آخر 10 مشاركات
غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          خادمة القصر 3 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رواية / قبلة الموت ..../مجدد .. فجر عبدالعزيز (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          عنـــاق السحــاب (الكاتـب : تيّـرا* - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          154- العذاب اذا ابتسم - مارغريت بارغيتر - ع.ق ( كتابة/ كاملة ) **) (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          روايه بين مد وجزر بقلم ... إيمان مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree21Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-19, 03:36 AM   #12041

Reem1414

? العضوٌ??? » 435269
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » Reem1414 is on a distinguished road
افتراضي


اهه ياربي الحمممماس ألف ل هالروايه البطله

Reem1414 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-19, 01:20 PM   #12042

aneleegnaayla

? العضوٌ??? » 437889
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 482
?  نُقآطِيْ » aneleegnaayla is on a distinguished road
افتراضي شكرا

شكراااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااا

aneleegnaayla غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-19, 06:13 PM   #12043

doudoulinda920

? العضوٌ??? » 437475
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 34
?  نُقآطِيْ » doudoulinda920 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blue me مشاهدة المشاركة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي أعضاء المنتدى الغالي
رغم أنني لست ماهرة في كتابة المقدمات
فأنا مرغمة على القيام بهذا بداعي الإتيكيت والعادات التي اقتضت أن أعرف عن نفسي وعن روايتي القادمة
لقد قرأ الكتيرون ملخص رواية سلام لعينيك
وطالبوني بعدم التأخر في إنزالها
ورغم أنني كنت أخطط لتأجيل الأمر أياما أخرى
إلا أنني لم أستطع إلا أن ألبي رغبة أعز أصدقائي
وأطرح الرواية أخيرا
قبل أن انزل الفصل الأول
أحب أن أتكلم قليلا عن هذه الرواية
أنا لم أكتبها رغبة في الحصول على المديح
ولم أكتبها بهدف الوعظ والنصح
أنا مجرد قاصة
حكواتية ( بلغة أخرى )
كتبت هذه القصة في فترة صعبة فكانت بمثابة ( فشة خلق ) لا أكثر
أحب أن أعرف آراءكم في جميع الأحوال
وأنتظر بفارغ الصبر قراءة التعليقات والانتقادات حول مجريات القصة
فأهلا وسهلا بكم في روايتي الجديدة
سلام لعينيك





** روابط فصول الرواية **

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ




الفصل الأول












الفصل الثاني






الفصل الثالث






الفصل الرابع























الفصل السابع عشر والأخير
https://www.rewity.com/vb/4666822-post2814.html

رابط تحميل الرواية كـ كتاب إلكتروني

إهداء من المبدعة
كاردينيا73 شكراً عزيزتي


المحتوى المخفي لايقتبس
💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖


doudoulinda920 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-19, 11:14 PM   #12044

شاهين4

? العضوٌ??? » 330070
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,222
?  نُقآطِيْ » شاهين4 is on a distinguished road
افتراضي

قصه جميله حدا جدا شكرا

شاهين4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-19, 12:13 AM   #12045

smeha

? العضوٌ??? » 353431
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 933
?  نُقآطِيْ » smeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond repute
افتراضي

الروايه رائعه هاي سادس مره اعيد قرائتها

smeha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-19, 07:28 AM   #12046

Majeda218

? العضوٌ??? » 439525
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 18
?  نُقآطِيْ » Majeda218 is on a distinguished road
افتراضي

مميز وجميل كالعادة موفقة

Majeda218 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-19, 09:37 AM   #12047

smeha

? العضوٌ??? » 353431
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 933
?  نُقآطِيْ » smeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond repute
افتراضي

الروايه جدا جميله

smeha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-19, 11:50 AM   #12048

jassr

? العضوٌ??? » 341219
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » jassr is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

jassr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-19, 01:06 PM   #12049

Candy 81

? العضوٌ??? » 438279
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » Candy 81 is on a distinguished road
Rewitysmile1 رواية سلام لعينيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hpanda123 مشاهدة المشاركة
باانتظارك ومشككككووووووووووووووره كثييييييييييييررررررررررر رررعلى روايتك الرائعه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blue me مشاهدة المشاركة
الفصل الثاني
هذا الصوت .. اعرفه

