آخر 10 مشاركات
أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          حرمتني النوم يا جمان/بقلمي * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : esra-soso - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-11, 05:38 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وبعد الغداء , بينما ذهب بيدرو الى الحوض للسباحة , ثم الى القيلولة , بقيت صوفيا مع مارغريت في مكتب الأستقبال لتتعلم طريقة تشغيله , وفي آخر فترة بعد الظهر , أصطحبتها مارغريت الى مدينة صغيرة مجاورة تدعى المونيكار وكان ذلك في ساعة النزهة المسائية , الشوارع والأرصفة مليئة بمجموعات من الناس المشتاقين الى الأستمتاع ببرودة الجو وأشعة شمس المغيب.
بعد مرور أسبوع على وجود صوفيا في المخيم , أستطاعت أن تستوعب عملها ومتطلباته بصورة أكيدة , لكن الصعوبة الوحيدة التي كانت تعترضها هي اللهجة المحلية وأمكانية فهمها.
مرت ثلاثة أسابيع وهي تتكيف مع الجو بصورة عدية , وذات صباح جاءت الخادمة التي تتولى السهر على برج الموورز تعلم مارغريت بأن أصدقاء الماركيز سيصلون في المساء لقضاء يومين في الفيللا وهذا يعني أن آل فينغيلد ومن يتبعهم لا يحق لهم أستعمال حوض السباحة في مدة أقامة أصدقاء الماركيز في منزله.
وفي فجر اليوم التالي توجهت صوفيا نحو الشاطىء لتستحم كعادتها , بيدرو ومارغريت لا يستحسنا الشاطىء الرملي الرمادي وخاصة من جهة أنحاء الساحل على المنحدر الصلب حيث يصب في المياه العميقة وحيث كانت الحصى المكدسة تجعل المشي صعبا وشاقا , خاصة أذا كان المتجول عاري القدمين , ويا للخيبة لن يتصور أن كوستا ديل سولمجموعة خلجان صغيرة رائعة مغطاة بالرمل الذهبي الناعم!
أما بنظر صوفيا , فشفافية الماء والغوص في أعماقها بواسطة القناع والمجذافين , أمور تكفي لأخفاء الشوائب الشكلية , كانت تحب الحانة الصغيرة المبنية من القش الواقعة تحت ظلال بعض الأشجار , على مقربة من الشاطىء الرملي , وكان مدير الحانة شاب أنكليزي يدعى مايك , يعامل سكان المخيم بلطف وأبتهاج.
وبينما كانت تعبر قرب جدار حديقة البرج سمعت صوتا غير أليف فخففت سرعتها, فأتت الى مسمعها ضحكات رجل مسرور , أبتسمت صوفيا وقالت لنفسها , لا شك أن ضيوف الماركيز من الشباب المرحين , أو ربما زوجان في شهر العسل..
وسرعان ما قتم وجهها وراحت تفكر بقدرها .....كانت تفعل جاهدة كي لا تزيد حزنها ثقلا وذلك بالصمت وعدم أظهاره للغير , لكنها كانت أحيانا تشعر بألم وحزن كبيرين.
في هذه الساعة المبكرة كانت الحانة مقفلة , وعلى الشاطىئ الفارغ من الناس , لم تر سوى حمار أبيض مربوط بحبل في شجرة صغيرة , لما رآها , راح ينهق بألم , فأسكتته بأعطائه قطعة طبّار وبعض الجزر , وبعد قليل كانت تعوم في الماء الفاترة تتأمل صفا من الأسماك الصغيرة الملونة.
عادة , عندما تسبح قبل فطور الصباح , لا تحمل معها منشفة أو مئزرا ذلك لأن الناس ما زالوا نياما ولا أحد على البحر , وفي طريق العودة تتوقف لتأخذ حماما وتغسل شعرها قبل التوجه الى جيمتها.
وفي هذا الصباح بالذات , ما أن خرجت من الماء حتى رفعت القناع فوق جبينها وصعدت المنحدر المليء بالحصى , وفي يدها المجذافان وفي قدميها صندل رقيق , وبينما كانت متوجهة نحو المخيم , سمعت شخصا يناديها:
" لحظة , يا آنسة , من فضلك!".
أنتفضت من شدة المفاجأة ورفعت عينيها نحو الصوت ورأت على بعد عشرة أمتار من فوقها رجلا واقفا بين تلة الصخور , ينظر اليها بقسوة: كارلوس ولسنغهام.
بذعر وصمت رأته يقفز من صخرة الى أخرى حتى وصل قربها وقال بصوت بارد:
" ....... آه لم أمن اتوقع أن أراك هنا , للحقيقية تملكين عبقرية المفاجآت , تظهرين بطريقة غير منتظرة وتختفين هكذا".
" ربما فوجئت برحيلي السريع من فندق ميرامار , لكن الأمر كان طبيعيا وفي غاية البساطة , للأسف من أجلك لأنك تعرفت على فتاة تفهم الأسبانية , فسمعت حديثك مع السيد غارسيا وفهمت محتواه , وخاصة فيما يتعلق بموضوعي أنا , لا , يا سيدي , لم أنجذب اليك بغية أغوائك , أنت أخطأت كليا وأنا أكره الرجال الذين يعتبرون النساء كدمى!".
قررت أكمال سيرها لكنه أمسكها بذراعها وقال:
" لماذا لم تقولي هذا الكلام في تلك الليلة بالذات ؟ لكان ذلك أفضل من الأختفاء من دون شرح أو كلمة".
" لا تقل لي أن هذا التصرف أزعجك , ورحت تفتش عليّ في كل مكان!".
" بلى , بحثت عنك كثيرا , أرجوك , صدقيني".
" لا أصدقك.... والآن , أرجوك أن تتركني أسير بدربي , من فضلك".
" حسنا , لكن لا تحاولي الهرب , لأنني سأمنعك من ذلك".
" وتجرؤ على سؤالي لماذا تركت فندق ميرامار من دون شرح أو كلمة!".
أمتلأت عينا كارلوس الرماديتان غضبا وقال:
" هل تصورت أنه بأمكاني أن أحصل عليك بالقوة؟".
" كنت دائما أفضّل ألا أتورط بمثل هذه الأمور".
سمعا صوت تساقط الحصى فوقهما , فألتفتا ليريا فتاة صغيرة ترتدي سروالا قصيرا وقميصا وتقترب منهما , شعرها الأسود الطويل مجدول ومرفوع فوق رأسها ولون بشرتها يشبه لون القهوة مع الحليب.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-11, 08:56 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ولما وصلت قرب الصخور التي قفز فوقها كارلوس , ترددت , فأسرع الرجل اليها وحملها , ثم وضعها على الحصى بلطف , لم يكن عمرها يزيد عن الثانية عشرة , فقدمها كارلوس لصوفيا:
" أقدم لك ماري لويز , أبنة أبن عمي , صاحب البرج , وهذه الآنسة لينغوود".
قالت الفتاة باللغة الأنكليزية مع أنحناءة صغيرة:
" صباح الخير , يا آنسة".
وبعدما حيّتها باليد ألتفتت صوفيا نحو كارلوس وقالت له بأختصار:
" أنا مستعجلة ولا أريد أن أصل متأخرة لموعد فطور الصباح , في كل حال المناقشة أقفلت, الى اللقاء , يا سينيور!".
وفي فترة االصباح أرسلها بيدرو لتضع المال في مصرف المونيكار , لدى عودتها وصل بعض المخيمين الجدد الذين لا بد من الأهتمام بهم , ولم يتسن لمارغريت أن تعلمهم بالخبر الكبير ألا في فترة الغداء عندما قالت:
" بيدرو , نحن مدعوون مساء اليوم الى العشاء في فيللا البرج , جاء كارلوس وليسنغهام الى المخيم خصيصا من أجل ذلك , لن يبقى هنا سوى يومين فقط , وأنت مدعوة أيضا , يا صوفيا , طرح علي أسئلة عديدة بخصوصك , أنه شاب جذاب وبأمكانكما الأتفاق كليا.
" ألتقيت بهذا الرجل على الشاطىء صباح اليوم , لكنني لا أحب هذا النوع من الرجال , ستعتذرين منه يا مارغريت في المساء لأنني لن ألبيّ دعوته".
أندهشت المرأة الهولندية وقالت:
" لا شك أنك تمزحين , لا يمكن لأحد أن يكره كارلوس , أنه لطيف وطيب , وحسب ما لاحظت أنه يشعر نحوك بأعجاب كبير".
" أنت مخطئة , في كل حال , أنا لم أعجب به ولا أرغب في رؤيته".
قال بيدرو وهو ينظر اليها بتأمل:
" أنت تضعيننا الآن في موقف حرج , لا شك أنك تعرفين ... أن هذا المخيّم هو ملك كارلوس , صحيح هذا المشروع لا يدر له أموالا كثيرة كغيره من مشاريعه العديدة , لكنه يهتم به جيدا , وفي السنة الماضية حضر الى المخيّم عدة مرات بصورة فجائية ليقوم بتفتيش دقيق لمعرفة ما أذا كان كل شيء على ما يرام".
" المخيّم له؟ تصورت أن الماركيز صاحبه!".
" لا , لا , الماركيز يملك فقط البرج والحديقة وكارلوس يملك المخيّم والأبنية المجاورة".
قالت مارغريت:
" هذا يعني أن كارلوس يملك عملنا ولا مجال لأزعاجه وجرح شعوره , هل تفهمين؟........ وبالرغم من أحساسك أتجاهه , فى يجوز أن تحرمي نفسك من عشاء لذيذ ومن فرصة التعرف الى التحف النادرة الموجودة داخل الفيللا".
ثم أضافت لتلفت نظر الفتاة وقالت:
" هناك كتب عديدة , نادرة ومغلفة بأرقى ما يمكن".
لم تكن صوفيا تريد أساءة شعور آل فيننغيلد , فرضخت للأمر الواقع , لكنها لم تمتنع عن طرح السؤال التالي:
" لا شك أن بينكما وبينه عقد عمل؟ لا يمكن لكارلوس ولستنغهام أن يطردكما أذا ما وجد رغبة بذلك؟".
" طبعا , هناك عقد بيننا , وحتى أذا لم يكن هناك عقد بيننا , فليس كارلوس من نوع الرجال الذين يتصرفون هكذا من دون حجة ملموسة , من هذه الناحية , أنا مطمئنة البال . منذ سنتين ونحن نعمل عنده , وأذا أعجبه عملنا , ربما أقترح يوما ما على بيدرو مركزا ثابتا ومرموقا , ذلك لأننا نحب البقاء في أسبانيا , لم نعد قادرين على تحمل طقس هولندا وشعبها , أنت تعرفين جيدا الجو هناك , يا صوفيا! وهذا يطبّق تماما عل الوضع في أنكلترا".
" معك حق , لكن بنظري لا يكفي هذا كحجة كي تغادرا الوطن بشكل نهائي .... وكوستا ديل سول لن تبقى كما هي الآن , بعد مرور الزمن".
كانت الساعة قد اجاوزت التاسعة والنصف عندما صعد الثلاثة نحو البرج , أرتدى بيدرو بزّة فاتحة بينما أرتدت مارغريت قميصا من الدانتيل فوق تنورة طويلة كعرّقة وسرّحت شعرها عند الحلاق.... أما صوفيا فأرتدت أيسط الملابس : فستان أبيض من قماش الكاباردين , صندل أحمر وحقيبة يد حمراء , عقد ذهبي طويل معقود مرتين حول عنقها وربطت شعرها الى الوراء بشريطة من القش.
ووراء الباب العام , كانت الحديقة تعبق بالعطر الناعم , طرق بيدرو الباب , وفي الحال فتحت ماري لويز وأدخلت الضيوف الى بهو بشكل دائرة , ومن ثم صعدوا السلالم الحجرية الى الطابق الأول حيث تبعوا الفتاة الصغيرة الى الصالون , وفوجئت صوفيا وهي تنظر الى النافذة وترى خليجا واسعا يطل على البحر.
نهض كارلوس ليسلّم على ضيوفه ويقدّمهم الى عمته العجوز الأنيقة.
وخلال العشاء بينما كان الرجلان يتحدثان في الأعمال ومارغريت تثرثر مع الفتاة , ألتفتت السيدة ماك كينلاي نحو صوفيا قائلة:
" هذه أقامتك الأولى في أسبانيا , أليس كذلك , يا آنسة؟ لكنك تتكلمين لغتنا جيدا".
" ما زلت أجد صعوبة في فهم لهجة هذه المنطقة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-11, 09:21 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" أعرف ما تشعرين به , ذلك لأنني لاقيت الصعوبة نفسها في بداية زواجي , مع العلم أننا وظّفنا مربية أنكليزية في المنزل , لكن عندما كنت أسكن مع حماتي في أسكتلندا , قرب داندي , لم أكن أفهم كلمة واحدة يقولها اخدم".
" ولا شك أنك وجدت صعوبة أيضا في التأقلم مع المناخ الأسكتلندي؟".
" لم يكن هناك سبب لذلك , لأن زوجي كان يعمل في السلك الدبلوماسي , ومعظم القت كنا نعيش في الخارج , أما اليوم فقد تقاعد , وبعد رحلاتنا المستمرة , كنا نرغب بأن نستقر نهائيا في بلدتنا الأسكتلندية المعزولة , لكن بعد شتاء بارد وطويل شعرت برغبة ملحة أن أرى الربيع من جديد في بلاد الأندلس , نحن الآن عند جد ماري لويز , ولما جاء كارلوس وأخبرني بأنه ينوي القيام بجولة نحو الساحل من سان بيدرو حتى مونتريل , شعرت بحاجة أن أرى ما فعلته السياحة بهذه المنطقة القاحلة قديما , لكن زوجي العزيز أعتبر أن هذه الرحلة ستتعبه فجاءتماري لويز مكانه".
" أذن, ماري لويز هي حفيدتك, أليس كذلك؟".
" كلا , أنها حفيدة أخي..... وأنت يا آنسة , هل تنتمين الى عائلة كبيرة؟".
أجابت صوفيا بأختصار:
" كلا".
لم يكن من طبيعتها أن تكون منغلقة , لكن , بسبب كارلوس , فضّلت ان تكون حذرة ومتحفظة".
سألتها السيدة ماك كينلاي :
" ومن أي منطقة أنت؟".
" من منطقة ساسيكس".
وكي لا تستمر العجوز بطرح الأسئلة ,رأت صوفيا أن تخبرها عن البلدان التي أحبت أن تعيش فيها.
وبعد تناول القهوة أعتذرت الفتاة الصغيرة وتمنت للحضور ليلة سعية ثم وجّهت سؤالا لصوفيا:
" هل تحبين رؤية غرفتي يا آنسة؟".
لم تتمكن صوفيا من أيجاد عذر للرفض , فتبعتها حتى الطابق الثالث المخصص للأولاد , ولدى رؤية الأسرة ذات الطابقين والطلاء اللماع للأثاث المصنوع من خشب الصنوبر , خيّل اليها أنها في باخرة.
قالت ماري لويز عابسة متأسفة:
" أفضل النوم على الشرفة والمجيء الى هنا مرات عديدة لأنني أحب السباحة جدا".
" ألا تذهبين الى المدرسة؟".
" وضع لنا والدنا معلما خاصا , أما أخي فيدرس في معهد بسويسرا , وسيلحق به ستيفان عندما يبلغ الثالثة عشرة من عمره , أمي ترى أن الفتيات عليهن البقاء في المنزل , وأنت , يا آنسة , هل ذهبت الى المدرسة؟".
" نعم , لكنني كنت أعود في المساء الىالمنزل........ هل بأمكاني النظر الى كتبك؟".
وبينما كان ماري لويز تخلع ملابسها كانت صوفيا تلقي نظرة الى الرفوف المليئة بكتب الأولاد , أنها موسوعة ضخمة ومتنوعة ,وفي أحدى الكتب القديمة قرأت في الصفحة الأولى أهداء بأسم كارلوس جايمس ولسينغهام , فتعجبت وتساءلت أذا كان كارلوس يحب المطالعة هذا لا يتفق مع طبعه الحيوي النشيط.
فجأة سمعت طرقا على الباب , فقالت ماري لويز في الحال:
" أدخل".
دخ كارلوس وقال:
" هل تحبين , يا صوفيا , رؤية المنظر من قمة البرج؟ ستأتي ماري لويز معنا , فلن تتورطي أذا جئت!".
أكّدت الفتاة بشدة:
" آه , ليس هناك خطر بوجود الدرابزين ".
تسلّق الثلاثة سلّما خشبيا , وبعدما رفع كارلوس باب السقف , خرج الى السطح ومدّ يده ليساعدهما.
ومن هذا الأرتفاع بدت الأبنية القريبة من المخيّم كأنها علب كبريت , ومن بعيد كانت أضواء مدينة المونيكار تشع , أتكأت لحظة على طرف الدرابزين وقالت وهي تنظر الى البحر الهادىء:
" الحجر ما زال ساخنا".
كانت ماري لويز تتأمل النجوم وشعرها الجميل يتطاير فوق قميص نومها القطني المعرّق ثم قالت:
" لماذا لا تسمح لي أن أنام هنا , يا عمي كارلوس؟ ماذا يمكن أن يحدث لي؟".
" لا شيء , لكن والديك لن يوافقا , هيّا بنا الآن , حان الوقت كي تنامي , فلم تأخذي القيلولة بعد ظهر اليوم".
" تصبحين على خير , يا آنسة".
قالت صوفيا بسرعة وهي غير راغبة في البقاء وحيدة مع كارلوس:
" ولكننا سنهبط معك!".
ولما وصل الجميع الى غرفة افتاة , شدت ماري لويز على يد صوفيا بعد أنحناءة صغيرة , بينما أرتفعت على رؤوس أصابعها لتطبع قبلة على خد كارلوس الذي أنحنى للحال.
أستغربت صوفيا عندما نزل كارلوس بصمت الى حيث بقية الحضور ولم يلمّح لما جرى بينهما من حديث في الصباح.
لكن قبل أن يدخل الى الصالون قال:
" أذا أحببت أن توافينا الى حوض السباحة غدا قبل الفطور , فأنت على الرحب والسعة".
" شكرا , لكنني أفضل البحر".
كانت السيدة ماك كينلاي وحدها في الغرفة , تضع نظارتين سميكتين وتحيك النول.
ولما لاحظت أندهاش صوفيا , راحت تشرح قائلة:
" أضطر بيدرو ومارغريت أن يغادرا بسرعة , فقد جاء شخص من قلب المخيم ليخبرما بحدوث مشاجرة عنيفة داخل غرفة الموسيقى , لا شيء يستحق القلق , على ما أظن , لا شك أن السيد بيدرو قادر على وضع حد لذلك بسرعة كبيرة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-11, 03:03 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" أذن من الأفضل أن أنسحب الآن , لا شك أنهما بحاجة اليّ".
قالت المرأة العجوز :
" لا ضرورة للذهاب بهذه السرعة , فالسيد فينغيلد لم يكن يريد أن تأتي زوجته معه , لكنها أصرّت لأصابتها بألم حاد في الرأس ..... تعالي وأجلسي قربي , يا عزيزتي , هل تسمحين أن أكمل عملي ؟ أنني أطرّز شرشف طاولة كهدية عرس وما زلت متأخرة".
جلست صوفيا قرب العجوز ولاحظت أنها تحقق قطعة رائعة الجمال : تحفة تطريز فنية , تذكرت شيئا ما وبعد لحظة تفكير سألتها صوفيا فجأة :
" هل أنت المرأة التي طرّزت شرشفا رائعا لمباراة التطريز العالمية الأخيرة؟ أسمك يلهمني بذلك".
" نعم , كيف يمكنك أن تكوني على علم بهذه الأمور؟".
" رأيت صورتك في جريدة مهنية , وتذكرت عندما نظرت الى التحفة التي بين يديك".
خلعت السيدة ماك كينلاي نظارتيها وقالت مبتسمة :
" هل تنتمين الى الجمعية؟ كنت أعتقد أن النساء الأعضاء متقدمات في السن".
" لست عضوة في الجمعية , لكن عمتي التي ربتني هي عضوة هناك , لذلك أعرف أمورا كثيرة حول هذا الموضوع .... تدعى عمتي روزا ستيل".
صرخت العجوز في أندهاش:
" روزا ستيل! أي حظ لك! أنها المطرزة الموهوبة والنابغة في عصرنا! أن ( ماضي وحاضر ومستقبل فن التطريز ) كتابي المفضل الذي لا يغادرني أبدا..........".
رأت كارلوس يتقدم منها ويضع كأسا على الطاولة الصغيرة قرب المقعد وثالت:
" شكرا , يا كارلوس".
وينما كانت صوفيا ترد على أسئلة الهجوز حول عمتها , كانتتعي بوضوح نظرات كارلوس الكثيفة تحدّق فيها , كانت تخاف جدا وهي تفكر بأنه سيقترح عليها بكل تأكيد أيصالها الى المخيم.
قالت العجوز لكارلوس :
" مسكين أنت يا كارلوس , لا شك أن حديثنا يضجرك".
" لا أبدا , عمتي جاسينتا , ليس هناك أي ضجر بالنظر الى أمرأتين جميلتين".
راحت العجوز تضحك من أعماق قلبها وتقول:
" يا أيها المخادع المتأنق! هذا الغزل الأسباني! الشاب الأنكليزي لا يغازل بهذه اللياقة أليس كذلك يا صوفيا؟".
" أنا أوافق معك , الشاب الأنكليزي لا يعرف ملاطفة النساء أو الغزل , لا شك أن ذلك عائد لكون الفتيات الأنكليزيات عامة لا يقعن في فخ الكلمات الجميلة بل يعرفن تماما أن يتحاشين اللطف الزائد , في غالب الأحيان".
وافقت معها العجوز قائلة:
" أن ما تقولينه صحيح , لكن لا يجب أن تقع المرأة في عكس ذلك , أنا شخصيا لا أثق بالرجال غير القادرين أن ينطقوا بكلمة لطيفة للمرأة أو أن يقدموا لها شيئا ما يختلف عن الأشياء الضرورية , أذا أهداني أدوار طناجر مثلا , لرميتها من النافذة ! لكن لحسن حظي , عندي زوج رائع , عنده موهبة أنتقاء الهدايا التي تعجبني , أنظري , ماذا أهداني بمناسبة عيد ميلادي الأخير .... أليس هذا رائعا؟".
ومدت يدها نحو صوفيا لتريها كشتبانا من ذهب في علبة عاجية متناسقة.
ولما أعربت صوفيا عن رغبتها في الذهاب , أصرّت السيدة ماك كينلاي أن ترافقها حتى البهو , وقالت لها:
" أخبري عمتك كم فرحت بكتابها , أنها حقا نابغة , كما أنني أنظر بأعجاب للرسمة التي حيكتها لكرسي صغير والتي عرضتها بوضوح في الكتاب".
" قبل مغادرتي أنكلترا أهدتني دثارا من الحرير , وقبعته مطرّزة باللؤلؤ ".
" هل تحملينه معك؟".
" نعم".
" آه , أحب أن أراه , هل هذا ممكن؟".
أقترح كارلوس في الحال :
" لماذا لا تتناولان طعام الغداء معا في الغد فسأكون متغيبا طيلة النهار".
" غدا , أعمل وقت الغداء , لكن أذا كنت قادرة على المجيء الى المخيّم في الصباح , سيسرني أن أريك الدثار".
" أتفقنا يا عزيزتي , في العاشرة , ما رأيك؟".
" تماما , الى اللقاء يا سيدتي , شكرا لهذه السهرة الرائعة".
ثم ألتفتت نحو كارلوس الذي همّ بالخروج معها:
" لا ضرورة لمرافقتي , يا سيد , فالقمر بدر والطرق مضاءة , لن أضيّع طريقي! سأصل في أقل من دقيقتين".
أجابها كارلوس بسخرية :
" لكن , يا آنسة , تعلمت من أسلافي أن أصرّ في مرافقتك حتى بابك".|
ألتفت نحو عمته وقبّل يدها قائلا:
" لا شك أنك ستنامين فبل عودتي , يا عمتي جاسينتا , تصبحين على خير ونوم سعيد".
ولما أصبح في الحديقة , عاد يقول:
" لماذا تدعينني الآن ( سيد ) وأنت عانقتني منذ وقت غير بعيد؟".
" لم أكن أعرف حينذاك أنك ستصبح رب عملي".
" لكنني لست برب عملك , مديرك هو بيدرو".
" لا تلعب بالكلمات , أنت صاحب المخيّم".
وصلا أمام الباب , لكن , بدلا من أن يفتحه , كبس كارلوس على زر , فأستعاد سبيل الماء حياته وراحت المياه تتصاعد بعدة أتجاهات نحو السماء المنجمة قبل أن تسقط من جديد قطرات برّاقة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-11, 03:37 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" ليس كوني رب عملك يجعل تصرفك جافا ومتوترا معي , أليس ما أقوله صحيحا , أنما حديثي المشؤوم مع خوسيه غارسيا هو الذي ما يزال يحزّفي قلبك , أليس كذلك؟ ماذا كان حدث لو لم تسمعي ذلك؟".
" لكانت النتيجة نفسها, لكنني , كنت غادرت الفندق متأخرة".
" كيف تتكهنين بالأمور مسبقا ؟ لا , أنتظري دقيقة واحدة! أسمعيني".
كادت أن تفتح الباب , لكنه بحركة سريعة وأكيدة , أتكأ عليه ليمنعها من الخروج , فقالت:
" لم يعد لي الخيار!".
" لنفترض أننا تناولنا العشاء في الكارلتون , ثم رقصنا ساة أو ساعتين , وبعدها عدت بك الى الميرامار وبدأت ...... أغازلك , ماذا كنت ستفعلين ؟ هل كنت غادرت الفندق؟ في الثانية بعد منتصف الليل؟ كان بأمكانك أن تقولي ( لا ) بحزم وتغلقين باب غرفتك , من دون أي غضب , فكّري بالأمر بصدق , لو لم تفهمي الأسبانية , لكان هذا ما حصل أليس كذلك؟".
أجابت بصوت خفيض:
" سأكون صريحة معك , ربما كانت الأمور قد جرت كما تقول , لكنني كنت غادرت الفندق في الصباح الباكر متمنية ألا أراك أبدا في حياتي".
" صوفيا , ما بك , أنت متأخرة قرنا بكامله , لكنك تعرفين أنك جميلة ولا تقولي أنني أول رجل تغزّل بك...".
" لم أقل هذا".
" لكنك تصرفت كأن ما أقوله صحيحا".
" كنت أعتقد أنك...... لست كالآخرين".
" لماذا؟".
" ذلك أنه .......... آه , هذا صعب أن أقوله ....... ألم تأمل يوما أن يحبك أحد من أجلك وليس من أجل ثروتك أو جاذبيتك....؟".
أختنق صوتها وتلألأت الدموع في عينيها وهمست قائلة:
" دعني من هذه الأمور يا كارلوس أنا متعبة وسأستيقظ باكرا في الغد".
فتح الباب وبصمت هبطا التلة , وبعد قليل , أضافت صوفيا :
" في كل حال , لم يحدث ما كنت تتوقعه , ولم أستحسن أبدا أنك أردت أضافتي الى حريمك , بعد يوم واحد من معرفتي بك".
" حريمي؟ لكن عمّ تتحدثين؟".
أجابت بمرارة:
" مع العلم أن شخصا قد نبّهني هو السيدة هلينغتون لكنني كنت كالحمقاء , رفضت أن أصغي أليها , مهما يكن من أمر أن تصرفك أتجاه النساء غير لائق".
" قبل حادثة الميرامار , كانت نظرتك مختلفة".
" لم أكن أفهم نواياك , كنت تبدو..... بعينيّ , كنت أعتقد..".
" أنك تحيرينني , لكن...... كنت تعتقدين أنني جاد....".
" لا أعرف...... كان ذلك محتملا.......".
في هذه اللحظة تعثرت قدماها وأوشكت على السقوط لو لم يتمسك بها كارلوس , فجأة وجدت نفسها بين ذراعيه.
" سيظل هذا محتملا...... ما دمت تعاملينني كأنني دون جوان خطير.......".
رفع وجهها ووراءه ينتصب البرج المضاء , كانت قربه الى درجة أنها كانت تسمع دقات قلبه , وخلال لحظات قصيرة كانت متّخذة بالذكريات التي حاكتها حول أميرها البطل , الى درجة أنها فقدت دفاعها.
لكن لحظة الضعف هذه كانت قصيرة , فتقلّصت فجأة وتخلّصت من قبضته وقالت في جفاف:
" لم أعد أصدق شيئا , لم أنس بعد ملاحظة خوسيه غارسيا عن حبك للحرية , لا يهمك ألا كوني فتاة جميلة وحسب , والباقي ترميه في البحر!".
