آخر 10 مشاركات
زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-13, 06:57 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 السجينة مليكة أوفقير / للكاتبة ميشيل فيتوسي ، فصحى مكتملة







بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
السجينة , مليكة أوفقير
للكاتبة / ميشل فيتوسي



بادئة


السجينة " هو الاسم الذى وضعته مليكة أوفقير ابنة الجنرال محمد أوفقير لمذكراتها ..


وقد كتبتها بالفرنسية مع " ميشل فيتوسي "

تقول الكاتبه ميشيل: كانت مليكة راغبة بسرد مالم تبح به من قبل ولو

كانت أشياء كثيرة تفرقنا مثل الثقافة والبيئة والدراسة الجامعية والأوضاع الإجتماعية والمهنة والطباع

والدين فهي مسلمة أما أنا فيــهوديـــة..

الترجمة / غادة موسى الحسيني



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 15-10-13 الساعة 06:33 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:07 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



§¤°^°§الطفلة في قصر الملك §¤°^°§

طفولة مليكة فعلاً متميزة فقدكانت في الرابعة من عمرها حينما تبناها الملك ( محمد الخامس حيث طلب

من والدتها أنه سيستبقيها ، ولم ترفض الأم .على الأرجح لم تستطع الرفض . مما أثار دهشة الطفلة

الصغيرة التي كانت متعلقة بوالدتها إلى حد كبير .أما الوالد فكان موقفه غامضا . لم تذكر له موقفا محددا

، قالت أنه كان يتحاشى النظر لعينيهاإذا حضر للقصر..




لتعيش مليكه بعد ذلك داخل القصور مع ابنته ( للامينا ) والتي تقاربها في السن .

ظلت( مليكة ) بعيدة عن والدتها حتى بعد وفاة محمد الخامس وتولي ( الحسن الثاني ) السلطة ، كانت

تعيش حياة رغد ودعه ، فكانت كل أمانيها محققه كما تقول هي ..




§¤°^°§شارع الأميرات §¤°^°§


تصف مليكة الحياة في فيلا ياسمينة_التي سكنتها هي والأميرة أمينة_فتقول:


*هذا البيت الأبيض بمساحاته الشاسعة يبعد عن القصر الملكي مسافة عشر دقائق، ما أن تجتاز

السيارة البوابة الرئيسية حتى تصل عبر ممر صغير إلى المبنى الذي تحتل فيه للا مينا ومربيتها جان ريفل

الطابق الأول المؤلف من مطبخ وصالون يتصدره بيانو ، وغرفة طعام ، وغرفة جلوس ،وغرفة ضيوف،

وحمامات وغرفة نوم للا مينا التي تتصل بباب داخلي بغرفة نوم مربيتها ، تصميم البيت حديث وأثاثه

عصري ومريح للغاية:السجاد الوثير ، الستائر، المقاعد والأسرة،كل ما تقع عليك عيناه يدل على ذوق

رفيع وأناقة عالية..وفي الطابق الأرض قاعة مترامية الأطراف مخصصة للعب ، تمتلئ بكل ما تهواه

النفس من العاب مختلفة..درجات ، سيارات صغيرة، بلياردو ،عدة تنكر،وعرائس بكل ملابسها

ولوازمها،بالإضافة إلى صالة عرض سينمائية مخصصة فقط لاستعمالنا الشخصي..

الحديقة الخلابة تسر الناظرين تزدان بكل مايخطر على البال من أنواع الورود والأزهار:الياسمين ،

الجوري،الكاميليا،زهرة العسل،وتحف بالممرات أشجار المندرين والليمون والحامض والنخيل...الخ....




*في فيلا ياسمينة كانت المربية تعطينا دروس في آداب السلوك تعلمنا كيف نجلس على الطاولة،وفي

الصالون،وأصول الضيافة،وكيف نستقبل ونودع ،ونطهو ،وكيف نفرض احترامنا ،وكيف نصبح فتيات

عصريات قادرات على التصرف في كل المناسبات ..





*أما في القصر الملكي :



فقد تولوا تعليمنا كيف نصبح نساء منذ اللحظة الأولى لبلوغنا..علينا التقيد بالبروتوكول..


- ممنوع علينا بعد اليوم الخطأ..

- علينا عدم تجاوز عتبة البلاط،وملازمة جناح الحريم.

- علينا ارتداء الزي المغربي الطويل.


- علينا الخضوع ، والانحناء ، والسجود ، والطاعة..

للأسف كانوا يولون جل اهتمامهم إلى النواحي السطحية والقشور التي تهمش دور المرأة وتحولها إلى

مجرد أداة للمتعة ووسيلة للولادة ليس إلا وتقتل في داخلها أي ملامح فكر أو إبداع..




هكذا إلى أن بلغت سن الـ 15 ، فأصبحت ( مليكة ) في هذا السن فاتنة الجمال مما سبب لها مشاكل داخل القصر ..!!


عن ذلك تقول بألم :

( أين أمي لتذود عني وتحميني من جور هذه المربية ( ريفل ) التي لم تترك يوماً يمر دون أن تذكرني

أنني كائن وضيع ..!!


وأن ( للامينا ) أرفع مني قدراً وشأناً، كانت تمنعني من ألبس مثلها ، أو أن أبقي شعري طويلاً ، لأن هذا

يخدش مشاعر ( للامينا ) ويستفزها ، حيث كان شعرها مجعداً لا تستطيع تطويله ( ..!!

أمضت مليكة أحد عشر عاماً في حياتها في القصر، وراء أسوار قصر قلما خرجت منه، عاشت فيها (

مليكة ) سنوات طفولتها محرومة من أمها فأفاقت ذات ( غصة ) على الحقيقة ...


( فصرخت ) :


( لقد أدركت مع الوقت أنني كنت طوال تلك السنوات والأيام سجينة بين جدران القصر وأنني كنت أذبل واختنق تدريجياً ) ..!!

لذا قررت- مليكة - أن ( تقنع ) الملك بالعودة للعيش مع والدتها لعلها ( تلحق ) ببعض طفولتها

( الهاربة ) لتعيش ما تبقى منها بين ( أحضان والدتها) ..!!






§¤°^°§مليكة بين عائلتها §¤°^°§


ابتسمت الحياة لـ ( مليكة ) فعادت لتعيش مع والدتها..

تقول مليكة : عدت إلى البيت مع هبوط الليل مازلت أذكر تلك العتمة وذلك الشعور الغامر في هدأت الليل

بالفرح والسرور..كنت أتعجل الوصول إلى مهد الطفولة ..لأعوض ما فاتني من حنان ودفء في الأيام

الخوالي ..هذا مكاني الطبيعي في بيتي وبين أهلي وعائلتي ..لقد عدت إلى حيث يجب أن أكون..

