عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-20, 03:48 PM   #10

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر
اهوي التحدي
تلك هي انا
وضعتك هدفي
وستكون ملكي انا
غتوان حبيب قلبي منذ الأنام
أكتب إليك رسائل الغرام
وهبتك قلبي بدون كلام
وقعت صريعة لهواك
ومن دون حبك سأكون مجرد خيال
اسقيني من بحور العشق
وعلمني أبجديات الغرام
فأنا عاشقة سيدي وإليك ارتوي
أخبرني هل لك عاشقة غيري
فأنا متملكة حد الهلاك
إن لم تكن لي لن تكون لغيري أبدا
احذرك من غضبي ياعاشقي
فأنت لي فقط
(الخاطرة إهداء من عبير ناصر)
ما إن قارب الحفل على الانتهاء حتى غادرت
لغرفتها وهي تفكر هل سيأتي أم سيتهرب منها
كعادته في الآونة الأخيرة ليأتيها الجواب
بعدها بفترة وهي تسمعه يدلف إلى جناحهما
على الباخرة يهمس باسمها بخفوت وكأنه
يتمنى لو كانت نائمة حتى يتهرب من لقائها.
"نغم"
همسته الخشنة باسمها قلبت كيانها بأكمله
فصار قلبها يرتجف بين ضلوعها من قربه غير
المقصود.. لتتساءل داخلها هل يعشق القلب
مرتين!
ليجيبها قلبها بل هي المرة الأولى التي أنبض
بها بعشق كهذا نغم.. لم أعشق قبلا ولن
أعشق بعد ذلك.
أغمضت عينيها للحظات قبل أن تفتحها وتنهض
لتواجهه مبتسمة برقة جعلته يأخذ نفسا حادا
قبل أن يقول:"ما بقدر كمّل حياتي معك انا ما
انخلقت لا للحب ولا للزواج"
انتظر انهيارا كأي أنثى أخرى ولكنها فاجأته
برد فعلها وهي تقترب منه ببطء كصياد ماهر
وهي تقول:"اعتبر ده اعتراف انك بتحبني
غتوان؟"
اتسعت عيناه بصدمة ازدادت ما إن أحاطت
خصره بذراعيها وهي تسند رأسها لصدره تستمع
لدقات قلبه السريعة وكأنها بماراثون لتهمس
له:"حبي هيكفينا احنا الاتنين غتوان, بس
مش هسمحلك تقولي هسيبك تاني.. أنا مش
لعبة في ايدك, شويه نتجوز وشويه نسيب
بعض"
"مو انتي اللي طلبتي يكون زواجنا مؤقت؟
مو كنتي تذكريني فيها كل شوي؟ شو تغير
هلأ ؟!"
قالها بدهشة وهو يحاول فك يديها عن خصره
ليجد نفسه يحيطها بذراعيه يقرّبها له أكثر..
رفعت رأسها تواجه عيناه بعشق ارتسم بكل
خلجة من خلجاتها قبل أن تقول:
"كنت بهرب من مشاعري ناحيتك, مشاعر
اتخيّلت انها خيانة لذكرى عزيزة عليا"
اشتدت ذراعاه حولها بقوة لتبتسم وهي ترفع
يدها لوجنته تلمسه برقة تثير جنونه وهي
تتابع:"لكن اكتشفت اني كل اللي بعمله اني
بقاوم مشاعري الحقيقية.. مشاعر لغتوان اللي
ماشوفتوش الا مرة واحدة وانا صغيرة ورغم
كده كانت اول مرة احس فيها بالأمان, أول
مرة احس اني إنسانة ممكن حد يشوفها
ويطبطب عليها"
ثبّتت عينيها بعينيه وهي تقول:"اول مرة أحس
يعني ايه حب وأمل في اللي جاي.. يعني ايه
احلم يبقى ليا حبيب وسند, راجل بجد شهم
وبيخاف عليا مش ..."
صمتت لا تريد الإساءة لوالدها ولكنه أدرك
مقصدها فاشتدت ذراعاه حولها وهو يهمس:
"انا خايف نغم"
"خايف من ايه يا قلب نغم؟"
قالتها بوله ليبتسم بارتعاش وهو يقول:
"خايف من اني كون متل ابي, خايف اني
اجرحك ودمرك متل ما عمل بيّي بإمّي,
خايف كون حامل لجينات الخسة والنذالة
متل ابي خايف اظلمك حبيبتي"
ارتجف قلبها وهي تسمعها منه لأول مرة بهذه
النبرة لتجيبه بثقة عاشقة:"ماتخافش حبيبي"
اشتدت ذراعاه حتى كاد يعتصرها فكتمت
تأوها كاد يفلت من بين شفتيها حتى لا يتردد
بضمّها وتابعت:"انت مختلف عنه لا انت مختلف
عن كل الرجالة في الدنيا.. انت غتوان
حبيبي اللي ملك قلبي وكياني كله"
أتعبت كلامها بقبلة حارة قبل أن تفلت من بين
يديه مستغلة تشوّش ذهنه بقبلتها المفاجئة
وهي تقول بشقاوة يعشقها:"ثم اني مش ضعيفة
زي خالتي ومامتي, انا اعرف ادافع عن نفسي
كويس.. انت ناسي اني وعدت حبيبي زمان اني
اكون قوية عشانه ومخليش حد يهزمني ولا
يدمرني!"
"بتدافعي عن حالك؟ شو حتضربيني مثلا
او حتقتليني!"
أومأت بمشاكسة وهي تهديه غمزة من عينيها
قائلة:"سأقتلك عشقا حبيبي"
ليضحك عاليا وهو يغمزها بوقاحة قائلا:
"عنجد؟ فرجيني كيف فأرتي!"
وبعدها كانت ضحكاتهما عالية وهو يطاردها
بأنحاء الغرفة على الرغم من صغرها إلا أنها
كانت بارعة بالتملّص من بين يديه حتى
حاصرها أخيرا بعدما أنهكته ليضمها له بقوة
هامسا:"بحبك فأرتي"
*****
"اهدى بس يا عمرو يعني هتروح فين يابني
اكيد شويه وجايه"
قالها عصام وهو يرى عمرو يذرع الممر أمام
غرفته بتوتر ليجيبه عمرو بحدة غير مقصودة:
"شويه امتى؟ دي مختفية بقالها ساعتين, يعني
هتكون راحت فين بس؟ خايف ليكون حصلها
حاجة مش هسامح نفسي أبدا"
تهدّج صوته بالجملة الأخيرة ليربت شقيقه
على كتفه بدعم قبل أن يصلهما صوت منال:
"ماتقلقش يا عمرو هي ماختفتش ولا حاجة هي
بس مش عايزه تفضل هنا الليلة دي"
عقد حاجبيه بعدم فهم لتعطيه رسالة كانت
على الفراش وهي تخبره:"تاج واخدة اغلب
لبسها وده مالوش الا معنى واحد بس انها كانت
مخططة من الأول انها تختفي يعني ماتقلقش
عليها"
قالتها بضيق من حالهما وهي تشعر بالذنب لما
آلت إليه حياتهما بسببها وزوجها.. فلو كانت
تعلم أن وجود جويرية على الباخرة سيخرب
حياتهما لم تكن لتحجز لهما على نفس
الرحلة أبدا.
ظلّ شاردا للحظات قبل أن يدلف لغرفته متمتما:
"تصبحوا على خير"
جلس على الفراش الذي جمع بينهما الأيام
السابقة جمعهما متحابين تارة ومختلفين تارة
أخرى ولكنه بكل الأحوال لم يكن يتركها
تنام بعيدة عنه..
ألم يدل ذلك على شيء؟!
نهره قلبه (غبي أنت يا عمرو إذا تخيلت أن هذا
كافيا لامرأة.. امرأة كتاج عاشت مبتعدة طوال
حياتها عن العلاقات مع الجنس الآخر من
الطبيعي أن تحتاج لكلمات الغزل منكَ خاصة
أنها تحبك!)
اتسعت عيناه بصدمة ليسخر منه قلبه قائلا:
(أنت تعلم جيدا أنها تحبك, امرأة ك تاج لم
تكن لتسلّم لكَ راياتها بهذه السهولة إلا
لعشقها لكَ..
عشق لم تقدره أنت أيها الأحمق)
فتح رسالتها لتلتهم عيناه الحروف ويضيق صدره
مع كل كلمة..
"عمرو..
لا أعلم حتى لِمَ كتبت لكَ لطمأنتكَ على
الرغم أنك لا تستحق أبدا ولكن يبدو أنني
أشفقت أن يتحمل عصام تبعات عصبيتك
الناتجة من اختفائي,
هل تصدق لو أخبرتك أنني لا أثق حتى أنك
ستقلق؟! أو بمعنى أدق لا أثق أنك ستتلقى خبر
اختفائي بقلق عاشق بل ربما فقط بعض الذنب
لأنني زوجتك لا أكثر.
عمرو أنا لن أعود لكَ, لن أستطيع أن أدّعي أن
كل شيء على ما يرام وأنكَ ربما ستحبني يوما
ما.. ليس بعدما رأيت نظرتك لها, اشتياقك
ولهفتكَ عليها حتى أنكَ نسيتني جواركَ!
لا أضحّي كما قد يبدو الأمر فهي لن تكون
لكَ أبدا وأنا أشعر بالتعاطف معكَ فأنا
الأكثر دراية بما يعنيه حب من طرف
واحد..
لن أطيل عليكَ فقط أرجو أن تقوم بتنفيذ ما
سأطلبه منكَ..
حررني عمرو فأنا لم أعد أستطيع الحياة وقلبي
ينبض بعشقكَ, حررني من وهم عشته بانتظار
نظرة عشق واحدة منكَ لن أراها أبدا,
حررني من قيد مشاعري تجاهك وأطلق
سراحي ربما أجد من يداوي جرحي يوما ما"
قبض على الرسالة بقوة حتى جعّدها ليقوم
بتمزيقها بعصبية وهو ينهض هاتفا:
"غبية يا تاج وانا اغبى منك, وصدقيني مش
هنام الليلة الا وانتي في حضني".
****
"انتي مش هتبطلي تعيشي دور المصلحة
الاجتماعية بقى يا شروق؟ يابنتي سيبي الناس
في حالهم"
قالها شامل ببعض الحدة لتلوي شروق شفتيها
وهي تقول:"هعمل ايه بس ما هي رجالة عايزه
الحرق"
رفع حاجبه بصدمة قائلا:"نعم ياختي؟"
ضحكت بدلال تعلم تأثيره عليه وهي تقول:
"حبيبي انت غيرهم كلهم, ده انت الراجل
الوحيد اللي صريح كده واضح"
يعلم أنها تمدحه حتى ينسى ما فعلته ولكنه
جاراها بالحديث وهو يقول:"وعشان كده
طلّعتي عينيا صح؟"
"أنا؟! أنا يا شامل طلّعت عينيك؟ ده انا وقعت
من اول نظرة من عينيك السودة الحلوة دي"
قالتها ببراءة وهي تنظر له بدلال قلّما يراه في
أوقاتهما الطبيعية ليستغل الموقف مقتربا منها
وهو يقول:"عينيا حلوة يعني وعاجباكي؟"
أومأت دون أن تلاحظ اقترابه وهي تقول:
"اوي اوي يا حبيبي"
حوّط خصرها بذراعيه وهو يقول بخفوت:
"يعني لسه بتحبيني يا شروق؟"
ابتسمت بحب وهي تقول:"وهفضل احبك طول
عمري يا قلب شروق".
****
لا يفهم لِمَ شعر أن هذه الأغنية موجهة له!
وكأن تلك الفتاة توجه له رسالة أن ينتبه
حتى لا يضيع الحب الحقيقي من بين يديه.
زفربخفوت وهو يجول ببصره على الركّاب
يبحث بعينيه عنها وقد تبقى القليل على انتهاء
عمله لهذه الليلة لتشتعل عيناه ما إن وقعتا
عليها تضحك مع ذاك الذي خطبها منه قبل
ذلك!
لم يشعر بنفسه إلا وهو ينهض تاركا الناس
تتساءل عمّا ألمّ به بوسط الفقرة حتى ينهض
بهذه الطريقة الغريبة ليهرع له أنس حتى لا
يرتكب حماقة كعادته ممسكا بذراعه مبعدا إياه عن طريقهما
"اهدى يا حازم انت رايح فين بس؟"
"انت مش شايف المسخرة؟ ده انا هقطم رقبتها"
صاح حازم بحدة ليرتفع رنين هاتفه بهذه
اللحظة فالتقطه أنس وهو يقول:
"رد على الحاجة طيب"
"يا أنس مش وقته هبقى اتصل بيها بعدين"
قالها حازم بنزق محاولا المرور وأنس يمنعه
وهو يقول:"يابني رد على الحاجة لاحسن تقلق
عليك انت عارفها"
زفر بضيق وهو يفتح الخط ليصله صوت والدته:
"ازيك يا حازم يا حبيبي.. اتأخرت في الرد
كده ليه؟ كنت نايم؟"
"لا يا أمي ده فيه حفلة على الباخرة فمكنتش
سامع التليفون بس, انتي عامله ايه؟"
أجابته:"الحمد لله فرحانة اوي"
ابتسم تلقائيا وهو يقول:"يارب دايما يا ست
الكل, بس ايه السبب بقى فرحيني معاكي"
"فيه عريس متقدم لرتيل كويس اوي وهي
موافقة كمان واول ما ترجعوا هنعمل كتب
الكتاب"
ساد الصمت للحظات ووجهه يسوّد ونظراته
تشتعل ليهمس أنس:
"يا ريتني ما قولتلك ترد على الحاجة
قولتيله ايه يا حاجة بس, ربنا يستر"
"عريس!"
قالها بجمود لتجيبه بحماس:"ايوه, واحد
معاكم على الباخرة اكيد تعرفه"
لو كان بموقف آخر لكان ابتسم لأن والدته
تظن أنه يعرف كل ركّاب الباخرة ولكن
مزاجه بهذه اللحظة سوداوي حتى أنه كان
يخطط للقتل!
"تمام لما نرجع نشوف الموضوع ده يا أمي
ياللا مضطر اسيبك دلوقتي, مع السلامة"
أغلق الهاتف واتجه نحو رتيل ولم يستطع أن
يمنعه أنس هذه المرة فقد شعر أنه لو حاول
الحديث لأفرغ به حازم كل توتره وعصبيته
فتركه يذهب وعاد لزوجته وهو يتمتم:
"ربنا يعدي الليلة دي على خير"
****
كانت تضحك بانطلاق عندما شعرت بظل
يخيّم عليها فرفعت بصرها لتجده يرمقها
باشتعال أثلج قلبها قبل أن يقول:
"ياللا يا حبيبتي الوقت اتأخر وزمانك
عايزة تنامي"
فغرت فاها بصدمة وقبل أن ترد عليه كان
يتوجه بالحديث لرفيقها بهدوء أثار قلقها:
"شكرا يا استاذ انك سلّيت المدام لحد ما
اخلص شغل وياريت بعد كده تشوفلك
واحدة مش متجوزة عشان تسليها بدل ما
يحصلك زي ما هيحصل حالا"
وقبل أن يدرك الرجل مغزى حديثه كانت
قبضة حازم تحطم فكه بقوة قبل أن يجذبها
من ذراعها وهو يقول من بين أسنانه عندما
حاولت التملّص
"لو سمعت حرف منك هرجعله اكسّر الباقي
ال في جسمه"
صمتت بخوف فازداد اشتعاله وهو يفكر..
هل يعقل أنها تخاف على ذاك الرجل؟!
"يااه مكنتش اعرف انك خايفه عليه كده!"
هتف بغيظ فكادت تضحك وهي تقول
بداخلها
(يا أحمق لا أخاف سوى عليك)
ولكنها رمقته بنظرة لامبالية وهي تقول:
"هو راجل ويقدر يدافع عن نفسه كويس"
وقف أمام غرفتها وهو يغرز أصابعه بذراعها
بغيظ وهو يقول:"فاضل بكرة ونوصل الميناء
في اسكندرية يا رتيل, حسّك عينك
اشوفك واقفة مع حد, أقولك ماتخرجيش من
اوضتك اصلا"
ابتسمت له بسماجة قبل أن تقول:
"ان شاء الله حتى اريح نفسي من واحد كده"
وقبل أن يسألها عن مقصدها كانت تفر من
أمامه مغلقة باب غرفتها بوجهه.
****
"معلش اتأخرت عليكي"
قالتها رتيل بلطف لترفع تاج عينيها لها فتشهق
رتيل بقوة قبل أن تتجه لها فترتمي تاج بين
ذراعيها وهي تشهق بقوة متمتمة من بين
شهقاتها:
"تفتكري هيطلقني زي ما طلبت منه؟
تفتكري ماليش مكان في قلبه فعلا يا رتيل؟"
ضمّتها رتيل برقة وهي تشعر بالألم من أجلها
وهي تفكر (كل الرجال حمقى يستحقون
الحرق بسبب العذاب الذي يذيقونهن إياه)
"اقولك حاجة تلاقيه دلوقتي قالب الباخرة
كلها عليكي ومش هيغمضله عين الا لما
يلاقيكي وبكره تقولي رتيل قالت)
رمقتها بيأس لتربت على كتفها بحب وهي
تقول:"صدقيني ده احساسي وعموما دارين
وشروق بيراقبوا الوضع ماتقلقيش وكل الأخبار
هتكون عندنا عشان تعرفي هتتصرفي ازاي..
نامي انتي دلوقتي وارتاحي عشان لما يجيلك
تكوني فايقه وتعرفي تلوّعيه صح"
ابتسمت من بين دموعها وهي تهمس داخلها:
(ليتني أمتلك ثقتك هذه يا رتيل)
*****
"مش عارف ليه حاسس انك عامله عمله صح؟"
قالها نضال وهو يرمق جويرية بنظرة ذات
مغزى فتعض على شفتيها قائلة بغيظ:
"نفسي اعرف بتعرف منين؟!"
ضحك عاليا وهو يطوّقها بذراعيه غير مبالي
بمن حوله من البشر وهو يقول:
"انتي بنوتي يا جويرية, بنوتي اللي ربنا رزقني
بيها وخلّاني احس بكل حاجة حلوة معاها..
لو مش هعرفك واعرف كل حاجة خاصة
بيكي امال هعرف مين بس؟"
ابتسمت له بحب وهي تقول:"يااه يا نضال انا
مش مصدقة ان كل الحب ده ليا انا"
غمزها بوقاحة وهو يقول:"يعني كل الإثباتات
اليومية دي مش مكفياكي؟ تحبي ازوّد
الجرعة"
توردت وجنتيها وهي تضرب كتفه بحنق
ليضحك مرة أخرى قبل أن تتحول ضحكته
لتجهم شديد حالما رأى عمرو مقبل تجاههما
ليقف بتحفّز فهو لم ينسَ أنه من حاول خطف
طفلته منه.
"مساء الخير, اسف للإزعاج لكن...."
صمت للحظات فحثّته جويرية على الحديث
وهي تشعر أن نضال على وشك ضرب عمرو
"ازيك يا عمرو عامل ايه؟ امال تاج فين؟"
أغمض عينيه بألم استشعره نضال لينتبه
للعذاب الذي يلوّن ملامحه فشعر بالتعاطف معه
رغما عنه
"الحقيقة انا جاي اسألكم عليها, ما لمحتهاش
في مكان؟"
"لا الحقيقة من بعد الأغنية ماشوفتهاش"
قالتها جويرية وهي تهتف داخلها:
(هي غبية وهو أغبى منها, مشاعرهما مرتسمة
على ملامحهما ولا يفهمانها الأغبياء)
تلفّت حوله كالتائه ليتحدث نضال:
"لو تحب هنوزع نفسنا على الباخرة ندور عليها
يمكن دخلت بممر متعرفوش ومعرفتش ترجع"
ابتلع ريقه ببطء قبل أن يقول بحرج:
"شكرا ليك بس واضح انها مختفية بمزاجها"
زفر بقوة قبل أن يقول:"ياريت لو شوفتوها
تعرفوها اني مستنيها"
انصرف تتابعه عينا نضال الذي التفت إلى
جويرية قائلا بلوم:"هي فين؟"
ونظرته منعتها من أي محاولة لإنكار معرفتها
مكانها.
****
مرّت ساعات وهو على سطح الباخرة يبحث عنها
حتى وهو يعلم أنها هاربة منه بإرادتها..
الحمقاء تتخيل أنه يستطيع التخلي عنها
وإطلاق سراحها وهو عاشق متيم بهواها!
زفر بقوة وقد بدأ البرد يشتد وهو لا يتزحزح
من المكان الذي اختفت فيه.
"هتبرد كده"
هل يتخيل صوتها؟! أم أنها عادت حقا؟!
شعر بالخوف لوهلة أن تكون محض خيال أو
هلوسة من شوقه لها بعدما قضى الليل بأكمله
يبحث عنها وينتظرها ولكنه نفض رأسه وهو
يستجمع شجاعته ويلتفت ليجدها ترمقه بلوم
يطل من عينيها الساحرتين وجسدها يرتجف
بقوة لا يعلم من البرد أم من ارتباكها!
"هتصدقي لو قولتلك اني كنت هفضل واقف
هنا لحد ما ترجعي؟!"
قالها بهدوء لا يُظهر ما يموج بداخله من مشاعر
لتجيبه:"عشان كده رجعت"
صمتت للحظات قبل أن تضيف:
"مش عايزه احساسك بالذنب يخلّيك..."
قاطعها بحدة وقد فاض به الكيل:
"ذنب ايه يابنتي؟ هو انتي قطة سيبتها
لوحدها؟ انتي مراتي يا تاج فاهمة يعني ايه
مراتي؟"
رمقته بضعف ربما يراه بعينيها للمرة الأولى
فقطع المسافة بينهما بلحظات قبل أن يغمرها
بين ذراعيه بشوق هامسا:
"لو مكنتش بحبك مكنتش لمستك يا تاج,
عمري ما كنت هستغلك بالطريقة دي حتى
لو حلال, انا يمكن غبي ومكنتش فاهم
مشاعري ناحيتك بس وانا جاي اتقدملك
كنت عارف اني هتجوزك لآخر العمر لا هي
جوازه مؤقتة ولا حماية زي مانتي تخيلتي او
وصلّك الندل اللي اسمه شادي"
اتسعت عيناها بقوة وهي ترمقه بعدم تصديق
قائلة:"عرفت منين؟"
"توقعت حركة زي دي منه او حركة اوحش
من كده بس رحم نفسه مني انه اكتفى
بكده, لكن للاسف انتي غبية وصدقتيه"
"انت ماشوفتش نفسك كنت بتبصلها ازاي!"
