آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          343 - جزيرة الحب - جانيت هامبتون - م.د ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          341 - خيانة حب - كاي هوجز - م.د** (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-08, 02:55 AM   #1

اميليا

? العضوٌ??? » 13513
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 960
?  نُقآطِيْ » اميليا is on a distinguished road
Elk 517 -لحظة ندم - ليز فيلدينغ _ ق.ع.د.ن ( كتابة / كاملة )**



:006: --------------------------------------------------------------------------------

لحظة الندم
ليز فيلدنغ

الملخص/
لم تكن لدى جوانا أية خبرة مع الرجال , من قبل لقد دخلت عالم الرجال كمهندسة مدنية وشعرت بالمودة نحو البعض منهم بالتاكيد , ولكنها لم تعرف , من قبل, مثل هذا الشعور المغناطيسي الذي شدها الى كلاي تاكيراي.لقد احبته, ولم تشك في هذا .. وقد لاحقها هو برغبته... وهذا كان الاختلاف الاول بينهما...
الاختلاف الثاني كان حين أخذت تتساءل عما إذا كان يرغب فيها لنفسها ام لاسهمها في الشركةوفي النهاية لم تشأ أن ترتدي المئزر لتطبخ وتعتني بالاطفال . وقد قيل " لاتتزوج بسرعة , فتندم على مهل"


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

الفصل الاول:
تصاعد رنين جرس الباب ملحا. تملمت جوانا في سريرها متذمرة, فقد كانت قد صممت على ان تمضي صبيحة هذ اليوم السبت متكاسلة في فراشها حيث أنعا كانت أول عطلة تأخذها منذ اسابيع. وما لبثت أن تناولت رداءها المنزلي كي تضعه على جسمها , وهي تصرخ قائلة: " ها انا قادمة"
ابتسم ساعي البريد عندما فتحت الباب وهو يقول:"أنا آسف لازعاجك يا آنسة غرانت. ولكن هناك رسالة مسجلة تحتاج إلى امضائك."
اخذت جو منه الرسالة بعد ان وقعت بإمضائها, ابتسم الساعي مرة اخرى وهو يقول:"شكرا . يمكنك ان تعودي الان الى فراشك." نظرت اليه مبتعدا, ثم عادت تنظر الى المغلف السميك في يدها.لابد ان ثمة شيئا هاما في داخله, وفتحته ,لتخرج منه ورقة واحدة قرأتها بسرعة, ثم قطبت حاجبيها. كانتالرسالة من مكتب شركة المحامين يقدم عرضا مغريا لشراء العدد الكبير من الاسهم التي ورثتها عن ابيها.
اعادت قراءة الرسالة للمرة الثانية.لم يكن ثمة اسم الشاري , وانما ,"وصلنا عرض من شخص بأن..."
وهذا كل شيء. هزت جو كتفيها, ثم القت بالرسالة بعيدا لكي ترد عليها في مابعد .ان شخصية الشاري لاتهمها, لان اسهمها من شركة ريدموند للبناء ليست للبيع.
"انت , يافتى!"
القت جو نظرة ساخطة من فوق السقالة.انه احمق آخر قصير النظر يظنها فتى لانها تقف الى ناحية البناء. ولكنها مع هذا, أخذت تتفحص باهتمام ذلك الرجل الذي كان واقفا في الساحة, وبالرغم من بعد المسافة, فقد استطاعت ان ترى أنه طويل القامة يرتدي بذلة من التويد جميلة التفصيل. كان يبدو, على وجه العموم انيقا لا تشوبه شائبة.
ردت عليه من اعلى "ماذا تريد؟"
رفع يده يقي عينيه من اشعه الشمس وهو يصرخ مجيبا:"اريد السيد جو غرانت.هل هو عندك هناك؟"
ردت عليه قائلة:"ها انا نازلة اليك." وهبطت الدرجات مسرعة لتستدير الى حيث واجهت الرجل الغريب ذاك. وكانت على صواب بالنسبة الى طوله, اذ وجدته يفوقها طولا بحيث انها وهي التي يقارب طولها المئة وسبعين سنتمترا وجدت نفسها ترفع راسها لتنظر الى وجه لوحته الشمس لرجل تستدعي شخصيته الاهتمام, ذي عينين زرقاوين تتالقان بالحيوية وتتناقضان مع شعر اسود مجعد لم يكن يبدو عليه القابلية للخضوع لاية قصه او تسريحة مهما بلغت مهارة الحلاق. واخذت عيناه الزرقاوان تحدقان فيها بحيرة وكانه شعر بان ثمة خطأ في مفهومه نحوها, لايدري ماهو بالضبط. اهتز اعتدادها وثقتها بنفسها ازاء السرعة المفاجئة لضربات قلبها عندما وقع نظرها على هذا الغريب الملوح البشرة, لتشعر بوجنتيها تلتهبان بينما فغرت فاها صامتة تنظر اليه. واخيرا جاء صوتها الذي كان حادا لدرجة صعقت لها وهي تقول :"حسنا؟".
بد على جبينه تقطيبة بسيطة, وقال برقه نفذت الى اعماق نفسها :"اسمي تاكيراي,واريد ان ارى جو غرانت لقد اخبرتني فتاة في المكتب انه يعمل هنا."
وضعت جو يديها في جيبي سروالها بحركة صبيانية دون وعي منها, ثم مشت مبتعده عنه وهي تناديه من فوق كتفها قائلة:"يمكنك ان تتفضل الى هذا المكتب ياسيد تاكيراي."
اجاب متباطئا في اللحاق بها:"لقد سبق وذهبت الى ذلك المكتب ولكنه لم يكن هناك." قالت جو وهي تفتح باب المكتب ثم تنتظره:"لابأس, سيكون هنا" ثم دخلت المكتب بينما هز كتفيه وتبعها. خلعت قبعتها الخشنة وقد دخلها سرور الظفر وهي تسمع هتاف الدهشه من ذلك الرجل لدى رؤيته لشعرها الكث الكستنائي الفاتح وهو يتناثر حول وجهها, ثم استدارت تواجهه قائلة:"انني جو اغرانت,ياسيد تاكيراي, والانمالذي تريده بالضبط؟"
بدت في عينيه ابتسامة دافئة وهو يعترف بغلطته قائلا:" ثمة امور كثيرة في فكري. ربما تتقبلين اعتذراي المتواضع؟"
اجابت:"ربما" ولكنها كانت تشعر, وهي تحاول ان تغطي تصاعد نبضها, ازاء ابتسامته باظهار التهذيب الهادئ
سالها:"هل يحصل ,عادة. مثل هذا الخطأ؟"
اجابت:"كثيرا جدا. ليس ثمة سبب لكي تظن في نفسك الغباء."
قال"اوه انني لا أشعر بذلك .حتى اجمل امرأة قد تبدوكالرجال إن هي ارتدت مثل هذه القبعه والجاكيت."
لم يفتها تهكمه المبطن وهو يلمح الى انها.مادامت غير جميلة جدا, فمن المنطقي ان يخطئ هو بهذا الشكل.
قالت له:"ربما من الافضل ان تدخل في الموضوع , ياسيد تاكيراي."
سألها:"اي موضوع يا آنسة غرانت؟"
أجابت:"لقد كنت تبحث عني, وها انك وجدتني الان."
تلاشت الابتسامة عن وجهه واتخذت ملامحه سمة الجد وهو يقول:"آه, تعنين ذلك الموضوع. حسنا, الموضوع ياانسة جو غرانت, انني جئت لادعو صاحب هذا الاسم الى الغذاء . ماقولك؟"
وقطبت جو جبينها بدهشة وهي تقول:"الغذاء؟ ولماذا تريد دعوتي الى الغذاء؟"
نظر اليها وقد ازداد التصميم في عينيه وسالها:" وهل تدهشك مثل هذه الدعوه؟" كان ثمة هالة من الجاذبية تحيط به. وادركت هي بشيء من الاثارة. انه يعبث معها.
أجابت"انها تدهشني طبعا لانك لاتعرفني."
قال:"هذا صحيح . وانني اعترف ان جو غرانت الذي ابحث عنه هو رجل ملتح ضخم الجسم, في الخمسين من عمره. ولكنني سعيد جدا بان تكوني ممثلة له."
فجأة جلست جو وهي تقول :"انني لست ممثلة له , بل انا اقرب الناس اليه.ذلك ان ابي قد توفي."
بانت في صوته صدمة وهو يقول:"هل توفي جو ؟ ولكنه لم يكن كبير في السن."
وبدا عليه الاسى بشكل واضح وهو ينظر من النافذه لبرهه. ثم مالبث ان نظر اليها وكانه رآها لتوه ثم سألها:"هل انت ابنة جو؟صاحبة تلك الصورة الموضوعه على مكتبه؟ ولكنك كنت تضعين نظارة طبية؟"
تذكرت جو تلك الصورة المفزعه التي تحيط بها اطار قديم, والتي كانت مدفونة تقريبا في الفوضى التي كان غارقا فيها مكتب ابيها, وقالت:"نعم لقد كنت اضع نظارة مسكين ابي. لقد كنت ,عادة, اتجنب ان تؤخذ لي اية صور فوتوغرافية.ولكن لك يكن ثمة مهرب من ان تؤخذ لي صورة في المدرسة, واضطرت امي الى شرائها . ولكنها, مراعاة لشعوري, لم تضعها بقرب صورة شقيقتي."
قال:"احقا؟ولماذا كان ذلك؟"
هزت كتفيها قائلة:" ان لشقيقتي هيثر شعرا اجعد واسنانا منتظمة جميلة وعينين سليمتي النظر. ولكن ابي اشفق علي ووضع صورتي على مكتبه."

نظر اليها متفحصا بعينين تنطقان بالثقه بالنفس ثم سألها:" انني متاكد من انك تسلمين هذه الايام, لاختك صلاحية استخدام اموالها, يا انسة غرانت"
ابتسمت بهدوء وهي تقول:" اخشى ان لايكون الامر كذلك ياسيد تاكيراي, ذلك ان هيثر مازالت تمثل الجمال في الاسرة, بينما علي انا ان اتعامل مع العقل."
قال:" مسكينة انت."
تصلب جسدها وهي تقول على الفور:" انني لا اريد الشفقة من احد, ياسيد تاكيراي." ومالبثت ان تضرج وجهها غضبا اذا انتبهت الى تسرعها الغبي وهي ترى الضحك في عينيه.
ان هذا الرجل يتدخل في حياتها, محطما الحواجز التي تقيمها حولها كثمن لقبولها في عالم الرجال.
قال:" انك في حاجة الى تقوية تقديرك لنفسك وارجو ان لايسيئك قولي هذا. ولكنني اوفق معك انك لست في حاجة الى شفقه مني او من غيري." وقبل ان تجيبه ,كان هو قد غير الموضوع قائلا:" لقد قال جو, عند ذاك, انك ستتابعين عمله, وقد ظننته, في ذلك الحين , يمزح."
قالت:" هذا صحيح, ياسيد تاكيراي,وعندما ادرك غلطته, كان الاوان قد فات لكي يفعل اي شيء بذلك الشأن."
سألها:" وهل حاول ذلك؟"
اجابت وهي تتذكر الزهوالذي ساد ملامح ابيها, يوم تخرجت من الجامعه:" لم يحاول بشكل كاف."
بان عليه التفكير وهو يقول:"فهمت"
كانت تظن انه بعد ان اكتشف ان مهمته كانت فاشلة, لابد سيستأذن خارجا, ولكنه بدلا من ذلك,قال:" انني شديد الاسف لما سمعته عن موت جو, يا انسة غرانت , مالذي حدث؟" وكان يبدو على وجهه الاهتمام البالغ مما جدد الامها وبعث غصة في حلقها. واخذت تحدق في البرنامج الموضوع على مكتبها الى ان استطاعت ان تتمالك دموعها فلا تنهمر.
عادت جو من ذكرياتها لتنظر اليه قائلة:"لقد كان في سيارته عندما اصابته ذبح قلبية قبل ثلاث سنوات.."
قال:" انني اسف. انني لم اعلم بذلك اذ كنت في الخارج اعمل في كندا, وعندما ابتدأت اجدد العهد بمعارفي القدماء اتصلت هاتفيا بمكتب ريدموند, سائلا عن ابيك, فاجابوني.."
قاطعته قائلة:"لاباس. انها غلطة بسيطة وهي تحدث دوما. لقد تعودت على ذلك." ومدت اليه يدها مصافحة بابتسامة شابها اسى خفيف:" جوانا غرانت."
كانت قبضته دافئة قوية .قبضة رجل جدير بالثقه قدم نفسه قائلا:"كلايتون تاكيراي."
قالت : "حسنا انني اسفه اذا جاءت رحلتك الينا خائبة, ياسيد تاكيراي."
وقال وقد بان العزم في عينيه:" انها لم تكن خائبة." نظر في عينيها, فأسرعت تشيح بناظريها عنه بعيدا, وهي تقول: "ليس في إمكاني ان اكون بديلا كاملا من ابي."قال:" لقد كنت احب اباك واعجب به , ياجوانا. ولكنني اظن ان الغذاء معك سيكون ممتعا. خصوصا, ان استغنيت عن حمالات السروال."
قالت معترضة:"ليس عليك ان تدعوني, فلا تكن احمق لاينبغي علي..."
سألها:لم لا؟"
اجابت:" لان....." وسكتت اذا لم يكن هناك اي سبب في الحقيقة, عدا عن انها تبالغ في سبيل الاحتفاظ بسكنتها النفسة.
ابتسم وكأن في استطاعته ان ينهي المعركة التي تدور في اعماقها, وقال:"ارغمي نفسك على ذلك, ياجوانا."
قالت وهو مازال ممسكا يدها بيده الكبيرة:"انني اشكرك"وهكذا وجدت نفسها تقبل الدعوة دون ان تفهم تماما السبب في ذلك, غير مدركة انه رجل لايقبل كلمة , لا جوابا.
قال:"ان هذا من دواعي سروري, وقد حجزت مائدة في مطعم جورج في طريقي الى هنا. فقد كنت مصمما على دعوة ابيك."
قالت مازحة وهي تميل براسها جانبا:"حقا؟من الافضل اذا ان اغير حذاء العمل هذا. ولكن ليس عليك ان تكلف نفسك, ياسيد تاكيراي, فما انا الامهندسة هنا, وعادة انتاول سندويشا وقت الغذاء."
اشرق وجهه ضاحكا لتتغضن زوايا عينيه وفمه, وهو يقول: انني لست باحثا عن عمل, ياجوانا,كما ان اصدقائي يدعونني كلاي.سأنتظرك في السيارة بينما تقومين باصلاح شأنك كما تريدين."
خلعت حذاء العمل من قدميها لتضع بدلا منه حذاء ذاكعب عال. ومررت على سروالها الرمادي الفرشاة وهي تتمنى لو ان لديها تنورة في المكتب لترتديها, بدلا منه. لقد فضلت, عند شراء تنورتها الصوفية الناعمة العاجية اللون ,ان تضمن فيها الراحة اكثر من الزي الذي ترتديه. ولكن كنزتها كانت جميلة على الاقل, يمتزج فيها اللونان الوردي والابيض والتي كانت هدية من اختها الكبرى هيثر التي كانت تدير متجر اللازياء, والتي كانت تحرص على اضافة لمسات انثوية الى خزانة اختها جو التي لم تكن تحوي سوى ثياب العمل الخشنة. وازاحت جانبا التقويم السنوي الذي يغطي المرآة التي كانت قد اتخلت عنها في عالم الرجال هذا الذي تعيش فيه, ثم القت على نفسها نظرة معترضة.
قالت تحدث نفسها بحزم وهي تهز كتفيها:"لاتخدعي نفسك ياجو,فهو لم يدعك الى الغذاء الا لانه يعرف اباك, فلاتدعي الافكار الحمقاء تراودك." ومطت شفتيها ساخرة من نفسها, لكن, لابد ان هيثر كانت ستشعر بالسرور وهي ترى اختها تطيل وقوفها امام المرآة تصلح من شعرها وزينتها.
فتح لها كلاي باب السيارة حيث اطمأن الى راحتها قبل ان يتخذ مقعد القيادة. ولاحظت هي الاعين التي تراقبها باهتمام من مختلف الانحاء, وعرفت انها ستكون عرضة للالسن لايام عديدة بعد ذلك, من قبل زملائها الرجال الذين يعملون على السقالات اذا يمدون لها ايديهم يساعدونها بأدب مبالغ فيه.
قال:" الامر نفسه كان سيحدث من قبل زملاء العمل لو كنت انت رجلا اصطحبتك فتاة, وربما اسوأ."
ضحكت هي قائلة:"هل تحصل معيشتك من وراء قراءة الافكار؟"
اجاب"كلا, ولكني كنت مهندس بناء انا ايضا."
قالت وهي ترمقه بنظرة جانبية من تحت اهدابها الكثيفة:"احقا؟ ليس عندي شك في ان ثمة فتيات كثرات كن يلاحقنك."

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة MooNy87 ; 15-04-20 الساعة 08:55 PM
اميليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 02:56 AM   #2

اميليا

? العضوٌ??? » 13513
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 960
?  نُقآطِيْ » اميليا is on a distinguished road
افتراضي

استدار اليها باسما وهو يقول:" بل قليلات, وابوك كان يعرف تماما كيف يغيظني."
قالت :"نعم. هذا صحيح." فقد كانت تعمل مع ابيها في البناء اثناء عطل الصيف الطويلة من الجامعة وكانت تعرف طريقته في العمل. فقد كان يستغل اقل خطأ ليجعل من مقترفه موضع سخرية وهزء. وكانت هي تكره هذا الاسلوب.ولكن هذا خشن من شخصيتها.هدرت سيلرة الاوستن بخفة وهو يتوجه بها نحو الشارع الريئسي, قالت جو:"انها سيارة جميلة"
اجاب:"نعم,كانت لابي,انه لم يستعملها كثيرا,مؤخرا, ولكنه لم يقبل ان يبيعني اياها الا بعد ان تاكد من ان عمري كاف لجعله يثق بي."
سألته:"وكم عمرك؟"
اجاب:"ثلاث وثلاثون.ما رايك؟لقد ارد الرجل العجوز ان ينتظر عاما آخر.ذلك انه لم يمتلك سيارته الاوستن الاولى الا في الخامسة والثلاثين. ولكنني ارغمته على تسليمي اياها بعد ان هددته بشراء سيارة ب.ام دبليو."
دخل في هذه ااثناء موقف سيارات مطعم جورج. قالت:"ما اشد فظاعة صنعك هذا"ولكن ضحكها لطف من كلماتها.
قال:"حقا؟" وتلامست يدهما بينما كان يفك حزام امان السيارة من حولها.تلاقت انظارهما, وللحظة طويلة, ظنت جو ان الزمن قد توقف.
قال"اريد ان اقبلك, ياجو غرانت." مست نبرات صوتهكل عصب في جسدها. غصت بريقها وهي تشعر بصعوبة في تنفسها يبنما كانت دقات قلبها تعلو.ليس من المفروض ان تقبل الفتيات الرجال في اول مرة يتقابلن فيها.كما انهن لاينبغي ان يعترفن برغبتهن في ذلك. رفعت حاجبها وهي ترد عليه قائلة:" وهل تحصل دائما على ماتريد , ياكلايتون تاكيراي؟"
قال بثقة:"دائما"
تملكها الاضطراب للعزيمة التي لمحتها في عينيه, وحاولت ان تضحك قائلة:" احقا ياسيد تاكيراي؟ لقد كنت اظن ان العادة تقضي بان تطعم الفتاة قبل ان تحقق هدفك."
حدق فيها كلاي تاكيراي لحظة, ثم ترك الحزام من يده وهو يقول:" معك حق, طبعا. فهذا مجرد غذاء فقط, ولكنني سأعطيك فكرة عن موضوع العشاء."
قبل ان تستطيع استجماع افكارها, كان قد فتح باب السيارة لها. ولم ينطقا بكلمة وهو يقودها الى داخل المطعم بيد شعرت بها تحرق ذراعها. وبنظرة من كلاي الى النادل سارع هذا يقودهما الى مائدة بجانب نافذة تطل على النهر. بقيت تحدق من النافذة الة ذلك المنظر او اي شيء يجعلها تتجنب النظر في ذلك الوجه المقابل لها. لقدامضت حياتها العملية بجانب الرجال, وكان من النادر ان يعوزها الامر الى كلمة واحدة معهم. ولكنها الان لاتجد شيئا تقوله .
لكن مشكلة كهذه لم تكن تضايق كلاي الذي قال:" دعيني احاول ان اقرا افكارك مرة اخرى." واتسعت عينا جوالرماديتان.لم تكن الافكار التي تعتمل في ذهنها من النوع الذي تحب ان يقرأه. سالها ببشاشة:" البط؟"
قالت في محاولة لتلطيف الجو:" هل هذا يعود الى التدريب ام الى قوة الملاحظة؟"
اجاب مشيرا الى الطيور في النهر:"قوة الملاحظة. بدا لي اعجابك بها فتساءلت عما اذا كنت تودين واحد منها لغذائك ." وناولها قائمة الطعام متابعا قوله:" او ربما تريدين القاء نظرة على انوع الطعام هنا."
عندما عاد النادل اليهما, كانت قد اختارت ماتريد بهدوء.
سألها اتريدين أن تشربي شيئاً؟)
أجابت : (عصير الأناناس من فضلك.) وأدلى كلاي بطلبه إلى النادل طالباً مياها معدنية لنفسه.
سألته: ((لقد قلت انك قادم لتوك من كندا؟ ماذا كنت تعمل هناك ؟)) كانت تحاول أن تجعل جو الحديث طبيعياً.
أجاب كنت أعمل. لقد كانت أمي كندية _فرنسية. وعندما توفيت، أدركت انني لااعرف عنها وعن وطنها سوى القليل ،فاردت ان اتعرف اللا كل ذلك.)
عادت تساله : ( هل انت في عطلة الآن ؟)
تردد برهة قبل ان يقول: " ليس تماماً . ولكنني ابحث عن اصدقائي القدامى . وعندما قالت موظفة الاستقبال في شركة ريدموند ان جو كان يعمل هنا ، كان من السهل علي ان اجرب حظي في ان اجده حيث يقوم البناء نظراً لقربه من منزلي."
سالته وهي تحاول تجاهل تصاعد ضربات قلبها بعد إذ عملت ان منزله قريب :" منزلك؟"
أجاب :" لقد اشتريت كوخاً على ضفاف النهر في ناحية كاملي عندما كنت هناك في عطلة الميلاد."
حسنا ً. هذا شأنه هو، فما الذي دعاها لأن تثرثر فرحة كالاطفال قائلة: "انني اعشق تلك الناحية ،كاملي ، فهي ما زالت تمثل جمال الطبيعة الفطري الذي لم يلحقه التشويه."
قال دون ان يلحظ ما اصابها من إثارة : " نعم ، ولهذا السبب اشتريته. وقد تبدو هذه حماقة ،إذ ان مكتبي في لندن وكان يناسبني اكثر لو اشتريت شقة هناك. ولكنني لم استطع مقاومة جمال ذلك الكوخ ، إنه قديم وفي حاجة الى اصلاحات كثيرة ولكنني اظن ذلك جزءاً من سحره . لقد انتهى ترميمه الآن، وهو صالح للسكن ولكنني مازلت مخيماً بجانبه حالياً. "

سالته:" إذاً ،فانت لن تعود الى كندا؟"
أجاب :" ليس في المستقبل المنظور غلى الأقل."
لحظها بنظرة ثاقبة وهو يسألها هازلاً :" هل سرّك هذا ؟" انقذها مجيء النادل بالطعام ، من الارتباك في الجواب .ونظرت إلى سمك السلمون الذي وضعه امامها وقد شعرت بالاشمئزاز من لونه الوردي ، نفس اللون الذي كانت تدرك جيداً أنه يصبغ جبينها.
قال وهو يقدم الطبق :" سلمون؟ انني مسرور جداً به."
نظرت اليه لتكتشف انه لم يكن يسخر منها، كما ظنت، وان ابتسامته كانت للطعام.
ازدردت ريقها ،وهي تتناول منه الطبق سائلة: "هل عملت مع أبي مدة طويلة؟"
أجاب :" مانأول مدير مشاريع أعمل معه .التحقت بشركة ريدموند عقب تخرجي من الجامعة ووضعت تحت امرته في العمل ، وكنت بذلك محظوظاً جداً. لابد أنكِ تفتقدينه كثيراُ؟"
قالت: "نعم ، إنني افتقده . لقد كنت اريده لكي........."وسكتت إذ كان ماتعنيه شاناً خاصاً لاتحب ان تشارك فيه احداً أو تتحدث فيه عالناً .
أحس بانه دخل خطأ ، منطقة خطيرة من مشاعرها ، فغير الموضوع حيث أخذ يصف حياته في كندا، والبلاد نفسها، حتى بدأت اخيراً تسنرخي في مكانها.
عندما قدمت القهوة ، اتكا في مجلسه إلى الخلف وأخذ ينظر إليها جاداً وهو يسألها :"ماهي خطتك المهنية للمستقبل ،ياجوانا ؟ إنك ، طبعاً ، لن تبقي في البناء؟"
أجابت بزهو : " أنني أول امرأة استخدمتها شركة ريدموند كمهندسة بناء. وقد قررت ان اكون اول امرأة يستخدمونها مديرة للمشاريع."
إذا كان قد شعر بالدهشة لجوابها هذا, فانه استطيع اخفاءها ، ولكن سؤاله التالي أوضح تفهماً منه لما يمكن ان ينطوي تحت هذا القرار من مشكلات . إذ قال: "اتظنين أن هذا العمل يترك مكاناً لحياة خاصة بك؟"
أقرت قائلة:"ليس كثيراً"
عاد يسألها :" ولكن ، ماذا بالنسبة إلى الزواج وإنشاء اسرة؟"
أجابت :"إن الرجال يستطيعون القيام بالامرين في الوقت ذاته"لم تكن غريبة عن مثل هذه المناقشات . فقد اعتادت شقيقتها الكبرى دوماً ان تحاول اقناعها بأن تتخذ مهنة تقليدية، حتى انها عرضت مرة ان تسجل هذه المناقشات على آلة التسجيل كي تستمع اليها ولو مرة واحدة يوميا ..
وذلك تجنبا لها للمضايقة ، ولكن عبثا . فمنذ وقت طويل توقفت هيثر عن محاولة تغيير اطباع شقيقتها ، وتكتفي حاليا بان تثابر على تقديم الثياب الجميلة لها ، من متجرها , لكي تحسن من مظهرها .
اجاب كلاي : " هذا صحيح , ولكن الرجال لايحبون. وصعود السلالم ونزولها طيلة النهار ,بالنيبة اللا امرأة حامل يسبب مشكلات لها ,ألاتظنين هذا؟"
لكن ,لما كانت جو غير مصممة على الزواج في المستقبل المنظور ,فقد تجاهلت السؤال ,والقت نظرة الى ساعتها قائلة:"يجب ان اعود , فقد تاخرت."
نظر اليها كلاي لحظة, مفكراً , ولكنه لم يتابع الموضوع بل العكس , اشار الى النادل طالبا قائمة الحساب ثم سألها : " وبالنسبة إلى العشاء , أين سأوافيك بالسيارة "
حملتها دهشتها لرغبته في ان يراها مرة اخرى , على ان تطلق ضحكة حائرة وهي تقول : " ليس ثمة حاجة لذلك يا كلاي . لقد كان لطفا منك ان تدعوني مرة الى الغذاء ... "
مال الى الامام قائلا : " انني لم احضرك الى هنا لاكون لطيفا . انني مازلت اريد ان اقبلك , يا جو غرانت . لقد كنت انت من اشترط ذلك في البداية . طبعا , ربما غيرت رأيك ."
" لكنني لم ... " واحجمت جوانا عن انكارها وهي تقف .

لقد كان حوارا سخيفا ولم يكن في نيتها الاستمرار فيه . ونهض كلاي بدوره , بينما ابتسمت هي قائلة وهي تمد يدها اليه برزانة قائلة : " لااريد ان استعجلك .واشكرك على هذا الغذاء , انني لن ازعجك في توصيلي اذ يمكنني ان استقل سيارة اجرة الى عملي ."
هز يدها صامتا , بينما اجتازت هي قاعة الطعام قاصدة مكتب الاستقبال لتستعمل الهاتف . واخذت تفتش في حقيبتها بضيق , وكان هو مستندا الى الجدار يراقبها , فقال : " ايمكنني ان اقدم اليك بعض القطع النقدية الصغيرة ؟ "
قالت ببرود : " كلا , شكرا ." ولكن , لما لم تجد شيئا منها في حقيبتها , غيرت رايها , فقالت في حدة : " نعم ."
قال برقة وهو يقدم اليها حفنة من قطع النقد الفضية : " لن تصل اية سيارة قبل عشر دقائق . لماذا تعارضين ان اوصلك بسيارتي ؟ "
رفضت ان تبادله نظراته . وهي تختار قطعة العشرة بنسات , ثم طلبت بغضب رقم مركز التاكسي في الهاتف .
كان الهاتف يرن في اذنيها : " مركز التاكسي , اية خدمة ؟ "
قالت جو متجاهلة الراجل الواقف الى جانبها : " اريد سيارة الى مطعم جورج باسرع وقت ممكن."
قالت الفتاة : " اننا مشغولون قليلا الآن , ولايمكننا تامين ذلك قبل عشرين دقيقة ."
هتفت هي : " عشرون دقيقة ؟ "
تناول كلاي السماعة من يدها وقال : " لا ضرورة لذلك . شكرا " ثم وضع السماعة قائلا لها : " لا يمكنني ان اجعلك تتاخرين عن العمل , خاصة بالنسبة الى وقتك في مواعيدك . واعدك بان تكوني آمنة معي , فلا تخافي ."
قبل ان تقول شيئا , كان قد فتح الباب مسرعا بها نحو السيارة . جلست جو على المقعد الجلدي وهي تشعر بصعوبة في تنفسها .
كانت دوما متمالكة الاعصاب في العمل ماعدا اثناء زيارة مدير المشاريع . ولكنها لا تدري لماذا فقدت سيطرتها على اعصابها عندما دخل كلاي تاكيراي مكتبها . ان كلمة ( آمنة ) غير صحيحة ابدا , ذلك انه كان رجلا مزعجا لدرجة خطيرة .
لم يدر بينهما اي حديث وهما يخترقان الطريق الريفي . شعرت جو بالارتياح اخيرا , وهي ترى اعمال البناء تلوح لها من بعيد . ودخل كلاي الساحة ثم توقف .
حاولت ان تهرب , ولكنه كان اسرع منها اذ قبض على يدها التي كانت تفك الحزام , ووضعها على صدره فشعرت بضربات قلبه الرتيبة وهو يقول لها : " والآن عليك ان تقرري , يا جو غرانت ."
حدقت جو به وهي تقول : " ولكنك وعدت ."
قال متحديا بلطف : " هل فعلت انا ذلك ؟ انني اذكر قولي لك وهو انك ستكونين آمنة . ولكنني لم احدد من اي شيء سأجعلك آمنة ."
كيف يمكن لهاتين العينين المتسعتين ببراءة , ان تخفيا كل هذه المراوغة ؟ وقالت ساخطة : " في هذه الحالة , سانهي الامر معك , اذا كان ذلك لا يشكل لديك اي فرق ."
تجاهلت حقيقة وجودهما حيث العمال يراقبونهما , اغمضت عينيها وانتظرت ان يقبلها . ولكن ضحكة خفيفة منه جعلتها تفتح عينيها . وكان كلاي يهز راسه وهو يميل ليفتح لها باب السيارة . وبقيت هي لحظة دون حراك وقد ساورها الارتباك تماما . وقال : " حسنا , هل ستبقين جالسة هنا طيلة بعد الظهر ؟ كنت اظنك في عجلة من امرك ؟"
اجابت وهي تحاول جمع شتات نفسها : " نعم . اشكرك مرة اخرى على الغذاء."
ترجلت من السيارة , ثم اسرعت في اتجاه مكتبها , رافضة ان تستسلم للدافع الذي كان يغريها بالنظر الى الخلف.
لم يتصل هاتفيا بها الا يوم الخميس , وكان قد مضى اسبوع باكمله .
عندما سمعت صوته الخفيض يقول : " جوانا ." توقف قلبها عن الخفقان.
قالت بمثل لهجته : " كلاي؟" ولكنها اعترفت, باسى , ان الرجل يعرف جيدا كيف يلعب لعبته . لقد امضت طيلة الاسبوع على احر من الجمر , وهي تتوقع , كل لحظة , ان تراه يدخل الى ساحة البناء . وكان قلبها يقفز كلما وقعت انظارها على سيارة رمادية , ولكنه لم يات , فاخذت تشتم نفسها وتنعتها بكل انواع الحماقات لرفضها دعوته الى العشاء , لتعود فتنعت نفسها بشتى انواع الحماقات لرغبتها في التورط معه , ذلك انه كان بعيدا عن منالها تماما. اذ لا خبرة لديها في التصرف مع رجل كهذا.
قال لها : " كيف حالك , يا جوانا ؟ " وامكنها ان تتصور النظرة الفكهة في عينيه تلك.
اجابت هي : " انني بخير , شكرا . وانت.؟ هل تستمتع باجازتك؟"
اجاب : "ليس كثيرا, فقد كنت في ميدلاند طيلة الاسبوع في عمل . ولكن يمكنك ان تنسيني مشقة كل ذلك . انني ادعوك الى العشاء هذه الليلة ."
قالت متجنبة الرد : " لماذا انا ؟هل تزوجت جميع صديقاتك القديمات اثناء غيابك؟" لم تكن تريد ان تظهر تشوقها البالغ لهذه الدعوة .
ضحك قائلا :" معظمهن .فقد مضى على ذلك سبع سنوات تقريبا . هل ستاتين؟"
دار صراع في نفسها بين رغبتها وعقلها, لتتغلب الرغبة اخيرا بقولها :" بكل سرور."



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 07-11-13 الساعة 07:27 PM
اميليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 02:57 AM   #3

اميليا

? العضوٌ??? » 13513
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 960
?  نُقآطِيْ » اميليا is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثـــــــــاني
كان الوقت متاخرا, عندما اوقفت جو سيارتها وراء المنزل القديم قرب سوق المدينة , وود هيرست ودخلت الى الشقة الواقعة في الطابق الاول والتي استاجرتها اثناء مدة العمل , ثم القت بمشترياتها على مائدة المطبخ.
لم تضيع وقتا طويلا في الحمام , ثم جففت بسرعة شعرها الكثيف الاشقر الغامق ,ذا التموجات الفاتحة لكثرة بقائها خارج المنزل .لقد سبق وتساءلت , في ما مضى , كيف تبدو ان جعدت شعرها مثلما تفعل شقيقتها . ولكنها مالبثت ان اقتنعت بان هذه الاشياء ليست لها , فقد كان انفها بارزا قليلا , وفمها اكبر مما ينبغي , وقد اخبرها الحلاق بلطف , وكانت في الرابعة عشر من عمرها حين جاءت اليه ليصلح النتيجة الفظيعة لمحاولة اختها هيثر ان تجعد لها شعرها في المنزل , بان تجعيد الشعر هو فقط لتلك الفتيات اللاتي ليس في ملامحهن صفات مميزة , ولكنها لم تصدقه عند ذاك. ولكنها الان تطلب طرازا لشعرها هو اكثر من مجرد قصة كل ثلاث اسابيع لتحتفظ بمظهره الحسن .
عندما رضيت عن مظهر شعرها , امضت وقتا اطول من المعتاد في التبرج وصبغ اظافرها بلون وردي فاتح , ذلك انها قررت ان تكون هذه الليلة جوانا غرانت . اما جو , مهندسة البناء, فيمكنها ان تتوارى هذه الليلة.
كانت ملابس المساء عندها قليلة , ولكنها لن تتردد طويلا ,فارتدت تنورة واسعة من الجورجيت ذات لون رمادي فاتح , فوقها بلوزة بكمين طويلين والوان رمادية ووردية مع لمسات فضية . ثم تاملت نفسها راضية عن مظهرها . وفكرت بشيء من التسلية , ربما تصادف بعض زملائها الليلة , وسيكون من الصعب عليهم تمييزها بهذا المظهر الجديد عليهم.
انتعلت حذاءاً رماديا منخفض الكعب . وكانت تدور حول نفسها امام المرآة عندما تصاعد رنين جرس الباب. وقفت لحظة وقد شعرت بالضعف وعدم الثقة بنفسها , ثم, خوفا من ان يسأم من الانتظار, اسرعت تفتح الباب.
كان كلاي , بقامته الفارعة , ومضهره البالغ الاناقة في سترته السوداء, متكئا على حلجز السلم ينظر الى مقدمة حذائه , وارتفعت عيناه عندما فتح الباب وابتسم, محدقا في تلك الفاتة الواقفة عند الباب.
سالته جو اخيرا لتخترق الصمت : " هل هذه الازهار لاجلي؟"
انحدرت انظاره الى ازهار وردية وكانه لا يستطيع التذكر من اين اتى بها , ثم عاد ينظر اليها وقال :" اظن انها لأجلك."
قالت :" ادخل, ساضعها في الماء. اتريد ان تشرب شيئا؟" سألته ذلك وهي تحاول ان تتذكر مالذي فعلته بزجاجة شراب مازالت عندها منذ عشية الميلاد.
تبعها الى المطبخ وهو يقول :" كلا, شكرا." واخذ يراقبها وهي تضع الأزهار في وعاء عميق مملوء بالماء.
استدارت اليه تقول:"ما اجملها من ازهار. شكرا يا كلاي."
تقدم نحوها خطوة وهو بقول:" هذه انت الان, ياجوانا, ولن يخطئ احد ابدا فيظنك فتى هذه الليلة"
ثم ابتعد عنها قائلا:"حسنا.فلنخرج."
"الى اين نحن ذاهبان؟"
"الى مكان صغير اعرفه قرب النهر."كان وصفه هذا يقلل من شان ذلك المطعم الجميل المطل على النهر, واخبرته برايها هذا عندما جلسا هناك.قال وقد بدا عليه الذهول:" ظننت انه ربما يعجبك الحضور الى هنا."
قالت:"انه رائع الجمال."
استدار ينظر اليها قائلا:"نعم. انه كذلك." ورفع يده يلامس وجنتها الناعمة وهو يقول:" جميل تماما."
جاءهما صوت النادل:"هل تتفضلان بالحضور الى مائدتكما ياسيدي؟ "
اعاد هذا الصوت كلاي الى واقعه, فتأبط ذراع جوانا, ليسير بها مجتازا قاعة المطعم جاعلين رؤوسا عديدة تستدير لتنظر اليهما.كانت جوانا في العادة تضطر الى اخفاء طولها حين تسير مع رجل ما, فهي لاتنتعل مطلقا كعبا عاليا. وكان عليها, على الاقل ان تتراخى في وقفتها, حسب قول ابيها, والان وهي بجانب قوام كلاي القوي حيث قمة راسها تصل الى اذنه, كانت تمد قامتها بحرية شاعرة بالسرور لادراكها انها محسودة من نصف الحاضرات, ان لم يكن اكثر. في مابعد, لم تستطع ان تتذكر حتى نوع الطعام الذي تناولته ولا الحديث الذي تبادلاه . كل ماتذكره هو حديثه عن شيء يتعلق بدائرة استشارية بدأها في كندا وخطته لتوسيعها الى بريطانيا , ثم وجه كلاي في ضوء الشموع , ثم يده تمسك بيدها على المائدة , ثم كلماته وهو يقول :" فلنذهب."
جلست في مقعدها في السيارة , متكوّرة الى جانبه وكانها تعرفه منذ سنين , وامتدت ذراعه تدنيها منه , وبدا ذلك طبيعياً تماماً فلم تتردد في ان تريح رأسها على كتفه. ولم تفكر بالمكان الذي كانا ذاهبين إليه , ولم تهتم ما دام هو معها. وتوقفت السيارة , ورفعت راسها متسائلة :" أين نحن؟."
" أنت في منزلك , ياسيدتي الجميلة, أين تتوقعين أن تكوني اذأً؟"
أخفى الظلام احمرار وجهها , ثم دعته ان يساعدها في الترجل من السيارة.
" سأوصلك إلى الباب."
في أعلى السلم , استدارت إليه تسأله :" أتريد فنجاناً من القهوة؟"
كانت ذراعه حول خصرها وهو يقول :" أظن يكفيني الإزعاج الذي سألاقيه أثناء النوم , يا جو "
كانت تتمنى لو انه لا يتركها . وكأنما كان يقرأ افكارها , جذبها نحوه لترتمي بين ذراعيه.
عندما تركها أخيراً , بالكاد استطاعت الوقوف على ساقيها , فوضع ذراعيه حولها يسندها بينما وضعت رأسها على كتفه.
" يجب أن أذهب ."
" أيجب عليك ذلك حقاً ؟"
قال :" لا تجعلي الأمر صعباً عليّ ." قبل جبينها , فرفعت ناظريها إليه , ولكنه بدا شارد الذهن بعيداً عنها , وفتشت في حقيبتها عن مفتاحها ليأخذه ويفتح الباب.
سألها : " هل يمكنني رؤيتك غداً؟"
ترددت لحظة , ولكنه , عندما ابتسم اومأت برأسها هامسة :" نعم."
رفع يده قائلاً باختصار :" سآتي عند الساعة السابعة ." ثم ذهب دون ان يلتفت الى الوراء.
تساءلت جو وهي تقف تحت الدوش , عما كانت تفكر فيه بالضبظ قبل ظهور كلاي تاكيراي في حياتها , مادام ظهوره منذ اسبوع فقط كان كافياً ليملأ نهارها وجزءاً من ليلها.
قطع هذه الافكار , قرع جرس الباب , فوضعت على جسدها معطف الحمام ثم خرجت لترى من القادم.
هتفت :" كلاي."
قال معتذراً :" جئت مبكراً قليلاً "
ضحكت وعيناها تتراقصان قائلة :" قليلاً فقط؟ ظننت أن لقاءنا الساعة الساعة السابعة مساء وليس صباحاً."
قال:" لقد شعرت برغبة مفاجئة في أن أرى كيف يكون شكلك في الصباح."
شدت معطفها حول جسدها وهي تقول :" حسناً؟"
" كما توقعت تماماً أن أراك , الوجه خالٍ من الزينة, القدمان حافيتان , الشعر مبلل ... وجميلة تماماً ."
دخل مغلقاً الباب خلفه .



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 07-11-13 الساعة 07:27 PM
اميليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 03:19 AM   #4

اميليا

? العضوٌ??? » 13513
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 960
?  نُقآطِيْ » اميليا is on a distinguished road
افتراضي

ضحكت بعصبية وتراجعت الى الخلف, وهي تقول :" مديحك في مثل هذا الصباح الباكر , تستحق عليه مكافأة . هل تريد ان تتناول الفطور؟"
بخطوة واحدة ,كان يقف بجانبها يضع ذراعً حول خصرها ويجذبها نحوه قائلاً :" إن هذا , يا جوانا الحلوة , يعتمد على نوع الفطور الذي لديك."
سألته :" بيض؟" لم يجب , فعادت تقول :" لدي بعض الجبن! وخبز وزبدة ؟" وتابعت بيأس :" ليس عندي وقت كاف , عليّ أن استعد للذهاب الى عملي ..."
انحنى نحوها هامساًَ :" انت يا جو ... ألم تدركي أنني أريدك أنت فطوراً لي ؟"
هنا, تصاعد رنين جرس الباب عالياً مما جعلها تقفز من مكانها بينما انتصب هو واقفاً وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ملتوية, وهو يقول :" لقد أنقذك الجرس , يا جو ."
توجهت نحو الباب تفتحه , لتجد ساعي البريد يحمل في يده رسالة وهو يقول :" انني آسف , يا آنسة غرانت . إنها رسالة مسجلة أخرى تستدعي توقيعك."
في هذه المرة لم تكلف نفسها عناء فتح الرسالة بل القت بها على طاولة في القاعة.
سألها كلاي :" ألن تفتحي الرسالة ؟ يبدو انها مستعجلة ؟"
أجابت :" انني أعرف ممن هي. إنها من شخص ما يريد أن يشتري أسهمي التي ورثتها . وقد سبق و أخبرتهم انني لن أبيع ."
قال :" لعلهم رفعوا قيمة المبلغ في هذه الرسالة ."
قطبت حاجبيها قائلة :" أتظن هذا ؟ انني أعجب للسبب الذي يدعوهم الى الشراء؟" وتعلقت عيناها لحظة على المغلف ثم استطردت :" ربما يجب ان اعرف السبب."
قال :" انسي هذا , ان ذلك غير مهم ." ورفعت عينيه اليه فتلاشى من ذهنها كل ما يتعلق بميراثها

قال :" انسي هذا , ان ذلك غير مهم
أخيراً قالت :" علي ان استعد للذهاب إلى عملي , يا كلاي "
توقف برهة مقطباً حاجبيه , ثم هز كتفيه قائلاً :" طبعاً عليك ذلك , بينما أنا أعيقك عن الاستعداد" ومشى نحو الباب يمسك بقبضته بشدة وكأنه يفكر في شيء . وعندما عاد ينظر إليها كان العزم مرتسماً على ملامحه وهو يقول :" أرى أن نتناول العشاء في الكوخ هذه الليلة ."
كانت نظراته غامضة وهو يقول ذلك , ولكن لم يكن هناك وقت للتفكير فأجابت بصوت لا يكاد يسمع :" هذا جميل جداً."
بعد خروجه , وقفت في القاعة لحظة طويلة تحاول تمالك مشاعرها , ثم استدارت تستعد للذهاب إلى عملها . فوقعت عيناها على الرسالة , مدت يدها تتناولها ثم مزقت غلافها بنفاد صبر . لقد كان الحق مع كلاي فقد ارتفع المبلغ المعروض. وتفجر سرور لا معنى له في نفسها وهي تلمس صحة توقعاته.
وصل كلاي عند الساعة السابعة تماماً , وأخذ من يدها الحقيبة الجلدية .ثم اقفلت الباب خلفهما وفتحت حقيبتها لتضع فيه المفتاح , وهنا رفعت ناظريها لتراه يراقبها , سألها :" هل أحظرت كل شيء؟"
أجابت :" نعم . شكراً " وشعرت بوجنتيها تلتهبان وهي تتبعه نحو السيارة.
كان الكوخ قديماً جداً ورائع الجمال , مبنياً من القرميد . وكانت الحديقة مهملة , ولكن العمل كان قد ابتدأ في تهيئة الأحجار لعمل ممرات وإصلاح بيت الحمائم المهدم.
ساعدها على الترجل من السيارة , وقفت تنظر قائلة :" إنه جميل ."
قال :" انني مسرور لأنه أعجبك , ادخلي وانظري مالذي فعلته في الداخل ." خفق قلبها وهو يقودها نحو الكوخ ويفتح الباب , ثم افسح لها مجال الدخول إلى القاعة.
كانت أرضية المكان قد جدّدت ولمعت وفرشت بسجادة فارسية ملونة.
سألها:" هل تشعرين بالجوع؟"
هزت راسها نفيا وهي تقول:"ليس تماما, ايمكن ان تريني انحاء المكان؟"
قال ضاحكا:"الجولة الكبرى؟ انها لن تأخذ وقتا طويلا."
ازداد احمرار وجهها, وكانت في حاجة الى بعض الوقت لتتمالك نفسها,كان من الافضل لو ذهبا اولا , الى مكان اخر
قال فجأة:" هذا هو المكتب." وفتح بابا الى اليسار وقادها الى غرفة مربعة تكومت على أرضها بعض اوراق الجدران تابع "كنت ارى نوع من الورق اكثر ملاءمة."
والتقط عدة قصاصات ووضعها على الجدار, واخيرا,قالت هي مشيرة الى احداها:"لقد اعجبتني هذه" قال:"اذا, استقر الراي عليها."
نظرت حولها ثم قالت:"ولكن الراي رايك"
قال:"نعم, اعرف ذلك" وامسك بالباب لتمر منه وعندما مرا بأبواب مغلقة,قال دون اهتمام:"وهذه غرفتا المخزن والمعاطف, وهذه غرفة الصباح."
قال:"انه كوخ عالي المستوى" وابدت اعجابها باللونين الابيض والاصفر اللذين يعكسان اشعة شمس الصباح, ثم عبرت الغرفة الى باب اخر ففتحته وخرجت الى الحديقة, وهي تهتف:"انك عند النهر. انني لم ادرك هذا"
ثم نزلت مسرعة الى فسحة صغيرة معشوشبة يتوسطها حوض صغير. قال :"هنالك مرسى للزورق خلف تلك الشجيرات, لكن السقف متهدم."
سألته:"هل ستعيد بناءه؟" اجاب:"ربما. اتظنين ان المكان دافئ الى درجة كافية لكي نتناول فيه عشاءنا؟"
قالت:"آه, نعم. لدي كنزة في حقيبتي."
قال:"اذهبي لاحضارها ريثما احضر الطعام."
قالت:"ولكنك لم تكمل الطواف بي في المكان"ثم تمنت لو لم تتفوه بكلمة , اذ قال:ط امامنا المساء بطوله فلا تكوني لجوجة ياجوانا, اعدك بأنني سأريك كل شيء"وقفت برهة في القاعة وهي تجاهد في استرداد انفاسها. من الحماقة ان تشعر بهذه العصبية والانفعال وهي في الربعة والعشرين. دخلت غرفة المعاطف حيث وجدت حوضا غسلت فيه وجهها بالماء البارد. وبدت لها عيناها بضعف حجمهما في المرآة كما كان لونهما قاتما بشكل غير طبيعي. كان قد فرش قطعة قماش تحت شجرة صفصاف تحجبهما فروعها المتدلية عن اعين الفضوليين في الزوارق المارة في النهر. قال وهي تجلس على البساط الى جانبه:"لقد قامت السيدة جونسون بعملها بشكل رائع."
قالت متسائلة:"السيدة جونسون؟"
اجاب"نعم انها تطبخ وتنظف وترعاني كما ترعى الام اطفالها."
فكرت جو في تلك المرأة التي تطبخ له ولصديقاته وتساءلت كم من المرات فعلت ذلك.
ناولها كأس شراب, وهو يقول" نخب الحب....."
قالت متسائلة:"الحب...؟"
قال:" اجلسي الآن وتذوقي طعامي."
سألها:"كيف حال تشالز ريدموند هذه الايام؟"
قطبت جبينها قائلة:" تشالز؟ لعلك تعرفه. انه يتماثل للشفاء."
قال:"اتظنين انه قد يتقاعد؟"
اجابت:"اشك في ذلك لان الشركة هي حياته." كانت مسرورة بالحديث عن الامور العاديةولم تقف لتفكر في ان شؤون رئيسها في العمل هي موضوع شاذ يتحدثان فيه ثم ابتدأت تستمتع بالطعام في النهاية بينما كانت الشمس ايار –مايو , تغيب شيئا فشيئا وراء الاشجار, ثم هبطت درجة الحرارة فجأة وضع يده حول وسطها وهو يقودها الى الداخل قائلا:"هيا, لقد ابقيتك في الخارج مدة طويلة حتى اصبحت ترتجفين من البردادخلي من هنا."
ودخل معه من باب الى اليمين ثم أضاء النور في غرفة الجلوس. كانت الارض مفروشة بسجادة سميكة زرقاء بينما كانت اريكة كبيرة مريحة قائمة امام الموقد, وخلفها كنبة من طراز القرن الثامن عشر, وبجانبها كرسي هزاز منجد بالجلد, وانحنى يوقدالدمأة وهويقول:" ادفئي نفسك ريثما اغيب عنك لحظة."
وقفت امام الدفأة الكبيرة المبنية من القرميد, تراقب اللهب المتراقص وهي تتسلءل بعصبية مفاجئة, عما اذاكانت قد تصرفت بحماقة مطلقة, ان لها من وظيفتها ومهنتها مايبقيها راضية قانعة. ولكن, هاهي الان امام خطر الوقوع في نفس الشرك.
جاءها صوته يعيدها الى وقعها:" جوانا؟ وادركت حينذاك وهي تقف الى جانبه امام الموقد, لماذا يرتكب الناس الحماقات.
نظر في عينيها, وتملكها شعور بما كانت تتوقع هز اعصابها. وفجأة اخذت ترتجف وسرعان ما وجدت نفسها بين ذراعيه وهو يهمس :" انني اريدك, ياجوانا غرانت."
مدت يدها تدفعه عنها قائلة " كلاي... يجب ان تعلم انني.... من الافضل ان اخبرك انني لم اعرف قط رجلا قبلك.." هتف مقطبا جبينه:" لم تعرفي ماذا؟"
نظرت اليه بيأس:" اردتك فقط ان تعلم انني..."
وتنحنحت ثم تابعت:" انني لم....." لماذا تجد صعوبة في نطق هذه الكلمات؟
ولكن لابد عليه ان يفهم الان ماذا تريد ان تقول.
كان يدق فيها مقطبا مابين عينيه, ليقول اخيرا:" هل تريدين ان تقولي انك لم تعرفي احدا من قبل. رغم انك في الرابعة والعشرين؟"
فأومأت برأسها وقد سادت ملامحها الاتباك"
وضعها على الاريكة. ثم انتصب واقفا وهو يقول :" لم اكن اتوقع هذا."
واجهته شاحبة الوجه قائلة:" هل يمكنني ان تصل هاتفيا لاطلب سيارة اجرة؟ من الافضل ان اعود الى البيت."
قال بصوت بان فيه الاسف البالغ:" انني اسف ياجوانا."
"ليس من الضروري الحديث عن كل هذا , ياكلاي."
كان عليها ان تعلم انه معتاد على النساء الخبيرات في كيفية معاملة الرجل. لماذا فكرت في انه يهتم بها؟
هرعت الى غرفة المعاطف التي كانت ككل الغرف الاخرى تعمها الفوضى ورائحة الدهان.كانت التركيبات الاخرى الكهربائية وغيرها كلها جديدة ولكن احجار القرميد كانت كلها ماتزال في صناديقها مرصوفة بجانب الجدران وكانت الارض عارية. لقد انتقل الى المنزل منذ مندة قربية اذ سبق وقال انه يسكن في خيمة بالقرب من الكوخ
نظرت الى نفسها في المرأة لترى وجهها مضرج تنهدت وفتحت حقبيتها تعيد تنظيم زينتها.
عندما خرجت وجدت كلاي في انتظارها فعبر القاعة بسرعة ليمسك بيدها, ولكنها تجنبت ان تدعه يلمسها وهي تسأله:" ايوجد هنا هاتف؟"
قال:" ليس من الضروري ان تذهبي ياجوانا, هل نتسطيع ان نتبادل الحديث؟"
قالت:" الحديث؟" مالذي عندهما ليتحدثا عنه؟ واستدارت مبتعدة عنه رافعة راسها بكبرياء, قبل ان يتملكها الضعف, وهي تقول:" افضل ان تستدعي سيارة لاجلي."
قالك"تبا للسيارة." وحاول ان يتقرب منها.
سألته قائلة:" الان ياكلاي؟"
كانت تخشى ان لمسها , ان تفقد سيطرتها على نفسها وتنفجر بالبكاء.
سيطر عليه التوتر لحظة, فنفرت عضلات رقبته وتقبضت يداه. ثم , كأنه صمم على شيء اومأ برأسه قليلا وهو يقول:" ربما معك حق لم يعد ثمة وقت الان. سأصطحبك بنفسي."
قالت:" لاحاجة الان تزعج نفسك."
" هناك كل الحاجة, ياجوانا فلا تجادليني."
لم تستمر في الاعتراض اذا شعرت ان ذلك لامعنى له ولكنها نفضت يده عن ذراعها عندما حاول امساكها اثر تعثرها في الممر غير الممهد في الظلام
اصر على توصيلها الى باب بيتها فتحت الباب ثم تقول:" وداعا ياكلاي." ومدت اليه يدها فقد اصبحت امنه الان وكانت الرصانة تكسو ملامحه, فأخذ يدها يمسكها بيده لحظة وكأنه يهم بأن يقول شيئا, ولكنه لم يفعل بل رفعها ومررها على شفتيه
قبل ان تستفيق من دهشتها كان قد استدار هابطا السلم
وركضت هي الى النافذه في الوقت الذي كان يصفق فيه باب السيارة بعنف, ولكن السيارة بقيت واقفه مدة طويلة جعلتها تعتقد انه سيعود فيخرج منها, ولكن مالبثت السيارة انطلقت بكل هدوء, لتتوارى في الشارع
كان يوم الاثنين , يوما سيئا للعمل. امضت عطلة نهاية الاسبوع مع اختها متجنبة التفكير في شيء وللمرة الاولى جعلت من نفسها حمقاء تماما بالنسبة الى كلاي تاكيراي وعليها ان تعيش ذكرى مذلتها تلك مدة طويلة ولكن من الافضل ان تهمل التفكير في ذلك.
غاص قلبها بين ضلوعها وهي تسمع صوتا يفاجئها قائلا:" صباح الخير ياجو"
ذلك ان زيارة من المدير كانت اخر شيء توده ذلك الصباح
التفتت الى ذلك الشخص المتكلف الاناقة ثم تكلفت ابتسامة وهي تقول:" مرحبا يابيتر , لم اتوقع عودتك قبل الغد هل استمتعت بإجازتك؟"
اجاب:" كانت رائعة, شكرا لك لقد كانت رحلة ممتعه الى الجزر اليونانية في شهر ايار- مايو. كان يجب ان تأتي معي."
لم يكن يتحدث عابسا تماما, ولكنه كان يخفي استياءه من كونه يعمل مع امرأ’ في مركزه هذا ,متظاهرا بالغزل. هزت كتفيها منتهدة:" لابد ان يبقى من يرعى العمل وانا كتأكده ان صحبة زوجتك هي تعويض كاف , هل تريدني ان اقوم بجولة معك؟"
اجاب:"كلا, فالوقت اقترب من موعد الغذاء, لقد جئت فقط لآخذكم جميعا الى الكافتيريا لتناول المرطبات كشكر لكم لاجتهادكم في العمل اثناء غيابي.
وسأوصلك معي وامسكها بذرعها يقودها نحو سيارته.
جاهدت جو في ان تمنع نفسها من الصراخ, ليس لانه قام بشيء يستوجب الشكوى, ولكن من وضعية يده على ظهرها بشكل يسيء الى سمعهتا وكأنه يملكها وفي كل مرة يكون هناك من يراهما مما يعطي انطباعا بانها تخصه
توجهت جو نحو مائدة قرب الدفأة ولكنه قادها نحو زاوية منعزلة قائلا:" سيعلو الضجيج هناك عندما يمتلئ المكان."
سكتت حانقه بينما توجه ليحضر الشراب لم يكن يبدو عليه الاهتمام بها والا لكان عليها على الاقل ان تظهر الشكر والعرفان, لكنه كان يريد فقط ان يفهم الناس انها مفتونه به
سألها قائلا:" والان اخبريني ياعزيزتي عن كل ماحدث اثناء غيابي هل ثمة مشكلات؟"
ابتسمت قائلة: لاشيء مهما ,كان في امكانك ان تبقى ابوعا اخر في اليونان."
مال نحوها واضعا يده على يدها قائلا:"ماكنت لأستطيع البقاء كل هذا الوقت بعيدا عنك."
شعرت بالارتياح وهي ترى الباب يفتح في الزاوية لابد انهم رجال قادمون من البناية. ولكن القادم كان كلاي تاكيراي حيث وقف يسد الباب, جامدا ينظر الى المشهد الذي كان يضمهما معا. وتقابلت انظارهما لحظة, ثم تقدم كلاي خطوة الى الامام وقد ظهر الغضب على وجهه. بشكل متعمد تماما, استدارت جو نحو بيتر, وابتسمت في عينيه اللتين بان فيهما الفزع, وهي تقول :" انني مسرورة, فقد اشتقت اليك, ياعزيزي."
مالت الى الامام ثم قبلته بخفة على فمه ولابد ان ردة الفعل عنده كانت مضحكة. لم تدر قفزة اي منهما كانت اكثر عنفا, هل هو بيتر الذي قفز واقفا على قدميه دهشة, ام هي التي قفزت ذعرا لصفقة الباب العنيفة خلف كلاي تاكيراي؟ كان الوقت متأخرا, عندما عادت جو الى البيت. كانت الحقيقة انها لم تشأ العودة الى شقتها الخالية. ذلك انها اثناء العمل كان لديها مايشغلها عن التفكير على الاقل, وفي النهاية, ابتدأت صور الاشياء تتراقص امام عينيها, وخشيت ان تسقط على مكتبها نائمة. واوقفت سيارتها الميني الفضية, في موقفها, ثم صعدت السلم بهدوء.
كانت قريبة من اعلى السلم , ندما انتبهت الى شيء يسد طريقها, فبقيت لحظة تحدق في تلك الساقين الطويلتين اللتين تسدان عليها الطريق, دون ان تفهم شيئا.
ارتفع صوت كلاي يقول متهما:"لقد تأخرت, والساعة الان التاسعة."
نظرت الى ساعتها فقط لكي تحول وجهها عنه فلا يرى لمحة السرور في ملامحها لرؤيته, وقالت:" لقد تأخرت في عملي"
قال وقد توترت عضلات فكه:"لقد رايتك تعلمين في وقت الغذاء, من يكون ذلك الرجل؟"
لقد فات وقت الندم على حماقتها,فقد كان تصرفها بالغ السوء في الحقيقة, جعلها تتوقع ان يجعلها بيتر تدفع ثمن موقفها ذاك غاليا, عندما يتجاوز الصدمة ولكن لوقت لم يفت على استعادة شيء من احترامها لنفسها.
سألته:"ماذا حدث ياكلاي؟هل غيرت رأيك؟"
وقف قائلا:"ليس هذا المكان الذي يدور فيه مثل هذا الحديث."
قالت:"هذا هو المكان الوحيد الذي عليك ان تدلي فيه بأي حديث, لان عندي...." وأشاحت بوجهها كي لايرى الكذب في عينيها.
اقترب منها يأخذ وجهها بين راحتيه وهو يقول:" هل انت حقا متقلبة بهذا الشكل؟" اضطرت الى النظر اليه .فعاد يسألها:" من هو ذلك الرجل؟" ونظرت اليه لحظة, وثائرة تتحداه ان يحملها على الكلام, وازداد وهو اقتربا منها مرددا :" من هو ياهوانا؟"كان يتحدث ببطء وهودء يتناقضان مع التحدي الصارخ في عينيه.
قالت:"انه بيتر لويد مدير المشاريع."ازداد توتر فكه, وتاغمضت هي عينيها متابعة:" لقد وصل لتوه عائدا من عطلته."
"لقد بدا عليك السرور البالغ برؤيته."
"احقا كنت كذلك, كلاي؟"
قال:"ربما؟"
وتركها فجأة , لتتأرجح على قدميها, ثم تابع:"انه لم يبق هناك طويلا, لم لعله سيعود اليك الليلة؟"
اتسعت عيناها دهشة وهي تقول:" هل بقيت لكي تتجسس علي؟"
ثم لمع الغضب فيهما وهي تتابع:" كان يجب ان تبقى مدة اطول لكي ترى ان كان سيعود"
ترجع خطوة الى الوراء قائلا:"كلا ,كلا , انا لم افعل ذلك, لقد كنت غاضبا جدا فلم اثق بقدرتي على قيادة السيارة فجلست في السيارة في الموقف مدة, وهذا كل شيء فرأيته يترك المكان. وبعد ذلك بمدة قصيرة, عدتم جميعا الى العمل في البناء."
: انني لم الاحظ سيارة الاوستن في الموقف "
هز راسه قائلا:" كانت في حاجة الى بعض الاصلاحات فاستعرت سيارة من احدهم. اسمعي ياجو من الغباء ان نتحدث هنا. الايمكننا ذلك في الداخل؟"
ترددت لحظة , ثم هزت كتفيها دون اكتراث وفتحت الباب قائلة:" ولم لا؟ انا اعلم انني سأكون في امان بصحبتك."
القت بحقيبتها على الاريكة ثم استدارت تواجهه قائلة " اليس كذلك؟".

بكرة اشاللة اكمل الباقي اذااعجبتكم


اميليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 03:21 AM   #5

‏عشـ عيونكـ ــقي
 
الصورة الرمزية ‏عشـ عيونكـ ــقي

? العضوٌ??? » 15616
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » ‏عشـ عيونكـ ــقي is on a distinguished road
افتراضي

يسلموووو وننتظر التكمله

‏عشـ عيونكـ ــقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 05:10 AM   #6

نسمة محبة
 
الصورة الرمزية نسمة محبة

? العضوٌ??? » 11265
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » نسمة محبة is on a distinguished road
افتراضي

مرحبا مشكورة على مجهودك الطيب الرواية جنــــااااااان وبانتظار الباقي بس خلييك على راحتك في الكتابة ...

نسمة محبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 04:27 PM   #7

اميليا

? العضوٌ??? » 13513
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 960
?  نُقآطِيْ » اميليا is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث:
أجاب وقد بدا وكأن حجمه يملأ غرفة الجلوس:"ربما هل أكلت؟"
أجابت:"انني لست جائعة ياكلاي.انني متعبة فقط, وكل ما اريده هو "دوش" ثن اذهب الى فراشي فقل ماتريد ان تقوله الآن ثم اذهب."
قال:"بل عليك ان تاكلي."
وادرها في اتجاه غرفة نومها ثم دفعها اليها وهو يقول بحزم:" اغتسلي ريثما اعود بالطعام."
خبطت قدمها بالارض قائلة:"لاريد شيئا منك يا كلاي."
فقال:"بل تريدين" وكانت يداه ماتزلان على كتفيها تضغطان عليهما بعزم وهو يتابع:"الافضل ان تدخلي الحمام الان قبل ان افقد اعصابي واذكرك بما تريدينه مني"
فهربت الى الحمام واقفلت الباب خلفها ووقفت مستنده اليه وجسدها يرتجف. وهمست لنفسها:"تبا لك يا كلاي تاكيراي." تنفست بعمق وقد ابتدات تتمالك اعصابها شيئا فشيئا. فخعلت ثيابها ووقفت تحت الدوش وهي تفكر في ماعسى ان يريده كلاي منها.
ارتدت بسرعة سرولا بلون العاج, وهي ترتجف وفوقه كنزة من الصوف واسعه باهتة اللون وكانت يوما لابيها وكانت تشعر بالراحة عندما ترتيها وهي حزينة ما ان فتحت باب غرفة النوم, حتى سمعت صوت مفتاح في الباب, وبرز منها كلاي حاملا كيسا من البلاستيك وهو يقول:" لقد اخذت معي مفتاحك فارجو ان لايكون هذا قد اساءك
قالت متعجبة:" كنت اظنك ستحضر شيئا هنا, كان في استطاعتي صنع شيء من العجة او ماشابة."
قال:" لقد قلت انك متعبة. هل عندك شوكة للقلي؟"
اجابت:"كلا مع الاسف, فانا استعمل السكين او شوكه عادية."
وبدت على شفتيها ابتسامة. فهز راسه قائلا:"هذا شيء تقليدي."
قالت بحده:" لقد اكتشفت مؤخرا ان تخطي الروابط التقليدية ليس جيدا بالنسبة لكرامتي."
ابتسم قائلا:"اعدك بان ابذل جهدي لاصلاح ذلك"
القى مجموعة مجلات على الارض وهو يقول بابتسامة جافة:"مجلة المهندس الجديد حتى كانني في بيتي."
قالت:" سابحث لك عن عدد من مجلة فوغ النسائية اذا كان هذا يريحك اكقر."
ولكنه تجاهل قولها ذاك وابتدأ يخرج عددا من اطباق الالمنيوم ويصفها على طاولة القهوة المغطاة بالزجاج.
قال مقترحا:"هل ينبغي وضع صحون؟"
قالت باستياء:"هل اخبرك احد بان لك عقلا مديرا ياكلاي تاكيراي؟"
اجاب:" ان التدبير هو ما احسنه, ياجوانا غرانت, فالافضل ان تعتادي على ذلك."
ردت بحدة:" نعم سيدي." ثم أحضرت صحنين وبعض الشوك والملاعق من المطبخ ملأ احدهما بالطعام ثم قدمه اليها, فنظرت الى الطعام باشمئزاز قائلة:"لايمكنني ان اكل كل هذه الكمية"
قال وهو يشرع في الاكل:" اقنعيني بانك تناولتوجبة كاملة هذا النهار, وانا اسامحك بنصف هده الكمية"
قالت:"لا اظنك تضع في الاعتبار كعكه حلوى مقلية "
فتوقف عن غرف الارز الى صحنه, لكي يناولها شوكة. ولم تعد هي الى الاحتجاج اذ ان الاكل , على الاقل , يمنع الحديث.
عندما انتهت سألها:"اتريدين المزيد؟"
هزت راسها قائلة:"كلا شكرا." ارغمت نفسها على الابتسام وهي تتابع:"كنت اكثر جوعا مما تصورت."
ثم اخذت ترفع الاطباق الى المطبخ ويبدو انها وجدت من السهل عليها ان تسأله وهي منشغلة فتابعت تقول:" ربما في امكانك الان ان تخبربني عن سبب وجودك هنا. مالذي تريده مني بالضبط؟"
كان قد تبعها إلى المطبخ , واجفلت عندما تكلم في أذنها قائلاً بلطف :" ربما قد غيرت رأيي , ربما لا استطيع أن انسى تلك الليلة."
ومد يده يمسك بمعصمها متابعاً :" ربما اذهلني فكرة ان اراك تقدمين نفسك إلى رجل آخر ... ساورني شعور بأن بيتر لويد ليس من الغباء بحيث يرفضك. أم انك كنت معه طيلة عطلة الأسبوع؟ "
حدقت جو في يده , في اصابعه القوية الملتفة حول معصمها , وقالت متجاهلة سؤاله:" هل تراني على هذا الشكل ؟ يائسة ؟ القي بنفسي على أي رجل اصادفه ؟ آملة أن أحظى بواحد ؟"
وارتجفت , وهي تقاومه بينما أخذها بين ذراعيه وهو يقول :" هل ترين نفسك بهذا الشكل ؟"
ورفعت ناظريها إلى عينيه , وعندما افزعها التصميم الذي رأته في ملامحه , دفنت وجهها في قميصه.
همس :" جوانا."
قالت :" لم يكن الامر هكذا . كل مافي الامر هو انني لم اصادف رجلاً من قبل..." وسكتت فأمسكها من كتفيها يبعدها عنه قائلاً :" ماهو الذي لم يكن هكذا ؟"
قالت :" لقد كنت الرجل الوحيد الذي تقطعت عنده انفاسي. هذا هو كل شيء." كانت المرة الاولى التي تشعر فيها بكل ماتصفه اغاني الحب.
سألها بلطف :" هل كان الأمر بهذه البساطة ؟"
قالت:" نعم. بهذه البساطة ." ولكنها كانت تكذب , لأن الحب ليس بسيطاًَ أبداً . ورفعت اهدابها الطويلة لتتعانق نظراتها بنظراته ثم تابعت قائلة :" كان معك الحق حين قلت ان ذلك اصبح عبئا مع انني انا نفسي لم أدرك ذلك . كان من الممكن ان تكون الامور اكثر بساطة لو انني كنت في السادسة عشرة وغرقت في الحب."
ابتسمت لنفسها وهي تتابع :" كلما تقدم الانسان في السن تصبح الامور اكثر صعوبة . إذ أنه يصبح اكثر تطلباً في الاختيار. ثم يأتي رجل يحوي كل المواصفات." وتملصت من بين ذراعيه, فأراد أن يمسك بها, ولكنها رفعت يدها تدفعه بعيداً وهي تتابع قائلة :" رجل يملك من الخبرة ما يجعله مختلفاً عن غيره."
أسبلت يدها إلى جانبها وهي تهز كتفيها دون اكتراث .
" انني آسفة إذ عقدت الأمور التي لابد انك كنت تعتبرها سهلة بسيطة ."
قال بدهشة بالغة :" ولكن لابد انك قابلت عشرات من الرجال ."
ابتسمت وقالت :" بل مئات. لقد كان اصدقائي يعتقدون أنني اخترت دراسة الهندسة لأبقى مع الرجال . ولكن الحقيقة انني في الجامعة , لم أجد وقتاً لكي اتورط بمثل تلك العلاقات , كان ثمة الكثير مما يجب علي النجاح فيه ."
قال :" وبعد تخرجك ؟ هل بقي امامك الكثير مما يجب عليك النجاح فيه ؟"
أجابت :" الغزل ممنوع أثناء العمل يا كلاي ,خاصة إذا كان الجد مطلوباً من الانسان . ان الأمر ليس بمثل هذه السهولة ."
قال :" ذلك يبدو سهلاً جداً " وتوقف حين رآها تبتعد عنه مسرعة الى غرفة الجلوس حيث الصقت وجنتها بزجاج النافذه البارد وهي تنظر إلى الخارج دون أن ترى شيئاً .
وقال :" انني آسف يا جو , لقد كانت النتيجة خطأ. ولكن المسألة كانت تبدو سهلة أليس كذلك ؟ فهذا الشعور لم يكن من جانبك فقط , إذ انني شعرت برغبة فيك منذ رأيتك . وقد اراحني تماماً ان اعلم انك لم تمري بعد باي تجربة . وسأخبرك بالسبب "
وجاء من خلفها يضع ذراعيه حولها ووجنته على شعرها ,متابعاً قوله :" لقد كان علم الكيمياء على حق."
سألته وهي تتنفس بصعوبة وهي تشعر بالنار تسري في عروقها :" علم الكيمياء؟"



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 07-11-13 الساعة 07:28 PM
اميليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 04:30 PM   #8

اميليا

? العضوٌ??? » 13513
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 960
?  نُقآطِيْ » اميليا is on a distinguished road
افتراضي

همس في اذنها :" الرغبة من النظرة الأولى . من الأفضل إذن ان نتصرف من هذه الناحية , الا تظنين هذا؟"
الرغبة , لقد كان الأمر اكثر من هذا , حتى بالنسبة اليه . واستقرت هذه الكلمة ( الرغبة ) في عقلها . أم أنها تعبير ملطف عن تلك الحاجة البدائية التي ايقظها في نفسها بشكل غير متوقع ؟ وارتجفت. مهما يكن الأمر , فهو يعرض عليها , وهي تريد ذلك.
سألته :" الآن ؟"
أجاب :" إن عدم التأجيل هذا , فيه اطراء لي , ياحبي . ولكن ثمة بعض التفاصيل ينبغي أن نبحثها أولاً , ذلك أن يوم الجمعة يناسبني تماماً , وسيكون قد مر على تعارفنا اسبوعان , وهذا ادعى للاحترام."
شهقت وهي تستدير بحدة لتواجهه . انها المرة الثانية التي تقدم فيها نفسها اليه . والآن , كان عليه ان يفتش عن الوقت المناسب في مفكرته.
قالت ببرود تردد كلمة التحبب التي خاطبها بها :" يوم بكامله , يا حبي ؟ هل أنت متأكد من أنك ستستغني عن ذلك النهار ؟"
قال بصوت بارد :" اظنني استطيع أن استغني عن يوم بكامله لأجل عرسنا ."
قالت وهي تظن انها لم تسمعه جيداً :" عرسنا ؟"
" حسناً . هل تقبلين طلبي الزواج منك ؟"
" أي طلب ؟"
" هو هذا . تزوجي مني ياجوانا غرانت ."
" ان هذا ليس طلب زواج , يا كلاي , وإنما هو أمر ."
سألها :" ألا تفضلين الزواج ؟"
أجابت :" انني لا أكاد اعرفك ."
قال :" ولكنك لم تكوني تعرفينني أيضاً يوم الجمعة الماضية , ومع ذلك لم يهمك الأمر ."
احمر وجهها غضباً وقالت :" كان ذلك أمراً مختلفاً."
قال وهو يطوقها بذراعيه ناظراً إلى وجهها :" كلا , لم يكن الأمر مختلفاً أبداً "
مدت ذراعيها تطوقه بهما وهي تتنهد قائلة :" لا أدري في الحقيقة ماذا اقول ."
قال :" ليس ثمة ما يقال بعد الآن يا عزيزتي , فقد اجبتني وانتهى الأمر ."
تنفست بعمق وهي تهز رأسها قائلة :" انك غير مجبر على الزواج مني يا كلاي ."
قال لها بتوتر :" اعتقد انك اوضحت ذلك بما فيه الكفاية . ولكنني اجعل من هذا شرطاً."
قالت :" ولماذا يا كلاي ؟ إن الناس لا يتزوجون بسبب الرغبة ."
قال :" أحقاً ؟ ولماذا يتزوجون إذاً ؟"
كان ما يزال يحتضنها . وشعر بجسدها يرتجف , فابتسم وقد احس بالانتصار , وهو يقول :" انني اريدك , يا جو . وعندما رأيتك تقبلين بيتر لويد , أدركت مدى رغبتي فيك ."
قالت باحتجاج :" ولكن هذه سخافة ."
قال :" اهي كذلك ؟ اقنعيني إذن ."
واحتضنها بشدة شعرت معها انه لن يتركها . وكانت عيناه قاتمتين من شدة العاطفة . ثم تنفس عميقاً وهو يقول :" الجمعة ؟"
أومأت برأسها دون أن تستطيع الجواب . وتمتم :" ساحرة . لو كانت عندك خبرة , لكنت خطرة ." ومرر يده على وجنتها وهو يقول :" سأمر عليك عند الساعة التاسعة والنصف صباحاً لنختار الخاتم , فلا تتأخري "
كان اسبوعاً غير عادي , فقد اتصلت بمكان عملها لتسأل ان كان في امكانها ان تأخذ بقية الأسبوع جزءاً من عطلتها السنوية , ولكنها لم تخبر أحداً عن السبب في ذلك , لأنها كانت دوماً تحرص على ان تجعل عملها بمعزل تام عن حياتها الشخصية , ولم تجد حاجة الى تغيير عادتها تلك لا لشيء إلا لأنها كانت مقدمة على الزواج.
اما اسرتها فقد كانت مسألة أخرى . ولكن جو نجت من العاصفة التي اثارها عدم قبول امها بهذا الزواج السريع , وهي تقول :" هذا جنون , يا جو ." ولم تكن أمها تدعوها قط باسمها جوانا , بالعكس من أبيها و أختها أحياناً . وتابعت أمها :" ماذا بالنسبة الى مهنتك ؟ طموحك ؟"
لقد قالت غاضبة بعد ان طلب كلاي مقابلتها رسمياً للاجتماع بها :" انني متاكده من أنه سيجعلك حاملاً في شهر العسل حتى كأنك لم تذهبي إلى الجامعة قط."
ابتسمت شقيقتها ابتسامة ذات معنى وهي تقول :" دعيها يا أماه وان كنت لا اختلف معك في وجهة نظرك , بوجه عام ."
وقالت لأختها :" أتريدين ان اساعدك في اختيار ثوب الزفاف ؟"
قبلت جو ذلك شاكرة . كانت شقيقتها هيثر , التي تكبرها بعشرة اعوام والتي كانت تعمل في محل ازياء سابقاً قد انجبت توأميها ثم اصبحت مالكة لمتجر خاص بها . لقد بحثت في أزياء الزفاف المختزنة من العام الماضي واختارت لجو ثلاثة اثواب احضرتها صباح الاربعاء لأختها لتقيسها.
قالت هيثر عندما اختارت جوطقماً عاجي اللون من الحرير :" هذا رائع يا حبيبتي , فليست كل امرأة في استطاعتها ان ترتدي تنورة ضيقة , ولكنك تمتازين بخصر نحيل ووركين جميلين معتدلين ..." وضحكت بينما أحمر وجه جو , وهي تتابع :" لابد انه سبق واخبرك بذلك ." ورفعت برقة ياقة الجاكتة العريضة لتحيط وجه جو وهي تقول :" إنها رائعة . ومن حسن الحظ أن قياسك سهل . فأنت حافظت على رشاقة قوامك مدة ثلاث سنوات والتي عشت فيها وحدك , فكيف في الثلاثة أيام القادمة ؟ هل ستلبسين قبعة ؟ جربي هذه ." وضعت جو قبعة صغيرة , لتعود فتخلعها مباشرة قائلة :" لا أظن ذلك , فإنني أرى القبعات لا تلائم شكل رأسي ."
ضحكت هيثر وقالت :" جربي هذه على كل حال . فربما تناسبك .و الآن , اغمضي عينيك ." وشدت القبعة على على رأس جو بشريط حريري ثم قالت :" والآن , انظري إلى نفسك ."
فتحت جو عينيها لتفاجأ بالفتاة الغريبة التي طالعتها في المرآة . وقالت هيثر مبتسمة :" إنها جميلة أليس كذلك ؟ يكفيك إخفاءً لجمالك تحت قبعة أبيك القديمة التي تخفي شعرك طول النهار . ولاشك أن كلاي رجل ماهر إذ اكتشف جمالك المخفي هذا."
" لقد خلعتها فعلاً , يا هيثر ."
" هل اخبرك إلى اين ستذهبان في شهر العسل ؟"
أجابت :" لن يكون لنا سوى عطلة نهاية الأسبوع فقط إذ أنه هنا في عمل ."
" لعل عمل هام كي يجعلكما تتخليان عن شهر العسل ."
أجابت جو :" هام جداً ." وابتسمت تلقيائياً , إذ ان الحقيقة هي أنها لم يكن عندها فكرة عن نوع ذلك العمل .
قال والد كلاي لجو وهو يقبلها على خدها :" تبدين بالغة الفتنة يا عزيزتي . انني مسرور جداً إذ لم تجعليه ينتظر طويلاً"
قالت جو : " انني ... لقد كان مصمماً جداً ... " واحمروجهها . فقال الرجل المسن وهو ينظر إلى ابنه بحنان :" احقاً ؟ ان من العبث مقاومته , فهو لابد ان يحصل على ما يريد , إنني أذكر عندما..."
قال كلاي :" ليس ثمة ضرورة لذكريات الطفولة يا أبي , إذا لم يكن عندك مانع ."
وأخذ بيد جو مبتعداً بها عن تلك الجماعة الصغيرة من الأقرباء والأصدقاء الذين جاءوا لحضور الزفاف , وهو يقول :" لم أجد فرصة لكي اخبرك كم تبدين رائعة ." وألقى نظرة على الضيوف ثم همس في أذنها :" أليس ثمة طريقة نهرب فيها من الغداء؟"
قالت تغيظه :" لماذا العجلة بينما أنت الذي كنت تصر على الانتظار؟"
أخيراً انتهى الغداء , وقطعت كعكة الزفاف , وودع العروسان المهنئين . قاد كلاي السيارة في الطرق الريفية ليتحول إلى الطرق المؤدي إلى النهر حيث الكوخ . وعندما وصلا, اوقف السيارة وقد ساد الصمت أرجاء المكان.
نظر كلاي إلى عروسه باسماً :" مرحباً بك في منزلك, يا سيدة تاكيراي ."
سألته وهو يمسك بيدها يساعدها في الترجل من السيارة :هل عندك مانع في ان احتفظ باسم اسرتي غرانت؟"
اشتدت اصابعه حول يدها وهو يسألها مقطب الجبين: "اتريدين ان تحتفظي باسمك؟ هل عندك اعتراض على اسمي؟"
قالت وهي تسدل جفنيها :"أبدا ياكلاي , فهو اسم رائع. ولكن اسمي اسهل بالنسبة للعمل . هذا الى انني قد تزوجتك لاجل رغبتي بك وليس لاجل اسمك." وتضرج وجهها
فلمس وجنتها بأصابعه مفكرا:" هكذا إذا؟" ومالبث ان هز كتفيه ثم تأبط ذراعها وسارا معا يجتازان الطريق وفتح كلاي الباب ثم التفت اليها وعلى فمه ابتسامة خفيفة وهو يقول :" هل احملك مجتازا بك العتبة, ام ان اعتبارك للأنوثة يستنكر ذلك , يا (انسة غرانت)؟.
سألتة:" ولماذا يفعلون ذلك ؟"
وسكتت فجأة وهي ترى في عينيه بريقا خطرا وهو يقول:" لان عادة حمل العروس لاجتياز عتبة الباب تعود الى حين كان رجل الكهف يحمل على كتفه اقرب انثى اليه , ليسلمها الى قرينها."
اطلقت ضحكة قصيرة حائرة, وقالت :" ربما علينا نحن الاثنين ان نخطو فوق العتبة لنثبت بذلك المساوة الكاملة بين الرجل والمرأة ."
لكنه لم ينتظر ان نتهي كلامها بل رفعها على كتفه وهو يقول "هراء"
احتت ثائرةاكلاي." ولكنه لم يكلف نفسه عناء الجواب , بل دفع الباب خلفه بقدمه, فأغلقه , ثم صعد بها السلم وهي تصيح وترفس بينما تطاير حذاؤها وقبعتها في انحاء المكان
قال يحذرها:" انتبهي الى عتبة الباب العليا."
ودخل يها الى غرفة النوم ثم وضعها على السرير .
زحفت بسرعة الى طرف السرير عندما استلقى هو بجانبها, ثم انتصبت على قدميها
قالت وهي تتراجع الى الخلف عندما تقدم نحوها " انني لن....."
قال:"لن ماذا , يا ( انسة غرانت)؟"

حاصرها في الزواية ثم انحنى فوقها قائلا :" الاتريدين هدية عرسك؟"
جف فمها اذ لم تتوقع منه ان يتصرف بهذا الشكل. لقد كان طيلة الاسبوع في منهتى التحفظ والحذر. ولكن الان , يبدو ان شيئا مفاجئا قد حدث. واطلقت صرخة قصيرة عندما قبض على رسغها واداره رافعا اياه الى شفتيه ليقبل العروق الزرقاء الدقيقة تحت الجلد, ثم يوزع قبلات خفيفة على راحة يدها. ورفع عينيه , لترى , عند ذاك انه كان يضحك وان كل ذلك لم يكن سوى مزاح قالت برقة:" وغد"
قال:" ليس اليوم في مابعد."
انتبهت هي الى ان ساقيها ترتجفان. وعندما رفعت يديها تدفعانه عنها, مد يده وجذبها الى مابين ذراعيه وهو يقول:" صدقيني ان عندي هدية لك."
واخرج من جيبه علبة فتحها بدت فيها سلسة مع قلب ذهبي صغير فكتوري الطراز, وهو يقول:" كانت هذه لامي."
هتفت :" انها رائعة ياكلاي. هل لك ان تضعها حول عنقي من فضلك؟"
اخرج السلسة من العلبة, فأدارت ظهرها حانية راسها لكي يتمكن من تثبيت قفل السلسة .ثم , صرخة انتصار طوقها بين ذراعيه ليرفعا عاليا ثم يسير بها نحو السرير.
استيقظت جوانا, واستدارت لترى كلاي مستلقيا على جانبه يراقبها
قال لها :" لو كنت هرة , ياجوانا , لابتدأت الان بالمواء."
اجابت:" لو كنت هرة يا حبيبي , لكنت الان لامستني الان."
ضحك بهدوء لهذه الدعوة حين اقتربت منه لتكون بين ذراعيه. لقد بقيا يومين وثلاث ليال وحبهما في ازدياد
قال متأسفا:" لقد انتهى شهر العسل وعلي ان اذهب اليوم الى العمل يا عزيزتي , وليساعدني الحظ."
قالت متسائلة:" العمل؟"
ثم انتفضت جالسة وكأنما اصابتها صدمة وهي تهتف:" كلاي, اليوم اليوم هو الاثنين."
قال لاويا شفتيه:" نعم انه الاثنين."
سألته"كم الساعة؟"
" انها السابعة , ولكن لاحاجة بك الى ان تنهضي."
زحفت تنزل من السرير قائلة:" سأتاخر"
قال وهو يجلس عاقدا يديه خلف راسه:" تتأخرين؟"
واخذ ينظر اليها وهي تتنقل بين الأدراج.
" الى اين انت ذاهبة؟ هل قررت الذهاب برحلة للتسوق مع هيثر الحلوة؟"
لا تكن احمق يا كلا, فأنا ذاهبة الى العمل" عثرت على سروال الجينز فرفعته من الدرج وراحت تسأله:" هل هذا لي ام لك؟"
واستدارت اليه لتجده هادئا ساكنا فهتفت به :"ماذا جرى؟"
قال:" انني لم ادرك انك تنوين الاسراع بالذهاب الى العمل . ظننتك ستبقين اكراما لي عدة ايام اخرى."
ابتسمت له وقالت:" ابق معي وانا انظر في هذا الامر."
امسك بمعصمها قبل ان تغير رايه وهو يقول " اسف يا جو لقد انذرتك."
قالت تستدرجه:" لابد ان عندك شيئا خاصا"
قال:" سأعود بأسرع مايمكن اعدك بذلك هل انت مصممة على الخروج؟"
قالت:" ليس هذا مناسبا للحياة العملية."
قال:"احقا؟ ظننت انك ستجدين في شخصي عملا يستغرق طيلة يومك."
" ولماذا ظننت هذا ياكلاي؟"
قال:" لا استطيع تصور ذلك انها تخيلات, دون شك."
قالت:" انني لا اصلح لعمل المنزل. حتى عندما كنت فتاة صغيرة كنت احسن صنع فطيرة من الطين افضل من فطيرة اصنعها في المطبخ فما الذي يمكنني عمله في البيت طيلة النهار؟
نهض وبحركة واحدة كان الى جانبها وهو يقول:" لقد تصورتك ياعزيزتي دوما , مرتدية المئزر, تمسحين الغبار من غرفة النوم, وتخبزين فطيرة التفاح و ......"
اتسعت عيناها هلعا وهي تقول :" كلا . انك لم تتصورني كذلك."
ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يقول:" ليس كذلك بالضبط, فإن السيدة جونسون تقوم بكل هذه العمال كأحسن مايكون."
وكانت جو قد قابلت السيدة التي تدير شؤون الكوخ واكدت لها انها لن تنتزع منها دورها هذا وفجأة ظهر الجد على وجه كلاي وهو يقول :" ولكن حديقة المطبخ في حاجة الى نزع الاعشاب الضارة منها."
قالت:" انا اسفة, اذ انني لا اميز العشبة الضارة من زهرة الاوركيد."
قال:" ذلك سهل يا عزيزتي , فاذا انت انتزعتها ونمت ثانية , تكون عشبة ضارة. اما اذا انتزعتها ولم ....."
اكملت قائلة:"ولم تنم ثانية , فهي اوركيد."
قال:" حسنا لقد كانت تجربة حسنة, ولكن بالنسبة الى الزواج من امرأة عاملة فسياخذ التعود على ذلك وقتا."
فالقت السروال من يدها. واندفعت اليه, ولكنه امسك بها قائلا:" ان عندي انا ايضا اجتماعا مبكرا, كما انك ستتاخرين عن عملك . تتاخرين جدا"
ثم دفعها بحزم اتجاة الحمام وهو يقول :" لا تمكثي طويلا يا انسة غرانت ."
على مائدة الفطور , كانا يمثلان شخصين غريبين .كان كلاي يرتدي سروال جينز وكنزة واسعة ذات ماض مجيد.
سألها:ط في اية ساعة تكونين في المنزل ؟"
اضافت جوانا تفاحة الى صندوق غذائها ثم فكرت قليلا قبل ان تجيب:" على ان انهي اخلاء شقتي . اظنني سأتنهي منها في فرصة الغذاء اذ انها اصبحت فارغة تقريبا ولكننا في حاجة الى بعض التسوق لان الثلاجة فارغة تقريبا."
قال وهو يخرج محفظته من جيبه:"ستكونين في حاجة الى بعض النقود ".
وناولها بعض الاوراق الماليه قائلا"خدي هذه الان ريثما اخصص لك حسابا في البنك لمصروف البيت."
قالت :"لا احتاج الى ذلك ,ياكلاي .علينا ان ندخر جزءا من النفقات ."
لم تتغير ملامحه. وشعرت بانها قالت شيئا اغضبه, فعادت تقول :"اقساط مثلا." وادركت حالما نطقت بتلك الكلمات ,انها غير واثقة من حقيقة وجود اقساط او غير ذلك.في الواقع ,سواء كان ثمة اقساط على الكوخ ام اي شيء اخر ,فهذا لا يعني شيئا با لنسبة الى كلاي تاكيراي سوى انها تحبه دون غاية ,ولكنها لم تكن تريده ان يظن انها تزوجته لكي تعيش معه على حسابه.
لاحت في عينيه ابتسامة وهو بقول:"شكرا لما تقدمينه ,ياجو .ولكنني اظن ان في امكاني تامين حياة مريحة لنا نحن الاثنين.والى جانب هذا ,فانت لن تبقي على الدوام فتاه عاملة ,اليس كذلك؟ اذ عندما يبدا الاطفال في التوافد ,لن يكون في امكانك المساهمة في دفع ... الاقساط."
قالت وقد شعرت بشيء من الضيق :"اطفال"
قال يغيظها :"انك تعرفين طبعا من اين باتون ام انك ربما لم تنتبهي...."
قالت بصوت حاد "نعم .ها انني ادرك الان انك لاتعني تنظيف الحديقة فقط من الاعشاب الضارة الذي علي القيام به."
قال :"سارى من سيقوم بذلك .ساعود الى البيت حوالي السابعة .هل تريدين ان تحضر لنا السيدة جونسون شيئا للعشاء؟"
قالت من دون تفكير :"ساطبخ انا."
قال وهو ينظر الى الساعته:"افعلي ماتشائين.علي ان اذهب الان." واخذها بين ذراعيه يحتضنها بقوة وحرارة قاطعا منها الانفاس ثم تابع قوله:"انتبهي الى نفسك."
ركبت جو سيارتها متجهة الى عملها ,ولكنها ,عندما وصلت ,وجدت انها لم تنتبه الى العشرة كيلومترات التي اجتازتها وهي تفكر ."عندما يبدا الاطفال بالتوافد؟" لقد تكهنت امها بانه ا يريد ان يؤسس اسرة حالا , ولكنها اعتبرت هذه الفكرة سخيفة.فالرجل ,في رايها ,لايريد اسرة والاطفال هم من تتوق اليهم المراة,ويراها الرجل ثمنا لمنزل ياوي اليه,وطعاما جاهزا على المائدة , وزوجة تشاركه سريره.لقد عملت مع الرجال طوال اليوم ,وسمعت الاشياء التي يتناقلونها, وعرفت ماذا يصنعون اثناء ساعات الغداء عندما تضخم جسمها اثناء حملها بالتوامين ,وتوقفت عن التفكير .هذا لايهم اذ انه لن يحدث لها مطلقا.
تنهدت وهي تصرف ذهنها عن كلاي وحبه واضعة التفكير فيه جانبا حيث يجب ان يبقى, مذكرة نفسها بانها امراة عاملة .ولكن فصل حياتها العملية كان اسهل عليها حينما لم يكن لديها حياة خاصة.
امضت الصباح غارقة في مشكلات لم يكلف احد نفسة عناء الاهتمام بها اثنا غيابها.
عندما اراد بيتر لويد ,اثنا الغداء ,مغازلتها بتقديم شراب لها , شعرت بالسرور لوجود عذر عندها لرفض هذا العرض وذلك بقولها:"انني اخلي اخر مافي شقتي من اشياء."
سالها باهتمام غير متوقع :" تخلين شقتك؟"
اجابت :"نعم .ارجو المعذرة فليس عندي وقت كاف."
قال:"دعي مكتب شؤون الموظفين يعرف عنوانك الجديد ,كما انني اريد رقم هاتفك."
اجابت:"ان رقم هاتفي لم يتغير ,اذ ان لدي هاتف جيب ."
وطبعا , ماكنت لتعطيه رقم هاتف الكوخ .واسرعت مبتعدة وهي تشتم نفسها لعدم انتباهها, قبل ان يوجه اليها اسئلة اخرى.



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 07-11-13 الساعة 07:28 PM
اميليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 04:33 PM   #9

ΜāŘāΜ ~ Ś

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ΜāŘāΜ ~ Ś

? العضوٌ??? » 134
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 17,112
?  نُقآطِيْ » ΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond reputeΜāŘāΜ ~ Ś has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك الف عافيه اميليا .. سلمت يداك ..

ΜāŘāΜ ~ Ś غير متواجد حالياً  
التوقيع


.. يااا حضن أمي .. ماأقسى رحيل الأمهات ..
رد مع اقتباس
قديم 08-07-08, 04:33 PM   #10

اميليا

? العضوٌ??? » 13513
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 960
?  نُقآطِيْ » اميليا is on a distinguished road
افتراضي


انشالله بعدين اكمل الباقي مشكورين بنات على التشجيع


اميليا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
517 - لحظة الندم - ليز فيلدنغ - ق.ع.د.ن ( اعادة تنزيل ) * فوفو * منتدى روايات عبير و قلوب عبير دار النحاس 1192 20-03-24 02:40 PM
73 - أقدام في الوحل - كاي ثورب ( كتابة / كاملة**) داماريس روايات عبير المكتوبة 235 30-11-23 06:32 PM


الساعة الآن 02:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.