|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-06-10, 10:46 PM | #61 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| وبعد يومين , وخلال حفلة أستقبال في شقة خالتها , كانت لورنا جالسة قرب ليونيل وتتحدث معه عن الأوبرا وفجأة قال بأستغراب: " آه , هذا أيليوت هورلي!". كان الشاب يتوجه نحوهما وكأسا في يده , فقال ليونيل: " أهلا أيليوت! لم أرك منذ زمن بعيد". " آه , كنت هنا وهناك , لكن , لديك تسليات جديدة , على ما أرى , هل تقدم لي صديقتك؟". تبادل الجميع الرسميات , ثم جلس أيليوت قرب ليونيل وسأله: " هل تعرف آل بيريسفورد؟". " قليلا ,كنت في المدرسة مع كريستوفر , لكنه كان يكبرني بسنوات وكان في صف أعلى , كان الكابتن في فرقة الروغبي , وكنت معجبا به , مثل أي صبي في عمري , ما زلت أتذكر عينيه الزرقاوين الجميلتين , كان شابا رائعا". أنتفضت لورنا , لا تحب أن تسمع أحدا يتكلم عن العيون الزرقاء , ولحسن الحظ أن عيني ليونيل كانتا سوداوين . " تساءلت دائما ماذا حل به , أنضم الى الجيش , أليس كذلك ؟". " صحيح , لكنه أستقال مع أسف والديه , وخلال سنوات عديدة لم يعد أحد يسمع عن أخباره , لكنه عاد منذ وقت قصير". " صحيح ؟ أحب أن أراه , ماذا يفعل الآن؟". كان الشابان منغمسان في الحديث عن كريستوفر بيريسفورد فهي لا تعرفه ولم تكن مهتمة بالحديث , كانت ترغب في أن تتركهما وحدهما , لكن ما دامت لا تعرف أحدا آخر ظلت جالسة قربهما . قال أيليوت: " أنه في ورطة كبيرة , لم أره بنفسي , لكن والدي حدثني عنه , نحن أصدقاء مع السيد والسيدة بيريسفورد , لقد وقعت لكريستوفر مغامرة سيئة في الخارج , ضربوه وأعتقد الجميع أنه مات , وجده بحّار عجوز عالجه وأهتم به حتى شفي نهائيا , الظاهر أنه تلقى ضربة قوية على رأسه وظل فاقد الذاكرة مدة طويلة , وما زالت الكدمات على وجهه". وضعت لورنا يدها على فمها كي لا يراها أحد تتثاءب , ولم تتعجب كثيرا لهذه القصة لأن هذا النوع من العدائية يحصل بأستمرار في أيامنا". سأله ليونيل: " وأين كان ؟". " في مصر العليا". أستيقظت لورنا فجأة , مصر العليا تذكرها بذكريات مؤلمة . " وماذا كان يفعل هناك؟". أخفض أيليوت رأسه هامسا ببضعة كلمات , فضحك ليونيل وقال: " آه , كفى! هذه موضة قديمة في أيامنا , اليوم يستعملون الكهرباء والكواكب التابعة والطائرات الرادارية.......". "هذه الأشياء التي تذكرها تستعمل في الأستخبارات العسكرية وهناك أيضا الكومبيوتر الأقتصادي والسياسي , وخاصة في هذا الوقت بالذات......". صرفت لورنا عن متابعة الحديث , لأنها تمل من السياسة ... لكن أيليوت أضاف يقول: " بعد الحادث أعلنت الدولة عن أختفائه , وحسب ما فهمت أنه تقاعد من وظيفته الحالية وهو يبحث عن مركز مستقر بعدما ظل ستة أشهر يصارع الحياة , أخيرا تمكنت السفارة البريطانية في مصر من ترحيله الى بلاده". ستة أشهر؟ كتفت لورنا يديها فوق ركبتيها .... مصر العليا.... ستة أشهر صمت... أكمل أيليوت الحديث قائلا: " هناك قصة تحاك حوله , لقد أستعمل خلال أقامته حجة لتغطية الدور الذي يقوم به , أذ لعب دور بهلوان , كممثل بديل في تصوير فيلم أقيم في قلب الصحراء..... آنسة ترافيرس , ما بك؟ ألا تشعرين بصحة جيدة؟". كانت لورنا تنظر اليه من دون أن تراه , في رأسها بدأت تدرك ما حصل , كريستوفر بيرسفورد هو مايك فافرشام .... ولهذا السبب لم تجد رقم هاتفه في الدليل ! وماذا لو كانت قصة أيليوت الطويلة حقيقية........ماذا فعلت؟ كيف أستطاعت أن تحدثه بهذه القساوة؟ وبعد جهد كبير أستطاعت أن تنهض من مقعدها وتقول: " أنا على ما يرام ....فالطقس حار اليوم .... هل تمسحون لي بالأعتذار.....". تقدمت خطوة الى الأمام , مسرعة بالفرار , تدخل ليونيل قلقا على شحوب وجهها وقال: " هل بأمكاني مساعدتك؟ هل تشعرين بضعف؟ بأمكاني أن أنادي الليدي أوغوستا , أذا ما أردت ذلك.....". " لا , لا! أرجوك , أبق هنا مع أيليوت , سآخذ حبة أسبرين وأتمدد فترة قصيرة". ولما أصبحت وحدها في الغرفة , سقطت على سريرها , ورأسها بين يديها , لقد طلب مايك منها أن تثق به وهي خانته , هو الآن في أنكلترا وبأمكانها أن تتصل به ما دامت عرفت حقيقة أسمه , ستفعل كل ما في وسعها كي يسامحها. أسرعت لورنا الى غرفة خالتها وبحثت عن الرقم في الدليل الهاتفي وطلبته وأنتظرت , سمعت صوتا غريبا في آخر الخط فقالت: " مساء الخير , يا سيد .... هل كريستوفر موجود , من فضلك؟". ران صمت طويل ثم سألها المتكلم عن أسمها فأضافت: " لورنا ترافيرس ... أنا صديقة له , لقد عاد من سفره , أليس كذلك ؟ هل بأمكاني التحدث اليه؟". " آسف , هذا مستحيل , أبني ليس بصحة جيدة , ذهب ليرتاح , أصدقاؤه يؤدون له خدمة كبيرة أذا تركوه وشأنه". " لكن.... هذا أمر ضروري ! يا سيد , هل بأمكانك أن تقول لي أين بأمكاني أن أجده؟ سأتصل به أو أكتب اليه....". " يا عزيزتي , لا يستطيع كريستوفر الخروج.... ولا يحب رفقة النساء". " أنا...... أعني ........ أنا...". " تبدين شديدة العصبية يا آنسة , وكريستوفر ليس بحاجة لذلك , في الوقت الحاضر , سامحيني أذا كنت مباشرا ,لو أراد الأتصال بك , لكان أعلمنا بالأمر , لكنه يود أن يبقى وحده وأصر على هذه النقطة بالذات". أقفل الرجل السماعة. غادر المدعوون الحفلة وتوجهت الليدي أوغوستا الى غرفتها متسائلة ماذا حل بأبنة أختها , فوجدت لورنا قرب السماعة تجهش بالبكاء. | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|