آخر 10 مشاركات
خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          9- قصر الصنوبر -سارة كريفن -احلام عبير (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          28- نغم إلى الأبد - راشيل ليندساى - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-11, 01:32 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


عضّت أليزا على شفتها بقوة لتمنع نفسها من توجيه أقبح الشتائم اليه , ثم قالت له بهدوء مصطنع:
" أنك رجل مرتفع الثمن".
" ستحققين أنت مأربك , وأتوصل أنا الى الغاية التي أصبو اليها , حريتي غالية جدا بالنسبة اليّ , يا أليزا".
ثم أبتسم وسألها بنعومة صادقة:
" لماذا أخترتني أنا بالذات؟".
تذكرت أليزا كلام مايكل عن حفلات أليزابيث , ألتقته في أحداها , وكان بول أندروز آنذاك قد بدأ يزعجها ويضايقها , تركها لحظة وذهب ليرحّب بالرجل الطويل القامة الذي وصل لتوه , حاول أقناع زاكاري بالأقتراب منها لتقديمها اليه.... ولكنه رفض بأصرار ,وتذكرت أيضا أنها سمعته يتحدث الى أشخاص آخرين , لم يكن رجلا يمكن تناسيه بسهولة , أغاظته بعض النساء آنئذ لأنه يتردد في التعرف الى صديقة بول الجديدة. أليها هي , فقال لها بغطرسة الرجل الذي يحصل دائما على ما يريده ويشتهيه:
" أنها ليست من النوع الذي أحب , أو الذي يثير أهتمامي , لن أضيّع وقتي مع شقراء غبية باردة تخاف أن تفسد مداعبة الرجل تسريحة شعرها , أفضل فتاة ذات قلب أكبر ونار أقوى , صديقة بول باردة كالثلج".
أستعادت أليزا بسرعة ذكرياتها عن تلك الحفلة ,ثم أختارت كلماتها بدقة وعناية قبل أن تقول له:
" أخترتك أنت , يا سيد ستيوارت , لأنك أبن عائلة عريقة ومرموقة .... ولأن الناس الذين أعرفهم ينظرون اليك بشيء من الأحترام والتقدير , على الرغم من مصاعبك المالية , لست فتى غبيا مدللا لا يعرف شيئا , ولا يقدر على أتخاذ قراراته بنفسه , يعجبني فيك عنفوانك .... وتصميمك على تحقيق أهدافك بغض النظر عن المصاعب والأهوال التي قد تواجهك , أنت الآن بحاجة للمال...... وأنا قادرة على تزويدك به".
خيّم الصمت فترة طويلة , وعندما تحدث زاكاري , كان صوته هادئا ولهجته فرحة:
" يبدو أنك لا تنظرين أليّ بأحترام كبير , يا آنستي!".
" أنا لا أنظر بأحترام كبير ألى أي رجل , يا سيد ستيوارت".
" وما هو شعورك بالنسبة للحب؟".
" الممارسة أم الأحساس؟".
قلبت السيجارة التي قدمها اليها وهي تنظر اليه ببرودة جافة , ثم أضافت:
" لا يهمني أي منهما , أذا كنت حقيقة تريد معرفة مشاعري بالنسبة اليهما , فأنني أنظر أليهما بأحتقار مماثل , فالممارسة......أعتبرها أمرا مشينا ويحط من قدر النساء , والعاطفة أو الأحساس..... سمّها ما شئت ... ليست ألا فخا أو شركا ينصبه الرجال ليتأكدوا من أن المرأة سترضخ لرغباتهم وتفعل ما يريدون ويبتغون".
تأمل وجهها وجسمها بعينين فاحصتين ثم قال لها:
" قد أتمكن خلال السنة التي ستمضينها معي من تعليمك معنى الحب وقيمته".
ثم هز كتفيه كدليل اللامبالاة , وأضاف قائلا:
" ولكن.... ربما ستثبتين لي أنك تلميذة صعبة المراس , وقد أضيّع وقتي معك عبثا".
أجابته بلهجة قاسية لتؤكد له نهائيا حقيقة ما تصبو اليه وتريده.
" يسرني جدا أنك تشعر هكذا , لأن الزواج المقترح ليس سوى مجرد صفقة تجارية!".
" صحيح".
" هل أفهم منك أنك تقبل عرضي؟".
" نعم , ولكن مع بعض الشروط".
" ما هي شروطك يا سيد ستيوارت؟".
" أولا , مبلغ المئتي ألف دولار هو لي وأفعل به ما أريد وكما أشتهي , أذا أستمر زواجنا أسبوعا أو شهرا أو سنة , فالمبلغ لي أتصرف به كما أشاء ..... لأنه ثمن منحك أسمي".
أبتسم عندما شاهد ملامح الأهانة على وجهها , ومضى الى القول:
" ثانيا , سوف تتصرفين معي طوال فترة زواجنا كزوجة حقيقية... تعيش معي حيثما أعيش , وتنفق حسبما يمكنني أنا أن أوفر لك من نفقات , أؤكد لك بأن منزلي مريح للغاية , وطاولتي جاهزة دائما لأستقبال الضيوف , وأخيرا... أنا مقتنع تماما بأن عنفوانك وعزة نفسك سيفرضان عليك عدم الأفصاح لأي شخص آخر بأن زواجنا المرتقب ليس ألا صفقة تجارية تم التوصل اليها لأهداف مختلفة , ولذا فأنني أتوقع منك أن تحاولي التصرف أمام الأهل والأصدقاء على الأقل , كزوجة محبة عاشقة".
بذلت جهودا جبارة لأخفاء حنقها وغضبها المتزايدين , وسألته بأستخفاف:
" هل هذا كل شيء؟ هل يشعر غرورك وعنجهيتك كرجل بالأرتياح والرضى؟".
" في الوقت الحاضر , نعم , متى سيتم الزواج؟".
تأملت أليزا تلك السعادة الشيطانية الخبيثة في ملامحه , وتمنت لو أن بأمكانها مضايقته بنظرات الأزدراء التي كانت توجهها اليه.... والتي كانت عادة تحطم قول الرجال الآخرين , ولكن اللعين ظل مبتسما وبادي الأنشراح , فقالت وهي تنهض من مقعدها بأنفة وكبرياء:
" بأسرع وقت ممكن".
مد يده لمصافحتها وقال:
" سأقوم أذن بالترتيبات اللاومة".
وضعت يدها في يده وهي تتساءل أذا كانت هذه المصافحة التقليدية رمزا للأتفاق بين طرفين ,أم أنها في الواقع دليل على بداية مستقبل غامض يبشر بالعذاب والألم ,نظر زاكاري الى يديهما المتشابكتين , وتمتم قائلا:
" يا للغرابة ! يدك باردة جدا , يا عزيزتي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-11, 11:17 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

حاولت سحب يدها ولكنه أمسك بها بقوة ومنعها من ذلك , قالت له أنها تستغرب ملاحظته ولا تجد لها داعيا , فنظر اليها بعينين تشعان بنار ملتهبة وقال ضاحكا:
" ألم تسمعي الكلمة المأثورة عن أن صاحبة اليدين الباردتين تكون عادة ذات قلب دافىء وعاطفة جياشة؟".
" أنها جملة سخيفة لا تزال ترددها بعض الزوجت الغبيات".
أفلتت يدها من قبضته وبدأت تعود الى قاعة اللعب , فقال لها بعد أن أقترب منها بسرعة وأمسك بذراعها :
" سأكون حريصا جدا لو كنت مكانك , أيتها العزيزة , ثمة جانب حنون ودافىء موجود فعلا في قلبك المتحجر البارد .... وهو الجانب المتعلق بأختك , قد تشتغل ذات يوم نار حارقة تذيب البقية الباقية من هذا القلب الجامد".
" أنني محصنة تماما بالنسبة لنوع الأشتعال الذي تتحدث عنه وتوحي به".
أبتسم بخبث وقال لها:
" هذه نقطة أخرى أريد أطلاعك عليها فأنا , على العكس منك , لست محصنا ضد نار الغرام والهيام , وبما أنه من الواضح جدا أن زواجنا لن يكون ألا أسميا فأنني آمل مخلصا في أن تكوني متفهمة لوضعي ورغباتي. ......ولا تنتظري مني أن أحرم نفسي رغباتها".
ردت عليه بهدوء , مع أنها لم تحاول أخفاء أشمئزازها:
" لا يهمني أبدا كم ستقيم من هذه العلاقات الغرامية الحقيرة والمقززة , ولكن أرجو أن تكون لبااقة كافية للأبقاء على مثل هذه العلاقات طي الكتمان , والآن ...... أعذرني , أرى صديقة لي تنتظرني في الجانب الآخر".
لم يعترض زاكاري على ذلك , بل قال لها بنعومة ورقة:
" حسنا , سأتصل بك في تمام العاشرة لأبلغك عن موعد...... زواجنا ..... ومكانه , في أي غرفة تقيمين؟".
أعطته أليزا رقم الغرفة وهي تنظر اليه بأزدراء وغضب , لأن نظراته اليها كانت توحي بأنه يقدم لها خدمة عظيمة , رفعت رأسها بكبرياء وتوجهت بسرعة نحو مايكل , الذي كان كعادته غارقا في لعبة الحظ اخاسرة.
تمكنت بعد جهد بالغ من أبعاده عن طاولة النرد ثم أخبرته عما أتفقت عليه مع زاكاري ستيوارت , أصيب مايكل بصدمة قوية , وأعلن لها صراحة أنه ضد هذا الزواج المقترح , كان يعرف عنه أكثر بكثير مما قاله لها سابقا , لم يذكر ألا بعض المعلومات العامة , لأنه لم يكن يتصور أبدا أن زاكاري سيقبل بمثل هذا العرض المستهجن ..... أو حتى أن يبحث فيه , ضاعت تحذيراته هباء , عندما حاول أفهامها بأن ستيوارت رجل قاس لا يعرف الرحمة والشفقة.... وبخاصة فيما يتعلق بتحقيق مآربه أو الوصول الى أهدافه , قال لها أن ستيوارت يحطم من يعارضه , وأنه لا يتردد في أيقاع النساء في شباكه , لا يهمه أن كانت المرأة متزوجة أم لا ,راغبة أم لا .... مع أنه نادرا ما يواجه أمرأة غير راغبة.
ولكن أليزا أدارت له أذنا صماء , لأنها كانت واثقة من قدرتها على مواجهة أي مشكلة ومعالجتها بالأسلوب المناسب , تعلمت في حياتها , التي لا تتجاوز الأربع وعشرين سنة , كيف تصد الرجال عنها..... وكيف تتمكن من أذلالهم كلما حاولوا مضايقتها أو السيطرة عليها , قد يكون زاكاري ستيوارت منافسا عنيدا وخصما قويا , ولكنه ليس سوى رجل تعرف كيف تديره وتسيطر عليه , أنه ليس كما يحاول مايكل تصويره , ذلك الشيطان الشرس الذي لا تقوى أمرأة على مواجهته ومقاومته ..... حتى ولو كانت أليزا فرانكلين لكنه ليس ذلك الشخص الذي لا يقهر! قد يثير أعصاها ويقززها ولكنها ستكون بالتأكيد قادرة على معالجة أموره طالما أنها لا تسمح لغضبها بأن يحل محل الهدوء وبرودة الأعصاب , وأهم من ذلك كله , أنها ستحصل على كريستين , كل شيء , فيما عدا ذلك , تافه وثانوي.
أصيبت تلك الليلة بأرق شديد , ولم تتمكن من النوم ألا في ساعات الصباح الأولى , أيقظتها طرقات متعددة ومتتالية على باب غرفتها , ففتحت عينيها بصعوبة وقامت بتثاقل وكسل لتفتح الباب , أنها العاشرة ألا ربعا ,ولا بد أن يكون الطارق نادلا يحمل لها فطور الصباح , أرتدت عباءة زرقاء جميلة فوق ثياب النوم الشفافة , وفتحت الباب.........
حدقت بذهول بالغالى الرجل الطويل الأسمر , ثم رفعت يديها بطريقة لا شعورية لتضعها على صدرها , حياها زاكاري ثم دخل الغرفة دون أن ينتظر منها دعوة أو أشارة , حاولت أن تتحدث معه بطريقة عادية , ولكن صوتها المرنجف أظهر بوضوح دهشتها وخدلها , قالت له متلعثمة:
" قلت..... أنك ستتصل بي .... في تمام العاشرة".
جلس في أحد المقاعد المخملية الزرقاء , وقال لها بلهجة تدل على قلة أكتراث:
" غيّرت رأيي وقررت أن أحضر لمقابلتك , عوضا عن الأتصال بك هاتفيا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-11, 01:34 PM   #13

حمراءالشعر
 
الصورة الرمزية حمراءالشعر

? العضوٌ??? » 64106
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,295
?  نُقآطِيْ » حمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حمراءالشعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-11, 03:16 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تظاهرت بأن جوابه لم يهمها أطلاقا , سيطرت على نفسها وأعصابها الى درجة كبيرة , ثم أشعلت سيجارة بيدين قويتين ثابتتين لم تفضحا أبدا الرعشة التي كانت تهزها في الصميم , وسألته بهدوء:
" وهل غيّرت رأيك أيضا بالنسبة الى الزواج؟".
تأملها بروية من رأسها حتى أخمص قدميها , ثم ركّز نظراته على صدرها وقال مبتسما:
" لا , أبدا , أردت أن أعرف كيف تبدو عروستي الجميلة في الصباح , تعجبني هذه العباءة كثيرا , لأنها مثلك....... شفافة ورقيقة , ومثيرة للرغبة بطريقة أستفزازية".
حدقت اليه ببرود ثم جلست في مقعد مقابل , وهي تضم العباءة الى جسمها كأنها درع واق يحميها من نظراته القوية الجائعة , أبتسم ثانية ومضى الى القول:
" أنه لمن دواعي سروري البالغ أن أكتشف ..... الآنسة الكاملة ..... على طبيعتها , دون أستعداد أو تبرّج , أنت في الصباح كأي أمرأة عادية أخرى".
نظرت أليزا وبطريقة عفوية لا شعورية الى المرآة , فشاهدت وجها أصفر اللون يحدق بها بغضب وأستياء , لاحظت أيضا بقعة حمراء على خدها , لأنها كانت تسند وجهها بيدها طوال ساعات الصباح , أما شعرها , فكان بحالة يرثى لها , قالت لنفسها بحنق بالغ:
( اللعنة ! لماذا أتى ليشاهدها عل هذا النحو المزعج ؟".
علت ثغره أبتسامة ساخرة خبيثة زادت من غضبها وأنفعالها , مع أنها حاولت جاهدة ألا تبدو متضايقة أو مكترثة الى درجة كبيرة.
" لماذا أتيت , يا ستيوارت؟".
لم تختف الأبتسامة المرحة عن وجهه عندما أجابها بهدوء مزعج:
" أنا زوج المسقبل , يحق لي ما لا يحق لغيري , وأتصور أن الذوق السليم يحتم عليك مناداتي بأسمي الأول , يجب أن تعتادي على ذلك من الآن".
أشعل سيجارة ونفث دخانها بأتجاه أليزا , ثم تابع قائلا:
" سنحصل على وثيقة الزواج صباح اليوم , أما الأحتفال بزواجنا الموفق , فقد أعددت له الترتيبات اللازمة كي يتم في الثانية من بعد الظهر , وسوف نتمكن بعدئذ من مغادرة هذه المدينة في أي طائرة تقلع بعد الساعة الثالثة".
فوجئت أليزا بالسرعة الفائقة التي أعد بها كافة الترتيبات الضرورية , ولكنها أدركت دوافعه وأهدافه فقالت بمرارة لاذعة:
" يبدو أنك متحرق كثيرا لوضع يديك على المبلغ المتفق عليه , أليس كذلك؟".
رفع حاجبيه تحديا وقال لها ساخرا:
" يمكنك أن تعيدي النظر في قرارك , أيتها العزيزة".
أطفأ سيجارته , ثم وقف وقال لها بلهجة تدل على أنه تعب من اللعب على الكلام:
"سألقتك في بهو الفندق خلال نصف ساعة , يمكننا أستلام الوثاثق الضرورية هناك , ثم نتناول طعام الغداء ونتوجه الى أتمام مراسم الزواج".
توترت أعصابها كثيرا بسبب نبرته الآمرة توافقه تماما في الوقت الحاضر على أنه يجب تسوية الأمور بأسرع وقت ممكن , ولكنها لن تدعه يعتقد بأنه سيكون الآمر الناهي والزوج المطاع , فهي مثله قادرة على أعطاء الأوامر , قالت له بلهجة حازمة صارمة :
حسنا أحجز لنا مقعدين الى الطائرة المتوجهة الى سان فرانسيسكة بعد ظهر اليوم , سنذهب غدا صباحا الى المصرف , حيث أحوّل لك المبلغ المطلوب , ونتوجه بعدئذ الى أوكلاند لأخذ كريستين".
أبتسم زاكاري ولم يبد عليه أي أثر للأنزعاج أو الأنقباض بسبب الأسلوب المتغطرس الذي أستخدمته معه , هز رأسه موافقا , وكرر لها الجزء الأول من جملته السابقة لها:
" سألقاك في البهو خلال نصف ساعة , لا تتأخري!".
وغادر غرفتها دون أن يضيف كلمة أخرى... أو حتى أن يلتفت اليها.




أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-11, 03:45 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- من لا يريد الآخر؟

تفحصت أليزا بدقة الشعر الأسود الكثيف , والحاجبين اللذين يظهران عينيه كقطعتين من الفحم الحجري المحترق , كان يرتدي قميصا بيضاء وسترة خضراء , ويقود سيارته بشموخ وأنفة , هذا هو زوجها , زاكاري ستيوارت.
أحست بأن العمل الذي أقدمت عليه منطقي جدا وعملي للغاية , عاصمة نيفادا هي مدينة الأحلام ومركز الأعمال المثيرة , ولكن خطواتها كانت ذكية ومدروسة , كانت تربح أو تخسر وفقا للأرقام التي تختارها , أو الأوراق التي تطلبها , أو الطريقة التي ترمي بها النرد , أما الآن , فالربح والخسارة فبقررهما توقيعها على وثيقة زواج, صحيح أنها ستحظى بأختها , ولكن ماذا ستخسر مقابل ذلك؟
هل يمكنها أن تمحو من ذاكرتها ذلك الشعور الحزين الذي تملّكها , عندما توقفت سيارة الأجرة في اليوم السابق أمام مقر الزواج ؟ هل يمكنها أن تنسى أنزعاجها الفائق أثناء المراسم ؟ ألم تقل لنفسها آنذاك أن القسم والتعهد اللذين أدلت بهما لا معنى لهما أطلاقا ؟ تذكرت بأنقباض شديد السيدة التي وقفت قربها كشاهدة , وقارنتها بنفسها عندما حضرت ثلاث حفلات زواج لأمها العزيزة , تذكرت أيضا أن صوت زاكاري كان هادئا وصافيا أثناء المراسم , في حين أن صوتها هي كان خافتا ومتوترا... ويظهران السيطرة القوية التي كانت تحاول ممارستها أثناء الكلام , كادت تفقدها وتعود عن قرارها , عندما أضطرت للتعهد بأنها ستحترمه وتطيعه , وتألمت عندما تذكرت عينيه وهما تضحكان مرتين.... بمجرد أن وضع الخاتم الذهبي البسيط حول أصبعها , وأثناء تبادلهما قبلة الزواج.
لم يتوقف عن مضايقتها.... أو أذلالها , أصرّ أثناء حجزه مقعدين على الطائرة , وغرفتين منفصلتين في أحد فنادق سان فرانسيسكو , على الأشارة اليها كمجرد زوجته......السيدة ستيوارت , وحتى هذا الصباح , تبيّن لها في المصرف الذي تتعامل معه أن المدير صديق قديم لعائلته , وضعها ثانية في الظل ...... في المؤخرة , فقدت هويتها وشهرتها , لم تعد أليزا فرانكلين! أصبحت زوجة زاكاري ستيوارت! أصرّ طوال الوقت على تأكيد تلك الحقيقة المرة , فشعرت نحوه بكره وأحتقار شديدين!
" هل هذا هو المنزل؟".
أوقف زاكاري السيارة قبل أن تقول له نعم, تأمل المنزل الأبيض المؤلف من طبقتين , ثم نظر الى الحديقة الجميلة المحيطة به وقال:
" أنه منزل رائع!".
لم يكن شعور أليزا أتجاه هذا المنزل مماثلا لشعور ..... زوجها , أحست بأن الأبواب المغلقة والستائر المقفلة لا ترحب بها أطلاقا , أنتظرت بتململ واضح , كي ينزل زاكاري ويفتح لها بابها , خرجت من السيارة بلهفة , فيما كانت عيناها تشعان حبا وحماسة , وقبل أن يصعدا الدرجات الأربع التي تؤدي الى الباب , أمسك زاكاري بذراعيها تأدبا ومجاملة وقال:
" يبدو واضحا أنك تحبين الفتاة الى درجة كبيرة".
" طبعا أحبها! ولولا ذلك لما كنت أقدمت على مثل هذه الخطوة الغريبة المستهجنة! ".
طرقت أليزا الباب بنعومة مصطنعة , ففتحته بعد قليل أمرأة متوسطة العمر ذات شعر أسود خطه الشيب بشكل واضح , نظرت اليها السيدة بعينين توحيان بأنزعاج بالغ , ثم تظاهرت بالأبتسام وقالت :
" أليزا! دهشت جدا عندما أتصلت بي هذا الصباح وقلت أنك تزوجت!".
ثم تطلعت بسرعة نحو زاكاري وسألتها بسخرية واضحة:
" هل هذا زوجك؟".
شعرت أليزا بأن صبرها يكاد ينفد , وغضبها على وشك الأنفجار , قدمتهما الى بعضهما بلهجة جافة تقريبا , قائلة:
" زاكاري ستيوارت , زوجة خالي , مارغريت دنتون , أين كريستين؟".
فتحت المرأة الباب على مصراعيه وقالت لهما , متجاهلة تماما سؤال أليزا:
" يجب أن تدخلا وتشربا القهوة , تفضلا!".
جلست مارغريت فور دخولها القاعة وقالت لهما , فيما كانت تسكب القهوة:
" تزوجتما بسرعة فائقة , أليس كذلك؟".
نظر زاكاري نحو أليزا متظاهرا بأنه حقا يحبها , ثم قال للمضيفة بلهجة مرحة:
" تزوجنا بمجرد حصولي على موافقة أليزا , ترددت في أعطائها فرصة أطول , خوفا من عودتها عن قرارها".
قدمت فنجان القهوة الى أليزا, وهي تنظر اليها بعينين حاقدتين , ثم سألتها:
" هل قلت أنكما تزوجتما أمس؟ أتصور أنكما تريدان تمضية شهر عسل في مكان ما , سيكون من دواعي سروري وسعادتي أن أعتني بكريستين أن أنتما قررتما الذهاب بضعة أسابيع".
" لن يكون ذلك ضروريا".
تدخل زاكاري على الفور لأنقاذ الموقف , فقال لملرغريت برقة ونعومة وهو يوجه اليها أبتسامة ساحرة:
" أننا نشكرك كثيرا على عرضك اللطيف الطيّب , ونشعر نحوك بأمتنان كبير , ولكننا مهتمان بأن تعرف كريستين أن أليزا لم تتركها أو تتخلى عنها , نريدها أن تتأكد من أنها عضو هام جدا في عائلتنا , ألا تعتقدين أنني على حق؟".
" طبعا , طبعا".
كانت شفتاها ترتجفان بقوة وهي تحاول أخفاء غضبها وأنفعالها , وفيما راحت تنظر اليهما بذهول واضح , سألتها أليزا مرة أخرى:
" أين هي كريستين؟".
" أحست بأنقباض شديد هذا الصباح , عندما أبلغتها نبأ زواجك , أعتقد أنها تشعر بالأستقرار والراحة هنا , ومن المؤسف جدا أنها ستضطر للرحيل".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-11, 09:10 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" أين هي الآن؟".
" في غرفتها , طلبت منها أن تستلقي بعض الوقت لأراحة أعصابها".
سألتها أليزا بلهجة التهديد ,فيما كانت عيناها تبرقان غضبا وتململا:
" هل ستحضرينها أنت أم أحضرها أنا بنفسي؟".
" سأذهب حالا لأحضارها".
هبت واقفة والشرر يتطاير من عينيها , ثم غادرت القاعة بسرعة وقد بلغ بها الغضب أشده , أشعلت أليزا سيجارة بعصبية بالغة , وهي مستاءة من نفسها لأنها أفسحت المجال أمام خالتها لأغضابها , لا شك في أن مارغريت فهمت اللعبة , والسبب الحقيقي لهذا الزواج السريع , قال زاكاري وكأنه قرأ أفكارها:
" ربما تشككت قليلا بالنسبة للهدف من زواجنا , ولكن لا سبب أطلاقا لأن تتأكد من ذلك , معرفتها بالحقيقة سلاح جديد في يدها".
" أنني قادرة تماما على معالجة أمرها , وليس لديها أي سلاح يمكنها أستخدامه ضدي".
" بلى , يا عزيزتي , خوفك منها وحبك لكريستين".
نظرت اليه بحدة بالغة , لأنها أدركت مدى صحة تحليله , أرادت أن تقول له شيئا , ولكنها سمعت صوت خطوات في الممر المؤدي الى القاعة , أستدارت أليزا بلهفة نحو الباب الداخلي , وشع وجهها ببريق الحب والعاطفة عندما شاهدت الطفلة الصغيرة قرب خالتها.
" كريستين ! حبيبتي!".
تأثرت كثيرا وتألمت..... لم تقترب منها الفتاة , بل ظلت واقفة الى جانب مارغريت وهي مطأطأة الرأس وتضع يديها وراء ظهرها , علت وجه السيدة المسنة أبتسامة الأنتصار , وقالت بهدوء قاس:
" أعتقد أن كريستين ليست متحمسة جدا لمقابلتك أو رؤيتك , يا أليزا".
رفعت الطفلة رأسها بعصبية بالغة , وقالت:
" هذا ليس صحيحا!".
ثم نظرت بتحد الى الخالة قبل أن تقول لأختها:
" يفترض بي أن أقول لك أنني أريد البقاء هنا , وأنني لست راغبة في الذهاب معك ".
أنهمرت الدموع من عيني الفتاة الصغيرة ومضت الى القول , بصوت متهدّج عال:
"ولكنني أريد الذهاب معك! أريد ذلك حقيقة , ومن صميم قلبي!".
وفي اللحظة التالية , كانت الطفلة تندفع نحو أختها , وتلقي بنفسها بين ذراعيها , نظرت مارغريت بلؤم الى أليزا وعينيها الشاكيتين , وقالت لها بعصبية :
" خذيها ! خديها , فهي بأي حال لا تفعل شيئا سوى مضايقتنا وأزعاجنا بتذمرها ..... ووقاحتها.... وأهمالها! أنها شقيّة مدللة لا تفهم شيئا! ولكن ماذا يمكننا أن نتوقع من أبنة أليانور؟".
" خذي كريستين الى السيارة , يا أليزا , سأتولى أنا معالجة هذا الأمر".
شاهدت أليزا بأستغراب بالغ الغضب الحقيقي في عيني زاكاري , فنظرت اليه بأمتنان وخرجت بسرعة وهي تحمل أختها الصغيرة , وضعتها في السيارة وجففت دموعها , ثم طمأنتها الى أنه لم يعد هناك بعد الآن ما يزعجها أو يقضّ مضجعها , أرتاحت الفتاة الصغيرة ووجهت نحو أختها أبتسامة محبة وشكر.
تطلعت أليزا نحو المنزل الأبيض , وهي تحاول التكهّن بما يجري في داخله , تذذكرت نظرات زاكاري الغاضبة ولهجته القوية الحازمة ,وتمنت لو بأمكانها حضور المجابهة بينه وبين مارغريت ..... تلك الخالة الخبيثة التي تستحق لهجة صارمة.
وتذكرت أليزا أيضا أنها كانت دائما تعالج مشاكلها بنفسها , كانت أمها تبدو دائما منشغلة عنها بصديق أو خطيب أو زوج جديد , واجهت أزمات نفسية متعددة في طفولتها , وأثناء فترة المراهقة العصبية والحساسة , لم تشعر أبدا طوال تلك السنوات بأي رابط عائلي أو بأي أنتماء الى عائلة وبيت , كانت أمها سعيدة جدا مع دايل باترسون , وحاولا معا أدخال أليزا في دائرة حبهما وعطفهما , لكنها بلغت آنئذ سنا جعلها ترفض أهتمام والدتها بها , وبخاصة لأن السنوات الطوال التي سبقت ذلك أفقدتها ثقتها بالأنسان.....وبالروابط العائلية , شعرت بالأشمئزاز عندما أبلغتها والدتها مرة أنها حامل ...... مع أنها كانت تجاوزت السابعة والثلاثين.
أحبت أليزا المولودة حبا كبيرا , لكنها لم تشعر أبدا بأنها جزء من تلك العائلة , كانت تبعد عنهم ولا تشعر بالأرتياح ألا عندما تنفرد بأختها , حوّلت حبها كله , الذي لم تتمكن سابقا من منحه لأحد , ألى أختها كريستين , تطلعت الى الطفلة التي كانت تجلس الى جانبها بسرور بالغ , ثم نظرت نحو البيت الذي يشهد بالتأكيد معركة حامية بين زاكاري وتلك الخالة التي تكرهها وتحتقرها , كان بريق الأمتنان لا يزال يشع من وجهها ومن نظراتها , عندما خرج زاكاري وهو يحمل حقيبة صغيرة في يده , لم تكن بحاجة لأن تدعه يهب للدفاع عنها , أنّبت نفسها على ذلك , لأنها كانت قادرة على حل مشاكلها مع مارغريت , وأحست أليزا بأنها لن تنسى أبدا تصرفه الطيب والشجاع , مع أنها تضايقت حتى الأزدراء والكره من غطرسته الساخرة واللاذعة.
جلس وراء المقود , وكان الغضب لا يزال باديا على وجهه , أرتجف جسمها خوفا ورهبة , عندما تصوّرته يصب جام غضبه عليها , لا شك أنه قادر تماما على تحطيم منافسيه وخصومه , أنه قاس لا يرحم , كما قال لها مايكل , أدار محرك السيارة وقال:
" جمعت بضعة أشياء لكريستين , أما بقية أغراضها فسوف يتم أرسالها الى بيتنا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-11, 09:33 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

توترت أعصاب أليزا عندما سمعت تلك النبرة القوية المتسلطة , التي توحي صراحة بأنه أصبح يعتبر نفسه المسؤول الأول والأخير عن الأهتين , أنتبه لذلك ولكنه لم يقل شيئا , أو يعلق حتى بكلمة واحدة , نظرت اليه كريستين بتحد , فيما كان ذقنها يرتجف ويرتعش , وقالت له بلهجة صارمة وقوية:
" قالت لي أنك لا تحب الفتيات الصغيرات , قالت لي أيضا أنك لا تريدني معكما , وأنك ستعيدني الى هنا أذا أرتكبت أي خطأ على الأطلاق".
نظر زاكاري الى أليزا بعينين تقدحان نارا , وقالت له ببرود يحمل بعض الأشمئزاز :
" أنها تعني مرغريت".
رد على نظرات الأزدراء بأبتسامة مرحة وقال للطفلة:
" خالتك مخطئة , يا كريستين , أنا أحب الفتيات الصغيرات كثيرا , وبخاصة عندما يكبران ويصبحن جميلات مثل أختك , وأنا متأكدة من أن أليزا ستبذل أقصى جهودها لضمان عدم عودتك الى الخالة مارغريت , بغض النظر عما ستفعلين أو مهما كنت شقية ومزعجة".
ثم حوّل نظرات متغطرسة هازئة الى أليزا ,وراح يتأمل وجهها الجميل وعنقها الناعم ..... وسترتها البنية النافرة , لم يقل شيئا , ولكن ملامح وجهه أوحت بأنه مرتاح وراض , ألقى نظرة أخيرة على ذلك االمنزل الأبيض , وقاد السيارة الى الطريق العامة بتمهل وهدوء , لكن كريستين أصرّت على معرفة الحقيقة الكاملة , لأنها كانت بحاجة ماسة لأزالة مخاوفها بصورة نهائية , قالت له بحذر:
" أخبرتني خالتي بأنك تريد أليزا لنفسك طوال الوقت , وأنك لا تريدني أن أبقى معكما أو قربكما فترات طويلة".
ظل متطلعا أمامه , ولكنه أجابها بلهجة حنونة لم تتسم بجدية تامة:
"أخبرك ماذا سنفعل يا عزيزتي , أنا أعمل طوال النهار فما من أحد سيلهي أليزا عنك دقيقة واحدة , وعندما أعود من العمل , نجلس ثلاثتنا معا حتى يحين موعد نومك , وعند ذلك فقط , تخصص أليزا وقتها الكامل لي , ما رأيك بهذا التدبير؟".
" عظيم , ولكن........".
ترددت الفتاة قليلا , فنظر اليها زاكاري مستفسرا , تنهدت وقالت:
" كان أبي أيضا يذهب الى عمله , ولكننا كنا نقوم معا بأشياء متعددة , كنا نمضي أوقاتا ممتعة خارج البيت".
أبتسم زاكاري وقال لها:
" ونحن أيضا , يا عزيزتي , يمكننا أن نمضي أوقاتا سعيدة وممتعة , أليس كذلك يا أليزا؟".
كانت تتأجج غضبا وحنقا , ماتت بذور الرقة والنعومة التي زرعتها في قلبها قبل قليل , أتجاه هذا الرجل الأسمر القوي الذي أصبح زوجها قبل ساعات معدودة , ماتت تلك البذور الضعيفة تحت وطأة الجليد القاسي الذي يغطي مشاعرها , أحست من كلماته الرقيقة والجميلة لأختها الصغيرة بأنها تعتمد عليه ........ وبأنها تحتاج اليه من أجل الفتاة , هذه هي الحقيقة المرة , مهما حاولت أقناع نفسها بعكس ذلك , يجب أن يرضخ لها ويتصرف وفقا لما ترتأيه وتشتهيه , لأنها أشترته بمالها ! ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن!
" ألن نمضي معا وقتا ممتعا , يا أليزا ؟".
نظرت أليزا الى أختها وأرغمت نفسها على الأبتسام , ثم قالت :
" سيكون زاكاري منهمكا جدا في عمله لذا يجب ألا نتوقع منه أن يمضي معنا وقتا طويلا , أتصور أنه لن يتمكن ألا من تمضية وقت قصير جدا , ولكنني متأكدة أنك ستفرحين كثيرا خلال الفترات القصيرة التي سيسمح له وقته بتمضيتها معنا".
ضحك زاكاري بطريقة أثارت غضب أليزا , وقال :
" أننا الآن في بداية فصل الصيف , يا عزيزتي , لن نضطر للعمل بجد ونشاط قبل أواخره , وهذا يعني أنه ستتاح لنا ممجالات عديدة للتمتع بأوقات فراغنا".
صفقت كريستين بفرح ظاهر , حرم أليزا من المضي في معركتها مع الزوج الخبيث , أنها تحبها كثيرا وتريد أسعادها , وكانت تعلم منذ البداي أن ذاك لن يتحقق ألا على حساب أمور أخرى هامة بالنسبة اليها , تطلعت الصغيرة حولها وعيناها البنيتان العسليتان لا تزالان تشعان فرحا وسرورا , ثم سألت بلهفة:
" الى أين سنذهب الآن؟".
" الى بيتنا في وادي نابا".
لم تكتف بالأجابة المقتضبة , فعادت تسأل ثانية:
" وأين تقع هذه المنطقة؟".
أبتسم بحنان وقال لها , وهو يضع ذرعيه على كتفيها:
" على بعد ساعة ونصف بالسيارة عن سان فرانسيسكو".
بدا الأرتياح على وجه كريستين , فوضعت يدها على ذراع أليزا ........ وأسندت رأسها الى خاصرة زاكاري..... وأغمضت عينيها الجميلتين.
دخلت السيارة بين عامودين من القرميد الأحمر يعلوهما قوس حديدي حفرت عليه بأحرف كبيرة كلمتان....... ( بساتين ستيوارت) كانت أشجار السنديان تحيط بجانبي الممر الضيق , الذي يؤدي الى البساتين.... والى بيتها الزوجي.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-11, 08:38 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ذهلت أليزا عندما شاهدت تلك المساحات الشاسعة والبساتين الضخمة والمعمل الكبير , كانت تتوقع معملا صغيرا ومنزلا متواضعا جدا تقزّمه مباني المعمل , كان المنزل جميلا والحديقة رائعة ,والى الجهة الجنوبية شرفة صغيرة جذّابة , أوقف زاكاري محرك السيارة ونزل ليفتح باب أليزا , أبتسم بشيء من الأستهزاء , عندما شاهد أستغرابها وذهولها اللذين أخفيا غضبها , هذا ليس منزل رجل فقير! أخذ يدها ليساعدها على النزول , ثم قال لها بلهجة عادية جدا :
" ثمة مشاكل قليلة جدا بالنسبة لأنابيب المياه , ولكنني أعتقد بأن كل شيء آخر سيرضيك .... يا سيدة ستيوارت".
حاولت أن تحد قليلا من أعجابها وقالت:
"أنه جميل جدا...... وبعيد كل البعد عما جعلتني أتصوره!".
" ولكنك لم تطلبي مني أن أؤكد أو أنفي معلوماتك , أنا لست بحاجة للمال ألا لتطوير المعمل وتزويده بمعدات حديثة".
تنفست أليزا الصعداء بصمت , كانت تنتظر منه خبرا مثيرا ينزل عليها كالصاعقة , أستدارت نحو كريستين , التي كانت تركض نحو الباب للحاق بها , كانت الطفلة متشوقة جدا لمشتهدة بيتها الجديد , وتقفز بفرح وسعادة أمام بابه الأبيض الكبير , أبتسم زاكاري بخبث وهو يأخذ ذراع أليزا ويتوجه بها نحو الباب , صرخت كريستين بصوت عال:
" أريد أن أراك تحمل عروسك الى الداخل!".
قطبت أليزا حاجبيها وقالت لها:
" أنه تقليد قديم سخيف , وأنت تعرفين , يا كريستين , أنني لا أؤمن بمثل هذه الأمور!".
ضحك زاكاري وغمز الصغيرة مشيرا اليها كي نفتح الباب, ثم رفع أليزا بسرعة بين ذراعيه وهو يقول:
" ولكن زوجك يحب هذه التقاليد ويريد المحافظة عليها".
وضعت يديها على صدره العريض وضغطت بقوة , في محاولة لأبعاده عنها , وهمست بحدة :
" أنزلني! أنزلني! ".
لم يعبأ كثيرا بأحتجاجها , وقال لها بمرح ظاهر :
" لماذا لا ترتاحي وتتمتعي بوضعك الحالي؟".
أجابته بصوت منخفض لئلا تسمعها أختها , ولكن نبرتها كانت توحي بأشمئزازها من لمساته , قالت له بعصبية :
" أنني لا أجد أي راحة أو متعة بين ذراعي رجل".
ضمها بقوة اليه وهمس في أذنها قائلا:
" يمكنني أن أعلّمك الكثير , أيتها العزيزة".
صرخت بهما كريستين من الداخل , وهي تضحك بحياء الطفولة:
" ألا تريدان دخول البيت؟".
تجاهل زاكاري تشنج أليزا ومحاولاتها اليائسة للأأبتعاد عن جسمه قدر أمكانها , وحملها الى القاعة الرئيسية , لم ينزلها الى الأرض , ولم يحاول بالتالي أخفاء أبتسامته الساخرة اللعينة , أنه يهزأ بملامح الأزدراء التي كانت تضج في وجهها وعينيها ! وفجأة سمعوا صوت أقدام تقترب من الغرفة المجاورة , أنزلها عن بين ذراعيه عندما دخلت سيدة مسنة تلك القاعة الجميلة , أقتربت السيدة قليلا , فهرعت كريستين الى جانب أليزا وأمسكت بيدها , كان زاكاري يطوّق خصر زوجته بذراعه , وشعرت أليزا بأن عليها تحمّل هذا العذاب لبضع دقائق , أخذت السيدة يد زاكاري بيديها وهي تقول بلهفة وحنان:
" زاكاري! حبيبي!".
ثم نظرت الى أليزا وكريستين بشيء من الأستغراب , وأضافت قائلة له:
" كنا نتوقع عودتك بعد يومين".
قبّل خدها بمحبة وقال لها مداعبا:
" أنت تعلمين أنه لا يمكنني الأبتعاد أكثر ممن أسبوع واحد عن ثاني أقرب أمرأة الى قلبي".
نظرت الى أليزا بسرعة بمجرّد سماعها ذلك التعبير المتعلّق بالقرب والأفضلية , تأملت بدقة تلك البرودة في نظرات أليزا , والتسريحة لشعرها الأشقر الناعم , والكمال المذهل في جمالها , قال لها زاكاري بلهجة صادقة خلت من سخريته اللاذعة المعتادة :
" تورا أعرّفك بزوجتي..... السيدة أليزا فرانكلين ستيوارت , أختها....... كريستين باترسون".
ثم شدّ على خصر أليزا برفق وحنان , وقال:
" أليزا , كريستين , أعرفكما بمدبرة المنزل الطيبة ...... نورا كاستيلو".
نظرت كل من أليزا ونورا الى بعضهما بأستغراب بالغ , كان أستغراب نورا نابعا من أعلان زاكاري المفاجىء عن زواجه , في حين كان أستغراب أليزا ناجما عن ترحيب زاكاري الحار والعاطفي .....بخادمته , حتى أمها الرومنطيقية الأفكار لم تكن لتفعل ذلك مع خادمتها , لم تتضايق أليزا كثيرا من الطريقة التي تفحصتها بها نورا , بعد أن علمت أنها السيدة زاكاري ستيوارت , تبادلتا التحية ببرودة وجفاف , وأوحت كل منهما للأخرى بأنها لا تحبها أو توافق على وجودها في هذا البيت , قطع زاكاري الصمت المخيّم على القاعة , قائلا:
" نريد وجبة خفيفة يا نورا , يمكننا أن نتناولها على الشرفة خلال ساعة من الآن , أنا متأكد من أن أليزا قد ترغب في الأستحمام , كما أن كريستين بحاجة الى ذلك , سأذهب خلال هذا الوقت لمقابلة جورج , خذي السيدة ستيوارت الى الغرفة الشرقية".
" الغرفة الشرقية؟".
رددت هاتين الكلمتين بدهشة بالغة , وهي تنظر الى أليزا كأنها أنسانة أرتكبت خطأ جسيما , حسم زاكاري الموقف بسرعة وحزم , قائلا لنورا بلهجة لا تقبل الأعتراض :
" نعم ,الى الغرفة الشرقية".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 10:40 AM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم نظر الى أليزا وسألها بهدوء:
" هل تحتاجين ألى أي شيء من السيارة؟".
هزت رأسها نفيا , فقال لها أنه سيحضر الحقائب في وقت لاحق , ثم ترك خصرها ورفع يده لمداعبة وجهها برقة ونعومة , قبل أن يغادر الغرفة على عجل , أرغمت أليزا نفسها على عدم أظهار أي أزدراء من لمسة يده , وشعرت أنه أحس بذلك , هزت كريستين يدها بتململ وسألتها:
" أين سأنام أنا؟".
حدقت أليزا بعيني نورا المتضايقتين , وسألتها بهدوء مزعج :
" هل ثمة غرفة قرب....... الغرفة الشرقية؟".
" نعم , فالغرفة الخضراء , تقع أيضا في نهاية الممر, أتبعيني من فضلك!".
كانت الأرض والجدران والنوافذ توحي بالثراء والأناقة والذوق السليم , صعدت أليزا الدرج الداخلي المبني من حجارة المرمر المصقولة اللماعة , ولما وصلت الى قمته , شاهدت سجادة ذهبية اللون تغطي الممر الطويل الذي يتفرّع في نهايته الى ممرين صغيرين , قادتهما نورا الى اليمين ثم وقفت أمام أول باب من يسارها وقالت:
" هذه هي الغرفة الخضراء".
فتحت الباب , فدخلت أليزا وكريستين الى غرفة جميلة ذات جدران خضراء , تخلت الطفلة عن خجلها وقالت بلهفة وحماس :
" أنه سرير يليق بالأميرات! هل هذه فعلا غرفتي؟".
هزت أليزا رأسها وكادت الدموع تطفر من عينيها بسبب سرور أختها وسعادتها , سارت نورا نحو باب داخلي وقالت:
" هذا هو باب الحمام المشترك بين غرفتيكما , يا سيدة ستيوارت".
أختفت أبتسامة أليزا لدى سماعها صوت مدبرة المنزل , وأمرتها ببرودة أن تريها غرفتها , دهشت ثانية , عندما شاهدت روعة غرفتها وجمالها , أعجبها الأثاث الأنيق ...... وكل شيء آخر.
" الغرفة المجاورة هي غرفة النوم الرئيسية التي يستخدمها زاكاري".
سألتها أليزا بسرعة:
" هل يوجد باب بين الغرفتين؟".
نظرت اليها نورا بشيء من التحدي وقالت:
" لا , هل تودين مشاهدة غرفة النوم الرئيسية؟".
" لا , لا أريد ذلك أعتقد أنني لم أعد بحاجة اليك , يمكنك أنتذهبي الى عملك".
أرادت أن تكون قاسية معها , لأنها تضايقت منها .... من تصرفها كأحد أفراد البيت , دخلت كريستين فجأة من باب الحمام المشترك , وتأملت غرفة أختها بسرعة ثم قالت:
" أليست غرفة رائعة حقا ؟ أنها جميلة جدا , مثل غرفتي! أوه , هل يمكنني القيام بجولة أستكشافية ؟ غسلت وجهي وعنقي ويدي , ولم يعد لديّ شيء آخر أفعله".
أبتسمت أليزا بمحبة وحنان , وضمت أختها بقوة الى صدرها , آه , كم تحبها! ترقرقت من عينيها دموع السعادة والفرح , وسمحت لها بالتجول في أرجاء البيت......بعد أن ذكّرتها بموعد الغداء , وحذّرتها من مغادة المنزل , ولما خيّم الصمت مرة أخرى على تلك الغرفة , جلست أليزا في مقعد وثير أمام المرآة ومدت يدها الى شعرها , بدت لها الشابة التي تراها أمامها ...... أنسانة غريبة ذات عينين صافيتين غير مرهقتين أو معذبتين أو قلقتين , تطلعت أليزا مرات عدة الى المرآة , ومع أنها لم تشاهد في أي مرة سوى فتاة جذابة جميلة تنظر اليها بأرتياح وسرور , ألا أنها كانت دائما تشعر بدهشة وأستغراب , تريد أن ترى شخصا متحررا وسعيدا , مثل كريستين , يضج حبا وحياة , ولكن العينين الباردتين ذاتهما كانتا تحدقان بها دائما , وتذكرانها بالخطوة التي أقدمت عليها..... وبالهدف من وراء ذلك القرار العجيب.
قالت لنفسها أن الحياة ليست مجرد فرح وسعادة , كما تقول القصص الخيالية , كذبت الروايات لأن مؤلفيها أرادوا للأنسان أن يتعلّق بالأمل .... والخيال ,لا......حبها لكريستين هو الشيء الوحيد المضمون الذي يمكنها التعلق به , والشيء الوحيد الذي تثق به , وقفت بسرعة ورمت سترتها على السرير ثم سارت نحو النافذة , لا شك في أن نورا هي شخص يعتقد بديمومة الزواج وتقاليده القديمة , وبأن الزوجة يجب أن تكون مطيعة لزوجها...... وأن تتصرف معه كحبيبة , وأم لأولاده , وخادمة للعائلة.
" هل تعجبك الغرفة؟".
أستدارت نحو مصدر الصوت , فشاهدت زاكاري يقف في الباب ومعه حقيبتها , أخفت دهشتها بسرعة وردت عليه بلهجة عادية:
" أنها غرفة جميلة جدا , لا يمكن لأحد ألا أن يعجب بها".
" أنت! كان عليّ أن أعرف أن ثمة أشياء لن تعجبك في بيتي".
تأملها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها , وكانت لهجته تحمل بعض السخرية , ردت عليه بخبث مماثل دون أي غضب أو أنفعال ظاهرين:
" لن أعيش هنا ألا سنة واحدة , وعليه فلن تكون هناك أي ضرورة لأجراء أي تعديلات أو تغييرات , أنها فترة قصيرة , ويمكنني أن أتحمل خلالها أي شيء هنا".
" ونورا ؟ ما هو رأيك بها؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 11:06 AM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان سؤاله جديا , فنظرت اليه بجدية مماثلة ولكنها لم تجبه , ماذا يمكنها أن تقول له وهي تعرف مدى العلاقة القائمة بينهما ؟ بدا أنه يتأجج غضبا , ولكنه قال لها بصوت هادىء كاد أن يتحوّل الى أستهزاء:
" ماذا تقترحين ؟ هل أصرفها..... خلال هذه الفترة القصيرة؟".
" أعتقد أنه أقتراح ممتاز , ولكنه متطرف وقاس , الأفضل أن تتحدث معها وتجعلها تعلم أنها ليست ألا خادمة في هذا البيت".
نظر اليها بعينين قاسيتين تقدحان شررا وقال:
" أنت متغطرسة ومتعجرفة , وغبية أيضا , أذا كان ثمة شخص يجب أن يذهب , فهو أنت...... يا سيدة ستيوارت".
ضحك بمرح وأحتقار عندما شاهد خيبة الأمل القوية في ملامحها , أضاف قائلا بخبث مرير:
" ولكنك لست قادرة على الذهاب , أليس كذلك ؟ أذا ذهبت , لن تتمكني من الأحتفاظ بكريستين! أليست هذه وصية والدتك , أيتها الزوجة العزيزة؟".
" أنت شخص جلف وفظ ومتسلط لا يمكن تحمله , يا سيد ستيوارت!".
رفضت أليزا أظهار الغضب الذي كان يمزّق أحشاءها , لأن في ذلك دليلا على ضعفها ..... وهذا أمر لن تسمح بحدوثه , سيطرت على أعصابها , ومضت الى القول بصوت ثابت وقوي:
" أعتقد أنني جعلتك تشعر بعدم الأطمئنان , فمع أنك طلبت مبلغا كبيرا للزواج مني , ألا أن قدرتي على الدفع أغاظتك وأزعجتك كثيرا , أنت تشعر الآن بأن عليك أرضاء غرورك بممارسة الأبتزاز , كي تحقق التسلط والهيمنة".
ثم أبتسمت بسخرية لاذعة , وأضافت قائلة:
" لن تنجح في ذلك , يا زوجي العزيز , لن تنجح لأن لديّ ما أريد , ولن تتمكن من حملي على التخلي عنه".
لم يبد أي أنفعال في ملامحه القوية عكس ما كانت تتوقع أليزا , كان يتأملها بمرح ظاهر وكأنه سمع نكتة أو طرفة , بدلا من الكلام القاسي الذي وجّهته اليه , أشعل سيجارة وقال لها باسما:
" معك حق..... فأنا أنوي حملك على التخلي عن شيء ما , ولكنني لا أعتقد أننا نتحدث عن الشيء ذاته".
ردت عليه بلهجة حادة وقاسية:
" لا بأس , المهم أنني غير راغبة أبدا في أطالة حديث الأسرار والألغاز معك , يا سيد ستيوارت , قلت أن الغداء سيكون جاهزا خلال ساعة , فلنذهب الآن".
سألها زاكاري , فيما كانت تمر قربه متجهة نحو الباب:
" هل هذه دعوة أم أمر؟".
وقفت لحظة وأدارت وجهها نحوه ببرودة , قائلة بتهكم:
" أعتبرها كما تشاء".
" أنا لا أتلقى أي أوامر من أحد , وبخاصة من زوجتي".
أبتسم بهدوء عندما نظرت اليه بعصبية , وقالت له بسخرية قاسية:
" يا للطرافة! ألا يمكنك أن تبدأ في التدرّب على ذلك منذ الآن؟".
نظر الى عينيها المشتعلتين غضبا وقال لها بتحد واضح:
" أذا كان هناك من تدرّب أو تعلم على أمور معينة , فأنت التي ستفعلين ذلك .... وأنا سأكون المدرّب".
أرعبتها نظراته القوية ولهجته القاسية , وخافت من مغبة الأستمرار في محاولات تحديه وأثارة أعصابه , تذكرت رغما عنها جملة مايكل عن قساوة زاكاري وعنفه, ولكن زاكاري لم يتعرف من قبل على شابة قوية مثلها , رفعت رأسها بشموخ وعنفوان , وقالت:
" بصراحة , لا يمكنك أن تعلمني شيئا , أضف الى ذلك , أنه لا يهمني أذا تناولت الغداء معي أم لا , أنا لست متحمسة أو متشوقة للجلوس معك الى طاولة واحدة , بأمكانك أذا شئت , أن تزحف عائدا الى حيثما كنت".
سارت نحو الممر دون أن تلتفت اليه , ولكنها شعرت أنه أصبح وراءها عندما قال لها متهكما:
" أنك حقا تريدينني أن أتبخّر في الهواء وأختفي بصورة نهائية , ولكنني أحذرك من القيام بأي محاولة لتجاهل وجودي هنا , كما أنني لن أسمح لك بأن تدوسي عليّ".
أبتسمت له بخبث فائق وقالت:
" أذن , سأحاول الألتفاف من حولك....... يا سيد ستيوارت".
أمسك بذراعها وضغط عليه بقوة , وهو يقول لها بلهجة الواثق من نفسه:
" حتى الألتفاف لن يكون سهلا, أيتها العزيزة!".
شعرت أليزا , أثناء الغداء أن كريستين لم تعد تشعر بأي رهبة أو حياء أتجاه بيتها الجديد , كانت تتحدث طوال الوقت , وبحريّة تامة , غير عابئة بصمت أختها , وكان زاكاري يرد على كافة أسئلتها بأهتمام ظاهر , شارحا لها بالتفصيل وبدون تردد كل المعلومات التي كانت تطلبها , لم ينظر مرة واحدة الى أليزا , ولم يوجّه اليها أي كلمة على الأطلاق , بدا وكأنه يتوقع منها أن تظل صامتة , كان موقفه أتجاهها يوحي بأنه يشجعها على الصمت , وعلى عزلنفسها عن الآخرين...... فصمتها وعزلتها لا يؤذيانه البتة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.