عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-20, 08:18 PM   #1

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي قلبي كان القربان (11) .. سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة * مكتملة ومميزة *






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قلبي كان القربان -







يسعدني المشاركة في نشر النوفيلا الخاصة بي من سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة

وهي تعتبر تجربتي المهمة الأولى في عالم الكتابة

أود أن أشكر كل من ساهم في إعداد ومتابعة تنفيذ هذه السلسلة المميزة التي تحمل بين طياتها قصصاً واقعية شاب اليأس والحزن قلوب بطلاتها لكنهن انتفضن و حولوا اليأس إلى أمل ووجدوا طريقهم المميز في الحياة

اتمنى ان تنال مشاركتي هذه استحسانكم وتفاعلكم معها


لا تسأل عن ما يحدث أو ما كان

و لا يأخذك الأمل بالقادم و تعطيه الأمان

و لا تركن لتلك الذكرى الدافئة فيخذلك النسيان

لا تأمن الأحداث
الغدر
الدم
الجشع
الغرور
و طغيان بني الإنسان

و خذ العبرة مني فقلبي كان القربان


#المقدمة

عزيزتي القارئة

لا تتسرعي بالحكم إلى أن تصلي لآخر سطر في الحكاية
العبرة ليست في البدايات
وإنما نجدها دائما في النهايات
لذلك لاتستعجلوا في حكمكم على أبطالنا
فلا يجب ان نصدر حكما قبل أن نستمع لافادة الجميع

…..

تفاجأت وداد بالاتصال الذي ورد إليها منذ قليل ولازالت بعض العبارات التي تداولتها مع المتصلة تتردد في عقلها
تحركت بخطوات مدروسة نحو نافذة مكتبها تنظر لمغيب الشمس خلف الغيوم
السماء تنذر بعاصفة مطرية خلال الليل وكم كانت راغبة بالعودة إلى المنزل والبقاء أمام مدفأة الصالة الحجرية تنعم بالدفء وبكوب شاي ساخن ينسيها برد الشتاء
ولكن ذلك الاتصال الغى كل ماخططت له وهي تفكر بتلك السيدة التي كلمتها منذ قليل بصوت واثق وقوي
صوت يحمل نبرة من السيطرة جعل وداد تتساءل ماعلاقة تلك المرأة بقصص الكتاب التي تود نشرها
ابعدت كفها عن زجاج النافذة وعادت لمقعدها خلف مكتبها الصغير تنظر للورقة التي دونت عليها رقم الهاتف واسم السيدة
( زينة الحاوي أي ريح حملتك إلى اليوم وقد ارسلت تقريبا معظم قصصي ليتم جمعها في الكتاب )
عاد الفضول الصحفي يناوش عقل وداد فأمسكت سماعة الهاتف تطلب أرقاما محددة ثم بدأت تنقر بالقلم على سطح المكتب وهي تنتظر إجابة الطرف الآخر
حين أتاها الرد قالت وعيناها مازالتا تراقبان الأرقام التي دونتها منذ قليل واحرف الاسم المدون اسفلها
_ سيد راجي اعتذر لاتصالي بك في هذا الوقت … اود ان توقف ارسال القصص الى المطبعة لعدة أيام فقط …. أجل يبدو أن هناك قصة جديدة ستضاف الى قائمة القصص … اشكرك من كل قلبي … حسنا الى اللقاء
اغلقت الهاتف وابتسمت وهي تتناول مفاتيحها وهاتفها والورقة التي دونت بها رقم هاتف السيدة زينة متجهة نحو منزلها فغدا لديها يوم حافل بالتأكيد
….
في اليوم التالي
أوقفت وداد السيارة أمام المتجر الصغير الذي لطالما مرت من جانبه خلال ذهابها وايابها لعملها
لطالما لفتت نظرها الاشياء اليدوية الصنع التي تعرضها واجهة هذا المحل من شالات وملابس صوفية تظهر مدى اتقان اصحابها لهذا العمل
ابتسمت وهي تقرأ الاسم الصغير المدون في زاوية اللوحة المعلقة فوق واجهة المحل (زينة الحاوي )
حين علمت أن السيدة تعمل بمكان قريب للجريدة التي تعمل هي بها صدمت لقد ظنت انها ربما تضطر للسفر بعيدا لاجل هذه القصة لكن لم يخطر ببالها ابدا ان تكون بهذا القرب منها
دلفت للمحل وعينيها تتجولان في المكان تبحث عن ضالتها
استقبلتها فتاة في بداية العشرينات تقريبا بابتسامة ودودة وهي تقول
_ بما أستطيع مساعدتك سيدتي
بادلتها وداد الابتسامة وقد خمنت انها ليست ضالتها المنشودة وهي تقول
_ أود مقابلة السيدة زينة
اومأت الفتاة برأسها ثم غادرت نحو غرفة جانبية بينما بقيت وداد تنظر للقطع المعروضة باعجاب
لم تمض لحظات حتى خرجت الفتاة وخلفها ظهرت سيدة ربما تجاوزت الأربعين بسنوات بملامح أقل مايقال عنها جذابة وجميلة عينين زرقاوين واثقتين قويتين رغم اختفائها خلف نظارة طبية ووجه تشعر بان القوة والثقة تنضح منه تلف رأسها بوشاح رمادي اللون يزيد وجهها جمالا
اقتربت السيدة بخطوات متأنية واثقة تمد يدها بالسلام
_ اهلا بك سيدة وداد
ردت وداد التحية وهي تصافح مضيفتها
_ اهلا بك سيدة زينة
ابتسمت السيدة ثم قالت وهي تشير لنفس الباب الجانبي الذي خرجت منه
_ يمكن أن نتحدث بغرفة مكتبي فهذا سيعطينا حرية أكبر
تبعتها وداد وفي داخلها اسئلة كثيرة تدور .. استقرت على المقعد في المكتب المفروش بعناية مما يوحي بذوق صاحبته الكبير
تناولت فنجان قهوتها من يد مضيفتها والتي استقرت قبالتها تبدأ الحديث
_ أعلم أنك استغربت اتصالي البارحة
وضعت وداد فنجان القهوة من يدها وهي تقول
_ حسنا .. لقد استغربت اجل واستغربت اصرارك على مقابلتي اليوم
أزاحت زينة نظارتها الطبية عن عينيها لتستقر فوق صدرها كونها معقودة خلف عنقها بشريط اسود يماثل لون اطار النظارة ثم نظرت بعيني وداد نظرة اخبرت وداد ان خلف هذه المرأة قصة لاتقل ابدا عن قصص الفتيات التي قابلتهن او تحدثت إليهن قبلا واللاتي جمعت قصصهن في كتابها
_ حسنا ياسيدة وداد .. لقد حدثتني احدى صديقاتي عنك ..فتاة تقابلنا انا وهي صدفة ولكن بعدها باتت من المقربات لي حماسها جعلها تخبرني عنك وعن كتابك الذي تؤلفينه
كتاب يضم العديد من القصص لفتيات كان السجن مايجمع بين قصصهم وكيف حملتهم دروب الحياة بعد خروجهن منه
هل كان السجن عقابا ام ملاذا
هل استقامت لهن الحياة ام بقيت تذيقهن الويل
كل هذا سوف يعرفه من يقرأ كتابك
رغم ان بطلة حكايتي لم تمض في السجن فترة طويلة
ولكن السجن ولو ليوم واحد لم يكن ضمن الاحتمالات التي فكرت بها وهي تمضي في طريقها نحو المجهول
لم تتخيل أن تقاسي من رطوبة جدرانه او عذاب السجانين
لذلك لم يكن نهاية تتوقعها ابدا
نظرت لها وداد تحاول ان تستنبط ماتريده هذه السيدة منها تتفرس في عينيها وتعابير وجهها لاترى اي نظرة ندم او رهبة او خوف
عينيها لا تشبهان اي عينين سبق ورأتهما في رحلة تجوالها خلف قصص كتابها
أفاقت من تساؤلاتها على صوت زينة الواثق مجددا ثقة تجعلها تتساءل مالذي تريده منها
_ لدي قصة … لنقل انها مختلفة عن كل ما صادفته … قصة كان الموت رفيق الدرب فيها ولكن من حسن الاقدار ان وهبت صاحبتها فرصة جديدة للحياة
قالت وداد متساءلة وهي التي لم يسبق ان اتت اليها بطلة بنفسها لتحكي بل هي من بحثت خلفهن جميعا ولم تترك محاولة لم تقم بها لإقناعهن برواية قصصهن
_ هل تودين ان اكتب قصتك ياسيدة زينة
ابتسمت زينة وهي تتراجع للخلف مسندة ظهرها للمقعد قائلة بثقة
_بدل بحثك خلف القصة أتت القصة اليك .. لقد آثرت في داخلي مشاعر كثيرة وانا استمع من أماني عنك
نظرت لها وداد بصدمة
_تقصدين الطبيبة اماني( شخصية الطبيبة في نوفيلا بخافقي ألوذ عن جواك للكاتبة ام شيماء )
هزت زينة رأسها بتأكيد وهي تقول
_قابلتها صدفة ثم بعدها أصبحنا صديقتين رغم لقاءاتنا القليلة لكن حديثنا شبه يومي على الهاتف ولانها تحبك كثيرا حكت لي عنك وعن القصص التي جمعتها دون أن تتطرق لأي تفاصيل حتى لاتفسد متعتي بقراءة الكتاب كما قالت
و حديثها دفعني لان اطلب لقاءك

هل تنكر وداد أن فضولها الآن بأوجه تريد ان تعلم القصة وراء السيدة زينة وهل كانت ايضا نزيلة سجن في الماضي شعت عيناها بالعزيمة وهي تقول
_ حسنا انا موافقة ياسيدة زينة سأجهز العقد الذي يضمن لك سرية الأسماء وعدم ذكر أي تلميح يخصك في القصة التي سأنشرها
قاطعتها زينة قائلة بغموض مما دفع وداد للنظر اليها باستغراب
_ لااحتاج اي عقد .. فقط التزمي بشروطي التي سأقولها لحمايتك انت وليس لحمايتي انا ياسيدة وداد



روابط الفصول

المقدمة .... اعلاه
الفصول 1، 2، 3، 4 .... بالأسفل

الفصل 5، 6 نفس الصفحة
الفصل 7 والخاتمة







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 17-10-20 الساعة 01:48 PM
فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس