آخر 10 مشاركات
مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-09, 06:13 PM   #11

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



قالت: إن وظيفتي هامة بالنسبة إلي يا كلاي"
قال: لقد أوضحت ذلك من قبل, فإذا كنت تريدين أن تكوني امرأة مهنية فأنت كذلك! ويمكنك أن تستمري في تسمية نفسك الآنسة غرانت, كما تشائين إذا كان هذا يسرك, ولكن لا تنسي أبدا أنك زوجتي أولا وأخيرا على الدوام"
سألته من بين دموعها الغاضبة: ولماذا أنسى؟ ولماذا تظنني تزوجتك إذا؟"
لوى شفتيه ساخرا وهو يقول" إنك تزوجتني يا جوانا, لأنك أدركت ضعفك أمامي, وكذلك لأنني أنا أردتك أن تدركي ذلك!"
سألته: حقا؟ لماذا؟ لماذا تزوجتني؟" نظر إليها لحظة ثم أشاح نظره عنها ليدير المحرك وهو يقول: سوف أعيدك إلى العمل"
أنزلها من السيارة في الوقت الذي كان الآخرون يعودون من فرصة الغداء, ووقفوا يحدقون في السيارة بإعجاب إلى أن توارت في المنعطف, وعندما مرت بجانب بيتر لويد أوقفها هذا وهو يسألها: من هو ذلك الرجل؟" لم تشأ أن تتكلم معه ولكنها أجابت باختصار: إنه كلاي تاكيراي"
كرر الاسم مفكرا: تاكيراي, ... كلاي تاكيراي, كأنني أعرف هذا الاسم, ماذا يعمل؟"
سألته ببرود: يعمل؟"
أجاب: ربما كان الأمر مصادفة, لكنني رأيته في المكتب أمس, لقد انتشرت كل أنواع الشائعات عمن يستلم مكان تشارلز ريدموند منذ إصابته بالذبحة القلبية, ذلك أن رواتب الشركة التقاعدية كبيرة وهي ذات إغراء كبير لنوع معين من رجال الأعمال"
ثار بها الفضول رغما عنها فسألته: من أي نوع؟"
أجاب: النوع الذي لا يهتم إلا بالمكاسب, ولا يهتم أبدا بأولئك الناس البسطاء

الذي يصنعون له تلك المكاسب"
قالت: ولكن كلاي ليس من هذا النوع , فهو مهندس مدني وكان يعرف أبي"
ألقى عليها نظرة طويلة ثم قال" حسنا, ربما تعلمين عن ذلك أكثر مما أعلم, إنك تملكين تلك الأسهم الطيبة في الشركة تركها لك أبوك, فمن الأفضل أن تنتبهي" وبدا في نظرته المكر وهو يتابع: ربما يحاول السيد تاكيراي أن يوقعك في غرامه"
قالت: آسفة, فأنا لم أسمع بشيء, أرجو المعذرة" ولم تنتظر لتسمع جوابه ولكنها عندما انفردت بنفسها في مكتبها أخذت تفتش في حقيبتها عن الرسالة التي سبق وتلقتها من مكتب المحاماة بشأن رفع المبلغ لشراء أسهمها.
يبدو أنه كان يعلم, ووصوله حين تعارفا تصادف مع رفضها للعرض الأول وأخذت تحدق في الرسالة طويلا , ثم ابتدأ قلبها ينبض بالألم, لتخنقها غصة,
ومدت يدها إلى الهاتف, كان من الحماقة أن تتجاهل ذلك, وإذا كانت تجهل الإغراءات في استلام مكان تشارلز ريدموند فعليها وحدها يقع اللوم ذلك أنها مسئولة تجاه ريدموند ونفسها كشريكة.
فعلى الأقل إذا, عليها أن ترى ماذا يدور هناك, ليس لأنها ظنت كلاي متورط في الأمر,أبدا’ ولكن عندما سألته لماذا تزوجها لم يجبها بشيء, كما أنه لم يذكر شيئا عن زيارته إلى مكتب شركة ريدموند.
الحقيقة أنها لا تكاد تعرف الآن عن نوع أعماله أكثر مما كانت تعرف في أول يوم تعارفهما. وفي وثيقة زواجهما كتب أن عمله هو مدير شركة, وعندما سألته أية شركة, اكتفى بالابتسام.
في ذلك المساء, أخرجت من خزانتها صندوق أحذية فارغا لتجد فيه وثيقة أسهمها في الشركة, وكانت عندها أغلى من النقود. لقد ساعد والده تشارلز ريدموند عندما تعرضت الشركة للانهيار قبل سنوات, فأقرضه مبلغ التأمين على الحياة التي تخصه وكانت هذه الأسهم مكافأته من الشركة, وقد أراد أن يلتحق معهم بمجلس المديرين ولكن أباها امتنع لأنه لم يكن مهتما بمالية الشركة ومعاملاتها.
لقد كان مهندسا مدنيا ولم يشأ أن يغير من واقعه ذاك, ولقد ترك لها سندا لأنها ستكون في حاجة إلى سند في عالم الرجال, ولم تتوقع أن تؤول إليها تلك الأسهم بتلك السرعة, وساورها شعور بالذنب لأنها اعتبرتها من حق أمها. ولكن الأم التي كانت قد تبنت وجهة نظر الأب رفضت هذه الأسهم حين عرضتها ابنتها عليها.
أجفلت وهي تسمع صوت كلاي يقول: ما الذي تفعلينه؟" ورفعت ناظريها من حيث كانت جالسة على الأرض تحيط بها الأوراق ولم تكن قد سمعت صوته وهو يصعد السلم.
أجابت: كنت أبحث عن بعض الأشياء" وحاولت أن تعيد الوثيقة إلى المغلف ولكن كلاي وقف إلى جانبها ومد يده يأخذها من يدها وتفحصها مفكرا, ثم نظر عينيها اللتين كانتا تراقبانه وهو يقول: يجب أن تكون هذه في مكان آمن في الطابق الأسفل يا جو, فهي وثيقة هامة جدا:
ردت عليه قائلة: أعرف ذلك" وارتفع حاجباه بشدة إزاء لهجتها الجافة, بينما تابعت قولها: فكرت في أنها يجب أن تكون في البنك ولهذا كنت أبحث عنها"


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 06:16 PM   #12

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


سألها: وهل نويت أن تبيعيها؟" كان في صوته اهتمام غير عادي مع أنه كان يتكلف عدم الاهتمام, حاولت أن تتذكر ما إذا كانت قد ذكرت أن العرض الذي قدم إليها كان من أجل أسهمها في ريدموند ولكنها لم تتذكر.
قالت: لا أفكر في بيعها حاليا, إنما فكرت في أن الوثيقة يجب أن تكون في مكان آمن"

قال: معك حق, هل تريدين أن أقوم بذلك من أجلك؟ يمكنني أن أضعها لك في خزنتي"
تساءلت عما إذا كان وجود الوثيقة في حوزته تمنعها من البيع لأي شخص آخر , فتكون الوثيقة بمثابة السند الذي ربما يحتاجه هو ليسيطر على شركة ريدموند.
قالت: إنني.. لقد سبق وتكلمت مع البنك وسأذهب إلى المدينة غدا لإيداعها.
قال وهو يسلمها إياها: فهمت, في هذه الحالة سأترك الأمر لك لتتدبري الأمر, انتبهي إليها"
أعادتها إلى مغلفها ثم أخذت تجمع بقية الأوراق, ولكن حضوره جعلها مضطربة, وفي النهاية جمعها هو ورتبها ثم ناولها إياها. ومنذ عودتها إلى المنزل لم يتبادلا أي حديث إلا الكلمات الضرورية المهذبة. ولكنه عاد وقال برقة: إنه مساء جميل, يا جول, لم لا نذهب ونتمشى؟"
حاولت أن تبتسم وهي تقول: نتمشى؟"
قال: نصل فقط لتناول العصير"
قالت: نعم, إذا شئت سأرافقك حالا"
كان الشاطئ مزدحما, والنهر غاصا بالزوارق, التي تحمل القادمين للاستمتاع بجو شهر تموز – يوليو, وقوارب النزهة البخارية كانت في الماء بأعداد كبيرة. وسارا فترة دون أن يتبادلا الكلام, ذلك أن جو لم تستطع التفكير في موضوع لا يعيدهما إلى ذلك الجو المتوتر.
قال: كنت أريد أن أنحدث معك عن المرسى ذاك, هل تحبين الزوارق؟"
قالت: من أية ناحية؟"
قال: من أية ناحية كانت"
قالت: كلا, لا أظن ذلك, إذ إنه لم يسبق أن ركبت في شيء أكبر من زورق حقير في محرك"
قال: يمكنني أن أقوم بشيء أفضل, فقد تحدثت إلى شخص هذا الصباح لكي يلقي نظرة على بيت الزورق ذلك أنني صممت على إصلاحه."
هتفت: إصلاحه؟" وفكرت في إمكانية إصلاح تلك الكومة المتهالكة التي يطلق عليها اسم (بيت الزورق) من باب التبجيل, وتابعت قائلة: ليس ثمة سوى القليل الذي يمكن إصلاحه وأظن الكلمة المناسبة هي أن تقول نعيد البناء"
لاحت على شفتيه شبح ابتسامة وهو : ربما كان يجب علي أن أوفر دفع ثمن الاستشارة وأسألك أنت"
" ولكن كان في استطاعتك القيام بذلك بنفسك"
" يمكنني أن أقوم بكل شيء بنفسي يا جو, ولكن وقتي لا يسمح بذلك"
"لا يسمح بذلك؟" وحاولت أن تتجنب سؤاله عما يعنيه بالضبط لما يملأ به وقته, فقال: حسنا, إنني أحتاج إلى عامل معين هل يمكنك أنت ذلك؟"

"سيكون هذا مسليا" وابتسمت وهي تتصور نفسها تعمل معه جنبا إلى جنب, وأبعدت هذه الصورة من ذهنها ببطء متابعة قولها: إنني أشاركك رأيك, ولكن من هو الذي سيتعهد البناء؟"
"شركة ريدموند, ذلك أنها تقوم بالبناء على شاطئ النهر مما يجعل إختيارنا لها واضحا"
هتفت: أوه! .. ريدموند هذا رائع!" وشعرت وهي تنطق هذه الكلمات براحة نفسية مفاجئة فقد كان قوله هذا تفسيرا معقولا لوجوده في المكتب فقد كانت نفسها تتردد لكي تسأله عن ذلك, حسنا لقد صلح كل شيء الآن بصورة مفاجئة.
قال بجفاء: إنني مسرور لسرورك هذا" ووقف ناظرا إليها باستغراب قائلا" ما بك؟"
أجابت: لا شيء أبدا" كانت تبتسم بغباء وهي تستطرد: إنني جائعة إلى درجة لا تصدق!"
قال وذراعاه حول وسطها" حقا؟ حسنا, فأنت لم تتناولي طعام الغداء كما أنك لم تأكلي جيدا أثناء العشاء"
قالت: وكذلك أنت. ربما من الأفضل أن أترك المطبخ للسيدة جونسون"
قال: ولكن طبخك جيد... ولكنني لا أشعر بأنني..." وتوقف ثم قال : فلنعد إلى البيت يا جو"
فيما بعد وهي مستلقية في فراشها في الظلام, أخذت تستعرض أحداث اليوم مرة أخرى, في محاولة أن تعرف السبب الذي جعل النهار بهذا السوء, وأخيرا قررت أن الثقة هي أصل كل شيء, ذلك أن ليس ثمة سبب يجعل كلاي يغار من بيتر ليتصرف بهذا الشكل الغبي, ربما كلاي يعمل ضد مصلحة شركة ريدموند ومستخدميها, وخامرت الشكوك نفسها, وانتهت إلى أنها وكلاي ما زالا شبه غريبين ولكن الزميل كفيل بإصلاحه.
قال لها على مائدة الفطور: إذا كنت ستذهبين إلى المدينة اليوم, فلماذا لا تمرين علي في المكتب؟"
أجفلت جو وهي تشعر بالذنب, ما الذي جعل كلاي يدرك أنها ذاهبة هذا النهار إلى مكتب المحامين؟ وتابع قوله: لقد سبق وقلت أنك ستأخذين وثيقة أسهمك إلى البنك" وشعرت بوجنتيها تلتهبان بينما تابع قائلا: إلا إذا كان لديك مشروع آخر طبعا"
قالت: كلا, أحب جدا أن أرى مكتبك, إنني سأنتهي في الساعة الثانية عشرة كما أظن"
قال: في هذه الحالة, سأجعل سكرتيرتي تسجل اسم الآنسة غرانت لأجل الغداء" ووقف وهو يقول: لا تتأخري"
أجابت مازحة: كلا يا سيدي, أراك فيما بعد"
في الساعة الحادية عشرة كانت في مكتب شركة المحاماة في المدينة التي بدت وكأنها ابتدأت العمل منذ اعتلت الملكة فكتوريا العرش, وفكرت جو بأن من الممكن جدا أن واحدا أو اثنين من الموظفين هما من المستخدمين الأوائل ما زالا أحياء يعملون!


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 06:52 PM   #13

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


لكن السيد هنري دبلداي لم يكن واحدا منهما بالتأكيد فقد كان أنيقا رقيقا قوي الشخصية, ولكنها عندما نهضت بعد نصف ساعة لم تكن تعلم عما جاءت لأجله أكثر مما كانت تعلم من قبل, من أن العرض في شراء أسهمها في الشركة قد قدم من شخص فضل أن يكون اسمه مجهولا, وقد اجتهد السيد دبلداي أن يبين لها كيف أن العرض كان أعلى من أسعار السوق, وسألت إذا كان ثمة شخص آخر قد قدم مثل هذا العرض, ولكنه لم يكن من المفروض أن يجيب عن سؤالها هذا كما قال. وسألته عن السبب الذي يجعل ذلك السيد يدفع مثل هذا المبلغ, ولكن هذا كان سرا هو الآخر.
وسألته كيف عرفوا أنها تملك أسهما فأخبرها أن ذلك

موجود عادة في السجل العام وهذا لم تكن تعرفه منقبل. سرعان ما أدركت أنها لن تعرف شيئا من هذا الشخص. ولكنها وجدت لنفسها عذرا في أن ذلك لم يعد مهما, ووعدت بأن تعيد التفكير في هذا العرض في محاولة لتغليف كذبها بشيء من الحقيقة, ونظرت إلى ساعتها لترى ما إذا كان في إمكانها الذهاب إلى البنك الآن لإيداع الوثيقة لتجد أن من الأفضل إرجاء ذلك إلى ما بعد الغداء.
أوقفت سيارة وأعطت السائق عنوان مكتب كلاي الذي كان في بناية ضخمة رائعة.
صعد بها المصعد إلى الطابق الحادي والعشرين حيث سارت في ممر فخم مغطى بالسجاد جلست في نهايته فتاة حمراء الشعر رائعة الجمال وراء مكتب الاستقبال, وشملت الفتاة ملابس جو بنظرة فاحصة وبدا عليها أنها لم تجدها متناسبة.
قالت جو تقطع عليها فحصها هذا: إن السيد تاكيراي في انتظاري, إنني جوانا غرانت"
أخذت الفتاة تنظر في قائمتها وهي تردد: الآنسة جوانا غرانت" ويبدو أنها أدركت أن هذه المرأة لا يمكن أن يكون لها عمل يتعلق بأمثال كلاي تاكيراي.
أشارت الفتاة إلى كرسي لتجلس جو عليه وهي تقول متنهدة: تفضلي بالجلوس وسأرى إن كان غير مشغول"
وكانت تصرفات الفتاة العفوية تبعث على التسلية, لو لم تكن جو تشعر بالضعف. ولأول مرة شعرت بالندم لاحتفاظها باسمها بعد الزواج, ولكنها ما لبثت أن نبذت هذا الخاطر بازدراء, ذلك أنها في مهنتها لا بد أن تجعل كل إنسان يعرف أنها جو غرانت!
اتصلت الفتاة هاتفيا, وبعد ثوان أقبل كلاي وهو يمد يده بتحية متكلفة قائلا: الآنسة غرانت! إنك شرفتنا بحضورك!" وكانت ملامحه بمنتهى الرصانة. مدت يدها تصافحه برزانة قائلة: السيد تاكيراي, لقد سمعت الكثير عنك!"
سألها بشكل جاد: هل يدعو ذلك إلى قلقي؟"
همست: كثيرا!" ثم قالت بصوت عال وهي تدير نظرها حولها" كنت متشوقة إلى رؤية مكتبك"
قال: أخشى ألا يكون الوقت كافيا الآن" قادها بعزم نحو المصعد, لكنه توقف لحظة أمام موظفة الاستقبال قائلا: سأعود حوالي الثانية والنصف, ولكن إذا
وصل هنري قبلي فقدمي له القهوة وأخبريه أنني لن أتأخر طويلا"
أجابت الفتاة وهي تنظر إليه بوقاحة: نعم يا كلاي" وشعرت جو بطعنة غيرة في أعماقها, وفتح باب المصعد فدخلا إليه ثم التفتت إلى كلاي قائلة: هل تعرف تلك الفتاة أنك متزوج؟"
أجاب: ليس من عادتي أن أبحث شؤوني الخاصة مع المستخدمين عندي, ولابد أنك تتعاطفين مع رغبتي هذه.. هل تراها أزعجتك؟" كانت أساريره جامدة وهو يتكلم, فأجابت: ولماذا تزعجني؟" وظنت نفسها تبتسم.
قال وهو يهز كتفيه: يظهر أن ذلك قد حدث, إنني أعدك يا جو أنه في اليوم الذي ترضين فيه أن تحملي اسم تاكيراي سأضع إعلانا في كل الصحف المحلية لأجعل العالم كله يعرف أنك زوجتي"
قالت بلا مبالاة: سأعلمك بذلك في حينه"
أوقف البواب لهما سيارة حملتهما إلى غريك ستريت لتنزلهما عند باب المطعم وصعدا إلى الطابق الأعلى حيث جلسا في زاوية بعيدة عن القاعة.
قال كلاي: في إمكاننا هنا أن نرى كل شخص" ونظرت جو حولها باهتمام حيث كانت صور مشاهير الممثلين بتوقيعهم معلقة على الجدران, وتركزت عيناها على وجه مألوف لشخص يجلس إلى مائدة قريبة. سألته: أليس ذلك الشخص هو..." أجاب كلاي دون أن يرفع عينيه عنها: أظنها هو ما دمت تقولين أنت ذلك"
طلبا سمكا وصلصة المحار ثم جلسا يراقبان الداخلين والخارجين من المشاهير, ونسيت جو كل شيء عن أسهمها, والجميلة ذات الشعر الأحمر, حين أخذ كلاي يسليها وسألته: هل تأتي كثيرا إلى هنا؟" وجاء النادل ليضع أمامهما الحلوى, فاستطردت: يبدو أن الجميع يعرفونك"
أجاب: في مناسبة كهذه الآن , أي عندما أستضيف أحدا"
قالت: مثل من؟ على سبيل المثال؟"
نظر إليها مبتسما وقال: فقط بشأن العمل يا جو"
أخذت تعبث بشوكتها وهي تقول" إنك لم تخبرني قط عن نوع عملك"
استقام في جلسته ثم أخذ ينظر إليها مفكرا ثم قال: كلا! إذ دوما عندما أكون معك تكون بيننا أشياء أكثر أهمية"
احمر وجهها قليلا ثم قالت" يمكنك أن تخبرني الآن"
قطب حاجبيه وهو يقول: هل لذلك أهمية؟"
قالت وهي ترفع كوب الماء إلى شفتيها الجافتين" كل ما له علاقة بك يهمني"
هز كتفيه قائلا: لقد سبق وأخبرتك أنني مستشار, إنني أعين المشكلات التي تقع في هيكل الادارة ثم أعمل على إصلاحها"
قالت وقد أصابها الاضطراب لهذا الجواب الذي لا يحمل التفاؤل" ولكنك مهندس مدني!"
أجاب: مبدئيا نعم, ولكنني بالعكس من أبيك يا جوانا, لم أجد في التعامل مع الاسمنت ما يرضي طموحي واهتمامي"
تمتمت: كان يجب أن يكون لك مقعد في هيئة الإدارة"
كانت تحدث نفسها أكثر مما تحدثه, ولكنه قال فورا: مقعد في مجلس الإدارة؟"
وجدت نفسها تخبره عن الوقت الذي ساعد فيه أبوها تشارلز ريدموند في إنقاذ الشركة, وكيف أن والدها رفض أن يكون في مجلس الشركة.
قال كلاي: لم أكن أعلم يا جو أن والدك قد عرضت عليه عضوية مجلس الادارة, كان ينبغي عليه أن يقبل ربما عليك أنت أن تطلبي ذلك"
أجفلت, ثم أرخت جفنيها لتخفي مخاوفها
التي استيقظت فجأة نتيجة بعد نظره ثم قالت: لا تكن غبيا! فأنا لا أعرف شيئا عن إدارة الأعمال"
قال: لا شيء؟" وحبست أنفاسها معتقد أن الوقت قد حان لكي يسألها عن أسهمها في الشركة, ولكنه بدلا من ذلك ضحك وهو يقول: إنني أوافقك على ما تقولين, ما دمت تحتفظين بوثيقة أسهمك تلك في صندوق الأحذية!"
تنهدت بارتياح وهي تقول: إنه صندوق أبي"
قال: أتعرفين؟ إنني لست مندهشا, ذلك أنه لو حدث وقام والدك بعمله على ساق واحدة فإنك حتما ستقلدينه في ذلك"
هزها العنف البادي في صوته وقالت: إنني لست…" ولكن صوتها اختفى إزاء نظرة الازدراء التي رمقها بها وهو يتابع قائلا: أليس كذلك؟"
تنفست بعمق وهي تقول: لقد كنت دوما أريد أن أكون مثله, يا كلاي كان أنيس المحضر ماهرا وعندما اصطحبني ليريني البنايات الضخمة التي أنجزها أردت أفعل مثله" ولم تقل أكثر من ذلك.
قال: لقد كان جو غرانت أحد أفضل الرجال الذين عرفت يا حبيبتي, لقد كانت له أخطاؤه كأي شخص آخر ربما حان الوقت لكي تحاولي أن تكوني جوانا, إذ أن لها كل الحق في أن تكون لها شخصية خاصة بها"
كان إدراكه العميق هذا مخيفا, وأشاحت بوجهها بسرعة لتقع عيناها على شخصية مشهورة صرفت انتباههما عن الموضوع.
لم تكتشف جو أنها لم تأخذ وثيقتها إلى البنك إلا عندما جاءها مفتش القطار أثناء رجوعها إلى منزلها ففتحت الحقيبة لتخرج له التذكرة لتجد الوثيقة المنسية تلك.
انتابها شعور بالتعاسة لنهارها ذاك الذي لم يسفر عن أي عون لها. ولو كان تشارلز ريدموند موجودا لذهبت لرؤيته, ولكنه كان يمضي أيام النقاهة في جنوب فرنسا, إثر نوبة قلبية خفيفة ولن يعود قبل أسبوعين أو نحو ذلك.
خطر في بالها أنه قد لا يكون على علم بما يحدث, وأمعنت التفكير في الحكمة من وراء الكتابة إليه. ذلك أنها لم تشأ أن تكون السبب في نوبة قلبية أخرى تصيبه


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 07:18 PM   #14

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



ولكن لم يكن ثمة سبب يمنعها من الكتابة إليه للسؤال عن صحته, ثم تذكر له بطريقة عفوية العرض الذي قدم إليها لشراء أسهمها, سائلة إياه النصيحة , وبعد أن قررت هذا شعرت على الفور بأنها أفضل حالا, ولم تعرف لماذا لم تفكر بذلك من قبل. وهكذا بدلا من أن تعود إلى عملها, اتصلت هاتفيا بالمكتب لتأخذ عنوانه من سكرتيرته.
كانت تجلس إلى منضدة الزينة في غرفتها تلصق غلاف الرسالة, عندما سمعت صوت كلاي يناديها: جو؟ أين أنت؟ لدي ما أخبرك به" وسمعت وقع خطواته صاعدا السلم وعندما فتح الباب فجأة أجفلت هي, شاعرة بالذنب وهي تستدير فتقع حقيبتها على الأرض لتفتح وتتبعثر محتوياتها. بدت في عيني كلاي نظرة تسلية وهو يرى ما حدث ثم قال: هيا, سأساعدك في لملمة كل هذا" تسمرت عينا جو على المغلف الذي يحوي الوثيقة مدركة أن عيني كلاي لن تغفلاه. حاولت أن تلهيه بقولها: دع عنك هذا! فسألمها أنا في دقيقة واحدة, وهات ما عندك من أخبار" لكنه كان قد سبق وانحنى لتنقبض يداه على علبة صغيرة فوقف واضعا إياها على راحته وهو يمدها إليها سائلا: ما هذه؟"
انتقلت عينا جو من هذه العلبة إلى وجه زوجها الذي ارتسم الشر على ملامحه مرسلا في جسدها رعشة خوف ثم قالت بهدوء: إنك تعرف ما هي هذه"
أخذ يهز العلبة بهدوء وهو يقول: آه نعم إنني أعرف ما هي, ولكنني أريد أن أعرف سبب وجودها في حقيبة يدك!"
قالت: وهل هذا في حاجة إلى إيضاح يا كلاي؟ إنني امرأة ذات مهنة وقد قدمت لطلب وظيفة مهندس أول هذا النهار, وأنا متأكدة من الحصول عليها, ويمكنك أن أن تتصور ماذا يظنون عندما آخذ إجازة وضع بعد شهرين, ذلك أن شركة ريدموند لن توظف بعد ذلك امرأة في البناء أبدا, ومن يلومهم عند ذلك؟"

قال: إنني لا أكترث مطلقا لخطط شركة ريدموند بالنسبة إلى توظيف النساء, ولكن هذه الحبوب يهمني أمرها جدا"
تجنبت عينيه قائلة: إنني لست مستعدة للتخلي عن كل ما تعبت في الحصول عليه لكي أنشئ أسرة!"
قال وقد تجلى الألم في لهجته الهادئة: ألا تظنين أن من حسن التهذيب أن تخبريني عن هذا الأمر بالذات على الأقل؟"
أجابت: ما هذه السخافة يا كلاي! إنك طبعا لم تتوقع مني آتي بابن بعد تسعة أشهر من زواجنا"
قال: أن تأتي ببنت تكون مقبولة هي أيضا"
قالت: إنني لا أصدق هذا, فأنت لم تذكر شيئا عن الأطفال عندما عرضت علي الزواج"
قال: سامحيني إذا كنت في ذلك الحين بطيء التفكير نوعا ما, ولكنني كنت أظن أن الزواج هو نوع من الالتزام للطرفين, أم أنك لا تحبينني إلى درجة تكفي لتجعلك تحملين أولادي؟"
قالت" الحب؟" وابتدأت الدموع تتجمع في عينيها الآن, ولكنها لم تسمح لها بالانهمار, ومتى تحدث هو عن الحب أصلا؟ وتابعت قائلة: ولكن الانجذاب هو الذي جعلنا نتزوج بالتأكيد يا كلاي, أليس هذا ما سبق وقلته أنت بنفسك؟"
قبضت أصابعه على العلبة بشدة وهو يقول: لم أكن أدرك أنك أخذت كلماتي هذه حرفيا" وتراجعت هي إلى الخلف وقد تملكها الخوف من النظرة الصارمة التي بدت في عينيه.
أخذ يقلب بين أصابعه علبة الحبوب وسألها بوجه خال من التعبير: أمازلت تريدين هذه؟" لم تكن قادرة على الإجابة, لم تكن تدري ما الذي تريده أكثر من الشعور بالسكينة والراحة معه, ولكن هذا لم تحصل عليه, أشاحت بناظريها عنه ولكنها أجفلت وهو يدس في راحتها العلبة ويطبق عليها أصابعها بعنف قائلا: خذيها إذا, ولكن لا تستعمليها لأنني مسافر إلى كندا غدا"
هتفت: كندا!"
قال: ذلك كان الخبر الذي أردت أن أخبرك به, وقد فكرت في أنك ربما تريدين مرافقتي لكي نعوض عن شهر العسل الذي فاتنا, ولكن من الواضح أن عملك يأتي أولا, إنك ابنة أبيك يا جو’ حتى تراب الاسمنت في شعرك!"
مدت يديها إليه تريد أن تمسك به, لكي تقنعه بحبها ولكنه كان قد استدار مبتعدا عنها نحو الخزانة, حيث أخذ يضع ثيابه في حقيبة من القماش.
تملكها الخوف وقالت: ولكنك قلت غدا"
أجاب: سأمكث في فندق المطار هذه الليلة, وما الذي بقي من هذه الليلة على كل حال؟"
قالت متوسلة: كلاي, أرجوك"
رفع ناظريه إليها قائلا: آسف يا عزيزتي" بينما كان يقل الحقيبة مظهرا الارتياح, ثم قال: سنتحدث في مسألة زواجنا عندما أعود يا جو, وربما في هذه الأثناء يمكنك أن تعاودي التفكير فيما تعتبرينه من الأولويات بالنسبة إليك."
وما لبث أن دخل إلى الحمام مغلقا الباب خلفه بعنف.

نهاية الفصل الرابـــــع



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 07:37 PM   #15

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس

كانت جوانا تنتظره وقد ارتدت ثيابها عندما نزل إلى القاعة وهو يلقي نظرة على ساعته قائلا: لماذا لم تنامي بعد؟ الوقت ما زال مبكرا لذهابك إلى العمل حتى بالنسبة إلى موقفك الخاص"
أجابت وقد صممت على ألا تدع فرصة لأية مناوشات الآن: كلا أبدا, فإن عمل البناء مستمر على مدار الساعة"
قال: حسنا, ستبقين مشغولة على الدوام أثناء غيابي, دون أن يشغلك عن عملك هذا زوج متعب"
هزت رأسها قائلة: إنني لست داخلة في مناوبات العمل الليلي يا كلاي"
ابتسم ساخرا وهو يقول: وهل تحتملين ذلك بما فيه من تمييز بين الرجل والمرأة؟"
قالت بسرعة: ولكنني كنت مسرورة بذلك لأكون قربك" ولكنه رفع حاجبه فقط غير مصدق, وتجمدت هي لحظة ثم تناولت حقيبتها تفتش عن مفاتيحها لكي لا ترى النظرة الباردة القاسية في عينيه, وتابعت كلامها: لقد ارتديت ثيابي لكي أوصلك إلى المطار"
قال: لقد سبق واستدعيت سيارة أجرة, وستكون هنا في أية لحظة" وتأكيدا لكلامه تصاعد صوت بوق سيارة عند البوابة الخارجية.
سألته جاهدة في أن لا تدعه يرى مقدار لهفتها: متى ستعود؟"
قال: سأرسل إليك خبرا بذلك" وابتدأ قناعها البارد ينهار وهي تقول: أيمكن أن تترك لي عنوانك؟ أو رقم هاتفك؟"
قال وهو يفتح الباب: إذا كان ثمة أي شيء مستعجل فإن مكتبي سيتصل بك" وقف برهة ينظر إلى السماء القاتمة ثم ما لبث أن غاص في الظلام. أرادت أن تركض خلفه في الطريق , أن تلحق أضواء السيارة المبتعدة في الطريق نحو الشارع العام, لكي تخبره كم تحبه, لتجعله يستمع إليها, لتعده بأي شيء يريده منها, ولكنها التصقت بالباب لتتهاوى على الأرض واضعة خدها على الأرض الخشبية القديمة الباردة حتى نبهتها زقزقة العصافير إلى بزوغ الفجر.
نهضت وقد تصلب جسدها, ثم صعدت الدرجات, كانت محتويات حقيبتها ما زالت مبعثرة على الأرض, فأخذت تلمها لتعيدها إلى الحقيبة كيفما اتفق, ما عدا الحبوب التي رمتها في القمامة, عندما يعود كلاي سيتحدثان في الأمر ويقلبانه من كل الوجوه. عندئذ ربما سيكون في إمكانهما أن يبدآ من جديد.
مرت الأيام وابتدأت آلام الشوق إليه, لقد تاقت حتى إلى سماع صوته, ولكنه لم يتصل بها أو يكتب لها, وحاولت أن تحدث نفسها بأنه على حق, فقد كانت في حاجة إلى وقت تقرر فيه أمر مستقبلها. وعندما تعالى رنين الهاتف هرعت إليه مقطوعة الأنفاس, ولكن لتشعر بخيبة أمل وهي تسمع صوت أمها. دعتها أمها لقضاء عطلة الأسبوع عندها.وفكرت هي في أن ذلك قد يساعدها على تغيير شعورها بالوحدة, ولكن مرور يومين عليها متصنعة الشجاعة والهدوء أمام أمها جعلها تتمنى لو بقيت في بيتها حيث ليس ثمة من يلاحظ امتقاع وجهها, وحيث لا تكون في حاجة إلى تجنب الأسئلة الفضولية حول احتمال ابتدائها بتكوين أسرة.
بعد ظهر يوم الأحد, جاءها استدعاء مستعجل من بيتر وجدت فيه فرصة للهرب حين قال لها: آسف لاستدعائك يا جو, ولكن المهندس مايكل نقل إلى المستشفى لإجراء عملية الزائدة الدودية بصورة مستعجلة, وأنا لدي واجبات عائلية"
قالت: ليس ثمة مشكلة هناك"
قال: لا أعني بالنسبة إليك, وإنما بالنسبة إلي أنا, إذ أنك غير معتادة على العمل الليلي"
قالت: هذه سخافة!"
أجاب: تعم أعرف هذا, لقد أخبرتهم في المكتب بأنك ستقبلين أخذ مكانه في العمل, ولكن ما يحيرني هو تلقيك الخبر بمثل هذا الهدوء"
هزت كتفيها بعدم اكتراث قائلة: حسنا, لا تقلق فأنا لن أتحدث عن هذا الأمر إذا أنت نفسك لم تتحدث عنه"
ولكنها كانت ليلة طويلة شاقة, وشعرت بالارتياح وهي ترى سيارة بيتر في الموقف في الصباح وما إن أنهت توقيع تقرير العمل حتى ألقن نفسها في سيارتها وهي تلهث من التعب.
أطل عليها بيتر من نافذة السيارة وهو يقول: لا أظن أن في استطاعتك قيادة سيارتك بنفسك يا جو, لماذا لا تدعيني أوصلك بسيارتي؟" لم تستطع أن تناقشه إذ كانت تشعر بالدوار والغثيان من التعب. ولم تعرف كيف أوصلتها قدماها إلى سيارته.
استيقظت عندما وقفت بها السيارة خارج الكوخ, وكان ذهنها مشوشا وهي تسأل: ماذا؟" ولكن سرعان ما أدركت أنها أمام بيتها, فتابعت: آه! ها قد وصلت إلى البيت"
قال وهو ينحني إليها يفتح لها باب السيارة : ها قد وصلت آمنة في أحسن حال" تبعتها ضحكته لكنها لم تكد تسمعه وهي تركض مجتازة الطريق نحو الكوخ, لقد أصبحت الأمور في نظرها في غاية السخافة, فهي متزوجة الآن, لقد طال التصاقها باسم أبيها إلى درجة كافية, وهي لم تعد الآن جو غرانت, لقد عاد كلاي إلى المنزل لتضع بهجتها في النهاية لكل الشكوك التي راودتها, إذ لم يعد هناك شيء أكثر أهمية عندها من حبها له.
بينما كانت تفتش عن مفتاحها وإذا بالباب يفتح ليقف هو خلفه ليسمح لها بالدخول. هتفت بفرح: كلاي! ما أشد سروري بعودتك!" ولكنه لم يأت بحركة من جانبه نحوها, وبدلا من ذلك مد يده من فوق رأسها ليدفع الباب فيغلقه خلفها بعنف جعلها تقفز متراجعة للخلف, وقد شعرت بالحماقة وهي تقول: آسفة إذ لم أكن هنا حين وصولك, لابد أنك تساءلت..." قاطعها: أتظنين أنه كان لابد أن أتساءل؟ حسنا, إنك لم تتركيني أعاني القلق والحيرة طويلا" واستدار فجأة تاركا إياها واقفة وحدها في القاعة.
تبعته إلى غرفة الجلوس وقد l أدركت أن ثمة شيئا بالغ السوء قد حدث, قالت: لو كنت أعلم أنك قادم لتركت لك خبرا"
ولكنه لم يجب حتى أنه لم يكلف نفسه عناء النظر إليها. وتابعت تقول: لقد قلت إنك سترسل خبرا قبل أن تعود" هنا استدار إليها بعينين غائمتين وهو يقول: كم هي مزعجة فكرتي في أن أجعلها مفاجأة لك!"
رددت قوله بحيرة: مزعجة؟"
قال: عندما وصلت ولم أجدك اتصلت بوالدتك هاتفيا, على افتراض أنك هناك, إذ أن أبي أخبرني أنك عند والدتك تمضين عطلة نهاية الأسبوع عندما اتصلت به منذ يومين" قالت وقد شعرت فجأة بالألم لكل الأحزان التي قاستها منذ رحيله: لقد كان في استطاعتك إذاً استعمال الهاتف؟ لقد ظننت أنك ربما نسيت كيف تدير قرص الهاتف"
تجاهل ثورتها هذه وتابع مكررا: قال إنك عند والدتك وهكذا اتصلت بها"
قالت: لقد كنت هناك"
"هذا صحيح, ولكنك تركتها بعد تنازلك الشاي بعد ظهر الأحد. لقد استدعوك للعمل كما قالت, وكانت هي مقتنعة جدا بهذا, ولكنني توقعت تصديقها ذلك"
قالت شاعرة بالعجز: ولكن هذا صحيح"
قال: طوال الليل يا جو؟ بينما أنا أذكر تماما أنك أخبرتني أنهم استثنوك عن العمل الليلي؟"
قالت: لقد عملت طيلة الإثنتي عشرة ساعة الماضية يا كلاي, فأنا منهوكة القوى بحثي لا أستطيع النقاش معك. سأغتسل ثم أذهب إلى الفراش, وسنعود إلى الكلام عندما تشعر بشيء من التعقل" وابتعدت عنه بسرعة صاعدة السلم نحو غرفة النوم, ولكنه تبعها بقوله: أرجو ألا تنامي في سريري" وشعرت بكلامه كالسكين يمزق أحشاءها مما جعلها تقف فجأة في منتصف السلم, فاستدارت إليه وهي تتسمك بحاجز السلم
لتمنع نفسها من السقوط: أتريدني أن أرحل يا كلاي؟"
قال: أوه نعم يا جو, أريدك أن ترحلي قبل أن أعود هذا المساء, أخشى أنه لم يبق في طبعي أي تسامح فيما يختص بك" حول عنها وجهه القاسي الذي لا يعرف التسامح, وتمالكت دموعها. لقد كانت على استعداد لكي تتخلى عن كل ما كانت تريده في سبيل البقاء مع كلاي تاكيراي, ولكنه طلب منها الرحيل وكلا الأمرين كان خطأ.





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 08:40 PM   #16

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



وهنا شعرت بوخز ضميرها. ذلك أنها هي أيضا تبادله عدم ثقته هذه. نعم في الواقع, إن عدم الثقة من الطرفين.
لم يبق لديها سوى الكرامة. (تزوج بسرعة واندم على مهل) هذه هي الحكمة المأثورة, حسنا, لقد نالت الترقية في عملها وكانت هذه هي البداية, فهي متأكدة من أن ليس عندها وقت تبدده في الندم!
لم تقل شيئا, إذ لم تعد قادرة على الكلام أكثر من ذلك, وأومأ هو وكأنه يشعر بالرضا إذ أثبت وجهة نظرة وذلك قبل أن يستدير إلى الباب. ووقف لحظة عند الباب المفتوح وتنفس بعمق, وعندما استدار إلى الخلف, قفز قلبها برجاء, لكنه قال: إنني آسف يا جو, كان يجب أن أتذكر أن الإنسان الذي يوقظ نمرا غافيا, يجب أن يبقى بقربه لكي يبقيه تحت المراقبة" ثم اختفى, وسمعت هدير الأوستن وهي تبتعد, ثم ساد السكون.
تهاوت على السلم إذ لم تستطع ساقاها حملها. وجلست فترة وقد صعقتها الصدمة.
قفزت واقفة إذ سمعت رنين الهاتف, وفكرت لاهثة, ربما هذا هو قد غير عقله, وأخذت سماعة الهاتف" آلو, كلاي, هنا هنري دبلداي يتكلم لأمر يتعلق بشركة ريدموند علينا أن نتقابل في أسرع وقت ممكن"
أقفل الرجل السماعة, هنري دبلداي؟ وقطبت جبينها في محاولة للتذكر, أين سمعت هذا الاسم من قبل؟ ثم تذكرت! قفزت مذعورة فوق الدرجات وابتدأت تحزم أمتعتها وتضعها في الحقائب كيفما اتفق. عليها أن تبتعد من هنا قبل أن يعود, مخلية كل أغراضها لأنها لن تعود أبداً.
نزعت أغطية الفراش ووضعت الملاءات في الغسالة. حسنا عليه أن يعيد فرش السرير بنفسه أو ربما تفعل ذلك السيدة جونسون, فهذا لم يعد من اختصاصها. لكنها في النهاية سوت السرير ثم طلبت سيارة أجرة. ونظر السائق إلى كمية الأمتعة والحقائب, وكان على وشك الاعتراض عندما رأى وجه جو, لكنه نقلها جميعا إلى السيارة بصمت, ثم سألها في النهاية: إلى أين أيتها الآنسة؟" للحظة لم تستطع التفكير, إلى أين يمكنها الذهاب؟ إلى أمها؟ إم إلى أختها؟ وأخيرا قالت: خذني إلى الفندق, أي مكان معقول في وود هيرست" كانت تريد الذهاب إلى مكان يمكنها فيه أن تنطوي على نفسها لتلعق جراحها.
شدت جوانا بعنف قفازيها الجلديين اللذين تستعملهما للقيادة كما تفعل عادة عندما تريد أن تنفس غضبها, وتقول: أتقول أنني تأخرت يا بيتر؟" كانت تفكر في أنه لم يتحسن عما قبل. كان قد أصبح بدينا بعض الشيء, كما أن خطوط وجهه الرقيقة ابتدأت في الترهل. ولكنه على الأقل كان محتفظا بأناقته على الدوام. حيث أنه كان يبقى بعيدا عن مناطق البناء, وهي لم تستطع أن تفهم أبدا السبب الذي جعل تشارلز ريدموند يضمه إلى مجلس الإدارة, ووقفت في وسط الممر المكشوف الذي يقود إلى غرفة الإدارة, ما أشد عنجهيته! إذ يختار مكان الاجتماع في تلك القاعة الفخمة المكسوة جدرانها بخشب السنديان وذلك ليستعرض سلطته الجديدة.
قال: إننا في انتظارك منذ ساعتين, ظننت أنه قد تكون صادفتك بعض الصعوبات في السيارة" كانت السخرية في صوته بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير, فقد كان مقتنعا بأنها استغلت صداقتها لتشارلز ريدموند لكي تحتفظ بمركزها, وترتقي السلم بثبات رغم كل شيء, ولكن تشارلز قد توفي الآن, وهو يظنها طريدة سهلة. حسنا, إنها لن تسقط دون عراك ضار!
قالت له: لو أنك فقط كبدت نفسك عناء الاستماع إلى النشرة الجوية يا بيتر, لعرفت أن ناحية البناء عندي يطمرها الثلج أربع إنشات علوا. والطريق مقفلة عند بيكونز لجهة ستوري آرمز, وكان علي أن أنتظر مرافقة الشرطة" وتوقفت عن الكلام لكي تلتقط أنفاسها ثم تابعت: وفي النهاية وصلت إلى إلى جسر سيفرن في الوقت الذي اشتد فيه عنف الريح, وكان علي أن اقود السيارة صاعدة إلى غلوستر في صف سيارات شحن طوله ميلان, والآن, ربما في إمكانك أن تخبرني بالضبط ما هو الشيء الذي يجعلني أحضر هذا الاجتماع هنا بعد ظهر هذا اليوم؟"
جاءها صوت يقول: لقد أرسل السيد لويد يطلبك بناء على طلبي أنا آنسة غرانت, فقد ظننت أن من المهم أن تقابلي رئيسك الجديد"
استدارت جوانا إلى مصدر الصوت الرقيق النبرات الذي ما زال حتى الآن يمكنه أن يدفع الدم حارا في عروقها, ليتضرج وجهها وتسارع دقات قلبها, ودخلت إلى الغرفة ثم أغلقت الباب خلفها. لقد كان هو بنفسه, كان جالسا عند طرف الطاولة المصقولة, وكانت النافذة المفتوحة خلفه قد جعلت وجهه مظللا بعض الشيء.
عاد يقول: تفضلي بالجلوس, وإنني متأكد من أن السيد لويد سيكون سعيدا بأن يطلب فنجان قهوة لصديقة قديمة ..." ولمعت عيناه ببرود. قالت : إنني .." ثم نقلت ناظريها بين بيتر وزوجها وهي تومئ برأسها مستجيبة. كانت تريد أن تصرخ في وجهه أو أن تسأله ما معنى أن يعود الآن مقتحما عالمها بعد أن استطاعت أخيرا أن تصل إلى حالة شعرت معها بأنه من الممكن أن يعود السلام إلى نفسها. ولكن إذا كانت السنتان الماضيتان لم تعلماها شيئا فقد علمتاها ضبط النفس, وألقت نظرة فاحصة إلى مكتب السكرتيرة في الباب الجانبي, أجل إن الأمر يستلزم ضبطا للنفس أكثر مما عندها, أكثر كثيرا.
أشار إلى مقعد بجانبه, سارت ببطء عبر القاعة وكانت قدماها تغوصان في السجاد الناعم وجلست بحذر, على الكرسي ثم أخذت تحدق دون أن ترى شيئا, في فنجان القهوة الذي وضعه بيتر أمامها. وقال لها: إنني آسف إذ أسمع ما قاسيته في هذه الرجلة"
قال بيتر: إن في سيارتك هاتف, كان في إمكانك أن تستعمليه"
قالت: إنه .. إنه معطل" خط كلاي ملاحظة على دفتر الملاحظات أمامه, وهو يقول: أرى أنك تشرفين على العمل في برينغلاس منذ سافر مدير المشاريع في إجازة مرضية" أومأت برأسها بصمت وهي تشعر بغصة في حلقها. فتابع قائلا: لقد تأخرت بالعمل عدة أسابيع" كان يتكلم بلهجة معقولة ولكنها شعرت مع هذا بأن سوءا على وشك الحدوث. قالت: نعم" رن صوت بيتر قائلا بلهجة راضية: ستة أسابيع" رمقه كلاي بصمت ثم عاد يخاطب جوانا: لقد أبعدت عن ذلك المركز منذ اليوم" رفعت رأسها عند ذلك بعنف لتواجهه. هل تراه سينتقم منها بتدميرها مهنيا؟ وسألته " وما هو السبب؟"
أجاب: إعادة بناء الشركة"
سألته ببرود: وهل أنت غير راض عن عملي؟ إنني أطلب منك أن تنظر بعدل في أية شكوى" ونظرت إلى بيتر. كانت متأكدة حين جاءها إعلان الاجتماع أنه أراد أن يخبرها أنه أصبح الرئيس الجديد وأن أيامها في الشركة أصبحت معدودة, كان في إمكانها أن تحارب بيتر, أما كلاي؟ متى كان في استطاعتها أن تحارب كلاي؟
سمع نقر على الباب ثم أطلت السكرتيرة برأسها قائلة: آسفة لمقاطعتكم أيها السادة, هل عندك حقيبة لأليس يا جو؟ أمر مستعجل" أمسكت جو أنفاسها وهي ترمق كلاي بنظرة سريعة. ولكن وجهه الذي امتقعت ملامحه قليلا بقي خاليا من التعبير. ونهضت قائلة: آسفة فقد تركتها في السيارة" قالت السكرتيرة: أعطني المفاتيح وسأحضرها بنفسي" وارتفع صوت كلاي يخترق الصمت الذي ساد المكان بعد ذهاب المرأة " هل أحضرت ابنتك إلى المكتب؟"
قال بيتر: ماذا يمكن أن تتوقع إذا أنت أعطيت المرأة الحرية؟" ولم يستطع أن يخفي نبرة الظفر في صوته.
اسدارت إلية, إن أي مكان هو أفضل من النظر إلى عيني زوجها الزرقاوين وقالت" وماذا تتوقع؟ هل كان يجب أن أتركها على قمة جبل ويلش بعناية ناظر العمال؟"
أجابها: كان يجب أن تكوني في المنزل لرعايتها, إن المكتب ليس المكان المناسب للأطفال" وأدركت باشمئزاز أنها كان مستمتعا بالوضع.
قالت تخاطبه: إنني أعلم أنك سبق وقد صوت ضد إنشاء حضانة في المكتب لتيسير هذه الأمور يا بيتر, ولكنني لست الوحيدة التي عندها طفل, ذلك أن عندك أبا على الأقل يحضر طفلا معه يوميا"
قطع كلاي مناقشتها المرة بقوله: كفى, إن تدابيركما هذه لا تهمني, ولكن عند سكرتيرتي من العمل ما يشغلها عن حضانة الأطفال" ونظر إلى بيتر لويد قائلا: إنني لا أحتاجك الآن" وكان في صوته معنى الطرد. ثم التفت إلى جو ينظر في عينيها يقيدهما بنظراته تلك, وتمنت لو يحول عينيه بعيدا فقد كان ذلك مؤلما للغاية, ووجدت الذكريات حتى بعد كل ذلك الوقت الذي مضى, ما زالت في حالتها الأولى. وأخيرا اخترق هو الصمت بقولهك كيف حالك يا جوانا؟" أجابت: كما تراني يا كلاي"
قال: وحيدة ومتعبة, يبدو أن الأصحاب قد خاصموك بسرعة" وانتقلت ناظراه إلى الباب الذي كان بيتر قد خرج منه لتوه. استدارت نحوه بغضب قائلة: إنني متعبة لأنني أمضيت يوما متعبا, كما أنني لست وحيدة يا كلاي"


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 08:50 PM   #17

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




قال: إن الوضع يدعو إلى السخرية, أليس كذلك؟ فقد أصبح يعيقك بشكل ملحوظ ولكنك قد تدبرت أمرك لكي تري أن مهنتك ما زالت تنال اهتمامك الأول"
أجابت: إنه ليس الأول يا كلاي, ولكنني لم أهمله وذلك لسبب بسيط هو أنني في حاجة إلى عمل, فأنا لم أعد أعمل لأجل نفسي الآن, وإنما أعمل لأجل ابنتي"
قال: ولكن والد الطفلة..." وتلاشى صوته بعد إذ لم يعد يحتمل التلفظ بالكلمة. شعرت بغصة في حلقها, ولكنها أمسكت صرخة ألم كادت تصدر عنها لتقول: إنني لم أطلب منه شيئا قط" تجهم وجهه وهو يقول: ومع ذلك كان عليه أن ينفق عليها, لقد قال الآن فقط أنك يجب أن تكوني في المنزل لترعي ابنتك"
تساءلت عما إذا كان سيصدقها في ما لو أخبرته الحقيقة وما الذي سيفعله؟ وما لبثت أن هزت كتفيها دون اكتراث قائلة: أظن أن علي أن أوضح شيئا يا كلاي وهو أن لدى بيتر صفات كثيرة معظمها لا يستأهل أن يتحدث عنها الإنسان"
وقف بحركة مفاجئة جعلتها تقفز ثم أدار ظهره لها وسار نحو النافذة يحدق في موقف السيارات في الأسفل, وعندما استدار يواجهها كان فمه ملتويا يشبه ابتسامة وهو يقول: هذه هي المشكلة, المكابرة دائما!"
وقفت تتناول حقيبتها وقفازيها بعناية ذلك أن احترامها لنفسها يتطلب منها الانسحاب في مظهر متماسك قبل أن تنهار كليا. قالت " إنني لم أهنئك على تعيينك في مركز الرئاسة بعد, فقد كنت أظن أن بيتر سيحصل على هذا المنصب"
أجابك إنني آسف إذ خيبت رجاءك" ترددت, لقد أرادت الابتعاد عنه, الابتعاد إلى حيث يمكنها أن تلتف حول نفسها تلعق جراحها, ولكنها كانت تريد أن تعلم سبب عودته وسألته: ما الذي تريد أن تفعله بشركة ريدموند؟ هل تريد أن تنسف الشركة؟"
أجاب: أنسف الشركة؟"
قالت: هذا ما تعنيه كلمة (إعادة البناء) أليس كذلك؟ الأشياء الثمينة تباع لتسديد الديون أما النفايات فتلقى خارجا, لقد ساعدت في صنع ذلك في آخر مرة حاولت أنت ذلك, ولكن بعد رحيل تشارلز لا أظن أن ثمة شخصا يهتم بالأمر كثيرا, ما عدا أولئك الذين تكون النتيجة أن يبقوا دون عمل"
قبل أن تتحرك كان بقربها يقول: ما الذي ظننت بالضبط أنك قد ساعدت في منعه؟" كان في إمكانها أن ترى أثر الجرح الذي أحدثه في ذقنه مرة عامل غاضب بجاروفه.
"ماما" واستدارت لترى ابنتها تركض مجتازة قاعة الاجتماعات نحوها. هرعت إليها ترفعها عن الأرض لتضمها بقوة, كانت الطفلة ذات شعر أشقر كثيف, تبدو صورة مصغرة عن أمها في كل شيء باستثناء عينيها الزرقاوين البراقتين, كانتا تذكرانها يوميا بكلاي. ومدت الطفلة إليها يدين سمينتين.
ولكنه انتفض مبتعدا فجأة ثم قال بصوت أجش: سنتابع هذا في الصباح, كوني من فضلك في مكتبي الساعة التاسعة"
قالت ثائرة: سأحاربك يا كلاي!"
ابتسم باستخفاف قائلا: إنني في انتظار تلك المعركة" وعندما لم تجب مشى نحو الباب يفتحه وهو يقول: يهمني جدا أن أرى نوع السلاح الذي في حوزتك, خصوصا بعدما بعت أسهمك إلى تشارلز ريدموند"
كانت تظن أن في وسعها خداعه, راجية ألا يكون على علم بالبيع ذاك, ولكن يبدو أنه يعرف كل شيء إلا حبه لها وأن أليس هي ابنته. وعاد هو يقول: الساعة التاسعة, لا تتأخري"
قالت: إذا كنت مصمما على طردي من العمل يا كلاي, فافعل ذلك الآن, إذ لا لزوم لأي مظاهر مسرحية"
أجاب: إنني لا أهتم بما يعجبك كما ... أن ابنتك نائمة تقريبا" نظرت إلى الرأس الصغير الأشقر الملقى على كتفها ثم قالت: لقد كان اليوم طويلا"
سألها: وكيف تتدبرين أمرك معها؟" أدهشها حدة الاهتمام في صوته فقالت: بنفس الطريقة التي تتدبر بها ألوف النساء العاملات أمورهن مع أطفالهن, يا كلاي, حضانات الأطفال, الأسر أو يأخذونهم معهن إلى العمل كما حدث اليوم عندما تفشل أمور أخرى"
هنا قال بعنف وكأنه ندم على لمحة الإنسانية التي ظهرت في حديثه: ظننت أنك أكثر حذار من أن تقعي في هذا الشرك"
قالت: كلنا نخطئ يا كلاي" وأخذت تمرر يدها على رأس الطفلة وهي تضيف وكأنها تحدث نفسها: لقد استطعت على الأقل أن أصنع شيئا صحيحا"
نبهها إلى الواقع تنفسه العنيف المفاجئ , قالت: يجب أن أذهب الآن"
قال: نعم, إنما من فضلك تدبري أمرك مع الطفلة بالنسبة إلى الغد, إن هذا المكان ليس حضانة أطفال"
استقبلتها أمها بلهفة دون أي سؤال, وبعد أن نامت أليس تكورت جو في مقعدها بمعطفها المنزلي أمام النار, وابتدأت تدلي بأخبارها. ارتشفت الكاكاو وهي تقول: لقد عاد كلاي وهو الرئيس الجديد لشركتنا"
ارتفع حاجبا أمها وهي تقول بسرعة خاطفة: وأنت طبعا ستستقيلين"
قالت جو: قد يطردني فيريحني من هذا العناء"
قالت الأم: أوه يا عزيزتي, لا أظن أن أعصابه تسمح له بطردك!"
قالت جو: إنهم يسمون هذا , هذه الأيام إعادة بناء"
قالت الأم: آه لو أستطيع الإمساك به بيدي هاتين"
قالت جو: كلا يا أمي, من فضلك كل شيء أصبح الآن منتهيا ومنسيا’ وهو هذه اللحظة رئيسي في العمل, وهو أول شخص أراه في الصباح وعندما أعلم ما يكمن في عقله عندئذ أقرر ما يلزم بالنسبة إلى مستقبلي"
قالت الأم : ألا تريدين أن تستمعي إلى نصيحتي؟"
أجابت: لا حاجة لذلك, أظنني أستطيع التكهن بها وهي أن أهرب!"
قالت الأم: حالا, وبعيدا عنه لقد آذاك يا جو, ولا أدري كيف, لأنك لم تجدي من المناسب أبدا أن تضعي ثقتك بي, ولكنني رأيت ما فعل ذلك بك, ليس في إمكانك أن تعاودي الكرة فتتعرضين لمثل تلك المحن مرة أخرى, هذا إلى أن عندك الآن أليس لتفكري فيها, أتظنين أنه سيحاول أن يطالب بها؟"
قالت: كلا" وفكرت في أن أمها تستحق دون شك إيضاح الأمور لها. فهي لم تسألها عما حدث بينها وبين زوجها.لم تنتقد شيئا قط, ويكفي أن رأيها في زواجها السريع ثبت صحته, ولم تكن في حاجة إلى أن تقول (ألم أقل لك هذا؟) ولهذا كانت جو شاكرة جدا, وقالت: إن كلاي يعتقد أن أليس هي ثمرة زواج ثان لي"
سقطت من عينيها في الفنجان الذي بيدها وهتفت أمها: ماذا؟ إن الرجل أحمق, كما أنك مثله! إذا أنت لم تطلعيه على الأمر, إذ أن عليه أمر العناية بالطفلة ..."
قالت جو: لا يبدو أنه أدرك شيئا, لقد رآها هذا النهار"
قالت الأم: ولكن عينيها يا جو ..."
قالت جو: ما كنت لآخذها إلى المكتب لو كنت أعلم أنه هناك, ولكن لا بأس, فهو لم يلاحظ شيئا. وليس هناك سبب يجعله يراها مرة أخرى" ونظرت إلى أمها قائلة: هل تبقينها في رعايتك غدا؟"
قالت الأم: إذا أنت عدت إلى البيت هنا فلن تكوني في حاجة إلى من يرعى ابنتك أثناء غيابك, ويمكنك أن تتابعي عملك, فأنت قد تفوقت فيه حقا"
قالت جو: أتظنين ذلك؟"
أجابت الأم: هذا ليس وقت الشكوك, لقد كان زواجك غلطة, ولكنك انتهيت منه الآن, وها أنت تتابعين طريقك عليك أن تكوني على حذر يا جو, أليس كذلك؟ إنه رجل خطر وقوي وعنيد"
قالت جو: نعم يا أمي سأكون على حذر"
" لا داعي للقلق يا جو, فأنا سأرعى أليس وإنني أكثر قلقا عليك, فذلك الرجل..." ونظرت إلى ابنتها باهتمام وهي تتابع قائلة: لماذا لا تأخذين إجازة؟"
قالت جو: لا يمكنني ذلك"
هزت الأم كتفيها وقالت: كلا هذا ما أظن, فأنت لا تسلكين أبدا الطريق السهل" ونظرت إلى ثياب ابنتها بإعجاب وهي تتابع: إنك على الأقل أصبحت أنيقة في ملبسك" نظرت جو إلى صورتها في المرآة, كانت ترتدي بزة مذهبة الياقة بينما التنورة مطبوعة بالأسود والأبيض, وكان هذا الزي من متجر شقيقتها. ولفت حول عنقها شالا من نفس القماش, أومأ برأسها قائلة: نعم يا أماه, إنني أبدو أنيقة, فهذا اليوم بالذات لا يجب أن أرتدي الجينز"
في مكتب الاستقبال في الشركة, سمعت صوتا يخاطبها قائلا: الآنسة غرانت؟" ووقفت تنظر إلى المتكلم قائلة "نعم؟"
قال: إنني من مكتب شركة بنتاغون موتورز, وقد جئت لأجل سيارتك, هل يمكن أن استلم المفاتيح من فضلك؟" نظرت إلى المفاتيح التي كانت ما تزال في يدها, تحتويها علاقة مدموغ عليها اسم شركة بنتاغون’ التي كانت مسؤولة عن كل سيارات الشركة, لقد سبق وسمعت بحدوث مثل هذه الأشياء عندما يصرف الموظف من الخدمة ويكون عليه أن يسلم السيارة ليعود إلى المنزل بالباص.
قالت متلعثمة: إنها... يجب أن أخليها من حاجياتي أولا"
هز كتفيه قائلا: لا بأس إذا شئت, هل يمكنك أن تقومي بذلك الآن؟ ذلك أنه ليس عندي الكفاية من الوقت"
تصلب جسمها وهي تقول"طبعا" مشت نحو موقف السيارات حيث فتحت سيارتها, ولم يكن فيها أشياء كثيرة, بعض الخرائط, حذا القيادة, ... وانحنت تتناولها, ورأت زجاجة حليب فارغة من زجاجات أليس.
سألها: وماذا بالنسبة إلى صندوق السيارة؟"
أجابت: كلا, إنه فارغ" وأخذ الرجل ينظر إليها منتظرا التسليم. ناولته المفاتيح ليصعد إلى السيارة مبتعدابها بسرعة. ربما كان يشعر بالإحراج لأخذ السيارة منها كما تشعر هي. وعادت إلى المكتب ثم صعدت إلى الطابق الأول.
أشارت السكرتيرة إلى الباب قائلة: أدخلي رأسا, فقد رآك عند وصولك وهو في انتظارك الآن" هكذا إذاً؟ .. لقد كان يراقب ذلك الاستعراض في موقف السيارات, واستقامت ثم فتحت الباب وألقى عليها نظرة قصيرة من فوق أوراق بين يديه, ثم اشار إليها لتجلس قائلا: اجلسي يا جوانا, لن أتأخر أكثر من دقيقة"
وتابع الكتابة بيد سريعة قوية الحركة مما أعطاها فرصة لتلاحظ بعض الشيب الخفيف في سالفيه, وما لبث أن ترك القلب واعتدل في جلسته وهو يقول: أتريدين قهوة؟"
قالت: كلا شكرا, لست في حاجة إلى مثل هذا التكليف, وأنا لن أجلس أمامك لكي تمعن النظر إلي, ويكفي كل هذا الإذلال في يوم واحد فقل الآن ما عندك ثم دعني أذهب في طريقي" عبس هو قائلا: إذلال؟ من أية ناحية؟"
وقفت قائلة: أتريدني أن أهون عليك الأمر بتقديم استقالتي؟"
قال: اجلسي من فضلك, ليس من عادتك أن تصابي بهذه الهستيريا"
"ذلك لأنني لم أرفض من الخدمة من قبل"
"إنني لم أطب منك الحضور كل هذا الطريق لكي أرفضك من الخدمة كما قلت بمثل هذه الفظاظة!"
"ولماذا إذاً أخذت مني السيارة؟"
نظر إليها بذهول وقال" أخذت مني السيارة؟"
قالت: هل استمتعت بذلك الاستعراض؟ لقد فهمت من السكرتيرة أنك كنت تراقبني من النافذة"
قال: ما الذي تتحدثين عنه؟"
قالت: لقد جاءني رجل في غرفة الاستقبال من شركة البنتاغون .. كان في إمكانك أن تنتظر قليلا على الأقل"
عند ذلك أوضح الأمر قائلا: لقد كنت اشتكيت أمس من تعطل الهاتف في سيارتك, وقد طلبت من تلك الشركة أن تصلحه لك بأسرع وقت ممكن, ولم تكن لدي فكرة أنهم قادمون اليوم"
حدقت فيه مذهولة وهي تقول: هاتف السيارة؟ ولكن لماذا لم يخبرني ذلك الرجل بذلك؟"
أجاب: ربما ظنك عالمة بالأمر, والآن لقد انتهينا من سوء التفاهم هذا, والأفضل أن ننتقل إلى الأمر التالي لقد أحضرتك من موقع البناء يا جو لأنني أريدك أن تعملي هنا في المكتب"
قالت: كلا!" وما كان لها أن تقول شيئا, إذ تابع هو كلامه: لقد أثبت كفاءتك بكل طريقة ممكنة, ثم إنك مواظبة ويعتمد عليك حتى في أقسى الظروف, ومن بين سطور تقاريرك الأسبوعية لم تكن الشهور الأخيرة في برينغلاس بالسهلة. وبالرغم من محاولات بيتر في تشويه صفحتك فقد انتبهت تماما إلى أن العمل عندما استلمت أنت مسئوليته, كان متخلفا عشرة أسابيع" وعاد يستقيم في جلسته ليرمقها من تحت أهدابه, ثم عاد يقول" أتعلمين أنه متلهف على طردك من العمل؟"
قالت" إن ذلك لا يدهشني"
انتظر أن تستمر في الإيضاح, ولكنها لم ترد. إذ أنه لا شك في أنه قد أخذ فكرة مسبقة عن سبب رغبة بيتر في التخلص منها, ومهما قالت هي فلن يغير رأيه.
أخيرا قال: كلا, لا أظنك كذلك, ولكن أمله سيخيب على كل حال, إذا كنت تريدين التقدم في عملك فستكونين في حاجة إلى شيء من الخبرة الإدارية"
فكرت ماذا يعني بقوله هذا عن التقدم في العمل؟ ثم قالت: وماذا لو فضلت البقاء في مكان البناء؟"
قال: في هذه اللحظة, ليس أمامك خيار في هذا الأمر"
قالت: في إمكاني أن أترك الشركة"
قال: ليس الأمر سهلا, هذا الحين فقد قلت إنك في حاجة إلى عمل" تابع كلامه وقد سره سكوتها: لقد استطعت إثبات مقدرتك على العمل هناك, والآن حان الوقت لكي تثبت الآنسة غرانت مقدرتها على العمل في مجال آخر غير مجال الاسمنت, أم لعلك خائفة من التجربة؟"


نهــاية الفصل الخـــامس


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 09:46 PM   #18

امراة بلا مخالب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية امراة بلا مخالب

? العضوٌ??? » 60605
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 22,356
?  نُقآطِيْ » امراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك يا احلى منمونة تسلمى يا قمر على الرواية الجميلة زيك

تسلم الاياااااااااااااااااا:eh_s( 7):ااااااااااااادى


امراة بلا مخالب غير متواجد حالياً  
التوقيع


سألوني لماذا رأسك مرفوعة و عيونك قوية
قلت عفوا..... كلنا بشر
لكن
جنسيتي مصرية ...

********
سأغيب عن المنتدى لفترة طويلة ... افتكرونى بالخير ...
رد مع اقتباس
قديم 26-12-09, 02:00 AM   #19

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرااااااااااااااااااااا ياجميل منورانى دايمااااااااااااااااااااا ا


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-12-09, 02:10 AM   #20

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس

كان كلاي يتحداها مجبرا إياها على أن تصمم على أمر يغير مجرى حياتها, كان يستعمل معها حرب أعصاب لكي يجعلها تبقى تواجهه, ولم تكن جوانا بالتي تهرب.
وأجابت عن سؤاله الساخر البادي في عينيه بابتسامة مصطنعة على شفتيها وهي تقول: ما الذي تقدمه لي بالضبط يا كلاي؟" لمع الرضا في تلك العينين الزرقاوين اللتين لا قرار لهما لتتلاشى ابتسامتها فقد كان من القسوة أن تجلس قبالة ذلك الرجل الذي تغلغل حبه في ذاتها والذي جعل من أيامها حافلة بالألم الذي كانت تحاول أن تهزمه بإغراق نفسها في العمل إلى حد الانهيار, لقد قال أبوه مرة في يوم زواجهما أن ابنه دوما يحصل على ما يريده, وهي تتساءل الآن في توجس عما عساه يريد منها.
قال: إن عندي وظيفة لك في قسم التخطيط"
هتفت: التخطيط؟" وتجهم وجهه للهجتها المتعالية, وقال: يمكنك أن تدلي برأيك عندما أنتهي من حديثي تماما فاهدئي, واستمعي إلى ما أعرضه عليك قبل أن ترفضي عرضي هذا" وابتدأ يتكلم بينما لزمت هي الصمت, وقد أذهلها ما سمعت, ووجدت نفسها تنفذ بالضبط ما طلبه منها, وعندما انتهى من حديثه مال بظهره إلى الخلف في كرسيه وهو يقول: يمكنك الآن أن تتكلمي"
قالت" إنني ... لا أدري ماذا أقول"
قال وقد التوت شفتاه بشبه ابتسامة: حسنا! ها قد حصلت أخيرا على شيء ما, هل أفهم من هذا أن عرضي قد نال إعجابك؟" لقد نال هذا العرض إعجابها طبعا, فهو يعرف جيدا ويعرف بالضبط ما الذي ينال قبولها, لقد قدم إليها أحلى ما كانت تحلم به, ولكن قبل ذلك عليها أن تمضي ستة أشهر في مكتب التخطيط لتكون يوميا تحت نظره وعند طلبه في أي وقت. ورنت في أذنيها نصيحة أمها لها بأن تهرب منه بأسرع ما تستطيع. ولكنها كانت في حاجة إلى وقت تفكر فيه ولهذا سألته معترضة: إنه عرض طويل الأمد يا كلاي, ما الذي حدث إذا بالنسبة إلى إعادة البناء؟"
قطب حاجبيه لحظة ثم قال"إعادة البناء؟"

وانحنى نحوها فابتعدت عنه, وتابع: إعادة البناء مؤجلة بصفة مؤقتة يا جو" حتى عبر ذلك المكتب الفسيح , كان التهديد واضحا وهو يقول: إلى أن أحصل على جوابك" سكتت فترة طويلة وسمعت رنين الهاتف في مكان ما, وفي الممر خارج القاعة ارتفعت ضحكات مرحة, وفكرت أن خارج هذه الجدران الأربعة كان الناس يتابعون أعمالهم دون أن يخطر في بالهم شيء عن هذه المأساة التي كانت تدور في مكتب كلاي والتي قد تؤثر على حياتهم أجمع.
أخيرا قالت: كم لدي من الوقت لأفكر بذلك؟"
قال: ليس وقتا طويلا, إن هنري دبلداي وأظنك تعرفينه سيكون هنا الساعة الحادية عشرة, وعلي أن أعرف جوابك قبل حضوره" ولم تفصح عيناه عما يدور في ذهنه. وعندما تكلم لم يكن في صوته أثر لذلك الدفء الذي استطاع أن يغمرها بالسعادة طيلة أسابيع فقط ثم تابع يقول: في آخر مرة أردت الحصول على هذه الشركة يا جو أفسدت أنت علي كل شيء, والآن سأجعلك تدفعين ثمن ذلك" شعرت بالدم يجمد في عروقها, إن الرجل القاسي القلب الجالس أمامها كان زوجها. ووالد ابنتها, الرجل الذي أحبت. وفاجأتها غصة, إنها ما زالت تحبه رغم تحطيمه قلبها وهو لا يزال مصمما على معاقبتها لشيء لم تقترفه, تمالكت نفسها, كان من الضروري ألا تخفي مشاعرها. إذ أنها بهذا تتجنب الهزيمة الكاملة على الأقل. رفعت إليه عينيها الصافيتين تحدقان في عينيه قائلة وقد تملكتها رجفة بسيطة: لقد كنت مصمما على تدمير شركة ريدموند, فقد أخبرتني بنفسك بأنك لم تعد تهتم بالبناء والاسمنت"
قال: إن لذلك فوائده, فأنا يسرني دوما أن أضم تحت جناحي شركة أخرى ذات فائدة"
قالت: حتى لو اضطرك الأمر إلى الزواج مني لكي تحقق غرضك؟"
لم يكن من الغريب إذا أن يهجرها بهذا الشكل, وربما لم يكن في نيته أبدا البقاء معها منذ البداية.
أجاب: إنها غلطتي, ولكنني الآن أمنحك فرصة لإنقاذ نفسك, إذ أن مصير شركة ريدموند هو في يدك, مرة أخرى يا جوانا" وألقى نظرة على ساعته متابعا: إن الوقت يمر, ماذا أفعل؟ أنقذها أم ألقي بها بعيدا؟"
قالت: إنك المستشار يا كلاي, ما الذي تنصح به؟"
أجاب: إن وضعي في غاية السعادة إذ أنني لن أخسر!" وهز كتفيه
دون اكتراث وهو يميل إلى الخلف متابعا: والخيار هو لك"
قالت: لا يبدو ثمة خيارات أخرى أمامي, إذ لا يمكنني أبدا أن أجلس ساكتة بينما تلقي أنت بشركة ريدموند إلى الذئاب, لقد قبلت عرضك"
كانت ابتسامته في منتهى البرود وهو يقول: كنت أعرف أن في إمكاني الاعتماد على ولائك الأعمى لشركتك, يجب أن يكون عندك مثل هذا الولاء بالنسبة إلى الناس أحيانا"
أجفلت ثم قالت: لست عمياء تماما! فأنا عندي شرطان يا كلاي" وكان اليأس ظاهرا في صوتها.
قال بسخرية لاذعة جعلت الدم يتصاعد إلى وجنتيها: وما الذي يجعلك أنك في وضع يمكنك فيه وضع الشروط؟""
ولكنها رفضت الهزيمة وهي تقول: وهذان هما" ورفع حاجبه مشيرا إليها أن تتابع حديثها فتابعت قائلة: إذا كان لنا أن نعمل في نفس المكان يا كلاي, فإن الماضي يجب أن يصبح منسيا" انتفخ عرق في صدغه وهو يقول بعنف: وهل نسيته أنت؟" كلا إنها لم تنس, لم تنس لحظة واحدة حتى أنها وهو يتكلم شعرت بالدم يتصاعد إلى وجهها عندما تذكرت ما أراده أن تتذكره, ويبدو أن نتيجة كلامه قد بعثت الرضا في نفسها إذ عاد يقول: وما هو الشرط الثاني؟"
أجابت: أريد استعادة أسهمي في الشركة بإعادة شرائها"
بانت على شفتيه ابتسامة باهتة وهو يقول: وهل في إمكانك الدفع؟"
أجابت: ما زلت أحتفظ بالمبلغ الذي قبضته ثمنا لها" كان المفروض أن تشتري بذلك المبلغ منزلا لأليس طفلتها, وقد تسرعت الآن بهذا الطلب في محاولة لإنقاذ كرامتها التي حطمتها مطالبه المهينة, إن كلاي تاكيراي الآن متحكم في كل شيء, وهي تريد أن توقفه عند حده, ولكنه ما كان ليتزحزح.
قال: لقد أخبرتني مرة أنك لا تعرفين شيئا في إدارة الأعمال يا جو, ولهذا أظن أن أسهم الشركة هي أسلم في الوقت الحاضر بين يدي"
قالت باستماتة: وماذا عن الشرط الآخر؟" وتشابكت نظراتهما لحظة, ثم وقف قائلا: سأفكر بالأمر"
وقفت بدورها وهي تقول: لا تنس ذلك" فأومأ برأسه قائلا: إذا شئت, ولكن ربما من الأسلم عدم إيقاظ الكلاب النائمة, والآن هيا بنا إلى مكتب التخطيط لكي أعمل على استقرارك فيه" شعرت بالخوف من تأثيره عليها الذي ما زال في إمكانه أن يسارع من خفقات قلبها, وحاولت
أن تبدد تأثيره عليها بمحاولة الإيحاء إلى نفسها بأن هذه التأثيرات ما هي إلا تغيرات كيميائية في الجسم ولا شيء غيره. ولكن هذه الإيحاءات لم تخفف من تسارع تلك الخفقات على كل حال.
قالت بسرعة: إنني أعرف الطريق"
أجاب: لا أشك في ذلك" وعلمت هي حينئذ أن لا فائدة من الاحتجاج خصوصا مع كلاي, وعندما كفت عن المحاولة تاركة له أن يقودها إلى المكتب قال يحدثها:طبعا إنك تريدين حاجياتك من برينغلاس حيث كنت تعملين, وأظن أن لديك الكثير من الأشياء هناك" قالت موافقة دون تفكير: عندي الكثير فعلا, وأكثره للطفلة أليس"
سألها: هل أرسل شخصا يحضرها لك أم تفضلين استعارة سيارة فان وإحضارها بنفسك؟"
أجابت: علي أن أعود إلى هناك بنفسي, إذ ليس من اللائق أن أترك السيدة رايس دون كلمة شكر لكل الخدمات التي كانت تؤديها لي ولأليس"
سألها: أظنك في حاجة إلى يومين لذلك"
أجابت: نعم.
وقف وسألها: وهل سترعى أمك ... أليس؟"
أجابت: نعم, وهذا سيجعلها سعيدة"
بدت عليه الدهشة, وشعرت هي بالراحة لوصولهما هذه الأثناء إلى قسم التخطيط, وحتى بعد ذهابه وبقائها وحدها تفكر بوضوح مرة أخرى, أدركت أنه لم يوافق في الواقع على أي من الشرطين.
انتظرت الأم رقاد الطفلة قبل أن تبدأ محادثتها مع ابنتها قائلة: حسنا؟"
أجابت جو: إنني أعمل الآن في وظيفة جديدة في قسم التخطيط وسأعمل في المكتب لفترة"
قالت الأم: إن هذا العمل لا أظنه يوافق ذوقك, هل ستقومين به حقا؟"
أجابت: إنه ليس كما كنت أقوم به أثناء حملي بأليس" ومطت شفتيها لذكرى الأسابيع التي كانت تعمل فيها خلف لوح التخطيط وتابعت تقول: سأعمل في المشروع الجديد الكبير, وقد وعدني كلاي بعد ذلك بوظيفة ممثلة الشركة للأعمال المؤقتة"
قالت الأم: يا للحظ الحسن!" ولمحت جو وميضا في عيني أمها سرعان ما انطفأ لتسألها قائلة: وما الذي يريده مقابل هذا؟"
قالت بحدة لاحظتها هي نفسها وكأنها تريد أن تحمل نفسها على الاقتناع: لا شيء! إنها فرصة خيالية وهذا كل شيء"
قالت الأم: إذا فستواصلين العمل معهم؟"
أجابت جو: ظننتك ستتحمسين لهذا الأمر وتشعرين بالسرور, هل يمكنك أن تتحملينا أنا وأليس أسابيع قليلة إلى أن أجد مكانا نسكن فيه؟"
قالت الأم: إنك تعرفين أنكما يمكنكما البقاء هنا قدر ما تشائين, ولكنني غير متأكدة من حكمة هذا. هل يمكنك التصرف؟"
قالت جو متسائلة: التصرف؟"
قالت الأم: هيا يا جو! إنك لا تفصحين عن نفسك ولكنني رأيت ما أحدثه إنفصالك عن كلاي, هل يمكنك حقا نسيان ذلك؟" ولما لم تسمع جوابا تابعت تقول: وهل في إمكانه هو؟"
أجابت جو: إنني وكلاي أصبحنا في طيات التاريخ"
هزت الأم كتفيها قائلة: وهكذا كان أنطونيو وكليوباترا, حسنا إنها خطوة على السلم, إنما تذكري أنني أنذرتك, ابقي بعيدة عنه!"
أجابت جو: سأذكر هذا, أوه سأستعير سيارة فان لأذهب إلى برينغلاس وأحضر أمتعتي, هل سترعين أليس أم آخذها معي؟"
قالت الأم: دعيها معي, لأتمكن من تدليلها دون أن تعبسي في وجهي"
التفت جو بشال أسود دافئ من الصوف تحته سترة حمراء متألقة وسمعت صوت بوق السيارات من الطريق, فأخذت حقيبتها وقبلت أليس ثم احتضنت أمها, وهي تقول: قد أعود هذه الليلة إذا استطعت, فهذا يعتمد على حالة الجو"
هرعت جو نحو البوابة ثم فتحت باب الفان.
"كلاي!" وتراجعت إلى الخلف بحركة لا إرادية, ولكنها تمالكت نفسها ثم قالت باسمة: إنه لطف منك أن تحضر السيارة بنفسك"
أجاب: ليس في ذلك أي إزعاج, إن أمك تلوح بيدها يا جو, أتظنينها قد رأتني؟هل علي أن ألوح لها بيدي ردا عليها؟"
نظرت جو لترى أمها من النافذة وقالت: كلا" وفكرت في أنه لو رأت أمها كلاي, فمن المؤكد أنها ستفترض الأسوأ. ولوحت لها بنفسها بينما مط هو شفتيه بابتسامة صغيرة حانقة وهو يقول: يا للمشهد المؤثر! والآن أدخلي فأنا مستعجل"
صعدت إلى السيارة ثم سألته: ولماذا أنت هنا؟ إن الشركة لا ينقصها سائقون بالتأكيد"

عبست وهي تراه يترك الطريق الفرعي إلى الطريق العام وقالت" ليس هذا هو الطريق المؤدي إلى المكتب!"
أجاب: ما أشد فطنتك! ولكنني كنت على كل حال ذاهبا إلى برينغلاس, وبدا أن في ذهابنا منفردين إسرافا في الوقود لا ضرورة له! كما أن حاجياتك لا تستوعبها سيارتي الأوستن"
استدارت إليه قائلة: هل أنت آت معي؟ لقد تعمدت هذا التصرف! كيف أمكنك ذلك؟"
أجاب: بسهولة, لا أظنك فكرت بأنني أحضرتك إلى المكتب لرقة قلبي فقط أليس كذلك؟ إنك ستحصلين على الترقية في النهاية ولكن في نفس الوقت لا تتوقعي أن تمضي وقتا ممتعا!"



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.