لم يرد كارلوس عليها , فتابعت تقول:
" ربما كنت أول فتاة ترفضك , ولهذا السبب ما زلت تتذكرني!".
أدارت له ظهرها وأبتعدت بخطى مستعجلة.
وفي اليوم التالي دخلت مارغريت الى الحمام وفوجئت بصوفيا تغسل أسنانها , تثاءبت وقالت:
"مرحبا , يا صوفيا! نهضت باكرا جدا , أعتقدت أنك ستغطين في النوم , متى عدت بالأمس؟".
" في حوالي منتصف الليل هل هدأت الأمو في صالة الموسيقى؟".
" كانت الأمور على ما يرام قبل وصول بيدرو".
" هل كان رأسك يؤلمك حقا؟".
" كلا , أردت أن أكون لطيفة لأتيح لك أمكانية التنزه مع كارلوس تحت ضوء القمر".
" لكن للأسف , هذا لم يحصل , ليس كارلوس من طراز الرجال الذين أحبهم".
في العاشرة تماما , وصلت السيدة ماك كينلاي مع ماري لويز التي قالت بحماس:
" آه , كم أحب العمل هنا في المخيّم والعيش في هذه المقصورة , سنرحل متى عاد عمي من المونيكار , وسنذهب الى غرانادا لرؤية عمي أدوارد وعمتي جيزيلدا".
وبينما كانت الفتاة الصغيرة تنتقل في المقصورة بفرح كانت العجوز تتمتع بالتطريز الذي حيكته روزا ستيل باللؤلؤ.
وبعد الظهر , كانت صوفيا في عطلة, فأمضت وقتها في البحر تتأمل الأسماك واضعة القناع الخاص على وجهها , ومن حين الى آخر كانت تعود الى الشاطىء أو الى الحانةلتحتسي عصير الليمون وتثرثر مع مايك.
قالت لها مارغريت لدى عودتها الى المخيم:
"جاء كارلوس ليودعك ,فقلت له أنك على الشاطىء , هل رأيته؟".
" كلا".
وبالرغم من أرتياحها لرحيله , شعرت صوفيا بتوتر شديد طيلة السهرة.
بعد العشاء كتبت رسالة الى عمتها وأخبرتها عن السيدة ماك كينلاي من دون أن تخبرها عن كارلوس , ولما جلست في فراشها راحت تستمتع بقراءة كتاب واشنطن أيرفينغ , ففي بادىء الأمر كانت تفضل قراءة الجريدة المحلية والمجلات الأسبانية لتحسّن لغتها وتتعلم المفردات المصطلحة.
كانت تقرأ قصة ( أسطورة الأميرات الثلاث) المكتوبة قبل مئة وخمسين سنة ,وذكّرتها القصة بما يحدث معها مع كارلوس ولسينغهام , الأميرات الثلاث وقعت بحب ثلاثة سجناء حرب وعشن التجارب التي تشبه ما تعاني منه اليوم صوفيا , كتب المؤلف:
( الصعوبات المعاشة كانت تزيد من نشوة العلاقة وتقوي الشغف الذي حلمت به بشكل فريد , ذلك لأن الحب كان يعيش بأستهتار داخل العوائق والحواجز ويتكيّف مع الأرض القاحلة).
أليست هذه قصة مغامرتها؟ قالت ذلك لنفسها وتنهدت , ألا تشبه مشاعرها أتجاه كارلوس العش المعلق بالصخورالذي يتعرض لكل أنواع العواصف والأمواج والريح؟ وحتى حادث الميرامار لم ينجح في أقتلاعه ؟ لا شك أنها توصلت الى خنق أهتمام كارلوس العابر بها , لكنها لم تتوصل بعد أن تطفىء الأحاسيس التي يلهمها أياها , كان يجب أن تفرح لرحيله وعدم أمكانية رؤيته في المستقبل....... لكنها حزينة حتى البكاء........


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-11, 09:47 PM   #26

جود الدنيا
 
الصورة الرمزية جود الدنيا

? العضوٌ??? » 105884
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,381
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » جود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كملي بسرررررررعـــــــــة

جود الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-11, 11:09 AM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- حول مفهوم السعادة

وفي صباح اليوم التالي , وصلتها بطاقة من كاتي ديلهام تطمئنها فيها عن فرحها بمركز غملها في كوستا برافا , ورسالة طويلة من جدها , مليئة بالنكات المزاحية الرهيبة!
وخلال فترة الغداء , ذهب بيدرو وزوجته الى حوض السباحة , وبقيت صوفيا في مكتب الأستقال , بات المخيّم مكتظا وكانت مهمتها أن تدل الزائرين الجدد الى مخيم آخر في الجوار.
وبينما كانت صوفيا تنتهي من كتابة رسالتها التي بدأتها في الأمس , سمعت شخصا يناديها بالأسبانية , فرفعت نظرها ورأت رجلا ملتحيا يبتسم لها , وعلى ذراعه قيثارة , حافي القدمين , يرتدي قميصا مطرزة وسروال جينز وأصابع يده ممتلئة بالخواتم, كان يشبه الهبيين, لكنه كان يبدو نظيفا.
فقبل أن يتسنى لها الكلام , قال باللغة الفرنسية:
" أنت تحيرينني , يا حلوة! ما هي جنسيتك؟ خليط مثلي , أليس كذلك؟".
" أنا أنكليزية وأتكلم الفرنسيى قليلا".
" أنا أتكلم الأنكليزية أيضا , فلا سبب أذن في ألا نتفاهم , أدعى ساشا لوسيان , جئت لأكمل طاقم الموظفين!".
" آه نعم , نحن في أنتظارك".
منظره ربما أزعج سكان المخيم وسينظرون اليه بأستهتار ! لكن ما دام بيدرو هو الذي وظّفه , فلا شك أنه صالح للعمل!".

" أسمي صوفيا لينغوود , أهلا وسهلا بك الى برج الموورز , هل جئت من بعيد ؟ هل أنت جائع , عطشان.....؟".
" لن أرفض كأس عصير".
وبسرعة فتحت صوفيا البراد الصغير قربها وأخرجت منه زجاجتي عصير وكأسين.
" جئت من غرناطة , هل تعرفينها؟".
" لا , لكنني أنوي زيارتها , كيف تجد مدينة الحمراء , هل أعجبتك؟".
" لم أزرها بعد, لا أحب الأماكن المكتظة بالسيّاح , غير أن الطرقات الجبلية رائعة حقا , حملني الى هنا سائق شاحنة , فغنينا وشربنا ورقصنا وأكلنا ( الكوريتنزو ) هل تحبين الكوريتنزو؟".
" نعم كثيرا".
فتح حقيبته الصغيرة وأخرج منها قطعة لحم مقدد وسكينا صغيرة قطع بها شرحة صغيرة وقدّمها الى الفتاة وهي ما تزال على حافة السكين......
وخلال أيام معدودة , أخبرها ساشا أمورا كثيرة عن أسبانيا , وبدلا من أن يأخذ طريق الساحل , كما فعلت هي , أجتاز وسط البلاد , كانت محطاته فنادق صغيرة وحانات رخيصة , رأى أسبانيا الحقيقية خارج المناطق المخصصة للسياح والأسبانيين الذين يمضون الأجازات , وبعد سماعها هذا السرد الوصفي للقرى الجبلية والوديان المتوحشة , شعرت برغبة أن تقوم بهذه الجولة المرّة المقبلة .
