آخر 10 مشاركات
الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          فالكو (52) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثالث من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          و سيكون لنا لقاء(73)-قلوب شرقيةـ للكاتبة *نغم الغروب* الفصل الثاني عشر* (الكاتـب : نغم - )           »          عندما ينتهي الكذب - هيلين بيانشين - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          357 - كاذبة ولكن - كاثرين روس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-11, 12:25 AM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


أجابت سارة ببطء ، وبدا لها غريبا الا يكون جيمس قد ذكر لها شيئا عن هذا الحادث ، ولو انها كانت على علم مسبق لإستطاعت أن تتجنّب هذا الموقف المحرج ، وضاقت عينا هيو فريزر ثم قال بلطف، ولكن بنبرة حازمة:
" أن هذا كله لا علاقة له بك ، أما بالنسبة الى تحديد المدة التي سيستغرقها عملك هنا فيمكننا التناقش بشأنها في المستقبل ، إن صدمة موت والدي كانت اكثر مما إستطاع ان يتحمله عمي الذي كان يكبره سنا والذي لم يكن يتمتّع بصحة جيدة ، وكان عمي متعلقا بلوخ غويل ، ولكن لم أدرك الى أي حد اهمل الأمور حتى اتيت الى هنا من أجل ان ارتب وأنسق اعماله".
وتمهل لحظة ن ولكن سارة تجنبت ان تعبر مرة أخرى عن تعاطفها ، فمن الواضح انه إنما يفضي اليها بهذه التفاصيل الان بسبب علاقتها بالعمل الذي جاءت من أجله ن ثم قالت وهي تتذكّر بعض مرضى والدها المسنين:
" ان كبار السن يميلون بدون إستثناء الى إهمال أعمالهم".
وتجاهل فريزر كلماتها ، وتابع قائلا بإستعلاء وتجهم :
" وعندما لاحظت الفوضى التي سادت مكتب عمي لجأت في الحال الى طلب المعونة من جيمس كار ، إلا انه لم يكن بالإمكان الخوض في التفاصيل قبل وصولك ، فبالإضافة الى واجباتك الوظيفية ، هنالك أمر آخر اود ان اتحدث اليك بشانه قبل أن نصل الى لوخ غويل......".
فرددت سارة وهي تحاول ان تخفي إضطرابها الفجائي وراء إبتسامة مشرقة:
" السكرتيرة الجيدة هي سكرتيرة متعددة المهارات".
فأطفأ فريزر سيكارته المحترقة قائلا:
" إن السيدة سكوت مدبرة منزلي ، تحمل الرأي نفسه على الأكثر ، وهي بلا شك ستعتبر إحدى مهماتها مراقبة تصرفاتك ، ولهذا فأنا أحذرك".
إبتسمت سارة رغم التعب الذي كانت تشعر به فهي عادة تملك القدرة على مصاحبة منهم أكبر منها سنا.
" هل هي كبيرة السن؟".
قالت وهي تقابل عينيه الداكنتين بثقة متجددة:
" في الستينيات على ما أعتقد".
وتجعّد جبينه وهو يقول مسلما:
" إن بيدي هي مؤسسة بكاملها او تكاد ، واظن أنه يمكننا إعتبارها فردا من العائلة ، وتحب ان تتصرّف كما يحلو لها".
" لقد تحدّث السيد كار عن اختك غير الشقيقة "، قالت سارة بجرأة ممزوجة بالحذر : " كما ذكر بانك بحاجة الى من يساعدك على رعايتها".
ولاحظت سارة تجهما في وجهه وهي تتكلم ، وكان التعبير المرتسم على ملامحه مزيجا من نفاد الصبر والتسليم.
" إن جيل تقارب العشرين ، ووالدتها وهي أميركية المولد ، تقوم حاليا بزيارة طويلة لأميركا ، ولهذا فإنه من الناحية النظرية تقع مهمة رعاية جيل على عاتقي".
" الا يوجد شخص آخر؟".
" تعنين افضل؟".
ولمعت عيناه بسخرية إذ تورّدت وجنتاها وقال:
" لا ، مع الأسف ، لا يوجد من يستطيع التأثير عليها ".
ورمته سارة بنظرة سريعة إذ ضاقت شفتاه الصارمتان ، وقالت:
" يبدو انك تعاني من مشكلة ".
" قد أكون... وهي مشكلة كنت بغنى عنها ، يبدو أن جيل قد سمحت لنفسها بالإختلاط مع بعض رفاق السوء بعد سفر والدتها ، ويا لسوء الحظ "، قال متنهدا : " كنت أنا مشغولا جدا ، بينما لم يكن لدى جيل ما يشغلها ما فيه الكفاية.
" قد لا يكون يتعدّى الأمر مجرد مرحلة تمر بها".
أشارت بلباقة ، محوّلة نظراتها عن وجهه العابس الى يديه المشدودتين على المقود.
" وفّري عليّ الملاحظات التافهة ". قال ووجهه ينطق سخرية :" انت لا تعرفين اختي ، فهي لا تمر بمراحل ، كما أنها تظن انها تعرف كل الأجوبة ، ولكنها لا تعرف معنى المسؤولية ، وجيل في الوقت الحاضر تعتقد بانها تحب فنانا فقيرا ، وتصمم على الزواج منه".
وقفزت عينا سارة الى وجهه ثانية ، فمن الواضح ، كما بدا من نبرات صوته ، أنه لا يوافق ، هل السبب هو كون الرجل فنانا أو فقيرا ؟ وتمتمت بتردد:
" لو أنه رجل مناسب فقد لا يبقى دائما في غير هذه الظروف".
" قد تستطيعين محاولة الإصغاء الي ، يا آنسة دينتون".
قال مستديرا في مقعده وعيناه الساخرتان تلتقيان بعينيها الواسعتين المكشوفتين.
" مما لا شك فيه أنك قطعت مسافة طويلة ، ومن المحتمل أن التعب قد بلغ بك حدا يحول بينك وبين التفكير الصائب ، ولهذا فأنا ارجوك ان تسمحي لنفسك بالإهتداء بآرائي ، وبالإضافة الى أنني أعرف المزيد عن هذا الشاب ، وما سمعته عن هذا الشاب ، وما سمعته عنه يجعله بحاجة ال الكثير مما يزكيه ، هذا لو توخيت في تقييمه جانب الإعتدال".
" ولكن هل قابلته؟".
سألته سارة بسرعة ، وعلى الرغم من انه كان على بعد سنتيمترات منها ، فلقد أحست بأن المسافة الذهنية بينهما شاسعة ، وفجأة ومن دون سبب تسارعت نبضاتها ، وداخلها شعور بالتعاطف مع جيل المتمردة.
