عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-17, 10:26 PM   #1

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي بئر الأمنيات قصة قصيرة بقلمي حنين أحمد


السلام عليكم يا اهل المنتدى
وحشتوني كتيييير جدا .. ياترى فاكرني وال نسيتوني🙈🙈
وحشني المنتدى والجو الجميل ال فيه بالتعليقات المميزة للعضوات والمشرفات
فحبيت اشارككم اليوم بقصة قصيرة كتبتها اسمها بئر الأمنيات وأتمنى تحوز إعجابكم وتشاركوني بآراءكم💜💜
أسيبكم مع القصة😍😍😍👇


بئر الأمنيات

مقدمة
تبعته كعادتها تتمسك بأذياله كما تقول والدتها وهي
تضحك وهو ينظر لها زافرا بحنق يريدها أن تبتعد
عنه فأصدقاؤه يسخرون منه بسببها وهي تنظر له بتوسل بريء
يليق بسنواتها الخمس ..
هي متعلقة به كثيرا فهو أقرب من لها بالعمر ويعاملها جيدا
طالما لا تتبعه ولكنها لا تستطيع فهي تحبه كثيرا وهو
المفضل لديها بين أولاد عمها جميعا..
رغم أن الجميع يدللها ولكنها تفضله هو,
تريده هو, وتتبعه هو!
التفت إليها بغضب وهو يهتف:"أثير لماذا تتبعيني؟
اذهبي لجدتك لقد مللت منكِ"
نظرت إليه بعينين تملأهما الدموع وشفتين مرتجفتين تعلنان
عن بدء بكاء ليزفر بحنق وهو يتركها ويذهب لأصدقائه
رغم أن سمع همستها الخافتة باسمه:"كريم!"
قبل أن تستدير بحزن وتعود من حيث أتت بعد أن تجاهلها
كريم وتركها تبكي غير مهتما كعادته .
***
"أثير لقد نضجتِ على أن تتبعيه بهذه الطريقة ابنتي,
لا يصح أن تتبعيه وهو مع أصدقائه الشباب"
"لا أتبعه جدتي بل فقط أريد أن أرى ماذا يفعلون"
صاحت أثير معترضة وهي تسمع التأنيب من جدتها والذي
تكرر كثيرا لتبتسم جدتها بتفهّم وهي تقترب منها تربت
على كتفها بحب قائلة:"أعلم أنكِ تحبينه أثير ولكن
لابد من مراعاة التقاليد ابنتي, خاصة أنكما لم تعودا
أطفالا لنتغاضى عن ذلك"
نظرت لها بمكر لتتابع:"بالطبع أنتِ لازلتِ طفلة فأنتِ
بالحادية عشرة فقط ولكنه أصبح شابا و..."
قاطعتها كما توقعت لتقول بثورة:"أنا لست طفلة جدتي,
لِمَ تتحدثين مثله؟ هو أيضا يراني طفلة"
ابتسمت جدتها وهي تقول ناصحة إياها:"بالطبع لابد أن
يراكِ طفلة وأنتِ تتمسكين بذيله هكذا وتتبعينه بكل
مكان فالفتاة الناضجة لا تفعل ذلك أبدا"
برقت عيناها بتفكير وهي تقول لجدتها:"إذا ماذا أفعل
جدتي حتى يراني ناضجة أخبريني؟"
تنهدت وهي تحرّك رأسها مفكرة .. لا فائدة حفيدتها تصر
على التعلق بابن عمها والذي لا يراها من الأساس ..
ورغم أنها تعلم أن الجد يخطط لأن يزوجها به إلا أنها
لا تريد لها هذه الزيجة أبدا.. فكيف تأمن ذاك العابث على
حفيدتها المفضلة؟!
"سأخبرك ولكن عديني أن تنفذي ما أقول"
"أعدك جدتي"
قالتها بلهفة لتضحك جدتها وهي تخبرها بما عليها فعله
وبداخلها تتمنى لو يُزَال حبه من قلب حفيدتها الصغيرة .
***
دلفت إلى غرفتها مصدومة مما سمعته!
كريم سيسافر ولا تعلم حتى موعدا لعودته!
ماذا تفعل؟ هل تذهب إليه تخبره بحبها له والذي
كتمته بقلبها طوال أربعة سنوات مستمعة لنصيحة جدتها
بالابتعاد عنه حتى يراها فتاة ناضجة فيفكر بها ويشتاق
إليها فيتقرب هو لها ويطاردها حتى تقع بحبه؟!
ولكن ذلك لم يحدث أبدا فهو لم يرها يوما!
بل رأى كل أنثى بالعالم سواها فما هو العيب بها لا تفهم!
هو حتى لم يعد يعاملها كأخت صغيرة كما عاملها دوما
بل أصبحت اللامبالاة هي عنوانه معها..
استلقت على الفراش وأجهشت بالبكاء وهي تشعر بالحيرة
والتخبط تريد أن تذهب لجدتها وتسألها العون ولكنها
تخجل, أجل أصبحت تخجل من مشاعرها له وهو يعاملها بتلك
الطريقة أمام الجميع, أصبحت تكره قلبها الذي تعلق به
طوال سنوات بانتظار نظرة واحدة منه ..
شعرت بمن يدلف إلى الغرفة فأغمضت عينيها وهي تتظاهر
النوم فبالتأكيد جدتها هي من جاءت لتطمئن عليها..
أرادت أن تنهض وتبكي بأحضانها علّها تخفف ألم قلبها
ولكنها ظلّت على حالها لتشعر بلمسات جدتها
الحانية وتنهيدتها الطويلة وهي تدعو أن يزيل الله حبه
من قلبها وأن تدرك حقا أنه لا يستحق حبها أبدا .
***
بعد سبع سنوات

"كريم سيعود بعد يومين"
جملة قيلت بشكل عابر من ابنة عمها الآخر لتشعر أن
روحها قد عادت إليها أخيرت فظهرت عليها السعادة دون
إرادة منها لينظر لها الجد بتمعّن وتزجرها جدتها بعينيها
لتبتسم بارتباك وهي تنهض متعلّلة بالقيام بشيء ما قد
نسيته لتدلف إلى غرفتها وتستلقي بسعادة
على الفراش وهي تفكر أنها منذ ودّعته وهي بالخامسة عشرة
من عمرها وهي تنتظر اليوم الذي سيعود به..
ظلت تدور بغرفتها وهي تقول لنفسها:"لابد أن أجهّز ما أرتديه
حتى أكون بأبهى حُلّة حين استقباله"
وقفت أمام خزانة الملابس وهي تفحص ما لديها..
هو لم يرها بأي شيء من هذه الملابس لذا أحدها ستفي
بالغرض بكل تأكيد ولكن أيّ منها؟!
قاطعها طرق على باب غرفتها لتسمع صوت ابنة عمها
الصغيرة تخبرها أنهم يحتاجونها بالمطبخ لتتذمر
قائلة:"ألا يوجد غيري بهذا المنزل؟"
خرجت من غرفتها وهي تشعر بالنزق لتمر على غرفة
المكتب الخاص بجدها وهي في طريقها للمطبخ لتتجمد
أمامها وهي تسمع اسمها يقال بالداخل..
"هذا هو الوقت المناسب لعقد القران الذي أجّلناه كثيرا,
كريم سيعود بعد يومين وباليوم الذي
يلي عودته سيكون عقد القران"
في البداية شعرت بالسعادة وهي تسمعه يربط عودة كريم
بعقد قرانها فهذا يعني أن كريم يطلبها للزواج وهي بكل
تأكيد موافقة وقبل أن تذهب وهي تشعر بالخجل من نفسها
لوقوفها تستمع لحديث جدها وجدتها سمعت صوت جدتها
المرتبك يرد على جدها:
"ولكن زكريا... أنا لم أخبر أثير بعد, ولابد أن..."