وبالرغم من قمصانه المزركشة والمطرزة بجميع الألوان , ورغم كونه حافي القدمين وأصابع يديه ممتلئة بالخواتم , أصبح ساشا معروفا ومحبوبا من قبل سكان المخيم , ما عدا مايك , صاحب الحانة الذي كان يكرهه ويناديه ( الخنفوس المشؤوم".
قالت له صوفيا عندما سمعت مايك يطلق على ساشا هذا اللقب:
" شخصيا , أنا أحبه وأحترمه , أنه لطيف , نظيف ومرح بصورة دائمة , ماذا عندك ضدّه؟".
" أكره هذا النوع من الرجال الهامشيين الذين يتحدون العادي والمألوف ويسافرون في أوروبا بصورة حمقاء , فيثير الأشمئزاز في نفوس المارة حيثما ألتقوه".
" ساشا يعمل مثلنا ليعيش من عرق جبينه , صحيح أنه يرتدي الملابس الغريبة , لكن شعره قصير ونظيف".
وفي أحد الأيام أقترح ساشا على صوفيا أن يصطحبها للعشاء في المونيكار , في مطعم مشهور بمطبخه الرائع.
فقالت مارغريت بأستغراب:
" آه , أرى أنه يحب الفتيات ! كدت أتساءل ......أنه أنسان غريب.... هل ترين منه أي أنجذاب؟".
" لا أعرف , للحقيقة , لم أفكر بالأمر , أراه لطيفا وأنسانا عاديا".
" هل تعرفين عنه شيئا؟ عندما طرحت عليه أسئلة عن عائلته , أخبرني قصصا تشيّب شعر الرأس , ربما كان ظاهريا يسخر مني".
" لا شك أنه يأخذ وقته في الحياة ما دام لا يزال شابا , ربما أنحدر من عائلة رفيعة الشأن , وبعد سنة أو سنتين , سيبيع قيثارته ويصبح رجلا محترما مثل والده".
" تحيرينني أحيانا... كارلوس لا يعجبك ولم تلاحظي بأن ساشا شاب جميل , ماذا تريدين ؟ لا تقولي أن مايك هو من طرازك؟".
" يا ألهي , لا لا أشعر برغب بالوقوع في الحب بالوقت الحاضر , هذا كل ما كان في الأمر , هدفي ألا أتزوج قبل سن الخامسة والعشرين".
في أعماقها كانت تقول , لو كان كارلوس ذلك الرجل الذي طالما حلمت به , لتزوجته من دون تردد.....
وصل ساشا الى خيمة صوفيا ليأخذها الى العشاء , كان يرتدي أحذية رياضية وسروالا أبيض وسترة من المخمل الأزرق المرقّط بالبرتقالي والمطرز بالذهب أشتراها كما يقول من سوق البالة , في باريس.
قالت صوفيا متعجبة:
" حسب رأيي , أن سترتك تحفة يوغوسلافية الصنع تعود الى منتصف القرن الماضي".
وهي أيضا أختارت ملابس غريبة لتندمج مع جوّه , فأرتدت سروالا أزرق وقميصا برتقالية وعقدت على خصرها منديلا طويلا نقشت عليه الرسوم الفارسية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-11, 11:10 AM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وبعد أن تنزّها في المدينة وفي الشوارع الضيقة والمتعرجى , توجها الى مطعم يدعى ( غاسكونية ) حيث حيّت صوفيا الزبائن كما فعل كارلوس في مطعم برشلونة الواقع على المرفأ , وبدأ الناس يعبرون عن ذهولهم وأندهاشهم من سترة ساشا الملونة.
فجأة سألها بعد أن تفحّص ملامح وجهها:
" تبدين حزينة , يا صوفيا , ماذا حدث؟".
" أنني أموت جوعا , هذا كل ما في الأمر! وأنتظر بفارغ الصبر شرحات اللحم الطرية.....".
وبعد هذه السهرة , أصبحا صديقين حميمين يخرجان غالبا معا يكتشفان صالات الرقص والحانات الصغيرة اللطيفة حيث كانت تقدم لهما الوجبات المحلية , أحيانا كان يناديها ( يا حلوتي ) لكن ألى هذا الحد تصل علاقتهما , كان يعاملها مثل أخت له , كان يعشق الرقص ولا يرقص ألا الرقصات الحماسية الأيقاعية الصاخبة , لم يأخذها بين ذراعيه , حتى ولو كان وحده معها , لذلك أستمرّت صوفيا في الخروج معه لأنه يريحها من الأضطراب الذي حدث لها بعد مغامرتها مع كارلوس.
ويوم الأحد بعد الظهر , عندما يعج شاطىء البحر بالناس , توجهت صوفيا الى البرج لتسبح في الحوض هناك , حلّ مكانها ساشا , أما بيدرو ومارغريت فقد ذهبا الى مدينة مجاورة لزيارة أصدقاء لهما حيث سيقضيان الليل.
وبعد أن سبحت صوفيا بفرح , راحت تجفف جسمها تحت الشمس ثم جلست على المقعد الهزاز في الظل , وراحت تقرأ قصة ( أسطورة التمثالين السرّيين).
كانت تقلب صفحة في الكتاب عندما أحست بشيء يتحرك في الجهة الثانية للحوض , ثم سمعت شخصا يغطس في الماء , أنه كارلوس , أرتعبت قليلا وراح قلبها يخفق بقوة لكن, عندما خرج كارلوس من الحوض , راحت تحاول أخفاء أضطرابها.
" مرحبا , يا صوفيا , كيف حالك؟".
" جيد , شكرا , لم تعلمنا الخادمة بمجيئك , وألا لما.....".
" لم يكن الأمر ضوريا , جئت هذه المرة وحدي , وبأمكانك أستعمال الحوض متى شئت".
أبتعد بخطى عريضة ليجلب منشفته , للمرة الأولى تراه في بزة السباحة , كان جميلا مثل تمثال يوناني ولا يوجد في جسكه أي علامة للشحم أو الدهن , أختفى داخل المنزل وهو ينشف شعره , ما العمل؟ الأنسحاب بهدوء ؟ أم البقاء والتصرف بلامبالاة؟
وقبل أن تصر الى القرار , ظهر كارلوس من جديد مرتديا سروالا قصيرا أبيض اللون وحاملا أيرقا وكأسين.
وبسرعة وضعت صوفيا قرب المقعد الهزاز حقيبة البحر وقبعتها وآلة التصوير , كي تمنع كارلوس من الجلوس قربها , كانت تنوي أن تأخذ بعض الصور للبرج لترسلها الى جدها الذي يحب التاريخ وخاصة قصة غزو العرب لأسبانيا والآثار التي ركوها فيها.
تصرّف كارلوس كأنه لم يلاحظ شيئا فسألها وهو يجلس على الطرف الآخر للمقعد:
" كيف هي الأمور داخل المخيّم؟".
" تماما , المخيم مليئ , معظم زواره سيبقون هنا مدة أسبوعين أو ثلاثة وهناك من يتوقف ليلة قبل أكمال رحلته الى مراكش , أشعر بالأندهاش المستمر لرؤية الناس يقضون جزءل كبيرا من عطلتهم على الطرق".
" نعم , أنا من رأيك , فالرحلت المنظّمة بالطائرة ليست أغلى ثمنا بل هي أقل تعبا".
قدّم لها كوبا من عصير البرتقال المثلّج وشاهد الكتاب الذي كانت تقرأ فيه عندما فاجأها:
" ماذا تقرأين؟".
" مجموعة قصص عن الحمراء".
تناول الكتاب ونظر اليه بأعتناء وبعد قليل سألها:
" من أين لك هذا الكتاب؟".
" أنه هدية".
وضع الكتاب على الوسائد ونهض:
" أنتظيني سأعود في الحال".
وتساءلت صوفيا أذا كان كارلوس يحب قراءة الكتب القديمة وتذكرت اليوم الذي ألتقت به في المكتبة التي تبيع الكتب النادرة , لماذا لم تفكر بالأمر من قبل؟
منذ اللقاء الأول الخاطف حتى اللقاء الثاني في برشلونة , لم تفكر صوفيا فيه ألا كرجل أعمال كبير , هل من الممكن أن يكون أيضا رجل أدب وفن؟
عاد كارلوس حاملا كتابا ضخما وضعه أمام الفتاة وقال:
" الكتاب نفسه , لكن الغلاف مختلف".
رفعت صوفيا الكتاب السميك المجلّد بجلد مغربي أزرق قاتم , حفر في وسطه العنوان بالأحرف المذهّبة , فسألته صوفيا:
" هل الكتاب يخصّك ؟".
" لا , لكنه موجود لدى العائلة من زمان بعيد , ما رأيك لو نتبادل الكتابين".
" لكن الكتاب يخص أبن عمك , ألا يرى مانعا أن تبدّله بكتابي؟ فغلاف كتابي ليس جميلا".
" آه , لا يهمه الأمر , في كل حال سأعطيه كتابي.......".
" تعني أنك تريد كتابي لك ؟ لكن لماذا ؟".
فكّر لحظة وأنتظرت صوفيا الرد وقلبها يخفق بجنون :
" فقط من أجل أن أتذكّر هذا الصيف في كوستا ديل سول ".
" أنه هدية بمناسبة عيد ميلادي ولا مجال أن أستغني عنه , لا داعي للقلق , لن أتركه في الشمس ولن أضعه في حقيبة البحر مع حاجياتي المبللة , لكن.....".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-11, 03:10 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

توقفت فجأة عن الكلام , أذ أنفتح باب الحديقة ودخل ساشا قائلا:
" صوفيا , أتصلت مارغريت لتقول أن حادث سيارة قد حصل لهما وبيدرو دخل المستشفى ولا نعرف أذا كان وضعه خطيرا , لكن ما عرفته بأنه سيبقى في المستشفى بعض الوقت".
" يا ألهي , ومارغريت؟".
" لم تصب بشيء , فقط الصدمة كانت قوية عليها".
فجأة أدركت أن الرجلين لا يعرفان بعضهما البعض, فقامت بمهمة التعارف , ماذا ستكون ردة فعل كارلوس أتجاه العقد الصفدي المزركش الذي يضعه ساشا فوق بزّته المعرّقة؟
لكن كارلوس لم يعط أهمية لشكل الرجل بل كان قلقا لما حدث .
فسأله:
" هل أتصلت بك مارغريت من المستشفى ؟ هل قالت لك كيف بأمكاننا اللحاق بها؟".
هز رأسه قائلا:
" كلا , ستتّصل مرة ثانية عندما تحصل على التفاصيل المحددة , ليست وحدها بل مع أصدقاء لها".
أضافت صوفيا قائلة:
" كان عليهما أن يقضيا الليلة عند عائلة هولندية".
قال كارلوس :
" سأوافيها لأرى ما أذا كانت بحاجة لشيء.......".
" لا تنسي كتابك".
أبتعد قائلا:
" أذا أتصلت مارغريت مرة ثانية , قولي لها أنني آت اليها".
بينما كانت صوفيا تهبط التلة مع ساشا قالت له:
" على فكرة , كارلوس ولسينغهام هو صاحب المخيم , ومن حظ مارغريت أنه هنا , ربما أضطر أن يجد شخصا يحل مكان بيدرو خلال مكوثه في المستشفى".
كانت صوفيا في مقصورتها عندما سمعت طرقا ناعما على الباب , وعرفت من منظار الباب أن الطارق هو كارلوس بنفسه ففتحت له.
قال لها:
" عظيم أنك ما زلت مستيقظة , الحانة لن تقفل قبل منتصف الليل , تعالي لنأخذ فنجان قهوة وسأخبرك ما حدث .... هل تعرفين أين يكون ساشا في مثل هذا الوقت؟".
" في الحانة , من دون شك , لقد أقفلنا مكتب الأستقبال منذ دقائق معدودة".
لكن ساشا لم يكن في الحانة , فأقترحت صوفيا أنه من الممكن أن يكون في مقصورته , فأجابها كارلوس:
" آه , لا يهم , سنعلمه بالأمر غدا , ماذا تأخذبن؟ قهوة ؟ عصير؟".
" قهوة من فضلك".
لم يكن في الحانة ألا شاب وفتاة , من الجنسية الألمانية , قال كارلوس:
" بيدرو بحاجة الى بضعة أسابيع كي يصبح بأمكانه الوقوف على قدميه , أصيب بكسور في ذراعه وأضلاعه وبجروح خبيثة في وجهه وساقيه , السيارة صالحة للرمي , وبأعجوبة نجت مارغريت ولم يحدث لها شيء , لكنها ما زالت تحت تأثير الصدمة , أذ أعتقدت أن زوجها قد مات , أما سائق السيارة الأخرى فمات للحال ...... ومن حسن الحظ كانت زوجته هادئة الأعصاب , فساعدت مارغريت أن تخرج من حالتها المضطربة".
" كيف وقع الحادث؟".
" كانت السيارة الأخرى تسير بسرعة جنونية , والظاهر أن الرواليت تعطلت , ففقد السائق توازن سيارته , رأى بيدرو السيارة تأتي صوبه , وقام بجهد كبير ليتحاشى الأرتطام المباشر , هناك محكمة وأنا أعرف محاميا مشهورا سيدافع عنهما".
جرع قهوته بتوتر من شدة التعب والأرهاق , فسألته صوفيا:
" هل تعشيت؟".
" كلا".
" بما أن الخادمة لم تعرف بمجيئك , فلا شك أنها لم تحضر لك العشاء.....".
" أحضرت بيضا وفطيرة بأمكاني أن أحضر لنفسي عجّة".
أبتسم وأضاف:
" هذا لطف منك أن تهتمي براحتي".
أخفضت عينيها , ثم قالت:
" هل بأمكانك أن تجد شخصا يحل مكان بيدرو ومارغريت؟ ساشا وأنا بأمكاننا تدبير الأمور لأيام قليلة , لكننا سنكون بحاجة لبديل ليستمر العمل كما يجب".
" أنوي أن أحل مان بيدرو بنفسي , ومن يكون البديل مكان مارغريت , سنرى......".
قالت بدهشة وأستغراب:
" أنت! لكن...... لا شك أن أعمالك كثيرة وبحاجة لوجودك ! أعتقدت أنك تملك سلسلة فنادق وأن....".
" نعم , لكن حضوري ليس ضروريا في الموسم السياحي , الحاجة الماسة ستكون خارج الموسم عندما يطلب مني تغيير وتوسيع المشروع .. وتنظيمه .... في كل حال , كنت أنوي قضاء هذا الشهر كله في البرج , سأستفيد من عطلتي للعمل داخل المخيّم وأقامة دراسة حيّة له".
شعرت صوفيا بحيرة وأرتباك , الألمانيان قد غادرا الحانة , حادم المقهى بدأ بتوضيب المكان ويستعد للأقفال , أنهت صوفيا قهوتها ونهضت عن الكرسي وقالت:
" شكرا لأعلامي بالأمر , أنا فرحة لأن المسألة ليست خطرة بالنسبة الى بيدرو".
نهض بدوره وقال:
" مسلء الخير يا صوفيا".
" مساء الخير".
دخلت مقصورتها وعقلها مبلل حزين , لماذا قرر كارلوس أن يقضي شهرا بكامله في البرج ؟ هل قرّر أن يقهرها بعد أن جرحته في صميم داخله بحديثها الأخير معه؟ شعرت بالوهن لمجرّد كونها ستقاوم رجلا تعتبره جذابا ومهددا لسلامة تفكيرها , هل ستتغلب مبادئها على أنفعالاتها الصادرة من صميم القلب؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-11, 09:50 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وكلما فكرت بالأمر , كلما أقتنعت أن لكارلوس حجة مقنعة كي يمضي شهر آب( أغسطس ) في كوستا ديل سول بالذات, صحيح أن برج الموورز أفضل من الفنادق الفاخرة وحوض السباحة يعزله عن الأختلاط بالسياح , لكن المونيكار يؤمها الطلاب المفلسون والعائلات المتواضعة ذات الدخل المحدود بينما في المدن الأخرى المستوى أرقى كثيرا.
لم تنم جيدا تلك الليلة , وفي اليوم التالي , كانت الساعة الخامسة والنصف عندما توجهت الى الشاطىء , لم يكن هناك ألا صبي في العاشرة من عمره يصطاد السمك عن الصخور المتدلية من أسفل البرج , وفي هذه الساعة المبكرة كان الخليج هادئا , لا صوت مذياع ولا ضجيج محركات يحطم الصمت , وما أروع أن يتقدم المرء بهدوء وبطء في الماء الفاترة التي تتشقق كحفيف الحرير.
وبعد نصف ساعة من السباحة لاحظت صوفيا أنها لم تعد وحدها مع الصيّاد الصغير , رأت كارلوس في بزة السباحة ومنشفة على كتفه يثرثر مع الصبي , كانت تنظر اليهما من بعيد وهي تسبح , الى أن نظر كارلوس بأتجاهها وراح يلوّح لها بيده.
حينئذ أبتعد عن الصياد وغطس في الماء , كان يسبح بسهولة وحرية , مقتربا منها , وفكرت في الحال أن تعود بأسرع ما يمكن الى الشاطىء , ذلك لأنه من الصعب عليها مقاومة رجل جذاب , وهي عائمة فوق الماء ولا شيء يربطها بالأرض , لكن الوقت لم يكن معها , فلن يجد كارلوس صعوبة في أن يسد عليها الطريق.
ولدهشتها , توقف قبل أن يصل اليها وراح يسبح مكانه:
" صباح الخير , ما كان عليك أن تسبحي وحدك, ربما أصابك تشنج".
" لم أكن وحدي , ألم تر الصيّاد الصغير؟".
" ليس من الضروري أن يتقن السباحة".
" عامة , الصيادون يتقنون السباحة".
أبتعدت متوجهة نحو أحد الزوارق الصغيرة الراسية على بعد 300 متر من الشاطىء , فلحق بها كارلوس ثم تجاوزها , ولما وصل قرب الزورق صعد اليه ومدّ لها يده , فقالت صوفيا وهي تهز رأسها .
" لا , عليّ أن أعود الآن , عندي ثياب أريد غسلها , أفضل أستعمال غرفة الغسيل عندما لا يكون بها أحد".
وأكملت السباحة نحو الشاطىء , كانت ما تزال في منتصف الطريق عندما سمعت قفزة من الزورق وبلحظة كان قربها , وقال:
" هل تجدين أن الأدوات الصحية داخل المخيّم كافية ؟ هل لديك أقتراحات للتحسين؟".
" كلا , كل شيء عظيم , في البداية حصلت حادثة طريفة فدخلت أحدى الفرنسيات الحمامات المخصصة للرجال باحثة عن منشب للتيار الكهربائي لتتمكن من أستعمال آلة تنشيف الشعر الكهربائية , في الحمامات النسائية لا يوجد منشب للتيار الكهربائي , فالمهندس نسي أن النساء تستعمل أيضا الآلآت الكهربائية التي يستعملها الرجال لكن بيدرو هدأ روع الجميع وأقام مناشب أضافية بسرعة وبساطة!".
" هذا تفصيل مهم لا يجب أن ننساه في المستقبل , حسب ما رأيت ضمن جولاتي في العالم الأوروبي , يتراءى لي أن الألمان أهم من أهتم بالأدوات الصحية وحسّن قيمتها وأستعمالها".
ولما وصلا الى باب الحديقة , سألها كارلوس:
" هل بأمكاني أن أقدم لك القهوة؟".
" كلا , شكرا يا كارلوس , الى اللقاء".
" صوفيا!".
توقفت وقالت:
" نعم؟".
" أسمعيني , يجب أن تكون الأمور واضحة بيننا , ربما تخشين أن أستفيد من علاقات العمل الحالية للأستمرار في ملاحقتك , ما دمت أنا المسؤول في هذا المخيم فبأمكانك أن تنامي على حرير من دون قلق".
أدار ظهره ورحل.
بعد أسبوع ذهبت صوفيا لرؤية بيدرو ومارغريت , وبعد أن أجتازت المونيكار , سلكت طريقا متعرجة بين الوديان القاحلة والتلال الصخرية الحمراء , حتى وصلت الى نيرخا , ثم عادت الطريق مسطحة المسطحة , وعلى جانبي الطريق , كانت الأبنية العالية ترتفع كالطحلب لتحل مكان بيوت صيادي السمك حيث القرى ما تزال شبه نائية.
كانت مارغريت تقطن فندقا من الدرجة الأولى في جناح صغير خاص , فقالت لصوفيا:
" أصرّ كارلوس أن أسكن هنا , على أن يدفع هو جميع التكاليف ".
" أنه ثري وهذه الحركة الطريفة لن تفقره".
" أنت غير عادلة , يا صوفيا , عندما عرف بالحادث جاء لتوه , لا أعرف ما كان سيحل بي من دونه , في هذا البلد الذي أجهل تقاليده وعاداته , أنه لطيف أكثر مما تتصورين , وهو دائما على أستعداد لمساعدة الغير , لما وصل كانت حالتي يرثى لها , لم أكن أكف عن البكاء , فأخذ يدي وكلمني بلطف وساعدني تدريجيا كي أتخلص من الصدمة القوية".
وبينما كانت تريها الشقة الفخمة , سألتها:
" كيف تجدين كارلوس وهو مدير المخيّم ؟ لقد فوجئت كثيرا بقراره في أن يحل مكان بيدرو".
" أنه يثرثر مع المخيّمين ولا يفوته شيء , وبّخ مانولا صاحب الدكان , جاءت أمرأة أجنبية تشتكيه لأنه باها خبرزا قديما وبطيخا ثمنه مرتفع الى درجة غير عادلة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.