من عادة جهاد ان ينسى كل شيء فور دخوله إلى مكتبه صباحا ..أن ينشغل تماما بالعمل .. وبتنمية أعمال العائلة الكثيرة .. بالكاد ينظر إلى سكرتيرته أثناء مخاطبته لها .. وكأنه يعيش لأجل عمله فقط
كما من عادة والده أن يذكره بوجوب تناوله لأي شيء خلال نهار العمل الطويل رغم أنه كان في فترة شبابه أكثر جدية من ابنه البكر .. إلا أنه لم يكن بقادر على الوقوف جانبا ورؤية ابنه يلغي كل حياته في سبيل العمل .. حتى والدته .. كانت لا تدخر جهدا في محاولاتها دمجه في الحياة الاجتماعية فور عودته من عمله كل مساءا مرهقا بعد يوم من الجري خلف مصالح العائلة التي لا تنتهي .. بالمواعيد الحافلة ببنات العائلة اللاتي بلغن سن الزواج .. أو حفلات الشاي العامرة ببنات أرقى عائلات المدينة والمناسبات له .. دون ان تجد منه اي تجاوب أو تشجيع
صباح ذلك الأحد .. لم يكن استثناءا بالنسبة لوالده .. دخل في تمام الساعة الثانية ظهرا ليذكره بالغداء .. فأجابه عابسا :- لست جائعا
عندها .. استعمل والده سلطته كوالد .. وكرئيس لأعمال العائلة .. وقال بصرامة :- لا خيار لديك .. هناك ما أريد أن اتحدث به معك بعيدا عن المكتب على أي حال
استسلم جهاد عارفا بان والده لن يقبل منه اعتراضا رغم معرفته المسبقة بالموضوع الذي أراد التحدث به إليه .. وتناول سترة بذلته الأنيقة الداكنة اللون .. وارتداها أثناء خروجه مع والده مخاطبا سكرتيرته الشابة :- سأغيب لنصف ساعة
قصدا مطعما إيطاليا لا يبعد كثيرا عن مقر الشركة .. جلسا على طاولة نائية طلبا للعزلة رغم قلة رواد المكان .. وطلب جهاد بإلحاح من والده طبقا خفيفا نتجت عنها نظرة عدم رضا أطلت من عيني الرجل الاكبر سنا .. وبعد إنهائهما وجبتيهما .. ساد الصمت للحظات بينما أحضر النادل فنجانين من القهوة .. بدا جهاد واجما وهو يحرك الملعقة دون نهاية داخل الفنجان .. منتظرا ان يبدأ والده بالحديث .. ولم يطل انتظاره كثيرا .. إذ بدأ والده بالقول مقتحما لب الموضوع :- والدتك قلقة عليك
رد جهاد ساخرا :- هذا ليس بجديد .. فخروج أحد أولادها من مجال سيطرتها ورفضه الامتثال لأوامرها يثير قلقها باستمرار
:- تأدب يا ولد .. لقد بلغت الثلاثين من عمرك .. ولكنني لن أتوانى عن صفعك إن قللت من احترام والدتك .. انت تعرف تماما سبب قلقها عليك
لم يؤثر في جهاد تأنيب والده الذي كان فيما مضى كفيلا بإعادته طفلا صغيرا في الخامسة .. قال بهدوء :- لا مبرر لقلقها
قال أبوه بحدة :- ألا مبرر لقلقها حقا ؟ انت لا تأكل جيدا .. ولا تنام جيدا .. غارق في العمل حتى اذنيك .. بالكاد تلتقي بأخوتك .. ولم تعد تخرج من البيت لتمرح مع أصدقائك كالسابق .. حتى انك قطعت علاقتك بجميع الفتيات اللاتي كن لا يتوقفن عن الجري ورائك
قال جهاد ساخرا :- وهل هذا يغضبك ؟ لطالما كنت كارها لطريقة حياتي .. بل كنت تنعتني بفاسق العائلة والماجن الميؤوس منه .. ولا تنفك تردد امامي تلك المواعظ عن المحرمات .. لقد كدت تتبرأ مني أكثر من مرة بسبب الفضائح التي سببتها لك وللعائلة .. فمالي أراك قد تراجعت عن رأيك ؟
قال والده بخفوت :- ليس هذا ما قصدته .. ما قصدته حقا هو أنك قد تغيرت تماما منذ سنتين
