آخر 10 مشاركات
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree41Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-03-10, 05:19 PM   #31

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ألتمعت عيناها وبدتا غير قادرتين على حبس دموعها وعضّت على شفتيها وهي تعرف أن ما قاله رولت صحيح وأن يكن مثيرا للأشمئزاز , فدوربان باول رجل حساس فخور بنفسه وقد أعتاد حياة الأناقة والرخاء , أن تغيير نمط حياته سوف يؤدي به حتما الى الموت .
أدارت آلانا وجهها كي تخفي أرتجاف ذقنها وتكلمت بصوت خافت فيه شيء من السخرية:
" ما هو الحل الناجح الذي تعرضه؟".
" يمكنني تقديم المساعدة".
ردت عليه بجفاء:
" لكنه لن يقبل مساعدتك".
وفسر رولت كلامه بهدوء:
" لدي طريقة أخرى لمساعدته , لن تجعله يشعر بأنني أحسن اليه".
" كيف ذلك؟".
وبدأ الأمل يعود الى صوتها .
" يمكنني زيادة مدخوله من المصنع وأذا لزم الأمر يمكنني أن أوظفه في العلاقات العامة دون دوام كامل مما يرفع من مدخوله".
" وهل يمكنك ذلك؟".
كانت نظراته الزرقاء الحادة هادئة ثانية يلفها غموض ساخر فأجابها:
" نعم أستطيع , سوف أساعده.... أذا تزوجتني!".
تجمدت آلانا في مكانها لبضع دقائق :
" ماذا؟".
أعاد رولت :
"تزوجيني!".
لكنها هزت رأسها رافضة وأجابت:
" هذا غير معقول , فأنا أرتبطت بأخيك وقد أشترى لي محبسا اليوم".
رفع رولت كأسه وقال:
" غالبا ما تنتهي الأرتباطات ,وهذا ليس صعبا أبدا".
" لكنني أحب كورت, أوليس هذا عائقا....".
لكن رولت بسط الأمر بأستهزاء:
" هذا فقط في عقلك أنت... لن يكون زواجنا أول زواج من دون حب".
وسألته آلانا غير مصدقة ما يقول:
" وهل تعتقد أنني سأوافق على هذا... هذا الأبتزاز؟".
أجاب رولت :
" لا أعتقد أنك تملكين خيارا آخر خاصة أذا كنت متعلقة بأهلك بقدر ما تزعمين".
أشاحت آلانا بنظرها بعيدا عنه , بدت منزعجة , مضطربة ثم قالت:
" أن كورت سوف يساعدني , يمكننا أن نتدبر خطة لمساعدة أبي دون أن يعرف من أين يأتيه المال".
" أن كورت لا يملك تحت تصرفه المال الكافي لذلك, أنه يعمل هنا ويقبض أجرا لا يكاد يكفي لأعالة بيتين , ففي عائلتنا ,كل فرد يعمل بطريقته الخاصة ليصل الى القمة أو لا يعمل ! فالمال لا يأتينا على طبق من فضة عند الولادة".
ثم وضع كأسه على الطاولة وتابع:
" لا يا آلانا , كورت لا يستطيع مساعدتك , أنا الذي أستطيع ".
فصرخت به :
" لن أتزوجك أبدا , أن مجرد التفكير بذلك يجعلني أشعر برغبة في التقيؤ".
" لقد قدمت لك الحل الوحيد الباقي".
" لن أقبله".
فأقترب منها وقال :
" ماذا ستفعلين أذن؟ لا شيء؟".
" لا أدري".
وتنهدت بيأس ثم أدارت وجهها ونظرت اليه بغضب وأستياء :
" يمكنك مساعدته دون فرض شروطك المستحيلة!".
وتمتم لها :
" بسبب طيبة قلبي؟ لا فأنا أريدك أنت يا آلانا بالوسائل الحسنة أو بالقوة".
كانت عباراته جازمة فعرفت أن محاولتها ضاعت منذ أن تلفظت بها لكنها قالت:
" وهل يخطر ببالك مثلا أنك أذا ساعدت والدي بلا شروط , قد أغيّر رأيي فيك؟".
" طبعا , خطر لي ذلك , لكن تغيير رأيك فيّ لا يعني أنك سوف تصبحين زوجتي ,وهذا ما أريده بالذات , لذلك يجب أن أعرف ولأية درجة سوف تشعرين بالجميل قبل أن أقدم على أية مساعدة".
هنا رأت آلانا منفذا صغيرا لمشكلتها وأبعدت نظرها عن رولت كي لا يعلم بماذا تفكر وسألت:
" لكن , أذا وافقت على الزواج منك , فهل تساعد والدي؟".
لكن رولت أغلق المنفذ سريعا وقال ساخرا:
" سوف أساعده عندما تصبحين زوجتي".
فعاد الغضب الى وجهها وقالت:
" أذا أفلس أبي يا رولت ماثويز , فذلك بسببك أنت لأن بأمكانك أن تنقذه!".
أجابها بهدوء:
" لا!أن الغلطة غلطتك أنت , أنا قدمت المساعدة وأنت رفضت , لذلك لن يقع اللوم علي بل عليك أنت , أكاد لا أرف والدك , ماذا يهمني أذا كان لا يستطيع أن يبقي على مركزه الأجتماعي وعلى علاقاته بأصدقائه , لو كان والد زوجتي , لهمني الأمر طبعا , أما أن يكون أحد المعارف , فالأمر يختلف!".
شعر بالغضب يعصف بداخلها أمام كلامه الساخر المتعجرف , فرفعت يدها لتصفع وجهه الجميل لكنه أمسك بها قبل أن تلامسه وشد عليها بأصابعه الحديدية وبدت شفتاه صارمتين تنذران بالشؤم , وقال بصوت هادىء خافت:
" سوف تتزوجينني يا آلانا , لا خيار آخر لديك!".
أتركني!".

