عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-20, 07:25 PM   #7

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع

((يُحكَى أن أكثرهم حماقة أكثرهم هروبا
من قلبه وأكثرهم غباءا أكثرهم كسرا لقلب
حبيبته))
جالسة بمكانها المعتاد على سطح الباخرة
تقرأ روايتها كما اعتادت تبتسم حين يمر
عليها موقف عاطفي بين البطل والبطلة,
تبكي حين يغضب البطل البطلة, تخجل حين
يغازلها وكأن الغزل موجّه لها هي!
تنهيدة حارة خرجت منها وهي تفكر.. لِمَ لم
تُخلَق شخصية برواية؟!

يتعذب من أجلها أحدهم حتى يحصل عليها،
يعشقها أحدهم بقوة ويغير عليها بجنون
يالله كم كانت ستكون سعيدة وقتها!
انتفض قلبها بجنون وهي تجد البطل يجادل
البطلة التي تكاد تشد شعرها غيظا منه
لتشعر بالغيظ بدورها وهي تصيح فجأة:
(لا تجادلها أيها الأحمق اصمت وقبّلها)
انتفض الجالس على مقربة منها يرمقها بريبة
قبل أن تحتد نظراته عندما لاحظ النظرات
التي تحدّق بها بعد جملتها الحمقاء ليزم
شفتيه بقوة ناهضا من مكانه متجها لها يهتف
بحدة:
"عاجبك يعني منظرك ده؟"

رمقته بعدم فهم ليتابع:"الناس كلها قاعده
تبص عليكي يا هانم وانتي فرحانه بنفسك
كده.. بدام انتي مابتمسكيش نفسك ابقى
اقري الحاجات الهايفه دي في اوضتك"
اشتعلت عيناها بقوة وهي تنهض مواجهة إياه
هاتفة بحدة:"وانت مالك اصلا؟ انا حرة اقرا
هنا ماقراش.. تكونش وصي عليا وانا مش
واخدة بالي"
" رتيل.. اتلمّي وبلاش طولة لسانك دي.. انتي
معايا هنا ومسؤولة مني فاللي هقوله تنفّذيه من
غير جدال "
رمقته بنظرة قاتلة قبل أن تغادره دون أن ترد عليه ليلكم السور خلفه بغيظ ليصله صوت
أنس:
"بدام تحب بتنكر ليه ده اللي يحب يبان في
عنيه"
" رايق اوي حضرتك.. ايه الجواز بقى حلو؟"
قالها بغيظ ليجيبه الآخر مغمضا عينيه ممعنا
في غيظه:" هييييح احلى جواز ده انا صحتي
جت عليه, عقبالك يا اللي في بالي"
"بقولك ايه انا مش ناقصك مش كفايه امي
عليا"
هتف حازم بنزق ليقول أنس ضاحكا:
"يعني عايز تدخلّها بمزّة في ايدك هتفكر
ازاي؟ لازم طبعا ترسم وتحط الخطط
والصراحة عندها حق انت مستني يبقى
عندك كام سنة عشان تتجوز؟

مش آن الأوان بقى ننسى التجربة الأولى
ونفكر ف مستقبلنا"
"اه انت واضح ان امي موصياك عليا يا أنس..
انا بقى مش عايز اتجوز ومش هتجوز"
قالها حازم بحدة وهو يتحرك مغادرا ليتجمد
حالما وصله رد صديقه أنس:
"وأما انت مش عايز تتجوز امّال معلّق البنت
معاك ليه؟ ليه مهتم بيها ومركّز معاها
كده؟ سيبها بقى تشوف نصيبها بعيد عنك
حرام ال بتعمله فيها" .
*****
كانت البداية قبلة لتنقلب ليلتها رأسا على
عقب!
لم تفهم ماذا حدث كانت مذهولة من كم
المشاعر التي اجتاحتها مع عناقه ليتلاشى
العالم كله من حولها وهي تبادله مشاعره
حتى وصلت لنقطة اللاعودة.
انتهى الاجتياح لترمقه ذاهلة مما حدث قبل أن
تجهش ببكاء حار جعله ينهض هاربا من
مواجهتها قبل أن يقول شيئا جارحا.
انتهى من اغتساله ليترك الغرفة بأكملها
متجها لعمله, فالعمل فقط من يستطيع شغل
أفكاره عما حدث, هو لم يرد التورط معها
بمشاعره أبدا فماذا حدث له؟!
ما الذي أوصله لهذا اللقاء الجارف؟!
هل هو ملمس شفتيها بمذاقها اللذيذ والذي
لم يستطع
مقاومته أو الابتعاد عنه؟!
أم رائحتها الشبيهة برائحة الأطفال!
ليكتشف فيما بعد أنها تستخدم غسول
الأطفال..
أغمض عينيه بقوة لا يستطيع التركيز فيما
يفعله حتى عمله ومتعته الوحيدة سلبته إياها
تلك الفأرة ليهتف صوت بداخله..
(ألا تزال فأرة غتوان؟)
ليحرّك رأسه رافضا وهو متجها خارج المطبخ
وابتسامة عابثة ترتسم على شفتيه وهو يهمس
داخله:"شو حلوه هل الفأرة!"
وفجأة اصطدم بفتاة كانت تركض ولا يفهم
ما الذي جاء بها للمطبخ!
****
(خائنة!)
هتف صوت بداخلها لتحرّك رأسها برفض وهي
تهمس:"لا, لا.. هو جوزي"
(وهل نسيتِ حسام؟ هل احتلّ غتوان قلبك
واجتاح جسدك واشما إياكِ به؟ كيف
استجبتِ له؟ كيف نسيتِ حسام؟ من انتشلكِ
من الجحيم الذي عشتِ فيه طوال حياتك؟)
صرخت بقوة وهي تحرّك رأسها رفضا لما
يصدح داخلها.. هي لم تنسَ حسام, بل لن
تنساه أبدا.. هو بداخلها بركن خفي سيظل
دوما, هو الحب الأول, هو الأمان والحنان الذي
احتوى ضعفها ورقتها وساندها بأكثر اللحظات
سوءا.
لتصدم بجملة كانت ترددها دوما مؤمنة بكل
حرف كُتِبَ بها ترتسم أمام عينيها
,,لا نهايات للحب فالحب الذي ينتهي لم يكن
حبا من الأساس,,
****
"انا لسه شايفة ان وجود جويرية هنا على
الباخرة وهم لسه في شهر العسل مش في صالح
علاقة عمرو وتاج, هم لسه ماتعرفوش على
مشاعرهم تجاه بعض, وانت عارف ان الاتنين
اعند من بعض"
قالت منال بهدوء ليجيبها عصام:
"عارف يا منال ان الاتنين مخهم متربس لكن
دي الوسيلة الوحيدة انهم يصارحوا بعض
مشاعرهم, وجود جويرية قدّام عمرو بعد ما
اتجوز تاج هيوضّح له ان كل ال كان بيحس
بيه مش حب ابدا لكن مجرد اعجاب لواحدة
كويسة او حلوة وخلاص"
"حلوة ايه انت كمان؟ دي تاج ضافرها برقبتها"
هتفت لاوية فمها ليضحك عاليا وهو يقول:
"يا حلاوتك وانتي بتدافعي عن صاحبتك يا
منّول, طب وانا ايه مش هينوبني من الحب
جانب؟"
"احنا في ايه وال في ايه يا عصام؟"
قالتها بنزق مصطنع ليمتعض قائلا:
"هو عشان نصلح حياة عمرو نخرب حياتنا
احنا؟"
لتضحك بمكر وهي تقترب منه قائلة برقة:
"لا ازاي يا قلب منال؟ انا كلي ملكك وعمرو
وتاج يستنوا لما نشوف حياتنا احنا الاول"
لتنفرج أساريره وهو يضمها له هامسا:
"أيوه كده مش تقوليلي عمرو ومش عارف ايه"
ليصدح صوت بكاء طفلتهما منى عاليا ليزفر
بحنق وهو يبتعد عنها قائلا:
"انا بقول اروح اشوف عمرو احسن دي باينها
ليله كحلي".
*******

"تاج"
فتحت عينيها إثر همسة خافتة لتقابلها عينا
عمرو
"صباح الفل على عيون الحلوين"
همس بها بابتسامة لتتورد وهي تقول:
"صباح الخير"
"أحلى صباح ده وال ايه؟"
ابتسمت له بخِفر ليجذب يدها قائلا:
"طب ياللا ايه هنقضّيها نوم؟ صحيح انا
معنديش مانع ابدا بس..."
قاطعته وهي تنهض سريعا قائلة:
"لا انا قايمه اهو"
ضحك عاليا وهو يقول:"جبانه"
ابتسمت حالما دخلت الحمام وهي لا تصدق ان
هذا هو عمرو الذي لم تطقه يوما..
لوت شفتيها وهي تفكر.. بل أحببتيه طوال
حياتك ولم يثير حنقك منه إلا تجاهله لكِ
تاج.
نفضت الأفكار السلبية من رأسها وهي تغتسل
مفكرة أنه تغيّر في التعامل معها بطريقة
رائعة يشاكسها ويغمرها بحبه دون النطق
بكلمة حب واحدة!
عضّت شفتيها تتظاهر باللامبالاة وهي تتمتم:
"مش مهم الكلام, المهم الفعل صح؟"
****
"واخيرا لقطتك لوحدك"
قالها معاذ بتنهيدة راحة جعلتها تضحك عاليا
ليصر على أسنانه قائلا:"يخربيت ضحتك
فضيحة, اعمليها سايلنت وانتي بره البيت لو
سمحتي"
"بقى كده يا معاذ مش عاجبك ضحكتي
دلوقتي؟"
قالتها دارين بحزن مصطنع ليهرع بالإجابة:
"ماهي لو مش عاجباني مكنتش ابقى عايز
ابوسك كل ما تضحكي"
شهقت بخجل ليضحك عاليا وهو يقول:
"وبعدين انتي ليه محسساني اننا بقالنا 10 سنين
متجوزين؟ ده احنا لسه ماكتبناش الكتاب
والواحد قاعد بيحقد على الواد شامل لما
هيولع قريب"
ضحكت مرة أخرى لتشتعل عيناه ببريق
جعلتها تكتم ضحكتها على الفور وهي
تتراجع للخلف ليمسك بيدها بعفوية وهو
يقول:"انتي رايحه فين يا دراين الله يهديكي
انا ماصدقت الاقيكي لوحدك يا شيخة"
"معاذ ايدي؟"
قالتها بخجل ليعبس بغير فهم وهو يقول:
"مالها؟ بتوجعك؟"
"سيب ايدي"
قالتها بحزم لينتبه أنه ممسكا بيدها فيرفع
يده عاليا وهو يقول:
"سماح يا باشا مخدتش بالي والله"
رمقته بغموض وهي تقول:"اه متعود يعني
تمسك في ايد البنات؟"
فتح عينيه بصدمة قبل أن يضحك عاليا وهو
يقول:"ايد البنات؟ اللي يسمعك يقول اني
مقطّع السمكة وديلها, لا ياقلبي قصدت اني
بتصرف معاكي بعفويه زي شامل بالضبط"
اتسعت عيناها لينتبه لما قاله ليرتبك قائلا:
"لا أقصد يعني انك انتي وشامل عندي في
نفس المرتبة"
"نعم؟"
قالتها بذهول ليزداد ارتباكه وهو يقول:
"يا دي النيلة مش لازم تعرفي قصدي على
فكرة المهم بقى الجميل بيغير عليا وال ايه؟"
****
واقفان على سطح الباخرة يضحكان على شي
قاله عصام الذي انضمّ لهما مع منال زوجته
فيما بعد يلعب الطفلان في منطقة اللعب تحت
إشراف أناس ثقة.
"مش ممكن بطني وجعتني من الضحك والله
كفايه بقى يا عصام"
قالتها تاج وهي تضحك بقوة لتدعمها منال:
"عصام وعمرو لما بيجتمعوا بيبقوا مشكله
مش بنقدر نبطّل ضحك"
قال عصام وهو يعدّل ياقة وهمية:"طبعا دمي
خفيف لكن عمرو يعني اهو بيحاول"
لوى عمرو شفتيه وهو يقول:
"دمك ايه؟ يا عم روح ده لولا اني بجاريك
وبقول قفشات كان زمانهم ماتوا من الملل"
همّ بالحديث ليتوقف بصره على نقطة قريبة
منهم.. نظر إلى منال بتوتر قبل أن يجذبها
متعللا بالقلق على الأطفال ثم يتركاهما
بمفردهما.
"وأخيرا لوحدنا بقى"
قالها عمرو بمشاكسة فتضحك بنعومة وهي
تقول:"لوحدنا ايه بس؟ دي الباخرة كلها
جنبنا"
"المهم الواد عصام الثقيل ده اخد مراته ومشي
المفروض يراعوا اننا في شهر العسل ويحلّوا
عننا شويه"
غمزها قائلا:"ماتيجي نيجي"
ضحكت بخجل وهي تشيح بوجهها متظاهرة
بعدم الفهم قبل أن تتجمد كليا حالما رأت من
تقف على مقربة منهما!
"عمرو.."
همسة خافتة باسمه جعلته يتجمد مكانه
بعدم تصديق وهو يلتفت هامسا:"جويرية"
لترمقه الواقفة أمامه بابتسامة ساخرة تخفي
بين طياتها الكثير من الحزن والألم..
لقد نسيها تماما ما إن ظهر الحب القديم, سخرت
من نفسها وهي تتساءل هل هو الحب القديم
حقا؟
هل نسي عمرو مشاعره تجاه جويرية حقا؟

هل تخيّلت أنه يحبها فقط لأنه يعاملها برقة
وأنه لم يتخلَّ عن حقوقه الطبيعية كزوج؟!
أفيقي تاج فقد عادت الأميرة للظهور وها قد
هرع لها الأمير تاركا الضفدعة القبيحة خلفه
تنعي حبا لن يكون لها ابدا.
لم تحتمل الموقف.. نظراته المشتاقة لها,
ابتسامته الساحرة وهو يلتفت لها بكيانه كله
ناسيا من كان يتغزّل بها منذ لحظات,
ناسيا زوجته.. هي!
لم تحتمل ما يحدث أمامها حتى وهي تعلم أن
جويرية لا تبادله مشاعره وأنها غارقة بحب
زوجها فانسحبت بهدوء دون أدنى صوت ودموعها
تنهمر على وجنتيها تحاول كتم شهقاتها
وهي تركض وتركض لا تعلم حتى ما وجهتها
أو ما نهاية الطريق الذي تركض فيه!
فقط تريد الابتعاد عن الجميع والذهاب إلى
مكان هادئ تلعق به جراحها, مكان لا يوجد
به أحد حتى تشحن قوتها من جديد وتعود تاج
القوية التي نسيتها في غمرة مشاعرها المتلهفة
للحب وليس أي حب بل حب عمرو فقط!
لم تنتبه إلى وصولها أمام مطبخ الباخرة بغمرة
هروبها وركضها المتهور لتصطدم بقوة بشخص
ما.. فشهقت بصدمة وهي ترفع بصرها له تتمتم
بتلعثم:"أنا آسفة, آسفة اوي كنت بجري
ومخدتش بالي و..."
قاطع تلعثمها بهدوء:"إنتي منيحة؟!"
رمقته بحيرة هل هي بخير حقا؟!
لا تعلم.. فقط فلتبتعد عن الجميع وربما وقتها
ستكون بخير..
لقد أخطأت بالموافقة على الزواج بعمرو وهي
تحمل له المشاعر عالمة أن قلبه ليس ملكه
ولن يكون لها أبدا.
والسؤال هنا كيف ستصحح هذا الخطأ وهي
بعرض البحر؟!
"سؤالي بدّه كل هيدا الوقت لتردي عليّ؟!"
انتبهت على صوت الشخص الذي اصطدمت به
لتتأمله مليا شعره بلونه الغريب المجموع بذيل
فرس ويصل إلى ما بعد عنقه بقليل, بشرته
الفاتحة, عينيه بلونهما الرمادي الرائع,
طوله الذي يفوقها بالكثير وأكثر ما لفت
نظرها به النظرة الحنونة المطلّة من عينيه
الساحرتين على الرغم من امتزاجهما بنظرة
ساخرة لم تفهم هل هي موجهة
إليها خاصة أم إلى العالم بأجمعه!
"غتوان الشاكر من بيروت"
انتبهت من تحديقها به لتجده يمد لها يده
ليصافحها وهو يخبرها باسمه فوجدت نفسها
تلقائيا تضع يدها الصغيرة بيده الكبيرة وهي
تقول بخجل:
"تاج المحمدي من مصر"
" مرحبا فيكي تاج"
أومأت دون حديث ليلاحظ الدموع التي تغرق
وجهها ليقودها لمكان قريب قبل أن يسألها
فجأة:"شو اللي مبكيكي؟"
رمقته بصمت للحظات قبل أن تقول:
"انت عارف لما تحسب نفسك قوي ومفيش اي
حاجه مكن تأثّر فيك وفجأة تكتشف انك
ضعيف اوي, ضعيف لدرجة انك حتى معنتش
قادر تتظاهر انك قوي!"
ربت على كتفها مواسيا وهمّ بالحديث لتتجمد
عيناه على نقطة خلفها بصدمة!
****
ذهبت خلفه أجل, نهضت ونفضت عنها كل
الحيرة الغارقة بها وهي تذهب خلفه علّها تفهم
منه ماذا يريد منها؟
هل هو حقا يراها زوجته وسيظل معها طوال
العمر كما قال؟ أم أنها كلمة تحت تأثير
مشاعر الغيرة الرجولية وقتها؟!
وصلت للمطبخ ليخبرها مساعده أنه خرج منذ
قليل سارت تتلفت حولها تبحث عنه لتصطدم
به واقفا مع فتاة ذات جمال مبهر خطف عينيها
من النظرة الأولى فكيف به؟!
اقتربت أكثر لتلاحظ يده التي تربت على
كتفها بحنو أحرق قلبها!
تقابلت عيناهما لتظهر صدمتها بوضوح ليهرع
لها ناسيا كل ما يتعلق بمرافقته لتجد نفسها
تهرب منه ومن مشاعر الغيرة والقهر التي
اجتاحتها بقوة وزلزلت كيانها فلم تعد تعرف
ماذا تفعل؟!
أمسك بها أمام غرفتهما ثم فتحها وقادها
للداخل بهدوء لتتملّص منه دون جدوى فقد
كان يتمسك بها بيد من حديد هتفت بحنق:
"عايز ايه يا غتوان؟ روح.. روح للي كنت واقف
معاها أصلا انا غلطانه اني..."
" شو اللي جابك وراي !شو بدك نغم؟"
صدمت بكلامه, لم يدافع عن نفسه.. لم
يحاول حتى أن يبرر لها وقوفه مع تلك
الفاتنة !
"انت حتى مابررتش وقوفك معاها بالوقت ده!"
قالتها بذهول ليضحك عاليا وهو يقول:
" شو بكي نغم! كنت معها بغرفة النوم؟
احنا بسطح الباخرة اي حد بقدر يشوفنا
ويمكن يتدخل بحكينا مو يهرب متل الفارة
الصغيرة متل ما عملتي"
تورّدت وهي تشيح بوجهها عنه بخجل قبل أن
يتم جملته لتشهق بحدة وهي تهتف:
"أنا فأرة يا غتوان؟"
" فارة لذيذة كتيير"
قالها وهو يقترب منها بعبث لتتراجع للخلف
ببطء وعيناها معلقتان بعينيه نظراتها تنطق
بالخوف وبعض الشوق جعل نبضاته تتسارع
وأنفاسه تتلاحق قبل أن تقع يصل إليها يحيطها
بذراعيه لتهتف بتلعثم:"عايزه اتكلم معاك"
" اكيد حنحكي حبيبتي"
قالها غامزا لترمقه بريبة وهي تهمس:
"غتوان"
"يا ويل قلبه لغتوان, شو عم تعملي فيني؟"
همس بها بصوت أجش ليرتجف قلبها وهي
تكاد تتلاشى بين ذراعيه, أغمضت عينيها
ليهمس لها:
" فتحي عيونك"
فتحتها تلقائيا ليجتاحها بقبلة أنستها ما كانت
تريد قوله لتحيط عنقه بذراعيها تبادله قبلته
بعفويه أطاحت بصوابه.
****

حائرة بين قلبها وكبريائها
نار العشق تحثّها على الاقتراب
وكبرياؤها يجبرها على الابتعاد
لتتساءل..
هل كُتِبَ عليها فراق أحبتها دوما؟!
"كنتي فين يا تاج؟"
سألها عمرو بقلق امتزج بغضبه لاختفائها فجأة
دون أن يجد لها أثرا بالأماكن التي اعتادا
الذهاب إليها لينتابه القلق خاصة لغيابها فترة
طويلة نسبيا قبل أن يعود لغرفتهما في اقتراح
من منال ليجدها بالغرفة وكأنها لم تختفِ
فجأة دون كلمة واحدة.
"بتمشّى"
قالتها باقتضاب ليرفع حاجبه بدهشة وهو
يقول:
"بتتمشّي؟! كده فجأة طلعت في دماغك
تختفي من غير ما تقوليلي؟!"
لوت شفتيها وهي تقول ساخرة:
"أصلك مكنتش فاضي فقولت اروح اتمشّى
على ما تخلّص الأمور المهمة بتاعتك"
ازدرد ريقه ببطء وهو يعلم أن مقصدها على
لقائه بجويرية, زفر بحنق وهو يفكر أنها
بالطبع ستفهم صدمته بطريقة خاطئة نظرا
لأنها كانت من القليل الذين يعلمون اهتمامه
بجويرية تلك الفترة..
"مفيش حاجه اهم منك يا تاج"
قالها عمرو بهدوء وكأنه ضغط على الزر
الخاطئ لتنفجر به قائلة:
"اه فعلا وعشان كده نسيتني اول
ما ظهرت الاميرة حبيبة القلب, مش كده؟"
همّ بالحديث نافيا ما تقوله لترفع يدها أمامه
موقفة إياه وهي تقول بحزم:"مش عايزه اعرف
ولا اسمع حاجه, اللي شوفته كان واضح
كفايه عشان اعرف انا عايزه ايه"
تجمدت ملامحه وهو يقول:"عايزه ايه يا تاج؟"
"عايزاك تطلقني يا عمرو".
****
نهاية الفصل


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس