10-06-11, 05:56 PM | #32 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| تنهدت جولي عميقا , ووقفت تحدق في مجموعة العلب بعينين نفذ الصبر منهما , ترى , من الذي أوصى عليها ؟ روبرت ؟ أم هي باميلا المرأة التي لم تقابلها بعد ؟ في أي حال , يجب أن تعاد هذه العلب اليه , كائنا من كان , فهي ليست في وارد قبول أي شيء من آل بمبرتون! نهضت , بادية التبرم , وسارت في أتجاه العلبة المرمية على السجادة , جثت بقربها تحاول أعادة ما تحويه وأحطام غطائها ثانية , كان ثوبا قماشه ناعم الملمس ينزلق على راحة يدها , تناولت القطعة ,وبدافع غريزي , تفحصتها. تفحصت الثوب , فأذا هو رداء طويل , له كمّان عريضان وياقة عالية تنتهي بفتحة عند الصدر , أمسكت به تقيسه على قامتها , وأدركت أنه من مقاسها تقريبا , ومجرد الأستنتاج هذا ضايقها. وبينما هي في حال تأملها هذه , تسر الى نفسها بتساؤلات شتى , تناهى اليها صوت الباب الرئيسي يفتح , وما هي ألا لحظات قليلة حتى دخل عليها روبرت , كان يرتدي معطفا متوسط الطول ذا قبة من الفرو . فوجىء أذ وجدها وحيدة , جال بنظره في أرجاء الصالون متسائلا , ومتجاهلا في آن وجود العلب الملقاة على الكنبة , ثم سألها: " أبن الجميع؟". أجابته وأنفاسها تتضاءل: " في نزهة في الحديقة العامة". وخلع معطفه بينما ظهر هالبيرد يتناوله منه. قال الخادم يسأل سيده: " أترغب في بعض الشاي , سيدي؟". نظر روبرت الى جولي يستطلع رغبتها هي أيضا , فأومأت نفيا , أذ ذاك ألفت الى هالبيرد : " كلا , شكرا , هالبيرد , ربما في ما بعد , متى عادت السيدة بمبرتون ". " كما تشاء سيدي". وأنسحب هالبيرد , أما جولي فقامت تبتعد عن الكنبة الى وسط الغرفة , وهي تتوقع منه في أي لحظة توضيحا في شأن بادرته. لكن روبرت بدا عازما على ألا يخوض في موضوع العلب , ألقى بنفسه على مقعد , ثم أشعل سيكارا بلا مبالاة مثيرة , أخيرا , لم تعد تستطيع أحتمال الأمر , فبادرته: " حسنا , لماذا فعلت هذا؟". فأجابها مستوضحا , وقد أختار أن يظهر جهله المتعمد للموضوع : " فعلت ماذا ؟ جولي؟". " لماذا أبتعت لي هذه الأشياء؟". " هل أنا الذي أبتاعها؟". " أجبني صراحة , ألست أنت الذي أشتراها؟". " وماذا لو كنت أنا الذي أشتراها؟". " أوه , كف عن تجاهلك الأجابة مباشرة عن سؤالي !( أطبقت راحتيها ) كنت نبّهتك ....... الى أنني لا أريد منك شيئا". " أنا آسف أذا كنت خيّبت ظنك , غير أنني لست مسؤولا عن شراء هذه الأشياء". " أذا لم تكن أنت الذي أشتراها , فمن يكون أذن؟ لا تقل لي هي والدتك التي أبتاعتها!". " وماذا في هذا؟". " لا يعقل أن تكون فعلت أمرا كهذا!". " حسنا , آسف ثانية أن أخيب ظنك , لكن والدتي هي التي أشترت هذه الملابس( وأخذ يراقب ردة فعلها بعين ناقدة , ثم أضاف) أغلبالظن أنها أدركت أن ما لديك من ثياب ليس ملائما لظروف وضعك المستجد". مررت جولي يدا مرتعشة على شعرها , وقالت ثائرة: " كيف تجرؤ على أن تفرض علي ما أرتدي؟ ( وأضافت وعلامات الأزدراء في قسمات وجهها ) أه , بالطبع , كيف لم يخطر هذا في بالي قبل الآن؟ أنها مأدبة العشاء لهذه الليلة , هذا ما دفعها الى شراء هذه الثياب , أليس الأمر كذلك؟ أتراها تخشى أن أحط من قدرها؟ فأظهر مظهر النسيبة المعدمة!". " هدّئي من روعك , يا جولي! وكفي عن التصرف كطفل مدلل ! أن أختياروالدتي شراء بعض الثياب لك يفترض فيك أن تقابلي لفتتها هذه بالأمتنان , هذا أقل ما يمكن أن تفعليه! هل تعلمين أنك تبعثين الأشمئزاز في نفسي؟". ردت عليه وهي مهتاجة: " ليس بمقدار الأشمئزاز الذي تبعثه أنت في نفسي". " أنت مصممة على دفع الأمور نحو الأسوأ , أليس هذا ما تفعلين؟". " أذا كان ما أرتديه لا يليق بكم ..... وبأصدقائكم , فسأبقى في غرفتي هذا المساء". " بل ستفعلين ما أقوله لك". " ومن ذا الذي سيضطرني الى الأمتثال لكلام؟ ( وأرتدت خطوتين , أذ لاحظت الغضب الشديد الذي أخذ يتملكه , ثم أضافت مستطردة ) يظهر أن والدتك كانت تعلم سلفا بشعوري حيال هذا الأمر , فأشترت هذه الملابس لتغيظني". أوغل روبرت أنامله في شعره الكث ثم أراح يده على مؤخر عنقه وقد أعتراه سأم , وبصوت جاف عاد يخاطبها: " لا تنطقي هراء , أنت تدركين جيدا أن ما كنت ترتدينه في مالايا لن يبدو مناسبا عمليا , خصوصا في فصل الشتاء هنا ( ثم أرخى نظره الى حيث مجموعة العلب وسألها ) ألم تنظري ما في داخلها؟". " كلا حتى أنني لم أحل رباطها". تردد روبرت لحظة ثم فك أزرار سترته وأنحنى يحل رباط أقرب علبة طاولتها يده , كانت العلبة تضم تنورة من الجوخ لونها أخضر , أخرجها وتأملها متفحصا , ثم قال بنبرة متّزنة: " يبدو أنها تناسبك". " أنك لا تتردد في أهانتي , أليس كذلك؟". " ولماذا أتردد ؟ فأنت لا تجدين غضاضة في أهانتي". " أنا ..... أهنتك؟ وكيف هذا؟". " كيف تتصورين كان شعوري حين عدت من فنزويلا وأدركت أنك تزوجت مايكل؟". " أفضل ألا نتطرق الى هذا الموضوع". " أنا متأكد أنك لا ترغبين في بحث هذا الموضوع , أذ هو لا يقبل الجدل!( لاحت أبتسامة عند طرفي شفتيه , وأضاف) ألا أنك كنت صريحة معي , صريحة بحق , لقد جعلتني أدرك بوضوح أي غبي كنت فعلا.....". " أنت لا تدرك حقيقة الأمر!". " بل أنني أدركها جيدا , فقسم من الصفقة التي أتممتها كان بدافع المال , أليست هذه في النهاية حقيقة الأمر؟ كنت قد نجوت من مصيدتك , أي رصيد في مصرف هو بقيمة أي رصيد آخر!". مدت جولي يدها وصفعته بقوة , مما أجبره على التوقف عن حديثه , لم تدر ماذا سيكون رد فعله , الرد بالمثل , تصورت , ألا أن روبرت لم يحرك ساكنا , بل ظل يحدّق فيها بنظراته الثاقبة , وآثار الصفعة واضحة على خده , فجأة , أستدار على نفسه وخرج من الصالون. حدقت جولي في الباب الموصد بعينين دامعتين , وهي تسأل نفسها: ( رباه , ما الذي فعلت؟). عادت تنظر الى العلب على الكنبة , وراودها شعور بتمزيقها أربا مع محتوياتها , لكن هذا لن يفيد في شيء , سوى كونه أثباتا لأتهامه أياها بالمراهقة. | ||||
10-06-11, 06:43 PM | #33 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 3- دعوة للخروج أستجمعت كل قواها قبل أن تفتح الباب وتدخل الى القاعة , وما أن خطت أولى خطواتها حتى تلاشت الأصوات تدريجيا وأتجهت أنظار جميع الحاضرين صوبها. بادرت لوسي قائلة , وهي تدنو من كنتها , وأبتسامة متكلفة تواكب نظراتها: " هل أنت أخيرا , جولي! نحن جميعا في أنتظارك , تعالي أقدمك الى الحاضرين". أخذت لوسي كنتها من ذراعها ومشت وأياها الى حيث يقف الآخرون , وعينا جولي شاخصتان الى أمرأة شابة طويلة القامة , كانت تقف الى جانب روبرت , لم تكن باميلا هيلينغتون كما تصورتها جولي , ألا أن هذه لم تستطع أنكار كون المرأة جذابة , شعرها بني , ممتلئة الوجه نضرة الملامح , ثوبها الطويل ذو اللون الأرجواني أبرز قوامها الرشيق. نظرت جولي الى روبرت , بدا هو الآخر ذا ملامح تنطق بالرجولة ,كان يرتدي بذلة السهرة , وأحست جولي بأنكماش في معدتها جعلها تشعر بتوعك خفيف , عيناه الرماديتان تتلطيان خلف رموشه الكثيفة وبدا على وجهه خلوا من أي تعبير. " فرنسيس...... لويز.... أقدم أليكما كنتي جولي , جولي , أقدم اليك والدي باميلا , باميلا , عزيزتي , أقدم اليك جولي". صافحت الجميع بحركة آلية , وبدا لها والدا باميلا أصغر سنا مما تصورت , هما في أواخر الأربعينات من العمر , كانت عينا فرنسيس هيلينغدون الزرقاوان تتفحصانها بأعجاب لا تحفظ فيه , وبدا لجولي رجلا جذابا , لم يكن بطول قامة روبرت , ألا أنه كان قوي البنية , شعره أسود يخالطه الشيب , سالفاه طويلان. أما لويز فكانت كأبنتها طويلة , ويبدو للناظر اليها وزوجها أن أبنتها أزاءهما غير ذات أهمية. بعد أن تعارف الجميع , بادر فرنسيس قائلا: " لقد تعرفنا لتونا الى أبنتك , جولي أنها سيدة صغيرة رائعة". ضحكت أيما قائلة: " لقد ظن السيد هيلنغدون أن بيجامتي ورداء النوم ما هما سوى التقليعة الجديدة للباس السهرة". أبتسمت جولي لها , وقالت: " هل قال هذا فعلا؟ ( ثم أردفت تذكّرها ) أعتقد أنك أوضحت للجميع أن على السيدات الصغيرات الآن أن يأوين الى سرائرهن ". أنعكست ملاحظة جولي تقطيبة ظريفة على وجه أيما , وقالت تسأل : " هل هذا يعني أن علي أن أذهب الى فراشي؟". أجابت جولي بحزم: " نعم". بادر روبرت يسألها بصوت بارد : " ماذا تودين أن تشربي , جولي؟". " كوب من عصير البرتقال , أذا سمحت". ما أن ترك روبرت المرأتين وحدهما , حتى بادرت باميلا بالقول: " هل تجدين صعوبة في التكيف ثانية مع الحياة في لندن؟ لا بد أنك وجدت الطقس باردا , أليس كذلك؟". وتدخلت لويز هيلنغدون للحال: " هل كنت تعيشين في مالايا؟". أومأت جولي برأسها أيجابا: " نعم , هذا صحيح ( ثم أخذت من روبرت كوب العصير ) أوه , شكرا ( وعادت تكمل حديثها مع السيدتين) نعم , الطقس بارد جدا , ألا أن التدفئة المركزية في الشقة تخفف من الأحساس بقسوته". سألها فرنسيس وهو يقدم اليها لفافة تبغ: " ما رأيك في منزلك؟ كان ملكا لأحد أصدقائنا". " نعم , لقد قيل لي هذا , يبدو منزلا جميلا جدا , لقد أخذني روبرت لمشاهدته , البارحة". نظرت باميلا الى خطيبها وعادت خطوة الى الوراء لتفسح له مجال مشاركتهم في حلقتهم , ثم سألته: " متى سيكون في أستطاعة جولي أن تنتقل الى منزلها؟". أجاب روبرت: " في نحو أسبوع أو أكثر قليلا , فأعمال الديكور أوشكت على الأنتهاء". نظرت باميلا الى جولي ثانية , وسألتها: " هل أعجبك الديكور؟". " أعجبني جدا , عرفت أن معظم التصاميم كان لك فيها الرأي الأخير". أبتسمت باميلا معلّقة: " هذا صحيح , كان الأمر مسليا بالفعل , نوعا من التمرس , لي ولروبرت , الى أن نجد منزلنا الخاص". تلك اللحظة , بادرت لوسي هاتفة: " أليس من السخافة أن نظل جميعا قياما , هنا؟ ألا يمكننا أن نجلس في راحة؟". ألتفت روبرت نحو لويز: " هلا تفضلت بالجلوس , لويز؟". أتكأت أيما على ساعد والدتها , والحديث دخل في العموميات , وما هي ألا دقائق قليلة حتى لاحظت جولي أن النعاس بدأ يغالب عيني أبنتها , أذ أخذ جفناها ينسدلان على عينيها تعبا, نهضت من مقعدها قائلة: " هيا بنا , حبيبتي , أضعك في فراشك". نهض روبرت وفرنسيس , أحتراما , وبأبتسامة أعتذار طلبت من أيما أن تلقي التحية على جدتها والآخرين وتتقدمها الى غرفتها. عادت جولي بعد فترة وجيزة , وكان العشاء جاهزا , فتوجه الجميع الى غرفة الطعام. في الصالون , وضع روبرت بضع أسطوانات , فأمتلأ الجو بألحان ( البعد الرابع) للموسيقار بيرت بكارا. جلست باميلا وروبرت على كنبة واحدة , فيما أستغرقت لوسي ولويز في حديث ثنائي طويل , وبأعتبارهما والدتي عروسي المستقبل , فقد كان طبيعيا أن يدور حديثهما حول تفاصيل حفلة الزواج , وهكذا , بقيت جولي وحيدة مع فرنسيس. | ||||