" إن ما يقلقني هو طبع جيل المندفع ، وهي الآن تتماثل للشفاء أثر عملية جراحية ، وستاتي الى لوخ غويل لتقضي فترة نقاهتها ، إن أحدا هنا لا يعرف شيئا عن صديقها ، ولهذا فلا داعي لأن يذكره أحد إلا إذا أشارت اليه هي نفسها ، من المحتمل ان تنساه إذا ما قضت فترة بدون أن تراه ، وهنا أجد مساعدتك ضرورية انا لا أظن بأنه سيتبعها الى لوخ غويل ، ولكنني بحاجة الى من يراقبها ويخبرني فيما لو لاحظ شيئا مريبا ، لا اعتقد بأنك ستجدين هذه المهمة شاقة جدا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 12:36 AM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وعبست سارة ، وهي غير مقتنعة بعد ، وإعتراها شعور مزعج بانها لم تسمع القصة بكاملها بعد ، وبأنه لم يذكر لها كل شيء ، وفي قرارة نفسها احست بان الموضوع يغلفه شيء من الميلودراما ، كقصة من العصور الوسطى ، لا شك ان اسلوبا أكثر تفهما وتجاوبا هو أفضل من هذا الموقف الأبوي الثقيل ، لعل سفر والدة جيل قد أتاح لشعوره بالمسؤولية ان يفقد توازنه قليلا ، وسالت:
" أليس من المحتمل ان تكون مجحفا في حقها بعض الشيء ؟ فإن الحب بين أختك وبين هذا الرجل قد يكون حقيقيا".
" لقد سبق أن ذكرت لك ان هذا مستحيل".
أجاب بإقتضاب وبدا التصلّب جليا في موقفه.
" ألن تفعلي ما اطلبه منك؟".
وتساءلت سارة : ( ألم يقع هو في الحب شخصيا ؟ ثم داخلها الشك ، إن رجلا مثله لا بد أن يخضع عواطفه لنظام صارم ، ولا شك ان قلبه لا يمكن ان يسمح له بأن يلين إلا إذا امره عقله) .
ولما لم تجب أعاد سؤاله بصبر نافد وبصوت صارم:
" انا أرفض التجسس".
أجابت سارة بكل الحدّة التي جرؤت عليها ، وتقابلت نظراتهما .
" انا لا أطلب منك أن تتجسسي ، لا تكوني بلهاء ".
وراحت أنامله تمر خلال شعره الكثيف الداكن بغيظ ، وكأن الموقف كله قد أثار في نفسه التبرم:
" لو انك وجدت شيئا فانا اتوقع منك ان تخبريني ، ولكن دون ان تبالغي في إبراز الحوادث الصغيرة بحيث تخرج عن سياقها".
" هل هذا امر؟".
" يمكنك إعتباره أمرا".
" وإذا لم أوافق؟".
وإعتراها الخوف من الداخل ، على الرغم من الغضب المشتعل في عينيها.
" لا اريد أن أجعل من الموضوع مشكلة ، ولكن المرؤوسين عادة يكونون على إستعداد لإطاعة الأوامر".
" ضمن حدود".
إرتجفت الكلمات على شفتيها ثائرة.
وجاء جوابه بسرعة بعثت الرعدة في نفسها:
" كان يجب ان أراك بنفسي في لندن".
أدركت سارة بحدسها ان أحدا لم يجرؤ من قبل على تحديه.
وسمعت صوتا.. صوتها يجيب:
" حسنا لقد فزت ، بما أنني هنا فليس لي مجال كبير للإختيار ، سافعل ما بوسعي".
كان إستسلامها سريعا ، إلا انه كان خاليا من اللياقة الكياسة ، إذ انها كانت ما تزال تعاني من الثورة.
" حسنا!".
وإبتسم إبتسامة رجل تعوّد على تحقيق ما يريده دائما.
وبدا وكأنه على إستعداد للتصرف بأريحية، متناسيا سلوكها الذي لا تفسير له.
" أظنك ستجدين ان الأمر لن يتعدّى محاولة إيقاف جيل عن الإسراع الى لندن كلّما شعرت بالملل ، والان يحسن بنا أن نتابع طريقنا".
وأدار محرك السيارة راجعا بها الى الوراء بقوة ، ثم غيّر الموضوع قائلا:
" استنتج انه لا مانع لديك من العمل في خدمتي".
قالها بلطف وقد علا صوته على صوت المحرك.
إشتعلت عينا سارة الزرقاوان غيظا بينما كان يدير السيارة ، إذ احست بلذاعة كلماته وأسلوبه معا ، ولكنها قررت أن تتجاهل إنتقامه الذكي اللبق ، لا شك أنه يحس بانه لم يكن عادلا تماما ، ولكن كيف تستطيع ان تناقشه في النواحي الدقيقة لموقف يبدو ظاهريا بسيطا نسبيا ن فلو ان جيل وصديقها على علاقة حب فإنه ليس من المحتمل ألا يحاولا اللقاء ، وإذا ما تم هذا اللقاء فليس من المعقول أن يعتبرها مسؤولة.
" متى تصل شقيقتك ؟".
سألت سارة بثبات وهي تتمسك بحافة مقعدها من اجل أن تستعيد توازنها.
فإبتسم إبتسامة ساخرة ردا على موقفها العدائي الملموس.
" بعد اسبوع أو أكثر كما أتوقع ، إذ أنها ستبقى في لندن حتى تسمح لها حالتها الصحية بالسفر ، وهذا سيتيح لنا الوقت الكافي لكي نشرع في العمل".
" طبعا".
وضغطت سارة على نفسها حتى إستطاعت أن تعود بذهنها للتركيز على المناظر أمامها ثانية ، وأحست بدوار خفيف وهي تجر عينيها بعيدا عنه وعن سيطرة رجولته الطاغية المبهمة وعينيه اللامعتين كبرق عواصف الصيف ، ثم أضافت بلهجة دفاعية:
" انا معتادة على العمل الشاق وعلى الساعات الطويلة".
" من المستحسن أن تكوني هكذا".
وإستعرضتها عيناه بحدة ، مسجلتين تألق جلدها الناعم .
" لن يكون العمل هنا عطلة ، أو ما شابه ذلك ، إذ انه علينا ان ننجز ما يعادل خمس سنوات من العمل المتراكم ، من الواضح ان تقدم عمي في العمر قد حال بينه وبين ان يرعى اعماله كما يجب".
" الست مجحفا في حقه قليلا ؟ الم يكن هناك من يساعده؟".
" يبدو لي يا سارة ، أنك تحبين الأسئلة، إن عمي لم يكن بالشخص المغرم بالمكاتب وأعمالها ، وكان يفضل قضاء وقته في العراء".
ندمت سارة على حمرة الخجل التي صبغت وجنتيها والتي لم تستطع ان تسيطر عليها لحظة أن صدمها سماع صوت إسمها على شفتيه ، وراحت تحدق في اناملها النحيلة محاولة ان تعطي نفسها مهلة صغيرة تستجمع خلالها شتات فكرها ، فقد لاحظت في طبع فريزر نزعة من القسوة لم تعرف كيف تتصرف حيالها ، وهوبلا شك من النوع الذي إعتاد على المشاركة في المشاريع الكبرى في الخارج ، والذي ينتقي موظفيه بعد طول تدقيق ، متطلبا منهم شدّة المراس وتنوع الكفاءات وإذا ما اصر فإن اوامره فلا بد ان تنفذ على أكمل وجه ، وداخلها الشك في أن تستطيع هي النهوض الى مثل هذا المستوى.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 11:10 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

راقب فريزر وجهها الساكن دون ان يستدير ، ثم قال بهزة لامبالية من كتفيه القويتين:
" ما هي النتائج التي توصلت اليها داخل هذا الراس الجميل ، يا آنسة وينتون؟".
وإندلع الغضب في نفسها كاللهب ، إن هذا الرجل شيطان ساخر يلعب دوره بسهولة وبراعة ، وشعرت سارة بكل أعصابها تتوتر ، ولكنها حاولت ان تتكلم بثبات.
" لقد كنت آمل أن نستطيع العمل معا بمودة ، يا سيد فريزر".
ولمعت عيناه بإستمتاع.
" انا واثق من هذا يا آنسة دينتون ، وإذا ما إستطعت تلبية طلباتي ، فإنني لن ألجأ الى الشكوى".
" لا تخف ، فسافعل".
لم تذكر سارة انها في السابق قد شعرت بوجود رجل على هذه الصورة، فكل شيء حوله ، إنحناءة رأسه المتغطرسة ، وقوة كتفيه العريضتين ، وذقنه كلها توحي بشدة رجولته ، إنه من النوع الذي لا بد ان يثير عداء النساء ، ولكنها لاستغرابها ودهشتها ، وجدت عينيها تعودان اليه مرارا والسيارة تندفع عبر طريق الجزيرة المنعزل.
بعد سالن ، مال الطريق بإتجاه الشاطىء الغربي ، ووصلا لوخ غويل قرب نهاية العصر ، ولم تنس سارة بعد ذلك ابدا تلك المرة الأولى التي شاهدت فيها القلعة الرابضة على حافة البحر بحجارتها الضخمة التي بدت وكأنها إستمرار للمناظر الطبيعية حولها ، وتربعت القلعة التي بنيت من الغرانيت والحجر الرملي فوق الصخور العالية لعبة للريح ، والشمس الغاربة تصبغ بالذهب ابراجها وسطوحها.
ونظر الى وجهها المجفل :
" هل يخيفك المكان ، يا آنسة ؟ لعله كان من الواجب أن أحذرك مسبقا".
فاشاحت سارة بوجهها عنه فلم يعد يبدو له منه إلا إستدارة الخد الكاملة.
" إنني لا افزع بسهولة".
أجابت متمتمة بهدوء:
" هل تقولين الحقيقة؟".
قال وفي صوته نبرة خفيفة من الوعيد ، بينما راحت عيناه تقيسانها ببرود وقد لاح فيهما واضحا بارق من الغيظ المصطنع .
" هل تجدين انه من الضروري دائما ان تهاجمي كالقنفذ ،أظن انك شائكة مثله".
" هذا يمليه مبدأ الدفاع عن النفس ، يا سيد فريزر ، ولكنني اكره مقارنتك هذه".
" الدفاع عن النفس ، أو ذكرى علاقة حب إنتهت نهاية مريرة ، يا آنسة دينتون ؟ عن العلامات معروفة ويمكن التعرف عليها ببساطة بما في ذلك آلية الدفاع عن النفس".
اجابت سارة بعنف وبصوت منخفض:
" أنت مخطىء تماما".
فرد عليها بجفاء متناه:
" إن اليوم الذي اجد فيه نفسي على خطا تام لم يولد بعد".
وأحست بكلماته اللاذعة تلدغها فهبت قائلة:
" هذا لا علاقة له مطلقا بما عنيته مسبقا".
" قد لا يكون ، لا شك أن الشخص الذي خلف على وجهك مسحة الحزن الغامضة قد نجح تماما في ىداء مهمته".
قفز قلب سارة بالم ، إنها لا تستطيع التحدّث عن والديها دون أن تخاطر بقدرتها على ضبط نفسها ، ليس بعد ، ثم أنها لم تكن تريده أن يحزر الحقيقة ، من الأفضل أن تدعه يصدق ظنونه إذ أنها لا تريد عطفا منه ، ولا تنشد إلا النسيان.
" اقترح بان نعلن هدنة بيننا ، يا آنسة دينتون " قال ناظرا اليها ، وشبح إبتسامة في عينيه : " فأنت تملكين لسانا سليطا إذا ما أستثرت".
وعبر بسيارته تحت قوس حجري ضخم بمرونة خلفتها العادة ، بإتجاه الساحة المبلطة وبدا هادئا بينما احست هي بأعصابها مشدودة كالوتر.
تنفست سارة الصعداء ، لعلها تستطيع الآن ان تتجنب فريزر حتى يتسنى لها جمع أفكارها المبعثرة ، وتذكرت ما قاله لها اثناء حديثهما عن شعوره بالندم لأنه لم يقابلها ويخترها بنفسه ، إنها هي أيضا نذرت واعدة نفسها ، لن تقبل في المستقبل مطلقا أية وظيفة قبل أن تقابل شخصيا رئيسها الموعود ، هذا على الرغم من أن القليل من الرؤساء يمكن ان يكونوا على شاكلة هيو فريزر ، وقفز عرق صغير في أسفل عنقها لاحظته عينا فريزر قبل أن يوقف السيارة قائلا:
" إذا كنت في حالة تسمح لك "، ولمس ترددها وعصبيتها : " فلعلك تحبين ان تقابلي بيدي ، من المحتمل ان تلقى لديك قبولا أكبر مما لقيت هانا".
" بالطبع".
وإبتسمت محاولة ان تعكس تماسكا لم تشعر به ، محاولة ، دون نجاح ، ان تجابه سخريته اللاذعة بسخرية مماثلة ، ولاحظت حاجبه الأيمن بحركته المعهودة يرتفع ، فإشتعلت وجنتاها خجلا إذ شعرت بوطأة إنتصاره النهائي ، وهما تجتازان الساحة المبلطة متجهين الى الداخل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-11, 03:47 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- قلعة الأشباح

تبعت سارة هيو فريزر بخطوات سريعة الى مدخل القلعة وقد صممت في نفسها الا تتيح له فرصة إزعاجها أكثر مما فعل ، وسارت وراءه عبر ممر أرضي طويل ذي سقف معقود ، وخلال باب قادهما الى قاعة كبيرة مربعة مبلطة كسيت ارضها بالسجاجيد ،وزينت جدرانها بعدد من اللوحات الجدارية المنسوجة التي كانت تعلو مجموعة من الصناديق الخشبية المحفورة ،وتربعت على احد هذه الصناديق باقة من زهور التوليب الصفراء الطويلة التي راحت تتالق في النور الخافت المتسرب من النوافذ الضيّقة ، وفي إحدى نهايتي البهو رأت سارة درجا لولبيا صاعدا إحتضنته سماكة الجدران ، وكانت تغطيه سجادة حمراء ثخينة.
" اهلا بك في لوخ غويل".
تمتم هيو فريزر بكياسة من ورائها ، وإستدارت لتنظر اليه دون أن تتكلم فقال مبتسما وقد لاحظ الدهشة المرتسمة على وجهها:
" ستعتادين على القلعة بسرعة ، إنها تبدو كبيرة ، ولكنك عندما تتعلمين كيف تجدين طريقك خلالها ستنسين حجمها ، وستجدين باننا هنا في الحقيقة نتمتع بقسط كبير من الراحة".
" طبعا".
أجابت بسرعة بينما أخذ هو ذراعها وقادها بحزم عبر القاعة المبلطة الى الدرج الحجري الصاعد الى الطابق الأول ، والذي إنتهى بهما الى قاعة أخرى ، وشعرت سارة بتحسن في الحال ،إذ أن النوافذ الطويلة الثلاث التي أطلت من كواتها المقوسة العميقة في الجدران كانت تتيح لكمية كافية من النور بالنفوذ خلالها مما محى الشعور بالكآبة الذي خلفته القاعة الأرضية في نفس سارة ، وتناهت اليها رائحة قطع الخشب العطرة التي كانت تحترق في مدفأة كبيرة واسعة زيّنت أعمدتها الجانبية بالنقوش المحفورة.
وأحاطت بالقاعة مجموعة من البواب المصنوعة من خشب السنديان المحفور والتي تقود بدون شك الى الغرف الداخلية ، وفي نهاية القاعة شاهدت سارة درجا ملتويا مما ثلا للدرج الذي صعدته منذ قليل.
" إننا نعيش في هذا الطابق والطابق الذي يعلوه".
وارخى قبضته على ذراعها المشدودة رافعا حاجبيه بحركته المعهودة ، ولكن قبل أن تجد سارة فرصة للإجابة فتح أحد الابواب الذي كان واضحا انه يقود الى المطبخ ، وهرعت منه إمرأة صغيرة الثياب مرتبة الثياب.
" آه ، ها هي بيدي !". قال بلهجة سجلت فيها سارة شعورا بالخلاص.
وإستدارت لتواجه بيدي التي بدت صغيرة الحجم بالتاكيد ،ولكن هالة من الوقار والرصانة النابعة منها جعلتها تبدو أطول مما هي عليه ، إلا أن وجهها كان يشع بطيبة واضحة ، مما جعل سارة تميل اليها في الحال.
ومدّت سارة يدها الى بيدي التي إستجابت بحركة مماثلة بينما قام هيو بمهمة التعريف".
" أتمنى أن تعجبك القلعة، يا آنسة".
قالت بأدب وعيناها تستقران على وجه سارة المحمر:
" سأدق الجس لأطلب من كاتي أن ترشدك الى غرفتك ، فانا أتوقع أن تكوني متعبة بعد رحلتك".
وإمتدت يدها الى الجرس دون ان تنتظر جواب سارة.
" أنا لست على عجل".
أجابت سارة بهدوء وقد إعتراها شعور غريب بأن تحاول إثبات وجودها ، فقد احست دون تفسير منطقي بأن كلا من هيو وبيدي قد سعيا الى فرض إرادتهما عليها.
وقابلتها عينا هيو اللامعتان.
" يمكنك أن تتحدثي الى بيدي فيما بعد ، وتطلبي منها ان تريك المكان اما الان فاظن من الحكمة أن تفعلي ما إقترحته عليك ، فانت بلا شك قد جابهت يوما طويلا".
وأحست سارة بأنه إختار أن يسيء فهم مشاعرها عن قصد.
" إن السيد هيو على حق.
قالت بيدي هازة رأسها الرمادي بالموافقة ، مبتسمة برضى :
" ستشعرين بالتحسن غدا بعد قضاء ليلة مريحة ، وستجدين الكثير مما يشغلك".
" ساحاول أن امد يد المساعدة بالتأكيد ". وحادت سارة بنظراتها عن هيو بسرعة مخاطبة بيدي : " هل هنالك ما يمكن ان افعله الان ........؟".
وتلاشت كلماتها تحت وطأة التررد ، ولم تحاول أن تنظر الى هيو إذ تخيلت التعبير الساخر المرتسم على وجهه ، وهب في نفسها شعور مزعج بالثورة بينما راحت يدها تسمح جبينها بتعب ، لا شك ان بيدي تنفذ كلماته بحذافيرها ، ولكنه لا يجب ان يتوقع منها ان تفعل الشيء نفسه.
واومات بيدي براسها بالموافقة ثانية ، غير شاعرة بالتيارات الخفية السارية في الجو حولها ، وقالت بلطف:
" ستحضر كاتي في الحال ، يا آنسة وينتون ، أحيانا يخيّل لي نها قد اضاعت طريقها".
أحست سارة بانه من البعث أن تتابع الحديث ، فإبتسمت وراحت تنتظر قدوم كاتي بصمت ، وعادت الى التحديق فيما حولها بإهتمام متجدد ، بينما أخذت بيدي تناقش فريزر بشان رجل جاء لزيارته بينما كان غائبا.
لم يسبق لسارة ان عاشت في مثل هذا المكان العتيق من قبل ، وتساءلت بشيء من الخوف فيما لو انها ستالفه وتحبه ، لا شك ان عمر هذه القلعة هو المئات من السنين ، من المحتمل انها بنيت في القرن السابع عشر ، ولا بد أن الأشباح تسكن ممراتها الدامسة ، وبدا لها أن شخصا ما في وقت ما قد قام بتجديد القلعة من الداخل بحيث إستطاع ان يجمع في اسلوب بنائها القديم والحديث ، ففي هذا البهو الواسع الذي يعبر عن ذوق رفيع يستطيع المرء أن يجد كل مظاهر الراحة ، وفكرت وهي تصعد الى غرفتها ، بعد ان جاءت كاتي لتقودها اليها ، بان كل شيء داخل القلعة قد صمم بحيث يتيح لأصحابها فرصة العيش المتكامل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-11, 05:38 PM   #15

همسه فرح
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية همسه فرح

? العضوٌ??? » 169645
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » همسه فرح has a reputation beyond reputeهمسه فرح has a reputation beyond reputeهمسه فرح has a reputation beyond reputeهمسه فرح has a reputation beyond reputeهمسه فرح has a reputation beyond reputeهمسه فرح has a reputation beyond reputeهمسه فرح has a reputation beyond reputeهمسه فرح has a reputation beyond reputeهمسه فرح has a reputation beyond reputeهمسه فرح has a reputation beyond reputeهمسه فرح has a reputation beyond repute
Rewitysmile3

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

تقبلي مروري


همسه فرح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 12:31 AM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وجدت سارة ان غرفة النوم التي خصصت لها كانت داخل أحد ابراج القلعة المستديرة ، ولم يكن فرشها حديثا ولكنه كان جذابا ، غير عادي ، وغاصت قدماها في السجادة الوردية السميكة والتي كان يماثلها لونا غطاء السرير المزركش وغطاء الكنبة المجاور للسرير ، وعل طاولة صغيرة قرب الكنبة رأت مجموعة من الكتب والمجلات ، بينما راحت مدفاة كهربائية تشع دفئا مريحا حولها ، وذكّرتها الغرفة، برغم الإختلاف ، بغرفة الضيوف في منزل والديها.
أشارت كاتي الى الطاولة الصغيرة ، وكانت مثل بيدي قد تفحصت سارة ورمقتها بنظرات الإستحسان.
" قد تحبين ان تجلسي هنا في بعض الأحيان ".قالت وهي تبتسم لسارة بمرح : " ولهذا فقد تركت لك بعض المجلات".
وشكرتها سارة بسرعة معبرة عن إمتنانها وهي تبتلع غصة من الحنين الفجائي ، وخمنت بان كاتي هي الخادمة ، واحست بميل اليها وهي ترمق وجهها المستدير المرح وعينيها الداكنتين اللامعتين وإبتسامتها الودية المبتهجة ، وإختفت كاتي لبضع دقائق ، ولكنها سرعان ما عادت تحمل صينية عليها إبريق من الشاي الحار وبعض شرائح الخبز والزبدة الساخنة .
" هذه الصينية من بيدي "، وتابعت لاهثة : " وقد اخبرتني بان اذكر لك بأن موعد العشاء هو السابعة".
بعد ان إستحمت سارة وإستراحت قليلا إرتدت ثوبا ناعما وهبطت الدرج الى الأسفل.
ثم تناولت عشاءها في غرفة طعام صغيرة قرب قاعة الإستقبال ، ولما وجدت نفسها وحدها في هذه الغرفة الفاخرة ، إذ أنها لم تستطع أن ترى هيو في أي مكان حولها ، تمنت ، متاخرة ، لو أنها طلبت تناول العشاء على صينية في غرفتها.
بعد مضي بعض الوقت جاءت بيدي لتتأكد من أن كاتي قد جلبت كل شيء تحتاج اليه سارة ، وتلكأت حتى إنتهت الضيفة من تناول قهوتها في قاعة الجلوس.
" إن السيد هيو قد ذهب لتناول العشاء مع بعض الأصدقاء".
قالت لسارة التي لم تشا ان تسال كاتي عن سبب تغيبه.
" إنه يقضي في العادة وقتا كبيرا خارج المنزل ، لا يوجد حاليا من يوفر له الصحبة الكافية ، ولكن الظروف ستتغير طبعا عندما تصل الآنسة جيل ن آمل الا يكون خروجه قد ازعجك يا ىنسة".
" لا".
لم تشعر سارة بأي إزعاج بل أحست بإرتياح لم تستطع له تفسيرا عندما وجدت نفسها بمفردها ، ثم أنه ليس لها أن تعترض على الكيفية التي يقضي فيها رئيسها أوقاته ، ولكن يبدو ان بيدي لا تدرك هذا ، فهي على الأغلب لم تضطر الى التعامل مع سكرتيرة من قبل.
" أتوقع أن اتعود على العيش هنا في وقت قصير ، ثم اظن أنك عشت هنا مدة طويلة".
" يبدو ان بعضنا لن يستمر في العيش هنا في المستقبل بعد أن آت ملكية القلعة الى السيد هيو".
ردت بيدي بحدة ، وبدا وكأن الكلمات قد افلتت منها لا أراديا بعد محاولة كتمان طويلة.
" وطبعا ". سارعت بيدي لإتمام الحديث : " نحن نقد ر بأنه قد يجبر على بيع لوخ غويل ، أو يضطر الى إستخدام من هم اصغر سنا ، بعض مستخدميه يتقدمون في العمر ، وواحد أو إثنان منهم – مثلي – يعانيان من الروماتيزم ".
وتنهدت وهي تضغط بيديها على وركيها النحيلين ، دون أن تنتبه ، وكأنها تريد ان تعطي كلماتها مزيدا من التأكيد.
وضعت سارة قهوتها جانبا ، وحدقت في وجه بيدي ، لقد املت أن تستطيع الإبتعاد بالحديث عن هيو فريزر ، ولكنها وجدت نفسها تعود الى الموضوع كالكرة ، من المؤكد أنه لن يحاول أن يحرم هؤلاء المستخدمين المسنين من بيوتهم ، حتى ولو كان عمه هوالمسؤول عن عدم تأمين مستقبلهم قبل وفاته ، وراحت سارة تنظر الى عظام بيدي الهشة وقد ضاعت الكلمات على شفتيها.
وأخيرا قالت ، باذلة محاولة متخبطة لبعث الأطمئنان في نفس بيدي :
" لا شك ان السيد فريزر يضطر الى السفر مرارا ،ولهذا فلن يكون من الأفضل ان تبقي أنت هنا لتعتني بالبيت اثناء غيابه؟".
" قد يتزوج تاركا لزوجته مثل هذه المهمة ". أجابت بيدي رافضة أية مواساة : " إن النساء يجدنه شديد الجاذبية ، وهناك آنسة معينة تميل اليه جدا".
هضمت سارة هذه المعلومات بصمت دون ان تستطيع تفسيرا للرجفة البسيطة التي اصابتها.
" قد تستطيع الآنسة جيل أن تساعد".
ولكن بيدي وكأنها ندمت على ملاحظتها المندفعة ، إذ انها التفتت بسرعة وغادرت القاعة حاملة معها فنجان القهوة الفارغ وهي تتمتم :
" أنا لا ارغب في إزعاج الانسة جيل ، انا واثقة أن السيد هيو سيجد حلا لكل مصاعبنا فيما لو اتيح له الوقت الكافي".
قالت هذا وإختفت عبر الباب الأخضر الذي يقود الى المطبخ ، هاتفة لسارة بصوت مرتفع بأنها تستطيع ان تدق الجرس طالبة كاتي فيما لو إحتاجت الى أي شيء ، لقد نسيت بيدي ، كما بدا واضحا ، انها وعدت بان تريها القلعة ، وفكرت وهي تنظر الى الباب المتارجح بأن هذا يعني أن عليها الإنتظار حتى الغد لكي تتعرف على المكان.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 01:04 AM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

دهشت سارة عندما وجدت أنها نامت نوما عميقا تلك الليلة في القلعة ، وعندما إستيقظت لم تستطع أن تفهم اين كانت للوهلة الأولى ، ثم صدمتها المعرفة مع عودة وعيها ، انها في قلعة لوخ غويل بجدرانها السميكة المتجهمة ، ولكن سريرها كان مريحا ، غمرتها أشعة الشمس المتسربة من النافذة نصف المفتوحة فرمت اغطيتها بعيدا وقفزت جارية الى النافذة لتنظر من خلالها ، كان المنظر رائعا من برجها المستدير ،وبدا البحر بلا نهاية من الزرقة المتألقة ، وعندما نظرت الى الأسفل رأت مجموعة من الخلجان والرؤوس الصغيرة بمحاذاة الشاطىء الذي أحست به يناديها ، وغسلت وجهها بالماء البارد بسرعة وإرتدت ثيابها على عجلة مختارة بنطلونها الجينز القديم وقميصا مناسبا ضيقا ، وكان هيو فريزر قد ارسل لها رسالة مع كاتي في الأمسية الفائتة ليخبرها بأنه سيكون في إنتظارها في غرفة المكتبة بعد الأفطار ، ولما كان الوقت لا يزال مبكرا ، حوالي السابعة فقط اكدت لها ساعتها ، فقد قررت سارة ان تذهب للإستكشاف.
عندما وصلت سارة ال الردهة ، إرتدت صندلها وقفزت هابطة الدرج الملتوي ، لم تجد أي مخلوق في طريقها ، وكان الصمت مخيما على القلعة الضخمة مما جعلها تحس بانه لو وقع دبوس على الأرض لسمعته ، وحادت عن مدخل القلعة المهيب ، متجهة نحو مؤخرة القاعة ، ولم تجد صعوبة في العثور على الممر الطويل الذي سارت عبره البارحة مع هيو فريزر والذي قادها في النهاية الى ساحة القلعة.
في الساحة أيضا كان الصمت مخيفا مما جعلها تشعر وهي تشق طريقها الى قلب صباح ربيعي مثالي بان العالم كله ملكها ، ودارت حول بإتجاه حافة المنحدر ونظرت الى الصخور الشاهقة والشاطىء تحتها ، كانت حركة الجزر قد عرت جزءا كبيرا من الشاطىء ، تاركة بركا صغيرة عميقة خضراء بين عروق الصخور السوداء ، ولكن الرمال لم تكن بالكثافة التي قدرتها عندما نظرت الى الشاطىء من النافذة ، وقررت وهي تحدق عبر المياه الساطعة الى منحدرات جبل بن مور الهابطة بلطف نحو الأرض المنبسطة على طول الشاطىء المقابل بأن هذا المكان المعروف بلوخ ناكيل ، ولم يخطر ببالها وهي تطل على الشاطىء من فوق بأن المنحدر الذي وقفت فوقه قد يكون شديد الميل ، وظنت أنه لا بد ان يكون هنالك طريق ينتهي بها الى هذا الشاطىء المغري الذي يمتد تحتها.
وقعت سارة في اسار المنظر الجميل المحيط بها ، ووجدت نفسها تستمر سائرة حتى وصلت الى فوهة شق ضيق ينحدر بين الصخور بدا لها وكأنه بقايا مسلك قديم يقود الى الشاطىء ، رغم ان العشاب قد كادت تكسوه بالخضرة مما يدل على انه لم يستعمل لسنوات عديدة.
ومن دون تفكير شقت سارة طريقها بتصميم خلال الاعشاب النامية ، مزيحة الأغصان البرية الميتة ، محاولة أن تثبت قدميها على الأرض الزلقة التي بللتها الأمطار ، وفجأة ، ربما لشعورها بأن الوقت كان يمر ، أحست بأنه من الضروري ان تصل الى الشاطىء ، وإشتبك شعرها ببعض الأشواك التي إنتزعت الشريطة التي ربطت بها شعرها مما جعله يتناثر فوق وجهها حاجبا عنها الطريق ، وإنزلقت قدماها على الدرب فتزحلقت مسافة عدة امتار ، لكنها عندما نهضت وجدت نفسها ، لأستيائها البالغ ،واقفة على افريز صخري لا منفذ له ، ففوقها إمتد الدرب عموديا الى الأعلى ، بينما إنحدرت الصخور ملساء تحتها ، هابطة عدة أمتار نحو الأسفل.
وبحركة مرتجفة من يدها أزاحت سارة شعرها المتمرد عن وجهها وقد عراها الإضطراب ، إن خطتها لم تقدها الى النتيجة التي نشدتها ، فهي لن تستطيع الصعود سالكة الدرب نفسه الذي قادها الى هنا ، كما انه ليس بالإمكان أن تستطيع الوصول الى الشاطىء فوق الصخور الملساء المنحدرة دون ان تكسر قدما أو رجلا ، وفي مخيلتها رأت نفسها تعود الى بيتها في لندن في سيارة اسعاف مما جعلها تبتلع ريقها بتشنج والرجفة تسري في أوصالها ، ثم أنه لو تناهت الى هيو قصة ما أقدمت عليه هذا الصباح لما قبل منها عذرا.
كان من المحتم أن يعتري سارة الفزع ، فلقد كان الجرف الصخري الذي وجدت نفسها فوقه ضيقا وغير مريح ، ولم تجد فيه ملجأ يحميها من الرياح الباردة الهابة من البحر ، ونفذ البرد خلال قميصها الرقيق الى جلدها العاري فجثت خلف الصخور منطوية على نفسها محاولة ان تحتفظ بدفء جسدها ، ورأت بعض الطيور البحرية التي تشبه البط قرب حافة المياه تحتها وبعض طيور ( الغيلموت ) تغوص بينها ، ولكنها لم تجد أثرا لي إنسا ، وجربت ان تنادي ولكن لم يسمع نداءها أحد ، وادركت سارة بانه حتى لو وجد شخص في مكان قريب فإنه من المستحيل أن يسمعها فوق زئير الأمواج.
تنفست سارة ثلاث مرات بعمق متذكرة نصيحة والديها لمعالجة الخوف ، وحاولت أن تغير من جلستها غير المريحة... لا بد أن ياتي أحد ، مست سارة لنفسها بندم ، إنه من المضحك أن تشعر بمثل هذا الفزع ، ولكن كل ما إستطاعت أن تراه في ذهنها كان وجه فريزر الساخر ، ماذا سيقول لو أنه سمع بمغامرتها هذه وراحت تتخيل تعليقاته اللاذعة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-11, 01:20 AM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ولكنها يا للفزع ، لم تضطر الى الإنتظار طويلا ، إذ تناهى اليها وقع حوافر حصان فوق الرمال قبل ان تلمح هيو فريزر نفسه قادما بإتجاهها ، وقفزت الى قدميها بجنون مما جعلها تكاد تفقد توازنها ، وصرخت محاولة أن تجذب إنتباهه.
الجم هيو فريزر حصانه الكستنائي بحدة مديرا راسه ، ثم رأها تلوح من فوق الصخور فوقه ، ورماها بنظرة طويلة ثاقبة سرعان ما تلاشت قبل ان يشد اعنة الحصان ويعدو به الى البقعة تحتها.
" ماذا تفعلين هناك بحق الشيطان ؟ ". صرخ قائلا بجفاف :" لقد ظننت بانني إستأجرت سكرتيرة لا بهلوانة".
وبدا في عينيه الإشمئزاز واضحا.
" آسفة ". صاحت سارة مجيبة بغضب : " إنني لم افعل أكثر من اتبع الدرب".
" الم تري لافتة ، أوتخمني مدى إرتفاع هذه الصخور ؟ إن احدا لم يستعمل هذا الدرب منذ عدة سنين ن والأعمى يستطيع ان يلاحظ هذا".
" لم أدرك....".
وبذلت سارة جهدا واضحا لكي تلجم سيلا من الكلمات المندفعة ، وهذبت الفاظها حتى بدت وكأنها مجرد إلتماس للمساعدة ، على كره وراحت عيناها ترمقه بغضب مكتوم بينما علا صوتها تطلب المساعدة بادب.
" لو إستطعت أن تستديري وتتعلقي بالحافة متدلية بجسدك ، فسيكون بوسعي أن أطالك".
ولم تفت سارة لهجته الجافة ، ولكنها وجدت أنه من العبث المجادلة ، وقررت أن محاولة التخلص من هذه الورطة باسرع وقت ممكن هي الطريقة الوحيدة للتقليل والتخفيف من ملابساتها ، فأخذت نفسا عميقا ثم فعلت ما طلبه منها مغمضة العينين ، وشعرت بدقات قلبها تتسارع عندما راحت قدماها تتارجحان في الفضاء ، ولكن في اللحظة التي بدأت فيها أناملها تنزلق من على حافة الصخرة شعرت بقبضتيه الفولاذيتين تمسكان بها وتحطان بها على ظهر الحصان امامه.
" أرجوك ، دعني أهبط الى الأرض يا سيد فريزر".
وأحست بأنفاسها تختنق في حنجرتها بينما راحت اناملها المرتجفة تحاول أن تنفذ بلا وعي خلال خصلات شعرها المتشابكة.
ولكن فريزر لم يكبح حصانه إلا بعد مرور عدة دقائق ، وبدلا من ان يطلق سراحها ، شدد قبضته عليها وهو يشير في البعد الى بقعة بدا فيها مستوى البحر ومستوى الصخور أكثر تقاربا واسهل على التسلق.
" لو أنك تابعت المسير " ، قال بصوت جاف : " لكان بوسعك أن تهبطي الى الشاطىء بسهولة ، وما كنت إنتهيت الى ما إنتهيت".
أدارت سارة رأسها بحيث لم يعد ظاهرا من وجهها إلا جانبه الذي راح يختلج بالتوسل.
" كيف كان من الممكن أن أتكهن ؟ لقد وصلت البارحة فقط".
وأحست بتفاهة ملاحظتها حتى قبل أن يسارع فريزر للإجابة بحدة:
" كان هذا أدعى لن تطلبي النصيحة".
كانت كلمات فريزر منطقية ، ولكنها في حالتها الراهنة ما كانت قادرة على التفكير السليم وشعرت بقربه الشديد منها ، حتى انها أحست بضربات قلبه عكس كتفها ، وحاولت أن تبتعد عنه قليلا ، ولكنه لم يبد كمن يريد التخلص منها بسرعة ، وإستانف فريزر محاضرته ، رافضا ان يتيح لها فرصة الفكاك منه بسهولة.
" يجب ان تحاولي التذكر في المستقبل بأن بعض نواحي هذا الشاطىء قد تكون كثيرة المخاطر ، فالصخور تعلو جدا في بعض الأماكن ، وبعضها مقلقل غير ثابت ، عندما جئت الى هذا المكان من الشاطىء للمرة الأولى ، وانا ما ازال صبيا ، كان الدرب الذي عثرت انت عليه ينحدر حتى مستوى الشاطىء ، ولكن جدار الصخر الذي يعلوه سقط معظمه فوقه في السنوات التالية مما يجعل من تدفعهم الحماقة الى إستعمال الدرب يجدون أنفسهم وقد وقعوا في فخ لا مخرج منه".
" إذن ، انا لست الأولى؟".
" ولست الأخيرة ، على ما أعتقد ، الناس لا يكفون عن إثارة دهشتي ، وإنعقد حاجباه وهو يتابع : " إن ساحل الجزيرة يجب ألا يقارن بشواطىء المصايف النكليزية".
إنتفضت سارة غضبا ، هل قرر أن يسلك سلوكا مهينا ، لا شك أنه من الذين يؤمنون بالتعبير عن آرائهم ، طبعا إنه على حق في ان يشعر بالغضب ، فهي قد تصرفت في منتهى الحماقة وتسببت في تضييع وقته الثمين ، ولكن بما انه لم يحاول ان يسألها ، عن مشاعرها انه لن يستطيع أن يتهمها بتبذير عطفه ، وإعتراها شعور حاد بالشفقة على النفس وهي ترتكز بنظراتها على عرف الفرس البني الأحمر ، وعيناها الزرقاوان تفيضان بالثورة.
" آمل الا يكون التعرض للبرد قد سبب لك بعض المعاناة".
وتصلب جسمها إذ شعرت بعينيه تتفحصان بتعمد ، مظهرها الأشعث ، ولما تأكد له أنها كانت نسبيا ، في حالة جيدة سارع الى متابعة كلامه دون أن يتيح لها الفرصة للإعتراض.
" هل تدركين ان عليك ان تبدأي العمل في اقل من ساعتين؟".
" لن استطيع إذا لم تسمح لي بالنزول".
أجابت مدافعة عن نفسها بصوت مختنق ، ولكنه ، كالسابق ، لم يعرها إنتباها ، بل اخذ يحث حصانه الضخم على تسلق المنحدر الهابط الى الشاطىء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-11, 12:58 AM   #19

فاقدها غاليها

? العضوٌ??? » 201819
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 226
?  نُقآطِيْ » فاقدها غاليها is on a distinguished road
افتراضي

الرواية راقية جدا
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 6308039341176914219.jpg‏ (33.9 كيلوبايت, المشاهدات 5)

فاقدها غاليها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-11, 01:14 AM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

عندما وصلا الى قمة الصخور ،وجدت سارة ان القلعة كانت ابعد مما توقعت ، وأحست بنفاد صبره وهو يشير الى القلعة قائلا بجفاء:
" تستطيعين ان تجدي طريقك الان ، وعندما يحلو لك الهبوط الى الشاطىء في المستقبل حاولي أن تنتبهي الى حركة البحر ، فقد يفاجئك المد قاطعا عليك طريق الرجعة ، ومن المحتمل ألا تجديني بقربك لكي تطلبي مني إنقاذك ثانية".
وفجأة هبت الريح عابثة بشعرها الذي تطاير فوق وجهه فمد يده ليزيحه مما جعل اصابعه تلامس مؤخرة عنقها العاري.
" لن يكون هذا ضروريا بالتاكيد ، لعله من الأفضل الا اغادر منطقة القلعة مطلقا".
ولأول مرة في حياتها وجدت نفسها تندفع الى الكلام دون هدى وأنذرها بصيص من الحكمة في اعماقها بانها قد تجاوزت حدود الأدب مع شخص هو رئيسها.

ولكن هيو فريزرإختار ان يتجاهل إنفجارها ، ولم يفعل أكثر من ان يجرها بذراعه وهو يشد لجام الحصان مما جعلها غير قادرة على التأكد فيما إذا كانت هذه الوخزة متعمدة أم لا.
" ما هي نوعية الناس الذين عملت في خدمتهم سابقا؟".
سال بصوت مصقول وهو يساعدها على النزول:
" والداي".
أجابت سارة بإقتضاب ، مستعيدة توازنها ، ومادة قامتها بإحتراس ، إن ذكرى والديها ما تزال تثير الألم في نفسها ، ولو ان جيمس لم يشرح لفريزر حادث الطائرة لما كان هناك ما يدعو للظن بأنه فعل ، فإنها شخصيا لا تنوي أن تذكر له شيئا ، وإكفهرت عيناها إذ تناهت اليها ملاحظته الجافة.
" يا ترى ، هل تصرفا بحكمة عندما أفلتا زمامك؟".
حدقت سارة في عينيه مجابهة نظراته الساخرة ، ووشت لها جلسته الواثقة بسيطرته التامة على الحصان الكستنائي الضخم ، هل يتوقع أن يستطيع السيطرة على النساء بالطريقة نفسها ، ورفضت أن تجيب على سؤاله الأخير.
وحوّلت نظراتها عنه وهي تتنهد بصمت ، ثم قالت لا شعوريا بصوت يفعمه التوسل:
" إنني لا املك إلا ان اسالك ان تمنحني فرصة اخرى ، ليس من العدل ان تطلب مني المغادرة بسبب هذه الحادثة فقط".
" ليست بداية عظيمة كما يجب ان تعترفي ، سترين كيف تسير الأمور ، إن فرص العثورعلى شخص آخر في هذا الوقت المتاخر صعبة ، وبالإضافة ، انا اريد الإعتماد عليك في رعاية أختي".
وفجأة عرت الحدة نظراته وتابع:
" أما الآن فانا اشير عليك بان تسرعي لتناول بعض الفطور ، وإلا فإنك لن تصلحي لأي شيء هذا الصباح".
وإرتفعت كتفاه تحت قميصه السميك بحركة آمرة بالإنصراف ، فجرت بدون ان تلوي على شيء ، ولم تتوقف حتى وصلت الى غرفتها.
في غرفة الطعام حيث وضع طعام الفطور على المائدة لم تتناول سارة سوى فنجان من القهوة وقطعة خبز ، ثم سالت كاتي عن الطريق الى قاعة المكتبة.
" سيري في هذا الممر يا آنسة ، المكتبة هي الغرفة الأخيرة عل يمينك".
وظهرت الخيبة على وجه كاتي عندما رفضت سارة أن تأكل المزيد :
" إن الانسة جيل عندما تاتي الى هنا من عادتها ان تتناول فطورا كبيرا ، وهي تقول بأن الهواء هنا يفتح شهيتها".
أسرعت سارة عبر الممر وطرقت باب المكتبة بإحتراس ، وكما خشيت ، وجدته في إنتظارها ، ولم تفتها نظراته الفاحصة وهي تعبر الحجرة ، هل كان يتوقع أن يراها بالبنطلون الجينز ؟ وسرّها ان شعرها كان مرتبا وإنها لم تستعمل إلا قدرا طفيفا من الماكياج.
طرق فريزر لب الموضوع من دون مقدمات ، ومن دون أن يذكر مقابلتهما على الشاطىء ، وقال وهو يشير الى مكتب صغير قرب النافذة :
" لقد طلبت وضعه هناك خصيصا من اجلك ، لا يوجد مكان كاف هنا".
ونظر الى المكتب الكبير الذي كان يجلس وراءه نظرة مفعمة بالعبوس ، وتبعت سارة إتجاه نظراته بدهشة : أكوام من المراسلات متناثرة هنا وهناك ، وحتى الأدراج بدت مكتظة ، حسنا لقد أنذرها!
وعبرت الحجرة الى مكتبها وهو ينتظرها بسلبية ، ثم جلست:
" لقد إشتريت هذه من لندن قبل عدة أيام".
قال وهو يراقبها تزيح غطاء الآلة الكاتبة الجديدة.
" إن عمي ، كما هو واضح ، ما كان يحبذ إستعمال هذه الأشياء، ولكنني لا اعتقد اننا نستطيع التدبير من دون واحدة".
وإلتقط بعض الأوراق بينما إبتسمت سارة بأدب وراحت تتفحص الآلة بإهتمام.
" في البداية اريد ان أملي عليك بعض الرسائل التي يمكنك أن تطبعيها عندما اخرج لتناول الغداء".
تناولت سارة دفترها متأهبة ولكن لتجد أنه عاد فوضع الأوراق على المكتب وراح يفكر:
" لعله مما يسهل الأمور ان تفهمي ، يا آنسة وينتون ، إنني لا أملك وقتا كبيرا للعمل هنا ، ومن المحتمل ان أتركك وحدك مرارا لكي تصرفي الامور بمفردك – كما أتوقع أن يكون جيمس كار قد اخبرك".
" لقد ذكر لي بانك إنسان مشغول".
" هذا تبسيط للحقيقة".
واخرج قداحته وأشعل سيكارة دافعا كرسيه الى الوراء ، وعبّ نفسا عميقا وهو يحدق فيها من خلال الدخان.
" قد تمر بك أوقات في المستقبل تحسين خلالها بوطأة العمل الشديد ، ولكن عندما أذهب الى لندن يمكنك ان تنسي كل هذا وتلعبي مع جيل ، إكتشفا الجزيرة معا جيل تعرفها جيدا وسيسعدها ان تريك معالمها".
" اتوقع ان نجد ما نفعله".
" في الوقت الحاضر ستكون ساعات عملك غير منتظمة ، أحيانا ، أضطر للعمل في المساء بعد تناول العشاء ، آمل ألا يزعجك هذا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.