جُلت في البيت داعبت الجدران والأثاث ، نظرت مطولاً إلى الصور المعلقة كل أفراد العائلة كانوا هناك

باستثنائي أنا ..
في كل تلك السنوات التي فاتني بعيداً عنهم ، كم غاب عني من قصص وذكريات وحكايات..!!هل هؤلاء

حقاً إخوتي وأخواتي؟هذا أبي في بدلته العسكرية؟؟وهذه أمي في ملابسها الأنيقة؟؟لم أرها في

هذه الثياب قبل اليوم ومن أين لي هذا وأنا كنت سجينة ومنفية هناك؟؟





عاشت مليكة.. مع والدتها ووالدها الذي كان من أقوى ( جنرالاًت ) الدولة ( نفوذاً) سياسياً، فعاشت في

كنفه كـ( فتاة مدلله ) وعن تلك الأيام تقول :

( لا أحد كان يجرؤ أن ينظر إلى وجهي شزراً ، أو كان يستطيع أن يرمقني بعين حمراء ، كنت محط أنظار

الناس ورعايتهم أينما ذهبت ، كنت أعيش في عالم كل شيء فيه ممكن ومتاح ، ومتوفر .. فوق العادة )





§¤°^°§الوداع للحياة السعيدة §¤°^°§


بعد ثلاث سنوات من هذا النعيم ، حدث ما لم يكن في الحسبان ، إذ دبر والدها الجنرال أوفقيرالذي كان

اليد اليمنى للملك محمد الخامس ثم حسن الثاني. ويتهم في المغرب بأنه قام بمجازر عديدة بمحاولة (

اغتيال فاشلة ) ضد الملك ( الحسن الثاني ) حيث قذف الطائرة الملكية بوابل من الرصاص فوق مدينة

تطوان

مما أدى بالأخير إلى قتل أو فقير بخمس رصاصات، واحدة في كبده، والثانية في رئتيه، والثالثة في

بطنه، والرابعة في ظهره، ثم جاءت رصاصة الرحمة في عنقه لترسل الرجل الثاني والقوى إلى العالم الآخر.

كانت هذه – المؤامرة - نقطة ( التحول ) في حياة مليكة وعائلتها فلقد ( بدلت ) هذه الحادثة( الحب )

الذي كان في قلب الملك تجاههم إلى ( كره ) ..!!



يتبع..>>



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:22 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




وفاة ابي

في اليوم الثالث للوفاةِ ابي حملوا الجثمان الى صحراء تافيلالت بناء ً على تعليمات الحسن الثاني وجرت

مراسم الدفن بمنتهى البساطه والتواضع



في اليوم التالي للدفن 20 اب/اغسطس في 1972 فُرضت علينا الاقامه الجبريه في منزلنا وخضعت

امي لتحقيقات مرهقه حيث كان توجهه لها اصابع الاتهام بانها المحرضه لوالدي .

كانت امي قد شاهدت رؤيا في منامها رأت اننا نعدو معا فوق جوادينا على طريق اخذ يضيق تدريجيا

ليتحول الى نفق كان سقفه يطبق اكثر فأكثر علينا وفي اللحظه التي كان يسحقنا فيها نجحنا بأعجوبه

وتقف الجودان عن العدو في وسط تله تطل على الرباط




لقد تبينت تفسير هذه الرؤيه لاحقا ؟؟ كانت الخيول ترمز الى الحياه ,والنفق الذي كاد ان يطبق علينا

يرمز الى السجن .




على مدى اربعة اشهر وعشرة ايام تلت على الوفاة , كنا مسجونين في منزلنا ,,سعيت جاهده ان اجعل

افراد عائلتي يعيشون حياة طبيعيه ,,,,.بين الفينة والاخرى كان يتخلل حزننا بعض الومضات الضاحكة

التي ترسم البسمة على وجوهنا


فكرت بالهرب كثيرا ً ولكن بيتنا كان ممتلئا ً بالشرطة وكنا مراقبين جيدا .


في 23 ديسمبر , انتهت فترة الحداد . خلعت امي ثوبها الابيض و كنا نستعد لعيد الميلاد

شجرة الميلاد ارتفعت في الصالون , ووضعنا حولها الهدايا وحاولنا قدر الامكان تلطيف الجو واضافة

البهجة للاطفال


وصل قائد الشرطه بعد الظهر واعطانا امراً بتحضير امتعه تكفي لمدة خمسة عشر يوما.

أعطيت صديقتي حوريه كل الملابس الجديدة التي كنت قد اشتريتها من باريس وكذلك الحلي وغيرها

قالت لي :
- -لكنك لن تجدي شيئا ً لتضعيه عندما تعودين ؟؟

همست في سري :

- -هذا اذا عدت ..ان هذا سيكون أعجوبة فيما لو حصل .

القسم الاكبر الذي حملته معي فكان بعض الملابس العملية ورواياتي والكتب المدرسية

تم ترحيلنا عشية الميلاد . كنا ثلاث نساء(امي وابنت عمها ومربيتنا عاشورا وحليمة مربية عبد اللطيف ),,

وسته اطفال,,,

مليكة 18 عاما ً

مريم (ميمي) 16 خريفا

,سكينه ,ماريا,فهما في التاسعه والعاشره من العمر

رؤوف 14 عاما ً

عبد اللطيف ذو العامين والنصف

كنا محاطين برجال الشرطه اختبأت ماريا وسكينه في صدري بخوف , كان رؤوف يصر قبضته وعبد اللطيف

البالغ سنتين ونصف يمص ابهامه

اصطحبونا الى جنوب المغرب .لاحقا ًختم باب بيتنا الخارجي بالشمع الاحمر ولم يعد لاحد الحق في

الدخول اليه

كان انتحابي صامتا كي لاارعب الصغار لم ابكي فقط ابي , بكيت ايضاً حياتي , هذه الحياة التي

سرقوها مني..............






بداية العشرون سنة في السجن


ســـــــــنة فـي الصــــحراء
واحة آسـا
(25ديسمبر1972-8نوفمبر1973)
ا

لى اين نحن ذاهبون؟؟ لا اعرف تسير بنا السياره في عتمة الليل ,,لقد اصطحبونا الى قرية صغيره,,

معالمها غير واضحه اننا في آسـا هذا المكان المعزول في عمق الصحراء بالقـرب من الحدود الجزائريه

كانت هذه الثكنه العسكريه منفى يضع فيها الفرنسيون المناضلين السياسيين والمعارضين

مالت علي أمي هامسة في اذني:

كيكا , انها النهاية .

للآسف ياليتها كانت النهاية , ان هذا أرحم بكثير ممـا ينتظرنا , انها ليسـت الا البـداية .


ساقونا الى منزل تحت الارض يقع تحت الثكنة العسكرية

واول من واجهنا رجل طاعن في السن يرتدي جلباباً عسكرياً انه بو عزه آمر المعسكر بدأ بالصراخ في وجوهنا :
-من الان فصاعدا يجب عليكم ان تطيعوني طاعة عمياء انني استطيع ان اكسر رقابكم واسحقكم لو شئت .....


نحن لم نحرك ساكنا , ولماذا نقوم بما يستفزه , انه بـوق يردد مايقوله سيده الذي كان يومـاً ما بمثابة ابي ......


يالسخرية القدر ,فتاة مثلي لا تطيق شظف العيش ولا تحتمل منظر البشاعه والوساخه تنتهي الى هنا

الى هذه القـاذوره التي تبعث الرغبة على التقيؤ.

لا مناص من استخدام الاغطيه العسكـريه الباليه ........

وكيف انام على هذا الفراش الاسفنجي ؟؟ الذي كاد يكون وكر للرمل والغبار ,,و حيطان سوداء متشققه

تدب الرعب في القلوب .......



في اليوم التالي ,,طردت شبح اليأس وقررت ان اتعايش مع الواقع فبدات استكشف هذا الحجر الصغير

انه مؤلف من ثلاث حجرات ضيقه على ارضها بعض الفرش فقط, اما المياه فكانوا يزودونا ببضعة اسطل

منها

عندما فتحنا حقائبنا لاحظت بمراره التناقض الحاد بين هذا المحيط وبين ملابسنا التي كانت من الماركات

العالميه مثل فيتون, غوتشي, وهرمس ..........

كنت افرغ محلات الموضه في باريس وميلانو ولندن في قلـب الصحــراء !!!!




حاولنا جاهدين خلق جو القبول ,, نعيش تقريبا طوال النهار في البهو الصغير وفي الليل نتعشى ونسهر

وتقرأ لنا امي بعض القصص,, ,, كم تبدو الليالي طويله ...انه الشتاء البيت مثلج كنا نشعر بالبرد ولا نقدر

على النوم ..........

حاولت بكل جهدي ان اجعلهم يعتقدون ان وجودنا شبه طبيعي ,,ادخلهم عالم الخيال , اخترع لهم بعض

الالعاب واسرد لهم القصص ,كل ماريده ان ابعد عنهم القلق والهموم واقتل الفراغ







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:22 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




آكدز ,,المحطه المؤقته (28 نيسان 1973)


في ذلك اليوم رحلونا بأقصى سرعه الى آكدز وهي قريه تقع في الصحراء ايضا...سـرنا مسـافة ثماني

عشرة ساعة بدون توقف في شاحنة طليت نوافذها بالقطران , احتجزونا في منزل رئيس البلديه حيث

قضينا شهرا كاملاً في الظلام ادامس و لم نغادره ابداً.

كنا نقتل الوقت بالتهام الطعام حيث تحضر امي بعض الاطباق الصغيرة على ضوء الشموع

نظمت بعض المسابقات الرياضية التي تطرد الملل وتخفف من هذا الحزن والجو الكئيب

وماذا لدي لأرفه عنهم ؟؟

أعاني من العيش بهذه الطريقة البدائية: القذاره والأغطية العسكرية البالية , وغياب المنشآت الصحية ,

والاسرة المصفوفة جنبا ً الى جنب كما في المستشفيات .




عدنا الى آسـا في أواخر شهر مايو ,,ففي غيابنا قاموا ببناء بيت على ارض بورتبعد عن الثكنه واشد

متانة التي كانت مهدده بالانهيار فوق رؤوسنا في أي لحظة ,, ,,كانت الحيطان والسقف والارض بلون

التراااااب .

أحد الصغار اكتشف حفرة في الارض أخذنا قرارنا بان نستكشف ماذا يوجد تحت الارض . ربما كان

بلامكان حفر نفق فكرة الهرب وجدت طريقها الى اذهاننا ........

لكننا لم نكد نفعل حتى غطتنا الآف الصراصير التي اجتاحت الجدران والارض .......



مع حلول فصل الصيف كانت الحراره تصل الى الستين درجه , ,والشمس تخترق السقف بكل سهولة

وفي الليل كانت الحراره تنضح من الرمل ومن الصخور التي امتصت الحراره وخزنتها

اما فوق رؤوسنا فكان السقف يتمدد بأصوات مريعه ,,,,,كنا نختنق في الداخل وكأننا في فرن مشتعل


خلال فصل الجفاف ,,تهب رياح الصحراء فيتحطم زجاج النوافذ,,, والتراب يدخل ويتغلغل في كل ارجاء

المنزل ويغطي وجوهنا واجسادنا ويجر معه العناكب الضخمه السامه والمؤذيه والتي تختبئ تحت

الاسرة وعلى الحيطان وفي شراشفنا واغطيتنا


لتقصير النهار ,, كن ننام طوال الصباح ونسهر ليلا حتى طلوع الفجر ونتغطى بشراشف نبللها بالماء كي

نخفف من حرارة الجو ....................


كانت مشاعري النفسيه حيال الملك معقدة وشائكة ,مشاعر متضاربه مابين حب وكره

لقد حاول ابي ان يقتل ابي بالتبني مما ادى الى قتله ,,بالفعل كارثة وقعت على راسي انا .

حيث ضاعت طفولة اخوتي الى غير رجعة وعانت امي الامرين وانا تحطمت حياتي



كنا نتعطش لسماع أي خبر عن حياتنا ومصيرنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟






قراءه شـيـقة ........



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:25 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





الجزء الثالث ((1))






(عاشت عائلة اوفقير حوالي السنة في الصحراء,,, في واحة اسـا من عام 1972 الى 1973 )






اسوار تامتاغت






رحلونا عن آسا بسرعة قصوى في بداية فصل الشتاء دون ان يشرحوا لنا سبب ذلك ؟؟


لاحقا اكتشفت السبب وهو ان الملك يستعد للمسيره الخضراء للمطالبه باستعاده الصحراء الغربيه لذلك

لابد من ابعدنا عن الجنوب الغربي لان عائلتنا من هذه المنطقه التي لا شك ان فيها الكثير من انصارنا

والمتعاطفين معنا



الشاحنة التي تقلنا الى وجهة جديدة اخرى ,كان الحراس قد فرشوا ارضها بسجادة حمراء وزودوها

بالماء من اجل الصغار . مازلنا قادرين على قهر العتمة و الاكتئاب والانهاك والغبار بما لدينا من روح

الشباب ومن حب قوي للحياة..



بعد الطريق الطويل والشاق والمنهك اقتادونا الى تامتاغت ,هذا المنفى ابعد مما سبقه واكثر وحشة

وعزلة



وضعونا في حصن شاسع كبير تبعث رؤيته الخشية والرهبة في النفس انه بقايا قصر قديم , , ,اسواره

شاهقة تحجب عن اعيننا رؤية السماء


يعود هذا القصر الى الباشا الكلاوي باشا مراكش . .


دخلنا الى الحصن عبر بوابة كبيره مطلية باللون الازرق . . . .


في بادئ الامر كنا جميعا ننام في ممر واحد على الارض التي لا تغطيها الا طبقة رقيقة من القش

كان الاثاث محدودا وزهيدا ولكننا نتدبر امورنا بامكانياتنا الفقيرة



كانت الجرذان تزورنا دائما وقد زادها الجوع الشديد شراسة وعدائيه حتى احداها عضت اخي رؤوف في

وجهه بينما كان يرميها بسطل من الماء والمكان يعج بال****ب التي كلما امسكنا بواحد منها نضعه في

مرطبان ممتلئ بالكحول .



كانت الليالي محفوفة بالهواجس , , ,فكل ليلة وبينما امي تقرأعلى ضوء المصباح كانت تشعر بلفحة

انفاس تداعب وجهها وبأحد ما الى جانبها .

اما رؤوف فكان ضحية ليلية لشتى انواع الكوابيس المرعبه ,, ,الساعة الرابعة فجرا كنت اسمع يوميا

اصوات خطوات وتمتمات ثم لا البث ان ارى اناسا يحملون بأيديهم اسطلا ً فارغه يذهبون ويجيئون في

الحمام وعلى السلالم والادراج


كانت تلك الاشباح تميتني رعبا ً. . . .


في احدى الليالي كنت ارقد وسط الغرفة , , تراءت لي بشكل ظاهر امرأة بقامة شيطانية تنام فوقي

وتعصرني حتى كادت تغتصبني .


ايقظتهم جميعا وانا اتصبب عرقا وارتجف من الخوف ,بعد ذلك لم يغمض لاحد منا جفن وظلت امي تقرأ

القران حتى مطلع الصباح


روينا هذه الوقائع لاحد اكثر الحراس لطافه وصدقنا وافشى لنا ان هذا المكان ملعون لانه شُيد فوق

مقبره ,, ,هجرنا الدهليز دون ان نجرؤ على وضع اقدامنا فيه مرة اخرى ........



وقمنا بتجهيز غرفتين في الطابق الاول كي نستقر فيهما نحن التسعة وفي الاسفل كهف ترابي صرنا

نستخدمه كمطبخ




كرست وقتي للترتيب والتوضيب وتنظيم المكان , , ,اردت ُ باي طريقة ان يشعر الاطفال ببعض الاطمنان

والاستقرار في هذا الوضع المزري



حيث في بهو احدى قاعات القصر المهجور وضعنا طاولة مخصصة للدرس فرشنا ارضها بسجادة يجلس

عليها عبد اللطيف وفي ركن منها وضعنا فرشا ً كانت امي تستلقي عليه خلال النهار مصحوبة بمجموعة

من الكتب بالاضافة الى الراديو



كنت اقوم بدور المعلمه وضعت عدة برامج دراسية بمستويات مختلفة كانت الصغيرتان سكينه وماريا في

المرحلة الابتدائيه ورؤوف في الثالثة اما مريم فكانت في الثانوي الاول كنت اصر على تعليمهم وتاديبهم

وتثقيفهم , , ,وروؤف اخذ على عاتقه تعليمهم مادة الرياضيات ,حاولت بشتى الوسائل الممكنة رفع

معنوياتهم..كنت أختهم الكبرى وأمهم وأباهم ومستودع أسرارهم ، ومرشدتهم



كنت اسرد دائما الى الاطفال بعض الوقائع والاحداث التي حصلت معي عندما كنت مراهقة .نادرا ماكانت

ذكرياتي تغادرني كانت السلاح الوحيد الذي امتلكه لأقاوم الجزع والكرب .كل واحد منا كان يروي

القصص التي عاشها في الماضي علهم بذلك يؤكدون لأنفسهم وللآخرين بانهم سبق لهم ان عاشوا من

قبل


عبد اللطيف هو الوحيد الذي ليس لديه مايقوله لان وعيه تفتح هنا بين قضبان السجن


مرة واحدة كل شهر كنا نستعد لعرض مسرحية ,كنت وقتها املك طاقة جبارة .كنت اقوم بوضع السيناريو

وقائد الفرقة وضابطة الايقاع والمخرجة



كنا نرقص ونغني ونقوم بالايماء جمهورنا الوحيد كان أمي . . .




كان علينا ان نتعلم كيف نعيش جميعا مع بعضنا البعض ,, , كنا في حالة من التشويش والارهاق والظلمه

والقذا ره والعزله والتقوقع والسجن . الامر لم يكن دائما سهلاً وبسيطا ًلان الصغار يكبرون يوما ً بعد يوم

واصبح لديهم قناعة بان وجودهم مهدد وعلى كف عفريت




اخي رؤوف يكتم لوعته وحزنه في نفسه حيث كان في الخامسة عشر من عمره وفي هذا السن يكون

المرء بحاجة ماسه لابيه كان محاطا كظله بالنساء والاطفال . .



عاشت سكينه مراهقة صعبه كانت متقلبه الاطوار لم تكن تعرف ماذا تريد؟؟ وكيف تحيا ؟؟



التعامل مع ماريا حساسا للغايه حيث كانت هشه تؤذيها اقل صدمه فتمتنع عن الطعام والكلام واللعب

والحركة . .


اما مريم فهي غارقه في مرضها ونوبات الصرع تتعاقب عليها الواحده تلو الاخرى حيث كانت تتناول دواء

الموغادون الذي كانا نؤمنه لها بواسطة بعض الحراس ,وفي غمرة احدى النوبات سقط من يدها قدر

الحليب المغلي لينصب على فخذها واستغرقت الحروق عدة اشهر كي تبرأوتزول اثارها بسبب سوء

العلاج . .



كنا نعيش في عزلة تامة ولكن بفضل جدي (بابا الحاج) كما نناديه كنا نتلقى قليلا من الرسائل والكتب

فمنذ اختفائنا لم يأل المسكين جهدا ولم يترك وسيلة للتواصل متحملا كل الأعباء والمخاطر التي تترتب

على تحركاته في ظل حالة من القمع والتعسف حيث اصبح كل من يمت بصلة لعائلة اوفقير تحل عليه

اللعنة



طرق كل الابواب ومنها المنظمات الدولية والانسانية , , ,ذهب لالتماس المساعدة من الامير مولاي

عبدالله توسل اليه ان يتوسط عند الملك كي يسمح له بارسال بعض الكتب والرسائل

وبعد الموافقة تمكن جدي وبشكل دوري من ارسال بعض الروايات والمخطوطات المدرسية

كنا نتسلم رسائل شكلية من( بابا الحاج ) تكون فيها الاخبار ملفقة وحذره ولكن بفضل نجاح جهوده

الحثيثة مع بعض الحراس تمكن من اقناعهم بايصال الرسائل لنا بحيث لاتطالها عين رقيب او حسيب .

وبهذه الطريقة اصبح بامكاننا تلقي رسائل عديدة من اقاربنا واصدقائنا كانت بالطبع تسلم الى جدي .




كانت بعض الرسائل تثير ألمنا وأشجاننا أكثر مما كانت تفرحنا .كنا نترقب وصولها بفارغ الصبر لانها

الوصله الوحيده بيننا وبين الخارج . . .



كنا مصدومين ازاء أنانية وسوء تصرف بعض الناس وماذا عسانا نقول؟؟


كانوا يصفون لنا بعض التفاصيل عن حياتهم الهادئة والمريحة وسهرات الميلاد وموائدها الغنية والمنوعة

والرحلات والاعياد والاحداث السعيدة وكل المتع والمباهج التي تدل على الحياة الطبيعية .



كنا نغص بريقنا عندما نقرأها ونشعر بالضيق لاننا كنا محرومين من كل هذا..........






قراءة شـيقة. . .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:26 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


اسـوار تـامتـاغـــــــت


الجزء الثالث ((2))




من بين الخمسة والعشرين حارساً ثلاثة ارباعهم كانوا يعرفون أبي من قريب او بعيد , يحترمون امي ويحبونا بطريقة ابويه


المخازنية, هم قوات مساعدة للشرطة كانوا ينفذون اوامر رؤسائهم بحذافيرها


اما رجال الشرطة فكانوا اكثر رقة وحساسية فقد اقاموا حولنا شبكة مساعدة سرية حيث كانوا يعلموننا

بمواعيد حملات التفتيش من خلال قذف حبة جزرة او بطاطا من فوق السور مما يتيح لنا المجال لاخفاء كل ماهو مهم مثل الراديو

كانوا يحضرون لنا البيض الطازج والحلوى للصغار واللحم اللذيذ والبطاريات للراديو والادوية بما فيها

الموغادون ((علاج الصرع )) لمريم كلما ذهبوا الى شراء حاجيتهم كل منهم حسب امكانيته المادية

ويمررونها خفية عندما يضعون لنا اسطل الماء التي كانت مخصصة لنا يوميا ً



احدهم اعطى عبد اللطيف حمامة صغيرة وبعد فترة وجيزة احضروا لنا اخرى وباضت الحمامتان وفقس

بيضهما وصار عندنا بعد عدة اسابيع مجموعة كبيرة وضعناها في صناديق كرتونية

صارت الحمامات محورا ً ننظم حولة حياتنا كل منا اخذ واحدة ومنحها اسما ً ولقبا ً

كنا نستمتع بمراقبة سير نموها وتطورها ساعات بكاملها




كان من بين رجال الشرطة رجل صغير منظره مضحك وشكلة غريب اسميته راسبوتين

انه من ابناء قرية جدي لامي كان غيورا وذا مروءة ولم يكن ينشد الا لمساعدتنا

بفضله دخل التموين مرحلة جديدة صار اشبه بسوق تموين اصبح لدينا كيس طحين , كيس ارز , كيس

سميد , وسكر وزيت ومئة وخمسون بيضة

واحضر لنا ممرض للعلاجنا ومراقبة وضعنا الصحي ويرافقة رجلان من الشرطه

كان على راسبوتين والمتواطئن معه ان يعملوا في سرية تامة لان أي ضجة كفيلة بلفت نظر احد القوات المساعدة

عند وصول الممرض ورجلا الشرطة كنا نجلس واياهم للحديث والنقاش وكان هذا التواصل قيما ً جدا ً

لاخي رؤوف الذي كان بحاجة ماسة الى رفقة ذكورية





في احدى المرات كنا بانتظار حلول موعد مناوبة الحراس الذين يحملون معهم الرسائل وراديو وكتبا ً اخرى

تسلق رؤوف السور المرتفع وانضممت اليه ورحنا نراقب بام العين وصول الشاحنة , هللنا لمرأى

الصناديق التي لمحناها في مؤخرة الشاحنة وعدنا انفسنا بأيام مديدة من المطالعة والموسيقى والفرح

لكزني رؤوف بكوعه وقال لي بصوت قلق :


كيكا , انظري حصل شيء غير طبيعي . انهم يتراكضون في كل الاتجاهات


رأيت حشدا ً من الجنود ورجال الشرطة في حالة استنفار , فيما كان راسبوتين يندفع راكضا ً

ووقع الممرض في ايديهم وفتشوا امتعته ووجدوا المال والراديو والكتب وجهاز الستريو , صادروا كل ما

كان في حوزته , ماعدا الرسائل التي تمكن من اخفائها جيدا ً

وصل الكولونيل بن عيش , هذا الرجل فقد اخاه الطبيب الشخصي للملك , اثناء احداث انقلاب الصخيرات

وهو يحمل أبي مسؤلية موته


داهم المكان بعنف , كانت صورة أبي معلقة على الحائط اعطى امرا ً بنزعها ثم راح يطأها بقدميه , فعل

الامر عينه بصورنا وباشيائنا وبأثاثنا الزهيد وبالأوعية التي كنا نحتفظ فيها ببعض المواد التموينية

صادر الكتب التي لم يتسنى لنا الوقت الكافي لاخفائها بعدما احاطنا رجال الشرطة علما ً بذلك

بعد رحيله, كان البهو اشبه بساحة معركة كنا متجمدين من الخوف والحزن والقلق , لم تصدق اعيننا ما

شاهدت من مظاهر وحشية وعنف . بدأنا نعي اننا سنحتجز هنا لمدة طويلة الاجل . . .



طبعا كانت النتيجة اعتقال كل رجال الشرطة ووصول فربق جديد وضعنا تحت المراقبة المشددة والتي

شملت التفتيش والمداهمة ومضاعفة الحراسة ومنع البريد والكتب وقطع أي اتصال لنا مع عائلتنا .




ثارت ثائرتنا من هذه الظروف الجديدة التي تحيط بنا . ولكن ماذا نفعل ؟؟


كنا في حالة من العجز والعزلة والخضوع التام

رفعنا عريضة للملك وقعناها بدمنا . سلموها الى آمر المعسكر , الذي رفعها بدوره الى رؤسائه بسذاجة

وصبيانية كانت هذه الرساله تستصرخ الشهامة الملكية والمروءة الملكية , كتبنا له انه لايليق به ان

يسمح بتعذيب امرأة واطفالها وكأننا نتوخى ان تكون اجابته بمستوى عريضتنا



أنا وامي ورؤوف وميمي بدأنا تنفيذ الاضراب عن الطعام ,في عز الشتاء كانت الجدران والارض مغطاة

بالجليد . لازمنا اسرتنا ورحنا نتكور تحت اغطيتنا الهزيلة نتلمس تحتها الحرارة والدفء

في البداية كنا نتملىء حماسة وجدية ولم نكن نشعر بالضعف والوهن ثم لاتلبث ان انتصرت غريزة

الطبيعة حيث عدنا الى تناول الطعام خفية عن اعين الحراس

كنت أنظف قطعة الخبز بفرشاة أحذية كي أنزع عنها العفونة , ومن ثم أدور بها على المضربين من سرير لآخر
هذا الاضراب لم يلق صدى عند احد فلا احد يهتم لمصيرنا , لذلك لم يحقق أي نتيجة مرجوة .






مضت اربع سنوات ونصف على تايخ احتجازنا قضينا اكثر من ثلاث سنوات منها هنا في هذا الحصن

المهدم

في صباح عيد ميلادي الثالث والعشرين أستيقظت باكراً وغصت في تفكير عميق حول حياتي وتمعنت

ملياً بعين الرضا , كيف خط الزمان بريشته الساحرة فوق صفحات وجهي وجسدي كان شعري طويلاً

مسترسلا ً يصل الى آخر ظهري .

كان يكفي أن أنظر في مرآتنا الكبيرة التي مازلنا نمتلكها وأضبط الحراس وهم يتأملوني كي أعرف أنني كنت جميلة

كنت أعرف ان هذا سيذبل ويتلاشى , كيف سأحب ؟ومن هذا الذي سيحبني ؟ فليرحل ربيع العمر عني . . . لا أبالي ! ! !


عبد اللطيف بلغ السابعة من عمره

سكينة وماريا كانتا في الثالثة عشرة والرابعة عشرة , وامي بلكاد بلغت الاربعين

اما رؤوف فهو في التاسعة عشرة

ومريم فكانت في العشرين



عقدنا النية على فكرة الهروب

عثر رؤوف , على نافذة في الغرفة الصغيرة التي نضع فيها امتعتنا كانت مغطاة بالطين فعمد الى ازالة

جزء من الطين . كانت هناك نافذة حديدية سرعان ما فتحناها

كان المشهد الطبيعي رائعاً واخيرا ً صار بامكاننا الاستمتاع بالنظر الى السماء

كنا نتزاحم ونتسابق لتمتيع أنظارنا بالمشاهد الجميلة والساحرة ونستنشق ملء صدورنا الهواء النقي والمنعش

كانت ماريا وسكينة أكثر من يتردد على ذلك المكان كانتا تتابعان بشغف ادق التفاصيل

كنت أتألم وأشعر بالغصة عندما أجدهما قابعتين هناك وهما تلصقان وجهيهما الحزينين بقضبان الشباك الحديدي

عندما قررنا الهرب ,أول فكرة طرأت لنا هي أن نوسع فتحة هذا الشباك

لكن الحراس تنبهوا للأصوات التي كنا نحدثها بينما كنا نجمع الردم وننقله لالقائه في فجوة الحمام البالغ

من العمق خمسة امتار , مما دفع الحراس الى المداهمة والتفتيش ولكن كنا قد نجحنا في ازالة كل

الآثار واخفائها , ولم يعثروا على شئ فعملنا على توخي الحذر والحيطة



ولكن كل خططنا ومشاريعنا ذهبت ســـــدى . . . .


في اليوم المقرر للهروب وبينما كنت انا ورؤوف في الخارج لاجراء مراجعة شاملة ونهائية واذ باحدى

الفتيات تهرع الينا وتهتف بجزع


: عودوا بسرعة , انهم هنا يريدون مقابلة أمي .


وصلنا كالريح , بانفاسنا المقطوعة , وبمظهر أشعث يغطيه الغبار.




أعلمنا رجال الشرطة بأننا سـنغادر تـامتاغـــــت ..............





قراءة شيقة .........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:26 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء الرابع ((1))



سجن الاشغال الشاقة في بير جديد




اعلمنا رجال الشرطة باننا سنغادر تامتاغت ........



بالطبع , لم يخبرونا ألبتة عن وجهة سيرنا , وتركونا نمني انفسنا بان الظروف ستتغير نحو الافضل وبان الملك أخذته الرأفة بنا


بدليل أنهم طلبوا منا لملمة اغراضنا الشخصية فقط وترك ألاغطية والفرش و..... كل ماتعود ملكيته للدولة
من المؤكد ان ملف قضيتنا سيتم اغلاقه الى الابد .........



كانت لدي قناعة راسخه بأن هنالك حدودا ً لكل شئ في حياة الانسان بما في ذلك المعاناة والالم ولكنني في بير جديد تبين لي انني كنت مخطئة


البداية السيئة


هاهي حقائبنا ملقاة أرضا في الباحة ويسيطر علينا جو من الترقب والانتظار


ساعة الصفر دقت حاملة معها رياح الارهاب العاتية رجال الشرطة يصرون على تفريقنا واجبارنا على

الصعود في عرباتهم المصفحه كل اثنين في واحده بفضاضه وعنجهيه وراحوا يدفعوننا بأعقاب بنادقهم

الى الامام وامي تنوح وتبكي وتصر على بقائنا مجتمعين و تتوسل اليهم الا يفعلوا ذلك بنا ...

توزعنا على النحو التالي :

صعدت امي برفقة عبداللطيف ورؤوف

مريم بمعية حليمة وعاشورا

وانا والصغيرتان سكينة وماريا


استغرقت الرحله اربع عشرون ساعه وكانت تزداد صعوبة تدريجيا كلما امعنا في السير

غطوا اعيننا , وتحت وطأة الانهاك والتعب والبرد القارس احاول جاهدة ان اتنفس الهواء المشبع بالرطوبه استنتجت اننا تركنا الصحراء وصرنا قريبين من الساحل .........



ادخلونا الى احد المنازل كنا لانزال معصوبي الاعين أغلقوا الابواب ثم نزعوا المناديل عن اعيننا..

المبنى صغير ومشيد وفق التصميم الاستعماري شكله الهندسي بشكل عام يشبه الحرف l)).......


اعلمونا انهم سيفرقونا في المبيت ليلا وبانه لنا الحق ان نرى بعضنا خلال النهار وان نتناول وجبات الطعام سوية ,لكن في الليل يجب على كل واحد منا ان يعود الى زنزانته

نزل علينا الخبر كا الصاعقه , واخذنا نجهش بالبكاء ..استصرخت امي ضمائرهم ورجتهم وناشدتهم

-استطيع ان اتحمل كل شئ الا هذا .......انه فوق طاقتي ..

ولكن ذلك لم يحرك فيهم ساكناً

فتوزعنا على الشكل التالي :

امي وعبد اللطيف في زنزانة

انا واخواتي (سكينه وماريا ومريم)

عاشورا وحليمه

اما رؤوف فقد كان بمفرده



هذه الزنزانات الغارقة في البؤس,لم تغير شئ في واقعنا المرير والبائس .كنا قد اعتدنا على الانهاك والتعب والاتساخ ,لكننا هنا كنا في مكب للنفايات كيفما استدرنا او لمسنا كان يصيبنا رذاذ القذارات
الجدران مطلية باللون الرمادي , الرطوبة خانقة ,الماء يرشح من السقف نزولا حتى الارض
الضوء الكهربائي شحيح يزودنا به مولد كهربائي لايعمل الا ساعتين فقط في الليل
اما الفرش الاسفنجية البالية فكانها ملتصقة بالارض ويغطيها شراشف لاداعي للحديث عن نظافتها



عند حلول المساء تناهى الى اسماعنا ضجيج حطام وتكسير وضربات مطرقة


عندما أخرجونا صدمنا من حجم الاضرار التي احدثوها .

أخذوا كل متبقى لنا من مقتنيات وكتب مدرسية والعاب عبداللطيف وكل ملابسنا تقريبا,ومصاغ أمي والبوم صوري ,ثم اضرموا فيها النار ,وسمحوا لنا بالاشتراك في حضورهذا المشهد ,مماأحدث للصغار صدمة نفسية


في صباح اليوم التالي

عادوا مجدداً واخرجونا الى الباحة وكان بورو يذرع المكان ذهابا وايابا ,قال لنا انه يعرف الى اية درجة الصغار متعلقين بالحمامات ثم اضاف بان هذه الحمامات انما خلقت لتؤكل
لذلك كل يوم سيذبح اثنتين منها

بالرغم من توسلاتنا ودموعنا نفذ كلامه , كانوا كل صباح يعودون باثنتين مذبوحتين

قررنا تجنيب عبداللطيف هذا المشهد الفظيع هذا الطفل الذي بلغ السابعه من عمره

لقد حاول الانتحار بعد وقت قصير من مجيئنا الى بير الجديد

حيث قام بابتلاع كمية من دواء موغادون التي كانت امي تخبئها في علبة صغيرة استعدادا لاي نوبة صراع تصيب ميمي
لانعرف كيف توصل اليها
كان عبداللطيف قوي البنية لذلك استيقظ دون اعراض جانبية .


التفسيرات التي قدمها لنا اصابتنا في صميم قلوبنا لقد ضاق ذرعا بكل المرارة التي تنضح من محادثاتنا وحركاتنا وسكناتنا لاشئ الا الهم والغم والخوف والقلق والتوتر .....


منذ نعومة اظفاره لم يعرف عالما الا الجدران وقضبان السجن

_الحل اذن هو ان اضع حداً لحياتي .هكذا فكر براسه الصغير ,ولكن بعقل ناضج أنضجته المصائب


ذلك اليوم قررنا تجنيبه كل ازعاج قدر الامكان لم نعد نتحدث أمامه في أي موضوع يخدش مشاعره

واحساسه ,ابتلعنا لوعتنا وألمنا واخترعنا له عالما من الاحلام وجعلناه يعتقد بصحتها .





قراءة شيقة. . . . .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:28 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



تابــــــــع






الجحيم





الخطوه الاولى التي اجتزنا فيها بوابة الجحيم صارت في طيات الماضي ,,ومنذ تلك اللحظه رحنا نتقدم

خلال احدى عشر سنة من مرحلة تعذيب الى اخرى ,,في بير الجديد فرقونا وبعثرونا وقضوا على اية

خصوصية عائليه فماذا بعد ؟؟






تصف مليكة اوفقير وضعهم في بير جديد :




في كل شهر كانوا يتكرمون علينا بعلبة تايد واحده نستعملها للغسيل والجلي والتنظيف وغسل وجوهنا

وشعرنا .اما اسنانا فكنا نفركها بالملح



لم نكن نغير ملابسنا ابدا ً هي نفسها دائما ًملابس القتال كما نطلق عليها كانت امي تخيط لنا من

ملابسنا القديمه ومن الشراشف سراويل باحزمة مطاطيه كانت لاتسلمنا اياها الا بعد ان تفرق منها

جميعا ًثم توزعها علينا نحن السبعة في نفس اللحظه ربما كانت هذه طريقتها لاخبارنا انها تحبنا بالتساوي

ولاتفرق بيننا




عادةً ما تباغتنا العادة الشهريه جميعا في نفس الوقت ,كانوا لايحضرون لنا القطن ولا الفوط

الصحيه .فكنا نستعيض عنها بمناشف الحمام المهترئه لكثرة ما استعملت نضعها بعد نطويها عدة طيات ثم

بعد ذلك نرسلها الى حليمة كي تغليها وتغسلها .كنا نباعد مابين سيقاننا ريثما تجف تلك الخرق الباليه

ونستعملها مجددا ً




كانت حرمتنا منتهكه وخصوصيتنا مغتصبه كانوا يحصون علينا انفاسنا ,نعيش تحت رحمة

انظارهم ,نغنسل ,ونذهب للحمام ونتأوه من الالم ونرتعش من الحمى ..كل هذا نقتسمه معهم ..الليل

وحده كان يلفنا بغلالته السوداء ويسترنا من نظراتهم الفتاكه ......




كنت للاخواتي معلمة علمتهن الثقافه والتهذيب واداب السلوك واحترام الاخرين لم اكن لاسمح لهن باي

عبث واستهتار اوتجاوز للقواعد والاصول كنت اصر على التقيد باداب الطعام وعدم اهمال عبارات الشكر ومن فضلك ومعذره .........




بفضل المذياع كنا على علم بكل مايجري حولنا من احداث رؤوف الذي كان يستمع اليه طوال النهار ويزودنا بكل المستجدات العالميه


عندما كنت استمع الى المذيعين يتحدثون عن الاختراعات الحديثه عن التلفزيون الملون والشرائط الممغنطه والة فيديو والكمبيوتر وطائرة الكونكورد ......الخ

هذه الانباء تذكرني بمصيبتي وبمدى تخلفي وابتعادي عن عجلة الحياة التي كنت اعيش على هامشها





اما عن الامراض والافات فتقول :




اكثر من عشرين مره تعرض كل واحد منا للاصابه بامراض خطيره كادت ان تطيح به الا انه كان يخرج منها سليما ًمعافا ً

كانت ميمي (مريم ) اكثر عرضه للاصابه بالمرض كانت نوبات الصرع تنهك قواها قضت حوالي ثمان

سنوات ممده على الفراش وكنا نجبرها على النهوض من فراشها وعلى الاستحمام

كانت تعاني ايضا من البواسير مما يفقدها كميات كبيره من الدم وكنت انظف جروحها بالماء والصابون

منعا ص لاستمرار النزف




عندما تمطر السماء بغزاره تتساقط الضفادع على الارض فنلتقطها ونضعها في الاسطل باعداد كبيره

وندفع بها الى عبد اللطيف الذي يفتقر الى الرفقه والالعاب ,علها تشغله بعض الوقت وتسليه وتدخل

السرور الى نفسه




كانت زنزانتنا تحت خزان الماء الرئيسي والجدران ترشح الرطوبه وكان البعوض يجد مرتعا ًخصباً له كانت

تغطي السقف خلال النهار والليل فتهاجمنا وتلسعنا واصوات ازيرها يصم الاذان ,,فكنا ننظم مسابقه

فيما بيننا من يقتل اكبر عدد من البعوض ليفوز ببيضه كامله




الفئران الصغيره اكثر لطافه حيث تختبئ في كل زاويه ومكان وتخرج ليلا ًوتتسلق اسرتنا كنا نتقبلها اكثر

من الجرذان فكانت تستوطن موادنا التموينيه بدون حسيب او رقيب كانت تلتهم كل ماتقع عليه للدرجة ان

احداها مات لكثرة الاكل !!انه لغز صعب فهمه في الوقت الذي كنا نتضور جوعا ً



كنت امتلك جلباباً صوفياً احتفظ به معلقا خلف الباب لوقت موسم البرد ومرةً ذهبت لاحضاره كالعادة في

مطلع الشتاء فكانت المفاجأة لم يتبق منه الا اشلاء ونتف متناثره لقد قرضته الفئران التي لم تكن توفر

أي شئ تصل اليه انيابها .



الجرذان هي اكثر الضيوف تخويفا ً وترويعا ً. في الليل ما ان يدور المولد الكهربائي حتى كانت تهب

لزيارتنا وتتسابق بعدائيه نحو زنزاناتنا ونحن نترقب هجومها بهلع وخوف ونتقوقع في اسرتنا والدماء

متجمده في عروقنا وما ان تتسلق اسرتنا حتى تبدأبتجول فوق اجسادنا المتشنجه من شدة الهلع

والرعب



في احدى المرات اردت ان اتسلى فقررت ان اعتني بجمالي وماشجعني على ذلك ا ن امي افشت لي

سر جمال البربريات


قالت لي :


بانها تضع قناعا ًمن معجون التمر ,يرطب البشره وينقيها من الشوائب ويبعد عنها التجاعيد

فتحمست للفكره وقررت تنفيذها حيث كنا في شهر رمضان ,فجمعت حبات التمر ورطبتها بالبخار ودهنت

وجهي بها واخلدت للنوم ,, النتيجه كانت مضحكه ,,اتت الفئران ليلاً ,واخذت تلعق التمر عن وجهي.

لقد كانت محظوظه اذ وجدت وجبه جاهزه بانتظارها ,اما البشره فلم يزدد رونقها ولم ينقص لقد بقيت على حالها ..




في البداية كان مسموحا ً لنا بالخروج جميعا ً مع بعضنا البعض الى الباحة عند الساعة الثامنة

صباحا ً ,مما يسمح لنا بالتوجة لزيارة الاخر وفي معظم الاحيان كان اجتماعنا يتم في زنزانتي

انا و رؤوف وامي علمنا مسبقا ً ان العزل سيأتي عاجلا ً ام آجلا ً , لذلك لا بد من ان نتحضر نفسيا ً

وهكذا وقع ما كنا نخشاه في بداية سنة 1978 .................







قراءة شيقة ....................



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:29 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



بير جديد



الجزء الرابع ((2))





في البداية كان مسموحا ً لنا بالخروج جميعا ً مع بعضنا البعض الى الباحة عند الساعة الثامنةصباحا ً ,مما يسمح لنا بالتوجة لزيارة الاخر وفي معظم الاحيان كان اجتماعنا يتم في زنزانتي


انا و رؤوف وامي علمنا مسبقا ً ان العزل سيأتي عاجلا ً ام آجلا ً , لذلك لا بد من ان نتحضر نفسيا ً


وهكذا وقع ما كنا نخشاه في بداية سنة 1978 .................






في 30 يناير يوم ميلاد رؤوف العشرين احتجزوه في زنزانته وفرضوا عليه العزله الكاملة ولم يعد له

الخروج او الحق برؤيتنا


لاحقا ً بعد عدة ايام جاء دورنا , نجت حليمة وعاشورا من هذه الاجراءات التعسفية


بعدما فرقوا بيننا نهائيا ً , كان بامكاننا الخروج الى الباحة لاستنشاق الهواء ولكن في اوقات مختلفة حيث

تخرج امي وعبد اللطيف من الصباح حتى العاشرة ,

ثم ياتي دورنا انا واخواتي (سكينة وماريا وميمي) بعدها


اما رؤوف فقد كان حبيس زنزانته ليس له الحق بالخروج او روئيتنا



خلال خروجي لاستنشاق الهواء اتسمر تحت نافذة رؤوف ونروح نثرثر في العموميات

كان يحتكر الحديث لنفسه وعنده حاجة ماسة للتعبير عن لوعته وافكاره ,


لقد كان العزل خنجرا ً حادا ً في خاصرته



لكن سرعان مالبثوا حتى منعونا من هذه الفسحات وصرنا سجناء الليل والنهار في هذه الزنزانات

اقاموا الحواجز بيننا منعونا من أي اتصال واخذت معاملتهم تزداد سوء ً يوما بعد يوم

حرمونا من تواصلنا ولقائنا العائلي , اصبحنا مجرد ارقام ليس الا ,

اضحت الزنزانة عالمنا النهائي المفروض ومقرنا الوحيد ,حتى مقاييس الزمن تغيرت

ولم يعد هناك قيمة للوقت .


انها مرحلة الفراغ والعدم .




عشت حالة من الرعب اليومي كنت اموت خوفا من ان يقتلوني او يعذبوني جسديا او يغتصبوني

او ان يضاعفوا من اذلالهم وتعنتهم

لم نتعرض ابدا لاي اعتداء جنسي .لقد تعرضت مرة واحدة الى لكمة في وجهي لانني تجرأت

على تحدي احد الضباط مما اوقعني ارضا فارتطم راسي بارض الممر الصلبة كانت الصدمة

عنيفة وهرعت الي اخواتي وهن في حالة من الرعب والهلع ولكن لملمت نفسي بسرعة كي

لا ازيد من لوعتهن واهدئ من روعهن مدعية اني فقدت توازني .



الرجل المرعب لم يكن هذه المرهب بورو بل الكولونيل بن عيش .........


كانت مهمته ان يجعل حياتنا جحيما , فهو الذي أعطى الامر بذبح الحمامات وهو الذي حرمنا من


الغذاء ,كان ينفذ الاوامر كرجل آلي ,فلو طلب منه قتلنا بسلاح الأبيض لفعل دون تردد او إبطاء




يتبع >>>


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-13, 07:38 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





خلال تلك السنوات الرهيبة كنا نتحادث من خلف الجدران بدون ان يرى بعضنا بعضا

اكتشفت اهمية الصوت ,كنت استشف حالة أمي النفسية من خلال نبرة صوتها


كنا نرهف الأسماع علنا نلتقط صوتا او حركة لتعرف أحدانا ما تفعل الأخرى داخل زنزانتها

ولنطمئن انها لازالت حية لم تمت .



اننا ندين بالكثير لاخي عبد اللطيف لم يعرف في حياته الا السجن كانت حياته عبارة عن سلسلة


من العذاب المتواصل كان وهويمشي يستخدم مايعرفه ليخترع ماكنا نفقده ونحتاجه .


لقد اكتشف مثلا انه يمكننا اعادة شحن البطاريات الفارغه التي كنا نستخدمها للمذياع

بوضعها تحت الشمس الحارقه اوغمسها في الماء المغلي .


كانت ماريا وسكينة تلوذان الى سريري وتختبئان بين ذراعي وتطرحان علي شتى انواع الاسئلة

وكل مالا تتجرآن على إخباره لامي كانتا تخبرانني به .


في مثل سنهما نشعر بالرهبة من امهاتنا فكيف اذا كان يفصل بيننا وبينها جدار سميك ........




حاولنا استخدام فن المناوره والمراوغه ولم يكن النجاح حليفنا دائما


اطلقنا على اضخم عملية في مقاومتنا ((الاعداد والتجهيز)).


تلك العملية ادت الى كسر الطوق الذي كان محكما ً من حولنا فقد ازلنا بعض الحواجز الاساسية

التي تعيق حركة التواصل بيننا


اذ نجح رؤوف بنزع بلاطة من تحت سريره بمساعدة ملعقة وسكين حيث اخفى داخلها مذياعنا

بعد ان غلفه بمنديل قديم لحمايته من الرطوبة .

وفي الليل يخرجه ليستعين به على وحدته المدمره


ثم راودته فكرة ان يستخدم الميكرفونات وشريط المسجل الكهربائي لتمديد شبكة توصل

من زنزانة الى اخرى .


لجانا الى استعمال قضبان السرير المعدنية بدل الموصل ونربطها ببعضها البعض بشكل

مستقيم ومدها عبر ثغرات موجودة في الجدران


كنت كذلك استعين بطرف انبوب ماء كنت قد نشلته من الباحة مستغلة تحول انظار الحرس عني .

انجزت به خط(( تلفون )) يخترق الحائط المشترك بيننا.

خلال النهار كنت اخفيه في سرير ميمي حيث ان الحراس لا يتجرؤون على الاقتراب منها

وتفتيشه بسبب نوبات الصرع التي كانت تنتابها اذ كانوا يعتقدون ان الجن يتلبسها .



بواسطة هذه الوسائل البدائية والشحيحة ولكن فعلة تمكنا من التواصل مع بعضنا البعض

طوال الليالي .


كانت الأيام تمر ببطء لاينتهي عدونا الرئيسي كان الوقت ,كنا نراه ونشم رائحته , ونشعر به

ونلمسه لمس اليد , انه وحش مخيف وخطير

أحيانا ً من الملل نتابع بنظراتنا تحركات الصراصير الكثيرة وهي تنتقل من زاوية الى أخرى

أصبحنا جثثا ً متحركة خالية من الروح

نعرف ان النهار قد ولى من تغير الضوء لقد احتضارا ً بطيئا ً لايعرف قرارا ً

لكن الموت مازال بعيد المنال وكلما لاحت طلائعه ,عاد واختفى ,حتى الموت أصبح ضنينا ً .

فقدت الأشياء دلالتها واختلطت الصور والأشكال والأصوات

نسينا الضجيج في المدن والساحات وتدفق البشر ,نسينا كيف يتحدثون ويتسامرون ويضحكون

تبلدت أحاسيسنا وتخدرت كمريض خرج لتوه من غرفة الجراحة .





قراءة شيقة ...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السجينة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.