آخر 10 مشاركات
زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          343 - جزيرة الحب - جانيت هامبتون - م.د ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          341 - خيانة حب - كاي هوجز - م.د** (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر (الكاتـب : فرح - )           »          13- نجمة الجراح - كارول مورتيمر (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-11, 09:07 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


عندما تناولوا الحلوى والفاكهة , كان غضبها بلغ أشدّه , توقعت ألا يحاول حملها على المشاركة في الحديث , ولكنها أنتظرت منه على اأقل ملاحظة قاسية أو خبيثة بشأن صمتها المتواصل , لم يفعل ذلك , بل أعتذر لكريستين وحدها عن أضطراره لمغادرة البيت الى مكتبه في المعمل , هرع كلب الحراسة القوي المدرّب الى جانب سيده , وتبعه بين الأشجار الى المعمل الذي يقع على قمة تلة مرتفعة , تضايقت أليزا من كلمات الأعجاب الصادقة التي قالتها كريستين عن الكلب ماكس , كان واضحا أن فترة ما قبل الظهر سمحت للفتاة الصغيرة بمصادقة الكلب , وجعلتها تتعلق به. خرجت أليزا عن صمتها المطبق , عندما طلبت من أختها أن ترافقها الى غرفتيهما لأفراغ حقيبتيهما والتجول في أرجاء البيت وحوله.
ولأن معظم ثيابهما وأغراضهما لم تأت بعد , فقد أنهتا عملهما خلال فترة وجيزة جدا , أصرّت كريستين فور ذلك على أن تقوم بدور الدليل , فأخذت بيد أختها وراحتا تتفرجان على غرف البيت وقاعاته, قالت لها كريستين أن الغرف الموجودة في نهاية الممر هي للضيوف , ثم سبقتها على الدرج وفتحت الباب المزدوج مشيرة بأعتزاز الى قاعة الأستقبال الرسمية , تأملت أليزا بأعجاب الأثاث البني الفاتح , أنتقلت الأختان بعد ذلك الى قاعة الطعام , حيث لم تسمح كريستين لأختها ألا ببضع لحظات وجيزة قبل أن تفتح بابا مزدوجا آخر وتقول بسرور:
" هذه هي غرفتي المفضلة!".
أخذت الطفلة الصغيرة ترقص بفرح ظاهر حول الكنبة الوثيرة الجميلة وقرب الطاولة الصغيرة البيضاء , ثم جلست في مقعد هزّاز في أحدى الزوايا , وقالت:
" أخبرتني نورا أن هذه الغرفة تسمى قاعة الصباح , هل تعرفين لماذا سمّيت هكذا؟".
هزت أليزا رأسها نفيا , فمضت الصغيرة الى القول:
" لأنها المكان الذي نتناول فيه فطور الصباح , قالت ورا أن ما من أحد يحب الذهاب الى قاعة الطعام الرئيسية لأنها أنيقة ورسمية , ولأن الأنسان لا يشعر بأنه أنيق ورسمي في الصباح!".
شعرت أليزا بأن نورا على حق , فالغرفة جميلة ومريحة ومشرقة للغاية , أنها فعلا المكان المناسب للأشخاص الذين لم يستيقظوا بعد تماما.
" هذا هو باب المطبخ , ولكن نورا قالت أن الطاهية لا تحب دخول الناس الى مطبخها وخروجهم منه كأنه ساحة عامة".
عادت الأختان الى الممر , ووقفت كريستين أمام باب مزدوج مقابل قاعة الجلوس ثم قالت ضاحكة:
" هذه هي غرفة الأسد".
" غرفة الأسد؟".
ظهرت في عينيها فجأة ملامح حزن , وقالت:
" هكذا كنا نسميها أنا وأمي , كان أبي يصفها بأنها العرين المنزلي الذي يختلي فيه , ولأنه كان يزأر عندما يزعجه أحد , فقد قررنا أن نسميها.....غرفة الأسد , قالت لي نورا أن هذه الغرفة هي مكتب زاكاري الخاص , وأنه يفترض بي ألا أدخلها".
" نعم , لأنه من المحتمل جدا أن يصدر عن زاكاري أيضا زئير هادر أذا أزعجه أحد".
أخفت أليزا أبتسامتها لسرعة وقالت لأختها بجدية:
" بالمناسبة , يجب ألا تتحدثي مع مدبرة المنزل أو عنها بأسمها الأول , يجب أن تقولي السيدة كاستيلو".
هزت الطفلة الصغيرة كتفيها وقالت:
" طلبت منها أن تستخدم معي أسم كريستين , فقالت لي أن بأمكاني مناداتها بأسمها الأول نورا , وبما أن زاكاري يناديها أيضا على هذا النحو , فلا بأس أطلاقا من أن أفعل مثله".
أصرّت أليزا على تعليم أختها بعض الأصول والتقاليد , وخاصة لأنها أحست بالغضب عندما أشارت كريستين الى زاكاري كأنه هو السلطة العليا في البيت.
" صحيح أنه يناديها بأسمها الأول , ولكن الفتاة الصغيرة المهذبة يجب أن تنادي الأشخاص الراشدين بأسماء عائلاتهم مع أستخدام كلمة سيد أو سيدة , أنه دليل على التأدب والأحترام".
أتسعت العينان العسليتان ببراءة وأستغراب ظاهرين , وقالت الفتاة لأختها:
" ولكنني سأكون مضطرة لمناداتك ...... سيدة ستيوارت".
" الوضع مختلف بالنسبة أليّ , فأنا أختك , أنا فرد من أفراد عائلتك".
ردت عليها كريستين بعناد :
" وكذلك نورا , قالت لي ذلك بنفسها , وكذلك فعل زاكاري".
شعرت أليزا بأن الجدل مع كريستين لن يكون مفيدا , ما لم تسنح لها فرصة للتحدث مع زاكاري ووضع الأمور في نصابها , قالت لها بهدوء:
" سنبحث هذا الأمر في وقت لاحق , علينا أن نعود الآن لأستبدال ثيابنا , أذا كنا نريد القيام بجولة خارج المنزل".
راح الشعر الأسمر المحمر يتطاير في الهواء , فيما كانت كريستين تقفز بمرح فوق الحبل الذي كانت أليزا تدوره بسرعة كبيرة , توقفت الفتاة بعد فترة طويلة وألقت بنفسها على المقعد المجاور لأختها , ألتقطت بعض أنفاسها وسألت أليزا بحماسة منقطعة النظير :
" كم مرة قفزت؟".
أبتسمت أليزا وهي تنظر الى أختها بمحبة وحنان , وقالت:
" أكثر من ستين مرة".
صححت لها الرقم بسرعة وحدّة , قائلة:
" خطأ لم أقفز سوى تسع وأربعين مرة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 01:45 AM   #22

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ ـــرا لك ... بانتظار التكمله

خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 01:08 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أرادت أليزا أن تغيظها قليلا , فسألتها بهدوء:
" كيف عرفت ذلك؟".
" لأنني أعددتها بنفسي".
" لماذا طلبت مني أذن أن أحصي لك عدد المرات , مع أنك لم تكوني بحاجة أليّ ؟".
