمآ وحده.
قالت له:"انها جاهزة."
وارتفعت ضحكات أليس عندما رفعها كلاي. وصرخت:"بابا."
كانت جو تناضل لتعليم الطفلة هذه الكلمة الجديدة طيلة الأسبوع، ولكن، استعمال الطفلة لهذه الكلمة في هذا الوقت الملائم بالذات، لم يكن متوقعآ. وشحب وجه كلاي ، وعندما عاد إلى طبيعته ، نظر إلى جو قائلا :" شكرا ."
تكلفت هز كتفها بعفوية وهي تقول :" انها كلمة جديدة . وأنا احذرك ، فهي ستكرر استعمالها إلى ما لا نهاية ."
قال وهو يلتقط حقيبة الطفلة :" انني لن أتذمر . أين معطفك ؟"
" معطفي ؟"
قال وهو ينظر إلى الحقيبة التي في يده :" نعم ، يا عزيزتي ، معطفك . إن محتويات هذه الحقيبة لا أفهم فيها شيئا ، وأنا في حاجة إلى ان اتدرب عليها ."
قالت محتجة :" ولكنك قلت انك ستتدبر امرك ." ابتسم قائلا :" سأفعل ذلك إذا أنت ساعدتني ." فقالت وقد ادركت فجأة قصده :" وإذا أنا لم آت معكما ؟"
نظر إلى غرفة الجلوس قائلا :" في هذه الحال سأضطر إلى الجلوس هنا طيلة النهار . هذا إذا قبلت أمك ."
قالت :" سأحضر معطفي ." وعندما عادت ، كانت أليس قد شدت إلى مقعدها في السيارة . وكان كلاي قد طلب استعارة سيارتها لأجل هذا الغرض بالذات .
عارضا إعارتها سيارته بدلا منها . واخذت الآن تتساءل عما إذا كانت هذه حيلة منه حتى لا يجدها في الخارج حين وصوله .
كانا قد سارا عدة دقائق حين انتبهت جو إلى أنه لم يكن يسلك بهما الطريق إلى لندن ، فقالت :" كنت أظن أننا ذاهبون إلى حديقة الحيوانات ؟"
" ان الجو بارد جدا ."
قالت :" ان أليس ملفوفة جيدا ."
" أعلم ذلك ، إنما اليوم هو عيد ميلاد أبي ، وقد وعدته بهدية خاصة . هل هي حيلة فظيعة ؟"
قالت بجمود :" كان يجب أن تعلمني إلى اين تنوي اخذها . فإن لي الحق في أن اعلم ذلك ، افرض أن شيئا قد حدث ؟"
قال :" ولكنك معنا ، فأنت إذن تعلمين ؟"
برد الدم في عروق جو وهي تدرك كيف كان في إمكانه أن يأخذ أليس ويختفي بها دون أن يترك أثرا ، وربما لن تراها بعد ذلك أبدا ، لقد سمعت عن حدوث مثل هذه الأشياء .
قالت :" لا أحب أن تقوم بألاعيب معي ، يا كلاي ، لقد حملت أليس وحدي ، وربيتها ، في الوقت الذي شئت أن تظنني فيه إمرأة ... فاجرة ... " وارتجفت وهي تنطق بهذه الكلمة ، وتابعت :" وأنا قد اصبحت ، مقبولة منك الآن مرة أخرى لأنك وجدتني على النحو الذي تريده ."
أطلق شتيمة خافتة وهو يقف بجانب الطريق ويقول :" ليس الأمر بهذا الشكل ، فقد اردتك أن تأتي ." وحاول الاقتراب منها ، ولكنها نفرت منه رافضة السلوى السهلة بين ذراعيه . وجلس مسندا ظهره إلى الخلف يحدق من خلال زجاج السيارة دون أن يرى شيئا ، وقال :" كنت أود أن اخبرك ولكنني ظننت أنك لن توافقي ."
قالت :" كان تفكيرك صائبا ."
