آخر 10 مشاركات
زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          من يملك الغد -نوفيلا شرقية -للكاتبة الآخاذة :سوسن رضوان(زهرة سوداء)كاملة&الروابط (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          جرح الماضي (79) للكاتبة: جاكلين بيرد ...كاملة... (الكاتـب : *ايمي* - )           »          خلف الكبرياء -ج2 من حب مقيد بالكبرياء-قلوب زائرة-للكاتبة المبدعة::مها هشام*كاملة* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          رجل ليس لها (73) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-11, 01:55 PM   #21

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي


اذا كان بالفعل لا يعرف تيم شخصيا فكيف دري انه يعمل فى مصلحة الضرائب الداخلية لاجدوى من سؤاله لانها ستتلقى جوابا مراوغا على الارجح ثم ان رجلا كميريك فيندلى يهمه جدا كل شئ من شأنه ان يمسه ولو بطريق غير مباشر ولا ريب ان فترة وجودها فى غلينرودن زودته بعذر كي يراقبها فى شمول ودقة
اجابته مغمغة ودونما اكتراث: اذا كنت قد حذفت ايه معلومة ضرورية فانا اكيدة من انك ستعوض هذا النقص
ودونما اكتراث ايضا القى يديه على كتفيها ليؤكد وجهة نظرة حين قال : من الافضل ان تقررى نهائيا ان الرجل اشباه تيم ماسون لا وزن لهم فى المجتمع ليس بما يتعلق بك بالذات يجب ان تودعيه غدا وتبدأي حياة جديدة ان قطع علاقتك به نهائيا هو طريقك الوحيد
اجتاحها ضعف مروع حين لامست يداه كتفيها وتململت قلقة وهى تحاول طرد مشاعرها والتركيز على كلامه غلينرودن مهمة جدا بالنسبة الى ميريك وقد يفعل اى شئ من اجل حمايتها انه يرعى تلك الاملاك كطفل صغير ويخشى عليها من النسيم العابر لكن الا يرى انه يؤذى الاخرين بهذا التصرف هتفت والنار تسري فيها وتقلص عضلاتها :لا يمكنك ان تحكم على كل شئ تبعا لقواعد ثابتة بل يجب ان تتيح المجال للعنصر الانساني
- العنصر المتمثل فيك ؟
- هناك معزة مشتركة بينى وبين تيم ولا يسعنى ان اكون عديمة الرأفة مثلك
فقال بنظرة هازئة وحذرة : لا تبدين لي كفتاة يطير بها الحب عاليا لكن قد تسعدين اكثر اذا ثبت قدميك على الارض
التحمت نظراتهما بغضب واجابت :لا شأن لك بحياتى العاطفية يا ميريك فيندلى !
- اتعتقدين ذلك حقا ؟ انى اذكر مناسبة معينة بدوت فيها منسجمة عاطفيا بين ذراعي اخبرينى هل تقولين لتيم ارجوك بعد ان يعانقك ؟
انتاب كليهما توتر براق كهرب الهواء فى ما بينهما فاطلقت نفسا مسموعا عبر شفتيها الورديتين المنفرجتين ثم قالت فى شبه هذيان :انى متعبة وفي حاجة الى النوم
فأضاءت وجهه ابتسامه متألقة وقال متأملا قوامها الرائع:هل اعتبر ذلك دعوة لى؟
كانت اصابعه تحرقان كتفيها من خلال القميص الرقيق فيلتهب دمها بحمى لم تعرفها ابدا من قبل ارجفتها صدمة الاكتشاف فلجأت الى الكلمات لتضبط ارتجافها: لماذا تجد لذة فى تحوير معانى كلماتى؟ لا ادرى سبب مجيئك الليلة لكنى واثقة من انك لم تأت بسبب انجذابك الي .
- انك لساحرة يا انسه فريزر فلا تستهينى بما لديك من مفاتن ولا بقدرتك على الاستمتاع بمباهج الحياة الحسية لاتقولى ان تيم لم يعانقك مودعا ؟
فى الواقع حاول تيم ذلك لكنها لم تكن فى وارد العناق هذا على الاقل ما قالته لنفسها وهى تبعده عنها متذرعة بالتعب وبالطبع لن تعترف لميريك بذلك ساءها ان يسأل فلاذت بالصمت الى ان تحركت يداه على ذراعيها فعادت المشاعر السابقة تنسيها كل شئ
قرأ افكارها وقال : اذن تشعرين بالحرمان ربما تودين ان اعوض انا عن تقصيره؟
شد ذراعيه حولها الى درجة الايلام ثم طبع على جبينها قبلة خاطفة وقاسية وكأنه يعاقبها على اعتراضاتها السابقة وافلتها وهو يقول بصوت متوتر :هذا يثبت وجهة نظرى بانك لست قطعة ثلج كما تتظاهرين
ابتعد عنها فجلست متهاوية على حافة السرير كل ما يزعمه ليس صحيحا وحتى لو كان فيه شئ من الصحة فلا يحق له ان يفرض اراءه بهذه الطريقة
تحول تضرج وجهها الى شحوب وخفق قلبها وهى تحدق اليه حاولت جاهدة ان تجمع شتات ذهنها الذى تاه منها فى تلك اللحظات المجنونة بين ذراعيه وسمعته يقول هامسا :لو انك تعقلت وعدت باكرا لما حصل شئ من هذا
- اذن انا الملومة؟
- اسمعى يا سو لست مستعدا للدخول فى جدل لاحدد المسؤول عما حدث وهنا ابتسم قليلا واضاف: قد نضع اللوم على الشخص الذى باعك هذا اللباس الليلي المغري
افقدها كلامه انضباطها فقالت كاذبة : اتعتقد انى ابتعته خصيصا؟ لقد غسلته عدة مرات لغاية الان؟
تألق وجهه بتلذذ وقال وهو يتقدم نحوها فجأة : انك تكذبين الا اذا كان لدينا بطاقات اسعار قابلة للغسيل
وبسرعة مد يده وافتلع بطاقة صغيرة من بين كشكش الياقة ليريها اياها
انحشر الهواء فى حلقها ففقدت صوتها لكنه لم يعطها فرصة للجواب وتناسى الحادثة بهزة كتف قصيرة قبل ان يضيف:اضطررت لرؤيتك هذه الليلة يا سو لانى سأنشغل غدا بموعد مهم وسأذهب الى المطار فور انتهاء الاجتماع لقد رتبت كل شئ هنا وغدا بعد الظهر سيمر عليك سائق التاكسى ليأخذك الى المطار لم اعرف كيف سارت امورك وخشيت ان تكونى صادفت بعض المشاكل فجئت لاطمئن الى احوالك
سار الى الباب وادار مقبضه وهو ينظر اليها تمنت لو يمضى بسرعة متجاهلة مشاعرها الجياشة التى كانت تتمنى بقاءه بدورها تمالكت نفسها فى صعوبة وقالت :فى الصباح لدى موعد مع محامى والدتى وحيث سأوقع بعض الاوراق سأسلمه مفتاح الشقة وسيتهم بأمر الاخلاء وغيره لقد حزمت اغراضى الخاصة كما اشرت علي
وغاب صوتها اذ لم تجد شيئا اخر تقوله
حسنا غدا نلتقى فى المطار اذن يؤسفنى ان يضيق وقتى بهذا الشكل وربما فى رحلة اخرى نرى بعضنا اكثر
ارتعشت حين اختفى بسرعة وظلت لدقيقة تحدق الى الباب المغلق لو ان ما راته كان حلما فاستيقاظها كان فجائيا قاسيا لا قبل لها باحتماله قفزت واقفة فتهاوى شعرها على وجنتيها سارعت الى حقيبة ثيابها والقت بمحتوياتها على الارض ثم نزعت القميص والروب باصابع مرتجفة وارتدت بيجامتها القديمة كانت قصيرة قليلا وصيبيانية لكنها شعرت فيها بالعودة الى شخصيتها المتزنة السابقة
اندست بين الاغطية وهى تحس تعاسه غريبة غدا صباحا تضع قميص النوم فى سلة المهملات او تقدمه هدية الى عاملة الفندق ذات الابتسامة الحلوة لن تأسف كثيرا على ضياع ثمنه ولن تقلق على مصيره فقط لا تريد ان تراه مرة اخرى
نهاية الفصل السادس


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 01:56 PM   #22

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

7 . غابة بدون أشجار
لدى عودتهما الى ادنبره حاولت سو اعتبار الحادثة كمجرد خدعة لعبها الليل على مشاعرها الحساسة جدا فميريك فيندلى ليس من النوع الذى ينغمس فى مغامرات عابرة كهذه وشخصيته تعزز هذه التبرئة ولكن حياة مطلق رجل لا تخلو من بعض لحظات التهور لقد كان متعبا مثلها على الارجح والذى حصل لم يحدث عن تعمد او تنفيذا لخطة مرسومة هذا التحليل برغم دنيويته اراحها مؤقتا فتعلقت به تعلق الغريق بخشبة وصلا مطار تيرنهاوس قبيل الغروب واصر ميريك على ان يتناولا الشاى قبل مواصلة السفر الى غلينرودن وشرح السبب بقوله : انها مسافة بعيدة وانا لا احب التوقف على الطريق
استرقت اليه النظر وهما يدخلان ادنبره ولم تعلق لقد استمتعت بالرحلة الجوية اكثر من المرة الماضية فكارلوت لم ترجع معهما وميريك جلس الى جوارها يعرفها الى المعالم المختلفة التى لم تستطع معرفة اسماءها فى المرة السابقة اجاب على كل اسئلتها بمهارة المسافر الخبير
ومع انها لم تر ميريك كثيرا فى لندن الا ان اشرافه الدقيق على شؤونها كان واضحا فتنظيمه الصارم واصراره على توضيب كل غرض يتعلق بحياتها السكنية فى كنغستون ومن ثم الشحن والبيع والتصريف كل ذلك تم فى وقت قصير وكأنما بقيادة محرك لاسلكى لم يخطر لها مطلقا ان تعارض سلطته او تناقشه لكونه تخطى صلاحياته واتخذ عنها معظم القرارات كانت تحافظ دائما على استقلاليتها ولذا احست بشئ من القلق بشعور مسبق بانه يسيطر عليها اكثر اذا لم تاخذ الاحتياط الكافى فى المستقبل
تنهدت وغمغمت بتأثر : ما احلى العودة الى الوطن اسكتلندا حققت كل احلامى بها ماغبت عنها يومين حتى افتقدتها
استدار اليها قليلا وقال : الاحلام خطرة احيانا
ما به؟هل تعرقلت اعماله فى لندن ؟ وسألته :هل ساءك ان اعود معك هكذا؟
- ولماذا استاء ؟ لك مطلق الحق فى العودة والدك يحتاج اليك
وودت لو تضيف : لكنك لا تحتاجنى تذكرت فى اسى مواقفهما العاطفية وانتقلت الى صداقته لكارلوت هل يعقل انه يلهو بهما معا ولبينما يتضح له من منهما سترث غلينرودن؟ هل سيجد صعوبة فى الاختيار ؟ قد يعيش جون لسنوات طويلة وربما لا يعيش اخافتها افكارها فحاولت الا تغوص فى المستقبل انها لم تحب امها ابدا فى عمق ومع ذلك تفتقدها احيانا وابوها كذلك تخاف ان تفقده بعدما عثرت عليه ما نفع ان نحب الناس اذا كان القدر سيختطفهم فجأة مخلفين وراءهم فراغا مؤلما؟
حتى اهتمامها المتزايد بميريك فيندلى قد يكون دعوة الى العذاب ادارت بصرها وحدقت الى المتاجر وجموع الناس على الارصفة لماذا تسمح للحظات عناق قصيرة ولخفقات قلبها المجنونة ان تسبب لها كل هذا التمزق ؟ ميريك يجب ان يبحث عن التسلية فى مكان اخر وهى يجب ان تتعلم كيف تقسى قلبها
اوقف ميريك السيارة امام احد الفنادق وقال وهما يهبطان منها: للعاصمة مظهر دراماتيكى مؤثر الا تعتقدين هذا ؟
التفت اليها ولم يبد عليه اى انزعاج من صمتها المفاجئ.
تطلعت الى فوق فوقع بصرها على خيال القلعة الصخرية المشيدة منذ الف عام وعلى ظلال ادنبره القديمة الواقعة خلف حدائق برنسيس ستريت كان مشهدا رائعا يسحر النظر
وقال ميريك : عندما نستغنى عنك ليومين يمكنك ان تقضيهما هنا لتتعرفى جيدا الى ادنبره
ابتسم قليلا وقادها عبر الشارع نحو الفندق ويده تحتضن خصرها وقال : خسارة اننا لن نبقى هنا وقت اطول انما من الافضل ان نتابع السفر
العودة الى البيت لم تستغرق وقتا طويلا او هكذا خيل الى سو لما تذكرت سفرتها الاولى الموحشة فى اغسطس/ اب. معظم الطريق بدا ميريك منشغلا بافكاره فوجدت نفسها تغفو بين حين واخر وقبيل وصولهم نفضت عنها ذيول التعب والنعاس لتسأله عن موعد عودة كارلوت فاجابها فى اختصار : نسيت ان اسألها وهى لم تخبرني انك ستعيشين بدونها لبضعة ايام فلا تخافى
- لا داعى لتهكمك حسبتك ستتساءل لماذا لم اسألك
- لم اتساءل وهى لا تتغيب عادة لوقت طويل
هز كتفيه بحركة لا مبالية واختلس اليها النظر من طرف عينه كلاهما كان شاعرا بوجود الاخر انما لم يرغب فى الكلام هذا التوتر احزن سو وحيرها فاستدارت تتأمل القفار عبر النافذه وبقايا المطر تغمرها بالرطوبة والوجوم احست بوحدة الطبيعة تلمسها وتشعرها بالراحة وسط اسوداد الغروب لاجدوى من الافكار بأن ميريك لا يريدها وكذلك كارلوت لكن غلينرودن اصبحت بيتها ووطنها ولن تغادرها مهما واجهت من منافسة


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 01:56 PM   #23

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

الان وقد قصرت النهارات قررت السيدة لينوكس ان تنام ايضا فى البيت طيلة فصل الشتاء الدكتور ماكروبرتس لم يكن مطمئنا الى صحة جون الذى كان يهزل يوما بعد يوم فعرضت الممرضة ان تقدم مزيدا من المساعدة فضلا عن ان الطريق بين غلينرودن والقرية كانت تنقطع احيانا فى الشتاء لدى فيضان النهر فخشيت السيدة لينوكس ان تحتجز فى القرية لايام متتالية بسبب ذلك
شعرت سو بالامتنان لهذا الترتيب الجديد انما كان على الممرضة ان تنظم امورها فى القرية استعدادا للبقاء فى غلينرودن فساهمت سو فى اعمال اضافية فى البيت كذلك استمرت تساعد اباها فى الكتاب وعلقت السيدة لينوكس على ذلك بقولها : احيانا اتساءل يا عزيزتى من الذى يؤلف الكتاب هو ام انت فلولاك ما استطاع ان يكتبه ابدا
- هذا العمل يشغل ذهنى ويبعده عن التفكير فى امور اخرى
اجابتها سو بابتسامة غامضة وبالرغم من نظرة المرأة المتسائلة لم توضح ان الاشياء الاخرى تعنى بمعظمها ميريك فيندلى
فعلى الرغم من وجهة نظرها الخاصة بانه مغامر جرئ يسعى الى تأمين مصالحه المستقبلية استمر ميريك يعذب قلبها والى جانب شعور الاحتقار كان يثير فيها احاسيس اخرى هى فى غنى عنها كانت كلما راته تتذكر فى خجل مذنب انها حين قابلت المحامى فى لندن كانت على وشك ان تأخذ رايه فى اجراء تحر قانونى عن اوضاع ميريك وبطريقة لا تثير الشكوك لكنها لسبب ما وجدت نفسها عاجزة عن عرض شكوكها ومخاوفها امام المنطق القانونى الصارم بل ان مجرد فتح الموضوع بدا لها تصرفا وقحا انذاك
اما الان وبعد ان عادت الى غلينرودن فقد انبت نفسها على غبائها لان الفرصة قد لا تسنح ثانية من جهة اخرى لم تكن لديها اية فكرة عن مغبات اجراء كهذا وخافت من النتائج التى قد تثبت خطأ ظنونها لم تكن لتبرئ ميريك من كل شئ الى جانب سعيه الطبيعى الى تأمين مستقبله ماديا لكنه قد يرحل عن غلينرودن اذا اقدمت على شئ بلا مبرر منطقى وطعنته فى الصميم
ومرت الايام واستمر ميريك يشرف على رحلات الصيد لكن متنزه العربات كان سيقفل ابوابه مع انتهاء الموسم فى اواخر اكتوبر / تشرين الاول او هكذا اخبرتها كارلوت لما عادت من لندن قالت : قررنا للعام المقبل ان نستصلح بضعة دونمات اخرى قرب الخليج بموجب رخصة بالطبع واذا حصلنا عليها فقد اقضى الصيف المقبل فى غلينرودن فميريك على ما يبدو لا يمكنه الاستغناء عن خدماتى لن تكونى هنا على الارجح لكن احسبك تودين معرفة ذلك
كان فى وسع سو ان تجيب بانها لا تود ان تعرف وبأنها لم تستسغ مذاق الخبز انما كان من المحتمل جدا ان تترك غلينرودن على الرغم من كل ما قد يحدث لذا بقيت صامته تستمع فى تهذيب الى ثرثرة كارلوت محاولة ان تعطى الانطباع بانها لا تكترث اطلاقا لما سيحدث فى السنة المقبلة فى هذا الجزء من العالم
اخبرتها كارلوت كذلك ان ميريك دعاها للعشاء خارجا مما زاد من مرارة سو لكونه لم يفكر مرة بدعوتها بل تعمد الابتعاد عن طريقها وفى الاخير ذكرت كارلوت ان مدرسة قرب بيتها قد تطلب معلمة شابة للعمل عندها بعد عيد الميلاد فتشبثت سو بالفكرة وطلبت الى الفتاة ان تتأكد من الامر وتعلمها به فورا
وفى احد الايام قرب نهاية الشهر اصطحبها ميريك فى الجولة الموعودة فقد فاجأها فى احدى الامسيات بتجديد دعوته وقبلتها فى سرور برغم انها كانت عازمة تقريبا على رفضها
كان صباحا صافيا برغم هبوب الريح وكان ميريك قد نبهها الى وجوب ارتداء ثياب دافئة بقوله :الدروب وعرة والطقس متقلب فلا تتمسكى بالموضة وتلبسى تنورة وبلوزة رقيقة اذا فعلت ذلك سأعيدك الى غرفتك لترتدى المطلوب
كان فى نبرته تهديد خفيف جعلها تهرع الى خزانتها وتختار سروالا سميكا وقميصا دافئا وكنزة وقبعة صوفيتين
السيدة لينوكس شاركت بدورها فى العمل على انجاح الرحلة فهيأت ساندويشات وضعتها فى حقيبة ظهر خفيفة اعتطها لسو متمنية لها رحلة ممتعة
ابتسمت سو وهى ترقض الى حيث كان ميريك يجلس فى سيارته وحالما صعدت الى جانبة ادار المحرك بفروغ صبر وانطلقا
نظر اليها وقال باسما: تبدين متألقة هذا الصباح
- لقد نفذت تعليماتك بحذافيرها كما ترى انا مستعدة لكل شئ تطبيقا لكلماتك
- ربما ما طلبت هذا بالضبط لكن طالما نحن ذاهبان فى مطاردة فالثياب الثقيلة انسب
فقفز بصرها الى وجهه الاسمر وسألت فى لهفة :مطاردة؟ اتقصد اننا سنطارد الغزلان الاوائل؟
- جمع ايل هو ايائل يا بلهاء وليس اوائل
فبادلته الضحك وردت فى جرأة :الشاطر حسن هكذا كنا نسمى التلاميذ اللامعين فى المدرسة
فبادلها مزاحها بأقسى منه :عرفت نساء كن يطلقن على اسماء الطف انا اسمى ميريك ولم اسمعه من فمك سوى مرة او اثنتين
اشاحت بصرها صوب الجبال البعيدة واخذت نفسا عميقا ثم قالت فى جدية :عندما تتصرف وديا تكون لطيفا جدا لكن هناك اوقاتا تليق فقط بمناداتك (السيد فيندلى )
- بالنسبة الى خطاياى يسرنى ان اعرف بانى اثير ردود فعل ايجابية فى بعض الاحيان الا توافقينى رايى يا حلوتى سو بناء على تجاربنا السابقة؟
- لنحصر حديثنا فى موضوع الغزلان
- اوه، الغزلان
ثم ابتسم ساخرا واضاف : منذ ايام حواء والمرأة استاذه فى فن المراوغة لكنك فى يوم ما ستتعلمين شيئا واحدا يا سو وهو انك لن تستطيعى الهرب الى الابد لكن فى الوقت الحاضر لنتكلم فقط عن الغزلان كما طلبت
ازدادت توردا وخفق قلبها وهى تقول :حدثنى عنها اذن
فاجابها فى ليونة وهوينعطف بالسيارة الى الطريق العام: اود ان اريك ايلا او اكثر وقد ترين بعضا من اناثها
- هل سنراهم على اراضى غلينرودن ؟
وهنا تنبهت واضافت فى حذر : اقصد انى لا اعرف الكثير عن غلينرودن هل هى املاك واسعة ؟
تشبثت بحافة المقعد فى عصبية وقد تعرقت يداها من الخوف انها تكره الاقرار بجهلها ومع ذلك لا تجد غضاضة فى قهر كبريائها لتعرف المزيد عن هذا المكان الذى بدأت تحبه


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 01:57 PM   #24

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

لكن ميريك لم يستغرب سؤالها ورد قائلا :الجواب نعم على كلا السؤالين فغلينرودن شاسعة تبعا لبعض المقاييس انما لا تخلطى بين الحجم والانتاج المادى انها تضم غابة غزلان مستنقعات تعيش فيها طيور القطا والخليج الذى رايته اما فى الاودية فلدينا تلال ترعى فيها الاغنام وبعض حقول الحبوب والخضار والدرنية (كالبطاطا والفجل الخ ).
هذه الحقول هزيلة بعض الشئ ونعتنى بتحسينها عاما بعد عام بيد ان الارض ما تزال صخرية
لم تقتنع تماما فقطبت حاجبيها وتساءلت : تقول ان الارباح ليست كبيرة فلماذا مادامت الاملاك واسعة وكثيرة؟
- لان هذا النوع من الاراضى لا يتيح المجال لربح وفير اعطيك مثلا اذا كانت لديك غابة غزلان، فهى تحتاج الى عناية مستمرة لكنها تكلف مالا كثيرا غابتنا نحن بدأت تدر ربحا بعد ان تعاقدنا مع الفندق على استئجاره فى موسم الصيد احيانا يتم الصيد وفقا للاصول واحيانا يكون الموسم كارثة وذلك حين لا يعرف الصيادون اى نوع من الغزلان يقتلون فى هذه الحالة الجأ مع مسؤول الغابة الى الاشراف على كل شئ فى ضوء خبرتنا ومعرفتنا بواقع الحال
- اتقصد انك تدع الناس يقتلون الغزلان؟
- ليس قبل ان نقوم بعملية الفرز
- يعنى انكم تقتلون قسما منها هذه قسوة
- يجب ان نقتل عددا معينا من الغزلان كل سنة كى نضع حدا لتكاثر القطيع
استغربت هذا المنطق المغاير للواقع فحولهما اراض هائلة اميال واميال من التلال والوهاد الممتدة حتى حدود البصر وليس فيها من مخلوق انها تتسع حتما لمئات الغزلان
تململت فى مقعدها وسألت :لماذا تمنعون تكاثر القطيع
- لان الغذاء محدود غابتنا جبلية برية وهذا يعنى ان القطيع يجب حصره فى اعداد معينة والا ماتت الغزلان جوعا لبينما يعود العشب الى النمو فى الربيع
- فهمت
فكرت فى قحل المرتفعات فبدا كلامه منطقيا وهى لم يخطر لها ان تتساءل عن طعام تلك الحيوانات البرية
كانا قد وصلا مقطع النهر على الطريق وحيث يتابع جريانة صوب الخليج وبعد عبور المخاض اتجه ميريك بالسيارة يمينا وراح يصعد دربا ضيقا مجانبا للنهر ومتابعا مجراه الصخرى عبر غابة من اشجار البتولا
- تمسكى جيدا
هتف ميريك حين تمايلت السيارة اثر نزلة سيئة جعلت سو تميل بدورها وتصطدم بكتفه ابتسم واسندها بذراعيه حتى استعادة توازنها ثم قبض على المقود بكلتا يديه ليضبط الدواليب الدائرة على نفسها
انكمشت سو فى الزاوية تحاول ابعاد مشاعرها عن ملمس عضلاته وصلابة قبضته ففضلت ان تركز افكارها على موضوع الغزلان ثم سألته :الا يمكنكم اطعامها اغذية اصطناعية كما يفعل المزارعون مع البقر؟
ارجأ الجواب حتى استقام الدرب امامهما فاسترخت يداه على المقود وقال : لن يتعرض المشكلة من البداية غابة الغزلان قد تبدو كبيرة على الخارطة انما فى الواقع هناك اماكن معينة فقط تصلح للمرعى وبالتالى لتغذية عدد معين من الغزلان هذا العدد نعرفه واحدا واحدا ونعرف انه يأخذ كفايته من الزاد
- الا تحتاجون الى اطعامها شيئا اخر؟
- اجل نطعمها فاصوليا وبطاطا وملحا يابسا الا اننا لا نفعل ذلك الا فى شتاء قارس جدا لانه يكلف مالا ونحتاج الى مردود سنوي لنستطيع تزويدها بهذا الطعام سنويا لكن الغزلان تعلف نفسها عادة بشكل جيد
- لماذا قلت عادة؟
- لانه ليس دائما يكون الشتاء قاسيا ومثيرا للمشاكل وحيث يتجمع الثلج عميقا فى الجوفيات العشبية التى تؤمن الغذاء للايائل وحين يتعمق الثلج يستغرق ذوبانه وقتا طويلا وهنا تكمن فترة الخطر فى مرة كهذه وجدنا الغزلان تموت من الجوع كانت لشدة ضعفها لا تستطيع الهرب من درب العقبان اذا هاجمتها كان جون معى انذاك
- وماذا فعلتما؟
- اضطررنا الى قتلها بالرصاص لنريحها نهائيا من عذابها
اطبقت عينيها لئلا ترى المشهد حتى فى الخيال وهمست:يا للحيوانات المسكينة لماذا لا تطعمونها دائما
- قلت سابقا ان التكاليف ستكون باهظة كذلك اذا زودناها بالطعام باستمرار تصبح اليفة وبالتالى لا تعود هناك مطاردة وتمسى الغابة مكتظة بها
- وما ضر لو اصبحت اليفة؟
- استعملى خيالك وفكرى بالنتائج ففى هذه الحالة ستهبط من التلال وتأكل غلال المزارعين وسيسارع المزارعون الى قتلها لذلك لا مناص لنا من قتل بعضها بأنفسنا وبطريقتنا الاقل تعذيبا وحيث الرصاصة الصغيرة من يد صياد ماهر ارحم لها من الموت جوعا او من الموت البطئ اذا قتلت بحزق
صوته بدأ يعكس نفاد صبره قليلا لكن عينيه ظلتا عطوفتين مما شجعها على القول بصمت متعب : ما احسبنى ارغب فى قتل ايل حتى لو كنت صيادة بارعة
- لك الحق ان تشعرى هكذا ولكن بامكانك ان تستمتعى بالمطاردة من غير ان تستعملى البندقية او تعرفى الكثير عن فنون الصيد
تنهدت ولاذت بصمت مؤقت وراحت تراقب ارتفاع الشمس عاليا فوق الجبال فيما كانت اشعتها تزحف نزولا على جوانب التلال الى الوادى الطقس سيكون جميلا هذا اليوم عادت تنظر اليه وهى تشعر بقربه داخل السيارة وقالت مشيرة الى البرارى حولهما : أأستطيع حقا ان استمتع بالمطاردة برغم قلة خبرتى ؟
- لا تحورى كلامى يا سولا يجب ان تتجولى بمفردك اذا كان هذا ما تقصدين يجب ان يرافقك شخص خبير يعرف كيف يتصرف فى الظرف المناسب
- هل تحذرني؟
ابتسم بالتواء وقال :قد يكون تحذيرا لانى استشف فيك نزعة عنيدة ومغامرة تحت قناعك لذا اسمعى جيدا ما اقول اذا ضبطك هنا تتجولين على هواك سأضربك ضربا مبرحا يجعلك تعجزين عن الجلوس لمدة اسبوع
لا تستبعد ان ينفذ تهديده احمر وجهها ليس بدافع الغضب بل لان فكرة عقاب كهذا اشعرتها باثارة غريبة بدلا من الغضب كان فى علاقتهما شئ غامض لا تستطيع فهمه فهو يميل الى قول اشياء عنها لا تنطبق على طبيعتها الحقيقية
انها فتاة عاقلة متزنة هذا ما قاله تيم مرارا وقلما تصرفت بلا تفكير ابتعدت عن ميريك قليلا وقالت بجدية :لا ادرى ما الذى يحملك على اصدار قرار نهائى وخطير كهذا ولا على اية اسس تقفز الى استنتاجات مستهجنة لشخصيتي
- قد لا يروقك تحذيرى لكن النصيحة السديدة لا تخيب ابدا بل قد تنقذ حياتك فى لحظة ما
فأضفت الى صوتها نبرة متعالية لتضعه فى مكانه : اعتقد انك تبالغ وان زبائن الفندق قد ارهقوا صبرك لكن عليك ان تتحمل لان هذا جزء من مسؤولياتك
قالت هذا وشمخت بذقنها متحدية فاتقدت عيناه واسود مزاجه فادركت للحال بانها اخطأت فى التكلم بهذه الطريقه لم تكن المرة الاولى التى تتعمد فيها اثارة غضبه ولتجعله يدرك بانها الوريثة الشرعية لاملاك يشتهيها لنفسه انما اليوم كان يبذل اقصى جهده ليؤمن لها الراحة والاستمتاع ولذا يجب ان تلجم لسانها وتكف عن اغاظته لتبادله حسن معاملته لها
وقبل ان تقول شيئا ملطفا تحركت يده فى سرعة البرق وقبضت على حفنه شعر عند اسفل رأسها ناخعا عنقها بايلام ومشددا قبضته كلما حاولت التملص منه وحين صرخت متوجعة غمغم قائلا : انظرى حولك يا انسة فريزر انظرى الى البرارى الموحشة وحاذرى اثارة غضبى الى حد لا تحمد عقباه واذا كنت لا تصدقينى سلى العمال عن مدى هياجى عندما اثور
ثم اطلق شعرها ودفعها عنه بخشونه فتكورت قربه ترتجف وتحدق كالخرساء الى الطريق تمنت لو تتبخر او تكتسب بطريقة سحرية جسما ضخما كيلا تحس كل هذا القزم والعجز امام ضخامته وقوته
لم يلتفت اليها وحاولت هى ان تتمالك اعصابها لم تجد جوابا ذكيا لعبارته الخشنة ومرت الدقائق صامته لبينما استطاع ذهنها المعذب ان يستعيد طاقته الفتية
كانت البرية على الجانبين تزداد توحشا وكانت شجيرات الخلنج تكاد تلتهم الدرب الضيقة امامها بدت لها الطريق طويلة جدا فسألته وهى تغطى ارتباكها بطبقة من الهدوء :هل ما تزال المسافة طويلة؟
فاجابها بصوت املس وكأنه احس ارتباكها واراد برغم ذلك ان يعاقبها قليلا : ليس كثيرا انما ارجو ان تكونى قد استعدت عافيتك تماما لتتمكنى من السير والتسلق انا لست مستعدا لحملك حتى لو امرتنى بذلك
نظرت الى اصابعها كيلا يرى وجهها وقالت : انى استحق جوابا كهذا
- وانا ما نويت ان اسامحك بهذه السهولة لكننا سنقضى بقية اليوم معا ولست بارعا فى لغة الاشارات
مزاحة البسيط كسر حده التوتر وجعلها تضحك من قلبها ثم تقول مازحه : بما انك تكيل الصاع صاعين فان مناداتك لى بالانسة فريزر احدثت التأثير المقصود من جانبك
جوابه المتوقع ضاع فى اللحظة التى توقفت فيها السيارة فجأة داخل مراب طبيعى منحوت فى جوف الصخور فهتفت سو متسعة الحدقتين : يا الهى ما اروع هذا المكان
- هنا ينتهى الدرب وتترك جميع السيارات.
تطلع فى عينيها يبحث فيهما عن امارات ذعر فوجدهما تتألقان بالاهتمام اومأ باستحسان وقال : من الان فصاعدا سنستعمل اقدامنا والطريق وعرة
فعلا الطريق وعرة جدا لكن سو فضلت الموت على التذمر بالرغم من شعورها بالاستمتاع سبقها ميريك قليلا حاملا شنطة الطعام على ظهره وكان بين حين واخر يتوقف حتى تلحق به كان الضباب ما يزال يلف جوانب التلال ومع ذلك مضى ميريك قدما لمعرفته الجيدة بالطريق.
عندما صعدا اكثر فاكثر بدا المشهد رائعا جبال صخور اودية خضراء وجداول مترقرقة فاصغت سو الى الخرير وكأنه موسيقى يبثها الهواء ثم سرعان ما انقشع الضباب وهب نسيم عليل فيما انتصبت التلال ورسمت على زرقة السماء قمما جريئة محززة
بعد ساعة من الصعود خرجا من حقول الخليج الى جانب التل العالي كان حارا بلا ظلال مما ازعج سو لكنها انتعشت حين وصلا كتف التل واحست الريح تلفح وجهها وكم شعرت بالامتنان عندما توقف ميريك وسمح لها بان تشرب ماء عذبا باردا من احد الجداول
نظر اليها متأملا فلاحظ لطخة سوداء انطبعت على جبينها حين ازاحت عنه خصلة شعر بأصابع ملطخة بشحوار الصخور مد يده ونفض بعض التراب الرملى وقال باسما:عطشت كثيرا يا سو؟ ربما انت فى حاجة الى الاغتسال ايضا
انعشها الماء العذب فبادلته النظر والابتسام وقد انستها بهجة الصعود عداءها السابق تجاهه كانت فى قمة الحيوية يغمرها افتتان كلى بروعة البرية فقالت :الهواء رائع انه يجعلنى اتسلق التلال لساعات بدون ان اتعب
- عظيم لكن امامنا مسافة طويلة وانت لا تملكين المتانة او الخشونة اللازمتين لهذا النوع من التسلق فلا تهنئى نفسك قبل الاوان
كم يحب تهبيط العزائم قالت غاضبة :هل تفضل رفقة امرأة مسترجلة؟
اتقدت عيناها وحاولت جاهدة ان تبقى موضوعية انه على الارجح يقصد النساء اجمالا وليس فقط انثى عديمة البخبرة مثلها ومن واجبها ان تثبت له خطأه
- امراة مسترجلة؟
رددت بفروغ صبر وراحت تنتظر جوابه
- انا شخصيا لا افضلها كنت اتكلم عن وعورة الارض وليس عني.
شقا طريقهما على كتف الجبل صاعدين بين صخور ومتدحرجين بين حجارة الريح التى تهب على وجهيهما صارت الان تترنح خلفهما فتصفر من خلال الشقوق الضيقة بنواح غريب ارتجفت سو وقالت من خلف ميريك :صوت الريح مخيف
- انه مكان موحش لكن الهواء رائع كما قلت
لم تستطع سو ان ترى شجرة واحدة حولهما او فوقهما فسالت متضايقة:اين هى الغابة اقصد غابة الغزلان ؟
فضحك ميريك وهو يعدل بندقيته على كتفه وقال : ما اخبرك احد يا سو ان لا اشجار فى غابة الغزلان ؟
عضت شفتها وتابعت سيرها خجله يبدو انها لن تفوز عليه فهى تشعر فوق هذه التلال بانها جاهله كليا ولا عجب ان يضحك منها ويهزأ.
اسند كوعها بكفه وقال لما لاحظ وجهها الخائب :لا عليك كثيرون يقعون فى الغلطة ذاتها لكن لا تسألينى لماذا يسمونها غابة والشجر قلما ينبت فيها
ازالت كلماته اللطيفة كربها وتابعت السير خلفه كان الدرب شديد الانحدار وحجريا لكنه سرعان ما انعطف حول منكشف صخرى وانتهى عند حاجز حجرى ضخم وصلت الى حيث توقف ميريك ووجدته يتفحص التلال من خلال منظارة
- انظرى يا سو الى اعلى هناك ايل انظرى كذلك الى بن كراون انه يقف على مدخل الوهدة العشبية اذا حالفنا الحظ سنرى الايل من مكان اقرب خذى المنظار لتريه بنفسك
اربكتها لمسه ذراعه فتناولت المنظار بيدين مرتجفتين قليلا وركزته على البرارى بحسب تعليماته ولم تلبث ان لمحت شيئا بنيا يتحرك
وسألت بلهفة وهى تنعم النظر اكثر : اهذا ايل ؟
- اجل انه ايل كبير نحن ابعد من ان نرى قرونه لكنه ضخم
- الا يمكننا الاقتراب قليلا ؟
- الاقتراب صعب .
ثم اضاف بصوت خافت : الريح فى صالحنا لانا عادت تهب صوبنا وفى هذه الحالة لا يتمكن الايل من التقاط رائحتنا فالغزلان لعلمك لديها حاسة شم حادة والى درجة تشم فيها الانسان من مسافات بعيدة جدا ولكننا سنحاول الاقتراب
ازاح ذراعه عنها وابتعد قليلا فأدركت سو بخيبة ان بادرته تلك كانت لا شعورية محضة فقد كان مستغرقا فى مراقبة الايل وغير شاعر بوجودها سارعت الى كبت رغبة مفاجئة فى البقاء تحت خيمة ذراعه وهي تهبط خلفه باحتراس المنحدر المخيف
كان الاقتراب صعبا بالفعل فاقل ارتطام بحجر قد تجعل هذا الحجر يتدحرج ويدحرج معه كومه من الحجارة ينبه الايل الى وجودهما ولذا وجدت صعوبة بالغة فى الهبوط الصامت على السطح الوعر
لكنها اخذت تراقب دعسات ميريك الخبيرة وتقلدها وسرعان ما اتقنت الصنعة فشعرت بالاعتزاز ميريك بدا معجبا بها ايضا اذ كان يهديها ابتسامة سريعة كلما استدار اليها ليراقب تقدمها وصلا نهاية المنحدر وقطعا الرقعة المستنقعية ثم اخذا يصعدان جانب الجبل
اختفى الايل لفترة عن نظريهما لكن ميريك طمأنها بانه حدد البقعة حيث كان يرعى كان كل شئ ساكنا جدا حتى ولا ورقة عشب تتحرك صمت جديد بالنسبة الى سو المعتادة على عجقة الشوارع الكبرى ثم اصبحا يزحفان ببطء على ايديهما وركبهما حتى وصلا حافة ربوة صخرية تطل على واد ضيق كان فى منتصفه جدول ينساب بين الحجارة انما لا اثر لوجود الايل
همس ميريك فى اذنها :انا اكيد من انه انتقل الى الجزء الاعلى من الوادى انى اعرف مراعيه جيدا وعشبها لذيذ تسعى اليه الغزلان
- أأنت متأكد تماما؟
تقدمت الى حيث يقف ورمقته بنظرة جانبية متلهفة بدا قويا ومنتظم الانفاس بعد كل ذلك الصعود الشاق فيما كان جبينها حارا متعرقا فشعرت بالحسد
استمر يحدق الى المنحدر ثم اجابها :اجل متأكد هناك ممربين الجدول وجانب الجبل ومتى قطعنا الجدول نصل حاجزا صخريا يسد الممر لكن بامكاننا تسلقه لنشاهد الايل من على حافته لن تكون الزاوية مناسبة لاصطياده غير انى لا افكر اليوم بذلك
واصلا هبوطهما الى حيث الجدول وبعد عدة دقائق استطاعت سو ان ترى الممر بين الجدول وسفح الجبل اجتاحتها اثارة غريبة كانت مزيجا من المشاعر المكبوتة والتلهفة فى ان واحد لا تخلو من علاقة قوية بالرجل الواقف معها هكذا اعترفت لنفسها .
- الان نصعد سفح الجبل
قال لها ميريك بليونة وهو يشير اليها بأن تتبعه عن كثب
كانت الشمس تدفئ الصخر والفجوات مغطاة بالعشب وببرك صغيرة من الماء بعض الاماكن كان لزجا فرحبت سو بيد ميريك التى امتدت تساعدها وتعلقت بها فى قوة وهى تنهض واقفة من كبوتها
حمدت الله عندما بلغا القمة اذ كانت مقطوعة الانفاس ومتعرقة وشعرها مبعثرا على وجهها ولما نظرت الى تحت رأت قبعتها الصوفية معلقة على غصن شجرة يابسة
قربها ميريك منه وافسح لها مكانا قربه ومن مكانهما عند منتصف الجبل تمكنا من رؤية قمة الوادي كانت صغيرة المساحة ومكتظة بصخور سقطت على الارجح من صخور اعلى
بدا العشب نديا اخضروغريبا بالنسبة الى هذا الوقت من السنة وسرعان ما انجذب بصرها الى الحيوان الذى كان يقضم العشب وهو غافل تماما عن الغريبين المحدقين اليه كان ايلا جميلا بنى اللون وذا قرن متشعب
نهاية الفصل السابع


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 01:58 PM   #25

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي


8 . هل انت بلهاء ؟
فى غمره لهفتها تشبثت بذراع ميريك لكنها تذكرت وجوب الكلام همسا: ما اجمل هذا الحيوان
شهقت فى خفوت وعيناها تتسعان اعجابا لأول مرة فى حياتها تشاهد ايلا خارج الافلام والصور ولذا راحت تراقبه مسحورة من مكمنهما العالى على الصخرة
كان يبعد عنهما مسافة مئة ياردة ويرعى متقدما فى بطء صوبهما فاستطاعت ان تحصى عشرة فروع فى قرنه. ولما استفسرت ميريك عن صحة احصائها وافقها عليه واضاف: انه ليس من الايائل الملكية فهؤلاء تتشعب قرونهم فى اثنى عشر فرعا ولكنه رائع واقدر عمره بتسع سنوات لن تري واحدا افضل منه
ولكنه يتيح لها مشاهدة افضل فرد ساقيه ووضع بندقيته على سطح الصخرة جلست سو قربه حولها صمت عميق مكنها من سماع حوافر الايل وهو يركل الحجارة كان يتقدم نحوهما فى بطء شديد وفى غفلة تامة عن وجودهما
- قد يكون هناك اكثر من واحد
همس ميريك وهو يعدل جلسته فى الحيز الضيق كان قريبا منها حتى لتكاد ترى وجهها منعكسا فى عينيه السوداوين وخشيت لبرهة ان تتحرك او تتكلم او تفعل اى شئ من شأنه ان يعكر احساسها باللاحقيقة فساقه الطويلة القوية العضلات تكاد تلاصق ساقها وانفاسه تلفح خدها بدفءعندما يتكلم كان قربه لاهيا يصرف ذهنها عن الحيوان الراعى قبالتهما
تنفست بعمق وقالت بسرعة : يخيل الى ان الايائل تتشابه كما الخراف
- لا تقولى هذا الكلام امام المسؤول الاول عن القطيع فهو يعرف معظم الايائل من مجرد النظر اليها اننا نجمع قرونها احيانا لنحدد تطورها وهى تستبدل قرونها كل سنة بقرون جديدة
وفى احدى المرات استطعت انا ودونالد ان نجمع ثلاثة قرون على مدى ثلاث سنوات متتالية للايل نفسه كان فى الثامنة من عمره والقرون تلك اظهرت تحسنا ملحوظا بالرغم من ان عدد الفروع لم يتغير
سرها ان ميريك يهتم بتطور الحيوانات الحياتى كاهتمامه باصطيادها ومع ذلك سألته بنبرة لوم خفيفة : كيف تختارون الايائل الواجب قتلها؟
- نختار عادة ذوات القرون المشوهه لانها لا تصلح للتناسل الاصيل بصورة عامة ثم هناك النوع الذى ليس له قرون على الاطلاق بل كتل عظمية قاسية بدل القرون
- كنت احسب ان الناس يفضلون اصطياد الايل الملكى على سواه
- ليس دائما لاننا لانصطاد الكثير من هؤلاء ولكن قبل ايام حظى احد الصيادين بواحد رائع من ذوى الاثنى عشر فرعا يصلح تماما للامتطاء ارسلناه الى محنط حيوانات فى مدينة دندى لكن لاتحسبى ان جميع نزلاء الفندق يرغبون دائما فى الاصطياد فكثيرون منهم يطلبون فقط ان يشاهدو ويتعلموا مثلما تفعلين انت الان
اشاحت عنه وقالت ناظرة الى الايل : لم اعرف بأنك ستتيح لى هذه الفرصة الا بعد خروجنا يا سيد فيندلى
فأجابها فى سخرية ناعمة :هذا جزء من الخدمة
اغاظتها نبرة صوته فاستدارت بحدة وسببت فى تدحرج حجر صغير بالكاد تقدر الاذن البشرية ان تسمع صوت سقوطه لكن الايل توقف فجأة ورفع رأسه منصتا ثم امال بدنه البراق جانبا وراح يتنشق الهواء وقبل ان يتحرك احدهما من مكانه ركض الى الجدول بقفزة واحدة وقطعه بوثبة اخرى ليختفى فى ثوان فى اسفل الوادى سرعته اللامعقولة اذهلت سو فشهقت ثم خيم صمت ثقيل قطعه ميريك حين نهض برشاقة وقال :عساك فهمت الان لماذا يبتعد الناس دائما عنهم
فنهضت بدورها وقالت فى وجوم: اعتقد اني كنت اوفر حظا من سواي
- اجل كنت محظوظة ويجب ان تكونى ممتنة لوجودك مع مطارد غزلان قدير
- ما حسبتك من عشاق الامتنان يا سيد فيندلى
- اذا خاطبتنى بالسيد فيندلى مرة اخرى فلن تعرفي ما الذي دهاك الا بعد ان تفيقى من الاغماء!
رقصت على شفتيها ابتسامة لامبالية وقالت : انك تفيض اليوم بالتهديدات المخيفة معظمها فارغ على الارجح لكني لا استسلم للخوف بسهولة
لم يكلف نفسه عناء الرد اكتفى بهزه كتف واستدار يتابع هبوطه تاركا اياها تتدبر امرها القت نظرة حزينة على مكان الايل الخالي ولحقت بميريك متعثرة فاذا بها تنزلق على الصخور وتسقط فى كومه مخجلة عند قدميه


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 01:59 PM   #26

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

لم يبد اية محاولة لمساعدتها بل قوس حاجبيه وغمغم هازئا : هذه طريقه جيدة من طرق السقوط
شخصت اليه فى احتقار وهى تلملم نفسها وتنهض . كانت يداها مخدوشتين حيث حاولت التشبث بصخرة كذلك احست الما فى احدى ساقيها لكن كل هذا لم يحرك فيه عرقا من العبث ان تقذفه باية عبارة لاذعة لانها سترتد كما الكرة من على جدار غرورة القاسى حتى الان هى تنفض الغبار عن ثيابها وهو يلتقط معطفه وينظر الى ساعته
قال : لنتناول الطعام وبعد ذلك نتهيأ للعودة الساعة تقارب الثانية وامامنا مسافة طويلة
سار على الدرب الحجرى بخطوات عريضة ثم توقف قائلا : فى اعلى الطريق يوجد مكان جيد زرته من قبل انه اكثر راحة من الجلوس على الصخور
مشت وراءه بمحاذاة الجدول صعودا ولما توغلا فى الوادى الصغير احست باثارة العزلة وكأنهما رائدان يستكشفان بقعة سحيقة من العالم ويرتحلان على ارض بكر
اطلقت لخيالها العنان فراح يعدو فى كل الاماكن التى تاقت لرؤيتها والتى لن تراها على الارجح احست الوادى مكانا عتيقا نحتته عناصر الطبيعة بأروع النقوش وتضافرت الشمس والريح والامطار على جعل صخوره قمما وشقوقا وفجوات اعترتها رجفة باردة حين اطبقت عليها العزلة كحبيب يرفض اخلاء سبيلها هنا قد يضيع المرء لسنوات قبل ان يجده عابر طريق
وسرعات ما وصلا البقعة التى ذكرها ميريك وكانت عبارة عن حلقة من الصخور المظللة ذات ارضية مسطحة مغطاة بعشب محروق يابس لكنه كان سميكا كغطاء مريح للجلوس
- هل يفى هذا بالغرض؟
سألها ميريك باسما وهو يناولها حقيبة الطعام بدون ان ينتظر موافقتها اسند بندقيته الى صخرة ملساء ثم نزع سترته الجلدية ولفها كوسادة قبل ان يستلقى وفى الاخير مدد ساقيه وقال :هيا قدمي الطعام يا امرأة
تأملت طوله بشئ من الحنق ثم اعتراها خضوع غريب جعلها تنفذ طلبه حاولت اقناع نفسها بأنه يستحق الخدمة بعد مشقته وليس لان قلبها لم يعد قادرا على مقاومة هذا الرجل المغرور الوسيم
بدا لها امرا جد طبيعى ان يرتاح هو وتقدم له هى الطعام الذى هيأته السيدة لينوكس استعاضت عن المائدة بصخرة مسطحة قريبة وضعت عليها ساندويشات اللحم والتفاح
جلست قرب ميريك ففتح عينيه وارتكز على مرفقه حين ناولته الساندويش فلاحظ اثار التبلل على وجهها وكانت غسلته بماء الجدول تأمل بشرتها الزاهية وقال :انت خادمة بارعة ولو كنا فى عصر اخر لفكرت فى ابتياعك
- هذا اطراء على ما اعتقد لكن هل كنت ستساوم على فى سوق النحاسة ؟
- ربما بدافع الاغراء
- حتى لو كان السعر باهظا ؟
احتواها بنظرة كسولة فعبقت من شئ لاهب تراءى لها فى عينيه وجعل حلقها ينبض فضحك وقال :انت التى قلت ذلك وليس انا يا حلوتى سو قد تجعلين الرجل في لحظة ضعف لا يفكر فى السعر اطلاقا
- لكن من الجائز ان تندم على ذلك فى وقت لاحق !
اى غباء يحدوها على متابعة هذا الحوار الخاوي والذي يشبه السقوط فى هوة بلا قرار ؟ استمر يرمقها بسخرية وقال : قد يتوقف الندم على عدة امور لان سعر بعض الاشياء يفوق قيمتها الحقيقية يا سو
اندلعت فيها شرارة غضب فأطفأتها بقضم تفاحة بأسنانها اللؤلؤية ثم قالت : انك لا تحب النساء كثيرا اليس كذلك يا ميريك ؟
- ان لك موهبة عظيمة فى طرح الاسئلة السخيفة يا سو بالطبع لا اكره النساء لكن رأيى فيهن هو شئ اخر بالمرة هل تقصدين النساء بصورة عامة ؟
ماذا يقصد ؟ لن تطلب اليه ان يشرح قصده لانها تدرك غريزيا ان الحكمة تقضى بتغيير الموضوع هزت كتفيها النحيلتين وتظاهرت بالتثاؤب مللا ثم تشاغلت بسكب القهوة
- لقد استمتعت اليوم تماما
اكدت له فى تهذيب جم وهى تضيف السكر الى فنجانه وتابعت : الايل كان رائعا وكذلك هذا المكان
رفع حاجبيه ليفهمها انه وعى تجاهلها لسؤاله الاخير وغمغم بلا اكتراث : طالما سمعت هذه الحماسة وهذا الكلام من قبل
- ليس غريبا ابدا ان يقع المرء فى حب مكان فى خلال وقت قصير
فأعاد فنجانه فى تكاسل وقال بصوت لطيف: هذه الاماكن البرية الوعرة لا تناسبك يا سو انت انسانة طيبة وجميلة ولكن لا توهمى نفسك بعكس ذلك فالنباتات التى تنمو فى بيوت زجاجية خاصة يجب ان تبقى فيها وان لا تسعى الى الازهار حيث اقسى النباتات تقدر فقط ان تحيا
- لقد رافقتك اليوم الى هنا وتغلبت على كل تلك الاراضى الوعرة وبرغم ذلك تجرؤ على هذا الكلام
تجاهل شهقتها الغاضبة فنهض وحمل فنجانى القهوة الى الجدول حيث شطفهما وعاد ليقول وكأن شيئا لم يكن : من النادر ان يكون الطقس حارا هكذا وكأننا فى يوليو/ تموز
راقبته من تحت اهدابها الكثة وقبضت بالرغم على حجر كبير وكأنها تنوى رجمه به لماذا يستمتع باثارة غضبها وباثارة خليط من العواطف قد لا تستطيع فرزه ابدا عن بعضه البعض؟
وهتفت تتهمه حانقة : انت لا تشعر نحوى بأى ود اليس كذلك ؟
وحالما نطقت العبارة احست انها قالتها له من قبل استدار وجلس قربها فى هدوء واجاب : قد يكون صحيحا ما تقولين لكن ليس من الضرورى دائما ان يكون الود عنصرا فى العلاقة بين رجل وامرأة ام تراك لا توافقين ؟
عيناه فسرت قصده حين راحتا تتأملانها كلها ثم جذبها الى ذراعيه فى قوة وبطء محيطا خصرها بذراع ومسندا رأسها وكتفها بالاخرى
بعد ذلك بفترة طويلة تساءلت سو لماذا لم تحاول الهرب ثم وضعت اللوم على شدة الحر التى بلدت حواسها جزئيا وعلى صمت المكان المغناطيسى كذلك الشعور بانها وميريك فيندلى كانا منعزلين عن العالم فاعتبرته استمرارا طبيعيا للبهجة التى غمرتها فى الصباح
تكلملت قليلا اذ احست خطرا خفيا من البقاء حيث هى لكنه منعها من الحركة وقال يأمرها بصوت كسول وذقنه تضغط على رأسها : لا تتحركي تذكرى انك عبرت لى قبلا عن امتنانك
هل يقصد حاولت الكلام فالتصقت الكلمات فى حلقها كان هناك استمرار غريب لشعور سابق يتغلب عليها ويمنعها من الاعتراض اما ميريك فكان يحضنها بلطف وكأنه يبغي تطمينها بالشكل نفسه تقريبا الذى يطمئن به حيوانا صغيرا وهو يأسره بين ذراعيه وهنا شعرت نفسها مضطرة الى القول : هل من عادتك قبض الثمن بهذه الطريقة ؟
- وهل هناك طريقة اكثر ارضاء من هذه ؟
صمتت تفكر فى عبارته فلم تعجبها كثيرا كانت تدرك مدى قسوته لو اراد استعمالها وتدرك خطورة مناورته وبرغم ذلك لم تكترث صحيح ان يكونها التام قد يكون مدعاة للمشاكل غير ان انسجامها العاطفى بين ذراعيه بدا صعب المقاومة انها تعانقه ليس الا وقد آن لها وقد بلغت الحادية والعشرين من عمرها ان تتخلى قليلا عن روادعها العاطفية السابقة لكنها تنهدت بيأس وهى تتمنى لو انها تملك بعض الارشادات المناسبة
ودونما توقع ارتكز ميريك على مرفقه وقال متسائلا : لماذا تتنهدين يا حلوتى سو اتراك xxxxxة فى كيفية التصرف ازائي؟
رن صوته هازئا متسليا فاحست بمقاومتها المتلاشية تعود الى التصلب وقالت نافية التهمة باستخفاف : لم افكر فى ذلك اطلاقا
ولكى تثبت صدق كلامها نظرة مباشرة الى عينيه لكن ابتسامتها الصغيرة لم تنجح تماما اذ قرأت فى نظرته شيئا جعلها ترفع راسها متحدية وفى اللحظة نفسها انحنى بغاية اللطف والرقة وعانقها
حاولت الافلات لكنه امسك برأسها من خلف وجمد عنقها ثم راح يداعب شعرها ويبعد خصلاته الحريرية عن جبهتها واذنيها
عانقته تلقائيا ومررت اصابعها فى شعره الاسود ثم ابعد وجهه فجأة وغمغم : يا لسو المسكينة التى حسبت انها ستحسن التصرف
لسعتها كلماته الهازئة بعجزها عن مقاومة ارادتها العاطفية الخائبة فاجابت بشهقة مبهورة : قد استطيع التصرف اذا اطلقت سراحى فلولا قوتك الوحشية
فبرقت عيناه وهو يقول :لماذا تلجأين دائما الى الاعذار يا سو ؟ قد تتذرعين بعد قليل بانك تحملين كرها اساسيا لهذا النوع من التحبب
كان ذهنها يتخبط فى ضباب ففضلت الاعتراف بانصاف الحقائق ولذا اجابت : ليس تماما لان ذلك يتوقف على الذى يكون معى
- تيم ماسون مثلا انى لاتساءل هل تكذبين دائما الى هذا الحد ؟
- انك لاتصدقنى اذن؟
- اصدقك كما اصدق الشيطان
غمغم بخشونة وهو يضمها مجددا الى صدره فنسيت كل آرائه فيها وقد فقدت الشعور بكل شئ الا بحاجتها الى حبه ودفئه
احسها ترتجف فرفع رأسه قليلا وتمتم : كيف كانت ايامك الجامعية بالنسبة الى الحب ؟
- لا عليك من ذلك
سمعت نفسها تجيب من خلال ضربات قلبها المدوية لقد عادت تكذب مدفوعة برغبة مجنونة فى البقاء بين ذراعيه ولانها اذا اعترفت له ببراءتها فلن يعود راغبا فيها وهى لا تتمنى فى هذه اللحظة الا ان يكون لها
- سو؟
هتف اسمها فى خشونة فحسبته سيحرمها من هذه اللحظة التى انتظرتها طوال حياتها اللحظة التى قد تسمح فيها باغراق العقل فى لجة الاحساس الجارف الا انه شدد عناقه فاختفت ظنونها وارخت العنان لمشاعرها
- حبيبي
همست بصوت مكتوم لكنه سمعه على الارجح لكونه رفع رأسه على التو وبدا كأنه يتراجع اذ نهض واقفا بحركة رشيقة واحدة


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 01:59 PM   #27

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

انهضها معه بسرعه وانتظر حتى استعادت توازنها وقال بصوت جاف انما فيه مسحة انفعال : ماذا توقعت هذه المرة يا حلوتى سو ؟
تجمدت عيناها الزرقاوان وهى تشخص اليه فيما انعكس اضطرابها الداخلى فى الاحمرار الذى خضب بشرتها البضة فهتفت : انى اكرهك !
كانت تحاول ان تتحداه فى عنف كارهة غرورة ومتمنية العودة الى ذراعيه فى الوقت نفسه قلص اصابعه على ذراعها ليمنعها عن الحركة
وأجاب : لا انك لا تكرهيننى لكنك قد تمقتيننى اذا بقينا هنا بالله عليك يا سو انضجى قليلا
بدا جسمها النحيل وكأنه يذوي على ذراعه وقالت بصوت خافت يمازجه توتر وحيرة : هذا الحديث لن يفيدنا .
- لو جاريتك لما كنت غفرت لى ذلك ابدا يا سو بل قد تتهمينى بأنني تعمدت توريطك لاحصل على الاملاك بأننى كنت احاول تقييدك الي بسلاسل لكونك وريثة
- لا يمكن ان تكون جادا فى ما تقول ؟
ولبرهة قصيرة استوقفه شئ ما فى وجهها لكنه سرعان ما ابتسم بدماثة وقال مبعثرا امالها الصغيرة اكثر فأكثر : فى الواقع كلانا يتصرف فى حمق يا سو وكلانا لا يعجبه تصرف الاخر انا ما تعمدت ايذاءك حتما ولكن لننس ما حدث طالما الصباح لن يأتى بجديد على كل حال يجب ان نعود الان لنصل غلينرودن قبل حلول الظلام ولا اعتقد انك ستستمتعين فعليا بقضاء الليل معي هنا
احست برودة جليدية وهى تمشى خلفه على ضفاف الجدول ومن ثم على منحدر التل الوعر وحيث اضطرت الى الركض احيانا لتجاري خطواته العريضة السريعة كانت تحدق الى ظهره العريض بتعاسة وتحس خواء شديدا ما احسته مرة من قبل حين كانت واياه على الجبل وذراعاه تحميانها من قسوة الشمس والريح والصخور لم تهمها العودة الى غلينرودن اما الان فلا ترغب الا فى ايجاد مكان تخبئ فيه وجهها والشئ الوحيد الذى يريحها هو ان ميريك لم يدرك مبلغ الالم الذى سببه لها برفضه لعواطفها
كانت السيارة فى انتظارهما حين وصلا الطريق الاقل انخفاضا وبعد ان وضع ميريك اغراضهما على المقعد الخلفى استغربت ان يفتح لها باب السيارة ويتبرع بمساعدتها على الصعود وفيما همت بذلك استدارت بسرعة ونظرت اليه خشونته اضفت عليه وسامة ذات نوع خاص عيناه السريعتا الملاحظة فمه المتماسك وحنكه المقدام شعره الكثيف الاسود والملتمع حيوية ادركت فى تلك اللحظة انها تحبه فارخت اهدابها كيلا يقرأ ما تحتهما وشعرت بشئ من التعزية لكون تصرفها على الجبل لم يصل حد الابتذال
بل كانت مدفوعة بعاطفة قديمة كما حواء لكن اكتشافها بانها تحبه اذهلها للحظات فهي لا يمكنها ان تخبره ذلك بمطلق طريقه وعليها ان تتحمل النتائج فى حال ظن بها اسوأ الظنون
كان ينتظر صعودها ليغلق الباب لكنه رفع حاجبيه فى سخرية وقال بنظرة فضول : اخبرينى بماذا تفكرين ادفع لك فلسا
- افكاري ليست للبيع
- لكن وجهك كان يعبر عن اهميتها
- احسبنى كنت احلم في اليقظة انها احلام غير مهمة على اى حال
- قد اطلب منك غدا ان تطلعينى عليها بالتفصيل اما الان فيجب ان نتحرك لئلا يقلق جون وبخاصة انه أأتمنني على حراستك
لفظ العبارة الاخيرة بمحبة زائدة جعلت قلبها يقفز بين ضلوعها كانت معنوياته مرتفعة لسبب ما ولم يحاول اخفاء سروره هل تراه يحبها قليلا وهى لا تدري ؟ كان فى ضحكته رنة وعد لا تجرؤعلى التفكير فيه خشية ان تكون واهمة فى ما سمعته أومأت برأسها ولم تعلق بشئ حين اغلق بابها بلطف وصعد الى جانبها
كان الظلام يتجمع لدى اقترابهما من البيت لكن اثناء مرورهما بالخليج كانت الشمس الغاربة ما تزال قرصا احمر يتوهج على الماء من بعيد الخريف فى الريف يثير وحشة الحنين عندما تذوي النباتات وتشحب اوراقها وفى ضباب الصباح الهامس والغيوم السمراء فوق التلال هناك حزن وتأمل واحساس بالنهاية مع اقتراب رحيل الخريف شعرت بدموع حارة تلسع باطن جفنيها وتقلص حلقها ثم كادت تهتف فرحا وارتياحا عندما وقفت بهما السيارة عند مدخل البيت.
هبطت منها وقالت فى حماسة : سأدخل فورا لاطمئن على ابي فلا ريب انه استوحش فى غيابنا
لكنها اخطأت التفكير وتمنت فى ما بعد لو ان رجوعها لم يصطدم بذاك الخبر
استقبلتهما السيدة لينوكس عند اسفل الدرج الداخلى الفخم وهتفت بشئ من الارتباك : اوه كم انا مسرورة لعودتكما لديك زائر يا سوزان اسمه السيد ماسون واحترت ماذا افعل بشأنه
كان ميريك قد القى يده بخفه على خصرها وهما يدخلان البيت واعتبرتها مجرد بادرة ودية ومع ذلك استمدت منها طمأنينة كبيرة وسعادة لا توصف غير انها احست يده تتقلص وللحظة عابرة استشعرت غضبه وتحفظه
اسقط ذراعه بسرعة فتملكها حزن ممزق هل يعقل ان يكون تيم هنا ؟
واجابتها السيدة لينوكس على هذا التساؤل حين اضافت :جاء بعد الغداء وبدا متضايقا لانه لم يجدك يا سوزان لكنه انسجم مع والدك كسريان النار فى الهشيم وامضيا الوقت بطوله يتحدثان ويتسامران لقد هيأت له غرفة وهو الان فيها انه سيمكث عندنا بالطبع او على الاقل هذا ما يعتقده السيد فريزر
فأوما ميريك برأسه وقال بدماثة : طبعا فنحن نرحب جدا بصديق سوزان ارجو ان تكوني رحبت به يا سيدة لينوكس.
كان يتكلم والخيبة تجتاح سوزان فتقلص اعصابها وتسرق اللون من خديها لا جدوى من القول ان هناك خطأ ما او ان الزائر قد يكون شخصا اخر فى حين كانت تدرك غريزيا انه هو ولا احد سواه لكن لماذا قطع كل تلك المسافة ليأتى الى غلينرودن ؟ لماذا ؟ انها لا ترغب فى رؤيته على الاطلاق ليس الان على الاقل انتبهت للصمت الثقيل الجاثم حولهم فرطبت شفتيها الجافتين وسألت السيدة لينوكس بقولها :هل ذكر سبب مجيئة؟هل يريد شيئا؟
اسئلة سخيفة وغير لائقة ما كان يجب ان تنطقها وكانت ستسترسل لولا شئ رأته فى وجه ميريك وهو يرمقها واجما فجعلها تتوقف
وقبل ان ترد الممرضة غمغم ميريك فى سخرية : لا تطرحى اسئلة سخيفة يا سو من الواضح ان الرجل لم يستطع الانتظار فجاء واكرر ترحيبنا به لبضعة ايام اذا شاء وفى الواقع قد نستمتع بوجوده اذا احسن التصرف
كان نبرته عنجهية لسعتها وحسستها بأنه شخص غريب وليس ميريك الذى احاطها بذراعيه فى البرارى واوجد لديها انطباعا فى طريق عودتهما بأن علاقتهما كانت ترتفع بحذق الى مستوى اخر لم يسعها اللحظة الا ان تشخص اليه بقلب مثقل وهى تحاول لا شعوريا ان تبرر تصرف تيم :ارجح انه اخذ اجازه وفكر ان يقضيها هنا ليفاجئنى لم يخطر له ان زيارته قد تكون فى غير محلها
فقاطعتها السيدة لينوكس وهى تجيل بصرها بينهما :ليس فى زيارته اى ازعاج يا سوزان فلا تدعي ذلك يقلقك اذا كان السيد فيندلى لا يعارض فسأتعاون واياك على عمل البيت الاضافي
- الامر لا يعود الى السيد فيندلى
ما قصدت ان تقول هذا لكن الكلمات انزلقت منها فى رعونة
- سو؟
صفعتها صرخته القصيرة فارتبكت واستدارت تبتعد عنه ثم عادت تنظر اليه لتفاجأ بشحوب وجهه الشديد لم تكن تدرى انه لولا وجود الممرضة لكان فقد اعصابه لكنه اندفع من امامها فى احتقار حتى وصل نهاية البهو وقال بصوت متوتر وظهره اليها :اذا احببت دعوة ضيوف فى مرة مقبلة فارجوك ان تعلمينا مسبقا بقدومهم من اجل راحة والدك على الاقل
لكن زيارة تيم لغلينرودن لم تحدث تأثيرا سيئا بالنسبة الى جون الذى بدا مستمتعا برفقته وحيث كان الاثنان يمضيان فترات طويلة يتحدثان معا مما اشعر سو ان صداقتهما كانت تتطور فى سهولة مذهلة بعكس صداقتها مع جون التى كانت تتسم بمحاولات مفتعلة لترسيخها وبجهود مضنية لجعلها علاقة عميقة ثابتة وكل هذه المبادرات كانت تضنى سو لدى احتكاكها اليوم مع ابيها
متعتهما المشتركة الوحيدة انحصرت فى اعداد الكتاب وعدا ذلك لم يطرأ اى تغيير مهم كفيل بتعزيز علاقتهما كانت تسمعهما يتحدثان ويضحكان فى انسجام فيبدو لها ان ذلك يثبت شكوكها بأن هوة السنوات التى فصلتهما عن بعض كانت اوسع من ان يستطيعا تقريبها كما يجب وبأنه ان لم يحدث تغيير ما فلن تقدر ان تشعر شعور الابنة الحقيقية لهذا البيت او تقبل بأخذ اى حصة من غلينرودن فى حال وفاة جون
تيم من جهته لم تساوره ظنون كهذه بدا كأبيها دائم الاستغراب لشبهها الشديد بعائلة فريزر ولم يفوت اي فرصة ليجهر باستغرابه هذا كان يوقفها باستمرار امام لوحات العائلة لوحة اثر لوحة ويتصفح معها الالبومات السميكة المتضمنة صور العائلة الفوتوغرافية ليؤكد شبهها لهم بوجهها وقوامها معا
فى صباح اليوم الثالث على وصوله كانت واياه فى غرفة الجلوس وقد حال المطر والريح دون خروجهما فهتف تيم ضاربا على الوتر اياه : ما عاد لدي اي شك يا سوزان فى انك ابنة فريزر كم كنت حكيما عندما سمحت لك بالمجئ الى غلينرودن فى اي حال اخبرنى جون ان محاميه درس التفاصيل وتأكد من بنوتك لجون تماما يكفى ان تنظرى الى لوحة جدتك لتأخذى الجواب الصحيح
استرسل فى ثرثرته فاستمعت اليه مرغمة وهى تجيب بهزة كتف وايماءة رأس بين حين واخر لماذا احست بلسعة خيبة لما سارع تيم الى مخاطبة ابيها باسمه الاول بمنتهى السهولة ؟ صحيح ان والدها يكره المجاملات واستعمال الالقاب انما يجدر بتيم ان يتمهل قليلا فى رفع الكلفة ساءها كذلك ان يكسب ثقة جون بسهولة مماثلة فبعد يومين فقط على وصوله صار يعرف عن غلينرودن اكثر بكثير مما حاولت هى ان تعرفه على مدى اسابيع طويلة وايضا صار عند جون شبه انطباع بأنها وتيم سيتزوجان وكلما حاولت افهام جون عكس ذلك كان يعزو اعتراضها الى خجل الفتيات الطبيعى حيال موضوع الزواج
نفذ صبرها من ثرثرة تيم فقالت اخيرا :اعرف انك على صواب يا تيم لكن ارجوك ان تكف عن هذا الحديث الذى نخرت به اذاننا حتى كاد يرهقنا انك تصر عليه وكأنك تحاول جاهدا ان تقنع شخصيا معينا بهذه الحقيقة
تغير وجهه وقال : اي شخص ذلك المدير مثلا ؟ انه يحتاج الى من يضعه فى مكانه وقد افعل هذا اذا طالت اقامتى هنا
- لكنك لن تمكث اكثر من اسبوعين اليس هذا ما قلته انت ؟ على كل لست متأكدة تماما من مركز ميريك الصحيح
- اذن قد حان الوقت للتأكد
كان صوته يحمل تهديدا غريبا فتعثر النفس فى حلقها واحست برعشة خوف لم تفهم لها سببا حين رأت فى وجهه تصميما عنيدا
- ارجوك
همست وهى تحدق اليه وتحاول تنظيم افكارها تصرفه هذا يغمرها بتخوف متزايد ويحملها على الاقرار بانها ما عرفت الاسترخاء من حين مجيئه فعادت تتمنى للمرة العاشرة ربما لو انه لم يأت اطلاقا تبا لهذه الاجازة غير المنتظرة والممتعة بالنسبة اليه والتى بدأت تتحول خيبة ذريعة بالنسبة اليها
جاء بقصد ان يفاجئها كما حزرت من قبل ولم يلاحظ ابدا استقبالها الفاتر له كان مشغولا باكتساب ود جون والسيدة لينوكس اما ميريك فكان يعامله ببرود وبتهذيب ارتجالى كالذى يبدر من زائر مهم تجاه خادم فى المرتبة السفلى فتشعر احيانا بانكماش عاجز امام نبرة صوته
- لماذا تترجيننى ؟
- كنت سأطلب منك الا تحاول التدخل يا تيم لان ميريك فيندلى لا يستغنى عنه فى عدة مجالات انك لم تقض الوقت الكافى للتأكد من ذلك بنفسك لكن حاول ان تتذكره فى المستقبل كما ان والدي سيستاء اذا فعلت شيئا من شأنه ان يزعجه
- هكذا اذن؟
قال تيم وعيناه تتركزان فى ارتياب على محياها العابق فيما لاحظت سو انه بدا غير مكترث بالسبب الذى جعلها تدافع عن ميريك وتابع بنظرة ثاقبة : بدأت اتساءل عمن سيكون الاكثر انزعاجا من سواه لكن لا تحمري او تقلقى يا سو فانا لا ابغى الا المحافظة على مصالحك
فأجابت فى تحد وغضب : ليست لدى ايه مصالح تحتاج الى رعاية يا تيم لذا ارجوك ان لا.....
- ان لا ماذا ؟ الا ازعج ميريك فيندلى العظيم ؟ هل تخافين منه يا سوزان ؟ يبدو لى انك تتحرقين بكل قواك للوقوف فى صفه
فاجابت فى اصرار : ادافع عنه لاننا لا نستطيع ادارة الاملاك بدونه اما قولك بأنى اخاف منه فهذه فكرة مضحكة لا ادرى من اين اتيت بها يا تيم انى نادرا ما اراه
لم تبعد كثيرا عن الحقيقة فميريك بالكاد اقترب صوبها الا فى اوقات الطعام التى صار يواظب على مواعيدها وعدا ذلك كان يتجاهلها ويقصر كلامه على التحيات العابرة هذا الوضع بينهما كان نتيجة الحادثة على الجبل اكثر مما نتج عن مجئ تيم وحيث تزامنه كان فقط من باب الحفاظ على المعاملة المهذبة التى مازال ميريك يمارسها تجاهها
وراحت تراقب تيم وهو يروح ويجئ مفكرا فى ارجاء الغرفة متفحصا اللوحات الرائعة والتحف الثمينة فى خزائن الاثريات والمنسقة بشكل تزيينى على رف الموقد الجميل
وقال فجأة :هناك رجال آخرون لديهم القدرة على ادارة الاملاك بنجاح عندما نتزوج يا سوزان سأبحث عن شخص اقدر من ميريك
فاجابت ثائرة :انا اكيدة بانك ستفعل
استدارت على عقبيها لتخرج ثم سمعت حركة عند الباب فخنقت شهقة فزع حين رأت كارلوت كريغ تقف على العتبة وتحدق اليهما
نهاية الفصل الثامن


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 02:00 PM   #28

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

9 - رقصة وحيدة
كم من الوقت مر على وقوفها هناك؟ قالت سو لنفسها وهى ترفع يدها الى وجهها فى محاولة فاشلة لاخفاء الارتباك الذى صبغ خديها بحمرة قانية اما كارلوت فكانت تبتسم بمرح ولم تعط اى دليل على انها سمعت شيئا ولكن ما اصعب التأكد من تصرفات كارلوت
- الا تنوين ان تعرفيني الى صديقك ؟
طرحت السؤال بلهجة استغراب وارسلت بصرها داخل الغرفة ليستقر بفضول على وجه تيم الناظر اليها بفضول مماثل تمالكت سو نفسها وقامت بمهمة التعريف برصانة بيد ان افكارها كانت تتلاطم وهى ترقب تيم يصافح كارلوت ووجهه يفيض بالود والبشاشة
تذكرت ما قاله لها لحظة وصول كارلوت فاجتاحها الغضب كيف تجرأ على احراجها بهذا الشكل حين افترض بانها تتلهف للزواج منه؟ لماذا اواه لماذا لم تفهمه رفضها القاطع يوم سألها الزواج فى لندن بدل ان تماطل فى الجواب لعدم اقتناعها انذاك بجدية طلبه يجب ان تضع النقاط على الحروف فى اسرع وقت لكن من الصعب ان تفعل ذلك فى حضور شخص ثالث
عادت الى الواقع لتجد كارلوت تجس نبض تيم باصرار على كشف وضعه الحقيقى انما كانت تخفى تصميمها تحت ابتسامة متألقة : انت صديق سوزان من لندن اهذا ما كانت تحاول سوزان ان تقوله؟
فاجاب تيم على الفور :- يمكنك ان تسميني صديقا والواقع لدى امل فى ان اكون اكثر من صديق لكن ليس بيننا ارتباط رسمي فى الوقت الحاضر هل تفهمين ما اعنى ؟
- بالطبع
ردت كارلوت بنعومة ووسعت ابتسامتها وكأن النبأ لقى صدى طيبا فى نفسها واضافت تقول بتقطيبة ساحرة : لقد عدت لتوى من لندن واعترف بأنى احس بعض الكآبة لكن هذا الخبر الرومانسى انعشنى كثيرا هل تعرفان بعضكما منذ مدة طويلة ؟
فاجاب تيم بحماس :اجل منذ وقت طويل كنت اهتم بشؤون سوزان وامها بحكم جيرتى لهما وكانت امها ترحب دائما بآرائي وتوجيهاتي
حين تستفرد كارلوت بتيم قالت سو لنفسها ستطرح عليه كل الاسئلة التى تريد ولكن كيف يمكنها ان تفعل اى شئ يحول دون هذا اللقاء وليس هناك شئ معين تريد اخفاءه؟ ان تيم انسان متسرع وقد يكون خطأه الوحيد انه اوجد وضعا بعيدا عن الحقيقة نتيجة لهذا التسرع وليس لانه لئيم بطبعه.
بل هو انسان كريم النفس فى اعماقة انها تشاركه الذنب على الارجح لكونها اخطأت الاعتقاد بأن غيابها عنه سيجعله ينساها تلقائيا اما الان وقد جاء فعلا فكيف يمكنها ان تطلب اليه الرحيل؟
ازاحت خصلة شعر عن جبينها والحيرة تعذبها كانت كارلوت ماتزال تبتسم وتبدو راضية تماما عن نفسها وبالرغم من تصرفها الودي خامر سو شك غريزى في صدق تلك الابتسامة وازدادت ارتيابا حين قالت كارلوت فى رقة : يجب ان نذهب جميعا لنسهر فى الفندق ميريك يعرف مواعيد سهراته الراقصة ولحين نذهب قد يكون لدينا شئ رسمى نحتفل به والله اعلم
ماذا تقصد؟ رمشت سو واتسعت عيناها حين احست خيبة تغمر قلبها هل كانت كارلوت تلمح الى وجود علاقة معينة بينها وبين ميريك وليس الى علاقتها هى وتيم؟
اجابتها فى حذر: سأفكر فى الامر لانه يتوقف على صحة جون بالدرجة الاولى
فأومأت كارلوت موافقة وقالت : ذكرتنى بجون فانا جئت فى الاساس لاراه كيف حاله ؟
انتقال الحديث الى موضوع جون اشعر سو الامان فطمأنتها الى صحته واردفت بلا تفكير: كان يتحدث الى ميريك منذ قليل
سرها الخبر فتألقت شفتاها الحمروان بابتسامة شامته وقالت وهى تستعد للخروج : تواعدت وميريك على الذهاب الى بيرث هذا الصباح حيث سيحضر مزادا علنيا للماشية سأعود معه مساء للعشاء هنا فالى اللقاء


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 02:01 PM   #29

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

لوحت بيدها مودعة فنظرا اليها بصمت وهى تخرج وقال تيم فى اعجاب حين سمعاها تفتح باب جون وتغلقه:انها تفكر بعقلها على الاقل وتعرف من اين تؤكل الكتف ام تراها بدأت بالفعل تأكل كتفا ما؟
- لا اريدك ان تتكلم هكذا يا تيم انا اكيدة من ان كارلوت لا تخفي دوافع مريية وانها تزورنا من باب المودة فحسب وفى الصيف هى تساعدنا فى ادارة مخيم العربات ولذا نراها كثيرا
-مخيم العربات ؟ من يملك هذا المخيم اذا جاز لى السؤال ؟
- يجوز لك ان تسأل لكن ليس بهذه النبرة ! انه يقع ضمن الاملاك وبالتالى اعتقد انه يخصنا لكنه قانونى مئة بالمئة وله مكتب متكامل الشروط ويقدم تسهيلات عديدة لذا لا موجب لان تشك فى شرعيته
فقاطعها محتدا وبشئ من الدفاع عن الكرامة :اسكتى يا سوانا لم المح الى شئ من هذا بل اردت فقط ان الفتك الى قيمة هذا المخيم ك**** وكمورد للربح المادى اذا ادير بطريقة صحيحة وات تقولين ان ادارته متقنة ومنظمة
- فى مكان مثل غلينرودن تتوازن المداخيل مع بعضها البعض فمخيم العربات اضافه الى مشاريع اخرى كمطارة الغزلان مثلا يجب ان يعوض ماديا عن انعدام الربح من اقسام الارض الاخرى
- يستثمرون الغزلان ايضا؟ اذن بوسعك ان ترثى املاكا قيمة يا سوزان هل زرت الاملاك كلها؟ الديك فكرة عن مساحتها ؟
هزت رأسها صامتة وتمنت لو تجد الجرأة على مطالبة تيم بعدم التدخل فى شؤون الاخرين من الغباء ان تسمح له بأقلاقها حتى العمق انما كيف توقفه عند حده من دون ان تجرح كرامته ربما كان من الحكمة ان تلجأ الى بعض الدبلوماسية
قالت :اتذكر انى كنت مع ميريك فى الخارج يوم وصولك ؟ وقتها شاركت فى مطاردة الغزلان
- اليس غريبا ان تكون تلك اول زيارة لك للاملاك وقد مضى شهران على وجودك هنا؟
- ليس تماما
- اذا كان ثمة تقصير من جانبي فسببه خوفي على ابي يا تيم انه معتل الصحة ولم أشأ ان افعل اى شئ يضايقه او يضايق ميريك فيندلى .
فقال بقسوة ونزق :- انى اتفهم جيدا مراعاتك لصحة ابيك الذى احببته كثيرا انما بالنسبة للسيد فيندلى فالمفروض منك ان تثبتى شخصيتك امامه والا داس على مصالحك وطيرها كما الغبار
شهقت معترضة فتجاهل ذلك واردف : ألم تقل ابنة عمك كارلوت انها ستذهب اليوم مع العزيز فيندلى الى بيرث؟ اذن ما رأيك ان نستغل فترة غيابهما ونلقى نظرة على المكان؟ احصلى فقط على خريطة ولابد ان جون لديه واحدة فى مكان ما وانا سأتكفل بالباقى باستطاعتنا التوصل الى الاعاجيب اذا استعنا بخريطة واضحة وبشئ من الدهاء
لم تعجبها نبرة صوته فالتفتت اليه قائلة : لكني لا احب ان افعل كل هذا خفية عن والدي
- اننا لا نقصد اى ضرر ولا موجب لان يعلم احد بالامر اذا كان الكتمان يريحك اكثر من ناحية اخرى لماذا لا تستمتعين انت ايضا بالخروج مثلما سيفعلان
ادركت انه كان يقصد تحريضها على مجاراته لكنها وافقت اخيرا على اقتراحه فعلت ذلك بدافع الافكار المستحوذة على ذهن تيم احست فى لحظة صدق مع نفسها بأنها لن تحتمل تخيلاتها الغيورة اذا امضت الوقت هنا فى الانتظار عودتهما من ناحية اخرى ليس هناك ثمة ضرر من زيادة الاملاك وتيم كان مصيبا على الارجح من الوجهة المنطقية
لكن حين دخلت غرفة جون وجدت المهمة اصعب مما تصورت وبخاصة اضطرارها للمراوغة بدل استعمال الصراحة قالت : اود ان اعرف تيم الى المنطقة ولكي يسهل علينا التجوال جئت اسألك اذا كانت لديك خريطة لها تبين حدود غلينرودن وتقسيماتها
فلاح تعبير غريب على وجهه المتعب وبرر مزاجه المعكر بأن كارلوت ارهقته بثرثرتها وبدا رافضا لمزيد من الكلام راعت سو وضعه فلم تلح فى السؤال وقررت ان تخرج مع تيم لفترة قصيرة ليستريح جون خلالها لكن كان واضحا انه تضايق من طلبها للخريطة ولما عرضت ان تبقى معه عاكس هذه الفكرة وقال بصوت مشاكس :كان من الافضل لك لو ذهبت مع كارلوت الى بيرث حيث كنت ستجدين اشياء جديرة باهتمامك اكثر مما ستجدين هنا اعتقد ان ميريك يحتفظ بمعظم الخرائط فى مكتبه لكن ابحثى فى الخزانة تلك فلعلك تجدين واحدة صغيرة
وجدت الخريطة ونظرت اليها بخيبة اذ كانت باهتة وشبه مهترئه لن تستفيد منها كثيرا
قالت : اعتقد فى امكانى اخذ واحدة من المكتب
ففاجأها جون برده الحاد :لا، لا تفعلى ذلك اياك ان تذهبى الى هناك يا سوزان اقصد ليس بدون ان تستأذنى ميريك لا اريدك ان تبعثرى الاوراق وتعذبيه بترتيبها فيما بعد
- اعدك بالا اقترب من المكتب لكن هل لك ان توضح لى الحدود على هذه الخريطة
- اذهبى حيثما تريدين انما اتركينى الان يا سوزان ارجوك ! هناك اماكن كثيرة يمكنك ارتيادها من دون ان تضيعى طريقك فيها ميريك اخذك الى الجبل لكنى لا انصحك بالذهاب اليه اليوم لانك اذا تهت فيه ستجدين ان تيم ماسون ليس ميريك فيندلى
احست سو ببعض المهانة وانصرفت على عجل لماذا يتردد ابوها دائما فى شرح اى شئ عن غلينرودن؟ لا تذكر انها اثقلت عليه مرة بفضولها واذا كانت الاملاك مرهونة كلها او كان هناك اى شئ خطير من هذا النوع فما عليه الا ان يخبرها وينتهى الامر فهناك املاك كثيرة تمر فى مصاعب وليس فى ذلك ما يخجل ليته يخبرها الحقيقة لتتأكد على الاقل من ان كتمانه ليس له علاقة بميريك اجتاحتها موجة حزن وصعدت لتأتى بمعطفها
ناولت الخريطة لتيم وقالت بعدما خرجا من البيت : سنأخذ سيارتى مازلت احتفظ بها لانى افكر فى ايجاد عمل وسأحتاجها اذ ذاك
لن تخبره انها فى حاجة ماسة الى عمل لتحصل على شئ من المال لانه سيحسبها تمزح ويضحك للنكتة
لكن تيم كان لحسن الحظ مشغولا بتفحص الخريطة فلم يلق بالا الى ما كانت تقول او بالاحرى لم يسمعها بتاتا بل كان يبتسم راضيا مسرورا وقد استطاع على ما يبدو ان يتفاهم مع الخريطة برغم اهترائها وعمرها العتيق وهتف وهو يدق الخطوط الباهتة باصبعه:يجدر بك ان تهتمى بهذه الاراضى بدل ان تبحثى عن عمل فأبوك يملك مساحات شاسعة بموجب هذه الخريطة ولا عجب اذن ان يحجب السيد فيندلى هذه المعلومات عنك
- تيم ارجوك
- حسنا اهدأي
لم يعتذر ولم يبد عليه اى ندم بل قال رافعا حاجبيه: تعلمين ان امك اعتمدت علي فى رعاية مصالحك وانا احاول فقط ان الفتك الى امر او اثنين ان اباك فى حالة صحية سيئة وليس مستحيلا او مستغربا ان يستغل الاخرون وضع رجل فى مثل حالته
التزمت الصمت المطبق فيكفيها عذابا ان تفكر فى الحقائق ذاتها ودونما حاجة لان تصوغها فى كلمات كانا يعبران مخاضة النهر فى طريقهما الى الخليج حين اصر تيم على زيارة مخيم العربات
قال متجاهلا وجهها المتجهم وهو يبتسم بعذوبة :سألقى عليه نظرة سريعة فحسب من يدرى لعلنى اقصده يوما لاقضى فيه اجازتي
توقفت وراقبته يهبط من السيارة ويتقدم متجولا بين العربات ثم شرد بصرها الى الخليج حيث كانت ريح خفيفة تموج سطح الماء وحيث شجر الشربين والصنوبر يحاذى الشاطئ الرملى الزاهى تحت السماء الصافية الان وقد توقف المطر سيرسل الفضاء صقيعا كنكهة اولى للشتاء وتساءلت كيف سيكون الشتاء فى جبال اسكتلندا ؟
فتخيلت الامسيات الطويلة المظلمة والمواقد الحميمة والعزلة التى لابد ان تكون جزءا من هذا الشتاء قد يظل وضعها غير محدد فى غلينرودن غير ان الصورة التى تخيلتها ستعوضها كل مشاعر النقص تلك الشتاء هنا يعنى ميريك وجون والسيدة لينوكس تيم سيكون قد رحل اما كارلوت فرفضت التفكير فيها
عاد تيم بمعنويات عالية من جولته فى المخيم وبقي منشرحا طوال اليوم ولدهشتها اثبت انه قارئ خرائط من الطراز الاول واستطاع القيام بدور الدليل فى اوعر الاماكن بكفاءة عظيمة لولا ذلك القلق المبهم فى خلفية ذهنها لاستطاعت ان تستمتع كليا


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-11, 02:01 PM   #30

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

فى احد الاماكن اصبحت الطريق مجرد درب وعر، يمر صعودا فى مضيق صخرى وعلى حافة هوة عميقة .
انبهرت سو وحبست انفاسها، فعلق تيم على شرودها فى جفاف : ركزى بصرك على الطريق امامك سنصل القمة قريبا انما لا اريد ان اسقط فى القعر .
كان المشهد من على القمة يستحق عناء الرحلة الخطرة . فخلف الخليج والصخور واجهتهما الجبال وكانت رائعة على صدر الافق تمعنت فيها سو من بعيد وخيل اليها انها استطاعت تمييز الجبل الذى صعدته مع ميريك بحثا عن الايل حدثت تيم عن رحلتهما الرائعة تلك وتساءلت لماذا حدجها بنظرة هازئة
سارا عائدين الى السيارة وقال تيم وهويضع ذراعه على كتفها فى مودة: سنتقدم قليلا ثم ننزل الى الطريق العام ومنه الى غلينرودن هل استمتعت بنهارك ؟
- اذا كنت تقصد الجولة فقد استمتعت بها ولولا وجودك معى لضيعت الطريق
- هذا ما كنت احاول افهامك اياه اعرف اننا لا نتفق على امور كثيرة ولكن دعينى على الاقل ارشدك الى بعضها فانا لا اريدك ان تصابى بضرر
- اصاب بضرر؟
صفق باب السيارة وكأن صبره قد عيل من عنادها وعدم تعاونها وقال:اتساءل احيانا يا سوزان عما اذا كنت تتعمدين الكتمان لن يفيدك ابدا ان تضعى ثقتك الكاملة فى الشخص غير الجدير بالثقة
- حسنا هذا ما يقضي به العقل ولدى منه ما يكفى
كانت تحاول ابقاء الحديث فى مجرى عام لكنها احست بفشلها حين سأل فجأة :هل اصيب جون بالمرض منذ زمن طويل ؟
- نعم انه مريض منذ بضع سنوات على ما اعتقد هكذا اخبرنى الدكتور ماكروبرتس عندما وصلت كان تعرض الى التواء فى كاحله وفى الليلة ذاتها اصيب بنوبة قلبية حادة ومن حينها لم يستعد عافيته كما يجب وقال الدكتور ان التواء كاحله وظهوري المفاجئ قد يكونان ساهما فى زيادة مرضه
- الدكتور ماكروبرتس هذا لايعرف اللف والدوران
- صحيح يا تيم لكني طرحت عليه السؤال بنفسى فأعطانى جوابا صادقا فى كل حال لم يكن هناك فائدة من تجاهل الحقيقة واحس بأنى كنت مسؤولة جزئيا عن مرضه لهذا لا يجب ان اسبب له مزيدا من القلق وهذه النقطة تهمني جدا
- فهمت كنت دائما تضعين اللوم على نفسك فى كل شئ غير انى توقعت فى ضوء الظروف الحاضرة ان تجدي سهولة فى الاستقرار اذا حددت الامور ووضحتها
- كيف افعل ذلك ؟
- لو كنت مكانك لقمت بمحاولة محددة لتنظيم الوضع بدون ان ازعج جون فلا بد ان هناك عقد عمل يختص بميريك فيندلى قد تجدينه فى مكتبه واذا استطعت ايجاده فقد تعرفين منه حقيقة الاوضاع هذه املاك ضخمة ويجدر بك ان تتحسسي بعض المسؤولية ما دام ابوك مريضا الى هذا الحد
كان ميريك قد خابر البيت فى غيابهما واعلم السيدة لينوكس انه سيبقى مع كارلوت فى بيرث لتناول العشاء مع بعض الاصدقاء وان هؤلاء سيوصلونه الى البيت فى سيارتهم ليوفروا على كارلوت مشقة ايصاله بنفسها
واضافت السيدة لينوكس الى اخبارها قولها : لم اكن لحسن الحظ قد باشرت تحضير عشاء كبير لكن السيد فيندلى يراعى دائما مشاعر الاخرين ويخفف عنهم التعب ما امكن
ليس دائما هو هكذا غمغمت سو وهى تصعد لتنام فبعد عشاء خفيف قررت النوم باكرا وتركت تيم يستمع الى الراديو اذ لا يوجد تلفزيون فى غلينرودن وعادت تفكر فى ميريك الذى كان يغدق عليها الحب ساعة ثم يتجنب التحدث اليها لايام وايام
كان يثير مشاعرها الى حد القلق ثم يتوقع منها ان تستمر هكذا وكأن شيئا لم يكن ربما بالنسبة اليه لم يحدث شئ على الاطلاق هكذا الرجال دائماهزت كتفيها بلا اكتراث فيما قلبها يتوجع كم كانت غبية حين تخيلت انها تستطيع قضاء الشتاء هنا انها حتما ستموت فى خلاله يجب ان تسأل كارلوت عن الوظيفة الشاغرة التى ذكرتها لها فقد تجد من الضرورى ان تتغيب عن البيت لترتاح قليلا من عذابها
بعد بضعة ايام فاجأها ميريك بالقول انه حجز طاولة لاربعة اشخاص لليلة التالية واضاف موضحا :هناك فندق قرب بلدة بتلوخرى ارجو ان يعجبك فهو يقيم كل سهرة سبت حفلة منوعات بهيجة
فأشرق وجه تيم ووافق بصوت متواضع هذه المرة : سيكون ذلك تغييرا للروتين ويسعدنا انا وسوزان ان نذهب
وبالرغم من ان ميريك وجه الكلام اليها الا ان تيم سلم جدلا بان الدعوة تشمله ايضا ضايقتها الطريقة التى حشر بها اسمها فى جوابه ومع ذلك ما استطاعت كتم ابتسامتها وهى ترقبه يلتهم البيض المقلى بلذة وقد زالت وجومه بهجة السهرة المنتظرة انه لم يدرك بعد ان مسيرة الحياة فى غلينرودن كانت بطيئة جدا بالنسبة اليه فمع الوقت سيضجره الهدوء الى حد كبير لانه بخلافها لا ينسجم الا مع حياة المدينة الصاخبة
فى الليلة الموعودة وصلت كارلوت متأخرة فغادروا البيت بعد السادسة كان الغروب الخريفى بدأ ينتشر ومع ذلك تمتعت سو بالمشاهد الرائعة على الطريق
استغربت ان يصلوا بسرعة الى بتلوخرى التى يرتادها السياح صيفا والواقعة فى وادى تاميل المزين بالغابات البديعة الى الشرق كانت الجبال التى بدت كظلال بعيدة فى عتمة الغروب وفى وسط البلدة كان يوجد سد كلونى الشهير الذى يشكل قسما من المشروع الكهربائى المائى المتضمن غرفة مراقبة وقنوات للاسماك
وقال ميريك مخاطبا سو وهم يتقدمون فى شوارع البلدة: يجب ان تأتى بتيم للتفرج عل بتلوخرى قبل ان يعود الى لندن فهنا ستجدان اشياء مثيرة للاهتمام اكثر من تلك التى رأيتماها فى جولتكما فى غلينرودن
كيف عرف؟ حدقت بخيبة الى شعره الاسود وتساءلت لا هى ولا تيم ذكرا الامر لاحد كذلك لم يشاهدا احدا خلال جولتهما ليخبره ذلك وحين اعادت الخريطة الى جون لم يكلمها بتاتا ولا يسألها حتى كيف قضيا نهارهما عبق وجهها وهى تحاول ان تتصور كيفية وصوله الى الخبر هل هناك اى شئ يجري فى غلينرودن ولا يعرف بحدوثه فى نهاية المطاف؟
ضحكت كارلوت كاسرة الصمت الا انها زادت الطين بلة بقولها :هل ستزورنا ثانية فى عيد الميلاد يا سيد ماسون؟ انك ستتمتع كثيرا بالزيارة وانا اكيدة من ان سوزان ستستوحش جدا فى غيابك
وقبل ان يجيب تيم انعطف ميريك بالسيارة فجأة وعبر بوابة حديدية عالية ثم توقف امام فندق ضخم وقال وكأنه توقع سؤال سو : انه يفتح على مدار السنه انما يعتمد فى الشتاء على الزبائن المحليين
نزلوا من السيارة وتبعوه الى الداخل حيث توجهت سو وكارلوت لتسليم معطفيهما فى غرفة السيدات وعادتا الى حيث كان الرجلان فى قاعة الاستراحة.
كان ميريك رائعا كالعادة فى تنورته اما طوله وعرض كتفيه فقد جعلا سائر الرجال فى الغرفة يبدون تافهين وتيم من الجملة.
توجهوا الى قاعة الطعام واخذوا اماكنهم وراحت سو تتأمل جمال القاعة وبخاصة سجادة التارتان الكبيرة والنوافذ العريضة التى تطل فى النهارات وفى اشهر الصيف على مشاهد رائعة من الريف الاسكتلندى
كانت تجلس بين تيم وميريك وطوال فترة تناول الطعام كانت تحس وجوده بكل جزء من كيانها ومرارا انجذبت عيناها الى محياه الوسيم واستقرتا لا اراديا كانت تلبس التنورة السوداء نفسها اما هذه المرة مع بلوزة من الحرير الاسود ذات كمين طويلين وياقة مستديرة تظهر عنقها البض وكتفيها اما شعرها الكثيف فقد سرحته بحيث بدا كغيمة شقراء تموج حول وجهها وكتفيها وتنسكب خصلات منه على وجنتيها
جاذبيتها لم تغب عن ميريك وانعكس اعجابه فى تألق عينيه حين استقرتا على قوامها الاهيف انما لم يعبر عنه بأى كلام وتمنت فى حرقه لو يفعل تيم من جهته اطرى جاذبيتها علنا لكن كلماته لم تبلسم قلبها المجروح
توجهوا بعد العشاء الى قاعة الرقص وتناولوا القهوة الى احدى الموائد الصغيرة المحيطة بحلبة الرقص بدا العرض بوصلة من موسيقى القرب اداها ارتجالا رجل يرتدى الثياب الفولكلورية وتبعها رقص على ايقاع فرقة موسيقية جبلية وبعد ذلك وجدت سو نفسها تدور راقصه بين ذراعي ميريك الذى غمغم قائلا : اشكرك على قبولك الرقص معى يا انسة فريزر واعجب لانك لا تخشين على اصابع قدميك
فردت مبتسمة وضاربة على الوتر ذاته : لا داعى للاعتذار يا سيد فيندلى واذا دست على اصابعى سأجد طريقة لارد عليك بالمثل
- الا تفعلين ذلك دائما ؟ الا يمثل السيد ماسون طريقتك الاخيرة فى ردك على بالمثل ؟
فتعثرت قدماها وكادت تسقط على صدره وهى تجيب :- تيم ؟ كيف يعقل ذلك ؟
- لانه لا يرهق نفسه فى سبيل ارضائى
شدد قبضته على خصرها وهو يطوحها معه وتابع بصوت بارد : قد اتحمل الوضع حتى نهاية الاسبوع انما لا اضمن ضبط اعصابى الى ابعد من ذلك شعرت بمزيج من الخيبة والكدر فعبق وجهها واجابت فى جمود :اجازته انتهت ومن المفروض ان يرحل يوم الاثنين او الثلاثاء.
- شرط ان لايمدد زيارته او تطلبى اليه ان يعود ثانية
- انت لم تجهد نفسك ايضا فى الترحيب به اين ذهبت ضيافتكم الجبلية المعروفة عنكم ؟
- انها تميز بين ضيوف وضيوف فلا تستقبل الجميع بالاحضان
- لكنك لا تقدر ان تقطع اعناق الناس هذه الايام لمجرد انك لا تحبهم !
- صحيح لم يبق لدينا الا سلاح الكلمات لكن من المعروف عنا حتى فى هذا العصر اننا نستعمل شيئا اقوى منها
ارتعشت قليلا تحت سيف بصره هل تراه يلمح الى رحلتهما الجبلية لمطاردة الغزلان؟ ذكريات ذلك اليوم عادت اليها حية، فصبغت جوابها بمسحة يأس غير مقصودة :لا اخال ان تيم سيرغب فى العودة حتى لو طلبت انت اليه ذلك
- لا تخافي فلن ادعوه
ثم قست عيناه فتأكد لها ان اخذ كلامها على محمل اخر وتابع يقول :انه لا يناسبك يا سو ويختلف عنك كثيرا بعدم صراحته واخلاصه لذا تقتضى مصلحتك ان تسارعى الى نسيان امره
- يا لك من..........
استبد بها الغضب فحاولت الافلات من بين ذراعيه لا تنكر انها هى نفسها ما اكترثت كثيرا لتيم فمن حين زار امها لاول مرة وكان وقتها شابا دمثا من مكتب الضرائب ثم صار يتردد عليهما بحكم العمل اصبح ما يشبه العادة فى حياتها ولكنها برغم كل شئ مدينة له ببعض الولاء ويجب ان تدافع عن صداقاتها
قالت بصوت لاهث:لى ملء الحق فى ان ادعوه هو او ايا من اصدقائى الى غلينرودن ساعة أشاء وليس لك ان تمنعنى
- ما عليك الا ان تحاولى لترى النتائج
ابتسم هازئا بعنفوانها ثم شدها اليه واخمد مقاومتها حين خفتت الاضواء مع اقتراب رقصة الفالس على النهاية احست نفسها تتهدل على صدره وتجردت من كل سلاح لما همس فى اذنها وانفاسه تتسارع : كم يلذ لى ان اتشاجر معك يا حلوتى سو واعرف من منا سينتصر


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.