10-06-11, 11:16 PM | #34 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| بعد أن غادرت عائلة هيلينغدون , أحست جولي كما لو أنها كانت تعرف فرنسيس منذ أعوام طويلة , وشعرت بالأمتنان له كونه جعل أمسيتها الصعبة تنقضي ساعاتها بسرعة ومتعة. واكبهم روبرت الى سيارتهم , وبعد خروجهم , تنهدت لوسي تعبيرا عن الرضى. قالت تسأ ل جولي: " أوليسوا عائلة رائعة؟". " بالكاد تسنى لي التحدث مع أي منهم , اللهم سوى أطراف حديث تبادلته مع فرنسيس". " فرنسيس! ( بدت لوسي مذعورة , وأضافت ) لا أظنك ناديته بأسمه مجردا , كما فعلت الآن؟". " ولم لا؟". " أسمعي , عزيزتي , أنت بتصرفك هذا لم تكوني في مستوى لائق , أتدرين من يكون؟". " لست مهتمة للأمر كثيرا". " أذن , ربما من الأجدر بك أن تعلمي أنه رئيس مجلس أدارة شركة هيلنغدون , والده هو السيد أرنولد هيلينغدون , وسيرث والد باميلا اللقب بعد وفاة أبيه". " شيء عظيم!". أمتقع وجه لوسي من الغضب , وقالت: " كان عليّ أن أدرك سلفا أن معلومات كهذه لا وقع لها في نفسك ولا قيمة.......". " فعلا , أعرف هذا , ولن أكون في أي حال عقبة في طريق أحد". شرعت لوسي تفرغ منفضة ملأى بأعقاب السكائر في سلة قمامة صغيرة , ثم سألت جولي: " لم أكن أدري أنك تدخنين؟". " أنني لا أدهن ". " لكنك فعلت هذا المساء!". " أدخن في المناسبات فقط , هذا كل ما في الأمر ( وتنهدت قبل أن تضيف ) هل أستطيع أن آوي الى فراشي؟". أجابت لوسي وهي تستدير مبتعدة: " لم لا؟". " لم أكن متأكدة مما أذا كان يحق لي أن أفعل من دون أستئذان". فجأة , فتح باب الشقة ثن أوصد ثانية , وكان القادم روبرت , دخل الغرفة وهو يفط أزرار سترته , وبدا متضايقا لكثافة دخان السكائر , وظهرت تقطيبة على وجهه , تماما كما تفعل أيما , وحبست جولي أنفاسها . أحسّت بأقترابه منها , ثم وقف قبالتها , بادرها بصوت بارد ميّزت فيه لهجة تحد: " حسنا ؟ أراك غيّرت رأيك؟". لم ترد جولي على ملاحظته , وأذ أدركت أنه كان يشير بكلامه الى ثيابها, أما لوسي فتملّكتها الحيرة والتساؤل: " غيّرت رأيها؟". قال روبرت وأشارة من يده تحسم تساؤل والدته: " لا شيء!". ثم جال بنظره في الغرفة وأردف: " ما هذه الفوضى!". رفعت لوسي كتفيها أستخفافا , وقالت : " هالبيرد سيهتم بأمر تنظيف الغرفة صباحا". سار روبرت الى حيث أبريق العصير , سكب لنفسه كوبا , ثم ألتفت نحو والدته يسألها: " أترغبين في كوب؟". سبقت جولي حماتها في الجواب: " أنا أرغب في واحد". سكب روبرت لها كوبا وحمله اليها , بادرت لوسي تثير ثانية موضوع علاقتها المتوترة بجولي , وشكت لأبنها معاملة كنّتها لها وتصرفاتها الأستفزازية , فتطلّع روبرت ناحية والدته متأملا , ثم قال: " أذا كانت علاقتكما مستعصية فما من أحد يمنعك من العودة الى شقتك". فوجئت جولي بأقتراحه هذا , أذ لم يكن من عادته أن يتكلم مع والدته بهذا الأسلوب الفظ. هتفت لوسي مذعورة : " ماذا؟ وأتركك هنا وحيدا ....... معها؟". " وماذا في الأمر ؟ ( سألها روبرت ساخرا , ثم أضاف ) لا أظنك تعتقدين أن في الأمر مانعا .... من كلا الطرفين ؟". أجابت لوسي وهي تحدّق فيه محاولة أستقراء ما يجول في ذهنه : " بل هناك مانع , هذا فضلا عن أنني لست متأكدة من أن باميلا ستقبل أن أترك الشقة". مرر روبرت راحة كفه على عنقه: " ولم لا؟". أجابت لوسي بأمتعاض: " لا تكن بليد الذهن روبرت". " لست كذلك , أمي , أذا كنت تعتقدين ما أظنه يراود مخيلتك , فلا أعتقد صراحة أن وجودك سيكون عقبة في طريقي أذا ما رغبت في مغازلة جولي!". هتفت جولي وقد أمتقع وجهها: " روبرت!". ألا أن روبرت هتف بدوره اضبا: " أنها الحقيقة , أمي , في الواقع أن وجودك هنا بهدف حمايتي ليس ضروريا , جولي هي أرملة أخي....... لهذا , علي أن أنهض بأعباء معيشتها هذا كل ما في الأمر , هل أنت مقتنعة الآن ؟ ( أستدار مبتعدا , ثم أردف قائلا) الآن , الأفضل لنا جميعا أن ننال قسطا من النوم , فأنا تعب". نهضت جولي من مقعدها وهي ترشف ما تبقى في كوبها , رمقتهما بمرارة , وقالت لروبرت ملاحظة بسخرية: " أحسنت , فتحديدك اللبق لعلاقتك بي , أعجبني هل لي أن أضيف على ما تفضلت , بأن الأمر يعود اليك فقط في توفير قوتي أو عدمه!". ذات يوم , وكان مضى أسبوع على وجودها في لندن , رن جرس الهاتف وكانت وحيدة في الشقة , وفوجئت لدى سماعها صوت فرنسيس هيلينغدون . هتف قائلا: " جولي!". " نعم ...... هل المتكلم... السيد هيلينغدون ؟". " فرنسيس ( أوضح في أقتضاب ) كلمة سيد تبدو كأنك تعتبرينني كهلا". أبتسمت جولي : " لم أقصد هذا أطلاقا". | ||||
10-06-11, 11:39 PM | #35 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| بدا فرنسيس مستمتعا بالحديث: " أنني متأكد أنك لم تفعلي , هل أنت في حال جيدة؟". " بخير والحمد لله ( ألتفتت الى الوراء , وقد شعرت بقدوم هالبيرد الى الغرفة , وأستدركت ) مع من كنت ترغب في التحدث؟ روبرت غير موجود , أنه في مكتبه في الشركة , وحماتي أصطحبت معها أيما في نزهة الى حديقة الحيوانات". أوضح مؤكدا , أذ فوجىء بسؤالها: " أردت التحدث اليك , جولي ".فرفعت كتفيها تسليما للأمر , أمام هالبيرد . قالت مرددة , ليفهم الخادم حقيقة الأمر : " أردت التحدث اليّ؟". فأومأ هذا برأسه تهذيبا ثم غادر الغرفة. : نعم , أردت أن أسألك أذا كنت تقبلين دعوتي الى الغداء , هذا , أذا لم يكن هناك ما يشغلك؟". " الى الغداء ؟ ( رددت جولي وهي تستجمع حواسها , وبدا لها أنها تردد كلماته ببغاويا وهي في حال مرتبكة ) لكن ...... لماذا؟". ضحك فرنسيس: " هل علي أن أقدم سببا لدعوتي أياك؟ ألا تستطيعين تقبل رغبتي في دعوتك الى الغداء , مجرد من أي سبب؟". بدت جولي كمن غلب على أمره , وقالت : " حسنا , لست أدري.....". " لماذا ؟ تقولين أن روبرت في مكتبه , ولوسي وأيما خرجتا الى حديقة الحيوانات , فما الذي يمنعك من قبول دعوتي؟ أما أذا كنت مرتبطة بمواعيد أخرى , في هذه الحال طبعا , أقدم أعتذاري المناسب , وأعدل عن الموضوع". تنهدت جولي. " كل ما في الأمر أن دعوتك لي جاءت مفاجئة". " أذن؟". أنتظر فرنسيس سماع جوابها. خالج جولي مزيج من الماعر المتضاربة , ففكرة الغداء مع فرنسيس تغري , أذ هو شخص مسل وذو شأن في آن , ولم تشك للحظة في أنها ستتمتع برفقته , لكن هناك أمورا أخرى عليها أن تأخذها في الأعتبار : ماذا سيقول روبرت , أولا , وأية قصة خبيثة ستختلق لوسي عن الموضوع برمته , ثانيا. ولأن تقييد حماتها لها بدا نوعا من الأستفزاز يحض على أقتراف أي عمل متمرد لا يغتفر , أتخذت جولي قرارها. أخيرا , أجابت فرنسيس: "حسنا , أنني أتطلع الى أن أتناول الغداء معك , أين نلتقي؟". بدا فرنسيس منشرحا وقال مقترحا: " سآتي الى عندك لأصطحبك , نحو الثانية عشرة؟". بلت جولي شفتيها: " حسنا , سألقاك عند مدخل البناية". " أتفقنا". أقفل فرنسيس الخط , وأعادت جولي هي الأخرى سماعة الهاتف الى مكانها بيد مرتعشة , لقد قضي الأمر وقبلت دعوته , ولم تعد تستطيع , بالتالي , التراجع عن موافقتها , حتى ولو أرادت ذلك , أذ أنها لم تكن تدري وسيلة للأتصال بفرنسيس , ولا هي كانت تعلم مكانه ورقم هاتفه , فضلا عن أنه لم يعد هناك متسع من الوقت لذلك , وما هي ألا ساعة أو أقل حتى يكون في أنتظارها