آخر 10 مشاركات
420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الثأر -ج3 من سلسلة بريد الشتاء- للكاتبة الأخاذة: هبة الفايد [زائرة ] *كاملة&بالروابط* (الكاتـب : هبةالفايد - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          حكاية قلبين (باللهجة العراقية) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : شوق2012 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree156Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-12, 09:55 AM   #851

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


اعزائي بشرى سارة ...
احم احم اكملت الفصل والحمد لله ...
فقط انتظروا علي ساعة واحدة اعيد قراءته وتنقيحه ثم سانزله اليكم .....
اتمنى من قلبي يعجبكم


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 10:11 AM   #852

~senorita~

نجم روايتي وشاعرة متألقة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~senorita~

? العضوٌ??? » 11739
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,879
?  مُ?إني » الامارات
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Somalia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~senorita~ has a reputation beyond repute~senorita~ has a reputation beyond repute~senorita~ has a reputation beyond repute~senorita~ has a reputation beyond repute~senorita~ has a reputation beyond repute~senorita~ has a reputation beyond repute~senorita~ has a reputation beyond repute~senorita~ has a reputation beyond repute~senorita~ has a reputation beyond repute~senorita~ has a reputation beyond repute~senorita~ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

يااااااااااهووووووووو......ب انتظارك كاردينيا

~senorita~ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 10:45 AM   #853

samsam
 
الصورة الرمزية samsam

? العضوٌ??? » 5336
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,053
?  نُقآطِيْ » samsam has a reputation beyond reputesamsam has a reputation beyond reputesamsam has a reputation beyond reputesamsam has a reputation beyond reputesamsam has a reputation beyond reputesamsam has a reputation beyond reputesamsam has a reputation beyond reputesamsam has a reputation beyond reputesamsam has a reputation beyond reputesamsam has a reputation beyond reputesamsam has a reputation beyond repute
افتراضي

على نار على نار بستنى قلبي معى بيستنى

samsam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 11:11 AM   #854

ebrU
alkap ~
 
الصورة الرمزية ebrU

? العضوٌ??? » 111677
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 573
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ebrU has a reputation beyond reputeebrU has a reputation beyond reputeebrU has a reputation beyond reputeebrU has a reputation beyond reputeebrU has a reputation beyond reputeebrU has a reputation beyond reputeebrU has a reputation beyond reputeebrU has a reputation beyond reputeebrU has a reputation beyond reputeebrU has a reputation beyond reputeebrU has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ف انتظاااااااااااارك

ebrU غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 11:19 AM   #855

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي

صباحك سكر كاري ...
بالانتظار يا قمر


عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 12:12 PM   #856

اسراء التركي
 
الصورة الرمزية اسراء التركي

? العضوٌ??? » 78338
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 653
?  نُقآطِيْ » اسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك عزيزتي كاري الرواية الجديدة مقدمة رائعة وواضح كده اني احداثها جميلة وسوف اذهب لقرأت الفصل الاول واسفة علي تاخيري بس وجد مشتاقة لكتابتك

اسراء التركي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 12:27 PM   #857

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي

شو كاري خلصنا فصل سحوبة وجينا طيران هون ... هههههههههه
وين الفصل حبيبتي؟؟
انا اليوم لاصقة بالجهاز فاضيتلكن هههههههههههههههههه


عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 01:17 PM   #858

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الثالث
تلك الابتسامة كانت أكثر غموضا من ان تفهمها جنى! ليرتفع حاجباها عاليا وهي ترى فؤاد يرفع سبابته يشير نحوها بكسل وتلك الابتسامة تزداد غموضا، ابتلعت ريقها بصعوبة واستعاد طبعها الناري سيطرته على مزاجها لتعقد حاجبيها بحنق وتغلق الستارة بقوة، فلم ترَ ومؤكد لم تسمع ضحكة فؤاد المجلجلة ولا همسته وهو يحدّث نفسه " مؤكد ان لك نكهتك الخاصة يا صغيرة "
***
ظلت عينا ياسمين تتابعان جنى وهي تتحرك هنا وهناك بقلة صبر، ترفع احمد ثم تعيده على الارض، تجلس لتشاهد التلفاز لتعود وتطفئه، تجلب قدحا من عصير وبعد ان تشرب نصفه تقول إنه لم يعجبها! كانت بكل بساطة نزقة المزاج لا تركن الى شيء، ياسمين نفسها كانت تشعر بالضيق، ضيق استمر معها طوال الاسبوع، حاولت ان تفهم شعورها هذا ولم تصل لكنهه، كل ما تعرفه انه يتعلق بسليمان وتلك الرحلة التي قضاها ملتصقا بايمان او الأصح أن ايمان من كانت تلتصق به! شعرت بإحساس غريب يحيط قلبها بهالة من الخوف والقلق! لماذا تشعر بذلك؟ لماذا؟! ربما لان سليمان ابتعد عنها ولم يعد مثل السابق؟!
تأوهت ياسمين لتتأوه جنى في نفس الوقت، التفتت الاختان لتحدقا ببعضهما للحظات ثم.. انفجرتا في الضحك واخذت احداهما ترمي الاخرى بالوسائد الصغيرة الموضوعة على الارائك.
***
" جنى.. جنى؟! ما بك؟ " صرخت هالة بجنى بعد ان عجزت عن إيقاظها بالحسنى من احلامها النهارية، ابتسمت جنى بارتباك وهي تقول " لا شيء" ثم اخذت تقضم من فطيرة الفراولة التي اشترتها قبل لحظات من نادي المدرسة، نظرت هالة بتمعن لجنى وعيناها الذكيتان تحاولان فهم ما يحدث مع صديقتها منذ يومين، فجنى صديقتها المقربة، لم تجد هالة شخصا يستطيع فهمها بالسهولة التي تفهمها بها جنى، شيء غريب حقا لم تعتد عليه، لم تعتد ان يفهمها أحدهم على الاطلاق! دوما كانت منطلقة في المدرسة منطوية في البيت حتى قبل وفاة والدتها كانت هكذا، لتزداد عزلتها في البيت بعد وفاتها، جنى منحتها نوعا من التفهم لشخصها يجعلها تتكلم إليها وكأنها تكلم نفسها، لا حدود تقف عندها، فقط تقول ما تريد لتستوعبها جنى ببساطة وتمنحها سكينة التفهم والاهتمام، المسألة لا تعتمد على الذكاء قدر اعتمادها على تركيبة جنى نفسها، هي تشعر ايضا بأن جنى تجد فيها مكملا لها، نوع من الصداقة التي تمتد جذورها عميقا في ارض صلبة، صداقة قد يبحث عنها الانسان دائما ولا يكون محظوظا ليحصل عليها، لكن هناك شيء تخفيه جنى عنها، شيء يؤرقها، تصورت ان ابن عمها عماد ضايقها كالعادة، لكنها نفت الامر وللحظة خطر في بال هالة ان هناك مشاعر بينها وبين ابن عمها الآخر حامد، لكن جنى ضحكت منها هازئة وهي تقول " انه أخي! "
قالت هالة بمرح " هل تعرفين من رايت البارحة عندما ذهبت مع اختي لشراء الطعام من محل الوجبات السريعة؟" ابتسمت جنى وهي تغمز وتقول " لا تقولي رأيتِ المعجب الولهان " احمرت هالة وهي تقول بارتباك " لا.. لم أره " ضحكت جنى عاليا وهي تقول " وجهك أصبح احمراً " ضربتها هالة على كتفها ثم جرتها من شعرها وهي تقول " لا تكوني مزعجة " استمرت جنى في الضحك وهي تقول " اعترفي انه يعجبك " غامت عينا هالة وهي تقول بحزن " حتى وان كان، حتى لو منحني ما انا بحاجة اليه، ما الفائدة؟ اننا فتيات صغيرات يا جنى وأنا لا اعترف بهكذا مشاعر في هذا العمر، اننا في الخامسة عشرة فقط، الفتيات يضحكن على انفسهن باسم الحب ليقمن علاقات عاطفية مع الشباب " ردت جنى بشرود " كلامك صحيح " ضيّقت هالة عينيها وهي تعود لتنظر إلى جنى بتمعن.