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-10, 06:04 PM   #32

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وشدت يدها التي أمسكها بقوة محاولة أن تفلت من قبضته لكنه راح يشد على يدها أكثر فأكثر ويجذبها نحوه حتى باتت ملاصقة له لا تستطيع التحرر من شدة الألم ,كان يملك قوة كبيرة وعرفت أنه يستطيع أن يكسر ذراعها بسهولة , فهدأت حين أدركت أن ثورة غضبه لا حدود لها , لذلك توقفت عن المقاومة , كانت أنفاسها عميقة ومضطربة من شدة الغضب والأشمئزاز , ورفعت أمامه رأسها بكبرياء معربة عن كرهها الشديد له , لكن وجهه ذا الملامح القاسية كان قريبا جدا منها ونظراته الحاذقة تحدق بها وكأنه يكتشف أسرار نفسها , أبتسم بقسوة وهو يقول:
" لن أتركك تذهبين وأعتقد أنك لا تريدينني أن أذه في هذه اللحظة , أقترب منها لكنها أدارت رأسها وحاولت الضغط على صدره لتبعده عنها , لكن ذراعها التي يمسكها بها كانت تؤلمها كثيرا فلم تستطع الأبتعاد وأحست بأنفاسه الساخنة على خديها , أستطاعت أن تفلت منه وهي تحرك رأسها بأستمرار , وأخيرا تمكنت أظافره القاسية من الأمساك بذقنها , وأشتد الصراع بينهما عندما شدها اليه بقوة وعانقها بقسوة غريبة بينما حاولت الأفلات وأبعاده عنها دون جدوى...
وفي النهاي أحست بالتعب وتلاشت , كانت ذراعها تؤلمها أكثر لأن قوته تكبلها بوحشية فقررت أن تتوقف عن القتال لئلا تتلاشى.
أحست بحنان قاتل قضى على خفقان قلبها السريع , مشاعرها المتناقضة رهن يديه والضعف الشامل الذي يحتلها جعله أقوى وأكثر سيطرة على الموقف , وهي أيضا أحست رجحان كفة قلبها من دون أرادتها , فلم تعد تعرف حقيقة الأحساس الذي يملأها , تيقظت فجأة وأنتصبت بسرعة مبتعدة عنه , لكنه رفض هذا التصرف , فحدقت في عينيه الملتهبتين مندهشة للتجاوب الذي دفعها الى هذا الرجل الذي تكرهه.
وفي نفس الوقت أحست بالغضب لما حدث , فسألها رولت بهدوء:
ط هل أنت مرتبكة ؟ألم تتوقعي أن يحدث لك ذلك؟ ألا تعلمين أن نار الكراهية يمكن أن تتحول الى نار حب وغرام؟".
عارضته قائلة:
" لا!".
فضحك بهدوء وقبل أن تفكر بالأجابة على أسئلته المثيرة , ضمها الى صدره من جديد ورفعها بين ذراعيه , خنقت الدهشة أنفاسها فصرخت:
" أنزلني!".
أبتسم ببرودة وقال :
" ألست مقتنعة تماما بعد؟".
ثم حملها الى الصوفا , غير مبال بأعتراضاتها ولا مقاومتها العنيفة , أجلسها على ركبتيه وعادت يداها تقاومان بشدة , لكن دون جدوى.
أنزلقت مبتعدة عنه أنقاذا لما تبقى في صدرها من عزة ورفض لأساليبه الخشنة , وأحست مع ذلك بقوة أنجذابها نحوه كأنما كل شيء يحدث بالرغم منها وعادتها ذكرى الرجل الذي تحب والرجل الذي قررت أن تتزوج , فسألت أية أمرأة حقيرة هي لتسمح لأخيه بمثل هذا ,أنها بعملها هذا لا تخون كرامتها وعزة نفسها فحسب , بل تخون كورت أيضا!
وفجأة وبينما كان رولت يتابع عناقه , عاودها الأحساس بالكرامة وبالتعقل, فأستجمعت كل قواها وأنتزعت نفسها من بين أحضانه ووقفت الى جانب الصوفا , وأحست أن قدميها ترتجفان وراحت تنظر اليه وكأنه جمدها مغناطيسيا بينما بقي جالسا مكانه وقد مد قدميه على الوسادات وأتكأ , وقفت آلانا فوق رأسه بالرغم من أنه كان هو الذي يعطي الأوامر , فمد يده اليها من جديد , فأرتجفت من حركته وقالت بكل وعيها:
" أرجوك , لا تفعل هذا يا رولت".
وكانت متوترة جدا بسبب أنجذابها الشديد.
فأنزل قدميه أرضا وجلس ثم وقف وأحاط خصرها بيده , فأرتجفت أعصابها حين أقترب منها من جديد , أهتزت قليلا وأدركت أن عليها الفرار من بين يديه.
لكن ذراعيه تمسكتا بخصرها , ودفعها الى صدره ثم أغرق رأسه بخصلات شعرها الأشقر المتدلية على عنقها , فأغمضت عينيها في وجه العواطف المجنونة التي تهز كيانها , وقالت بخشونة:
ط لا! هذا جنون! أنه ليس غير أنجذاب مؤقت , أنجذاب حيواني ".
لكنه تمتم وراء عنقها الحساس قائلا:
" أليس هذا أفضل؟ هكذا أعرف الآن أنه في حال زواجنا لن تشمئزي من ملامستي لك".
فأجابت:
" هذا ليس كافيا".
لكنها أحست من جديد أنه سيثير فيها الرغبة وعرفت أن الزواج لا يمكن أن يبنى على الأحاسيس والعاطفة فقط.
همس رولت في أذنها وهي تدير عنقها بعيدا عنه لتتلافى عناقه:
" هذا جيد كبداية , سوف نرزق أطفالا يجعلون الأعجاب يكبر بيننا".
أجابت بأرتباك:
ط لا أدري".
لم تكن قادرة أن تفكر بطريقة منطقية , خصوصا وهو يطوقها بهذه الطريقة الناعمة.
فرد جازما:
" صدقيني!".
ثم جذبها اليه كريشة يلاعبها الهواء وأحست أن لا قوة لديها لتغيير أتجاه الريح , وتركت نفسها وأستسلمت للأعصار لكنها تمسكت بكتفيه لكي تحافظ على التوازن الذي فقدته.

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-10, 06:37 PM   #33

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

رفع رأسه , فلاحظت آلانا أنها ترى بريق النصر في نظراته , فقد أعطته ودون أرادتها الجواب الذي أراده دون أن تستعمل الكلما , لكنه لم يكن الجواب الذي تريد, كانت ترفض الزواج منه لكنه وضعها أمام الخيار بين والدها وبين كورت , كم تمنت أن تستعيد ما أعطته وأن ترفض هذا الأختيار , كم تمنت لو تحتفظ بالأثنين معا ... والدها وكورت... ولم يكن قد فات الأوان بعد , كان بأمكانها أن تغير رأيها!
أبعدت نظراتها عنه وتحررت من قبضته وأبتعدت وهي تهيء في مخيلتها الكلمات التي تمكنها من أقناعه بأنها لن تتزوجه.
ولكن ما أن رفعت رأسها حتى تفاجأت بوجه كورت ينتصب باردامحتقرا , فتجمدت لرؤيته يقف أمام الباب المفتوح حتى أنها لم تشعر برولت وهو يقترب منها ويلف يده حول خصرها.
تأملها كورت بنظرات حاقدة من أعلى رأسها الى أخمص قدميها محدقا بدقة في قميصها المفتوح , وبطريقة عفوية , رفعت يدها وأقفلت الفتحة بينما وجنتاها تحترقان من شدة الخجل , كان كل شيء في منظرها المشعث يكشف الحقيقة , فتمنت لو تبتلعها الأرض وتموت في تلك اللحظة , علق رولت قائلا بهدوء:
" أعتذر لأنك أكتشفت القصة بهذه الطريقة, لم تكن آلانا تعرف كيف تخبرك".
ولم تتزحزح عينا كورت العاتبتان عن وجهها:
ط قضية عائلية قلت! أليس كذلك".
أراد بحرارة أن يذكرها بالسبب الذي أعطته لعدم مقدرتها على السهر معه تلك الليلة , وأضاف:
ط ولكنني لم أتوقع أبدا أنك عنيت عائلتي!".
كادت تختنق بالبكاء ولكن الغصة تجمدت في حلقها وقالت:
ط أرجوك يا كورت, فأنا...".
لكنه قاطعها:
" كنت سأفهم الأمر لو أخبرتني بأنك تخرجين مع رولت , طبعا كنت قد مت من شدة الغيرة , لكنني كنت سأفهم الوضع".
ردت معارضة:
"كنت أريد أن أخبرك!".
خاطبها مستهزئا:
" لكنك أردت التأكد أولا من أن رولت سوف يعلق , أليس كذلط؟ فلماذا الموافقة على الأخ الصغير الفقير أذا تمكنت من نيل الأخ الأكبر الغني ؟ هل وافقت على الزواج مني لأجبار رولت على طلب يدك أذا كان يريدك فعلا كما يدّعي !".
وصرخت :
" توقف!".
لم تكن سمومه اللاذعة في مكانها , لكن ذلك لم يخفف من قساوة صوته , ثم صرخ بغضب وبقرف في وجه أخيه:
" أخبرني يا أخ الأكبر , هل يجب أن أهنئك أم أقدم لك التعازي الحارة؟".
فأعترف رولت:
" لقد طلبت يد آلانا للزواج".
وتنفست آلانا بصعوبة وقالت:
" ألا ترى أنه يلعب بنا ثانية يا كورت؟".
" لم ترفضي هذا يا آلانا , على الأقل هذا ما لاحظته عندما فتحت الباب , وأشك أنك سوف تفعلين بعد الآن , سوف أصدقك أذا قلت لي يوما بأنك ستطردين رولت أذا حاول مرة ثانية , لكنني سأعلم أنك تطردينه نحو باب غرفتك!".
" هذا غير صحيح".
لكن صوتها لم يكن مقنعا فعرفت أن كورت كان شاهدا على لحظاتها الأخيرةمع رولت أن لم يكن أكثر.
وتابع كورت بسخرية موجها كلامه لشقيقه:
" أن كنت لم تشتر خاتم الخطوبة للآنسة بعد , فلدي واحد وسأبيعه بسعر رخيص! لقد صنع خصيصا لها وسيلائمها جيدا , ليس من المنطق أن نبذر أموالنا نحن الأثنين على الهدف نفسه!".
فأرتجفت آلانا من مرارة صوته , وأحرقت دموعها الساخنة عينيها , لكنها لم تستطع البكاء , كانت تستحق جزءا من أشمئزاز كورت وتمتمت بصوت خافت:
" لا تفعل يا كورت, أرجوك".
أهتزت شفتاه من الأشمئزاز وتحولت تعابير وجهه الجميل الى قساوة وغموض فبات يشبه وجه رولت وقال:
" أنني ذاهب , أستطيع أن أقدر كم أنت متوترة بسبب وجودي وتنتظرين خروجي بفارغ الصبر لكي تعودي الى أحضان حبيبك".
وأنزلق نظره بلؤم الى يد رولت التي تمتلك خصرها لكن آلانا لم تنتبه لهذا الأمر ألا في تلك اللحظة , فتحركت الى الأمام لتجنب هذه اليد , لكن كورت كان قد هم بالخروج.
ركضت وراءه صارخة:
ط لا يا كورت , دعني أفسر لك , أرجوك!".
فتوقف وأستدار قليلا ونظرات الأحتقار في عينيه الزرقاوين منصبة على يدها التي أمسكت به وسألها بجفاء:
ط ماذا هنالك لتفسريه؟ أنت كاذبة ومخادعة , أعرف هذا وأتمنى فقط أن ينتبه أخي مع أية ساحرة ومخادعة يتعامل".
فتراجعت آلانا وكأنه صفعها وأختنقت الكلمات في حلقها , وحدقت ال الأرض وهي تسمع خطى كورت تبتعد , وبقيت واقفة حتى أختفى الصدى , فعادت الى داخل الغرفة وأحست بالبرد والتعب من هول الصدمة.
كان رولت ما يزال واقفا قرب الصوفا , ونظراته الخبيثة تتأملها دون أن تكشف ما يدور في باله , فرفعت ذقنها قليلا وألتقت عيناها الواسعتان المتألمتان بنظراته.
وأرتجفت من شدة الأنفعال وقالت:
" لقد دبرت كل شيء وطلبت من كورت أن يحضر الى هنا , أليس كذلك؟".
" أجل".
" لماذا؟".
" فكرت أنها أفضل طريقة لنعلمه بأنك ستتزوجينني , أعترف أنها طريقة قاسية لكنها الأفضل في النهاية".
وكان صوته غي آبه بما جرى.
قالت:
ط سوف أتزوجك, لقد ربحت الجولة".
وتقدمت نحوه ووقفت دون أحساس ولا حراك أمامه بينما راح ينظر اليها :
" سأنفذ وعدي بمساعدة والدك".
أجابته ببرودة:
" من الأفضل أن تتلذذ بهذه اللحظة , لقد حصلت على ما أردت , لكنني لا أعتقد أنك ستبقى بحاجة الى ما حصلت عليه بعد أن تمتلكه!".
قطب حاجبيه وسألها بسرعة:
" ماذا تعنين؟".
" أعني أنني سوف أفسد حياتك بقدر ما أفسدت حياتي , سأتزوجك يا رولت ولكنني سأجعلك تدفع طوال حياتك ثمن ما فعله اليوم وستندم على زواجك مني".
ونظر اليها طويلا ثم أبتعد غير آبه لأنذارها وقال:
" خذي حقيبتك , أعتقد أن الوقت حان لأعلام والديك بالنبأ السار".

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-10, 08:38 PM   #34

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6- العروس المشمئزة ليست بالضرورة أجمل عروس في لباسها الأبيض فكيف أذا كانت تحمل في صدرها مرارة آلانا؟

لحق رولت بسيارته السوداء سيارة آلانا كظل أسود مشؤوم , لم تحاول أن تفكر بما فعلت تاركة الوقت الكافي في المستقبل لتندم وتؤنب نفسها.
كانت شاردة الذهن , تقوم بحركات ميكانيكية وهي تقود السيارة بأتجاه منزل أهلها ورولت لا يبعد عنها سوى بضعة أمتار.
أمام مدخل المنزل , وقفت آلانا بجانب سيارتها تنتظر وصوله ليدخلا معا , أقترب منها بلا أي جهد وبخطى واسعة وقد تحولت الرصانة في ملامح وجهه الى ليونة وأشراق فرجع الى الصبية أحساس جسمه القاسي الملتصق بها وتذكرت أنفعالاتها وأحاسيسها الخائنة , فهزت رأسها محاولة أن تطرد تلك الأحاسيس المزعجة , وأدركت أن عليها محاربة الأنجراف الحسي الى رولت مهما كان الثمن!
وسألته:
" هل ندخل؟".
ودون أنتظار جواب سبقته متوجهة الى الداخل.
قال :
" أنتظري لحظة".
وأمسك بكتفيها لكنها أفلتت منه فذكرها ساخرا:
" هنالك أمر عاجل , لا يمكن أن تفعليه بعد أن ندخل يا آلانا! فنحن حبيبان أحمقان , أليس هذا ما يجب أن نقوله لأهلك؟".
فأجابت بقسوة:" لسنا في الداخل بعد!".
وسارت فلم يحاول أيقافها هذه المرة بل سار وراءها على بعد خطوات معدودة.
وعندما وصلا أمام الباب توقفت آلانا وأنتظرته لكي يفتح , وبدل أن يفعل ذلك , ضمها اليه , فوجدت نفسها محبوسة بينه وبين الباب , فرفعت رأسها لتذكره بأنهما لم يدخلا بعد , لكن الكلمات لم تخرج من شفتيها .
فقد أنقض عليها كالنسر برشاقة وشوق فتجمدت من الدهشة , عندما أرادت أن تتخلص منه كان قد تركها وشأنها , فعاتبت نفسها لأنها لا تنتبه لغدره , وحنقت عليه لأنه يتغلب عليها دائما ولا يفسح لها مجالا للأعتراض.
بعد أن أنتهى من عناقه , فتح الباب وقال:
" يمكننا أن ندخل الآن".
وأبتسم بكبرياء وأضاف:
" الآن وقد برقت نظراتك وأحمرت وجنتاك يمكنا مقابلة والديك , فمنظر وجهك يدل بوضوح أنك قد وافقت على الزواج من صياد ماهر ".
فأجابت:
" أسوأ ما في الأمر هو أنني سأتزوج منك أنت!".
ضحك بنعومة فثارت أعصابها وأزدادت وجنتاها أحمرار , كانت تعلم أن الحق الى جانبه لكنها بقيت غاضبة , كان عليها أن تتقن تمثيل الدور أمام أهلها لكي تبدد الشك الذي قد يساورهم بشأن حبها له .
حين دخلا غرفة الجلوس , طوى والدها الجريدة ونهض لأستقبالها بعد أن وضع نظاراته في جيبه وقال بأبتسامة عريضة ترحب برولت:
" أهلا يا رولت , لقد ظنت أليونور أنها سيارتك التي تلحق سيارة آلانا ... هل تزورنا بشأن عمل أو أنك هنا من أجل الزيارة فقط؟".
أجاب:
" أنها زيارة ذات هدف سار".
ثم وضع يده على كتف آلانا , فأحست أن عليها البدء بالكلام .
تطلعت ال وجهه المتأجج فرحا وتمنت لو تقول له أنها ستتحمل ملامساته لها حتى ولو كانت تكرهها , ثم نظرت الى عينيه الدافئتين اللتين ترمقانها بحنان وأشتياق دون أن تستطيع أن تقصي نظرها عنهما.
لكن صوتا من داخلها أنبها صارخا:
" أنتبهي! لا تؤخذي بجماله! تذكري ما هو هدفك من هذا الزواج! عندما ستحطمين رولت , كوني أكيدة ألا تحطمي نفسك أيضا".
أبعدت نظرها عنه بجهد واضح وتطلعت الى وجه والدها الغارق بالحنان والتساؤل , ثم ألتفتت بسرعة صوب أمها الجالسة على المقعد والتي كانت تحدق بها وتتوقع خبرا ما!
ووسط دهشة الجميع أعلن رولت بهدوء:
" هذه الليلة وافقت أبنتكم على أن تكون زوجتي".
ثم أدار وجهه عن آلانا ونظر الى والدها قائلا:
" بموافقتك طبعا".
بدت هذه العبارة الأخيرة بادرة أحترام لكن آلانا عرفت أن رولت لا يهتم كثيرا ما أذا وافق أهلها أو لم يوافقوا , وأن عليها أن تتزوجه بأرادتهم أو بدونها.
هذا الخبر أذهل دوريان باول لكنه لم يدهش زوجته أبدا , فوقفت باسمة :
ط أنا سعيدة من أجلك يا حبيبتي ".
ثم تلألأت دموع الفرح من عينيها وهي تتابع:
" لم تخدعيني أبدا , كنت أعلم منذ زمن طويل بهذا الأمر , أليس كذلك؟".
فوافقت آلانا وهي تنظر بطرف عينها لترى نظرات رولت المتسائلة والذي فوجىء بهذ التصريح , فأبتسم قائلا:
" هل عرفت بذلك منذ البداية , يا مدام باول؟".
ثم أحنى رأسه بفضول ولامس يدي آلانا التي كانت تبتسم بفرح في تلك اللحظة , بينما أمها تقول لرولت:
" يمكنك أن تسمي ذلك حدس نساء , كنت عارفة منذ البداية أن آلانا واقعة في غرامك".
أما دوريان باول , فقد ضحك مندهشا لما آلت اليه الأمور وقال لزوجته:
" كان عليك أن تخبريني بالأمر , فأنا والدها ,أليس كذلك؟".
أجابت :
"لو أخبرتك , لكنت أتهمتني بأنني عاطفية وحمقاء , لقد ذكرتني آلانا بحالتي عندما كنت صبية , أتذكر كم كنت عصبية يا دوريان عندما بدأت القصة بيننا , لكن ذلك لم يدم طويلا ".
أزداد البريق في عيني رولت وثارت أعصاب آلانا , لكنها كانت مجبرة على أن تلزم الصمت بينما خطيبها يستمتع بلحظات النصر , فنظرت اليه بعتب كبير وتركته يفهم كم هي تستخف موقفه تلك اللحظة... والى الأبد.

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-10, 09:07 PM   #35

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبينما آلانا تحاول أن تطفىء النار في داخلها قال لها والدها:
" أتذكر جيدا , كيف كنت تغضبين بسرعة من أجل أتفه الأمور وكنت أشعر بذلك".
وأضاف موجها حديثه لرولت:
" أن آلانا تشبه والدتها من نواح كثيرة".
مد رولت يده وأحاط خصر آلانا وشدها اليه فضغطت بأصابعها على يده محاولة أن تبعدها عنها دون أن يراها أحد , وعلقت على حديث والديها رغما عنها.
" أنك تبالغ يا أبي, سوف يعتقد رولت بأنه يتزوج داهية بعد حديثك عن الغضب".
همس ولت ضاحكا في أذنها :
" هل تعتقدين أنني لا أعلم ذلك؟".
وتمنت لو تستطيع أن تضع أناملها في عينيه تلك اللحظة وتطفىء بريقهما لأنه كان يستمتع بالموقف الحرج على حساب أعصابها .
أضاف والدها وأبتسامة حب تعلو ثغره:
" طبعا أنت لست كذلك, لكن لا بد أن أعترف الآن أمام رولت أنني كنت أتمنى أن تختار آلانا رجلا مثل كورت زوجا لها ,وقد أدهشني أن تقع في حب رولت , الآن أنا سعيد جدا بأختيارها هذا وأشعر أنها بأيد أمينة.
رد رولت وهو يرمق حبيبته بنظرة حب ساخرة في آن واحد:
" شكرا يا دوريان , أن لي الشعور نفسه".
فتمتمت والدتها متأسفة:
"مسكين كورت , كم كان معجبا بك يا آلانا!".
فأجابت ونبرات الأضطراب والألم ظاهرة في صوتها :
" نعم يا أمي , أعلم ذلك".
فقالت الأم من جديد :
" أرجو أن لا تكون آلامه قد زادت , لقد علم بالأمر , أليس كذلك؟".
لم تتمكن آلانا من الأجابة على سؤال أمها لأن ذكرى كورت أشعلت ثورتها من جديد , وجعلتها تتذكر وجهه وهو يغادر المكتب فعضت على شفتيها لتمنع الكلمات الحقودة من الأنزلاق .
لقد دمر رولت سعادة كورت وسعادتها ليحصل على ما يريد , لكنه لم يبال ورد على تعليق الأم قائلا:
" لقد رأيناه هذا المساء , كان الأمر صعبا على الجميع , لكنني أعتقد أن الأمور ستجري على أحسن ما يرام".
فهزت الأم راسها موافقة وقالت:
" أعتقد ذلك , كان الأمر سيكون أصعب بكثير فيما لو تزوجت آلانا من كورت ثم أكتشفت انها تحبك أنت , أما الآن وقد جرح كورت منذ البداية , فالأمر سهل , سوف يتغلب على عواطفه وينسى بسرعة".
فوافق الوالد على رأي زوجته قائلا:
" نعم , نعم , قليل من الألم الآن أفضل من المصيبة فيما بعد".
أراد دوريان بارول أن يسترسل بحديثه لكنه لاحظ أن الأنزعاج باد على جه آلانا دون أن يعرف السبب الحقيقي , فرأى أن يتوقف عن الكلام قائلا:
" ليس من الضروري أن نتحدث بهذا الموضوع الآن , لماذا لا نجلس جميعا؟".
ووجه كلامه الى زوجته أليونور:
" هل بقي شيء من القهوة والحلوى ؟ لم لا نحتفل بالمناسبة..." ونخبر روث بالأنباء السارة أيضا".
" سأفعل بكل سرور".
وأرسلت تنهيدة عميقة وأضافت :
" أخيرا , ستجلب لنا آلانا أحفادا....".
فضحك دوريان باول معلقا:
" طبعا يا عزيزتي , طبعا....!".
تخيلت آلانا فكرة الأولاد وأحمرت وجنتاها وأهتز كيانها فأبتعدت عن اليد القوية التي تحيط بخصرها , وتوجهت لتجلس على الأريكة وهي مقتنعة بأن عليها أن تتوقف عن الأحساس بهذه الجاذبية نحو رولت , وأن لا تطلق العنان لعاطفتها أبدا.
لكنها لم تكد تجلس حتى جلس رولت بجانبها , بقي بعيدا عنها لكنه مد يده وأراح كفه على كتفها تاركا لها بعض الحرية , فرمقته بنظرة أستياء...
عندما خرجت أمها من الغرفة , تطلع والد آلانا نحوهما وقال:
" أن أليونور متعلقة جدا بالأحفاد , لقد تمنت دائما أن ترى بيتنا مليئا بالأولاد , لكن للأسف , لم تتمكن من أنجابهم ونحن نشكر الله أنك أنت لنا يا آلانا , لا تقلقا بشأن أمك أذا قررتما عدم أنجاب الأطفال فورا".
وأجابت آلانا بعصبية واضحة:
" لم نبحث هذا الموضوع بعد يا أبي , فأنا لا أعرف حتى أذا كان رولت يحب الأطفال".
فأبتسم رولت بهدوء وقال لها:
" أنني أحب الأطفال كثيرا والبنات بشكل خاص".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-10, 12:35 AM   #36

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت آلانا في ذروة أنزعاجها وتمنت لو تغير هذا الحديث الذي يثير أعصابها ... وامنت لو يبعد يده عن كتفها ويوقف كلامه المنمق...
ةبينما كانت تبحث عن طريقة لتبديل الحديث , أطلت مدبرة المنزل بوجهها المستطيل وهي تشرق فرحا , وأخذت آلانا بين ذرايها فتوقف الحديث عن الأطفال أذ قالت روث والضحكة تملأ ثغرها :
" أنني فرحة كما لو أن أحد أولادي مقدم على الزواج , لقد عرفت آلانا منذ كانت طفلة ".
ثم دخلت والدة آلانا الى الغرفة حاملة صينية القهوة وعليها قطع الحلوى فأسرعت روث لتأخذها عنها بلهفة وتقول:
" قلت لك أن تتركي هذا العمل , أنها ثقيلة جدا عليك".
فردت الأم معترضة:
"لا معنى لهذا الكلام, فليس أمامي سوى بضعة أمتار , يمكنك أن تجلسي أنت".
لكن روث أصرت على أن تسكب القهوة بنفسها , بعد أن صبت الفنجان الأول , توقفت وقالت:
" فكري فقط يا أيلي بكل ما علينا عنله".
ونظرت الى آلانا وأكملت:
" متى قررتما الزواج ؟ هل فكرتما بذلك؟".
كادت آلانا أن تجيب عن السؤال لكن رولت سبقها الى الكلام :
" أجل , لقد فعلنا , ألانا تحب أن تتزوج في حزيران ".
لكن آلانا لم تكن تريد ذلك أبدا , فنظرت اليه مستنكرة قوله , لكنه شد بأصابعه على كتفها منبها أياها بألا تفعل.
لم يتحدثا أبدا عن موعد الزواج ,لكنها لم تكن تعتقد أنه سوف يتم بهذه السرعة .
ولكن ما الفرق على أي حال!
وعندما سمعت أليونور باول ما قالهرولت , شهقت بتعجب:
" حزيران ! لكن لم يبق من أيار (مايو) سوى 10 أيام وعلينا أن نشتري ثوب العرس وثياب الوصيفات , وعلينا أن نطبع بطاقات الدعوة ونحضر لوازم الكنيسة والأزهار , روث سوف تصنع الحلوى ولكن...".
فقاطعها رولت بتهذيب:
" أعتقد أننا نفضل عرس هادئا يا سيدة باول".
في أعماقها كانت آلانا تفضل عرسا هادئا , لأن حفلة زفاف رنانة يحضرها عدد كبير من المدعوين سوف تبدو منافقة ويكفي أن يكون عهد الزواج مزيفا وحده , لكنها في الوقت نفسه كانت تعلم أن أمها تنتظر الوقت المناسب لأقامة حفلة زفاف عارمة وجميلة لأبنتها الوحيدة , لذلك أجابت:, فنحن في الحديقة تفضل أحتفالا بسيطا بحضور العائلتين فقط.
وظهر الأرتياح على وجه رولت عندما أجابت الوالدة مكرهة :
" كما تشاءان ".
وعلقت روث على الأمر:
" في هذه الأيام وفي هذا العصر , يجب أن تفرحي لأنهما سوف يتزوجان دون الأهتمام بحجم العرس أو الحفلات الرنانة ".
فتجاهلت أليونور باول التعليق وسألت:
" وماذا عن شهر العسل؟".
فأجاب رولت:
" سنقضي نهاية أسبوع في مكان ما , فهذا كل ما أستطيع أن أوفره في الوقت الحاضر , وسنؤجل شهر العسل حتى الشتاء ".
وفكرت آلانا أن الأمر لا يهمها كثيرا فهكذا ينتهي شهر العسل حتى قبل أن يبدأ , ولن تكون مجبرة على أن تقضي وقتا طويلا الى جانب رجل أجبرت على الزواج منه لذلك أرتاحت للفكرة.
بينما بقيت آلانا صامتة , كانت روث وأليونور باول تتحدثان بموضوع الزواج وتفاصيل العرس , فقالت روث:
" الأزهار! يجب التنبه لهذا الأمر , أي نوع من الأزهار تفضلين يا آلانا؟".
وأخذت أبريق الشاي لتسكب للجميع من جديد فوجدته فارغا , فقطعت كلامها قائلة:
" لم تعد هناك قهوة , سوف أحضرها على الفور".
لكن رولت قاطعها قائلا:
" لا أريد المزيد , شكرا".
ورفع يده عن ظهر آلانا وقال :
" علي أن أغادر الآن".
وعارضت والدتها:
"ليس بهذه السرعة".
" بل علي ذلك".
ودع الجميع ,كلا بدوره وخرج من الغرفة لكن آلانا بقيت جالسة حتى تنبهت الى أن والديها ينظران اليها وهما ينتظران منها أن ترافق خطيبها حتى الباب وتودعه على أنفراد’ فعضت على أسنانها وأحمرت وجنتاها وأستوقفت رولت قائلة:
"سأرافقك حتى الباب يا رولت ".
فتوقف وأنتظر أن توافيه وهو يقول :
" هذا ليس ضروريا ".
ثم وضع كفه على خدهاوقال:
" كانت أمسية رائعة على العموم , طاب مساؤك والى الغد ".
فأمسكت ذراعه بيدها حين عرفت أنه ينوي تقبيلها لكنها لم تكن تستطيع أن تردعه عن ذلك أمام أهلها وروث.
عاملها بحنان , لكنها لم تتجاوب معه , فقد أرادت منه أن يفهم حقيقة شعورها وبأنها ان كانت قد لانت مرة معه , فذلك لن يتكرر أبدا.
عندما رفع رأسه , كانت عيناها تلتمعان فخرا بأنتصارها , كيف يمكنه أن يعانق لوحا من ثلج! ألا أنه حرك شفتيه بمرح وقساوة معا , فوشوشها قائلا:
" يمكنك أن تفعلي أفضل من هذا , لكنني سأنتظر وقتا آخر لأبرهن لك ذلك".
أبتسمت وأجابته:
" عليك أن تنتظر وقتا طويلا جدا!".
مرر أنامله على شفتيها للحظة وهو يقول هامسا:
" طاب مساؤك يا حبيبتي , نامي جيدا".
بدا صوته متحببا رزينا وكذلك أمنية النوم الهادىء التي تمناها لها , ولكنها أدركت أن أيا من أمنياته لن تتحقق , فهي لن تكون حبيبته أبدا , كما أنها لن تنام جيدا , لكنها ردت:
"طاب مساؤك يا رولت".
تلك الليلة بدأ عذاب آلانا الحقيقي , كان والداها يتوقعان رؤيتها الى جانب رولت لذلك لم تستطع الأفلات من هذه المشقة , كانت تحاول أن تهرب من البقاء قربه , لكن رولت لم يحاول أبدا أن يقترب منها ,وقد أعتبرت الأمر غريبا الى حد , ففسرت أبتعاده بأنه محاولة لتقريبها منه تدريجيا , وأنه يحاول أن يكسب ثقتها قبل أن يتقدم أكثر , لكنه كان بعيدا جدا عن كسب هذه الثقة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-10, 08:44 PM   #37

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

في صباح يوم عرسها , نزل المطر غزيرا وأنهمرت ستائر من المياه على زجاج غرفتها , وأعتبرت أنه من المناسب أن تمطر في ذلك اليوم بالذات , لأن هنالك خزانة قديمة تقول بأن الزواج يكون مشؤوما حين تمطر السماء يوم العرس , فأعتبرت آلانا أن هذا الشؤم يتناسب مع مخططها.
لكنها وهي في طريقها الى الكنيسة , أبصرت شعاعا من نور الشمس يخترق الغيوم فجأة ويوقف المطر , فعضت على شفتيها وحبست صوتها , كانت تتمنى أن يتبدد هذا الشعاع وأن يهطل المطر بقوة , فهي لن تكون سعيدة بزواجها من رولت سواء سطعت الشمس أو لم تسطع , والخرافات القديمة لن تبدل سير الأمور . لكنها ساعة غادرت الكنيسة ممسكة ذراع عريسها , كانت السماء صافية والطبيعة صاحية متألقة والهواء منعشا نظيفا , فلاحظت آلانا أخضرار الأشجار بينما موكب العرس يتجه الى منزل والديها حيث أقيم حفل صغير بالمناسبة.
هناك برباطة جأش ولامبالاة تحملت كل التهاني والأمنيات بالسعادة , ولأنها لم تكن سعيدة , وأكتفت بهز رأسها والأبتسام , مسؤولية الزواج , وحافظت على أبتسامة طبيعية وفي النهاية باتت تشد على أسنانها لتحتفظ بها.
وأخيرا , أقترح رولت مغادرة المكان , فوافقت آلانا بسرعة وأرتاحت أعصابها المشدودة وأرتخت على يد زوجها التي لم تفارق خصرها طوال الوقت , قبلت والديها قبلة الوداع وعصفت بداخلها شعور شط وريبة وأحست بوخز الضمير أتجاه تصرفها هذا وأسبابه , لكنها سرعان ما طردت هذا الشعور وخرجت مع رولت تحت رشقات حبات الأرز وتمنيات الجميع لهما بحياة سعيدة.
كانت سيارة العريس السوداء متوقفة في الممشى وقد زينها بشرائط بيضاء وبشعارات الحب وكلمة (هي وهو) مطلية على الجتنبين وسط الزينة الفرحة , لكن العروس لم تكن فرحة لأن كل ما حولها كان ينبهها الى أنها تزوجت من رولت للأنتقام وليس للحب .
وبعد أن قطع رولت الممر بين البيت والسيارة قال لها بجفاء:
" يمكنك الأسترخاء الآن يا آلانا , فكل شيء قد أنتهى ".
وتنهدت ثم أستلقت على المقعد وهي تقول في نفسها :
" حسنا وأخيرا أنتهى وقت التمثيل!".
ثم سألت:
" كم من الوقت يلزمنا للوصول الى البيت؟".
أجابها بهدوء بارز:
" يلزمنا حوالي عشرين دقيقة في السيارة حتى نصل الى بيتنا ".
وأدار المحرك.
خلال الرحلة , خيم السكوت ولم يقترح رولت أي مكان غير البيت لتمضية ليلة الزواج الأولى , حتى لو أقترح التوجه الى فندق فخم , لكانت العروس رفضت , فغرفة الفندق لا تحوي الا على سرير , بينما توجد في البيت عدة غرف.
لم تذهب آلانا الى ذلك البيت أبدا ولم تره مرة واحدة في حياتها , فوالدها هو الذي نقل معظم أغراضها اليه وما تبقى حملته الآن معها , كانت تعرف أين يقع فقط وتعلم أنه موجود في المدينة قرب بحيرة.
كانت أشجار الصنوبر العالية تظلل الدرب وتبدو متلاصقة جدا لدرجة أنك تحسب نفسك في نفق , وفي فسحة فوق قمة التلة , أنتصب بيت ضخم من خشب الأرز الطبيعي , مغمورا بالطبيعة , غارقا في أحضان الأشجار , عندما وقع نظرها عليه , أعترفت آلانا في نفسها بأن البيت جميل بالرغم من أنه ملك رولت.
أوقف السيارة ثم نزل وفتح لها الباب وفتح لها الباب ومن ثم توجه الى الدرج الخشبي المؤدي الى المدخل فذكرته قائلة:
"حقائبي!".
لكنه فتح الباب وأنتظرها عند العتبة الخشبية كي توافيه وأجابها :
" سأجلبهما فيما بعد".
عندما حاولت الدخول , مد يده, أوقفها وقال:
" هنالك عادة لأدخال العروس عبر عتبة الباب .
أرادت أن تعترض في البداية لكنها سرعان ما أستسلمت وتركت ذراعيه تضمانها الى صدره وتثيران أشمئزازها للحظة , خاصة عندما ألتصقت بجسده القاسي , فضمته ببرودة حين حملها ودفع الباب بقدمه فأنفتح ثم قادها الى داخل المنزل.
هناك قالت له بهدوء ساخر:
" أعتقد أن العادة القديمة قد نفذت وعليك بأنزالي الآن".
كان وجهه قريبا جدا من وجهها ونظره ثابتا وغامضا بحيث تمكنت من ملاحظة أدق تفاصيله ... الخطوط التي لوحتها الشمس على أطراف عينيه والأخاديد القاسية حول فمه.
لم يرد على طلبها بل بقي يحملها بين ذراعيه , فأهتزت أعصابها وأحست بالأضطراب .
لحظات ثم أرخى ببطء اليد التي وضعتها تحت ركبتيها وتركها تقف على الأرض , لكن يده الثانية بقيت تضمها بشدة وتضغط بشكل مؤلم , أما العروس فقد بقيت جامدة في مكانها دون مقاومة.
رفع ذقنها وقال:
"أهلا بك في البيت مدام ماثويز".
ودنا منها بهدوء مليء بالخطر , تحرقه الرغبة فشدت آلانا على ذراعيه وركزت تفكيرها على كورت , الرجل الذي أرادته زوجا لها .
رفع رأسه والقسوة تظهر في ملامحه وسألها:
" ألن تسهلي الأمر؟".
ورغم برودة وجفاء صوته , كانت عيناه تلتمعان , فأجابت:
" أنني لا أرغب أبدا في جعل أي شيء سهلا لك!".
شد ذراعه عليها مؤنبا للحظة ثم تركها , فأبتعدت عنه وركبتاها ترتجفان لكنها نجحت في رفض عناقه وقررت أن لا تكون المرة الأخيرة , ثم راحت تتأمل الغرفة , متجاهلة وجود رولت.

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-10, 09:10 PM   #38

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان خشب الأرز الناعم غير المدهون يغطي الجدران وقد صممت في الوسط شبابيك واسعة ومدفأة جميلة من الحجر الرملي , وقد غطت الأرض سجادة كثيفة خشنة بلون المدخنة تتلاءم مع لون الغرفة حيث وسطها مقاعد صغيرة ذات لون بني , وكانت الأضواء مخيفة في السقف الخشبي اللامع.
ومن خلال ردهة واسعة , أستطاعت أن تلمح غرفة الطعام , كانت الشبابيك تمتد عل أتساع حيطانها وقد لاح من خلال زجاج الشبابيك سقف المنزل الخشبي الذي لمعت عليه أشعة الشمس .
كان رولت لا يزال واقفا على مقربة فتحرك نحوها , فأستدارت وكأنها نسيت وجوده.
وكانت عيناه تسألانها عن رأيها في البيت فأجابت غير مبالية :
" أنه جميل جدا".
" سأريك الباقي".
ودون أن ينتظر جوابها , سار أمامها في الردهة الواسعة , لحقت به بلا أهتمام ظاهر , فأشار الى باب مفتوح يقود خارج الردهة , لم تلاحظه آلانا عندما دخلت , وقال:
" أنها غرفة المكتبة , هنا أعمل أحيانا في المساء".
ثم تابع سيره الى غرفة الطعام.
حدقت آلانا الى الغرفة وشعرت بالدفء بين صفوف الكتب ولاحظت أثاث الجلد الغامق المتناسق مع لون السجادة , وتابع رولت قائلا:
" أنها غرفة الطعام , وراءها تمتد الشرفة".
كان لون العرفة البرونزي يلمع تحت الشمس وقد بدا المنظر مطلا على البحيرة في قعر الوادي , فقال رولت:
" أن المطبخ من هنا".
وأشار بيده الى قنطرة واسعة ملأتها الخزائن الخشبية ونظرت آلانا من خلال القنطرة الى المطبخ المجهز بالآلآت الحديثة , بينما تابع رولت سيره فعاد الى الردهة ومنها صعد الدرج المستدير الذي يقود الى الطابق العلوي , وفي أعلى الدرج المستدير الذي يقود الى الطابق العلوي , وفي أعلى الدرج , أمتدت ردهة ثانية واسعة جدا محاطة بسور من خشب الأرز.
في تلك الردهة , كانت ثلاثة أبواب , أثنان يقودان الى الجهة الأمامية من المنزل والثالث الى جهة البحيرة.
وأشار رولت :
" أنها غرف النوم".
فأجابت ببرودة:
" هذا ظاهر".
" الأثنتان في الجهة الأخرى هما غرفتان للضيوف وهذه هي الغرفة الرئيسية , أشار رولت اليها وهو يفتح الباب , فبان أمام آلانا السرير المزدوج الذي ملأ الغرفة الكبيرة وقد غطاه وشاح من المخمل البني اللامع , كان الحائط كله من الزجاج الذي يمتد من الأرض حتى السقف على طول الحائط , فيبدو منظر البحيرة من السرير وكأنها مرآة كبيرة تلمع في البعيد....
وعلقت آلانا من دون أنتباه:
"جميل جدا".
فأشار رولت الى الناحيةالشمالية وهو يقول:
"هنالك ممر وراء الباب , وعلى اليمين يوجد حمام خاص بالغرفة , يمكنك أن تلقي نظرة بينما أجلب حقائبك".
فتطلعت آلانا الى الأبواب التي أشار اليها لكنها لم تفتش عما وراءها , ولم تعط ملاحظة بشأن الحقائب , لم تتحرك ألا بعد أن سمعت خطى رولت تغيب في نهاية الدرج , عندها مشت الى الردهة وتفحصت الغرفتين الباقيتين , كانت صغيرتين ومفروشتين بذوق , عندما سمعت خطى رولت قادما من جديد , أسرعت وعادت الى الغرفة الرئيسية.
وضع حقيبتها قرب السرير , ثم وقف ونظر اليها طويلا وكأنه يحاول تفحص مزاجها , فأدارت وجهها بكبرياء نحو النافذة كي لا تترك له مجالا لقراءة أفكارها.
فسألها بسخرية وأستهزاء:
" أذا سمحت , سأغير ثيابي".
أستفسرت بوقاحة ولؤم :
" هل سترتدي ثيابا مريحة أكثر؟".
فأهتزت شفتاه وأجاب:
" تماما, فأنا عادة لا أجلس في البيت ببذلة وربطة عنق".
لم تتحرك آلانا من الغرفة بينما دخل الى الحجرة السرية وراء الباب ليخرج بعد دقائق, فأرتجف قلبها منذرا , لكنه ضحك بببرودة لموقفها المتجمد وقال:
"لا تقلقي , لا خوف من التجول في البيت".
وبلفتة متحدية من رأسها نظرت آلانا بطرف عينها وكأنها ترد على التحدي , كان رولت يرتدي قميصا قطنيا أزرق وقد لمع بريق المرح في عينيه منذ أن لاحظ الأرتياح على وجهها.... قال لها:
" بينما تفرغين حقائبك, سأنزع معالم الزينة عن السيارة".
ثم هز رأسه بسخرية وترك الغرفة وقد ظهرت ضحكة خفيفة على شفتيه ,و للمرة الثانية أنتظرت آلانا حتى يصل الى أسفل الدرج ثم أخذت حقيبتها عبر الردهة الى أحدى الغرف الصغيرة وفتحت الحقائب وبدأت توضب ثيابها.
كانت قد أفرغت الحقيبة الأولى ومعظم ما في الثانية عندما سمعت الباب يفتح ثم يغلق , فتجمدت لبضع ثوا وحاولت أن تسمع خطوات رولت على السجادة الكثيفة , ثم أنتصبت لوقع أقدامه على الدرج , فجمدت وعضت على شفتها السفلى مرتبكة , عندما وصل الى أعلى الدرج , كان باب الغرفة مفتوحا قليلا فعرفت أنه سيعرف مكانها فورا عندما لا يجدها في الغرفة الكبيرة , وبعد لحظة , وعندما أصبح في الردهة , أسرعت بأشغال نفسها في تبكيل أزرار قميص ما , وبالرغم من أنها أدارت ظهرها للباب , وبالرغم من كون السجادة الكثيفة قد أخفت صوت خطاه , فقد أحست باللحظة التي دخل فيها الغرفة وشعرت بالوخز في عنقها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-10, 12:13 AM   #39

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وسألها كما لو أنه لم يعرف بعد:
" ماذا تفعلين هنا؟".
بقيت آلانا تعلق القميص وأجابت:
" أنني أرتب ثيابي".
فأجاب رولت بهدوء مبينا لها خطأها بوضوح :
" أن الغرفة الرئيسية في الجهة الثانية من الردهة".
فأجابت دون مبالاة :
" لكنني أفضل هذه".
ثم مشت نحو الخزانة فوضعت القميص الى جانب الثياب الأخرى التي علقتها وسألته:
" هل هذا حسن؟".
ثم عادت الى الحقيبة لكنها لم تستطع تجاهله.
كانت ملامحه متوترة وعابسة تنم عن قساوة جعلتها تظن أنه سينتزع الملابس من مكانها لأخذها الى الغرفة الرئيسية , لكنها قررت أن ترفض الرجوع الى الغرفة الكبيرة مهما كان الثمن , وتابعت بصوت هادىء غير مبال:
" هل لديك أي أعتراض؟".
وأخذت قميصا آخر من الحقيبة وبدأت تعلقه , فأشتد التوتر في الجو.
أجاب :
" بل الكثير من الأعتراضات".
ثم هدأ صوته قليلا وهو يتابع:
" لكننا سوف نناقشها فيما بعد!".
وأستدار مسرعا وخرج من الغرفة تاركا أنذاره الهادىء يلفها بالخجل الذي أصابها لحظة شعرت بدخوله الى الغرفة , فجلست متعبة على السرير وقد تغضن القميص في حضنها.
لم يكن ما دار بينهما جدالا , بل مناوشة بسيطة لم تتضرر منها كثيرا وكانت تتمنى لو تستمر على هذه الحال.
بعد نصف ساعة من الوقت , كانت قد وضبت ثيابها وبدلت بذلة عرسها البيضاء ببنطلون أحمر فضفاض مريح , ثم وقفت أمام المرآة تمشط شعرها بكسل , لم يكن بأستطاعتها أن تمضي طيلة فترة بعد الظهر وفترة المساء في الغرفة , ولم يكن ثمة سبب يمنعها من الخروج , تنهدت , ووضعت فرشاة شعرها على طاولة الزينة وتوجهت نحو الردهة.
لم تسمع أي صوت من الطبقة السفلى ولم تعرف ما أذا كان رولت في البيت أو خارجه , ومن أسفل الدرج رأته على الشرفة , كان يضع قدمه على السور السفلي الذي يحيط بالشرفة ويتكىء على ركبته متأملا البحيرة في الوادي , ترددت آلانا بين أن توافيه الى الخارج أو تنتظره في غرفة الجلوس كي يأتي باحثا عنها...
كادت تقرر الذهاب الى غرفة الجلوس متلافية البدء بمشاجرة ثانية عندما وقف رولت وأدار وجهه ونظر اليها من خلال النافذة , قال:
" أن منظر البحيرة رائع من هنا".
دهشت لهدوئه ووضوحه بينما كان يقف في الخارج لكنها تنبهت بعد لحظة الى أن باب الشرفة كان مفتوحا.
ترددت لحظة قبل أن تتوجه نحو الباب , فأتكأ رولت على السور منتظرا قدومها ونظراته اثاقبة تكاد تجعلها تعود من حيث أتت , لكنها صممت على أن تتحاشى الخوف وسارت بأتزان حتى وصلت الى السور فتوقفت على بعد قدمين عن يساره.
لقد دعاها لمشاهدة البحيرة وهذا ما فعلته فعلا.
كانت الشرفة على أرتفاع شاهق فوق التلة , وقد قطعت الأشجار من الوادي لتحسين الرؤية , سألها بصوت هادىء بهيج:
" هل أستقررت جيدا في المنزل؟".
" أنه مريح , نعم".
لكنها أضافت ببرودة:
" أنه لمنظر جميل للبحيرة".
فأجابها :
" أنني أحبه".
فقالت:
" أليس مزعجا أن تعيش في المدينة خاصة في الشتاء عندما تسوء حالة الطرقات وتغمرها الثلوج؟".
أرادت آلانا أن تواصل الحديث معه , فهي لم تكن تحتمل الصمت بينهما .
رد رولت:
"أحيانا , لكن بعد ضجيج المصنع وتعبه , أحب الهدوء والأسترخاء هنا , فلا جيران يزعجونني , لا أحد سوى الذئب والسنجاب والوز البري....".
وللمرة الأولى , أدركت آلانا أن لا جيران من حولها للألتجاء اليهم أذا دعت الحاجة , فشعرت بالخوف وأدركت أنها هنا وحيدة مع رولت , وأخذت تتساءل كم من الوقت سيبقى عملاق ميسابي النائم , نائما....
" آلانا....".
أنتفضت عند سماع أسمها لكنها حاولت أخفاء ذلك بأن أدارت وجهها , ألا أن عقدة حاجبيه جعلتها تدرك أنه أنتبه لذعرها ....
فقال لها:
"أردت أن أسألك عن أمر ما".
" ما هو؟".
ورفعت خصلة من شعرها عن خدها متسائلة عن الموضوع الذي يريد طرحه عليها .
" هل تنوين تحضير العشاء هذه الليلة , أو أفعل أنا؟".
كادت تجيبه بسرع أنها ليست جائعة , لكن كلمة عشاء جعلتها تحس فجأة أن معدتها فارغة.
" سأفعل".
وشعرت بالفرح لأن ثمة أنشغالا يبعدها عنه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-10, 12:41 AM   #40