عند أسفل السلم. تأملها فرنسيس بتمعن فترة طويلة قبل أن يعود الى حاله ويدير محرك السيارة , ثم قال معلقا , وقد أنطلق بالسيارة في شارع أيتون غايت : " تبدين جميلة جدا... الحقيقة أنني تساءلت عما أذا كنت ستعدلين عن المجيء؟". حدّجته لوسي بطرف عينيها: " هل كان مفروضا فيّ أن أفعل؟". " ليست هذه وجهة نظري". " الى أين نحن ذاهبان؟". " الى مطعم (( الطائر الأرجواني )) ( أجابها وهو يراقب رد فعلها , ثم أضاف ) أنه مطعم يقع في شارع سلوت , هل سمعت به من قبل؟". هزت جولي رأسها نفيا , قائلة: " كلا , لكن هذا ليس غريبا قياسا على الظروف ( وتنهدت قبل أن تضيف ) لقد أنقضت ستة أعوام مذ دعاني شخص الى الغداء في لندن ". " أذن , أعتبر نفسي محظوظا , سنشرب نخب هذه المناسبة". ضحكت جولي لملاحظته الطريفة , وأحست براح كبرى وهي تتأمله. مطعم ( الطائر الأرجواني ) كان يستحق الشهرة التي له , فالطعام فيه كان شهيا , وأحست جولي على رغم متعتها بالدعوة بأسف وهما في طريق العودة الى شقة روبرت. خلال جلسة الغداء , لم يتعد حديثهما العادي من المواضيع المختلفة, وما أن أقتربت بهما السيارة من البناية , حتى قال فرنسيس: " هل تقبلين دعوتي ثانية ,جولي؟". نظرت اليه جولي , وعيناها شاخصتان بثبات الى الأمام تستطلعان الطريق: " هل تريدني أن أخرج معك ثانية؟". " طبعا". " لست أدري ما أذا كان مناسبا أن تفعل هذا". " ولم لا ؟ ( ورمقها بنظرة قصيرة , ثم أضاف) ألم تمضي وقتا ممتعا في رفقتي؟". " بلى , لكن ليس هذا هو المقصود". " لا أفهم ما ترمين اليه". " بل أنت تفهم تماما ما عنيت , عندما..... دعوتني الى الغداء , سألتك عن السبب وكان جوابك لي.... هل يجب أن يكون هناك سبب لتقبلي دعوتي؟ حسنا , الآن , أرى سببا لذلك ". | ||||
11-06-11, 11:16 AM | #38 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| قطب جبينه: " بالتأكيد , السبب واضح, أنني أرتاح لوجودك". " وزوجتك؟". " لويز؟ وماذا عنها؟". " هل هي على معرفة بدعوتك لي اليوم؟". " لا لزوم لأن تعرف , فالأمر لا يخصها". " بل على العكس ( تنهدت جولي ثم أضافت) ألم تدرك قصدي بعد؟ أنها أذا علمت أننا كنا معا اليوم ولم تخبرها بالأمر سلفا ... ماذا سيكون موقفها؟". " الحقيقوة أنني لا أكترث لهذا كثيرا". حدّقت فيه جولي تستشف مغزى كلامه وسألته: " لماذا؟". " هل عليّ أن أوضح لها الأمر ؟ الحقيقة أن علاقتي بلويز أنتهت منذ سنوات , نعم , ما زلنا متزوجين , ونتصرف كأننا سعيدان , أنما المسألة كلها لا تتعدى مصلحة باميلا , وأهلي , هذا كل ما في الأمر". تنفست جولي بعمق , وقالت: " فهمت الآن". أحنى فرنسيس رأسه يتأمل أزرار سترته , وقال: " أرى أن الحقيقة هذه تجعلني , بالطبع , فاقد الأعتبار والأحترام". " ماذا تقصد؟". رفع فرنسيس نظره نحوها , وقد أرتسمت على وجهه سخرية مرّة , وأجاب: " هل يمكنني أن أفهم أنك نادمة لخروجك معي اليوم . ستفكرين أن عليك بعد الآن أن تكوني أكثر أحترازا في علاقتك معي وستقولين لنفسك : هذا رجل يسعى وراء هدف أبعد من صداقة مجرّدة!". تلوّن وجه جولي , وأعتدل هو في جلسته بحركة عصبية , ثم قال: " أترين؟ أنني على حق في ما قلت , أليس كذلك؟". سألته بلطف : " وهل أنت فعلا؟". " هل أنا ماذا؟". " هل أنت وراء ما يتعدى صداقة مجرّدة؟". تنهد فرنسيس قائلا: " قد أكون غبا وكذابا في آن أذا أنا أنكرت ذلك , لكن , أذا كنت تعتقدين أنني أرغمك على القيام بأي عمل لست مستعدة لقبوله , فأنت مخطئة , أنني أميل اليك , ولا أستطيع أنكار هذا , لكن أذا كان ما تريدين من علاقتنا هو صداقتي فقط , فأنا مستعد لأكون صديقا بكل ما للكلمة من معنى ". قالت جولي , تحدق فيه وقد غلبت على أمرها : " أوه , فرنسيس". " لقد توترت أعصابنا فجأة , وهذا لا ينفع في شيء ( ثم نظر الى ساعته , وقال ) علي أن أعود , لدي موعد ... دعيني أرى , منذ نصف ساعة!". شهقت جولي : " منذ نصف ساعة ؟ لقد تأخرت!". تمتم فرنسيس بكلمات مبهمة وبدا غير منزعج للأمر. دفعت جولي باب السيارة وأنسلت خارجا وهي تقول: " من الأفضل أن أذهب". وفي اللحظة نفسهاخرج فرنسيس هو الآخر ودار حول السيارة قادما ناحيتها. " أشكرك لقبولك دعوتي". "بل أنا شاكرة لك ( وهزت رأسها دلالة الرضى وهي تضيف ) كان غداء رائعا". أومأ فرنسيس : " حسنا". ثن عاد الى الجهة الأخرى من السيارة , ألا أنها أوقفته وهي تضع يدها على كتفه : " ألن تدعوني الى الخروج معك ثانية؟". " وهل تقبلين؟". " بأعتبارك صديقا , نعم". أخذ يدها بين راحتيه , وقال : " حسنا , سأتصل بك خلال أيام قليلة , أذا لم يكن هناك مانع ". أومأت جولي موافقة . " حسنا , الوداع , فرنسيس". " الوداع , جولي ". أخلى يدها وخفّ عائدا الى مقعده في السيارة. حين دخلت الشقة تناهى الى سمع جولي بوضوح صوت أنثوي, وأحست بقلبها يغور في صدرها , ظنت أن لوسي عادت , ولا بد أنها ستتحرى منها تفسيرا لخروجها من دون أن تعلم أحدا بالمكان الذي قصدته. سوّت سترة ثوبها , وألقت حقيبتها على الطاولة في رواق الشقة , ثم دفعت باب الصالون ودخلت , غير أن التي كانت في الداخل تقتعد الكنبة لم تكن حماتها , بل أمرأة شابة لم تكن ألتقتها قبلا , ألتفتت هذه نحوها متسائلة أذ خطت داخل الغرفة , كان روبرت هناك أيضا , يقف متكدر الوجه الى جانب النافذة , ويداه خلف ظهره. أغلقت جولي الباب ثم أسندت ظهرها اليه , وأرتسم على جبينها المعقود سؤال أذ أستعصت عليها هوية المرأة , ثم حدّجت صهرها مستفسرة , فأقترب هذا متثاقلا , ليقف وراء الكنبة. بادرها بصوت بارد: " طاب يومك , جولي , أنني مسرور جدا أن أراك قد قررت العودة أخيرا , الأنسة لوسن وأنا ننتظرك منذ ما يقارب الساعة". أوضح قائلا وعيناه تجبهان عينيها بقوة أحست معها أنها طفلة أعتراها الخوف: " الآنسة لوسن هي المربية التي أخترتها لترعى أيما , لقد أطلعتك قبلا على هذا الموضوع , أن كنت تذكرين". " أنني آسفة لتخلفي عن أستقبالك , آنسة لوسن". وتوجهت نحوها لتصافحها , مدت لها المرأة الشابة يدا متراخية , وجولي تقول: " أنا جولي بمبرتون , والدة أيما". رأت الآنسة لوسن أن الوقت مناسب لتعيد بعض الحماسة الى الجو المتشنج , فأنتصبت على قدميها وقالت: " كيف حالك سيدة بمبرتون ؟ ( كانت أطول قامة من جولي , وبدا أن هذا راقها , ثم أضافت بصوت مهذب ) أنه لسرور عظيم لي أن أتعرف اليك , بالمناسبة , أين هي أيما؟". | ||||
11-06-11, 03:58 PM | #39 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| رفعت جولي نظرها صوب روبرت , وسألته: " ألم تعودا بعد؟ أذ أن والدتك أخذت ايما الى حديقة الحيوانات ". عقد روبرت يديه على صدره , فبدا بهذه الحركة أكبر حجما وأكثر قوة , ما لم يسبق لجولي أن لاحظته فيه قبلا , خصوصا متى قورن مع فرنسيس الأقصر منه قامة , والأصغر بنية , ثم قال: " ضروري أن تتعرف الآنسة لوسن الى أيما اليوم , فغايتي من ترتيب هذا اللقاء هي الأفساح في المجال للآنسة لوسن أن تعطي رأيها في موضوع تدريسها". " لم أكن أدري أننا أتخذنا قرارا نهائيا في هذه المسألة". تجهم وجه روبرت وقال : " أنما العكس هو الصحيح , كل شيء تم ترتيبه , الآنسة لوسن ستقطن معكما في ثورب هيلم لدى أنتقالكما الى المنزل الجديد في نهاية الأسبوع , ولست أرى سببا حقيقيا يعقوق هذا الأمر". شمخت جولي برأسها وقد صممت على ألا تسمح له بأن يهولعليها في حضرة أمرأة غريبة وقالت بلهجة حازمة: " أني متأكدة أن مدرسة القرية مكان مناسب لتبدأ أيما دراستها , وعندما تصبح أكبر سنا...". قاطعها روبرت وبريق بارد يغلف نظراته: " أتركي لي الحكم المناسب في هذه المسألة , جولي". فأجابت تحاول أسترضاءه: " ألا تعتقد أن علينا تداول هذا الموضوع مليا قبل أتخاذ أي قرار؟". " ليس هناك مجال للبحث فيه أكثر ". " لا أوافقك الرأي ( وأبتسمت للآنسة لوسن أبتسامة خفيفة , وأضافت ) لا شك عندي أن الآنسة لوسن مربية ممتازة , ألا أنني أفضل أن تخالط أيما أولادا آخرين خلال النهار". " لست في وارد الخوض معك في جدل عقيم , جولي , لقد أحضرت الآنسة لوسن الى هنا , كما سبق وقلت , لتتعارفا , ليس ألا ". ببدت جولي مهتاجة , ألا أنها , وقد أدركت أن القرار ليس في يدها , ألتفتت الى الفتاة تسألها: " هل ترغبين في فنجان شاء , آنسة لوسن؟". أومأت الفتاة موافقة: " نعم , شكرا". وأسرعت جولي في أتجاه الباب , بعد أن أشارت لها لتجلس ثانية , في الممر الذي يصل الصالون بالمطبخ قطع عليها روبرت طريقها وأعترضها مانعا أياها من التقدم , أمسك بمعصمها ولوى ذراعها , ثم قال لها بنبرة مزمجرة متوحشة: " أين كنت حتى هذه الساعة ؟ أتعلمين أنها تخطت الثالثة والنصف؟ ". رفعت جولي نظرها والغضب يملؤها , كان الممر ضيقا لوجودهما معا , ولم يحدث أن كانا على مثل هذه المسافة القريبة جدا , منذ عودتها من مالايا , كانت أصابعه الممسكة بمعصمها باردة قاسية , أما شرارات السخط التي كانت تنبعث من عينيه فلم تكن من البرودة في شيء , وبدا على وشك أن ينفجر من الغضب , قالت توضح له: " أنت لست قيما على حياتي الخاصة , روبرت". " لم أقل أنني هكذا , فقط سألتك أين كنت؟". " خرجت أتغدى في أحد المطاعم". " اللعنة عليك . أعلم هذا , لكن ما لا أعرفه هو من كان في صحبتك الى الغداء ؟ ( وشدّ على معصمها وهو يسألها ) هل تريدين أن أحطم عظم معصمك؟". " لن تتجرأ!". " أتراهنين!". وبدا من عينيه الملتهبتين أنه جاد في ما يقول. " أحست جولي بأنقباض في حلقها , وقالت: " أنك متوحش! أذا كان لا بد أن تعرف من هو الشخص الذي خرجت معه الى الغداء , فلا بأس في ذلك , أنه فرنسيس!". " فرنسيس؟ ( رجج متسائلا ) فرنسيس من؟". " فرنسيس هيلينغدون ! بدا واضحا أن أن روبرت صعق لوقع الأسم هذا , غير أنه لم يدعها تفلت من قبضته , وأضاف يسألها غير مصدق: " والد باميلا؟". " هو أياه ( وأضافت بلهجة ساخرة) دعني وشأني!". تجاهل روبرت طلبها , وعاد يسألها: " ماذا تظنين أنك تفعلين بخروجك معه الى الغداء ؟ أنت بالكاد تعرفينه". أجابت والنبرة الساخرة تلازم صوتها : " نعم , والآن توطدت معرفتي به". " أيتها اللعينة , كيف أتفق أن خرجت معه؟". " لقد دعاني الى ذلك ( أجابته , وأبتسامة تتوزع على قسمات وجهها , وأضافت) ليس هناك أي سوء فيما فعلت , أتصل بي هذا الصباح ودعاني الى الغداء , هذا كل ما حصل". قال روبرت وعيناه لا تفارقان وجهها: " لم أكن أتصور أن فرنسيس يمكن أن يقدم على أمر كهذا". " أنه ليس ما تظن , ثم , ماذا تعني بقولك : أمرا كهذا , لقد قلت لك أن ليس في الأمر أية غاية أخرى". " أنا متأكد من هذا ( ونظر الى يدها الأسيرة بين أصابعه وأضاف ) يغريني الآن أن أهشم معصمك كما أفعل بعود ثقاب ( بدا وجهه كالحا ) أم ترى من الأفضل أن أحطم عنقك؟". | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|