آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          161 - رد قلبي - ليزا هادلي .. ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-11, 12:48 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


بدت جولي مرتبكة:
" أين هي أذن؟".
أجابت لوسي:
" أنها في المنزل الجديد , بالطبع , لا لزوم لأحضارها , أليس كذلك؟ أذ أنتما لن تبقيا هنا طويلا".
أحست جولي بصبرها ينفذ:
" لكنني لا أستطيع أن أتدبر أمري بما أحضرته معي الى هنا أكثر من أيام معدودة ".
رفعت لوسي كتفيها بلا مبالاة:
" يمكنك في أي حال شراء ثياب أخرى جديدة , لا أعتقد أن الثياب التي كنت ترتدينها في مالايا ستكون ملائمة هنا , ثم , هناك أختلاف الطقس بين البلدين , كما أنني آمل في أن تواكبي , من الآن فصاعدا , الموضة , خصوصا أنك الآن أرملة مايكل".
لحقت بهالبيرد الى خارج الغرفة من باب كان أشار اليه , لتجد نفسها في غرفة طعام فسيحة , مضاءة , الطاولة فيها كبيرة , ذات زخرفة ساحرة الألوان , على الطاولة طبق واحد , فنجان قهوة , رقائق خبز طازج ومربى , فضلا عن مقلاة صغيرة وضعت على سخانة , فجأة , أحست جولي بميل الى ابكاء , للفتة هالبيرد الطيبة حيالها.
هتفت وهي تلتفت نحوه:
" لم يكن كل هذا ضروريا , كما تعلم".
أبتسم الرجل وهو يجيب:
" لم تتناولي طعام العشاء الليلة البارحة , أنا متأكد أنك جائعة , والمرء , متى أمتلأت معدته , رأى كل شيء في حال أفضل".
حدجته جولي بنظرة ثاقبة , ألا أن العذوبة والرقة لم تغادرا قسمات وجهه , وعلى رغم هذا , شعرت أن هالبيرد يشفق عليها , لكنها أحست بسعادة تغمرها أذ أطمأنت الى وجود شخص واحد على الأقل لا يمانع في وجودها في تلك الشقة.
وعلى رغم حالها النفسية البائسة وتوتر أعصابها , شعرت بالجوع , فتناولت أفطارا جيدا , وما أن أنتهت حتى شعرت بنفسها أكثر أستعدادا لمواجهة عالمها عموما , وآل بمبرتون خصوصا.
وبينما هي تتبادل أطراف حديث مع هالبيرد , دخل روبرت غرفةالطعام , كان يرتدي بنطالا من المخمل أخضر غامقا , وقميصا باللون ذاته , وأرخى على كتفيه معطفا قصيرا مناسبا , بدا ضخما , ذا أطلالة تتميز بالقوة والتأثير , حاولت جولي جاهدة ألا تنظر اليه.
" حسنا؟ ( بادرها بصوت أجش , قاطعا عليهما حديثهما ) هل أنت جاهزة؟".
رفعت جولي , نظرها تستوضحه:
" جاهزة ؟ جاهزة لأي غرض؟".
حدّج روبرت هالبيرد بنظرة ذات مغزى , فأنسحب الخادم بتهذيب , عائدا الى غرفة الجلوس ليكمل ما كان بدأه .
عاد يسألها , وهو على مسافة قصيرة منها:
" ألم تنبئك أيما بالترتيبات المتفق عليها؟".
أطرقت جولي قليلا قبل أن تنهض من كرسيها وتسوي كنزتها فوق وركيها , ثم أجابت:
" لقد ذكرت شيئا بهذا الخصوص..... ذهابها معك لمشاهدة المنزل الجديد".
" بالضبط , طبيعي أنك ترغبين أنت أيضا في مشاهدة منزلك الجديد".
أجابت والسخرية ترتسم على وجهها:
" أوه , شكرا لك ألتفاتتك الطيبة هذه".
" بحق السماء , جولي , لا يمكننا أن نستمر على هذا المنوال , أوليس من المنطق أن نتصرف بأسلوب أكثر حضارة , وأيما بيننا؟ بدأت أشعر بالقرف من أستمرار هذا الجدال المتواصل".
" وأنا كذلك أشعر ما تشعر به".
" أذن؟".
" الأمر سهل بالنسبة اليك, أليس كذلك؟ فأنت تسيّر الأشياء بحسب ما تقتضيه مصلحتك , أم تراني مخطئة هنا؟".
" بالله , كفي عن هذا الأسلوب , جولي , ماذا تريدينني أن أقول؟ أنني أفعل ما أستطيع لأكون سمحا".
" سمحا! ( وأعترى جولي غضب عظيم ) وما الذي يدفعك الى أن تكون سمحا؟".
" أنت! ( وبعد أطراقة أردف قائلا) أوتظنين أنني كنت أقبل بهذا الوضع لو كان لي خيار في ذلك؟".
" أنها مشيئة والدتك؟".
" لكن , ليس هذا ما كنت أسعى اليه! ( وبدا صوته متهدجا ) صدقيني , جولي , أبتهلت الى الله كي لا أراك ثانية!".
أحست جولي بغصة حارقة تصعد من حلقها وأشتعل خداها :
" أنني...... أنني متأكدة أنك صليت".
" أوه , جولي! ( وبدا في نبرات صوته الأجش بعض من ألم ) هذا الجدل لن يوصلنا الى نتيجة , ما مضى قد مضى , وعلينا كلانا أن نتقبله بحسناته وسيئاته , لقد قرر مايكل أن تكوني وأيما في عهدتي , فلنحاول ألا ننسى هذا على الأقل".
" وكيف لي أن أنسى؟".
أقترب منها روبرت يؤاسيها واضعا يده على كتفها كما لو أنه أراد أن يؤكد لها أنه يحس بالألم الذي يأكلها , فأنتفضت مبتعدة , كما لو أن برودة يده أحرقت جسمها , ظهر الغضب جليا في قسماته لتصرفها غير المتوقع , فأستدار مبتعدا وخرج عائدا الى الصالون.
فجأة , فتح باب غرفة الجلوس , وظهرت أيما عند عتبته , وأرتسمت على وجهها علامات تساؤل أذ لاحظت تكدّر والدتها:
" ما الأمر , أمي ؟ هل أنت تبكين أبي ثانية؟".
" أنني لا أبكي , حبيبتي ...... لقد ......دخل عيني قذى , هذا كل ما في الأمر".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-11, 01:10 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