أبتسمت كريستين وقالت بهدوء:
" طلبت منك ذلك كي أتأكد أنك ستراقبينني".
أختفت ملامح التحفظ والجدية التي تطبع عادة وجه أليزا الجميل , وحلت محلها ملامح الحب والعطف والحنان , قالت لأختها الجالسة أمامها:
" أيتها البطة الغبية , أنني أراقبك دائما وبأستمرار".
" لماذا لا نذهب الآن الى هذه المباني الواقعة على قمة التلة ونرى ماذا يفعل زاكاري هناك؟".
تضايقت أليزا من طلب أختها الذي كررته مرات عديدة طوال فترة ما بعد الظهر , فآخر شيء تريده في هذه المرحلة هو أظهار أي أهتمام بزاكاري أو بأعماله.
" قلت لك أكثر من مرة أننا لن نذهب الى المعمل".
" سنتناول طعام العشاء في السابعة , ألا تعتقدين أن علينا أبلاغه بذلك؟".
" أنا متأكدة أنه يعرف موعد العشاء وليس بحاجة لمن يذكّره به".
وقفت الفتاة الصغيرة وقالت لأختها بعنفوان وتحد:
" أنا ذاهبة اليه , أذا أردت مرافقتي , فأهلا وسهلا ..... وألا فأنني ذاهبة بمفردي".
" كريستين , لا تكوني صعبة!".
هزت الطفلة كتفيها وقالت:
" أنا لست صعبة , أنت التي تصعّبين الأمور!".
ردت عليها أليزا بحدة:
" هذا تصرف وقح ! قلت لك أنك لن تذهبي الى التلة , أذا كنت مهتمة الى هذه الدرجة برؤية زاكاري , فبأمكانك أن تسيري الى تلك الشجرة الكبيرة وتنتظريه هناك , ولكنك لن تذهبي الى المعمل , وهذا قرار نهائي!".
سارت كريستين بعصبية بالغة نحو الشجرة البعيدة , فيما تنهدت أليزا بأستغراب شديد , يبدو أن والدتها دلّلت أختها الى درجة لم تعد معها الصغيرة لتقبل الأوامر المعطاة اليها ألا بأنزعاج بالغ , حملت أليزا نفسها مسؤولية مماثلة , لأنها لم ترفض لأختها أبدا أي طلب أو تحرمها من تحقيق أي رغبة , ربما حان الوقت كي تفهم أختها بأنها لم تعد قادرة أن تحصل على أي شيء تريده , أو تنفيذ كل مطالبها ورغباتها.
وقفت ببطء ومشت مسافة قصيرة , قبل أن تسمع صوت عجلات سيارة تدخل باحة المنزل , توقفت السيارة أمام المدخل الرئيسي ونزل سائقها منها , ثم راح يحدّق بأليزا الواقفة على الشرفة , رفضت قدماه أطاعة أوامر عقاه , القاضية بعدم التحرك قبل سماع أي دعوة أو كلمة ترحيب , سار نحوها بهدوء وهو يردد أسمها , نظرت اليه بذهول , فيما كانت عيناه تتأملان وجهها وشعرها , مد أصابعه الطويلة الرفيعة وأمسك بيديها , تسمّرت في مكانها وهي تنظر الى بول أندروز الشخص الذي تحدثت عنه الى زاكاري بكثير من الأستخفاء والأستهزاء , لم تحاول حتى أن تسحب يديها من بين يديه , نظر اليها بوله وأعجاب واضحين , وقال :
" ظننت أنني أرى شبحا , لم أصدق عيني عندما شاهدتك على هذه الشرفة , ماذا تفعلين هنا؟".
فتحت فمها لتشرح له ما حدث , لكنه أسكتها بهزة من رأسه وقال:
" لا سبب لأن تقولي شيئا , أظن أنني أعرف.... زاكاري أحضرك الى هنا".
حاولت مرة أخرى أن توضح له حقيقة ما جرى , ألا أنه ضحك بسرور ومضى يقول:
" لم أعرف صديقا مثله من قبل , يا أليزا , لا يمكنك أن تصدقي الأمور التي قام بها نحوي , عندما قلت لي أنك لا تريدين رؤيتي مرة أخرى , شعرت بأنني تحطمت , كرهت العالم كله! ولكن زاكاري كان هناك , كعادته , ليساعدني ويعيد اليّ ثقتي بنفسي , علم بالتأكيد أنني لا أزال أحبك , هذا هو الأمر , أليس كذلك؟ أحضرك الى هنا كي تكوني معي؟".
" بول , توقف!".
شعرت بالشفقة عليه وبالخجل منه ..... هذا الرجل الوسيم الذي لم يثر في نفسها قبلا ألا الأزدراء وعدم الأكتراث.
" كيف يمكنني أن أتوقف , وأنا بمثل هذه السعادة!".
حاول ضمّها اليه , ولكنها أبعدته عنها وهي تصرخ قائلة:
" أنك لا تفهم! ليس الأمر كما تتصوره أطلاقا!".
جمد بول في مكانه , عندما سمع صوتها الحاد وشاهد نظرات الألم في عينيها , عقد جبينه وسألها بقلق:
" ماذا تعنين؟".
أستعادت شيئا من الهدوء وقالت:
" لم أعرف أنك كنت قادما الى هنا".
ضحك بول وقال:
" أراد اللعين أن يفاجئنا معا , أليس كذلك؟".
ثم تأملها مليا قائلا:
" أنك أجمل بكثير مما أتذكرك".
قالت له بهدوء , وهي تحاول أبعاد نفسها عنه:
" لا أعتقد , يا بول , أن زاكاري هو صديقك الى الدرجة التي تتخيّلها".
" يا له من أسلوب رائع تستخدمه زوجتي بمجرد أن أدير لها ظهري لأول مرة!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 01:31 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أستدار بول وأليزا بسرعة عندما سمعا كلمات زاكاري الضاحكة التي كانت تضجّ أزدراء وأحتقار , شاهدت أليزا بريق الأنتصار في عينيه الجمليتين الواسعتين , أبتعد عنها بول بسرعة وأخذ يحدق بصديقه بذهول وأستغراب شديدين , لم ينظر اليه زاكاري عندما أقترب من أليزا وضمها اليه بقوة , تجاهل نظراتها الباردة وتظاهر بأنه يتأملها بمحبة وحنان , ثم قال للرجل الآخر:
" أنها كما وصفتها , يا بول, وأكثر بكثير , كنت أنوي الأتصال بك هاتفيا وأبلاغك النبأ السعيد , تزوجنا أمس في نيفادا!".
أصفرّ وجه بول الذي لفحته الشمس , وبدا عليه الشحوب , تمتم بكلمة تهنئة , ولكن زاكاري تجاهلها ومضى الى القول:
" يجب أن أشكرك , يا بول , لأنك أعطيتني فكرة واضحة ومفصّلة عن أليزا قبل أن ألتقي بها , يتحدثون عن التودد السريع , ولكنني لا أعتقد أن أحدا سبقني في هذا المضمار ! لم أترك لها فرصة للتفكير بما تقوم به , الى أن تزوجنا ووقّعنا وثيقة الزواج".
تمتمت أليزا قائلة:
" زواج سريع وندم بطيء! ".
ضغط زاكاري على ذراعها بقوة , حتى عضّت على شفتيها لتمنع نفسها من الصراخ , ثم نظر اليها معاتبا بخبث واضح:
" هذا ليس بالكلام الذي يفترض بعروس أن تقوله , يا حبيبتي".
أراد أن يقبّلهاعلى شفتيها , ولكنها أبعدت وجهها قليلا فحطت قبلته على خدها , نظر اليها بغضب قبل أن يتركها , ويدفعها بحنان مصطنع نحو البيت قائلا:
" أذهبي , يا أمرأة , وأحضري لنا بعض القهوة والحلوى , هذه هي أقل واجبات الضيافة".
تطلّعت أليزا بتردد نحو بول, فأزعجتها كثيرا تلك النظرة الباردة على ملامح وجهه الوسيم , فهمت الآن لماذا حاول الأنتحار عندما شعرها بأنه فقدها , كان الألم والمرارة واضحين في عينيه , ولكنها شعرت بأن الشفقة الخفيفة التي أحست بها أتجاهه ذهبت هباء بسبب تصرف زوجها , تألمت كثيرا بسب قساوة زاكاري وتصرّفه المتعجرف أتجاه بول , لو أنه طعنه في ظهره , لكانت تلك طريقة أيذاء أقل أيلاما من هذا التحدي الساخر وجها لوجه.
عادت أليزا بعد قليل ومعها قطع الحلوى وأبريق القهوة وثلاثة فناجين , كان الرجلان يجلسان الى أحدى الطاولات , وكانت وجنتا بول أستعادتا بعض اللون , ألا أن نظرة الذهول كانت لا تزال بادية بوضوح في عينيه الحالمتين , تمنى لهما السعادة بكلمات مقتضبة , ثم سأل زاكاري بهدوء:
" هل علمت رينيه بالأمر؟".
تأمل زاكاري فنجان القهوة وكأنه يراه لأول مرة , ثم أجابه بكلمة نفي واحدة قبل أن يحوّل نظره الى وجه أليزا العابس , تطلع بول نحوها بسرعة وعصبية , وكأنه شعر بالذنب لتوجيهه مثل هذا السؤال أمامها , ولكنه أصرّ على متابعة الحديث فقال لزاكاري :
" أظن أن عليك الأتصال بها لأطلاعها عما حدث".
نظر زاكاري الى أليزا وتأمل وجهها وعنقها بتمعّن قبل أن يقول لصديقه:
" دعها تعرف ذلك بنفسها , أو ربما كان من الأفضل أن تطلعها أنت عما حدث".
تطلعت أليزا نحو بول وسألته بلهجة باردة , وكأنها غير مكترثة بالأمر:
" هل رينيه هي أحدى صديقات زاكاري القديمات؟".
أبتسم زاكاري وقال لها بسخرية مؤلمة:
" لا داع للغيرة , يا زوجت المحبة , أنها فتاة سمراء صغيرة القد ورشيقة للغاية , أي على العكس تماما من الشابة البريئة العفيفة التي تزوجتها".
أعتذر بول قائلا:
" آسف , لم أقصد أبدا أن يكون سؤالي سببا للجدال".
" لا تقلق أو تهتم".
وضحك زاكاري ثم مدّ يده وجذب أليزا نحوه , أفلت يدها وطوّق خصرها بذراعه , على الرغم من محاولاتها اليائسة للتملّص منه , ثم قال:
" أجد متعة كبيرة في أغاظة زوجتي بسبب ترددها في أظهار حبها لي , ولكنني سأعالج مرضها هذا وأشفيها منه خلال فترة قصيرة".
همست أليزا بعصبية بالغة:
" يكفي ! توقف!".
كانت يده الأخرى آنذاك تداعبها , حاولت أبعاد تلك تلك اليد عنها , ولكنه أمسك بيدها وجذبها نحوه , حاولت جاهدة سحب يدها ولكنه رفع تلك اليد الى شفتيه وقبّلها , أبتسم بدهاء وهو يتأمل ملامحها الباردة والقاسية , ولم يترك يدها خوفا من أن تصفعه , وسأل زاكاري صديقه فجأة :
" لديّ فكرة , لماذا لا تبقى هنا وتتناول معنا طعام العشاء , يا بول؟".
أوحت كلماته بأنها مجرد دعوة لم تخطر بباله قبل تلك اللحظة بالذات , ولكن أليزا شعرت بصورة مؤكدة أنه فكّر بهذه الدعوة منذ بعض الوقت , أجابه بول بشيء من المرارة:
" لا يمكنني ذلك , أنها ليلتكما الأولى هنا , وأتصوّر أنكما تريدان تمضيتها بكاملها على أنفراد".
أشار زاكاري بيده نحو كريستين , التي كانت تلاعب كلب الحراسة ماكس , وقال:
" لدينا في أي حال مرافقة في السابعة من عمرها , ونحن بحاجة لشخص رابع كي نقيم حفلة خاصة , نريدك أن تبقى , أليس كذلك يا أليزا؟".
" ربما لديه خطط أخرى , يا زاكاري".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-11, 03:40 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

برقت عيناه بقسوة مخيفة , قبل أن ينظر الى بول ويقول بشيء من الرقة... والحزم:
" أنني آمره بصفتي رئيسه في العمل بأن يلغي جميع خططه ويتناول العشاء معنا".
وضع بول يده على شعره الأشقر , وهو يحاول مواجهة النبرة القوية المفزعة في صوت زاكاري , وقال:
" أنا...... أنا.....".
" عظيم , أتفقنا , أذهبي يا أليزا وأخبري نورا بأن أربعة أشخاص سيتناولون العشاء".
أبتسم لها بعصبية وكأنه يتحداها بأن ترفض أوامره , أبتسمت له بدورها , وأعتذرت بصوت خافت عن أضطرارها لمغادرتهما ....... وتوجهت الى البت , لم تعرف هي نفسها السبب الحقيقي لهذا الأنصياع غير المتوقع , هل فعلت ذلك لأن عنجهيته كانت تؤكد له بأنها ستحاول تحديه , أم لأنها شعرت فعلا بالخوف والرهبة من تسلطه وغطرسته؟
أبلغت مدبرة المنزل بأن السيد ستيوارت دعا بول أندروز الى العشاء , وقررت ألا تعود الى الحديقة والتعرّض للمزيد من ملاحظات زاكاري القاسية وكلماته اللاذعة , دخل زاكاري بعد حوالي ربع ساعة الى قاعة الأستقبال , حيث كانت أليزا تجلس بأرتياح وتتصفح أحدى مجلات الأزياء.
" وجدتك أخيرا! أعتقد أن عدم أنضمامك الينا ثانية يعتبر وقاحة , أيتها العزيزة".
" ليس بمثل وقاحتك وأنعدام شعورك أنت , أيها السيد ".
