آخر 10 مشاركات
❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عشق السلاطين(1) *متميزة ومكتملة *.. سلسلة سلاطين الهوى (الكاتـب : serendipity green - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عاطفة مجنونة (27) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-17, 01:31 AM   #631

ياسمين نور

? العضوٌ??? » 359852
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,830
?  نُقآطِيْ » ياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل قمة في الروعة

زاندا
لا ينفعها إ‘لا شخص يستفز شخصيتها يجعلها دوما في حالة تحفز ول1لك هشام هو المناسب بها
وتين
متى ستعترف لزياد لقد طال أمد هذا السر ويجب أن يخرج للعلن التأخير ليس في صالهما
هاميس
هل لديها قوتها الخاصة التي ستظهر لتدافع عن حبها من يراها مع سيف يعتقد أنها الأصغر فهي تملك نوع من الطفولة البراءة اتي تستفز مشاعر أي رجل لحمايتها
ريناد
مشادة مع طارق صدسق سيف هل ستكون بداية علاقة تعرف فيها الحياة على حقيقتها وتجد من يعيد تربيتها وترتيب عقلها من جديد
سيلين
ما الذي تخطط له وهل لديها فكرة أن سامر يعرفها أم لا تعرف
ما الحياة التي عاشتها في السابق لتجعل الرجال لعبة بين يديها
كيف تعرف فنون إغراء الرجل إذلا إذا كانت ......


النساء يكتسحن ه1ا الفصل في انتظار القادم
دمتي بخير


ياسمين نور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-17, 11:05 PM   #632

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع و الثلاثون
دخلت (راندا) لغرفتها و هي تبتسم بشدة بينما تستعيد ما حدث قبل قليل في غرفة (وتين) .. أغلقت الباب خلفها و تحركت بهدوء داخل غرفتها .. وصلت لمكتبها حيث يستقر حاسوبها و جلست بهدوء على مقعدها لتكمل عملها المؤجل بسبب حالتها الغريبة المستفزة التي انتابتها لأيام بسبب ذلك المغرور ... حانت منها نظرة للورود المستقرة بقربها و عبيرها يغمر الغرفة بنعومة ... لوت شفتيها و هي تتذكر كلماته من جديد فتنفست بقوة و هي تتراجع في مقعدها و تهز رأسها لتبعده مجدداً عن احتلال تفكيرها ... فلتركز الآن على مشكلة (وتين) ... يجب أن تعرف ما السر الذي تخفيه هي و (سؤدد) عن بقية العائلة ... لن تهدأ حتى تعرف الحقيقة ... (سؤدد) من المستحيل أن تنطق بحرف مهما مارست من حيلها عليها .... (وتين) هي الوحيدة التي يمكنها أن تؤثر عليها بسهولة و تجعلها تبوح بسرها .. قد يكون الأمر صعباً قليلاً لكنها لن تعجز عن الوصول لما تريد ... عادت تبتسم و هي تتذكر مكالمة (زياد) قبل قليل ... هي سعيدة أنهما عادا معاً أخيراً رغم كل المحاولات السابقة لزوجة عمها لتفرقهما ... حسناً .. هي أيضاً تشعر ببعض الامتنان نحو (سالم) - رغم أنها لن تخبره أبداً بذلك – بعد ما أخبرتها به (وتين) عن موقفه تجاهها هي و (زياد) ... رغم أنها لا تفهم حقاً لماذا لم يتراجع من البداية عندما أخبرته بحبها لشخص آخر ... تنهدت بحرارة ... لن تفهمه أبداً ذلك الجبل الجليدي ، لكن لا بأس .. القليل من الوقت و ستنتهي خطبته هو و (وتين) رسمياً ، ربما عندها ستتخلص من مشاعر النفور التي حملتها دوماً له باعتباره دخيلاً يهدد سعادة ابنيّ عميها ... مدت يدها و التقطت احدى الوردات و قربتها لأنفها تتنفس عبيرها باستمتاع و أغمضت عينيها و عقلها يستعيد السعادة الصافية و الحب الخالص في عينيّ (وتين) و هي تسمع هاتفها يرن حاملاً اسمه الحبيب و لهفتها الواضحة و هي تلتقطه لترد عليه ... لم تقاوم (راندا) رغبتها في مشاكستهما و هي تسرع و تختطف الهاتف من يدها و تضعه على أذنها ليأتيها صوت (زياد) المتلهف يقول باشتياق
_"(وتيني) ... كيف حالك حبيبتي؟! اشتقتك كثيراً .. كثيراً جداً أميرتي"
لمعت عيناها بعبث بينما تحاول مقاومة يد (وتين) التي هتفت فيها بغضب أن تعيد الهاتف فأبعدته عن متناولها و هي تقول بخبث
_"و أنا أيضاً اشتقت لك كثيراً عزيزي .. كثيراً جداً"
أتاها صوته الحانق يهتف
_"(راندا هاشمي) .. أيتها الشيطانة العابثة من سمح لكِ بالرد على الهاتف ، هه؟! .. أعيدي الهاتف لـ(وتين) لو سمحتِ .. أريدها في أمرٍ هام"
أطلقت تنهيدة طويلة حالمة و هي تكمل بهيام مفتعل بينما ترتمي على الفراش مغيظة (وتين) التي ضربتها بحنق
_"ممم .. أمرٍ هام ... آآآآه .. قلبي الضعيف لا يحتمل ... يا إلهي ... أتمنى أن يريدني أحدهم يوماً ما في أمرٍ هام أنا أيضاً"
_"حسناً عزيزتي ... سأتكفل بهذه المسألة فور عودتي .. لا تقلقي"
ضحكت و هي تعتدل
_"حقا؟! ... ماذا ستفعل؟"
هتف بتهديد مفتعل
_"سأكسر رأسك (راندا هاشمي) ... هذا هو علاجكِ الوحيد .. الآن أعطيني (وتين) فوراً"
ضحكت و هي تنظر لـ(وتين) و قالت قبل أن تعيد لها الهاتف
_"حسناً عزيزي ... (وتينك) أيضاً يبدو أنها تريدك في أمرٍ هام جداً جداً ... ستقتلني في أي لحظة .. حسناً سأخضع لجانبي اللطيف الطيب لمرة أخيرة و أترككما تناقشان ذلك الأمر الهام المستعجل كما يبدو ... أراك قريباً (زياد) لا تتأخر"
و ناولت الهاتف لابنة عمها و هي تغمز لها
_"عاشقك المجنون لا يطيق صبراً يا جميلة"
و تنهدت من جديد لتقول بمزاح و هي تتحرك مغادرة الغرفة
_"آآآآه ... العقبى لي أنا الأخرى"
و غادرت مغلقة الباب خلفها لكن ليس قبل أن تلتقط صوت (وتين) المتهدج و هي تقول بحب شديد
_"حبيبي ... اشتقت لك كثيراً .. كيف حالك؟!"
