آخر 10 مشاركات
تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          195_بعد عدة براهين_ليليان بيك_عبير الجديدة (الكاتـب : miya orasini - )           »          1 - العاصفة في قلبها - مادلين كير - روايات ناتالي** (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-10, 09:07 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


6- الصورة المظلمة
ألقى آرثر الشال الذي كان يحمله على كتفي كارن وشده عليها بقوة , لو أن أحدا شاهدهما في تلك اللحظة لحسب أنه حب الزوج لزوجته وعنايته بها , أما بالنسبة اليها فلم تر في تلك الا أحدى صور علاقتهما الحالية الزائفة.
لم يتكلم وهو يغلق الباب خلفها ويقودها بعيدا عن مرمى النور الأصفر المنبعث من مصباح الباب الخارجي , كان الليل باردا معكرا يوحي بأقتراب موجة من الصقيع , لكن الظلال الداكنة للشجيرات القريبة كانت تغري المرء بالتجول بينها , قادها آرثر بجانب جدار البيت الحاجب للريح حتى لاح لهما من خلال الظلام سياج الروضة الشائك , توقف آرثر هناك وقال:
" لا أريد أن أبقيك هنا طويلا , لكنني أريد أن أتحدث اليك قليلا حيث لا يسمعنا أحد".
أقتربت منه ونظرت في قسمات وجهه المعتمة وسألته:
" ألم تحدثني بكل شيء بعد؟ مشكلة واحدة لا تزال تحتاج الى حل وأنت تعرف ما هي".
هز كتفيه متنهدا وقال:
" أعتقد أننا لم ننجح حتى الآن في تنفيذ أتفاقيتنا كما يجب , أليس كذلك ؟".
تصلب جسم كارين وقالت بهدوء:
" أنني أحذرك يا آرثر ! لا تحاولي أن تلومني على ذلك , أنك لا
تجعل الأمر يسيرا بالنسبة الي".
" وأنت أيضا لا تجعليه يسيرا بالنسبة الي! بالتأكيد أنت تدركين...".

قاطعته قائلة:
" لحظة , لحظة , دعنا نوضح كل شيء , أنا لم آت الى هنا لنبدأ مجادلة أخرى أو لأسمع أتهامات جديدة , لم يعد بأستطاعتي أن أتحمل أكثر ما تحملت , بحق السماء حاول أن تفهم الأمور وتعقل يا آرثر ".
" لكن هل تعرفين شعوري أنا؟ هل تحسنين أن الأمر أيس بالنسبة الي؟".
قالت بائسة:
" لا أعرف , لكن الذي أعرفه أن الأمر يزداد صعوبة كما أتصور , في الواقع بت أظن أنه من الأفضل لكلينا أن أغادر...".
قاطعها وقد ثارت ثائرته:
" كلا! كلا! يجب ألا تذهبي , سيهدم ذلك كل ما أريد بناءه , أصغي يا كارين يجب أن نسوي هذا الأمر قبل أن تسوء الحالة وتكتشف أليزابيت الحقيقة".
قالت كارين بمرارة:
" أخشى أن تكتشف الحقيقة بسبب بقائي هنا".
" لن تكتشف ذلك أذا تجاوزنا خلافاتنا وكففت أنت عن أصرارك العنيد بخصوص الغرفتين المنفصلتين ".
" أنا مستعدة أن أحافظ على وعدي , لكن ليس...".
أمسك بذراعها وقال:
" كارو أسمعيني جيدا , أنا أعرف بماذا تفكرين , لكن علينا أن نحل هذه المشكلة الآن أصغي الي , سأبقى هنا مدة يومين فقط أو يمكن أن أقول ليلتين , سأذهب بعد ذلك ولن أعود حتى يوم الثلاثاء , ومن ثم سأذهب ثانية بعد ذلك في الأسبوع التالي وهكذا , على هذا فأن وقتي هنا سيكون محدودا , تذكري هذا وأتركي الأمور على ما هي عليه , وأنا أعدك بأن لا أتطفل على حرية خلوتك".
وقفت صامتة غير قادرة على تقدير مدى الثقة التي تجرؤ أن تمنحها للوعد الذي قطعه على نفسه , كانت لهجته صادقة , لكن غزيرتها حذرتها بأن المسألة ليست بتلك السهولة , خاصة عندما يكونان قريبين جدا من بعضهما البعض وبينهما كراهية يمكن أن تثور لأي كلمة , تذكرت مشهد تلك الليلة التي أتى فيها الى البيت متأخرا , فنزلت اليه في محاولة ودية بريئة ضمن حدود الأتفاقية المعقودة بينهما ,كما تذكرت ما حدث بينهما منذ ساعة تقريبا في غرفة النوم قبل دخول أليزابيت عليهما ,كيف يستطيع آرثر أن يتصور أمكانية مشاركتها أشد الغرف ألفة , وهي غرفة النوم , كشخصين غريبين؟
أحس كارتر بشكوكها فأرخى يده عن ذراعها وقال بلهجة واثقة:
" أسمعي , كل شيء كان بيننا أنتهى , مات ولا يمكن أسترجاعه , فهل تثقين بي على هذا الأساس؟".
هز كتفيه بيأس وراح ينظر في وجهها الذي غلبت عليه اليرة , للحظة رهيبة طغت عليها رغبة جرفة في أن تلين وتستسلم , أرادت أن تصرخ طالبة منه ألا يدع ما كان بينهما ينتهي , أرادت أن تقترب منه وتلمس خده ,وتلتمس منه بصوت مجنون ملح , أليس بوسعنا أن نحاول من جديد؟
لكنها كبحت جماح نفسها عندما تكلم عابسا , تسري برودة حقده الدفين في كلماته.
" أنني أعدك أيضا , لأهون عليك الأمر , أن أعمل كل ما أستطيع للأسراع في أجراءات الطلاق ,وأؤكد لك أنني لن أجعلك تعانين من الحاجة الى المال في مستقبل أيامك".
أجابته ببرود:
" لا تحاول أن ترشوني فأنا لا أريد أي شيء منك ".
" أنا لا أفعل ذلك من أجلك ... أو من أجلي , وأنما من أجل أليزابيت".
في ذلك الوقت كانت ولولة الريح وحركة أوراق الشجيرات قد سكنت تماما , أحتوى كارين وآرثر صمت مخيف يحمل بين طياته صدى قرع أجراس الموت ,موت زواجهما , وتناهى الى سمعها صوتها المتشنج وكأنه آت من مكان سحيق:
" أنا كذلك... أعتقد أن هذا الأمر بات مفهوما بشكل واضح".
أستدارت بسرعة , فلم يعد بأمكانها أن تحتمل أكثر من ذلك , وراحت تتعثر على طول الممر المعتم بأتجاه النور , وشعرت بخطوات آرثر خلفها فأخذت توسع خطاها , يائسة , لكنه لحق بها قبل أن تبلغ الباب :
" لحظة يا كارو , لا يكفي ما قلناه".
"ماذا تعني ؟".
" لا يجوز أن تندفعي هكذا الى داخل البيت وكأنني أبغض مخلوق بالنسبة اليك , بالله عليك تذكري ماجدا !".
نظرت اليه بأستغراب وسألت:
" وما شأن ماجدا في الموضوع؟".
" ألم تدركي بعد أي نوع من النساء هي؟".
" لم أفهم ما تقصد , ما علاقة ماجدا بأمرنا؟".
" يجب ألا تلاحظ شيئا غير طبيعي في علاقتنا , أنها شديدة الملاحظة وتنقل بأخلاص كل صغيرة وكبيرة لأليزابيت".
كان نور المصباح في تلك اللحظة قد سقط على وجهه فكشف مقدار التةتر في تقاطيعه , وسمعته يتابع حديثه:
" وهل علي أن أذكرك وأنت أعرف الناس , بحق السماء هل نسيت؟".
تملكتها الحيرة وسرت في أوصالها قشعريرة من الخوف:
" وما ذلك الذي نسيته , أتعني أن ماجدا على بعض العلم بأمرنا؟".
قال عابثا :
" لا أرجو ذلك ,عملت جهدي لأقناعها بأن تلك التي كانت في الصورة ليست أنت , ولكنها.......".
فقاطعته :
" الصورة!".
نظر اليها آرثر بأمعان وخطوط القسوة تبدو على فمه:
" دعك من هذا يا كارين , لا تحاولي أيهامي بأنك لا تعرفين شيئا عن تلك الصورة , أستطيع تقبل الكثير منك ولكن لا...".
" حسنت , ولكن كيف عرفت ماجدا بالصورة؟".
قال لها بشراسة:
" وقعت عليها صدفة , فأتصلت بي تستفسر أن كنت أنت التي تظهرين فيها".
جمدت كارين في مكانها م ترنحت وأوشكت على السقوط , أحاط آرثر كتفيها بيدين من الفولاذ , همست بيأس وهي تحاول أن تتمالك رشدها :
" لكنني لا أعتقد أن كائنا من الممكن أن يتعرف عليّ , فالصورة كانت غير واضحة.....
أنزلقت يداه تحت مرفقيها يسندها اليه:
" كارن تمالكي نفسك , أردت ببساطة أن أحذرك فقط , كان ذلك الصباح كابوسا بالنسبة الي , أخبرت ماجدا بأن هناك آلاف الفتيات في لندن لهن شعر طويل يرف على وجوههن , ويرتدين معاطف بأرادان من الفرو , أعرف أنني أقنعتها في ذلك الحين , أما بالنسبة لي فعلى الرغم من أن ملامح وجهك لم تكن واضحة في الصورة , ألا أن حقيبة يدك ذات الأبريم البارز التي كنت قد أهديتك أياها قبل ذلك بيومين أو ثلاثة , وسلة التسوق الفخمة التي كنت وحدك تستعملينها .... أحمد الله أن ماجدا لم تنتب الى ذلك".
أجتاحت كارين موجة من الدوار , قامت بمحاولة يائسة لتستعيد سيطرتها على نفسها وتنسحب من بين يدي آرثر , فسقط الشال على الأرض , ترنحت وهي تستدير منحنية تتلمسه , لكنه كان أسرع منها فألتقطه ووضعه على كتفيها المتعشتين وهمس:
" الأفضل أن تدخلي فأنت ترتعشين , وتذكري يجب أن تحترسي لنفسك دائما".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-10, 06:35 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

دخلت تتعثر كالعمياء , كان النور لا يزال يشع من المطبخ حيث شاهدت ماجدا تقف أمام المغسلة , ألتفتت ماجدا مبتسمة وقالت:
" الجو أصبح باردا , بالطبع أنه هنا أبرد منه في لندن , أتريدان مني أن أعد لكما شيئا حارا؟".
لكن كارين لم تكن تريد الا أن تهرب بنفسها فهزت رأسها وقالت:
" كلا شكرا , أريد أن أنهي ترتيب ملابسي".
وأرتفع صوت آرثر قائلا:
" أن كنت متعبة فلا تنتظرينني يا حبيبتي , سأنشغل قليلا ببعض الأمور التي يجب أن أقوم بها قبل أن آوي الى الفراش".
أصطنعت كارين أبتسامة وتمنت لماجدا ليلة طيبة وصعدت الى غرفتها , أمضت نصف ساعة قبل أن تدب يائسة في فراشها , وأخذت تحدث نفسها :
" ماذا لو تذكرت ماجدا أمر تلك الصورة ؟ لكن ما يهم لو تذكرت؟ أن آرثر سيتولى منعها من أعلام أليزابيت أي شيء بخصوصها , أليس كل ما يعمله من أجل أليزابيت؟".
أما بالنسبة اليها فليس عندها ما تخسر ه , خسرت أهم ما يهمها منذ سنتين , خسرت آرثر وأحترامه وثقته , أستلقت على سريرها فريسة لآلآم أنفعالاتها التي أستفاقت من جديد , كان من السهولة بمكان تجنب تلك الحماقة القديمة لو أنها عملت بموجب خطتها لذلك الصباح المشؤوم فذهبت الى السوق لشراء بعض الحاجيات على الرغم من هطول المطر , لو علمت ذلك لفاتها الأستماع الى تلك المكالمة الهاتفية ...... الى ذلك النداء الذي دعاها بأنفعال طالبا المساعدة ... لو أنها فقط لم تدع ستيفان أسي يؤخرها بأصراره على تقديم ذلك الشراب الذي لم تكن ترغب فيه , لكانت خرجت قبل وصول المراسل والمصور الصحفي الى المشهد , دعتها غريزتها لأن تندفع هاربة من ذلك المكان , فأثار هربها أهتمامهما , فأقتنعا بأنها ولا ريب تلك الفتاة الغامضة التي ما زالت هويتها تشغل بال بعض الأوساط والعالم الفني على وجه الخصوص , لكن ماذا كان بمقدورها أن تفعل؟ لقد قطعت على نفسها وعدا أن تلوذ بالصمت وكيف يمكنها أن تنكث بذلك العهد؟
مضى وقت طويل قبل أن تخلد الى نوم مضطرب , أفضل ما فيه أن آرثر وفى بوعده , فتركت المصباح القريب من السرير الآخر مضاء حتى لا يتخبط آرثر عند دخول الغرفة في الظلام ,دخل بهدوء , لم يصدر عنه أي صوت سوى صوت الحركات الخفيفة وهو ينزع ملابسه ويتجه الى غرفة الحمام , عندما عاد تريث هنيهة حين مر بجانب سريرها , وبعد لحظات أطفأ النور وخيم السكون ألا من صوت تنفسه الخافت.
قربه الشديد منها جعل النوم عليها مستحيلا , كم مرة في منامها ويقظتها نقلتها أحلامها الى أيام سعادتها الماضية تعيشها بخيالها فتتمنى وتشتاق .. وها هو القدر , بشكل ما , جعل حلمها حقيقة واقعة لكن أقرب ما يكون الى الكابوس , لم تتصور قط أن تشارك آرثر ليلة أخرى على هذا النحو بقلب موجع يفصل بينهما واد سحيق من الحقد والضغينة , ما أقربه منها وما أبعده عنها.
بعد ساعات أيقظتها لمسة يد على كتفها فهبت مجفلة , كان الوت صباحا وأشعة الشمس تنساب عبر الكوة الزرقاء , كان آرثر يجلس على طرف سريرها مرتديا ثيابه , والى جانبها على الطاولة الصغيرة كان قدح من الشاي.
ما أن رآها تفتح عينيها حتى قال:
" أحضرت ماجدا الشاي قبل قليل , لكنني طلبت منها ألا توقظك لأنك نمت متعبة".
" نعم كنت كذلك .... شكرا".
أتكأت على الوسادة وسحبت الأغطية فوق كتفيها المكشوفتين , شعرت بالأحراج الشديد أذ كانت ترتدي قميصا شفافا للنوم فلو نزلت من السرير لن يكون بمقدورها الكثير لتفعله دفاعا عن نفسها , لكن مخاوفها سرعان ما تبددت عندما سمعته يقول بخشونة :
"تبدين مخيفة".
أرتعشت يدها وهي ترفع قدح الشاي , فأعادته مكانه وقالت بصوت غير متزن:
" لم أنم جيدا".
" هل كنت تصرخين في نومك؟".
" أصرخ؟".
" نعم ,لماذا؟".
" لم أصرخ أبدا , أظنك كنت واهما".
" أذا فأن وهمي أيقظني من نومي , فنهضت من سريري وأتيت اليك خشية أن تكوني مريضة أ و بحاجة الى شيء ما , لكن يبدو أن أهتمامي لم يكن له مدعاة للترحيب".
فسألته وهي تتجنب النظر الى عينيه:
" هل كنت مهتما حقا؟".
" أنا لست عديم الأحساس كما تعرفين".
" حسنا , أرجو ألا يذهب بك الظن بعيدا فتتوهم أنني كنت أذرف الدموع من أجلك".
وقف وهز رأسه ساخرا:
" نعم لم يعد هناك مجال لمثل هذا الظن يا كارين , أشربي الشاي قبل أن يبرد , سأراك عند الأفطار".
تدفق الدمع من عينيها عندما خرج من دون أن يلقي نظرة الى الوراء , ليته كان في مقدورها أن تحصن نفسها ضد قسوته , جرعت الشاي وهي تشعر بعدم الرغبة لمواجهة ذلك اليوم الذي ينتظرها , دخلت الحمام , فأصابها هزة من الصورة التي عكستها المرآة , وجه ممتقع اللون , وعينان بللهما الدمع غارتا في تجويفتين معتمي الظلال ,وفم لا يقل شحوبا عن صفرة خديها .
خطرت لها فكرة الرجوع الى سريرها وعدم النزول الى الأفطار ,لكنها سرعان ما طرحت هذه الفكرة جانبا , لأن ذلك لن ينقذها من مضايقات الجميع الذين سيهرعون للأطمئنان عليها .
لكن لم كل هذا القلق الذي ينتابها؟ ألم تقنع نفسها خلال السنتين الماضيتين بأن آرثر لا يستحق أن تحطم قلبها من أجله؟
لقد أراحت ضميرها عندما أخبرته بأنها لم تقابل ستيفن أسي ألا في ذلك اليوم وأنها لن تقابله مرة أخرى , أخبرته أنها لم تقابل مطلقا صديقه الفنان الشهير فينس كاين الذي قتل بحادث مفجع فرّ السائق على أثره , لكن آرثر لم يصدقها ...الأنسان الوحيد الذي يستطيع أن يؤكد صحة أقوالها لا يستطيع بل لا يجرؤ أن يتكلم....
كان آرثر قد غادر البيت عندما نزلت الى غرفة الطعام الكبيرة , تناولت الأفطار وحيدة , وما أن أنتهت حتى دخلت أليزابيت بأبتسامة عريضة تبدو عليها السعادة ... وقبلت كارين بحرارة وحنان وقالت:
"سأتناول معك قدحا آخر من القهوة , لن أقبل بعد اليوم أن يجبرني أحد على تناول وجبة الأفطار في السرير".
تكلمت أليزابيت كثيرا عما يجب أن تجريه من أصلاح أو تعديل في البيت قبل وصول أبنتها ليزا ثم قالت:
"يجب أن أنقل حوائجي من غرفتي وأعدها من أجل ليزا وكليف".
" غرفتك؟ غرفتك أنت؟".
" نعم , سوف أنتقل الى غرفة النوم الصغيرة المجاورة لغرفتك , لأنني أريد أن أهيء لهما غرفة نوم واسعة ومريحة وذات حمام مستقل حتى لا يضطر الى مشاركة ماجدا وتمزي الخادمتين غرفة حمام واحدة ".
أنحنت كارين قليلا الى الأمام وقالت:
" كلا لن تفعلي ذلك آرثر لن يقبل أن تتركي غرفتك, لماذا لا نترك نحن غرفتنا الى ليزا وزوجها ؟ أنا مستعدة أن أستعمل غرفة الحمام العامة".
لم توافق أليزابيت على أقتراح كارين وأصرت على أن تنتقل هي من غرفتها , فقالت كارين:
" أعتقد أن آرثر سوف يعارض خطتك".
" كلا , لا أظن ذلك وسوف يوافق على خطتي المعقولة".
رن جرس الباب الخارجي وأرتفعت أصوات الترحيب , وصلت تمزي .
أقبلت تمزي على أليزابيت تعانقها بحرارة , كانت أمرأة ضخمة الجسم , صلبة العود , كثيرة الكلام والحركة , ونظرات عينيها الزرقاوين تنم عن حيوية وطيبة , وأبتسامتها كانت دافئة ودودة .
قدمتها أليزابيت الى كارين فمدت اليها يدها مصافحة , أسرعت ماجدا تعد الشاي , بينما أنتقلت أليزابيت وتمزي الى غرفة الجلوس , أما كارين فأعتذرت وظلت مكانها تفكر في غرفة النوم , صممت أن تخليها الى ليزا وزوجها ظنا منها أن ذلك لن يزعج آرثر الذي تهمه صحة أليزابيت وراحتها , لم تضيع وقتا بل أتجهت الى السلم صاعدة الى غرفتها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-10, 06:57 PM   #23

ميلاف

? العضوٌ??? » 9677
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 333
?  نُقآطِيْ » ميلاف is on a distinguished road
افتراضي

بليز كملو القصه فضلن ليس امر

ميلاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-10, 07:11 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم يستغرق منها أعادة حوائجها وحوائج آرثر الى الحقائب أكثر من ساعة , وعندما أوشكت على الأنتهاء دخل آرثر الغرفة ثائرا:
" ماذا تفعلين بحق الشيطان؟".
وقبل أن تفوه بكلمة تقدم منها وأمسكها بكتفيها وتابع قوله:
" ما معنى هذا لا تقولي بأنك رجعت عن كلمتك التي قطعتها على نفسك , هل...".
كان يهزها بعنف فأمسكته من صدره وصرخت بصوت مكبوت:
"أصغ الي يا آرثر , أنا لن .... دعني أشرح لك!".
أرخى يديه عنها قليلا لكن عينيه ظلتا تقدحان شررا:
" أذن لماذا حزمت أمتعتك؟ أظن أننا ناقشنا الأمر بشكل جلي ! هل تحاولين تهديم كل شيء؟".
" عندما تهدأ أشرح لك الموضوع".
فهم آرثر حقيقة الأمر وبان عليه الأرتياح , سره أهتمام كارين وتضحيتها بغرفتها الكبيرة والمريحة من أجل أليزابيت , وافق على رأيها وقادها الى الطابق الأرضي ليريها غرف النوم القديمة الموجودة هناك , أتفقا على الأنتقال الى أحداها , كانت غرفة مقبولة تطل على الحديقة , فتح آرثر النافذة لتهوية الغرفة فتطاير الغبار من النافذة التي مر عليها زمن طويل لم تفتح درفتاها للهواء الطلق , وأذا بكارين تصرخ متألمة وقد أصابت ذرات الغبار عينها.
أقبل آرثر مسرعا وأمسك كتفيها قائلا:
" دعيني أرى".
أطاعت بشيء من عدم الرغبة , وأختلست لحظة من لحظات الألفة عندما وضع يده تحت خدها ورفع وجهها وراح ينظر في عينيها , شاهد عينها المحمرة الدامعة , ففتح جفنيها بأصابعه وقال:
" رأيتها ... لا تتحركي".
أحست بألم حاد وهو يحاول أزالة ذرة سوداء من عينيها بطرف منديله وأفلح في النهاية.
" أحسن؟".
" نعم .... أظن ذلك".
كانت أنفاسه الناعمة تلفح خديها , وأصابعه تداعب برفق صفحة ذقنها , ومرفقه يضغط على صدرها , أخذت منه المنديل لتمسح قطرة سالت من عينها الدامعة وتنفست متنهدة قبل أن تنسل مبتعدة عنه , غير أنه ظل ممسكا بذراعها ملزما أياها لتنظر اليه وقال:
" آسف يا كارو , أنني أدرك بأن ما يحدث ليس سهلا بالنسبة لك كما أنه ليس سهلا بالنسبة لي , وأقول الحق لم أكن واثقا من أنك ستوافقين على القدوم معي الى هنا ".
أجابت بهدوء :
" لم تترك لي فرصة للأختيار".
" أنت تعرفين , أنا مستعد أن أفعل أي شيء من أجل أليزابيت , فأعذريني يا كارو".
خفضت كارين نظراتها لتخفي ضعفها الذي كاد يخونها , وحنينها الذي كاد يفضح ذاته , كانت تعرف تماما مدى أخلاصه لأليزابيت وتفانيه بالعناية بها , لذا فعليها أن تتذكر فقط الدافع الحقيقي الذي حدا به أن يأتي بها الى هذا المكان , وأن تعرف كيف تهرب من تأثيره عليها , تأثير نظراته ,كلماته , لمساته , وقت أن تكون في أشد حالات أستسلامها لعذاب لحظات مثل هذه التي تعانيها الآن , لن يؤدي بها في النهاية الا الى مزيد من أوجاع القلب والأوهام الكاذبة .
قد يهم بها آرثر في أية لحظة , أن النظرات التي تطل من عينيه أشعرتها بذلك , وفي أية لحظة أيضا .... قد تكتسح الرغبة عندها جدران كبريائها الباردة كما تكتسح العاصفة نبتة ضعيفة , لكن بعد ذلك , بعد أن تنحسر النشوة , فأن آرثر سوف يتذكر ... وسينصرف عنها محتقرا ذاته وحاقدا عليها...
سرت قشعريرة باردة في أوصالها فخلت يديه عنها ووقفت قرب النافذة وظهرها اليه , راحت تجاهد للتغلب على ضعفها , أزدردت ريقها بصعوبة وقالت بصوت منخفض:
" أعتقد بأنني أفهمك ,وأشكرك لأعتذارك لي".
أقترب من كتفها وقال بصوت ضعيف:
" عندما دخلت الغرفة ورأيت الحقائب ظننت....".
" نعم , حسنا , لا تقلق , ثق بأنني لن أرجع عن كلمتي بهذه الطريقة من دون أي أنذار".
أستدارت كارين خارجة من الغرفة فتبعها آرثر قائلا:
"هل ترغبين في رؤية بقية غرف البيت ؟ تعالي.....".
رافقته الى غرفة أخرى فشاهدت مطرقة صغيرة معلقة على الحائط .... عندما سألته عنها قال:
" أوه , أنها مطرقة أثرية , يوجد واحدة أخرى مثلها".
نظر الى البعيد ثم ضحك وقال:
" لو تعرفين , كنت أنا وليزا نستعملها قديما , كانت تصيب ليزا الكوابيس الليلية فتستيقظ مرتعبة , وغالبا ما كانت تصرخ عاليا .... خطرت لي فكرة , طلبت منها أن تطرق على الحائط ثلاث طرقات عندما تستيقظ فزعة من نومها أثر كابوس , فأستيقظ أنا , وكنت أنام في غرفة مجاورة لغرفتها , فأطرق بدوري على الحائط فيهدأ روعها , وكثيرا ما كنا نعاود الطرق مستأنسين بالأنغام التي تحدثها الطرقات.أستمر بنا الأمر على هذه الحال مدة طويلة الى أن تخلصت ليزا نهائيا من كوابيسها".
" ألم يكن صوت الطرق يزعج بقية أهل البيت؟".
" لا أظن ذلك , هاتان الغرفتان كانتا في القسم الخلفي من المنزل وجدرانهما صلبة , كم كانت أليزابيت تشكرني لأنني أكتشفت شيئا يعيد الثقة الى نفس أبنتها ليزا ويخفف عنها تأثير كوابيسها المزعجة".
وتريث قليلا يتذكر الماضي ثم تابع:
" لا يمكنني أن أنسى تجاربي الآولى مع كوابيس ليزا , بدأت وهي بعد في السابعة من عمرها , أستفاقت مرة من نومها مذعورة ودخلت غرفة والديها تصرخ قائلة بأنها رأت نفسها وسط نار متأججة ,وأخذت تنفض قميص نومها متوهمة أن النار لا زالت عالقة به".
أستدار آرثر وأنتقل برفقة كارين الى الغرفة التي كانت في يوم من الأيام غرفة ليزا ,وأصبحت الآن غرفة ماجدا , كانت كارين تعرف الكوابيس لكن ليس بالبشاعة التي صورها لها آرثر , وقفت بالبا ونظرت الى داخل الغرفة النظيفة , فلم تشاهد أي أثر من آثار ليزا ألا لوحة صغيرة ذات أطار مرصع بالخرز معلقة على الحائط , وأبتسم آرثر قائلا:
" على أية حال , أذا أصاب الكابوس ماجدا أو تمزي فأن لديهما وسيلة تشفيهما منه".
لم تبتسم كارين , بل أنهمكت تتخيل ليزا وآرثر يطرقان على الجدار بمطرقتيهما , لكن لماذا كل هذا الحديث عن ليزا؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-10, 07:49 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

7- أبرة الشك
من حظ كارين أن ذلك اليوم كان يوم عمل للجميع , أذ أنشغل كل أنسان في ما يخصه من عمل , أنهمك آرثر في أصلاح ستائر النافذة , فجأة عبس وهو ينظر من زجاج النافذة المغبرة وسمعته يقول:
" أرجو ألا تتجمد وهي تعمل في الخارج , يا ألهي ... أنها تركع على ركبتيها تنتزع الأعشاب الضارة!".
أقتربت كارين من النافذة , كانت أليزابيت حقاتعمل في نزع الأعشاب الضارة التي نبتت بين شجيرات الورد المحيطة بالحوض الدائري في الناحية البعيدة من الحديقة , وكانت تمزي تقف الى جوارها تتفحص شجيرات الورد , وتقدم النصائح الى أليزابيت الراكعة على ركبتيها .
راقب آرثر المشهد لعدة لحظات ثم نظر الى كارين قائلا:
" هل تعدينني شيئا يا كارو؟".
" أذا كنت أستطيع".
" أعرف أن آخر شيء يمكن أن تشكرني أليزابيت عليه هو أن أعاملها كطفلة مدللة , ولكن ليس بوسعي الكف عن القلق من أجلها , فهل تحاولين أقناعها بأن تعتني بنفسها ولا تعمل فوق طاقتها عندما أكون غائبا عن البيت؟".
" بالطبع سأفعل .... ولست بحاجة للتوصية , لكن هل تظن من الحكمة أن نفعل ذلك؟ أنها ولا شك أفضل من يحكم على مدى أحتمالها لما تقوم به من أعمال , وأعتقد أن عليك أدراك ذلك يا آرثر , وألا فأنك ستقوض ثقتها بنفسها والشجاعة العظيمة التي تمتلكها".
تنهد آرثر وسأل:
"كانت تحدثك بشؤونها , أليس كذلك؟".
" نعم".
" هكذا ظننت , حسنا , لن ألزمك بأن تخسري الثقة التي وضعتها فيك , لكن تذكري ... أنا أعتمد عليك يا كارو".
كان في لهجته شيء من التحذير ,ولمحت ذلك التحذير ثانية في عينيه صبيحة اليوم التالي قبل مغادرته البيت ,عندما عانق أليزابيت وألتفت اليها.
أحست بالتوتر , خشيت أن يمثل دور الزوج المحب فيودعها توديعا حارا أمام أليزابيت , وكأنما تكهن بما كانت به , فلم يشأ أن يحرجها وأكتفى بأن أمسك ذراعها وأبتعد بها نحو السيارة قائلا:
" لا تنسي تعليماتي ".
أومأت برأسها قائلة:
" لا حاجة بك الى القلق".
" سأتصل بك هاتفيا هذه الليلة , أنهم جميعا ينتظرون مني أن أفعل ذلك , وينتظرون مني الآن أن أفعل هكذا ...".
وقبل أن تفطن الى ما يعنيه , أحنى رأسه وشدها الى صدره بقوة وعانقها بحرارة , وعندما أبتعد عنها تمتمت من دون أن تنظر الى عينيه :
" لا تقلق , سوف نعتني بأليزابيت".
ألقى حقيبة يده داخل السيارة وجلس وراء المقود قائلا:
" سأعود يوم الثلاثاء على أبعد حد".
بعد لحظة كانت السيارة تنطلق به , وقفت كارين التي فاجأتها معانقته , تراقب السيارة حتى أختفت عن الأنظار , ثم تمالكت نفسها ورجعت الى البيت.
شعرت بالفراغ منذ اللحظة الأولى التي وطأت قدماها دلرسبك , والآن سيطر عليها شعور بالوحدة بسبب ذهاب آرثر , لكنها حاولت أن تقنع نفسها أن أمامها بضعة أيام من الطمأنينة تستطيع فيها أن تعوّد نفسها على معايشة محيطها الجديد ,وتستقر فيه بغض النظر عن نصل العذاب المغروس أبدا في جسمها , ألا أنها كانت تتمنى في قرارة نفسها لو أن آرثر لم يغادر البيت , أو على الأقل لو بقي حتى وصول أخته واللقاء الأول بعد سنتين من الغياب.
حاولت كارين أن تسيطر على القلق الذي تملكها بأقتراب يوم الجمعة , أذ ليس من سبب يدعوها أن تخشى الألتقاء بأبنة أليزابيت ,أن ليزا لا تدري شيئا عن الصدع الذي أصاب زواج أخيها بالتبني , حتى لو علمت فليس من المحتمل أن توصل هذه الحقيقة الى أمها , ذلك أنه مهما كانت أخطاؤها فحبها وأحترامها لأمها لم يكونا موضع شك , وآخر ما يمكن أن تتمناه هو أن تسبب لها الأذى , مع أنها كانت مطمئنة , لذلك ... ألا أنها أحست بالبرودة تسري في يديها ,وبالرعشة تتمشى في أوصالها عندما شاهدت سيارة المرسيدس البيضاء الكبيرة تقترب من البيت بعد السادسة من مساء يوم الجمعة.
كان كليف طويل القامة نحيلا له شعر فضي ووجه نحيف ,نزل من السيارة يراقب زوجته التي كانت تفتح ذراعيها لملاقاة الجميع وهي تصيح:
" ماما يا حبيبتي".
كانت لا تزال جذابة كعهدها , طويلة ,رشيقة ,نحيلة القد , ترتدي ثوبا صوفيا قرمزي اللون , وعلى شعرها القصير الأشقر قبعة جلدية بلون ثوبها.
تقدمت ليزا من كارين فاتحة ذراعيها وعانقتها وهي تقول:
" هالو.... كارو حبيبتي ,ما أجمل أن أراك ثانية".
ثم نظرت حولها وسألتها:
" لكن أين آرثر؟".
" رجع الى لندن".
" كيف يجرؤ أن يغيب وهو يعلم أنني قادمة؟".
أسرعت أليزابيت بالجواب قائلة:
"توقع ألا تتأخري حتى اليوم , لكن تأخرت فأضطر الى الذهاب وسيعودالثلاثاء".
دخل الجميع الى البيت وتطوعت كارين بأرشاد كليف وزوجته الى غرفتهما التي أخلتها هي وآرثر من أجلهما .
كانت نهاية الأسبوع متعبة بالنسبة الى كارين , في مساء السبت أتصل آرثر بالهاتف , فأخبرته كارين بمجيء أخته وزوجها وعن خيبة الأمل التي أصابت أخته بسبب تغيبه عن البيت , فقال:
" أوه , لم يكن لدي متسع من الوقت لأعلامها عن أضطراري للسفر , هل هي عندك الآن؟".
" كلا , ذهبت برفقة كليف في جولة قصيرة".
" هل بدأت تشعر بالضيق في دلرسبك؟".
" لا أعتقد ذلك , يبدو أنها سعيدة جدا لكونها في البيت ".
" حسنا يكفي هذا الآن والى اللقاء يوم الثلاثاء".
كان ذلك كل شيء , وضعت كارين السماعة ببطء , لم يكن لمشاعرها أية أهمية لدى آرثر ,حتى ولم يتظاهر بذلك على الهاتف أثناء مكالمته , لكن أليس من الحماقة أن تتوقع منه شيئا من هذا القبيل ؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-10, 12:20 AM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تغير الطقس يوم الأحد , هبت رياح شديدة وأنهمر المطر , كان كليفورد وزوجته برفقة كارين يجلسون في غرفة الجلوس عندما نظرت ليزا فجأة نحو كارين وسألت:
" كارين, هل تظنين أن أمي على وشك أن تموت؟".
" لا أعرف ... أرجو وأصلي ألا يحدث ذلك".
أستطردت ليزا بصوت مكمود:
" لم أكن أصدق حتى عندما سمعت ما قاله الأطباء , لكنني الآن بت أظن ذلك".
تخلى كليفورد عن هدوئه وقال:
" لماذا أنت متشائمة الى هذا الحد يا ليزا؟".
" لأن ما أقوله صحيح".
قفز كليفورد من مكانه وأقترب من زوجته واضعا يديه على كتفيها , وقال منفعلا:
" من الصعب أن تتأكدي مما تقولين! أصغي يا ليزا , لا شيء صحيح حتى يحدث ,ولم يحدث شيء حتى الآن , هل ترغبين في قدح من الشراب؟".
" كلا , شكرا!".
" وأنت يا كارين؟".
" أنا كذلك , شكرا".
" أذن فأنا ذاهب لأعد لي كأسا".
خرج من الغرفة تاركا ليزا تحملق في الباب بذهول , أحست كارين برعشة فزع وهي تنظر الى وجه ليزا الممتقع , فنهضت من مقعدها وأقتربت منها قائلة:
" هل أنت بخير؟".
أجفلت ليزا مستفيقة من حالة الشرود التي سيطرت عليها هنيهة وقالت:
" نعم أنا بخير , لا تشغلي بالك بي , أظن أنني بحاجة الآن الى كأس من الشراب".
هبت ليزا مسرعة وخرجت من الغرفة تاركة كارين في تفكير عميق ,لم تكن تلك المرة الوحيدة التي تخرج فيها ليزا بمثل هذه السرعة عندما تجد نفسها وحيدة مع كارين , في الواقع فأن ليزا كانت تتجنبها كأنما تخاف شيئا ... غاصت كارين في مقعدها وراحت تحدق في نار الموقد , لا شك أنها مخطئة في تخمينها , لا يمكن أن تتهرب ليزا من الأنفراد بها عن عمد, لا بد أن يكون ذلك بمحض الصدفة , بالتأكيد فأن ليزا لا يمكن أن تتصور بعد هذا الوقت الطويل أن كارين من الممكن أن... وبحركة مفاجئة تناولت الصحيفة التي كان كليفورد تركها على الطاولة , وراحت تقلب صفحاتها لتهرب من تخيلاتها وتعيد الى أعصابها الهدوء والسكينة .
قبل أنقضاء يوم آخر أقتنعت كارين تماما بأنها لم تكن مخطئة في تخيلاتها , وجدت نفسها وحيدة مع ليزا في مناسبتين , وفي كلتيهما كانت ليزا تختلق لنفسها عذرا للأنصراف بسرعة , فلم يعد لديها مجال للشك في أن ليزا تتجنبها عمدا.
تنهدت كارين عميقا وقررت أن تصرف تلك الحقيقة عن تفكيرها , فأنها منذ المرة الأولى التي قابلت فيها ليزا شعرت بأن هناك حاجزا غير مرئي يحول بينهما ويمنع تقرب الواحدة من الأخرى , كان بأستطاعة ليزا أن تكون حلوة دمثة عندما يتطلب الظرف , ويمكنها أن تكون لطيفة عندما تريد شيئا , لكنها لم تكن تحس بعاطفة صادقة الى أي من بنات جنسها , كانت ميولها محصورة بالجنس الآخر , تفضل أن تميل اليها قلوب الرجال , ونقطة ضعف أمها الوحيدة , أنها لم تكن ترى في أبنتها أي خطأ على الأطلاق , كانت بالنسبة لأمها أغلى ما في الوجود , مرجع ذلك أن أليزابيت فقدت قدرتها علىالأنجاب أثر ولادتها لأبنتها , تلك الولادة التي كادت تودي بحياتها , والتي أيقنت من بعدها , هي وزوجها جيمس , أن الصبي الذي طالما تشوقا الى أن يرزقا به , لن يكون ... حتى ذلك اليوم الذي دخل فيه ذلك الصبي الصغير , البائس , المنبوذ الى بيتهما وقلبهما.
لأول مرة تساءلت كارين في نفسها عن شعور ليزا أتجاه ذلك الصبي الغريب الذي أقتحم دنياها طيلة السنين الماضية , هل أمتعضت منه ؟ هل أغتاظت من تطفل ذلك المخلوق الذي بات يشاركها الحب والحظوة اللذين كانا من حقها وحدها؟ لكن مهما كان رأيها في أتخاذ أخ أكبر منها سنا كواقع دائم في حياتها , فأنها سرعان ما قبلت به كواحد من رعايا مملكتها , وسرعان ما منحها هو التدليل والحماية , حتى بعد زواجها ظلت على صلتها الوثيقة بأخيها بالتبني , تلجأ اليه كلما أعترضتها مشكلة طالبة منه النصيحة والمساعدة اللتين لم تكن تطلبهما من زوجها , سرحت كارين بأفكارها الى تلك الأشهر القليلة التي عاشتها مع آرثر , وأستذكرت تلك المناسبات العديدة التي كانت تظهر ليزا فيها فجأة ... قائلة بأنها ستخطف منها أخاها بعض الوقت فتنفرد به تستمع الى نصحه وأرشاده , كانت تعتبره معصوما عن الخطأ , وكان آرثر بدوره يعاملها بالحب والحنان , ويسيغ عليها جوا من الحماية كأنه شقيقها المولود من أبويها , مع ذلك ... هل كان شعور ليزا نحو آرثر أعمق من مجرد شعور نحو أخ؟ شعور لم تدرك حقيقة كنهه حتى الآن؟
سرت في جسدها قشعريرة باردة , وراحت بيأس تحاول جاهدة أن تقصي تلك الفكرة التي سيطرت على مخيلتها , فكرة أن ليزا لم تكن تحب آرثر حبا أخويا وأنما كانت تعشقه كرجل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-10, 05:07 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أبت تلك الفكرة المخيفة أن تفارقها , علما أن ليس في الأمر غرابة أو شذوذ , فالقربى التي تربط بينهما ليست صلة دم لتحرم ذلك الحب , فأذا صح ظنها لأتضحت لها أمور كثيرة حيرتها وأربكتها في أعقاب تلك الأيام المريرة التي مرت عليها سنتان.....
تساءلت في نفسها ماذا عن آرثر؟ هل خطر بباله ما كانت ليزا تحس به نحوه ؟ أرتعشت من جديد وهي تشعر من أعماقها بأنه مهما كانت طبيعة ما تحس به ليزا نحو آرثر , فأن ذلك لم يلق من قبله أي أستجابة مماثلة , أن آرثر أحبها هي حبا عنيفا أدى الى زواجهما , على الرغم من أن ذلك الحب لم يدم طويلا..
أنهارت قطعة حطب وسط الجمرات المغطاة بالرماد , فتطاير منها شرر متوهج عبر الموقد , مما جعل كارين تجفل وتعود من شرودها الى الحاضر , أخذت الملقط وأنهمكت تعيد الشظايا التي أنبعث منها الدخان الى وسط الموقد , وفجأة أستدارت الى الخلف عندما سمعت صوت تمزي التي دخلت قائلة:
" شكرا لله أنني وجدت أحدا في المنزل , أتعرفين أين يمكن أن أجد بعض أقراص الأسبرين؟".
أمعنت كارين النظر في وجه تمزي الذي كانت تبدو عليه علائم القلق , وقالت:
"أظن أن لدي بعض الأقراص , هل تشعرين بصداع يا تمزي؟".
" كلا , لكن السيدة أليزابيت تعاني من قشعريرة برد شديدة".
أصفر لون كارين وهتفت بفزع:
" آه ,كلا , متى كان ذلك؟".
" ذهب الجميع الى القرية وظننت أنك معهم , صعدت الى السيدة لأسألها أن كانت لديها الرغبة في قدح من الشاي , فوجدتها محمرة الوجه محمومة لا تقوى على الكلام , كان صوتها مبحوحا في الصباح , لكنها قالت أنها بخير".
صعدت كارين بسرعة ورجعت ببعض أقراص الأسبرين , فوجدت تمزي تعد كأسا من الليمون ثم صعدتا الى غرفة أليزابيت .
كانت مستلقية في سريرها وعلى كتفيها شال من الصوف , ممتقعة الوجه تتوسط كلا من خديها بقعة دائرية شديدة الأحمرار .
أبتسمت أليزابيت عندما رأت كارين وأستندت متعبة على الوسائد , وقالت بصوت غلبت عليه البحة:
" سأكون أحس حالا في الصباح".
نظرت اليها كارين متفحصة ولمست بظهر يدها جبينها الحار الجاف , وأمسكت برسغها تعد النبضات.
همست أليزابيت:
" أنك تبدين محترفة , لم أكن أدري أنك ممرضة يا حبيبتي".
" أمي كانت ممرضة وتعلمت منها بعض الأسعافات الأولية , حرارتك مرتفعة وأود لو يفحصك الطبيب , على الأقل لندرأ عنا غضب آرثر عندما يعود غدا".
وافقت أليزابيت وحضر الطبيب بعد السادسة بقليل , كان طبيب القرية منذ أكثر من ثلاثين عاما , وأليزابيت تعرفه معرفة جيدة , أعطاها بعض الحبوب , وقال بأنه سيعود في الصباح التالي.
رجع الجميع من القرية وعندما علمت ليزا بالنبأ أصابتها هزة شديدة , صعدت تركض الى غرفة أمها , أمضت طيلة المساء تصعد وتهبط الدرجات بين غرفة والدتها وغرفة االجلوس , حتى نفد صبر زوجها وقال:
" بالله عليك يا حبيبتي , أما أن تجلسي بهدوء الى جانب والدتك أو تبقين هنا وتتركين لها فرصة لتنام , أن تصرفك هذا يجعلها عشر مرات أسوأ مما هي عليه الآن".
أقتنعت ليزا بما قاله زوجها , جلست معه برفقة كارين وماجدا يلعبون بالورق حتى العاشرة , ثم أنصرف كل منهم الى شأنه , وآثرت كارين أن تنام مبكرة فتوجهت الى غرفتها.
كانت ساعات تلك الليلة طويلة معتمة , لكنها شعرت بالأرتياح عندما أستفاقت من نومها المتقطع لترى نور الفجر وقد أخذ يرفع ستائر الظلام عن الأفق الفسيح , كان الوقت يقارب السادسة صباحا عندما سمعت أول حركة تدل على أن البيت بدأ يستيقظ من سباته العميق.
دخلت الى الحمام لتريح نفسها من آثار تلك الليلة المضنية ,وعندما خرجت رأت ماجدا تظهر من أحد جوانب البيت , فتقدمت منها وسألتها بقلق عن حال أليزابيت فأجابتها قائلة:
"أمضت ليلة هادئة , وهي تظن أن بأستطاعتها تناول قطعة من الخبز والمربى , أدخلي وأطمئني بنفسك".
غمرت كارين موجة من الأرتياح وبدون تردد توجهت نحو غرفة أليزابيت , طرقت الباب بلطف ثم دخلت , كان يبدو على المريضة شيء من التحسن , لكن صوتها كان لا يزال مبحوحا وأن بدا أكثر قوة عندما قالت:
" أراك أستيقظت مبكرة يا حبيبتي , هل أنت على ما يرام؟".
هزت كارين رأسها وأنحنت بأندفاع لتقبل أليزابيت التي أشاحت بوجهها قائلة:
" لا تقتربي مني يا حبيبتي ... كنت أخبرت ماجدا قبل قليل أنه من الخير للجميع لو يبتعدون عني حتى أتخلص من هذه الحمى ولا تنتقل اليهم العدوى , ستعتني بي تمزي فالجراثيم لا تؤثر بها!".
أبتسمت كارين قائلة:
" هل أستطيع أن أقدم لك أية خدمة؟".
" كلا يا حبيبتي , تمزي غسلت وجهي ويديّ وأعتنت بي كأنني طفلة صغيرة , ستقدم لي ماجدا طعام الأفطار ,أذهبي أنت وتناولي طعامك".
شعرت كارين بالسعادة وهي تستمع الى كلمات أليزابيت التي تجلى فيها حنان الأمومة , وقبل أن ترد بكلمة سمعت صوت سيارة تقف أمام البيت , أزاحت الستائر بشيء من الدهشة , وكتمت صرخة ضعيفة كادت تنبعث من حلقها الجاف , كانت سيارة حمراء داكنة تقف في الباحة , سيارة مألوفة , سيارة آرثر!
نزل آرثر من السيارة وصفق بابها خلفه وبدأ يعبر الباحة الأمامية ثم توقف فجأة حينما أنطلقت فتاة من البيت تركض بأتجاهه وخصلات شعرها الذهبية تهفهف مع هبات نسيم الصباح , وألقت بنفسها بين ذراعيه.
كانت تلك الفتاة هي ليزا.
أرتفعت يد كارين المرتعشة الى عنقها , وسمعت أليزابيت تسألها :
" ماذا هناك؟".
" أنه آرثر ... عاد مبكرا".
نطقت بصوت متهدج كأنه لم يكن صوتها , وأحست بألم حاد في معدتها كأنما أصيبت بطعنة , أستطاعت أن ترى وجه ليزا وهو يلتصق بكتف آرثر وقد أنعكس عنه وهج عاطفة طاغية , وراحت يداها الناعمتان تتلمسان عنقه , أما آرثر فكان بدوره يطوقها بيديه القويتين ويشدها الى صدره..
أحست كارين بالغرفة تدور بها , وأمسكت بطرف الطاولة خشية السقوط , سقط آخر حجاب عن عينيها , أن شكها المحموم غير القابل للتصديق كان حقيقة واقعة.
كانت ليزا تهوى آرثر........


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-10, 05:30 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

8- تحت شلال الغيرة
لم تعد كارين تذكر كيف أنتقلت من غرفة أليزابيت الى غرفتها , كل ما تذكره هو ذلك الغضب الذي صدع رأسها وتركها منهوكة مرتعدة , كل ما باتت تراه هو صورة ذنيك الشخصين المتعانقين التي حفرتها نار الغيظ في مخيلتها , كيف تجرؤ ليزا أن تحتضن آرثر بتلك الطريقة الخليعة التي تسخر من كل ما كانت تبديه سابقا من مظاهر الحياء لأخيها وأعجابها به , أليس لديها ذرة من وازع أو ضمير؟
أطبقت يديها بشدة فأنغرست أظافرها براحتي يدها من شدة الغضب , لا فائدة ترجى من أقناع نفسها أن ما شاهدته في الخارج كان نتيجة لألم ليزا وقلقها على أمها , أو تعبيرا عن شعورها بالطمأنينة في هذا الظرف لوجود آرثر الى جانبها , وثقتها بقوته التي يمكن أن تستند اليها عند الأزمات.
كان الأمر أسوأ من ذلك بكثير , فالبعد بين هذه العواطف لأنسانية والعفوية وبين تلك التي أرتسمت على وجه ليزا عند أحتضانها آرثر ... يتجاوز بعد القطبين , وماذا عن آرثر ؟
جلست على طرف السرير وأستغرقت في التفكير , لو أن آرثر كان يجهل طبيعة شعور ليزا نحوه , فأنه ولا شك أصبح يفهمه الآن بعد لقائه بها هذا الصباح.
بغتة أرتفع صوت يناديها ثم أنفتح الباب ,وظهر آرثر على عتبته تتجلى على وجهه معالم الغضب وصاح:
" أذن أنت هنا! لماذا لم تعلميني؟".
هبت كارين واقفة وأنفجرت تقول:
" لماذا لم أعلمك؟ كيف تجرؤ أن تقتحم عليّ الغرفة وتصرخ في وجهي كأنني أحدى تابعاتك ؟ بعد....".
قطع عليها الحديث قائلا وهو يلقي بمحفظته وسترته فوق السرير :
" أما أنك لم تعتبري الأمر خطيرا أو أنك لم تهتمي به أصلا , لو لم تتصل بي ليزا هاتفيا الليلة الماضية.......".
" أذن كانت ليزا! كان عليّ أن أعرف ذلك!".
لأول مرة منذ أقتحامه غرفتها وقف يمعن النظر وكأنه فهم قصدها وسأل:
" كان عليك أن تعرفي ذلك! تعرفين ماذا؟".
" لا حاجة بك الى أن تسأل , أرجع بذاكرتك خمس دقائق الى الوراء لتعرف الجواب".
أفلتت الكلمات المريرة غير المحترسة من فمها دون أن تقوى على كبتها , حملق فيها آرثر وصاح:
" عما تتحدثين بحق الشيطان؟".
" أتحدث عن ليزا ! عن تسللها الى الهاتف بعد أن ناقشنا الموضوع جميعا وقررنا أن الأمر ليس بالخطورة التي تستوجب أستدعاءك".
على الرغم من محاولاتها للمحافظة على أتزانها فأن صوتها كان يرتفع تدريجيا وأردفت تقول:
" وأنا أتحدث عن ليزا التي ألقت بنفسها بين ذراعيك قبل قليل على مشهد من الجميع ! كأنها..... كأنها.....".
لم يقو على الصبر فأتخذ خطوة الى الأمام وأظلمت عيناه ولوى فمه بأحتقار:
"يالله ! أذن هكذا! تعنين أنك رأيت ... أنك أعتقدن...!".
وشهق مهتاجا وأفلتت منه ضحكة خشنة وتابع :
" من المستحيل تصديق ذلك".
" أحقا؟".
صر بأسنانه وقال:
" لماذا لا تقولينها أذن؟ لماذا لا تتهمنينني صراحة بحب ليزا ؟".
أحست بالخوف من العنف الذي تجلى في صوته , لكنها واجهته بكبرياء وقالت:
" لم أذكر ذلك".
" لكن كلماتك تتضمن ذلك".
جمع قبضة يده كأنه يهم بضربها وأردف:
" يا ألهي! كثير أن يصدر عنك أنت بالذات من دون كل الناس مثل هذا القول!".
تراجعت كارين ,كانت كلماته أشد وقعا عليها من السياط وأستدارت خوفا من أن يرى دموعها , لكنه أدركها وأمسك بذراعها ثم أرغمها على الأستدارة نحوه , نظر اليها مليا يتفحص تقاطيع وجهها المتألمة , شفتيها اللتين تلاشى لونهما ,عينيها اللتين تتجنبان مقابلة عينيه , عنقها الذي ترتعش نبضاتها في عروقه , ثم خلى سبيلها بغتة فترنحت موشكة على السقوط ,وقال:
" يا للشيطان! الغيرة أعمت بصيرتك!".
" ممن ؟ من ليزا؟ أبدا!".
ثم نظرت اليه بقوة وصاحت:
" لما كانت ليزا قد أستدعتك بهذه السرعة , أليس من الأفضل أن تذهب لرؤية أليزابيت وتطمئن عليها بنفسك؟".
" هل أستيقظت؟".
" ستجدها تتناول أفطارها , لم نهملها لحظة منذ أدرت لنا ظهرك , أننا نحب أليزابيت كما تعرف".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-10, 08:40 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم ينطق آرثر بكلمة ,لكن وجهه أزداد تجهما , وأضافت تقول:
" كنت في غرفتها عند وصولك , ولا أظن أنك ستساهم كثيرا في تأمين الراحة لها لو أعلمتها بأنك أمضيت طيلة الليلة الماضية تسابق الريح بسيارتك".
" هل يقلقك ذلك؟".
" يقلقني أذا لم يكن ما يدعو لتلك السرعة".
مشى يود مغادرة الغرفة ثم توقف وقال بصوت حازم:
" حسنا , أنا هنا الآن , أسمعيني قليلا , أليزابيت هي الوحيدة التي يهمها أمرها , هي الوحيدة التي منحتني كل ثقتها , هي الوحيدة التي منحتني الفرصة لأبني نفسي من العدم , أدخلتني بيتها وعاملتني كولدها , لا أستطيع أن أفيها بعض جميلها ... أدين لها بالكثير ,بل ليس لدينها عليّ حدود , أسمعي , سأقتل كل من يسبب لها الأذى".
هيمن عنفه على جو الغرفة فسادها الهدوء , نظر بقسوة في وجه كارين ثم تحرك نحو الباب , وقبل أن ينصرف ألتفت خلفه ثتنية وأضاف:
" من أجل أليزابيت تهون علي حياتي , أنها لم تلدني حقا , لكنها وهبتني الحياة".
أستنفدت كارين كل قوتها بعد صدامها العنيف مع آرثر , أرتدت أحد فساتينها أمام المرآة لتتزين , وسرعان ما ألقت جانبا أحمر الشفاه الذي كان بيدها , فهل يهمها مظهرها بعد الآن؟ ماذا يهم؟
نزلت تجر نفسها جرا لتناول الأفطار وحمدت الله أنها لم تجد أثرا لليزا هناك , ما أن جلست الى المائدة حتى ظهر آرثر , قالأنه سيخلد الى النوم حتى موعد الغداء , وأردف بأنه لن يغادر دلرسبك مدة ثلاثة أسابيع متتالية لأنه بحاجة الى راحة طويلة.
ظلت كارين صامتة , لم تكن في حالتها الراهنة قادرة على أبداء بهجتها لمثل هذا النبأ , كان يحتل قلبها غيظ مرير يقرب في خطورته من الكراهية , لو لم تظهر ليزا على المسرح لكان من المستطاع أن تصل مع آرثر الى تفاهم ضمني وقبول بالوضع الراهن ,لكن الآن وبضربة واحدة نسفت ليزا أي أمل في ذلك.
طال ذلك اليوم البائس يشوبهالتخوف من أنكشاف الجو المشحون بينها وبين آرثر والآخرين , ألا أن مرض أليزابيت وأنهماك الجميع في بعض الأمور المنزلية أثبت أن تخوفها لم يكن في محله , وعندما حان الوقت الذي ترهبه ,وقت أنفرادها مع آرثر في غرفتهما الخاصة , رأته يستغرق في صمت كئيب , كان مبعث أطمئنان لها .
أقبل صباح اليوم التالي يحمل معه أنباء الحمى التي بدأت تجتاح القرية بأسرها , أستيقظت ماجدا وليزا من نومها وعليهما كل الأعراض التعيسة , حتى تمزي الجبارة التي أستطاعت أن تدرأ عن نفسها الهجوم ذلك اليوم , لم تلبث أن سلمت بالهزيمة في اليوم الذي تلاه , وبعد يومين كان آرثر يستسلم للمرض.
كارين الوحيدة التي سلمت من الداء , لكن العناية بالمرضى وأعمال البيت التي ألقيت على عاتقها أثقلت كاهلها , وجعلتها ترحب بألتهاب الحنجرة الذي أصابها مع حلول نهاية الأسبوع , ومع ذلك لم تجد لديها الوقت الكافي للعناية بنفسها.
بينما كانت أليزابيت تتماثل للشفاء كانت ليزا طريحة الفراش تعاني من شدة وطأته , فقدت كل شهية للطعام ولم تنجح محاولات الجميع في دفعها لتناول أي شيء.
كانت ليزا أثناء مرضها محط عناية كارين التي كثيرا ما نظرت اليها تتأمل وجهها الممتقع المثير للشفقة , فتحس في داخلها وخزات تأنيب الضمير , ترى هل كانت مخطئة في ظنها؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-10, 04:20 AM   #30

ميلاف

? العضوٌ??? » 9677
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 333
?  نُقآطِيْ » ميلاف is on a distinguished road
افتراضي

يالله تكفون كملوها مره تحمست

ميلاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.