ثم رمت المجلة بعصبية على الطاولة وسألته بحدة:
" ألم تكن عديم الشعور وقاسيا جدا عندما دعوته الى العشاء؟".
جلس زاكاري بهدوء على مقعد مقابل وقال لها:
" حان الوقت لكي يتوقف بول عن تصوّرك فتاة أحلامه العفيفة النقية, سوف تساعده الصدمة , التي شعر بها عندما علم بزواجك مني , على الوقوف بقوة على رجليه ومواجهة التحديات , سيتأقلم أثناء العشاء مع الواقع الجديد ويتعلّم كيف يواجهه , قبل أن يذهب ويغرق نفسه في جو من الحزن والمرارة والأسى".
توقف لحظة ليتأمل نظرات السخرية والتهكم في عينيها , ثم مضى الى القول:
"سوف يعطيك العشاء أيضا فرصة لتظهري لي مدى أستعدادك الحقيقي لقبول الشروط التي نص عليها أتفاق زواجنا".
توترت أعصابها بسبب لهجته المتسلطة ونظرت اليه بأحتقار قبل أن تسأله بأستغراب:
" ماذا تعني بذلك؟".
" أتفقنا على أن نتصرف أمام الآخرين وكأننا فعلا نحب بعضنا وأذا كنت تحاولين تطبيق الأتفاق منذ وصول بول , فأنك ... يا حبيبتي ... ممثلة رديئة للغاية".
هبّت أليزا واقفة بعصبية بالغة , وقالت له بغضب واضح :
" أذا كنت تظن بأنني سأسمح لك بمداعبتي أو مغازلتي أو ضمّي كلما جاء أحد الى هذا البيت , فأنك جاء أحد الى هذا البيت , فأنك ترتكب خطأ جسيما! لن يحدث هذا على الأطلاق!".
" ما أجمل النظر اليك , يا أليزا , وما أقبح ملامستك ! هل تعتبرين وضع ذراعي على كتفك ضما , أو وضع يدي على يدك مداعبة ومغازلة ؟ أشك كثيرا في أن لديك خبرة كافية لتعرفي الفرق الشاسع بين هذه وتلك , سأكون راضيا جدا للحصول على أبتسامة منك , مع أنني أعلم أنها ستلحق ضررا بالغا بهذا القناع الذي ترتدينه على وجهك".
ردت عليه بلهجة ساخرة:
" يمكنني أن أبتسم مرات عديدة , وأذا كانت أبتسامتي تكفي لمنعك من ضمّي اليك , فسوف أبتسم طوال الوقت , قد لا تكون لدي خبرة كافية في هذا المجال , ولكنني أعرف حق المعرفة أن ما قمت به كان مداعبة وضما".
سألها زاكاري متهكما:
" من أين أكتسبت هذه المعرفة الكبيرة كلها , أيتها العزيزة؟".
رفعت رأسها بعنفوان وتحد , وقالت:
" من رجل".
" أشك في أنك تعرفت الى رجل في حياتك ".
" تعلمت الكثير من قريبي مايكل , الذي يرافقني بأستمرار منذ حوالي خمس سنوات".
ضحك زاكاري بدهاء وأزدراء قائلا:
" ذلك الجرو المدلل الذي كان يتبعك في أندية نيفادا ليلتقط بعض ما يفيض عنك من مبالغ تافهة!".
ثم وقف وقال :
" أكرر لك ما قلته قبل لحظات.. أنت لم تتعرفي بعد الى رجل حقيقي".
نظرت اليه بأزدراء وقالت:
" أتصوّر أنك تظن نفسك رجلا حقيقيا !".
تأمل وجهها وشعرها الأشقر ,ثم قال لها بتأفف:
" قد أقرر يوما أن أثبت ذلك , يا أليزا".
" لا تحاول أضاعة وقتك !".
" أنا لا أضيّع وقتي أبدا!".
ثم نظر الى الوراء ولوّح بيده قائلا:
" نحن هنا , يا بول , هل شاهدت كريستين؟".
" كانت تركض نحو قاعة الطعام عندما كنت أنزل الدرج".
" أعتقد , أذن , أننا أصبحنا جميعا مستعدين لتناول العشاء , هيّا بنا".
كانت كريستين تتكىء على كرسي وتضع قدمها على أخرى , وهي تتأمل الطاولة الأنيقة , ولما أستدارت نحو القادمين الثلاثة , لاحظت أليزا أن أختها تبدو حزينة الى حد ما , ساعدتها على الجلوس وسألتها بصوت منخفض:
" ماذا في الأمر يا حبيبتي؟".
لم تحاول الصغيرة الأجابة بهدوء مماثل , فجاء ردها عاليا أخجل أختها , قالت دون تردد:
" أتصور أنني لن أحصل هنا أبدا على طعامي المفضل ... شريحة من لحم البقر وكمية كبيرة من البطاطا المقلية".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-11, 04:01 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ضحك زاكاري بصوت عال وقال لزوجته , التي كانت على وشك تأنيب أختها :
" لا تقولي لها شيئا , لأنها لم ترتكب أي خطأ , كل ما في الأمر أنها صادقة وصريحة".
ثم نظر الى الطفلة الصغيرة , وقال:
" أعتقد أن بأمكاني أقناع الطاهية بأعداد شرائح اللحم هذه مع متطلباتها الأخرى مرات عديدة في الشهر فما رأيك , يا كريستين؟".
" عظيم! عظيم!".
كررت كريستين هذه الكلمة بسعادة بالغة , قبل أن يمضي زاكاري الى القول:
" هذه أول وجبة طعام تتناولينها مع أختك في لبتكما الجديد , وأعتقد أن السيدة مارش حاولت أعطاكما أنطباعا جيدا عن عملها".
دهشت أليزا لتحليه بمثل هذا الصبر , ولقدرته العجيبة في تفهم مشاكل كريستين وأهتمامه السريع والحاسم بحلّها , لكن لم يكن هناك أي حنان في وجهه... لم يكن ثمة مجال للرقة والحنان في تلك الملامح القاسية , وشعرت أليزا أن لهجته القوية هي التي تثير أعجاب كريستين به , وأحست مرة أخرى بالضيق والأنقباض المتزايدين لأنه قادر على فرض نفسه وشخصيته على كل من يلتقيه ..... بأستثناء أليزا فرانكلين! لن تتأثر بتسلطه وهيمنته! يمكنه أن يأمر من يشاء , وأن يكون السيد المطاع لأي شخص يقبل بالركوع أمامه والرضوخ اليه.... ولكنها لن تعترف أبدا بسلطته عليها وقدرته على التحكم بها! لن تسمح له بذلك .... أبدا!
قررت فجأة الخروج عن صمتها , فركزت أهتمامها على بول أندروز وراحت تسأله عن عمله في معامل ستيوارت , لم تكشف لأحد عن دهشتها عندما علمت منه أنه يتولى مهمة المبيعات والعلاقات العامة , أنه صاحب شخصية محببة , وأبن عائلة ثرية ذات نفوذ قوي في هذا الجزء من ولاية كاليفورنيا , ضعفه الوحيد هو تعلّقه الأعمى بها , لأنها كانت أول شخص أو أول شيء لم يتمكن من شرائه على الرغم من الثروة والأسم العريق , ولكنه قادر على أن يكون جذابا وساحرا ..... عندما يريد ذلك , وأكتشفت أليزا أثناء السهرة ,أنه تخلى تدريجا عن شعور المرارة الذي كان ينتابه وأخذ يجيب على أسئلتها المتلاحقة بأهتمام وجدية شديدين.
شعرت أليزا أن زاكاري متضايق جدا لأنها تتحدث مع بول بأستمرار , أبتسمت له أكثر من مرة , وبنعومة مذهلة , عندما كانت تسأله بين الحين والآخر أذا كان يوافقها على جملة أو ملاحظة , ولكنها كانت تواصل حديثها دون أن تفسح له أي مجال للتعليق أو المشاركة , وأخيرا , تدخل زاكاري في الحديث وأقترح على الجميع التوجه الى قاعة الأستقبال , حاول بول السير قرب أليزا , ولكن نظرات زاكاري الحادة أرغمته على الذهاب أمامهما.
هرعت كريستين فور دخولهم القاعة الى الكلب الكبير , الذي كان مستلقيا على السجادة العجمية الزرقاء قرب المدفأة البيضاء وجلست قربه , أختارت أليزا مقعدا وثيرا قرب الكنب التي جلس عليها بول , وذلك لعدم أفساح المجال أمام زاكاري لمحاولة الجلوس قربها , ألا أن زوجها الخبيث أسند نفسه على حافة المقعد , ووضع ذراعه بشكل يسمح له بمداعبة شعرها , بدأت يحدث بول عن البساتين والمعمل , نظرت اليه ببرودة فائقة , فوجّه اليها نظرات قاسية غاضبة , وأحست عندما أمسك بخصلة من شعرها بأنها تكرهه .... تكرهه بعنف , ومن صميم قلبها , وأبتسم بخبث ودهاء , بمجرد أن أبعدت رأسها عن متناول يده , وقال لها بهدوء:
" لا شك أن هذا اليوم كان طويلا جدا بالنسبة لكريستين , أعتقد أن عليك الآن أخذها الى النوم".
نظرت أليزا بسرعة نحو أختها الصغيرة التي كانت تتثاءب قرب الكلب النائم , وأحست بأن حبها للفتاة وأهتمامها بها يمنعانها من معارضة أوامره , أعتذرت لبول وقالت له أنها مسرورة لتمكنهما من مقابلة بعضهما مرات عديدة في المستقبل , وجّه اليها زاكاري نظرة قاسية أخرى , ثم قال بلهجة الآمر الناهي:
" يجب أن تنضمي الينا ثانية بعد أن تنام كريستين".
لم تعلق بشيء على كلامه , وأكتفت بتوجيه أبتسامة حنان مصطنعة قبل أن تطلب من أختها أن تتمنى للرجلين ليلة سعيدة , كانت مسرورة جدا لتمكنها من مغادرة تلك الغرفة , والأبتعاد عن جو زوجها الخانق.
أمضت أليزا ساعة كاملة قبل أن تتمكن من أقناع كريستين بالأستحمام وأرتداء ثياب النوم , وبعد أن عانت كثيرا من حديث أختها المتواصل عن كلب الحراسة ماكس , وضعتها في سريرها وطبعت قبلة محبة وحنان على جبينها , وهي تبتسم لها وتطمئنها الى أنها ستكون في الغرفة المجاورة.... وأنها ستفتح بابي الحمام المشترك بين غرفتيهما كي تشعر الصغيرة كأنهما في غرفة واحدة , لم تكن لدى أليزا أيّ نية لأطاعة أوامر زاكاري والنزول قانية الى قاعة الجلوس.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-11, 09:27 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لن تتحمل بعد الآن أن يجلس قريبا منها الى تلك الدرجة , وأن ينظر اليها بمثل ذلك الأزدراء والأحتقار , لو حدث ذلك مرة أخرى , لأضطرت للصراخ.... أو حتى لصفعه على وجهه , جلست أمام المرآة بعد أن أرتدت ثياب النوم , وراحت تسرح شعرها بحدة وعصبية , أنها تكره هذا الرجل الذي تزوجته رغما عنها! يثق بنفسه لدرجة الغطرسة والعنجهية , ويتصوّر أنه رمز للرجل المتفوّق ! تكاد تتقيأ لمجرد التفكير به , وبالطريقة التي يحاول السيطرة عليها! وشاهدت فجأة في المرآة أمامها عينين تنظران اليها بقساوة وغضب , أستدارت بسرعة نحوه , وسألته :
" ماذا تفعل هنا؟".
" لم تعودي الى القاعة كما طلبت منك".
أوه , كم أنها تكره ذلك الأسلوب الناعم الذي يضعها دائما في موقف الدفاع عن النفس!
أستأنفت تسريح شعرها وهي تقول له ببرود:
" لم أكن قادرة على ذلك".
لم يجبها , فوضعت الفرشاة بعصبية على طاولتها وأستدارت نحوه صارخة:
" هذه غرفتي , فهل تفضلت بالخروج منها حالا!".
أشعل سيكارة بهدوء مثير للأعصاب , وقال لها بتهكم جارح:
" من المؤسف جدا أنك لم تنزلي الى القاعة , قدمت عرضا ممتازا لبول عن مدى تشوّق عروستي الجميلة لموافاتها الى غرفة النوم , كان منظرا طريفا ومسليا جدا , عندما أحمرت وجنتاه حياء وخجلا وغادر البيت على عجل".
ردت عليه بشراسة وغضب مميزين:
" لا أجد في هذا التصرف طرافة أو تسلية , أنني أشعر بالأشمئزاز , هل تسرق الحلوى أيضا من أيدي الأطفال؟".
ضحك زاكاري وقال لها بتهكم:
" ما هذا , أيتها العزيزة ؟ وخز ضمير في مثل هذا الوقت المتأخر؟ أنا لم أكن الشخص الذي دفع ببول الى تناول تلك الكمية الكبيرة من الحبوب المنومة , بهدف الأنتحار! أنت التي فعلت ذلك..... وأنت التي وصفته بتلك الكلمات القاسية اللاذعة! هل تحاولين أبلاغي الآن بأنك ستعاملينه بطريقة مختلفة لو أنك عرفت أنه سيحاول قتل نفسه؟".
أبعدت أليزا وجهها عنه لأخفاء الأحمرار الذي غطى وجنتيها , والناجم عن شعورها بالذنب لأنها كانت صلبة وقاسية القلب والفؤاد مع ذلك المسكين ثم تمتمت قائلة :
" لا أعرف".
توقفت لحظة وأضافت بلهجة أقوى وأكثر ثقة بالنفس:
"لا , لم أكن لأعامله بطريقة مختلفة , ولكنني لم أكن قاسية ومتحجرة القلب مثلك! هل تعرف ماذا ظن في بداية الأمر ؟ ظن أنك أحضرتني الى هنا لأجله, تصور أنك أقنعتني بأعطائه فرصة أخرى , تخيل أنك تفعل ذلك , لأنك صديقه وتحبه وتهتم به , لم أشعر طوال حياتي بمثل الأسف والأسى اللذين شعرت بهما اليلة أتجاه بول , عندما أخبرته بسماجة ووقاحة أنني تزوجتك , كان يأمكانك أن تبلغه النبأ الحزين بطريقة أكثر أنسانية ورقة , ولكنك رميتني في وجهه كجلد نمر أصطدته بسهولة ".
