آخر 10 مشاركات
فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : pretty dede - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          همس الموج - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack **مكتملة& الروابط** (الكاتـب : Nor BLack - )           »          تشليح سيارات الدمام (الكاتـب : اماني العشري - )           »          أميرها الفاتن (20) للكاتبة: Julia James *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-10, 07:28 AM   #31

سهى فخران

? العضوٌ??? » 111573
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 663
?  نُقآطِيْ » سهى فخران is on a distinguished road
افتراضي


thank you

سهى فخران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-10, 12:27 AM   #32

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- مفاجأة المحاكمة........

شرح روم لمارييل بتبرم وألفاظ رتيبة , التشكيل القانوني لمجلس القبيلة القضائي الذي يرأسه عدد من القضاة أكتسبت حكمتهم على مر السنين مركزا أسطوريا , وقد ساعدت قراراتهم عبر أجيال لا تحصى على كبح جماح المجموعات الأقوى من الغجر التي تفرض أرادتها على المجموعات الأضعف , ولولا أحترام الغجر لمجلسهم القضائي لهبطوا الى مستوى مجتمع يسوده الفساد , وأدركت مارييل من كلامه مدى أستيائه من الموقف الذي وضعته فيه الفتاة لالا بندائها الذي أثارت به المشاعر , كان شيئا مهينا لكرامته وكبريائه أن يقف هكذا متهما.
وكانت مارييل تروح وتجيء في عربتها وهي تشعر بنظراته تتابعها بغضب وأستياء , ولما لم تعد تحتمل الصمت بينهما قالت له مستعطفة:
" أنا لم أخطىء أبدا.....فكيف لي أن أعرف أن مراقصة كاليا ستكون لها هذه الأصداء؟ وفي أي حال كرهت كل دقيقة من الرقص معه ولو أنك لم تتركني وحدي كما فعلت , لما حدث شيء من هذا".
وكان روم يستند الى الباب بدون أهتمام بها , لكن أتهامها أياه بأهمالها أشعل مشاعره وجعله يتصرف بعنف , فبخفة حركته المعهودة تقدم نحوها وأقترب منها فأضطرت أن تشيح بوجهها بعيدا عنه وأنتظرت هبوب العاصفة , واثقة أنها أمدته بالعذر الذي كان يبحث عنه ليمطرها بكلماته اللاذعة , ألا أنه لم ينطق بكلمة ,بدلا من ثورته بدد الجو المتوتر بينهما بأبتعاده عنها ليصب لنفسه شيئا من الشراب , جلس على السرير وأستند على منكبه ليشرب بتلذذ واضح , وبعد أن أنتهى من الشراب أذهلها بأعترافه قائلا:
" أنت على حق , وضعتك تحت حمايتي ونسيت واجبي نحوك ونحو رفاقي , لذا أستحق العقاب , لكن الله وحده يعلم كم سيكلفني تصحيح وضعي في عيون عشيرتي وأسترداد مكانتي بينهم".
ثم عبر عن غضبه وضيقه بألقاء الكأس من يده على الأرض فتحولت الى قطع صغيرة تبعثرت في جميع أرجاء العربة , فأنهارت مارييل وأرتمت على السرير , وقد خانتها شجاعتها , بينما صفق روم الباب وراءه خارجا من العربة تاركا أياها ترتعد وكلماته الغامضة تجول في ذهنها , ترى ما هو العقاب الذي ينتظره من هذه القبيلة الهمجية ؟ وجالت بخاطرها أهوال كثيرة لكنها أستبعدتها بأعتبارها أوهاما لا أكثر , ولكنها لم تستطع أن تمحو ذكرى ثورته عليها , وأوحت لها غريزتها أن هناك كارثة قد تسببت في القلق الذي أبداه روم بورو , وهو الشخص الذي يطلق عليه الغجر القساو أسم الرجل العظيم.
ولعدة أيام , وبينما القافلة تسير , ظل الحادث يراود ذهن مارييل رغم محاولة روم تغاضيه , كان القلق يلازمها طيلة الوقت ويمنعها من أستيعاب شبكة أتصالات الغجر , ففي كل نقطة من الطريق توجد أشارات عديدة تركها الغجر الذين مروا قبلهم , كما كانت هناك قطع من القماش الملون معلقة على غصون الأشجار لترشد القوافل التي تأتي بعدها.
وبدلا من أن تخرج القافلة عن الطريق كما توقعت مارييل , تقدم الركب ببطء وثبات وأنضمت اليه عربات أخرى عند مفترق الطريق حتى أمتد طابور العربات الى مسافة عدة أميال , ولدهشتها أكتشفت أن الأتصال التلفوني الحضاري , أجراء يقره الغجر , أما الأغراب من الأصدقاء فأستخدمهم الغجر كنقاط للأتصال , وكانت الرسائل الهاتفية والبردية من شتى البلاد ترسل اليهم ويقومون هم بتوصيلها الى الغجر , وعلمت مارييل أن لروم أتصالاته الشخصية , شأنه في ذلك شأن أعضاء القبائل الأخرى , ومقابل هذه الخدمات كانت نقاط الأتصال هذه تمنح ولاء خاصا لا يتمتع به الا القليلون.
وشعرت مارييل أن المجلس القضائي يزداد أهمية كلما أقتربت القافلة الزاحفة من مكان تجمعها مع غيرها , وكان الجميع يلتزمون الصمت في حضورها وحضور روم , ثم يهمهمون هامسين فيما بينهم بأصوات خافتة عندما يكونان بعيدين عن سمعهم , ولم يعلق روم على تغيير معاملتهم , كما لم يبد أهتماما بذلك , ولكن عندما أنطوت الأميال تحت عجلات القافلة , ظهرت المرارة على ملامح وجهه وجاءت الكلمات التي كان يوجهها اليها مقتضبة حتى أنها تمنت , وعيناها تدمعان , أن تصل سريعا الى نهاية رحلتها , فكلما أقتربت من النهاية زادت راحتها , وعندما لمحت في الأفق تجمعا كبيرا من القوافل , لم تشعر بأي خوف , بل شعرت براحة جارفة تطمئنها بأن محنتها ستنتهي قريبا , أما بالخير أو بالشر.
وكان مقر المعسكر الجديد واسعا ومحطا لقوافل عديدة مبعثرة على مساحة شاسعة ,ورأت شبانا يدفعون بعربات الأمتعة وهي تهتز يمينا ويسارا محملة بالمؤن التي تكفي لمدة طويلة, وحتى الأطفال كانوا منهمكين في جمع الحظب اللازم لأيقاد النار , ودخلت كوري العربة في اللحظة التي أستدارت فيها مارييل مبتعدة عن النافذة , وقد تعبت من التدقيق في الظلال الغامضة التي تتحرك في ضوء النهار البعيد , فبعد وصول القافلة بقليل كان روم قد أختفى مؤكدا عليها قبل أنصرافه بقوله:
" أبقي داخل العربة حتى عودتي , فأختفاؤك عن نظر القبيلة أفضل لك حتى تنتهي المحاكمة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 11:28 AM   #33

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وكان المفروض أن تغضب من معاملتها كسجينة , ألا أن تفكيرها كان مشوشا حتى أن أوامره المشددة لم تثر فيها شيئا غير الأذعان وذلك بأيماءة من رأسها , وجاءت أليها كوري تحمل بطيخة كبيرة وقالت لها :
" أتيت لك بهدية ".
وكانت تحاول أن تبدو عادية منشرحة الصدر , ألا أن القلق تغلب عليها وبدا في عينيها , ومع ذلك أخذت تقطع البطيخة بسكين حادة , وتقسم قلبها الأحمر الذي تتخلله البذور السوداء اللامعة ألى قطع صغيرة , وعندما قدمت لها كوري قطعة لتغريعها على أكلها قالت لها :
" لا أشعر بالجوع".
وفعلا رفضت قطعة البطيخ التي قدمتها كوري التي نسيت أمر الفاكهة وناشدت مارييل قائلة:
"لا تحزني هكذا يا مارييل , فليست القبيلة ضدك , فهناك كثيرون مثلي ومثل روبا يعلمون بفكرهم الصائب أن الحقد هو الدافع لأتهامات لالا و فقد سبق أن نبهتك ألى أن لالا هي عدوك اللدود ".
وظهر الألم على مارييل وهي تجيب هامسة :
" بالنسبة أليّ , لا أهتم بأمر القبيلة , لكنني لا أريد لروم أن يتألم , فأذا قرر المجلس القضائي أن يسلمني ألى سيرجي أيفانوف فأنني لن أعترض على قراره أو أشكو منه طالما سيقع العقاب عليّ أنا وحدي , لكن ماذا سيفعلون بروم يا كوري؟".
قالت ذلك وعيناها تعبران عن كل معاني الخوف , وعندما أخذت في البكاء طوقتها كوري بذراعيها محاولة تهدئتها وقالت لها:
" أن رجال المجلس قضاة عادلون , فلا تخافي من حكمهم كما أن روم معروف ومحترم بين عشائر الغجر بحيث لن تؤثر فيه أتهامات لالا وأمثالها , بل ستنزل عليه بردا وسلاما , ولسوء الحظ أن روم قد أعلن أنه ولي أمرك , وحسب تقاليدنا يعتبر هو المسؤول عن تصرفاتك , ولا بد سيقدر المجلس العبء الذي أخذه على عاتقه".
وكان لكلمات كوري التي قالتها بثقة وأيمان وقع حسن في نفس مارييل التي توقفت عن البكاء وقالت لكوري:
" أرجو أن تكوني على حق في تأكيداتك , فحتى لو جاء حكم المحكمة هينا فهل سيصفح روم عني؟".
وطافت أبتسامة على فم كوري عندما قامت لتنصرف وقالت:
" أذا كان شعوره مثل شعورك فلن يكون عفوه مشكلة على الأطلاق ".
فرددت مارييل كلامها بدهشة قائلة:
".........شعوره مثل شعوري؟".
مشت كوري نحو الباب وقالت تداعبها :
" طبعا .....لا بد أنك تحبين ذلك الذي يسبب لك الغضب , كما يسبب لك البكاء ".
وأجتمع مجلس القبيلة القضائي بعد ظهر اليوم التالي , مبتعدا عن جموع الغجر الذين عبروا أميالا كثيرة لحل مشاكلهم , وزادت رهبة الموقف عندما أتخذ القضاة أماكنهم في نصف دائرة وعقدوا جلستهم بوقار لكن بلا خيلاء , وأنتظرت مارييل وروم حتى يأتي دور قضيتهم في جدول أعمال المجلس , وكانت هناك عدة شكاوى مقدمة للنظر فيها قبل قضيتها , وقد أجل المجلس بعضهما بينما بت في الأخرى بطريقة أرضت أصحابها , وبعد ساعة كاملة من عذاب لا يحتمل , سمعت أسمها ينادى عليه , ومن لهفتها بدأت تتقدم نحو أعضاء المجلس ألا أن روم أمسكها من ذراعها مشيرا بحركة من رأسه ألى أن لالا ماثلة أمام القضاة , وقد أخذت تعرض قضيتها بطلاقة فائقة وهي ترمي أعضاء المجلس بسهام لحظها الفتاك معبرة عن تهور روم ومعارضته له في فرض فتاة أجنبية ذات تأثير سيء على أفراد القبيلة , أخذ قلب مارييل يدق بشدة عندما شعرت أن توسلات لالا قد لاقت عطفا من مستمعيها.
ولم تجرؤ مارييل على النظر ألى روم , فمنذ سمعت تعليق كوري , أصبحت أية كلمة عادية أو أية حركة تصدر منها تعطيها شعورا بالخجل , يحوّل كل أتصال بينهما ألى سكون مطبق , ترى ماذا كانت كوري تعني بكلامها؟ هذا هو ما دار في خلدها وهي تسمع صوت لالا , لقد أغضبها روم مرارا في مناسبات عدة , أما أن يكون السبب في دموعها فهذا ما لم تصدقه أبدا .وقطع عليها روم أفكارها قائلا:
" أنهم ينتظرون و وأنت تختارين أحرج الأوقات للأسترسال في أحلام اليقظة التي تنتابك أحيانا".
ودهشت لكلماته وأصطبغت وجنتاها باللون الأحمر ,وعندما سارت خلفه وهي تتعثر في خطاها عبر المسافة المغطاة بالأعشاب بدا لها أعضاء المحكمة وكأنهم شرسون مثل حد السيف.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 11:29 AM   #34

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وواجه روم القضاة بكبرياء وشمم وهو يبدي أستياءه من الأجراءات التي يتخذها المجلس , وعندما أخذ أعضاؤه الصامتون ينظرون ألى مارييل بنظرات فاحصة , أقتربت من روم طلبا للحماية من العداء الذي شعرت به من جميع المحيطين بها ووجّه أكبر أعضاء المحكمة سنا كلامه ألى روم قائلا:
" لقد سمعنا من مجلس قبيلتكم السبب الذي دعى لقبولكم الفتاة معكم ونحن موافقون على قرارهم".
فتنفست مارييل الصعداء , ألا أنها دهشت عندما أستأنف كلامه قائلا :
" أننا جميعا ندين للرفيقة صوفي بالولاء ولا يمكن أغفال أي طلب تقتقدم به , ولكن علينا في الوقت نفسه مراعاة صالح القبيلة , لذلك يجب , قبل أن نصدر حكمنا يا روم أن نتأكد من أنه لن يسمح أطلاقا للفتاة التي تحت رعايتك بأن تفلت من رقلبتك ثانية ".
وسعل روم قبل أن يجيب ألا أن مارييل أوقفته , فبعينين رماديتين كلها جدية , نظرت ألى هيئة المحكمة وقالت لهم مؤكدة موقفها :
"أعدكم ألا أفعل شيئا بعد الآن وأن أطيع أي أمر يصدر ألي بشرط أن.......".
غير أن روم نهرها بعنف وأسكتها , أخرس كلماتها على لسانها , وبدهشة حملقت في وجهه الغاضب وأخذت تشك في نفسها خشية أن تكون قد أقترفت ذنبا جديدا , وسمعت همهمة من الغجر أكدت مخاوفها حتى قبل أن يقول لها روم من بين أسنانه المطبقة من الغيظ :
" لا يوجه الكلام المباشر للمحكمة ألا عن طريق الرجال , وأذا أرادت أمرأة الكلام يجب أن يكون ذلك عن طريق وسيط".
فهالها ضخامة جريمتها وقالت بخوف :
" أنني آسفة.......... لقد فكرت .......".
فقاطعها روم قائلا:
" لا تفكري ولا تتكلمي ولا حتى تتحركي ".
وشعرت مارييل بالمهانة وهي تقف ساكنة لتستمع أليه وهو يعتذر نيابة عنها , وبجهد جهيد , وبعينين مسبلتين , بدت ذليلة بحيث هدأت من روع القضاة , ووجه روم كلامه للمحكمة .
" أنني أطلب سماحكم بالنسبة لتصرفات الفتاة التي تحت وصايتي , فهي ألى جانب جهلها بعاداتنا , عنيدة وتعتد بما تعتبره تصرفا متحررا".
فذهلت المحكمة لفكرة تطلع المرأة ألى الحرية , وأغتاظت مارييل عندما تبددت دهشتهم وبانت على شفاههم أبتسامات التعجب والأستهزاء , وشعرت أن نظرات الأأستهجان لن تحيدها عن الدفاع عن موقفها ....... وكادت فعلا أن تتكلم لو لم يلحظ روم وجهها المتجهم ويقرر أن يتدخل في الأمر , مد يده وضغط بها على ذراعها مسببا لها ألاما مبرحة جعلت الدموع تطفر ألى عينيها , لكنه أرغمها على الطاعة بتصرفه هذا , ولم يترك ذراعها ألا بعد أن هزت رأسها علامة على الأستسلام .
وبدون أنتباه ألى تضارب أرادة كل من مارييل وروم , أخذ المحلفون في التشاور وهم ينظرون حولهم من آن لأخر كما لو كانوا يستلهمون الأطمئنان ألى قرارهم , وكان روم يرقب مارييل بأبتسامة على فمه وهما في أنتظار حكم المحكمة , ولاحظت مارييل أن روم كان يشعر في تلك اللحظة بأرتياح لم يشعر به طيلة اليوم , وأستشفت من ذلك أن الأمور تسير سيرا حسنا , وحمدت الله أنه لن يضطر ألى تقديم أية تضحية بسبب تصرفها كما كان يتوقع , وبعد كثير من المداولة وتبادل الآراء الهامسة رفع أكبر القضاة سنا رأسه , وشعرت مارييل بتوتر أعصاب روم والرجل ينظر أليه مليا , ولسبب لم تفهمه , أحست بأن الرجل الكهل كان متعاطفا مع روم عندما قال موجها كلامه أليه .
" يوجد تصرف واحد يبدد شكوك أفراد قبيلتك في قدرتك السيطرة على هذه المرأة , فهل تقبل الموافقة على هذا التصرف؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 11:30 AM   #35

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ولم يحرك روم ساكنا ألا أن أضطراب تنفسه كان دليلا على خوفه , ولفترة وجيزة جال بعينيه في وجه مارييل الذي علته الدهشة وخرج الرد متعثرا من بين شفتيه :
" نعم أوافق".
وساد الهرج بين جموع الناس مثلما يعصف الريح بأشجا الغابة , ولكن أحدا لم ينطق حرفا .
" الفتاة ..... هل توافق على ذلك؟".
وأتجهت الأنظار نحو مارييل وهي تحاول أن تفهم معنى السؤال الغامض , ترى ما هو الشيء الذي يطلبون موافقتها عليه ؟ وأقترب الناس منها وهم يتوقون ألى سماع ردها , وأتضح لها أن هناك قرارا يجب أن تتخذه , وقد فرض عليها فرضا , ولم تعرف الشيء الذي تتعهد بأن تلتزم به , لكنها شعرت بواجبها نحو روم , فأذا كانت هي السبب في المأزق الذي وضعته فيه , وأذا كانت تريد أن تساعده فليس أمامها ألا أن تتبعه , لذا قالت موجهة كلماتها للهواء أحتراما ( لبروتوكول) عدم توجيه كلام المرأة ألى المحكمة مباشرة:
" نعم أوافق".
وفجأة شعرت كأن السماء قد أنشقت من أثر هدير الهتاف الذي خرج من حناجر مئات الواقفين حولها.
ومنذ تلك اللحظة لم تفهم مارييل شيئا مما حدث حولها , أحست بأنها جزء من تمثيلية صامتة , حركة كثيرة ولكن كلمات قليلة , وأصطف نصف أعضاء المحكمة بجوارها , بينما أنضم الباقون ألى روم , ثم بدأت عملية المقايضة , قدم مؤيدو روم العملات الذهبية التي رفضها مؤيدوها بأزدراء , وأعيد تقديم مزيد من العملات التي قبلها فريقها لكنه عاد وردها بأعتبارها غير كافية , ودار الجدل حول المبلغ المقدم , وهل يليق بها , وهي محاطة بمؤيديها , تحاول أن تلفت نظر روم أليها , لكنه أما كان منهمكا في اللعبة التي تدور حولها , أو كان يتعمد عدم النظر أليها .
وأخيرا أنتهت المقايضة وقدم أحد الحاضرين زجاجة من الشراب المعتق ألى روم , الذي شرب منها بنهم حتى نصفها , وعندما أقترب من ماريل شعرت بشيء من الخوف , ألا أن يديه كانتا حانيتين عندما قدم لها الزجاجة , وأفهمها أن عليها أن تشرب هي أيضا , وعندما أنساب الشراب في حلقها سعلت ثم شعرت كأن نارا تحرق كل شريان فيها وتملؤها بوهج ساخن , وفجأة هتف الجمهور و وأنحنى روم ورفعها بين ذراعيه , وتملكتها الدهشة لسرعة تصرفه , ألا أن تأثير الشراب منعها من المقاومة عندما تقدم بها ألى باب عربتها يتبعهما جموع الغجر وهم يغنون , وعندما دفع الباب بقدمه ودخل العربة لم تحتج , ولكن عندما خرج الجمهور الضاحك وتركهما بمفردهما في فراغ من السكون بدأت تساورها الشكوك والمخاوف.
وأنزلها روم على السرير , وعندما بقي معها بدلا من أن ينصرف , وأخذ ينظر أليها بدأت ترتعد , لكنه ضحك منها بلا رحمة ثم مد يده ليداعب كتفها العاري الذي كشف أنحسار البلوزة عنه , وأبتعدت عنه غير مرحبة بمداعبته , بينما أخذ الدم يتجمد في عروقها , وتوسلت أليه قائلة:
" أرجوك أن تنصرف ".
" ماذا ؟ وأخيّب ظن جميع أصدقائي فينا؟".
" تخيّب ظنّهم ......؟ أنني لا أفهم شيئا مما تقوله.........".
فأقترب منها أكثر وقال متمتما:
" لا...... بالطبع لا ....... كيف تستطيعين أن تفهمي؟".
ثم تابع ساخرا بعينين متقدتين كالفحم المشتعل:
" لقد أشتركنا لتونا في عرس على الطريقة الغجرية ...... فأليك يا زوجتي , زوجك الجديد.........".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 11:31 AM   #36

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

- أختطاف العروس!

كانت مارييل تحملق في روم , بعينين شرستين لا تصدقان شيئا , عندما دخلت كوري الى العربة وهي تحمل ثوبا ما الساتان الأبيض ودفعت بروم نحو الباب وهي تداعبه قائلة:
"أفهم سبب تلهفك , لكنك تعلم أن العروس دائما تتمنع , ويجب أن تصبر وتناضل لتأسرها".
وبعد أن حياهما روم مستسلما وخرج , ألتفتت كوري الى وجه مارييل الشاحب وعينيها الخائفتين وسحبتها من السرير لتوقفها على قدميها قائلة لها:
" من الأفضل أن يبدو عليك الخوف , وتكفي أفراد القبيلة نظرة واحدة اليك ليعرفوا أنك عذراء تهاب زوجها الجديد.
".
زوجها! لقد وخزت الكلمة كيانها وحواسها وأعادتها الى صوابها , لكنها أستدارت بحدة نحو كوري قائلة:
" أنه ليس زوجي , خدعوني وجعلوني أشترك في تمثيلية لا تحصني ولا تعني لي شيئا ولست ملتزمة بها".
" ولكنك وافقت عليها وقد سمعتك بأذني".
قالت ذلك كوري مترددة وقد بان عليها الغضب.
" أن السؤال لم يحدد لي , ولم أعرف الشيء الذي وافقت عليه ,فكيف لي أن أتنبأ أن المقصود هو الزواج , في حين أنني لم أتلق طلبا للزواج أو حتى أهتماما من الرجل المشترك معي في هذا الموضوع؟ فالموقف أذا أتفه من أن يستحق البحث والجدال".
وتوقعت مارييل من كوري أن تجادلها أو تطلب منها الألتزام بحكم المحكمة , لكنها لم تفعل شيئا من ذلك , وسرعان ما قالت محاولة أن تهدىء من ثورة مارييل:
" نحن نساء الغجر لا يحاول أزواجنا مغازلتنا وكسب ودنا ألا بعد الزواج ,ولا يحق للرجل أن يتقدم مباشرة لطلب يد الفتاة التي أختارها , بل عليه أن ينتظر حتى تتفق أسرته وأسرتها على مبلغ معين يدفع مقابل الزواج , لذلك أضطرت المحكمة أن تتدخل في حالتكما , بما أنه ليس لروم ولا لك أسرة أو أقارب يقررون مصيركما , أنقسم أعضاء المحكمة الى فريقين , أحدهما يحدد ثمن العروس والآخر يحاول أن يخفض الثمن , وقد دفع فيك ثمنا غاليا بالرغم من أنك عنيدة , فأن روم مدين لك بمبلغ كبير لكسب ودك".
وسألتها مارييل بمهانة:
" أتعنين أنهم أشتروني؟ وهل تتوقعين أن أعتبر تبادل العملات والمشاركة في شرب زجاجة شراب أجراءا قانونيا ملزما للزواج؟".
ومالت برأسها في كبرياء وأستطردت تقول:
" أنني فتاة غريبة متعلمة يا كوري , وعندما أتزوج سيكون ذلك من رجل يحترم أحتياجاتي الفكرية والجسمانية , وبالتأكيد لن أقبل أن أباع مثل السلعة التي تعرض للبيع في المحال التجارية ".
فهزت كوري كتفيها وأنزلق منها الثوب الحريري الذي كانت تحمله الى الأرض .
" فات أوان الأعتراض , فأن الجزء الأهم من الزواج قد تم فعلا , فأنت الآن ملك لزوجك ولسانه يتكلم بأسمكما , وتصرفاتك محسوبة عليه , فلا تحاولي أن تتخطي حدودك , غضب الزوج الغجري لسوء تصرفات زوجته يجب أن يظهره للجميع حتى يحتفظ بأحترامه في أعين قبيلته , لذا فأن مبادئك الغريبة لن تجدي في مواجهة يد الزوج الغاضب".
فضحكت مارييل بأستخفاف , وقالت وهي تعلم أن في أستطاعته أيذاءها.
" أنه لا يجرؤ على ذلك".
وعندما أخذت تراقب كوري وهي تحاول فرد ثوب الزفاف الذي ألتقطته من الأرض , كان ذهنها يحاول أستيعاب المأزق الذي لا تصدق أنها وقعت فيه , فبالنسبة للغجر أصبحت الآن زوجة لأحد قادتهم , أي لشخص لا يتوقع الناس منه أية أخطاء , وبدون قصد أفلتت منها تنهيدة عندما تذكرت فجأة مظاهر الضجر التي ظهرت على روم عندما سمع حكم امحكمة , فبينما كانت هي تخشى أن ينال عقابل تجهله , كان هو يتوقع , وهو على حق , أن النتيجة ستكون ربطهما برباط الزوجية , ولكن ما هو موقف صوفي التي جاء أسمها جون أن تتوقعه على ألسنة الغجر؟ ولم يستطع أحد ,ولا حتى كوري , أن يناقش معها سبب الولاء الذي يدينون به لخالتها , لكن أتضح لها أنها محبوبة منهم جميعا , حتى أن روم فضّل أن يتحمل التضحية بالزواج من أمرأة يحتقرها على أن يضر بسيدة يحبها , عندئذ أرتعدت من هول الموقف , وبهدوء توصلت الى قرار, أن وجودها لم يجلب ألا المشاكل لخالتها ولروم ولقبيلة الغجر بأكملها , لذا شعرت أن من واجبها الأبتعاد عنهم والعودة بطريقتها الخاصة الى أنكلترا قبل أن تتورط أكثر من ذلك في حياتهم.
كانت أستعدادات الزفاف على أشدها عندما سمعت طرقا على باب العربة ولم تهتم مارييل بالتقدم لفتحه , فقد ظلت طيلة بعد الظهر بمفردها تخطط لهربها , ثم تعود وتستبعد الخطط من ذهنها المتعب لصعوبة تنفيذها , فلم تكن لديها نقود , كما لم تكن لها وسيلة أنتقال , الى جانب أن الملابس التي ترتديها ستلفت اليها الأنظار حتى في مدينة مزدحمة بالناس , وكان رأسها يعج بالأفكار عندما سمعت الطرق على الباب للمرة الثانية , وبتثاقل جرّت قدميها وتعثرت في مشيتها نحو الباب , وفجأة تذكرت أن كوري وروم لا يهتمان بالطرق على بابها عند دخولهما , لذا هيأت نفسها لأن يكون الطارق غريبا عنها , وعندما رأته شهقت من المفاجأة وقالت:
" كاليا!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 11:32 AM   #37

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ودهشت مارييل من جرأته على مخالفة تقاليد القبيلة بالمجيء الى بابها , ففي عرف القبيلة لا تجرؤ زوجة قائدهم على أستضافة شاب أعزب , لذا همست اليه قائلة وهي تنظر حولها في الظلام خشية أن يكون هناك من يتجسس عليها :
" أنصرف- أنصرف في هذه اللحظة , هل تسمعني؟".
وبخفة غزلان الغابة , أنس من ورائها وأغلق الباب خلفه , فقالت له بتوسل:

" هل جننت ؟ قد يرجع روم في أية لحظة".
فأبدى كاليا دهشته , أذ كان من قبيلة فقيرة متخلفة لم يحاول أفرادها رفع مستواهم مما تسبب عنه تربية أفرادها الجياع على مبدأ الغش والدهاء الذي يظهرونه في قالب من المداهنة الماكرة والكلام المعسول , أخذ كاليا في ممارسة هذه الصفات معها فأضفى على صوته أهتماما مفتعلا بها , جعل قلبها الجريح يشعر نحوه بالشكر والتقدير ,وقال لها:
" كنت قلقا عليك , لالا تنشر أشاعات في المعسكر بأن زواجك من روم كان مصلحة فرضت عليك بسبب تصرفي , ولا أطيق أن أكون بغبائي قد دفعت بك الى أحضانرجل آخر , قولي لي يا زهرتي الجميلة أن لالا , كاذبة حتى أجعلها تدفع ثمن فعلتها".
وفعلا نجح قلقه عليها في تخفيف بعض الألم الذي كان يعصر قلبها فردت عليه بسعادة الطفل الضائع الذي يبحث عن مأوى في عالم كبير.
" لالا لم تكذب يا كاليا و ويجب أن أهرب من هنا , هل تساعدني ؟".
وطمأنها قائلا وهو يخفي فرحته بأنتصار خطته:
" سنهرب الليلة ,لدي خطة مضمونة , ألا أن توقيتها شديد الأهمية , أطلب منك أن تثقي بي وتنفذي تعليماتي بدون أسئلة".
أنتظر حتى أومأت برأسها موافقة , وقال لها شارحا خطته بسرعة :
" أشتركي في أحتفالات الزفاف , وتظاهري بأنك عروس سعيدة , وهكذا لن يشك أحد في شيء وسيكون لخطتي حظ أوفر في النجاح , وعندما يتقدم الليل وينهمك الجميع في المرح والشراب , سيطلب الحاضرون من روم أن يقوم بطقو العرس , وحينئذ سأقوم أنا بدوري وسنكون على بعد أميال قبل أن ينتبه الغافلون ويعدّوا جيادهم للحاق بنا".
وداخل مارييل الشك عندما بدت على فمه أبتسامة فيها دهاء وخبث , لاحظ كاليا ترددها فقال لها:
"أما هذه الليلة أولا ...... ولا داعي لأن أذكرك أن غدا ستكون الفرصة قد فاتت....".
وبدا عليه الرضى عندما عاد اللون الى وجهها مؤكدا له فهمها للموقف , أستعد للأنصراف وقال عندما وصل للباب:
" أبذلي قصارى جهدك ,وتظاهري بالمرح أتجاه روم , فالأسد الشبعان سيستخدم طاقته في الهدير , لذا أحرصي على أن تظل مخالبه حلوة كالعسل! ".
وسرعان ما أنبعثت في الجو رائحة الطعام اللذيذ الذي كانت النساء منهمكات في طهوه , فكان الدجاج والأوز يكتسب لونا محمرا وقد عطر بالزعتر والتوابل ,ووضع بداخله حشو من التفاح والزبيب , ووضعت أكوام البصل والبطاطا المحمرة ززرق الكرنب المسلوق والمحشو باللحم المفروم والأرز المتبل , وكلها معدة لتقدم مع قطع اللحم الكبيرة المحمرة والمتبلة باليانسون , وكانت الموائد ممدودة وعليها صحون كبيرة مملؤة بالخس والبندورة والخيار والملح , واللوبيا المخلوطة بالفلفل الأحمر , وصحون من سلطة البطاطا وقطع الجبن , أما الخبز والزبد فقد وضعا في أكوام متراصة كلها معدة لأشباع شهية الناس الذين كانوا يشحذونها بالشراب.
وحسب التقاليد التي شرحها لها روم , لا يأكل العروسان حتى يتم تقديم الطعام للضيوف , وعملا بهذه التقاليد عاونته مارييل في تقديم الطعام للمدعوين , فكانت تطوف برشاقة بثوب زفافها الأبيض الذي كان يبدو في ضوء القمر وكأنه يذوب في نوره , ولم يترك روم مجلسها طيلة السهرة تقريبا , ورغم أنها كانت تعلم أنه يلازمها تمشيا مع التقاليد ألا أن تقاطيع وجهه شجعتها على أن تسأله:
" لماذا لم تستخدم الزهور في الحفل؟ فأن الموائد تنقصها هذه اللمسة الجمالية الأخيرة".
فأجابها بطريقة جعلت قلبها يسرع في دقاته:
" يرى الغجر أنه يجب ترك الزهور وشأنها كجزء من الطبيعة , كما أن الزهور المقطوفة رمز للموت , ألسنا نحتفل الآن بأستمرار الحياة ؟".
أستمرار الحياة؟ ولفترة كاد الأنفعال يتغلب عليها , لكنها سرعان ما ضغطت على نفسها حتى عادت لعالم الواقع , وكادت تتهمه بتلفيق هذه الأكذوبة الكبيرة , أكذوبة الزواج , عندما تذكرت تحذيرات كاليا لها وتذكرت رغبتها في الرحيل والأبتعاد عن روم وقبيلته.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 11:33 AM   #38

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأصبح من السهل كلما أرخى الليل سدوله أن تتلاقى نظرات روم بنظراتها من فوق رؤوس ضيوفهما المرحين , وكلما تباعدت نظراتهما كانت تبحث عنه من فوق رؤوس الحشد الذي يفصلهما فتعود الى جانبه كما يعود الحمام الذي يلجأ لعشه ,وأخيرا , وبالرغم من مطالبة الناس ببقائهم معهم , وضع ذراعه على كتفيها وجذبها الى جانيه , بحركة تملّك هزت أيمانها الراسخ بحريةالمرأة , وبينما كانا يرقصان ويضحكان يأكلان معا كانت تنتظر حتى تهدأ مشاعرها , ولكن لمساته ظلت تثير أعصابها , كما شعرت أن صوته الهادىء الخافت يبدو في أذنها كأنغام القيثارة.
كان يحتضنها بقوة أثناء الرقص , وكانت الموسيقة تنسجم مع مزاجه الذي تحول فجأة الى عاطفة متأججة , وفي خلفية المكان وبينما كانت تنساب الى آذانهما أنغام حالمة من كمان بعيد , أقتربت شفتا روم من أذنها قبل أن تستقرا برفق على خدها المتورد وقال لها ضاحكا:
" جلدك مثل الخوخة , ترى ماذا تفعلين لو خطر لي أن أعضك؟".
وضم جسمها المرتعش اليه بقوة وضحك بحنان عندما دفنت وجهها في كتفه , وأخذا يتمايلان في ضوء القمر , ويقدمان للمتفرجين من الغجر صورة جميلة لعريس وسيم مبتسم غارق في سحر جمال عروسه الشابة الخجول.
نسيت مارييل خطة كاليا وهي تستسلم تماما لعواطف روم , فأسندت رأسها على نبض قلبه الذي يدق بثبات وثقة , وأنتابها شعور جارف جعلها تؤمن بأنها ستعيش سعيدة الى الأبد بين هلتين الذراعين اللتين تحتضناها بحنان زائد , كانت تحت سحر تلك اللحظة السعيدة بحيث جاءت الصدمة عنيفة عندما أنتزعتها من بين أحضان روم أذرع قوية في مداعبة سخيفة أذ أندست بينهما جماعة من الصبية يضحكون وأبعدوهما عن بعضهما تماما , وعندما ألتف حولها الصبية في حلقة متماسكة الأيدي شعرت بحرمانها من روم , ثم تذكرت ما سبق أن قالته كوري لروم من أن عليه أن يناضل لينال عروسه .....فبالرغم من أتمام مراسم الزواج ودفع ثمن العروس والأحتفال بالرباط المقدس بينهما ألا أن على العريس أن يناضل من أجل أستسلام عروسه له.
وفي بداية المناوشات التمهيدية المرحة , أنتظرت مارييل وقد أنعكس وهج المعسكر عليها وأظهر جمال قوامها الممشوق , وفي تلك اللحظة القصيرة بحثت عيناها عن روم ووجدته يبعث لها بأبتسامة حلوة وفي الحال أخذ قلبها يغني رغم تحملها لدفع الصبية لها وجذبها.
وكلما أزدادت محاولات الأبعاد زاد الهرج , وفي ظلام الليل لم يعد في أستطاعة أحد التعرف على غيره ,لكنها شعرت بأن أنكماش حلقة أعوانها حولها أكثر فأكثر معناه تغلب فريق روم عليهم , وزاد الحماس لدرجة أنها لم تستطع حبس صيحتها عندما خرجت يدان من الظلام تبحثان عنها , وكان الصوت الذي وصل الى أذنيها جادا وهو يقول :
" أتبعيني بسرع وأجري بأقصى ما عندك".
لكنها حاولت الأفلات منه وهي تقول:
" كلا يا كاليا .,.......لقد غيرت رأيي ولا أريد الرحيل ".
ورغم أنها لم تستطع رؤية وجهه ألا أن غضبه ظهر في أشتداد قبضة يده عليها , ومع ذلك صمم قائلا قبل أن تنزل يده على رأسها لتلقي بها أرضا وسط الألم والظلام ".
" بل يجب أن ترحلي ؟".
وساعدت برودة هواء الليل على أعادتها لرشدها وأخراجها من هوة الألم التي سقطت فيها لتواجه كابوسا آخرا ,وأدركت مارييل أن أية محاولة للكلام بصوت يعلو على صوت العنان ووقع الحوافر لن تأتي بنتيجة : تشبثت بجانب العربة وقد تغلب عليها ألم آخر أقوى من ألم رأسها النابض وهو حسرة قلبها وقد أخذت أضواء المعسكر بناره الموقدة تتباعد تدريجيا حتى أختفت تماما.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 11:34 AM   #39

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ورغم أن عينيها لم تدمعا , ألا أن العبرات خنقتها بينما أخذ كاليا يضرب الحصان ويدفعه بلا رحمة , وعندما أصطبغت سماء الليل باللون البرتقالي الذي ينبيء ببزوغ الشمس أنحرف عن الطريق العام ودخل مساحة بالأشجار حيث أوقف الحصان وقال لمارييل آمرا :
" أنزلي ......توجد مؤن في العربة , لكننا لا نستطيع أن نكشف عن مكاننا بأيقاد النار , سنكتفي بأكل الخبز واللحم البارد".
فنظرت اليه مليا قبل أن تجيب ببرود:
" أذا كنت في حاجة الى طعام , أعده لنفسك , قلت لك أنني غيرت رأيي وأنني أريد البقاء حيث كنت , ومع ذلك ضربتني ".
وبدون وعي مرت بأناملها على الجزء المؤلم في رأسها وقد أستعادت في ذهنها اللحظات المخيفة المذهلة التي مرت بها , لم يسبق أن ضربها أحد حتى في طفولتها ,وكانت هذه المعاملة الوحشية التي تعرضت لها من ذلك الرجل أكثر مما تحتملها.
وفتح كاليا فمه غاضبا مثل حيوان ثائر وأمسك بذراعها وسحبها من العربة وألقى بها أرضا ثم قال لها:
" أذا غيرت رأيك !".
وأستطرد يقول وهو يتشفى فيها بصورة جعلتها ترتعد:
" أنني أرثي لحالك , فأن خطتي لمساعدتك كانت أثمن مما تستحقين ,لكن روم بورو رجل غني بحيث يستطيع أن يدفع الثمن الذي سأطلبه منه لأسترداد عروسه سالمة".
وجال بنظره الصارم على وجهها ثم أضاف بحدة:
" بالطبع , أذا أتعبنا ورفض دفع المبلغ فلن أكون مسؤولا عن سلمتك".
ثم تظاهر بالرثاء لحالهاوهو يستمتع بخوفها وقال:
" لقبيلتي مثل يقولونه وهو : كلما كلن لون ثمرة التوت داكنا أكثر كلما كان طعمها أحلى , أن قوامك نحيل ولونك شاحب أكثر مما أحب , ولكن أذا لم يدفع روم فلا بد أن أرغم نفسي على.......".
وكان يعني ما يقول ........ فقد كان شريرا بدون رحمة , وهتف بها هاتف ألا تستهين بعبارته التي يشير بها الى قدرة روم على أن يدقع مقابل أعادتها اليه ,أن كاليا قد يرغمها وهو في حمأة غضبه على أن تدفع ثمنا غاليا لتشبع رغبته , لذا ألتزمت بالصمت وهي تتضرع الى الله أن يوحي اليها بالحل , وتساءلت كيف توقعت أن يراعي مثل هذا الغجري الشرس مشاعرها أو كبرياءها.
ضغطت مارييل على نفسها وأعدت له الطعام بينما أخذ يعنى بأمر الحصان , وكان عصبيا ومتيقظا لأي صوت يأتي من حوله حتى ولو كان وهميا ,وعيناه الزائفتان تفتشان بقلق بين الأشجار وكأنه يتوقع ظهور أحد في أية لحظة , ولكن عندما أمتد النهار بدأ يهدأ وقال لها أنه يعرف مخبأ يمكنهما الأختفاء فيه , ألا أنه بعيد عن مكانهما ولا يريد أن يجازف بالسير نهارا , لذا رأي أن يستقرا حيث هما حتى يأتي الليل قبل أن يستأنفا رحلتهما.
وكانت عينا مارييل مثقلتين بالتعب لكنها صممت على أن تظل مستيقظة أملا في أن يتغلب تعب كاليا , على مقاومته للنوم , ولاحظت وهما جالسان أن رأسه أخذ يسقط على صدره من شدة النعاس , وعندما تحولت أنفاسه الى شخير بدأت تتسلل مبتعدة عنه وهي تمشي بخطوات حذرة قصيرة نحو الأشجار المحيطة بالمكان , وكان تسللها بطيئا بحيث بدا لها الوقت وكأنه ساعات طويلة قد مرت قبل أن تصل الى بداية الغابة المحيطة بهما ,وشعرت بالدم ينبض في رأسها ويطغى على صوت شخير كاليا , وتوقفت برهة لتلتقط أنفاسها ثم بنظرة أخيرة نحوه هربت من خلال الأشجار التي تغطي المكان وجرت بأقصى سرعتها في أتجاه الطريق العام .
شعرت كأن رئتيها تحترقان من التعب وتجعل من تنفسها جحيما عندما وصلت الى حافة الغابة ونظرت الى الطريق , وكان وجهها ويداها دامية من الجروح وثوبها الحريري ممزقا ,ألا أن منظر الطريق رفع من معنوياتها وخفف من وقع خطاها وجدد قواها ومشت وهي تترنح , وشعرت مارييل بالأرتياح ونظرت حولها باحثة عن أثر لأية حياة لكنها لم تر شيئا يتحرك ولا حتى بارقة أمل في دخان يتصاعد من مدخنة منزل بعيد , وفجأة سمعت عن بعد خطوات غاضبة مسرعة نحوها من بين الأشجار وأطلقت شهقة , وبجهد جهيد أخذت تجري , ألا أن تقدم كاليا كان سريعا كما كان تعبها شديدا لدرجة أنها أرتاحت عندما قبض بشدة على كتفها , وأدارها لتواجهه وكأنها دمية لا أرادة لها ,ثم أغمي عليها قبل أن ينزل بيده على رأسها بضربة لو تمت , لقضت عليها نهائيا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 11:35 AM   #40

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6-عقاب الغجر

وعندما عادت الى رشدها كانت ممددة بين الأشجار , تحز في معصميها وكاحليها الحبال , بينما دست في فمها قطعة قماش خشنة عليها لثام ليثبتها في مكانها , أما كاليا فكان ممددا أمامها مباشرة تحت شجرة وقد علا شخيره دون أن يأبه بآلآم سجينته , وهي ملقتة تحت وهج الشمس في منتصف النهار.
وعندما أستيقظ من النوم كانت مارييل في حالة هذيان وأعياء شديدين من آلام الحبال المكبلة بها , وحرارة الشمس واللثم الخانق الذي على فمها , ولم يبد لها أية رحمة حين أنحنى ليحل القيود التي بدأت تؤلمها وكأنها قيود حديدية , وسألها متلمسا اللثام وهو يفكر , هل يرفعه أو يتركه.
" هل أفهم أنك مستعدة للطاعة الآن؟".
فأجابته من بين شفتيها المتورمتين وبعينيها المتوسلتين :
" نعم".
ولاحظت على فمه حركة أستهزاء بها , ألا أنه فك الحبال وتركها تدلك معصميها وكاحليها لتنشيط الدورة الدموية ,ومع ذلك لم تلمه أو تنهره حتى عندما قال:
" هذه مجرد عينة لما سيحدث أذا حاولت الهرب ثانية , فأن وجودك معي معناه الثروة في جيبي , وسيكون غضبي شديدا أذا كانت هناك محاولات أخرى تعرقل خططي , أنني أرثي لرغبتك في العودة لزوجك , وأرجو أن تكون لهفته عليك مماثلة للهفتك عليه".
وتردد صدى ضحكاته في أرجاء المكان ,بينما أخذ يبتعد عنها ليعدّ جواده , وحاولت جاهدة أن تكتم رغبتها الجامحة في الرد عليه بالأهانات التي يستخدمها والتي تضطرم على شفتيها.
وبقي على حلول الليل ساعتان قضتهما في أصلاح ما أفسدته القيود من مظهرها , فأغتسلت بالماء البارد لتساعد على تخفيف الورم من شفتيها وذراعيها , كما حاولت بأصابعها المبتلة , أصلاح شعرها المشعث وتركته أملس ملتصقا برأسها , أما ثوبها فكان مشكلتها الكبرى , فقد تمزق الى قطع مستطيلة تمتد من ركبتيها حتى الأرض , فبدأت في قطع الأجزاء الممزقة منه مراعية أن يكون ذيل الفستان متساويا بقدر الأمكان , وبعد أن رفعت من معنوياتها كأمرأة , عادت ثانية الى المكان الفسيح فوجدت كاليا قد ربط الحصان بالعربة ووقف ينتظر ووجهه متجهم , وبدون كلمة ركبت ماريل العربة وقد أفزعتها فرقعة السوط وهو يربط به ظهر الحصان ,وبقفزة فجائية كادت تلقي بها أرضا , تحركت العربة ثم توقفت فجأة وتراجع الحصان الى الوراء فاتحا خياشيمه وباسطا أذنيه دلالة على الخوف من شيء ظهر في طريقه , فأخذ كاليا يشتم وهبّ واقفا , وراح يشد العنان ليحث الحصان على التقدم ,ولم يستطع أن يرى شيئا في ظلام الليل , لذا كان جزعه كبيرا عندما سمع صوتا آتيا من جهة الأشجار وهو يأمره قائلا:
" أنزل يا كاليا , أنزل لتنال عقابك".
وخرجت من فم مارييل كلمة واحدة:
" روم!ّ".
وفي لحظة كان المكان يعجّ بعدد كبير من الغجر الذين خرجوا من بين الأشجار وقد تجهمت وجوههم وتحفزوا للأنتقام وهم يطالبون بأقرارالعدل وأنزال الجزاء , وصاحت مارييل وأنسلت من جانب كاليا الذي سمّره الخوف في مكانه , وجرت نحو روم فدفعها خلفه لتنضم الى مجموعة المتفرجين الذين كانوا ينتظرون بأنفاس محبوسة أول خطوة يتخذها قائدهم لينتقم من خصمه.
وأرخى الخوف قبضته على حبال كاليا الصوتية , فتمتم قائلا:
" لقد رجتني المرأة أن أساعدها , فهي تكرهك يا روم بورو حتى أنها عرضت عليّ رشوة لكي أعاونها على الهرب ,أن قبيلتي فقيرة وحاجتها شديدة الى المال فلا تلمني على فعلتي".
أما أحتجاجات مارييل على أتهامات كاليا وأدعاءاته فقد أخمدتها همهمة الرثاء التي تصاعدت من الغجر المحيطين بها , وظل روم الوحيد الذي لم يتأثر ولم تظهر عيناه أية دلالة على اللين , بل تجاهل توسلات كاليا وكرر أوامره :
" أنزل يا كاليا وأحضر سوطك معك ".
وردد الرجال بغضب وفي همس مخيف , عبارة واحدة هي : نزال بالسياط ! فتجمدت مارييل من الخوف وضغطت على نفسها لتشاهد نوعا آخر من الطقوس الهمجية , كان روم قد تحدّى الرجل الآخر , وأذا تراجع الآن , فأنه سيبدو للغجر وكأنه أرغم على قبول الأهانة بدون الرد عليها.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.