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

7- عندما صعدت الى غرفتها فكرت أنه لو أقترب منها ستغرز مخالبها في جلده , وعندما آوى الى فراشه دون أن يكلمها أصابتها الخيبة!
رحلت الشمس وتوارت أشعتها الذهبية وراء الأفق معلنة أنتهاء ذاك النهار الصيفي الطويل , وعلى زجاج الغرفة الواسعة , بقي نور الغسق يتحدى الظلام المداهم لدقائق قصيرة ثم أنحنى هاربا ولحق الشمس....
ومع أختفاء أشعة النور , شعرت آلانا بالضجر فأغلقت المجلة المملة التي كانت تقرأها ورمتها بأهمال على المقعد , ومع حركتها تلك أستدارت عينا رولت نحوها للمرة الأولى , أذ أنهما لم يتبادلا الكلام طوال تلك الأمسية.
كانت تتجنب الجدل العنيف بشأن الترتيبات التي أجرتها لتنام وحيدة في الغرفة المجاورة , فكرت بأنه لن يبدأ المناقشة في غرفة الجلوس وأنه يؤخر الأمر لمكان آخر , فنهضت عن الصوفا ورمقته بنظرة قائلة:
" طابت ليلتك يا رولت".
ومشت نحو الدرج في الردهة بعد أن أومأت له بأشارة متراخية من يدها .
أجابها بجفاء وسخرية:
"هل تنامين في هذا الوقت الباكر؟".
فتوقفت عند الدرجة الأولى وأسندت يدها الى الحائط وأجابت بخجل:
" لقد كان يوما طويلا".
بقي رولت صامتا حتى أنه لم يتمن لها ليلة سعيدة , فتنبهت للأمر وهي تصعد الدرج مما جعلها تتشدد أكثر في قرارها بالوم باكرا , دخلت الغرفة وأقفلت الباب من الداخل , ولأنها شكت في صلابة القفل , أسرعت الى الخزانة وجرتها حتى أصبحت أمام الباب.
عندها أحست بالأرتياح ثم تطلعت حولها وتوقفت نظراتها عند باب الحمام , كان لغرفتي الضيوف حمام واحد لذا أسرعت لأقفال هذا الباب أيضا بأن أسندت اليه كرسيا ,وهكذا أقتنعت أخيرا بأن جميع المداخل أصبحت مقفلة , فليعترض رولت الآن قدر ما يشاء .
خلعت ثيابها وأرتدت قميص نوم وعباءة فوقها من الحرير البراق بلون العاج مشبكة على الصدر , تلك القطعة كانت من جهاز عرسها الذي أصرت أمها على شرائه.
كانت تفضل أن ترتدي قميصها القطني العادي الواسع لكن الوقت لا يسمح لها الآن لتبحث عنه.
حاولت أن تخلد للرقاد لكن النوم كان بعيدا عن عينيها حتى أنها لم تقترب من السرير , كانت تدرك تماما أن الدفاع الذي أحكمته حول الغرفة ليس بالضرورة حصينا جدا , فأذا تمكن رولت من أختراقه فهي لا تريد أن تكون في السرير لأستقباله....
بهدوء وتعب , جلست تنتظر , فسرح خيالها الى البعيد وحاولت أن تحفظ الأشياء المقرفة القاسية التي سوف تقولها له, سوف تذكره بكل شيء قام به... بالطريقة الجارحة التي عامل بها أخاه وكيف أحتال عليها هي....
أذا تجرأ على الأقتراب منها , سوف تغرز أسنانها وأظافرها في وجهه وجسمه كهرة مفترسة , أنتابتها نوبة من الفرح وكبرت ثقتها بنفسها , فشعرت أنها مستعدة للقتال وقد أستحضرت كل أسلحتها لهذا الغرض , وجلست تنتظر الفرصة المناسبة وعيناها تتأججان بالغضب.
..... وطال أنتظارها.... العاشرة والنصف, الحادية عشرة, الحادية عشرة والنصف ولا حركة وراء الباب ولا صوت...
ومن خلال نافذتها , كانت ترى النور مشعا في غرفة الجلوس في الطابق السفلي , وحين أكتسح الضجر مفاصلها بدا لها السرير مشوقا أكثر فأكثر لكنها صممت على البقاء ساهرة رغم أن التوتر بدأ يتعب أعصابها المشدودة.
أقتربت من النافذة للمرة الألف وأتكأت على أطارها , ما الذي كان يفعله زوجها في الأسفل؟ لم ينتظر؟ هل يحاول أن يتعبها ويرهق أعصابها وحسب؟
حدقت في الظلام ثم أنتفضت غير مصدقة , لقد أنطفأ النور , يبدو أن رولت سوف يصعد الدرج الآن , وأخذت تحدق بالباب مرتجفة ثم ضغطت أصابعها على أطراف عباءتها وشدتها الى جسمها , وتخيلت فجأة أن رولت يقتحم الباب وهو يضحك من سوء معاملتها له, وأنه سوف ينتزع العباءة عنها ويرميها على السرير , حتى أبعدت تلك الصورة عن مخيلتها , فالأمر لن يحدث أبدا ولن يضمها رولت اليه , لن يأخذها الى أحضانه دون أن تشعره أولا بغضبها أتجاهه , أطفأت النور بسرعة فغرقت الغرفة في ظلام حالك , ثم حبست أنفاسها وجلست تنتظر بصمت وترقب.
وصل رولت الى أعلى الدرج وتحرك نحو الردهة , وفتح باب ثم أغلق ففكرت آلانا أنه باب الغرفة الرئيسية , وحين تابعت أصوات الحركات في الغرفة خيل اليها أنه يستعد للنوم , وسمعت خرير ماء ثم عم المكان صمت شامل.
مرت دقائق وآلانا تراقب الباب , كان الصمت مخيفا في الغرفة الكبيرة وعرفت أن رولت أوى الى فراشه فأشتعلت فيها نار الخيبة!
كيف يجرؤ على ذلك؟ أنها ليلة عرسهما والمفروض أن يأتي الى غرفتها , كيف أمكنه الذهاب الى الفراش؟
رمت نفسها على السرير وراحت تعض الوسادة من شدة الغضب.
بعد أن أنقضت ساعة كاملة , أقتنعت آلانا تماما أن رولت قد أوى الى الفرا وأستسلم للنوم , لكنها كانت قلقة تتقلب كثيرا في فراشها وتفتح عينيها عند سماع أي ضجة , وأخيرا عند الفجر غرقت في سبات عميق.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.