أبتسم زاكاري بخبث ودهاء , وقال:
" أنت لست تذكارا من أحد أنتصاراتي ... أنت جائزة وغنيمة ! لا ينفع الغنج والدلال , أو الشعور بالشفقة , في تقوية العزيمة وتعليم الشجاعة , فلا تحاولي هذه الطريقة مع بول! لو تعاونت معي الليلة , عوضا عن محاريتي ومعارضتي , لتمكنا من تحقيق أنجاز رائع معه".
نظرت اليه بعينين فولاذيتين وسألته بسخرية لاذعة جدا :
" وكيف سنساعد بول لو أنني سمحت لك بمداعبتي أو مغازلتي؟".
قطّب زاكاري حاجبيه ونظر الى وجهها محذرا منذرا , ثم قال :
" أجبت عن هذا السؤال في وقت سابق من هذه الليلة , ولا أنوي أبدا تكرار ما أقوله".
ثم أبتسم بتحدّ صارخ وأضاف قائلا:
" ذكرت لي على الأقل السبب الحقيقي لرفضك العودة الى قاعة الأستقبال , كنت خائفة مني , أو بالتحديد .. من ممارستي الغزل معك , بغض النظر عن البراءة التي ستتم بها".
بصقت في وجهه وصرخت بأستياء شديد:
" كذّاب ! كذّتب! أنك تثير في نفسي الأشمئزاز ولكنني لا أخاف منك أو من محاولاتك المقرفة لأظهار رجولتك أمام الآخرين ! عقدنا أتفاقا تجاريا فيما بيننا.. وأذا كنت تتصوّر أن العلاقة ستتحول الى أي شيء آخر , فأنت مخطىء تماما , أنني أحتقر جميع الرجال..... وخصوصا أنت, يا سيد ستيوارت!".
هز زاكاري كتفيه بأستخفاف بالغ ,وقال:
" أننا نتجه منذ يوم أمس الى مثل هذه المناقشة , هل تحدينني عمدا , أم أنك تريدين مني ضمنا وبطريقة لا شعورية أن أقوم بأغوائك؟".
لم تعد أليزا قادرة على ضبط أعصابها بعد سماعها تلك الكلمات الحقيرة والمذلة , أمسكت بفرشاتها كسلاح وهجمت عليه بعنف وشراسة , أمسك زاكاري باليد التي تحمل الفرشاة , ولوى الذراع حتى أفلتتها وهي تصرخ من الألم , دافعت عن نفسها بيدها الأخرى , ولكنه أمسك بها أيضا ووضع اليدين معا وراء ظهرها .... ثم ضمّها اليه بقوة , شعرت بأن عظامها سوف تتحطم , فصرخت به بحقد بالغ:
" أكرهك! أكرهك! ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-11, 09:47 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ضحك زاكاري ورفع وجهها نحوه قائلا:
" هل تتوقعين مني أن أصدق ذلك؟ كنت تعلمين ماذا سيحدث عندما قمت بهجومك النسائي المثير للشفقة , كنت تعرفين جيدا أنك ستنتهين كأسيرة بين ذراعي القويتين".
أرتجف جسمها عندما أحست أن كلماته تحمل بعض الحقيقة , ولكن الفكرة بحد ذاتها منافية للعقل والمنطق , لم تهاجمه ألا بسبب غضبها الشديد , من غروره المستبد وأنساها ذلك الغضب مدى ضعفها الجسدي أمام هذا الرجل العملاق.
" أنك تافه الى درجة لا تصدق!".
"يمكنني أن أحملك على الوقوع في حبي , ولكن هذا الأمر ليس من ضمن الصفقة المعقودة بيننا ".
أبعدها عنه بأزدراء , ومضى الى القول:
" قبلت مبلغ المئتي ألف دولاء لأمنحك أسمي وأسمح لك بالعيش في منزلي لمدة سنة , ولكن الأتفاق لم ينص على أن أحملك الى سريري , أليس كذلك؟ هذا مع العلم أن لي الحق في ذلك...... كزوج".
" لن أسمح لك بذلك أبدا".
ظهر الغضب على وجهه وفي عينيه , قال لها:
" لنوضح هذا الأمر بصورة نهائية , يا أليزا , أنا لست راغبا أبدا في حملك الى سريري".
تسمّرت في مكانها بسبب غروره وعنجهيته , وفتحت فمها لتوجه اليه كلمات جارحة وترد له الصاع صاعين , ولكنها توقفت عن ذلك عندما سمعت صوتا ناعما يقول بأنزعاج:
" أيقظتماني !".
هرعت نحو أختها , ولكنها سمعته يقول لها وهو يغادر الغرفة :
" أنك محظوظة للغاية!".
أمضت أليزا حوالي عشرين دقيقة مع كريستين حتى غطت في نوم عميق , عادت الى غرفتها وتأملت بأنزعاج بالغ الأحمرار الشديد في معصميها , أزداد كرهها له , ولكنها أدركت أنه ليس بأمكانها أن تقاومه جسديا , ومع أنها فرحت لأنه لا يريدها , ألا أنها عرفت أن السلاحين الوحيدين المتوفرين لديها لم يعد لهما أي نفع أو فائدة , لديها المال والجمال , اللذان تستطيع بهما تحقيق أهدافها ومآربها , ولكن زاكاري أصبح يملك كمية كبيرة من المال , كما أنه أوضح لها قبل قليل أن جمالها وجاذبيتها لا يثيرانه أبدا..... وأنه عازف منها.
وأمضت أليزا ليلة مزعجة ومقلقة...
أستيقظت أليزا وكريستين في وقت متأخر , وفيما كانت الأخت الكبرى تزيّن وجهها وتحاول أخفاء الأرهاق البادي عليه , كانت الصغرى تقفز حولها بنشاط وشوق لمواجهة يوم جديد.
نزلتا الى غرفة الصباح , فأبلغتها مدبرة المنزل بأن زاكاري أستيقظ في السادسة وتوجه الى عمله فور تناوله فطوره , كانت كلماتها مقتضبة وتوحي بأنها متضايقة من نزولهما في مثل هذه الساعة المتأخرة , ألا أنها لم تتردد لحظة في تجهيز الكاولة بنوعين مختلفين من الطعام , تناولت كريستين طعامها وشربت كوب العصير ثم أكلت برتقالتين كبيرتين فيما أكتفت أليزا بشرب القهوة.
كان الوقت ظهرا , عندما تمكنت كريستين من أقناع أختها بمرافقتها الى الخارج , سارت الأختان بين أشجار السنديان الضخمة التي تحيط بالمنزل , وتوقفتا قليلا قرب الحاجز الخشبي الذي يفصلهما عن البساتين , كانت أليزا شاردة الذهن , فلم تبد أهتماما كاملا بأختها وبالأسئلة المتعددة التي كانت توجهها , تأففت الصغيرة وقررت أن تطلق لخيالها العنان , بدأن تجمع بعض الأغصان وكمية من أوراق الشجر لتبني بيتا صغيرا , يعيش فيه أولئك الأشخاص اللذين لا يزيد حجمهم عن أصبع يدها , راقبتها أليزا وهي تبني الجدران والسقف بعناية فائقة , وتحدث أصدقاء أحلامها وخيالها برقة ونعومة.
أنهمكت كريستين في مهمتها , فتمكنت أليزا من الأنفراد بنفسها وبأفكارها , ألا أن تلك الأفكار تحولت فجأة , ورغما عنها , الى زاكاري ستيوارت , تعرف أنها جميلة وجذابة , وتعلم أن معرفتها تلك ليست نابعة من غرور أو نفاق , أنها جميلة جدا , ويجب أن يثير جمالها الفتان أهتمام زاكاري ورغباته , ولكنه يبدو أنه معجب بها حينا , ويتجاهلها تماما معظم الأحيان الأخرى , كان مالها وجمالها دائما أفضل شيئين تملكهما , وكانا دائما يجذبان اليها أعدادا لا تحصى من المعجبين , صحيح أنها لم تكن راغبة في أي منهم , ولكنهم كانوا جميعا هناك..... وتحت تصرفها وسيطرتها. ألا أن هذا الرجل القوي العنيف الذي تزوجته , ليس منهم.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-11, 10:15 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

حاولت في الليلة الماضية أن تتخذ موقفا صارما , وأن تبلغه عزمها على عدم أطاعة أوامره , ولكنها لم تنجح ألا في حمله على توجيه الأهانات اليها وأنتقاد شخصيتها وتصرفاتها , كانت غبية جدا عندما فقدت سيطرتها عل أعصابها ورباطة جأشها , وكان زاكاري ذكيا جدا عندما سارع لأستغلال هذين الأمرين , تذكرت العنف البارد الذي واجهها به عندما حاولت مهاجمته , وتذكرت أيضا السهولة التي شلّ بها مقاومتها , قبل أن يضمها بقوة الى صدره , كانت ترفض دائما في السابق أن يقترب منها أي رجل الى هذه الدرجة , لم تواجه مثل هذا الوضع ألا مرات قليلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة , أقنعت نفسها بأن هذا هو السبب أذن في عدم قدرتها على الدفاع بقوة , عندما أصطدمت بجسمه القاسي كالحجر و ثارت أحاسيسها ومشاعرها , وجعلتها تدرك تماما وجود الذراعين القويتين اللتين طوقتاها وشعرت برائحة عطره تداعب أنفها , وبأنفاسه الحارة بين خصلات شعرها , ألا أن أكثر شيء أزعجها وقضّ مضجعها , كان تهديده بصوت ناعم أنه قادر على أيقاعها بحبه , أحست آنذاك بأنها تحتقره ..... ولكن المشهد يعود الآن بسرعة الى ذاكرتها ومخيلتها.
تركها زاكاري فور أطلاقه تلك الجملة الرهيبة , مؤكدا لها بقساوةبالغة أن زواجهما أضحوكة تافهة .... وأنه سيظل على هذا الحال طالما أنه هو يريد ذلك , حاولت أليزا جاهدة أن تقنع نفسها بعكس ذلك..... بأنها هي التي تقرر مصير زواجهما , ولكنها أضطرت للأعتراف بالحقيقة , خافت منه , ولكنها لم تكشف له عن ذلك , كانت بعض مشاعرها , على ما يبدو , راضية بسطوته وقوته وعنفه........ولكنها رفضت الأستسلام , حاربت وناضلت طوال سنوات عديدة , فكيف تسمح لنفسها بالأنهيار خلال لحظة واحدة ؟ وتساءلت بحيرة عما كان سيحدث معها لو أن كريستين لم تستيقظ وتوقف الجدال الذي كان سيؤدي بالتأكيد الى أنتصاره!
لا شك في أنها تعرف زاكاري على حقيقته... وأنها قللت من أهميته , كان الزواج وسيلتها الوحيدة لتطبيق الشروط التي نصت عليها وصية أمها.... كان تضحية بمبادئها وأفكارها لأجل أختها, أختارت زاكاري ظنا منها أنها قادرة أن تسيطر عليه , ولكنها فشلت فشلا ذريعا ومؤلما , لم يعد بأمكانها أن تسلّط ثروتها فوق رأسه كسيف قاتل , فأصبح من واجبها أذن أن تواجهه ببرودة أعصاب حتى لو أضطرت لتحمل توبيخه وتهكمه , تصورت سابقا أن جاذبيتها سلاح ماض , وحزنت كثيرا لأنها لم تعد قادرة على أستخدام هذا السلاح , لكنها أحست الآن بالأمتنان , لأنه لا يريدهاأطلاقا , بأمكانه أن يكون قاسيا جدا لا يعرف الشفقة أو الرحمة , أذا أراد الحصول على شيء ما , شعرت بأنها سعيدة الحظ لأنها لا تثير رغباته وغرائزه ..... مع أن أنوثتها كانت تصرخ مطالبة بمعرفة السبب.
وبما أن بودتها لن تبعده عنها , وغضبها لن يؤدي الى أثارة غضبه , فقد قررت أن تتجنبه قدر الأمكان , ستبني وأختها عالما خاصا بهما يستثني زاكاري ستيوارت , وقالت أليزا لنفسها أن النار لا تشتعل بدون وقود..... ولا تحرق أولئك الذين لا يقتربون منها كثيرا , أرتاحت نفسيا للقرار الذي توصلت اليه لتوّها , فعادت تراقب كريستين والنتائج التي أسفر عنها خيالها الخصب , سمعت صوت حوافر حصان , فتطلعت نحو مصدره وشاهدت شابة صغيرة القد تمتطي حصانا بني اللون , كانت ترتدي سروالا أسود ضسقا وقميصا دون أكمام , وفجأة , حولت الشابة الحصان بأتجاه آخر, وكأن شخصا ناداها.
رأت أليزا زوجها يقف بعنفوان قرب أحد أبنية المعمل , وراكبة الحصان تحدث معه دون أن تنزل الى الأرض , كانا بعيدين عنها , فلم تسمع الحوار الذي يجري بينهما , ولكن الفتاة بدت غاضبة , في حين أن زاكاري المتغطرس كان يبدو هادئا ومسيطرا على أعصابه , رفعت الفتاة يدها دون سابق أنذار وهوت بها على وجه زاكاري لكنه أمسك بتلك اليد ثم جذب الشابة عن السرج , شاهدته أليزا وهو يضحك , فيما كانت الشابة تحاول الأفلات من بين ذراعيه , وعدأت الفتاة , بعدما بدأ يحدثها , ثم رفعت ذراعيها فجأة وطوقت عنقه.... وجذبت رأسه نحوها , أحست أليزا بالغثيان , ولكنها لم تتمكن من تحويل نظرها عنهما ....... وعن عناقهما العاطفي , أغمضت عينيها بعد قليل لأنها لم تعد تتحمل رؤية تلك الفتاة وهي تذوب بين ذراعيه .
كرهت زاكاري ستيوارت وأحتقرته ! أرتعش جسمها بضراوة وتوترت أعصابها بعنف , أنه حيوان , حيوان متوحش! وتمنت لو أنها لن تراه بعد الآن ! كيف يمكنهما أن يفعلا ذلك في العراء , حيث يقدر أي شخص على مشاهدتهما! وأرتاحت نوعا ما , عندما لاحظت أن كريستين لم تشاهد هذا المنظر المقزز والمثير للأشمئزاز........


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-11, 11:13 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- المبارزة الضارية


أبلغت نورا كلا من أليزا وكريستين , أثناء الغداؤ أن زاكاري لن ينضم اليهما , قالت لهما أنها أرسلت اليه بعض الطعام الى المعمل , ومع أن كريستين عبرت عن خيبة أملها , لكن أليزا شعرت بالأرتياح لأنها ليست مضطرة للجلوس معه الى مائدة واحدة , وجددت بقوة تعهدها لنفسها بأنها ستحاول تجنبه قدر أمكانها.
حافظت بثبات , أثناء العشاء , على الحواجز النفسية التي قررت أقامته بينهما , ولكنها شعرت بالغضب , عندما تبيّن لها أنه لم يحاول أطلاقا تخطي تلك الحواجز , كانت تتمنى أن يحاول ولو مرة واحدة , وذلك لترضي غرورها بصده ورده , لكنه ظل يقرأ صحيقته المسائية طوال فترة العشاء , ثم أعتذر بتأدب قائلا أنه مضطر لدراسة بعض الأوراق الهامة, أضاف بسخرية أنه متأكد من أن أليزا لا تمانع في البقاء وحدها لبعض الوقت , لم يكن لديها أي خيار سوى القبول بهدوء , ممتعضة الى درجة كبيرة لأن الأقتراح جاء منه وليس منها.
تجاهلها خمسة أيام متتالية , وكان يأخذ امبادرة دائما بالتأكيد من وحدها , لم يفسح لها المجال مرة لتكون هي البادئة في عملية التجنب والأبتعاد ,كان دائما سباقا في هذا المجال , ولم تتمكن من أرضاء غرورها وعنجهيتها , فما أستخدم مطلقا مكتب المنزل , الذي وصفته كريستين بغرفة الأسد , كان يذهب دوما الى المعمل , وكانت أليزا تفترض أنه على موعد مع راكبة الحصان المجهولة.
أمطرت السماء في الليلة الخامسة , وبعد مغادرة زاكاري المنزل بفترة قصيرة , كانت الغيوم الكثيفة تنذر طوال النهار بمطر غزير , وفعلا ,نفذت أنذارها ليلا ...... وبقوة , جلست أليزا على كنبة مريحة , وحاولت أقناع نفسها بأن الكتاب الذي تقرأه مسل وممتع , ولكنها شعرت بالملل والضجر بعد ليال أربع , كان الكتاب وحده رفيقا لها , ضايقها أستمرار المطر , فأشعلت سيجارة ووضعت الكتاب جانبا .... وأغمضت عينيها.
رن جرس الهاتف فجأة في سكون الليل , فشعرت بأن الرنين ملأ الغرفة الهادئة ضجيجا وصخبا , توقعت أن ترفع نورا السماعة الموجودة في المدخل , ولكنها تذكرت أن مدبرة المنزل ذهبت الليلة الى بيتها ,, رفعت السماعة وفتحت فمها لتسأل عن المتكلم , فسمعت زاكاري يقول :
" بساتين ستيوارت !".
سمعت أليزا صوتا نسائيا ناعما يقول على الطرف الآخر:
" هل أنت الذي أمرت بهطول هذا المطر , يا زاكاري؟".
" لا , لم أفعل ذلك......".
توقف زاكاري قليلا , ثم مضى الى القول:
" أعذريني يا رينيه , يبدو أن معي شخصا آخر على الخط , سوف نتحدث في وقت لاحق".
تنفست أليزا بعصبية بسبب لهجته الساخرة , وأعادت السماعة بعنف الى مكانها وهي تأمل في أن يؤدي صوت الأقفال القوي الى أختراق طبلة أذنه , من المؤكد أنه على بوجودها هي على الخط , لم يكن في البيت أحد غيرها سوى كريستين التي تغط في نوم عميق , الخسيس! يقيم علاقة مع أمرأة أخرى , ويتجرأ في الوقت ذاته على أتهامها هي بسوء التصرف ! وأبتسمت بشماتة واضحة ... كان للمطر جانب أيجابي واحد على الأقل ,أذ حرمهما من اللقاء !
ظهرت الشمس بعد ظهر اليوم الثاني , وعبقت في الجو رائحة الأرض والتراب , جلست أليزا تتأمل أختها الصغيرة , المنهمكة في ترتيب أغراضها التي وصلت في اليوم الفائت , تنهدت بقوة , وهي تتمنى لنفسها حياة الهدوء والسكينة التي تعيشها كريستين.
لم يكن يعزيها شيء سوى معرفتها بأن أختها مرتاحة وسعيدة , ألم يكن ذلك وحده سبب زواجها؟ أنها تحب كريستين كثيرا , ولا تشعر بأي ندم نتيجة للتضحية الجبارة التي قدمتها , ولكنها لم تشعر أبدا في حياتها بمثل هذا الملل , والضجر , والقلق , والأنقباض ! ومما يزيد في أنزعاجها أنها الوحيدة التي تواجه مثل هذه المشاعر والأحاسيس , لو أن زاكاري متضايق مثلها , لأحست على الأقل أنها حققت أنجازا ما , ولكنه يبدو سعيدا ومرتاحا فيما تجلس هي وحيدة في البيت وتقوم بدور الزوجة المطيعة الخانعة.
لم يتغير تصرف نورا الجاف نحوها , كما أنها ليست راغبة في أقامة أي علاقة ود مع الطاهية العصبية المزاج , كان زاكاري يستيقظ باكرا ويتناول فطوره , ثم يتوجه فورا الى المعمل قبل أن تستيقظ هي من نومها , وأكتشفت أليزا أن أختها تناولت معه اليوم فطور الصباح , وللمرة الثانية على التوالي , قبل أن تدخل غرفتها وتوقظها من النوم , ليس لديها أحد تصادقه أو تتحدث معه بأعصاب هادئة ,وعلى الرغم من حبها الكبير لأختها فهي لا تزال في السابعة من عمرها....... ولا يمكنها أن تكون بديلا عن الراشدين.
" قالت نورا أنك جالسة في الخارج , هل يمكنني الأنضمام اليك؟".
وقفت أليزا بسرعة وتطلعت نحو مصدر الصوت..... الى باب القاعة المؤدي الى الشرفة .... مدت يديها بأرتياح وترحيب بالغين , وقالت له بصوت عال:
" بول! أنني مسرورة جدا برؤيتك ثانية , تفضل".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.