صمت الاثنان لفترة طويلة .. فقد كان هناك اتفاق ضمني بين أفراد العائلة على عدم ذكر ما حدث قبل سنتين .. والذي غير جهاد للأبد
منذ نجاته من حادث الاختطاف .. لم يعد جهاد هو ذات الشاب الذي عرفوه لسنوات طويلة .. أدركوا أن آثار الحادث عليه كانت أكبر بكثير مما توقعوا .. وأنه مازال يعيش جحيمه الخاص الذي لم ينته منذ ذلك الحين .. وكأنه يعيش تلك اللحظات مرارا وتكرارا كلما وجد نفسه بلا عمل يشغله
نظر أحمد فهمي إلى ولده بقلق .. في الماضي كان يشتكي دائما من مشاكسته وتمرده .. وكثرة صديقاته والسمعة السيئة التي اكتسبها بتهوره .. أما الأن .. فبالرغم من جهود جهاد الجبارة والناجحة في تطوير العمل .. وتخليه عن الفوضوية والاستهتار في حياته .. إلا أنه يحن الآن إلى ولده القديم .. الذي كان يبدو حيا وسعيدا على الأقل
فتح اخيرا الموضوع الذي أراد التحدث به وقال :- أمك تريد ان تبدأ بالبحث عن عروس مناسبة لك
ومض تمرد خفيف داخل عيني جهاد الخضراوين .. جعله يبدو شبيها بالشخص الذي كانه قبل سنتين .. قال جهاد :- أرى انها قد اتخذت قرارها .. فلماذا تطلبون رأيي ؟ ما ينقص هو أن تزف عروسي لي دون أراها كما كانوا يفعلون في العصور الوسطى ..
قال أبوه بجدية :- جهاد .. انت لم تعد صغيرا .. يجب أن تتزوج في يوم ما .. وتنجب أطفالا وتمضي في حياتك كإخوتك تماما .. حسام يصغرك بسنة .. وهو متزوج الآن .. وسعيد في حياته مع زوجته وفي انتظار طفل .. سارة أم ل3 اطفال رغم عدم تجاوزها الخامسة والعشرين .. انت ابني البكر وأنا أريد أن أفرح بك وأرى ابناءك قبل أن أموت
قال جهاد دون أن يتمكن من كبح تهكمه :- بحق الله .. لا تلجأ إلى هذه الوسائل الدرامية لانها لن تؤثر بي .. صحتك أفضل من صحتي وستعيش لسنوات طويلة قادمة
ثم اعتدل قائلا بحزم :- كما أنني سبق وأوضحت للجميع بأن حياتي هي شأن خاص بي .. وأنا وحدي من يتخذ القرارات المتعلقة بها
نظر إلى ساعة معصمه البلاتينية .. وقال متهكما :- انتهت ساعة الغداء أيها السيد رئيس مجلس الإدارة .. ومن الأفضل أن نعود لمتابعة أعمالنا
أطلت خيبة الامل في عيني والده .. وبدا يائسا تماما من إنقاذ حياة ابنه من الخواء الذي يعيش فيه .. والمرارة التي تفارقه بالكاد .. ثم استجاب لابنه .. ونهض معه مغادرا المكان
قبل أن يدخل مكتبه .. اعترض شقيقه حسام طريقه قائلا :- نهارك سعيد يا أخي الأكبر
قال جهاد دون حتى أن يبتسم :- قل ما تريده بسرعة .. وليكن التماسك مختصرا إذ أنني في عجلة من أمري
رفع حسام حاجبيه بدهشة قبل ان يضحك قائلا :- لم أستطع خداعك يوما .. اسمع .. سأغيب لساعتين إذ وعدت نورا باصطحابها إلى الطبيب النسائي
نظر جهاد إليه مستنكرا وهو يقول :- زوجتك تمتلك سيارة .. وتستطيع الذهاب بمفردها ..
أشرق وجه حسام الوسيم وهو يقول :- هذه المرة مختلفة .. سيجري الطبيب أول صورة صوتية للطفل .. وسنعرف جنس الجنين اخيرا .. لقد راهنت نورا على انها فتاة .. ولكنها تصر بعناد المرأة على ان حركته الغير طبيعية تعود لذكر شقي
راقب جهاد حماس أخيه وهو يتحدث عن حياته الزوجية بسعادة ظاهرة .. وقد أحس بشيء يجثم على صدره .. دون أن يستطيع تحديده .. أراد فقط ان يسكت سيل الكلام المتحمس الصادر من فم اخيه فقال بعصبية :- وما الذي تريده مني ؟
:- تحدث إلى رياض عزمي بدلا مني .. لقد نسيت موعدي معه والمقرر بعد ساعة .. اعتذر له او قابله انت فهو يقدرك كثيرا وسيكون ممتنا للقاء الرجل الثاني في الشركة
رغما عنه .. سرى الدفء داخله وهو يلاحظ طريقة حديث شقيقه المحبة معه .. فابتسم قائلا :- اذهب أيها الزوج الخانع .. وانا سأغطيك لهذه المرة فقط ..
ضحك حسام وربت على كتفه قائلا :- أدين لك بواحدة .. انتظر حتى تتزوج .. وتنتظر ابنا انت الآخر .. وستقدر سبب لهفتي وخنوعي
دخل جهاد إلى مكتبه أخيرا وهو شارد الذهن تماما .. إذ مازالت كلمات والده تدور في عقله بلا توقف .. وذكرى ابتسامة حسام وعبارته الاخيرة تعذبه .. ما الذي يريدونه منه ؟ ألا يدركون بانه يعيش جحيمه الخاص ؟ وانه لا يحتاج إلى هذا النوع من الضغط في هذا الوقت ؟
مسح وجهه بيديه وكانه يحاول إزالة كل اضطرابه .. قبل ان يجلس خلف المكتب الكبير ويتصل بسكرتيرته قائلا بصرامة :- اطلبي مكتب رياض عزمي عبر الهاتف .. وحولي المكالمة إلى مكتبي
انتظر لدقائق راجع خلالها بعض الاوراق المتعلقة بمعاملات الشركة مع رياض عزمي .. قبل ان يسمع صوت السكرتيرة تقول عبر جهاز الاتصال الداخلي :- السيد رياض غير موجود في مكتبه يا سيدي
عبس بضيق إذ كان اللقاء مع ذلك الرجل ضروريا .. ضغط زر الاتصال قائلا :- صليني بسكرتيرته الخاصة
وبعد دقيقة .. رفع سماعة الهاتف قائلا بحزم :- جهاد فهمي يتكلم
أتاه صوت انثوي هادئ يقول :- كيف أخدمك يا سيدي ؟
لم يعرف جهاد كم من الوقت ظل جامدا تحت تأثير الصدمة .. فالصوت الدافئ تسلل إلى خلايا عقله ليعيد إلى ذاكرته صوت مماثل كان يغني له بنعومة في أصعب لحظات حياته كي يحتمل الالم
هذا الصوت الذي لم ولن ينساه مهما مر الزمن .. والذي اقسم يوما عندما افاق قبل سنوات ليجد نفسه في غرفة العناية الفائقة داخل أحد أكبر مستشفيات المدينة .. على ان يجده مرة اخرى
أيقظه من شروده ذات الصوت يقول بقلق :- سيد جهاد .. هل مازلت على الخط ؟؟؟
نعم .. لقد كان الصوت نفسه الذي همس له قبل سقوطه في غيبوبته بوعد بالنجاة .. وطلب يائس منه بألا يصدر صوتا كي توهم عدوه بموته
استعاد رشده وسيطرته على نفسه عندما كررت السؤال .. فأسرع يقول :- من يتحدث ؟
قالت بحيرة :- أنا سكرتيرة السيد رياض عزمي .. وهو غير موجود في هذه اللحظة .. لقد اضطر للغياب لسبب طارئ ولن يعود إلى مكتبه قبل الغد
لم يعرف جهاد كيف انهى المكالمة دون ان يفضح اضطرابه .. وكيف تناول سترته الأنيقة مجددا من فوق المشجب وغادر مكتبه مخاطبا سكرتيرته :- ما الذي تعرفينه عن سكرتيرة رياض عزمي ؟
قالت بذهول من الانفعال الغير مألوف والذي طغى على صوت رئيسها :- ما الذي تريد معرفته ؟ لقد كانت زميلتي منذ أيام المدرسة ؟
صاح بنفاذ صبر :- اسمها .. ما هو اسمها ؟
:- سلام .. سلام عبد الكريم
صمت وقد بدا عليه تعبير صارم غريب .. قبل ان يقول بحزم :- ألغي جميع مواعيدي لهذا اليوم
واندفع مغادرا بأقصى سرعة