قال :" هل تريدينني أن اعيدك إلى المنزل ؟"
جلست لحظة وقد توترت قبضتها وهي ترغم نفسها على تذكر مقدار الألم الذي عانته عندما طردها رافضا تصديقها ، ولكن وجه أبيه تراءى لها رقيقا ودودا . كان دوما في منتهى الرقة معها . وإذا كان تصرف ابنه قد حرمه من رؤية حفيدته ، فليس الذنب ذنبه في ذلك. وتنهدت ببطء ، ثم أومأت بالقبول ، قائلة :" كلا . سنتابع طريقنا ، ولكن إياك أن تجرب مثل هذه الطريقة مرة اخرى ."
وارغمت نفسها على النظر إليه ، متجاهلة الاحباط الذي ظهر في عينيه ، واستطردت :" كما ارجو أن تتدبر أمرك في المستقبل ، للعناية بأليس ، لأنني لن اكون موجودة دوما لأقوم بدور المربية معكما ."
توتر فمه وهو يقول :" في هذه الحالة ، سأستغني عن سرور مرافقة ابنتي ."
قالت :" كلا ، هذه حماقه . يمكنك دوما أن تجد من ..."
قاطعها :" من تأخذ مكانك ؟ أتظنين أنني كنت أعود اليك لو كان ثمة امكانية ، مهما كانت ضئيلة ، في أن أحب امرأة سواك ؟"
" الحب ؟" وافلتت هذه الكلمة من بين شفتيها وقد ذعرت للعنف الذي بدا في صوته . واستدارت تنظر إليه .
كانت شفتاه مقوستين بابتسامة ساخرة ، واستطرد :" انها حماقة ، أليس كذلك ؟" وعاد يدير المحرك ويتفحص الطريق أمامه ، ثم ينطلق .
ولم يكن يخترق الصمت الذي ساد بينهما سوى ثرثرة أليس أحيانا . ولكن ، عندما صرخت بصوت واضح جلي :" بابا" . قفز الاثنان .
لم تكن الزيارة بالسوء الذي تصورته ، فقد كان ابتهاج السيد تاكيراي كبيرا بحفيدته . وأخذ البرود الذي يسود العلاقة بين الرجلين ، يتلاشى وهما يتنافسان على تسليتها . وعندما خرج كلاي طلب والده من جو أن تعطيه وعدا بالاستمرار في زيارته ، وعندما كانا وحدهما ، قال لها :" لا تنتظري أن يحضرك كلاي ."
قالت تعده :" حسنا ."


قال :" إذا أردت أي شيء ..." ونظر إليها بعنف ، وأدركت أن له ايضا تينك العينين الزرقاوين ، وقد بهتتا قليلا ، ولكنهما مازالتا تشعان بالسيطرة والقوة ، وتابع :" أي شيء مهما كان ، فتعالي إلي ." ونظر من النافذة إلى حيث كان ابنه يهيئ السيارة ، وتابع :" وليس عليك أن تذهبي إلى كلاي ."
قالت :" انني لا أذهب إليه أبدا ."
قال :" لكل منكما شخصيته ، فكان للاختلاف ان يحدث ، ولكنني ظننت ..." وهز كتفيه " لقد تزوجت أمه بعد أيام من تعارفنا . انني عجوز احمق فقد ظننت أن الأمر معكما سيكون كما كان معنا ، إذ كان حبا حتى الموت ."
قالت جو :" احيانا لا يكفي هذا ، ياسيد تاكيراي ."
أدخل كلاي الحقيبة إلى المنزل ليجد جو تقرأ ورقة تركتها أمها تخبرها بأنها ستمكث الليلة عند اطفال اختها هيثر .
قال كلاي بشيء من السرور :" في هذه الحالة ، فأنا لا أشعر برغبة في الذهاب . فأنا استطيع إذن ان اساعدك في غسل أليس ووضعها في الفراش ." قالت جو بحدة :" كلا ." وسرعان ما اسفت لهذا عندما اجفل هو لعنفها ذاك .
ولكنها كانت قد وصلت بمشاعرها إلى حد الانهيار . وقالت :" لقد كان يوما مجهدا ، وقد نالت أليس مايكفي من اللهو واللعب ."
قال :" في هذه الحالة ، سأنتظر إلى حين انتهائك . فإن ثمة ما أريد أن احدثك به ، وإذا كنت تفضلين ان احدد لذلك موعدا في المكتب ..."