تنبهت جنى لعيني هالة ونظراتها المتفحصة فقالت بابتسامة مرتبكة " حسنا اذا لم يكن المعجب الولهان فمن رأيتِ؟" ردت هالة وقد استعادت مزاجها المرح " رأيت فؤاد حكمت، " ضحكت هالة وهي تضيف بأسلوب اعلاني " لأول مرة فؤاد حكمت يتواجد خارج حدود سيارته الفخمة! لقد أصبحت اعتقد انه ولد في سيارة! " الابتسامة تجمدت على وجه جنى للحظات ثم وجدت نفسها تقول باندفاع وفضول " حقا؟! رأيته؟ هل انت متأكدة انه هو؟ وماذا فعل؟ ومن كان معه؟" ردت هالة بملل " كالعادة كان معه صديقه ذو الشكل المرعب " ضحكت جنى وهي تقول " هل تحرش بك ذلك المرعب؟" ردت هالة وهي تحرك حاجبيها صعودا ونزولا " لا بل فؤاد من تحرش بي " حدقت جنى بذهول في هالة ثم قالت " تحرش بك؟ ماذا قال؟" هزّت هالة كتفيها باستخفاف وقالت " لا شيء مهم فقط،(مرحبا، هل اساعدك بحمل الكيس؟) انه تافه جدا " ارتجفت يدا جنى فأخفتهما بينما امالت هالة رأسها جانبا وهي تسرح بنظرات تفكيرية ثم قالت " هل تعرفين انه قصير! ليس قصيرا جدا، ولكنه ليس اطول مني كثيرا " همست جنى بحشرجة " وماذا قلتِ له؟" ردت هالة بابتسامة واسعة فخورة " لم اقل إلا (إفففففففففففف) وعندها انفجر المرعب ضحكا بينما فؤاد عبس في وجهي " ابتسامة هالة اخذت بالانحسار وهي ترى تعبيرات جنى يلوح عليها التشتت! وضعت هالة يدها على يد جنى وقالت باهتمام " ماذا هناك يا جنى؟ انت لست على عادتك! تعرفين يمكنك اخباري بأي شيء " أطرقت جنى برأسها لتحارب ما تشعر به، انها لا تشعر بالغيرة من هالة؛ فهالة بالنسبة لفؤاد ليست بأكثر من فتاة جميلة يتحرش بها، حالها كحال باقي الفتيات، المشكلة أن جنى تحارب احساسها به هو، لماذا يصرُّ على البقاء في رأسها هكذا ولا يفارق افكارها؟! ولماذا يطاردها بطريقته الصامتة هذه بينما لا يتوانى عن التكلم بمطلق الحرية ومع اي فتاة تمر به؟! ما معنى نظراته إليها؟ انها ليست نظرات عادية، قد تكون أصغر من ان تفسر حقيقة نظرة تحرش عادية، ولكنها تستطيع ان تميز انه ينظر إليها بطريقة مختلفة عن باقي الفتيات، انها كانت تراه منذ سنوات وترى كيف ينظر للفتيات اللواتي يختارهن ليحيطهن باهتمامه دون ان يفرضه فرضا، وحتى هالة كانت قد لمحته ينظر إليها سابقا بنفس الطريقة، هذا أسلوبه؛ يحاول مع اي فتاة، وأغلبهن يستجبن له، بل ويحببنه! لكنه ليس من النوع الذي يعدهن بزواج او ارتباط او حتى حب، هو صريح جدا وغاياته أكثر صراحة!
عادت هالة لتلح عليها بالسؤال " أخبريني جنى، ام إنك لا تثقين بي؟!" تنهدت جنى وورفعت وجهها لصديقتها الاقرب لها ثم قالت ببؤس تخفف الحيرة من حدته " سأخبرك هالة، انا فعلا بحاجة لأخبار أحدهم "
استمعت هالة لجنى بصبر وهي تحاول استيعاب كل ما تقوله صديقتها وكذلك كل ما تشعر به دون ان تتمكن من شرحه بالكلمات، عندما انتهت جنى قالت هالة بهدوء " جنى، سنرسم معا أفضل صورة للمسألة، حسنا؟" هزّت جنى راسها بنعم فأكملت هالة " سنفترض ان فؤاد يكنُّ لك مشاعر حقيقية، او على الاقل مهتم فعلا بك، ماذا بعد؟ انت ما زلت في الخامسة عشرة، صغيرة جدا على اي ارتباط " هزّت جنى راسها ناكرة " لا.. لا، انا لا افكر بالارتباط " نظرت هالة بحنان إليها ثم قالت " اذن بماذا تفكرين؟ ان تنتظري حتى تكبري؟ وحتى لو حصل هذا انت تعرفين ان فؤاد غير مناسب، عائلتك لن ترضى به، اولا بسبب ابناء عمومتك، وانت أخبرتني بصراحة كيف تجري الامور عندكم، ثانيا انا وانت نعرف كما ان فؤاد يتمتع بسمعة سيئة جدا كشاب في الثانية والعشرين؛ فأن والده (وليسامحني الله) يتمتع بسمعة اسوأ في مصدر ثروته المهولة، العم محمد يستحيل أن يرضى به، ويُفترض ان لا ترضيّ انت ايضا به، لان ماله حرام " وضعت جنى يدها على جبينها وقالت بحيرة متزايدة " هالة انت دوما تقفزين المراحل! انا لم أصل بتفكيري لكل هذا " ردت هالة " هذا صحيح انا انظر للقادم البعيد، وهذا يقيني الاذى والتصرف الخاطئ، وكل ما قلته الان هو الصورة الأفضل فقط، ففؤاد قد يكون يتلاعب بك ليثير مشاعرك، ربما هو اعجب بك أكثر من ان يتركك تفلتين من يده " رن جرس الحصة ليوقف هالة عن مزيد من الكلام وليعطي جنى فسحة كي تواجه نفسها بما يحدث معها وبما قالته هالة لها، ولم تشعر بيد هالة التي سحبتها من ذراعها لتدخلا الصف.
***
بعد أيام، في طريق العودة للبيت
قالت ياسمين بحنق وبعض الخوف " لماذا تزداد ملاحقة فؤاد لنا؟ لقد أصبح سخيفا حقا وهو يرافقنا في ذهابنا وإيابنا، اقسم انه إذا لم يتوقف عن ذلك سأخبر عنه ابي او سليمان او ربما أخبر حامد ليجعله عبرة للجميع "
لم ترد جنى بشيء، مرت الايام منذ ان تصارحت مع هالة وقد اتخذت قرارا بإهمال فؤاد تماما وعدم النظر نحوه، كانت تعرف ان فؤاد ليس من الشباب الذين يثيرهم الاهمال ويحفزهم للملاحقة أكثر، بكل بساطة يعرض اهتمامه واذا لم يجد تجاوبا (وهذا يحدث نادرا) فأنه يسحب نفسه، ولكن معها الامر أصبح لا يطاق! أصبحت ملاحقته لها غريبة، نظراته تزداد غرابة وغموضا، قالت ياسمين وهي تنظر لجنى بتفحص " أخبريني جنى هل انت معجبة به؟ " تهربت جنى من الرد وهي تقول بـتأفف " ياسمين ارجوك اشعر بالصداع، فقط اريد وصول البيت والاستمتاع بنوم ظهيرة هادئ "
***
في بيت محمد الشرقاوي
قال سليمان لعمه وهو يحاول اخفاء نبرة اللهفة من صوته" اين البنات؟" رد محمد وهو يسبل اهدابه ويخفي ابتسامته " انهما في المطبخ تساعدان ندى في تحضير الغداء؟" قال سليمان ببعض النزق " ياسمين لم تأتِ لتسلم عليّ! فقط جنى اغرقتني بكلامها عن حفل تخرج الفتيات الأكبر سنا في مدرستها وهي تتوسل الي لأقنعك بأن تحضراه " ضحك محمد وقال " هذه البنت جنى تجيد اختيار سفرائها! " لكن عينيّ سليمان كانتا باتجاه الممر الذي يؤدي الى المطبخ وقد بدأ الغيظ يصيبه بالإرهاق؛ (لماذا لم تأتِ لتسلم عليه؟)
ابتسم محمد في سره وهو يلاحظ نظرات سليمان ويفهم اسبابها، كم يتمنى ان تمر هاتين السنتين سريعا بعدها هو مستعد ان يزوج ياسمين لسليمان ما ان يطلبها، هبّ سليمان واقفا على قدميه وهو يقول " سأذهب لارى ياسمين، يبدو انها مشغولة في المطبخ كثيرا ولم تستطع القدوم " لم يقل محمد شيئاً بينما ابن اخيه لم ينتظر المزيد لتأخذه خطواته نحو من اشتاق قلبه لها.
***
ياسمين كانت تقطّع الطماطم والخيار بعنف! نعم بعنف التقطته عينا امها! أدركت ندى ان ابنتها الناعمة متضايقة وهي تفرّغ بؤسها في الخضار المسكينة، اقتربت ندى من ياسمين وقالت برقة " ما بها زهرتي اليوم؟" ردت ياسمين دون ان تنظر إليها " لا شيء، فقط اشعر بالتعب من الدراسة، الجو الحار أصبح يرهقني " لمحت ندى كيف ان جنى انسحبت بمكر لتتخلص من مهامها في المطبخ مستغلة انشغال امها في الحديث مع ياسمين، ابتسمت ندى وهي تهز راسها ثم عادت إلى ياسمين لتقول " اعلم أنك تتأثرين بالحر كثيرا ولكن الجو ليس حارا لهذه الدرجة، هناك ما يضايقك، أخبريني حبيبتي "
صوت سليمان جاء من جانب الباب وهو يقول " ربما ستخبرني انا عن سبب ضيقها وعدم حضورها لتسلم عليّ "
طنّت أذنا ياسمين والتفتت لسليمان وهي تقول بتمرد " بل سأخبر امي، انت لم تعد تهتم ان تسمع ما يضايقني " ارتفع حاجبا ندى دهشة بينما تضيّقت عينا سليمان وهو يقول بابتسامة غاية في الرقة " يبدو ان الزهرة متضايقة مني انا خالتي " ضحكت ندى وهي ترى ابنتها تعود لاكمال السلطة وتهمل سليمان ولو ظاهرياً فقالت ندى " سأذهب لأرى الاولاد، اتمنى من ان تتمكن من مصالحتها يا سليمان فلم اتعود رؤية طفلتي حادة المزاج هكذا "