عقدت أيما حاجبيها لحظة , ثم بدا أنها قنعت بتفسير أمها:
" نحن في أنتظارك , ألا تودين الذهاب؟".
ترددت جولي , كانت تود الذهاب , لكن قضاء فترة ما قبل الظهر في صحبة روبرت قد تكون بمثابة كارثة لحالها النفسية والذهنية , ثم أستدركت , أن قضاء هذه افترة في رفقة لوسي بمبرتون سيكون أكثر ألما ومعاناة.
أجابت وهي تحاول أن تضفي على صوتها أهتماما بموضوع الذهاب , وجهدت في أن تظهر مظهر الممسك بزمام نفسه:
" طبعا , أريد الذهاب , لو أنك أيقظتني باكرا لما أضطررت الى أنتظاري كل هذه المدة".
بدا روبرت مرتاحا لكلامها:
" حسنا , غير أنه عليك أرتداء معطفك , فعلى رغم أن الشمس مشرقة , ألا أن البرد خارجا قارس , صدقيني".
أومأت برأسها موافقة , وبخطوات حثيثة تركت الغرفة.
ما أن رآها روبرت تدخل الغرفة ثانية , حتى أطفأ عقب سيكاره وتوجه نحو الباب , لحقت به أيما بخطوات تحرّكها الأثارة والأنفعال , أما لوسي فبدت غير راضية أطلاقا.
وسألت أبنها:
" متى أنتم عائدون؟ أنها الحادية عشرة تقريبا , الآن! ( وحدّجت جولي بنظرة قاسية , ثم أستطردت تقول ) ظننت أنك راغبة في الذهاب الى السوق , على ما ذكرت".
جمدت جولي في مكانها لدى سماعها كلام حماتها , فهي لم تقترح فكرة النزول الى السوق , بل تلك كانت فكرة لوسي , وأجابتها وعيناها على روبرت تتبيّن رد فعله:
" يمكننا الذهاب في يوم آخر".
" حسنا".
وأحنت لوسي رأسها أستسلاما.
فتح روبرت باب الغرفة وقد عيل صبره.
" هل أنت قادمة أم لا؟".
عضّت جولي على شفتها وبحركة خفيفة من كتفيها سارت في أتجاهه وهي تجيب بصوت جلي:
" بل أنا قادمة".
بعد أن أفسحت المجال لأيما لتجلس في المقعد الخلفي , أخذت جولي مكانها في المقعد الأمامي وجلس روبرت في مقعده خلف المقود , أغلق باب السيارة وأدار محركهها.
لم تكن جولي تعير أنتباها الى ما حولها وهم منطلقون في السيارة , حتى تناهى اليها صوت أيما تسألها عن أسماء الأمكنة التي كانوا يمرون بها , أدركت عندئذ أن روبرت يجول بالسيارة في وسط المدينة ليتمكنا من مشاهدة معالمها , وبينما هي تنظر عبر زجاج النافذة , تتعرف على محلات شارع أوكسفورد أذا بأيما تسألها:
" أليس الأمر مثيرا , أمي؟ عمي روبرت سيعبر بنا السوق الآن , صعدا في أتجاه قصر باكينغهام !".
أرتسمت أبتسامة حنونة على وجه جولي وعلّقت قائلة:
" لا بأس , ما دمت لا تتوقعين مقابلة المكلكة , أذ هي ليست على معرفة بقدومك".
غرقت قسمات وجه أيما في ضحكة رائعة , فيما أحنت جولي رأسها .
بعد أن عبرت السيارة أمام القصر , وعبّرت أيما عن فرحتها الكبيرة لرؤية الجرس خارجا , رغب روبرت في أفساح المجال للطفلة لتشاهد مبنى البرلمن فأنعطفت السيارة في أتجاه بيردكابج ووللك ثم قطعت جسر نهر وستمنستر , بعد أن تخطت السيارة المبنى المذكور , أنطلقت مسرعة , فنظرت جولي الى روبرت بتساؤل :
" هل لي أن أسألك الى أين نحن, الآن , ذاهبون؟".
خفف بعد حين من سرعة أنطلاق السيارة , وكانوا قد وصلوا الى تقاطع طرق , نظر اليها وقال:
" نحن الآن على طريق واتفورد ووجهتنا ثورب هيلم.
قالت أيما وقد عقدت حاجبيها:
" لم أسمع بهذا الأسم قط".
" كيف لك أن تسمعي بها؟ ليست , في الواقع , مكانا شهيرا , أنها قرية , مجرد قرية".
" وفيها..... منزلنا الذي نقصد؟".
" نعم".
تدخّلت جولي تستوضحه:
" سنكسن هنا , أذن؟ ما الذي دفعك الى أختيار هذا المكان؟".
تردد روبرت لحظة , وأصابعه تشد بثبات على المقود , وأجاب:
" في الواقع نأمل , باميلا وأنا , أن نعيش , بعد زواجنا في فارنبورو أذ أن والديها يسكنان في أوبنغتون , وبالتالي , لا تريد أن نسكن بعيدا عنهما , وثورب هيلم على بعد عشرة أميال من فانبورو".
لم يرق جولي ما قاله , ذلك أنه متى تزوج وسكن حيث أشار , سيكون على بعد عشرة أميال منها فقط , وهذا أمر لم تستسغه , وأحست بشوق قوي الى الطمأنينة , وراحة النفس اللتي عرفتهما في منزلها في رانون.
أدركت , فجأة , أن عليها أن تقول شيئا ما , طوت قفزيها ووضعتهما في حضنها , وسألته:
" كنت أعتقد أن الشقة تلائم وضعك أكثر من منزل في هذه الديار , فهي قريبة من مكتبك , أم تراك لم تعد تدير أعمالك شخصيا هذه الأيام؟".
كان سيل السيارات خفّ ثانية , فتخطى روبرت بضع شاحنات كانت تسير أمامه بطء , قبل أن يجيب:
" طبيعي أنني لا أزال في عملي في الشركة , أذ العيش بقية حياتي مترفا , متعطلا , فكرة لا تروق لي , ألا أنني , حالما أتزوج , سأقلّص من نشاطاتي خارج البلاد , وهذا أيضا أمر طبيعي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-11, 11:31 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

القت جولي ملاحظة بسخرية:
"حقا , لقد تغيّرت فعلا!".
لم يعجبه قولها هذا فحدّجها بنظرة قاسية , ولفتها قائلا:
" أعتقدت أننا أتفقنا على ألا نخوض في جدل من هذا النوع في حضور أيما؟".
أوضحت جولي معترضة:
" لكنني لم أقصد شيئا".
ثم أدركت أن ردها هذا هو الجدل بذاته فأردفت قائلة:
" حسنا , في أي حال , كون كلامي لم يعجبك , لا يعني أن ملاحظتي التي أبديتها قصدت بها نقاشا!".
بدا روبرت غير مقتنع بما قالته , غير أنه لم يعلق على كلامها , فشعرت جولي باللوم لتسببها في شرخ آخر بينهما , وتساءلت لماذا لا يكون في مقدورها أن تقبل الوضع على ما هو , فلا تعذب نفسها بتصورات لما قد يحدث مستقبلا؟
نظرت جولي الى أيما , أقتربت الطفل , وبحركة عفوية عانقت والدتها , قاومت جولي أحساسا بالبكاء كاد يفضح أشفاقها على ذاتها , لقد أختارت طريقها في الحياة , وأصرت يومها على تفادي الذل برفضها مساعدة روبرت لها حين كانت في أمس الحاجة اليها , فكيف يمكنها , الآن , أن تلوم روبرت على عمل لم يكن على علم به؟ ولكن , والحقيقة تقال , كان هو أيضل ملوما...
أنعطفت السيارة عن الطريق الرئيسية وأتجهت في أخرى فرعية لولبية الشكل توصل الى قرية ثورب هيلم , في الريف , بدا المكان جميلا , حتى أن جولي لاحظت ذلك على رغم كآبتها , أشارت أيما الى بحيرة صغيرة وسط الأخضرار حيث سرب من البط يسبح بأطمئنان.
أوقف روبرت السيارة في محاذاة السيارات الأخرى , ثم ألتفت نحو جولي , وقال:
" حسنا ؟ ( وبدا كأنه ينتظر جوابا ليعرف رأيها)".
كانت لا تزال تتأمل المنزل , بدت عاجزة عن جمع شتا أفكارها , أحكمت معطفها غير شاعرة بروبرت يخرج من السيارة هو الآخر ليساعد الطفلة على الترجل من المقعد الخلفي , الى أن أخذت تعدو هذه نحوها هاتفة:
" هل هذا هو المنزل الذي سنسكن فيه , أمي؟ ألا ترين أنه رائع ؟".
ثم هرولت تتقدمهما , من دون أن تنتظر جوابا , أحست جولي بروبرت الى جانبها , رفعت نظرها نحوه وبدرت منها حركة عفوية وهي تقول:
" أنه جميل , كيف حظيت به؟".
دسّ روبرت يديه في جيبي معطفه , وأجاب:
" كان معروضا للبيع في سوق ال****ات منذ ثلاثة أشهر , تاريخ وفاة مايكل تقريبا , أشتريته ..... لأنه أعجبني".
" لكنني في ذلك الوقت لم أكن قد دعيت الى العودة بعد؟".
خطا روبرت خطوتين الى الأمام ثم عاد يلتفت اليها ليسألها:
" وهل هذا مهم؟".
وأكمل سيره يلحق بأيما في أتجاه المنزل , دفع بابه ودخلا.
تبعتهما جولي بخطى متمهلة , أرادت أن تشبع نظرها بالمنزل وتستوعب فكرة كون هذا المكان هو حيث ستعيش , ربما بقية حياتها ! لكن , لا , فحالما تصبح أيما في سن تؤهلها لترك , فسوف تستأجر شقة بمجرد أن يتحسن وضعها المالي , وبدا مستغربا كيف أن فكرة الزواج ثانية لم تراودها ...... أقله حتى الآن...........
كان روبرت وأيما دخلا الى الرواق الكبير للمنزل , بدأ هو يتحدث الى رجلين في أمور مختلفة تتناول موضوع تأهيل المنزل , كان الجو ممتلئا برائحة الطلاء الجديد , وخلافا لما هو متوقع , كان الدفء يغمر أرجاء المنزل , وأدركت جولي أن التدفئة المركزية للمنزل كانت تعمل.
أنتظرت حتى ينتهي روبرت من حديثه مع الرجلين , وكان يستوضحهما في شأن التصليحات المختلفة , ما أن أبتعد الرجلان عائدين الى عملهما حتى أستدار ناحيتها وقال:
" قاربت التصليحات أن تنتهي , الأثاث لم يصل بعد ألا أنه في أمكاننا ألقاء نظرة على المكان أذا رغبت في ذلك".
أومأت جولي أيجابا وهي تقول:
" أنني أتوق الى ذلك ( ثم ترددت هنيهة ( أوه.... أوه..... روبرت؟".
" ما بالك".
" أنني ....... أشكرك".
" تشكرينني؟".
" ظننت أن مسألة الجدل حسمت بيننا؟".
" حسنا , حسنا , أنني أسف , يبدو أننا لسنا أهلا لنتحاور في شكل طبيعي, أم ترانا نستطيع أذا أردنا ذلك؟".
" يبدو هذا مستحيلا".
أبتعدت جولي تسير في أتجاه باب يؤدي الى غرفة تقع على يمين الباب الرئيسي , تبعها روبرت , تاركا أيما تكتشف المكان لوحدها , وقال وقد بدت نبرة صوته جدية:
" هذه غرفة الأستراحة خاصتك , قد لا يعجبك لون الطلاء , ألا أن الوقت دهمنا فلم نستطع أنتظارك لتختاري اللون الذي تريدين , يمكنك أن تغيري اللون أذا شئت فيما بعد".
" هل أخترت الأثاث كذلك؟".
تردد روبرت قليلا , ثم أجاب :
" كلا , في الواقع باميلا هي التي أختارته".
" كان ذلك لفتة كريمة من قبلها , أتعرف ماذا أختارت؟".
" الأشياء الضرورية فقط , أما الديكور , فيمكنك أن تختاريه شخصيا في ما بعد , اللوحات , والى ما هنالك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-11, 07:53 PM   #24

anvas

نجم روايتي وعضو في فريق مصممي روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية anvas

? العضوٌ??? » 171037
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,460
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » anvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
افتراضي

تسلمين ياعمري آمل
مشكووره كثيره ..صراحه اتوقع جولي بنت روبرت^^
==)
بانتظارك وخذي راحتك^^


anvas غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-11, 11:42 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

مظبوط أيما مش جولي هي بنت روبرت

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-11, 11:46 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" لا بأس .
ماذا تعني بالأشياء الضرورية؟".
" آه , سجاد ,مفروشات , جهاز تلفزيون , الخ ........... أعتقد أن سجادة هذه الغرفة لونها أزرق رمادي , يتناسب ولون ورق الجدران".
أستدارت جولي , وخرجت من الغرفة , تعبر الرواق الى غرفة أخرى مقابلة , وسألت تستوضحه:
" هذه غرفة أستقبال أخرى على ما أعتقد؟".
" ذلك يعود اليك تحديده".
وتقدّم ليفتح بابا جرارا في وسط الغرفة يفضي الى صالة تبدو مثالية لأقامة الحفلات والمآدب.
أنتقات جولي أليها , ولاحظت أذ نظرت الى الخارج , الحديقة الكبيرة التي خلف المنزل , أشجارها مثمرة وأرضها يكسوها العشب مما يشير الى وجود بستاني يرعاها.
سمعت وقع أقدام في الطبقة العلوية , فأستنتجت أن أيما تمضي أوقاتا ممتعة في تفقد أرجاء المنزل , فتحت بابا آخر يفضي الى الرواق وألقت نظرة على الأبواب الأخرى.
بادر روبرت يوضح وقد لاحظ نظراتها المتسائلة:
" هناك غرفة مخصصة لتمضية فترة الصباح , غرفة أفطار أذ صح التعبير , أو سمها ما شئت , مطبخ كبير وملحقات مختلفة , والآن , هل تريدين الصعود الى الطبقة العلوية ؟".
بانت بوادر ضحكة مكتومة على شفتي جولي , أذ أن التوتر بينهما كان على أشده , وخيّل اليها أنها أذا لم تضحك فقد تنفجر بالبكاء.
عقد روبرت حاجبيه , وسألها:
" هل هناك أمر يدعو الى الضحك؟".
عادت جولي الى رصانتها , وهزت رأسها نفيا :
" كلا , بالطبع".
مشى روبرت الى أول السلم , ثم قال بصوت بارد , وقد أدرك ما دفعها الى الأبتسام :
" يمكنك الصعود بمفردك , أذا كنت تفضلين ذلك".
رفعت نظرها اليه وخانها الكلام أولا , ثم جهرت بصوت جلي:
" أنا آسفة , روبرت , أحتاج الى وقت كاف , أنا.... لست أدري , الأمر كله ...... مختلف".
حدّق فيها طويلا قبل أن يجيب بصوت أجش:
" أوتظنين أنني لست مدركا لهذا الأمر؟".
أرتعشت جولي في غمرة الأحاسيس التي لم تستطع السيطرة عليها كليا , ومن دون أن تنبس بكلمة , أستدارت وصعدت الدرجات بحثا عن أيما.... والأمان.
في أحدى الغرف العلوية للمنزل , وجدوا الصندوقين الكبيرين اللذين كانت جولي شحنتهما بحرا من مالايا , فبادرت أيما ترجو والدتها فتحهما .
أعترضت جولي , قائلة:
" لكن , ليس هناك خزائن جاهزة لوضع محتوياتهما ( ثم أستدركت , أذ تذكرت حاجتها الى بعض من ملابسها ( لكن قد يكون من الأفضل أن نأخذ معنا الى الشقة بعضا من هذه الملابس ( ورفعت نظرها نحو روبرت تستوضحه ) الى متى.... سنبقى في الشقة قبل أنتقالنا الى هنا؟".
" لقد أعلمني المتعهد بأن المنزل سيكون جاهزا خلال أسبوع تقريبا , لذا تستطيعان الأتقال اليه بعد نحو عشرة أيام".
" عشرة أيام ! ( ردّدت جولي , وقد فاجأها طول المدة , فتحت حقيبة يدها تبحث فيها عن مجموعة مفاتيح لصندوقي السفر , وأستطردت ) أذن , علينا أن نستعين ببعض من ملابسنا , فلا يعقل أن نبقى , أيما وأنا , في ثيابنا هذه نفسها طوال هذه المدة".
جلس روبرت القرفصاء الى جانب الصندوقين يتفحّص الأقفال , وقال يلفت جولي الى أن هذا الأمر ليس ضروريا :
" يمكنكما شراء بعض الملابس الجديدة".
" أتظن أن هذا ممكن ؟ بماذا؟".
" أن لوالدتي حسابا مفتوحا في كل محلات المدينة , يمكنك شراء ما ترينه ضروريا وتضيفين ثمنه الى حسابها".
" كلا , شكرا ( وتابعت تقلب أغراضها في قاع حقيبتها ) اللعنة , أين هي المفاتيح؟".
" لم هذه افظاظة ؟ يجب أن تدركي , كونك أرملة مايكل , أن في أستطاعتك طلب أي شيء تحتاجين اليه".
رفعت عينين يملؤهما الغضب:
" ماذا؟ أتريدني أن أفعل هذا لأفسح لوالدتك بأن تعيّرني بالأعتماد عليك أعتمادا مطلقا؟".
تجهم وجه روبرت وغمغم متوعدا :
" يوما ما , جولي.....".
تنهد وعاد يجلس القرفصاء الى جانب الصندوقين .
أخرجت جولي المفاتيح , فتطاول روبرت يتناولها من دون أن يتفوه بكلمة , بعد أن تفحصها جيدا وجد مفتاح الصندوق الأقرب اليه , عالج قفله في حركة عصبية , ثم أرخى الرباطين الجلدين اللذين يحكمان الصندوق , وفتحه.
قفزت أيما فرحا وكادت تلج الصندوق لكثرة أنفعاله , لو لم يمسك بها روبرت , أستجمعت جولي نفسها وهزّت رأسها أذ أستعصى عليها الكلام ثم بادرت تقول والأرتباك يعاودها :
" أن.... ملابسنا في الصندوق الآخر".
أقفل روبرت الصندوق , وبدت الخيبة في وجه أيما , شدّ الرباطين وأحكم القفل , ثم.... وضع المفاتيح في جيبه , حدّقت فيه جولي مستغربة تصرفه , أما هو فبادرهما :
" هيا بنا , هذا يكفي , الآن".
أشارت جولي معترضة :
" لكن , ماذا عن ثيابنا؟ ".
ألا أنه مشى الى الباب وهو يجيبها:
" في ما بعد".






أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-11, 12:15 AM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

رفعت جولي كتفيها لا تفهم تصرفه , وركلت الصندوق الذي أمامها برأس حذائها , وقالت مصرة على فتح الصندوق:
" يجب أن آخذ بعضا من هذه الثياب".
نظر اليها وقال يحسم الأمر:
" لا أعتقد أنك تريدين فتح هذين الصندوقين , هيا بنا الآن لقد تأخرنا , وأنا جائع".
ترددت جولي لحظة قبل أن تذعن لأرادته , لم تكن تريد حقا فتح الصندوق , ليس الآن , ولم تستطع ألا أن تعجب بقوة حدسه ونفاذ بصيرته.
قال روبرت فيما هم يصعدون الى السيارة:
" سنتناول غداءنا في مطعم ( الثور الأسود ) في القرية , قيل لي أنهم يحسنون المشويات , هل تحبون المشويات؟".
أطهرت جولي لا مبالاة للسؤال , وهي تعتدل في مقعدها :
" لا مانع لدي أذا كان هذا ما ترغب فيه".
تجهم وجه روبرت , ولم يعلق بشيء , أدارك محرك السيارة وأنطلق بها .
لم تكن صالة الطعام ممتلئة , وبدا رئيس الخدم منزعجا أذ رآهم يدخلون , فبادر بلهجة جازمة:
" أخشى أننا لن نستطيع خدمتكم , فالساعة تعدت الثانية ألا ربعا , وقد أنتهى موعد الخدمة في الصالة".
تنهدت جولي , فيما ظل روبرت هادئا , وقال:
" لقد سبق وحجزت طاولة , أسمي بمبرتون".
فجأة , رفع روبرت نظره نحو جولي وسألها وفي عينيه غموض لم تستطع فهمه:
" حسنا , هل أعجبتك وجبة الطعام؟".
أنهت جولي شرب كوب الحليب الذي في يدها , أسندت رأسها الى ظهر المقعد , ثم أجابت بصوت جلي:
" كان غداء رائعا!".
" أترغبين في فنجان قهوة؟".
" ألا تعتقد أن علينا العودة الآن ؟ أقصد .... أنهم في أنتظارنا ليقفلوا صالة الطعام".
" سأعوض خسارتهم".
" تعتقد أن كل شيء يشترى بالمال , أليس كذلك؟".
" لقد أشتريتك , أليس كذلك؟".
عادت تنظر اليه :
" ماذا تعني بهذا؟".
" حسنا , لا أعتقد أنك كنت تزوجت مايكل لو أنه كان معدما , أليس كذلك؟".
ظهر الرعب جليا في عيني جولي , ورمقت أيما بنظرة خاطفة ألا أن هذه بدت غير آبهة لحديثهما بل مركّزة كل أهتمامها على محتوى كوبها من العصير , عادت تستوضحه ثانية :
" لا أفهم ماذا تعني بكلامك؟".
فجأة , أنتصب روبرت واقفا:
" أوه جولي , كفي عن التظاهر والأدعاء الكاذب , فأنت لم تهتمي قط بمايكل , وقد واتتك فرص عدة , قبل سفري الى فنزويللا , لتتزوجيه بدلا مني , ألا أنك لم تفعلي , كلا! أنما أنا الذي كنت تنصبين شباكك حوله , لذا لا تحاولي أن تنكري هذه الحقيقة!".
بدا وجهه ممتقعا , وأبتعد بخطى حثيثة يبحث عن رئيس الخدم , وهو يتناول محفظته من جيبه.
في الحظة التي عاد روبرت يلحق به رئيس خدم أنيق , راض , كانت جولي وأيما جاهزتين في أنتظاره , أرتدى معطفه الجلدي , وشكر الرجل بأيماءة من رأسه ثم توجه الى باب المطعم , كان الهواء البارد في الخارجمنعشا , وتنفست جولي عميقا قبل أن تصعد الى داخل السيارة.
لحظة أوقف روبرت سيارته في باحة المبنى الخارجية حيث يقطن , بدأ النعاس يثقل عيني أيما , كما لاحظت جولي أن الظلام بدأ يخيم والساعة لم تتجاوز الرابعة بعد.
ألا أن النعاس طار من عيني الطفلة وهم داخل المصعد في طريقهم الى الشقة , وما أن وصلوا اليها حتى كانت أستعادت حيويتها كاملة الى درجة سمحت لها بأن تمتع لوسي بمبرتون بأخبار ما جرى معهم وما شاهدوه خلال نهارهم , ولا سيما قصة الصندوق وموضوع الغداء المتأخر في مطعم ( الثور الأسود).
ترك روبرت جولي وأبنتها مع والدته ودخل غرفته , وبدت لوسي كلها أصغاء لما كانت أيما تسرده عليها , أما جولي فنزعت عنها معطفها وهي تتجه نحو الباب قاصدة غرفتها , وقد أحست برغبة في قضاء بعض الوقت وحيدة , أذ , بعد أحداث الساعات القليلة الأخيرة , شعرت بحاجة الى بعض التأمل والتفكير.
غير أن لوسي , وقد لاحظت كنّتها تهم بالخروج , بادرتها قائلة:
" لا تذهبي الآن , جولي , فهالبيرد يستطيع أن يعيد معطفك الى الخزانة , تعالي وأجلسي , أريد أن أعرف رأيك في المنزل".
أسقط بيد جولي , فرمت معطفها بأمتعاض على مقعد , ودنت لتجلس على مقعد آخر قريب من الأريكة حيث جلسا حماتها وطفلتها , ثنت ساقا على ذراع المقعد الجلدي الوثير , وقالت معلقة:
" أنه منزل جذاب , هل شاهدته؟".
" بالطبع , لقد أصطحبتني باميلا الى هناك يوم كنت في زيارة لأهلها".
" حسنا".
" هل تعلمين أن باميلا هي أول من وقع نظره على المنزل ؟ في الواقع كان ملكا لعائلة تربطها صلة صداقة بأهلها , ألا أن العائلة أضطرت الى السفر , وهكذا ..... عرض المنزل للبيع".






أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-11, 11:19 AM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تدخلت أيما تسأل جدتها:
" من هي باميلا ؟ هل هي عمة لي؟".
ألتفتت لوسي الى الطفلة وأجابتها في أبتسامة:
" قريبا , ستكون هكذا , عزيزتي , لأنها ستصبح زوجة عمك روبرت".
" آه ( علّقت أيما وشفتاها متكورتان ) هل هي لطيفة؟".
" أنها لطيفة جدا عزيزتي.. ستتعرفان اليها غدا".
عادت أيما تسألها وبدت مهتمة للأمر ويدها تسند ذقنها :
" غدا؟".
ألقت لوسي نظرة عابرة على كنتها قبل أن تجيب:
" أنها قادمة مع والديها لتناول العشاء عندنا مساء غد, في مناسبة التعرف اليكما , جولي".
بلعت جولي ريقها تسأل بدورها:
" حقا؟".
ولم ترقها فكرة لقاء المرأة التي ستصير زوجة روبرت.
" نعم , رأينا أنه من الأفضل لك , قبل أن نعرفك الى أصدقائنا , أن تنالي قسطا من الراحة لأيام قليلة , ثم أن مساء السبت هو االوقت الأفضل لذلك ألا توافقينني الرأي؟".
" أذا كنت تعتقدين أن هذا مناسب , فهو كما تقولين".
وسألت حماتها:
" سها عني أن أسألك , هل تشعرين بتحسن هذا الصباح؟".
رفعت لوسي كتفيها وقالت:
" أنني أحسن حالا , شكرا ( ثم عادت تلتفت الى أيما ) أخبريني , عزيزتي , هل لاحظت الأرجوحة المتدلية من شجرة الكرز في حديقة منزلكما الجديد؟ لقد قالت لي باميلا أنها كانت تتأرجح فيها أيام طفولتها".
هزت أيما رأسها بعجب نفيا:
" كلا , لم أر أي أرجوحة".
قالت لوسي مقطّبة:
" هذا غريب".
ألا أن أيما أوضحت لجدتها:
" لم نخرج الى الحديقة ( ثم توجهت بكلامها الى والدتها ) لماذا لم نفعل هذا, أمي؟".
رفعت جولي كتفيها كأنها لم تول الأمر أهمية , وأجابت:
" لم يكن لدينا متسع من الوقت".
علّقت لوسي بتهكم قائلة:
" عذر أقبح من ذنب , كان لديكم وقت كاف".
" حسنا , أظن أن الأمر لم يخطر في بالنا".
ردت لوسي بحدة:
" لقد أمضيتم وقتا طويلا خارجا".
دخل هالبيرد , تلك اللحظة , وبادر لوسي:
" هل ترغب سيدتي في فنجان شاي؟".
أطرقت هذه للحظة قبل أن تجيب:
" أوه نعم.... نعم , أعتقد ذلك".
أما جولي فأستبقت سؤاله لها وقالت:
" لا تزعج نفسك من أجلي .... ( ثم أستدارت فجأة على عقبيها ) فأنا ذاهبة لأستحم".
أجاب هالبيرد مبتسما:
" كما تشائين , سيدتي".
عادت لوسي تسأل الخادم:
" أين السيد روبرت؟".
" لقد خرج, سيدتي".
" خرج! ( رددت لوسي كلمته وقد فاجأها الجواب) لكن لم تمض على عودته لحظات؟".
" نعم , سيدتي , أؤكد لك أنه خرج".
" هل ذكر لك الى أين هو ذاهب؟".
" قال لي أن أخبرك , أذا ما سألتني , أنه ذاهب الى المكتب , ولن يتأخر في العودة".
عادت أيما تسأل جدتها , وهي تزرع الغرفة جيئة وذهابا , وتعبث بما نطوله يدها:
" هل أستطيع أن أشاهد التلفزيون , جدتي؟".
بدت لوسي متضايقة , فأجابتها بأمتعاض :
" لم لا ؟ ( وألتفتت الى هالبيرد ) هلا أدرت مفتاح الجهاز هالبيرد ؟".
أدار هالبيرد الجهاظ , وما هي ألا لحظات حتى أرتسمت الصورة على الشاشة بالألوان .بدت أيما مبتهجة جدا فهتفت:
" آه.... أليس هذا رائعا؟".
أومأت جولي للطفلة أيجابا , وسارت نحو الباب فبادرها هالبيرد قبل أن تخرج:
" هل ترغبين في فنجان شاي , أحضره الى غرفتك , سيدتي؟".
ترددت لحظة ثم تمتمت:
" لا أريد أن أزعجك بالأمر".
هز هالبيرد رأسه قائلا:
" ليس هناك أي أزعاد في الأمر , سيدتي".
بدا الضيق واضحا في تنهيدة أطلقتها لوسي وقالت معلقة في حدة :
" أذا ما كانت السيدة بمبرتون ترغب في فنجان شاي , فما عليها , هالبيرد , ألا أن تتناوله هنا , معي".
" أووه ! بالطبع , سيدتي".
تنهدت جولي هي الأخرى قبل أن تجيب:
" أنني آسفة , لا أستطيع ذلك الآن".
" هل أنت فعلا آسفة؟ ( سألتها لوسي والشك في نبرات صوتها واضح , ثم تناولت منديلا صغيرا عالجت به طرف أنفها وأردفت ) في أي حال , بما أن علينا أن نعيش معا ..... أقله لبضعة أسابيع مقبلة , فأنني أكون ممتنة أذ ما حاولت أن تتصرفي معي بأسلوب أقل عداء".
أسندت جولي جبينها الى أطاب الباب البارد , وقالت:
" حسنا , سأحاول".
أعادت لوسي منديلها الى مكانه وهي تسألها:
" هل ستكونين اضرة في موعد العشاء؟".
أومأت جولي مؤكدة:
" طبعا".
" حسنا".
كان جواب لوسي أيذانا منها بأنتهاء الحديث مما أزعج جولي , فأغلقت الباب وراءها وسلكت الممر الى غرفتها , وما أن ولجت بابها , حتى أحست بنفسها عاجزة عن كبت مشاعرها , فألقت بنفسها على السرير وأطلقت العنان لدموع حارة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-11, 01:26 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


لم تر جولي روبرت ثانية ألا بعد ظهر اليوم التالي , أذ لم يعد لتناول العشاء تلك الليلة , وهذا ما حدا بوالدته على أن تشرح لجولي بأغتباط , وهما على العشاء , أن سبب تخلّف رورت , , أرتباطه وباميلا بحضور سهرة راقصة يقيمها أحد أصدقائهما , ويبدو أنه عاد من مكتبه فيما كانت جولي تستحم , فأستحم هو الآخر وأبدل بذلته ثم خرج ثانية , أما أيما , فذهبت الى فراشها نحو السابعة كما عادتها أن تفعل , لذا لم يبق الى العشاء سوى جولي وحماتها.
كان الصمت مخيما , والجو لا يبعث الشهية , ولم تتمتع جولي بطعامها , بعد العشاء عادتا الى غرفة الجلوس لتشاهدا التلفزيون.
بادرت لوسي وهي تستريح في مقعد وثير :
" مما لا شك فيه أنك ستجدين صعوبة في التكيف مع نمط حياتنا هنا , ثم أنك لم تتعودي قط مستوى العيش الأجتماعي الذي نحياه , أليس كذلك جولي؟".
تظاهرت جولي بأنها مشدودة الأنتباه الى الفيلم الذي كان يعرض تلك اللحظة على الشاشة الصغيرة ومن دون أن تلتفت الى محدثتها سألتها:
" ماذا قلت؟".
ردت لوسي بلهجة تشوبها الحدة:
" قلت أنه يصعب عليك التكيف مع نمط حياتنا , فلا أظن أن الحياة في بقعة نائية في مالايا يمكن أن تقارن بمستوى الحياة الأجتماعية , هنا , في لندن؟".
" كلا , لا أظن المقارنة ممكنة".
أردفت الحماة تسترسل في حديثها.
" لم يتسنّ لك أيضا العيش معنا لتتعودي طريقة عيشنا قبل أن يأخذك مايكل معه بعيدا , لم أكن لأتصور أن في أستطاعة مايكل أن يجد الأكتفاء الذاتي في مكان كالذي عشتما فيه , أذ أعتقدت أنه كان يعشق العيش هنا , في لندن".
علّقت جولي في أقتضاب:
" لقد ألتحق بالبحرية قبل أن يتعرّف الي".
" نعم , أعرف هذا , فهو كثيرا ما أحب الأبحار , مذ كان صغيرا , لكن أن يقبل وظيفة في بلد بعيد.... وظيفة دائمة".
" تلك كانت أرادته".
" أعرف هذا , ألا أن تصرفه كان بعيدا عن قناعاته ( تطاولت لوسي لتتناول فندان الشاي الذي كان على طاولة قريبة منها , وأضافت ) ألا أنني أعتقد أن قراره ذلك جعل الأمور أقل صعوبة بالنسبة اليك".
حاولت جولي جهدها أن تبقى هادئة , وأستوضحتها:
" أقل صعوبة؟".
" طبعا , أقصد....... أنك لم تكوني على صلة بنمط حياتنا , أذ أنك لم تتعودي قبلا الحياة الأجتماعية بمعناها الصحيح .... كأن تقيمي الحفلات والمآدب ! أنا متأكدة مثلا أنك لم تحضّري لائحة طعام قط في حياتك؟".
" كلا , ففي المأوى حيث ترعرعت , لم يعلمونا أشيائ كثيرة كهذه".
لم يرق لوسي جواب جولي لها , فقالت:
" لنكف عن الجدل , كل ما أحاوله هو التفاهم وأياك".
قالت جولي:
" أنني لا أجادلك ( وتنفست عميقا , ثم أضافت ) قد تفاجئين أذا ما أدركت أنني كنت ومايكل سعيدين!".
شخصت عينا لوسي عليها وتساءلت مشككة:
" هل كنتما فعلا سعيدين؟".
" نعم , ثم أنه لم يكن يحب مجتمع لندن , أبحر كثيرا ؟ نعم , لا أخالفك الرأي في ذلك , كان لنا مركبنا الخاص , مركب صغير , نقضي على متنه معظم أجازاتنا الأسبوعية , نسبح , نستلقي تحت الشمس , وندعو أحيانا أصدقاءنا الى أمسيات حلوة , تلك كانت ...... حياة رائعة ".
أرتسم الغضب في أرتعاشة شفتي لوسي:
" لو لم تقنعي مايكل بقبول تلك الوظيفة هناك لكان لا يزال حيا يرزق الآن".
أمتقع وجه جولي:
" هذا ليس صحيحا !".
سألتها لوسي بلهجة عداء:
" وكيف لك أن تعرفي؟".
ترددت جولي لحظة , تضغط كلتا شفتيها , فهي لم تشأ أن تبحث مع لوسي في مواضيع وتفاصيل حميمة , كموضوع صحة مايكل مثلا , على رغم أن هذه والدته , ثم أجابت:
" لأن السبب الذي حدا بهقبول وظيفته خارج البلاد , كان نصيحة طبيبه الذي أشار عليه أن يقلل من نشاطاته".
" ماذا ؟ أنني لا أصدق كلمة واحدة مما تقولين!".
" أنها الحقيقة , لم أعرف بالأمر ألا .... ألا بعد أن أصيب بنوبة قلبية أخرى , فأضطر الطبيب الى أن يشرح لي الحقيقة ( أرتدّت جولي في مقعدها الى الوراء وأردفت )ألا أن مايكل لم يعر حاله الصحية أهتماما كافيا".
كانت لوسي تحدق فيها , شفتاها ترتعشان , وأحست جولي , للحظة , بعطف عميق حيال هذه المرأة :
" أنك تختلقين ما تدّعينه حقيقة ........ أذ لو أن ما تقولينه صحيح لكان أطلعني عليه , فأنا والدته!".
أجابت جولي غير مكترثة لأتهامها:
" لم تعرفه جيدا كما عرفته".
" بل عرفته لثمانية وعشرين عاما. أي بمقدار أربع أو خمس مرات أكثر مما عرفته".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-11, 07:24 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


أجابت جولي بهدوء:
" صحيح , لكن ليس كما عرفته أنا صدقيني, أنها الحقيقة , ولست أحاول بهذا أيذاء شعورك".
أنتصبت لوسي من مقعدها :
" هل أخبرت روبرت ما تخبرينني به؟".
" كلا , لم أخبر أحدا بهذا".
" أذن أتمنى عليك ألا تفعلي ( أخذت جولي تزرع الغرفة بخطواتها التائهة ) أفضل أن يعتقد الجميع أن وفاة مايكل كانت نتيجة حادثة مأساوية غير منتظرة , قد تحصل لأي كان في أي زمان ومكان".
" لكن الذي حدث هو ما أخبرتك به".
هتفت جولي وفي داخلها حرقة , أذ أدركت أن لوسي لن تقبل في أي حال أن يعرف أصدقاؤها السبب الحقيقي لوفاة مايكل وأنه أخفى عن أهله حقيقة أعتلاله , وبخاصة عن أمه , طوال ستة أعوام".
" هل تتجرأين , صراحة , على أن تجهري بهذه الحقيقة؟".
" طبعا , أستطيع".
لم تعد تفهم شيئا من أحداث الفيلم الذي كان يعرض على الشاشة الصغيرة , ثم بدرت أشارة من لوسي رغبة منها أنهاء هذا الحوار. وقالت:
" على كل , موضوع مايكل شيء من الماضي , وما من شيء يستطيع أن يفعله أي منا لأعادته الينا حيا , شكرا لله , أن روبرت بقربي .... وأيما أيضا , بالطبع".
أنتصبت جولي ولم تتمالك نفسها من سؤال حماتها:
" وماذا بعد أن يتزوج روبرت ؟".
" ماذا تقصدين ؟".
رفعت جولي كتفيها , قائلة:
" لا شيء".
لكن لوسي عادت تسألها وهي بادية الأزدراء:
" أوتظنين زواج روبرت سيغيّر من حبه لي؟ كلا , فهو ليس كمايكل , ولن يقوم بأي عمل قد يؤذيني , هذا , فضلا عن أن الفتاة التي سيتزوجها تتفهم حقيقة علاقتنا ومقدار حبه لي , أنها فتاة لا تعرف الأنانية , وهي بالتالي صديقة حميمة لي".
تنهدت جولي عميقا , كان هناك الكثير تستطيع قوله , وأن ترد بقسوة على كلام حماتها , وأن توضح لها أن العلاقة بين صديقتين هي غيرها تماما بين زوجة وحماتها , ألا أنها كتمت ما كان يخالج فكرها ,تلك اللحظة, وتوجهت نحو طاولة عليها أبريق الشاي تسكب لنفسها فنجانا , ثم سألت لوسي:
" أترغبين في فنجان ثان؟".
" كلا , شكرا".
رشفت قليلا من فنجانها , ثم تفحصت الوقت في ساعة معصمها:
" أنها التاسعة والنصف , هل لديك مانع أن أذهب الى سريري؟".
" أطلاقا , واضح أن لا قاسم مشتركا في حديثنا , في أي حال".
بعد ظهر اليوم التالي , أخذت لوسي أيما في نزهة الى الحديقة العامة , كان يوما رائعا من أيام تشرين , حيث يتحول الصقيع على أغصان الأشجار الى ماس يشع تحت نور الشمس, والهواء نقي منعش.
سألت أيما والدتها أن ترافقهما , ألا أن جولي أمتنعت , أذ أدركت أن لوسي كانت ترغب في الأختلاء بالطفلة , فهي جدتها , رغم كل شيء .
وكان روبرت قد خرج صباحا هو الآخر , حتى قبل أن تصحو جولي من نومها , وبعد أن أخطر هالبيرد أنه لن يعود ظهرا الى الغداء , وهكذا , بقيت جولي وحيدة في الشقة , عدا الخادم طبعا.
كانت تجلس في الصالون , تتمتع بلحظات قليلة من الحرية حين رن جرس االباب , نهضت من مقعدها تلقائيا , وظهر هالبيرد قبل أن تستطيع التوجه لترى من الطارق.
" سأستطلع من القادم , سيدتي".
قالها هالبيرد بدماثته المعهودة , وععادت جولي الى مقعدها.
ما هي ألا لحظات , حتى سمعت صدى أصوات , وهالبيرد يرفع صوته على غير عادته , ثم تناهى اليها صوت الباب يغلق , نظرت في أتجاه باب الصالون فأذا بهالبيرد يدخل , رزم وعلب ملء يديه.
هتفت مبتسمة:
" بحق السماء! ما هذا؟".
تردد هالبيرد بدءا , ثم أوضح قائلا:
" أنها مرسلة اليك , سيدة بمبرتون , أين ترغبين أن أضعها؟ في غرفتك؟".
" خاصتي , أنا؟ ( رددت جولي غير مصدقة ) لكنني ...... لم أوص بشراء أي شيء؟".
أجاب هالبيرد جازما:
" هذا ما قاله لي الأجير".
" هل أنت متأكد أنها ليست لوالدة السيد روبرت؟".
" كلا , سيدتي , أنها للسيدة جولي بمبرتون , هكذا أوضح لي الصبي".
تركت جولي مقعدها , وقالت:
" من الأفضل , أذن , أن تضعها هنا , وسأرى ما تحويه".
سألها هالبيرد وأبتسامة تغلف وجهه:
" حسنا , سيدتي , أذا كان هذا ما تريدين... أم أنك تفضلين أن أفتحها لك؟".
فوافقت جولي على عرضه وتخصبت وجنتاها.
وضع الخادم مجموعة العلب قربها على الكنبة , ولاحظت جولي أسم الماركة التي على العلب فجمدت , أذ هو أسم أحد أشهر محلات الثياب في لندن , وللحال عرفت ما تحويه الرزم هذه.
قالت له بصوت متقطع الوتيرة:
" شكرا لك , أستطيع أن أفتحها بنفسي ( لكنها لاحظت أن هالبيرد كان لا يزال يرمقها بتساؤل , فأردفت ) هذه العلب لا تخصني".
" لكن الصبي الذي أحضرها....".
" نعم , أعرف ما قاله , لقد ظن أنها مرسلة الي , ألا أن الحقيقة غير ذلك , دعها هنا , هالبيرد , سأتدبر أمرها".
" كما تريدين , سيدتي".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.