شعور غريب بعدم الارتياح اجتاح سلام وهي تحاول إنهاء عملها المكتبي قبل انتهاء دوامها اليومي .. توتر وانزعاج لم تعرف سببهما .. هل هو شيء اكلته ؟؟؟
آخر وجبة كاملة تناولتها كانت في مساء الأمس بضغط من خالتها .. ومنذ الصباح وحتى الآن .. لم يدخل جوفها سوى بضعة فناجين من القهوة .. وبعض قطع البسكويت .. وذلك بسبب العمل الكثير الذي تركه لها السيد رياض قبل أن ينسحب لينضم إلى زوجته في المستشفى حيث تضع مولودها الثالث
مهما كان السبب في انزعاجها فيجب ان يختفي قبل عودتها إلى البيت .. فخالتها تقيم حفلا صغيرا بمناسبة عيد ميلاد عماد .. دعت إليه بعض المقربين من العائلة والأصدقاء .. والحق يقال .. فإن ابن خالتها يستحق ان يدلل قليلا بعد الطريقة الحاسمة التي غير فيها مجرى حياته في الفترة الاخيرة .. لقد تخرج أخيرا من الكلية .. ووجد وظيفة جيدة في مكتب مرموق للمحاسبة .. ولديه خطيبة أيضا
لقد تحول الشاب الضعيف المستهتر إلى شاب ناضج ومسؤول .. وهذا التحول الكبير قد نتج عن الصدمة الكبيرة التي تعرض لها وغيرت طريقة تفكيره .. ثم حياته كلها إلى الأبد
ابتسمت وهي تتذكر بكاء خالتها تأثرا في حفل خطوبته الذي تم قبل شهرين من زميلة دراسته رؤى .. رؤية خالتها سعيدة إلى هذا الحد تستحق كل دمعة ذرفتها .. وكل شهقة الم .. وكل ليلة أرق عانت منها سلام خلال الفترة السابقة
هذا السلام النفسي استغرق منها سنتين كاملتين من عمرها .. أصبحت الآن تعيش نوعا من القناعة والرضا بنفسها وبحياتها
على بعد أمتار منها .. خلف باب مكتبها الموارب .. وقف جهاد في بقعة غير مرئية لها .. وأخذ ينظر إليها وكأنه لن يكتفي من ملامح وجهها الجميلة
بدت أجمل بكثير مما كان يتذكر .. أكثر نحولا .. أكثر أناقة .. شعرها الذهبي الداكن كان مرفوعا فوق رأسها برصانة .. وزينة وجهها الخفيفة والمتقنة لم تخف جمال ملامحها الناعمة
كانت تميل برأسها فوق المكتب تدون شيئا بانهماك .. فلم يستطع رؤية عينيها .. حتى الآن هو لا يعرف لونهما .. وانتابته رغبة شديدة في رؤيتهما .. ورؤية تلك النظرة التي لم تفارق ذاكرته أبدا وهي ترجوه باكية أن يصمد
كانت تحيط بها هالة من الملائكية بدت غير حقيقية .. وكأنها حقا كما توهم لسنوات .. مجرد خيال ابتكره عقله المريض والمحموم أثناء أزمته كمحاولة من عقله الباطن للتخفيف عن نفسه
نهضت من مكانها لتضع شيئا في خزانة الملفات المعدنية الملاصقة للجدار .. فتمكن من ملاحظة تفاصيل جسدها النحيل والرشيق داخل ملابسها الأنيقة المكونة من تنورة زرقاء ضيقة احتضنت وركيها الناعمين .. وبالكاد غطت ركبتيها .. وقميص حريري ناصع البياض بأكمام واسعة زاد جسدها النحيل إغراءا بإخفائه تفاصيله
عصفت به مشاعر عنيفة وبدائية .. لم يعرفها سوى مرة واحدة قبل سنتين .. أثناء إحساسه بأصابعها الناعمة والرقيقة وهي تداعب جبينه الحار وصدره العاري بحنان
وضعت سلام ملفا وبحثت عن آخر بلا جدوى .. أين وضعته ؟؟ .. هل هو في مكتب السيد رياض ؟؟؟
استدارت متجهة نحو المكتب المغلق .. فانتفضت بعنف وأطلقت صرخة ذعر قصيرة عندما رأت رجلا غريبا .. ضخم البنية يتوسط مكتبها
تراجعت غريزيا .. فأزاحت بيدها دون قصد بعض الأوراق من فوق المكتب لتتناثر على الأرض حول قدميها .. شتمت نفسها بغضب وهي تنحني لتجمع الأوراق .. ما الذي أصابها ؟ .. متى ستتوقف نوبات الذعر هذه التي تصيبها كلما اقترب منها رجل غريب ؟
اعتدلت وهي تضع الأوراق فوق المكتب بترتيب محاولة إخفاء ارتجاف جسدها .. تحاشت النظر نحو الزائر الغامض كي لا يرى الخوف والاضطراب في عينيها ..
تمكنت من القول بحرفية :- كيف أخدمك أيها السيد ؟ السيد رياض غير موجود في الوقت الحاضر
أتاها صوت رجولي خشن النبرات .. مألوف بشكل مخيف .. يقول بهدوء :- لم آت لرؤية رياض .. بل لرؤيتك أنت
رفعت رأسها بحدة .. فالتقت عيناها بعينين خضراوين جميلتين لم تنسهما أبدا رغم مرور السنوات .. بل ظلت تحلم بهما مرارا .. حتى أبت أن تصدق في تلك اللحظة واقعية الموقف .. بل ظنت نفسها تحلم مجددا كما اعتادت أن تفعل .. استغرقت لحظات طويلة لتدرك الحقيقة .. وهي أنها لم تكن تحلم على الإطلاق
لقد كان هو .. هو بعينه .. وإن بدا مختلفا .. بحلة أنيقة داكنة وغالية الثمن .. بقصة شعره القصير الأنيقة .. وذقنه الحليقة الناعمة الداكنة اللون .. لقد كان مختلفا تماما .. إلا أنها لن تخطئه مهما اختلفت هيئته .. ولن تخطئ نظرة عينيه الغريبة .. التي مازالت تحمل حتى الآن ذلك التعبير الغامض .. المزيج بين القسوة .. والعاطفة الفجة .. بقوة بنيته وإرادته الحديدية التي لم يفقدهما حتى في أسوأ لحظات حياته
إنه هو .. هو نفسه الرجل الذي لم تعرف مصيره منذ تركته بين الحياة والموت على قارعة طريق مقفر مهجور
خلال لحظة .. انمحت سنتان من عمرها .. وعادت الذكريات تصب أمام عينيها بلا رحمة .. فتشوشت الرؤية أمامها .. ودوى طنين مزعج في أذنيها .. كادت صرخة قصيرة تفلت من بين شفتيها لولا الخدر الذي أحست به في كل عضلة في جسدها
أمسكت بها يدان قويتان .. وساعدتاها على الاستلقاء فوق الأريكة الجلدية .. سمعت صوته المميز يقول بقلق :- هل أنت بخير ؟
تمكنت من انتزاع نفسها من قلب الذكريات .. وفتح عينيها لتنظر إلا اللون الشاحب الجميل لعينيه .. تأملت وجهه القلق بلهفة .. وكأنها لا تصدق حقا وجوده أمامها في هذه اللحظة .. همست أخيرا بأول ما خطر في بالها :- أنت حي
لوى فمه مبتسما .. وكرر بلطف :- أنا حي
حبس أنفاسه وهو ينظر عن قرب إلى وجهها الصغير .. إلى ملامحها الناعمة والرقيقة .. كان لون عينيها أشبه بالذهب المشوب بالحمرة .. تظللهما رموش طويلة شديدة الكثافة منحت نظراتها الضعيفة أنوثة طاغية جعلت قلبه يخفق بقوة .. أنفها الدقيق كان متناسبا مع شكل وجهها الجميل .. فمها كان ناعما .. منفرجا بإغراء عن شفتين على شيء من الامتلاء .. جعله النظر إليهما ينتفض بقوة مشاعره المحمومة
كان راكعا أمامها .. قريبا منها إلى حد كبير حتى تغلغلت رائحة عطره الرجولية بين أنفاسها .. وأحست بدفء وجبروت جسده الضخم يطل عليها بينما ما تزال أصابعه ممسكة بذراعيها وكأنه يخشى أن تفلت منه في أي لحظة .. فيما عيناه تنظران إليها بشكل جعل كل أجراس الإنذار تدوي في أعماقها ..
انتفضت فجأة .. وقفزت مبتعدة عنه وهي تحاول إخفاء رعشة جسدها .. وتمرر يدها فوق موضع إمساكه بها تدلكها وكأنها تحاول إخفاء آثار لمسته
بينما وقف ببطء وهو يراقبها بعينين ضيقتين .. سيطرت على مشاعرها .. وقالت دون أن تنظر إليه :- ما الذي تفعله هنا ؟
قال بهدوء :- أنا هنا لرؤيتك .. في الواقع .. أنا أبحث عنك منذ سنتين بدون أي فائدة .. ولم يساعدني على الإطلاق جهلي باسمك وبأي شيء عنك وعن أخيك
ظهر الذعر على وجهها وهي تتذكر عماد .. وما يدين به لهذا الرجل .. لماذا يبحث عنها إن لم يكن للأخذ بثأره ؟ حاولت التمسك بهدوئها وهي تقول بتوتر :- لماذا ؟ ما الذي تريده مني ؟
نظرت إليه في تلك اللحظة لترى بريقا غامضا في عينيه وهو يقول :- هناك دين بيننا لم يستحق بعد يا عزيزتي .. أم تراك نسيت ؟
ارتجفت وقد ذكرتها لهجته بلهجة رجل آخر .. في ظروف اخرى وزمن آخر .. شحب وجهها .. وأحست بالبرودة في اطرافها .. وجدت نفسها تقول بوحشية :- لا ديون لك علي .. ولن تستطيع الشرطة أبدا إثبات تورطي
:- لم أذكرك أو أذكر أخاك للشرطة مطلقا .. هذا ما اتفقنا عليه تلك الليلة .. وأنا لست بالرجل الذي يخلف بوعد قطعه
مررت يدا فوق شعرها الناعم مما أفسد تسريحته الأنيقة .. وقالت بتوتر :- ما الذي تريده مني إذن ؟
اقترب خطوة وقال :- وعدتك بألا أبلغ الشرطة عنكما .. ولكنني لم أقل شيئا عن تركك وشأنك .. لقد وعدتك بأنك ستدفعين غاليا ثمن ما فعلته
تراجعت وهي تلوح بيدها قائلة بعصبية :- وما الذي فعلته ؟ لقد اهتممت بك عندما كنت على وشك الموت .. وساعدتك على الهرب من ذلك السا...
غطت وجهها بيديها المرتعشتين للحظة وهي تحس بالانفعال يكاد يفقدها توازنها .. ثم أبعدتهما والغضب يشتعل في عينيها الذهبيتين وهو تقول بصوت منخفض مشدود النبرات :- لقد دفعت ما علي مضاعفا أيها السيد .. لذا .. من الأفضل لك أن تغادر قبل أن أستدعي أحد أفراد الأمن لإخراجك من هنا
نظر مليا إلى الذهب الناري في عينيها الجميلتين .. لم يسبق أن رآها غاضبة .. ولكنها لم تبد أبدا طبقا لما يذكر .. بهذا الجمال الوحشي القاتل
لقد عرف الآن بأنهم عندما أنقذوه قبل سنتين .. لم ينقذوه حقا .. لقد مات جزءا منه بعد تلك الحادثة .. لم تتمكن محاولات أفراد عائلته المتعاطفة من إحياءه .. لم يتمكن أي شيء من إحياءه حتى هذه اللحظة
لقد عاد حيا من جديد منذ رآها .. وسمع صوتها .. ثم أحس بدفء جسدها بين ذراعيه .. ونظر إلى عينيها .. وهو لا يريد أن يغادره هذا الاحساس مجددا بعد ان عرفه
قال بهدوء :- سوف نناقش الأمر معا لاحقا في مكان محايد .. غدا بعد أن تنهي عملك .. ستقابلينني في مقهى ( ابتايت) وهو لا يبعد كثيرا عن هنا .. وسنتحدث
صاحت بعنف :- ألم تفهم ما ألمح لك به ؟ أنا لا أريد أن أراك بعد الآن .. أريد أن أنسى بأنني قد عرفتك يوما .. أن أنسى كل ما يتعلق بك
كست القسوة وجهه وكأن العذاب الذي تخلل صوتها الأجش لم يلقى أي صدى عنده .. قال بصرامة :- لا خيار أمامك إن كنت تهتمين بمصير شقيقك .. لقد وعدتك من قبل بأنني سأتركه وشأنه .. ولكن هذا لا ينفي حقيقة تورطه في قضية اختطافي .. وإن لم أبلغ عنه الشرطة .. فأنا قادر على تدمير حياته بطرق أخرى .. أنا أعرف من أنت الآن يا سلام .. ولن أجد أي صعوبة في الوصول إليه
اتسعت عيناها ذعرا .. وعقد لسانها أمام هذا التهديد الواضح .. راقبته بذهول وهو يتجه نحو الباب قائلا :- غدا .. بعد انتهاءك من عملك .. ستقابلينني هناك .. وسنتحدث
وقبل ان يتجاوز الباب قالت بصوت مختنق :- كيف أقابلك وانا لا اعرف عنك شيئا ؟ كيف اثق بك إن كنت لا اعرف حتى اسمك ؟
نظر إليها من فوق كتفه وهو يقول :- تعرفين اسمي جيدا يا سلام .. فقد أخبرتك به بنفسي عندما اتصلت قبل ساعة وبلغتني بغياب مديرك .. هكذا بالضبط عرفتك ووجدتك اخيرا
غادر المكتب تاركا سلام تحس وكأنها تغرق في دوامة عميقة .. لا يمكن أن يكون لقائها بهذا الرجل جيدا .. لا يمكن على الإطلاق
https://www.rewity.com/vb/4496966-post5.html


Candy 81 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-19, 06:08 PM   #12050

Alray

? العضوٌ??? » 430888
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » Alray is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blue me مشاهدة المشاركة
الفصل الثالث
ساحرتي أنا
المحتوى المخفي لايقتبس
الرواااااية في قمة التشويق ماشاءالله كاتبه عجيبه


Alray غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.