خرجت ندى من المطبخ حاملة صحن احمد الخاص بعد ان وضعت فيه قليلا من الطعام، استمرت ياسمين بتقطيع الخضار وقد أوشكت ان تهرسها! اقترب سليمان منها ووقف جوارها مستندا على حافة الطاولة حيث تعدُّ ياسمين السلطة، كانت أنفاسها المتسارعة مفضوحة لعينيه مما أبهجه! قال بصوت ناعم " جنى أخبرتني عن حفل التخرج في مدرستكم فهل تريدين الذهاب ايضا؟" لم ترد عليه، عيناه ذابتا عذوبة وهو يقول " ياسمين انظري اليّ " هزّت رأسها بلا، فأضاف بصوت مبحوح " رجاء، من أجلي " بتردد وبأنفاس هاربة على عجل من صدرها التفتت اليه، عيناها في عينيه، تلومانه وتسألانه، قال سليمان في سره وهو يحدق في خضرة عينيها " متى سأقولها لك ياسمين؟ متى سأخبرك بما اشعر وكيف اريدك ان تشعري نحوي في المقابل؟ أحارب فابتعد، ثم اهزم واقترب، واتساءل لِمَ الحرب وعيناك هاتان تخبراني أنك ستكونين لي يوما، حتى لو لم تدركي الامر حتى الان "
نظراتها هربت بعيدا كهروب أنفاسها، اعلى وجنتيها تصطبغان بحمرة لذيذة تشابه حمرة شفتيها، تنحنح وهو يمنع نفسه قسرا من النظر لهاتين الشفتين وقال بصوت اجش " هل ضايقتك في شيء لتمتنعي عن القدوم لتسلمي عليّ؟ " عادت هاتان الشفتان لتتحداه بارتجافتهما ان يقاوم النظر اليهما، همست وانظار سليمان معلقة على مصدر الهمس " انت لم تعد تهتم سليمان " قال باستنكار اجش " لم اعد اهتم؟!" ردت وهي تطرق بعينيها " لم تعد تهتم بي مثل السابق، أصبحت تعاملني مثل الجميع بعد ان تعودت على اعطائك اهمية خاصة لي " ارتبك سليمان من منطقها السليم العفوي رغم صغر سنها قالت الامر بوضوح كامل، استجمع افكاره وحاول ان يبرر قائلا " لو لم اكن اهتم لما حضرت اليك في المطبخ لاسأل عنك رغم انه كان يجب ان تأتي انت وتسلمي عليّ " قالت ياسمين بلوم " لكنك في الرحلة الاخيرة التي قمنا بها مع العائلة لم تقترب مني رغم اني دعوتك أكثر من مرة لتشاركنا اللعب، اكتفيت طوال الوقت.. بملازمة إيما… " رآها سليمان كيف عضت شفتيها (سبب شقائه) لتكتم اسماً فضحته عيناها قبل كلماتها، ظل يحدق ببلاهة وقلبه الخائن يحلق عاليا في سعادته بدل ان يتألم لشعورها بالنبذ منه، ماذا يستطيع ان يقول لها؟! أيقول انه بات يحسب الايام يوما بيوم، في البداية كان قد قرر انه سينتظر حتى تبلغ الثامنة عشرة وتتخرج من الثانوية العامة ثم تراجع ليقرّب الموعد عندما تبلغ السابعة عشرة فيفاتح عمه برغبته الزواج منها والانتظار حتى تكمل مدرستها، الان وهي على ابواب اتمام السادسة عشرة يفكر ان يخبرها بمشاعره خلال بضعة أشهر! الامر ليس في مشاعره المتأججة نحوها فقط، ولكن في احساسه بالرعب من ان يشاغلها واحدا من ابناء عمه او حتى أحد اخويه.
همس باسمها "ياسمين " عندما جاء صوت عمه محمد من خلفه وهو يقول " يبدو ان ياسمين شغلتك معها يا سليمان، انا انتظرك لنتكلم بالعمل اليس هذا سبب مجيئك اليوم؟" رد سليمان وعيناه تأبيان طاعته ومفارقة عينان بلون المحيط تتهربان منه "كنت احاول مراضاة ياسمين لانها تلومني لعدم سؤالي عنها في الايام السابقة، واتأمل ان حصولي على موافقتك لحضور ياسمين وجنى لحفلة التخرج المدرسية تشفع لي عندها " في لحظة واحدة تغيرت ملامح ياسمين تماما وعانقت البهجة فمها وهي تقول لوالدها " حقا ابي؟ هل وافقت؟ " رد الاب وهو ينظر بطرف عينيه لسليمان " اجل وافقت فسليمان يصبح مقنعا عندما يريد " قفزت ياسمين لتقبل خد والدها ثم احتضنته بسعادة وهي تشكره فبدت في عيني والدها كطفلة غاية في البراءة بينما سليمان يراقبها بقلب يسجن مشاعره بين جنباته في انتظار اميرة الحسن بدر البدور لتكبر وتصبح له وحده.
***


يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 14-08-22 الساعة 01:21 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 01:19 PM   #859

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

لم تمر ساعتان حتى حضر المزيد إلى بيت العم محمد، فشل سليمان في السيطرة على تأجج مشاعر الغيرة والاحباط عندما ظهر على عتبة بيت عمه محمد كلا من حامد وعماد وأخويه حاتم وباسل، الامر أصبح غريبا عليه وهو يشعر بالتنافس والخوف من نتيجة هذا التنافس، هل يعقل بعد كل هذه المعاناة ان تصبح ياسمين لغيره؟! اتسعت عيناه وهو يفكر برعب هل يمكن ان تصبح ياسمين زوجة لواحد من شقيقيه او ابناء عمه؟! كيف سيتصرف عندها؟! سيجن.. يقسم انه سيجن إذا حدث هذا، عيناه بحثتا بعجز عنها والرعب من فقدانها يقتله.
***
الاحساس بالرفض، شعور يحطّم الاحلام قبل الإرادة، وإذا تحطّمت أحلامك فكيف بإمكانك استفزاز إرادتك لتوصلك إلى نيل تلك الاحلام؟!
يعترف عماد انه لم يعد قادرا على انكار مشاعر الحب في قلبه نحو جنى، ابنة العم الشقيّة، أحبها طفلة كما أحبها وهي تستقبل عامها الخامس عشر بأنوثة مميزة، التقرب منها اشبه بالسير حافي القدمين على الاشواك، مع ذلك هو يحتمل، ولكن الى متى؟! بل السؤال الاصح هل احتماله سيوصله إليها يوما؟ لو كانت فقط تعامله كما تعامل اي من ابناء عمومتهما، فربما على الاقل يستطيع ان يحلم!
رآها كيف تمازح حامد وهو يضحك بصوته الجهوري حتى انها مازحت حاتم وباسل ايضا لكنها اكتفت برمي سلام بارد له، عاد السؤال الذي يؤرقه منذ سنوات " لماذا تكرهينني جنى؟! لماذا؟! "
لم يكن يعلم ان احساسا بالنفور يعتري جنى كلما وقع نظرها عليه، لم يكن عماد وسيما، ولكن حامد ايضا غير وسيم؛ اللهم إلا عيناه الذهبيتان المرحتان، بينما عينا عماد الغامقتان تلمعان دوما بالغيرة! غيرة تجعلك تشعر بسواد يسكنه، لم تكن الغيرة فقط، ولكن تلك الرغبة السافرة بالاستحواذ عليها وكأنها ملكية مسلوبة منه يريد استرجاعها بأي وسيلة! كأنّ لا إرادة لها لتختار أي شيء.
***
بعد رحيل الجميع..
لاحظ محمد شرود ندى وهي تغسل الاطباق بدون تركيز، لقد امتدت جلستهم العائلية اليوم حتى الساعة الحادية عشرة ليلا، حضر اولاد اخيه حامد وعماد وحاتم وباسل بالاضافة لسليمان طبعا الذي كان متواجدا منذ الظهيرة، عقد محمد حاجبيه وهو ينظر لزوجته بتساؤل، كان يحب انتظارها دوما لتكمل عملها في المطبخ قبل ان يصعدا سوية لغرفتهما، اطفالهما ناموا جميعا وهدأت اركان البيت بعد موجة الصخب التي ملأته حيوية لساعات، قال محمد في سره " هل أصبحت ندى تضيق بهذا الصخب؟!" رآها الان تجفف يديها بمنشفة صغيرة قبل ان تلتفت اليه بابتسامة حنون وتقول " لقد أكملت، لماذا تصر دوما على انتظاري؟" رد محمد وهو يقترب منها بعينين لامعتين بالحب " لا أحب ان ادخل غرفتنا في الليل بدونك، اشعر بالوحشة " سحبها من يدها وهي تضحك بنعومة وتقول بمرح" تبدو كأحمد الذي يصر على بقاء نور الاضاءة مفتوحا ليغفو! هل تخاف الظلمة أنت ايضا؟" كان محمد قد جذبها لصدره وهمس بحرارة " نعم اخاف، لكن ليس من الظلمة، اخاف ان ادخل غرفة لا اشعر فيها بدفء وجودك ولا اشم فيها رائحة عطرك ولا تجد فيها يداي ملمس بشرتك " احمرت ندى وهي تهمس " اما زلت تحبني بهذه الطريقة يا محمد؟" احاط وجهها بكفيه الاسمرين فبان تناقض لونههما مع لون بشرتها الابيض ثم قال " انا احبك بألف طريقة ومع ذلك لا اجده كافيا ليعبر عن شعوري نحوك " غامت عيناها بالعاطفة وهي ترد بعذوبة " ليس عدلا! انا لا اعرف كيف اعبر مثلك عن مشاعري " ضيّق محمد عينيه ثم قال " ألهذا لم تقولي لي ما الذي يجعلك شاردة هذه الليلة؟" ردت بتأثر " هل بان عليّ الشرود؟! اسفة حقا، لكن احيانا لا اعرف كيف أفسر افكاري " ابتسم محمد بتحبب ثم مال بوجهه ليطبع قبلة أسفل فمها وقال " حبيبك محمد سيجعلك تعبرين وتفسرين وتشرحين بانطلاق، لكن ليس هنا، هيا لغرفتنا "
ابتعد عنها قليلا ثم احاط خصرها بذراعه وتحرك معها ليغادرا المطبخ سوية بعد ان أطفأ نور الاضاءة.