حركت الوردة ملامسةً بنعومتها البالغة خدها و هي تتنهد ... ليت سعادتهما تكتمل أخيراً و يكونان معاً في أقرب وقت ... فتحت عينيها و نظرت من جديد للورود ... هي لم تشعر أبداً بذلك الحب الجارف الذي يجمع ابنيّ عميها ... تلك المشاعر العميقة بينهما هي لم تختبرها أبداً من قبل حتى في علاقتها بـ(سامر) ... هي لم تتألم أبداً من فكرة ابتعادها عنه ... و ها هي أيام قد مرت منذ لقائهما الأخير و لا تشعر بأسف أو ألم من أثر الفراق ... بينما (زياد) و (وتين) لا يطيقان الإبتعاد عن بعضهما لحظة ... منذ سافر (زياد) قبل يومين و هو يتصل بـ(وتين) أكثر من مرة في اليوم و قبلها منذ أصيبت بحادثها ذاك و هو لم يغادر القصر إلا من أجل عمله ليعود بعدها ليهتم بـ(وتين) كما يقول رغم غضب والدته الشديد مما يفعل .. تنهدت مجدداً و هي تتساءل ... هل ستعرف يوماً تلك المشاعر و تعيشها؟! ... ذلك الحب و الاشتياق و الألم .. هل ستشعر بهذا يوماً ما مع أحدهم؟! ... اقشعر جسدها بقوة مع الفكرة التي اخترقت عقلها في لحظة لتهتف بعنف رافض تطرد صورته التي احتلت خيالها فجأة
_"تباً ... ما هذا الهراء؟! ... بعُد الشر .. لست مجنونة لأفعل هذا .. تعقلي (راندا هاشمي) .. لم تجدي سوى (هشام رضوان) لتفكري فيه؟! ... ذلك الوقح لو كان آخر شخص في العالم لن أشعر نحوه بهذا الهراء أبداً .. ذلك المغرور الذي يظن أنه هبة السماء لنساء العالم و لا تملك واحدة منهن أن تقاومه"
أعادت الوردة مكانها و هي تكمل محدثةً نفسها بشرود
_"حسناً .. هو .. ربما هو يملك بعض الحق في شعوره المبالغ بالثقة و الغرور ... يمكنه بابتسامته القبيحة وحدها أن يجعل أي امرأة تفقد عقلها من أجله و .."
شهقت بقوة و هي تنتبه لما تقوله
_"تباً .. ما هذا الغباء الذي أقوله؟! .. ركزي (راندا) و إلا أنتِ في طريقكِ لتفقدي عقلكِ بالكامل أيتها الغبية"
أخذت نفساً عميقاً و عادت تفتح حاسوبها لتكمل عملها محاولة استجماع كل تركيزها ... توقفت أصابعها عن الكتابة بعد لحظات عندما ارتفع صوت هاتفها فالتقطته لترد دون أن تلقي نظرة على اسم المتصل
_"مرحباً"
_"مرحباً حوريتي كيف حالكِ؟ .. اشتقت لكِ"
اتسعت عيناها و توقفت الكلمات في حلقها للحظة قبل أن تبعد الهاتف عن أذنها لتحدق فيه بحاجبين معقودين و هي تهمس
_"ما الـ .."
أعادت الهاتف لتقول بحذر
_"مرحباً .. من معي؟!"
قابلتها ضحكة مألوفة أثارت قشعريرة غريبة في جسدها زادت مع صوته الضاحك و هو يقول
_"تؤ تؤ .. لا تقولي أنكِ لم تتعرفي على صوتي حبيبتي .. هذا سيؤلمني كثيراً .. من غيري سيناديكِ بحوريتي ، هه؟"
كزت على أسنانها و أصابعها تنقبض بعنف على هاتفها قبل أن تهتف بغضب موجه لنفسها في المُقام الأول و هي تدرك في أعماقها أنها اشتاقت لسماع صوته من جديد
_"أنت؟! ... أيها المغرور ... من تظن نفسك؟! .. كيف تجرؤ على مكالمتي؟"
رد بهدوء مثير للأعصاب
_"حبيبتي ... لا يجب أن ترفعي صوتك و أنتِ تحدثين زوجك المستقبلي .. هذا لا يصح"
هتفت بعنف
_"إلى الجحيم زوجي المستقبلي ... يا إلهي !! ما هذا ؟!! .. ألم تكن قد أرحتني أخيراً من ملاحقتك المزعجة؟"
_"حبيبتي ... كيف تقولين هذا؟ .. أنتِ تجرحينني هكذا"
تنفست بقوة تحاول التحكم في نفسها فأكمل باستمتاع
_"ممم .. لماذا لا تكونين صريحة مع نفسكِ حبيبتي و تعترفين أنكِ اشتقتِ لي كثيراً كما اشتقت أنا لكِ ... لا تنكري أنكِ لم تتوقفي عن التفكير بي طيلة الأيام الماضية ، صحيح؟"
ردت في حنق
_"لن أرد على سخافاتك هذه (هشام رضوان) فقد اكتفيت منها حقاً ... و الأيام الماضية كانت أسعد أيام حياتي لأنك رحمتني من ظهورك أمامي كعفريت العلبة كل لحظة ... و بالمناسبة .. ألا يُفترض برجل أعمال مهم مثلك أن يكون مشغولاً بأشياء أكثر أهمية من تصرفات المراهقين هذه "
ضحك باستمتاع فقطبت حاجبيها بينما تابع هو
_"أنتِ تأتين على رأس أولوياتي حبيبتي ... عامةً .. أنا اتصلت فقط لأستمع لصوتك و اخبرك أنني اشتقت لكِ و سأراكِ قريباً جداً و حتى ذلك الحين ورودي ستوصل لكِ مبلغ حبي و اشتياقي"
احمر وجهها بشدة و حانت منها نظرة لاارادية نحو الورود فهتفت بسرعة
_"أي ورود تلك؟ ... لم يصلني أي شيء؟"
رد بتهكم
_"حقاً؟! ... من الغريب أنني متأكد أنها قد وصلت غرفتكِ بسلام"
_"آآآه .. تلك الورود ... من المؤسف أن مصيرها كان إلى سلة القمامة"
خُيل إليها أنها رأت ابتسامته تتسع بخبث وصلها في صوته وهو يقول
_"ممم .. سلة القمامة .. غريب إذن كيف أراها تستقر بأمان فوق مكتب غرفتك اللطيفة .. هل أوصلت لكِ رسالتي يا حورية أحلامي؟!"
تلفتت حولها تلقائياً كأنما تتوقع رؤيته في غرفتها قبل أن تعقد حاجبيها و هي تنتبه لسخافة تفكيرها فهتفت فيه
_"إن شئت أن تصدق ما قلت فهذا يرجع لك و إلا فلتذهب للجحيم أنا لا أهتم لأفكارك من الأساس .. و بالمناسبة أيضاً أنا لا أستقبل وروداً من الغرباء"
_"و لا حتى من زوجك المستقبلي حبيبتي ؟!"
زمجرت بغضب لترتفع ضحكته من جديد قبل أن يقول
_"أوه قطتي الشرسة كشفت عن أنيابها و مخالبها ... حسناً حبيبتي .. مضطرٌ لتوديعك الآن لكنكِ تعرفين أنني سأشتاق لكِ من هذه اللحظة و أنتِ أيضاً ستفعلين"
_"في أحلامك (هشام رضوان)"
أجابها في استمتاع
_"قريباً جداً حوريتي .. قريباً جداً .. إلى اللقاء حبيبتي"
و أغلق الهاتف قبل أن يسعفها لسانها برد مناسب لغروره اللانهائي ، فهتفت بذهول غاضب
_"قريباً جداً؟! .. قريباً جداً سأقتلك بيديّ أيها المغرور ... حسناً .. من الجيد أنك أعدت الكرة لملعبي من جديد (هشام رضوان) ... تظن نفسك ذكياً ، هه؟! .. انتظر قليلاً و سترى ماذا سأفعل؟"
**********

