آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-10, 06:31 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


قالت الأم وهي تعبث بغطاء الموقد:
" لكن هذه الأمور تأخذ وقتا طويلا!".
طبعت جانيت قبلة حارة خلى وجنة أمها وقالت:
" هذا لا يهم و ألغيت عطلتي في اليونان , ولدي من المال ما يكفي مهما طالت مدة أقامتي هنا".
" كم أشعر بالأمتنان لوجودك معي".
ثم أردفت في محاولة لتغيير الموضوع :
" ما رأيك الآن بفنجان شاي قبل النوم؟".
عندما أوت جانيت ألى فراشها , ولم تعد تسمع ألا أصوات العصافير والسكون المطبق الذي أصبح غريبا عن أذنيها بعد الضجيج المستمر في أزقة لندن وشوارعها , عادت ألى ذهنها طريقة رد فعل أمها على الموضوع برمته , فهذه السيدة الطيبة القلب تكره المشاكل وتحاول دائما تجنبها , وليست من النوع الذي يخوض المعارك.
لكن جانيت قادرة على ذلك , وهي مصممة على فعل أي شيء من أجل أن تحصل أمها على حقها في الممر .
أستيقظت جانيت على الأصوات المألوفة في الطبيعة عندما أنفتح باب غرفة النوم ودخلت أمها حاملة صينية الطعام , وأقتربت من السرير .

أنتصبت في سريرها وألقت نظرة خاطفة على الساعة, كانت قد تجاوزت التاسعة , تلقت الصينية من أمها وخاطبتها بهجة لطيفة:
" أماه , كان يجب أن توقظيني قبل الآن".
بدأت بتناول طعامها المكوّن من البيض المسلوق وبعض الزبدة والمربيات والخبز , بالأضافة ألى الشاي بالحليب.
" أعرف أنك متعبة بعد سفر أمس , لذلك أرتأيت أن أتركك ترتاحين قليلا".
أستمتعت جانيت بطعامها في حين كانت الشمس تتسلل من بين الستائر لتملأ الغرفة بضياء ساطع , مبشرة بيوم دافىء جميل , أليس من الرائع أن ترتاح بقميص نومها القطني في سريرها الهانىء بدون أن تضطر ألى حشر نفسها في قميص صوفي ثقيل درءا للبرد.
أبتلعت آخر رشفة من فنجان الشاي وتمنت أن تظل في السرير طيلة النهار , لكنها لاحظت أن والدتها غير مستقرة على حال فهي تارة ترتب غطاء السرير ,وطورا تفتح الستائر ثم تعيد أغلاقها , وتارة أخرى تضع منفضدة السكائر في مكانها المعتاد ..... وهذه حالها عندما تكون حاملة بعض الأنباء الجديدة .
لم يطل أنتظار جانيت , أذ سرعان ما قالت وهي ترتب الستائر للمرة العشرين تقريبا:
" سمعت أن ضيفا جديدا حلّ في الفيللا مساء أمس".
أبتسمت جانيت وهي تتابع تناول فطورها , ثم قالت:
" لم أعرف أنك أصبحت ضليعة باللغة الأسبانية بحيث تشاركين في الأحاديث والشائعات في هذه المنطقة".
فجانيت تعرف أن أمها قادرة على تدبير أمورها البسيطة باللغة الأسبانية , أذ أنها لم تكن راغبة وهي في مثل هذا العمر في تطوير معرفتها بهذه اللغة.
أعترفت السيدة كيندال بخجل :
" ما زلت كما أنا , لكن جوانا , وهي أمرأة تعمل في الفيللا وتعرف بعض الأنكليزية أخبرتني , فأنا أحادثها في بعض الأحيان عندما تجمعنا الصدفة".
تمهلت الأم في ترتيب بعض الأغراض , وعندما مضت دقائق على جو الصمت قالت :
" أحزري هذا الضيف الجديد !".
ردّت جانيت بترقب:
" ليس لدي أدنى فكرة!".
أنشغلت السيدة كيندال في سكب فنجان من الشاي لنفسها , ثم أنحنت على أبنتها وكأنها على وشك أبلاغها بسر خطير :
" أنه بروس والبروك!".
وعندما لم تبد جانيت علامات الدهشة والأستغراب التي توقعتها الأم , تابعت السيدة كيندال تقول :
" أنه بروس والبروك المحامي المشهور! أسم معروف جدا في أنكلترا!".
فكرت جانيت في الأسم ثم قالت بلا مبالاة:
" أعتقد أنني سمعت بالأسم , هل قلت أنه محام ؟".
وفجأة وجهت نظرة حادة ألى أمها وقالت:
" ماذا يفعل في الفيللا؟ هل تعتقدين أنه جاء لقضاء الأجازة ؟".
أجابت الأم بلهجة مليئة بالشكوى:
" كلا , أعتقد أن رالف فورد أحضره كي يتابع له مسألة الحصول على الممر.

أتذكر ما قاله عن مراجعة حقوقه في الفيللا وما جاورها , وكما تعلمين فالأغنياء يوكلون المحامين لمتابعة قضاياهم , أليس كذلك؟".
" لكن وجود المحامين لا يحقق لهم دائما ما يرغبون".
شدّدت جانيت على جملتها الأخيرة , ثم أنهت أرتشاف فنجان الشاي قبل أن تتابع بغضب مكتوم :
"محام أو بدون محام , عليهم جميعا أن يواجهونا معا".
أنهت جانيت أستحمامها وعادت ألى غرفتها كي تقلّب المسألة من كافة وجوهها بعد التطور الجديد الذي حدث اليوم , لكن سرعان ما أبعدت الموضوع كلّه عن ذهنها عندما أرتدت ملابسها وتوجهت نحو الباب الخارجي , فقد عملت من أمها أن القضايا الرسمية في هذه الجزيرة تأخذ وقتا طويلا , وهذا يعني أن وجود محام بريطاني لن يعجل في الأمر أبدا .







أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:32 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لفحتها أشعة الشمس عندما أصبحت في الخارج , لكنها واصلت جولتها في البرية المجاورة , وكما في كل مرة , أحست جانيت برعشة فرح تجتاح نفسها للمناظر اخلابة المحيطة بها , وأدركت أكثر الأسباب التي دفعت عائلة وبستون ألى أختيار هذه المنطقة لبناء الفيللا.
فالجبال القريبة المغطاة بأشجار الصنوبر , وخلفها السماء زرقاء صافية , تعطي الفيللا منظرا أخاذا يزيد في جاذبية البساتين المزروعة الممتدة ألى الجهة الأخرى , ولأعطاء لمسة جمالية أخيرة , كانت هناك ثلاث شجيرات نخيل نمت داخل أراضي الفيللا بحيث أصبحت علامة مميزة في المنطقة.
غضّت جانيت بصرها عن منظر الفيللا , وعادت للتفكير في مشاغلها وذلك بالتمعن في هندسة بيت أمها وموقعه من الفيللا والممر , كان البيت مستطيل الشكل ومن دور واحد مع أمتداد صغير ألى اليمين , أي ألى جهة الممر , وعلى طول أمتداد البيت يقع بستان واسع طرفه يشكل جزءا من الممر المتنازع عليه , وبأستثناء جدار قديم شبه منهار , وبعض الأسلاك الشائكة لمنع الكلب من الضياع في الحقول , فأن شيئا لا يميز الأرض الملحقة ببيت الأم عن الممر والحقول المجاورة.
نقلت جانيت نظرها الآن ألى الفيللا بجدرانها المرتفعة , كانت الفيللا تمتد بمحاذاة الممر من الجهة المقابلة وتضم قطعة من الأرض بطول القطعة التي يضمها بيت الأم , وأستطاعت جانيت من مكانها أن ترى الباب الأسباني الطراز المؤدي أليها عن طريق الممر , لكن هذا الباب كان المدخل الجانبي , فهي تعرف أن هناك مدخلا رئيسيا مماثلا يطل من الجهة الأخرى.

مرة أخرى عادت جانيت لتدرس هندسة بيت أمها وموقعه , فوجدت أنها مضطرة للأعتراف بأن باب البيت مثل باب الفيللا يطل على الحديقة من ناحية , وعلى الطريق الزراعي من الناحية المجاورة , لكن من الواضح أن البيت صمم ليكون الممر هو المدخل أليه...... وهذا الأمر واضح للعيان تماما.
كان دال يدور حولها منذ أن غادرت البيت , أما وقد أنتهت من مقارنتها بين الفيللا والبيت , فقد أخذت تداعبه وتلاعبه في حين أنهمكت أمها في ري الزهور التي تحتفظ بها أمام المنزل , كانت هناك شجرة ياسمين نمت لتتسلق الجدار الأمامي بمعظمه , وعلى الجدار المجاور تسلّقت نبتة ذات زهور حمراء قانية..... أما غرسة العنب التي زرعتها قبل سنتين فقد أصبحت كرمة وارفة الظلال .
لم تكن قادرة على فعل الكثير في الحديقة الكبيرة , لكن النباتات والزهور البرية التي تنمو في الصيف أعطت الحديقة طابعا خاصا وجذابا بالأضافة ألى شجرتي التين المثمرتين.





أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:34 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

جلست جانيت في المقعد الموجود على الشرفة وألتفتت ألى والدتها , فأذا بنظرها يقع على سلة صغيرة من النوع المخصص للقطط , فسألت أمها على الفور:
" لم أكن أعرف أن عندك قطة !".
توقفت السيدة كيندال عن ري زهورها وألتفتت ألى جانيت التي حملت القطة وراحت تداعبها :
" لقد حصلت عليها من المزرعة , كانوا يريدون التخلص من عدة قطط , ورأيت من واجبي أن أنقذ واحدة على الأقل ".
أطلقت ضحكة قصيرة وتابعت تقول:
"كانت ذات أطراف طويلة عندما حصلت عليها , ولذلك أطلقت عليها أسم تويجي ".
أبتسمت جانيت لأمها وتركت القطة التي راحت تتلمس قدميها بكسل.
أضافت السيدة كيندال تقول:
" عمرها الآن ثمانية أشهر , والواقع أنها أصبحت عزيزة جدا , وهي مفيدة من حيث قدرتها على طرد جرزان الحقول".
ردّدت جانيت كلمة – مفيدة – بتعجب وأستغراب , وفي الوقت نفسه ألتفتتا معا بأتجاه الشخص الذي ظهر من باب الفيللا الجانبي وبدأ السير بأتجاه الممر ,كان طويل القامة متناسق الجسم ويرتدي ثيابا فخمة تعكس وضعه الأجتماعي .
ولا شك أنه ضيف في الفيللا , وكادت جانيت أن تبعد نظرها عنه عندما جذبها شيء في وجهه , حدّقت مجددا في الوجه الذي أتضحت معالمه أكثر , فأذا بها تتذكر أين ومتى شاهدته , سألت أمها بلهفة:

" من هو هذا الرجل ؟ هل تعرفينه؟".
أشرق وجه السيدة كيندال كدليل على معرفتها للشخص المعنى :
" طبعا , أنه الرجل الذي أخبرتك عنه صباح اليو م يا عزيزتي , أنه المحامي الذي جاء ألى الفيللا مساء أمس".
وألتقت عينا جانيت بعيني الرجل الزرقاوين , فأذا بهما العينان اللتا جمدتاها في مقعدها بالطائرة , أو الأصح مقعده , راقبتاها بأرتياح وهي تبتعد ألى مقعدها الخلفي , همست في أذن أمها بينما نظرها يتابع الرجل :
" هل تقصدين أن هذا الرجل هو بروس والبروك؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:35 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- العدو اللدود


كانت السيدة كيندال منشغلة بتوزيع أبتسامتها على الرجل الذي يسير على مقربة منها بحيث لم تقدّم لأبنتها الأجوبة التي تريدها , والحقيقة أن جانيت لم تكن تنتظر أي جواب , فقد أحست منذ أن رأته في مطار لندن أنها أمام عدو لدود , وها هي أحاسيسها تتأكد الآن , ومرة أخرى سمعت الصوت العميق الهادىء الذي سمعته في الطائرة , عندما حيّا الرجل أمها قائلا:
" صباح الخير , أنه يوم دافىء وجميل ".
ردت السيدة كيندال :
" أهلا وسهلا , فعلا أنه نهار جميل ".
أما جانيت التي لم تكن متأثرة بأدب ولطافة هذا الرجل , فقد أستطاعت التسلل من المكان بحجة أخذ الكلب في نزهة قصيرة عن طريق الحقل الصغير المحيط بالبيت.
في منتصف الحقل , كان هناك ممر يؤدي ألى شجرة اللوز العتيقة التي تشكل حدود البيت , ركزت جانيت نظرها على الشجرة البعيدة وأنشغلت بملاعبة الكلب كي تخفي خجلها وأضطرابها من لقاء شخص تمنت قبل يوم واحد فقط أن لا تراه أبدا , وأزداد أضطرابها الآن لأنها أدركت كم كانت جاهلة عندما لم تفطن لنواياه منذ اللحظة الأولى , أذ لا يكفي أنها مضطرة لأحتمال وجوده في الغرفة المجاورة , بل هو هنا للعمل على نزع حق والدتها في الممر وأعطاه لأصحاب الفيللا .
أزدادت مشاعر الغضب في نفسها وحثّت خطاها مبتعدة عن البيت واللتمنيات التي تبودلت قبل لحظات بين الرجل وأمها , فهي لا تريده أن يفكر بأنها ستتصرف كما لو أن حادث الطائرة لم يقع أبدا .
وصلت جانيت ألى أطراف الحقل وهي غارقة في أفكارها لتخوض في مساكب من الخضار التي زرعتها أمها لأستعمالها البيتي , وألى جانب المساكب سياج حديدي صغير يخص عدة دجاجات وبطات ومجموعة من الأرانب , بل وعنزة أيضا.
فتحت جانيت باب السياج الحديدي ودخلت لتبحث عما أذا كان هناك بيض طازج , بعد أن تركت الكلب في الخارج , وجدت بالقرب منها سلة من القصب ,فحملتها وراحت تبحث تحت الدجاجات التي تراكضت في كل أتجاه , وجدت ثلاث بيضات وضعتها في السلة وتركتها في مكان أمين قبل أن تواصل جولتها .


في نهاية الحفل كان هناك كوخ صغير وضعت فيه الأم كل الأغراض التي لا تريد رؤيتها في البيت , وفي الوقت نفسه لا تريد التفريط فيها , شاهدت جانيت ساعة حائط قديمة , مكنسة كهربائية معطلة ,والعديد من الأشياء التي غطاها الغبار.
وقعت عينا جانيت على الدراجة الهوائية التي كانت الأم تستعملها للتسوق في أنكلترا , ثم أحضرتها معها ألى الجزيرة للهدف نفسه ........ لكن من الواضح أنها لم تفعل.
بعد جولة قصيرة , غادرت جانيت الكوخ حاملة سلة البيض وأخذت تبحث عن الكلب , كانت قد تركته للحظات فقط , لكنه أختفى الآن بدون أن يترك أثرا , خفق قلبها خوفا عندما خطر في بالها أن يكون قد غادر الحفل غير المسيج , ولم تطل حيرتها , أذ ظهر دال ألى جانبها خارجا من خلف الكوخ .....حيث كان يلعب مع الرجل غير المرغوب فيه السيد والبروك.
" دال , تعال ألى هنا فورا".
صرخت بصوت مكتوم وهي تحاول أ تركض خوفا من أن تكسر البيضات , لكن الكلب تجاهل أوامرها كليا ومضى يلاعب اليد الممتدة أليه بعطف , حثت جانيت خطواتها أكثر وهي تتميز غضبا لعصيان الكل أوامرها ,ولعل الكلب أحس طبيعة مزاجها المتعكر , فأستدار تاركا الرجل .
لكن رفض الكلب لأوامرها للوهلة الأولى أصابها بصدمة جمدتها في مكانها ,وكانت على وشك أن تتجاهل الشخص الواقف قبالتها عندما ألتقت عيناه الزرقاوان بعينيها وسمعت صوته العميق يقول :
" أرى أن طبعك لم تتحسن بعد!".
تضرج خداها بالدم , ولاحظت أنها كانتفظّة معه في أكثر من مناسبة , ولكنها لم تكن قادرة على الأعتراف بهذا الأمر :
" أذا كنت تقصد أنني لم أقف صباحا لتحيتك عندما ظهرت أمامنا خاصة أنني أعرف لماذا أنت هنا , فأن طباعي لن تحسن".
كان من الواضح أنه خرج هذا الصباح ليدرس وضع المر بالنسبة ألى البيت والفيللا , لكنه أخذ أطراف الحديث متجاهلا عبارتها الأخيرة وقال :
" من الأفضل أن نتعارف , أنا بروس والبروك , وكما قلت , فأنت تعرفين سبب وجودي هنا".
عدلت جانيت من وقفتها وردّت عليه بهدوء :
" أنا جانيت كيندال , وأظنك تعرف أنني هنا للسبب نفسه , فأنا لا أنوي الوقوف مكتوفة اليدين وأراقب والدتي وهي تتعرض للأحتيال ".
" أعتقد أنا سنترك تعابير الأحتيال خارج قاموسنا , أليس كذلك يا آنسة كيندال؟".
كان صوته باردا وكأنه تكسر الجليد تحت تدفق مياه قوية.
أحست جانيت برعشة خوف بسيطة عندما تصورته بزي المحاماة الرصين , لكنها أستردت رباطة جأشها وتذكّرت أنها ليست في قفص الأتهام الآن.
" ماذا يمكن أن تقول أذن؟ لعلك لا تعرف أن أمي سبقت الجميع في المكالبة بهذا الممر طيلة السنتين الماضيتين , بينما وصل أصحاب الفيللا قبل أسابيع قليلة , فكيف يمكن أن يطالبوا بحقوقهم في الممر ".
ردّ المحامي بأبتسامة ساخرة:
"من أجل أيضاح الصورة القانونية يا آنسة كيندال , أقول لك أن قطعة الأرض التي قام عليها بيت أمك جزء من الفيللا , والبيت الذي قرر السيد ويستون بناءه على تلك القطعة ليس ألا أضافة حديثة , وهذا يعني تلقائيا أنه بات في المرتبة الثانية من حيث المطالبة بالممر مقارنة مع الفيللا القائمة هنا منذ أكثر من قرن كامل".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:37 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت جانيت بعدم أكتراث :
" هذا صحيح بالنسبة ألى الفيللا القديمة التي هدمت بالكامل ".
" هذا لا يغير شيئا من وجهة نظر القانون".
ثارت جانيت لتعابيره الباردة الحاسمة وصرخت قائلة:
" قانون من؟ ليس قانون أبييزا , فالسيد ويستون أكد لأمي أن تصميم بيتها يضم الممر كمدخل أليه , وعلى هذا الأساس رتب الوضع مع المسؤولين في القرية ".
تمعن بروس والبروك بجانيت من رأسها حتى أخمص قدميها وهو يبتسم الأبتسامة الساخرة نفسها وقال:
" لو كنت مكانك لما أعتمدت على هذا أبدا , فالتدابير الشفهية عادة تسقط دون أدنى تأثير".
ردّت جانيت مستعملة أسلوبه :
" بالتأكيد ,. ولهذا لا سبب يدعوك للتفاؤل الزائد..... أليس كذلك؟".
أعاد بروس التحديق فيها بحدة , ثم حوّل نظره ألى الممر معبرا عن نفاد صبره وقال:
" لست أدري لماذا يحتاج بيت صغير ألى ممر , يبدو لي أن أمك يمكن أن تحصل على ممر خاص يشق من الطريق الزراعي عبر الجدار القديم ثم ألى الحديقة التي يمكن أن تستوعب موقفا لسيارة أو سيارتين".


لجأت جانيت ألى المنطق نفسه لترد على الرجل الذي يحاول التقليل من أهمية بيت أمها :
" والشيء نفسه يمكن أن يقال عن الفيللا!".
أجابها برودة قاتلة :
" الواقع أن معظم أراضي الفيللا حدائق هندسية جميلة بحيث لم يتبق مكان لممر صغير من البوابة الرئيسي , وبما أن أصحاب الفيللا يستقبلون الكثير من الضيوف , فالأمر بالنسبة أليهم لا يحتمل".
ردت جانيت بعنف شديد:
" وهل تعتقد أن ذلك يكفي للأستيلاء على أملاك أرملة وحيدة ؟".
أجابها بلهجة قاسية :
" الممر ليس ملكا لأحد بعد يا آنسة كيندال".
ولم تعر جانيت كيندال أهتماما لنظراته الباردة المتحدية , بل أستمرت في هجومها قائلة:
" حسنا , ففيما يخصني أعتقد أن الممر ملك لأمي , وسأفعل كل ما في وسعي لضمان حصولها على حقوقها".
تبادل المحامي وجانيت نظرة عدائية مكشوفة , في حين حافظ هو على أبتسامته القانونية الباردة وتابع قائلا:
" من المفيد أن يعرف الأنسان مواقف الطرف الآخر".
في هذه الأثناء كان الكلب دال قد ملّ من لدوران في الحلقة التي تجمع الشخصين وبدأ ينبح بصوت خافت , لذلك أنتهز بروس الفرصة وقال :
" أستودعك الله يا آنسة كيندال".
" وداعا يا سيد والبروك".
أطلقت جانيت هذه العبارة ببرودة واضحة ثم أستدارت عائدة ألى البيت , ولم تلحظ جانيت , بسبب الأحاسيس المتضاربة التي تخنق صدرها بعد هذه المعركة الكلامية , أن بروس كان يسير بمحاذاتها من الجهة الأخرى للبيت , بل تابعت سيرها بلا مبالاة وتشاغلت بملاعبة الكلب عن خفقان قلبها الشديد وأعصابها المتوترة , وعندما وصلت ألى باب البيت الخلفي عبرته بسرعة وهي تتنفس الصعداء لتخلصها من ذلك الظل المزعج.
كانت الأم تغني أحدى أغنياتها المفضلة وهي تعد بعض الطعام في المطبخ , وعندما دخلت جانيت بادرتها بالسؤال :
" ماذا كنت تتحدثين مع السيد والبروك يا عزيزتي ؟".
" لا شيء , فقط وضعته في الصورة التي نراها للبيت والممر ".
وأنتظرت حتى هدأت أعصابها وتوقفت قدماها عن الأرتعاش ثم قالت :
" أبلغته أننا لن نوافق على أي شيء لا يعطينا ملكية الممر بالكامل ".
لكن الوالدة كانت قد نسيت السؤال الذي طرحته قبل قليل , ومضت تعمل بنشاط متنقلة بين الطاولة والفرن ألى أن رأت البيض الذي أحضرته جانيت فقالت بسرور :
" أنا سعيدة جدا لما أحضرته , وأفكر بأعداد صينية لحم بالبيض للغداء , فما رأيك بذلك؟".
" وجدت أنني لا أعرف ماذا خلف السياج , لذلك قررت البحث وعثرت على ثلاث بيضات ".
وضحكت جانيت بسعادة لأنها أستطاعت أن تشغل فكرها في أمور غير المحامي والممر , ومع أنها شاركت بنشاط في عملية أعداد الطعام وراحت ترنم بعض الألحان الخفيفة وهي ترتب الطاولة , ألا أن أحساسا بالضيق ظل يراودها لعلمها بأن المعركة من أجل الممر قد بدأت فعلا , صدامها مع بروس والبروك بات المسألة الواضحة للغاية , ولما فكرت بهذا المحامي شعرت برغبة عارمة للخروج أليه ومهاجمته بعنف بدلا من الأنشغال بأعداد الأطباق والشوك والسكاكين , فلا شك أنه يخطط الآن لخطواته التالية ........ وعند هذا الحد من التفكير أحست أنها في سباق مع عدوها الذي يستعد بكل قواه....
وعلى المائدة سألت جانيت أمها قائلة:
" على فكرة , لقد شاهدت الدراجة الهوائية في الكوخ , ألا تستعملينها حاليا؟".
" الواقع أنني لست بحاجة أليها ".
صبت السيدة كيندال قدحين من الماء المثلج لها ولأبنتها وتابعت قائلة:
" أن ميغل الذي يعمل في المزرعة يحضر لي يوميا الخبز والحليب وأية أغراض أخرى أحتاجها من القرية , وفي نهاية الأسبوع أستقل الباص كي أتسوق من سوق المدينة".





أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:39 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وشغلت الأم نفسها بتقليب عدة أغراض على الطاولة قبل أن تطرح السؤال الذي يلح في ذهنها:
" لكن لماذا تسألين يا حبيبتي؟".
حبست جانيت أنفاسها قليلا ثم قالت :
" فكرت في أستعمالها للتنقل ما دمت أنا هنا الآن".
وعندما شاهدت علامات الموافقة على وجه أمها أضافت :
" الحقيقة أنني أفكر في أستعمالها بعد الغداء للتوصل ألى القرية ومقابلة رئيس البلدية على الفور".
ضحكت السيدة كيندال وهي تنظر لأبنتها بعطف :
" هذه أبييزا يا حبيبتي , لا شيء يتحرك على الأطلاق قبل الساعة الرابعة ,وحتى ساعة البلدية تنام في هذا الوقت ".
جلجلت ضحكة الأم في الغرفة قبل أن تتابع :
" فهم دائما يعيدون تحركها عند حلول الساعة الرابعة".
أذن جاء وقت الملل , لقد نسيت جانيت كل ما عرفته في رحلتها الماضية والآن بات عليها الأنتظار حتى تتحرك الحياة مجددا في القرية.

ولكن جانيت كانت مصرةعلى شغل وقتها كي تتناسى أحداث اليوم , فقامت بجلي الصحون وترتيب المائدة , ثم أنكبت على كتاب تعلم اللغة الأسبانية لزيادة معرفتها بهذه اللغة , وبينما هي منشغلة في حفظ جمل أسبانية تعني أين مقر البلدية ؟ أو أريد أن أقابل رئيس البلدية , كان البيت قد دخل في الجو الأسباني الكامل , فالأم في سريرها تمضي قيلولة بعد الظهر , والكلب نائم ألى جوارها , أما القطة تويجي فقد غرقت في سلتها الوثيرة المكشوفة للشمس الحادة .
أمضت جانيت وقتا طويلا وهي تراجع عن ظهر قلب ما علق من جمل أسبانية في ذهنها , كانت الفيللا المقابلة غارقة في الشمس والصمت أيضا , تساءلت جانيت عما يمكن أن يقوم به بروس والبروك الآن ! وتبيّن لها أن الشيء الوحيد له الآن هو أن يذهب لرؤية رئيس البلدية , كما ستفعل هي تماما.
وخوفا من أن يسبقها المحامي ألى موعد مع رئيس البلدية , قامت جانيت بغسل وجهها بسرعة ثم وضعت بعض لمسات من الماكياج ............. ومع أن الساعة لم تكن قد تجاوزت الثالثة والنصف فقد صمّمت على الخروج فورا , أخرجت جانيت الدراجة الهوائية من الكوخ , وقادتها عبر البيت محاولة ألا توقظ الكلب فيكشف عن رحيلها المبكر , وعندما وصلت ألى الطيق الزراعي أمتطت الدراجة وراحت تقودها بصمت وهدوء , كانت أبواب الفيللا مشرعة , ألا أن جانيت لم تلحظ سوى الحدائق الداخلية الجميلة وسيارتين فخمتين متوقفتين في الداخل .
الطبيعة الريفية الجميلة كانت نائمة مثل أي شيء آخر في الجزيرة , وكل الأصوات الممكنة غابت في الأفق البعيد بأستثناء طنين نحلة أو زقزقة عصفور شارد.
أضفت عجلات الدراجة صوتا خفيفا على الصمت عندما وصلت ألى الطريق المعبد , وأستغربت جانيت شدة حرارة الشمس مع أنهم ما زالوا في نيسان ( أبريل ) المعروف بأعتدال حرارته ,كانت الشمس تضربها على رأسها بحدة , ووجدت عيناها صعوبة في التركيز على الطريق لأنعكاس الأشعة على الأسفلت الساخن , لذلك فكرت أن تشتري قبل أي شيء قبعة قش واسعة ونظارات شمسية .
أضطرت جانيت ألى بذل مجهود عضلي أكبر عندما وصلت ألى الطريق ألذي يصعد نحو التلة القائمة عليها القرية , لكنها عجزت مما دفعها ألى التوقف والصعود مشيا وهي تدفع العجلة ألى جانبها ............ وأخيرا قررت التخلي عنها فتركتها قرب شارع فرعي على أمل أن تأخذها عندما تعود.
كانت المدينة خالية تماما وكأنها مدينة أشباح بالفعل , فالبيوت البيضاء الغافية مغلقة بأحكام ويبدو أن أصحابها هجروها ألى الأبد . واصلت جانيت التقدم داخل شوارع القرية بدون أن يخطر ببالها األألتفات ألى الخلف ........ ولكنها عندما فعلت وجدت نفسها أمام منظر طبيعي مذهل , فقد شاهدت السهول الخضراء التي لوحتها أشعة الشمس تمتد ألى ما لا نهاية حتى تلتقي بسفح سلسلة الجبال عند الأفق البعيد.

كان الرجل الذي ألتقته جانيت داخل مبنى البلدية يقرأ صحيفة الظهيرة بدون أدنى أهتمام , خاطبته بالمفردات الأسبانية التي حفظتها عن ظهر قلب , لكنه لم يجب , بل أكتفى برسم علامة أستفهام كبيرة على وجهه , وبعد جهد جهيد أستنزف من جانيت كل ما ما تعلمته من الأسبانية بالأضافة طبعا ألى صبرها غير المحدود , أبتسم الرجل ولم يقل سوى :
" نعم ............".
وجن جنون جانيت التي وجدت نفسها عاجزة عن الفهم, خاصة أن الجواب الذي أعطاها أياه الرجل كان يخص رئيس البلدية , وأضطرت ألى الأستعانة بالقاموس الأسباني مع تحريك اليدين والأصابع وكل تقاطيع الوجه , وأخيرا فهمت أن رئيس البلدية يرحب بكل الناس , لكنه لن يستطيع مقابلها الآن لأنه موجود في فالنسيا لبعض الأشغال التي تتعلق بالبلدية , وأنه لن يعود قبل عشرة أيام .
صرخت جانيت :
" عشرة أيام !".
" أجابها الرجل بهدوء :
" تقريبا ,ويمكن أقل ".
وعندما ألحت جانيت في مقابلة من ينوب عن رئيس البلدية في غيابه لأمور ضرورية وعاجلة , واجهها الرجل بالنفي الحازم , وطلب منها أن تعود بعد عشرة أيام أذا كانت تريد حل مشكلتها .
خرجت من المبنى الحجري وهي تندب حظها السيء , عشرة أيام كاملة من الأنتظار ؟ لو أنها حضرت قبل يوم لكان من المعقول أن تلتقي رئيس البلدية وينتهي الأمر.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:40 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

في الخارج , كانت الحياة قد بدأت تعود تدريجيا ألى القرية أذ فتحت الحوانيت أبوابها , وأمتلأ الشارع الرئيسي بالأطفال الذين غادروا قبل قليل المدرسة الكبيرة الوحيدة , وفكرت جانيت أن غياب رئيس البلدية ليس سيئا ألى هذا الحد , فعل الأقل لنن يستطيع بروس والبروك أن يلتقيه أيضا .
وما أن ورد أسمه على فكرها , حتى لمحته في سيارة فخمة يتوجه ألى مبنى البلدية الذي غادرته قبل لحظات , رمقته جانيت بنظرة حادة وكأنها تعلمه أنها تعرف تماما ماذا يريد , ولكنه لن يحصل عليه أبدا .
وعندما وصلت ألى المكان اذي تركت فيه دراجتها الهوائية , وجدت الضحكات خمدت على الفور بمجرد أقترابها منهم , أبتسمت جانيت في محاولة لكسر طوق العزلة , فرد الأطفال الأبتسامة بأحسن منها , ومع ذلك كان من الصعب عليها التحدث أليهم بسبب عائق اللغة , وأخيرا لوحت لهم بيدها مودعة وأمتطت دراجتها عائدة ألى البيت.
وعند تقاطع الطريق خارج القرية سمعت خلفها صوت محرك سيارة , فأدركت أن بروس والبروك عاد من البلدية صفر الدين .
وفاجأها عندما توقف بالقرب منها وسألها قائلا:
" هل تريدين أن أوصلك ألى البيت؟".
" لا شكرا , هذه الدراجة تفي بالحاجة ".


تسللت السيارة ببطء متابعة طريقها نحو الفيللا , في حين بذلت جانيت جهدا للأحتفاظ بتوازنها بعد هذه المفاجأة غير المتوقعة , وأخيرا وصلت ألى البيت مبللة بالعرق والغبار ....... وسرعان ما أنطلق عواء دال وكأنه يريد أن يخبر العالم أنها عادت ألى البيت بعد غياب.
كانت الأم قد أنهت للتو قيلولة الظهر , وبدت في منظر محبب وهي ترتدي فستانا أبيض اللون يناسب أيام الصيف الحارة , فأستغربت جانيت كيف أن أمها أستقبلت نبأ غياب رئيس البلدية بلا مبالاة وكأن الأمر لا يعنيها , بل أكتفت بالقول:
"حسنا يا حبيبتي , ما رأيك بفنجان من الشاي مع الليمون ينعشك بعد هذه الرحلة المتعبة ........ ونتناوله في الباحة الخلفية؟".
ورغم الضيق الذي أحست به جانيت أتجاه رد فعل أمها و ألا أنها وجدت الجلوس في الباحة الخلفية مريحا للأعصاب , كانت الشمس قد بدأت أنحدارها نحو المغيب وقد خضبت الجبال البعيدة بلون ناري , وبدا كل شيء مغطى بطبقة من الذهب والنحاس .
وفجأة , قطعت جانيت حبل الصمت قائلة:
" هذه المناظر مريحة تماما يا أمي , ولكنني لم أقصد أبييزا للسياحة بل جئت من أجل حل مشكلة الممر بأسرع وقت ممكن".
ردت السيدة كيندال بهدوء:
" ما الأمر يا جانيت ؟ لا فائدة في أستعجال أمور خارج أرادتنا , وبما أنك هنا , فلماذا لا تستمتعين بهذا الجو المنعش الجميل ؟ لقد قلت عندما وصلت أمس أن الأستعجال غير ضروري".
تنهدت جانين بعمق وهي تدرك المنطق الصحيح في كلام أمها , فبعد رحلتها ألى القرية عند الظهر , تأكدت أن لا شيء يمكن أن يغيّر دورة الحياة الروتينية هناك , حتى ولو حدث زلزال مدمر , المهم الآن أن تتمتع بهذه الأيام بأنتظار عودة رئيس البلدية , لذلك قالت :
" أعتقد أنك محقة في كلامك , فلن يحدث شيء قبل عودة رئيس البلدية...... والأفضل أن أستفيد من هذه الأيام ".
أجابت السيدة كيندال وقد طفح وجهها بالسرور :
" هذا ضروري جدا , سنذهب ألى المدينة غدا للتسوق ويمكننا تمضية بعد الظهر هناك".
ولم تستطع جانيت وهي في غرفة نومها ذلك المساء أن تخلد ألى النوم عملا بنصيحة أمها , فقد ظلت ساهرة تراقب الأضواء المتلأألئة المشعة داخل الفيللا والعديد من الضيوف يتضاحكون ويتسامرون على أصوات الموسيقى الهادئة.
أقتربت من النافذة وحدقت في الظلام ناحية الأضواء العامرة , لا شك أن أصحاب الفيللا يلحون في طلب الممر بناء على نصيحة قانونية قدمها لهم المحامي المشهور .......... ووجدت جانيت خيالها يتصور بروس والبروك في هذه الحفلة الساهرة , ولم يزدها التفكير فيه ألا رغبة في تحقيق أنتصار باهر عليه.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:41 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- لا تلمسي الزهور

كان من المفروض أن يغادر باص الركاب ألى قرية أبييزا في تمام الساعة الثالثة , لذلك أنتظرت السيدة كيندال وأنبنتها عند مفترق الطرق بحدود الساعة الثالثة والدقيقة العاشرة ..... لكن الباص كالعادة لم يصل ألا عند الساعة الثالثة والدقيقة العشرين .
توقف الباص عند المحطة مثيرا الغبار في ذلك الصيف اللاهب , لم يكن هناك أحد لفتح الباب , لذلك جاهدت السيدة كيندال التي باتت تعرف معظم العادات تقريبا كي تسحب مقبض الباب الجرار..... وعندما أنفتح أخيرا كادت قوة الدفعة أن تلقي السيدتين أرضا .
أندمجت السيدة كيندال وجانيت وسط وجوه غريبة كانت تركب الباص , ويظهر أن القرويين هنا لا يبدأون علاقات عابرة ألا بعدالتمعّن في الأشخاص الجدد .
وقد لقيت السيدة كيندال ترحيبا حارا من الذين باتوا يعرفونها , أما جانيت الغريبة فقد باتت محط أنظار الركاب كلهم.
أقلع الباص منطلقا بسرعة كبيرة وراح يجتاز المنحدرات والمنحنيات متوجها ألى المدينة البعيدة , وشعرت جانيت بالخوف عندما أحست أن سرعة الباص جعلته يبدو في بعض الأحيان وكأنه يسير على عجلتين , لكن الهدوء والسكينة وعدم المبالاة المسيطرة على الركاب , ومن بينهم أمها , جعلتها تدرك أنها وحدها الخائفة من السرعة التي لم تتعوّد عليها في بريطانيا .
وأخيرا وصل الباص ألى المدينة القديمة في الوقت نفسه الذي بدأت فيه الحوانيت والمقاهي تعيد فتح أبوابها بعد قيلولة الظهر المعتادة .
تكونت لائحة مشتريات السيدة كيندال الأساسية من الأطعمة والخضار , لذلك راحت الأم وأبنتها تتجولان في أسواق السمك واللحوم والخضار والفاكهة , ثم أنتقلتا ألى سوبر ماركت كبير متفرّع من الشارع الرئيسي.
وبعد أن أكتملت بضائع السيدة كيندال وأشترت جانيت قبعة من القش ونظارات شمسية , توجهتا معا ألى أحد المقاهي لتناول بعض المرطبات التي جاءت في وقتها تماما , ثم عادتا ألى التجوال مجددا , لكن هذه المرة في سوق المنتوجات الشعبية المصنوعة من الجلد والخشب والخزف ....... بدون أن تشتريا أي شيء.


وأخيرا قررتا الخلود ألى فيء أحد مقاهي الرصيف بأنتظار أن يحل موعد عودة الباص ألى القرية , وعند أحد المنعطفات المؤدية ألى الشارع الرئيسي تمهلتا في سيرهما لأختيار المقهى المناسب ....... وكانت السيدة كيندال الأولى في رؤية رأس بروس والبروك وهو يعبر الشارع المقابل , فقالت :
" أنظري هناك , أنه صديقنا المحامي من الفيللا , ترى ما الذي يفعله في المدينة؟".
كانت جانيت قد لمحت بروس قبل أن تتكلم أمها , لكن نظرها كان مركزا على حقيبة يده وعلى البناء الذي خرج منه للتو...... فهو بناء رسمي كما يدل العلم المرتفع أمامه , ويبدو شبيها بمبنى البلدية في القرية , وأن كان أكبر حجما ..... وكأنها فوجئت بوجوده في ذلك المكان , فقد أمسكت ذراع أمها بقوة قائلة:
" أراهنك أنه جاء لمقابلة مسؤولي المدينة حول الممر , ليرى ما أذا كان قادرا على تجاوز السلطات المحلية بدل الأنتظار طيلة هذه الفترة ".
لم تجب السيدة كيندال وهي تسير بفعل جذب أبنتها.
" لكن ألى أين نذهب يا عزيزتي؟".
ردّت جانيت وهي تحث الخطى شاخصة ببصرها ألى حيث وقف بروس يحادث أحد الأشخاص .
" أذا كان قادرا على المحاولة ....... فنحن نقدر أيضا ".
أشتكت الأم بصوت متوسل :
" وهل من الضروري ذلك؟ أنني متعبة وفمي متقق من العطش!".
" سنتناول المرطبات عندما ننتهي, فأنت تعرفين الأسبانية أفضل مني".
جذبت جانيت أمها عبر الساحة وهي تلاحظ أن بروس شاهدهما , وقبل أن تستطيع السيدة كيندال الرد على سلامه , كانت جانيت قد أدخلتها بسرعة ألى المبنى الكبير.
الروتين الذي واجهته جانيت في هذه الدائرة كان مماثلا لما واجهته في مبنى البلدية في القرية , والأختلاف الوحيد هنا , أن موظف األأستقبال أدخلهما ألى غرفة جانبية حيث أستقبلهما موظف آخر .
ولم تنفع الجمل القليلة التي تعرفها الأم في أيجاد جو من التفاهم مع الموظف , وأضطر الثلاثة ألى أستعمال لغة الأشارات ممتزجة بما يعرفه الرجل من اللغة الأنكليزية وما تعرفه السيدتان من الأسبانية .
ويبدو أن موضوع الممر أثير من قبل مع الموظف نفسه , لذلك أستطاع أن يوضح لجانيت وأمها أن كل القضايا المحلية هي من أختصاص السلطات المحلية فقط , وعليها بالتالي متابعة مسألة الممر مع مسؤولي قرية سان غبرييل.
وحاولت جانيت أن تشرح له , بصعوبة طبعا , أن رئيس بلدية القرية لن يعود قبل عشرة أيام ..... لكنه أبتسم بدون أن يجيب وكأن هذه الفترة بالنسبة أليه لا تعدو كونها عشر دقائق فقط , ثم ودعهما على الباب بأبتسامة عريضة.
تركز أهتمام السيدة كيندال , عندما خرجت مع جانيت من المبنى , حول الحصول على شراب منعش وكرسي مريح في أقرب مقهى , ولم تنتبه جانيت الغارقة في أفكارها ألى أن المقهى الذي أختارته الآن كان مستقرا لبروس والرجل الذي معه ,وقد فوجئت بوجوده هناك بحيث لم تعد قادرة على التراجع.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:43 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أقتربت السيدة كيندال مبتسمة , فهبّ بروس والرجل الآخر واقفين , ثم قال :
" هل تتفضلان بمشاركتنا هذه الجلسة؟".
كانت جانيت تريد أن تقول له أنها تفضل الجلوس ألى طاولة أخرى , لكن أمها أسرعت تقول بحماس:
" هذا لطف شديد منك".
كانت جانيت تريد أن تقول أنها تفضل الجلوس ألى طاولة أخرى , لكن أمها أسرعت تقول بحماس :
" هذا لطف شديد منك ".
أنضمت جانيت أليهم عابسة , في حين تولى بروس مهمة التعريف بالرجل الثاني , قائلا:
"هذا زميلي المحامي فرانسيسكو كافانيلاس".
مدّت جانيت يدها تصافح المحامي الأسبني الذي يبلغ السادسة والعشرين من العمر تقريبا .

سألهما بروس ماذا تشربان؟ فأختارت السيدة كيندال عصير التفاح بينما أختارت جانيت الكوكا كولا المثلجة , كانت قد خلعت النظارات الشمسية في داخل المبنى و أما الآن فهي تشعر بحاجتها أليها أتقاء للشمس الساطعة , وأيضا تهربا من نظرات بروس المتمعنة ...... بالرغم من أن أنتباهه كله كان مركزا على الأم لتي أخذت تعدد مصاعب التسوق في هذه الأيام.
فكرت جانيت أن الفرصة مناسبة الآن لدراسة شخصيته الخارجية عن كثب , وبعد أن تفحصت ملابسه الزرقاء التي تناسب لون عينيه الفولاذيتين , وجدت نفسها تخمن عمره...... وأخيرا أعتبرت أنه تجاوز الثلاثين من العمر , وألا لما وصل ألى هذا المركز المرموق في الحياة.
أستدارت جانيت ألى المحامي الأسباني الذي كان يحاول مد حديث معها ....... فأنتهز الفرصة قائلا بلغة أنكليزية راقية لوّنتها لكنة أسبانية محببة :
" هل أنت هنا منذ مدة طويلة ؟".
أبتسمت جانيت بلطف :
" ليس أكثر من يومين , وهل تعيش أنت هنا؟".
هز رأسه موافقا :
" أنا من أبييزا , لكنني أعمل في مناطق أخرى أيضا ".
أستمر الحديث لعدة دقائق أخبرها خلالها عن مهمة المحامي وحياة طالب القانون وكيف أنه بدأ العمل في أحد المكاتب منذ بلغ الثالثة والعشرين من العمر , وأخيرا قررت جانيت التلميح ألى ضرورة الذهاب كي لا يفوتهما الباص الأخير المتوجه ألى القرية , وقفت وهي تحث أمها على النهوض:
" هذه الأغراض ستتعبنا في الرحلة و من الأفضل أن نتحرك الآن ".
لم تبد الأم حماسة للنهوض , لكن بروس والبروك قال مؤكدا :
" ليس من الضروري أن تعودا ألى سان غبرييل بالباص , فأنا وفرانسيسكو ذاهبان ألى الفيللا قريبا , ويمكنكما أن ترافقانا في طريق العودة".
أرادت جانيت أن تعلم أمها برغبتها في الرحيل , لكن ركلاتها من تحت الطاولة لم تقدم ولم تؤخر ....... بل عادت السيدة كيندال ألى جلستها المريحة قائلة :
" طبعا , هذا لطف منكما , وعلى كل لم أنته بعد من كأس الشراب".
وأضطرت جانيت ألى الجلوس مجددا , المهم أن فرانسيسكو محدّث لبق , وهي لن تهتم ببروس على الأطلاق.
وأخيرا أنتهى شراب السيدة كيندال , فنهض الجميع مغادرين بعد أن دفع بروس فاتورة الحساب , وقادهم ألى حيث أوقف سيارته في شارع فرعي مجاور.
جلست السيدة كيندال في المقعد الأمامي ألى جانب بروس , في حين أحتلت جانيت وفرانسيسكو المقعد الخلفي.
وما أن خرجت السيارة المكشوفة من حدود المدينة , حتى أدركت جانيت أن النزهة ممتعة فعلا , فقد أختفت زحمة السير , وأمتزجت الحقول الخضراء بالشواطىء الرملية الممتدة ألى ما لا نهاية , وطيلة الطريق لم تتوقف السيدة كيندال عن الحديث كعادتها , وبدا لجانيت أن بروس يتمتع بحديث أمها و أذ لاحظت أنه كان يلتفت من وقت لآخر متابعا حديث السيدة كيندال بأبتسامة عريضة.
ومع أنها أحبت النزهة كثيرا , ألا أنها شعرت بالأرتياح الطاغي عندما لاحت القرية في آخر الطريق , وأنعطف بروس بسيارته شمالا عبر الطريق الزراعي المؤدي ألى الفيللا والبيت , لم تتوقف السيارة أمام الفيللا , بل عبرتها حتى وصلت ألى الباب الخلفي للبيت..... حيث نزلت السيدة كيندال وهي تضحك وتشكر بروس على الرحلة الجميلة .


ترجلت جانيت من السيارة معتمدة على ذراع فرانسيسكو الذي أنحنى بلطف وقبّل يد الأم ثم يد الأبنة مودعا , أما بروس فقد دسّ مفاتيح السيارة في جيب سترته وغادرهما قائلا:
" أتمنى لكما نهارا سعيدا ".
ردّت السيدة كيندال بحماسة :
" ولك أيضا".
ساررت الأم والأبنة بأغراضهما داخل الحديقة , وما أن وصلتا ألى الباب الخلفي حتى قالت الأم :
" يا له من رجل جذاب ".
نظرت الأم بهدوء قائلة :
" أعرف يا عزيزتي , ومع ذلك فهو رجل جذاب وساحر".
وما أن فتحتا الباب حتى أندفع دال ألى الخارج قافزا بين الأغراض والأقدام , ثم أنطلق في الحقول بعد سجن أستمر عدّة ساعات , وضعت جانيت الأغراض في المطبخ , وألقت نظرة سريعة على الرجلين اللذين أختفيا للتو في الفيللا ........ قد يكون بروس والبروك قد أثر على أمها ألى حد ما , لكنه لن يخدع جانيت أبدا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:45 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

طيلة اليومين التاليين لم تلحظ أي نشاط في ما يتعلق بالممر , بأستثناء وصول شاحنة صغيرة تحمل بعض النباتات للسيدة كيندال , ولكن في اليوم الثالث , وبينما كانت تحاول أصلاح ماكينة الخياطة الموضوعة في الكوخ , لمحت شخصا طويل القامة يغادر البيت , لم تكن متأكدة من هويته , لكنه عندما دخل بوابة الفيللا تبين أنه فرانسيسكة كافانيلاس .
أستنفرت جانيت كل قوتها وأسرعت عائدة ألى ابيت وهي تفكر في أسباب الزارة .
فوجدت أمها تجهز أدوات الشاي في الباحة الخلفية كعادتها كل يوم في مثل هذا الوقت.
قالت وهي تجلس في كرسيها:
" هل شاهدت زائرا في بيتنا قبل قليل".
" أجل , أنه المحامي الأسباني اللطيف الذي ألتقيناه في المدينة قبل يومين ".
لم ترفع السيدة كيندال عينيها عن الصينية وعلبة البسكويت...... لكن من الواضح أن لديها الكثير من الأنباء , وأنتظرت جانيت , حتى كشفت الأم عن كامل التفاصيل.
قالت السيدة كيندال:
" أصحاب الفيللا , آل فورد , دعونا لقضاء بعد ظهر الغد معهم , وهم يقولون أن الجيرة الحسنة ضرورية , والواضح أن الدعوة موجهة ألى عدد من الأصدقاء أيضا".
أحست جانيت وكأن شلال ماء بارد صبّ عليها فجأة وهي تستمع ألى كلام أمها .
هل تدخل ألى معسكر العداء ؟ مجرد التفكير بالأمر يجعلها تشمئز وتنفر. أنها لا تستطيع تصور أي فائدة من لقاء أصحاب الفيللا , وفي الوقت نفسه سيبدو موقفهما ضعيفا ومهتزا أذا ما رفضتا الدعوة , أتخذت الأم موقفا مماثلا لموقف الأبنة , ولكن لأسباب مختلفة , قالت وهي تصب الشاي في الكوبين :
" سأرتدي فستاني المصنوع من الحرير الدمشقي الذي لم تتح لي المناسبة بعد كي أرتديه , طيلة السنة لا نجري ألا حفلة واحدة تقيمها جمعية السكان الأجانب ....... وهي تقام على شاطىء البحر , دائما كنت أتمنى السهر في الفيللا , ولا بأس من أن يلامس الفرو المخبأ في الخزانة منذ سنوات كتفي في هذه السهرة".

ومع أن جانيت متأكدة من أن موقف أمها ليس سليما , ألا أنها عاجزة عن فعل أي شيء لتغييره , وهكذا وجدت نفسها في اليوم التالي تتزين تمهيدا للدعوة , وقررت أن لا تبالغ في التجميل , بلأختارت ثوبا عاديا بلون أخضر فاتح مزين بعدة ورود بيضاء , ثم أكتفت بلمسات خفيفة من الماكياج , وتركت شعرها البني ينسدل بحرية على كتفيها..... وأخيرا أنتعلت صندلا أبيض وتوجهت لترى كيف أستعدت أمها , لم تكن السيدة كيندال جاهزة فحسب , بل هي على أحر من الجمر للذهاب ألى الفيللا ,وما أن رأت جانيت حتى أبلغتها أن السيارات بدأت تصل منذ عشرين دقيقة , وألحّت عليها بالسير فورا , راقبت جانيت السيارات الفاخرة التي توقفت أمام الفيللا , وراحت تشرح بصبر وأناة الحكمة من الأنتظار حتى تكون الحفلة قد أكتملت.
بعد الثالثة بقليل تحركت جانيت والسيدة كيندال ألى الباب الرئيسي.
وهناك أعترضهما الكلب دال الذي راح يدور قرب الباب وذيله لا يكف عن الحراك وكأنه يعبر عن أنزعاجه لأنهما ستتركانه وحيدا في البيت , ربتت السيدة كيندال على رأس الكلب وكأنها ترفّه عنه , ثم غادرتا معا بعد أحكام أغلاق الباب وقطعتا الطريق الفاصل بين البيت والفيللا في لحظات قليلة .
لاحظت جانيت أولا أن السيارات بمعظمها كانت فاخرة وغالية الثمن ,ولا يمكن أن يمتلكها ألا أصحاب الثروات والمناصب , كان الباب الخارجي مفتوحا , والشمس الساطعة تنعكس على السلم الرخامي الذي تسلقته جانيت وأمها وولا ألى الحديقة الخلفية حيث كان الحضور مجتمعين.
وما أن أجتازتا نهاية السلم الرخامي حتى ألتقتا بأحد الخدم وهو يحمل مجموعة من الأقداح والمرطبات المنعشة , حيّاهما الخادم بأبتسامة مؤدبة , ثم دلّهما ألى مصدر الأصوات والضحكات التي كانت تملأ المكان .
سارت جانيت وأمها في الأتجاه الذي أشار أليه الخادم فعبرتا الجهة اليمنى نحو الحدائق التي تمتد ألى الطريق الزراعي , ولفت نظر جانيت على الفور حوض السباحة المصنوع من البلاط الأزرق الصافي , والذي أتخذ شكلا بيضاويا , على أحد طرفي الحوض توزعت مقاعد سباحة مريحة , بينما أصطفت على الطرف الآخر طاولات أزدحمت بأنواع الطعام المختلفة.
أنتبهت جانيت ألى أن الجو العام لم يكن ذا طابع رسمي , فالناس موزعون جماعات وأفرادا حول الحوض وفي الحديقة الملحقة به .
وحتى السيد فورد كان طبيعيا عندما نهض من كرسيه لأستقبال السيدة كيندال وأبنتها , ثم نادى زوجته قائلا:
" أيمالينا , تعالي أستقبلي ضيوفك".
كان رالف فورد يرتدي ثوبا حريريا يظهر أمتلآء جسمه وطوله قامته , ومع أن عينيه تبدوان حادتي النظرة للوهلة الأولى , ألا أنه صاحب وجه طيب تحت شعر رمادي دلّ على الخمسين سنة التي عاشها.
وضع رالف فورد ذراعا في يد كل من جانيت والسيدة كيندال وقادهما ألى أحدى الطاولات عارضا عليهما الطعام والشراب , وما هي ألا لحظات حتى أنضمت أليه السيدة فورد التي كانت مشغولة مع ضيوفها في مكان آخر , صافحت السيدة فورد جانيت وأمها وهي ترحب بهما بحرارة...... لكن جانيت لاحظت أن فكر أيمالينا بالرغم من تعابيرها المرحبة , كان يحلّق في أجواء مختلفة تماما, واصل السيد فورد عملية تقديم السيدة كيندال وأبنتها ألى الضيوف الذين كانوا بالقرب منهم , ولم تستطع جانيت أن تستوعب كل الأسماء التي قيلت أمامها , ألتقت أناسا عديدين منهم رجل طويل القامة شعره طويل منسدل , وآخر معتدل البنية يبرز في في وجهه شاربان كثيفان وأقتربت منها أمرأة غريبة وصافحتها مبتسمة , ولمحت أبتسامات لطيفة على وجوه عدد من النسوة........ بحيث لم تمض دقائق حتى كانت قد أندمجت مع المجموعة بشكل طبيعي.








أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.