قال لها بعد ان استلقت بجانبه على السرير " أخبريني الان، ما الذي يزعجك؟" ردت ندى ببعض الحيرة والتردد " الامر ليس انزعاجا " فقال محمد " هل المسألة تتعلق بالصخب الذي يحدث عندما يحضر اولاد اخويّ؟ " ردت ندى بلهجة رقيقة " الامر ليس كذلك محمد، انا اعرف اهمية ترابطك مع اهلك واعلم جيدا إنك تحث ابناء اخيك على زيارتهم لنا دائما وانا لا اتضايق منهم ابدا، على العكس انا احبهم جميعا " فقال محمد باستفهام " اذن ربما لانك تتعبين وانت تعدين لهم الطعام وتنظفين الفوضى بعد رحيلهم؟ أستطيع ان احضر لك خادمة لتساعدك فانا اعرف ان البنتين لديهما مدرسة الان تأخذ طاقاتهما وهما بطبيعتهما تتعبان سريعا " هزّت ندى رأسها نفيا وقالت " اسمعني محمد، الامر لا يتعلق بتعبٍ جسدي يصيبني، ولكنه بارهاق فكري يتعلق بابناء اخويك وابنتينا " قال محمد بتعبير غامض " ماذا تقصدين؟" ردت ندى بتأني " البنتان كبرتا يا محمد وانا ألمح نظرات ابناء اخويك لهما، لا اقصد طبعا نظرات سيئة لا سمح الله؛ ولكن هناك نظرات اعجاب وتفكير " ابتسم محمد قليلا ثم قال " أخبريني ما لاحظتِ؟" ردت ندى وهي تعدد على أصابعها " حاتم يضع عينه على ياسمين واخوه باسل ايضا رغم ان باسل هوائي ولاحظت ان لديه اهتمام بجنى ايضا " لم يقل محمد شيء فأكملت ندى وهي تتنهد " اما عماد فحالته مزرية! لا اعلم هل هو يميل لجنى فعلا ام انه يهوى تعذيب نفسه؟!" ضحك محمد بخفة ثم غمز وقال " صحيح ان جنى تضطهده لكن ربما الامر بينهما سيكون وكما يقول المثل (لا حب إلا من بعد عداء) " رمشت ندى وهي تقول بدهشة " اذن انت تلاحظ ما يحدث؟ " قال محمد بهدوء " مؤكد، يجب ان الاحظ، قد اسمح بعفوية اختلاط البنيتن مع ابناء عمومتهما، ولكن هذا لا يعني ان اترك الحابل على النابل " صمتت ندى تفكر فأضاف محمد بابتسامة " لماذا توقفتِ؟ أكملي عدّ ابناء أخويّ على هذه الانامل المغرية " ابتسمت وهي ترفع يدها لتكمل العد " حامد لا اعتقد ان لديه اي مشاعر نحو اي منهما " فقال محمد " وأنا اؤيدك، ماذا عن سليمان؟" ردت ندى بهدوء " لا اعلم، سليمان يجيد كتم مشاعره، احيانا لا افهمه، انه مختلف عن الباقين " امسك محمد بيد ندى التي كانت تعد عليها ثم قربها من شفتيه وقبل اناملها واحدا واحدا ثم قال " بعد كل هذا، حتى الان لم تخبريني بمصدر قلقك! ماذا ان كان الشباب يفكرون بالزواج من ابنتينا؟" عقدت ندى حاجبيها وقالت " كيف تقول هذا يا محمد؟! قد تحصل مشاكل بين الاخوة وابناء العم، ثم ماذا عن ياسمين وجنى؟ قد لا ترغبان بأي من ابناء عمومتهما " توقف محمد عن مداعبة أنامل زوجته ورفع رأسه نحوها ثم قال بحزم " البنتان عليهما التفكير ان ابناء عمومتهما هم الأفضل لهما، لماذا عليهما اختيار الغريب ولديهما جيش من الاقارب بمختلف الشخصيات والذين تربوا معهما لتجمعهم جميعا ألفة ومحبة، انا وأخوتي ربّينا اولادنا بتقارب متعمد لنجمع بينهم برباط الزواج في النهاية، صحيح أني لن افرض على ابنتي الزواج، لكن في نفس الوقت سأحثهما بكل طاقتي ليختارا من ابناء عمومتهما " عبست ندى وهي تقول " ولكن محمد " فقاطعها محمد قائلا " لا تقلقي من المشاكل بين ابناء العم لاختيارهم نفس البنت، في النهاية ستقرر ياسمين او جنى اي من ابناء عمومتهما يفضلان ولا تنسي ان هناك ايمان وسمية ايضا " قالت ندى بتوجس " لكنك لن تزوجهما الان، اليس كذلك محمد؟ انهما صغيرتان جدا " ابتسم محمد ثم مد ذراعيه ليضمها إلى صدره ويقول " لا.. لن ازوجهما الان، ومهما يكن لن أجبرهما ايضا على الاختيار، هل ارتحت الان؟" هزّت رأسها بابتسامة مطمئنة فاقترب منها وهو يهمس " اعشقك وانت تبتسمين بين ذراعي"
***
في المدرسة، حفلة التخرج
كانت الفتيات يرقصن بحماسة في ساحة المدرسة على أنغام أحد أكثر المطربين شعبية في البلد، خصوصا عند المراهقات، ليس لجمال صوته المبحوح فحسب؛ ولكن لوسامته الشديدة.
الحماسة كانت تسبب لهن ضحكات عفوية دون سبب واضح لها! مجرد حالة ابتهاج وفرح بريء شاركتهن مدرساتهن فيه بينما نصبّت المديرة المدرسة نفسها كمراقب عام على كل شيء.
أخذت هالة وجنى تضحكان دون توقف وهما تريان نظرات المطرب تتركز على ياسمين بإعجاب واضح خصّها به وأثار غيظ باقي البنات، بينما توهج وجه ياسمين بالفرح وهي تتلقى نظرات الاعجاب هذه من مطربها المفضل، قالت هالة في اذن جنى لتستطيع سماعها وسط كل هذا الصخب والضوضاء " ألا تلاحظ مديرتنا العظيمة كيف يتصرف هذا المطرب؟ يدّعي انه محترم ولا ينظر للفتيات لكنه لم ينزل عينيه عن ياسمين! " ردت جنى وهي تلتفت لتقرب فمها من اذن هالة " انت لا تعرفين ما حصل؛ المديرة ستعاقب مسؤولة الحفلات لأنها كانت قد أخبرتها بانها ستحضر مطربا آخر أكثر رزانة وبسمعة أفضل مع النساء " فردت هالة بسخرية" حقا؟ ستعاقبها؟ وما الفائدة؟ الفتاة في الصفوف المنتهية يعني ستغادر المدرسة اصلاً " ابتسمت جنى بمرح وقالت " لهذا هي لم تهتم واحضرت المطرب الذي تريده هي وكل الفتيات " ضيّقت هالة عينيها وهي تنظر باتجاه احدى الاركان المظلمة من مبنى المدرسة بعد ان لفت نظرها حركة هناك، اتسعت عيناها بعدم تصديق ومدت يدها لتمسك يد جنى تهزها كي تجذب انتباهها وهي تهتف " جنى.. انظري من هناك!" التفتت جنى الى حيث تشير هالة لتفاجأ بهيئة تعرفها جيدا وميّزتها رغم الإضاءة القليلة، انه فؤاد حكمت ولم يكن بمفرده، بل كان معه بضعة شباب آخرين، شيء ما حدث عندما التقت عينا جنى بعينيه، طوال الفترة السابقة كانت تتجاهل النظر اليه فكان بمثابة الصدمة ان تبادله النظرات هكذا دون قيد، هو ايضا كان يخصّها بنظرات قوية مباشرة، ماذا يريد منها؟! سؤال أثقل كاهلها، أثقله لانه موجود وتتجاهله كما كانت تتجاهل نظرات فؤاد وهي تعلم انها موجهة إليها كلما مرّ قربها بسيارته، أجفلت من صوت هالة وهي تقول بغيظ وحنق " توقفي عن النظر اليه هكذا! " احمرت جنى بقوة وأطرقت برأسها بينما استسلمت ليد هالة وهي تسحبها معها وتقول " تعالي معي.. سنخبر المديرة بتسلّلهم إلى الحفلة "
بعدها تراوح الامر بين فؤاد والمديرة ما بين استفزاز مرح ومشادّة عنيفة! كان فؤاد فعلا مستفزاً وهو يرد على سؤال المديرة " كيف دخلتم؟!" فرد عليها بابتسامة واسعة " قفزنا عبر السياج، بالمناسبة يوجد جانب من السياج بحاجة للترميم! " هدر صوت المديرة وهي تقول " انكم بلا اخلاق لتتبعوا اسلوب اللصوص في الدخول ثم تتلصصون على فتياتي في حفلة مدرسية خاصة بهذه الطريقة " هزّ فؤاد كتفيه بلا مبالاة ثم قال " من قال اننا نريد التلصص على فتياتك؟! اننا نحب هذا المطرب واردنا الاستماع له عن قرب، وفتياتك يرقصن بهذه الطريقة في حفلات خاصة وعامة؛ بمعنى ليست اول مرة اراهن فيها، فجميعهن لا يتركن حفلة في النادي دون ان يحضرنها والمشاركة بها بحماسة تماثل حماستهن الان " كزّت المديرة على اسنانها وقالت بشراسة " انت عديم الحياء، اقسم بالله إذا لم تغادر الان حالا فسأطلب لك الشرطة واتهمك بمحاولة السرقة من المدرسة والتعدي على ممتلكات حكومية " احد اصدقاء فؤاد قال بسخرية " حسنا.. حسنا.. سنغادر، يبدو اننا غير مرغوب بنا هنا " رفع فؤاد حاجبا واحدا وهو يبتسم بمشاكسة ويقول للمديرة " هل سنغادر عبر السياج ايضا ام مسموح لنا استخدام بوابة المدرسة؟!" أوشكت المديرة ان تشد بشعرها وهي تصرخ بهم وتقول " اخرجوا جميعا كما دخلتم؛ كلصوص! "
وهكذا انتهت هذه المشادة بمغادرتهم تحت انظار الفتيات الفضوليات، لكن عينا فؤاد بحثتا بين الوجوه حتى وجد غايته فابتسم لجنى وغمز لها قبل ان يكمل طريقه مع اصدقائه ليخرجوا كما دخلوا؛ قفزاً من فوق السياج!
***
تفاجأت ياسمين وجنى بحضور سليمان بدلا من والدهما ليقلّهما بطريق العودة من حفلة المدرسة إلى البيت، كان يرافقه أخاهما علي الذي اصر على البقاء في المقعد الامامي جوار سليمان مدعيا انه رجل ولا يصحُّ جلوسه في الخلف! جلست ياسمين خلف سليمان بينما جنى خلف علي.
عينا سليمان كانتا تتابعان وجه ياسمين المتوهج وابتسامتها التي لم تفارق فمها بينما جنى تهمس باشياء في أذنها وكأنها تغيظها وياسمين توكزها بذراعها وتقول بهمس وصل لأذني سليمان " توقفي جنى عن إغاظتك لي! ساشكوك لأمي " قال سليمان بصوت رقيق وهو ينظر إليها عبر مرآة السيارة الامامية " اشكيها لي، ألا انفع انا؟! " احمرار ياسمين تضاعف وهي تهرب من نظراته عبر المرآة فأطلق نفسا حارقا من صدره رغما عنه، لقد أصبحت تتهرب من نظراته باستمرار ولا يعلم هل هذا لانها تكنُّ له مشاعر أم لانها كبرت وأصبح احساسها كأنثى متفتحة حديثا يلزمها الخجل، ما هذه الحيرة يا ربي؟!
***
عندما وصلا للبيت دخلت جنى اولا وهي تسابق علي في الدخول ركضا بينما تهادت ياسمين في مشية رقيقة امامه، عيناه غلبتاه وهما تجبرانه على الاحساس بتأثير كتلة الرقة المتحركة هذه؛ تمس القلب حتى بخطواتها، فستانها الاخضر كان أغمق من لون عينيها وقد ناسب قامتها الناعمة وخصرها النحيل، لفائف شعرها الذهبي تهدلت على ظهرها، لهث رغما عنه وهو يحلم بيوم يغرق أنامله بين طياته.
بصوت مبحوح نادها قبل ان تفتح باب البيت الداخلي " ياسمين.. توقفي "
***
انتهى الفصل الثالث (تحديث 2022)

غلا فاطمة likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 14-08-22 الساعة 01:21 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 01:25 PM   #860

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 23 والزوار 0) ‏كاردينيا73, ‏غيدائي, ‏مـ هـ ـــــا, ‏ebrU, ‏&جودي&, ‏sasad, ‏hob, ‏ساندرين, ‏amatoallah, ‏سلوى محمد محمد, ‏الحب الأول, ‏البرنسيسة موني, ‏شموخ السامي, ‏salma love, ‏do3a, ‏اميرة بيتنا+, ‏samsam, ‏محمد السيد العاصمي, ‏انت عشقي
قراءة ممتعة اعزائي ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.