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-02-17, 11:06 PM   #633

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقف في شرفتها تتأمل الشارع الهاديء بالأسفل ... عيناها شاردتان رغم ذلك ... تنفست بعمق و هي تفكر .. لم تمر عليها لحظة منذ تركها (سالم) إلا و مواجهتهما الأخيرة تقفز لعقلها البائس الذي لازال يلومها على ما فعلته يومها ... لقد ذلت نفسها ببشاعة أمامه .. فتحت كل جروح ماضيها دون أن تشعر ... غبية ... تحركت لتدخل إلى شقتها و جلست برفق على الأريكة و عقلها يسترجع مجدداً ما حدث قبل أيام ... منذ ذلك اليوم الذي صدمت فيه (وتين) بسيارتها عادت لشقتها و هي تتوقع زيارته في أي لحظة ، ليعنفها على ما فعلت ... رغم قلقها الشديد من ردة فعله و رعبها - إن شاءت قول الحق - فهي أكثر من يعلم كيف يكون (سالم) في غضبه ... كيف هو تحت ذلك القناع البارد المهذب الذي يواجه به الآخرين ... رغم معرفتها بكل هذا أصرت على ما تفعله ... و ماذا كان يتوقع منها؟! .. أن تتراجع للخلف لتترك قلبه لأخرى تأتي و بكل سهولة لتحصل على ما أرادته هي لسنوات و لم يمنحها إياه ؟!! ... كان يجب أن تجعله يدرك أنها جادة فيما قالته ... تركته يومها في قصر (هاشمي) و شعور بالغيرة يمزقها لأنه هناك ليطمئن على (وتين) .. تلك الرقيقة بسحرها الخاص الذي يأسر القلوب بكل بساطة .. رغم أنها أدركت يومها أنها أبعد ما تكون عن تلك التي تصورت أنها تهدد وجودها في حياة (سالم) ، لكنها مع ذلك لم تستطع منع شعورها بالغيرة ... عادت يومها و هي تتوقع أن يلحق بها في أي لحظة .. لكنه ببساطة لم يفعل ... تركها لأيام تحترق تفكيراً و قلقاً من رد فعله المؤجل قبل أن يمن عليها بزيارته .. عرفت أنه كان يعاقبها بطريقته ... يتركها تحترق قلقاً و فضولاً إنتظاراً لرد فعله .. و هي لم تجرؤ على الإتصال به .. ادعت أنها لا تهتم و لا تنتظر .. تباً .. لكنها كانت كذلك فعلاً و تعرف أنه يدرك هذا جيداً و لهذا كان يتلاعب بأعصابها ... عادت بعقلها تتذكر زيارتها في اليوم التالي لقصر (هاشمي) بحجة الإطمئنان على (وتين) و الإعتذار منها مجدداً ... اعتقدت أن معرفته بزيارتها تلك سيجعله يجن و يواجهها أخيراً ، لكنه أيضاّ لم يفعل ... وضعت كفها فوق قلبها الذي ارتجف و هي تتذكر السعادة التي رأتها في عينيّ (وتين) يوم زارتها ، كأنها قد وصلت أخيراً شط أمانها بعد طول تيهٍ في محيطٍ عاصف ... لاحظت الخاتم الذي لم تتوقف عن لمسه باصابعها بحنان ظهر في عينيها و لمساتها الغير مقصودة ... تلك السعادة في عينيها و صوتها و ذلك الخاتم جعلها تستنتج الكثير و الأهم أنه جعلها تتأكد أن (وتين) في طريقها للإبتعاد التام عن (سالم) ... أطلقت زفرة طويلة و هي تتراجع للخلف ... الكثير من الأمور تغيرت مؤخراً .. كثيرٌ من حساباتها القديمة تغيرت و انقلبت الأوضاع رأساً على عقب .. ارتسمت ابتسامة متهكمة مريرة على شفتيها و هي تتذكر (رجاء) ... من الغريب كيف انقلب الوضع فانتقلت (وتين) من خانة العدو و الخصم لتحتلها (رجاء) بكل بساطة ... (رجاء) التي استهانت كثيراً بها عندما حاولت استغلالها لتأتي الآن و تقلب الطاولة عليها ... درسٌ آخر لتتعلميه (رويدا) ... أنتِ للأسف تعتدين بذكائك الخاص كثيراً لدرجة تجعلك تستهينين بعقول الآخرين ... (رجاء) تلك بزيارتها الأخيرة لها و تهديدها الواضح و بكل ما وصلت إليه في أيام قليلة جعلها تدرك مدى خطأها ... تلك المرأة لم تكن أبداً سهلة أو ذات شر ساذج كما تصورت ... ألم يثبت كل ما عرفته عن حربها الخاصة مع (وتين) و تخطيطها لإبعادها عن حياة ابنها أنها أبداً لم تكن امرأة سهلة ... ها هي منحتها الفرصة الآن لتهدد علاقتها المستقبلية بـ(سالم) ... أغمضت عينيها و هي تتراجع للخلف بينما يستعيد عقلها زيارة (رجاء) التي فاجأتها في الوقت الذي كانت تتوقع أن يأتي (سالم) لها أخيراً ... يومها كانت تدور حول نفسها في توتر بعد أن مر يومان و لم يأت .. حتى و هي تعرف أنه لابد عرف بزيارتها لـ(وتين) ... كانت تنهب الشقة بخطواتها المتوترة و هي تحاول منع نفسها من أن تذهب إليه بنفسها و تحسم كل شيء ، عندما ارتفع صوت رنين جرس الباب ليخفق قلبها و تنتعش نفسها من جديد و هي تسرع نحو الباب لتفتحه لكن ليس قبل أن وقفت أمام المرآة لتتأكد من زينتها و ثيابها الأنثوية المثيرة التي كانت حريصة على أن تكون مستعدة بها في أي لحظة ... ألقت خصلات شعرها الطويلة للخلف و وضعت لمسة أخيرة من أحمر شفاهها و بضع زخات من عطره المفضل قبل أن تسرع لتفتح الباب و على شفتيها ابتسامة واسعة مُرحبة و هي تقول بسعادة بالغة
_"مرحباً حبيبي .. كنت أعرف أنك سـ .."
اختفت ابتسامتها كأنها لم تكن و عيناها تقابلان عينيّ (رجاء) و ابتسامتها الساخرة و هي تتأملها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها لتقول أخيراً بتهكم و هي تتطلع لزينتها و ثيابها المثيرة
_"أوه ... يبدو أنكِ كنتِ في إنتظار شخصٍ آخر عزيزتي ... آسفة جداً أنني قد خيبت آمالك و أتيت في وقت غير مناسب"
لم تستطع (رويدا) منع إحباطها و ضيقها من التسلل لصوتها و هي تقول بحاجبين معقودين
_"(رجاء) هانم ... مرحباً بكِ ... أعتقد أن مسألة الوقت المناسب هذه تعتمد على سبب تشريفك لي بزيارتك ... أتمنى أن يكون خيراً"
ضحكت بإفتعال
_"لا تقلقي عزيزتي .. كل خير .. لكن ... هل تنوين أن نكمل حديثنا هنا؟ ... بعد كل شيء لا أعتقد ثيابك هذه مناسبة ليراكِ بها أحد الجيران أو .."
قطعت جملتها فجأة و هي تقترب من الباب في اللحظة التي تحركت فيها (رويدا) تلقائياً قبل أن تتوقف خطواتها المتراجعة و هي تسمعها تكمل بغموض
_"أو ربما تكون هذه الثياب أكثر .. ممم .. لنقل أكثر احتراماً مما أنتِ معتادة على ارتدائه أمام الناس في بلادك ، صحيح؟"
تأملتها للحظات بحاجبين معقودين تحاول فهم ما تقصده قبل أن تتنهد و تشير بيدها للداخل قائلة ببرود مُهذب
_"تفضلي سيدة (رجاء)"
أغلقت الباب و هي تحاول التحكم في مشاعرها و هي ترى (رجاء) تدلف إلى داخل شقتها بخطوات مُترفعة باردة ... رافقتها إلى غرفة الجلوس و جلست في مواجهتها ببرود مماثل لتبتسم (رجاء) قائلة بتهكم
_"ألم تتعلمي واجب الضيافة في الخارج عزيزتي؟! ... أعتقد أن والدتك بالتأكيد علمتك شيئاً عنه ، صحيح؟"
انعقد حاجباها أكثر و هي تستمع لها تكمل بتهكم أشد
_"أم أن الاسبانيات لا يتعلمن ذلك في بلدهن .. أو ربما كان لوالدتك ظروفها الخاصة فلم تفعل"
وقع قلبها في قدميها مع كلمات (رجاء) و اضطربت أنفاسها و هي تفكر في قلق ... ماذا تقصد بكلماتها تلك؟! .. كيف عرفت بأمر والدتها ... هي أخبرت (وتين) أن والدتها اسبانية ، لكنّ (وتين) لن تتحدث مع (رجاء) بخصوصها ... هي أصلاً لن تتحدث معها بشأن أي شيء ... إذن كيف تعرف (رجاء) عنها و عن أمها و ما مدى معرفتها أصلاً ... قاومت بشدة مشاعرها المضطربة لتقول ببرود
_"لا أعتقد أنكِ هنا الآن من أجل الضيافة سيدة (رجاء) فلماذا لا نختصر الوقت و تشرفينني بمعرفة سبب زيارتك لمنزلي المتواضع؟"
أدارت (رجاء) عينيها في الشقة الفارهة لتقول بتهكم
_"أعتقد أن المتواضع كلمة .. "متواضعة" جداً لوصف شقتك الجميلة هذه ... أعتقد أن عارضات الأزياء يكسبن كثيراً هذه الأيام"
أخذت نفساً عميقاً و هي تبادلها النظر ... حسناً ... من الواضح أن (رجاء) تعرف عنها بالفعل أكثر مما ظنت ... تراجعت في مقعدها و كتفت ذراعيها لتقول ببرود
_"يكسبن ما يكفي سيدة (رجاء) شكراً لاهتمامك ... لكن دعينا من عمل العارضات و لنركز على المهم ... أعتقد أن سبباً شديد الأهمية دفعك لزيارتي ... و من الواضح أيضاً أنكِ جمعتِ عني الكثير قبل أن تشرفينني بزيارتك هذه ، صحيح؟!"
تأملتها للحظات قبل أن تجيب و هي تتراجع و تضع ساقاً فوق أخرى
_"بالطبع (رويدا) ... تعرفين .. أخطأت منذ البداية أنني تأخرت في هذه الخطوة , لكن لنقل أنني لم أتأخر كثيراً ... ربما عندما بدأت أحس بتلاعبك باتفاقنا و إصرارك على إخفاء كل شيء يتعلق بهويتك و هدفك من مساعدتي ضد (وتين) ... و تعرفين أيضا؟ّ! ... المال يصنع المعجزات ... في خلال أيام قليلة كان لدي ملف لطيف يحوي الكثير و الكثير من الصور المثيرة و التفاصيل الظريفة عن العارضة الجميلة (ماريبوسا بلانكا) ... أليس هذا اسم الشهرة خاصتك؟! .. ممم .. أعتقد أنه يخص نصفك الاسباني ، صحيح؟"
ابتلعت لعابها بألم و هي تحاول التحكم في غصتها بينما تتابع (رجاء) بابتسامة ساخرة
_"مممم .. فراشة بيضاء .. هذا ما يعنيه اسمك ، صحيح؟! ... لا تبدين كواحدة عزيزتي إن أردتِ الصراحة"
اشتعلت عيناها بالنيران و هي تنهض بغضب لتقول
_"سيدة (رجاء) ... لا أعتقد أنكِ قد أتيت اليوم لتسخري مني .. أُفضل القليل من الصراحة اختصاراً للوقت ... من الواضح أنكِ قد بحثتِ خلفي .. و مصدر معلوماتك لم يقصر في مهمته كما هو واضح ... هل لي أن أعلم الآن ما الهدف من كل هذا؟"
اختفت السخرية من ملامح (رجاء) و هي ترمقها بحدة قبل أن تقول
_"لا أعتقد أنك تفضلين الصراحة عزيزتي .. كان هذا واضحاً من لقائنا الأول ... أنتِ للأسف لم تعرفيني جيداً و حاولتِ العبث معي ، لكنكِ للأسف لا تعرفين عاقبة ذلك"
صمتت لحظة قبل أن تتابع
_"(سالم المنصوري) ... كان هدفك من البداية ، صحيح؟! ... هو من كنتِ تحاولين التخلص من (وتين) لأجله ، أليس كذلك؟! .. صحيح أنني لم أفهم خطتك بالضبط وقتها و ما مصلحتك من أذية (وتين) و ما عدواتك معها ... ربما بدأت أفهم بعد رؤيتكِ أنتِ و (سالم) في مواجهة بعضكما ... مصلحتك كانت تقتضي عودة (وتين) لابني فتخلي الطريق إلى حبيبك بانفصالها عنه ، لكنكِ رغم ذلك لجأتِ إليّ و عرضتِ خدماتكِ .. ربما لم تكونين تحاولين التخلص من (وتين) أو إيذائها بقدر ما كنتِ تحاولين استغلالها ضد (سالم) و تهديده بها .. هل أنا مخطئة في استنتاجي؟!! ... أعتقد لا .. فهذا ما بدا واضحاً في مواجهتكما يوم صدمتِ (وتين) بسيارتكِ .. كان ذلك لتهديده ، صحيح؟! ... لست غبية حتى لا أستنتج ذلك مع بعض التفكير"
صمتت لتراقب رد فعل كلماتها على ملامح (رويدا) الصامتة لتتابع بعدها و هي تميل للأمام
_"لكنكِ أخطأتِ كثيراً (رويدا) ... أنا لا أحب من يظنون نفسهم من الذكاء بحيث يعتقدون أنه يمكنهم العبث معي و استغلالي لمصالحهم ... و صدقيني .. أنتِ خطوتِ بقدميكِ إلى منطقة الخطر بظنك هذا"
رمقتها ببرود قبل أن تقول بلا مبالة
_"حسناً سيدة (رجاء) ... كلانا حاول استغلال الآخر و لا تنكري هذا ... و بما أن الأمور قد وصلت لخاتمتها و كما أرى أيضاً أن تخطيطك لإبعاد (وتين) عن طريق ابنك قد باء بالفشل و عادا معاً كما رأيت بعينيّ .. إذن أعتقد أن اتفاقنا لم يعد له داعٍ خصوصاً أنه لم يكن ذا فائدة لكلينا"
ضحكت (رجاء) بافتعال و هي تتراجع في مقعدها
_"لا تشغلي بالك بشأن فشلي في إبعادها عن ابني ، هذه مشكلتي أنا ... كما أن اتفاقنا لم يكن ذا فائدة من البداية عزيزتي ... و أنا لست هنا اليوم لأخبرك بهذا"
تسلل التهديد للهجتها الصارمة و هي تتابع
_"أنا هنا لأخبرك عاقبة محاولة العبث معي (رويدا) ... أنتِ حاولتِ الوصول لهدفك من خلالي ، لكنني آسفة أن أبلغكِ أنني لن أسمح لكِ بالوصول له أبداً ... تعرفين؟! ... (سمية المنصوري) صديقتي و عائلتا (هاشمي) و (المنصوري) على علاقة طيبة ... في الواقع كنت أنا من دبرت ارتباط (وتين) و (سالم) معاً .. و دون الدخول في تفاصيل كثيرة ، بطريقة ما وضعت (وتين) في طريق (سمية) و أقنعتها أنها مثالية تماماً لتعيد ابنها الغائب لأحضان عائلته و في نفس الوقت شجعت (شاكر) زوجي ليسعى من أجل صفقة اتحاد بين العائلتين لتقوية وضعهما الإقتصادي في السوق و كبير عائلة (المنصوري) رحب كثيراً بهذه الخطوة"
ازدردت (رويدا) لعابها في ضيق بينما تسمعها تتابع
_"كما ترين عزيزتي لن يكون صعباً أبداً عليّ - مع علاقتي الجيدة بعائلة (سالم) - أن أحبط كل خططك للوصول إليه ... أولاً دعيني أواجهك بالأمور التي قد تكون خافية عليكِ أو ربما (سالم) في أثناء علاقته بكِ لم يخبركِ إياها ... (سالم المنصوري) الكبير رجلٌ صعب المراس بطريقة سيئة جداً و له قيم و مُعتقدات لن يتنازل عنها أبداً ... يمكنه أن يفعل أي شيء من أجل وضع الأمور في الوضع الذي يراه هو فقط صحيحاً ... أحفاده و رغباته و ما يرونه هم صحيحاً أو يسعدهم .. لا يشكل أي فارق لديه"
قطبت (رويدا) حاجبيها في ضيق أشد و غصة قوية تقف في حلقها .. ألا تعرف هذا فعلاً .. ألم يكن ذلك الرجل هو سبب هرب (سالم) من عائلته و وطنه قبل سنوات طويلة ... لا تعرف ما حدث بالضبط ، لكنها كانت تعرف أنه ألقى كل شيء خلف ظهره و غادر قاطعاً كل الروابط معهم و أنه لم يتحدث أبداً عن عائلته و عندما فعل ذات مرة لم تشعر سوى بالمرارة الكامنة خلف كلماته القليلة التي لم تشبع فضولها بشأن حياته السابقة .. عادت تسمع (رجاء) تتابع بتهديد واضح
_"تخيلي إذن ما يمكن أن يفعله رجلٌ مثله عندما يعرف بعلاقة حفيده بكِ ... لن أقول أنه قد يؤذي (سالم) .. لكنه يمكنه أن يؤذيكِ أنتِ ليبعدك عن حياة حفيده نهائياً .. صدقيني لقد فعلها من قبل و أؤكد لكِ قد يفعلها مجدداً"
ارتفع رأسها منتبهاً مع جملتها الأخيرة و عقلها يحاول ربط الأمور ببعضها ... هل كان سبب ابتعاد (سالم) عن عائلته و وطنه كل هذه السنوات ... سبب كراهية (سالم) لجده و المرارة الشديدة التي يحملها نحوه ... امرأة؟!! ... تلك المرأة التي كانت تشك بوجودها تحت جليد قلبه المتجمد .. كانت حقيقة؟! ... هل أحبها (سالم) و أرادها رغم ارادة جده فسبب لها الأذى؟! ... هل فرق بينهما جده و أذاها فعلاً؟! ... اشتدت المرارة داخل قلبها و الأفكار تنهبها .. لم تنتبه لنظرات (رجاء) المدققة و هي تتابع
_"(سالم المنصوري) الكبير خطرٌ جداً كما لا يمكنك التخيل ... هو لن يرضى عن وجودكِ في حياة حفيده بمجرد أن يراكِ و دون أن يعرف عنكِ أي شيء ... فتخيلي ماذا يمكن أن يفعل أن تكرمت أنا بإيصال كل ما عرفته عنكِ ... يا إلهي!! ... شرف عائلة (المنصوري) لن يحتمل واحدة بحاضرك هذا عزيزتي فما بالك بماضيكِ ... تخيلي أن أسلمه الملف اللطيف الذي بحوزتي بصورك شبه العارية و التفاصيل المثيرة عن عملك السابق قبل أن تعملي كعارضة"
هبت (رويدا) من مقعدها و هي تهتف
_"سيدة (رجاء) ... من فضلك ... لا تختبري قدرتي على الاحتمال طويلاً ... أنا لن أسمح لكِ بمزيد من التطاول"
نهضت (رجاء) بهدوء و تناولت حقيبتها و هي تقول
_"أنا لم أتطاول بعد عزيزتي .. أنا فقط أصف الأمور بحقيقتها و أُبصرك بما ينتظرك مستقبلاً إن حاولتِ التفكير بتحويل علاقتكِ العبثية مع ابن (المنصوري) لعلاقة حقيقة"
_تباً لكِ أنا زوجته و هذه هي الحقيقة الوحيدة التي لن أتنازل عنها و التي سأرميها في وجه كبير عائلته نفسه إن لزم الأمر"
ابتسمت في تهكم
_"أعرف عزيزتي .. قلت لكِ أنني عرفت الكثير جداً عنكِ ، لكن حقيقة زواجكما هذه لن تصمد أبداً إن رميتِها في وجه (المنصوري) الكبير كما تقولين ... أخبرتك أنه لن يرضى بكِ بحاضرك هذا و مهنتك تلك ... فماذا إذن لو عرف عن الفتاة الصغيرة التي عملت في سنوات مراهقتها كمغنية في الملاهي الليلية المشبوهة و الله وحده أعلم تفاصيل ماضيها هناك كيف كانت ... أنا حتى لا أعرف كيف قبل (سالم) أن يرتبط بواحدة لها مثل ماضيك"
و تابعت و هي ترمقها من أعلى لأسفل بإحتقار أشد
_"و إن كان قبل هو ، فجده لن يفعل أبداً ... هل تعتقدينه سيرحب في عائلته بابنة راقصة اسبانية حقيرة ذات ماضٍ مشبوه"
صرخت (رويدا) بكل حرقة و غضب و قد فاض بها الكيل
_"اخرسي"
_"أوبس .. هل جرحتك الحقيقة لهذه الدرجة عزيزتي؟! .. لكن لماذا تشعرين بالحرج من ماضيكِ أنتِ و أمكِ؟! .. في النهاية هذا ما أنتِ عليه"
_"اخرسي .. قلت لكِ اخرسي ... سأقطع لسانكِ إن نطقتِ بحرف آخر عن أمي و عني ، هل فهمتي؟"
ارتفع صوتها عالياً و هي تشير بذراعها نحو الباب صارخة
_"و الآن اخرجي من منزلي فوراً و إلا اتصلت بالشرطة"
ارتفعت ضحكة (رجاء) عالياً و هي تقول
_"هل تعتقدين نفسك في بريطانيا عزيزتي؟! ... أفيقي من فضلك و انظري حولكِ جيداً"
و تحركت ببطْ و هي لازالت ترمقها بتشفي
_"إن أردت نصيحتي فاحزمي حقائبك و عودي فوراً لبلادك ... لا مكان لكِ هنا عزيزتي مهما حاولتِ"
لوحت بذراعها مرة أخرى و هي تهتف بجنون
_"اخرجي فوراً .. هل سمعتِ؟ .. اخرجي"
_"سأغادر عزيزتي ، لكن صدقيني إن لم تعملي بنصيحتي سأحرص أنا على أن أحولها لحقيقة ... هل فهمتِ؟!"
استفاقت من ذكرياتها على رنين هاتفها لتنتبه للدموع التي تساقطت على خديها دون أن تشعر ... تباً ... لا يجب أن تسمح للضعف القديم باحتلالها مجدداً .. لقد صنعت من نفسها بعد كل هذه السنوات المريرة امرأة قوية لا مكان للضعف في حياتها و هذا ما ستكون عليه دوماً ... كل شيء في حياتها سيخضع لارادتها و رغبتها هي ... لا ماضيها و لا (رجاء) و لا (سالم) نفسه سيمنعها من الوصول لما تريده ... عاد هاتفها للرنين مجدداً فالتقطته و نظرت لاسم المتصل لينعقد حاجباها في قلق للحظة قبل أن تسرع بالرد
_"مرحباً (جون) .. أجل .. ما الأمر؟! ... كل شيء على ما يرام عندك؟"
اتسعت عيناها وهي تستمع للحظات لصوته المتوتر قبل أن تنهض من مكانها و هي تهتف
_"ما الذي تقوله ؟! ... لقد تأكدت من كل شيء قبل أن أسافر .. كيف تقول هذا الآن؟!"
أتاها صوته يحاول تهدئتها و يشرح الوضع
_"(بلانكا) الوضع صعب و يجب أن تعودي فوراً و إلا انتهى مشروعك قبل أن يبدأ من الأصل"
هتفت بغضب
_"لا استطيع العودة الآن (جون) الأمور معقدة هنا ... يا إلهي أنا لا أصدق هذا ... لقد تم الاتفاق على كل شيء .. من أين ظهرت هذه المصيبة أخبرني"
_"لا أعرف عزيزتي .. و لا أعرف من ذلك الرجل بالضبط و لا كيف استطاع التدخل في الأمر .. لقد حاولت التفاوض مع محاميه الخاص لكن لا فائدة ... ربما يمكنك أنتِ التفاوض معهم .. وجودك هنا مهم جداً إن أردتِ انقاذ مشروع حياتك حبيبتي"
زفرت في حدة
_"(جون) ... لقد تأخرت في قدومي لهنا لأنني كنت حريصة على الإنتهاء من الخطوات الأولية قبل التنفيذ مباشرة و التأكد من أن كل شيء أصبح في يدي و سافرت بعد أن تركت كل شيء تحت رعايتك فكيف تتعقد الأمور فجأة هكذا؟! ... أنا لم أحصل على ما جئت من أجله بعد ، كيف سأعود الآن؟"
_"بحق السموات (بلانكا) مهما كان ما يبقيكِ عندك فلا أظن أنه يستحق أن تخاطري بحلم حياتك من أجله .. أعتقد أنه يمكنك تأجيله قليلاً ريثما تنقذين حلمك ... تعالي فوراًَ و احسمي أمورك مع ذلك الرجل الذي سقط علينا من السماء دون سابق إنذار و تفاوضي معه ربما وصلتما لحل وسط ، ثم سافري مجدداً"
وصلته زفرتها الحارة ليتابع
_"أعرف أنكِ لن تخاطري بحلم عمرك حبيبتي .. أنتِ تستحقين الأفضل ... أنا أثق بكِ فلا تخيبي ظني فيكِ حبيبتي ، حسناً؟"
تنهدت بقلة حيلة
_"حسناً (جون) .. لن أفعل"
_"هذه فتاتي ... حسناً حبيبتي سأنتظر قدومك على أول طائرة"
رددت بعد زفرة حارة
_"حسنا عزيزي .. لن أتأخر"
ودعته و أغلقت الهاتف لتشرد بتفكيرها ... ما هذه المصيبة الجديدة؟! ... ألم تكن (رجاء) بتهديداتها السخيفة و (سالم) بكل تعنته يكفياها؟ ... الآن هي مضطرة لترك كل شيء و المغادرة .. هكذا بكل بساطة ؟! ... لكنها الآن بين المطرقة و السندان .. إن بقيت هنا فمعركتها الطويلة ستجعلها تخسر مشروع حياتها و حلم عمرها هناك و إن هي سافرت قبل أن تحسم أمرها مع (سالم) لا تعرف إن عادت بعد ذلك أي خطر جديد سيتهدد وجودها في حياة (سالم) .. لكن .. لماذا القلق؟! .. هي زوجته الآن شاء أم أبى و مهما حدث و مهما جدت من أمور هو لن يستطيع الخلاص منها .. الأمر محسوم إذن ... هي يجب أن تعود لبلادها و في أسرع وقت و معركتها مع (سالم) ستؤجل إلى وقتٍ لاحق ... و في كل الأحوال هي ستحسم كل الأمور لصالحها مهما طال الوقت ... كل الأمور ستصبح كما تريدها هي ...
*****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-02-17, 11:15 PM   #634

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تأمل (أمير) ملامح (ريناد) المشتعلة غضباً و مالت شفتيه بابتسامة ساخرة و هو يراها تتأفف قبل أن تختفي ابتسامته اللحظية و هو يميل نحوها قائلاً بنعومة ثعبان خبيث
_"حبيبتي .. ألازلتِ غاضبة مما حدث؟!"
زفرت بغضب أشد و هي تقول
_"ذلك الحقير ... كان يجب أن أشوه وجهه بأظافري .. كان يجب أن أقتله .. تباً لقد أهانني ذلك الوغد اللعين"
دار بعينيه في المكان و تأمل رفاقه المشغولين بالرقص على أنغام الموسيقى الصاخبة قبل أن يقترب منها أكثر حتى كاد يلتصق بها و هو يقول
_"لا شيء يستحق أن تغضبي من أجله حبيبتي و ذلك الوغد الذي تجرأ عليكِ أنا سأتكفل به لا تقلقي"
التفتت له بعينين تلمعان و هي تهتف
_"حقاً ستفعل؟!"
ابتسم لها بوعد و اقترب أكثر بينما أصابعه امتدت لتلامس بشرة ظهرها الناعمة بينما يقترب من أذنها هامساً بنعومة
_"بالتأكيد .. من أجلك سأفعل أي شيء جميلتي"
ابتلعت لعابها بتوتر و هي تشعر بملامسة أصابعه الجريئة لبشرتها العارية و أنفاسه وترتها أكثر و قاومت بشدة أن تظهر خوفها و توترها ... تباً .. رغم نشأتها في الخارج و تبجحها المستمر بشأن تربيتها الغربية ، لكنها لم تسمح لشاب أبداً بالاقتراب منها و ملامستها بتلك الطريقة .. قاومت بشدة لترسم ابتسامة فاتنة على شفتيها .. يجب أن تستمر في الإدعاء .. هو لن يتوقع أبداً أنها تخفي أسفل مظهرها العابث فتاة بريئة رغم كل شيء .. لكن ابتسامتها تلاشت تماماً و اضطراب أعصابها قفز للحد اللانهائي عندما شعرت به ينحني ليلامس بشفتيه عنقها بينما امتدت كفه التي كانت تلامس خصرها و تسللت أسفل بلوزتها لتلامس أصابعه بشرة خصرها مباشرةً فشهقت بخفوت و هي تبتعد عنه بسرعة و قلبها يخفق رعباً بينما عقلها يهتف بها في عنف .. أنتِ تلعبين بالنار يا غبية ... تطلعت لعينيه الداكنتين بالرغبة و ارتجفت شفتاها و هي تجاهد لتبتسم بنعومة و ثقة زائفة بينما تسمعه يهمس بحميمية محاولاً الاقتراب منها مجدداً
_"آسف حبيبتي .. كنت أحاول أن أجعل غضبك يهدأ قليلاً .. هل أغضبتك طريقتي في إبعاد الغضب؟!"
جاهدت لترد بصوت واثق لا يظهر فيه أثر اضطرابها الشديد بينما حافظت على مسافة بينهما
_"بالطبع لا (أمير) .. ممم .. طريقتك كانت فعالة أؤكد لك .. لقد تتطاير غضبي تماماً"
عاد يقرب المسافة بينهما و أصابعه تداعب خصلات شعرها بينما عيناه تتركزان على شفتيها ليهمس و هو يميل نحوها
_"إذن لماذا تبتعدين حبيبتي؟! .. اقتربي و دعيني أنسيكِ كل ما حدث مع ذلك الوغد"
همست بتوتر و هي تبعد وجهها قليلاً
_"(أمير) .. أنا لست .. نحن"
قاطعها و هو يمسك بوجهها بين كفيه و يثبته ليجبرها على مواجهته و هو يهمس بإغواء
_"حبيبتي .. ألا تثقين بي؟! ... ألم تشعري بي و لو قليلاً بعد كل هذا الوقت الذي مر على معرفتنا؟!"
و أمسك كفها ليضعه فوق قلبه و هو يتابع بعاطفة تمثيلية تُضعف أي فتاة في مكانها
_"اشعري به حبيبتي ... لقد فقدت قلبي المسكين منذ رأيتك أول مرة .. هل ترين كيف ينبض بقوة مع لمستك؟"
احمر وجهها بشدة و هي تستمع إليه و ابتلعت لعابها بصعوبة ... ذلك الشاب ليس سهلاً أبداً .. لا .. الأكثر دقة .. أنه خطير جداً و هي تلعب بالنار فعلاً في محاولتها استغلاله ، لكن ربما عليها أن تصمد لبعض الوقت حتى يساعدها في خطتها ... حسناً القليل من العبث لن يؤذي ، صحيح؟! ... عليها فقط أن تنتبه لموضع خطواتها منه .. رسمت ابتسامة أشد فتنة و ثقةً و هي تواجه نظراته و رفعت كفها تلامس خده باصبعها و هي تهمس برقة شديدة
_"أشعر به (أمير) و أثق بك جداً .. أكثر مما تتصور"
و قاطعته بسرعة و هي تراه يميل نحوها ليقبلها و هتفت
_"لكن .. أنا أفضل التروي قليلاً ... ممم .. لست أحب التسرع في العلاقات عزيزي .. فالعجلة تجلب الكثير من الندم .. ثم إنني .."
قطعت جملتها فجأة و عضت على شفتيها بتوتر مفتعل و هي تدور بعينيها في المكان المليء بالشباب قبل أن تهمس بمغزى
_"ثم إنني أفضل الخصوصية ... لا أحب أن يرى الجميع شيئاً يخصني أنا و من أحب"
لمعت عيناه بقوة قبل أن يقول و هو يغمز بعينه
_"أوافقكِ بشدة حبيبتي ... أنا أيضاً أفضل الخصوصية جداً لا تقلقي"
اقترب رفاقهما بعد لحظات بضحكاتهم العالية بعد أن توقفت الموسيقى التي كانوا يرقصون عليها و هتفت احداهن و هي تجلس قرب (ريناد)
_"غريب يا (رينا) .. لم ترقصي معنا كالعادة"
ابتسمت (ريناد) و هي تهز كتفيها ليرد عنها (أمير) و هو يقترب منها كأنما يعلن ملكيته لها أمام رفاقه
_"(رينا) كانت غاضبة قليلاً مما حدث .. لكنني تكفلت بغضبها ، أليس كذلك حبيبتي؟"
بادلته الابتسامة بينما رمقتهما الفتاة بنظرات ذات مغزى قبل أن توقفها على وجه (أمير) قائلة بتهكم
_"أوه .. الكل يعرف أن (أمير) يعرف جيداً كيف يبعد الغضب تماماً .. طرقك لها مفعول السحر عزيزي ، صحيح؟"
بادلها النظرات الغامضة قبل أن يبتسم دون أن يهتم بالرد بينما عاد البقية ليتابعوا أحاديثهم الجانبية ، لتنظر (ريناد) في ساعتها بقلق .. يجب أن تعود قبل أن تنتبه خالتها لغيابها .. انتبه (أمير) لنظرتها فالتفت نحو احدى الفتيات و هز رأسه بخُفية و هو يحرك عينيه نحو (ريناد) فابتسمت الفتاة و هزت رأسها في فهم قبل أن تهتف موجهة حديثها للجميع
_"الآن اصمتوا قليلاً لأخبركم بالمفاجأة التي تنتظركم نهاية الأسبوع"
التفتوا لها بانتباه للتابع بحماس
_"أنت مدعون جميعكم إلى الحفلة الكبيرة التي سأقيمها في منزلي نهاية الأسبوع"
تعالت أصواتهم الحماسية لتتابع هي
_"شششش .. اسمعوا للنهاية .. ستكون حفلة تنكرية يا شباب و سيكون هناك الكثير و الكثير من المفاجآت التي لا تتخيلوها"
مالت شفتا (أمير) بتهكم و هو يستمع لردود أفعالهم بينما عيناه تراقبان (ريناد) المبتسمة ببهوت قبل أن يقول
_"ستأتين أنتِ أيضاً (رينا) ، أليس كذلك؟"
ابتسمت و هي تقول بتردد
_"لا أعرف إن كنت سأتمكن من القدوم .. خالتي قد لا .."
قاطعتها الفتاة بضيق مفتعل و هي تهتف
_"لا تقولي هذا (رينا) .. أنا لن أقبل برفضكِ .. إن أردتِ يمكنني أن آتي و أستأذن خالتك بنفسي و أتوسلها حتى ... هي ستوافق عندما تعرف أن عائلتي ستكون موجودة معنا"
قالت بتساؤل
_"لكن عائلتك في الخارج ، صحيح؟"
ضحكت الفتاة و هي تلوح بكفها بلامبالة
_"و من سيعرف؟! ... صدقيني سأعرف كيف أقنعها بوجودهم حقاً"
هزت كتفها دون أن تحر جواباً فعادت الفتاة تقول بحماس بعد لحظة محاولةً إقناعها
_"آه .. و يمكنني أن أطلب منها أن تذهب (هاميس) برفقتك"
قطبت (ريناد) حاجبيها و هي تردد بتساؤل
_"(هاميس)؟!"
اختلست الفتاة نظرة خفية نحو (أمير) الذي كتم ابتسامته و تابع الحديث بحياد مفتعل فتابعت
_"أجل .. (هاميس) ابنة خالتك ، صحيح؟! ... أنا أعرفها من النادي و رأيتها في الجامعة من قبل كثيراً ... لقد سمعتها أيضاً عندما غنت في احدى المسرحيات التي أقامتها فرقة المسرح في الجامعة من قبل .. لديها صوت رائع و يمكنها لو توسلت لها أن تغني في الحفل ... ستكون إضافة رائعة و مثيرة لحفلتي"
زاد تقطيب حاجبيها و هي تستمع لها بانتباه و هي تكمل بتردد
_"ممم .. لكن .. ربما لن توافق و ربما لا توافق أن تحضر أصلاً .. هل ستسطيعين اقناعها أنتِ (رينا) من أجلي؟!"
_"لا أعرف إن كنت سأستطيع أن .."
قاطعتها بتوسل
_"أرجوكِ (رينا) من أجلي"
زفرت (ريناد) و هي لا تعرف بماذا تجيبها فتراجع (أمير) في مقعده و هو يتأملها قبل أن يقول بهدوء و تحدٍ خفي يتسلل لكلماته .. يعرف جيداً أنها ستلتقطه بكل سهولة
_"لا تضغطي على (رينا) كثيراً عزيزتي .. أخبرَتكِ أنها لن تستطيع أن تجعلها تحضر لحفلتك ... ثم (رينا) يمكنها أن تأتي بمفردها دون أي مشاكل .. لكن ما سمعته عن فتيات عائلة (هاشمي) أنهن لا يذهبن لمثل حفلاتنا هذه .. ممم .. هن أكثر تزمتاً كما يبدو"
و راقب بخبث الضيق على ملامح (ريناد) ليتابع رامياً طُعمه بكل مهارة
_"لا .. (رينا) لن تستطيع أن تقنعها بحضور الحفل لذا توقفي عن إلحاحكِ هذا و دعينا نركز على .."
قاطعه صوت (ريناد) الحانق و هي تقول رفضاً لذلك التحدي الخفي بين كلماته
_"من قال أنني لا أستطيع اقناعها ، هه؟!"
و لم تنتبه في غمرة ضيقها للمعة عينيه بينما كانت هي تلتفت للفتاة قائلة بتأكيد
_"اعملي حسابك إذن ... سآتي لحفلتك و ستكون معي (هاميس) أيضاً .. أعدكِ بهذا"
تأملها (أمير) بانتصار قبل أن يتراجع في مقعده و ابتسامة منتشية ترتسم على شفتيه باتساع بينما يسترخي في جلسته باستمتاع شديد و نشوة الصيد تتغلغل في عروقه بكل قوة ....
**********
تابعت (همسة) بعينين لامعتين و بحماس شديد الأرض التي تقترب بسرعة مع اقتراب هبوط الطائرة أخيراً إلى أرض المطار ... كانت خفقات قلبها تزداد حماساً مع كل لحظة تقترب فيها من هدفها .. أخيراً بعد كل هذه الأيام و بعد كل هذا الإنتظار و التوسل لـ(فهد) كثيراً و تهديده أيضاً مرات أخرى ليساعدها في خطتها تمكنت أخيراً من تحقيق هدفها و سافرت ... تتطلعت من نافذتها بحماس و هي تفكر ... أخيراً هي في وطنها من جديد و للمرة الثانية في أقل من سنة أيضاً .. تراجعت في مقعدها و حماسها يخفت ببطء .. حسناً .. و للأسف أيضاً للمرة الثانية دون معرفة عائلتها ... لكنها في المرتين كانت مضطرة ، صحيح؟! ... (عماد) لم يتفهم رغبتها أبداً و هي لا تستطيع أن تبوح له بالحقيقة وراء سفرها ... هي حتى لا تتفهم قلقه الشديد و رفضه الغير مبرر لسفرها لبلادها خصوصاً و أنها ستكون في حماية (فهد) ... تراجعت في مقعدها و هي تتنهد .. حسناً لقد انتهى الأمر و لم يعد هناك مجال للتراجع أو الندم .. هي هنا أخيراً لتنفذ ما يمليه عليها ضميرها و واجبها نحو أخويها و من قبلهما نحو (رهف) المسكينة و نحو تلك المسكينة الأخرى التي لا تعرف ماذا يُخطط من أجلها ... يجب أن تمنع تلك الكارثة الأخرى قبل وقوعها ... أجل ... ستستطيع فعلها .. هي لن تتأخر هذه المرة .. و وجود (فهد) معها سيجعلها تنجح في مهمتها هذه المرة حتماً .. عاد الحماس يتسلل إليها مع الصوت الذي تردد بهدوء في أرجاء الطائرة يهنيء الركاب بالوصول بسلام لوجهتهم ... ابتلعت لعابها و هي تحاول السيطرة على رجفة جسدها و قلبها و هي تشعر بالطائرة تلامس أرض المطار بينما ارتسمت على شفتيها ابتسامة سعيدة و هي تفكر أنها أخيراً بعد كل هذا الوقت ستراه من جديد .. فارسها ذو الدرع اللامع المستعد من أجلها دوماً .. ستراه أخيراً .. فهدها الحبيب ..
***************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-02-17, 11:22 PM   #635

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تم اعادة تنزيل الفصل الرابع و الثلاثين
إن شاء الله ينال إعجابكم و في إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-17, 11:06 PM   #636

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الله يعطيكى العافية على اعادة التنزيل
فصل طويل جميل
رندا وهشام ولعبة القطر والفار بينهما
متى تردك رندا انها تحب هشام
رويدا ستسافر لانقاذ عملها بعد تهديدات رجاء
يا ترى مين حبيبة سالم الغامضة؟
هل هى همسة ؟؟؟؟؟؟؟ ام واحدة غيرها ؟
همسة هل ستنجح فى مهمتها بمساعدة فهدها ؟
ريناد الغبية وقعت فى فخ امير وستستدرج هاميس معها
وامير سعيدة بقرب فوزه
يسلمو يا مايلو
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 22-02-17, 12:30 AM   #637

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
الله يعطيكى العافية على اعادة التنزيل
فصل طويل جميل
رندا وهشام ولعبة القطر والفار بينهما
متى تردك رندا انها تحب هشام
رويدا ستسافر لانقاذ عملها بعد تهديدات رجاء
يا ترى مين حبيبة سالم الغامضة؟
هل هى همسة ؟؟؟؟؟؟؟ ام واحدة غيرها ؟
همسة هل ستنجح فى مهمتها بمساعدة فهدها ؟
ريناد الغبية وقعت فى فخ امير وستستدرج هاميس معها
وامير سعيدة بقرب فوزه
يسلمو يا مايلو
وبانتظار القادم
مساء الورد يا قمر نورتيني
راندا العنيدة هل هتلجأ لجدها لإبعاد هشام كلياً عن طريقها ؟؟
رويدا ستضطر لتأجيل معركتها لبعض الوقت ... هل رجاء وراء تهديد عملها أم شخص آخر؟!
همسة ليست حبيبة سالم الغامضة ... هل فهد سيساعد همسة فعلاً في مهمتها رغم انها لمساعدة أعداءه في النهاية
ريناد ستحترق بالنار و للاسف قد تتأذى هاميس بسببها
إن شاء الله يعجبك الفصل القادم و تنوريني دايماً يا جميلة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-02-17, 09:21 AM   #638

ذهب
 
الصورة الرمزية ذهب

? العضوٌ??? » 63328
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 493
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » ذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond reputeذهب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

رويدا تتجاوز كل حد وتظن بأن ذلك من حقها مع إن سالم لم يعطيها ذلك الحق
لتحترق هي ورجاء بذات النار
متى ستظهر حبيبة سالم الغامضة ؟
همسة وفهد ثنائي جديد بشوق لاكتشافه وخاصة مهمة همسة السرية
ريناد أنا متعاطفة معها بصراحة فالذنب يتحمله أهلها وخالتها السيئة
أتمنى أن لا يحصل لها مكروه و أن تفيق مما هي فيه وقد يكون طارق سببًا لذلك
يكفينا رهف المنكوبة
شكرًا وبانتظار الفصل القادم ❤


ذهب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-17, 11:55 PM   #639

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذهب مشاهدة المشاركة
رويدا تتجاوز كل حد وتظن بأن ذلك من حقها مع إن سالم لم يعطيها ذلك الحق
لتحترق هي ورجاء بذات النار
متى ستظهر حبيبة سالم الغامضة ؟
همسة وفهد ثنائي جديد بشوق لاكتشافه وخاصة مهمة همسة السرية
ريناد أنا متعاطفة معها بصراحة فالذنب يتحمله أهلها وخالتها السيئة
أتمنى أن لا يحصل لها مكروه و أن تفيق مما هي فيه وقد يكون طارق سببًا لذلك
يكفينا رهف المنكوبة
شكرًا وبانتظار الفصل القادم ❤
مساء النور يا جميل نورتيني
رويدا ترفض الاعتراف بانتهاء علاقتها مع سالم و مصممة على استعادته
حبيبة سالم هل ستعود لحياته من جديد أم سيجد حباً جديداً ... سنعرف قريباً
همسة و فهد سنعرف أكثر عن علاقتهم مع الأحداث القادمة و هل سيساعدها في مهمتها رغم عداوته لعائلة رضوان و هاشمي
ريناد فعلاً ضحية لظروف و تربية أسرتها .. هل ستحصل على فرصة جديدة للعودة للطريق الصحيح؟؟
إن شاء الله الأحداث القادمة تنال إعجابك
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-02-17, 12:11 AM   #640

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس و الثلاثون
حاولت (همسة) التحكم في نفسها و هي تقف بملامح حاولت جاهدة ألا تُظهر الإثارة و الحماس الشديد اللذين يسريان في عروقها ، و لكن يبدو أنها فشلت بقوة فقد أثارت كما يبدو شكوك موظف المطار الواقف أمامها و الذي نظر لها بتدقيق رافعاً أحد حاجبيه فاحمر وجهها بشدة ، لكنها منحته أقصى نظراتها و ابتساماتها براءة ليعقد حاجبيه في شك أكبر ... منعت نفسها من الضحك بصعوبة و هي ترى التفتيش الدقيق الذي خضعت له بسبب عدم قدرتها على التحكم قليلاً في حماستها ، لكنها أخيراً ابتسمت لموظفي المطار بنعومة شديدة بعد أن انتهى تفتيشها بسلام .. التقطت حقيبتيها لترتدي احداهما على ظهرها و تجر الأخرى خلفها و تتابع خطواتها السريعة في المطار في اتجاه صالة الانتظار بحثاً عن (فهد) الذي أتى لإستقبالها ... دارت بعينيها اللامعتين في المكان و قلبها يخفق بقوة ترقباً لرؤيته في أي لحظة .. توقفت لحظة مكانها قبل أن تمد يدها لتنزع نظارتها عن وجهها و هي تقول
_"آسفة حبيبتي لكن سأتخلى عنكِ لبعض الوقت"
و تنهدت برقة و هي ترفع يدها تحل شعرها من الكعكة المتزمتة التي تعذبه بها و جعلته ينسدل فوق ظهرها بذيل حصان طويل و هي تكمل
_"ربما يتوقف ذلك العنيد عن نظرته الحمقاء و يدرك أنني لم أعد طفلته الصغيرة ذات الضفيرتين"
و هزت كتفيها و هي تعاود خطواتها و هي تشد حقيبتها خلفها بينما تكمل بيأس
_"لكن ماذا نفعل يا (همسة)؟! ... ذلك العنيد أعمى أو مصمم على التصرف كذلك ... لكنكِ أكثر عناداً منه ، صحيح؟!"
أكملت كلماتها بأمل و هي تضحك بخفة وازت خفة خطواتها و هي تسرع بحماس أكبر و عيناها تدوران في المكان حتى توقفتا على قامته الطويلة و ملامح وجهه الجادة كعادته ... تسمرت مكانها للحظات و خفق قلبها بقوة عندما التقت عيناها بعينيه اللتين لمعت خُضرتهما بابتسامة ارتسمت سريعاً على شفتيه عندما وقع بصره عليها ... تسارع نبضها عندما بدأ يخطو في اتجاهها بينما تحركت قدماها لاارادياً في اتجاهه لتتسارع خطواتهما ركضاً و هي تترك حقيبتها أرضاً و تندفع نحوه لتتعلق بعنقه بقوة لتلتف ذراعاه حولها تلقائياً و شعرت بقدماها ترتفعان عن الأرض بينما صوته القوي تردد في أذنها و هو يقول
_"على مهلكِ يا صغيرة .. كدتِ تسقطينني أرضاً"
ضحكت بقوة قبل أن تهتف بسعادة
_"اشتقت لك كثيراً (فهد)"
ربت على رأسها قبل أن ينزلها لتلامس قدماها الأرض من جديد و سمعته يقول بنبرة حانية لطالما اختصها بها وحدها
_"و أنا أيضاً صغيرتي ... حمداً لله على سلامتك"
و ربت على خدها بحنان سائلاً
_"كيف كانت رحلتك صغيرتي؟!"
هتفت بحماس و عيناها اللامعتان تجوبان ملامح وجهه باشتياق
_"رااائعة ... آآآآه لا أصدق .. أخيراً أنا هنا .. أخيراً فلعتها يا (فهد) هل تصدق هذا؟! .. و الشكر كله لك"
و اقتربت تحيط خصره بذراعيها الصغيرين و تضم نفسها إليه و هي تهتف بقوة
_"شكراً .. شكراً .. شكراً ... شكراً لك بحجم السماء"
هز رأسه و ربت على رأسها كطفلة صغيرة و هو يقول ضاحكاً
_"لا يمكنك تخيل كيف يمكن أن يكون إصرارك على شيء ما قاتلاً ... هل كنت أملك خياراً آخراً يا صغيرة؟"
ابتعدت عنه قليلاً و رفعت له وجهاً متجهماً و شفتين مزمومتين و قد ضايقها إصراره على معاملتها كطفلة و فتحت فمها تنوي الإعتراض لكن الكلمات توقفت في حلقها و هي ترى كيف ضاقت عيناه و هو ينظر لها بتدقيق ... احمر وجهها بشدة مع نظرة عينيه الغريبة و هما تجوبان ملامح وجهها و خصلاتها العسلية قبل أن تستقرا فوق عينيها الزيتونتين اللتين طالما أخفتهما خلف نظارتها الكبيرة .. ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تسمعه يهمس بينما ينظر في عينيها
_"مهلاً لحظة ... تبدين مختلفة .. ممم .. أنتِ تبدين .. تبدين آآ .."
أخذت نفساً عميقاً و لمعت عيناها بقوة و هي تهمس بلهفة
_"ماذا؟"
ابتسم مكملاً بسماجة
_"تبدين أطول بعض الشيء ، صحيح؟! ... هل اكتسبتِ بعض السنتيمترات خلال الشهور الماضية يا صغيرة؟!"
حدقت فيه بعينين متسعتين اختفت لمعتهما قبل أن تعقد حاجبيها بقهر و هي تراه يضع كفه تحت ذقنه مفكراً و هو يخفض بصره فوق سترتها الجينز و قميصها الأبيض الرقيق أسفل منها مروراً ببنطالها الجينز الذي أشهر رشاقتها قبل أن تتوقف عيناه فوق حذائها ذي الرقبة العالية بكعبه المرتفع ليهتف بانتصار
_"آه عرفت ... هذا هو السبب .. كان يجب أن أخمن"
ضيقت عينيها و هي تنظر له بتنمر قبل أن تقول ببرود
_"(فهد سليمان) ... هل أخبرك أحدهم من قبل أنك مستفز و لا تملك أي حسٍ للدعابة"
ابتسم لتسبقه هي الإجابة و هي ترفع كفها أمامه و تزفر بيأس
_"لا تزعج نفسك بالرد أنا أعرفه .. بالطبع .. و هل يجرؤ أحدهم على قولها في وجهك ؟! .. من سيجرؤ أصلاً على انتقاد (فهد سليمان) العظيم؟! .. لكن لا تغتر كثيراً ، أنا واثقة أن الكثيرين يرددون ذلك في داخلهم"
مط شفتيه و هو يهز كتفيه بلامبالة زادت من حنقها لتهتف و هي تضع كفيها حول خصرها
_"حسناً سيد (فهد) .. هل لديك انتقادات أخرى تخص مظهري تود أن تُدلي بها فخامتك؟!"
اكتفى بابتسامة هادئة و هو يتحرك مبتعداً بضع خطوات تحت ناظريها ليلتقط حقيبتها و يعود إليها قائلاً بهدوء
_"هيا يا صغيرة إلى المنزل .. لابد أنكِ متعبة كثيراً"
توقف لحظة أمام ملامحها المتجهمة قبل أن يتابع
_"أعتقد أنكِ تحتاجين لبعض الراحة قبل أن تبدأين مهمتكِ الجليلة أيتها المحققة الصغيرة .. أمامكِ أيام حافلة بالعمل مس (ويسبر) ، هل نذهب إذن؟!"
لم تستطع منع ابتسامتها و هي تسمعه يناديها بالاسم الذي يدللها به منذ صغرها .. أومأت برأسها و هي تتحرك لتسير بجانبه في صمت لخارج المطار حيث سيارته ... ما أن خطت إلى خارج المطار حتى رفعت رأسها للسماء و أغمضت عينيها و تنفست بعمق قبل أن تبتسم قائلة
_"و أخيراً عدت من جديد"
فتحت عينيها و نظرت له و هو يضع حقيبتها في سيارته قبل أن يقترب ليفتح باب المقعد الأمامي و يقول مبتسماً
_"مرحباً بكِ إذن من جديد يا صغيرة"
تحركت نحو الباب المفتوح و ابتسمت له بامتنان ليغلق الباب خلفها و يتحرك ليستقل مقعده خلف المقود ، لتسأله بفضول بعد أن انطلق بالسيارة
_"إذن (فهد) .. هل عرفت كل المعلومات التي طلبتها منك بخصوص تلك الفتاة (رهف) .. و (سامر) .. هل تراقب كل خطواته كما اتفقنا؟!"
صمت لحظة دون رد و هو يقود السيارة بهدوء قبل أن يلتفت لها قائلاً بجدية
_"لماذا لا نؤجل الحديث عن كل هذا حتى نصل و تحصلين على بعض الراحة صغيرتي؟!"
قطبت حاجبيها و هي تنظر نحوه في شك قبل أن تقول
_"(فهد) .. أنت لا تخطط لتشتيتي عن مهمتي هنا ، صحيح؟! .. أتمنى ألا يكون في نيتك أن .."
رماها بنظرة لائمة قبل أن يرد بصرامة
_"لم أكن لأوافق على مجيئكِ لهنا من البداية (همس) إن كنت أنوي اقصائك عن هدفك .. في الواقع .. لم يكن أمامي سوى الموافقة على مخططاتك المجنونة و اخفاء الأمر أيضاً عن (عماد) ، و إلا فأنا أعرف أنكِ كنتِ لتقومين بها من خلف ظهورنا كما فعلتِ سابقاً و لولا خروج الأمور عن سيطرتك تلك الليلة قبل شهور ، لما كنت عرفت أبداً بوجودك هنا ، صحيح؟"
احمر وجهها خجلاً و حرجاً من لهجة العتاب في صوته لتسمعه يكمل بعد لحظات بهدوء
_"أنا لا ألومك الآن (همس) ... أعرف كيف تشعرين بالمسؤلية نحو الجميع و لا يمكنك تحمل أن يكون بإمكانك منع الأذى عن أحدهم و لا تفعلين ... لا تقلقي صغيرتي .. ستعرفين كل التفاصيل عندما نصل للبيت و ترتاحين من السفر ... في النهاية كل شيء سيسير كما تريدين أيتها العنيدة"
أومأت بخفوت قبل أن تخفض رأسها تتأمل كفيها المتعانقين قبل أن تهمس في رجاء
_"أرجو هذا (فهد) .. أرجو أن يسير كل شيء على ما يرام هذه المرة .. أرجو أن أنجح هذه المرة و إلا لن أسامح نفسي أبداً"
و رفعت ناظريها تتأمل الطريق أمامها بشرود و هي تكمل داخلها
_"أبداً"
********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.