أوتار قلبكِ من حرير *مميزة ومكتملة*

[الفضاء الواسع]

	قصة رومانسية اجتماعية بعنوان : أوتار قلبك من حرير ماكان في الفصل الأول

	ما يجعلني أشعر بتأنيب الضمير هو نفس السبب الذي يذكرني بهذه العبارة في الأوقات المختلفة إنه ذلك الرجل والد المبتعث بلال الرجل الذي أكره أن أقول أنني في حضوره أشعر بشيء ما يتحرك بداخلي

[الفضاء الواسع]

بداية الفصل الثاني

	لم أكن لأفوز بثقة إخوتي الذكور الخمسة فيما يختص بأمر مرافقة ابنتي سمية في ابتعاثها الخارجي لو لم يقتنعوا أنني امرأة تعيش فقط لأجل ابنتها ولا شيء آخر غير ابنتها هكذا عشت عمري كله أنا امرأة تحاول التمسك بحبال كبار السن واللحاق بهم لأبدو مقنعة لإخوتي امرأة اقنعت نفسها بأنها كبيرة السن جدا ولأكثر من مرة فعلت ذلك حتى اقتنعت أخيرا بهذه الفكرة أنا الآن انتظر فقط أن أصبح جدة لأحفادي أبناء ابنتي سمية لأجل ذلك وهبني إخوتي الذكور المفتاح السحري لقفص حريتي الذي ظل موصدا طوال سنوات عمري التي مضت من هنا حصلت على ثقتهم فما بال هاتان العينان تتربصان بي ؟ كنت في هذه البلاد وما زلت أحاول ألا اكون مهملة ( بضم الميم الأولى وفتح الميم الثانية ) ولا ملفتة للأنظار أذكر يوم أخذتني ابنتي سمية للسوق لشراء لوازم السفر أنني استنزفت كل طاقة لابنتي وهي تحاول أن تقنعني أن الأمر في أمريكا ليس هو نفس الأمر في بلدي وأخيرا اقتنعت لما اضطرت ابنتي أن تستنجد بأم بروين وهي واحدة من المبتعثات للخارج مثل ابنتي وأقنعتني بنصف الأفكار التي لم تقدر سمية أن تدخلها في رأسي فاشتريت التنانير الطويلة جدا والبلايز الفضفاضة ذات الأكمام الطويلة , واشتريت الجوارب الصفيقة والبالطو الرمادي الباهت والإيشاربات السادة لما نظرت لانعكاس صورتي في المرآة لم أر المنظر الكئيب الذي أحاطتني به تلك الملابس القاتمة وإنما رأيت روح ماجدة والتي هي أنا روح عنفوانية جامحة لا تعرف الاستسلام روح تسمو للتقدم للأمام والعلو والرفعة رغم كل الصعاب رأيت شقاوة قديمة في عيني اللامعة وكأنني مازلت مراهقة في 14 من عمرها إن عمري الآن 39 عاما هذه الروح التي سبر أغوارها والد المبتعث بلال بنظرات عينيه الخطرة أتذكر تلك الأمسية جيدا كنت أضع في حجري الكتاب الذي أهدته لي ابنتي سمية كي يساعدني في التكلم باللغة الانجليزية بطلاقة بينما كانت الحديقة التابعة للسكن ملئى بالناس كانت سمية يصلني صوتها مع زميلاتها ورفيقاتها في الجامعة والسكن من هناك من مكان ما لا هو بالقريب ولا بالبعيد الطاولة التي أجلس عليها حولها أربع كراسي واحد منهم أجلس عليه أنا بينما الثلاثة الباقية ملتصقة بالطاولة عندما تقدم وبكل تهذيب المبتعث بلال مني كان شابا طويل القامة , أبيض البشرة , لكنه نحيل جدا وقد كان شابا عمليا جدا وكل كلامه محاط بإطار من الجدية وإدراك أهمية الوقت وإدراك أهمية أخذ المبادرة للبدء في الخطوة الثانية بسرعة مادمت مشرف على نهايات الخطوة الأولى سمعته يتنحنح ليلفت انتباهي كنت قد غرقت في عالمي الخاص بي ذكرياتي مع والد سمية أبو عمار أيامي الخضراء معه بلا ثمار أو زهر كنت أرى حروف ذلك الكتاب الذي أمامي على الطاولة أمواج تتراقص أمام عيني ولا أكاد أن أرى منها حرفا واحدا أمواج أجهل كيف أمتطيها لتوصلني للضفة الأخرى كنت ألف نفسي جيدا بقوقعتي الصلبة التي حتى سمية تعجز عن اختراقها سمعت نحنحة صوته فرفعت نظري إليه " مساء الخير سيدة ماجدة " كان صوته وكأنه آت من هناك , من واحد من الكواكب , من بعيييد " آه مساء الخير يابلال " " هل جاءت الآنسة سمية معك ؟ " " أجل " " عفوك , أين هي ؟ فأنا لا أراها " التفت لأشير له بإصبعي نحو المكان ويبدو أنه رآها عاد ليقدم لي الرجل الذي ظل يقف بجانبه طوال فترة حديثنا إنني تقريبا لم أكن أراه لم ألحظه " عفوا سيدة ماجدة , بابا يستميحك عذرا ويستأذنك في أن يجلس إلى طاولتك لو سمحت له بذلك " نقلت بصري بين بلال وبين ذلك الرجل الذي قدمه بلال على أنه والده كانت عيناه لا لم تكن عيناه هي التي تنظر إلي كانت روحه شعرت بروحه تخترقني شعرت بنظراته تلك تدك كل الأسوار التي أحطت بها نفسي شعرت بكل قواي وعنفواني اللذان تسلحت بهما قبل قليل ينسلخان مني وكأنني تحت نظراته تلك شاة تقتل وتتفرج على نفسها وهي تسلخ بعبارة بسيطة شعرت في وجود هذا الرجل الواقف إلى جوار ابنه بالخطر

[الفضاء الواسع]

	تتمة الفصل الثاني

	بلال شاب من نفس بلدي يتكلم بنفس لهجتي مما زاد من أواصر التقارب بيننا ــ أقصد أنا وهو وابنتي لكن رغم ذلك وخلال الفترة الماضية لم يجعلنا نستشف من خلال تصرفاته أو أقواله أو ردود أفعاله غير الصفات التي يود هو أن يعرفه الناس بها الالتزام الجدية الصرامة الايجابية استغلال الوقت بشكل مثمر كان من النادر أن أراه , لكن إن رأيته لا أشعر بذلك الثقل الذي يجثم على صدري لما التقي ببعض صديقات ابنتي ممن هن ليسوا من نفس بلدي كنت أشعر به شخصا فيه صفات مكملة للصفات التي تمتلكها سمية ابنتي شعور الراحة الذي يملأ كياني في حضوره علم ضميري الحذر كأم صرت أردد في ذلك الركن القصي من ذاتي أمنيات صغيرة لكنها مجنونة مثل أن يلتفت بلال لابنتي سمية ويتقدم لخطبتها مني في يوم من الأيام لذلك خنت ضميري هذه المرة معه وخالفت مبادئ تربيت عليها فحالما سألني عن مكانها سهلت له سبيل اللقاء بها بسرعة وكأنني كنت انتظر سؤاله عنها منذ أمد طويل لكنني الآن تمنيت لو أنني لم أفعل ذلك , أقصد أن أشير بطرف إصبعي للمكان الذي تقف فيه ابنتي سمية مع رفيقاتها إن مغادرة بلال للمكان بعد ذلك جردتني من واحد من دروع الأمان الواقية الذي كنت أتدرع بها وأحمي به نفسي كان بلال من ذلك النوع من الدروع والذي هو كالجدار الذي يفصل بيني وبين العالم الخارجي من حولي من كان يجرؤ أن يحاول اختراق دروعي الواقية ؟ لا أحد ولا حتى سمية لقد كنت أجيد وضع الدرع الملائم للمكان والزمان المناسبين كنت استدعي أحد تلك الدروع من ذاتي من داخلي وارتديه فوقي في الوقت الذي أريد بذلك الدرع تتصفح نظرتي ( تصبح كالصفيح أو الفولاذ في حدتها ) انظر بتلك النظرات المصفحة لمن حولي فلا يجرؤ كائن من كان على التفكير , مجرد التفكير في الاقتراب مني هكذا حصنت نفسي في أمريكا طوال المدة المنصرمة أمريكا بلد التحرر بلد افعل ما تريد وقتما تريد بلد الانفتاح الذي لن يقبل أحد منا بكل ما فيه من محاسن ومساوئ في هذه البلد استطعت أن أكون وسط المعمعة وأنا ارتدي ذلك الدرع الواقي فلا يجرؤ أحد أن يتخاطاه ( أي الدرع ) بلال كان درعا واقيا لي درعا واقيا من هاتين العينين اللتين تخترقاني وتصل لداخلي رجل لأول مرة أراه رجل شعرت في حضوره لأول مرة وكأن ذلك الحضور مزيج من رجولة طاغية ممزوجة بقوة شخصية ملفتة للنظر ممزوجة بلين قاتل صوت بلال أعادني لواقعي المتواضع قبل أن يغادر "سيدة ماجدة , أتأذنين لوالدي بالجلوس ؟؟ " أردت أن أقف وأقول له " لا بأس تفضل سيد ............. تفضل بالجلوس " ثم أنسحب في هدوء أردت أن أفعل ذلك لكن لو فعلت ذلك لتنبهت سمية وقطعت حديثها مع زميلاتها وجاءت تركض لنقفل عائدتين للشقة مقر سكننا وهكذا أقطع على ابنتي متعة وجودها مع صديقاتها خارج إطار المحاضرات والجامعة لا لن أفعل ذلك لن أنسحب وأترك المكان سمعت صوتي يخرج مني " لا بأس تفضل سيد ......... بالجلوس " إلا أنني لم أقف ولم أنسحب وغادر بلال صارت الطاولة التي كنت أجلس على كرسي من كراسيها الأربعة وحدي تحمل شخصين أحدهما أنا والثاني رجل لا أعرفه ويجلس مقابلا لي تخيلت منظرا علويا يؤخذ بكاميرا معلقة في طائرة هليكوبتر لنا نحن الاثنين ثم ترسل تلك الصور لواحد من إخوتي الذكور الخمسة تخيلت ما الذي سيحدث بعدها عقب أسبوع واحد من وصول تلك الصور إليه ( أي أخي ) حركت هذه الخيالات أوتار الضحك بداخلي ولم أكن أعرف حينها أنني ابتسمت إلا بعد أن سمعت صوت السيد والد بلال وكأنه فأس هوى به صاحبه على تلك الأوتار فقطعها " أود أن أقدم نفسي لك , انا إسماعيل والد بلال " أعطيته نظرة واحدة فقط ثم عدت من جديد أحاول لبس الدرع الواقي الذي أفقدني حضور هذا الرجل وهيبته الإحساس به لبعض الوقت مابال عيناه تخترقانني ؟ لماذا علي أن أشعر أنه لا بد لي من مغادرة المكان بسرعة وحسم وبلا تردد ؟ أليس هذا الرجل كباقي الناس الذين سبقت والتقيت بهم هنا في هذه البلاد ؟ لماذا عليه أن يكون خطرا هكذا ؟ عاد صوته ينتشلني من أفكاري من جديد " أنا أعمل في جامعة سن رود ( الجامعة متخيلة ولا وجود لها لا في أمريكا ولا في أي مكان في العالم ) هنا كدكتور معار , كما وأنني عضو فاعل في النادي الثقافي العلمي التابع لهذا الحي " رغما عني وجدت أوتار الضحك بداخلي بدأت تتحرك من جديد شعرت أنني أريد أن أضحك بصوت عال ذلك أنني تخيلت أنه في عبارته التالية سيدعي أنه ابن عم رئيس هذه البلاد خرج مني صوت ضعيف " تشرفنا " قال " أرى أنك تحملين كتابا " كان لا بد من إجراء هذا الحوار ثم إنهائه " نعم , إنه كتاب أهدته لي سمية .... ابنتي , أظنك قد التقيت بها من قبل " " أجل , آنسة سمية , أعرفها " ساد صمت خانق بيننا كان لا بد من الانصراف فهذا الرجل يمتلك شيئا لم يمتلكه من أعرفهم في عالمي الضيق من الرجال وقفت رغما عني واعتذرت بأدب " اعتذر منك , علي الانصراف " وقف بدوره وعلى ملامحه نظرة حائرة بلهاء لما وقف هالني طوله كنت لم ألحظ الرجل لما قدم مع ابنه بلال لكنه الآن لما وقف استرعى انتباهي طوله بلال طويل أيضا لكنه نحيل الجسد هذا الرجل طويل القامة ومتناسق الجسد والوجه أيضا كلتا الحركتين استرعت انتباه سمية التي جاءت إلي تجري " ما بالك ماما ؟ أتريدين لنا أن نعود ؟؟؟ " لحقت صديقاتها بها , إلهام , وكندا , وكاترين المسلمة كندا : " سمية هل ستغادرين ؟؟ "

[كاردينيا الغوازي]

مساء الورد

الف مبروك روايتك بالتوفيق فيها ان شاء الله

اذا ممكن اسأل عن الترقيم للفصول لاني لم افهم فارجو المعذرة

مشاركة فيه ما كان في الفصل الاول
ثم مشاركة بداية الفصل الثاني
واخيرا مشاركة تتمة الفصل الاول

يا ريت بس تشرحيلي التسلسل واذا فيه خطأ حتى اصلحه لك

[kholoud.mohd]

اسلوبك بالسرد جدا رائع وممتع
احببت بشكل خاص التضارب بقدر وافكار ماجدة
افكارها السجانة كانت مفتاحها للحرية
الفرق بين النظر لشكلها المحتشم ورؤية روحها الحلوة بداخله
سنواتها مع زوجها وصفتها بالخضراء لكنها بلا ثمرة تذكر

متشوقة جدا لمعرفة كيف ستتصرف ماجدة بعد سنوات من العيش داخل قوقعة افكارها
اعتقد ان ماكان يجعلها مستمرة بهذه الافكار ليست مجرد قناعة منها لكن لانها فعلا لم تعش ما يجعلها تتجرء قليلا لتستمتع بحياتها

[الفضاء الواسع]

معك حق والله ياكاردينيا في هذه اللخبطة اللي حصلت معك لأنها حاصلة معي أنا أيضا
الحقيقة قبل شوي كتبت اعتذار عن هذه اللخبطة لكني رجعت فتراجعت عنه
القصة عندي مكتملة تماما ولكنها مكتوبة عندي كذا كلها جزء واحد متكامل وغير مقسمة أبداا لفصول مطلقا فقط تختلف لما تختلف ضمائر المتحدثين من ماجدة للدكتور اسماعيل لسمية لبلال فقط هذا هو التقسيم الوحيد للقصة أما ماعدا ذلك فغير موجود , وطبعا عند التنزيل لا تستحمل المرة الواحدة غير عدد محدد من الكلمات مما يضطرني أن ابتر شيئا مترابطا توافقا مع المساحة المتاحة لإمكانية النسخ واللصق
حاولت أن لا أجعلها فصول لكن القارئ سيضيع ولما جعلتها فصول ضاع ترابط القصة
اعتذر والله
واتمنى إن تقسيمي وضح شوي من اللبس

[الفضاء الواسع]

وأنا أقصد بتتمة الفصل الأول = تتمة الفصل الثاني لكن راح علي لكثرة ما نسخت ولصقت ومسحت واختفت مرتين
لذلك
تنويه

تتمة الفصل الأول = تتمة الفصل الثاني وليس الأول
وشكرا

[nana41]

ماجدة حبست نفسها ومشاعرها فى صندوق محكم ابنتها كانت هدفها الوحيد فى الحياة
لم تعش شبابها ولم تجد من يحتويها كل همها كان ابنتها وبس
خوفها من المجتمع وكلام الناس وبالاخص خوفها من اخوتها مؤثر عليها بدرجة كبيرة فى كل تصرفاتها
والاهم هو لقاءها بدكتور اسماعيل اللى هغير نظرتها للحياة
رغم مرور سنوات عمرها الا انها لم تعش تجربة حقيقية تشعرها بانوثتها
التى اهدرها زواج بارد فاشل بكل المقاييس
فى انتظار جديدك غاليتى

[الفضاء الواسع]

إلى كل من
جووو جووو
nana41
كاميليا13
Kohl our.mohd
نبيلة محمد
مروة العزاوي
كاردينيو 73
شكرًا لكن من أعماق قلبي هذه المرة
شكرًا للكلمات الحلوة المشجعة لي
حقيقة أنا لا أحسن شكر الآخرين بالكلمات التي ينبغي أن تقال لكنني أحمل معاني الشكر العميقة لكن في قلبي وخاصة :
Kholoud mohd و nana41
هذا ما تعودناه هنا في المنتدى ، تشجيع دائم لكل قلم يكتب سواء متمرس أو حتى مبتدىء مادام ذلك يضيف إضافة ولو بسيطة لدنيا الأدب والكتابة .
أتمنى للجميع قراءة ممتعة مفيدة .

[الفضاء الواسع]

كاردينيا 73 وليس كاردينيو بس الله يسامح التصحيح التلقائي