هتفت به بحدة ليبتسم وهو يحرّك رأسه:
"كنت مندهش بس انها في نفس الباخرة مش
اكتر.. خيالك هو اللي صورلك اني بكنلها
مشاعر واني ماصدقت شوفتها"
حرّك رأسه قائلا:"مجنونة, حد يبقى معاه
القمر ويبص للنجوم؟"
زمّت شفتيها وهي ترمقه بلوم ليقول:
"عارف انا غبي"
"أيوة"
قالت بتأكيد ليقرص أنفها بمشاكسة قائلا:
"انا اقول انتي لا"
"انا اه"
قالتها بحزم مضحك ليقهقه وهو يقودها تجاه
غرفتهما دون أن تلاحظ قبل أن يقول:
"انتي قلبي قولي اللي تحبيه كله"
أشاحت بوجهها بخجل ليبتسم وهو يفتح باب
الغرفة ويقودها للداخل قبل أن يغلقه خلفه
قائلا:"تاني مرة لما تزعلي مني لأي سبب
ماتهربيش مني, انا متعود على تاج القوية اللي
تواجه مش تهرب, تاج اللي تاخد حقها حتى لو
من مين"
لم تقل شيئا ليفهم أنها تنتظر الكلمة
السحرية كعادة كل أنثى ليبتسم وهو يحيط
خصرها بذراعيه هامسا:
"بحبك يا تاج, بحبك يا أحلى حاجة
في حياتي كلها"
انفرجت أساريرها وهي ترمقه بحب ثم عقدت
حاجبيها وهي تقول:"بس مش هنسهالك برضه
انك سيبتني واقفة جنبك زي الهبلة وانت
قاعد تبحلق فيها"
ضحك عاليا وهو يقول:"ماتقوليش زي بس..
انتي هبلة فعلا يا حياتي, هو لو مكنتيش
هبلة كنتي سيبتي جوزك ومشيتي بدل ما
تجريه من رقبته وتاخديه الأوضة تنسيه الدنيا
كلها"
اتسعت عيناها بقوة وهي تهتف بتلعثم:
"انت قليل الأدب"
غمزها بمشاكسة وقحة:
"لا ياقلبي قلة الأدب كلها هتبدأ من دلوقتي"
ولم يمنحها فرصة بعدها للكلام أو الاعتراض.
****
بعد أسبوعين
جالستان بمكانهما المعتاد بحديقة منزل
والدي دارين.. تتذكران رحلة الباخرة الرائعة
التي انتهت منذ فترة والتي كانت السبب في
تعرّف دارين ومعاذ صديق شامل (زوج شروق).
صدرت تنهيدة عميقة من شروق وهي تقول:
"كانت رحلة حلوة اوي مش هتتعوض"
لتقابلها تنهيدة من دارين وهي تقول:
"فعلا كانت حلوة اوي واحلى مافيها معاذ"
لوت شفتيها بحنق مصطنع وهي تقول:
"احلى مافيها معاذ! طب ياختي يافقعاني انتي"
رمقت صديقتها بقلق مالبثت أن أفصحت عنه..
"مالك يا شروق؟ شكلك مش عاجبني
بقالك كام يوم؟"
قالتها دارين بقلق لتجيبها شروق بتنهيدة
عميقة:"مش عارفة يا دارين حاسة اني مش
متزبطة كده وكل شوية اتخانق مع شامل
على حاجات هايفه وانكد عليه ومتضايقه
اوي"
ضحكت دارين بقوة وهي تقول بمشاكسة :
"لا الغم ده طبع الزوجة المصرية الأصيلة
ماتخافيش منه"
ضحكت شروق وقالت مشاكسة وهي تتلاعب
بحاجبيها:"شايفه الدكتور بهت عليكي
وبقيتي بتهزري اهو حتى طخنتي واتدورتي
كده مش زي المخفي الله لا يعيده كان طابق
على نفسك وموقّف نموّك"
ضحكت عاليا ليأتيها صوت من خلفها:
"اموت انا واعيد السنة"
التفتت بحدة لتجده معاذ يغمزها بعبث
فأغمضت عينيها بخجل لتصلها ضحكة شروق
المكتومة فتقرصها بذراعها بغيظ .. تأوهت
شروق بخفوت وهي تقول بتوعد:
"ماشي ماشي مردودالك يا دارين يابنت
ام دارين"
ثم ابتعدت قائلة:" ازيك يا دكتور؟"
واكملت وهي تلتفت لدارين:"اشوفك وقت تاني
يا دارين زمان شامل على وصول يادوب اسخن
الاكل"
رحلت وهي تكتم ضحكاتها فقد علمت من
مظهر دارين انها تتوعدها بقوة أن تركتها مع
معاذ بمفردهما وهي التي تحذرها دوما من فعلها
فمنذ عقد قرانهما واقتراب موعد العرس صارت
تخجل منه بقوة.
