آخر 10 مشاركات
18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree17Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-13, 12:16 AM   #531

^_*

? العضوٌ??? » 154959
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 110
?  نُقآطِيْ » ^_* is on a distinguished road
افتراضي


يسلمووووووووووووووووووووو ووو

^_* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-13, 12:18 AM   #532

sasogamal
 
الصورة الرمزية sasogamal

? العضوٌ??? » 282563
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 488
?  نُقآطِيْ » sasogamal has a reputation beyond reputesasogamal has a reputation beyond reputesasogamal has a reputation beyond reputesasogamal has a reputation beyond reputesasogamal has a reputation beyond reputesasogamal has a reputation beyond reputesasogamal has a reputation beyond reputesasogamal has a reputation beyond reputesasogamal has a reputation beyond reputesasogamal has a reputation beyond reputesasogamal has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sasogamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-13, 07:48 AM   #533

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 15 والزوار 7)
‏Just Faith, ‏NAZNAZ123, ‏البرنسيسة موني, ‏التجميعى+, ‏roro.rona, ‏نوف عبدالله, ‏ام المشعل, ‏mima love, ‏^_*, ‏جود الدنيا, ‏sasogamal, ‏zdha12, ‏دلال الدلال, ‏Moor Atia


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-13, 07:51 AM   #534

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل أمتى يا قمر منتظرين أبداعك على أحر من الجمر

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 21-04-13, 11:42 AM   #535

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثامن

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثامن
***********

ظل كل أفراد العائلة يحاولون إقناع ثريا بالموافقة على أن يقترن جاسر بندى،
ولكنها أصرت على رفضها لمثل هذا الزواج... وكان أكثر الناس محاولة لإقناعها هو
زوجها قاسم، وفي إحدى مفاوضات الإقناع تلك قال لها:
- ألن تريحي جاسر، وتوافقي على إختياره؟
- أبدا، لن أسلمه بنفسي لابنة غريمتي.
- حبيبتي، ليس لك أعداء، متى أشعرتك أنا بأن هناك أحد غيرك؟
- دائما أحسست بأن خيالها، كان بيننا. أنت معي ببدنك فقط، و دائما كنت معها
بقلبك وروحك .
انفعل قاسم، ولكنه تماسك. إنه متيقن تماما من أن هذه ليست جل مشكلتها،
إنها بدون وعي منها، أو عن قصد، تسقط أفعالها على بنات أخيه طه، إنها تلصق بندى،
وشروق، ونور، مافعلته هي قديما، شدد على كل كلمة يقولها:
- هذا كلام غير مقبول، منحرف عن كل عدل بالمرة، وجافاه الصواب تماما، وعار من
الصحة كلية، متى أسأت إليك أنا؟ كل هذه أوهام في عقلك... لقد واراها الثرى منذ
زمن بعيد... بالله عليك لقد كانت زوجة أخي، فمنذ تزوجت من أخي لم أفكر فيها قط.
وقبل أن تقترن بأخي، كان من الممكن، أن أجعلها زوجتي الثانية، لو أردت ذلك- ولم يخبرها
بأنه عرض الزواج على منى، قبل أن تتزوج من أخيه، ولكنها رفضت بشدة؛ لأنها لم ترد
أن تتسبب في هدم بيته، مخبرة إياه بأنها لن تتحمل مشاركته مع أخرى- ولكني لم
أفعل، أليس لهذا أي مدلول عندك؛ حتى بعد أن علمت بأنه لم يحدث بيني وبينك شيئ
قبل زواجنا.
- ابيض وجه ثريا: كذب.
- ليس بكذب ياثريا. فؤاد، طليق أختك ألفت، أخبرني بكل شيئ.
- ﻻ أنا ولا هي دبرنا شيئا.
- وهل قلت ذلك؟! أنتي التي قلتها بنفسك... لقد رجع فؤاد لبيته، مبكرا في أحد الأيام؛
وسمعكما تتضاحكان على الخطة التي دبرتها أختك، ونفذتها أنت بكل براعة. تنهد قاسم،
وأمسكها من كتفيها برفق: أنصتي إلي يارفيقة دربي، كل هذا ماض، طويت صفحته وانتهى;
اتركيه يستريح لكي نستريح، و ﻻ تضيعي ولدنا منا... البنت ممتازة، ﻻ تنظري إليها على أنها
ابنة منى، ولكن ابنة طه... انظري إلى طه مثلا على أنه كان حليفك.
- حليفي؟؟؟
- نعم فبزواجه من منى، حال بيني وبينها إلى الأبد... ولو حتى في الخيال.
- وهل كنت تريدها.
- قلت لك مر عامان ونيف، لم لم أتزوجها حينذاك؟
- إستمعي إلي جيدا، أنا ﻻ أريد أن أتحدث عن هذا بعد الآن... المهم ولدي.
فكري في الأمر جيدا، وارضني بهذا الأمر... كما حرصت على إرضائك طيلة عمري.
ولكن ثريا كانت عنيدة، وظلت متشبسة برفضها لندى.
************************************************** ****************
في إحدى الليالي، وفي عز هدأة الليل أخذت ندى تتذكر، وهي مستلقية على سرير
المستشفى، أجمل وأعذب لحظات في حياتها؛ عندما إعترف جاسر لها بحبه بأرق العبارات التي
طالما تاقت لها، ولطالما أخبرت نفسها أنها لن تسمع هذه العبارات؛ إﻻ في زمن آخر، وعالم
ثان.
ومع اعترافه بحبه جاء إدراكها الفظيع المؤلم لإستحالة تحقق هذا الحلم المستحيل
الجميل. هل ستتحقق النهاية السعيدة للحكاية الخرافية خاصتها؟ هل ستقضي الباقي من عمرها،
تنعم بحب جاسر، وتنهل من سحر البقاء بقربه؟ إنها ﻻ تعتقد ذلك...
إنها تخشى أن تحيك والدة جاسر المؤامرات حول حبهما... وأشد مايقض مضجعها، هو أن
يدرك جاسر أن بينهما فروقات إجتماعية، في التربية، وأسلوب الحياة، والتعليم... فالبيئة التي نشأ
فيها جاسر مختلفة تماما عن بيئتها الريفية البسيطة، محاطة بأناس بسطاء، عفويين؛ بينما تربى
جاسر في القاهرة، محاطا بصفوة المجتمع، بتعقيدات حياتهم التي لم تعتدها هي ولم تجربها من
قبل... أيضا هو درس في مدارس وجامعات أجنبية، بينما درست هي في مدارس وجامعات
حكومية... وعندما كان جاسر صغيرا كانت فيلتهم مليئة بالمربية والخادمات والسفرجي والسائقين.
بينما هي تفضل أن تكون ملكة بيتها تهتم بأوﻻدها وتحرص على تربيتهم بمبادئها هي وتبعا لمثلها
وأخلاقياتها، هي أيضا تود أن تطهو لزوجها ولأوﻻدها وجبات صنعتها لهم بكل حب ودفء. إن جل ماتريده
هو عش دافئ بسيط يجمعهما سويا، يحظيان فيه بخصوصياتهما، وينعمان بسحر حبهما... فهل ياترى سينجح
مثل هذا الزواج؟ هل تستطيع أن تنعم بحبها وتشقيه هو؟ هو الطبيب العالمي الذي يحتاج لزوجة
مثالية، وسيدة مجتمع ناجحة ومتألقة، معتادة على إرتياد النوادي الإجتماعية، وتكون عضوة في الجمعيات
الخيرية؛ ومعتادة على الظهور في وسائل الإعلام... إنها ﻻ تعتقد أن قصة حبهما سيكتب لها النجاح.
لذلك آثرت أن تقنع بالشقاء إلى الأبد، على أن تنعم بحبه، ويشقى هو بقربها. لذا آثرت أن ترفض
الإقتران به، وأنين قلبها يمزق نياط الروح.
************************************************** **********
صدم جاسر بشدة بقرار ندى، ولكنه لم ييأس؛ وعقد العزم على أﻻ يستسلم،
إنه مقاتل بطبعه، فهو كطبيب عالمي ناجح يقاتل آﻻف المرات طوال العام للحفاظ على حياة المرضى...
في حاﻻت أقل مايقال عنها أنها ميؤوس منها. لقد لطف الله به، وأعادها إليه، بعد أن كانت حياتها
في خطر شديد، كاد معه أن يفقدها... أبعد أن إستعادها يتركها تخرج من حياته بكل سهوله؟ ﻻ، وألف ﻻ. لن يحدث أبدا... لذا قطع على نفسه عهدا، بأنه سيسعى بكل الطرق للفوز بحلم عمره. عليه
أن يقنعها بكل وسيلة ممكنة بحبه لها، حبه الذي تضاعف بعد إدراكه لمقدار نبلها، وتضحيتها بقلبها
وسعادتها؛ خشية أن يندم على زواجه منها في المستقبل. عليه أن يجعلها تثق به وبحبه أكثر.
****************************************
كانت شروق في حديقة القصر، ناحية اصطبلات الخيل تراقب آسر الذي كان
على وشك امتطاء حصان عربي أصيل، أقل مايقال عنه أنه في مثل جمال وشراسة،
وقوة وجموح راكبه.
- قالت شروق لنور: لم أنت متعجلة للرجوع للقاهرة، انتظري حتى العصر سيوصلنا
آسر، أنا وجدتي عند ندى، ثم نسلم على خالتي قبل سفرها.
- ليس لدي وقت، بالكاد سأوصل الإمدادات لخالتي، ثم أتمم على مقالتي قبل إرسالها للطبع.
- أية إمدادات؟
- البط والحمام والدجاج البلدي، والعسل والسمن البلدي و الفطير المشلتت، والذي منه.
ضحكت شروق: آه.
- ألست نادمة على عدم السفر مع خالتنا.
- بصراحة سأشتاق جدا لتلك البلاد الرائعة ولناسها المضيافين، الودودين، ولكن ماذا أفعل في تحكمات
آسر. إنه ﻻ يريد الإنتظار حتى نهاية العام الدراسي؛ فهو يستعجل إعلان خطبتنا وكتب كتابنا.
كنت أريد العودة لأودع صديقاتي، وأقوم بعمل عمرة، وأودع الروضة و المدينة- سكن روحي -
ثم أرجع في نهاية العام. بدلا من ذلك أعطيت لخالتي توكيلا مني بإنهاء عقد عملي.
ثم عادت تحدق بنظرها إليه مرة أخرى، ثم قالت وكأنها تحدث نفسها:
" فارس أصيل فوق جواد عربي أصيل. " لم تدر أنها جهرت بقولها هذا،
إلا عندما ضحكت نور بمرح: " تقصدي حصان بدورين."
أبعدت شروق نظرها عنه بصعوبة، في حين قالت نور:
- أشتم رائحة شوق وحنين ياروري، هيا إحكي لي ما الأمر؟ لقد إشتعل فضولي الصحفي.
- توردت شروق، وقالت: ﻻ شيئ، إني فقط أرثي للحصان، من ضخامة حجم راكبه.
- ابتسمت نور: وأنا أرثي لك، ففارسنا الهمام، يتجه نحوك، ياأميرة الشجن الشجي. أدارت
شروق ظهرها لآسر، قائلة لنور: تجاهليه.
عندما وصل آسر إليهم، انحنى فوق الحصان، ورفعها في الهواء عن الأرض بساعديه القويين،
وسط شهقتها المذهولة، ثم أمسكها من وسطها وأجلسها أمامه، وابتعد تتابعه قهقهات نور
المرحة.
- حاولت أن تنزل... فثبتها بذراعيه...
- كفي عن ذلك، ستتسببين في وقوعنا نحن الإثنين.
- هدأت قليلا: أنزلني.
- أنت أسيرتي، ولن أطلق صراحك إﻻ بفدية.
- نحن لسنا في حرب.
- أنت من تريدينها حرب ترويض إرادات.
- وهل أنا مجنونة... أنا بحاجة للمتبقي من سلامة عقلي، وﻻ أريد أن أفقده في
سبيل ترويضك.
- وأنا أريدك كما أنت، ثم همس: تعجبينني هكذا، وﻻ أنوي تغييرك، وﻻ أحبذ تغير
أي شيئ فيك. ثم داعبها بقوله: قولي لي، واصدقيني الحديث، هل فقدت سلامة
عقلك بسببي؟ وهل أنت مجنونة بحبك لي؟
- المجنونة هي من تقع في حبك.
قهقه بصوت أرعشها.
- قالت بصوت ضعيف: أنزلني ياآسر.
- الفدية أولا.
- أنا أخاف من أن أقع من فوق الحصان.
- ﻻ تخشي شيئا وأنت معي.
- انت سبب خوفي الخالص.
- ظالمة أنت، يانبع الجمال الصافي.
- تململت: أنزلني.
- شدد من احتضانه لها: الفدية ياشروقي الساحرة.
- إتركني، نور تنظر إلينا.
- سأتركك على شرط واحد.
- ما هو؟
- نحدد موعد زفافنا.
- توردت: حدده في الموعد الذي يروق لك.
- الآن.
- إزداد خجلها: ندى لم تتعاف بعد.
- تنهد: حسنا، سأنتظر قليلا.
- هيا أنزلني.
- همس سأنزلك في حوض السباحة، هو الذي يجعلك تفعلين ما أطلبه.
- ماذا تريد؟
- أريد القمر.
- قالت بحنين: ألا يجوز أن القمر، يتوق إلى فارسه، ويحتاج إليه.
- وماذا أكون أنا بالنسبة لك؟
- ﻻ أعرف، قلي أنت.
- لن أقول شيئ... سألتك أولا.
- عدني أولا.
- بم؟
- ﻻ أعرف، فقط عدني، وأنا سأضع ما أريده بعد وعدك.
- ضحك: ما هذه الأسرار؟
- سألته برقة وبراءة: ألن تعدني؟
- حسنا، أعدك.
- ابتسمت: انتظر، وسترى ما الذي سوف أفعله بوعودك تلك.
- ضحك مرة أخرى: افعلي ما تشائين، واطلبي كل ماتريدين... لم تجيبي على سؤالي.
" ماذا أكون بالنسبة لك؟ "
- وماذا أكون أنا بالنسبة لك؟
- أنت قمري وزوجتي وشروقي.
- همست: ليس بكاف، أريد كل شيئ، أو ﻻشيئ على الإطلاق.
- همس: أفصحي عما بداخلك، وأوقفي هذا الغموض... ماذا تريدين؟
- لن تصدقني إذا قلت لك، أني ﻻ أفهم نفسي، وﻻ أعرف ما الذي أريده، كل ما أعرفه
أن ماقلته الآن عن مكانتي عندك ﻻ يكفيني، ولن يرضيني أبدا.
- ضحك: حسنا، ياطماعتي الصغيرة... لقد حيرتني بما فيه الكفاية.
- احمر وجهها، وقطبت جبينها، وزمت شفتيها بطريقة طفولية لذيذة:
- أعرف أنه ليس من حقي أن أطلب منك المزيد، وأنه علي بأن أقنع بكل ماتمن به
علي.
- همس: ما هذا الكلام الغريب، أنا كلي لك- خفق قلبها بجنون - أنا فقط لست معتادا
على أمور المشاعر والأحاسيس... علميني أنت... عند قوله هذا، كادت أن تنهار مغمى
عليها؛ وتعجبت في سرها، هي الزهرة البريئة، تعلم هذا الجبل الشامخ؛ أمورا هي
نفسها ﻻ تدر عنها شيئا.
- أنا أيضا ﻻ أدر خبرا عن متاهات القلوب ودروبها... كل ماأعرفه أننا قطبان متضادان.
- قال بعذوبة: لذا سنكمل بعضنا البعض... مازلت لم تجيبيني، ماذا أمثل لك؟ صفي لي
وجودي في حياتك.
- أنت عذاب عذب.
- ابتسم: يروق لي ذلك. وماذا أيضا؟
- ماذا تريدني أن أقول؟
- همس: قولي زوجي.
- ابتسمت بخجل: حسنا، زوجي.
- أنا طماع مثلك ﻻ يكفيني هذا.
- أنت قوة هادرة أريدها لي، و لصالحي، وﻻ أريدها موجهة ضدي، أبدا.
- قال برقة: لك هذا.
- وعد.
- وأكثر.
- آسر، ناداه جدهما: هيا إستعد، سنذهب للقاهرة الآن ﻻ أريد أن تذهب نور بمفردها.
دائما وأبدا توقيتك دقيق ياجدي، أسر آسر في نفسه.
************************************************** ******
قالت نور لندى وشروق، وهن يتجاذبن أطراف الحديث في غرفة ندى بالمستشفى:
وأخيرا تجمعنا كالأيام الخوالي... متى ستخرجين من المستشفى ياندى؟
- يقول جاسر، أنه قد يسمح لي بالخروج الأسبوع القادم.
تبسمت شروق ونور سرا، وتبادلتا النظر. نظرت ندى إليهما: ما الأمر أيتها المتآمرتان
الشقيتان؟
قالت نور: " إننا ﻻ نعتقد بأنه سيسمح لك بالخروج بسهولة. "
وافقت شروق على كلامها، قالت ضاحكة: " أعتقد أنه وضعك تحت الإقامة الجبرية، حتى توافقي على
الزواج منه. "
قالت نور بطفولية: هيا يانوني، أسرعي بالموافقة، نريد أن نفرح بكما، لقد اشتقنا للأفراح، نريد أن
نخلع عباءة الجراح بدون رجعة، ونودع غمامة الأحزان إلى الأبد. "
قالت شروق: " ماكل هذا الدلال، هيا عجلي بالموافقة. "
قالت نور: مسكين جاسر، لقد كاد يموت من شدة خوفه وقلقه عليك عندما علم بحادثك. ومكافأته
أن تماطلينه هكذا!!!
احمر وجه ندى بشدة، وظهر بعض الحزن عليها، وتنهدت: أخشى أنكن لن تفرحن في القريب
العاجل، أنا لن أوافق على الزواج من جاسر.
- لم لا؟ سألتا سويا، في آن واحد.
قالت شروق: إنكما روح واحدة في جسدين!!!
- اكتأبت ندى: الزواج ليس مجرد اقتران فردان؛ ولكن ارتباط عمر لعائلتين كاملتين.
وأنتما تعرفان زوجة عمي جيدا، مثلي تماما... تنهدن جميعا.
- أمسكت نور بيدها: حبيبتي، إن حبكما سيتخطى كل الصعاب.
قامت شروق من مكانها، واقتربت من ندى، واحتضنتها بتعاطف: ظلم أﻻ يتوج مثل
هذا الحب بالسعادة والهناء.
- أيدتها نور بهزة من رأسها: ﻻ يجوز هدر حب استمر كل هذه السنين.
- توردت ندى مستعجبة: أية سنين لم نعترف بحبنا إﻻ منذ أسبوعين.
- قالت نور: إن الإنسجام الذي كان بينكما منذ الطفولة، هو أبلغ عنوان للحب.
فعندما تتواجدان في مكان ما، يصرخ انسجامكما بالمحبة، ويتطاير الشرر والسحر
من حولكما، حتى وأنتما مطرقان ﻻتنظران لبعضكما البعض.
- وافقتها شروق: صدقت، يالك من ماهرة يانور!
- أنا صحفية، لابد أن أكون قوية الملاحظة.
- ابتسمت شروق: أتذكرين عندما كانت تبكي، وهي صغيرة، إذا ضايقها أحد، مهددة، والله
لأخبرن جاسر.
- ضحكت نور: نعم، ثم تصرخ بأعلى صوتها، أدركني ياجاسر.
- شاركتها شروق الضحك: فيهب كالبطل الهمام، مدافعا عنها. شاركتهم ندى ضحكاتهم
وهي تتذكر ذكريات الطفولة السعيدة، بلحظاتها البريئة.
- قالت شروق: سأقيم لك حفلة كبيرة بمناسبة رجوعك للقصر.
- ردت ندى: الإحتفال هو لرجوعك أنت ياحبيبتي، وأتساءل إذا كنا سنحتفل بمناسبة
أخرى، في القريب العاجل؟
- توردت شروق: ﻻ أدري، ﻻ أعتقد ذلك، طيلة عمري وأنا أحلم بفارس على حصان
أبيض، أليس من حقي أن أعيش إحدى الحكايات الخيالية؟
قالت ندى: أنت تستحقين الخير والسعادة كلهما.
رمشت نور ببراءة: وهل هناك فارس أفضل من آسر، كان عليك أن تخبريه بأن يغير
لون الحصان الذي خطفك عليه الأسبوع الماضي، إلى الأبيض، وأضافت ضاحكة، بدلا من
البني الذي ركبتماه.
- ابتسمت ندى بذهول: هل خطفك على حصان بني؟!!! هيا أخبريني بكل ماحدث.
- تنهدت شروق بيأس: كونا جادتين. إنه ﻻ يحبني.
- ردت نور: إنه متمسك بك جدا، لابد أن هذا يعني شيئا ما.
- سألتها ندى: هل تحبينه أنت؟
- توردت شروق بشدة: تركت الحب كله لك أنت، أرجو أن تفكري جيدا،
لأنك ستفرحينا جميعا بزواجك من جاسر.
لم تردهما ندى أن يعودا للتركيز عليها، فغيرت الحديث تجاه شروق مرة
أخرى، لقد أوجعت قوبنا ردحا من الزمن. كيف كانت غربتك؟
- أجابتها شروق: رائعة، بل أكثر من ذلك بكثير.
- تحدثتا في آن واحد: رائعة!!!
- أكملت نور: منذ متى أصبحت الغربة أيا كانت رائعة؟
- ما قلت إﻻ صدقا، لو تتذكران؛ لقد كانت روحي تهفو بشدة لزيارة المشاعر المقدسة، وأزمتي
والشدة التي مرت بي، هي التي دفعتني دفعا إلى هناك، فتحقق بذلك حلمي، فكانت إقامتي
هناك بمثابة اليسر الذي تزامن مع عسري... يقولون أن في السفر سبع فوائد... ولكن غربتي
كما تطلقون عليها، كانت فوائدها جمة بحيث ﻻ أستطيع أن أحصيها.
- سألتها ندى: ألم تشتاقي لمصر؟
- اشتقت إليها بجنون كان يمزقني. ولكن الله حباني ومن علي بوجودي في بلد عربي أصيل،
يمتاز بسحر وأصالة الشرق، مع تحضر ورقي، وتحلي بكل مستجدات وكماليات العصر الحديث.
ولكن حنيني إليكم، وافتقادي لكم الشديد، هو الذي كان يكربني.
- قالت ندى: الحمد لله أنك معنا الآن. لقد شق علينا فراقك كثيرا جدا.
- توجهت شروق بحديثها لنور: ما جديدك، ياحضرة الصحفية اللامعة، الواعدة.
- ألم تقرأي لي شيئا هذا الأسبوع؟
- بل قرأت.
- سألت ندى: ماهي ألوان الموضة لهذا الربيع؟ أم علي أن أسأل عن الصيف؟
- أجابتها نور مبتسمة: الوردي على قمة ملابس الربيع، والأخضر الفستقي، والأبيض للربيع والصيف معا.
- قالت شروق: لم نكن نتحدث عن الموضة ياندى.
- تنهدت نور: أنا أكتب بإسم نوران في جريدة أخرى.
- ولم الإسم المستعار.
- لأني في بعض الأحيان أنقد، وبعد الناس يعتبرون أنفسهم فوق النقد أو المحاسبة.
- مثل من؟
- من هم ليسوا بحريصين على مصر.
- ما المواضيع التي تتناولينها؟
- إهدأي ياحبيبتي، ﻻ تقلقي علي، لقد اعتزلت النقد، شعرت أنه ﻻ طائل منه؛ لقد إتجهت لرصد
الإيجابيات وتعزيزها... لقد كتبت عن الدعم القطري والليبي الرائعين لمصر، وكتبت عن أول تابلت
صنع في مصر، وعن حل الكثير من المشكلات التي كانت تأرق المواطن البسيط.
- سألتها شروق: كدت أنسى، هل صحيح ماقلته لي عما حدث للفتيات في ميدان التحرير.
- ضحكت نور: لقد كنت أخيفك. كنت أخشي عليك من ثورة آسر... ولكني لم أكذب، فبغض
النظر عن تصديقي أو عدم تصديقي لمثل هذا الكلام، فقد أذاعته قناة بعينها... وهذا هو
أحد الأسباب التي دعتني أن أكتب سلسلة مقالات ياحبيبتي يامصر، تحت إسم نوران، لأني
أشعر بكل صدق، أن مصر بحاجة إلى إعلام صادق مخلص، يساند الثورة، أكثر بمراحل من
المتواجد الآن، من أجل بناء، وتأسيس وتنمية، مصر جديدة متقدمة، على أسس سليمة وبناءة
وحضارية.
**********************************************
في إحدى الصباحات المشرقة، خرجت ندى من المستشفى، آيبة للقصر الريفي في موكب
مكون من ثلاث سيارات شديدة الحداثة؛ ركبت هي مع جاسر بصحبة جدها وجدتها، وركبت شروق
مع آسر وكان معهم نور، وتبعهم عمها قاسم. صعدت ندى لترتاح في غرفتها، تاركة جاسر
وآسر وجدها وعمها قاسم في الصالة.
بينما توجهت نور وشروق والجدة للمطبخ ليصنعا لها أكلاتها المفضلة على الغداء، معوضين
إياها عن تناول طعام المستشفى لفترة طويلة، في شبه إحتفال صغير، بمناسبة رجوعها من
المستشفى بينما وعدتها شروق بإقامة حفلة كبيرة أفضل من هذه بعد تمام تعافيها وشفاؤها.
بعد قليل من الوقت خرجت الجدة أوﻻ من المطبخ، وبعد فترة وجيزة تبعتها نور أيضا.
فقال آسر لنور: " ما الأمر."
ضحكت نور: "عروسك المستبدة، ﻻ يعجبها أي شيئ نفعله. ندى الحنونة كانت تجعلنا نقضي أحب
أوقاتنا في المطبخ. "
ضحك آسر، واتجه إلى المطبخ، ليستطلع الخبر. أطل برأسه أولا، فعبست شروق بطريقة مضحكة.
فأخرج منديلا أبيضا، ورفعه بيده ملوحا به، قائلا: " أنا صديق، ولست عدو. " فضحكت شروق،
على الرغم منها. ضحك لضحكها، " ما بك؟ هل حولت المطبخ لساحة معركة؟ "
ابتسمت، ملوحة بالسكين الذي في يدها، مهددة، " أحدهم سيطرد الآن. "
- رفع ذراعيه عاليا في الهواء، بطريقة مضحكة، قائلا: أعلن استسلامي.
- ابتسمت ثانية، لقد كان منظره مضحكا جدا، بحجمه الهائل، وهو يمثل دور المستسلم.
- لم طردت مساعدتاك؟
- لم أطرد أحدا، جدتي كانت متعبة، فألححت عليها لترتاح، ونور كانت تلعب، وتهذر بدلا
من أن تعد طعاما جيدا، وإذا أرشدتها للطريقة الصحيحة لإعداد طعام ما، يزداد لعبها بالطعام،
وتزيد الأمر سوءا؛ إنها محتاجة لمحو أمية مطبخية بطريقة عاجلة.
- هي مدللة العائلة، وأنت المشاكسة.
- هاه، أنت هنا على أرضي، ومملكتي.
- فتح ذراعيه، وأحنى رأسه قليلا، بطريقة مسرحية، هاذرا: حسنا، سموك. ثم أكمل، مازحا:
" هل أستطيع تقديم يد العون يامليكتي؟ "
- ضحكت برقة: أنت؟ لو لم يكن الرهان حراما، لراهنت على أنك لا تستطيع إشعال موقد
الغاز.
- تمهلت عيناه عليها بنظرة، لم تستطع أن تفسرها، ولكنها أسرتها وقيدتها، " سنرى. "
توردت بشدة، وتزايدت نبضات قلبها بجنون، ثم أعطته ظهرها حتى تستجمع شتات نفسها.
ووقفت على أطراف أصابعها لتجذب برطمان العسل من الخزانة العلوية، فكاد البرطمان
أن يفلت منها، فأدخلته بسرعة قبل أن يقع وينكسر، ثم شبت مرة أخرى لتتناوله
بحرص، فإذا بآسر يقف وراءها، ويمد يده و يأخذ البرطمان ويعطيها إياه، أخذته منه شاكرة،
بصوت ضعيف وهي توشك أن تقع من المفاجأة. أجابها بصوت أجش: " فقط اطلبي... "
استدارت؛ فإذا به واقفا أمامها مباشرة، سادا عليها الطريق.
- تحيرت، وخجلت بشدة: أريد أن أمر.
وقف أمامها ينظر إليها مبتسما، ولم يتحرك. دفعته بيديها، قائلة:
" اتركني أمر، وإلا سأصرخ منادية جدي. " فأمسك يديها بيديه الكبيرتان الدافئتان، وثبتهما
على صدره، قائلا ببراءة مازحة: " ما بك؟ لقد كنت أساعدك، هل تخطيت حدود اللياقة؟ "
- هزت رأسها نافية: ﻻ، ولكنك الآن تعوق طريقي، وتعطلني عن عملي.
- هل أهدد سلامة عقلك مرة أخرى؟
كانت تشعر أنها مثيرة للشفقة، وفي حالة يرثى لها، ولم تدر كيف تتصرف معه:
- من فضلك اترك يداي فورا.
- وإن لم أتركهما، ماذا ستفعلين؟
- سأطبق نصيحتك، التي نصحتني بها في حوض السباحة. نظر إليها بتسلية كبيرة،
فرفعت إليه عينيها، وثبتتهما عليه: ألم تقل فقط انظري إلي؟ دعني الآن إذا.
- ضحك وترك يديها فورا: لست عادلة أبدا.
- أنا أم أنت؟
- همس بسرور: أنت خجولة جدا.
- توردت بشدة: هل تنتقدني؟ أﻻ أرقى لمعاييرك؟
- بل أمتدحك ياصغيرتي، لقد خلبتي مني الجنان، وسحرتني، وأسرتي لبي، وﻻ يبغ عقلي
الفكاك؛ فماانفككت تبهرينني، دقيقة بدقيقة، بطريقة مثيرة للعجب.
أخذ يساعدها، ولقد تفاجأت بشعور الراحة الغريب، الذي استشعرته، وهو بجوارها...
وأحست بألفة شديدة بينهما... ذهبت إلى الشواية الموضوعة عند باب المطبخ المطل على
الحديقة، ورفعت سيخ الكفتة من على الشواية، واستخرجت إصبعا منه، ورفعته بالشوكه لفمها،
لكي تختبر طهيه، ثم تناولت قضمة صغيرة؛ وعندما همت بوضع الشوكة جانبا، فإذا بآسر يمسك
بيدها الممسكة بالشوكة، ويرفعها إلى فمه، ويتناول باقي إصبع الكفتة الذي قضمته، كل هذا
ونظره مسلط عليها بوله ومداعبة... جف حلقها، وتخاذلت قدماها، فابتعدت عنه بسرعة. وذهبت
إلى الطاولة الموضوعة في منتصف المطبخ، ورفعت كوبا بلوريا رقيقا من الماء إلى شفتيها،
لتطفئ لظى حلقها المتقد، ومن شدة اضطرابها بدلا من أن تضعه على الطاولة؛ مرة أخرى، تهاوى على
الأرض منكسرا، وتناثر الزجاج والماء على قدميها، وحولها، وفي كل مكان. ولأن عقلها كان
شبه متوقف عن العمل؛ بدون تفكير منها، أمسكت بقطع الزجاج تلمها، بينما كانت يدها مازالت
ترتعش، فإذا بالزجاج يجرحها بشدة، وأحست بأن الشظايا دخلت إصبعها... " توقفي. "أمرها آسر.
ثم رفعها من على الأرض، وحملها إلى الكرسي، الذي بجوار باب المطبخ المطل على
الحديقة، قائلا بحنان: " دعيني أرى إصبعك، أنت كارثة متحركة. "
قالت بوهن: ﻻ تحدث لي هذه الحوادث، إﻻ عندما تكون بجانبي.
- ابتسم قائلا: ألم أخبرك أني أهدد سلامة عقلك؟
صدق، لقد طار عقلها بسببه: " أكملك الله بعقلك، أنت القوي هنا. "
- بل أنا الأسير، الذي فقد عقله، فداك.
- آسر.
- حسنا، سأتوقف، حتى ﻻ تحدث المزيد من الكوارث.
- رفع يدها لأعلى برهة لوقف النزف، ثم فحص الجرح الذي كان ﻻيزال ينزف، ولم يحاول أن يكتم الدم،
خوفا من وجود شظايا زجاجية بداخل الجرح. حاول أن يضغط عليه، ليخرج أي شيئ عالق، فتفززت شروق.
- مابك؟ هل يؤلمك؟
- بل يوخزني.
- إذا هناك شظايا داخل الجرح، حتى الآن غير ظاهرة، ولكني سأحاول أن أخرجها. أحنى رأسه،
وأخذ يفحص جرحها و إصبعها بدقة، كانت أنفاسه حارة على يدها، وكان قربه منها يشيع الفوضى
في حواسها... كادت أن تنهار وهي تراه ممسكا بملقاط وإبرة ويقوم بتعقيمهما: ياإلهي، ماذا تفعل؟
- أجابها بصوت مثقل بالمشاعر: تحملي قليلا، حتي إذا كانت به شظايا دقيقه، أخرجها.

نظرت إليه بقوته الهائلة و رأسه المنحني على يدها، باهتمام شديد، ورعاية تامة،
وأحست بوخزة شديدة في قلبها المتقلقل، الذي يرفرف بحنين جارف... وأدركت في هذه اللحظة
بأنها تحبه بجنون... وبأنها تغرق في بحور هواه بلا هواده... وأن عشقه سلب لبها وسباها...
.. لقد كانت تستشعر خطره الداهم المهدد لقلبها، وسلامة عقلها- كما يحب أن يسميه -
ولذلك كانت تقاومه، بكل ما أوتيت من قوة، موهمة نفسها بأنه سيئ ومخيف، وبأنها تكرهه؛
لقد تناست عن عمد أن من يجرح بقوة- مثلما حدث معها منه - يكون قد أحب بشدة؛
لذا آلمتها جراحها منه جدا، وقضت مضجعها، طيلة حولين مريرين... ولقد كان طلبها
للطلاق آخر محاولة منها لحماية قلبها من المزيد من الجراح. ومع ذلك ظلت تكابر، وتتعمد
بأﻻ تفهم رسائل قلبها، وظلت ترفض الرضوخ لأنين روحها، وتأبى الإنصياع لحنين أشواقها.
لأنها كانت تخشى عواقب الوقوع في حبه... لأنها تدرك بيقين، أنها لن تكون كفؤا له أبدا...
لن تكفيه بساطتها على الإطلاق، فهو شخصية قمة في التعقيد، والثراء النفسي، والتنوع الفكري والثقافي،
فهل تستطيع هي أن تجاريه في ذلك؟ وكيف به يقع في حبها هي؟! وهي الفتاة القروية
البسيطة، التي قد ﻻ تستطيع أن تواكب وتساير نمط حياته المتسارع، والبالغ التركيب.
دلفت نور إلى المطبخ، كاسرة جو السحر الذي كان يلفهما. قالت نور: " إن جدي يريدك
ياابن عمي العزيز، ياإلهي، ماالذي حدث لك ياشروق؟ وماالذي حدث للمطبخ؟ "
- قالت شروق: انكسر كوب الماء... تبسمت عينا نور ولم تعقب.
- قال آسر: أخبري جدي أني سأضمد جرح شروق، ثم أذهب لأرى ماذا يريد.
لم تتحرك ولكن قالت بصوت محرج: " سأتابع الطعام هنا، لأن القوم جوعى بالخارج،
وأنت أخبر جدي بالذي تريده. " كرهت شروق أن يغادرها آسر، فقد كانت قريرة العين
بوجوده ومسرورة أيما سرور؛ ولكنها أرادت بعض الوقت لتسبر غور اكتشافها لحبها
له، فهي مازالت غير مستوعبة لمشاعرها العميقة التي تكنها له، والتي غمرت كيانها
كله، وتمكنت منها، وملكت عليها أمرها، كما أرادت أن تهدأ من قلبها الملتاع...
قالت شروق لآسر، وعيناها تستعطفان تفهمه: " تستطيع نور أن تكمل تضميد جرحي. "
هددتها عيناه بعقاب مؤجل، وردت عليه عيناها بإياك... قال لها آسر، متابعا تعقيم
الجرح: " استغنيت عن خدماتي في لمح البصر، عندما أتت نور. " أعطتهما نور ظهرها
وتشاغلت بإعداد الطعام. ردت شروق بضعف: " ﻻتتجن علي، يبدو أنهم متضايقين من
وجودنا بمفردنا، أﻻ تتذكر أن جدي ﻻ يريدنا أن نختلي ببعضنا؟ " قالت ذلك وقد اتقد
وجهها بحمرة الخجل... أجابها بصوت أجش:
دعي جدي لي، أنا أحرص الناس على سمعتك، كما أني أعرف كيف أحافظ عليك،
حتى من نفسي، ولكنك أنت دائما تشعرينني بأنني أفرض نفسي عليك.
- تأججت النيران، واشتعلت في كيانها كله، وكادت أن تبكي، فعضت على شفتاها
بأسنانها، ثم ضغطت على قلبها بشدة لتهدأ من جنونه وأنينه، وهمست: " ألم أقل لك أني
ﻻ أرق لمعاييرك، يبدو أنك غير راض عن حيائي. " نظر إليها مفتونا بما يراه، ثم ضغط على
شفتها برقة ليخلصها من بين أسنانها، وهمس: لقد كنت أمازحك، وحياؤك هو تاجك الذي يزينك،
وهو أول شيئ جذبني إليك، وجعلني أقرر بأني أريدك شريكة لعمري، ورفيقة لدربي، وأليفة
لروحي. "
- وماهي باقي الأشياء التي جذبتك إلي؟
- لن أقول شيئا، لقد أرسلتني خارجا، أتذكرين؟
- تنهدت بإحباط: آه منك يامستبد. قهقه، غامزا إياها بعينه ثم غادر.
ضحكت نور عليها عندما ظلت عيناها مسمرتان على الباب الذي خرج منه آسر.
فنظرت شروق إليها بعتب، ثم رمتها بفوطة المطبخ. دخلت الجدة على صوت
ضحك نور، ونظرت بارتياع للفوضى التي تعم المطبخ، ولإصبع شروق المجروح:
" ماالذي يجري هنا، وعلام تضحكين يانور؟! "
- لقد وقعت شروق في ﻻمور؟
- احتارت الجدة: آه تقصدين حوض السباحة، لقد حكى لي جدك.
ضحكت الفتاتان، " ﻻ ياجدتي العزيزة، هذه المرة لم تقع في الحوض، بل وقعت في بحار الح... "
" نور!!! لقد قلت مافيه الكفاية. " قاطعتها شروق.
- " انتظري حتى أخبر ندى. " لم ترد عليها شروق ولكنها تنهدت و توردت بشدة.
- " توقفا، هيا لنعد الطعام، العائلة جائعة."

*************************************************

















شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 21-04-13, 12:25 PM   #536

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت أرض الكنانه مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
منوررررررررة جداااااااااااااااااا


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 21-04-13, 12:39 PM   #537

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة
فينك يا شروق بعت لك رسالة أمس ولم تردى عليا
قلقتنى غيبتك يا قمر
لا تشغلينى فأنا بطبعى شديدة القلق
طمنينى يا قمر
تسلمي ياعزيزتي على سؤالك عليا ونعم الصديقة أنت... أعمل إيه في مقالب المودم... أصله كان خربان


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 21-04-13, 12:41 PM   #538

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور100 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . الرواية شدانى كثير بس ياترى هتكمليها امتى؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
منوراااني جدا جدا
إن شاء الله أكملها قريبا. الحمد لله أنها أعجبتك.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 21-04-13, 12:43 PM   #539

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرور رهف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
منوراني جدا جدا


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 21-04-13, 12:47 PM   #540

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغاني مشاهدة المشاركة
انتي فين يا بنتي الناس عماله تدور عليكي ومش عارفين لك ارض
إزيك يا عزيزتي عامله إيه أنا جيت أهو... ميرسي جدا على سؤالك تسلمي . أعمل إيه بس في المودم إللي خرب.وبعدني عنكم


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
حنين ، السنين،حلمها ،الوردي، ستضئ, هل سيتحقق حلم ندى الوردي؟

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.