|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-12-11, 11:39 PM | #41 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| لا لم يستطع أن يخنقها ، فسرعان ما سحبها شخص من بين يديه ، وأطلق سراحها مما جعل غضب ريك يزداد إنفجارا صارخا : " اللعنة ! ماذا تفعل ؟". حملقت بها وجوه الفضوليين ، وهي تركض بسرعة ، تدفع أمامها البواب الكبيرة المؤدية الى ظهر السفينة ، علّها تستنشق الهواء النقي الذي يرطب وجهها المحموم . لم يهتز حاجز السفينة ، على الرغم من انها شدّت عليه بأحكام ، وهي تتنفس الهواء الذي اخذت السفينة ترسله ، وهي تشق عباب الماء . وما أن تلاشت سحابة الغضب التي طغت على أنتونيا ، حتى شعرت بيد شخص تلف خصرها بلطف ، رفعت رأسها ، لترى أمامها الشخص المخفي بدون راس . " آه ...أهذا انت ؟". نظر اليها الرجل المتنكر وهمس من أعماقه : " هل تشعرين بتحسن الآن ؟". " أجل أشكرك لأنك أنقذتني ". طال الصمت بينهما أكثر مما توقعت ، لم تستطع ان تكتشف هويته وقد تميز بطول فارع ، لم تر مثله على ظهر السفينة من قبل ، فهو يفوق جي طولا ، وإن كان جي متميزا بطوله . نطق أخيرا وكسر الجليد بينهما قائلا : " ما الأمر ؟ ولم فعل ذلك ؟". إرتجفت انتونيا من ذكرى الموقف ، لا سيما وأنها تعتبر ريك رجلا لطيفا ، لا نزعات عدوانية لديه ، فما الذي دفعه الى وضع أصبعه الرغامى وكاد بذلك أن يقتلها . " لا شيء على الإطلاق ". حاولت الا تخوض الموضوع معه حرصا على مصلحتها الشخصية . فاجابها : " لن يصرع الرجل فتاة لا تستحق ذلك ( جاءت همساته وكأن صبره قد نفذ ) ما الذي حدث بالضبط بينكما ؟". تحرك الرجل المتنكر الذي لا راس له ، ووقف الى جانبها بالقرب من الحاجز ، فرأت أنتونيا ياقته البيضاء تتحرك بعصبية ، فردت : " إنها غلطتي ، لقد اهنته بكلام لا يقبله الرجال ". " وما الذي دفعك لذلك ؟ ماذا قال لك ؟". تنهدت انتونيا بملل وقالت : " لم أقل شيئا الليلة ، لكنه طلب الزواج مني ، فأخبرته أنني أحب رجلا آخر ". سرّها الإعتراف بما يؤرقها الى هذا الشخص الغريب المتنكر ، الذي لا إسم له ، ولا رأس ، إذ لا تأتمن احدا على اسرارها عدا كارول . همس بنبرته الغريبة : " لكن هذا السبب غير كاف ليخنقك ( وبعد صمت قليل تابع كلامه ، وهل يعلم ذاك الرجل بحبك له ؟". " طبعا ! لكن الرجل الذي احب إستغل حبي لتحقيق غاياته ، إنه رجل اعمال ، يسخّر مشاعره لخدمة أعماله ". " هل هو متزوج ؟". " أجل ". توقفت أنتونيا عن الكلام إذ تذكرت ان هذا الرجل المتنكر ، هو إما أحد ركاب السفينة ، أو أحد أفراد طاقمها . قطع الرجل حبل الصمت الذي نسجته انتونيا عندما توقفت عن الكلام وقال : " لو كان الرجل الذي تحبين ، يريد الزواج منك فعلا ، فليخفف من إستغراقه في عمله ". وضع الرجل يده ذات الكف الأبيض على ذراعها وهمس : " هل نرقص معا ؟". نظرت أنتونيا اليه تبحث عن رأسه المختفي في مكان ما من القميص الأبيض ، إنه لباس متقن الصنع خاص بالتنكر ، ولا بد أن هذا الشخص قد أحضره معه ، لمعرفته المسبقة بهذا الحفل التنكري. " حسنا ! ". قررت فجاة ان ترافقه ، وضحكت عندما وضع يده على ذراعها ، فشعرت برقة وصلابة عضلاته ، لا بد وأنها ستتعرف عليه عن طريق صوته لكنه كان أدهى منها فإكتفى بالهمس . وبينما كانا في طريقهما الى حلبة الرقص ، ظنت أنه السيد برانش التكساسي ، الذي رفض إطاعة أوامرها أثناء درس الرياضة . إن السيد برانش طويل ، ولكن هذا يفوقه طولا . " اخشى ان يحسدني الحاضرون ( إنحنى هامسا في أذنها ) إنك تفوقين :كيوباترة جمالا ، أخبريني من اين اتيت بخصل الشعر الكثيرة هذه ؟". " الم تسمع بالشعر المستعار ؟". أجابت ساخرة ، وهي حرصة على لفائف شعرها المتدلية على جبينها ، ومؤخرة شعرها المعقود بشريط ، كان جي يحب شعرها الطويل الناعم كالحرير . لم تر أثرا لريك في حلبة الرقص ، فتنفست براحة خشية من هجومه . إنها لا تلوم ريك وحده ، فعليها يقع اللوم ايضا ، كانت تهمس لنفسها وهي في حلبة الرقص محمية بذراعي رفيقها المجهول ، لقد أصابته في الصميم لأنها طعنته في رجولته ، وسرعان ما قطع رفيقها تفكيرها قائلا : " أنظري الى فتاتك التي تعهدتها ، لقد طلّقت الحياء ، ورمت به جانبا ، يبدو أنها تستمتع بأوقاتها في تلك الزاوية ". نظرت أنتونيا بإتجاه ماريانا ، فهالها ما رات ، كانت ماريانا محاصرة بين الشاب الذي تنكّر بزي البحار الفرنسي وبين رفيقه ، يقهقهان عاليا ، وماريانا تدخن السيكارة التي وضعت في حامل طويل خاص للسكائر . وبنظرة ثاقبة ، أدركت أنتونيا أن ماريانا قد أسرفت في تناول المرطبات . " آه ( همست أنتونيا ) عليّ أن أنقذها من براثنهما ". " إنتظري ( همس رفيقها وهو يمسك حزامها الذهبي بشدة أكبر ، أظن أن شخصا آخر سبقك الى إنقاذها ". نظرت أنتونيا الى الزاوية حيث كانت تقف ماريانا ، وسرعان ما رأت ريك الغاضب الثائر ، ينقض على ماريانا والشابين ، سحب ماريانا من كوعها وشدّها حتى وقفت على قدميها ، دارت مناقشة حامية الوطيس بينهما ، ثم نظرت ماريانا الى ريك بخنوع ، ورمت الشابين بنظرة إعتذار ، وهي تتبع ريك بضعف الى حلبة الرقص . " إنظري ماذا جلب لها تخطيطك وما هي نهايته؟". رجعت أنتونيا الى الوراء وقالت وهي تحدق في القميص الأبيض : " وكيف عرفت بذلك ؟ ( سالته والشك يراودها ) أعتقد انك السيد برانش التكساسي الذي يجلس الى مائدتنا في غرفة الطعام ، لقد تراهنت وزملائي على ذلك ". " أعتقد أنك ربحت الرهان ". " لقد عرفتك ( اضافت فرحة وركضت لتشيع الخبر بين أصدقائها ) إذن انت السيد برانش ". اضافت انتونيا وهي مسرورة لإكتشافها الحقيقة . " سيكون برانش تحت تصرفك يا عزيزتي ( قال بنفس متقطع عندما توقفت الموسيقى ) هل تريدين أن نأخذ شرابا ؟". " حسنا ! ( هزت راسها مبتسمة ) ولكن عليّ ان أعود بسرعة ". " أعلم ان لديك الكثير من الأعمال ولكنني أعتقد أن المسؤولين يستغلون جهودكم من الصباح وحتى الليل ( قال متذمرا وهو يقودها الى منضدة لشخصين ) ها أنت لم تنتهي بعد من العمل ، وستباشرين درس الرياضة في الصباح الباكر ". " طبعا ( اجابته أنتونيا مؤكدة ذلك ) ان لدي وقتا حرا أثناء النهار ، كما انني أحب عملي". " هذا جيد ". اشار الى الخادم لهما شرابا ، وتوقف الخادم وهو ينظر الى القميص الأبيض بدهشة ، ولاحت الإبتسامة على وجهه وقال : " لو أنك شاركت في الإحتفال ، لنلت الجائزة الأولى ". " إنه شاب حكيم ". نظرت أنتونيا اليه وقالت : " يا ألهي ، كيف تستطيع أن ترى من خلال هذا القميص ؟". " لا ارى بوضوح ( قال بجفاء ) اخبروني انني سأرى بوضوح ولكنني في الحقيقة ، اشعر وكانني انظر من تحت الماء". " لا تهتم لذلك ، ستخلع هذا الرداء التنكري في الساعة الثانية عشرة ليلا حين يكشف الجميع عن اقنعتهم ، وتظهر الهوية الحقيقية للاشخاص ( نظرت الى ساعته الذهبية ، وقالت ) ستنتظر نصف ساعة أخرى ". " لن أستطيع أن انتظر تلك المدة لأتمكن من إحتساء الشراب ". قال مكشرا عندما وضع الخادم الكؤوس امامهما . " هل احضر لك شيئا يا سيدي ، يمكنك بواسطته الشراب ". " لا داعي لذلك "( اجاب التكساسي وهو يدفع ثمن العصير نقدا ) . لم تعلم أنتونيا كيف حدث ذلك ، كانت الكؤوس أمامها متلئة وبلمح البصر أصبحت فارغة ، لقد رأته يخفض الكؤوس الى صدره ، وهو يحرك يده ذات الكف البيض ، إنه رجل حاذق . ضحكت متسائلة : " هل تشرب دائما بهذه السرعة ؟". " في مناسبات كهذه فقط ". " هل إشتركت في رحلات كثيرة ؟". " هذه أول مرة ". " هل أتيت وحدك ؟ اعني هل انت متزوج ؟". " نعم ، إنني متزوج ولست بمتزوج ، دعينا نقول أن وضعي يشبه وضعك ". نظرت اليه ،وقد إعتراها شك مفاجىء ، هل أخبرته أنها كانت متزوجة ، لا تتذكر ذلك ، يبدو أنه قد قرأ افكارها . " اعني ان زوجتي ارادت أن أكون من نمط معين ، لكنني لم استطع أن اصبح كما تريد ". " كان عليها أن تتعرف على إهتماماتك قبل الزواج ". " هل فعلت أنت كذلك ؟". إسدلت أنتونيا أجفانها ذات الأهداب الكثيفة عندما سمعت هذه الجملة ، وأمسكت بشدة على الكاس ، إذ حرّك سؤاله كوامن نفسها ، وهزّها بشكل لم تستطع معه الدفاع عن نفسها . إن ما قالته للسيد برانش ، ينطبق تماما عليها ، فقد تزوجت جي وهي تعلم علم اليقين أي نوع من الرجال هو ، وما هي إهتماماته وبعدئذ حصل ما حصل. لم يتحرك الرداء الأسود ، ولكنها شعرت بإهتزاز كتفيه من الصوت الذي اصدره المتخفي قائلا : " أعتقد ان المرأة تحب ان تغير الرجل الذي تزوجته ". هزت أنتونيا راسها وهي مرتبكة : " ولكنني اعتقد ان على الرجل ان يتبدل بعد الزواج ، إن أحد اسباب الزواج الناجح هو أن يكونا معا....". قاطعها قائلا : " لا يا عزيزتي : على كل منهما ان يدور فلك الآخر أليس كذلك ؟". | ||||
01-01-12, 06:21 PM | #42 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 8- إنه حبيبها ... تصلبت كتفا انتونيا الناعمتان ، وتجمدتا تحت وطأة الذراع الثقيلة التي أمسكت بكتفيها ، ذهلت حين رأت السيد برانش الحقيقي بدمه ولحمه يقف الى جانبها ، إذن من هو الشخص المتنكر بمهارة فائقة والذي يجلس أمامها الى المنضدة . لم يحتج الأمر لمزيد من التفكير ، وأيقنت انه جي . زحف غضبها اللاذع الى حنجرتها ، وحاولت جاهدة الوقوف على قدميها وقالت : أعرّفك على شقيقك التوأم يا سيد برانش ، والأجدر بي أن أعرّفك على السيد ستانفورد المعروف بإسمه المستعار جيمس براونيلا ". " من ؟". سأل الرجل التكساسي ، لم تجب أنتونيا ، وتعثرت في خطواتها ، وهي تبعد عن المنضدة مسرعة ، وقاصدة أحد الأبواب الخارجية المؤدية الى ظهر السفينة . " إنتظري يا أنتونيا ....." سمعت صوت جي يتهادى ال مسامعها ، إستطاع جي ان يمسك بها ، وهي تنزلق بالقرب من الحاجز وقال : " إستمعي الي أنتونيا ... رجاء ". اراد ان يمسك بها ، لكن يده لم تمسك إلا الطرف الأعلى من ذراعها ، ردت عليه بجنون : " ولماذا إستمع اليك ؟ لو أنني أعلم مع من أتكلم ، لأستمعت اليه بكل سرور ، ولكن هل أنت جيمس ستانفورد ، أم جيمس براونيلا ، أم السيد برانش ؟ لا أثق بهويتك ، ولكنك لست السيد برانش ". شعرت أنتونيا وهي تمسك بالحاجز أن أصابعها تبللت من قطرات الماء التي حملها الهواء معه الى الحاجز وسمعت شتائم جي ، وهو يخلع ملابس التنكر التي أخفته بمهارة الى أن ظهر الشخص الحقيقي : " حمدا لله ( قال جي وهو يرتّب شعره باصابعه ، آمل ألا أحتاج للتنكر مرة ثانية ". " وما الذي إضطرك الى التنكر بهذا الشكل ( قالت ببرود وهي تنظر الى مياه البحر ) أم أن النفاق جزء من شيمك هذه الأيام ! ". أطبقت اصابعه على يدها وقال : " هل تعلمين أنك السبب وراء نفاقي هذا ؟ لقد شعرت عندما تركت السفينة في أكابولكو أنك لن ترحبي بي مرة ثانية ، لهذا تنكرت كي يتاح لي المجال للجلوس معك والتحدث اليك ، قبل أن تختفي ثانية من حياتي ". " لماذا عدت ( سألته بملل وبصوت قاس كقسوة كتفيها ) هل اصرّ السيد آنسي لان يقابل زوجتك الحبيبة ، قبل موافقته على توقيع العقد ؟". بدت الحيرة واضحة في عينيه ، لم يتوقع ان تقدم غلوريا على مثل هذا العمل ، وأن تخبر أنتونيا عن السبب المباشر الأساسي لعودته للبحث عنها . " نعم ! يريد مقابلتك ( قال ببطء كأنه يريد معرفة ما لديها من معلومات اخرى ) حللت ضيفا في منزلهم في البالوس فيردس ". " وتعجب لعدم حضور زوجتك ( أكملت انتونيا الجملة ساخرة ) وماذا اخبرته يا جي ؟ الم تقل له بأنني لم أرغب بترك هذه الرحلة السياحية المترفة ، ولو كان تركها يؤدي لتحقيق غاية زوجي الملحة في توقيع العقد ؟". بدت القسوة على ملامح جي ، وحاول السيطرة على غضبه وقال : " أرى وكانك بحالة غير طبيعية ، وبإمكاني ضبط تصرفاتك بطريقتي الخاصة". شعرت بألم خفيف في ذراعها تحت وطأة أظافره ، ادارها اليه ليصبحا وجها لوجه ، وعانقها ، سرت صدمة خفيفة في اعماقها ، ولم تستطع مقاومته أو تجاهله ، وفجأة قالت : " لا يا جي ". دفعته بيدين من فولاذ ، وتخلصت من عناقه . " لماذا تفعلين هذا ؟". سألها بحدة ، وهو يهز رأسه ولا يصدق ما يسمع . " لأن ذلك لن يحل المشكلة" ( حاولت أن تبعد جسمها عنه ، لكن عاطفتها لم تأبه لأوامر عقلها ). " لكنني أرى في ذلك بداية حسنة ". قال بصوت متزن ، مقطبا جبينه ، والأصوات الصاخبة تصلهما من الطرف الآخر من السفينة . " إنه صوت الطبل ( علقت أنتونيا ) المتنكرين يقومون بجولة على ظهر السفينة قبل الدخول الى الردهة ". " سيصلون الى هنا خلال دقيقة ( اجابها وهو يمسك بذراعها ) تعالي الى غرفتي لنتكلم بهدوء ". " نتكلم ؟". " كما تريدين ، إلا إذا أردت التفاهم بطريقة اخرى ، حان الوقت لنضع النقاط على الحروف ". إمتزج صوته مع الأصوات التي أتت من الطرف الآخر من السفينة ، كان البحار الفرنسي يقرع الطبل، وبلمح البصر وصلت جميع المتنكرين وقد خلعوا ملابس التنكر ، مال قائدهم وإختطف أنتونيا من يدي جي . " تعالي يا كليوباترة إننا بحاجة الى احد النبلاء لقيادة هذا الموكب ". شعرت أنتونيا بيدين قويتين تحيطان بخصرها وهي تنخرط في الموكب ، وعندما نظرت الى الوراء ، إلتقت عيناها بعيني جي ، ولم تتح لها الفرصة لتتعرف على مشاعره إذ دفعت الى مقدمة الموكب . وفي تلك اللحظة ، إنتقل الموكب من مكان لآخر ، نظرت الى جي فلم تجده . عادت أنتونيا الى قمرتها ، فسالتها كارول وهي مضطجعة في سريرها : " ها هوجي قد عاد أليس كذلك ؟ ألا تعرب عودته عن مدى إهتمامه بك ، وليس بالسفينة ؟هل يهمك حقا امر هذه السفينة ؟ إذا كان هذا هو إهتمامك ، فإنك لا تستحقين إهتمام أي رجل ، ولو كان بعين واحدة ، فما بالك برجل مثل جي ستانفورد ". | ||||
02-01-12, 12:38 AM | #43 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| حملقت أنتونيا بزميلتها ، والدهشة لا تفارقها إذ رأت كارول تنام في سريرها وبمفردها ، فهذه اول مفاجأة حملها الصباح الذي تلا الحفل التنكري . وقفت أنتونيا بين السريرين لأرتداء ملابس رياضة الصباح واردفت : " ما الذي غيّر آراءك فجاة يا كارول ؟ لقد اخبرتني بالأمس ألا أثق بجي ، أو بأي رجل آخر ، هل إجتاز مايك إمتحانك ؟". " يريد أن يتزوجني ". " وما رايك ؟". " موافقة بالطبع ، ألست مجنونة ؟ الا تذكرين رايي عن الزواج ومؤسسته ؟". " لا ليس بالضرورة ( أجابت أنتونيا بحذر ) إن مايك لطيف ، وأنا أحترمه ، وأعتقد انه يلائمك ". " وأعرف ما في الأمر انني لا أفكر إن كان يلائمني أم لا ( أجابت كارول وهي مسترسلة في تفكيرها ) إن همي الوحيد ، أن أجعله سعيدا ، أليس هذا جنونا ؟". " نعم ، إنه جنون المحبين ( ضحكت وقالت ) ومتى سيكون اليوم السعيد ؟". " إنك تفكرين يا أنتونيا كما يفكر مايك ، كلاكما يريد ان يقيدني ". " إن القبطان فانس يستطيع عقد قرانكما ". " إن تلك الشرعية قد مضت عندما تزوجت سابقا ، لكنني لا أمانع بإجراء بعض الشكليات على السفينة ، ولكنني أخشى ان أرتكب خطأ للمرة الثانية ". شعرت أنتونيا أن كارول بحاجة اليها ، فإرتدت ثوبا خفيفا ،وجلست على طرف سرير كارول . " أعتقد يا كارول إنك تحبين مايك ، وزواجك منه سيؤمن لك العيش الدائم على السفينة ". " أجل وهو كذلك ، لقد إعتدت حياة السفن ، ولا أعلم ان كنت أستطيع التكيف مع الحياة العادية فوق اليابسة ". " جربي ! ستفقدين آجلا أم عاجلا الحياة العاطفية على ظهر السفينة ، وستعيشين فوق اليابسة ، أعتقد أن جي لن يشتري السفينة ، ولن ينفق أحد ثروته هباء كي يطيل عمرها ، قد تعملين على سفينة أخرى ". " وأنت يا انتونيا ماذا ستفعلين عندما ترسو السفينة في لوس أنجلوس ". " استطيع أن أجد عملا في شركة خاصة كشركة...". "كشركة جي ستانفورد ، لماذا لا تكونين عاقلة، تعترفين بحبك لجي ... لقد علقت بشباكه منذ البداية ، ولعلك تتخيطين للخلاص منه ، ولكنك مقيدة به ولا ترين إلا ما يتعلق به ، ماذا يضيرك أن أهتم بعمله في بعض الحيان أكثر منك ؟ صارحي نفسك بأنك معجبة به ، بطموحه ، بإخلاصه ، وبنضاله لتحقيق أحلامه مهما كانت ". " إنك لا تفهميني يا كارول ، كل ما أريده هو الحياة الطبيعية ، أريد زوجا ينام عندي وأولادا أرعاهم ، إن جي يدرس موضوع الإنجاب بشكل يتلاءم مع جدول اعماله ". أجابت كارول بعد تفكير : " قد لا يكون راغبا في إنجاب الأطفال ! ". " بالعكس إنه يحبهم ، ولكنه يريد توافق الإنجاب مع برنامج عمله ، ربما ليجد الوقت كي يستمتع بهم متى كان عمله مستقرا ، هذا ما أخبرني به ، لكنك يا كارول لا تقدرين موقفي ، تصوري انني أنتظر عودته طوال النهار ، وما أن تتاح الفرصة لنجلس معا ، حتى تتصل به غلوريا مختلقة الأسباب لتكلمه ، علاوة على اشياء أخرى ". أنهت حديثها بهز أكتافها ، أخذت كارول قميصها عن سريرها وقالت : " إنني حزينة لأجلك ، ولكن تصرفك يدهشني ، لم تجلسين في منزلك كالأميرة الأسيرة في القلعة ، تنتظر عودة اميرها ، لو أردت لوجدت ألف حل أمامك ، بدلا من أن تلقي بزوجك بين ذراعي إمرأة أخرى ، ثم ترثين لحالك ، لماذا لم تسافري معه ، وتجعلي من غرف الفنادق المتبدلة منزلا تسوده العاطفة والحب عندما يعود مساء ". " لم يرغب في وجودي ( همهمت أنتونيا بغضب إذ شعرت أن كارول تلومها ) كان يريد غلوريا الى جانبه ". إستحمت أنتونيا وغادرت قمرتها بعد دقائق ، إختارت ملابس بسيطة لكنها إعتنت بتصفيف شعرها بشكل أنيق تحت القبعة ، ووضعت لمسة من المساحيق الصباحية التي أظهرت بريق عينيها . " إتفقنا إذن ( قالت لكارول وهي تمسك قبضة الباب ) ساراك في ردهة البحار بعد الإفطار ، وإن لم اجدك ، فسأعرف السبب ". خرجت أنتونيا بسرعة من الغرفة بإتجاه المصعد ، وما زالت عابسة ، وما ان وصلت الى غرفة جي ، حتى شعرت ان الكلام الذي سيسعفها هو كلام بسيط : مرحبا يا جي أتيت اليك لأخبرك بأنني احبك وانني ... سأقتنع بالوقت الذي تخصصه لي . سيطر عليها كبرياؤها ثانية، هل تقبل بالعودة اليه ، وبشغل جزء ضئيل من حياته ؟ وهل تستطيع كبح جماح الغيرة من غلوريا التي تملأ عالم عمله ، الذي سيبقيها دوما بعيدة عن الساحة . قفز قلبها بين أضلاعها ، وهي تدفع الأبواب الثقيلة المؤدية الى الجناح رقم ( 6 ) ، إستندت الى الحائط كي تلتقط تلتقط انفاسها ( إن كارول على حق ، علي أن أعترف بحبي لجي ، ذاك الرجل الذي أحب على الرغم من خلافات الماضي ، سانجب طفلا كما وعدني ولعله قد بدأ يخفق في احشائي ، لقد قرأت وسمعت ان وجود الطفل لا يدعم زواجا مهلهلا ، لكن إنجاب الطفل قد يكون حافزا لجي لتوفير وقت أطول ، ليهتم بطفله ، وليؤمن له حياة هادئة وآمنة ، لم يتمتع هو بهما في طفولته ) . سمعت أنتونيا بابا يفتح داخل الجناح ، وجاءها صوت إمرأة يبدد سكون ذاك القسم الهادىء من الباخرة ، دفعت نفسها الى الوراء ، وإختلست النظر ، شاهدت في نهاية الممر العريض غلوريا بردائها الرقيق الأخضر الفضفاض تغلق باب الجناح رقم ( 6 ) جناح جي ، سارعت ضربات قلبها ، وشدهت للأمر ، وعادت الى قمرتها . | ||||
02-01-12, 04:03 PM | #44 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| وجدت كارول تجلس الى منضدة الزينة الخاصة بها ، علّقت كارول : " لم تذهبي اليه اليس كذلك ؟ لماذا يا أنتونيا ؟". إمتلت عينا كارول بالقلق عندما نظرت الى أنتونيا فهالها شحوبها ، ردت أنتونيا : " لم يكن وحيدا ( أخذت شفتها ترتجف ) كانت غلوريا معه ". " يا ألهي ! هل دخلت الغرفة وهما معا ؟". " لا ! ( ورمت بنفسها فوق سريرها وتابعت ) كانت تغادر غرفته لتوها ،وهي في ثياب النوم ". لم تعد أنتونيا تسمع أوتعي شيئا مما حولها ، لقد كذب جي عليها عندما اخبرها ان غلوريا لا تعني شيئا بالنسبة اليه ، ولا يربطه بها سوى علاقة العمل . " آسفة يا أنتونيا لما حصل ( وضعت كارول يدها بلطف على كتف أنتونيا ) إن ذلك لا يعني بالضرورة وجودعلاقة هامة بينهما ،إنها ترمي نفسها بين ذراعيه ، وهي لا تخفي هذه الحقيقة ". صرخت انتونيا بمرارة : " تقدم لي خلال العامين الماضيين عدد من الرجال ، لكنني لم أرم بنفسي مثلها ". " إن الأمر يختلف بالنسبة للرجال ". " وفري يا كارول على نفسك مشقة إقناعي ( قالت بغضب ) لا يهمني أمر جي بعد اليوم ، ولن اراه ثانية ". " لن يتحقق هذا عل ظهر الباخرة ، وفي عرض الباخرة ( أجابتها كارول ) إلا إذا قررت الإختفاء هنا في هذا الجناح الذي يشبه وكر الفئران ". " هذا ما سأفعله بالتأكيد ، سأمكث هنا حتى نصل الى لوس أنجلوس ، وبعد ذلك لكل حادث حديث ". " سيستغرق هذا أربعة أيام اخرى ( أشارت كارول بيقظة ) ولا تنسي ان من واجبك تسلية الركاب ". " لا ابالي ، سأقوم بمعظم الأعمال في الرحلة القادمة ". " إذا كان هناك رحلة قادمة ( أجابت كارول وهي تنظر الى انتونيا بنظرات رقيقة ) أعتقد أنك قد أكلت وشربت لهذا اليوم وتستطيعين البقاء هنا ". "وماذا سيقول القبطان والمسافرون إذا بقيت هنا ؟". " لا شيء البتة ، سأقول بأنك مصابة بمرض إستوائي ". " وماذا لو سألوا الطبيب ماكنزي عن التفاصيل ؟". " سأذهله بأجوبة جيدة ، لا تنسي بأنه صديقي". غادرت كارول القمرة ، وشعرت أنتونيا بالممل ، فأخذت تذرع الغرفة جيئة وذهابا ، بدأ الجوع يقلقها ، محاولا أن يصرف تفكيرها الدائم عن غلوريا وهي تخرج من غرفة جي ، وبعد برهة عادت كارول محملة بما لذ وطاب من المأكولات ، ركضت انتونيا اليها وكادت لا تصدق ما ترى . " ليتهم يشاهدونك على هذه الحالة ( علّقت كارول ببرود ) لأرسلوا لك رسائل مواسية ". صدرت عن أنتونيا أنة الجوع ، وهي تأكل فخذ دجاجة طبخت بالتوابل . " آه ما أطيبها ". " إن زوجك مهتم بك بشكل خاص ". " هل شاهدت جي إذن ؟". وضعت أنتونيا الطعام في الصحن ، ونظرت الى كارول بتردد ، هدأت شهيتها مؤقتا ، فشعرت بعودة المشكلة من جديد ، إن غلوريا بين ذراعي جي ، طوال الليل . " أستطيع تخيل مدى إهتمامه بي ألا توافقين معي أنه مهتم بالصفقة التي بدأ يطبخها في لوس أنجلوس ، إن الرجل المسيطر على المشروع ذو نظرة دينية ، ولهذا فن جي بحاجة الى زوجة تدعمه أمام ذاك الرجل لتصبح الملايين في يديه ، هذه هي القصة يا كارول ". نظرت أنتونيا الى ما تبقى من طعامها ، وقد فقدت شهيتها . " أعتقد أنك مخطئة يا أنتونيا ( اجابت كارول بإهتمام ) لا يبدو كما تصفينه ، إنني معجبة به ( أجابت محاولة الدفاع عنه ) إنه مهتم بك وبصدق ". " لا بل أنه يستخدم سحره حينما تقتضي مصلحته ذلك ". قالت أنتونيا بجفاء واثقة من قدرة جي على ذلك ، وعندما إقتربت كارول من الباب لتذهب ، هتفت انتونيا : " اشكرك يا كارول من أجل الغداء ". " لا داعي لذلك ، سأرعى تدريب السباحة قبل بدء السباق النهائي الذي سيقام بعد ظهر اليوم بين الأطفال المتنافسين على البطولة ". " آسفة يا كارول ". وهمت أنتونيا بالنهوض فردت كارول : " إجلسي حيث أنت ، وسيكون تأثيرك كبيرا ولو كنت مختبئة ". لم تهتم لما سيحدثه غيابها من أثر بين الركاب ، لكنها خشيت على كارول من التورط مع بعض الأطفال المشاغبين وعلى رأسهم طوني وارين ، لهذا اخذت تملي على كارول بعض النصائح ". " ساعلّقه من قدميه على حاجز السفينة ، إن سبب لي المتاعب ". قالت كارول ومضت لشأنها ، تهاوت انتونيا على سريرها وهي ترثي لحال كارول التي لا تحسن معاملة الأطفال ، وشعرت بعد قليل بجو القمرة الحار ، وأخذت تتوق الى ردهات السفينة المكيفة ، لم تشعر فيما مضى بمساوىء الجناح الخاص بالطاقم ، لأنها لم تكن تمضي فيه أوقاتا طويلة ، وبالرغم من أنها إسترسلت في التفكير بحبيبها جي ، إلا أن الكرى داعب أجفانها ، فراحت في سبات عميق. قطع أحلامها الوردية ، صوت جرس الإنذار يقرع بشدة ، جلست بسرعة وقلبها يقفز هلعا ، ثم علمت بفضل خبرتها أن هذا الجرس لا يتعلق بسلامة السفينة ، بل ينم عن وجود حادثة طارئة كسقوط احد الأشخاص من الباخرة. وقبل ان تتأكد من الحقيقة ، وثبت بسرعة ، وركضت لترى الركاب يتدافعون عند ابواب المصاعد المغلقة مذعورين ، ومنهم من إرتدي سترة النجدة فوق قمصان بلا اكمام . هتفت انتونيا باعلى صوتها محاولة جعله أعلى من صخب الركاب : " رجاء لا داعي للخوف ". " إذن لماذا يقرع هذا الجرس؟". سالها رجل ذو وجه رمادي ، تلاشى الإضطراب الجنوني عندما رضخ الجميع لصوت أنتونيا المهدىء . " لو انكم قرأتم التعليمات الخاصة بالسفينة ، لعلمتم أن هذا الجرس يعني شيئا آخر يختلف عما ظننتم ". " ماذا تقصدين ؟( سالها الرجل الذي وقف الى جانبها ) هل يهاجمنا القراصنة ؟". " لا، من المرجح ان أحد الأشخاص قد سقط من السفينة ". تأججت نيران الذعر من جديد ، إذ خشيت كل عائلة على أفرادها . لهذا اردفت أنتونيا : " قد يكون احد افراد الطاقم ، لقد حدث هذا من قبل ، وأنقذ الرجل بدون أية متاعب ، والآن رجاء....". إختفى صوت أنتونيا بين الجموع التي إحتشدت في غرفة المصعد ، إذ فتح بابه فجاة ، خشيت أنتونيا أن يفوق وزنهم حمولة المصعد ، ونظرا لأن جهودها في إقناعهم ستذهب سدى ، تركتهم وهبطت السلم . إحتشد الركاب على ظهر السفينة ، على الرغم من الجهود المبذولة لأخلاء المكان ، فتحت بوابات الإنقاذ ، وأطلق أحد قوارب النجاة الى مياه البحر ، وما ان شاهد الركاب أنتونيا بلباسها الرسمي ، حتى زاد تذمرهم واخذ السابق منهم يخبر اللاحق : " لقد سقط طفل في البحر ، ولحق به رجل لأنقاذه ، لكن السفينة إستغرقت وقتا حتى خفضت سرعتها ". اهدت انتونيا قارب النجاة قريبا من مؤخرة الباخرة ، وإستطاعت أن تميز إهتزاز رأس المنقذين فوق مياه المحيط المتدفقة ، فشعرت بالإرتياح يسري في أوصالها . إنه تومي الذي سقط في الماء ، لم تدهش أنتونيا لذلك إبتسمت في سرها ، هل حققت كارول تهديدها بأنها ستعلقه من قدميه إذا سبب لها المتاعب . راقبت غلوريا مشهد الإنقاذ ووقف جاكسون وراءها ، لكن أنتونيا لم تشاهد جي ، لا بد أنه مستغرق في اعماله ، ولن يسترعي إهتمامه حادثة كهذه ، وبعد أن تخلصت من تفكيرها ، رأت ذراعين قويتين تحيطان بالغلام قبل أن يسلم الى افراد الطاقم . دوت صرخة جماعية عن الركاب ، لقد انقذه ، يجب أن يمنح المنقذ وساما . " ترى من هو المنقذ؟ نظرت انتونيا وذهلت لما راته ، إذ حمل أحد افراد الطاقم الغلام ، بينما أمسك الاخرون بشدة بالمنقذ . مضى وقت ولم يستطع افراد الطاقم إعادة المنقذ الى السفينة ثانية ، سأل احدهم انتونيا : " ماذا حدث له ؟ هل توجد اسماك القرش في الماء ؟". " لا أعتقد ( أجابته محاولة تهدئة روعه ) يبدو أنه متعب من السباحة". وبعد جهد شاق ، وصل قارب النجاة الى السفينة ، فإستطاعت أنتونيا ان تميز الرجل المغمى عليه ، إنه جي حبيبها . | ||||
02-01-12, 08:12 PM | #45 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 9- لم اعد أريدك ما زال جي فاقدا وعيه عندما نقل الى مستشفى السفينة ، إذ غاب عن وعيه عندما أرتطم جبينه بحافة القارب الصغير ، الذي أخذت الأمواج تتقاذفه ، فتركت خدشا ما بين حاجبيه. وبينما وصلت انتونيا الى جناح المستشفى ذي السريرين وجدته غاصّا بالمسافرين القلقين ، إبتعد الدكتور ماكينزي عن الجسم الهامد مقطبا حاجبيه الكثيفين ، وهو يتفرس في وجه المجتمعين ، وقف القبطان وغلوريا وجاكسون وريك والأعضاء الأربعة من فريق الإنقاذ في الفرقة. قال ماكينزي : " ليس بوسع أحدكم ان يفعل شيئا لأجله ، تلقى صدمة على راسه وسيعود الى حالته الطبيعية بعد قليل ، إخرجوا جميعا من هنا ". " لن اخرج أنا يا دكتور ( اجابت غلوريا ) إذ سيكون بحاجة ماسة اليّ عندما يستيقظ ". " هل أنت زوجته ؟". " لا .... ولكنني......". " إنني زوجته " ( ردت انتونيا وهي ما تزال تقف عند الباب ، عم السكون ارجاء الغرفة ، لم تشعر أنتونيا بما حولها إذ كانت تتأمل الوجه الصامت الملقى على الوسادة ، قطع القبطان حبل الصمت وقال ) : " أنتونيا ، إنك لا تدركين ما قلت ، وأعتقد أنك لست على ما يرام ! يجب ان تخضعي لفحص طبي". " لست بحاجة لذلك ( أجابته بعناد ) إن جي زوجي ، ولي الحق أن أبقى معه ". إنفجرت غلوريا وهاجمتها بغضب : " كان عليك أن تطالبي بهذا الحق منذ سنتين خلت عندما وليت هاربة ! ". نظرت أنتونيا اليها بإزدراء ، وتجاهلت نظرات الموجودين وقالت : " لقد تركته بسبب احاديثك الكاذبة ، كان علي أن أصدق ما يقوله جي فقط ، ولا أستمع لهلوستك الزائفة التي لا وجود لها في الحقيقة ". " الحقيقة ! وماذا تعلمين عن الحقيقة ( دوى صوتها عاليا ) إننا رفيقان منذ أن بدأت العمل في شركته ، ولذلك كان يصطحبني معه في رحلات عمله ". " إنني لا أحب هذه الثرثرة هنا في المستشفى ( اجاب الدكتور بحزم ) ليخرج الجميع ،ولتبقى زوجة المريض". " ذكريني بأن أزيد راتبك في وقت لاحق ". تهاوت هذه الجملة الى أسماع الموجودين ، أتى صوت جي ضعيفا ومشوشا . ركضت غلوريا الى السرير وهتفت : " جي يا حبيبي ، هل أنت بخير ؟". واخذت تمسح باصابعها ذات الطلاء الأحمر يد جي ذا الشعر الأسود الكثيف ، قال جي عابسا وهو يغلق عينيه : " سأصبح بخير عندما أبقى وحيدا مع زوجتي كما قال الدكتور ....". " ولكن ! يا جي ....". ما أن سمع جاكسون كلام جي حتى إقترب من غلوريا ، ورافقها الى خارج الغرفة ، ثم غمز أنتونيا ، وكأنه يعدها بأنه سيبعد غلوريا عن طريقها ، وضع القبطان فانس يده على كتف أنتونيا برفق وقال : " لن اتظاهر بأنني افهم ما يجري الآن ، وآمل أن تختاري الأفضل لحياتك ". هزت أنتونيا راسها ، وهي تصطنع الإبتسام ، وتنظر الى ريك الذي ما زال واقفا بالقرب من الباب ، هز ريك لها رأسه منوها عن إدراكه للحقيقة . إنصرف الجميع وبقي الدكتور معهما ، إبتلع لعابه، ونظر الى مريضه ، ثم إتجه نحو الباب قائلا : " تصرفا على راحكتما ، لن أدع أحدا يزعجكما ". ساد صمت مطبق على الغرفة بعد خروجه ، وشعرت أنتونيا بتجمد ساحق في أوصالها ، إنها لا تصدق ما حدث . " هل ستبقين هنا طوال النهار ؟ ام انك ستستغلين فرصة إختلائنا ؟". رفعت أنتونيا رأسها ، ونظرت الى جي الذي أخذ ينظر اليها بعينين ساخرتين . " انا... اجل أعتقد أنني سابقى معك لفترة ما ". " أجلسي هنا ". وإنهال شاتما ، وإختفت آثار ضعفه ، ثم رفع يده واشار اليها آمرا : " تعالي الى هنا ". مشت الى السرير ، وما أن وقفت امامه حتى إحتضنها بذراعيه ، ورفعها الى جانبه ، قاومت بحدة شوقها بان تاخذ وجنتيه بين راحتيها ، ونظرت اليه وهي تفكر بالحاجزالكبير الذي سبّبه سوء التفاهم الذي حصل بينهما ، كما أن لديها المزيد من التساؤلات التي تلتف في أعماقها كالحية المسمومة ، وذخيرة من ألم الماضي والحاضر تقبع كالرصاص في صدرها . " لماذا تمارضت هذا اليوم ؟". سالها جي وهو يعبث بشعرها الأسود ، ويرفع رأسها بيده كي تنظر في عينيه . " لم أتمارض ". اسدلت اهدابها الطويلة ، وأخذت تنظر الى وجهه ثم عانقها وهمس معلقا : " تبدين الآن على ما يرام ! ". شعرت أنتونيا بزهو زاد من بريق عينيها وصبغ بألوان دافئة ، همست وهو ما زال يداعبها : " كفى يا جي رجاء ! ". " الم يعدنا الدكتور بأننا في أمان هنا ؟". ابعدته عنها ، وقالت : " لا يا جي يجب أن نضع النقاط على الحروف ، الم اقل لك بالأمس إن لقاءنا لن يحل شيئا من مشاكلنا ، دعنا نتكلم اولا ". "وهل تضعين قيودا ؟ انسيت ما قلت لغلوريا منذ قليل ؟ الم تقولي لها انك ستصدقين ما أقول ". " اريد أن أثق بك يا جي ( اجابته يائسة ) ولا أريد منك أكثر من هذا ". " سنتكلم فيما بعد ". أخذها بين ذراعيه وهو يقول : " لن تقدّري الألم الذي سببته لي بالأمس ". " ولكنني لا ....". ولم تستطع إتمام جملتها إذ شعرت بان العاطفة تؤدي لنتائج ذهبية تماما ، إضطجعت أنتونيا محاطة بذراعيه ، طرد هذا الإطمئنان مخاوفها وشكّها ، إنها واثقة الآن بأن جي لها وحدها ، وأنه زوجها . | ||||
02-01-12, 09:03 PM | #46 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| همس جي بحنو: " أنت يا أنتونيا تزيدين حياتي ضياء تخبو أمامه جميع الأضواء التي تشعها النساء بمن فيهن غلوريا ". حاولت أنتونيا أن تبعد ذكرى غلوريا التي تؤرق حياتها وقالت : " لقد رأيتها بالأمس تغادر غرفتك ، وقد بدت جذابة في الثوب الأخضر الرقيق ". " وماذا ظننت بي في تلك اللحظة ؟". رفرفت عينيها مسدلة أهدابها الجميلة وقالت : " ظننت أنها قضت الليل معك ! ". فتطاير الشرر من عينيه وقال : " أما زلت عديمة الثقة بي يا أنتونيا ؟". " لا يا جي إنني اثق بك ، ولكن الآمر ...". " لقد صدقت تلك المرأة التي كانت هنا منذ قليل ! بالله عليك يا أنتونيا ألا تثقين بأنك المرأة الوحيدة التي تهمني ، أنا لا أنكر وجود علاقة بيني وبين غلوريا فيما مضى ، عندما بدأت عملها في شركتي ، إنها إمرأة فاتنة ، ذات مظهر براق ، لكن جوهر المرأة يفوق مظهرها اهمية ، وهذا ما لمسته فيك عندما تعرفت اليك لأول مرة ". " ظننت انك إستضفتها لأنني خذلتك ليلة أمس ، لم اشأ ذلك ، ولكنني إضطررت أن أشارك الركاب مرحهم ، فهذا جزء من عملي ، واتيت هذا الصباح لخبرك بأنني أحبك بدن قيد أو شرط ". " وبالطبع ! عندما شاهدت غلوريا خارجة من غرفتي إستنتجت فورا أنها قضت الليل معي ، تماما كما كنت تشكين بالأمر كلما قمنا برحلة عمل ". نظرت في عينيه وقالت : " لقد إعترفت بذلك لتوها ". " لماذا لا تصدقينني يا أنتونيا ! لماذا تصدقين كل ما تقصه عليك غلوريا ؟". وثب من السرير وبسرعة غطى جسمه بثوب أبيض قصير ، ثم أخذ يبحث في جيبي الثوب عن السكاير ، مسح شعره بأصابعه ، وقال وقد أنفجر غاضبا : " إنني اعرف غلوريا منذ سنوات طويلة ، ولو كنت مهتما بها حق الإهتمام ،لتزوجتها منذ زمن طويل ". " ليس بالضرورة ، إن غلوريا سيدة فاتنة ، ولكنها لا تتمتع باللطف والإعتدال الذين تعتبرهما أنت من فضائل زوجتك المنتظرة ". حملق جي في وجهها بدهشة عدة دقائق ، ورفع رأسه الى الوراء ضاحكا ، ثم جلس على حافة السرير ، وقد رفع حاجبه ساخرا : " تقصدين زوجة من نوعيتك ، فلقد كافحت كثيرا حتى نلتك عن طريق الزواج، أليس كذلك ؟". " أجل هذا ما اقصده ، إنك تتحمل جميع الصعاب التي تعترض طريقك لتحقيق ما تريد ، حتى ولو كلفك الأمر مشقة الإبحار على السفينة بحجة شرائها ،كي تعود الى زوجتك وتنال الصفقة الجديدة ". ساد حبل الصمت مدة طويلة ، فنظرت أنتونيا الى وجه جي المتوتر ، لماذا بدا عليه الغضب هكذا ؟ إن ما قالته حقيقة ، فإن غلوريا قد أخبرتها بذلك وهي تعرف خفايا الأمور التي تتعلق بأعماله . " تكلم جي أخيرا ببرود وقال : " هيا لنخرج من هنا ". وبدون ان يأخذ ملابسه التي ما زالت مبتلة ، تابط ذراعها ، وإتجها نحو الباب . لم يعر جي إهتماما لنظرات الفضوليين التي تبعتهما ، وهو يصطحب أنتونيا الى جناحه الخاص ، وعندما دخلا غرفتهما ، ألقى بها على الكرسي الوثير ، ثم فتح النافذة ومضى لشأنه . سمعت صوت أدراجه وخزانته ، وهو يصفعها بشدة ، إنه ينتقي ثيابه ، ترى هل ستزعجه الصدمة ، وتشوش تفكيره ، وعندما عاد اليها مرتديا ملابسه الأنيقة ، بدا طبيعيا على الرغم من جرح جبينه ، قدّم لها كأسا من الشراب ، واشعل لفافته. " ترى هل يستحسن ان تشرب بعد هذه الصدمة ؟". " إنني على ما يرام ، لنعد الى حديثنا ولآخر مرة أقول لك هذا الكلام أنا لم أستغلك من أجل توقيع العقد ، ففي الحقيقة ليس لك أي شأن في إتمام تلك الصفقة ، لكن السيد جاكوب آنسيل رجل متدين ورجل أعمال متميز بعناده ". " ولكنك أخبرتني بأنه يريد أن يراني ". نظر اليها نظرة واضحة واجاب : " نعم لقد طلب ذلك على الصعيد الإجتماعي ، إذ أنه وزوجته إستضافاني عندهما في لوس أنجلوس ، وطلب مني أن أحضرك معي عندما أذهب لزيارتهما مرة أخرى ، لقد تم الإتفاق على الصفقة عندما رحلت ، وهكذا ( نظر الى النافذة وتابع ) تجدين أنني لم آت الى هنا لأجل ذلك ، ولكنني اجزم بأنك لا تصدقين ما أقول ، لأنك لا تثقين بي ، تماما كما كنت أثناء زواجنا ". " إنني اصدقك يا جي ". همست ، كيف لا تصدقه وهو يحدثها بوضوح ولكنه يبدو أنه لا يهتم لذلك ، ولا يأبه لها لها ولا لثقتها من الآن فصاعدا ، نظر اليها وتابع : " وبما أننا نتكلم عن الثقة ، فساروي لك القصة كاملة ، سانقل إليك خبرا قد يجعلك سعيدة ( شرب ما بقي من شرابه وتابع ) إنني وجاكوب قررنا أن نشتري السفينة بعد مباحثات دامت ليلتين وفي الحقيقة وصلت جميع المراسلات أثناء غيابي الى غلوريا ، بما فيها برقية جاكوب التي يعلن فيها موافقته النهائية ، ولهذا السبب رأيت غلوريا تغادر جناحي في ساعة مبكرة من الصباح ". " آه يا جي ". تلعثمت أنتونيا ولم تستطع أن تتفوه بكلمة ، وكأن دماغها شل عن التفكير . " وهكذا يا أنتونيا هذا ما حصل ". | ||||
02-01-12, 10:11 PM | #47 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| مشى نحوها وعلى وجهه نظرة لا حياة فيها ، جعلت أنتونيا تشعر وكأن أصابع جليدية تمسك بعظامها ، فهي لم تر تلك النظرة على وجهه قبل الآن . " لا .... لا شيء بيننا بعدالآن ( جذبها من ذراعها بعنف فتركت اصابعه اثرا على لحمها وتابع ) إن الرجل يتوقع من زوجته أن تقوم بأشياء معينة لأجله ، تماما كما تتوقع هي ، وما اتوقعه من زوجتي في الدرجة الأولى أن تمنحني ثقتها ، وإذا اردنا وضع علامات من الواحد الى العشرة لتقييم ثقتك بي ، فغن علامتك هي الصفر ". " وماذا عن آمالي ( قالت والدماء تصبغ وجهها ) لي الحق أن يمنحني زوجي قسما من وقته ، إن كل شيء في هذه الحياة يهمك سواي ، هل إفتقدتني عندما تركتك المرة الماضية ؟". " إفتقدتك ولكنني منحتك الوقت كي تنضجي ، فقد إلتجات لبيت والديك طلبا للحماية ، وهذا ما أكد لي أنك ما زلت طفلة مدللة ". مسح شعره بيديه ، وترقرقت الدموع في مقلتيها وتابع : " آسف لما حصل لوالديك فإنني اثق أن لوجودهما أهم معنى في حياتك ، ولكن الحقيقة أن تربيتهما قد حدّت من أفقك ، ولم تخولك ان تكوني زوجة صالحة لي أو لغيري ". " لم ألاحظ تذمرك مني سابقا ". " هناك معان كثيرة للزواج ، إن هذا لن يدعم حياتنا ، إذ سنعيد الأغنية نفسها مرات من جديد ، كنت مخطئا إذ ظننت أننا نستطيع أن نبدأ من جديد ، وأرى ان علينا متابعة معاملة الطلاق ". " وهذا ما يناسبني ايضا ". دارت أنتونيا بحركة مفاجئة وبسرعة فائقة ، فقلبت بدون قصد كاس العصير ، تجاهلته وخرجت من الغرفة ، وفي الخارج فقدت سيطرتها على غضبها ، وإنهمرت دموعها مدرارا على وجنتيها ، حاولت أن تستعيد رباطة جأشها ، وتشق طريقها الى غرفتها عندما سمعت صوت صوت كأس تتحطم لأرتطامها بالحائط من داخل الجناح ، تمنت لو أنها خففت من غضبها بالطريقة نفسها . لم تعهد أنتونيا كارول على هذا المقدار من الجمال وهي تتهادى جنبا الى جنب مع مايك في الردهة الرئيسية أثناء الإحتفال بزواجهما ، كانت كارول ترتدي ثوبا أزرق يتماشى مع لون عينيها ، لقد منحتها إحدى المسافرات قبعة جميلة زينت شعرها الأشقر ، وأعطتها أنتونيا حذاءها الذي بدا مناسبا لثيابها . إزدانت الردهة بشتى أنواع الأزهار التي اتت من كل أنحاء السفينة ، ورتبت مقاعد الردهة العادية على شكل صفوف ، وقد حجز الصفان الأماميان لأفراد الطاقم . جلست ماريانا الى جوار ريك ، وقد تضرجت وجنتاها ، وبدت رائعة بثوبها الملون من النايلون ، لقد اتقنت تبديل مظهرها من مساعدة محاسب خجولة الى سيدة جذابة . كانت إجراءات الزواج على السفينة رائعة ، فقد وافق القبطان على ذلك بسرور بالغ ، ونظم ريك اجهزة التلفزة ، كي تنقل وقائع الحفل الى خارج الردهة فيما إذا إزدحمت ، وإحتشد الركاب في القاعة إذ لم يتوقع أحد حضور زفاف عليها . تقلصت حنجرة أنتونيا عندما إلتقت نظرات جي ، كان جالسا في الصف الأول على يمين القبطان ، انيقا كعادته مرتديا سترته السوداء وقميصه البيض . وما أن سمعت قسم الزواج يقرأ على مسامع الجميع ، حتى شعرت انها وجي يعيدان ذلك القسم من جديد ، ولم تستطع أن تبعد نظراتها عن نظراته على الرغم من انها بذلت جهدا باء بالفشل ، وتذكرت نظرات جي اليها في ذلك اليوم ، كان يحتضنها بعينيه ، وكأنها اغلى ما في الوجود . ها هي نظراتها ترميه الان بسهام الأسف والإتهام ، لقد اخبرها يوما أنه يقرأ أفكارها عندما ينظر الى عينيها ، ترى هل يقرأ الآن فيهما حبها السرمدي ، هل يقرأ الندم الذي يدور في اعماقها ، لقد سيطرت أنانيتها على حياتهما منذ البداية حتى الآن . أشاح جي بوجهه عنها ، وعاد الألم ينشب مخالبه في أعماقها من جديد ، حان الوقت ان تعترف بكبرياء مجروح أنها لم تفهم يوما معنى الحب الصادق الذي يضم زوجين إلا بعد فوات الأوان ، إنها تريد ان ينصب جي بقالب والدها ، ويحذو حذوه فيمنح بيته وعائلته الوقت الكافي. لكن جي يختلف تماما عن والدها ، لم يتمتع جي بالحنان والحب في كنف والديه ، ولم يشعر يوما بالإستقرار العائلي فقد كان يتيما ، وكان عليها هي ان تحتضن حبهما في مؤسسة جديدة . قطع حبل أفكارها صوت العريس يقول : " هل تسمح العروس أن أعانقها ؟". عانق مايك عروسه ، فتالمت انتونيا ، ونظرت الى جي فلم تجده ، ترى أين ذهب ؟ با ذهنها مشغولا عما حدث حولها من افراد الطاقم المهنئين والمسافرين الذين أحاطوا بالعروسين ، دخل الجميع غرفة الطعام حيث اعدت مادبة كبيرة بهذا الإحتفال . هيأ طباخو السفينة قالبا من الكاتو بست طبقات زين بمهارة بارعة بالبجعات الصغيرات ، كما شملت المائدة معظم أنواع اللحوم الباردة ، والدجاج المطبوخ مع البرتقال ، والخضراوات المشكلة ، وأطباق المخللات الشهية . سمعت أنتونيا أمرأة تقف مع زوجها الى جانبها تتنهد قائلة : " ليتنا نستطيع أن نحتفل زواجنا هكذا ؟". رد زوجها قائلا : " لكننا لا نستطيع أن نتحمل التكاليف الباهظة ". ثم لفها برفق بذراعه وتقدما الى الغرفة . لم تجذب أنواع الطعام على إختلافها إهتمام أنتونيا ، فأخذت تتفرس في وجوه الحاضرين المألوفة لديها ، كانت غلوريا بصحبة جاكسون ، وماريانا بصحبة ريك ، تسللت أنتونيا بعد أن إنسجم الجالسون معا ، وذهبت لتفتش عن جي فهو لم يكن موجودا في الصالة ، إذ لم تستطع تمييزه ولو كان بين آلاف المسافرين ، تصنعت الإبتسام ، وهي ترى مايك وكارول يمسكان سكينا واحدة بيدهما كي يقطعا قالب الكاو ، علا الهتاف في الغرفة ، وإصطف الضيوف حتى ينال كل واحد نصيبه من يد العريس الذي أخذ يقطع قالب الكاتو . أخذت أنتونيا قطعة لها فهمست كارول : " أعطها قطعة ثانية ( ونظرت اليها ضاحكة ) إنني أحب ان ينال جي حظه من الكاتو ، ولكنني لا اراه هنا ". " إنه لا يحب الكاتو بالفاكهة ". " قد يعجبه إذا قدمته له بنفسك ، لا أريده ان يكون وحيدا عندما أتمتع انا بالسعادة ". ترقرقت الدموع في مقلتي أنتونيا : " آمل لك السعادة الدائمة يا كارول ". " لا اعتقد ذلك ، في كل حال سأتذكر هذا الحفل عندما أشعر بتعاسة ما ". أخذت كارول كارول قطعة الكاتو وأعطتها لنتونيا قائلة : " لن يؤذيك أن تأخذيها له ، وقد يكون ذلك من حسن حظك ". " لقد قلت لك يا كارول بأن ...". " اعلم ... اعلم ... إنتهى ما بينكما ، ولكن لا تخذليني يوم زواجي رجاء ". تنهدت أنتونيا وضحكت شاكرة ، أخذت تزجر دموعها ، وهي تشق طريقها بين الجماهير ، كان على جي أن يتزوج فتاة مثل كارول ، إذ أنها تدرك كنه الحياة الزوجية ، فلا تطالب بأكثر مما تتوقع وتقتنع باللحظات الحالمة في الحياة الزوجية على السراء والضراء . | ||||
03-01-12, 12:24 AM | #48 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 10- وعد الحب خيّم السكون على السفينة بالقرب من الجناح الخاص ، حملت أنتونيا قطعتين من كاتو الزفاف ، ومشت الى غرفة جي ، كان باب الغرفة المطلي بالأسود والمزدان بقطعة ذهبية ، تحمل رقم الجناح شامخا في وجهها ، وكأنه يمنعها من الدخول . حملت الطبقين في يد واحدة ، وقرعت الباب بلطف ، صافح السكون مسامعها ، ولم تسمع إستجابة لقرعها ، لم يكن لديها ما تقول ، ولن يسمح كبرياؤها ان ترضخ على ركبتيها ، تتوسل الى جي كي يمنحها فرصة أخرى ، لتأخذ الأمر مجراها الطبيعي . وعندما سمعت صوت احد الأبواب يغلق من داخل الجناح ، عادت تقرع الباب من جديد ، جاءها صوت جي : " إدخل ". طاوعت قبضة الباب أصابعها المرتعشة، وعندما دخلت واغلقت الباب ، لمحت جي يجلس على طرف السرير ، يلتقط سترته التي إعتاد رميها ، لكن يديه تجمدتا عندما رأى زائرته . لم تستطع قراءة ملامحه المبهمة على ضوء الغرفة الخفيف ، قدمت له الصحن بضعف : " لقد أحضرت لك قطعة من الكاتو ". فضح صوته الصلابة التي حاولت ملامحه ان تخفيها : " ولم هذا الإهتمام بزوجك ؟ هل لي ان أعرف السبب ؟( أعاد سترته الى مكانها ، ومشى الى غرفة الجلوس ) وهل تشعر المرأة بحنان يتدفق في أعماقها عندما تحضر زواج إمرأة أخرى ؟". " اعتقد ذلك ". تجرات أنتونيا ، وإقترب من السرير ، لتضع الطبقين على المنضدة الصغيرة ، ثم تبعته ببطء الى غرفة الجلوس . " ليس هذا ما دفعني الى المجيء اليك ! ". أشعل سيكارته ، ونظر الى ثوبها الأبيض بنظرات متوهجة : " تبدين رائعة في هذا الفستان وكأنك العروس نفسها ، لماذا أتيت ؟". " لأنني ... ( وتوقفت أنتونيا وهي تعض شفتها السفلى ، سيكون لكلامها صدى مبتذلا ومتكلفا ، ثم تابعت ) لقد اتيت يا جي لأنني أريد ان نبدأ من جديد ". بدأت بهذه الجملة ، ولم تستطع كبح جماح كلماتها المتدفقة فتابعت : " كنت صغيرة يا جي ، لا خبرة لي ، أنانية ، حاولت أن اجعل منك إنسانا له صفات اخرى ومن نمط معين ، لكنه صعب عليك أن تحذو حذوه ، أردت أن أجعلك كوالدي لا تصرف إهتمامك إلا لبيتك وعائلتك ، كما أردتك ان تكون حبيبي الذي بنى عرش أمبراطوريته بكد يمينه وعرق جبينه ، إنني ... إنني حملتك ما لا طاقة لك به ". بدا تواضعها واضحا من لهجتها ، لكن جي لم يتحرك ولم يقترب منها ، بل لم تصدر عنه أية حركة تشعرها بأنه يفهم ويقدر ما تقول ، لم ينظر اليها مذ بدأت حديثها ثم علّق مسيطرا على تعابيره : " وما الذي جعلك تعتقدين ان الأمور ستتغير الآن ؟". خفق قلبها بشدة ، ها هو يناقش الأمر ثانية ، ترى أبدافع العقل ام الهوى فعل ذلك ؟ أجابته : " لا شيء يا جي ، ولا ضمان عندي ( بدأت الدموع تتزاحم لتغص في حنجرتها ) ولا أستطيع ان أعدك بشيء ، ولا اقول انني لن أغار ثانية من غلوريا ، كل ما لدي قوله أنني أحبك ... وانني بحاجة اليك ...". قطع صوته تهدج صوتها فقال : " تعالي... تعالي .....". قال بلطف بالغ ، ثم فتح ذراعيه ، فلبت بداءه بلا تردد ، وإرتمت بين ذراعيه هامسة : " آسفة يا جي ( شهقت وهي تزيح رأسها على صدره ) ساترك الأمور لك يا جي لأنني كنت غبية ". " وساتركها انا لك ايضا يا حبيبتي ( قالها وهو يلامس شعرها ) لقد توقعت منك أكثر مما تستطيعين " ( رفع ذقنها اليه فتلاقت العيون وأضاف ) : "أو تعلمين اين كنت ذاهبا قبل دخولك الغرفة الآن ؟". هزت رأسها بالنفي . " كنت قادما اليك لأقول لك تماما ما اعربت عنه الآن ، لقد هزمتني ". " آه يا جي " ( زال توترها ودفنت راسها بصدره مدمدمة ) : " هيا ، لا أستطيع فهم ما تدمدمين ( رفع راسها بيديه برقة وقال ) أحب أن يكون راسك مرفوعا دوما ". ثم أخذ يمسح بأصابعه دموعها الرقراقة المنسابة على وجنتيها ، تبادلا نظرات مشعة ، مليئة بالحب والأمل ، ثم حملها ليضعها على كرسي وثير ، واسند راسها الى وسادة وقال : " نسيت ان أخبرك بالأمس عن بعض الأشياء ". " لقد أخبرتني عن شراء السفينة ، وتوقيع العقد ، وهل هناك أشياء أخرى ؟". " أجل ! إشترطت على السيد آنسيل شرطا أساسيا قبل عقد الصفقة ". " وما هو ؟". " لا أعلم إن كان شرطا جيدا ، لكنني اراه مناسبا ". " بالله عليك اخبرني ، قبل أن يسحقني الفضول ". " حسنا ! لقد طلبت بإلحاح أن تكون زوجتي المسؤولة الأولى عن السفينة ". " انا...؟ وكيف ابحر عليها ونحن نعيش في شيكاغو ؟". " لم اقل انك ستبحرين عليها ، لقد قلت انك مسؤولة عنها ستدرسين وضعها مع المصممين لتحسين داخلها ولأنتقاء الألوان...". " لكن المسافة بعيدة بيننا ....". " أعرف ذلك ، لكنك لن تكوني في شيكاغو، الم اخبرك انني إفتتحت مكتبا جديدا في لوس أنجلوس؟". هبت أنتونيا واقفة حتى كادت ترميه ارضا . " ماذا؟". " قلت أنني...". "سمعتك يا جي ،وهل يعني هذا أننا سنقيم على الساحل ؟". " ظننت أنك تحبذين الفكرة ، فهناك أماكن جميلة حيث يسكن السيد آنسيل وعائلته ،ومناظر البحر رائعة ، كما أن لأولادنا غرفا كثيرة يتجولون بينها ، كما اتوق الى تربية كلب ". " لا أصدق هذا... لا أصدق ، وماذا عن موظفيك ؟ هل ستنقلهم من شيكاغو ؟". " بعضهم فقط ، وسيبقى معظمهم في شيكاغو ، وسنحتفظ هناك بمنزلنا نذهب اليه متى شئنا ، أما إذا كنت تتساءلين عن غلوريا ! فقد أصبحت مهتمة بجاكسون ، وتركتني على مفترق الطريق ". " هل أنت جاد في هذا ؟ إنني معجبة بجاكسون ، ولا أحب أن يؤذيه أحد". " لا تقلقي ، يستطيع أن يحمي نفسه إنه أشد دهاء من غلوريا ". نظرت في عينيه وقالت : " احبك يا جي ستانفورد ". " أحبك يا انتونيا ". وعانقها واعدا بالحب والحنان . تمت | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|