قاطعها الجد بصرامة:"الخطأ منكِ هادية, لماذا لم تخبريها
حتى اليوم؟ لقد أخبرتك منذ فترة.. ولكن هذا لن يؤثر
بشيء فأين ستجد أفضل من شهاب زوجا لها؟"
سارعت هادية للموافقة:"بالتأكيد حبيبي لا يوجد أفضل من
شهاب فهو نِعْمَ الرجل ولن نجد مثله بالعالم أجمع, حسنا
سأخبرها بعرض الزواج و...."
قاطعها الجد للمرة الثانية بصرامة:"بل ستخبرينها أن
تجهّز نفسها لعقد القران بعد ثلاثة أيام
والزفاف بنهاية الأسبوع وتأخذينها للسوق وتشتري لها كل ما
يلزم, إنه عرس آل الحديدي وليس هذا فقط بل بكريّ آل
الحديدي ولابد أن يكون أفضل من أي عرس آخر"
أومأت هادية بموافقة وهي تدعو ألا تخذلها حفيدتها فهي
تعلم أنها لازالت متعلقة بكريم رغم كل تلك السنوات .
لم تستطع أن تواجه أي أحد بعد ما سمعته فعادت إلى غرفتها
دون أن تلاحظ العينين اللتين تتبعانها بألم وهو يلوم
جده على تلك الزيجة التي ستتسبب بابتعادها عنه
أكثر من تقريبها..
فهو يفضل أن تكون زوجة شقيقه وتُكِن له مَعَزّة خاصة
على أن تصبح زوجته وهي تكرهه وتراه السبب في الفراق
بينها وبين من تحب .
دلفت إلى غرفتها وهي تشعر بالانهيار .. تحب رجل وتتزوج
بشقيقه فكيف يحدث هذا؟ لقد ظنته فقط بالروايات
ولكن يبدو أن الواقع أشد مرارة من الروايات ..
سترفض.. أجل لابد أن ترفض ولكن كيف سترفض أمرا
لجدها حتى ولو كان يتعلق بحياتها؟!
جدها الحبيب وجدتها الحنونة اللذين قاما بتربيتها بعد وفاة
والديها, بل كانا يدللانها أكثر من أي فتاة أخرى بالعائلة
فهل تقابل كل ذلك بأن ترفض وتخذلهما؟!
ظلت بغرفتها تتظاهر بالنوم بكل مرة يدلف أحدهم ليراها
حتى حلّ الليل فتسللت إلى حديقة القصر لتذهب إلى
البقعة المفضلة إليها والتي لا يعلم عنها أحد شيئا سوى
جدتها على حد علمها..
جلست بجانب البئر الذي حكت لها عنه جدتها والمسمى بئر
الأمنيات وهي تتذكر ما أخبرتها به جدتها وهي طفلة..
"ما هذا جدتي؟ إن شكله مخيف!"
ضحكت جدتها وهي تقول:"إنه بئر الأمنيات أثير وهو ليس
مخيفا على الإطلاق بل على العكس تماما ولكنه فقط
أُهمِلَ ولم يعد أحد يعتني به كما في السابق"
"لا أفهم وما هو بئر الأمنيات؟!"
سألتها أثير لتجيبها الجدة:"هو بئر وُجِدَ بحديقة القصر
عندما قام جدك الأكبر بشرائه وترميمه ليصبح ما هو
عليه الآن وقد أخبره الرجل وقتها أنه بئر يحقق الأماني"
برقت عيناها بانبهار وهي تقول:"وكيف يحدث ذلك
جدتي؟"
"حسنا يقولون أننا نكتب أمنيتنا بورقة صغيرة ونلقيها بالبئر
ولا نتفقدها إلا بعد يوم كامل فإذا اختفت فهذا يعني أن
الأمنية ستتحقق وإذا لم تختفِ فهذا يعني أنها لن تتحقق"
عادت من الماضي وهي تنظر للبئر وتفكر هل ذلك يحدث
حقا أم أنها محض حكاية أسطورية لجذب الأطفال؟!