قاطعته :" هذا ليس ضروريا ، انتظرني ولن أغيب طويلا ."
صعدت جو السلم بضعف ، وقد حملت على ذراعها أليس الثقيلة الوزن . وقامت بغسلها بسرعة ثم ألبستها ثياب النوم ، وأخذتها بعد ذلك إلى سريرها .
قبلت الطفلة قائلة :" ليلة سعيدة يا أليس ." ثم وضعت لعبتها إلى جانبها.
سألتها :" بابا؟"
قالت جو تحذرها :" إنه وقت النوم ، يا أليس ."
فهمت بالبكاء وهي تقول بصوت عال :" بابا." وسمعتا صوتا يقول :" هل ناداني أحد ؟" واستدارت جو بينما رفعت أليس يدها تلوح لكلاي قائلة :" ليلة سعيدة يا بابا ."
انحنى على السرير يمرر يده على شعرها الأشقر قائلآ:"ليلة سعيدة، يا أميرة."
خرجت من الغرفة، وبعد لحظة، لحق بها. وأخذ يسكب لنفسه كوبآ من العصير.
قال وظهره إليها:"يجب أن تعودي، يا جو."
سألته:"هل ذلك لأجل أليس؟"
أجاب:"هذا أحد الأسباب." والتفت إليها ثم عاد يقول:"لقد كنت معتوهآ. ها أنني اعترف بذلك وقد يمنحك هذا شيئآ من الرضى. لقد كنت غيورآ لأنني احببتك دون أية غاية، ولكنك رفضت أن تدخليني حياتك."
قالت:"الحب" إنها تلك الكلمة مرة اخرى. وعليها أن لا تسمح له بالتأثير عليها، وتابعت تقول:"لماذا تصر على القول انك احببتني بينما نحن نعرف لماذا تزوجتني؟"
قال:"هل نعرف ذلك؟ لقد بدأت اتساءل. لو أنني كنت اريد اسهمك اللعينة لاستطعت الحصول عليها بطلبها منك بكل صراحة."
نظر إليها متحديآ وهو يسطرد:"إنها الحقيقة، يا جوانا. كوني صادقة مع نفسك."
تضرج وجهها. لقد كان هذا صحيحآ، فقد كان يستطيع أن يأخذها منها، وقد تتوسل إليه بنفسها ان يفعل ذلك.
همست:"نعم. هذا صحيح! لماذا لم تطلبها مني إذن؟"
قال:"ألا تعرفين حتى الآن؟" وبخطوة واحدة اصبح بجانبها ليقول:"لأنني احببتك. ومازلت أحبك." ووضع ذراعيه حولها برقة وهو يتابع قائلآ:"انني لم أشأ أن اطلب منك فعل أي شيء قد يفسد هذا الحب." وتنهدت بألم من اعماقها. وتابع هو. "انني اعترف بأنني اردت أن اسيطر على شركة ريدموند."
رفض أن يسمح لها بالتملص من بين ذراعيه قائلآ:"اهدئي واسمعيني . لقد حان الوقت لكي تعرفي كل شيء." وهدأت هي بينما تابع قائلآ:"لقد جئت أبحث عن أبيك لأستعين به. وكتب إليه المحامون الذين كلفتهم بذلك، عارضين عليه ثمنآ جيدآ لأسهمه. ولكنه لم يقبل. ولكنني لم أجد أباك بل وجدتك أنت. وكنت مزيجآ غريبآ من البراءة والثقة بالنفس. واعترف انني لم افهمك تمامآ. ولكنني عندما اتبعت العرض بالغزل، كنت سريعة الاستجابة."
هنا حاولت أن تتكلم، ولكنه وضع اصبعه على فمها يمنعها من ذلك قائلآ:"ليس الآن فإنني لم أنته من كلامي ياحبيبتي، علي أن أصارحك بأنك عندما اخبرتني بأنك بريئة، لم أستطع المتابعة. ولكن الأوان قد فات إذ كنت قد اصبحت غارقآ في الحب. لقد سحرتني."


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.