****
وحشتيني"
همسة بجانب أذنها جعلتها تنتفض لتصلها
ضحكته الخافتة..
التفتت ترمقه بحدة ليغمزها قائلا:
"ليه محسّساني اني هنقض عليكي في أي
لحظة"
رفعت حاجبها قائلة:"يعني مش عارف ليه
يا معاذ"!
ابتسم بعبث وهو يتذكر ليلة عقد قرانهما
فقال وهو يقترب جالسا بجوارها حتى لم يعد
هناك مسافة بينهما:
"دي كانت مباركة بكتب الكتاب بس..
اوعي تفهميني صح يا روح معاذ"!
ابتسمت دارين بخجل وهي تشيح بوجهها
وتتحرك بعدم راحة لتبتعد فأحاطها بذراعه
وهو يقول:
"رايحه فين! هو انا ابن الجيران بعاكسك!
ده انتي مراتي مع وقف التنفيذ"
قال كلمته الأخيرة بتنهيدة وأسف عابث
لترمقه بغيظ فيضحك وهو يميل عليها هامسا:
"هو انا ماوحشتكيش وال ايه"
تحوّل وجهها لثمرة طماطم طازجة وهي تهمس:
"وحشتني"
"وأخيرا"
صاح بفرحة لتجفل من صوته مبتعدة
فيضحك وهو يقربها منه مرة أخرى:
"انتي رايحة فيه انا ماصدقت نطقتي..
ها وبعدين؟"
قالها بهيام فرمقته بريبة وهي تقول:
"وبعدين ايه؟"
"مش عايزة تقوليلي حاجه كده وال كده؟"
قالها غامزا فضحكت بقوة لتلمع عيناه بشوق
ويقترب منها مسحورا فخفق قلبها بجنون وهي
تتململ بمكانها غير قادرة على السيطرة على
أنفاسها أو نبضات قلبها التي تتقافز بجنون
داخلها وغير قادرة حتى على الابتعاد عنه
فأغمضت عيناها بقوة خائفة ومتشوقة بنفس
اللحظة لما رأته بعينيه لتجفل وهو يمسك
يدها موقفا إياها ثم يجذبها لداخل المنزل
حيث يجلس والدها وهو يصيح:
"يا أهل المنزل أغيثوني "
خرجت والدتها من المطبخ ترمقهما بريبة فيما
انتفض والدها واقفا يتساءل ما بهما..
"ياعمي شوفلك صرفة في بنتك انا معنتش
قادر بقى.. ياتجوزوني ياتجوزوني انا بقولكم
اهو"
ضحك والديها بقوة ووالدها يجذبه قائلا:
"الله يهديك يا معاذ خضتني انا قولت ايه اللي
حصل! يابني مانتوا فرحكم آخر الشهر اهو اعمل ايه اكتر من كده"
"خليه نص الشهر"
قالها معاذ بمشاكسة فضحك والدها قائلا:
"انا معنديش مشكلة كله في ايد العروسه
وامها اسألهم لو موافقين على البركه"
"بابا"!
قالتها دارين بعدم تصديق ليقترب منها معاذ
هامسا لها:"لو موافقتيش هبوسك هنا اهو
ادّام ابوكي واللي يحصل يحصل .. انا مسكت
نفسي بره احتراما لابوكي لكن لو
ماوافقتيش نتجوز الأسبوع اللي جاي هخلي
ابوكي يجوزنا حالا"
شهقت بخفوت وهي تومئ برأسها بصمت
ليضحك بخفوت هامسا بأسف مصطنع:
"ياخسارة كان نفسي ماتوافقيش عشان..."
قاطعته مبتعدة عنه راكضة لغرفتها بخجل
وهو يتابعها بنظره بابتسامة شغوفة لتأتيه
ضربة على رأسه من والدها وهو يقول ممسكا
بأذنه:"بتهدد بنتي في بيتي يا سي معاذ؟!
ماتخلينيش أأجل الفرح السنة اللي جايه"

هتف بتهور:"أنا ماهددتهاش! ده انا بس...
احم يعني......."
ضحك والديها بقوة قبل أن يقول والدها
بجدية مصطنعة:"خلاص يبقى الفرح في
معاده"
"لا ياعمي ابوس ايدك.. ليك عليا ماشوفهاش
الا يوم الفرح بس خليه الأسبوع اللي جاي"
تظاهر الوالد بالتفكير للحظات قبل أن يقول:
"شوف انا قلبي طيب ازاي خلاص يبقى الأسبوع
اللي جاي"
ضمه معاذ بقوة ليضحك الرجل قائلا:
"اوعى كده انت فاكرني دارين وال ايه!"
****
دلف للمنزل بعد عودته من العمل ليجد الهدوء
يخيم على أرجائه فعقد حاجبيه بريبة
يتساءل:
(اين هي؟)
رفع صوته بنداء:"شروق! شوشو انتي فين ؟"
لا رد!!
انتفض قلبه وهو يلاحظ الجسد الساكن على
الأريكة والذي لم ينتبه له في البداية
فركض لها سريعا وهو يدعو الله ان تكون
بخير فبالعادة تستيقظ من نومها لأقل صوت ..
إذا ما بها؟ وكيف لم تسمعه؟!
هزها برفق "شروق"
فتحت عينيها ببطء ثم مالبثت أن نهضت سريعا
قائلة :"شامل! انت جيت امتى؟! الساعة كام!
هو انا نمت؟"
اتسعت عيناها بقوة تهتف:
"الاكل!! زمانه اتحرق"
ركضت على المطبخ ليركض خلفها حائرا
فهو لم يشم رائحة احتراق عند وصوله!
تنهدت براحة:"الحمد لله شكله كان حلم ..
الاكل كويس وانا طافيه عليه"
"شروق"
انتبهت له فقالت:"شامل انت جيت امتى؟"
رمقها بريبة قائلا:"أنتي مش لسه شايفاني بره
ومكلمك! انتي نسيتي "
عقدت حاجبيها بتفكير وهي تقول:"بجد"
"شروق انتي بتهزري صح"
قالها بقلق فحركت رأسها نافية وهي تقول:
"لا والله مش فاكرة"
"لا الموضوع كده مايتسكتش عليه لازم
نروح نكشف عليكي"
تذمرت:"هنروح نكشف ع ايه ياشامل؟! هقول
للدكتور بنسى كتير"
"مش بس كده يا شروق .. انتي بقالك فترة
مش مزبوطة.. بتنامي كتير اوى وبتنسي
بطريقة غريبة حتى نومك بقى تقيل مش زي
عادتك بتصحي من اقل صوت.. عصبيتك
على طول ومن غير سبب و...."
ضحكت عاليا ليرمقها بريبة وهي تنظر له
غير قادرة على التوقف عن الضحك ثم
مالبثت أن هدأت وهي تقول ببساطة:
"بس كل ده طبيعي.. ماما قالتلي كده
النهاردة لما حكيتلها وانا معدّية عليها قبل
ماجي"
سألها بحيرة:"طبيعي ازاي يعني؟"
"عشان انا حامل"
قالتها ببساطة حتى أنه شك أنه لم يسمعها جيدا!
"مالك تنّحت ليه كده يا شامل؟"
"انتي بتتكلمي جد! انتي حامل فعلا وال ده
مقلب من مقالبك"
قالها بذهول فضحكت مرة أخرى وهي تقترب
منه قائلة بدلال: "اخص عليك يا شامل، انا
بتاعة مقالب برضه.. ده انا شوشو حبيبتك
تقول عليا كده"
رمقها بذهول ثم قال بمشاكسة:

"كده صدقتك اكيد.. ماهو مش معقول كل
الدلع ده من غير حاجة! مش متعود منك على
كده يا شاويش"
انقلبت ملامحها لتتجهم وهي تقول:
"بقى كده يا شامل! بقى انا.... "
ليسكتها بطريقته لتنسى ما كانت ستقوله
وتنجرف معه بموجة عشقية احتفالا بالمولود
المنتظر.
****
فتحت الباب وهي تتثاءب فمن هذا الذي
يزورهما بهذا الوقت من يوم الجمعة!
لتتجمد تماما حالما فتحت باب الشقة وهي
تجد والدها واقفا أمامها لتصرخ بقوة:
"الحقني يا حازم".


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس