آخر 10 مشاركات
حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          54-لا ترحلي-ليليان بيك-ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : dalia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-13, 07:39 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





ليلة السكاكين الطويلة



في ذلك اليوم في الساعة الثامنة والنصف صباحا ًو بعد مضي حوالي ثمان سنوات على عزلنا

عن بعضنا ومنعهم لـ اتصالنا ولقائنا


فتحوا كل الابواب ودفعونا باتجاه الخارج كنا نتمايل ونترنح ,لم نعد نحسن المشي ,الضوء كان يخدش

اعيننا

كدنا نجن من الفرح ,برؤية بعضنا مجددا ً

انها المرة الاولى منذ اعوام طويلة لقد تغيرنا كليا ً

منا من نما وكبر ومنا من اقترب من الشيخوخة . . .

لم تعد امي تعرف فتياتها اللواتي كن صغيرات ,اخر عهدها بسكينة وماريا وهن في الرابعة عشر

والخامسة عشر وهاهما امرأتان شابتان في الثانية والعشرين

أصبح رؤوف رجلاً , قامته اشبه ماتكون بقامة ابي

وعبداللطيف غدا شابا ً في السادسة عشرة من عمره وامي كعدها مازالت جميلة ولكن اثار المصائب

والهموم كانت واضحة

شعر حليمة وعاشورا صار بلون الرماد .



اصبحنا جميعا كالجثث المتحركة ,بقامات نحيلة هزيلة وبوجوه شاحبة وعيون محاطة بهالات زرقاء

ونظرات تائهة زائغة


ولكن فرحة اللقاء طغت على ماعداها .لانريد ان ندع أي شيء يعكر صفوها وهناءها

كنا ممزقين مابين الرغبة بالتعانق والتلامس والرفض باظهار ماكان يعتمل بداخلنا من الم بسبب

الفراق امام اعين جلادينا المسلطة علينا من كل حدب وصوب


اذهلت تصرفاتنا المتماسكة بورو الذي راح يشجعنا على الاقتراب من بعضنا البعض وهو يقول :

- هيا تعانقوا , اعلموا انه بمناسبة العرش سيسمح لكم منذ الان فصاعدا ً بالتواجد مع بعضكم

بدءا ً من الثامنة والنصف صباحا ً وحتى الثامنة مساء .

كانت امي ترمقنا بحزن وأسى كانت تبكي في سرها نكبتنا وتتحسر لم يبق منا الا عظام ناتئة

واشكال مخيفة ومع هذا كنا نعتبر انفسنا محظوظين جدا ً لاننا عدنا والتقينا .

هذه الحقبة السعيدة امتدت فقط من شهر مارس الى نوفمبر بعدها فرقونا عن بعض بدون أي

شروحات ,حيث أبلغوا أمي أنهم سيعيدونا الى الى الوضعية السابقة

قررت امي الاضراب عن الطعام الى ان يتراجعوا عن قرارهم ويسمحوا لنا بالاجتماع مجددا ً

تابعت امي الالتزام بالقرار الذي اتخذته , امتنعت نهائيا ً عن الطعام ورفضت ان نحذوا حذوها ,تريد ان

تموت بمفردها

لعل تضحيتها بنفسها تعيد لنا حريتنا


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:40 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


في ذلك اليوم وفي حوالي الساعة الرابعة صباحا ً ,ناديت عبداللطيف من وراء الحائط وطلبت منه

ان يتحرى اذا كانت امي حية ام ميتة

من وراء الحائط اجابني بهلع :

نبضات قلبها ضعيفة للغاية .

هرعت الى الباب المصفح وتعلقت بالشباك الحديدي ورحت اصيح واصرخ :

أغيثوني ,أمي على وشك ان تموت ونحن على شفير الانهيار .

بح صوتي من كثرة الصياح ,ولم يجاوبني احد .كنت اسمع صدى كلماتي التي كانت تردد في

العتمة ,شعرت بالمذلة والمهانة وانا اتوسل اليهم واناشدهم ان يهبوا الى انقاذ امي

هددتهم أن ان افجر قارورة الغاز الصغيرة ,لتحولنا جميعا الى اشلاء مالم يتحركوا .بفزع شديد

دخلوا الى زنزانتها ولكنهم خرجوا دون ان يعتنوا بها

شرحت لعبداللطيف كيف يضمد جراحها بخرقة من احد الشراشف ,كانت امي تتنفس لكنها

فقدت الكثير من دمها ولكنها في الاخير نجت


((ليلة السكاكين الطويلة ))

كما اسميناها كانت من افضع مامر بنا خلال الاربع عشرة سنه .

أصبح كل شئ ممكنا .قتل الاخ او الاخت ,الانتحار ,تفجير السجن بقارورة الغاز التي كانت لدينا

كل منا يريد ان يكون البادئ بالخطوة .


أجرينا سحب بالقرعة وفازت سكينة ,تمددت على سريرها واخذت وضعية مريحة وشرعت في

جرح معصمها بقطعة حديد من علبة السردين وصنارة الصوف

اخترقت اللحم وانا انشج وكأن هذا جرحي ,نجحت في ان اثقب لها شريانا ً ,كانت سكينة تبتلع

الالم وما لبثت أن غابت عن الوعي .

تبادلنا النظرات انا وماريا وميمي ,اعتقدنا انها ماتت

كانت عيوننا مليئة بالدموع لم تشأ ان تتساقط بالرغم من يأسنا كنا سعداء من أجلها لانها لن

تتألم بعد اليوم .


عادت سكينة الى وعيها بعد ربع ساعة .القت بنفسها على صدري وأخذت تتهمني وتقول :

لاتريدين ان تقتليني أليس كذلك ؟؟ لاتريدنني أن أموت ؟؟

-بلى صدقيني ,اريدك ؟أن تموتي ...سكينمة صدقيني حاولت كل مافي وسعي

فشل الامر ....انظري الى كمية الدم التي فقدتها .....انها الحقيقة .صدقيني .

بعد ان تناقشنا فيما بيننا لفترة وجيزة ,فيما اذا كان ينبغي تضميد جرحها ام لا ,تغلب علينا

النعاس وقعنا فوق الاسرة ولم ندر اذا ما كنا نياما او كان مغمى علينا


هذه المحاولات الفاشلة للانتحار ,انطبعت في نفوسنا الى الابد .الاقتراب من الموت لم يكن مختلفا عنه .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:41 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


في صباح اليوم التالي ,سمعت خطوات الحراس وهم في طريقهم الى زنزانة رؤوف . . . .ثم تعالت

الصيحات المذعورة

من تحت الباب المصفح تابعت تحركاتهم المضطربة باتجاة زنزانته


ليلة امس(( ليلة السكاكين الطويلة )) قطع رؤوف هو ايضا شرايينه .كاد ينجح .. . . .

اعتقدوه ميتا ً.

انتظرنا طوال النهار . . . . دون ان يتكرموا علينا باي خبر .


وفي المساء ألقوا جسده في الباحة التي يلفها البرد القارس .حيث تركوه مسجى بدون علاج

أربعة ايام كاملة .


كان رؤوف في غيبوبة .


شيئا فشيئا ً أخذ رؤوف يستعيد وعية في الليلة الرابعة ورغم ان جسده واهن الا ان ذهنه حاضراً

وسمع القائد يتحدث الى بورو قائلا ً:

- هذا الوضع يحول حياتي الى جحيم لايطاق . أشعر بالخزي والعار عندما أنظر الى

هؤلاء الاطفال المساكين .شبح هذه الجريمة التي نقترفها يطاردني وينقص عيشي

- لااستطيع أن أساهم في قتل الاطفال لم بامكاني المضي أكثر في هذه المهزلة ,

ماذا يريدون ؟؟

أجابة بورو :
- أنت لم تدرك بعد مع انه واضح سيموتون جميعا وسيدفنون هنا وحتى يأتي اجلهم ,

ما علينا الا الانتظار . هذه هي الاوامر .


كان لوقع كلامهم أثر الصدمة الكهربائية على أخي وبقدرة قادر أستجمع قوته وعاد الى زنزانته

مغلقا وراءه الباب



راح الليل بطولة ينزع البلاط ويوسع الثغرة الموجودة في الحائط الذي يفصل بينه وبين الممر

وعملت حليمة وعاشورا الامر عينه وهكذا تمكنت من الاتصال معه حيث كان يفصل بيننا جدار

تمدد من جهته على الارض كما فعلت انا من جهتي لم يكن بامكاننا رؤية بعضنا لكننا نجحنا بالتلامس

بعد أن دفع كل منا يده داخل الفتحة باتجاه الاخر

كان يقبض على يدي أكثر مما يلامسها .

كنت مغمضة العينين ,كنت استمع الى صوته وحاولت أستعيد صورته انه طبق الاصل عن ابي

كان يائساً لدرجة لاينفع معها أي طفيف أمل صادر الحرس الراديو عندما فتشوا زنزانته ,انقطعت

صلتنا نهائيا ً مع العالم


قال وهو ينشج بالبكاء :
- كيكا سنموت هنا ,هذا مايريدونه لقد سمعتهم قالوا انهم سيجهزون علينا ومن سيموت

اولا ً سيتم دفنه في باحة السجن


قضيت ساعات طويلة وانا احاول ان اهدي من روعة وابعث الطمانينة الى نفسه

- لن ندعهم ينفذون مخططاتهم . . . سترى اننا سنقاوم . . .


بقينا في هذه الوضعية ,اليد باليد حتى الصباح .كانت عيناي مطفأتين . . . لكن لوعتي كانت متوقدة .




ساهمت ليلة السكاكين الطوياة بالاضافة الى كلام بورو في تغيير وجهة سيرنا

لن نكون مستسلمين بعد اليوم ولن ندعهم يعبثون اكثر بحياتنا .عادت أرواحنا الى التوثب والامل

والتحدي والمقاومة . .



مشروع الهرب بات متبلورا ً . لاينقصنا الا البدء بتنفيذه .. . . .






قراءة شيقة . . . .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:42 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





النفق


منذ ((ليلة السكاكين الطويلة )) ترسخت لدينا قناعة وفكرة الهروب وعرفنا انه لا خيار امامنا انهم

يراهنون على سقوطنا

وتلاشينا لكن لا والف لا لن نسمح لهم ان ينالوا منا بعد اليوم .


بعد الاف المناقشات (التي تمت طبعاً من الثقوب التي في الجدران ) قررنا ان نحفر نفقاً في

الزنزانة المعتمة المحاذية لنا

حيث هذه الزنزانة تفضي الى حقل بور حيث لم نسمع يوما ً أي صوت يصدر منه او ضجة او حياة

ومن المؤكد ان السجانين كانوا قد ضغطوا على مالكه لكي يهجره .




أمي ورؤوف مهندسا الفريق هما اللذان وضعا تصميما للمشروع الذي تم تنفيذه في الزنزانة المظلمة

حلل رؤوف التراب الذي ارسلته له وشرح لي كيف يمكننا ان نتعرف على طبقات الارض

الصلصال يعني أنني وصلت الى الأساسات , وعندها يجب متابعة الحفر بشكل عمودي .

كان يغلي من حنقه لأنه لايشاركنا بنفسه ,كان يروح ويجي في زنزانته مثل الوحش الهائج في قفصه .



في 27 يناير 1987

في ذلك اليوم قررنا أن نبدأ ما اعتزمنا به نزعنا الاسمنت ورفعنا البلاطات وذلك كان بملعقة ومقبض

وسكين وغطاء علبة سردين .

عندما اقول نحن فانا اقصد انا وماريا وسكينة أما ميمي فكانت ضعيفة ولكنها فعالة فيما يتعلق

الأمر بتنظيف الأرضية من أثار الركام

قمنا كذلك بتوسيع الثقرات التي أحدثتها الجرذان في الجدران والتي عمل الحرس على سدها

بالاسمنت وأعدنا فتحها مجدداً

حيث كنا نرطبه بالماء كي لايشتد ويقسو .

في اليوم الذي نجحنا فيه اخيراً من نزع البلاطات المطلوبة وبشكل صحيح انتقلنا الى الخطوة التالية

وهي حفر ثغرة تصل الى مستوى الأساسات

في اليوم الأول من الحفر واجهني حجر بضخامة الصخرة كان من المستحيل متابعة الحفر ونقلت

هذا الخبر السيئ

الى رؤوف فقال لي بلهجة آمرة :

- اعملي على اقتلاعه

- ولكن اين سأضعه؟؟

- تدبري أمرك . تريدين الهرب ام لا ؟؟


في زنزانة أمي وعبد اللطيف علية مرتفعة عن الأرض يتم الوصول اليها عبر سلم خشبي كانت تضع

فيها أمي حاجياتها

ولكن بعد ليلة السكاكين الطويلة قام الحراس بنزع السلم وسدوا الفتحة .

بعد ان خرج الحراس , سارعت أمي ببعد نظرها , الى رفع عبداللطيف فوق كتفها ويعيد انتزاع

إحدى اللبنات بسرعة قبل أن يجف طينها ويصبح من المستحيل تحريكها من مكانها .

ايضا ً كنا قد حفرنا حفرة ضخمة تحت سريري بين زنزانتنا وزنزانة والدتي .

صنعت أمي من سراويلنا البالية مساند مستطيلة مختلفة الأحجام كنا نملأها بالتراب الذي الذي

كنا نخرجه

والاحجار التي كانت تعترضنا ونحن نحفر النفق فكانت تحزمها أمي في هذه المساند ومن ثم

تحمل عبداللطيف على اكتافها كي يرميها في العلية والبعض منها نعيده الى النفق .


كنا نعمل كفريق وبشكل آلي



كنت في الحفرة املأ صفيحة زيت قديمة تزن خمسة ليترات بالتراب ثم أشد الحبل فتنتبه أخواتي

في الأعلى أن رفع الصفيحة قد حان فيرمين الفائض من التراب داخل الزنزانة ثم يخلطنه بالماء

ويعجننه وكانه خبز بمساعدة حليمة وعاشورا اللتان تتسللان الى زنزانتنا من كوة قد شقت في

الجدار الفاصل بيننا وكان عبداللطيف يتسلل بدوره من الكوة التي كنا قد حفرناها بين زنزانته هو

وامي وزنزانتنا كي يشاركنا ايضا في تنفيذ المشروع




بعد ليالي من الحفر بلغنا الأساسات فتبدل لون التراب من الأحمر الى الرمادي حينها شرعنا نحفر

بشكل أفقي حسب نصائح رؤوف .


حيث كنا نتواصل معه عن طريق الكوة فنسرد له تباعا ما انجزنا





كنا نحفر انا واخواتي الى الساعة الرابعة فجرا ً بعدها نتوقف عن العمل ونحاول إعادة الأمور الى

حالها فنغفل النفق ونسد الكوات بين زنزاناتنا


خلال النهار كنت أتابع قصة سرد مشروعنا كنا لانأكل شيئا ً تقريبا ً وننام ساعات قليلة ونعيش

على اعصابنا .........



قراءة شيقة . . . . . .








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:43 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الهروب





يوم الاحد 19 ابريل 1987

اليوم التالي لاغلاقنا النفق ,كنت افترش أرض الزنزانة معرضة وجهي لأشعة الشمس الربيعية

كنا نشعر بالرضا بالرغم من كل ماكانت تحفل به هذه الأشهر الاخيرة من الانتظار

ان لدينا مايدفعنا الى التأمل والرجاء


اخيرا اوشكنا على الخروج من هذا القبر

كانت ميمي تنام في سريرها بينما كانت سكينه وماريا ترقدان بجانبي وكنا نثرثر باسترخاء

فجأة تناهى الى اسماعي صوت ((الحركة التحذيرة )) الصادرة من زنزانة أمي

التي همست قائلة لي :

_ اسمعي يامليكة , سمعتهم وهم يتحدثون . لقد تلقوا امرا ً ببناء محراس وبرج مراقبة فوق

سطح الزنزانة التي تقع فوق النفق وان الكوخ سيبنى تماما ً فوق مخرج النفق وسيكون

هنالك كشافات ضوئية .

_ ماذا عسانا ان نفعل ؟؟

أجابتني بتمزق وحيرة :

_ مامن خيار اخر , سينتهون من ذلك خلال ثمان وعشرون ساعة . هذا يعني وداعا ً للهروب

يجب عليكم حفر النفق مباشرة الان , والرحيل هذه الليلة

كانت لدي اعتراضات كثيرة , اذ كيف يمكنني أن احفر عموديا ً ثلاثة امتار خلال عدة ساعات ؟؟

كان هذا ضربا ً من المستحيل

اصرت أمي على رأيها قائلة :

_ اما هذا او لاشيء . اذا لم ترحلوا هذه الليلة فانكم لن تخرجوا من هنا أبدا ً أخبري رؤوف حالاً بالامر .

كان رؤوف متوافق مع امي باننا لانملك خيار اخر

وهكذا بدأت الحفر عند الظهيرة لانتهي من حفر المسافة المطلوبة في الساعة السادسة مساءً

كنت اعمل باستماتة , لم تعد الملعقة تكفيني لو تسنى لي ان احفر الارض باسناني لفعلت

كنت احفر وافرغ , تعطل تفكيري وانسلخت عن الوجود غدوت كآلة متحركة احفر التراب وافرغ

واحفر وافرغ التراب . . . . . كطاحونة هوائية لاتتوقف عن الدوران .

وقعت على عشبة لبلاب تضرب بجذورها عميقا ً في الارض

شددتها بكل قوتي خلال عدة ساعات . كنت اناضل كي اقتلعها واجتثها من جذورها . لوهلة بدا

الامر مستحيل

الا انني وضعت كل ما لدي من قوة , كان يجب ان ازيل هذه العقبة باي ثمن

فجأة لاحت السماء امام عيني , كانت خيوط الضوء تشير الى نهاية النهار , شعرت بنسمة ربيعية

تداعب وجهي بنعومة .

_ يالهي , ماروع هذا , ايعقل ان الحياة هنا على قاب قوسين او ادنى من متناول يدي ؟!

لا ادري بعدها كيف تابعت ازالة واقتلاع ماتبقى من اعشاب وانا ابكي والدموع تغطي وجهي ,

ما اجملها من لحظات وما ارهبها ايضا ً !



عدت الى الزنزانة واعلنت لهم اننا انتصرنا .

سارعت ماريا وسكينه لاجتياز النفق و التاكد من جهوزيته بنفسيهما وعادتا وعلامات الرضا ترتسم

على وجهيهما

ثم ارسلنا عبداللطيف للاستكشاف وللاستطلاع





((كانت أمي قد خاطت لنا ثيابا ً خاصة لتلك الليلة ثيابا ً سوداء مفتوحة فقط من عند الفم والعينين

وصنعت من جلد حقائبنا التي كانت فاخرة ذات يوم نعالا ً .

رغم دقة التنظيم للهروب الا اننا لم نتفق على الذين يريدون المشاركة في هذه المغامرة

كان رؤوف يريد الفرار وحده وبلوغ السفارة الفرنسية وذلك لخشيته علينا اما انا فكنت واثقة من مرافقته

اما ماريا أعلنت انها ستنتحر ان لم نأخذها معنا

كان عبداللطيف سيشاركنا المغامرة فهو أكثرنا حرمانا ً اذ انه لم ير من الحياة الا هذا المعتقل

اما الوالدة فكانت تتمنى الفرار الا ان جسدها المتورم لا يسمح لها بدخول النفق

وافقت سكينه على البقاء مع الوالدة مؤكدة نبلها وشجاعتها وهي التي كانت ستقفل النفق بعد

رحيلنا فتربحنا وقتا ً ثمينا ً

وحدها ميمي ولهشاشة صحتها لم تكن قادرة على التفكير بمواكبتنا .



خطتنا الاساسية هي التوجه الى السفارة الفرنسية وطلب اللجوء السياسي

ولبلوغ هدفنا كنا سنحتاج الى وقت كاف ٍ لتأخير اكتشاف الحراس لفرارنا

ويوم هربنا كانت الخطة تقضي بان تسعى أمي الى استبقاء الحراس وقت الطول في زنزانتها ))



مررت لنا أمي الملابس التي خاطتها لنا وبعض المواد الغذائية والسندوتشات

ومع هبوط الليل وصل رؤوف كالعادة متسللا ً من الثغرة وحانت لحظة الوداع

تشابكت يدي مع يد امي عبر الثغرة وتبادلنا رسائل صامته


كان صوتها يرجف عندما تكلمت اخيرا ً لتقول لي :

انني اتمنك ِ على لحمي ودمي , انني أضع بين يديك فلذات كبدي أعرف انك ستكونين كالام لهم .



كانت سكينة ترتعد , كان الدمع يلتمع في عينيها , كانت المسؤلية التي تنتظرها جسيمة

انها هي من سيعيد سد الفتحة بعد ان نمضي لانهم كلما تأخروا في اكتشاف أمرنا كلما كان الامر
في مصلحتنا .

ارتدينا ملابسنا بصمت حمل كل واحد منا جعبته , ومضينا الواحد تلو الاخر عبداللطيف وماريا وانا ورؤوف



كان صعبا ً بالنسبة لنا ان نستوعب أن المرحلة الاولى من خطتنا قد انقضت بسلام


استعدنا رباطة جأشنا وأخذنا نفسا ً عميقا ً قبل أن نبدأ المغامرة الكبرى .. . . . .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:44 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الهاربون



اعتادت اعيننا على العتمة بدون خوف غصنا في لجة الليل كنا نتعلق بأيدي بعضنا البعض

فيما كان يسيطر علينا شعور جارف بالحماس والنشوة

وجدنا أنفسنا في حقل مزروع بالفول وبهدوء شديد قطفنا بعض الفول ورحنا نأكله نيئا ً , كان

طعمه منعشا ً وحلوا ً كطعم الحرية

في ذلك الظلام الدامس رحنا نتخبط على غير هدى

لم يكن هناك أدنى مؤشر أو علامة نستدل بهما على تحديد وجهة سيرنا



كانت أمي قد علمتني كيف أتبع حركة النجوم , لكن التجربة أثبتت أنني كنت تلميذة فاشلة



بينما كنا نهيم على وجوهنا وأجسادنا منهكة من شدة الألم وملابسنا تقطر ماء من الزحف في

الحقل ناداني عبداللطيف :


كيكا , تعالي انظري . . . انه قاس ٍ . . . لا اعرف ماهو . هرعت باتجاهه


لأجد أمامي طريقا ً تعلوه طبقة من الإسفلت , قفزنا من شدة الفرح وانهمرنا على عبداللطيف

لثما ً وتقبيلا ً . . . ياللمسكين أنها المرة الأولى في حياته تقع عيناه على الإسفلت



بعد عدة كيلومترات من المشي شاهدنا باص ركاب من النوع الذي يجوب القرى والنواحي انضممنا

إليهم وعرض رؤوف على السائق ان يدفع له سوار الذهب ((الوحيد الذي تمتلكه والدتي)) ثمنا ً

لنقلنا للدار البيضاء


ولكن رفض السائق الذي أصر على الدراهم أو لاشيء

تخلينا عن فكرة الباص وعاودنا المسير.........


في آخر القرية يوجد موقف لسيارات الأجرة وأخيرا ً وجدنا سائق وافق على اصطحابنا مقابل

السوار الذهبي


صعدنا نحن الأربعة في الخلف . . .انطلق السائق كالإعصار التزمنا الصمت وسرحنا في أفكارنا

بحرقة وألم


بدأت أفكر بأمي الحبيبة وأخواتي


منذ مدة طويلة أدرك فجأة الحالة المأسوية التي مر بها عبداللطيف . سُجن عندما كان في

الثانية والنصف من عمره ,انه أول خروج له في حياته التي بلغت الثامنة عشرة


كان يحدق في كل مايمر أمامه باندهاش وانبهار . .



كيف لاتخطف أبصاره كل هذه المناظر والاكتشافات ؟؟ فهو لم يصعد للسيارة إلا مرتين أو ثلاثا ً في

حياته , فقط كي يشحن من سجن لآخر .

كانت أختي ماريا بالكاد تزن ثلاثين كيلو غرام .كانت عيناها الكبيرتان تلتهمان وجهها الناعم الصغير

رؤوف أيضا ً كان نحيلا ً مثلها لكنه تورم وانتفخ بسبب داء الزلال كان شاحبا ً ومحموما ً وبدون أسنان


كانت خمس عشرة سنة قد مضت , خمس عشرة سنة من العذاب الذي ترك اثار فظيعة لايمكن

أن تمحى .......


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:46 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الدار البيضاء , الربـــــاط , طنجه


تصف مليكه حالها عند وصولها الى الدار البيضاء


(لن انسى الصدمة التي سببها لي وصولنا الى الدار البيضاء عبر الاحياء الشعبية كنت نسيت كل شيء

عن المدينة كانت الجموع تمشي بخطوات متسارعة تتدافع وتجتاح الارصفة سالكة طريقها دون ان تعير

انتباهها لاحد كان كل شيء ينهكني فرملة السيارات صرخات الباعة العربات التي تجرها الاحصنة

المرأتان اللتان كانتا تتشادان وتتخاصمان الشرطي الذي كان يطلق صفارته في الهواء كما كانت تقتحم

أنفي بدون استئذان روائح البنزين والطعام الذي يباع في المحلات والمطاعم


انها المرة الاولى منذ خمس عشرة سنه التي ارى فيها هذا العدد الهائل من الناس بلمحة البصر والتقط

هذه الكمية من الاصوات المختلفة كانت حواسي مستنفرة ومستنفذه

تراءى لي ان الشعب المغربي تضاعف عدده ثلاث مرات عما كان من قبل كل سيء بدا أكبر حجما

واحدث واجد

زادت نسبة النساء اللواتي يلبسن على الطريقة الاروبية ويضعن مساحيق التجميل

تساءلت في نفسي بحيره : اذن أهذه هي الحياة ؟ أهذه هي الحرية ؟


عبداللطيف مازال يفتح فمه من الاندهاش فيما كانت ماريا ورؤوف يغرقان في الصمت كانت عجلات

السيارة تنهب الطريق بسرعة قصوى ومع كل توقف فجائي كان قلبي يخفق من الخوف )



في الدار البيضاء ذهبوا الى احدى معارفهم ولكن قابلوهم بالجحد والنكران فما كان منهم الا ان طلبوا منهم مالا ً قيمة تذاكر محطة القطار التي تربط بين الدار البيضاء والرباط للوصول الى السفارة الفرنسية والحصول على طلب اللجوء السياسي


اخيرا ً ركبنا القطار كانت حالة الدهشة تعتري عبد اللطيف كانت تنمو وتزيد مع كل اكتشاف جديد

لم ير صحيفة في حياته

كان ينظر بدهشة الى صور اللاعبين مع الكره . الوحيد الذي تعرف عليه بينهم كان ذلك الذي
صورناه له في السجن

بلغ ذهوله اشده عندما أقلع القطار واخذ يسرع شيئا فشيئا كانت شفتاه معلقتين وعيناه جاحظتين فيما

كان يمعن النظر في المشاهد التي كانت تمر امامه .

حاول رؤوف ان يهدي من روعه لكن مساعيه ذهبت سدى كم احزنتنا رؤية عبداللطيف وهو على هذه

الهيئة من الذهول والاستلاب انه اول خروج له الى الدنيا التي يجهل كل شيء عنها ولم ير منها

الا الظلام والعتمة


الرباط ..........

بخطوات يشلها الخوف رحنا نتقدم في محطة الرباط فيما كان رأسنا يضج بعشرات الاسئلة والصور

هل أذاعوا أمرنا ؟

هل صدر أي بلاغ بحقنا يقضي بالبحث عنا ؟ واعادتنا الى السجن ؟؟

هل هم يتربصون لنا بالمرصاد في مكان ما هنا ؟ ربما على أرصفة المحطة او خارجها ؟؟

تبا ً لهذه الافكار المرعبة . كل شيء يبدو طبيعيا ً ولا اثر لأي رجل شرطة .

اتجهنا الى السفارة الفرنسية

كان رجل الشرطة يحرس الباب ترددت لحظة , ثم تقدمت نحوه قائلة :

-اريد ان ادخل

- السفارة مغلقة.

استغرقت عدة دقائق كي أعي وأفهم . كنا في نهار الاثنين في 20 نيسان , انه يوم عيد الفصح


اتجهوا بعد ذلك الى السفارة الامريكيه وكانت هذه الخطة البديلة في حال تعثر طلب اللجوء
السياسي الى السفارة الفرنسية

وفي اثناء دخولها للسفارة الامريكية كان هناك رجلا الامن يراقبان تحركاتها واخذتهما الريبة في

تصرفاتها وعندما راءت

ان أحدهما خرج من مكانه واتجه نحوها , انطلقت كالسهم الى خارج السفارة

قررت مليكه ان تتجه نحو منزلها وترا ما حل به .........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:50 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

كنت خائفة مما سأجده . ترى هل أجرى المستأجرون بعض التغيرات عليه ؟ هل احترموا

خصوصية المكان ؟

هل مازالت غرفتي بين المسبح وصالة السونا ؟

والحديقة هل مازلت مزروعة بالأزهار التي كنت احبها ؟؟


عندما وصلنا الى المدخل , اعتقدت أنني أخطأت العنوان فبدلاً من الفيلا الساحرة المحاطة

بحديقة مزروعة بأعشاب دائمة خضراء

لم يعد هناك الا ارض جرداء بور .

بعد رحيلنا تم نهب البيت حيث توزعت حاشيتنا القديمة اثاثنا ولوحاتنا ..... ثم قام الحسن الثاني

بازالته لم يعد له وجود كما الحال بالنسبة لنا

بهذا العمل الوحشي قام برمينا في العدم ...............



انطلقوا بعد ذلك الى اصدقاء الطفولة باتريك وفيليب بارير وهما فرنسيان ولدا في المغرب كانت تربطهم علاقة طيبة
استقبلوهم بحفاوة ٍ وترحيب ولم تخبرهم مليكه بانهم ملاحقين ومطاردين من قبل الشرطة ولكن مان لبثوا ان علموا انهم فروا



أخذ لوك بارير (الاب ) يصيح قائلا ً:

لماذا فعلتم بي هذا ؟ لقد وثقت بكم . وفتحت لكم بيتي ! لن يكون بامكاني العمل في هذا

البلد بعد اليوم ! سيطردونني .....


أجبته وانا احاول تهدئته :

لم يكن بنيتي ان اكذب عليك , اننا وحيدون في هذا العالم , ولم نكن نعرف اين نذهب .... اذا كتمنا

عنك الحقيقة , فهذا لاننا اردنا حمايتك . هكذا يمكنك ان تقول صادقا ً للسلطات بانك لم تكن

تعرف شيئا ً وبأننا خدعناكم جميعا ً .


طلبنا من بارير قرضا ً من المال واعطتنا ميشال بارير (الام ) ملابس جديده حيث تلقيت ثوبا ً

بنفسجيا ً وصندلا ً ذا كعب عالي بحيث ابدو في مظهر لا يثير الفضول وكذلك الامر بالنسبة

ل ماريا ورؤوف وعبداللطيف

صعدنا الى التاكسي وتوجهنا الى محطة القطار واتجهنا الى طنجة

توجهوا الى فندق هلا الذي يعود مالكه الى صلاح بلافريج صديق قديم لمليكه اوفقير وقد مر على هروبهم ثلاثة ايام
كانوا في حيرة من امرهم كان حلهم الوحيد ان يجدوا حلفاء يقوموا بمساعدتهم
قرروا اخيرا ً مخابرة الاذاعة الفرنسية ((فرانس أنتر)) ومحادثة (( آلان دو شالفرون )) وهو احد الاصوات البارزة في الاذاعة


تدبرت ماريا أمرها مع عامل هاتف الفندق حيث نجحت بدبلوماسيتها ان تكسب موافقته ورضاه

وقامت بالاتصال بالمحطة وطلب ((آلان دو شالفرون)) وحولوا له الخط قالت له :

اننا أبناء الجنرال اوفقير لقد هربنا بعد خمس عشرة سنة من الاعتقال بعد ان حفرنا نفقا ً
داخل سجننا وحاليا ً نحن في طنجة . نحن نرغب بالمساعدة نريد ان نتحدث الى روبير بادينتر
ونطلب منه ان يكون محاميا ً لنا


في اليوم التالي وصل المحامي برنارد دارتفيل يرافقه ايرفيه كرين المصور

اعطانا ورقة كي نوقعها تفيد باننا نوكل مكتب المحامي كيجمن مهمة الدفاع عنا بعد ذلك

اعلمنا بانه يجب ان ياخذ لنا صورا فوتوغرافيه

حدد معنا موعداً اخر . بعد مغادرته سيطر علينا شعور بالنشوة لقد قطعنا شوطا ً صعبا ً

ومهما ً ونجحنا باخطار الصحافة والرأي العام واعطانا بارقة امل بان النصر ربما بات وشيكا
ً


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:50 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




في اليوم التالي تم القاء القبض على مليكه وإخوتها حيث استطاع رجال الشرطة من

الوصول لهم واقتادوهم الى مفرزة طنجه

وكانت اسئلتهم الصاعقة على النحو التالي :

لماذا اتصلتم بمحام فرنسي ؟؟ لماذا لم تثقوا بالمؤسسات المغربية ؟ لماذا لم تطلبوا العفو ا

لملكي على قبر محمد الخامس ؟؟

- انت ِ ابنت القصر , وتعرفين العادات جيدا ً ....

- والآن كونوا صادقين واخبروني عن المتواطئين معكم . قصة النفق هذه تريدوني

ان اصدقها ؟ وانتم لا تملكون أداة مناسبة تحفرون بها ... عدا عن الرقابة كانت مشددة ..

من غير الممكن الهروب من بير جديد ..



بدون شك لقد سعوا الى إقناع الفرنسيين بعدم نشر الخبر وربما حاولوا إفهامهم ان قضية

اوفقير هي قضية داخلية مغربية بحته بالرغم من انها قضية انتهاك صارخ لحقوق الانسان


كان مركز الشرطة بالنسبة لنا فندق خمس نجوم لقد افتعلنا عراكا ً وتمازحنا ونحن نرتب اماكن

نومنا كنا قمة الارهاق والسعادة ايضا ً,, لقد انتهت مهمتنا ............

غفونا ونحن نفكر ببقية افراد العائلة خلال اربعة ايام نجحنا في ان نضع سمعة البلاد

على المحك انهم يعاملوننا الآن باحترام بتنا نشعر اننا مخلوقات بشرية .........


اقتادونا في اليوم التالي الى الدار البيضاء الى مركز شرطة بن شريف

وهناك التقينا بأمي وبقية افراد العائلة . بعدما انقضت اللحظة الاولى للمفاجأة , تعانقنا

جميعا ً مطولا ً . ضحكنا وتدحرجنا ارضا ً وهتفنا

-لقد انتصرنا ...... تخلصنا من الكابوس الذي انتهى . لم نعد في بير جديد .


لقد روينا قصة هربنا بكل تفصيلاتها وتشعباتها . كن يرمقننا بنظرات غير مصدقة بدا على

ملامحهن مدى شعورهن بالفخر والاعتزاز بنا


ونحن نسرد على مسامعهن اخبارنا , كانت امي لاتنفك تنهض من مكانها لتتقدم وتلامسنا ... وتقبلنا وتعانقنا وتردد نفس العبارات

- ابنائي .......... صغاري الاعزاء ... عجيب كم تغيرتم !



دامت الاقامة في بن شريف شهرين ونصف لم نتوقف خلالها عن التهام الطعام ظلت الصواني

تروح وتجيء

كانت ممتلئة باللوبياء وشرائح اللحم والارز والحلوى كانت بالنسبة لنا لائحة الطعام ملوكية



بعد اجتماع عائلي قررنا الكتابة الى الملك كنا نريد ان نطلب منه السماح لنا بالهجرة الى كندا ,

لم نعد نريد البقاء في المغرب , كنا ننتظر رد الملك على طلبنا وبعد مضي شهرين اعلن لنا

انه وضع تحت تصرفنا في مراكش منزلا ً ومجهزاً بكل وسائل الراحة ومحاطا ً بحديقة

واننا سنكون مكفولين بالكامل من غذاء وملابس وعلاج ...




لمن كان مثلنا خارجا ً من الجحيم كان هذا العرض غير المتوقع بمثابة النعيم سنسكن

فيه ريثما يأخذ الملك قراره في موضوع طلب الهجرة


لاقى هذا الخبر ترحيبا ً حارا ً في غمرة حماسنا غضضنا الطرف عن اثارة الاسئلة
الحساسة والقلقة

ترى هل سننال حريتنا في احد الايام ؟؟ ومتى ؟؟ وكم سيستغرق ذلك الوقت ؟



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:51 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




مراكش ( 1987م -1991م )


اتجهنا الى الفلة المخصصة لنا في مراكش بحماس راح الصغار يندفعون في كل مكان

ويتراكضون ويضحكون ويصيحون ويتناكفون فيما بينهم على توزيع الغرف

أما أنا فكان مزاجي متعكر فمرة أخرى مزيدا ً من الأبواب , مزيدا ً من الجدران

ومزيد من رجال الشرطة


لاخروج ولا نزهات ولا حياة خاصة ....... الى متى سيستمر هذا ؟؟ الى متى ؟؟


كنا نحصل على كل ما نريد من كتب وديسكات ومجلات نسائيه وصحف

وأمدونا كذلك بأجهزة الستيريو والتلفزيون والفيديو ........ الخ..

كنا كلما نطلب شيئا ً منهم أحضروه .......

بات الطعام هو شغلنا الشاغل . في كل الأمسيات كنا نغرق في تفكير عميق

في لائحة وجبات اليوم التالي

ونتداول في شأنها مع الطباخ الذي وضعته الشرطة تحت تصرفنا


كانت أجسامنا تفتقر الى كل شئ وتشكو من كل شئ كانت أمراضنا لا تعد ولا تحصى

كلفت البواسير أختي ميمي الإقامة شهرا ً كاملا ً في المستشفى

لم نعرف أسباب الحرارة التي كانت تصيبنا غالبا ً ولا الخُرجات التي تداهم اجسامنا ,

لقد فقدنا قسما ً كبيرا ً من شعرنا

وكانت عضلاتنا مضمحلة ولحمنا ذائبا ً و أسناننا منخورة بالتسوس ومهترئة

لم يبق لنا الا الجلد والعظم ....



ولكننا انكببنا على تناول الطعام والفيتامينات والادوية . بالرغم من هذه الكميات الهائلة

التي تدخل جوفنا , كنا كمن يصب ماء ً فوق الرمل لشدة ما كانت أجسامنا جافة

ويابسة



إننا نعيش في حالة ترقب وانتظار , اختفت نهائيا ً أخبار المحامين دار تقيل و

كيجمن .هذا الصمت يقلقنا . اننا نعامل بالحسنى الآن ولكن بدء صبرنا ينفذ اننا

لانستطيع ان نمشي ونركض ونتنفس حتى في الحدود الضيقة والمبهمة

التي رسمت لنا




أخيرا ً في شهر تموز /يوليو , أعلمونا بزيارة جورج كيجمن

لقد روى لنا تفاصيل لقائه مع الملك وانه حصل منه على وعد بأننا سنحوز على

جوازات سفر وتأشيرات دخول الى كندا

وفي المقابل علينا ان نلتزم الصمت التام حول كل ما عشناه وتكبدناه




بدأت التحضيرات لرحلة السفر المقررة في 27اكتوبر

تكفل رئيس البلدية بشراء الحقائب والملابس لنا .

ابتاع ايضا ً المعاطف والسترات الواقية من المطر والأحذية الضخمة المناسبة

للمناخ البارد



وفي الساعة السابعة صباحا ً , من يوم السابع والعشرين كنا جميعا ً على أهبة

الاستعداد وفي كامل ملابسنا وزينتنا وحقائبنا ايضا ً مجهزة


فجأة يصل العبوش ورئيس البلدية ويبدو عليهم الانزعاج والارتباك ويتحاشون

نظرتنا ويتفادونها .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السجينة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.