نظرت إلى مفكرتها التي لا تفارقها وهي تهمس:
"لِمَ لا؟" ثم كتبت بها أمنيتها الأثيرة على قلبها لتقطعها
وتطبقها كما أخبرتها الجدة وتلقيها في البئر وهي
تتمنى لو يحقق لها أمنيتها حقا .
بعد يومين
تنظر إلى زوجة عمها والفرحة التي تنطق بها ملامحها
لعودة ابنها الصغير بعد سبع سنوات لم يحضر بهم ولا
مرة واحدة ليراها ورغم ذلك لم يلمه أحد فهي دراسته
وها هو يعود بالدكتوراة كما تمنوا دائما..
تكبح زمام فرحتها حتى لا يلاحظها أحدهم وهي تنتظر
أن تسمع صوت السيارة التي ذهبت لتقابل كريم بالمطار
فعمها وولده البكري شهاب ذهبا منذ الصباح ليحضرا
كريم ولم يعودا بعد..
أغمضت عينيها بشوق وهي تتخيله هل تغيّر؟! هل ازداد
وسامة على وسامته التي أدارت رءوس الفتيات بحيّها؟!
وقبل أن تشرد أكثر سمعت الأصوات العالية فانتفضت وهي
تسمع صوته وهو يصافح أفراد العائلة ففتحت عينيها بشوق
وهي تنظر له لتجده يومئ لها محيّيا بلامبالاة كسرت قلبها
الذي يتوق للمحة اهتمام واحدة منه..
كبحت دموعها وهي تنهض متسللة إلى غرفتها حتى تتمالك
خيبة أملها وهي تهتف موبخة نفسها:"وماذا تخيلتِ أثير؟
هي سيضمك مثلا أمام الجميع؟ أم يقبلك على وجنتيك
هو لم يفعلها وأنتِ صغيرة فهل سيفعلها الآن؟"
ظلّت بغرفتها باقي اليوم ويبدو أن الجميع علّل ذلك بخجلها
فعقد قرانها باليوم التالي وبالتأكيد هي تشعر بالخجل أن
تظل أمام عريسها طوال الوقت..
وبجوف الليل نهضت عازمة على أمر ما فهي ستذهب
إلى شهاب وتعترف له أنها لا تحبه بل تحب كريم شقيقه
وبالتأكيد شهاب الذي تعرفه لن يوافق على الزواج منها
وهو يعلم بمشاعره لشقيقه بل سيقف أمام الجميع ويرفض
بل وربما يساعدها بالزاوج من كريم أيضا..
ارتدت مئزرها فوق ثوب النوم وتسللت إلى غرفة شهاب فطالما
كانت غرفته مأوى لها عندما تُغضِب أحدهم أو تشعر
بالخوف من شيء ما..
القصر هادئ والجميع يغط بالنوم فتسللت بهدوء حتى دلفت
لغرفته لتجدها غارقة بالظلام ..
سارت بهدوء حتى وصلت إلى فراشه لتجده فارغا!
شعرت بالحيرة وقبل أن تستدير لتغادر وهي تشعر بالحزن
وجدت الضوء يسطع بالغرفة ليصدح صوت شهاب المندهش
من وجودها بغرفته بهذه الساعة المتأخرة من الليل..
"أثير!! ماذا تفعلين هنا؟ هل هناك شيء؟!"
انتفضت بخوف قبل أن تطمئن عندما رأته فاقتربت منه وهي
تفرك يديها بارتباك فالأمر كان بسيطها عندما فكرت
به فلماذا أصبح مستحيلا عندما أرادت القيام به؟!
وقفت أمامه تشعر بالارتباك قبل أن تقول:
"شهاب, أريد أن أخبرك شيئا"
نظر لها بحنو وهو يمسك بكفها ويقودها نحو الفراش وهو
يقول:"كلّي آذان صاغية صغيرتي"

فكرت حسنا كيف سأتزوج رجل يناديني صغيرتي؟!
أغمضت عينيها وهي تأخذ نفسها عميقا وهي تقول:
"أنا لا أريد الزواج بك فأنا أحب شخصا آخر"
تجمدت حواسه كلها وهو يسمعها تنطق بالحقيقة التي
يعلمها جيدا ورغم علمه بها ولكنها منها مؤلمة لقلبه
العاشق بقوة..
وقبل أن يتحدث تابعت سريعا قبل أن تفقد شجاعتها
بالاعتراف:"أرجوك لا تغضب مني فقط أنا أحبه منذ سنوات
ولم أفكر بك قط سوى كأخ لي, كما أنني لا أستطيع
الزواج بك وأنا أحب شقيقك"
قبض يديه بقوة وهو يخفيهما عنها ويجمد ملامحه على
الهدوء حتى لا تشعر بالنار التي تلتهمه دون رحمة من
الداخل, سماعها تعترف بحب شقيقه جعله يتمنى لو مات قبل
أن تخبره بكل بساطة أنه لا يمثل لها شيئا سوى أخ!
أومأ برأسه متفهما وهو يحاول أن يخرج صوته
ليطمئنها أنه سيفعل ما بوسعه حتى يحقق لها ما تريده
"حسنا صغيرتي سأفعل ما يلزم اذهبي للنوم واطمئني,
كل شيء سيكون كما تريدين أنتِ"
ابتسمت له بفرح وهي تقفز لتحيط عنقه بذراعيها وتقبله
على وجنتيه بعفوية وهي تهتف:"شكرا لك شهاب أعلم
أنك لن تخذلني أبدا"
خرجت من الغرفة ولم تلاحظ قلبه الذي تحطم لشظايا
وكيانه الذي انقلب رأسها على عَقِب جرّاء قبلتها البريئة!
ولم تلاحظ أيضا العينين اللتين برقتا بقسوة وحقد وهما
تتبعانها تخرج من غرفة شهاب وتصعد الدرج ويبدو عليها
السعادة وراحة البال.
***
"ماذا تعني أنه ليس بغرفته؟! إلى أين ذهب وعقد قرانه
بعد ساعتين؟!"
قالها الجد (زكريا) بغضب عارم وهو يوجّه
حديثه لابنه وقبل أن يجيبه بما لا يعرفه كان كريم ينزل
الدرج وهو يقول:"لقد ذهب شهاب بلا عودة جدّي"
نظر له الجميع بذهول ليمد يده بالرسالة التي وجدها بغرفة
أخيه عندما ذهب لاستدعائه كما أمر الجد..
التقط الرسالة منه ليقرأ:"مرحبا جدّي..
أعتذر عمّا فعلته ولكن لم يكن بيدي شيء سواه فلا أحد
استمع لاعتراضي عندما رفضت هذا الزواج.. أنا لا أريد الزواج
من أثير فهي بمثابة أختي الصغيرة ولن أراها سوى ذلك أبدا
كما أن من حقي اختيار شريكة حياتي وليس من حق أحد
أن يفرض عليّ زوجة خاصة أنها لا تناسبني أبدا..
لقد ذهبت وأنا أعلم أنه لن يكون مُرَحّبَا بي بالقصر بعد
ذلك كما لن يكون مُرَحّبَا بزوجتي أيضا.. أجل هناك امرأة
أحبها وتناسبني وسأتزوج بها..
أعتذر جدي لعصياني أمرك ولكني لم أستطع أن أعصي
أمر قلبي العاشق لذا أنا آسف"
انتهى زكريا من قراءة الرسالة ليغمض عينيه بقوة وهو
يعلم أنه كاذب ولكنه لا يستطيع التصريح بذلك ولا
يستطيع أيضا أن يعيده إلى القصر بعد ما فعله ..
ربما في المستقبل قد يفعل ولكن اليوم وبهذه اللحظة لابد
أن يُظهِر غضبه عليه حتى لا يشك أحدهم بشيء..
ورغم شعوره بالحزن على حفيده البكريّ العاشق حتى
النخاع ولكنه كبح كل ذلك وتظاهر بالغضب وهو يهتف:
"من اليوم لا أريد لاسمه أن يُذكَر بهذا المنزل..
أما عن الزفاف فكريم سيحل محل شقيقه"
ثم نظر لكريم الذي لم تعبّر ملامحه عمّا يجول بداخله
وهو يقول:"أم أنك ستعصي أوامري أيضا مثل شقيقك؟"
"كلا بالطبع جدي أوامرك سيف على رقبتي وما تريده
سيُنفّذ"
أومأ برأسه ليقول:"هيا فليستدعِ أحدكم الشيخ حتى
نعقد القران فلا داعٍ للانتظار أكثر"
ثم نظر إلى كريم وهو يقول:"تَوَلّ أنت أمر الدعوات لتغيير
الاسم بها ولحسن الحظ لم يتم توزيعها حتى الآن"
***
لم تصدق ما سمعته!
هل حقا ستتزوج كريم؟!
برقت عيناها بفرح وهي لا تفهم ماذا حدث؟!
هل أثّر كلامها بشهاب لهذا الحد؟! ولكنه آذى نفسه وهي لم
تكن تريد ذلك أبدا.. حسنا ستتحدث مع جدها من أجله
فيما بعد فهو لا يستحق أن يُنبَذ من العائلة بسببها..
ولتركز الآن على سعادتها بزواجها من كريم .. هل تحققت
أمنيتها أخيرا؟!
أمنيتها!! تذكرت البئر فانطلقت متسللة إلى هناك وهي
تقول:"لا أصدق هل هو حقيقة؟ هل حقق أمنيتي حقا؟!"
نظرت بالبئر فلم ترَ ورقتها فابتسمت بسعادة وهي تقول:
"آه يا بئري العزيز لقد حققت أغلى أمنية لي
وأنا أشكرك كثيرا على السعادة التي منحتني إياها بالزواج
من حبيبي كريم"
***
يوم الزفاف
لازالت لا تصدق ما حدث! لقد أصبحت زوجة ل كريم
الحديدي ابن العم الذي تمنته طويلا ..
وها هي تنتظره بالشقة التي زُفّت إليها بعد انتهاء حفل الزفاف
قادتها جدتها للغرفة وهي تنظر لها بسعادة فها هي أمنية
حفيدتها الأثيرة لديها تحققت ولكن الحزن يلقي بظلاله
عليهم من أجل شهاب..
تنهدت لتنظر لها أثير بحب وهي تقول:"لا تقلقي جدتي,
سأتحدث مع جدي من أجل شهاب بعد وقت مناسب وسأقنعه
فأنتِ تعلمين أن جدي لا يرفض لي طلبا"
ابتسمت لها بحب وهي تقول:"أجل مدللة جدك أنتِ أثير"
لتكمل بداخلها بحزن:"كما كان شهاب مدلله"
تركتها تستعد وخرجت فأبدلت ملابسها بأحد الأثواب التي
ابتاعتها لها جدتها وهي تشعر بالخجل يجتاحها بجانب الترقب
والشوق لحبيبها الوحيد..
دلف إلى الغرفة بعد أن اغتسل وأبدل ملابسه ليجدها بانتظاره
لتنهض حالما رأته وقلبها ينبض بجنون ..
اقترب منها فنظرت إليه بحب وهي تنتظر اقترابه بشوق
وأنفاسها تتلاحق حتى وقف أمامها ينظر إليها بطريقة
غريبة لكنها لم تفهم نظراته فتخيلت أنها شوق أيضا أو
ربما.... وقبل أن تسترسل بتفكيرها وجدته يمسك
شعرها بقوة وهو يجذبها للفراش ويلقيها على عليه مثبتا
إياها بجسده وهو يقول بتهكم لم تلاحظه:
"تحقق حلمك يا ابنة العم أليس كذلك؟ حلمتِ طويلا
أن تكوني زوجتي وأخيرا بعد كل تلك السنوات التي
انتظرتيني فيها تحقق لكِ ذلك, ولكن السؤال هنا..
هل سيكون الواقع بجمال حلمك أم سيتحول
إلى كابوس مرعب؟"
يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 06-11-17 الساعة 11:13 PM
hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس