آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree4Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-13, 12:22 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل العاشر

__ علياء الم تسمعينني علي منتظرك بالداخل
قامت وهى هائمه لا تستطيع ان ترى امامها فالكلمات التي نطقت بها ايه تتردد بعقلها هل من المعقول ان يكون عمر كان يمرح مع فتيات اخرى ، لما لم تخبرها نور بذلك هزت راسها لتنفض هذه الافكار من عقلها لتستمع الى اخاها
تقدمت اليه لتجلس الى جوار اخيها بالفراش احاطها علي بذراعه ويربت على ظهرها
__ كبرتي علياء وأصبحت عروس يتوافد عليها الخطاب
احمرت خجلا وهى تسمع هذا الكلام من اخيها وفضلت الصمت
اردف قائلا: عمر اخو نور صديقتك كلمني البارحة وطلبك منى ، علياء انتى كبرتي الان وتستطيعي ان تأخذي قرارتك بنفسك وتقرري امورك ولابد ان تعرفي رايك هو الاهم في هذا الموضوع خصيصا
بللت شفتيها بلسانها وابتلعت ريقها بصعوبة شديده ونظرت الى اخيها في حيرة من امرها وهى لا تعلم بماذا ترد عليه
تنحنحت لتساله بصوت منخفض: ما رأيك انت علي؟
__ المهم هو رايك انتى لا انا
__ انا لا اعرف عمر جيدا وخائفة
ابتسم ابتسامه صافيه: لا تخافي حبيبتي لا شيء يستحق الخوف
عمر رجل مهذب عاقل ناجح بعمله صفاته الحميدة لا تعد ولا تحصى ، وانا لن اجد من هو احسن منه
لأثق به واطمئن على درتي الغالية معه فانتي تساوى عندي الدنيا كلها ، لا اقل انه لا يوجد به عيوب
فلا احد كامل فالكمال لله وحده
__ ونعم بالله
__ انا موافق عليه ومرحب بهذا النسب وأمي ايضا موافقه وانتى تعلمي كم هي تحب عمر
وانت تستطيعي ان تعرفي عنه كل شيء من نور او بنفسك في فترة الخطبة
سألها وهو يتأسف في نفسه على حال عمر فكان ظاهرا بوضوح كيف هو مستعجل : اترك لكى وقت للتفكير؟
هزت راسها رافضه ابتسم مشجعا : انتى موافقه
هزت راسها بنعم وهى اللون الحمر كاسيها وترتعد من الخجل
ضحك بهدوء على خجلها واحتضنها ليهمس بهدوء في اذنها : مبروك حبيبتي ، عقبال يوم الزفاف ان شاء الله
__ سأبلغ عمر بعد قليل لقد كان مستعجل البارحة على ان ارد عليه
اندهشت من جملة اخاها فكرت والكلمة تتردد في اذنيها مستعجل أيريدها هي فعلا ام انه يريد ان يتزوج وهى الاختيار الافضل له


************************



دخل من باب المنزل وهو في غاية الضجر فهو منتظر مكالمة علي من الظهر والاخر لم يرد عليه الى الان
رن هاتفه ليضيء باسم علي ليسرع بالرد عليه : السلام عليكم ، كيف حالك علي ؟
__الحمد لله بخير كيف حالك وحال نور؟
__ نحن بخير الحمد لله ما الاخبار عندك ؟
__ الحمد لله ليصمت علي فتره
__ على ، ما ردك على الموضوع التي فاتحتك به ؟
كتم علي ضحكته ليساله ببراءة : أي موضوع ؟
اندهش عمر : موضوع الزواج انسيت ، استمع الى علي اعطها وقت كافي لتفكر وتقرر
انفجر علي ضاحكا : لقد وافقت عمر
تنهد عمر : اه علي لو كنت أمامي لكنت قتلتك ، اهى فعلا وافقت ؟
__ نعم صديقي اتريدنى ان اقسم لك
__ اشكرك صديقي انا ممتن لك جدا ، حسنا امتفرغ انت يوم الجمعة لنقرا الفاتحة؟
__ اية جمعه ؟ بعد غد اليس قريب جدا ، لا اعلم فأكيد تحتاج الوقت لإنهاء امور الشراء وامور الفتيات هذه
__ علي انها مجرد قراءة فاتحة ، وسنحدد ميعاد للخطبة وسأعطيها الوقت الكافي لتفعل كل امور الفتيات التي تريدها
__ حسنا صديقي سأنتظرك يوم الجمعة في الثامنة عند والدتي
__ سآتي في الميعاد اراك على خير سلم على الاهل الى ان اراهم





اقفل الهاتف ليصعد قافزا الدرج وهو ينادى على نور طرق باب غرفتها
__نور انت مستيقظة
فتحت له الباب بدهشه : ماذا حدث عمر ؟ لم تصرخ هكذا؟
__ علي رد على انهم موافقين ،موافقين نور
احتضنته بحب وفرحة شديده : مبروك عمر مبروك ، عقبال يوم الزفاف ان شاء الله وازفك على خير لعروسك
اجلسته بجانبها على الأريكة لتساله: الن تخبر عمنا ؟
تشنج كفاه : اكيد سأخبره نور سأذهب له لأقل له على ميعاد الخطبة بعد ما اتفق معهم
رتبت على كتفه بهدوء :عمر اعلم انك لا تريده الى جوارنا ولكن هو عمنا ايضا ولا نستطيع محوه من حياتنا
__ نور ارجوكى لا اريد ان اتكلم في هذا الان
__ حسنا احددت معهم ميعاد لقرأه الفاتحة؟
__ نعم يوم الجمعة ،الساعة الثامنة
اريدك ان تأتى معي الى الجوهرجي فانا اريد ان اشترى هديه لعلياء بمناسبة الخطبة
ابتسمت ابتسامه واسعه : انها فكرة لطيفة ، ماذا تريد ان تشترى
__ لم احدد الى الان ، سنحدد هناك
__ اتريد الذهاب الان ؟
__ انتى مشغولة او شيء
__ لا حبيبي سأجهز حالا
__ارجو ان تعذريني نور لقد نسيت ان اسالك ماذا فعلتي اليوم؟
__ لا تتأسف عمر اعلم انك مشغول بالخطبة وانا كنت سأبلغك ، لقد قبلت بالوظيفة ولن اسافر
__ اتعملى مع هذا المتعجرف؟
__ لا سأعمل في الشئون القانونية ولا علاقة لي به
__ حسنا هذا افضل ، اجهزى انا منتظرك بالأسفل




ذهبا الى الجوهرجي بناء على رغبة عمر في شراء هديه لعلياء بحثا كثير ليستقرا اخيرا على خاتم من الذهب الابيض مزين بحجر من الالماس هتفت نور عند رؤيته : جميل عمر انه مناسب لعلياء تماما ، لقد صنع من اجلها
اشتراه عمر على الفور و وصى الجوهرجي بوضعه بعلبة مخمليه جميلة لتليق بالعروس وخرج سعيد جدا
__ لنذهب لنتعشى في مطعمك المفضل
عند ذكره للمطعم تذكرت الموقف الذى تعرضت له
__ لا ارى اهميه لذلك ، فلنعود للمنزل
عقد حاجبيه بدهشه : كيف لا داعى ، انا اليوم سعيد جدا من اجل الخطبة وسعيد ايضا من اجلك فالوظيفة كانت احد احلامك ، وابسط الاشياء ان اعزمك على العشاء
__ حسنا لو هذه اسبابك فمن المفروض اعزمك انا
نظر لها مهددا لتسكت على الفور وتردف :حسنا عمر سنفعل ما تشاء لكن سنذهب الى مطعم اخر على ذوقك و اريد تناول الحلوى بعد العشاء ايضا
ابتسم ملئ شفتيه : انت تأمريني حبيبتي
************************



احتضنتها امها بشده عند اعلان علي موافقتها على الزواج وان عمر سيأتي يوم الجمعة لقراءة الفاتحة وباركت لها وهى تدعو لها بالتوفيق والسعادة وسط تعليقات علي و ضحكاته وهى تتمنى ان تختبئ الان عن الجميع
تركتها امها لتتصل بأخواتها البنات لتبلغهم موافقة علياء والموعد لقراءة الفاتحة وهى تنتظر الفرصة لتختلي بنفسها وتهرب الى غرفتها لتستطيع التفكير مليا فيما يحدث من حولها
انتهزت فرصة انشغال علي مع ابنته وامها في التكلم مع بسنت لتذهب الى غرفتها وتمنت انها لم تتحرك من مكانها عند رؤية ايه خارجة من دورة المياه وهى امام غرفتها لتبتسم لها بسخريه
__ مبروك علياء ، ولكن تذكري انه اختيارك بمليء ارادتك ولتعرفي ايضا من انى حذرتك
غضبت علياء وقالت بنفاذ صبر : ماذا تردين بالضبط ؟
لترد الاخرى باستهزاء : لا شيء ، ولكنى انصحك فقط
انه يحب المرح مع الفتيات فلا تندفعي معه و لا تبيني مشاعرك الا عندما تتأكدي من مشاعره نحوك وانه لا يتسلى
ردت بغضب : لو كان يريد المرح والتسلية لكان حاول ان يتقرب منى في احدى المرات التي تواجدت في منزلهم او في احدى المرات التي اقلنى بسيارته ولكنه يريد الزواج واعتقد انه لا علاقة للزواج بالمرح والتسلية
ابتسمت بهدوء : انتى قلتيها بنفسك ولكن ليس بالضروري انه يريد ان يتزوجك انه يحبك ايضا
تركتها علياء وهى غاضبة ودخلت الى غرفتها لتنفس عن غضبها لتصفق الباب بشده خلفها
تنبه علي لصوت الباب رفع نظره ليرى ما يحدث وجد زوجته واقفه امام باب الغرفة وان علياء من قفلت الباب بشدة
__ماذا حدث ؟ اهى غاضبه من شيء؟
ابتسمت بارتباك : لا شيء حبيبي ، ولكنى اعتقد انها متوترة بسبب الخطبة ، فنحن الفتيات نتوتر بسرعه والموعد قريب جدا كان المفروض انك تؤجله قليلا حتى تعطى لها وقت لتستعد جيدا
نظر لها وهو يبتسم : ماذا افعل ؟ ان عمر مستعجل جدا ولم استطع ان اثنيه عن الموعد
ابتسمت ببرود ليتركها علي ويذهب الى غرفة علياء ويطرق الباب بهدوء
__ علياء افتحى الباب
تنهدت بصعوبة و حاولت السيطرة على اعصابها حتى لا يلاحظ اخيها غضبها وتوجهت لتفتح له الباب
__ تفضل اخى
دخل وقفل الباب خلفه ليجلس على الفراش ويجلسها بجانبه
__ اضايقك شيء حبيبتي ؟
هزت راسها بلا
__ اذن لم تركتينا لم ترد عليه فضحك بهدوء : مبروك وضع بيدها رزمة من الاوراق النقدية
__ما هذا ؟ صاحت بدهشة
__ لتذهبي وتشترى فستان يليق بقراءة الفاتحة وأي شيء اخر تريدينه ولا تتردى أي شيء تحتاجيه اطلبيه فورا
همت بالاعتراض __ بدون مناقشه
احتضنها ليطبع قبله على جبينها :اهم شيء عندي ان تكوني سعيدة
سنذهب لان لدى عمل غدا غمز لها وهو يردف: استعدى جيدا ليوم الجمعة
ضحكت بخجل وخرجت وراؤه لتسلم على جنى قبل ذهابها وسمعت اخيها يوصى امه بشراء افخر الاشياء وان تستعد الى يوم الجمعة
تحاشت السلام على ايه او الكلام معها بعد مغادرتهم احتضنتها امها وهى تخبرها بان اختيها فرحتان جدا لها وبسنت ستأتي لهم غدا لتساعدها و وفاء ستأتي صباح الجمعة لتساعد الاميرة علياء فيما تريده
دخلت الى غرفتها بناء على اوامر والدتها فإنها لابد من النوم باكرا فأمامها يوم طويل غدا دلفت الى فراشها و وضعت
راسها على الوسادة لتحول النوم ولكن هيهات فكلمات اية ترن بأذنيها كلما حاولت النوم اخذت تفكر اذا لم يكن يحبها لما يريد الزواج منها انور لها علاقة بذلك امعقول تكون رشحتها له وهو يريد الزواج من أي فتاه
هزت راسها بضيق هي لا تحتمل فكرة انه لا يكن اى مشاعر نحوها حاولت السيطرة على مشاعرها لتستطيع النوم



اخذت تتقلب في الفراش لتستطيع النوم فغدا اول يوم عمل لها ولا تعلم كيف ستتعامل مع ند قوى كيوسف
تدعى ربها ان تكون على المستوى المطلوب احلامها كثيرة وتعلقها بالوظيفة احد احلامها بل هو اول خطوة في سلم الاحلام اخذت افكارها تتقلب بين السعادة والقلق الى ان انتبهت انها الثالثة فجرا لتهتف : يا اللهي
وضعت الوسادة على راسها وهى تجبر نفسها على النوم


استيقظت من نومها على صوت المنبه ولأول مرة من شهور لا يراودها احد احلامها المزعجة فهي لم تنم من الاساس
فكيف ستحلم بدون نوم نظرت الى المنبه لتفاجئ بانها السابعة لتقفز خارج الفراش وتستعد سريعا وهى تدعى ان لا يوجد اختناق مرورى اليوم وتستطيع الوصول في الموعد
سمع خطواتها تنزل مسرعة ليخرج من المطبخ :أ تتدللي على اليوم ايضا؟
__ لا انا متأخرة اليوم وهو اول يوم لي بالعمل ، اعذرني
__ الن تتناولي فطورك ؟
__ لا يوجد لدى وقت
لوحت له مودعه وهى تخرج مسرعة الى عملها



ركنت سيارتها لتخرج منها مهروله الى باب الشركة نظرت الى ساعتها وتأوهت فلقد تجاوزت الثامنة
نادت الى عامل المصعد لينتظرها وهرولت الية وشكرته وهى تدخل الى المصعد المليء بالموظفين
تنفست براحة ووقفت امام باب المصعد وهى تنتظر دورها يأتي بفارغ الصبر فهي لا تريد ان تترك انطباع بانها غير ملتزمة





واقف على ملل في اخر المصعد يقلب بهاتفة ويتفحص الرسائل البريدية الواردة له لينتبه الى صوت أنثوى
يقل: انتظر من فضلك
لتتسع عيناه بدهشه نفض راسه بشده حتى يثبت لنفسه انه لا يتخيلها سال نفسه اهى نفس فتاة المطعم ؟
ليثبت له صوتها فهو نفس الصوت الناعم الاثيري ليهتف بداخله : الجنية
فكر قليلا وهو عاقد حاجبيه ما الذى اتى بها هنا وتذكر سريعا أخاه وهو يقل انه سيتدرب مع فتاه (العضو الجديد بالشئون القانونية) واحتقن وجهه بالغضب تذكر ايضا اقبال اخاه اليوم وعدم انتظاره له ليأتيا سويا الى الشركة اذن فهي السبب
توقف المصعد في الطابق الذى يحتوى على بعض ادارات الشركة لتخرج منه هي ومعظم الموظفين
امر العامل ان ينتظر وتقدم بهدوء الى المكان التي كانت تقف به ليخرج اسه بهدوء من المصعد لينظر خارجا
لتتسع عيناه غضبا وهو يراها تصافح اخاه بابتسامه جميله ليرفع عيناه ليرى اخيه في حالة من السعادة والفرح
نبهه صوت العامل: استخرج هنا سيدى
التفت الية غاضبا وهو يرد صائحا : ماذا قلت؟
توتر العمل وجميع الموظفين ليرد العامل متلعثما : لا شيء سيدى فانا سالت سيادتك ، ستخرج هنا
اشار براسه نافيا لينطلق المصعد


دخل الى مكتبه غاضبا ولم يكلف نفسه القاء التحية على السيدة عبير التي انتفضت واقفه عندما صاح بها
__ ابلغى السيد عبد العزيز انى اريده حالا



خرجت من المصعد لتسرع مشيتها قليلا ، رات يوسف قادم اليها
__صباح الخير نور، كيف حالك اليوم؟
توقفت لتلقط انفسها : بخير الحمد لله ، كيف حالك انت ؟
__ الحمد لله ما بك لم تركضي هكذا ؟ اطلق ضحكة قصيرة
__ استيقظت متأخرة وكنت مرعوبة ان أتأخر في اول يوم عمل
__ معنى ذلك انكى لم تتناول فطورك ، اتحبى ان اجلب لكى القهوة ؟
__ نعم لم يتسنى لي تناول الفطور، لا سأتناولها في استراحة الغداء
__ اذن سنذهب الى الكافيتريا معا ، فانا لا اتناول فطوري مبكرا
هزت براسها موافقه ، دخلا الى المكتب ليفاجئا بالسيد عبد العزيز يخرج مسرعا
__ انتظراني هنا
نظرا اليه بدهشة وهزا راسيهما بنعم وهو يهرول مسرعا الى الخارج


*******************


يتحرك في ارجاء مكتبه بغضب واضح ضغط على زر الاتصال بمديرة مكتبه
__ اين السيد عبد العزيز؟
ليأتي صوتها : سيأتي حالا سيدى
دخل السيد عبد العزيز ليسالها : ماذا هناك؟
ارفعت كتفيها لتعلن بدهشة : لا اعرف ، ولكنه غاضب جدا وينتظرك
ازداد توترا وهو يطرق الباب ليأتي له صوته امرا: ادخل


***********************


استيقظت على ضوء الشمس و صوت بسنت الضاحك وهو تفتح ستائر الغرفة ليزداد الضوء ليغمر الغرفة بالكامل
__ صباح الخير يا عروسة
__ ابتسمت بخجل : صباح النور ، لماذا انتى هنا مبكرا؟
__ بدلا من ان تقولي نورتي
__ لا اقصد بالطبع فانتي نورتي ولكنى مندهشة فالساعة لا تتعدى التاسعة
__ اخذت اجازة من العمل حتى اساعد اميرتنا في التحضيرات التي تريدها
__ ضحكت وهى تخرج من فراشها : اشكرك اختاه
__ ليس بيننا شكرا
احتضنتها : مبروك حبيبتي ، لتخجل الاخرى
__ لم الخجل الان ، ابتسمى وافرحى ولا تعطى الخجل والتوتر فرصة للسيطرة عليكى فذلك سيفسد كل شيء ولن تستطيعي الشعور بالأحاسيس الاخرى
وقفت بجانبها لتقول امرة : هيا ، لنبدأ تجهيزات الغد


*********************


دخل الى المكتب بهدوء : صباح الخير ، كيف حالك استاذ ياسين؟
سيطر على أعصابه قليلا : عليكم السلام ، الحمد لله
__ ما بك ؟ احدث شيء لا قدر الله ؟
__ لماذا لم تخبرني ان العضو القانوني الجديد فتاة
عقد حاجبية استغرابا من السؤال: لقد اعطيتك ورق التعيين لتمضية وانت لم تعترض
ولم الاعتراض اساسا فالبنت متفوقة جدا وانا اختبرتها بنفسي
__ ولكن يا سيد عبد العزيز الاعلان كان للرجال فقط
__ الاعلان كان للعضو القانوني الخاص بمكتبك وليس علاقة للإدارة به
__ ولكن فتاه مثلها ستدير عقول الرجال لها وان ينتهبوا لأعمالهم
__ ياسين الرجال هنا ليسوا مراهقين ليتركوا اعمالهم وينتهبوا الى اشياء اخرى
ثم انها ليست اول فتاه في الادارة فالفتيات كثيرات ومنتشرات بجميع ادارات الشركة وهى متفوقة وذكية ومهارتها عالية وانا ارى انها مناسبة للوظيفة جدا
هز راسة موافقا : حسنا استاذ عبد العزيز ، المعذرة لأشغالي لوقتك ولكن من فضلك ضعها تحت الاختبار لفترة من الوقت
هز الاستاذ عبد العزيز راسه موافقا لينصرف خارجا



*******************


جلس ليهدئ بعد خروج السيد عبد العزيز من مكتبه وهو يأنب نفسه على تهوره غير المعتاد
فلأول مرة في حياته يندفع بتصرفه دون التفكير فيه مليا فهو معروف دائما بالسيطرة على اعصابه والهدوء والرزانة
في افعاله ، ما التأثير الذى تفعله هذه الجنية علية لتخرجه من شخصيته الى شخصية اخرى لا يعرفها
لم كل هذا الغضب والتوتر يسيطر علية عند رؤيتها
تنفس بعمق ليزيح هذه الافكار عن عقلة جانبا ويصفى ذهنه ليستطيع بدء عمله



********************


في استراحة العمل امسكت هاتفها لتجري اتصالا
__ السلام عليكم ، كيف حالك يا عروس اخى؟
ضحكت بخجل :نور بالله عليك لا تبدأى ، انا بخير والحمد لله
__ ماذا تفعلين الان وما اخبار تجهيزات الغد؟
__ تجهيزات الغد جارية على قدم وساق فانا الان ابحث عن فستان ومعي بسنت وسوف نذهب الى مصفقه الشعر لاتفق معها ان تمر على غدا ، انهكت قواي نور من التجول والبحث هنا وهناك فانا منذ الصباح خارجا
__ انها مجرد قرأه فاتحة ،ماذا ستفعلين عند تجهيزات الزفاف
توتر صوتها : انا خائفة جدا ومتوترا ، ولا اعلم ماذا افعل ؟
__ لا تفعلين شيء حبيبتي ، اذكري الله وأهدأي و اعلمي اننا جميعا حولك
__ صحيح ،ما اخبارك في اول يوم عمل؟
__الحمد لله جيد الى الان ، سأغلق الان حتى لا أتأخر
__ حسنا حبيبتي مع السلامة
اغلقت هاتفها لتذهب الى الكافتيريا لتبتاع كرب من القهوة وقطعة من الكرواسو جلست بإحدى الموائد لتبدا فطورها
جاءها صوتا مازحا : تسمحي لي أنستي بالجلوس؟
رفعت نظرها لتجد وجه يوسف الضاحك: نعم تفضل
سحب احد الكراسي ليجلس عليه امامها وقال معاتبا : انتى تتناولين الفطور من غيرى ، الم نتفق صباحا ؟
__ فكرت انك ذهبت لتتناول فطورك فانا لم اجدك عندما غادرت المكتب
سألها بجدية : نور نحن اصدقاء اليس كذلك ؟
__ نعم لم تسال هكذا؟
__حتى لا افكر في انك تتهربين منى او شيء من هذا القبيل
احمرت اذناها بشده: لا يوسف انا لا اتهرب منك ولكنى لا اريد ايضا ثرثرة الموظفين حولي
__ كل ما أريده نور ان نبقى اصدقاء كأوقات الجامعة وان تعلمي انك عندما تحتاجي لشيء ما انا في خدمتك دائما
ما احوال أخاك ؟ما اسمه ؟
__ عمر ( نطقتها بسعادة شديدة ) هو بخير الحمد لله قرأه فاتحته غدا
__ مبروك ،عقبالك من الواضح انكى تحبيه جدا
__ طبعا فهو كل عائلتي ، سيخطب علياء
ابتسم : مبروك لها هي ايضا ابلغيها سلامى ومباركتي ، نظر الى ساعته لقد تأخرنا استراحة الغداء انتهت من عشر دقائق
هبت واقفه : اتمنى ان لا يغضب الاستاذ عبد العزيز


***********************



في منتصف ظهيرة الجمعة يفتح باب سيارته ليهم بدخولها عندما استوقفه صوت اخاه
__ ياسين ، يا اخى الاكبر الى اين انت ذاهب ؟
اغلق باب السيارة بعنف ليستدير بجذعه ويستند عليها : الناس تبدا بمساء الخير ، كيف حالك ؟
واردف بضيق : ولم تسألني اين ذاهب ، أ انت زوجتي ؟
ضحك بخفة وهو يتقدم منه ليقف امامه :لا طبعا فالله يعين من ستتزوجك
كح امام نظرة اخية الغاضبة : لم انت غاضب هكذا ؟ هل انا فعلت شيء ضايقك؟
زفر بضيق : لا يوسف ، ولكنني مستعجل وانت تؤخرني
__حسنا ،اذهب لقد كنت سأخبرك عن اول يوم عمل لي
اضاءت عيناه فجاه عند تذكره لها وهى تسلم على اخاه عقد ذراعيه امام صدرة وارتخى في وقفته
__ سأنتظر بقية اليوم لتخبرني ، هيا احكى
__ لا ، اذهب انت وعندما تعود سأحكى لك
__ لا يهم لن أتأخر ، فانا ذاهب الى ياسر لأتناول معه الغداء
__ لقد تدربت على انشاء العقود ونبه على السيد عبد العزيز انها من صميم عملي
سال بهدوء وتعمد ابداء الا مبالاة : و زميلتك الجديدة ، ما اخبارها ؟
اندهش من سؤال اخيه :أي زميله ، آها اتقصد نور ،انها رائعة
توتر فكه بغضب شديد : ماذا تعنى بانها رائعة ؟ لم اسالك عن شكلها ؟اسالك عن عملها وكفاءتها
اجاب بسعادة تطل من عينيه : انها رائعة من كل النواحي فهي ذكية ، لبقة ، فهمت العمل بسرعة واستجابتها للتعلم سريعة جدا لقد تفوقت على البارحة
توتر اكثر من ذي قبل ليقبض على كفيه بشدة : ارى انك معجب بها ، ولمصلحة العمل اعطى وقتك كله لعملك فقط
هز راسة بحيرة من كلمات اخية : لا ولكن انت من سألني عنها ، كيف يعنى معجب بها ؟
لينفجر ضاحكا عند رؤيته لعينان اخية : لا ياسين ليس الامر كذلك ولكنها زميله قديمة لي من الجامعة
وانا وهى نتنافس دائما على من يكون احسن منا فهي زميلتي فقط
هز راسه بهدوء لينتبه الى اخية : ساراك عند عودتك ، سلام
ركب سيارته وهو يفكر فيما قاله اخاه اذن هي صديقته من الجامعة تذكر وصفه لها بانها رائعة ليوافق يوسف على رايه
فهي بالفعل رائعة وتذكر السيد عبد العزيز و تحمسه لها واختياره لها للعمل و دفاعه عنها امامه فالسيد عبد العزيز لا يتحمس لاحد هكذا من العدم اذن فهي بالفعل تمتلك اشياء اخرى غير جمالها ، انها بالنسبة اليه كلغز كبير محير
لابد من اكتشافه
وصل الى منزل صديقه ليستقبله الاخر بسعادة وفرحة شديدة ويعلن عن وصوله لزوجته واولاده



نبذة عن عائلة ياسر
ياسر في ال36 من العمر صديق لياسين منذ طفولتهما ويعتبر عائلة ياسين عائلته فهو يتيم الابوين من اكثر من عشرون عام يعمل طبيب حصل على شهادته من امريكا فهو كان رفيق لياسين هناك متزوج من 13 عام
مريم في 34 من العمر زوجة ياسر وقريبة ياسين فأباها وابو ياسين اولاد عم حاصلة على دكتوراه في علم النفس وتعمل مدرسة بالجامعة الامريكية رفيقة دراسة لياسر وياسين قلبها دق لياسر لتنشئ قصة حب جميلة بينهما
لتنتهي بالزواج وانشاء عائلة صغيرة جميلة
لديهم 3 ابناء ياسين عمره 11 سنه اصر ياسر على تسميته على اسم صديقة الوحيد
مها عمرها 5 سنوات ملامحها تشبه امها لحد كبير وهى دلوعة العائلة بما انها الابنة الوحيدة
عبد الرحمن رضيع عمره شهر واحد فقط


*************************


ذهبت الى غرفته لتجد الباب مفتوح وملابسة منثورة على الفراش وهو غير موجود بالغرفة
سالت باندهاش :عمر اين انت؟
__ انا هنا خرج من دورة المياه
ضحكت عليه : ماذا تفعل ولم قالب الغرفة راسا على عقب هكذا ؟
__ لم استطع شراء بدله جديدة لضيق الوقت واريد انتقاء شيء مميز لليوم ، ومن الجيد انكى أتيتي لتساعديني
__ وانا تحت امرك ، ماذا تريد بالضبط ؟
__ ساعديني في اختيار بدلة وقميص مناسب لها من هذه المجموعة فهي جديدة والازمة الحقيقية عندي رابطة العنق
فانت تعلمي جيدا ملابسي ليست رسميه لأنى اعمل بموقع البناء وحياتي كلها قضيتها في الجينز
ابتسمت على شكل اخاها فالتوتر ظاهر عليه وذهبت لتساعده لينتهوا الى ما احظى على اعجاب عمر اخيرا
__ هذه البدلة الكحلي على هذا القميص مع رابطة العنق سيكونون رائعين عليك عمر
انتبهت الى الساعة لتجدها الخامسة : اتريد منى شيء اخر ؟ فأنها الخامسة الان ؟
__ شكرا عزيزتي ، اذهبى لتجهزي انتى الاخرى
عند السابعة والنصف خرجت على دقة عمر على الباب لتقول: واو عمر شكلك يأخذ العقل
ابتسم بصدق :شكرا حبيبتي ، وانت الاخرى جميلة جدا ، هيا بنا حتى لا نتأخر


***********************



جالس مع صديقه يشربان القهوة ويثرثران
__ ياسين اشعر ان بك شيء ما ، ولا تريد ان تقوله
ابتسم بسخريه : وبما انك تعلم اننى لا اريد ان اقله لك لم تسال
ضحك: فضول، ماذا افعل ؟
__ ربى يرحمني من فضولك، ماذا تريد؟
__ ما بك لم الشرود المسيطر عليك، قص لي حكايتك فانا صديقك الصدوق كما تقول
__ حسنا كنت سأتكلم معك بالفعل ، فلا احد اخر أمامي غيرك
ابتلع ريقه بصعوبة ليردف : اتذكر الفتاه التي اصطدمت بها في المطعم ؟
نظر اليه بطرف عينيه : ما بها؟
سال بضيق : اتذكرها ام لا؟
__ نعم بالطبع اتذكرها فهي من الفتيات التي لا يمكنك نسيانها
اردف بخبث لاستفزازه اكثر : فهي جميله جدا ورقيقة لدرجة تجبرك على تذكرها مدى حياتك
تجهم وجهه فجأة واحمر من شدة الغضب بينما اندهش الاخر من ردة فعل صديقه المبالغ فيها وغضبه الواضح عليه
__ ما بك يا رجل ؟ انى امزح معك ، حسنا اعذرني كمل وانا لن اقاطعك
سيطر على اعصابه قليلا : انت تتذكر انها كانت قدمت على وظيفة في الشركة
__ نعم وانت رفضتها ثم رايتها في المطعم ورأيت ما حدث بينكما ، ما الجديد اذن؟
__لقد رايتها البارحة في الشركة واكتشفت انها توظفت لدينا بالشئون القانونية ويدربها الاستاذ عبد العزيز مع يوسف
رفع حاجبيه اندهاشا : يوسف اخاك
هز راسة بنعم ليقص له ما حدث البارحة بالمصعد وانه راها تسلم على اخية
__ عند رؤيتها وهى تسلم عليه وتبتسم وتتكلم معه شعرت بالغضب يزحف الى جسمي كله ويتملكني لدرجة انى تصرفت بتهور وكدت ان امر السيد بد العزيز بان يقيلها من الوظيفة
واليوم عندما تكلم معي يوسف عنها غضبت بشدة ايضا
اكمل له : وعندما تكلمت عنها انا كدت ان تقتلني
نظر اليه بتساؤل: لم الغضب يمتلكني هكذا عند رؤيتها او سماع سيرتها لقد فكرت كثيرا ولم اصل لسبب معين اقتنع به
__ من الممكن انك غاضب من الموقف الذى حدث بينكما اول مرة ، ولا تنسى يا صديقي انها اول امرأة تقف وتصرخ في وجهك هكذا فالرجال تهابك فما بالك بالنساء ، هذا رد فعل طبيعي لغضبك منها
بان على ياسين عدم الاقتناع فكيف يقتنع اذا كان ياسر نفسه لم يقتنع بهذه الفكرة ولكنه خائف من ان يخبره بحقيقة مشاعره
فالغضب الواضح عليه منذ قليل لا يدل على غضب منها بل هي غيرة قاتله عليها
فضل ان يخفف عليه : ما رايك ياسين ، تعال لنلعب مع ياسين الصغير ، من الممكن ان تستطيع هزيمته في البلاي ستيشن
فانا لا استطيع هزيمته اطلاقا
ضحك مندهش : و انت تلعب معه
__ طبعا وأمنيتي ان ارى احد يهزمه ، فخاله نفسة لا يستطيع هزيمته بالرغم من انه بارع للغاية في هذه اللعبة
ضحك يا سين على قهر صديقه من ابنه : ادعى له ان يكون متفوق هكذا في دراسته
*********************



رن جرس الباب لتسرع جنى الى فتح الباب :بابا عمو عمر جاء
اسرع علي الى الباب لاستقباله :ما هذا لم ارك مرتدى البدلة الرسمية منذ يوم حفلة تخرجك ، تفضل
دخل الى الشقة وهو يقول :السلام عليكم
لتأتى نور من بعده و تصافح على : كيف حالك علي ؟
صافحها وهو يطلق صفيرا صغيرا كما يفعل معها دائما ويمسك يدها ليلفها بهدوء
__ كبرتي بسرعة نور وأصبحت عروس جميله
ضحكت بخجل منه : شكرا على ن ولكنى اعرفك جيدا فانت تبالغ
__ لا واللهي ، فانت جميلة فعلا ولو عندي اخ اخر لكنت خطبتك له
ابتسمت لتلتقط عينان تنظران لها بغضب شديد واضح
ذهبت لتسلم على خالتها ووفاء والاولاد لتحتضنها خالتها بحب وتدعى لها بان الله يرزقها بالزوج الصالح وتفرح بها
وتحتضنها وفاء وتسال عن اخبارها لتأتى الى الاخيرة التي ليست على وفاق معها دائما فنظرتها تنم عن غضب واضح منها : كيف حالك اية ؟
ردت بتعجرف واستياء واضح: بخير الحمد لله
التفت الى خالتها : بعد اذنك خالتي سأدخل للعروس
__ تفضلي حبيبتي البيت بيتك
دلفت الى الداخل فهي تعرف البيت جيدا ولا تريد احدا ان يدلها
دقت الباب ليأتي لها صوت من الداخل : تفضل
دخلت واقفلت الباب خلفها : ما اخبار عروستنا الحبيبة ؟
ابتسمت لها علياء بتوتر ليأتي لها صوت بسنت من الخلف: نور كيف حالك ،اخيرا أتيتي فانا لم استطع السيطرة على توترها
احتضنتها : اشتقت اليكى كثيرا بسنت ،لتلفت الى علياء لم التوتر حبيبتي ؟
نظرت اليها علياء لتفكر في كلام اية الذى لا يزال يرن بأذنيها
__ نور اريد ان اسالك عن امر ما
تنحنحت بسنت : حسنا سأذهب لأساعد امى واسلم على عريسنا الغالي
خرجت بسنت لتنظر لها نور: ما بكى علياء لم التوتر ظاهر عليك هكذا ، وما الامر الذى تريدي معرفته




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-13, 12:24 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الحادي عشر


بعدما اتخذت قرارها في سؤال نور عن ما يدور بخلدها تراجعت عنه فلا الوقت ولا المكان مناسبين الان
نظرت الى نور وهى تردد : ماذا تريدين حبيبتي؟
تنفست بعمق لتهدا قليلا : اريد ان اعرف رايك بصراحة في شكلي
ضحكت نور بهدوء : انتى تمزحين ، اليس كذلك؟
انت قمر في ليلة اكتماله ، بدر منور يا زوجة اخى
احمرت بشدة و ترقرقت الدموع بعيونها لتسرع نور قائلة :لا دموع اليوم فدموعك ستفسد زينتك ، افرحى علياء ها هو حلم صباك يتحقق
دخلت وفاء الى الغرفة : استعدى فعلي يريدك بالخارج
نهضت من مكانها لتخرج توترت بشدة لدرجة ان سرت الرعشة في اطرافها وارتعدت لتمسك نور بيدها
__ اسم الله عليك ، هدئ من روعك حبيبتي ، انه عمر لن يؤكلك فلا تخافي
سمى الله وتوكلي على الله
رددت نصيحة صديقتها ومسكت يدها لتخرج اليهم

*****************


جالس على الاريكة المتصدرة الصالون رجلة تهتز بتوتر ينتظر خروجها بفارغ الصبر
لا يشعر بمن معه في المجلس فعلي وازواج أخوته يتحدثون معه ولكن باله مشغول وتوتره يتضاعف تناهى الى مسامعه ضحكاتهم ثم علي يردف: ها قد جاءت عروسنا
رفع نظرة سريعا ليرى فاتنته تخرج وهى خافضة بصرها ليتأملها من راسها الى اخمص قدميها
فستانها الستان بلون البنفسجي الفاتح يلتف على جسدها ليظهر روعته ورشاقتها وقوامها الملفوف بكم قصير من الشيفون مزموم من تحت الصدر وفتحة صدر ضيقة مطرزة بلآلئ صغيرة بيضاء تزيد من روعته ليرفع نظرة الى وجهها ليتيه في حسنها
وجمال عينيها المظللتين ورموشها السوداء كصفين من الحراس لحماية البندقتين الامعتين القابعتين بداخلهما حتى جاء الى شعرها بموجاته التي زادت من فتنة وجهها واظهرت رقتها
انتبه الى يد علي تضربه بخفه على كتفه : اخفض عيونك ، واظهر بعض الاحترام لى
احمر وجهه سريعا من كلام صديقة وقف ليسلم عليها بهدوء بالكاد تلامست اصابعها بكف يده اجلستها امها على الأريكة بجانبه وسلمت عليه وهى تدعو لهما بالتوفيق
جلس عمر وبدا بالكلام وتفاصيل الزواج وانه سيبذل كل ما يستطيع ليجعلها سعيدة ،وبعد الاتفاق على امور الزواج والشبكة والمهر ارتفعت الأيادي لقراءة الفاتحة وبعد الانتهاء انطلقت زغرودة طويلة من وفاء مباركة لهم
اخرج من جيبه العلبة المخملية الحمراء الانيقة ليفتحها ويظهر الخاتم الابيض بها لامعا تحت الاضواء
امسك يدها اليمنى ليلبسها اياه ثم قبل اصابعها برقة شديدة : مبروك
ارتفعت صيحات الاعجاب والفرح بما حدث
لتقول الخالة عائشة: لم كلفت نفسك يا ولدى؟
__ لا شيء في الدنيا بغلاة علياء خالتي وهذا لا قيمه له امام قيمة علياء عندي
احمرت بشدة من كلماته الرقيقة ولم تستطع التنفس فكلماته قتلت الشك بداخلها فو يغليها
توافد الموجودين ليقدموا لهم التهاني والمباركة الى ان جاءت زوجة اخيها لتقول ببرود
__ مبروك عمر ، ربنا يتم عليكما بالخير
مبروك علياء ، وبنبرة ذات مغزى قالت لعلياء هامسه: اتمنى لكى التوفيق في اختيارك
انحنى علي وقبل راس اخته : مبروك عزيزتي ثم صافح صديقه : مبارك عليك درتنا عمر ضعها بعينيك
__ الله يبارك فيك ، انشاء الله هي في عيوني دائما ، شكرا على مساعدتك لي
همس: لا تقل ذلك ، سنترككما قليلا لتتكلما على راحتكما سننتظر بالخارج
هز راسة بسعادة فصديقة وفر عليه الكثير فقد كان خجلان ان يطلب منه هذا الامر
همس علي لامه ، لتقوم بهدوء خلفة ثم انصرف الموجودين واحد تلو الاخر وبقيت نور
همست باذون صديقتها : اتركى عنك الخجل والتوتر وتكلمي معه قليلا
احتضنت اخاها بحب شديد : مبروك حبيبي ، سأذهب لأجلس مع خالتي
دارت بعينيها لتجد الصالون فارغا الا منهما ، جالس بجانبها وينظر اليها وعيناه تلمعان بشدة
خفضت عينيها ودارت براسها سريعا
ابتسم بهدوء واقترب منها ليمسك ذقنها بأنامله : لم تخفضين بصرك ، الا تريدين رؤيتي
هزت راسها بنعم ليرفع حاجباه بدهشة : حقا لا تريدين رؤيتي
اجابت سريعا : لا تلعثمت ولم تستطع الكلام
ضحك ضحكة قصيرة وقدر حياؤها : انا عمر لم اتغير ولن اؤكلك
تنهد عندما لم يسمع منها أي اجابة
__ حسنا ما رايك بالخاتم ؟
نظرت الى الخاتم الذى يزين بنصرها الايمن
وردت هامسه : جميل جدا
__ حقا ، أعجبك فعلا ؟ كنت خائف الا يعجبك اذا تريدين شيء اخر نذهب لنستبدله بما يرضيك
ردت بسرعة : لا يكفيني انك من اشتريته لي
انتبهت لما قالته ووضعت يدها على فمها عند سماعها لضحكته
اقترب منها اكثر ليهمس بأذنها : وتكفيني هذه الكلمات منك اليوم لتشعرني بالسعادة
احمرت بشدة على غلطتها وزادت احمرارا عند التقاطه لكفيها الباردتين ليحتضنهما بيديه
__ ا تشعرين بالبرد؟
هزت راسها نافيه فكيف تشعر بالبرد والحرارة تسرى بأوصالها لقربه منها
__ اريد رقم هاتفك لاتصل بكى
__ لا اعلم ما رأى علي
بترت جملتها عند سماع صوت اخيها : سمعت اسمى
لتنتفض وتنتزع كفيها منه وتجلس باخر الاريكة ، ابتسم على وهو ينظر الى عينين صديقة الذى يتوعده بالشر
ليجلس في المنتصف بينهما ليلكزه عمر بكوعه ويهمس: لم اتيت الان ؟لقد بدأت بالكلام معي للتو
ابتسم على ومزح معه وهو يقلد الرد الإلكتروني للهواتف: انتهى الوقت لمدة اخرى ضع عملة اخرى في الصندوق
ضحك عمر ساخرا :مزحة ثقيلة مثلك يا ثقيل الظل
قامت من مكانها واستأذنت بكلمات قليله مبهمة لتخرج بسرعة من الصالون
رتب على ركبة عمر: لم انت مقهور يا صديقي ، لقد قلت لك قليلا ، بعد الخطبة اجلس معها براحتك
ليردف سائلا : اتصدق نسينا نحدد ميعاد الخطبة ، حسنا الديك موعد ؟
__ نعم لنجعلها اول جمعه في الشهر المقبل
__ حسنا ، وقت كافي لنجهز
قال عمر بجديه : على أريده عقد قران ، لأكون من محارمها فلابد من اننى سآتي لزيارتها كثيرا وليس من المعقول ان تترك اعمالك وبيتك كل مرة سآتي بها لتأتى الى هنا وحتى لا يثرثر الناس فالخطيب غير الزوج
ابتسم علي براحة : عين العقل عمر انا موافق ، ولكن يتبقى رأى عروستنا
ما رايك ان تتكلم انت معها فالموضوع يخصكما انتما الاثنين فقط ،خذ رقم تليفونها من نور وتكلم معها
__ انا ممتن لك كثيرا يا صديقي





*********************



جالس في فراشه لتدخل زوجته حامله الرضيع بين ايديها
__ هل نام الاولاد ؟
__ نعم باقي صغيرنا
احتضن منها الصغير وقبله ليناولها اياه لتضعه في مهده بجانبهما ، جلست بجانبه ليحتضنها بين ذراعيه ويضع ذقنه على راسها لتسال : ما بك؟ اشعر ان فكرك مشغول
__ لا شيء ، ولكن ياسين اليوم اخبرني بشيء يعجز عقلي عن استيعابه
عقدت حاجبيها لتلتفت اليه وعيناها تستفسران منه وتحثه على الكلام ، قص عليها ما اخبره ياسين لتعلو الدهشة على وجهها ليسالها : ما رايك ؟ لقد شعرت بانها غيرة اكثر من غضب
سالته : أ رأيتها ياسر؟
__ نعم انها جميلة ولكن انت تعلمي ان ياسين لا يهتم بهذه الاشياء
__ انه معجب بها ، من الممكن ان وقوفها بوجه هو ما جعله يلتفت اليها ويهتم لإمرها
__ ولكن ياسين قوى ولا يهزه شيء وانت اعلم ببرود مشاعره لقد قضينا اكثر من سبع سنوات بأمريكا لم يلتفت الى شيء اخر غير الدراسة
ابتسمت بوجهه :لان لم يحدث شيء يجبره على الالتفات حبيبي
ياسين اجبرته هذه الحسناء على رؤيتها عندما سخرت منه وقللت من شانه حسب وجهة نظرة ، فهي لم تخف منه كما يفعل الاخرون بل بالعكس صرخت في وجهه وتعاملت معه بعصبيه غريبه عليه ، فاعتبرها اهانته وعلى الرغم من ذلك
فهو وقع في فخ الاعجاب بهذه الشخصية المجهولة التي استطاعت ان تفعل ما لا يستطيع ان يفعله الرجال
ولذلك معها لا يستطع السيطرة على تفكيره ومشاعره
اندهش مما قالته ليسالها: ما العمل الان؟
__ ماذا تريد ان تفعل ؟ لا تخبره حتى لا يأخذ منها موقف عدائي ويجبرها على ترك العمل حتى يستريح منها ومن لخبطته حيالها
__ مريم انها تعمل مع يوسف ، وانت ادرى بيوسف انه يدير عقول الفتيات ، برغم من انه لا يمتلك نصف جمال ياسين
الا ان اسلوبه وخفة ظله تجعل الفتيات يقعن في غرامه وتتعلق به حتى لو لم يشغل باله بهن
__ ما الذى ترمى اليه ؟آها انت تخاف من انها تتعلق بيوسف
__ نعم اتدرى ماذا سيحدث وقتها ؟سينكسر قلب ياسين ورغم من قوته الا انه لن يحتمل كسرة قلبه
هزت راسها موافقه نعم رغم ان ياسين قوى لا يحتمل الصدمات العاطفية لقد انغلق اكثر من قبل بعد وفاة ابيه وحرمانه منه ، فكرت قليلا وردت وهى تنغمس بداخل الأغطية : لدى فكرة لابد من اقتراب الحسناء من ياسين ، فشخصية ياسين اسرة عند التعرف عليها من قرب ، ومن الممكن ان تغرم به عند التعرف علية من قرب
ابتسم بغيرة : لا واللهي شخصية ياسين اسرة
ضحكت واجابت براسها نعم واردفت لتزيد من غيرته الواضحة عليه : و من تتعرف عليه تغرم به بسهوله
لف راسه الى الامام وعقد ذراعيه اما صدرة ومثل الغضب لتقترب منه بهدوء وتطبع قبله رقيق على خده
__ ياسر لا داعى للغيرة غير المبررة ، انت تعلم جيدا ياسين اخى الذى لم تلده امى
احاطها بذراعه ليضمها في حضنه بتملك شديد ويتنهد بحب : اعلم حبيبتي ، ولكنى اغار فانا اغار عليك من أبنائي
ابتسمت بحب وهى تتحس ذقنه وهمست :احبك
__ وانا اموت فيك حبيبتي ، فانتي حياتي كلها

********************


قلب هاتفه بين يدية اسمها منور شاشة الهاتف وهو محتار بين ان يتم الاتصال ام يؤجله لوقت اخر
هو يريد بشدة الاتصال بها مشتاق لسماع صوتها وخائف من صدها له او حياؤها يمنعها من التحدث معه
اخذ قراره واتصل بها ليرن الهاتف الى ان ينقطع اتصل مرة ثانية

سمعت هاتفها يرن لا تعلم اين هو اخذت تبحث عنه حتى وجدته خلف احدى الوسادات انقطع رنين هاتفها لتمسك به وجدت رقم لا تعرفه ليرن مرة اخرى وهو في يدها
__ السلام عليكم
تنهد براحة لسماعه صوتها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شهقت لسماعها صوته لقد تعرفت عليه على الفور
اردف : علياء انا عمر ، انتى معي ؟
اجابت هامسه والخجل يسيطر عليها : نعم معك
تنهد بحب : اشتقت اليك كثيرا
اضطربت لتضع يدها على قلبها لتهدئ من دقاته الجنونية
اغمض عينيه ليستمع الى صوت انفاسها ليتغلل الى روحة لدرجة شعر منها انها بقربه وانفاسها تضرب خديه برقة
طال الصمت بينهما هو مستمتع بأنفاسها وهى مرتبكه من هدوءه
تنحنحت : عمر اتريد شيء ؟
قال بهدوء : ا تريدين اغلاق الهاتف ؟
__ لا ولكنك صامت لا تتكلم
__نعم فانا استمتع بصوت انفاسك وقربك منى
ذابت خجلا من كلماته وهى تتلفت حولها لتتأكد ان لا يوجد بجوارها احد
اردف بجديه : علياء اريد ان نعقد قراننا بدلا من الخطبة
__ ماذا ، لم؟
اعاد عليها اسبابه الذى اوضحها لعلي واكمل :سأكون مرتاحا اكثر لعقد القران عن الخطبة
ارتبكت لا تعلم بما تجيبه سألها : أ تريدين مهلة للتفكير ؟
__ لابد من ان اعرف رأى علي وأمي
__ علي موافق ، انا اريد رايك انتى لا رأى احد اخر
__ اجابت مرتبكه بصوت يكاد ان يسمع : انا موافقه
لا تعلم لما وافقت في ظل انها مشوشة بين افعاله وكلمات زوجة اخيها ولكنها تشعر بالراحة معه
__ سأتركك لتنامى حبيبتي
اخجلتها كلمة حبيبتي ولكنها فرحت بها بشدة لطالما تمنت ان تسمعها منه
__ الن تردى على بكلمه واحدة ، كلمه واحدة علياء لأروى بها ظمأى
__ تصبح على خير
__ حسنا سأتركك على راحتك ، سلام
اغلق الهاتف وهو يشعر بسعادة عارمه تلم بجسده كله لدرجة انها خدرته ليضع راسه على الوسادة ويغرق في احلامه السعيدة



اغلقت هاتفها وقلبها يدق بعنف لا تنكر سعادتها الكبيرة بمكالمته وكلماته القليلة التي اطرب مسامعها بها ورقته معها وصبره عليها ، لا تعلم لم الجمت لسانها ولم تنطق بحرف واحد ولا تعلم ايضا لما وافقت على عقد القران
حدثت نفسها اهى خائفة ؟ نعم فكلام زوجة اخيها يتردد بذهنها ويجعل الخوف يتملكها ولكنها شعرت بصدق كلماته
ولكنها لا تستطيع التفكير في ان هناك احتمال انه كان مرتبط بأخريات غيرها ، لم تستطع سؤال نور ولن تستطع سؤال علي ،فما المبرر لسؤالهم عن امر هكذا دون قص عليهم ما حدث بينها وبين ايه
تنهدت فلا تعلم ماذا تفعل ، لا تستطيع نسيان كلام ايه ولا تستطيع ان تتعامل معه بطبيعتها
فكرت قليلا في كلمة حبيبتي منه كم هي ناعمة ورقيقة وصادقة، وكم كانت ستطير بها فرحا من قبل
ولكنها اليوم وجدت جدار نفسى ضخم بينها وبينه انشاته زوجة اخيها بكلماتها القليلة
انها منهكة للغاية وتتمنى النوم ولكن من اين يأتي النوم لفكر مشغول فالأفكار تتردد على ذهنها
تقلبت في فراشها سط افكارها الكثيرة الى ان غفت على جملة واحدة تتردد بأذنها :سأتركك لتنامى حبيبتي

******************





بعد اسبوع



__امى اليوم حفل زفاف صديقتي سارة وسأذهب اليه ان شاء الله
__ نعم اعلم لقد قلتي لي من قبل ، ماذا تريدين الان ؟
__ نور اقترحت على ان اذهب معها ومع عمر بدلا من اشغال علي معي
ابتسمت امها : لا مانع حبيبتي فهو في القريب سيصبح زوجك غير ان نور ستكون معكما ، ولكن اتصلى بأخيك لتقولي له ، حتى لا يتفرغ لا جل ان يوصلك
هزت راسها بنعم وذهبت لتكلم اخاها اتصلت على هاتفه الشخصي ليرد بسرعه : علياء انتم بخير
ضحكت: ما بالك ؟ لما منزعج بهذه الطريقة ؟ نحن بخير الحمد لله
__ لم تتصلى على هاتفي اذن
تلعثمت انها لا تريد الاتصال على هاتف البيت حتى لا تتكلم مع ايه
__ لم اعلم انك بالمنزل، فتوقعت انك بالخارج
__ حسنا، ماذا تريدي؟
__ لا شيء ، سأذهب مع نور الى الزفاف ، فلا تتعب نفسك بالمجيء وتنشغل معي
__ استذهان بمفردكما ؟
اجابت هامسه : سيوصلنا عمر ويحضر معنا العرس
قال بخبث واضح في صوته : آها عمر اتضحت الرؤية ستتخلين عنى من اجل زوج المستقبل
__ لا طبعا لن اتخلى عنك ابدا ، ولكنى فكرت ان اريحك هكذا
__ حسنا حبيبتي ، بالفعل انا ممتن لسي عمر ، لأنى سأكون مطمئن انه معك ، ولأنى سأستطيع ان اخذ جنى الى الملاهي ، فهي كانت مستاءة من عدم ذهابنا
__ قبلها بالنيابة عنى واتمنى لكم وقتت ممتع وسعيد في الملاهي
اغلقت الهاتف من اخيها ليرن في يدها معلنة شاشته اسم نور
__ السلام عليكم ، كنت سأتصل بكى حالا
__ وعليكم السلام القلوب عند بعضها ، ما الاخبار ؟ امر عليك مع عمر ، ام ستذهبين مع علي؟
__لا سأنتظرك لتمري على ، متى ستأتي ؟
ضحكت بخفه :حسنا سامرك الساعة السابعة والنصف ، علياء لن تتأخري اليس كذلك؟
__ لا نور سأكون جاهزة عند الموعد ، نور اين انتى ؟اسمع ضوضاء حولك
تنهدت بضيق :انا بالسيارة والطريق مغلق والازدحام المرورى يخنق، انا عالقة هنا منذ نصف ساعة والسيارة لا تتحرك بمقدار انش واحد
__ انت عائدة من الشركة
__ نعم اليوم اخر يوم في التدريب ومن السبت سأستلم عملي رسمي
__ مبروك حبيبتي ، اذن لم الضيق يملئ صوتك؟
__الازدحام المرورى يخنقني ويوترني ، اه اخيرا الاشارة فتحت سأذهب الان و أرجوك لا تتأخري
__ لا تقلقي نور ، سلام
اغلقت مع نور وذهبت لتجهز حالها حتى لا تتأخر فهي تعلم ان نور لا تطيق الانتظار ، وايضا لأنها تريد الاهتمام بمظهرها اليوم جيدا فاليوم لأول مرة ستخرج برفقة عمر وهو خطيبها
**********************





دخل من باب القصر وهو يطلق صفيرا كعادته ويدندن بإحدى الاغنيات الأجنبية المفضلة دار بعينيه اندهاشا فامه غير موجودة في مكانها المعتاد ، صعد السلم برشاقة وهو يقفز وهو مستمر بالصفير والغناء بصوت عالي ليفاجئ بنهى واقفه امام غرفة المعيشة لتقول : واضح عليك الفرح
ابتسم بصدق : نهى كيف حالك انحنى يقبل وجنتيها ويحتضنها
ليردف: نعم انا سعيد بالفعل ، فاليوم انتهيت من التدريب ومن السبت سأبدأ عملي الله يعينني على اخى العزيز
فهو مدير صارم جدا وجميع العاملين بالشركة يخافونه
ضحكت وهى تتأبط ذراعه: ومن لا يخافه ، اتذكر انى لوقت قريب قبل زواجي كنت اخافه جدا واتحاشى ان افعل أي شيء يغضبه
ضحك بصوت عالي : اتذكر ونحن صغار عندما كنت اتسبب في المشاكل كنت اؤكد على امى ان لا تخبر ياسين حتى لا يغضب منى ، فكانت تخيفيني عندما تقل لي سأخبر اخاك بما تفعله
ضحكت معه ليجلسا بجانب بعضهما على الأريكة في الغرفة
__هيا احكى لي اخر اخبارك
__ لا جديد ولكنى متحمس بشده لابدا العمل واؤنب نفسى على الوقت الذى فاتني فالعمل متعة كبيرة كنت اتخلى عنها
أتعلم بالرغم من انى سعيد ببدء عملي من السبت الا انى سأفتقد نور جدا
رفعت حاجبيها بدهشه ونم وجهها عن السؤال الذى يدور بخاطرها
ليردف وهو يبتسم : انها زميلة لي بالعمل وكانت تتدرب معي وانا اعرفها من الجامعة فهي تصغرني بعام واحد
__ آها هذه الفتاه العضو الجديد في الشئون القانونية
__ نعم من اين علمتي ؟
__ الا تتذكر كنت تتكلم مع ياسين عندي بالبيت
__ اه نعم تذكرت
غمزت بعينها : أهي حب جديد يوسف ؟
تعجب من السؤال : لا طبعا ، فانا اشعر معها كأنها انتى بالضبط و لكنى سأفتقد ذكائها ومنافستها لي فهي ند قوى يجبرك على التنافس معها ، لم تخبريني لماذا شرفتينا بزيارتك اليوم
__ما بالك تنسى كثيرا اليوم ، اليوم زفاف سارة وانا هنا لكى احضر بناء على رغبة أمي
__ آها الحمد لله انكى ذكرتني ، عمرو سيحضر اليس كذلك ؟
__ نعم وياسين ايضا فأمي كلمته منذ قليل لتؤكد عليه الحضور باكرا من اجل العرس


*********************


غادر من امام الغرفة وهو غاضب جدا عندما يتذكر كلمة اخاه (سأفتقد نور) الجملة تعصف به والغضب يستبد بجسده
لقد جاء باكرا بناء على رغبة امه والحاحها علية ان يأتي لان نهى وزوجها موجودان ليتناولو الغداء جميعا معا
وصعد سريعا ليجلس مع اخته ليتناهى الى مسامعه جملة اخاه ، فلم يستطع الدخول والجلوس معهم فهو يشعر بعدم رغبه في رؤية اخاه
حاول السيطرة على اعصابه قليلا ولكن الجملة تترد بعقله ليتصاعد غضبة ثانيه حدث نفسه ماذا تعنى نور له ليفتقدها
ابينهما شيء ، يحبها مثلا ولكنه قال من قبل انها مجرد زميله له وصديقه قديمة لا اكثر من ذلك
تنبه الى وجهه في المرآة ليجده احمر منتفخ من الغضب ، تفاجئ من ملامحه فالغضب ظاهر عليه وبوضوح
دق الباب بهدوء لينم عن صاحبة الطرقات هي امه حاول السيطرة على ملامحه : تفضلي أمي
__ كيف حالك بنى ، لتردف بانزعاج : ما بك لم الغضب ظاهر عليك هكذا ؟احدث شيء بالعمل ؟
تنفس وهو يجلس على فراشه :لا شيء امى ، لدى مشكله بسيطة بالعمل لا تشغلي بالك
رتبت على كتفه واحتضنت وجهه بين كفيها : دع مشاكل العمل للعمل ، والان هون على نفسك وبدل ملابسك لتنزل لتتناول الغداء مع اخوتك ، لا تتأخر
__ حاضر أمي ، سآتي حالا
بعد خروج امه وبخ نفسه على غضبه الذى لا معنى له وتذكر كلام ياسر عن سبب غضبه ولكن هز راسه بعدم اقتناع
ولكنه لا يجد سبب اخر مقنع يفسر له الغضب الذى ينتابه


********************



اطلق صفيرا قصيرا عند رؤيته لها وهى تنزل على السلم بفستانها الانيق
__ ما شاء الله نور تبدين رائعة ، ستغطين على العروس حتما
ضحكت وهى تتأبط ذراعه : لا تستنفذ رصيد الغزل كله لي ولتبق قليلا منه لعروسك فحتما ستكون هي الاجمل ى نظرك
ابتسم بشقاوة : انى سعيد جدا لأنها وافقت على الذهاب معنا
__ الم تتصل بها منذ قراءة الفاتحة
__ لا اتصلت اكثر من مرة
__ اذن لما لم تتصل بها اليوم لتقنعها بفكرتك هذه
__ لأنى شعرت انها لا تحبذ اتصالي بها قبل عقد القران فآثرت عدم الاتصال الا في الامور الضرورية
هزت راسها بتفهم وخرجا ليقلا علياء

**********************


دق الة التنبيه ليعلن عن وصولهما لتنزل علياء بعد قليل بهدوء وهو يقف متكئ على سقف السيارة بكوعه ينتظرها
لينبهر من جمالها الذى غلف المكان حوله ليشد عيناه بجاذبيه مغناطيسيه اليها لتلتهم عيناه تفاصيلها مجمله ثم يدقق بها ببطيء وعلى مهل فزينتها وتصفيف شعرها يظهران جمال وفتنة ملامحها ،عيونها الواسعة واهدابها الجميلة الانف دقيق
وشفاه ممتلئة مثيرة بلون المشمش لتنزل عيناه الى الفستان الملفوف على جسدها ليظهر رشاقته ونعومته وفتنته بلونه الذهبي المميز مزموم من تحت الصدر بشريط من الستان البنى لينظر الى رقبتها الطويلة مزينة بين حلق طويل لؤلؤي يظهر جمالها مزموم ثم الى صدر الفستان العاري ليعقد حاجبيه فجأة فالفستان صدره عاري وبدون اكمام الا من شريط اخر من الستان ملتف حول رقبتها ليترك نصف ظهرها وصدرها وذراعيها عاريين
قطعت نور الصمت وهى تخرج من السيارة :اهلا علياء ،تبدين رائعة والفستان مناسب لكى تماما
همست شاكرة لنور لترفع عينيها الى عمر لترى الغضب على ملامحة
التفتت الية نور بنظرة مؤبنه لأنه لم ينطق بكلمه واحدة لعلياء
فهم نظرة اخته ولكنه غاضب فعلا من هذا الفستان العاري ، قال باقتضاب بنبرة بارده :اهلا علياء ،كيف حالك؟
اصابها الاحباط من صوته ولهجته معها لترد هامسة : بخير الحمد لله
سألها مباشرة :الا يوجد شال لهذا الفستان ؟ لوى شفتيه ساخرا وهو يكمل : حتى لا تشعرين بالبرد
احمر وجهها من سؤاله وتلعثمت لتتذكر والدتها وهى تقول : هذا لن يعجب عمر ،فالفستان عاري اكثر من الازم
ردت ببطيء : بلى ولكنى نسيته في البيت
اردف بضيق : حسنا ، نحن ما زالنا تحت البيت
قالت نور : حسنا سأصعد لأتى به فانا اريد الدخول لدورة المياه
صعدت لتترك لهما المجال ليتفاهما فلقد شعرت ان اخاها غاضب من شيء ما يخص علياء
وقفت وهى في قمة الارتباك فلأول مرة ترى عمر غاضب على هذا النحو نبهتها امها ولكن غبائها وفكرة ان تريه انها اجمل من الاخريات سيطرة عليها
مر بجانبهم مجموعة من الشباب لينقلب وجهه الى الاحمر الداكن وامرها بحدة : ادخلي الى السيارة
اعترضت : ولكن نور
نهرها بعينيه لتقضم اعتراضها وتطيعه صاغرة
جلس امام المقود وفوجئت عند جلوسه انها ركبت بالأمام مكان ما كانت نور جالسه ولكنها لم تجرؤ على تعديل مكانها
مسح وجهه بكفيه فهذه عادة عنده ليهدئ من نفسه ليزفر بضيق : ما الذى ترتدينه علياء؟
انهارت مشاعرها فالضيق واضح على وجهه: ألم يعجبك الفستان ؟
التفت اليها والحب والاعجاب يملئ عينيه : بلى انه رائع وانتى تزيديه روعه وجمالا
احمرت خجلا من اطراؤه لتتغير نظرت عيناه الى اللوم وهو يؤنبها : ولكنى لا اريد لجميع الكائنات ان تتمتع بجمالك هذا
امسك كفيها بيديه :علياء انا غيور جدا ،ولا احب ان يتكرر هذا الوقف ثانية ، هذه الفساتين والملابس من هذه النوعية وفريها لزواجنا ، غمز بعينيه وهو يكمل : حينها ساريك كم هي جميله عليك
ذابت خجلا وحبا به فهي تأكدت من حبه لها وغيرته عليها فشعورة صادق مس قلبها على الفور ونظرات عينيه تقتل كل الشكوك بداخلها
دخلت نور الى السيارة على عجل لتنولها شيء بيدها: لقد أعطتني اياه خالتي
لم يكن شالا بمعنى الكلمة لقد كان جزئا اخر للفستان يغطى الظهر بربع كم ليغطي اكتافها وظهرها من اللون البنى مطرز برقه ليعطي الفستان رونق اخر وجمال اكثر
ابتسم في وجهها بإشراق بعد ارتدها اليه : تبدين رائعة حبيبتي
خجلت من كلمته لترمى بعينها لنور فوجدتها تبتسم اليها اشارت لها بعينها لتأتى وتجلس مكانها لترجع هي الى الوراء ولكن نور اجابتها براسها نافيه
التفت اليهما : ما بكما انتما الاثنتان ؟تتكلمان بعيونكما
ربتت على كتفه : لا شيء اخى ، هيا تحرك سنتأخر هكذا انا اريد حضور الزفة
__ حاضر عزيزتي
تحرك بالسيارة وهو ممسك يدها بكفه وهى تشعر بسعادة عارمة فلطالما تمنت هذه اللحظة



*******************


بعد حضور الزفة واستقرار العروسين داخل الكوشة ، انتقى عمر طاولة من الطاولات بعيدة الى حد ما عن الكوشة ليجلسوا عليها وهو واقف انتبه الى اح يربت على كتفه ليلتفت اليه ويرحب به
__ اهلا عمرو ، كيف حالك؟
__ بخير والحمد لله ، لقد لمحتك منذ قليل وجئت لأتأكد ، ماذا تفعل هنا ؟ من اقارب العريس ام اقارب العروس؟
__ لا هذا ولا تلك ، ولكن اختى وخطيبتي صديقات للعروس
__ آها سمعت انك خطبت اخت علي ، مبروك
__ الله يبارك فيك ، عقباك للمرة الثانية
انقلبت ملامحه : يا رجل تسمعك زوجتي وتصدق واسهر الليل في سين وجيم
ضحك عمر بخفة: امزح معك
__ انا اعلم ولكنها مزحة تجعلني انام على الاريكة
ضحكا الاثنان : حسنا سآتي بزوجتي لتتعارف على الفتيات
__ نهى ،هذا هو عمر صديق علي وخطيب اخته
__ نعم تشرفت بمعرفتك
__ نور ،علياء هذا هو عمرو صديق اخاك وصديقي ايضا وهذه زوجته
__ تعال لندخن خارجا واتركهن ليتعارفوا بأنفسهن
__ حسنا
سلمت نور وعلياء على نهى ودعوها ان تجلس معهم
__ انتما صديقات لسارة اليس كذلك ؟ فانتن من نفس العمر
__ نعم فسارة صديقتنا المقربة انتى قريبتها
__ نعم جدة سارة السيدة خالده عمة ابى
تجاذبا الحديث ونهى بشخصيتها المرحة تأقلمت معهما جيدا
وقف عمرو بجانب عمر : الم اقل لك ستندمجان معها فزوجتي شخصيه اجتماعية من الطراز الاول
لوح عمرو بيده لشخص وسيم الى حد ما واضح علية الشقاوة وصغر السن : يوسف تعال ، نحن هنا
ليأتي هذا اليوسف بخطواته الرشيقة ليعرفه على عمر لينظر هذا الاخير الى الطاولة ليجد اخته جالسه مع نور وعلياء
ارتفع حاجباه بدهشه: نور وعلياء كيف حالكما ؟ كيف لم اتوصل انى ساجدكما هنا ، فأنتما من الصديقات المقربات لسارة
لترسم على وجه عمر علامة استفهام كبيرة من هذا الشخص ؟و ما علاقة بأخته وخطيبته
قاما الثنتان ليصافحنه وهو يرحب بهم بشدة ويشيد بجمالهما مما زاد من توتر عمر لتعلن نور: هذا يوسف عمر صديق قديم من الجامعة فهو رفيق دراسة ، هذا عمر اخى
__ آها اخيرا التقيت بك ، نور في سيرتك دائم
رد باقتضاب وعداء واضح : تشرفت بمعرفتك
__ اه ، انتى نور اذن لقد حكى لي يوسف عنك
اكتمل التعارف وبدء عداء عمر ان يخف من اتجاه يوسف بعد ان اكتف ان هذه هي طريقته فهو مرح ولبق ويشيد بكل ما حوله
جلسوا على الطاولة نور ،علياء ثم عمر ليأتي بجانبه عمرو ثم نهى ثم اخيرا يوسف ليتبقى عدد من المقاعد الشاغرة
مالت نهى على اخيها :اين امى وياسين ؟
__ تأخر ياسين فقررت ان اتركهما واتى بمفردي ، سيصلان بعد قليل


*****************

دخل بطوله الفرع تتأبط ذراعه سيدة عجوز واضح عليها الفخامة والجمال فملامحه تقول انها كانت تتمتع بجمال مميز فى شبابها لتدور رؤوس الفتيات اليه فحضوره قوى ونجمه عالي وجماله ووسامته يضفى اليه سحر مميز يجعل النساء تحوم حوله
لمح اخوته جالسين بإحدى الطاولات مع اناس لا يعرفهم ليقف فجاه وتتسع عيناه لرؤية جنيته جالسة على نفس الطاولة
مقابله لآخاه أيتخيل وجودها ؟ام ان يوسف دعاها لحضور الزفاف
سالته امه : لم توقفت
__ لا شيء امى
استمر بالمشي ليقف على الطاولة بهدوء مميز لترتفع اليه الرؤوس ويصمت الجميع ليرى من هذا ؟
اتسعت عيناها نعم انه هو برجولته وحضوره الطاغي يسلب من رئتيها الاكسجين غمزتها علياء في كتفها حتى لا يلاحظ عمر نظرتها اليه
لتتسع عيناها اكثر اثر جملة يوسف : ها قد حضر اخى الاكبر وكبير عائلتنا





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-13, 12:27 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني عشر


دخل بطوله الفارع تتأبط ذراعه سيدة عجوز واضح عليها الفخامة والجمال فملامحه تقول انها كانت تتمتع بجمال مميز فى شبابها لتدور رؤوس الفتيات اليه فحضوره قوى ونجمه عالي وجماله ووسامته يضفى اليه سحر مميز يجعل النساء تحوم حوله
لمح اخوته جالسين بإحدى الطاولات مع اناس لا يعرفهم ليقف فجاه وتتسع عيناه لرؤية جنيته جالسة على نفس الطاولة
مقابله لآخاه ا يتخيل وجودها ؟ام ان يوسف دعاها لحضور الزفاف
سالته امه : لم توقفت
__ لا شيء امى
استمر بالمشي ليقف على الطاولة بهدوء مميز لترتفع اليه الرؤوس ويصمت الجميع ليرى من هذا ؟
اتسعت عيناها نعم انه هو برجولته وحضوره الطاغي يسلب من رئتيها الاكسجين غمزتها علياء في كتفها حتى لا يلاحظ عمر نظرتها اليه
لتتسع عيناها اكثر اثر جملة يوسف : ها قد حضر اخى الاكبر وكبير عائلتنا



وقف عمر ليصافح هذا الغريب وهو يشعر بانه شخصيه فريده من نوعها
قدمه عمرو اليه : المهندس ياسين الاخ الاكبر لزوجتي ومدير شركة ...................
المهندس عمر صديقي وهو ايضا مدير شركة للمقاولات
ليبتسم عمر وهو يصافح ياسين : انها شركة صغيرة
__ سررت للتعرف عليك
__ وانا ايضا فانت من اعمدة سوق العمل
التفت الى نور : نور هذه الشركة التي تعملين بها ، اليس كذلك؟
التفت اليها بحدة قليلا وهو يحدث نفسه ما علاقتها بهذا الشاب ليكمل عمر
__ نور اختى ، علياء خطيبتي
انفجرت اساريره بابتسامه جميلة وهو يحيهما براسة لم يرفع يده ليصافحهما مراعاة لمشاعر الاخ والخطيب الواقف امامه
اكمل ياسين : اذن انت المهندس عمر سمعت عنك كثيرا ، انت من فزت بالمناقصة الاخير للشاليهات
رد بهدوء وهو يبتسم بفخر :نعم انا
__ لقد سمعت عنك من المهندس طارق زميلي فهو يشيد بعملك ، اتمنى ان نتعاون في المستقبل
__ وانا موافق ، فالتعاون مفيد لكلينا
وضع يوسف يده على كتف امه : نور هذه امى العزيزة ، ياسين اخى الكبير نور امى زميلتي بالعمل
ابتسمت الام في وجهها بحب : اهلا بكى بنيتي
لترد نور وهى تكمل التعارف : اهلا بكى يا هانم هذه علياء خطيبة اخى وصديقتي العزيزة وعمر اخى




انضم ياسين لعمر ليتحادثا في امور العمل ليبدا الزفاف برقصة هادئة رومنسية للعروسين لتلتفت الفتيات اليهم وهم يتحادثن عن مدى جمال العروس ويدعن لها بالتوفيق وان الله يتمم لها بالخير
هتف يوسف : ياسين ، حضر ياسر
وقف ياسين ليسلم على صديقه وزوجته لتميل علياء على نور : اليس هذا من كان يجلس معه بالمطعم
اجابت نور براسها نعم وهى مرتبكة من رؤيته وتحاول اشغال نفسها في مشاهدة العروسين لتنتبه على وضع نهى يدها على كتفها: و هذه هي نور صديقة يوسف و زميلته في العمل
الدكتورة مريم يا نور زوجة ياسر صديق ياسين وقريبة لنا و لسارة
تبادلا كلمات التعارف العادية لتنظر لها مريم مليا وهى تحدث نفسها هذه هي نور من شغلت عقل ياسين يحق لها فهى جميله جدا وظاهر عليها الاحترام والذكاء والالتزام
عزفت اغنيه رومانسية اخرى لينضم الى العروسين المتزوجين اصدقائهم واقاربهم المتزوجين
فكان عمرو اول من قام هو ونهى تحت تعليقات يوسف المرحة اشارت نور الى اخاها ليقف ويدعو علياء الى الرقص
ثم يتبعهما ياسر ومريم لتتبقى هي مع نوارة هانم والاخوان
مزح يوسف قائلا :نور ما رايك ان تتفضلي على وتسمحي لي بهذه الرقصة ؟
ابتسمت بتوتر : كان بودى ولكنى لا اجيد الرقص وليس لدى معرفه به
__ اتريدين ان اتقدم لكى بالطريقة الأوربية
قام اليها ليمثل الانحناء ويمد يده لها
نهرته بغضب : يوسف انا لا اعرف ارقص ، كف عن الاداء المسرحي فستلفت الانظار الينا
شعرت بتوتر من معها على الطاولة ليدور يوسف لامه :ماذا افعل اماه ؟اريد ان ارقص ، تسمحي لى سيدتي
ضحكت امه بهدوء وقامت وهى تقول : تعال معي اريد ان اجد السيدة خالدة لأبارك لها
ضحك بهدوء لنور وهو يمسك بيد امه: اذن لن ارقص ، حسنا امى لنذهب



جالس بهدوء وعلى شفتيه شبح ابتسامه لم يرفع نظرة عنها منذ ان جلس حتى وهو يتحدث مع عمر كان يراقبها بطرف عينه الان يستطيع رؤيتها بوضوح بفستانها الاسود الانيق بلمعته الجذابة مسدول على جسدها مجسم من فوق ليتسع من الخصر الى اخمص قدميها ويظهر بياض بشرتها واحمرار خديها بسبب غضبها من يوسف واسلوبه واحراجه لها
الفستان يتميز بالرقة وغير متكلف وعلى الرغم من انه بدون اكمام الا انه محتشم وهى الان تشبه عليه ممثلات هوليود ببشرتها البيضاء وعينها الغالب عليها اللون الاخضر وشعرها بلونه المميز البنى المحمر يمثل تاج لوجهها ويزيدها رقه وجمال
انتبه على تململها فليكتشف انهما لوحديهما على الطاولة وشعر بانزعاجها وهى تلتفت يمين ويسار وهمت لمغادرة الطاولة لكنه استوقفها بصوته وهو يرسم ابتسامه جميلة صافيه على وجهه: الا تريدي الجلوس معي؟
وقفت اليه متحديه بعينيها : لم لا اريد الجلوس معك؟
سال بهدوء: لم ستذهبين اذن؟ ليردف ساخرا :ستذهبين للرقص مثلا
اشتعلت عينيها غضبا من سخريته : ماذا تريد ؟وما شانك بان ارقص او لا
رد والسخرية تنطق من عيناه : لا شان لي ولكنى اعرف انك تجيدي الرقص فطريقتك في الرفض كانت مكشوفه
زفرت بضيق : لا يهمني ما تعرفه او ما لا تعرفه
وهمت بالذهاب ليوقفها امرا : انتظري ، تنهد بضيق : لا تذهبي ، اذا لا تريدي الجلوس معي فسأذهب انا
وقفت لتنظر اليه ليبتسم في وجهها : ما رايك ان نبدأ من جديد ؟
فوجئت منه وهو يقترب منها ليجلس بكرسي قريب : اعلم ان المرة الاولى لم تكن موفقه ، اريد ان اتعرف عليك من جديد مد يده لمصافحتها :انا ياسين محمود مهندس و مديرا لشركة ..................
كانت تعلم انه يقصد بالمرة غير الموفقة المقابلة الاولى بالشركة
اخفت ابتسامتها وهى تلامس يده بأصابعها بسرعة : نور اسمى نور محاميه واعمل بالشئون القانونية في شركة ..........
مثل الدهشة وهو يرفع حاجباه : اذن نحن نعمل بنفس الشركة سنتقابل كثيرا اذن
ابتسمت برقه على تمثيله ليردف بجديه : سأسالك سؤال واريد ان تجاوبي بصراحة؟
__ تفضل
__ لم تخلصت من اخى العزيز بهذه الطريقة فانت تجيدين الرقص اليس كذلك ؟
ابتسمت ابتسامه خجولة لكشفه لكذبتها : لا اجيد الرقص مع الغرباء
عندما ابتسمت بخجل زادت رقه وجمال في عينيه ليضحك بهدوء على اجابتها
__ انت ذكيه فعلا
نظرت اليه بحده ليرفع كتفيه : لا اقصد الاساءة ولكن أعجبني ردك ، انا امدحك
تكلمت بغيظ وسخريه : اشكرك على مدحك العظيم
استشف الغيظ من صوتها ليبتسم ابتسامه رائعة ويشرق وجهه
__ حسنا لو طلبتك للرقص سترفضين
اجابت على الفور :نعم
هز راسه بتفهم وهو يكمل بخيبة امل : كنت اتمنى ان لا ترفضي طلبي
نظرت اليه لتفهم قصدة ليلتقط عيناها الخضراوين بعينيه الرمادية لتقع في اسر نظراته وتتيه بهم تلعثمت وهى تقول
__ ما هو طلبك ؟
تجاهل جملتها وهو يقل بهمس : ها سنبدأ من جديد
هزت راسها موافقه ليكمل وهو يميل بجذعه على الطاولة ليقترب منها اكثر وابتسامته تزداد: لا تترددي اذا احتجت أي شيء فانا موجود نحن الان اصدقاء اليس كذلك ؟
هزت راسها ثانية وهى لا تعلم ما يقوله ولكنها لا تريد ان تنقطع هذه النظرات الاسرة لتفاجئ بابتعاده مرة واحدة


فوجئ بياسر يقترب منهم ليعدل من جلسته ، اقترب الاخير لتجلس مريم بجانب نور ، ربت على كتفه وانحنى يهمس في اذنه : تعال معي خارجا
لوى شفتيه: لماذا ؟
__ قم معي
رد بضيق : حسنا





خرجا من القاعة لتجلجل ضحكة ياسر في المكان التفت ياسين يمين ويسار في دهشة
__ اجننت ياسر ؟ماذا تفعل ؟ لماذا تضحك هكذا ؟
__ اضحك عليك ، اليس هذه فتاة المطعم ؟
__ نعم ، اكمل بضيق :ماذا تريد ؟
ضحك ياسر مجددا ليردف الاخر : اذا لم تتوقف عن الضحك سأتركك وادخل
ابتسم في وجه ياسين المليء بالضيق : حسنا ولكنى مندهش ، لا اراك غاضبا بل يتهيأ لي انك كنت تضحك معها
ابتسم بصدق وتعجب :لا اعلم ، لقد تصرفت معها اليوم بطريقه غريبه على انا شخصيا ، ولكن ما اعرفه انى سعيد بالكلام معها وسعدت اكثر انها رفضت دعوة يوسف للرقص
قال بخبث : آها رفضت دعوة يوسف
__ نعم بطريقة مهذبه ذكيه
__ ياسين انت معجب بها ؟
تنهد وقال بصدق: لن انكر ياسر نعم انا معجب بشخصيتها واشعر انها تحتوى على المزيد واريد ان اكتشفه
ابتسم ياسر لان مريم كانت على حق فهي شغلت عقله وستشغل قلبه
__ حسنا ، ماذا ستفعل ؟
__ ها في ماذا؟
__ لتعلم بقية جوانب شخصيتها وتكتشفها يا ذكى
__ لا اعلم الان ولكن ساترك الموضوع للوقت




دخلا ليجدا القاعة مقلوبة من الرقص والفتيات واقفات مع العروس وعمر فقط هو من يجلس على الطاولة
ذهبا اليه ليساله ياسين :لم لا تقف معهن ؟ واين الباقي ؟
__ لا انا لا احبذ الرقص ولا اعرف احد ، عمرو ويوسف ذهبا معهن وانا فضلت الجلوس
__ حسنا اسمعني عمر كنت اريد ان اتكلم معك بأمور العمل ولكن لن استطيع هنا
ما رايك تأتى الى مكتبي ام اتى انا اليك ام نتقابل بالخارج؟
__لم خارجا تعال الى بيتي لنتعشى معا
__ ولكنى لا اريد مضايقة اهل البيت
__ لا توجد مضايقة سأنتظرك غدا ان شاء الله ، فانا لا احبذ المطاعم ولا المكاتب وجلوسي معك خارج الجو الرسمي سيكون افضل
__ حسنا اتفقنا سآتي اليك غدا
املى عليه عمر العنوان ليقول ياسين داهشا : هذا بيت اللواء اسماعيل عبد الرحمن
__ نعم انه جدى من أمي ،اكنت تعرفه
__ بلى ابى كان يعرفه وكانا يرتبط به بعلاقة صداقه
ابتسم عمر : حسنا اصبحنا معارف
__ لقد تشرفت بمعرفتك كثيرا عمر



**********************



عند اقتراب انتهاء الحفل اصطفت البنات خلف العروس لترمى اليهن بباقة الزهور
سال يوسف : نور لم لا تقفين هناك مع الفتيات
__ لا انا لا اؤمن بهذه العادة ،كما ان فكرة الزواج لا تخيم على رأسي
قام و انصرف مسرعا ،ذهب الى تجمع الفتيات ليقف في منتصفه وهو يمزح معهن
ياسر :انظر ياسين اخاك طامع في الباقة
اضاف عمرو : انظر كيف يمزح مع الفتيات وهن ولهين عليه
اجابتهم نهى: هو محبوب من الفتيات دائما ، يتخيل لي ان صوتكما مليئا بالغيرة
ضحك ياسين لدفاع نهى الدائم عن يوسف
ضحكت مريم بخفه : نهى لقد امسك بالباقة فعلا انظر انه يصافح ساره
اتى اليهم حامل الباقة : بم انى لست فتاه ، ولا اريد الزواج الان فهي لكى نور
ادار ياسر عيناه بين ياسين وعمر الواضح عليهم الغضب
ليردف يوسف : انتى الفتاه الوحيدة الجالسة معنا لم تتزوجي
تلعثمت والاحمرار يزحف الى وجهها والتوتر يسيطر عليها عضت شفتها السفلى بقلق : شكرا يوسف ولكنى قلت لك لا اريده
تكلمت السيدة نوارة بهدوء : خديه ابنتي وان شاء الله ان تتزوجي عن قريب
اخذت الباقة مكرهه فهي لم تستطع الرفض



**********************



انتهى الحفل لتذهب هي وعلياء الى ساره يسلما عليها ويباركوا ويدعن لها بالتوفيق
ثم خرجتا من القاعة لتنتظرا عمر حين يأتي اليهما بالسيارة
انتبه اليهما ياسين ليقترب بهدوء وقال بأدب جم : انسه نور ، لماذا تقفان هكذا ؟ ادار عيناه : اين عمر ؟



فوجئت به واقف امامها يتكلم بهدوء وادب لتتذكر كيف ابتعد عنها عند اقتراب صديقه كأنها مرض معدى
لترد بتعالي : لا شيء ذهب ليأتي بالسيارة ونحن ننتظره
__ حسنا تقدما لتقفا بجانب سيارتي حتى لا تتعرضا للمضايقات من المارة
ردت بحزم وضيق :لا شكرا ، سياتي حالا
لم تعجبه نبرتها الحازمة ولكنه اثر الصمت وذهب ليقف بجانب سيارته وهو مندهش من طريقتها معه لأنها كانت طبيعية في كلامها معه بالداخل نظر اليهما وهو غير مطمئن لهذه الوقفة




__ نور ماذا يحدث ، ما كل هذا الود الذى يتحدث معكى به؟
__ لا اعرف ، انه يعرف عمر واظن هذا سبب تصرفه
__ لم لا تقولي ان تصرفه في المرة الاولى غير طبيعته من الممكن انه كان واقع تحت ضغط معين لذلك كان تصرفه غير لائق معكى ولا تنسى مرة المطعم كان في قمة التهذيب
انقلب وجهها لتذكرها موقف المطعم لترد بضيق : لا اعرف ولا اشغل رأسي بالتفكير في هذه الامور
مر بعضا من الشباب صغير السن بجانبهم وبدأوا يطلقون الصفرات وكلمات الاعجاب والمديح لتفاجئ بياسين واقف امامها والشرر يتطاير من عينيه ليفزع الشباب ويكملوا طريقهم بسرعة لف لها و الغضب ظاهر على وجهه
__ الم احذرك من موقف كهذا ، لما كل هذا العند ؟
ليكمل امرا : تحركي الى السيارة وقفى بجانبها الى ان يأتي اخاك
رفعت له نظرها متحديه وبصوت عالي : لا لن افعل ولم اطلب من حضرتك أي مساعدة
من انت لتأمرني وتتحدث معي بهذا الشكل ، تفضل اذهب الان من هنا
احمر وجهه وانتفخ من الغضب وبنبرة قاسية: اخفضي صوتك ونفذي ما اقوله الان ولن اذهب من هنا فانتي امانه لدى حتى يأتي عمر
قال لها بلهجه شديدة القسوة امرا : تحركي
اهتزت من لهجته ونبرته القاسية لتتحرك على الفور فلقد رأت في عينيه نظرة مخيفه



واقفه فيما بينهما مندهشة مما يحدث امامها فهما كالديوك يتنقران وهى لا تفهم ما يحدث لم تستطع التدخل بينهما لتندهش عند امتثال نور لأمره ليرفع نظره اليها لتتبع صديقتها على الفور وبصمت




مشى خلفهما وهو يكاد ينفجر من الضحك فشكلها وهى غاضبه جميل جدا ومظهرها وهى مقهورة وخائفة يكاد ان يجعله يقع على الارض من الضحك ، رن هاتفه : نعم أمي ، لم اتحرك بعد لدى امر هام سأنجزه واتى لا تقلقي



واقفه مستنده على السيارة بقهر ممزوج بالغضب يعصف بكيانها ليأتي صوته امرا : ما رقم تليفون عمر ؟ لقد تأخر وانا بدأت في القلق عليه
لم ترد عليه ونظرت اليه بغضب ونفخت بعنف
اجابته علياء :لا داعى سيأتي الان ؟،لتملي عليه الرقم حين نظر لها ورفع حاجبه
__ اين ركن السيارة
__ لا اعلم لقد انزلنا امام القاعة وذهب ليبحث عن مكان يصف فيه السيارة
__حسنا اتصل بعمر ليجيبه الاخر : السلام عليكم
__ وعليكم السلام ، عمر انا ياسين ، اين انت؟ اهلك هنا وقلقنا عليك
تنهد براحة حمدا لله انك معهما لقد تعطلت سيارتي واحاول تحريكها بأي طريقه ولا اعرف ما بها الان
__ اين انت بالضبط؟
وصف له عمر المكان ليقل له : ابقى مكانك سآتي اليك ولكن ابلغهما ان تركبا الى سيارتي
__ شكرا ياسين على ازعاجك معي
__ لا تقل ذلك
__ حسنا اوصل الى احداهما الهاتف
مد يده اليها بهاتفه : اخاك يريد التكلم معك نظرت له بغضب و اشاحت بوجهها بعيدا عنه
ناول الهاتف الى علياء : نعم عمر انا علياء
__ روح عمر وحياته اركبا مع ياسين سيوصلكما الى
__ حاضر عمر سلام
ناولت الهاتف الى ياسين ليشير اليها براسه على نور وهى متحوله الى كتلة نارية من الغضب
ابتلعت ريقها بصعوبة ورتبت على كتفها : نور عمر يقول ان نركب مع الاستاذ ياسين حتى يوصلنا اليه
صرخت : نعم لماذا ان شاء الله
اجاب بهدوء من بين اسنانه : اخفضي صوتك نحن بالشارع ، سيارة اخاك تعطلت فلن يستطيع ان يأتي اليك
اشاحت بوجهها غاضبه لتبحث عن هاتفها و تتصل بعمر وهى تلف بعصبية في الشارع وتضرب قدمها من الغضب بالأرض : عمر اين انت؟ لا لن اركب
سمعا صوت عمر هادرا من التليفون : نور اسمعي الكلام لا يوجد وقت للعب الاطفال هذا اركبي السيارة
ترقرقت الدموع بعيونها فلأول مرة يصرخ بها عمر هكذا ، اغلقت الهاتف بعنف وغضب واضح حزنت علياء لمنظرها هكذا لتقترب منها : اركبي نور الى السيارة فهي ليست نهاية العالم كلها عشر دقائق لا اكثر
اتجهت الى المقعد الخلفي لتوقفها علياء : بالله عليك نور هو ليس سائقا لنا وانا لن استطيع الجلوس بجانبه فانتي اعلم بعمر اكثر منى
جزت على اسنانها غضبا وقهرا والما وهي تدعى علية وعلى اليوم الذى قابلته به وتريد قتله



واقف بهدوء ليتابع الموقف عن كثب لقد حزن بشدة عند رؤية الدموع بعينيها وتمنى انه لم يقترح هذا الاقتراح الذى اتى بالدمع الى عينها الجميلتين شاهد علياء وهى تخفف عنها وتقنعها بركوب السيارة ثم تستحلفها لمراعاة الذوق كاد ان يضحك بصوت عال لرؤية وجهها وهى الغضب يتطاير بعيونها كسهام تريد قتله لقد فهم نظراتها فهي شفافة جدا
ركبت علياء بالخلف وظلت هي واقفه بجانب السيارة ليتقدم اليها بهدوء ويفتح لها الباب الأمامي وبعينين هادئة استند على الباب ليقول برقه : تفضلي نور
اكمل : المعذرة على ما بدر منى ، لم اقصد مضايقتك لكنى قلقت عليكما عند اقتراب هؤلاء الشباب منكما وازداد غضبى منك لأنك لم تستمعي لي من الاول وتعرضت لذلك الموقف السخيف
اندهشت من اعتذاره الرقيق وتوضيحه لوجهة نظره بهدوء ورقة لتعض شفتها بتوتر
__ وانا ايضا اعتذر عن لهجتي غير اللائقة معك
ابتسم بإشراق : حسنا كما يقولون صافى يا لبن
ردت ضاحكة : حليب يا قشطة
__ حسنا تفضلي ايتها الحسناء الى سيارتي المتواضعة
ركبت وهى تقول متواضعة انت تمزح انها مرسيدس اخر موديل
__ امال براسه عليها وهو يغلق الباب ويبتسم بشقاوة شديدة :بالنسبة لكى فهي متواضعة ولا تناسب غلاتك
تعجبت من جملته والجمتها الدهشة فلم تستطع ان تفكر انه يغازلها ولو عن طريق الخطأ






وصل الى عمر لتنزل من مكانها وتركب بجانب علياء ليحتل عمر مكانها بضيق وهو يتأسف لياسين لأشغاله معهم ويشكره على اعتناؤه بالبنات ليرد عليه بان لا شكر على واجب ليكمل : حسنا صف لي الطريق
__ اوصل علياء اولا ثم نحن ، سنتعبك معنا ياسين
نظر له معاتبا : من فضلك اصمت ،فلا داعى لهذا الكلام قل لي العنوان
وصف له عمر الطريق ليصل الى مكان سكن علياء لينزل معها عمر من السيارة ليوصلها الى الداخل
عند باب المصعد امسك يدها ليقبلها برقة : اسف على تأخيرك معي
اجابت بخجل : لا تتأسف عمر فلم يحدث شيء ، لامست ذقنه بدلال : ممكن ان تطمئني عليك عندما تصل الى البيت
نظر لها بحب وهيام : لا تقلقي حبيبتي سأطمئنك عندما اصل الى البيت
__ عمر
__ روحه وحياته
__من فضلك اعتذر لنور عما فعلته فصوتك كان عال جدا لدرجة انى سمعته انا والاستاذ ياسين
اطرق راسه خجلا : حسنا ، لقد كنت غاضبا من السيارة وقلق عليكما جدا والموقف السخيف الذى وضعت به وإشغالي لياسين معنا ثم جاءت هي لتشعرني انها طفله صغيرة ، فانفجرت بها من دون قصد
__ اعلم ولكنها كانت حزينة من اسلوبك معها فهي لم تعتاد منك هذه الطريقة في المعاملة
__ سأصالحها بإذن الله ، اقترب منها ليطبع قبله رقيقه على جبينها : تصبحي على خير حبيبتي
احمرت وذابت خجلا منه لتركب المصعد بسرعه

********************

دخل الى السيارة : اسف ياسين اخرتك معي
__ لما تتأسف كثيرا هكذا ، هذا امر خارج عن ارادتك، وانا متفهم موقفك قل لي ماذا ستفعل بالسيارة؟
__ لقد اغلقتها جيدا وفى الصباح سأرسل الميكانيكي لينظر ما بها
اوصله الى الفيلا لينزل من السيارة ويقف ليصافحه ليهم عمر بالاعتذار مجددا ليقاطعه ياسين
__ لا تعتذر مرة اخرى ارجوك وتشعرني انى فعلت شيء خارق للطبيعة
لوح لها بيده :تصبحي على خير انسه نور
هزت راسها بابتسامه سريعة لتغادر من امامهما مسرعة
__ انها غاضبة منى ، فلأول مرة اصرخ بها
__ اعتذر منها ، اعتقد انها ستسامحك
__ الله يعينني عليها ، شكرا ياسين ، سأنتظرك غدا
__ سآتي بإذن الله تصبح على خير


*******************



صعدت مسرعة الى حجرتها وقلبها يدق بعنف فهي لم تستطع النطق عندما غادر عمر ليوصل علياء رفعت عينها لتجده ينظر اليها لقد شعرت بعينيه تدقق النظر بها مما اربكها فنظرت اليه مستفهمه لعله يتكلم ولكنه استمر بالنظر اليها لم يخفض عيناه وهى رات بنظراته اشياء لم تستطع تفسيرها خيل اليها انه يكلمها بعينيه ولكنها لغة غريبه عليها لا تفهمها ولا تستطيع فك طلاسمها فكرت ماذا يريد منها ؟ كان رقيق للغاية اليوم لدرجة انستها انه هو الجلف الذى تعامل معها بقلة ذوق ، كان اليوم كيوم المطعم ولكن عيناه كانت تلمع بشدة لتضفي على لونهما الرمادي بريق خاص
تنبهت من افكارها على صوت عمر وطرقاته على الباب ولكنها غاضبه منه بشده فهو السبب الرئيسي فيما حدث لها اليوم
لم تشئ الرد عليه اغلقت المصباح لتوهمه انها نائمه واستلقت على سريرها لتفكر فيما حدث اليوم وما سبب تحوله المفاجئ معها هل علياء محقة فعلا وهذه هي طبيعته ؟ لا تعرف تذكرت نظراته مرة اخرى لتشعر بجسدها يحترق و كيف تاهت في نظراته وانجذبت اليه و لم تستطع هي الاخرى ان تخفض بصرها الى ان سمعت صوت عمر ليقطع الجاذبية بين عيونهما لتذهب في نوم عميق داخل عيناه


*********************



رن هاتفها لترد بسرعة ، يأتيها صوته : السلام عليكم
__ وعليكم السلام حمد لله على السلامة
__ الله يسلمك حبيبتي ، كيف حالك؟ هل غضبة خالتي لتأخيرك
__ لا بالعكس كانت مطمئنه لأنك معنا
__ الحمد لله كنت خائف من غضبها اردف بحب :اشتقت اليك كثيرا
ضحكت بخجل ليقول بنفاذ صبر :لم لا تردى على
__ ماذا تريدني ان اقول؟
__ لا اعرف ، ما تشعري به مثلا
قالت مغايظة له : انا اشعر بتعب شديد واريد ان انام
جمد صوته ليسالها بجديه : علياء انت غاضبه منى لشيء ما اجهله
ارتبكت :لا لست غاضبه ، ولكنى متعبه واريد النوم فعلا
__ حسنا سأغلق الهاتف ، تصبحي على خير
__ انتظر ، ماذا فعلت مع نور؟
__ دخلت الى غرفتها ومثلت النوم ولم ترد على ، انها غاضبه بالفعل ولا اعرف ماذا افعل معها؟
__اترك لها بعض الوقت لتهدأ وتكلم معها في الصباح
__ حسنا تنهد بتعب وهو يلقى جسده على الفراش
__ ماذا بك؟
__ انا متعب جدا وكلما اتذكر غدا والسيارة يزداد تعبى
__نام الان وفى الصباح فكر في هذا الامر ، تصبح على خير
__ علياء ، اشعر بان الغرفة كبيرة وفارغه وانى وحيد متى تأتى لتؤنسيني قليلا
التهبت وجنتها بشده من جراته : تصبح على خير عمر اغلقت الهاتف دون ان تنتظر رده
وضع الهاتف على قلبه : وانت من اهل الخير يا قلب عمر


ابتسمت بحب وهى تتذكر كلماته وجراتها فهو يريدها معه وبجانبه تنهدت بسعادة لتأوي الى فراشها فحياتها الان ستبدأ مع شريك العمر الذى طالما تمنته



يعود بسيارته بهدوء ومن وقت لأخر ينظر الى المرأة الأمامية ليتذكرها وهى جالسه وراؤه ونظراتها الخلابة
لم يستطع خفض بصره من عليها حتى بعد ان راته وهو ينظر لها كان يشعر انه منوم مغنطيسيا
حدث نفسه بانها جميله جدا وغضبها يزيدها جمالا ، تذكر انه معزوم غدا عندهم ليمنى نفسه برؤيتها والتحدث معها
فكر لما يريد رؤيتها ؟ لماذا يريد معرفتها ؟لماذا يشعر انه اسير هاتين العينان الخضراء ؟لماذا يشعر انه يريد احتضانها بشدة لتذوب بجوانب جسده وحنايا روحه
نفض راسه بشدة وانتفض من مشاعره ليكلم نفسه بصوت عالي : تمالك نفسك ياسين
لا تفكر بهذه الاشياء ولا تنسى انها اخت صديقك وموظفه بالشركة تعامل معها عادى مثل نهى اختك ولا تنسى ايضا ان فارق العمر بينكما كبير فهي زهرة في ريعان الشباب وانت قاربت على الاربعين
تذكرها مرة اخرى ليقول نعم انها زهرة يانعه جميله ورقيقه
__ انتبه يا رجل
تنبه الى صوت احد قائدي السيارات على الطريق يصرخ به
لينتبه الى الطريق ولكنه لا ينفك ان ينظر الى المرآه ليجد نظراتها بعينيها الخضراء تنظران اليه
***********************








نازل السلم مسرعا ليخرج من القصر ليستوقفه صوت امه الهادئ
__ ياسين الى اين انت ذاهب ؟
التفت اليها ليراها جالسه في مكانها المعتاد هي ويوسف ليذهب اليها يقبل راسها
يوسف : جميل ، انت ترتدى ملابس غير رسميه منذ فترة طويله لم ارك مرتدى هكذا
ابتسم بسعادة: هل اعجبتك ملابسي
__ نعم انها جميلة واخر صيحات الموضة ، الن تقل لي تفضل؟
رفع حاجبه بتعالي : في احلامك
قاطعتهما الام قبل بدء المشاكسة المعتادة : اين ذاهب بنى؟
__ لدى موعد مهم أمي
غمز يوسف بعينه : آها موعد مهم ممكن ان يكون موعد غرامي مثلا
ضحك بسخريه :ظريف حضرتك
__ نعم اعرف انى ظريف لم تقل شيء جديد، ولكن اعترف انه موعد غرامي
ابتسم لينصرف وهو يشير لآخاه بانه مجنون


*********************



توقف بسيارته اما الفيلا التي تقطن بها جنيته ترجل من السيارة لينظر الى الشرفات ليتبين ايهم تخص غرفتها
، تقدم الى الباب ليقرع الجرس فتح له عمر
__اهلا بك يا باش مهندس ، تفضل
صافحه ياسين وهو يقدم له علبة الحلوى : اهلا بك ارجوك عمر ، لا داعى للألقاب بيننا ، فانا اعتبرك صديق لي الا ان كان لك رأى اخر
__ لا طبعا ، انا اتشرف بمصادقتك ،تفضل الى الداخل ،لما كلفت نفسك
دخل به عمر الى الصالة ليجلسا معا
__ سأقوم انا بخدمتك فلا يوجد لدينا احد يقوم بالخدمة نور لا تحبذ ان يفعل احد غيرها ، وبم انها غاضبه منى فلن تفعل لي أي شيء
ضحك ياسين وهو يتأمل الصالة بأثاثها وديكوراتها على النظام الأمريكي
__ لقد تغيرت الفيلا كثيرا
__ نعم لقد طلبت من احد مهندسي الديكور زملائي تغييرها بعد موت جداي فكان النظام القديم يسيطر على نور ويشعرها بالكآبة فكانت كلما جلست بمفردها تتذكرهم وتبكى
هز راسه وهو يشفق عليها فمن الواضح انها رقيقه وحساسة جدا : هكذا افضل
__ الا زالت غاضبه منك ؟
هز راسه اسفا : نعم حتى عندما اخبرتها انى انتظر ضيوفا على العشاء لم ترد على ولكنها جهزت الطعام
ربنا يعينني عليها
__ هز راسه بتفهم وهو يشعر بالحزن كان يريد رؤيتها فكان يتخيل انها ستتناول الطعام معهما
تكلم مع عمر في امور العمل وهما يشربان القهوة ليرن هاتف عمر فيستأذن منه للرد فهو تليفون هام بالنسبة اليه
__ تفضل
خرج عمر الى الحديقة الخاصة بالفيلا ليرد على الهاتف

********************


جالس يقلب بعينيه في المكان ليسمع صوت خطوات نازلة على السلالم بسرعه ليفاجئ بها تدور براسها كأنها تبحث عن شخص ما مرتديه بنطلون جينز ضيق ذا خصر واطى فاتح اللون وقميص بناتي مجسم اسود اللون بربع كم قصير يكاد ان يلامس الجينز وشعرها القصير بشكل فوضوي وحذاء بناتي اسود اللون لقد تأملها جيدا فهو يراها جيدا ولكنها لا تراه
دخلت المطبخ بسرعه من الواضح انها لا تريد لقاء اخاها او ضيوفه المنتظرين لاحظ انها تحضر طعام سريع
فتحت الثلاجة لتخرج زجاجة من الحليب تصب منها في كوب لتشرب منه بهدوء

تقدم منها فهو يريد ان يتحدث معها : الن تتناولين الطعام معنا؟






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-13, 12:28 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثالث عشر



جالس يقلب بعينيه في المكان ليسمع صوت خطوات نازلة على السلالم بسرعه ليفاجئ بها تدور براسها كأنها تبحث عن شخص ما مرتديه بنطلون جينز ضيق ذا خصر واطي فاتح اللون وقميص بناتي مجسم اسود اللون بربع كم قصير يكاد ان يلامس الجينز وشعرها القصير بشكل فوضوي وحذاء بناتي اسود اللون لقد تأملها جيدا فهو يراها جيدا ولكنها لا تراه
دخلت المطبخ بسرعه من الواضح انها لا تريد لقاء اخاها او ضيوفه المنتظرين لاحظ انها تحضر طعام سريع
فتحت الثلاجة لتخرج زجاجة من الحليب تصب منها في كوب لتشرب منه بهدوء

تقدم منها فهو يريد ان يتحدث معها : الن تتناولين الطعام معنا؟
شهقت ليقع الكوب منها ارضا محدثا ضجة فهو اخر شخص تتوقع رؤيته في منزلها سالت نفسها ماذا يفعل هنا لتتذكر ضيوف عمر المنتظرين لتشهق مرة اخرى تنبهت انه مازال واقف امامها بطوله الفارع مرتدى بنطلون جينز ازرق وقميص كاروه ملون على الطراز الحديث ملتصق بجسده ليظهر عضلات صدره المفتولة وجاكت ابيض اللون يظهر اسمرار بشرته ويغدق على عيناه الرمادية لمعه جذابه
ابتلعت ريقها بصعوبة فهي تشعر بجفاف في حلقها عندما تراه وانعادت نظراته الفائتة لها في ذاكرتها لتشتت ذهنها
تكلم بهدوء وهو متابع نظراتها: كيف حالك نور؟
__ بخير الحمد لله
ردد سؤاله : الن تتناولين الطعام معنا ؟
نظرت اليه مستفسرة عما يسأل عنه اشار الى الطبق الموضوع امامها ،فهي كانت تحضر شطيرة لتتعشى بها مع كوب اللبن
__ انا لا اكثر بطعام العشاء
__ واذا قلت لكى من اجلى تناولي الطعام معنا ، أستوافقين؟
نظرت اليه فرات في عينيه نظرة تستحثها لتوافق على طلبه __ حسنا سأتناول الطعام معكم
نظرت الى اللبن المسكوب بتوتر وانحنت لتنظفه في خجل شديد
شعر بخجلها فأدار لها ظهره وهو يقول :نظام الفيلا جميل ، هل لكى دخل بالديكورات
__ قليلا
__ ان التصميمات تعكس رقتك وحسك الأنثوي
ابتسمت برقه لتقول مازحه: اشكرك على مدحك العظيم
ضحك بفرح شديد تحت دهشتها فلأول مرة تسمع صوت ضحكته وهى تحدث نفسها انها من اجمل الضحكات التي سمعتها في حياتها
اتجهت الى السلم ليمسكها من يدها فنظرت اليه بدهشه وهى تنقل بصرها بين ذراعها ويده
رفع يده وهو محرج : اسف لم اقصد، الى اين ذاهبه الن تجلسي معنا؟
__اه ،نعم سآتي ثانيه
قال هامسا : سأنتظرك
نبرته الرقيقة دغدغت مشاعرها واشعرتها بانها على وعد معه على اللقاء
هزت راسها بنعم وصعدت مسرعة

*****************


واقف ثابت امام السلم كتمثال رخامي ينظر لأثرها المختفي لينتبه الى يد عمر على كتفه لينتفض
__ ما بك ؟لم انت واقف هكذا؟
نظرات عمر مليئة بالأسئلة والتعجب من وقفته هكذا
كح بإحراج: لا شيء ، لفد تململت من الجلوس
__ اسف يا صديقي اعذرني انه تليفون مهم يخص العمل
__ ولا يهمك عمر
استأنفا كلامهما عن الاعمال واوضاع السوق


*****************


صعدت الى غرفتها مسرعة وجسدها مشتعل من لمسه يده الدافئة ووجهها احمر من الحرارة التي تشعر بها
نظرت الى نفسها في المرآه لتفاجئ بانه راها في هذه الملابس غير المحتشمة على الاطلاق ، كيف لم تسمع جرس الباب
لابد انه اتى وهى تستحم لذا لم تسمع الجرس ،وعمر اين هو و كيف يتركه لوحده هكذا في البيت ؟
حمدت الله ان عمر ليس موجود والا كان هد الدنيا على راسها لنزولها الى تحت بهذه الملابس وهي على علم بانه ينتظر ضيوف على العشاء
فتحت دولابها لترى ما يمكنها ارتداؤه لتنزل الى الاسفل بحثت كثير لتستقر على تنورة كريمية اللون واسعه تصل الى ركبتيها وقميص بأكمام الى المرفقين من الستان بنى اللون وحذاء بنى اللون بناتي تركت شعرها بشكله الفوضوي


نزلت بخطوات هادئة على السلم ليهتف عمر : ها قد جاءت أميرتي لتساعد الاخ الغلبان في تحضير العشاء
نظر اليها في سعادة ليردف عمر : انظري من لدينا نور ، انه المهندس ياسين
صافحته بهدوء ليشد على يدها في امتنان ويهمس : انا ممتن لتناولك الطعام معنا

********************


بدأت في تحضير الطعام على المائدة لتعلن : العشاء جاهز
امسكها عمر من يدها ليجلسها على راس المائدة :تناولي الطعام معنا
ابتسم اليه ياسين بحب لهذا الشخص الرقيق فهو يعلم انه يريد مصالحتها والاعتذار عما بدر منه البارحة
ولكن سر سعادته هو دعوة عمر لها بالجلوس وتناول الطعام معهم
__ تفضل ياسين
جلسوا ثلاثتهم الى المائدة
تلذذ ياسين بالطعام فحلاوته لامثيل لها
__ الحمد لله
__ ما هذا لم تؤكل شيء
__ نعم ، ان معدتي انتفخت من كثرة الطعام الذى تناولته
__ بالهناء والشفاء
__ الطعام ممتاز وشهى لم أتناول مثله يوما
__ تسلم يدي نور فهي من طهته
نظر اليها معجبا : حقا ؟
__ نعم
تعجب قائلا : ان فتيات جيلك لا يحبذن تعلم الطهو ولا يريدن الدخول الى المطبخ فلطالما سمعت أمي وهى تحاول ان تعلم نهى ولو قليلا قبل زواجها و لكن الاخيرة قررت التعلم في عمرو المسكين لدرجة ان بقية شهر عسلهما قضاه في المستشفى
انفجروا في الضحك
لترد نور بابتسامه : لقد اصرت جدتي رحمة الله عليها ان تعلمني الطهو
رددا : الله يرحمها
ياسين : سلمت يداك نور
قام من على المائدة ليدله عمر على دورة المياه



رجع اليها وهى تقوم بتوضيب المائدة ليقف متكئ بكتفه على الحائط فهي تتحاش النظر اليه اقترب منها وحمل عنها الاطباق
__ الا زلت غاضبه منى نور ؟
نظرت اليه بضيق : لم يحدث شيء عمر
__لا تغضبي نور ان تعطل السيارة كان من اسود الاشياء التي حدثت لي ، وكنت مرعوب عليكما وياسين كان طوق النجاة بالنسبة لي ، و أنت لم تستوعبي الامر جيدا بل تحولت الى طفله صغيرة مشاغبة
هزت راسها بتفهم ليقترب منها : المعذرة دلوعتي ، وانا سآتي لكى بالشوكولا التي تحبيها
ابتسمت بوجهه ليردف : ممكن ان تعدى لنا القهوة
__ طبعا



انتهت من توضيب المطبخ وصنع القهوة التي طلبها عمر قبل دخوله هو ياسين الى المكتب لتنادى عليه ليأتي يأخذ القهوة
ثم صعدت الى حجرتها لا تريد ان تحتك بياسين اكثر من ذلك فهي لا تستطيع السيطرة على الارتباك الذى يصيبها ويسيطر علي مشاعرها عند رؤيته والجلسة معه
غيرت ملابسها الى احد المنامات القطنية لتدخل الى فراشها وتتدثر بالأغطية وتستعد للنوم


********************



دخل حاملا القهوة ليضعها على الطاولة الصغيرة الموضوعة ويجلس مقابل لياسين
ليتكلم ياسين : انظر عمر ، انت تعلم ان الشركة التي اديرها من الشركات الكبرى بالسوق وتوجد لدى مناقصة للأسف
لن تستطيع الشركة انجازها في الوقت المحدد لها اريد من شركتك اكمالها ، لقد بحثت كثيرا بالسوق الى ان استقريت على شركتك فهي من احسن شركات مقاولات الباطن وتأكدت من انك تنفذ المناقصات بالمواصفات المطلوبة
غير سمعتك الحسنه وصيتك الواسع فانت و الشركة ذائعين الصيت
ها ما رايك ؟ أستتعاون معي ؟
__ طبعا موافق
فشركتي ليس لها عمل اخر غير مناقصة الشاليهات واستطيع ان اجمع بهما الاثنان
__ حسنا في الغد نمضى العقود ، تستطيع ان تمر على غدا بالشركة
__ان شاء الله سآتي بأحد محامى شركتي لمراجعة العقود و امضائها
__ سأنتظرك غدا استأذن انا
__ اجلس قليلا
__ لا الوقت متأخر ولابد لي من الذهاب الان ، شكرا على العشاء والجلسة الرائعة وان شاء الله نتعاون كثيرا في المستقبل
__ ان شاء الله


******************

اوصله عمر الى سيارته وعاد سريعا فهو يشعر بالسعادة فتعاونه مع شركه كبيرة كشركة ياسين ستثبت اقدامه اكثر بالسوق وتجعل شركته اسهمها تعلو واسمها يكبر
ابتسم و امسك هاتفه فهي اول من خطرت بباله ليخبرها بما يسعده
__ السلام عليكم حبيبتي
__ ردت بهدوء : وعليكم السلام
__ كيف حالك ، لم تكلميني من البارحة
تنحنحت : لا شيء ، لم تأتيني فرصه
__ ما الامر علياء؟ لم تتكلمي هكذا ؟
__ لا شيء ولكنى لا استطيع التحدث الان
استغرب من ردها ليفاجئ بصوت علي الضاحك: ما اخبارك يا نسيبي ، لم اسمع صوتك من قراءة الفاتحة
__ آها انت السبب اذن ، اهلا علي ،كيف حالك ، انا بخير والحمد لله
__ انا السبب في ماذا؟
__في طريقة علياء وهى تحادثني
__ اه لو تراها وهى في قمة الخجل عندما رن الهاتف واحمرار خديها عندما ردت عليك
__ حسنا لا تكن غلسا وارجع لها الهاتف وابتعد عنها حتى تستطيع محادثتي
ضحك علي : حاضر من عيناي ، تفضلي علياء





جالسه بصالة بيتهم وحولها متجمعين علي و اخواتها البنات وازواجهن واولادهن وهم منذ جلوسهم وهم يتكلمون عن يوم قراءة الفاتحة وما فعله عمر والخاتم ومدى رقته وهو يلبسها اياه ، تعليقات علي ومحمد ( زوج بسنت) جعلتها تغرق في خجلها وتتمنى ان تتركهم وتذهب الى غرفتها ليرن هاتفها ، ويمد على يده ليناولها اياه ويعرف ان عمر هو من يتصل لتنطلق الضحكات والتعليقات مرة اخرى كان عندها عدم رغبه في الرد الا ان امها امرتها بالرد علي خطيبها
سمعت كلام علي معه ليناولها الهاتف وهو ينحني عليها ويهمس لها
__ادخلي الى غرفتك لتتكلمي معه على راحتك
هزت راسها موافقه ودخلت الى غرفتها بسرعه
__ نعم عمر ، انا اسمعك
اجابها بدهشة : تسمعيني ، ليردف بنبرة حادة : لما تكلمت معي بهذه الطريقة منذ قليل
__ لا شيء عمر ، لكنى لم استطع ان احدثك وسط هذه الضجة
__ عجيب لم اسمع ضجه حولك
ردت بعصبيه :ما الامر عمر ؟ أتبحث عن مشكله نتشاجر حولها ؟
رد هازئا : لا علياء ، اعذرينى ان اتصلت بكى دون موعد مسبقا
تنهدت :عمر افهمني ، لا استطيع التكلم معك وسط عائلتي واخى بجانبي ، فانا اشعر بالخجل
__ تشعرين بالخجل منى ام من مكالمتي
__لا طبعا لست خجله منك حبيبي
بترت جملتها لتنبها لما قالته
ابتسم بسعادة ولكنه سيطر على صوته ليسال بجديه
__ لما توقفت اكملي كلامك
__ سأغلق الهاتف فانهم ينتظرونني بالخارج
تنهد بضيق ونفخ غاضبا : حسنا علياء ، عندما تريدي ان تكلميني رقم هاتفي معك
اغلق الهاتف بدون وداع او كلمه حبيبتي التي يقولها دائما
علمت انه غاضب من طريقتها ولكنها لن تستطيع ان تتعامل معه مثلما يعاملها




غضب من ردها عليه وطريقتها الجافة في التحدث معه وقرر ان لا يتصل بها ثانية الى ان تكلمه هي
فهو تعب من صدها له وهو يحاول بكل جهده ان يبين حبه لها في كل خطوة وكل موقف وكل كلمه بينهما
كان يريد ابلاغها بالعمل الجديد وانها قدمها قدم خير ووجهها فتحة خير عليه وانه يريد الاسراع بالزواج
ولكن صدها اغضبه وجعله يلتزم الصمت



******************



يقود سيارته وهو يشعر انه طائر بين السحاب فالسعادة التي يشعر بها الان لم يشعر بها من قبل ، موافقتها على تناول العشاء معهم بناء على طلبه منها اشعرته بسعادة حقيقيه نظر الى نفسه في المرآه الأمامية للسيارة ليتأكد من استنتاجه
فالحقيقة تطل من عينيه و واضحه اماه كالشمس هو يحبها فرمل السيارة بعنف
لينظر مرة اخرى الى نفسه في المرآه ويبتسم بسعادة فهو يشعر بلذة الحب لأول مرة في حياته
حدث نفسه : أهذا هو الحب من النظرة الاولى
تعجب من نفسه لم يجزع او يوبخ نفسه على مشاعرة فان شعور السعادة الذى يكتسح جسده يغطى على كل شيء اخر
ادار السيارة مرة اخرى في سعادة وفرح فهو يشعر بنشوى تجتاح عقله وجسده يريد ان يأتي الغد سريعا حتى يراها ويتكلم معها فهو يشتاق اليها من الان
ادار راديو السيارة ليصدح صوت حليم ويغلف المكان


الحلوة الحلوة الحلوة .. برموشها السودة الحلوة
شغلتني ناديتني خذتني .. وديتني بعيد وجابتني
والشوق الشوق غلبني ..الشوق كان ح يدوبني
لولا ضحكتها الحلوة .. وعدتني بحاجات حلوة
الحلوة الحلوة عنيك يا حبيبي..
في عيونك سهرت لياليه .. وطالت أيامي
وف ضل رموشك وشفايفك .. غنت أحلامي
وعشانك صحيت أفراحي .. ورقصت قدامي
وشبابي لقيته فى شبابك..ولقيت روحي
سهرانه بترقص على بابك ..يا حياة روحي
والشوق الشوق غلبني .. الشوق كان ح يدوبني
لولا ضحكتها الحلوة.. وعدتني بحاجات حلوة
الحلوة الحلوة عنيك.. يا حبيبي
باليوم والساعة والثانية .. أنا فاكر فاكر يا حبيبي
أول مرة قابلتك فيها .. أول كلمة ناديت لك بيها
أول مرة أقول يا حبيبي .. يا حبيبي وحاسس معانيها
في عنيك حسيت بالحب .. وعرفت بيجي منين
وازاى بيدفي القلب . وازاى بيصحي العين
وشبابى لقيته فى شبابك .. ولقيت روحي
سهرانه بترقص على بابك .. يا حياة روحي
لولا ضحكته الحلوة .. وعدتني بحاجات حلوة
الحلوة الحلوة عنيك .. يا حبيبي

استعجب من نفسه فلأول مرة يحس بكلمات الأغنية ،شعر ان الأغنية تصف مقدار سعادته وشعوره
ليدندن معها ويردد بعض الكلمات ويدق على مقود السيارة ويهز راسه معها وهو في حاله شديده من النشوى
يتذكرها ويتذكر ضحكتها الجميلة وملامحها الرقيقة الهادئة وعيناها الجميلتين
ليتنهد بحب ويبتسم ويتذكرها وهى جالسه خلفه ليتيه في مشاعره وحبه لها ويوعد نفسه بالسعادة التي لم يعرفها من قبل



******************



طرقت الباب بهدوء لتسمع صوت علياء : ادخل
__ ها يا عروستنا أتتكلمين في الهاتف ؟
ردت بضيق : لا لقد انتهيت منذ قليل
تقدمت الى منتصف الغرفة لتنظر الى علياء الجالسة على فراشها والضيق ظاهر على ملامحها
__ اذن لما لم تأتى لتجلسي معنا
__لا شيء محدد
__ أنتي غاضبه من علي ومحمد
__ لا ، لكنى تشاجرت مع عمر
رددت بدهشه: تشاجرت مع عمر ، لم؟
__لقد غضب من طريقة كلامي معه امامكم
تقدمت الى الفراش لتجلس بجوارها : من الجيد انكى تكلمت بهذا الموضوع
لا انا ولا أمي استسغنا طريقة كلامك معه فانت كنت في منتهى قلة الذوق
__ انى اخجل من محادثته امامكم ولولا أمي امرتني ان ارد على الهاتف كنت تلمت معه لاحقا
رفعت حاجبيها داهشة مما قالته اختها
__ أتمزحين علياء ما هذا الذى تقوليه لا تردى على خطيبك لأننا موجودون ، كان من الممكن ان تدخلي الى غرفتك لتحادثيه ، سيصبح زوجك في القريب العاجل بعد ثلاث اسابيع تقريبا
صراحة لا افهمك
سكتت بسنت قليلا لتردف بجديه وعيناها تتفحصانها: علياء هل علي غصبك لتوافقين على الزواج؟
اتسعت عيناها دهشه من الاستنتاج الذى توصلت له بسنت لتقول بسرعه :لا طبعا
__ اذن لما تتعاملين معه هكذا ان امى أخبرتني انك تتجاهلين مكالمته او تردين عليه بجفاء وقلة صبر
ترددت هل تخبرها ثم اثرت الصمت
لفت يدها حول اكتاف اختها وتحتضنها : علياء انتى اختى الحبيبة لو يوجد لديك مشكله ، اخبريني عنها
ابتلعت ريقها وبللت شفاهها لتقص ليها ما حدث وما قالته حرم اخاهما المصون
انتفخت بسنت قهرا لتصرخ بها انت مجنونه ، من فضلك جاوبيني
ما مدى معرفة ايه لعمر حتى تخبرك عنه هذه الاشياء؟ وبدون سؤال صدقتي كلامها
انت عمياء لست علياء الم تلاحظي مقدار الود والحب الذى يطل من عينيه عندما يراك
الم تلاحظي ولا مرة وانت عند نور او هو عندنا في البيت نظرات الحب والهيام الذى ينظر اليكي بها
الم تلاحظي مدى سعادته بالخطبة واصراره على الاسراع وعقد القران
انه يحبك يا متخلفة
ان علي نفسه يعلم بحبه لكى وكان يرد العرسان من اجله ،الم تلاحظين انا ووفاء وأمي وازواجنا مرحبين بهذه الزيجة وفرحين بها جدا
ان مشاعره واضحه كالشمس وانت بلهاء تصدقين بضع كلمات سخيفة من ايه
صمتت لانفعال اختها فلأول مرة ترى بسنت منفعلة هكذا
لتكمل الاخرى: علياء انت تعلمين ان ايه تغار من نور لأنها محبوبه في عائلتنا اكثر منها ولأنها علمت برغبة أمي في انها تصبح زوجه لعلي لذلك اعلنت مشاعر الكره لنور وعمر بالطبع فلو عمر قريب ظلت نور امام علي وظل حلم امي يراودها فتلخصت الخطة ان تتخلص منهما الاثنان وطبعا زيجتك من عمر ستقرب المسافات ثانية وهي لا تريد ذلك
كما ان عمر لا عليه غبار فهو محترم ومتربى انه صديق اخاك لو كان عليا صاحب غراميات لكان عمر هكذا وطبعا انت ادرى بعلي
وضعت كفيها تغطى وجهها وتبكى بصمت: اعرف بسنت كل كلامك هذا واشعر به وبمشاعره ولكن كلما رايتها أمامي اتذكر كلماتها واشعر بجسدي يحترق منه
ان البارحة كان من اجمل الامسيات التي قضيتها في حياتي تكلمنا كثيرا ونحن نرقص معا ومزحنا و اغدق على من مشاعره الفياضة
وانا تعاملت معه جيدا واختزلت الحصار الذى فرضته على مشاعري معه
ولكن عندما رايتها اليوم لم استطع السيطرة على مشاعري
احتضنتها بسنت لتخفف عنها : علياء اخرجي اية وكلامها من حسابتك وانا سأتصرف معها ،وهيا اتصلي بعمر لتصالحيه
لا تتكلمي في الموقف ثانية بل تكلمي في أي شيء اخر أسأليه ماذا كان يريد مثلا
تدللي عليه كما تفعلي مع علي ولكن تذكري دائما انه زوجك
همت بالخروج من الغرفة لكنها توقفت عند الباب
__ أنسيتني ما جئت من اجله ،أمي تريد ان نبدأ في شراء جهازك ، وبما انكي لا تعملي وانا لدي رصيد من الاجازات سأخذ اجازة وننزل كل يوم لشراء الاحتياجات الخاصة بزواجك وتجهيزات العرس ، فتجهزي من الغد سأمر عليك في الصباح الباكر
__ لم الان ، الوقت مبكر على شراء احتياجات العرس
هزت كتفيها : لا اعلم ولكنها رغبة امي ، وسنفعل ما تريده ويرضيها
هزت راسها موافقة و هي مندهشة من موقف امها



***************



رن هاتفه بنغمتها المميزة ليندهش من اتصالها ، لم يصدق انها ستتصل به بهذه السرعة
رد ليأتيه صوتها: السلام عليكم
فضل الصمت ليوضح لها انه غاضب بالفعل
__ عمر انت معي
رد بأسلوب جاف: نعم معك
__ اذن انت غاضب فعلا
تنفس بعمق لتردف بسرعة :لا تغضب ، فانا لم اقصد اغضابك
كنت خجلانة لا اكثر وليس منك ولكن منهم لقد ضايقوني بتعليقاتهم
قالت بصوت يملأه الرقة والدلال : ارجوك لا تغضب
ابتسم داخليا على رقتها ليقول بثبات : هل يهمك غضبي لهذه الدرجة ؟
ردت بصوت اكثر رقة :لا احتمل فكرة انك غاضب مني
رد بهدوء : خلاص علياء لست غاضبا
__ حقا
__ ألا تصدقيني ؟
__ لا لم اقل ذلك ولكني اريد التأكد من مسامحتك لي
رد برقته المذيبة لها : تأكدي انني لا استطيع ان اغضب منك يوما
ضحكت بخفه لتساله : لماذا كنت متصل ؟ شعرت انك تريد قول شيء مهم
ابتسم بسعادة لحدسها وشعورها به :نعم كنت متصل لأقول لكى ان وجهك حلو علي وقدمك قدم الخير سأتعاون مع شركة المهندس ياسين وهذا التعاون مثمر جدا لي وسيجعل شركتي ترتفع الى مرتبه اعلى في السوق
اجابته فرحة : مبروك حبيبي الف مبروك
صمت ليستمتع بالكلمة وحلاوتها وهى تخرج من شفاهها
__ عمر انت معي
__ ممكن ان تعيديها مره اخرى
احمرت خجلا ليخرج صوتها هامسا: ما هي؟
__ انت تعلمين
تلعثمت : سأغلق الان سأصحو باكرا لان امى اعلنت حالة التأهب القصوى وامرتني انا وبسنت ان نبدأ في شراء احتياجات الزواج
__ بمناسبة الزواج ما رايك ان نقدم موعده
__ لا اعرف ،الديك موعد معين
__ نعم بعد اربعة اشهر
__ اليس مبكرا يا عمر؟
__لا استطيع الانتظار اكثر من ذلك علياء
سعدت وخجلت من جملته لترد هامسه : انا موافقه
__ ماذا قلتي لم اسمعك جيدا
__ عمر ،لابد من اخذ موافقة علي وأمي
__حددي لي موعد مع خالتي سآتي لأزوركما، وحددي موعد معها لشراء الشبكة وابلغيني بهما
__ حاضر ، سأغلق الان لأسلم عليهم قبل ان يغادروا
__حسنا ، سأتصل بكي ثانية قبل نومى
قالت برقه :سأنتظرك
اغلقت الهاتف وهي تشعر براحة فمحادثتها مع بسنت ازالت العبء الثقيل التي كانت تشعر به من اتجاه عمر واكدت لها انه يحبها ويريدها وان لا اساس لكلمات ايه معها

خرجت من غرفتها فرحة لتذهب الى التجمع العائلي وتجلس بجوار علي : امي عمر يريد ان يأتي ليزورنا
التفت علي لها وامها ترد :يتفضل حبيبتي في أي وقت
ضحك علي :هل تخلصنا من الخجل الان؟
احمرت وجنتيها ولم تستطع ان تتكلم
لترد بسنت : علي كف عن مضايقتها ، لم تقل شيء يستدعي الخجل لتردف بنبرة حاده : زوج يأتي لزيارة زوجته
لقد كنت كل يومين اثناء خطبتك لأية تزورها اليس كذلك ايه؟

قالت جملتها الاخيرة باستهزاء وهي تنظر الي اية نظرة متحدية
شعر علي بشيء بين زوجته وبسنت فلأول مرة بسنت تتكلم معه بهذه الحدة ليعقد حاجبيه ويجيب : نعم كنت ازورها ،ما المشكلة ؟ وانا لم اعترض على زيارة عمر ،كنت امزح فقط
__ اعرف اخي
قاطعتها علياء لتقل بهدوء : ويريد ايضا تحديد موعد لشراء الشبكة ، ها ما رايك امى؟
نظرت الام الى علي : ها علي انت متفرغ متى؟
__ لأجل عيون علياء ، الان لو تريد
ضحكت ليشدها الى حضنه : متى تريدين الموعد ؟
رفعت كتفيها : لا اعلم
__حسنا ابلغيه ان يأتي غدا في المساء لنحدد موعد شراء الشبكة
هزت راسها فرحة لتقول لبسنت: بسنت تعالي اريدك
قامت هي واختها للداخل : بسنت ارجوك لا تفتعلي المشاكل مع ايه ، انا لا اريد تكدير علي
دخلت وفاء عليهما : ماذا تفعلان ؟
ابتسمت علياء : لا شيء وفاء ، الن تأتى معنا وانا اشتري احتياجاتي
__ سآتي طبعا لكن في نهاية الاسبوع
__ حسنا
دخلت ايه متغطرسة لتقول لعلياء :ناولني كوب من الماء
رفعت بسنت حاجباها الايمن وقالت من بين اسنانها : وفاء خذي علياء واتفقا خارجا على موعد نزولنا في نهاية الاسبوع
اندهشت وفاء لكنها امتثلت لكلمات اختها لتهمس لها علياء قبل خروجها : بسنت تذكري علي
نظرت لها بسنت شذرا لتخرج علياء من المطبخ مسرعة
__ ايه استمعي الي جيدا حتى لا اكرر كلامي مرة اخرى ، من الافضل لكي ان تبتعدي عن علياء
اجابت هازئة وهى تلوى شفتيها : ماذا ستفعلين بسنت ؟
__ انت تعلمي جيدا ما استطيع فعله واني الي الان اراعي مشاعر علي واراعي ان بينكما جني
وانت تعلمين ايضا ان كل ما فعلتيه شيء وما فعلتيه مع علياء شيء اخر وان علي لا يحتمل على علياء نسمة الهواء الطائر ، اكملت مهدده : لا تقولي انني لم انذرك ، وقد اعذر من انذر
خرجت وهى تاركه ايه تغلى وتفور من الغضب





*********************






دق على الباب بهدوء ليفتحه ويطل براسه منها : أستطيع الدخول نور؟
جلست على الفراش معتدلة: تفضل عمر ، كنت اقرا قليلا قبل النوم
جلس على الفراش بجانبها : مازالت غاضبه ؟
ابتسمت :لا عمر انتهينا خلاص ، عمر ماذا كان يفعل المهندس ياسين هنا؟
__ سنتعاون معا بإذن الله ، لديه مناقصه يريد منى اكمالها لان شركته لديها ارتباطات كثيرة
__ مبروك عمر الف مبروك
__ الله يبارك فيك ، ممكن ان استعير سيارتك الى ان ينتهى الميكانيكي من السيارة
__ طبعا ، اخرجت المفاتيح وسلمتها اياه :تفضل
__ سأوصلك كل يوم الى عملك ولكن تصرفي في العودة
__ لا تقلق عمر سأتدبر اموري
__حسنا تصبحين على خير
__ وانت من اهل الخير
خرج من الغرفة وتركها لتنام وهو يتمنى لها احلاما سعيدة



*********************************************




جالس بسيارته يستمتع بهواء المساء البارد ويردد كلمات الاغنية التي مست قلبه ودغدغت مشاعره ليفاجئ بيوسف
وهو يضحك امامه :ما هذا ؟ تغنى ياسين ، لا اصدق عيناي
ابتسم في وجهه : ما المشكلة ؟ انه عبد الحليم والجميع يغنون له
__ آها ظاهر عليك السعادة ، غمز بعينيه : كان موعد موفق
ضحك قائلا: يوسف ابتعد عنى ولا تضايقني انا سعيد جدا اليوم
ضحك يوسف ضحكه عالية : اريد ان اعلم من هي التي اوقعتك بشباكها
__ يوسف قلت لك ابتعد عنى قالها بضحك وهو ينزل من سيارته ليغلقها
رفع يديه باستسلام : حسنا ، اتصدق ياسين انا ايضا اشعر بسعادة كبيرة لابتداء للعمل غدا
__ هذا شيء جيد
لف يده حول كتف اخاه :اتعلم يوسف ان تفوقت سأسند لك جميع الامور الإدارية للشركة ، فانا اريد الاهتمام بالأمور الهندسية فقط
__ حقا سأبذل قصارى جهدي
دخلا الى القصر وهما يتبادلان حديث اخوى ليساله ياسين
__اين امي ؟
__ انها في غرفتها
__ حسنا سأذهب اليها
__ انا سأذهب لأنام سأصحو باكرا ليبتسم ابتسامه واسعه : فانا مشتاق جدا للعمل وللشركة كلها
ضحك على كلام اخاه وطريقته
ليتجه الى غرفة امه ويطرق الباب بهدوء ويدلف الى الداخل
__ هل نمتى امي
__ لا حبيبي تفضل
تقدم اليها وقبل يدها وراسها
__ اجلس ياسين اريد محادثتك
__ نعم امي كلي اذان مصغيه
__ ارى انك سعيد
ابتسم :نعم المقابلة كانت جيده
__ الا تنوى ان تفرح قلبي بزواجك ؟
اتسعت ابتسامته : قريب امي ان شاء الله
نظرت اليه بدهشه ممزوجة بفرح : حقا ياسين ، متى؟
ضحك بخفه : عندما استقر على العروس سآتي اليك واقول لك اريدك ان تخطبي لي
__ حسنا سأتركك لتنتقي عروسك بنفسك وتعلم دائما انه يوم المنى لي يوم ان اخطب لك
هز راسه بسعادة : نعم امي اعلم ، ها ما الموضوع الذى تريدين به؟
__ ما رايك في العائلة التي التقينا بها في فرح ساره
__ ايهم ؟
__ عائلة المهندس عمر
__ اه ، انهم عائله محترمه ومرموقة اجتماعيا ، انهما احفاد اللواء اسماعيل عبد الرحمن صديق بي تتذكريه ؟
__ اه طبعا اتذكره
__ انه جدهما من الام
__ ان نهى وعمرو اشدا بهما ايضا وعمرو اشاد ايضا باهل خطيبة عمر
__ اه ، لما تسألي امي؟
__ اريد ان اخطب نور ليوسف






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-13, 12:29 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع عشر




أتجه الى غرفة امه ويطرق الباب بهدوء ويدلف الى الداخل
__ هل نمتى امي ؟
__ لا حبيبي تفضل
تقدم اليها وقبل يدها وراسها
__ اجلس ياسين اريد محادثتك
__ نعم امي كلي اذان مصغيه
__ ارى انك سعيد
ابتسم :نعم المقابلة كانت جيده
__ الا تنوى ان تفرح قلبي بزواجك
اتسعت ابتسامته : قريب امي ان شاء الله
نظرت اليه بدهشه ممزوجة بفرح : حقا ياسين ، متى؟
ضحك بخفه : عندما استقر على العروس سآتي اليك واقول لك اريد ان تخطبي لي امي
__ حسنا سأتركك لتنتقي عروسك بنفسك وتعلم دائما انه يوم المنى لي يوم ان اخطب لك
هز راسه بسعادة : نعم امي اعلم ، ها ما الموضوع الذى تريدين به؟
__ ما رايك في العائلة التي التقينا بها في فرح ساره
__ ايهم ؟
__ عائلة المهندس عمر
__ اه ، انهم عائله محترمه ومرموقة اجتماعيا ، انهما احفاد اللواء اسماعيل عبد الرحمن صديق بي ، تتذكريه ؟
__ اه طبعا اتذكره
__ انه جدهما من الام
__ ان نهى وعمرو اشدا بهما ايضا وعمرو اشاد ايضا باهل خطيبة عمر
__ اه ، لما تسألي امي؟
__ اريد ان اخطب نور ليوسف
فتح عينيه من الصدمة وتحشرج صوته: ماذا تقولي أمي ؟
__ الم تسمعني ؟
اريد ان اخطب نور ليوسف ، لقد شعرت انه يعاملها بطريقه مختلفة عن الاخريات من الممكن انه يحبها فهي كانت زميله له في الجامعة وكانا يحبا بعضهما ، فهو اصر ان اتعرف عليها وعلى عائلتها ولا تنسى اصراره على الحصول على باقة الورود واهداءها لها غير ان سنهما متقارب واكيد متفاهمين فهما زميلان في الدراسة والعمل
امتقع وجه وهو يتذكر كلام يوسف عنها وطريقة معاملته لها ورنت كلماته منذ قليل عن العمل والشركة حينها ضحك عليه لم يثمن كلماته ولم يعطها اهميه الان يفهمها انه مشتاق لنور سيعيد بالعمل لأنه سيراها
نبهته امه : ياسين انت لا تسمعني
رمش بعينيه وهو يرسم على شفتيه ابتسامه باهته :معك امي ، انا معك
__ حسنا ما رايك؟
رد بهدوء وتعب: لا اعرف أمي، افعلي ما يحلو لكي

قام لينصرف الى غرفته بخطوات ثقيلة وهو يشعر ان قلبه هوى بين رجليه فزادهم ثقلا كان يشعر منذ قليل انه يحلق في سماء السعادة ليصحو من حلمه ويرتطم بارض الواقع المرير ، لا يستطيع ان يكسر قلب اخيه او يسرق سعادته وحبه القديم
كلمات امه ترن بإذنيه لتزيده الما وتجعله يعيش في كابوس جديد ، ولكنه كابوس من ارض الواقع سيضطر للتعامل معه كل يوم وهو يرى نظرات الحب بينها وبين اخيه ، في تصرفات اخيه ومعاملته لها ، في ابتسامتها الدافئة وضحكتها مع اخية ،كيف سيتعامل معها بعد ان تصبح ملكا لأخيه قلبا وعقلا وجسدا
رمى جسد على الفراش بإهمال بعد ان انهكه تفكيره وهو يشعر بتعب شديد انه يشعر بقلبه يشتعل وجوفه النيران تعبث به لتزيده سقما ، يريد ان يصرخ ولكنه لا يستطيع ان يفعل أي شيء متعب ومنهك للنخاع وامامه ليالي كثيره يقضيها جسد بلا روح في كابوس من ارض الواقع




******************************************






جالسه في حديقة منزلها امام حوض زهورها المفضل في جو ربيعي ، نسمات الهواء تتخلل شعرها تجعله يتطاير حول وجهها ، رات احدى الفراشات تطير حولها مظهرها خلاب هب الهواء مرة اخرى جعل شعرها يطير اكثر ويجعلها تحرك راسها في سعادة واستمتاع ، فالجو جميل والهواء عليل
هب الهواء مرة اخرى بقوة اكبر محملا بالأتربة فأغمضت عينيها لتفتحها وتجد السماء تحولت الى اللون الاحمر والفراشة الطائرة احترقت امامها مما ادى الى انزعاجها واضطرابها فهذا التحول المفاجئ اخافها حولت نظرها الى حوض الورود فرات الفراشة المحترقة تسقط به لتضرم فيه النيران وتتركه مشتعلا هو الاخر ، هبت واقفه والخوف بعينيها غير قادرة على الصراخ دارت بصرها الى الحديقة لتجد النيران تعبث بجوانبها ركضت هاربه من النيران التي تلم ما حولها لتتعثر وتسقط بصرخة مدويه
__ نور ،نور ما بك؟
فتحت عينها بصعوبة لتجد عمر جالس على ركبتيه ارضا بجانبها ، نظرت حولها خائفة لتجد نفسها على ارضية غرفتها وعمر ينظر اليها والخوف يطل من عينيه
بت على خدها بخفه : نور أنت بخير
هزت راسها بنعم
__نور أرجوك اجبيني ، ما بك ؟ لم كنتي تصرخين
ردت بصعوبة : لا شيء ، مجرد حلم لا اكثر ولا اقل
نظر اليها محاولا الدخول الى راسها ليتنهد قائلا : اذن ، قومي ستتأخرين على عملك
__ حسنا
قامت بصعوبة من الارض وهى تشعر بانزعاج من حلمها ، فهي لا تستطيع تفسيره ولكن رؤية حديقة منزلها جعلتها تشعر بالخوف على اخيها الوحيد و سدنها و المتبقي من عائلتها
رن المنبه بإزعاج ليجعلها تنتبه الى الوقت فقامت لتجهز وتذهب الى العمل



*************************************************




استيقظ على صوت امه وهى تناديه
__ ياسين افق بنى ، ان الساعة تجاوزت الثامنة
فتح عينيه وهو لا يستطيع الرؤية: أمي
__ نعم حبيبي، استيقظ ستتأخر على الشركة
لا يستطيع الوقوف انه نام البارحة بعد الفجر، بعدما تعب من كثرة التفكير
سالته امه : لم نمت بملابسك؟
تذكر ملابسه فلم يستطع ان يقوم من مكانه ليغير ملابسه ويرتدى احدى مناماته ليتنهد بضيق : لا شيء أمي
__ هل انت متعب ياسين ؟
__ لا امي ، شكرا لكى لإيقاظي
عرفت من لهجته انه يريد الاختلاء بنفسه، فقامت لتنصرف بهدوء
وقفت على باب الغرفة :ياسين انا انتظرك لتتناول معي الفطور
__ لا أمي ، لن استطيع تناول الفطور فقد تأخرت بما فيه الكفاية اليوم ، سأرتدى ملابسي واذهب الى الشركة على الفور
هزت راسها وهى تخرج من الغرفة ، لقد تأكدت انه ليس على ما يرام فهو مختلف عن البارحة كليا ، شعرت بالخوف عليه وفكرت في الاستعانة بنهى فهي اقربهم اليه ومن تستطيع الكلام معه ومعرفة ما به



تنهد بتعب بعد خروج امه من الغرفة وجر نفسه من الفراش ليقف امام المرآه ليرى ملابسه التي انتقاها البارحة بعنايه شديدة ، لتندفع الاحداث في ذاكرته كالشلال ، نفض راسه من الافكار ليحاول السيطرة على مشاعره ، وهو يؤكد لنفسه انها لا تناسبه فهي حب اخيه وهو لن يستطيع كسر قلب اخيه



*******************************************




بعد ان اوصلها عمر الى الشركة صعدت درجات السلم بهدوء لم تستخدم المصعد فهي تحاول تفريغ شحنة التوتر المسيطر عليها من الحلم المزعج الذى تعرضت له
دخلت الى المكتب بهدوء لتستقبلها سناء باسمه
__ صباح الخير نور، كيف حالك ؟
ردت بهدوء :صباح النور ، بخير الحمد لله
__ نور ما بك ؟ وجهك واضح عليه الشحوب
__ لم انم جدا
__ آها اذن سأوصى لكى بكوب من القهوة لتبدأ يومك
اخذت تفكر في معنى الحلم الى ان رات يوسف بوجه الضاحك واقف مستند على الباب بكتفه
__ صباح الخير على نور الشمس الساطع
ابتسمت بتوتر: صباح الخير يوسف
تقدم الى الداخل : ما بكى؟ وجهك شاحب كالأموات
__ لا شيء ولكنى متعبه قليلا
__ تريدين أي مساعدة
__لا اشكرك
__ ابتسم بهدوء : نور انت غاضبه منى اليس كذلك؟
__ لا لم تقل ذلك؟
اتسعت ابتسامته : لأنكى تجيبيني من بين اسنانك
__ يوسف انا متعبه ولا قدرة لي على النقاش
تقدم ليجلس على الكرسي الموضوع امام مكتبها : اذن انت بالفعل غاضبه
__ لن استطيع التخلص منك اليس كذلك؟
رد بهزه من راسه وابتسامته تزداد : هيا قولي لما انت غاضبه؟
__ انا لست غاضبه ولكنى مستاءه منك ، فانت لم تخبرني انك اخ المهندس ياسين
ضحك : لم اريد ان تتعاملي معي بطريقة مختلفة وتتخذي منى موقفا اذا علمتي انني من اصحاب الشركة
رددت بذهول : اصحاب الشركة
__ نعم انها شركة والدنا رحمة الله عليه
__ رحمة الله عليه ، اذن يا استاذ لما لا تشغل منصبا اداريا مرموقا
__ لان اخي العزيز يؤمن بارتقاء السلم درجة درجة
ابتسمت بإعجاب فهي تكتشف صفه جديدة مميزة في ياسين تجعلها ان تشعر بانه فريد من نوعه
__ ها الا زلت غاضبة؟
__قلت لك من قبل انا لست غاضبه
ضحك : حسنا يا انسه لست غاضبه كرر كلمته مقلدا صوتها
ضحكت على مزحته :اليس لديك عمل تقوم به ؟
__ اه انت تطرديني
__ لا لكنى متعجبة من تسكعك هنا وهناك
__ ان اخى العزيز لم يأتي بعد ، تصوري منذ بداية عمله لم يتأخر ولا مرة عن موعده
سالته بلهفه : اهو مريض؟ كان البارحة على ما يرام
نظر لها بدهشه وقال مبتسما : البارحة ، اين رايته البارحة؟
__ اه نعم كان عندنا بالمنزل كان يتفق مع عمر على عمل او شيء من هذا القبيل ،وتناولنا العشاء معا
رفع حاجبيه مدهوشا فهو اخر مكان كان يتوقع عودة اخيه منه مفعم بهذه الكميه من السعادة ليتذكر المشهد الذى راه في حفل الزفاف بينه وبين نور عندما كانت امه تسلم على السيدة خالده لتتسع ابتسامته وهو يعلم من الذى سرقت قلب اخية
دخلت سناء وهى حاملة لأكواب القهوة
__لقد جئت بالقهوة
لتردف :اهلا اهلا بالعضو الخاص بمكتب مديرنا العظيم
ضحك بصوت عال : اهلا بكى مدام سناء
__ ماذا تفعل هنا ؟
مد يده ليأخذ احدى الاكواب : لي نصيب بهذه القهوة
ليردف بأدب : شكرا لكي يا استاذه سناء على منحتك الجميلة جاءت في وقتها
ضحكت سناء : حسنا اذهب الى مكتبك الان حتى لا يأتي السيد عبد العزيز ويحيل نهارنا جحيما
وضعت الكوب الاخر امام نور لترفع لها راسها : و انت سناء
__ لا تقلقي سأقول لعم صابر ان يأتيني بكوب اخر بدلا من الكوب الذى استولى عليه يوسف بك
جلجلت ضحكته في الكتب ليقل وهو يقلد صوت يوسف وهبي: هل تشبهيني بيوسف بك وهبي
ضحكت نور على اثر ما قاله ليفاجئوا به واقف امامهم بطوله الفارع والضيق ظاهر على ملامحه




************************************************** ****





دخل الى مقر الشركة و ركب المصعد وعند اول توقف له خرج منه شارد الذهن فهو يفكر مليا فيما سيحدث وكيف سيكون موقفه من التي ستصبح زوجة اخية ،رنت الكلمة في راسه ليشعر بقلبه يتمزق سيخبر امه انه يحبها لن يستطيع فهو لن يسمح بكسر قلب اخيه حتى لو مات من الالمه
افاق من شروده على صوت يوسف الضاحك وضحكتها الجميلة تنطلق من احدى المكاتب ليكتشف انه في طابق الشئون القانونية شعر بان راسه ستنفجر والصداع يخيم عليه عند رؤية يوسف يتوسط المكان وهى تتكلم معه وتضحك على ما يقوله بعذوبه وجمال
لتصمت عند رؤيته وتقف باضطراب

نظر لها مطولا ، فهو يودعها يودع حلمه الذى مات وليدا
نقل عيناه الى اخيه ليقول بهدوء : ماذا تفعل هنا يوسف؟
تنحنح يوسف فوجهه لا يبشر بالخير ويظهر عليه الارهاق : لا شيء ، سأذهب الى مكتبي الان
التفت الى سناء : اين السيد عبدالعزيز ؟
__ نظرت الى ساعتها لتجدها تجاوزت التاسعة تلعثمت : انه لم يأت الى الان؟
رفع حاجبه: سأذهب لأسال السكرتيرة
خرجت من الغرفة مسرعة
لينقل نظره الى يوسف ليخرج هو الاخر من الغرفة متجها الى مكتبه



واقفه خلف مكتبها منتظرة ان يكلمها الى ان شعرت بنظراته تحرقها لترفع عينيها اليه مستفسرة لترتعد من نظراته لم تكن دافئة كما توقعت وكما راتها قبل ذلك البارحة او في السيارة بل كانت باردة قاتمه وتشوبها الكثير من الحزن
راعها التعب الواضح عليه لتقول له برقتها المعهودة : تفضل اجلس الى ان تأتى الاستاذة سناء


انتبه انها تكلمه ليضيق عيناه فلم يستمع الى ما قالته ليقول بحده: ماذا تقولي ؟
تلعثمت وهى تعيد ما قالته: تفضل بالجلوس الى ان تأتى السيدة سناء
نطق باقتضاب : شكرا لا اريد الجلوس
نظر اليها نظرة اخيرة ليوليها ظهرة ويغادر الغرفة تاركها في حيرة من امرها

**********************************************

غادر مسرعا وهو في عاصفة مشاعر متضاربة لا يستطيع الابتعاد عنها ولا يستطيع الاقتراب منها
فهي اصبحت كالتفاحة المحرمة يشتهيها ولا يستطيع تذوقها ، اراد ان يعود لها فهي احتلت كيانه وتفكيره
تنهد ليوبخ نفسه على طريقة معاملته لأخية ، فهو لم يستطع السيطرة على الغيرة وهى تنهشه عند رؤيته بقربها
تمنى ان يكون في مكان اخيه ليتكلم معها وتضحك على نكاته ولكن من الظاهر أنها امنية صعبة المنال


دخل الى مكتبه دون القاء التحية على السيدة عبير
رفعت عيناها والدهشة ترتسم على وجهها لتلفت الى يوسف
__ ما به ؟ لماذا غاضب؟
ابتسم بهدوء: لا اعلم ، انه كان يسال عن السيد عبدالعزيز
تمتمت بخوف : ربنا يستر
اتاها صوته جافا امرا من جهاز الاستدعاء
__ اطلبي السيد عبد العزيز ليأتيني حالا ، وابلغي الاستاذ يوسف انى اريده
__ سيدى البريد هل اتى به اليك؟
__ ليس الان
رفعت عينيها ليهز راسه موافقا ليتقدم الى مكتب ياسين وهى تردد : ربنا يستر



*******************




رفع نظره الى اخاه و قال امرا بحده : اجلس
نفذ يوسف الامر على الفور ليكمل ياسين : الم اقل لك من قبل ان تدع مشاعرك جانبا ووقت العمل اعطيه بأكمله الى عملك ؟
نظر اليه يوسف بتعجب وعقد حاجبيه بتفكير وردد كلمته : مشاعري ، عفوا لا افهم ، ما الذى تقصده؟
نظر له نظرة ثاقبه : يوسف ، لن اكرر كلامي مرة اخرى لا اريد رؤيتك تتسكع هنا وهناك
قال الجملة الاخيرة وهو يشير الية بيده في انحاء الغرفة
اجلس بمكتبك والتزم بعملك، مفهوم
ردد يوسف بهدوء: مفهوم
__ ستذهب الان للاتفاق على مناقصة بناء المجمع التجاري مع المهندس طارق والسيد عبد العزيز
يوسف اريدك انت من تضع العقود فالسيد عبد العزيز سيكون الى جانبك فقط ، وخذ حذرك فانا غير مستريح لهذا العمل
__ حاضر ياسين ، لا تقلق
نظر له مؤنبا ليرد بهدوء :حاضر يا استاذ ياسين
أي اوامر اخرى
__ لا تستطيع الانصراف

اتاه صوت السيدة عبير : المهندس طارق سيدى
__ سيقابله الاستاذ يوسف
نادى اخاه : يوسف فلتقابله انت
__ حسنا ، بعد اذنك



************************************************** **


واقفه في مكانها متسمرة لا تستطيع الحركة مشتتة الذهن محتارة من امرها تحدث نفسها : ماذا حدث له؟
حدسها ينبئها بشيء حدث معه ولكنها لا تعلم ما هو
دخلت سناء و اخذت تتكلم معها و هي لا ترد عليها نظراتها مثبته مكان وقفته
هزتها سناء بخفة : نور ما بكى ؟ انا اكلمك
انتبهت لترمش بعينيها اكثر من مرة : اسفة سناء ، ماذا تقولين ؟ لم اسمعك
__ السيد عبد العزيز لم يأت الى الان ،وانا لا اعرف ماذا افعل ، فهذا المهندس الصغير كالديك الرومي المعتد بنفسه ماذا سيفعل اذا علم ؟
__ اين السكرتيرة؟
__ غير موجوده هي الاخرى
__ ابلغي مكتبه بان السيد عبد العزيز لم يأت بعد
انتهت من جملتها لترى السيد عبد العزيز بالردهة خارج المكتب لتهتف لسناء الممسكة بالهاتف
__ لقد وصل السيد عبد العزيز
وقفت سناء لتخرج اليه : سيدى المهندس ياسين سال عليك
تقدم السيد عبد العزيز الي داخل المكتب
__ صباح الخير يا سيدى
ضحك بخفة : صباح النور يا نور ، هل أنهيت العقود التي طلبتها منك يوم الخميس
__ انهيتها سيدى ، ولكن يوجد جزء صغير خاص بالمواصفات سيادتك قلت انه لابد من اخذ رأى المهندس ياسين به
__ حسنا احضري العقود واتبعيني
__ حاضر سيدى



حضرت العقود وسارت برفقة السيد عبد العزيز الى مكتبه القابع بالدور العلوي وهى تتناقش معه في بنود العقد
تقدمها السيد عبدالعزيز ليحي السيدة عبير
__ صباح الخير عبير ،كيف حالك اليوم ؟
__ صباح النور يا استاذ ،اين انت ؟ انه يبحث عنك ، انا بخير الحمد لله ولكنه ليس على ما يرام
فهو غاضب و وجهه متجهم ولا اعرف ما به
تنهد السيد عبد العزيز : اشكرك لإبلاغي
واقفه نور بينهما مندهشة من الحديث الدائر وهى تفكر اذن هو غاضب من الجميع ليس هي بالتحديد
انتبهت اليها عبير: اهلا بكى ،من انت؟
اجابها الاستاذ عبد العزيز : انها الأستاذة نور محامية لدينا بالإدارة ، السيدة عبير مديرة مكتب المهندس ياسين والسكرتيرة الخاصة به ايضا
__ اهلا وسهلا نورتي الشركة
ابتسمت نور: اهلا بكى سعيدة بمعرفتك والشركة منورة باهلها
__ عبير أيوجد اح بالداخل ؟
__ لا
__ حسنا ، من فضلك ابحثي عن المهندس طارق هو ويوسف وابلغيهم اننى اريدهم هنا
__ انهما هنا بالفعل عند الاستاذ يوسف
__ حسنا سأنتظرهما بالداخل
هزت راسها بنعم ليلتفت الى نور: هيا بنيتي




************************************************** **




جالس على مكتبه لا يستطيع التركيز و يشعر بالشياطين تقفز امام عينية فمزاجه مقفول والصداع يسبب له الجنون
اتاه صوت السيدة عبير :السيد عبد العزيز سيدى
__ دعيه تفضل
تحامل على نفسه و وقف منتصبا ليستقبل هذا الشخص العزيز على قلبه و يرحب به


دخل السيد عبد العزيز و نور من خلفه ولكنه لم يلاحظها لصغر قامتها المخفاة وراء بنية جسد السيد عبد العزيز
صافح السيد عبد العزيز بود ملحوظ وقال بلهجة هادئة : تفضل يا أستاذي
__ كيف حال مديرنا الصغير
ضحك بهدوء حدثت نفسها انها ضحكة فاترة لم تشعر بها ولم تمس حواسها ليس كضحكته الرائعة التي رنت بمنزلها
__بخير تفضل
التفت اليها السيد عبد العزيز : تفضلي بنيتي



رفع عينيه بسرعة ليرى من التي يكلمها السيد عبد العزيز ليفاجئ بحضورها الذى يجتاح كيانه واقفة بجوار الباب
بهدوء ورقة مذيبه لمشاعره
__ الاستاذة نور هي من وضعت العقود وقلت من الافضل ان هي من تقوم بمناقشتها وتفسيرها لك
هوى جالسا على كرسيه فلم يستطع هذه المرة السيطرة على اعصابه فان كابوسه بدا للتو
رد وهو يحاول السيطرة على نفسه و صوته لتخرج كلماته مبعثرة : اه بالطبع ، بالتأكيد ، تفضلي قالها بنبرة منخفضة
تقدمت الى داخل المكتب
ليفاجئ بدخول يوسف وطارق خلفها ليشب الحريق في جوفه وتستعر النيران في صدرة فلن يستطيع التعامل الان مع مواقفها هي ويوسف
سلم كلا منهما على السيد عبد العزيز وياسين ليلتفت اليها طارق وهو يمد يده اليها
__ اهلا بكى انا المهندس طارق هل انت عملية لدى شركتنا؟
رد السيد عبد العزيز بضيق واضح : الاستاذة نور ، محامية بالشئون القانونية
رفع حاجباه بإعجاب: حقا
ادار عيناه عليها من راسها الى اخمص قدميها بتفحص : ان مستواكم في اختيار وتعيين الموظفات ارتقى الى اعلى الدرجات
نظرت الية في حدة لتتجاهل يده المدودة لها ليردف :تشرفت بمعرفتك نور
رفعت اليه حاجبها الايمن في غضب من طريقته في تأملها لتتكلم من بين اسنانها : الاستاذة نور من فضلك
كتم يوسف ضحكته فملامح ياسين لا تبشر بالخير وتعلن عن انفجار بركاني قريب
اتاهم صوته حادا امرا : اجلس انت وهو بالخارج الى ان اناقش هذه العقود مع الاستاذ عبد العزيز
قاطعه السيد عبد العزيز :لابد من وجودهما فالمهندس طارق هو من سيباشر امر المناقصة والاستاذ يوسف سيستلم العقود وسيباشرها
زفر بضيق فهو لا يحتمل وجودها بجانب اخاه حتى يأتي هذا الطارق ويغازلها علنيا امام عيناه
وافق على مضض حتى لا يلفت انتباههم
__ حسنا لنجلس الى الطاولة
اسرع طارق ليقدم الكرسي الى نور لتشعر بغضب عارم يجتاحها من وقاحته و تنظر اليه غاضبة
السيد عبد العزيز : تعالى بنيتي اجلسي بجانبي
تجاوزته لتجلس بجانب السيد عبد العزيز ليكتم يوسف ضحكته مرة اخرى ويجلس بالكرسي الذى يمسك به طارق ويقول هازئا: اشكرك طارق على تهذيبك واخلاقك الراقية
ضرب ياسين يده على الطاولة بحدة ويقول بصوت هادر: الن ننتهى من لعب الاطفال هذا ، اجلسا
ارتعدت نور من غضبة الكاسح ووجه المنتفخ من الغضب ،وكادت ان تضحك على وجهيهما وهما مرتعبان منه
خيم الصمت على الغرفة ليسيطر على اعصابه قليلا : تفضل يا أستاذي
التفت اليها عبد العزيز : تفضلي يا نور اشرحي العقد وبنوده
بدأت نور في الكلام بصوتها الجميل الهادئ في شرح العقود بمنطقيه وذكاء وهو ينظر اليها متعجبا ومبهورا بها
بدا يوسف يتناقش معها في بعض البنود باحترافية ومهنية بحته ليتوصلا الى بعض البنود الجديدة واخيرا الى شكل جديد من العقود ليهتف السيد عبد العزيز : هذا نموذج ممتاز نستطيع العمل به الان ولاحقا ايضا ، ما رايك ياسين؟
__ انه ممتاز بالفعل
عبد العزيز : هل الممت بالمواصفات المطلوبة طارق
__ نعم بالطبع
__ اذن فلنتفضل نحن
قام من مكانه هو ونور ليساله ياسين : الن تذهب معهما أستاذي
__ لا ان الاستاذ يوسف لا يحتاجني معه فسيصل الى اتفاق افضل من اتفاقي معهم
هز راسه متفهما وواثقا ايضا من اخاه فمناقشته مع نور اثبتت اليه تفوق اخية وانه يستطيع الاعتماد عليه
لملمت اوراقها لتجهز بالانصراف
اقترب منها يوسف : العقود ممتازة نور ، انت بارعه حقا
ابتسمت بهدوء : شكرا لك ، سأذهب الى مكتبي
__ حسنا اعدى العقود الجديدة واتى بها الى المهندس ياسين ليمضيها
__ حاضر همت بالانصراف
ليعترض طريقها : الن تسلمي على ؟
نظرت الية باشمئزاز واستياء واضح لتتخطى جسده وتنصرف مسرعة من الغرفة


انفجر ضاحكا فلم يستطع هذه المرة التماسك ابتسم السيد عبد العزيز برضى : سأنصرف انا ياسين
غادر الغرفة ليتبقى هو معهما ، لا يطيق النظر اليهما سواء اخيه او طارق و خصوصا هذا الاخير فهو يشعر بانه يريد الانتقام منه على وقاحته معها ومغازلته لها امامه



هتف طارق مبهورا :من هذه الحسناء ، انت تعرفها يوسف اليس كذلك؟
ضحك يوسف : نعم انها زميلتي من ايام الجامعة والان تعمل بالشركة
__ لقد لاحظت انها تعمل معنا بالشركة ، اريد ان اعرف من هي؟
رد بهدوء والابتسامة ترتسم على شفتيه : انها ليست من نوعك المفضل
ابتسم بثقة : سأكون انا من نوعها المفضل




يراقب حديثهما الدائر وهو يشعر بحرارته تزيد وعقله يصل الى درجة الغليان الى ان استمع الى جملة طارق الاخيرة المملؤة بالثقة لم يستطع الصمت اكثر من ذلك ليقول بغضب : طارق ، لن اسمح لك بممارسة اسلوبك هذا بالشركة
التزم حدود الادب من فضلك
__ ياسين الم تراها ؟ انها جميلة جدا ، لا استطيع منع نفسى من الاقتراب منها
ضم كفيه بغضب وهو يكتم غضبة ، انتظر ان يهب يوسف في وجه طارق ويمنعه من هذا الحديث ليجد ابتسامة يوسف
الدائمة مرسومة على شفتيه وينطق في هدوء: لن تسمح لك هي بالاقتراب، فلا تحرج نفسك معها
كاد ان يجن من اخيه وبروده فهو يكاد ان يقتل طارق وهو يرد علية بهدوء وابتسامة وكان الامر لا يعنيه
نطق بصعوبة : خلا ص ،انتهينا من هذا الموضوع
طارق لا تدعني احذرك ثانية ، هيا اذهبا حتى لا تتأخرا على الموعد
__ حسنا ، سأعود لأعلمك بما حدث
__ حسنا سأنتظرك




انصرفا ليتركاه في حيرة من امره يفكر فيما حدث امامه وهدوء يوسف العجيب وبرودة لم يلاحظ على وجهه أي معالم للغضب من طارق او أيا من ملامح الغيرة التي تؤجج صدرة ، أمعقول انه لا يحبها واستنتاج امه خاطئ
استعاد الحديث الذى دار بينه وبين امه البارحة لم تأتى على ذكر انها رغبة يوسف فكر قليلا
ليمسك الهاتف بسرعة ويتصل بأمه: السلام عليكم
__ وعليكم السلام حبيبي، كيف حالك ؟ لم يعجبني حالك في الصباح
__ انا بخير الحمد لله ، أمي اريد سؤالك عن موضوع خطبة يوسف
__ تفضل ما به ؟
__ سأقابل عمر واريد ان اعلم هل يوسف تكلم معك بهذا الشأن لاتفق مع عمر
__لا ياسين فانا سأتكلم مع اخاك اولا و لكنني انتظر الوقت المناسب
__ اذن يوسف لم يقل لكى انه يريد ان يخطب نور
__ لا
__ حسنا أمي سأتكلم انا معه
اغلق الهاتف مع والدته وهو يعتزم ان يفاتح اخاه في الموضوع ليتأكد من موقفه حيال نور وهل هي تهمه ام لا



************************************************** ********** *


دخلت الى مكتبها كعاصفة هوجاء تجتاح كل ما في طريقها
سالتها سناء : ما بكي ؟ لما انت غاضبة؟
__ انسان وقح
رفعت حاجبيها بدهشة وسالت باستنكار : من ؟المهندس ياسين
ردت على الفور : لا طبعا ، بل هذا المدعو طارق
ضحكت سناء ضحكة طويلة لتنظر اليها مندهشة
قالت بضيق : ما الذى يضحكك ؟
ردت والضحك يتخلل صوتها : انت التقيت بطارق
__ نعم ما المضحك في لقائي به
__ لا يوجد شيء مضحك في لقائك بك ، ولكنى اضحك لمعرفتي بسبب غضبك
__ نعم ، ماذا تقصدي ؟
__اقصد انه وقح بالفعل وخذي حذرك منه ،فهو لا يكل بسهولة و خصوصا من الجميلات امثالك
تعجبت من تحذير سناء ، نفخت بضيق فما كان ينقصها الا هذا الطارق لتبدا بإعداد العقود الجديدة



*************************************************
تتجول هي وبسنت في احدى الاسواق ليرن هاتفها بنغمته المميزة لتبتسم بسعادة
ردت ليأتيها صوته مليء بالحب والشوق : السلام عليكي حبيبتي كيف حالك؟ ماذا تفعلين؟
ردت مبتسمه : وعليكم السلام ،انا بخير الحمد لله ، اتجول في الاسواق لشراء الجهاز
__ حسنا حبيبتي سامر عليك في الثامنة مساءا استعدى لننزل لشراء الشبكة
قالت بدلال: سأنتظرك
__ علياء حبيبتي
احمرت خجلا لتشعر بخجلها بسنت وتبتعد قليلا ، قالت هامسة : نعم
اجابها برقة : وحشتيني
تلعثمت لتقول : وانت ايضا
رد بخبث : انا ماذا
قالت بصوت منخفض : وحشتني
ضحك بسعادة: بحبك
ارتبكت: سأنتظرك لا تتأخر
__ لا استطيع ان أتأخر حبيبتي ، سلام
اغلقت الهاتف لتجد بسنت تنظر اليها مبتسمة تأبطت ذراعها : ارى انكي اصلحت الامور بينكما
__ نعم ، نفذت نصيحتك
__ ربنا يتمم لكم بالخير ولا تأخذي منه موقفا بعد ذلك الا ان تتأكدي مما سمعتيه
__ ان شاء الله سأفعل
__ هيا لنكمل تسوقنا



************************************************** *********


جالسة على مكتبها منهمكة في اعداد النسخة الجديدة من العقود ليدخل عليها السيد عبد العزيز
__ ها يا استاذة هل انتهيت ؟
__ نعم سيدي
اخذ النسخة من بين يديها : حسنا ،هذا جيد ،من فضلك اذهبي بها الى ياسين ليمضيها ثم اتيني بها
هزت راسها موافقة لتأخذ الاوراق وتمضى الى مكتبه وهي تفكر في احواله المتقلبة واختلافه الجلي عن الشخص الذى تعامل معها برقة وتهذيب رائع قررت ان تساله عن سبب تغيره فهو كما قال لها من قبل من المفترض انهما صديقين
اذن ستتصرف على هذا النحو ، حدثت نفسها الا تكون متطفلة عليه في هذا الوضع
رد عقلها سريعا لا ابدا سأتعامل معه كما اتعامل مع يوسف او عمر او حتى علياء
سالت نفسها مرة اخرى لما هي مهتمة به وبأحواله
لترد سريعا انه صديقي وانا من طبيعتي ان اهتم بأصدقائي وذكرت نفسها انه من سعى لصداقتها فلا يوجد شيء مخجل عند سؤالها عن احواله
اكتشفت انها تخطت غرفة مكتبه لتعود اليها مرة اخرى
دخلت الى مكتب السيدة عبير لتجده فارغا وقفت قليلا تسال نفسها :ماذا تفعل الان ؟
ما الضرر سأطرق الباب وادخل انا اتية بأوراق مهمة اريد امضائها
طرقت الباب بهدوء لم تجد ردا لتطرق بقبضات اكثر قوة ، لا يوجد رد
تنهدت بترقب لتطرق الباب طرقات سريعة وتفتح الباب لتطل بعينيها الى الداخل لتتأكد من عدم وجوده
لكنها وجدته جالس على كرسيه الوثير وظهره الى الباب ووجهه الى النافذة كانه ينظر منها الا انها تأكدت من شروده
عندما خطت الى الداخل ولم يشعر بها
تنحنحت بقوة لتتكلم من بعدها بصوت عال : ياسين
التفت وهو جالس بقوة على صوتها حتى كاد ان يقع ارضا ليتمالك نفسه ويتمسك بالمكتب بقوة وينظر اليها في حدة





جالس بهدوء يفكر كيف سيفاتح اخاه في موضوع الخطبة ، وماذا يفعل اذا كان يوسف بالفعل يريد ان يتزوجها
انزعج من الفكرة بشدة لدرجة شعر ان دماؤه تفور و تغلى وعقلة سيصبح عجينه لينه من كثرة التفكير
لم يستطع العمل اليوم ففكره مشغول بها فهي النور الذى اضاء حياته ليشعر بأحاسيس لم يختبرها من قبل
لا يريد ان يتركها لكن امام قلب اخيه سيرضى بالألم ولا يرضى ان يتحطم اخيه الصغير
استفاق على صوتها بنغمته المميزة تنطق اسمه بسهوله ويسر ليتلفت بشدة حتى يتحقق انه لا يحلم
كاد ان يقع من قوة الالتفات ليشعر بالغضب من نفسه ،والتوتر يسيطر عليه جراء وقوفها امامه بحضورها الذى يأخذ انفاسه

اسرعت اليه لتحاول انقاذه من عدم الوقوع وهى تتمتم: اسفة ، لم اقصد اجفالك
نظرته الحادة جعلتها تتسمر مكانها لتبدا في شرح ما حدث وانها لم تجد السيدة عبير وانها اتية ليوقع العقود
خرجت الكلمات غير مرتبه امام نظرات عيناه الثاقبة
لتنهى كلامها :وكنت اريد ان ابلغك انى بالغرفة ،ولكن من الواضح ان صوتي كان عاليا
خيم الصمت عليهما لفترة بعد ان انتهت من شرحها للموقف لم تستطع ان ترفع نظرها اليه
يتأملها بوضوح وهدوء يبتسم لإرباكها وحيائها مما فعلته ليقول امرا بصوت رخيم محبب : اجلسي
رفعت نظرها بدهشة من نبرة صوته لتذهب وتجلس على الكرسي المقابل للمكتب
لينهض بخفة ورشاقة ليجلس امامها على الكرسي المقابل ناولته الاوراق ليوقعها
اخذ الاوراق ليقرأها بعناية وعلى الاقل ان يبعد عقلة عن التفكير بها
تذكرت انها تريد سؤاله عن سبب غضبه اليوم وتغيره في المعاملة معها
رفعت راسها لتقول برقة لم تقصدها : ما بك اليوم ؟
انتفض عقلة من سؤالها وذابت مشاعره من رقتها ليرفع نظره اليها بهدوء و شبه ابتسامة ترتسم على شفتيه
__ عفوا ، لا افهم قصدك تعمد الخبث في ادارة الحديث فهو يريد معرفة لما فكرت في السؤال عنه
__ انت غاضب اليوم ، وانا اسال عن السبب ؟
__ لما تسألين ؟
ارتبكت لتقول :من المفترض اننا اصدقاء وان نسال عن احوال بعضنا ، الا تتذكر ؟
رمش بعينيه ليقول ساخرا : اصدقاء ، وهل تهتمين بكل اصدقائك هكذا
__ نعم ، فاذا لاحظت تغير احد أصدقائي ، اساله عن السبب ،وانت كعمر او يوسف
توتر فكة بغضب عندما ساوته مع اخيها ، لتضرم النيران في صدره عند ذكرها ليوسف
رفع عيناه بغضب : سبب غضبى ليس من شانك ، وتذكري يا انسة اننا بالشركة وانا المدير وانت مجرد موظفة
اكمل جملته بلهجه حادة جافة جعلت البرودة تزحف من اطرافها الى باقي جسدها
ليردف بحدة: مفهوم
ردت براسها موافقه والغضب يتملكها ، ناولها الاوراق ليقول امرا : تفضلي
نهضت من مكانها وهى تصر على اسنانها وانطلقت خارجة من مكتبه والغضب يمتلكها




مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-13, 12:32 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس عشر



مشت بسرعة وعقلها يلومها على ما فعلته والدموع تترقق بعينيها تمنعها من الرؤية الجيدة
تشعر بألم شديد في صدرها لا تعرف مصدرة ، لأول مرة تشعر بان روحها تنشطر الى نصفيين
ارتطمت بجسد قوى لتغمض عينيها من الالم ، ثم فتحتها على صوت ذكوري رقيق : المعذرة سيدتي انا اسف ، لم ارك
فتحت عينيها بصعوبة لترمش برموشها مرة بعد اخرى ، لا تستطيع الكلام وتشعر بالدوار
هزت راسها حتى تفيق و ترمي هذا الدوار الذي بدا يخيم على راسها
لتهوى ارضا بين يدين هذا الشخص الغريب





لا يعلم ما الذى جعله يخرج ورائها لقد شعر بانه جرحها و اغضبها لم يخف علية نظرت الصدمة والغضب الواضحة على وجهها
عند رده عليها لام نفسة لقد كان حاد معها دون داع ولكن مساواتها له مع اخيها واخيه جعلته يفقد عقله ويرد عليها بلسان لاذع
لحقها لا يعلم لماذا ليراها ترتطم باخر شخص يريدها ان تحتك به الد اعداؤه لتسقط بين يديه مغمى عليها
هرع اليها حتى لا يلمسها هذا الشخص الكريه بالنسبة الية
وقف امامه بتحدي وهو يقول امرا : اتركها لا تفكر حتى بلمسها
ابتسم بخبث وكبرياء : اتركها هكذا على الارض
زئر بغضب : قلت لك اتركها
انحنى عليها و وضع يده خلف راسها ليربت على خدها برفق
__ نور ، نور افيقي ،نور
لم يجد امامه الا ان يحملها الى مكتبه ،حملها كحمل صغير بين يديه برفق وكانه يحمل كنز ثمين يخشى علية



جاءت مسرعة وراؤه وهى تهتف : ماذا حدث سيدي ؟
رد بضيق وهو يتقدم داخل مكتبه حاملا نور بين يديه : لا اعلم عبير ، لقد اغمى عليها ، اين كنتي ؟
__ كنت اتى لك بالفطور سيدي
وضعها برفق على الاريكة القابعة بمكتبة ليجلس على الطاولة الموضوعة امامها حتى يكون بالقرب منها ليلتفت الى عبير :حسنا ضعيه من يدك ، واتصلى بالطبيب
خرجت مسرعة لتنفذ اوامره


تأملها بهدوء وهو يلوم نفسه على ما فعله بها ، ازال شعرها الملتصق المندى بقطرات من العرق
ليشعر عند لمسه لبشرتها ان قلبه سيقفز من مكانه وسيخرج من جسده ليقدم نفسه لها طائعا ليجلس تحت ارجلها ويعتذر عما سببه لها من الالم ويتمنى رضاها ، هو نفسة كل ما يتمناه الان رضاها ، وان تشعر بما يستعر في صدره
نفض هذه الافكار على دخلة عبير وهى تحمل زجاجة عطر : اعتقد انها ستفيد ، فالطبيب امامه ساعة على الاقل حتى يأتي الينا
هز راسه موافقا وهو يلتقط زجاجة العطر من بين يدها ويرش على راحة يده قطرات منها ويلوح بيده امام انفها
ليقول برقة : نور ، نور أنت تسمعينني ، بالله جاوبيني ، نور
اندهشت عبير من تصرفه ورجاؤه لها فهي لأول مرة تسمع نبرة صوته الرقيقة والنظرة الحانية التي ينظر بها الى هذه الفتاه
تململت وحركة راسها ليردف : نور ، نور أتسمعيني
فتحت عينيها بصعوبة والصداع يطن براسها ، رات نظرات عيناه الرمادية الدافئة تحوم بوجهها وتتفحصه
وشفتاه تنفرج عن حديث لم تستوعبه
ربت على خدها مرة اخرى :نور ، اذا كنتي تسمعينني اشيري على الاقل براسك
هزت راسها ليهتف بصدق جعل عبير ستجن : الحمد لله
التفت اليها : عبير لو سمحتي اتى لي بكوب من العصير حالا
وقفت صامته مندهشة منه ومن تصرفاته ، ليردف : عبير ، تحركي
__ اه ، حاضر همت بالانصراف لتقف ثانية : السيد معتز بالخارج
نطق بكره واضح : فليذهب الى الجحيم
ليتنهد بضيق: اجعليه ينتظر من فضلك
خرجت مسرعة واغلقت الباب خلفها بالية



فاقت الان بالكامل على صوته الغاضب لتنظر حولها وتحاول استعادة ما حدث واين هي الان ؟
حينما تبينت انها بمكتبه هبت واقفه ليمسك بها من ذراعيها : بحق الله ماذا تفعلين ؟ لم تفيقي بعد
ليردف امرا بهدوء : اجلسي
زاد كرهها له ،لأنه محق فهي تشعر بان راسها سينفجر ولا تستطيع الحركة
اجلسها مرة اخرى على الاريكة لتقول بصوت واهن : ماذا حدث ؟




قام ليجلس على الكرسي البعيد عن مكان تواجدها ، ليسيطر على اعصابه قليلا فرؤيتها هكذا تقلب كيانه
ليتذكر عند سؤالها عن ما حدث برؤيتها وهى تصطدم بمعتز وتقع بين يديه ليشتعل الغضب بصدره
رد بضيق : من الواضح ان رؤيتك غير جيدة على الاطلاق وتحتاجين لنظارة حتى ترى جيدا
ليلوي شفتيه ساخرا وهو يكمل : ام من عادتك الارتطام بالرجال
شعرت بالدم يفور براسها من جملته الاخيرة و نظرت اليه غاضبة من تلميحه لمرة المطعم لترد بحدة
__ لا طبعا ولكنى كنت مشغولة لذلك لم ارى أمامي جيدا
__ من الافضل اذن ان تنتبهي الى الطريق بعد ذلك حتى لا تفقدي وعيك بين أيدى الرجال
نهضت واقفة والغضب يطل من عينيها و صاحت به: ما معنى هذا الكلام ؟ وما شانك انت اصلا بي ؟
رد بهدوء مميت : شأني انكى من موظفين الشركة ، وانا لا اسمح بحدوث هذه الاشياء في طرقات شركتي
فتحت عينيها من الصدمة لما يقوله : ماذا تعنى ؟
__ لا اعنى شيء ، انا انبهك حتى لا يحدث المرة القادمة ما لا يحمد عقباه ، ان الشركة لها قواعد وعليك الالتزام بها ومراعاتها
هتفت بكره : فلتذهب شركتك الى الجحيم
هب واقفا امامها بنظرة مخيفه : ماذا قلتي ؟ اعيدي ما قلتيه ثانية من فضلك
تلعثمت مرتبكة و تحشرج صوتها ولم تستطيع إخراجه
ليردف مهددا : سأعتبر انى لم اسمع مقولتك الاخيرة لأنك متعبة ، وليس على المريض حرج
ولكنى احذرك ، انتبهي لما تتلفظين به معي ، فانا ليس كريما دائما
اعطاها ظهره ليذهب الى مكتبه
ارتجفت من تهديده ونبرته المخيفة لتتجمع الدموع بعينيها وتنذر بالسقوط، لتقول بصوت مخنوق من البكاء
__ ما بك اليوم ؟ لما كل هذا التغير المفاجئ الذى لا افهمه ؟
ضربت بقدمها على الارض بحركة طفوليه لتقول بدلال غير مقصود: لم تكن كذلك الامس ولا قبل الامس
رفعت نظرها اليه : ماذا حدث ؟ لا افهمك

عند سماعه لصوتها المخنوق من البكاء التفت لينظر اليها ولانت مشاعره على الفور ،نظر الى تجمع الدموع بعيونها والذى على وشك الانفجار و كاد ان يحتضنها ليخفف عنها ويخبرها بكل مشاعره لعلها تغفر له ما يفعله معها ،
قال بهدوء: لم يحدث شيء نور
تنحنح ليوقف سيل المشاعر الذي يسيطر على عقله ويأمره بأشياء لا يستطيع فعلها
__ ما سبب الاغماء
__ لا اعلم
__ هل تناولت فطورك ؟
هزت راسها نافية ليتذكر الفطور الذى اتت به عبير من اجله : حسنا ، اجلسي لتفطري معي
__ لن استطيع ، فلا بد لي من الذهاب
استدارت لتذهب ليوقفها صوته: نور من فضلك اعتنى بنفسك

سمعا طرق على الباب لتدخل من بعده السيدة عبير حاملة كوب العصير
__ العصير سيدي ، الف سلامة عليك يا استاذة
خجلت نور من الموقف لتمتم بهدوء: الله يسلمك
__ اتركيه عبير على الطاولة بجانب الفطور
نفذت عبير امره لتخرج بعدها من المكتب

نطق برقة مذيبه لعظامها : نور من فضلك ، افطري معي ، فانا ايضا لم اتناول فطوري
لينظر الى ساعته : وها نحن الان في استراحة الغداء
ليردف مازحا : من الممكن ان عدم تناولي للفطور هو ما يؤثر على مزاجي ويجعلني فظا هكذا
ابتسمت غصبا عنها على مقولته لترتسم ابتسامته على شفتيه وتجعل وجهه يشرق من السعادة
نطقت برقة : اسفة لن استطيع لابد ان اذهب الان
تناول العصير من على الطاولة ليناولها اياه : على الاقل اشربي العصير ، فقد اتيت به مخصوص من اجلك
تقدم ليقف امامها لا تفصله عنها غير انشات قليلة ليمسك كف يدها برقة وحنان ويضع الكوب فيها
نظر الى عينيها برجاء واضح : من اجلي اشربيه ، حتى اطمئن عليك

وقوفه امامها ارباكها لتأتى لمسة يده وتشعل النيران بجسدها وتكمل نظرة عيونه الدافئة على ما تبقى عندها من الوعى لما يحدث ، فهي الان تشعر انها مغمى على عقلها فهي في حالة منتصف الوعى عقلها مغيب ولكن جسدها يشعر بكل ما حوله قلبها يدق بجنون ولا طبول الأفريقيين تنفست لتستطيع التخلص من الارباك واعادة عقلها الى الواقع
لتهمس : من فضلك اريد ان اذهب الى مكتبي ، نحن بالشركة انسيت كلماتك لي منذ قليل
زمجر غاضبا : لتذهب الشركة الى الجحيم
لم تستطع امساك ضحكتها ، فانفجرت من شفتاها ضحكة عالية تصدح بصوت مميز كزغرودة البلبل
هام بها وبضحكتها فها قد تحققت جزء من امنيته ان تضحك معه ، ابتسم لضحكتها
فهو يفهم انه ضحكت لتردديه لجملتها التي انزعج منها منذ قليل
وضعت يدها على فمها بخجل : المعذرة لم استطيع التماسك
__ لا تبالى، هيا اشربي العصير
ارتشفت بهدوء جزء من العصير تحت نظره :الن تتناول فطورك ؟
سال بلهفة : استأكلي معي ؟
__ لا اريد ان اتناول الطعام الان
رد بخيبة امل : حسنا ، وانا ايضا لن اتناول الفطور
وضعت الكاس من يدها ليسالها باستغراب : ماذا ؟ اكمليه
__ سأذهب فمن المؤكد انني اعطلك عن اعمالك
__ ولكنى هكذا سيزداد قلقي عليك
رددت بدهشة : قلقك علي انا
انتبه الى ما قاله ليرد : نعم ، انت امانه لدى ، ماذا سأقول لعمر اذا اصابك شيء؟
ردت بهدوء : سيذبحني ان علم بأمر الاغماء ، فلقد حاول معي في الصباح ان اتناول معه الفطور ولكني رفضت
من الواضح انني اعتدت على تناول الفطور مع يوسف
انقلبت عيناه فجأة للون الاسود و ذهب صفائها الرمادي : هل تتناولين الفطور يوميا مع يوسف
ردت بتلقائية : لا ولكن الايام الاخيرة للتدريب كنا نأتي باكرا ، فلم يكن يتسنى لي الافطار في المنزل
هز راسه بهدوء عجيب
شعرت بان التواصل بينهما انقطع اختفى لا تعلم اين ذهب ، فاختفت لمعة عيناه وانطفئ اشراق وجهه ليتجهم فجأة
__ حسنا سأنصرف انا
قال باقتضاب وضيق : تفضلي

ذكرها لأخيه جعله يتذكر غصبا عنه ان من المحتمل ان يكون يوسف يكن لها بعضا من المشاعر ليلوم نفسه على تماديه معها ،سمعها تستأذن للانصراف ،انه لا يريدها ان تذهب ولكنه وافق غصبا ليتخلص من تأثيرها عليه وعلى مشاعره



تعالت صوت طرقات يعرفها هو جيدا فهي لأخيه العزيز ليدخل الاخير الغرفة مسرعا
__ نور ، ماذا حدث لكي ، أخبرتني عبير انكي اغمى عليك

لوى شفتيه ساخرا وهو يحدث نفسه ها قد جاء شيخ الشباب ليطمئن عليها امام ناظريك يا غبى وصوته مليء بالهفة
احتمل شقائك وعذابك الان
تذكر جملة ابيه التي طالما قالها له : انت تتخلى عن احلامك بسهوله
سمعها تقول : انا بخير الحمد لله ، لم يحدث شيء : فانا لم أتناول فطوري فقط
رد يوسف : حمدا لله على سلامتك
لم يستطع الهدوء ولا السيطرة ليصيح به : أتراها خارجة من المستشفى ، انها مجرد اغماءه لا اكثر


التفتت اليه بدهشة فمن يراه منذ قليل لا يراه الان وهو يصيح بيوسف لم تفهم ما يحدث معه وما به


ابتسم يوسف بهدوء وهو يرى الغيرة واضحة بعينين اخية، وتأكدت له ظنونه التي ملئت عقله من يوم الزفاف فهي واضحة الان على اخية


تمتمت نور : بعد اذنكم


همت ان تنصرف في اثناء دخول هذا الغريب بالنسبة اليها في هدوء وتعالى ادهشها الى المكتب ليتقدم منها بهدوء
__ كيف حالك الان ؟ اتمنى ان تكوني بخير
رفعت نظرها اليه فقد تعرفت على الصوت لكنها لم يتسنى لها معرفة وجهه عند اصطدامها به
اردف بلباقة وتهذيب وهو يمد يده لها ليصافحها : انا معتز ، من اصطدمت بك بالخارج
معذرة مرة اخرى ، فانا لم ارك وانا المخطئ اتمنى ان تسامحيني
مدت يدها اليه : لم يحدث شيء وانا الاخرى مخطئة فلم اكن بكامل تركيزي



زفر عقله بضيق وهو يري الشخص الداخل من الباب : كملت
فعند دخوله شعر بضيق في التنفس وان مستوى الاكسجين انخفض في الغرفة فهو يكرهه بحق
وعند تقدمه منها وكلامه معها شعر انه سيرتكب جريمة بحق ، لتنهار سيطرته عند رؤيتها تصافح يده المدودة
زئر بها : اذهبي الى مكتبك من فضلك

انتفضت على صوته لتغادر مسرعة المكتب و الحزن يسيطر عليها وقلبها مكتوم من الضيق المسيطر عليه
شعرت بالكرة ناحيته ، نعم هي تكرهه وتكره تقلباته المزاجية تنهدت بضيق لتتوجه الى مكتبها وعقها يردد انها تكرهه




بعد خروجه التفت الي يوسف : كيف حالك يوسف ؟ ارى انك تعمل هنا الان
رد يوسف بهدوء: بخير والحمد لله ، نعم ، أيضايقك هذا الشيء؟
قال بتعالي : لا بالطبع
ليردف باستهزاء : كافح انت واخاك في الشركة ،وانا سآخذها في الاخر
غضب يوسف من جملته ، ليرد ياسين بتعالي وغرور كأنهما خلق له خصيصا : الشركة من المستحيلات معتز
واكمل والسخرية تقطر من صوته : فلا تحلم بما لا طاقة لك به حتى لا تفيق على كابوس يدمر حياتك
نظر الية معتز و عيناه مشتعلة من الغضب و التحدي : سنرى
جلس الى كرسي مكتبه : لما اتيت اصلا ؟
__ جئت اطمئن على ممتلكاتي ، لا تخف سأنصرف
ضحك هازئا : اخف منك ،لا بالطبع فلتاتي كما تشاء ولكن لا اريد رؤية وجهك الجميل في مكتبي ، تفضل فانا لدي ما يشغلني
نظر الية بغرور وثقة : سيصبح مكتبي في القريب العاجل
نظرا الى بعضهما في تحدي وغرور لينصرف الاخر في تعال كالطاووس
هتف يوسف بكره واضح : اصبح كريه ، ليلتفت الي اخاه : ما الذي حدث ليتغير هكذا ؟
رد ياسين بضيق واضح : لا اعلم فلا تسالني
__ من الواضح انك لست بمزاج لتستمع الي ما حدث ، حسنا سأذهب الى مكتبي
لم يرد على اخاه ليردد الا خر : ياسين ، انت تسمعني
زفر بضيق : اذهب يوسف ،أتريد الاذن كالصغار
ابتسم بهدوء : هل انت غاضب مني لشيء محدد فعلته ؟
__ يوسف انا ضايق من الاصل ،فلا تزيد من ضيقتي
__ حسنا سأذهب انا ،سلام
اشار اليه بيده وهو يشعر بالضيق والخنقة لرؤية هذا المعتز نظر حوله ليتأمل مكتبه قليلا فهو مكتب والده مؤسس الشركة
لم يريد ان يغير به شيء حتى يظل يشعر بوجود والده بجانبه دائما
ردد بهدوء :رحمة الله عليك يا ابي
سقط نظرة على ملف للأوراق موضوع على الاريكة ، استعجب من مكان تواجده هكذا
قام من مكانه لينظر ما هذا الملف ، انحنى ليلتقطه ليتغلغل عبيرها في انفه ، سحب الهواء المحمل بعطرها ببطيء وستنشقه باستمتاع ، مد يده ليلمس مكان ما كانت نائمة وزفر بهدوء ليتمدد على الاريكة
حدث نفسه :هكذا تعذب نفسك ياسين ، أفعلا انا كما يقول لي ابي ، اتخلى عن احلامي بسهوله ، ولكني لا استطيع ان ادمر اخي واحلامه ، افق يا رجل ان اخاك غير مهتم من الاساس ، نعم ان مظهره غير مهتم ولكن من الممكن انه يخفي مشاعره ، هل تتكلم عن يوسف انه لم يخفي مشاعره يوما ان وجهه ككتاب مفتوح للناس ، سأتكلم معه لأعرف اذا كان مهتم بها ام لا
نظر الملف القابع بين يديه ، ليعتدل في جلسته وينظر بداخله ، انه ملف العقد التي كانت تمضيه منه
من الواضح انها نسيته ، قفزت له فكرة ليراها مرة اخرى ، هو متأكد انها غاضبه من صراخه عليها امام يوسف ومعتز
و لكنه لم يحتمل مصافحتها لمعتز ، زفر بضيق ليقل لنفسه لابد من ان تتحكم في نفسك اكثر من ذلك




**************************************************




دخلت الى مكتبها وجلست وهي تشعر بالضيق
__ ما بكى اليوم نور ، لم ارك بهذا الشكل طوال الاسبوع الفائت
__ لا شيء ولكنى متعبة قليلا
__ السيد عبد العزيز سال عليك اكثر من مرة
عند ذكر السيد عبد العزيز تذكرت ملف العقد ، لابد من انها نسته في مكتبه ، بوزت بغضب ماذا ستفعل الان
لا تريد ان تصعد الى هناك ، فاقت على صوت سناء
__اين ذهبتي ؟
__ الى لا مكان، انا هنا نظرت اليها بدهشة : ماذا تفعلين ؟
سناء وهى تلم احتياجاتها بسرعة : انا مغادرة
نظرت نور الى ساعتها : ولكنها الواحدة و النصف
__ نعم انا اخذت اذن من السيد عبد العزيز فلابد ان اذهب الى مدرسة الاولاد اليوم فكالعادة ابني الاصغر محمود يفتعل المشاكل ويورط بها اخوته
ضحكت نور من شكوى سناء : ربنا يهديه لكى
__ ما اجمل ضحكتك
التفتا الاثنان الى الصوت لتجده واقف بجسده يسد مدخل المكتب ويردف :سمعت انكى متعبة ،فجئت اطمئن عليك
نظرت اليه بغضب لتلتفت الي سناء التي ابتسمت في وجهها وعيناها تقول : الم اقل لكي؟
تقدم بهدوء و مشيته تدل على ثقته بنفسه : كيف حالك استاذه سناء ؟
ردت بسخرية :بخير الحمد لله يا باش مهندس، كيف حالك انت ؟
جلس بهدوء على الكرسي المقابل لمكتب نور : انا بخير ، التفت الي نور وقال برقة مفتعلة : الف سلامة عليك نور
ردت بغضب والشرار يتطاير من عينيها : الاستاذة نور من فضلك
ابتسم ابتسامة جميلة : الف سلامة عليك يا استاذة نور
كحت سناء لتقول : حسنا سأذهب انا نور ، اراكي غدا
نظرت اليها نور : بإذن الله
غادرت سناء المكتب
التفتت الى الكائن القابع امامها وقالت بضيق ونفاذ صبر : أي خدمة يا باش مهندس
ابتسم ليقول بثقة : طارق ، ناديني طارق فانا لا احب الرسميات
ردت بحدة و صوت عال : انا احبها ،ومن فضلك لا تتعدى القواعد العامة في التعامل معي
رد بهدوء استفزها : ما هي القواعد العامة للتعامل معك ، انا لا اتذكر اني درستها في كلية الهندسة
تجاهلت ظرفه ومزحته الثقيلة على قلبها : من فضلك ، اذا كنت لا تريد امر يخص العمل فانصرف
فانا مشغولة بعملي ، شرفت مكتبي يا باش مهندس

تفاجأت بصوته الرخيم : ماذا تفعل هنا طارق ؟
نظرت الية لترى الغضب واضح بنظراته ولكنها غير موجه لها بل موجه للشخص الاخر الذى قام منتفضا
وتلعثم ليقول : كنت سأنصرف حالا ، فقد جئت اطمئن على الانسة
هزت راسها في استياء منه وهو يقل : سرني التكلم معك يا استاذة نور ، شد على جملته الرسمية
ليردف باحترام جم : بعد اذنك
زفرت بضيق لانصرافه ، لتتجاهل وجود ياسين و وقوفه على باب مكتبها ومدت يدها الى ملف اخر مزدحم بالاوراق
تشغل عينيها به بعيدا عنه فهي لا تريد ان تراه ، غاضبة منه ومن اسلوبه المتذبذب في التعامل معها



نظر اليها في هدوء وهو مبتسم اعجابا بها فهو سمع حوارها مع طارق ، اعجبه قوة شخصيتها و ردها القوي على طارق مما جعله يلتزم حدوده معها ، تذكر اول مقابلة له معها و وقفها بوجه في قوة تخالف طبيعتها الرقيقة
كاد ان ينفجر ضحكا عندما امسكت الملف لتتشاغل عن وجوده امامها ، تأكد من غضبها ولكن عندما بدأت قراتها للملف كان ستنفلت الضحكة من بين شفتيه ، فالملف مقلوب وهى تمثل دور المشغولة جيدا ، سيفقد عقله منها اذا ظل واقفا هكذا
تقدم الى الداخل في هدوء تنحنح : يا استاذة ، هل تعلمت ان تقرأ بالمقلوب
قال جملته الاخيرة وهو يعدل من وضع الملف الذى بين يديها ، ليردف بضحكة حقيقية : اذن انت فريدة من نوعك
واضافة جيدة لشركتنا

ارتبكت من الموقف السخيف الموضوعة به عند اكتشفاها لان الملف مقلوب فعلا ، و مما ازاد ارتباكها ومضايقتها اكتشافه للأمر، كادت ان تضحك على مزحته واطراءه لها وخصوصا ان ضحكته مست قلبها وذكرتها بوجوده في منزلها سيطرت على نفسها لتنظر اليه بغضب و قالت بمهنية : أي خدمة يا سيادة المدير
ابتسم وابتلع الجفاف في لهجتها : انت غاضبة
رفعت عينيها لتنظر اليه فتجد نظرته الدافئة تشملها بذلت مجهودا اضافيا لتسيطر اكثر على قلبها
و رددت : أي خدمة يا سيادة المدير
تنهد بضيق لمعاملتها له : نعم يا استاذة ، وضع الملف الذي بيده على المكتب امامها : نسيت اوراقك
انتبهي في المرات القادمة
نظرت اليه بغضب لتقول : هل تلمح انى مهملة
__ لا طبعا ، بل انصحك نصيحة صغيرة ليردف باستفزاز : بما اننا اصدقاء ، اليس كذلك
قالها بشقاوة جعلتها تشعر بانه طفل ذا عشر سنوات من العمر
ردت بتأنيب : اعتقد اننا في الشركة يا سيادة المدير وانا مجرد موظفة هنا
عيناها لمعت بالتحدي وهى تذكره بكلامه ليبتسم بهدوء : نعم واشار الى الملف المقلوب : لكنك موظفة فريدة من نوعك
انفلتت منه ضحكة غصبا عنه فلم يكن يريدها ان تفهم انه يسخر منها
احمر وجهها من الغضب وضحكته زادتها غضبا لتقول بحدة : اشكرك على الملف ، أي خدمة اخرى
انحنى ليقرب وجهه منها: نعم
نظرت اليه لتجد وجهه قريب جدا منها ، مما جعلها ترتد الى الوراء
اكمل بصوت خافت : لا تغضبي نور ، ستفهمين في يوم من الايام بالتأكيد
اعتدل ليخرج من المكتب ليجد السيد عبد العزيز في وجهه ونظرات التعجب والدهشة تملئ وجهه
__ ماذا تفعل هنا ياسين ؟
وجود السيد عبد العزيز اربكه بالفعل واشعره بانه طفل ممسوك بجرم اقترفه
اردف السيد عبد العزيز بهدوء : من الجيد انك اتيت ، فكنت سأذهب اليك ، تعال معي الى مكتبي
هز ياسين راسه موافقا ليسال السيد عبد العزيز : نور ،اين العقود ؟
رفعتها :انها هنا
__ حسنا اعطيها للسكرتيرة الخاصة بي
__ حاضر سيدي
غادر المكتب بهدوء ليتبعه ياسين وهو يعلم جيدا لابد ان السيد عبد العزيز شعر بشيء فلهجته لا تحمل الود الدائم له




دلفا الي مكتب السيد عبد العزيز
ليسال الاخير بتأنيب : ماذا كنت تفعل ياسين ؟
رد بهدوء : كنت اتى بالعقود التي وقعتها
نظر له متفحصا : ما عمل عبير اذن لتأتى انت بالعقود
اردف بلوم : ياسين انا رايتك منذ دخولك الى المكتب فقد كنت بالغرفة المقابلة لغرفة نور ، تعاملك معها غريب
ام انك اصبحت الان كطارق تحوم حول الفتيات الجميلات
رد بسرعة : لا طبعا استأدى ، انت تعرفني جيدا ، لم اتعامل هكذا طوال عمري
__ ولأنى اعرفك جيدا ، اسالك ياسين ، هذه الفتاه تعاملك عجيب معها منذ البداية ، فعندما اجرت المقابلة حاولت التخلص منها ، ثم عندما علمت انها توظفت هنا كدت ان تأمرني ان افصلها من الشركة ، والان كل دقيقتين في مكتبها
ماذا يحدث بحق الله اجبني
ابتلع ريقة بصعوبة فهجوم السيد عبد العزيز اربكه : هل ستصدقني ؟
جلس امامه : ياسين انت مثل ولدي بالضبط ، رايتك تكبر امام عيناي ، فانا كنت صديق لوالدك وانا من الاوائل المؤسسين للشركة ، كنت دائما مبهورا بك ، اتمنى ان يكون ولدى مثلك عاقل متزن ذكى ويعتمد عليك ، وعندما عملت بالشركة اثبت حسن ظني بك و حسن ظن اباك ايضا لدرجة انه اسند لك جزء كبير من مهامه، فلقد تفوقت سريعا وقفزت بالشركة
من نجاح الى اخر ، وعندما توليت الادارة استمرت الشركة من نجاح الى نجاح
ملخص ما اريد قوله ، انا دائما اثق بك واكيد اصدقك ، انا لا أحاكمك بني ، انا اريد معرفة التغيير الذى طرا عليك
ساد الصمت بينهما للحظات نظر اليه السيد عبد العزيز له فيهما ليردف : حسنا ياسين ، لا تخبرني
ولكن ، خذ حذرك انك بالشركة ولا تنسى انها موظفة هنا وانت المدير
نظر اليه بدهشه فكلامه معناه انه يعرف بمكنونات صدره
ابتسم السيد عبد العزيز في وجهه وقال مديرا لدفة الحوار : سمعت ان معتز جاء اليوم هنا
انقلب وجهه لذكر هذا الشخص ليزفر بضيق: نعم
__ هل قال لك شيء جديد
__ لا نفس الكلام ، فلا يوجد لديه جديد ، فهو يعلم الموقف القانوني لوضعه ، هو يأتي ليضايقني لا اكثر
__ لا تحزن يا بني سيكل في يوم و يكف عن المجيئ
__ لا اعتقد ، انه يحفر من ورائنا ، حتى يتمكن من الايقاع بي بأي شكل ممكن ويستولى على الادارة ، فلا تنسي انه لديه الكثير من الاسهم
__ ان اوراقك كلها سليمة ياسين فلا تخف
__ انا لست خائف ، انا لا اريد ان تأتيني الضربة من الخلف ، فأريد ان اكون مستعد لكل الاحتمالات
قام من مكانه لينصرف : اعذرني استاذي فاني شغلتك معي
ربت على كتفه بهدوء ومحبة ابوية : لا تقل هذا ، انا في خدمتك دائما بني
__ سأنصرف
اوصله الي الباب ليشد على يده : لا تنسى ما قلته لك
هز راسه متفهما وانصرف بهدوء



***********************************************

دخل الى مكتبه ليجده جالس في استقبال السيدة عبير ، هتف بسعادة واضحة
__ اهلا عمر ، كيف حالك اليوم ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك انت ؟
__ الحمد لله ، هل انتظرت طويلا
__ لا شربت فنجان من القهوة فقط ، اقدم لك الاستاذ محمد محامى زميل لي يهتم بالشئون القانونية لشركتي
المهندس ياسين مدير الشركة هنا
تبادلا كلمات التحية المهذبة فيما بينهما ليقول ياسين : تفضلا الى مكتبي
التفت الى عبير : ابلغي يوسف ان يآتي الي
__ حاضر سيدي




دخلوا ثلاثتهم الي المكتب ليجلس الى مكتبه ويجلسا الاثنان امامه تحدثا قليلا عن العمل
اطرق يوسف الباب بهدوء: هل طلبتني
__ نعم ، تعال
تهلل وجه يوسف بالفرح : اهلا ، كيف حالك يا باش مهندس عمر ؟
قام له عمر واقفا يصافحه ويرد عليه : انا بخير الحمد لله ، كيف حالك انت الاخر
تبادلا التحية وتعرف يوسف على الاستاذ محمد ليقول ياسين لهما
__ حسنا اترك يوسف والاستاذ محمد يتفقا على الشكل القانوني الذى سنتعامل به ،وتعال اكلمك انا عن المناقصة والى اين توقفت وما المواصفات المطلوبة

بعد مرور ساعة
كان واقف يودع عمر بابتسامة : من الواضح اننا سنتعامل بعد الان كثيرا
رد عمر بابتسامة : ان شاء الله
محمد : سرني التعرف عليك والعمل معك ،يوسف
__ بل انا من زدت شرف للتعامل معك ، انت خبرة لا يستهان بها
ضحك محمد ليصافح يوسف عمر : الن تطمئن على نور ، فهي متعبة من الصباح
عقد عمر حاجبية وقال بلهفة و خوف : ما بها ؟
__ انها منذ الصباح متعبة ، وعند الظهر اصابتها اغماءه ، الا تعرف انها متعبة
__ كان واضح عليها من الصباح ، ولكن تصل الى اغماء ، هل تدلني على مكتبها
__ بالطبع ، تفضل
التفت الى محمد : محمد انصرف انت ، سأطمئن على نور ثم انصرف
__ ما بها ؟
__ ان يوسف يقل انها متعبة
__ حسنا ، سأنصرف انا وسأطمئن عليها لاحقا ، سلام




كاد ان يقتل يوسف لإبلاغه لعمر عن خبر مرضها ، فهي لا تريده يعلم حتى لا يلومها ، ولكنه سعيد لان عمر سيهتم بها
فلن يقلق بعد الان ، وعند سماعه لمحمد يقول انه سيطمئن عليها لاحقا ، عمل عقله سريعا
من هذا ، وما مدى قربه منها ، وكيف سيطمئن عليها ؟ هل يرتبط بها بأي شكل سواء رسمي او غير رسمي ؟
من الممكن انه متقدم اليها فهو من سن عمر تقريبا او اصغر قليلا ؟ ولكن اكيد كان يوسف سيعلم بالأمر
تنهد داخليا من اين ساجدها من يوسف ، ام طارق ، ام محمد ، وما خفي كان اعظم
قرر انه سيكلم يوسف اليوم ، واذا تأكد مما راه من عدم اهتمام اخيه بها سيتقدم لها رسميا
فتح عينيه من الصدمة لما توصل له ، فلم تخطر فكرة الزواج نهائيا على عقله قبل الان
حدث نفسه ما المشكلة ؟ سأفرح امي ،وافرح انا ايضا بحبيبتي ابتسم عندما تذكرها
لينتبه الى عبير تهزه بلطف : سيدي ، ما بك ؟لما انت واقف هكذا ؟
__ ها ، لا شيء
دخل بسرعة خجل من نفسة ، وهو يفكر اذا استمر وضعه هكذا سيجن قريبا



طرق الباب بهدوء: استاذة نور ، كيف حالك الان ، معي لك مفاجأة
رفعت نظرها من الاوراق : اهلا يوسف ، بخير الحمد لله
دخل عمر وراءه لتهتف : عمر
قامت لتسلم على اخاها ليسلم عليها بحنان فائق : ما بك نور ؟ يوسف يقول انكي أصبيتي بالإغماء
نظرت الي يوسف متوعده لتقول بهدوء : لا شيء ، مجرد تعب بسيط لا تشغل بالك
__ نور لما انت عنيدة هكذا ، طبعا تعرضت للإغماء لأنك لم تتناولين فطورك في الصباح واشك انكى تناولت الطعام الي الان
__ عمر من فضلك اخفض صوتك قليلا ، نحن لسنا في المنزل ، وانا بخير الان
تنحنح يوسف من الارباك فلم يكن يعلم ان عمر سيؤنبها هكذا : حسنا سأترككما
قالت بنبرة خاصة : شكرا لك يوسف
ابتسم ليقول مغيظا لها : لا شكر على واجب
بعد انصراف يوسف
التفت اليها عمر : اجمعي احتياجاتك لتنصرفي معي
دهشت منه : ما هذا عمر ؟ انى في العمل ، ولا استطيع الانصراف الان
قال بعند : خذي اذن من ياسين
ابتسمت : عمر هذا هو ما جعلني لا اعمل معك ، لن اخذ اذن وسأنصرف في موعدي
زمجر بها : انت عنيدة جدا ، انصرفي معي الان ، حتى استطيع ايصالك الى المنزل ، فانا مشغول الى المساء
__سأتصرف عمر ، اذهب الي عملك حتى لا تتأخر
جز على اسنانه من عندها وقال بضيق : حسنا ، لا تنسي اليوم سنذهب لشراء الشبكة
ضحكت بهدوء : لن انسى اخي ،لا تقلق
قام لينصرف : عمر ،ارجوك لا تغضب مني
__ انا لست غاضبا نور ، انا قلق عليك
__ لا تقلق
__ حسنا سأذهب ، تغدي جيدا ، ولا تنتظريني الى ان اتى ، اوعديني
__ اوعدك
__ سلام


******************


عند انصرافه من الشركة لمحها جالسة بمكتبها
طرق الباب بهدوء : ما هذا نور ،الا زلتي هنا ، لما لم تنصرفي الى الان ؟ ان الساعة تجاوزت الخامسة
وقفت بهدوء : سأخلص هذا العقد سيدي وانصرف
__ لا بنيتي ، العقد ينتظر الى الغد ، اما انت لا تجلسي هنا بعد مواعيد العمل ، مفهوم
هيا لتنصرفي معي
__ حاضر سيدي
لملمت اشيائها لتأخذ حقيبتها وتنصرف بجانب السيد عبد العزيز
__ انظري كيف الشركة فارغة الا من عدد محدود من الموظفين ومعظمهم من الرجال ، لا تتأخري الى الان ثانية بنيتي
ارجعت طرف قصتها خلف اذنها وقالت بتوتر : حاضر سيدي
__ اتمنى ان لا اكون ضايقتك بكلامي ولكنك مثل بناتي وانا خائف عليك
سيطرت على الغصة التي اجتاحت حلقها ، فان فراق اباها اثر على حياتها جدا ، اشتاقت اليه جدا وجملة السيد عبد العزيز اثرت على مشاعرها
__ لا سيدي لم اتضايق ، ويسرني انك تعتبرني مثل بناتك
انفتح باب المصعد لتخرج من مقر الشركة وتودع السيد عبد العزيز لينصرف هو



كان في الدور الاسفل في الشركة ليراها واقفه من المؤكد انها تنتظر تاكسي
خرج وراءها : نور ، نور
التفتت اليه : ماذا تريد يوسف ؟
ضحك : انت غاضبة من اجل انى ابلغت عمر عن تعبك
__ نعم ، ان عمر يخاف على جدا ، وسيؤنبني لمدة ايام على هذه الحادثة
__ اسف ، لم اقصد ،ماذا تفعلين ؟
__ انتظر تاكسي ليوصلني الي البيت
__ للأسف لدي بعض الاعمال لابد من انجازها ، والا كنت اوصلتك
ردت سريعا : لا لم اقصد هذا ، سأستقل تاكسي
__ نور ، انا مثل عمر وليس بيننا هذه الاشياء
__ حسنا اذهب حتى تنجز اعمالك
__ نعم ، اراك غدا
انصرف مسرعا وهو يبتسم بخبث فلم يشئ بإعلامها انه واقفه في الاتجاه الخاطئ ولن يمر عليها تاكسي من هنا فلابد من ان تتمشي قليلا لأول الشارع حتى ينفذ ما براسه





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-13, 12:33 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس عشر




أنطلق الى اخاه في جراج الشركة فلقد شاهده متجه الى الجراج منذ قليل
شاهده يتحرك بالسيارة ،نادى بصوت عالي وهو يركض: ياسين، ياسين
اوقف السيارة لينزل منها وعلامات الخوف على وجهه : ماذا حدث ؟
__ لم يحدث شيء، اريد ان اطلب منك شيئا
نظر اليه مستفهما ، ليردف الاخير: من فضلك ان نور متعبة
وتنتظر تاكسي بالخارج ، هل تسمح بتوصيلها ،من اجلي
عم الوجوم على وجهه ، وبهت من الصدمة فها هو اخاه يطالبه بما لا يحتمله
رد ببرود اتقنه : لما لا توصلها انت؟
ابتسم يوسف داخليا فأخاه تعمد البرود ، برغم انه يقصد استفزازه ليرد بابتسامته المعهودة: للأسف ، لدي بعض الامور التي يجب ان انهيها ، والا لقمت بتوصيلها بالطبع
لمح الان الغضب يلمع في عينان ياسين ليردف بسرعة
__ ها ياسين ،أستوصلها انت ،ام ماذا ؟
ابتلع ريقة بصعوبة ليقل بجفاف : حسنا ، سأوصلها

لا يعلم لما حشر نفسه في هذا الجحيم ، يقوم بتوصيلها من اجل اخية ، تجلس بجانبه ولا يستطيع التصرف معها بحريته
فهي من اجل اخيه ، ستصبح ملكا لأخية
شعر بالصداع يزداد ليقسم عقلة الى نصفين من الالم
خرج بالسيارة بهدوء من الجراج ، ليراها واقفة امام مدخل الشركة ، عند النظر اليها ،شعر بانها تحاصره من جميع الجهات ، تنفس بعمق حتى يتخلص من هذا الحصار الذي يتحول الى احتلال في غضون ثواني
وقف باليه ، وفتح باب السيارة من الداخل ليقول بهدوء : اركبي



واقفة تنتظر أيا من سيارات الاجرة لتاتي وهى تشعر بتعب شديد فهي لم تؤكل أي شيء من الصباح ، فكرت انها من الممكن ان تكون واقفة في الاتجاه الخاطئ
لكنها لا تستطيع المشي ، فاذا تحركت ولو قليلا ستتعرض الى الاغماء ثانية ، لا مت نفسها على رفض عرض عمر في انها تذهب معه ، ولامت نفسها ايضا على عدم تناولها الفطور
لتفاجئ به هو وسيارته المرسيدس امامها يقف بهدوء ويفتح باب السيارة ليقول لها تركب معه
اندهشت في بادئ الامر ، وانحنت لتساله : ماذا تريد؟
زفر بضيق : تفضلي لأوصلك
تعجب من سؤالها فالأكيد ان يوسف اقنعها بركوب معه بدلا منه لأنه مشغول
ردت باستغراب : لا شكرا ، سأستقل تاكسي
غضب ليجز على اسنانه : لما ، ان شاء الله
لا تأمنين على نفسك معي
ليردف بالجملة التي يختزنها في صدره ويقولها بغضب ومرارة : ما الفرق بيني وبين يوسف لتذهبي معه وانا لا
رفعت حاجبيها بدهشه وهزت راسها بعدم استيعاب :ماذا تقول؟
ترجل من السيارة بغضب : الم تكوني ستذهبين مع يوسف ليوصلك ، لماذا لا تركبين معي اذن ؟
آها نسيت انا ، انه مختلف عني فهو حبيب القلب

لم تستطع التماسك ولا السيطرة على مشاعرها
__ اخرس ، لم اركب مع يوسف ابدا ولا يوجد شيء بيني وبينه من الاساس ، ولن اسمح لك مرة اخرى بهذه المعاملة واذا كانت على الوظيفة ، فانا لا احتاجها ، سأقدم استقالتي
لأريحك مني نهائيا
الغضب الذي دب في اوصالها جعلها تمشى مسرعة وهى تدق الارض بأقدامها غضبا ،تتجمع الدموع بعينيها وتشعر باختناق روحها ، لم تتعرض لسوء الظن من قبل ابدا
ومنه هو بالخصوص كان سوء الظن ازهاق لروحها
ظنت انه مختلف عن الاخرين، ظنت انه يفهمها جيدا من نظراته التي تخترقها ،لا تعلم لما هي حزينة ولكنها تشعر انها مثقلة بالهموم




فغر فاه استيعابا ودهشه مما قالته فقد الجمه ردها وعندما فهم ما قالته كانت اختفت من امامه ، لا يعلم أيفرح من انها لا تحب اخيه ،ام يحزن على الموقف الذي ستتخذه منه بعد الان ،ليفاجئ بانها قالت انها ستستقيل اذن لا يوجد بعد الان الن يراها مرة اخرى ، رن السؤال في عقلة لينتفض من مكانه بسرعة ويركب سيارته وينطلق ورائها سيفهمها الان ما يحدث ،حتى لو ذهب الى منزلهم


*************************





عبر بخطواته باب شقته بحزن وهم يجتاح كيانه ، فالمنزل لا يطاق بعد رحيلها عنه ، والشقة تذكرة بجميع الاحداث التي مرت به وبها معا سواء كانت سعيدة او حزينة
عطرها لازال في الاجواء ، ينتظرها ان تأتي لتستقبله كعادتها ترتمي بأحضانه وتقبله على وجنتيه كما كانت تفعل دائما ، ولكن اين هي رحلت عنه لتجعله في شقاء دائم
زفر بضيق وهو يرمي بجسده وروحه المنهكة على الاريكة التي طالما ابتلعتهما معا ليزداد عطرها في الهواء كثير من الاصدقاء نصحوه بان يترك هذا المنزل حتى يستطيع النسيان ولكن هذا المنزل الذكري الوحيدة التي بقيت منها
شعر بعبيرها يزداد ليتخيلها بجانبه فاحتضنها ويغلق عينيه ويسقط نائما


***************************







لم يتعب في ان يلاحقها فعند اول الشارع وجدها واقفة ركن سيارته معترضا طريقها لينزل مسرعا ويقف امامها ويمسكها من كتفيها
__ نور ،من فضلك اسمعيني




فوجئت به يعترض طريقها بسيارته وينزل منها مهرولا اليها
لتسرع خطواتها لكنها لم تكن سريعة بما فيه الكفاية
ليسد بجسده الضخم بالنسبة اليها الطريق
ويخبرها بان تستمع اليه
نظرت اليه في حدة والغضب يقفز من عينيها
__ من فضلك ابتعد عني ، ولا تضع يدك على ثانية
انتفض من لهجتها ليتمتم : اسف لم اقصد ان امسكك هكذا
ولكن من فضلك اسمعيني
هتفت بحدة : ماذا تريد ؟
__ اريد الاعتذار عما قلته لكى ، فلم اقصد ما فهمتيه
__ لا بل قصدته وانا لست غبيه ، فكان معناه واضح
كوضوح الشمس
تنهد باضطراب : ممكن ان اطلب منكي شيئا
رفعت حاجبيا : لا ليس ممكنا ان تطلب مني أي شيء
نحن الان خارج العمل وليس بيننا أي علاقة لتطلب مني شيء
قال بتوتر: السنا اصدقاء؟
نظرات عيناها الغاضبة والحدة المرتسمة على وجهها
جعلته يزفر بضيق ويفرك يداه في بعضها
__ استحلفك بالله نور ، لا تغضبي ،واستمعي الي
لمح ان وجهها يلين ليكمل : هل من الممكن ان تأتي لنتكلم في أي مكان ،فلن ان استطيع ان اتكلم معكى هكذا والمارة يشاهدونا ،من فضلك
أي مكان نور تختاريه انت ، اريد ان اتكلم معك
__ حسنا ولكني لن اركب سيارتك
__ لماذا ؟
رفعت حاجبها الايمن بغضب وهي تجز على اسنانها لتنطق عينها بما قاله من قبل
ليقول مسرعا : حسنا استقلي سيارة اجرة وسأتبعكما انا
هزت راسها بنعم ، وهي لا تعلم لما وافقت على عرضه من الاساس ، حدثت نفسها شيء بصوته حسها على الموافقة
شيء داخلها يأمرها بالاستماع اليه والذهاب معه الى اخر الدنيا
اوقف التاكسي لتنبه الى صوته : هيا اركبي، الى اين تريدين الذهاب ؟
اردف :ما رايك ان نذهب الى مطعم ..........
هذا هو المطعم الذي اصطدمت به فيه ،مطعمها المفضل
لم تقوى على الاعتراض ولا تعلم لماذا ، هزت راسها موافقه
ليبلغ السائق بالمكان ويفتح لها الباب لتركب : تفضلي
اندهشت من تصرفه لتدخل الى التاكسي بهدوء ليغلق عليها الباب ويقول للسائق الذى تبين انه لا يعرف المكان المطلوب اتبعني
اسرع الى سيارته ليديرها ويتحرك امام السائق ليتبعه


ركنت راسها على زجاج الشباك في تعب وهي تفكر ماذا يريد منها ، حدثت نفسها لا تتعبين عقلك اكثر من الازم كلها ربع ساعة وتعلمي

يقود السيارة وهو يشعر بالتوتر من الموقف كله يحاول ترتيب الحديث براسه حتى لا يتفوه بما يغضبها اكثر من ذلك
نطق بهدوء : استغفر الله العظيم
تنفس بقوة ليستطيع السيطرة على اعصابه

وصل الى مكان المطعم ليركن السارة بهدوء
وينزل مسرعا منها ليجدها تترجل من التاكسي ،هم لمحاسبة السائق لتصيح به : من فضلك سأحاسبه انا
قال بهدوء فهو لا ينوي ان يفتعل مشكله على هذا الشيء الصغير : من فضلك لا تحرجيني هكذا
انحنى ليحاسب السائق وهى تتلوى من الغضب على تجاهله لرغبتها
غادر التاكسي ليلتفت اليها : هيا بنا
نظرت اليه بغضب ليهمس بهدوء : سنتفاهم داخلا
مشت امامه ليتنفس بقوة ويحاول اللحاق بها
فتح باب المطعم ليسمح لها بالمرور من امامه بتهذيب جم
اسرع احد العاملين ليرحب به ويصحبهما الى طاولة تقع باخر المطعم ، وهو يعتذر لياسين ان طاولة المفضلة اليه ليست متاحة ، شكره ياسين
ليلتفت اليها : تفضلي نور
جلست بتعب سألها بهدوء : هل انتى متعبة؟
اندهشت من سؤاله كيف شعر بتعبها: قليلا
__ ماذا تريدين ان تتناولين على الغداء
قالت بحدة : من قال لك اننى سأتغدى
تنحنح من حدة نبرتها : نحن في مطعم مرموق وقت الغداء ، من المؤكد اننا سنتغدى
نظرت اليه : ان اتيه هنا لأسمعك فقط بناء على رغبتك انت فقط ايضا
شددت على كلمة فقط الاخيرة
نظر لها بهدوء: لا ضرر من تناول الغداء
همت بالاعتراض ليرفع كفه امامها : من فضلك لا تجادليني سأطلب الاكل ،ولا تؤكلي منه
رفع يده ليأتيه النادل فورا طلب اشكال من الطعام مختلفة وهو متعمد ذلك فهو لا يعلم ما تفضله ، احضر لنا كوبين من العصير المثلج اولا التفت اليها : ام تفضلين القهوة؟
ردت باقتضاب: لا شكرا
عبس من لهجتها ليقول للنادل : شكرا لك
عند مغادرة النادل لهم قالت بنفاذ صبر
__ انا اسمعك
نفض راسه من اسلوبها وخيل اليه انها واحدة اخرى غير نور التي يعرفها وتعامل معها : عفوا
قالت بحدة وغضب : انا اسمعك ، انت تريد محادثتي اليس كذلك
ابتسم : نعم اريد محادثتك
تنهد بقوة : لا اعلم لما قلت لكي هذا الكلام ، ولكن يوسف جاء الي وطلب مني ان اوصلك ، لأنه لن يستطيع ذلك بسبب بعض الامور التي عليه انجازها
فتوقعت موافقتك على التوصيلة وفوجئت برفضك فشعرت انها اهانة لي وانكي لا تأمنين على نفسك معي
وزنت كلامته لتقول بغضب : ولكن هذا لا يفسر اتهامك لي بأنني على علاقة مع اخيك
ابتلع ريقة بصعوبة وهو لا يعلم ماذا يقول
__ المعذرة لم اكن اقصد
نظرات عينيها الغاضبة اجبرته على التراجع
ليأتي النادل بالعصير وينقذه من السؤال الذى لا يوجد له اجابة غير اعترافه بانه يحبها
وضع النادل اكواب العصير ليغادر بهدوء
اقترب بجسده من الطاولة: من فضلك اشربي العصير
قالت والاصرار ينطق في عينيها : لم تجاوبني
شعر بان حلقه جاف فابتلع كمية من العصير
__ المعذرة انني جرحتك ، ولكن طريقة معاملتك مع يوسف مختلفة عن تعاملك مع الاخرين ، انا رايتك كيف تعاملت مع طارق وكيف تتعاملي مع يوسف ، وطريقتك مختلفة كاختلاف السماء من الارض ، ممكن ان يكون التبس علي الامر، اكرر اعتذاري
__ لا بد ان تكون مختلفة فانا اعرف يوسف لمدة ثلاث سنوات كان نعم الاخ والصديق دائما محترم لا يحتك بالفتيات
يمزح معنا ويساعدنا ويشرح لنا دروسنا ايضا في حدود الاحترام والمودة ولم يتطاول ابدا على احدانا حتى الشباب زملائنا يكنون له الاحترام والمودة
نطقت بغضب : اما هذا الطارق فمثال للشباب المنحرف
ويثق بان الفتيات سيركعن تحت قدمية لمجرد رؤيته وانا امقت هذه النوعية من الشباب ، وكان لابد ان اتعامل معه بهذه الطريقة
ابتسم بإعجاب لوجهة نظرها واسلوبها وانها تكره الشباب الذى بنوعية طارق
سال بهدوء والابتسامة على شفتيه : ما النوعية التي تفضليها اذن ؟
__ نوعية ماذا؟
__نوعية الشباب
نظرت الية بحدة ليقول بابتسامة تشرق وجهه : انه مجرد سؤال ، لا اكثر ولا اقل
همس : هل تسمحين بمجاوبته ؟
__لا يوجد لدي نوعية مفضله
__كيف لكل فتاه فارس للأحلام؟
ضحكت بتوتر وهى تفكر في الكوابيس التي تزورها كل ليلية لتعلم لما ليس لها فارس للأحلام
جاوبت بهدوء: لا ليس عندي مواصفات
اندهش من جملتها ليستشف الحزن والهدوء اللذان سيطرا عليها
جاء النادل بأنواع الطعام الذي طلبه ياسين لتشعر فجأة بالجوع ،فرائحة الطعام الشهي دغدغت حواسها وجعلت احساس الجوع يقفز الى عقلها ويطالبها بالأكل
قال بهدوء: من فضلك تناولي الطعام معي
لن تستطيع الرفض واذا رفضت هي فحاجة جسدها للأكل ستغلب عقلها وتسيطر عليه
اكمل : لا اعرف نوعية طعامك المفضل ، ولكن اذا تريدين شيء اخر اطلبه لكي
__ لا اشكرك
بدءا بتناول الطعام وهو يقول: أتعلمي هذا هو مطعمي المفضل
ضحكت لتقول : وانا ايضا
__ حقا
__ نعم وعمر اذا اراد مصالحتي او تدليلي يأتي بي الى هنا
وهو يقول لي دائما انى افقد عقلي هنا امام الطعام وارضى عنه سريعا
ضحك ليميل الى الامام ويهمس لها :اذن رضيتي عني انا الاخر
نظرت اليه لترى الدفء واضح بعينيه ، ابعدت عيناها عنه
ليخيم الصمت عليهما
قال بهدوء: من الواضح انكي ما زلت غاضبة مني
__ لما تريد مصالحتي ، او حتى لما تريد ان ارضى عنك
مال راسه لينظر لها بحنان : أحقا لا تعلمين ؟
نظرت اليه والدهشة تملئ عينيها لتهز راسها بلا: لا اعلم
ابتسم وهو يكمل غداؤه : اذن غدا في يوم من الايام ستعلمين
اردف بغموض : اكملي غدائك ، واذا لم ترضين عني الان سأصحبك الى هنا كل يوم حتى ترضين عني
قال جملته كانه امر مسلم به ، وانها سوف تأتى معه يوميا اذا اراد ، لم تعترض على جملته ، بل شعرت بالسعادة تغمرها
ولا تعلم لما اكملت غدائها بهدوء وهو يتكلم معها كأنهما يعرفا بعض من سنوات



*************************


دخل الي القصر في هدوء ليسمع جلبة يمنى واضحة وصوت لعبها يجلجل في القصر ، شاهد امه الجالسة وبجوارها نهى ويمنى تعبث بكل ما تصل يديها اليه
تقدم بهدوء الى الداخل : السلام عليكم يا اهل الدار
تقدم من امه ليسلم عليها ويقبل راسها ن ليحتضن اخته ويقبلها : كيف حالك يا اختاه ؟
لتسرع الصغيرة اليه : اهلا يا مفعوصة كيف حالك ؟
ضربته نهى بإحدى الوسادات : كف عن مناداتها هكذا
ضحك على مضايقتها من اللقب الذى اطلقه على ابنتها
ليجلس الفتاه على رجليه
نهى : ما اخبارك يوسف ؟ وكيف كان عملك ؟
__ الحمد لله ، اليوم طويل ومتعب جدا
انا جائع الن نتناول الغداء ؟
الام : سننتظر اخاك
امال على اخته : اريدك في موضوع هام
همست له : ما الامر ؟
اجابها بصوت خافض : اتبعيني فلا اريد الكلام امام أمي
__ حسنا
قال بصوت عال وهو يقبل خد يمنى ويوقفها ارضا : حسنا سأذهب الي غرفتي لأغير ملابسي واستريح حتى يأتي ياسين
التفت الى نهى : اين زوجك ؟
__ انه مسافر مع العمل وسياتي غدا

__ اذن انت باقيه معنا الليلة ، شيء جيد حتى استطيع ان اشبع من مفعوصتك
ركض من امامها حتى لا تضربه بإحدى مخدات الكنب
لتضحك هي وامها عاليا
رددت الام بهدوء : لن يعقل
__ ما به امي ، فهو من خيرة الشباب ، انه مرح لا اكثر وعندما سيتزوج سيستقر ان شاء الله كما تريدين ،
سأذهب بيمنى الى ام محمود لتطعمها
ذهبت من امام امها بابنتها للدور العلوي لتترك الفتاه في رعاية ام محمود وتسرع خلف اخاها

طرقت الباب بهدوء لتسمع صوته : تعالى نهى
وجدته واقف في وسط الغرفة
سالت بريبة : ما الامر ؟
ابتسم ملئ شدقيه : اخانا الاكبر واقع في الحب
نظرت اليه موطلا : اه ، انت جننت اليس كذلك؟
ضحك عليها فهو رد الفعل الذى كان متوقعه
__ لا واللهي انا اقول الصدق ، واريد مساعدتك ليتم الامر
فانت تعلمين ياسين من الممكن ان يفسده
جلست : لا ، اريد ان اعلم بالضبط ما يحدث ؟
قص عليها ما شاهده في حفل الزفاف الى سعادة اخية العارمة بعد رؤيته لها ، لمظاهر الغيرة الواضحة علية
وغضبه الشديد لاقتراب طارق منها واقترابه هو ايضا
فغرت فاها لتستوعب ما يحدث : هل تتكلم عن نور صديقتك؟
__ نعم
ردت سريعا : ان امي تريد ان تخطبها لك
رد بسرعة وغضب : ماذا؟ هل انا فتاه لتخطب امي لي
__ لا يا استاذ ، بل طريقة معاملتك لها جعلتنا نظن انك تحبها
انتبهت الى الكارثة التي حدثت لتضع يدها على فمها
__ يوسف ان امي تكلمت مع ياسين البارحة في امر خطبتك لنور ، آها الان علمت لما كان غاضبا في الصباح ، ان امي قصت لي انه تغير البارحة بعد علمه بالأمر وكان حادا معها في الصباح
زفر يوسف بضيق : لذا كان متغير معي اليوم ، ليخبط راسة بيده : انها كارثة لو ظن ان بيني وبين نور شيء ولذا طلبت منه ان يوصلها
__ ماذا تقول ؟ لا افهم
روى لها ما حدث وانه طلب من اخيه ان يوصلها من اجله
__ خفت ان اخبره انني اعرف بأمر مشاعره يكابر كعادته ويعلن عدم اهتمامه بالأمر، فقلت احدث شهامته فهي غالبا ما تنتصر على عقل ياسين
__ ايها الغبي ، لقد اكدت له ما قالته امي
__ الان ماذا سنفعل ؟
__ لا اعلم ، ولكن لا بد من اخبار امي بانك لا تريد ان تتزوج نور ، لن نخبرها بموضوع ياسين هذا حتى ينطق هو
هز راسه موافقا : ساترك لكي موضوع الخطبة هذه
__ حسنا ، وانت ما اخبارك ؟
سالت بنبرة ذات معنى
ليبتسم بوجهها : ستاتي الجمعة المقبلة
اتسعت عيناها دهشه ممزوجة بالفرح : حقا
هز راسه بسعادة
ارتبكت : يوسف هل انت مستعد لمواجهة ياسين ؟
زفر بضيق : لا ، اعرف جيدا العقبات التي تقف في طريقي
و مدى كره ياسين لهذا الامر ، لكني احبها يا نهى ،سأتحدى الدنيا كلها من اجلها ، كما فعلت هي
رتبت على كتفه : موفق ، ان شاء الله
ردد بهدوء : ان شاء الله
تركته لتذهب الى امها وتبلغها بقرار يوسف
لم ترد ان تخبر امها بان يوسف سيرفض الامر، فهي تعلم بقراره جيدا ، كانت تأمل ايضا انه استطاع النسيان لتفاجئ بانه ينتظر على احر من الجمر ، لا تعلم ما موقف ياسين حيال هذا الامر دعت بهدوء : ربنا يستر


***********************
نظرت في ساعتها لتجدها السابعة والنصف لتنتفض واقفه
__ لا بد ان اذهب فقد تأخرت جدا، لا اعلم كيف الوقت مر هكذا سريعا
ابتسم بهدوء : حسنا ارتاحي من فضلك ولا تجزعي ، لن تتأخري
نادى النادل ليحاسبه ويقف هو بدوره
__ تفضلي ، سأوصلك
رفع يده : ومن فضلك لا تعترضي
ابتسمت وهى تبلع اعتراضها
فتح اليها باب السيارة : ستتشرف السيارة وصاحبها بخدمتك
ابتسمت بخجل من مزحته : اشكرك على مدحك العظيم
ضحك بسعادة لتلمع عيناه ارتكن على باب السيارة وهى تهم بالدخول اليها همس بجانبها : نور
التفتت اليه لتجده قريب منها جدا لا يفصله عنها الا باب السيارة
تلاقت عيناها بعينيه لتبحر بهما فهي تريد ان تعرف ماذا يريد وما هي الكلمات المبهمة التي تطل منهما
اجابته بهدوء: نعم
ابتسم ابتسامه رائعة لم تراها من قبل : اشكرك
دخلت بسرعة الى السيارة ليغلق الباب بهدوء
وهو يشعر بانه طائر بالسماء لا يمشى على الارض
جلس في مقعده وهو يشعر ان كل أمانيه تحققت اليوم
سألها بهدوء :هل لديك موعد ما تأخرت عليه ام انكى تأخرت في العودة ؟
__ لا عمر اليوم ذاهب لشراء الشبكة وسأتأخر هكذا عليه
رد بابتسامه : مبروك ، عقبالك
رد ت بهدوء : الله يبارك فيك ، وعقبالك انت الاخر
ابتسم بسعادة : ان شاء الله قريب
عقدت حاجبيها وشعرت بالخنقة من جملته لتساله سريعا دون تفكير : أستتزوج قريبا
التفت اليها بدهشه فصوتها طلع مخنوقا نظر الى عيناها ليتبين له انها غير سعيدة بالفكرة
سألها بخبث : نعم ، ما رايك ؟
ردت بحدة : وما علاقتي بالأمر ؟
ابتسم : السنا اصدقاء ؟
نظرت اليه غاضبه : افعل ما يحلو لك
قال والشقاوة ترقص بعينيه : سأفعل ان شاء الله
اردف :ها قد وصلنا
انحنى فجأة ناحيتها ليمسك يدها ويلثمها برقة : اشكرك نور على منحي السعادة اليوم فقد قضيت اسعد وقت في حياتي اليوم
انتفضت من حركته وجراته معها لتندهش اكثر منه وهو يردف: الا تعلمين حقا لما ابحث عن رضاك ؟
هزت راسها بنعم ،
نظر الي عينيها ليقول بهمس : فكري قليلا ستجدين الإجابة
انا اثق بذكائك نور
اخيرا اطلق يدها من يده لتسرع مغادرة السيارة
وهى تشعر بان الحيرة تسيطر على عقلها والارتباك يعصف بأوصالها والسعادة ترفرف بجناحيها على حياتها

****************


ادار سيارته وهو يشعر براحة كبيرة ، فكرة الزواج تسيطر على عقله لتجعله يفكر ماذا سيفعل مع اخيه؟
انها لا تحبه وهذا يجعل المهمة اسهل ، ولكن اذا كان يوسف يحبها هذه هي المشكلة ، لا يعلم ماذا سيحدث


وصل الى القصر ليركن سيارته
وهو يهم بالدخول سمع اصوات مرتفعة بالداخل تبين انها صوت امه وصوت يوسف ايضا
دخل بسرعة ليسلم على نهى ، ويقول بصوت مرتفع : ماذا يحدث؟
ردت امه بصوت غاضب : اخاك المبجل لا يريد الزواج
ابتسم براحة ليلتفت الى يوسف : حقا
ليرد يوسف بهدوء : نعم لا اعلم ما الضرر فاني لا اريد الزواج من نور
__ انها مناسبة لك ردت الام
رد بعصبيه : انا لا اريد ان اتزوجها امي ، انها مجرد صديقتي لا اكثر، ما المفروض ان اعمله
سال ياسين بهدوء : لماذا امي متمسكة بها هكذا ؟
__ انها فتاه جميله مؤدبه وهي حفيدة اللواء اسماعيل صديق اباك وانا ارحب بنسب هذه العائلة ، انت من تسالني انت تعلم جيدا مميزاتها
رد بهدوء : نعم اعلم ، بالتأكيد اعلم
نظر يوسف الي نهى ليبتسما الاثنان فنبرته الحنون حملت اليهما الكثير من المعاني
رد يوسف : امي من فضلك اغلقي هذا الموضوع
نظرت الام غاضبه اليه لتلتفت الي ياسين بحنيه
__ هل تغديت حبيبي ؟
ابتسم وهو يتذكر لقائهما معا والغداء الذي لم يستمتع به من قبل ، تكلما كثيرا ، شعر انه يعرفها من زمان ، وانها قريبه منه كثيرا ، فهي خلقت له خصيصا
انتبه على يد امه وهى تهزه : ياسين
كتم يوسف ونهى ضحكتهما وهما يجلسان متجاوران
ليهمس لها يوسف : الم اقل لك ؟
__ نعم انا صدقتك الان ، انه متيم بها
__ لا امي لقد تغديت
نظر اليهما : ما بكما انتما الاثنان تتهامسان ؟
نهى : لا شيء ياسين
__ حسنا سأصعد الى غرفتي
صعد لينظرا الى بعضهما وابتسما بسعادة من اجل سعادته

***************************

دخلت الي بيتها مسرعة ،صعدت الى غرفتها لتغير ملابسها
وتجهز لموعد اخاها الهام ، تشعر بالحيرة من امره معها
ولكنها لا تريد التفكير الان ، تريد الشعور بالسعادة التي تغمرها
اختارت ملابسها بالوان الربيع المبهجة لتعكس شعورها الداخلي بالسعادة
سمعت صوت عمر من البهو: نور انتي جاهزة
خرجت مسرعة له : نعم
__ اذن انزلي لا وقت لدينا فانا تأخرت وانا اتي بسيارتي من عند الميكانيكي
__ حسنا
اندهش من مظهر اخته السعيد ، ولمعة عيناها التي انطفأت منذ وفاة والديهما واشراق وجهها الذى عاد
سالته عندما اطال النظر اليها : ما الامر عمر ؟
__ لا شيء حبيبتي منذ فترة لم ارك سعيدة هكذا
تأبطت ذراعه: هيا حتى لا نتأخر

**********************

تكلم صديقتها في الهاتف وهى تضع طلاء اظافرها المفضل
لوت شفتيها بزعل : نعم سماح ، ستذهب اليوم لتشتري شبكتها
نعم ، فازت به هذه المفعوصة
من قال هذا لن اهنيها عليه
ولكني انتظر الوقت المناسب ، ولابد من اخذ حذري من بسنت ، فانتي تعرفيها جيدا قويه وانا لا اريد مواجهتها والخسارة امامها
لا لم ارد الذهاب معه
سأجعلها تطمئن من ناحيتي
لا اعلم ما يحب بها ، رفضني هذا المغرور ، سأذيقه الجحيم على رفضه لي
حسنا سأذهب الان ، سلام


*************************



افاق من نومه على صوت الهاتف ليكتشف انه في المساء
محتضن احدى وسادات الاريكة
نظر الى الساعة ليجدها تجاوزت السابعة
نظر إلى هاتفه ليشرق وجهه : السلام عليكي حبيبتي
كيف حالك ؟ انا بخير الحمد لله
افتقدك جدا ، متى ستأتي ؟ حسنا سأكون بانتظارك
تأتى بالسلامة ، سلام

جلس براحة ها هي اخته الصغيرة العزيزة ستأتي لتؤنس وحدته قليلا بعد افتقاده لحياته بعد ممات من كانت تملك روحه


امسك الهاتف ليتصل برقم مخزن لديه
__ السلام عليكم حسن، ما الاخبار عندك؟
تناول الغداء بمطعم .............. مع فتاه
استعجب منه ليسال بهدوء : أتستطيع ان تصفها حسن
من مواصفاتها تنبه انها الانسة التي اصطدم بها اليوم
حسنا حسن لا تغفل عنه ابدا
اغلق الهاتف حسنا ياسين من الواضح انك مرتبط بهذه الجميلة ، سأحرق قلبك عليها
لتعلم ماهي حرقت القلب على من تحب


********************************

استقبلهما علي بترحاب شديد ، ليجلس مع عمر في الصالون وتدخل هي الي صديقتها بالداخل
اتت الام بهدوء ليصافحها عمر باحترام ، جلست بجانبه
__ علي ، اغلق الباب من فضلك
استعجبا الاثنان من الام لينفذ علي رغبتها على الفور
قال عمر بهدوء : خالتي هذا هو المهر وارجو ان ننزل بعد قليل لشراء الشبكة
حسنا بني ، كنت سأطلب منك ان تبدا في تجهيز البيت فلا يوجد الكثير من الوقت
__ نعم خالتي سأفعل ان شاء الله ، فغدا سيأتي اشرف صديقي ليضع تصور مبداي للديكور و يا حبذا ان تأتي علياء لتشرح له ما تريده
وانا اقترح ايضا ان نقيم حفلة عقد القران في حديقة الفيلا
لأننا لن نجد حجوزات في أي من القاعات في هذا الوقت القصير ، وفى الزفاف سأحجز لها اكبر قاعة للحفلات
ابتسمت الام بهدوء لحماس عمر وحبه الواضح لابنتها
قالت بهدوء : استمعا الي انتما الاثنان جيدا
تنبه لها علي وعمر : عمر اريد ان تجهز الغرف على وجه السرعة ، فانا اريد الاطمئنان على علياء ولن اطمئن الا وهى معك
__ حاضر خالتي انت تامريني
التفتت الي علي : علي اتمم زواج اختك مهما حدث لا تنسى مهما حدث علي ، واجعلها سعيدة بكل ما في وسعك هذه وصيتي لك ، اما انت فأوعدني واقسم انك ستصونها للابد
انزعج على من طريقة امه ليقترب منها
__ ماذا بكي امي؟ انت متعبه
ربتت على خده بحنان : لا حبيبي ، انا اريد الاطمئنان على صغيرتي فقط




************************
طرقت الباب بهدوء لتقول مبتسمة :ما اخبار عروس اخي الجميلة؟
ضحكت بسنت بخجل : الحمد لله بخير ، اين انت نور لم اسمع صوتك في الهاتف منذ يوم زفاف سارة
__ المعذرة حبيبتي ، انشغلت عنك قليلا
نظرت اليها علياء مليا : ما بك ؟ انت سعيدة اكثر من اللازم
ابتسمت بإشراق : نعم لدي الكثير واريد ان اقصه لك
لوت فمها : ولكن للأسف الوقت غير مناسب
جرتها علياء من يدها : احكي لي حالا ،ماذا حدث بإنجاز
والتفاصيل قوليها على الهاتف
قصت لصديقتها الحيرة التي بداخلها والمواقف الدائرة بينها وبين ياسين الى ما حدث اليوم واخر جمله قالها
__بصراحة لا اعرف ماذا يريد مني ؟ ولا اعلم ماذا يحدث لي عند رؤيته
لمعت عينان علياء: هل تحبيه نور؟
اندهشت نور مما سمعته من علياء
لتكمل : اذا تريدين اختبار مشاعرك من اتجاهه ابتعدي عنه لفترة يوم اثنان ثلاث ، اذا اشتقت اليه ، اذن انت مهتمة به بشكل اخر عن الاخرين
اردفت بابتسامه : وانا اعتقد انه يشعر بالغيرة عليك ولذا يعاملك بهذا الشكل عند اقتراب احدا منك
فانا اتذكر انه كان غاضبا بشدة عند مرور الشباب بجانبنا
تذكرت الموقف لتجد ان كلام علياء منطقي
ضربتها علياء بخفة على ركبتها : لا تفكري الان ، ودعي الامور تجري في مسارها الصحيح دون تدخل منك
احتضنتها علياء بسعادة : انا سعيدة للغاية اليوم
__ وانا سعيدة انا ايضا من اجلك حبيبتي

طرق علي الباب بهدوء لتفتح له علياء
__ ما هذا يا لولو ؟الم ترتدي ملابسك الي الان ؟
اجهزي سريعا سننزل لشراء الشبكة اليوم ،امي اتصلت ببسنت وستاتي لنا هناك


*************************
جالس يستمتع بالجو المنعش في شرفة غرفته ويستعيد اللحظات السعيدة التي عاشها اليوم استعاد ضحكتها وكلماتها
اكتشف بها صفات كثيرة جميله جعلت قلبه يرقص فرحا ، سيكلم عمر في موضوع الزواج في اقرب فرصة ولكنه سيقنع امه اولا
رن هاتفه ليجد اسم ياسر ينور الشاشة
رد سريعا : اتصلت بالوقت المناسب
صدحت ضحكة ياسر : الناس تسلم اولا يا ياسين
__ ياسر انا احتاجك بشده
سال بجديه : ما الامر ؟
__ قابلني في المقهى المعتاد
__ سأكون هناك خلال ربع ساعة
__ حسنا اراك بعد قليل ، سلام





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-13, 12:35 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع عشر


وقفت تنظر لنفسها في المرآه ، تكمل وضع باقي زينتها لتزيد من جمالها الطاغي ، نظرت اكثر لوجهها في المرآه لتتذكر انه ولا مرة عندما قابلته في الماضي تكبد عناء النظر لوجهها لم ترى ابدا النظرة التي يرمقها بها الشباب عادة بعينيه
فبحكم انها كانت زميلة وصديقة لبسنت كانت تراه هو و علي كثيرا كانت نظرات علي دائما تلاحقها وتبين اعجابه الشديد بها ، اما هو فكان لا ينظر اليها ابدا ، كانت نظراته تحتلها هذه المفعوصة الصغيرة التي كانت في ذاك الوقت لم تزل طفلة ، اغضبها هذا الامر جدا فشعرت بانه داس على انوثتها وكرامتها ، حينها بدأ علي بالتقرب اليها وابداء اعجابه بها
لا تنكر انها مالت اليه فشخصيته المرحة اسرتها ، ولكنها لم تنسى ان عمر لم يلتفت اليها يوما
لا تنسى عندما كانت مخطوبه لعلي وتناهى الى مسامعها عن طريق الخطأ ان الخالة عائشة كانت تريد لعلي ان ينتظر نور ليقترن بها ، يومها زاد كرهها لهذه العائلة التي لا يربطها بها الا كرامتها التي اهدروها
وايضا بعد زواجها نبهت علي ان عمر يكن مشاعر خاصة لعلياء ، كانت تتوقع ثورة علي وقطعه لعلاقته مع عمر وبهذا تكون تخلصت من نور و ايضا تخلصت من اهدار كرامتها التي تشعر به كلما رأت عمر
ولكنها فوجئت بابتسامة علي تشرق وجهه ويقولها انه يعلم
فبرغم من ان صديقه لم يتكلم معه ولا مرة الا انه يشعر بمكنونات صدره ، ويتمنى ان عمر يفاتحه في موضوع الزواج في القريب العاجل
اندهشت من موقف زوجها ولكنها لم تشأ ان تتحدث في هذا الموضوع مرة اخرى حتى لا تستثير ذكاء علي فمن عشرتها معه وجدت ان ذكاءه حاد و على الرغم من طيبته وحلمه معها وحبه لها الذى يرتفع لمرتبة العشق الا انه عندما يغضب يتحول الى شخص اخر يصعب التعامل معه
زفرت بضيق وهي تنظر الى نفسها في المرآه مرة اخرى فقد انتهت من زينتها كما يحبها علي ،لا تفهم نفسها في بعض الاحيان هل تحبه ام لا هو لم يكن فارس احلامها التي كانت ترسم صورته في خيالها، ولكنه يغدق عليها من عواطفه التي
تجعلها تشعر بانها انثى كامله رغم عيوبها التي تعرفها جيدا الا ان كرم أخلاقه وحسن شخصيته يجعلاه لا يذكرها بأحد منها، بل يتحملها ويتحمل عصابيتها وغرورها في بعض الاحيان بصدر رحب وابتسامة هادئة وفي كل مرة تغضب منه يأتي ويصالحها ويشتري هديه قيمة ايضا ليرضيها بها ، لذلك تفعل له ما يحب وتحاول ان ترضيه في بعض الاحيان



****************************



واقفه امام محل الجوهرجي تراقب سعادة اخيها وصديقتها
التي تشع من عيونهم هي ايضا تشعر بسعادة عارمة تغلف المكان وتحيطها من كل جانب تبتسم على تعليقات علي وعمر التي تجعل علياء تحمر وتخجل والارتباك يسيطر عليها تقدمت بجانب صديقتها
__ كف انت وهو عن المزاح معها بهذه الطريقة ، حتى تستطيع التركيز فيما ستشتريه
ضحكا الاثنان ليجدوا بسنت امامهم فيدلفوا جميعا الى داخل المتجر ويبدا البنات بانتقاء الاشياء وعلى علياء ان تختار من بين جميع الاشياء
زفر علي بعد وقت طويل الى حد ما : اخيرا
قالت بسنت بنبرة قويه ولكن بصوت منخفض وهي بجانبه: ما بك ؟ يوم شراء شبكة حرمك المصون اخذنا ثلاث ساعات فكان كل شيء لا يعجبها
عقد حاجبيه ونظر اليها متفحصا امال راسه اليها
__ ما بك ؟ وما هذا الهجوم الدائم على ايه ؟ هل اغضبت احدا منكن او اغضبت امي ؟
تنهدت ببطيء : لا علي ، ولكني ارى انك ضايق بنا هذه الايام
اندهش من جملتها : بسنت ، لابد ان تعلمي جيدا انني لم ولن اضيق بكن ابدا فانتم عائلتي و لن افعل الا ما يرضيكن دائما
التفت الي علياء : ها يا عروسة ، هل انتهيت ؟
هزت راسها والابتسامة تعلو شفتيها : نعم
احتضنتها نور بحب : مبروك حبيبتي ، اذا ضايقك عمر يوم
ابلغيني وسف احيل حياته جحيما الى ان ترضي عليه
ضحك علي : الله يكن في عونك يا صديقي ستتفقن عليك من الان
ابتسم عمر : انا راضي باتفاقهن ، اخرج انت منها
ضحكت بسنت : للأسف يا اخي العزيز دائما ما تحرج نفسك
تعالت ضحكاتهم في المتجر ليبارك لهم الجوهرجي ويدعوا لهم بالسعادة دائما
اخرج لهم علبه من الشوكولاتة ليبدي تهنئته لهم ، ليأخذ كل منهم واحدة
هتف علي : انها شوكولاتة الحظ ، هيا عمر اقرا حظك فان كان ينبئك بسوء الحظ فالوقت مناسب لتتراجع
__ علي ، لا مزاح في هذه الاشياء قالت بسنت
__ انا لا امزح فهي بالفعل شوكولاتة الحظ
__ لن اغير رائي مهما حدث ، ولذلك سأرى ما تقوله لي شوكولاتة الحظ هذه
فتح الشوكولاتة ليخرج منها ورقة صغيرة ويقرا بصوت عال
__ سعادة ابدية مع شريك حياتك
قالت نور مداعبة : حتى الشوكولاتة تحرجك علي
ضحكوا جميعا على مظهر علي المنحرج
وبدأوا كل منهم يقرا ما بداخل الشوكولاتة التي معه
بسنت : زائر جديد في الطريق اليك
قالت مازحة :من هذا الذي سياتي الينا ؟
علي : من الممكن ان احمد سيتزوج بأخرى
خبطته على كتفه مازحة : لا يستطيع ان يفعلها
قال بياس: اعلم فانت سببت له عقدة من الجنس الاخر
ضحكوا جميعا لتمط شفتيها في زعل ليحيطها بذراعيه
__ امزح يا عزيزتي ، اين سيجد مثلك ، فانت ملاك
ضحك عمر من نبرة صديقة المغيظة
ليلتفت اليها : ها و أنت حبيبتي؟
__ هاي انت ، احترم وجودي
قالت نور: اخبرينا علياء ماذا وجدت؟
قالت هامسة والخجل يكسيها : سعادة ابديه مع شريك حياتك
ارتفعت اصواتهم فرحة ليقول علي :هنيئا لكما بالسعادة
خرجوا من المتجر وعلياء تحمل علبة شبكتها المخملية في سعادة واشارت الي نور وعلي : انتما الاثنان لم تخبرونا بما وجدتم
رد علي : المفاجآت ستهبط عليك من السماء
لا اريد أي مفاجأة في المنزل ولا العمل ايضا
ضحك عمر : لا تبتئس من الممكن ان تكون مفاجأة جيدة
رفع يديه عاليا : يا رب ، ولكني اعلم نفسي جيدا فانا نحس
ضحك عمر ليلتفت الي اخته : وانت نور
__ سأري الان
اخرجت الورقة الصغيرة لتقرأ بصوت عال :
شخص جديد يدخل حياتك يقلبها راس على عقب
نظرت بسرعة الى علياء لتجد الاخرى تبتسم اليها
اقتربت منها وقالت بخبث : أتساءل من هذا الشخص ؟
لكزتها بكوعها : ليس الان حتى لا ينتبه عمر الينا
قال علي مازحا: من الواضح يا علياء انه أنت هذا الشخص
ضحكوا جميعا على مزحة علي التي ادت الي احمرار وجه علياء
ليقول عمر بحنان : حقها ، فلتقلب حياتنا كما شاءت
احمر وجهها اكثر من نظرة عينيه والحب والحنان الواضحان بها
__ حسنا هيا لأوصلكم ، اتمنى ان الشبكة تعجب خالتي
ركبوا السيارة وجو السعادة يخيم عليهم جميعا


*************************


صافح صديقه بود واضح
__ ما الامر ياسين ، لقد اقلقتني
عقد حاجبيه : اجلس اولا ، ماذا ستشرب؟
نظر له في اندهاش : ياسين ، لم اتى لأشرب بل اتيت لأعلم ما بك وما الامر الذي تحتاجني به؟
قال ياسين امرا : اجلس اولا
اشار الي النادل ليأتي مسرعا : كوبين من القهوة لو سمحت
التفت الي ياسر : ها ، ما اخبارك؟
رفع حاجبيه في تعجب : انا بخير ياسين ، ما الذي تريد ان تقوله ومتردد هكذا فانا اعلمك جيدا ، هذا هو اسلوبك للتأخير والمماطلة لأخذ وقت اضافي للتفكير
ابتسم ياسين : لما تشعرني دائما انك بداخل عقلي
ضحك الاخر : لا اريد ان اشعرك بشيء ولكنك تتعمد استفزازي بأسلوبك هذا وكأني لا اعرفك
هيا ، اخبرني ما الشيء المهم الذي تريد ان تخبرني به
__ اريد ان اتزوج
اندهش :حقا
هز له راسه مؤكدا لما بعقله
__ مبروك ، ما المشكلة ؟
تنهد ببطيء : لا توجد مشكلة ، ولكنى اشعر بالارتباك
جاء النادل بالقهوة ليضعها امامهما
ارتشف ياسين بضع منها ، والاخر منتظره بصبر وصمت
__ سأقص اليك ما حدث لتفهمني
__ تفضل يا اخي ، كلي اذان مصغية
روى لصديقه كل ما حدث في اليومين الماضيين
لينتهي بما حدث في قصرهم واصرار امه على زواج يوسف من نور
__ لا افهم الي الان ، ما مشكلتك؟
من الواضح ان يوسف لا يريد الزواج منها وهي في الاصل خارج دائرة تفكيره بدليل عدم غضبه من مغازلة طارق لها
وامك تريد نسب العائلة ومعجبه بها ، اخبرني ما مشكلتك؟
__ مشكلتي ان امي ترى انها مناسبة ليوسف ولذلك لن ترى انها تناسبني على الاطلاق
نظر اليه قليلا : ياسين ، انت تحبها ، اجبني بصراحة من فضلك
نظر الي ياسر مطولا واخذ نفس عميق اخرجه ببطيء
وهز راسه وبصوت منخفض : نعم ، احبها ، ولا تسئلني كيف او متى ، كل ما اعلمه انها تثير بنفسي اشياء لم تأتي مسبقا في بالي ، وقلبي يأمرني بأشياء معها لم اكن اتخيل يوما اني سأفعلها
اتسعت ابتسامة ياسر، و ربت على يده: انه الحب يا صديقي
هنيئا لك به
ابتسم ياسين على حماس صديقه
ليردف ياسر بجديه: ياسين لا تضيع هذه الفرصة من يدك
فاذا اضعتها ستعض اناملك ندما وحسرة على ما فاتك
كلم والدتك في الامر واذا علمت هي مدى تعلقك بنور ستوافق على الفور فهي كل ما تريده سعادتك
__ سأفعل بإذن الله
لمعت عينان ياسر فجأة ، ليساله ياسين في ترقب
__ ما الامر ؟ ان لمعة عيناك هذه تأتي بعدها مصيبة من مصائبك
ضحك ياسر بشده :تصدق ، انا مخطئ في تفكيري بك
__ ما الامر ؟ اخبرني
__ سأخبرك ، من الاصل انا كنت اكلمك لأدعوك انت والعائلة الكريمة على حفلة سأقيمها بمناسبة ولادة عبد الرحمن
والان خطرت لي فكرة ان ادعو المهندس عمر ايضا
لمعت عينان ياسين : انها فكرة رائعة
مط ياسر شفتيه : للأسف انت لا تستحقها
قال برقة : ياسر ، انا صديقك الصدوق ستبخل علي بهذه الخدمة
قال هازئا : يا اخي انها مصيبة من مصائبي ابتعد عنها
ابتسم ياسين : العفو من قال ذلك ، انت لا تسبب ابدا في المشاكل
ضحكا الاثنان : حسنا يا صديقي من اجل العشرة والايام الخوالي ، سأرسل له بدعوة
__ وارسل دعوة ايضا للأستاذ علي ،هذا اسمه على ما اظن
انه نسيب عمر وصديق عمرو زوج اختي نهى
__ لماذا ؟
__ لتتعرف امي على العائلة كلها
__ اعشقك وانت تفكر ،هذا هو الكلام المضبوط
__ متى الحفلة؟
__ في اجازة نهاية الاسبوع ، عندي بالمزرعة
__ مبروك ما جاءك ياسر
__ عقبالك ان شاء الله في القريب العاجل
__ شكرا لك ياسر لمساعدتي
نظر اليه مؤنبا : ياسين انت اخي ، وانا مستعد ان افديك بحياتي ، فما فعلته معي كثير
اشاح له بيده : ما الذى تقوله ياسر ، لم افعل معك شيء
ولا تتكلم في هذه الامور ثانية
هيا اذهب الي زوجتك واولادك ، وانا سأذهب لأمي لأتكلم معها في امر زواجي
__ موفق بإذن الله
__ ان شاء الله ، سلامي لمريم وقبلاتي للأولاد
اتجه الي سيارته وهو مفعم بالأمل ومستعد ان يقنع امه بما يريد حدث نفسه : ان شاء الله ستوافق


**************************


جالسة بجانب اخيها في سيارته وتفكر من الشخص الجديد الذى سيقلب حياتها راسا على عقب لم تجد غيره هو الجديد الذي دخل الي حياتها وبالفعل قلبها راسا على عقب ، تذكرت علياء و سؤالها هل هي تحبه ام لا ، لا تنكر انها معجبة به بشكله ،صفاته حتى قوته وتسلطه في الاوامر التي يلقيها ، ورقته ايضا فالوقت الذى قضته معه في المطعم كان في قمة الرقة والذوق ، غيرانهما متفاهمين في بعض الامور
استرسال الحديث بينهم في سهوله ويسر ادى الى ان الوقت مضى بسرعة
لم تشأ ان تخبر علياء بشعور الغضب والضيق الذي انتابها عندما قال لها عن زواجه ، لتفكر مليا هل بالفعل قلبها يدق اليه ؟ ستعمل بنصيحة صديقتها وتبتعد عنه لفترة
انتبهت ان السيارة واقفة ، وعمر يطرق على زجاج شباكها
فتحت الباب لتسمعه يقول : أكنتي نائمة ؟
هزت راسها نافية
__ حسنا ، غدا سياتي المهندس اشرف مهندس الديكور
أتذكريه
__ نعم
__ سياتي لأبدأ في ترتيب المنزل وغرفتي
تنحنحت : ما رايك ان تأخذ الغرفة المجاورة لها وتوضيبهما في هيئة جناح لك
نحن لا نستخدم هذه الغرفة اطلاقا
__ سأرى ما يمكنني ان افعله
دخلا من الباب لتتجه الي السلم لتصعد
__ نور
التفتت الي اخيها
__ سأسافر بعد غد الى الإسكندرية لأدعو عمي الى عقد القران ، صحيح لقد اتفقت مع الخالة عائشة ان نجعل الحفل هنا في الحديقة فلن نجد حجز بإحدى القاعات الان
ابتسمت: ربنا يتمم عليك بالخير عمر، تصبح على خير
__ وانتي من اهل الخير
صعدت الى غرفتها وهي تشعر بالتعب والنوم يثقل جفونها ،بدلت ملابسها ودخلت الى فراشها لتذهب في النوم سريعا


**************************


رن هاتفها لتهتف: انه عمر
ابتسمت بسنت على اختها والفرحة التي تزين وجهها
لتكمل علياء : سأرد عليه ثم اتي لنكمل كلامنا
اشارت لها براسها موافقة
اسرعت الي غرفتها حتى لا تجعله ينتظر اكثر من ذلك
__ السلام عليكم
رد بصوت خافت :و عليك السلام حبيبتي
هل ايقظتك من النوم ؟
__ لا لم انم بعد
استلقى على الاريكة : ها ، اخبريني ما رأى خالتي في الشبكة
__ اعجبتها جدا ، وفرحت بها ايضا
عمر
__ نعم يا روح عمر
ابتسمت : بسنت بقية معي الليلة لأننا سنخرج غدا باكرا لشراء بقية الجهاز فلن استطيع التكلم معك كثيرا اليوم
__ لا توجد مشكلة حبيبتي
همس مكملا: فانا من اجل شراء الجهاز افعل أي شيء تريديه، فانا مشتاق لوجودك بجانبي جدا
احمرت خجلا: حسنا سأغلق الهاتف
رد بجدية : لا تنسي غدا سامر عليك لاصطحابك الى الفيلا حتى تبلغي مهندس الديكور بما تريدينه في الغرف وتختاري الاثاث
__ سأنتظرك
__ سأنتظر الغد بفارغ الصبر
__ تصبح على خير
__لن اغلق الهاتف الا ان تقبليني كما كانت امي تفعل
ضحكت : كنت طفلا حينها
مط شفتيه : اعترضي ، وسأطلب اشياء اخرى الى جانب القبلة
ضحكت بمرح: حسنا، سأقبلك على جبينك هكذا
تصبح على خير
صاح معترضا: ما هذا ؟ انا لست طفلك حتى تقبلي جبيني
ابتسمت بخبث : الم تريد ان اقبلك كوالدتك
__ لا طبعا ، كنت اريد ان تقبليني كزوجتي
على خدودي، على شفتي هكذا
غرقت في الخجل وصاحت بصوت مبحوح : عمر
تصبح على خير ، فمن الواضح ان قلة النوم تؤثر عليك
ضحك من خجلها المحبب اليه : وانت من اهل الخير حبيبتي
اغلقت الهاتف وهى سعيدة و الحرارة التي تنبعث من وجهها تشعرها بالفرح ، نظرت الى المرآه لتجد وجهها مكسيا بلون الاحمر وعيناها تلمعان فرحا لتردد لنفسها
__ سعادة ابدية مع شريك حياتك
ها هي بوادر السعادة الابدية دخلت الي حياتها ولن تسمح لها
بالخروج ابدا ، ستجعل حياتهما سعيدة لآخر العمر
خرجت الى اختها التي تنتظرها لتكمل معها الجدول الذى وضعوه لشراء بقية الجهاز


***************************


دلف الى منزله بهدوء ليندهش ، فالمنزل يغلفه الظلام
ولا يوجد به أي صوت ، تساءل اين هما
نظر الي ساعته ليجدها الحادية عشر من الممكن ان جنى نائمة ولكن اين اية
دخل الى وسط الصالة ليجد انبعاث لضوء خفيف اتى من غرفته ، تقدم الى غرفته وفتح الباب بهدوء حتى ان كانت نائمة لا يتسبب في ايقاظها
ليفغر فاه على رؤية ملاكه النائم، جسدها يتوسط الفراش
مرتدية قميص نوم حريري بلون الاسود ينسدل على جسدها برقة مكشوف الصدر والاكمام يجعل انوثتها تزداد ويزداد عشق قلبه لها ، اقترب منها برقة يتأمل وجهها الجميل
ذقنها الصغيرة ، ثم شفتيها الممتلئة مصبوغة بلون احمر قاني يجعل فمها كحبة الفراولة الشهية ، انفها الصغير بقصبته الرومانية تتوسط خديها الموردين ، ثم يأتي الى عذابه هاتان العينان المغلقتان المحددتان بحاجبين بنيين مرسومين يزيدا عينيها غموضا، فسواد المقلتين مع تحديد عينيها يذكرانه بالبحر ليلا ليرمي بنفسه فيه لعله يروي ظمائه، بياض بشرتها مع شعرها البني الحريري يكملا لوحة الحسن والجمال و يجعلا قلبه يدق كأول ليلة لهما معا
مال بجسده ناحيتها ليرفع خصلة من شعرها المتمرد تلتصق بخدها الايمن ويطبع قبله رقيقة عليه
فتحت عينيها بهدوء لتنفرج ابتسامة على شفتيها
__ اخيرا جئت
ابتسم جزلا وعيناه تلمعن حبا وعِشقا لها : اسف على تأخيري حبيبتي ،
امسك يدها ليقبلها برقة ويكمل هامسا في اذنها وهو يحتضنها بين ذراعيه: سأعوضك عن انتظاري كل دقيقة ، بل كل ثانية

**************************
دخل الى القصر ليرى عائلته الصغيرة مجتمعه بالبهو
__ السلام عليكم ، كيف حالكم يا اهل الدار؟
ردت نهى: نحن بخير والحمد لله، والجلسة تنقصك
تعال اجلس معنا قليلا
تقدم اليهم ليسلم على امه ويجلس بجانبها
ليقول يوسف ضاحكا بخبث : اراك سعيدا هذه الايام ياسين
، و أتساءل عن سر هذه السعادة
لوي ياسين شفتيه هازئا : الا يحق لي بعضا من السعادة يوسف
__ لا طبعا اخي ، بل يحق لك ان تعيش في سعادة دائمة
ليست بعض ايام قليلة
نظر الي اخيه متفحصا لينظر اليه يوسف باسما
حدث ياسين نفسه : اذن هو يعلم بحبي لنور
هز راسه : نعم يوسف ، عندك كل الحق ،
تنحنح : ولذلك قررت ان اتزوج
اتسعت ابتسامة يوسف ، والتفت امه اليه والدهشة الممزوجة بالفرحة تعلو وجهها ، لتنطق نهى بسعادة :مبروك حبيبي ، هل اخترت العروس ، ام سأنتقيها لك انا وامي
ضم كفيه بشده ليسيطر على التوتر بداخله :لا انتقيتها
اريد ان اتزوج نور






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-13, 12:36 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثامن عشر




دخل الى القصر ليرى عائلته الصغيرة مجتمعه بالبهو
__ السلام عليكم ، كيف حالكم يا اهل الدار؟
ردت نهى: نحن بخير والحمد لله، والجلسة تنقصك
تعال اجلس معنا قليلا
تقدم اليهم ليسلم على امه ويجلس بجانبها
ليقول يوسف ضاحكا بخبث : اراك سعيدا هذه الايام ياسين
، و أتساءل عن سر هذه السعادة
لوي ياسين شفتيه هازئا : الا يحق لي بعضا من السعادة يوسف
__ لا طبعا اخي ، بل يحق لك ان تعيش في سعادة دائمة
ليست بعض ايام قليلة
نظر الي اخيه متفحصا لينظر اليه يوسف باسما
حدث ياسين نفسه : اذن هو يعلم بحبي لنور
هز راسه : نعم يوسف ، عندك كل الحق ،
تنحنح : ولذلك قررت ان اتزوج
اتسعت ابتسامة يوسف ، والتفت امه اليه والدهشة الممزوجة بالفرحة تعلو وجهها ، لتنطق نهى بسعادة :مبروك حبيبي ، هل اخترت العروس ، ام سأنتقيها لك انا وامي
ضم كفيه بشده ليسيطر على التوتر بداخله :لا انتقيتها
اريد ان اتزوج نور

اتسعت ابتسامته يوسف اكثر : مبارك اخي ، مبارك
ليتنهد بتمثيل ويردف : اخيرا نطقت
ضحكت نهى لتقوم من مكانها تحتضنه وتقبله على وجنتيه
__ مبروك حبيبي ، اتمنى لك التوفيق والسعادة معها بقية حياتك
ابتسم في وجهيهما وهو يشعر بالفرح من ردة فعلهما
لم يكن متوقع كل هذا الفرح من اجله
ليلتفت الى امه التي لم تصدر منها أي ردة فعل
رأى وجهها جامد من الصدمة وعينها متسعة من الدهشة
تحشرج صوته : ما رايك امي ؟
رد يوسف على الفور وبسرعة: بالطبع موافقة ياسين
ولكنها مأخوذة من قرارك بالزواج ، فلطالما اعتقدنا انك لن تتزوج ابدا اخي ، ولكنه اختيار موفق ، موفق جدا
نظر الي امه ليجد الصمت ردها ايضا على كلام يوسف


هو اكثر الاشخاص يعلم معنى صمتها فهي تبدي عدم موافقتها عن الامر بشكل غير مباشر ، ممتن لآخاه لمحاولة التخفيف عنه ، فرد امهم واضح لهم جميعا
نادتها نهى بهدوء : امي ، ياسين يسالك عن رايك
انفرجت شفتاها اخيرا لتقل باقتضاب : مبروك بني
متى ستذهب لتتقدم لها ؟
رد بهدوء : سأتكلم مع عمر اولا
هزت راسها بهدوء : ربنا يوفقك
حاول ان يلطف الاجواء قليلا
__ صحيح ياسر دعانا جميعا الى حفلة بمناسبة انه رزق بعبد الرحمن يوم الجمعة في المزرعة
ليكمل : نهى اريد اسم صديق عمرو وعنوانه لان ياسر ابدى رغبته في دعوته هو الاخر ، وسيدعو عمر ايضا
انفلتت ضحكة قصيرة من يوسف ، لينظر له ياسين
ويقول بشبه ابتسامه : ما الذي يضحكك الان يا ظريف ؟
ضحك يوسف مرة اخرى ليغمز بعينه اليه
__ ياسر هذا ونعم الصديق
صدت ضحكة ياسين مجلجلة في بهو القصر
لتنظر اليه امه مدهوشة من التغير الذي حدث له الايام القليلة الماضية
رد على يوسف : هو بالفعل ونعم الصديق
اردف بجدية : يوسف لا تتكلم مع نور في موضوع الزواج هذا الى ان ابلغ عمر انا ، فانا اعرفك جيدا
من الممكن جدا ان تذهب اليها وتقول مازحا مرحبا بك يا زوجة اخي ، او كيف حالك يا عروستنا
ضحكت نهى على نبرة ياسين التهكمية وهو يقلد يوسف وطريقته ، لتنفلت من امهم ضحكة قصيرة لينظر اليها يوسف : انتى الاخرى تضحكين امي
ضحكت لتقول مازحة : فعلا ، انت متوقع منك أي شيء
نظر لها ياسين باستفسار ، فهو يريدها ان تصفح له عن مكنونات صدرها وسبب اعتراضها على فكرة زواجه من نور
يعلم جيدا انها مرحبة ترحيب جام بفكرة زواجه لكنها معترضة على اختياره على الرغم من انها معجبة بالفتاة التي اختارها ، هز راسه في يأس غريبه امه في معظم الاوقات لا
يفهمها
فاق من تفكيره على صوت يوسف ونهى وهما يتشجران حول امر ما وامهما تضحك عليهما
نظر اليهما لم يتغيرا اطلاقا اطفال في اجساد كبيرة
__ حسنا سأذهب لأخلد الى النوم فاليوم كان مرهق جدا بالنسبة الي، تصبحون على خير
نهي والام : وانت من اهل الخير
يوسف : ياسين ، انتظر فانا اريد ان ابلغك بشيء مهم
قال وهو يتثاءب: حسنا اتبعني للأعلى
تبع اخاه لتبقى نهى وامها لوحديهما



اقتربت نهى من امها
__ ما بك امي ؟ لم تفرحي بخبر زواج ياسين
ردت بهدوء: فرحت طبعا بقرار الزواج، ولكني مصدومة من اختياره
__ لماذا امي ؟ اليس هذه نور التي تشاجرت مع يوسف لكي يتزوجها وعددت محاسنها وقلتي انكي مرحبة بهذه الزيجة وهذا النسب
__ نعم هي وانا لست معترضة عليها ، ولكني ارى انها ليست مناسبة لياسين
__ امي ياسين يحبها
التفتت اليها في حده وهى تعقد حاجبيها
لتكمل نهى : ابلغني يوسف اليوم ، وطلبه للزواج منها يؤكد حدس يوسف
امي لم نرى ياسين سعيدا هكذا منذ وفاة والدي رحمة الله عليه ، عادت ضحكته لتصدح في القصر ، والسبب هي نور
ابتسمت : من الواضح انها اضاءت حياته
هزت الام راسها موافقه
لتكمل نهى دفاعها وتهدم اخر حصون امها : واخيرا امي ستحقق امنيتك في رؤية اولاد ياسين الغالين
قالت الام بفرح : صدقتي نهى، معك حق ، وطالما هو مرتاح ويريدها زوجة له ، فانا موافقه
__ من الممكن ان تتعرفي عليها اكثر في الحفلة التي سيقيمها ياسر بالمزرعة
هزت الام راسها موافقة : نعم ، معك حق
هيا بنا لننام نحن ايضا


************************



بدل ملابسه ليخرج من دورة المياه ليجد اخاه متربع على فراشه ليندهش منه : ماذا تفعل يوسف
رفع كتفيه : لا افعل شيء ، جالس منتظرك لأتكلم معك
اشار الى الاريكة الموضوعة بالغرفة والكرسين اللذان بجانبها: ولماذا لا تجلس على أي من المقاعد بالغرفة
ابتسم في وجه اخيه بشقاوة : لا شيء قررت ان انام بجانبك الليلة حتى تعتاد النوم بجانب الاخرين
عقد حاجبيه مفكرا ليردد: أي اخرين ، لماذا انام جنب الاخرين
__ الن تتزوج ، ستنام بجانب زوجتك اكيد
نظر الي اخاه بغضب وقال امرا : انهض من الفراش واذهب الي غرفتك
ضحك ليرفع يديه استسلاما : حسنا لن اتى بذكر هذا الموضوع ثانية ، ولكني اريدك بشيء هام
فحالتك كانت لا تسمح اليوم لمعرفة ما جرى في مناقصة المجمع التجاري
ياسين انا غير مرتاح لهذه المناقصة ولا العمل كله
اشعر بشيء مريب بها
هز ياسين راسه موافقا : نعم انا ايضا ، اشعر بهذا الشيء
__اذن اعتذر عنها
__ فكرت بذلك ، ولكن الارباح التي ستجنيها الشركة كبيرة جدا ومغرية فلم استطع رفضها
هز راسه موافقا على كلام اخيه : انت ادرى بهذه الاشياء مني ، كنت انقل لك ما شعرت به
اردف : ياسين ، اريد ان اسالك عن شيء؟
__ تفضل ، ولكن انجز فانا احتاج الي النوم
تلعثم : ما الذى غير معتز هكذا ؟
انقلب وجهه على هذه السيرة الكئيبة
__ لا اعلم يوسف، بعد وفاة حنان تغير معتز كثيرا
وفي كل مرة يقابلني بها عيناه تنطق كرها لا اعرف سببه
__ ولكنك انت ايضا تكره
__ نعم ، كرهته مؤخرا بعدما تأكدت انه يبذل كل ما بوسعة ليأخذ شركة ابي مني ، اتعلم يوسف لقد هددني علنا انه سيستولى على كل شيء املكه ، ليحرق قلبي
عقد حاجبيه : غريب ، ما الذي حدث ؟
__صدقني لا اعلم ، هيا اذهب لتنام واتركني لأنام انا ايضا
ابتسم لأخيه مداعبا : احلاما سعيدة ياسين
اتجه لباب الغرفة ليكمل : ام اقل احلاما سعيدة مملؤة بنور الجميلة
ركض خارجا من الغرفة قبل ان تصيبه احدى الوسادات التي قذفه بها ياسين وهو يقهقه على منظر اخاه الخجول
ابتسم ياسين بسعادة : نعم ، اتمنى ان اراها في احلامي
حدث نفسه : ان شاء الله في القريب العاجل ستاتي لتنير حياتي كلها
القى بجسده بتعب ليخلد الي النوم ويغلق عينيه على رؤية وجهها الجميل ليذهب في النوم سريعا


*************************

نور
قالها بصوته الرخيم يداعب اذنيها لتفتح عينيها وتجد وجهه قريب منها جدا ، ابتسمت برقة ، وضعت يدها على ذقنه بدلال ليقترب من اذنها هامسا : اشتقت اليك حبيبتي
ضحكت بنغمة حلاوتها لم يسمع لها مثيل ، اقترب منها اكثر


ليقوم مفزوعا على جرس المنبه المزعج ، التفت حوله ليجد نفسه في فراشه ، الغرفة يتخللها اشعة الصباح الدافئة
ستائر الشرفة تهزها نسمات الهواء المنعش
نظر الي ساعته ليجدها السادسة صباحا
حرك رقبته وقام من الفراش يتثاءب ابتسم فالحلم لذيذ جدا وداعب مشاعره ليجعله يشعر بسعادة تجرى مع دمه لتنتشر في خلايا جسده كله
خرج من غرفته بعدما ارتدى ملابسه
فكر ان يمر على يوسف لإيقاظه حتى لا يتأخر عن العمل
اقترب من الباب ليطرقه حينما تنامى الي مسامعه صوت اخاه ضاحكا كانه يتكلم مع احد ، ارهف سمعه قليلا
ليتناهى اليه : نعم حبيبتي ، لا استطيع الانتظار ، طبعا سآتي اليك غدا ، هذه فكرة جيده ، سأشتاق اليك انا الاخر
عقد حاجبيه مفكرا من التي يتكلم معها يوسف ويدعوها حبيبته
طرق الباب ليفتحه سريعا، رسم الدهشة على وجهه عند رؤية يوسف واقفا في منتصف الغرفة ومرتدي ملابسه
__ ها ، انت مستيقظ
ارتبك يوسف : صباح الخير ، انزل الهاتف من على اذنه
نظر اليه مطولا : صباح النور ، انت مستيقظ باكرا ، هذا جيد كنت اريد ايقاظك ، اتبعني الي الاسفل
هز يوسف راسه موافقا
رفع التليفون مرة اخرى الي اذنه : حسنا ، سأتكلم معك لاحقا
ادار جسمه لينزل الي الاسفل عندما سمع اخاه يقول جملته الاخيرة ، اندهش عندما تكلم يوسف بصيغة المذكر
التفت اليه في حدة عاقدا حاجبيه ليغلق الاخر الهاتف ويتبعه
سال في هدوء: من الذى تكلمه مبكرا هكذا ؟
__ ها ، ماذا تقول ؟ لم اكن معك
نظر اليه مطولا : ما بك يوسف ؟لم انت شاردا ؟
__ لا شيء افكر قليلا فقط
ازدادت عقدة حاجبيه وهو يفكر في يوسف والابتسامة التي فارقت وجهه اليوم ، وانشغال باله
اشياء تناقض طبيعة اخاه المرحة
نطق يوسف عندما وصلا الى مائدة الطعام
__ ياسين ، اريد ان اخذ اجازة غدا ،صديق لي اتى من الخارج ، واريد ان استقبله في المطار
نظر اليه مطولا يحاول ان يدخل الى اغوار نفسه ويعرف ما الذي يدفعه للكذب
قال باقتضاب : انه رابع يوم لاستلام العمل يوسف ، الا يوجد احدا اخر يستقبله غيرك
زفر يوسف بضيق : ياسين ، من فضلك لن تتوقف الشركة اذا لم احضر غدا
__ حسنا ، لا تغضب
ثم اردف مازحا لعل يخرج اخاه من الشرنقة التي تحاوطه اليوم على غير العادة : ولكن لا تعتاد على ذلك
__ شكرا ، ولن اعتاد لا تقلق
دخلت امهم ورائها احد الخدم حاملا للفطور
__ صباح الخير احبائي
ردا الاثنين : صباح الخير امي
جلست الي المائدة : الن تتغير ياسين ؟ اترك عنك الجريدة حتى تستطيع ان تتناول الفطور جيدا
ابتسم في وجهها : الن تعتادي انت الامر امي
ضحكت في وجهة : متى ستذهب الى المهندس عمر ؟
ترك الجريدة من يده ليلتفت اليها : لم احدد بعد
سألت في اهتمام ملحوظ: لماذا ؟ ما الذي يؤخرك عن التكلم معه ، اسمع ياسين لقد تأخرت كثيرا في قرار الزواج هذا
ولن اسمح لك بالتأخير اكثر من ذلك ، قابل صديقك وحدد معه موعدا حتى نتقدم لهم رسميا ، ولابد ان يكون موعد الزواج قريبا ، فانا اريد ان افرح بك بني
رفع نظره الي يوسف ليراه مبتسما بهدوء ثم لوى احدى شفتيه ثم قال بصوت خافت : لن تستطيع الهروب الان ياسين
سبق السيف العزل اخي ، اتبع جملته الاخيرة بضحكة عالية
على مظهر ياسين المتوتر من اوامر امه
لن يستطيع ان يبلغها انه منتظر موافقة نور على الزواج
قبل ان يفاتح عمر ، فهو متردد ، يشعر انه لو اتبع الخطوات التقليدية سترفض الزواج منه
تنهد في حيرة : حاضر امي ، امهليني بعضا من الوقت
قام من المائدة
سالت الام : الي اين؟
ابتسم : الي العمل طبعا امي
عن اذنكم
__الن تنتظر ان تصبح على نهى
__ ليس لدى وقت ، ابلغيها ان تتناول معنا الغداء اليوم هي
و عمرو ، سياتي اليوم ، اليس كذلك؟
__ نعم
__ ابلغيهما ان ينتظرا الي بعد الغداء امي ، سلام

غادر القصر متوجه الي الشركة وهو يفكر في موقف امه واستعجلها لأمر زواجه ، كان ينتظر الي حفلة ياسر حتى يستطيع الكلام معها والتقرب منها اكثر ليقنعها بالموافقة على الزواج
لأول مرة في حياته يشعر بالخوف من خطوة مقدم عليها
حتى في اخطر المناقصات والصفقات كان لا يشعر بالخوف
كان يشعر بالتوتر والقلق لكن الخوف لا
انه خائف ان يفقدها وتضيع منه الي الابد ، خائف من ضياع حلم حياته ، خائف ان يعض اصابعه ندما وحسره كما قال ياسر
اذن لا بد من الحكمة والتروي في كل خطوة يخطوها
لابد ان يسيطر على اعصابه وغيرته المجنونة كلما اقترب منها احدهم ، لابد ان يصل الي قلبها ، ويجعلها تحبه كما يحبها


وصل الي الشركة التي بها عدد قليل من الموظفين لم يندهش
فالوقت لازال باكرا
دلف الي المصعد واستعجب من عدم وجود العامل لكنه لم يأبه ، ضغط على زر المصعد حتى ينطلق الي مكتبه
ليفاجئ بيد انثويه ترد باب المصعد وتدخل بهدوء اليه




*********************




استيقظت باكرا على صوت المنبه ، وليس على كابوس من كوابيسها التي اعتادت مؤخرا ان تستيقظ عليها
شعرت بالنشاط فمنذ فترة طويله لم تستغرق في النوم هكذا
تذكرت حلم ليلة البارحة لتحمر وجنتيها


نعم حلمت بحلم لذيذ ،محبب الي نفسها ، تشعر بالسعادة تدغدغ حواسها من التفكير به ، كان وجهه واضحا اليها اليوم بابتسامته الدافئة الساحرة
راته كآخر مرة كان بمنزلهم بملابسة الغير رسمية وضحكته الرائعة واقف وسط حديقتها فاتح ذراعيه لها والعجيب في الامر انها رمت نفسها بأحضانه ، ليحتضنها ويهمس في اذنها : اشتقت اليك حبيبتي
لتقوم من نومها على جرس المنبه شعرت بالخجل يسيطر عليها اكثر عند تذكرها للحلم بكل تفاصيله والشيء الذي اخجلها اكثر حبها لهذه التفاصيل
تساءلت هل هو يشعر بالغيرة كما قالت علياء لو شعر بالغيرة عليها معنى ذلك انه يحبها ، لا تنكر انها تتذكره كثيرا
وتفكر به كثيرا ايضا


انتهت من ارتداء ملابسها لتنزل مسرعة الي الاسفل ، لم تجد عمر بالبيت ووجدت انه ترك لها ورقة يبلغها بانه خرج باكرا رغما عنه وانه سياتي في موعد مهندس الديكور
تنهدت وقررت عدم تناول الافطار لأنها لا تحبذ ان تتناول الطعام بمفردها


وصلت الشركة باكرا وهي سعيدة ، تشعر بان اليوم مختلف عن كل ايام حياتها
وجدت المصعد سيغلق، لتسرع خطواتها قليلا لتلحق به
وتضع يدها لتمنع الباب من الانغلاق لتدلف الي الداخل بهدوء



ابتسم بسعادة لرؤيتها ، مرتديه فستان لونه رمادي فاتح ضيق الي حد ما ، يصل الى ركبتيها ، مربوط من عند الخصر بحزام جلد اسود اللون ليحدد خصرها الصغير ويظهر رشاقة جسدها ، فتحة الصدر ضيقة ومغطى من الاكتاف بجاكيت صغير يصل الى تحت الصدر اسود اللون
رفع نظره يتأمل وجهها المستدير الفتان ، ذقنها المميزة بطابع الحسن وفمها الصغير بشفاه ورديه جذابه وانفها الصغيرة المكورة كانف الاطفال
بقصبتها القصيرة خدودها المستديرة المشوبة بحمرة طبيعية
لينظر الي عينيها الواسعتين ذات اللونين الاخضر والعسلي ممتزجين بألفة جميلة تحرسهما صفين من الرموش الطويلة
الواقفة كجبال شامخة ، شعرها البني القصير ملموم الي الخلف بشريط اسود من الامام متناثر منه خصلات على وجهها بشكل فوضوي ، ليجعل جمالها يخطف انفاسه


اندهشت من وجوده في المصعد ، وارتبكت من ابتسامته الدافئة ، وعند النظر اليه تذكرت الحلم لتحمر خجلا وتخفض بصرها على الفور ، شعرت به يدقق النظر بها ، وعيناه تجولان عليها من قدميها الي راسها

عضت شفتها السفلى من التوتر والخجل والارتباك شبكت كفيها ببعض حتى تستعيد بعضا من هدوئها وتسيطر على ارتباكها الذى هو السبب الاساسي فيه


اقترب منها في هدوء وقال بابتسامة دافئة: صباح الخير
نظرت اليه وهى تعض شفتها ثانية لتحاول السيطرة عل ارتباكها : صباح النور سيدي
نظر اليها مؤنبا وقال مرددا : سيدي
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت هامسه : نحن بالشركة وانت المدير
قال بجديه : ولكننا بمفردنا
قالت بهدوء : وليكن ، نحن بالشركة
__ اذا تواجد معنا احد ، حينها ناديني استاذا ، مهندسا
همت بالاعتراض ، ليقاطعها بإشارة حازمة من يده
ليكمل: ولكن عند تواجدنا بمفردنا
مال اليها هامسا : اريد سماع اسمي من شفاهك
احمرت اذناها بشده من جملته الاخيرة وابتعدت عنه قليلا
، لتستطيع السيطرة على كيانها المبعثر من كلماته
ابتسم وهو يسألها بهدوء: لماذا تتحاشين النظر الي؟
رفعت عينيها باضطراب : لا ابدا
رسم ابتسامة على جنب فمه وسألها بخبث : هل وجدتي الاجابة عن سؤالك ، ام لم تفكري به من الاصل
نظرت اليه لتتوصل ما يقصده وقالت كاذبه : لم افكر في الاصل
شعر انها تكذب ، فلقد اخفت عينيها عنه حتى لا يستطيع قراءة ما بهما
لوى شفتيه بخيبة امل قصدها : حقا ، ظننت انني احتل جزء من تفكيرك ، مثلما تحتلي انت كل تفكيري
التفت اليه غير مصدقة ما يقوله ونظرت اليه حتى تتأكد ان ما سمعته حقيقيا : نعم ، المعذرة لم اسمعك جيدا
اقترب منها مجددا لا يفصله عنها شيء : بلى سمعتيني جيدا
نظرت اليه بربكة : لم افهم ماذا تقصد؟
نظر اليه مطولا ليرفع لها حاجبه الايمن : حقا
همت بالرد ولكن فجأة توقف المصعد مما اخافها وجعلها تنتفض ، سالت والخوف يسيطر على صوتها
__ ماذا حدث؟
التفت الى لوحة الازرار : لا اعلم ، من الممكن انه تعطل
او اعتقد ان الكهرباء انقطعت
ظلمة المصعد جعلت خوفها يزداد و انتفاضة جسدها تكثر
لتغرورق عينيها بالدموع وتبدا في الهطول كأمطار غزيرة
التفت اليها مرعوبا من منظرها ليقترب منها محاولا تهدئتها
لمس كف يدها ليجدها باردة كالثلج ، شدها بهدوء لتقترب منه وتشعر ببعض الامان : اهدئي نور ، فانا بجانبك
اتجه الى اللوحة مرة اخرى ليضيء المصباح الاحتياطي
فيضاء المصعد بضوء خافت ، يبعث على الامان ولو قليلا
اقترب منها ثانية : هل انت بخير الان ؟
رفع ذقنها بهدوء : نور انظري الي ، هل انت بخير ؟
نظرت اليه والدموع تملئ عينيها وتنهمر على خديها
رفع أصابعه ليمسح دموعها بهدوء : ارجوك نور توقفي
لا اتحمل رؤيتك وانت تبكين هكذا
انتفضت مرة اخرى ليفقد السيطرة على مشاعره
ويحتضنها بين ذراعيه مطمئنا لها: نور توقفي لم يحدث شيء
انا بجانبك هنا ، لا داعي للخوف ، ارجوك


هدأت قليلا عندما وجدت ان المصعد تخلص من العتمة الذي غرق بها منذ لحظات ، لتنتبه الى الوضع الذي به وهي بين ذراعيه ، ويهمس لها بكلمات مطمئنه يرجوها بها ان تتوقف عن البكاء ، للحظات نست نفسها واستشعرت حلاوة عناقه لها وذراعيه تحاوطنها وتشعرها بالأمان
ليعمل عقلها وينبهها لوضعها فتتسع عينيها من المفاجأة فتدفعه بعيدا عنها بقوة
وترجع الي الوراء بشده لتصطدم بحائط المصعد
نظرات عينيها الجزعة وانفاسها المضطربة ودقات قلبها المجنونة لا تستطيع السيطرة على اعصابها
وضعت يدها على فمها لتوقف شهقاتها المتتابعة
وتنهمر دموعها في ازدياد


دهش من دفعتها له ليفاجئ بنظراتها وجزعها وخوفها منه
الذي وصل له من حركات جسدها وتعبيرات وجهها
سيطر على اعصابه ، ولكن سماعه لشهقاتها و رؤيته لدموعها وهي تزداد افقدته عقله ليزمجر : توقفي ارجوك

وجدها ترتعد من صرخته بها ويزداد الخوف في عيونها
ضم كفيه بقوة ليهدا قليلا وقال برقة : ارجوك نور توقفي
فانا لا احتمل دموعك
نظرت اليه مستفهمة ليكمل : نعم نور ، ما تسمعيه صحيح
لا احتمل رؤيتك و انت تبكين
لام نفسه لأنه لم يستطع التحكم بمشاعره وجعلها خائفة منه لهذا الحد ، حدث نفسه ماذا ستظن بك الان؟
لوى شفتيه و اقترب منها : هل انت خائفة مني ؟
هزت راسها نافية
__ حسنا ، المعذرة لم اقصد ان احتضنك ، كنت اريد ان اطمئنك فقط
لم تتحول نظراتها الي جديد
ليمرر أصابعه في خصلات شعره السوداء بعصبية
__ أرجوك نور ، لا تشعرني باني اذيتك



سيطرت على اعصابها قليلا ، لم تكن تبكي خوفا ولا جزعا منه ، بل كانت تلوم نفسها على استرخائها بين ذراعيه
كانت تؤنب نفسها ، وتتساءل ماذا يظن بها الان ؟
عند ما صرخ بها تأكد لها انه ظن انها سيئة لارتمائها بين ذراعيه لتزيد روحها الما وتأنيبا
ولكن رقة كلامه بعدها وذكره انه لا يحتمل دموعها جعلاها مشتتة الذهن وغير مستوعبة لما يحدث
وعندما زاد الطين بلة باعتذاره عما حدث بينهما
لامت نفسها اكثر فمعنى هذا انه لم يكن يقصد ولا يكن لها أي مشاعر ، وهي اندفعت وراء احساسها متناسية كل شيء عن طبيعتها وتربيتها واخلاقها ومبادئها
عصبية حركته وضيقه منها زادا من الالم التي تشعر به في داخلها
ولكن جملته الاخيرة جعلتها ترد بهدوء متمالكة اعصابها
__ لم يحدث شيء سيدي
نظر اليها غاضبا : ماذا قلت لكي منذ قليل ؟
تلعثمت لتكرر جملتها: لم يحدث شيء ياسين
نطقت اسمه هامسه ليشعر بانه لأول مرة يسمع اسمه جميلا
ويشعر بحروف اسمه كسنفونية تعزفها هي بالتها الموسيقية الخاصة بها
ابتسم بوجهها : هل أنت بخير الان حبيبتي ؟
انفلتت منه الكلمة دون قصد منه
لتتسع عيناها دهشة، ويعض هو شفته غضبا من عدم تحكمه
بنفسه
ليفاجئا بالمصعد يغمره الضوء و يتحرك صاعدا للأعلى






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-13, 12:37 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع عشر

الجزء الاول



واقف كلا منهما ينظر الى الاخر
فهي مندهشة بما نادها به منذ قليل، وهو غاضب من نفسه وفقده للسيطرة عليها
وقف المصعد في الطابق الذي يوجد به مكتبه
ولكن لم يتحرك لا هو ولا هي السكون يخيم عليهما
انغلق الباب ثانية ليتجه المصعد هذه المرة لأسفل
وفي ثواني قليله كان الموظفين يعبرون لداخل المصعد
ويقفون حائلين بينهما
تحرك هو الي الخلف ليقف مستندا على الحائط وهو يلوم نفسه على ما تفوه به منذ قليل
حدث نفسه : اين الحكمة والتروي الذي قررت التعامل بهما
يا غبي ، ستفقدها للابد بتصرفاتك هذه
وفي خضم انفعاله على نفسه لمح ما جعله يتوتر ويزفر بشده
ليهتف بداخله : هذا ما كان ينقصني
فدخول طارق متباهيا كالطاووس بنفسه الي المصعد جعل اعصابه تنفر الي اقصى درجة
واستقراره بجانبها جعل الدم يندفع الى راسه وهو في درجة الغليان

عند انتباهها لدخول الموظفين الي المصعد استندت الي الحائط بكتفها فهي من الاساس لم تتحرك من مكانها
لا تستطيع الوقوف اكثر من ذلك ، جسدها كله ينتفض من الموقف الذي مرت به ، لا تصدق ما تفوه به سالت نفسها : هل هي تحلم؟
ام هذا بالفعل حقيقا ؟
رفعت عينيها لتري اخر شخص تريد رؤيته، لتتنهد بضيق
من تفاخره بنفسه لوت شفتيها ضائقة من المصعد كله
وتريد الخروج منه الان وتلوم نفسها على عدم استعمالها الدرج اليوم
وقف الاخر بجانبها ويقول بصوت ضاحك : صباح النور يا استاذه نور
نطق الكلمتين الأخيرتين وهو يشد عليهما، ليلفت انتباهها انه لم يتجاوز حدوده هذه المرة
هزت راسها بضيق ،وهي تشد الكلمات منها لتخرج
وقالت بمهنيه : صباح النور يا باش مهندس
ابتسم بوجهها: كيف حالك اليوم ؟ هل زال التعب عنك؟
هزت راسها بنعم دون النطق بحرف واحد
توقف المصعد في مكان عملها لتسرع بالخروج
هم ان يسرع خلفها ليجد قبضة قويه تمسكه من مرفقه
وصوت منخفض ولكن حادا : الي اين انت ذاهب طارق؟
التفت اليه مدهوشا منه فلم يلاحظ وجوده
قال بارتباك : صباح الخير ياسين
نظر اليه نظرة جافة وقال بصوت منخفض وهو يشد على الكلمات: لا تدعني احذرك مرة اخرى ، ابتعد عنها من الافضل لك ، لا تنسي
تركه ليخرج من المصعد عند اول توقف له بالرغم منه لم يكن الطابق الذى يتواجد به مكتبه
اندهش طارق من طريقة ياسين معه وتجمد من كلماته ، ليفكر انها ليست المرة الاولى التي يلاحق بها فتاه تعمل بالشركة
فصولاته وجولاته كثيرة ، أينعم كان في كل مرة يحذره ياسين من المشاكل ، ويقول له افعل ما تشاء خارج اطار الشركة والعمل ،لا اريد أيا من الشكاوى طارق والا سيكون لي تصرف اخر معك
ولكن هذه المرة مختلفة في كل شيء ، فالفتاه مختلفة عن الاخريات، وهو يشعر بانها مميزة عن باقي الفتيات ، ومعاملة ياسين معه ايضا مختلفة ، فها هو يوجه له انذار شديد اللهجة بالابتعاد عنها ، خصها هي ليس الشركة كسائر المرات الماضية
هز كتفيه بلامبالاة، ليضغط على الزر الذي يوجد به مكتبه
ليتوجه الى عمله

**********************


دخلت الي مكتبها بسرعة لتجلس على اول كرسي يقابلها
فأعصاب جسدها كله تنتفض مما حدث منذ قليل

من اول رؤيتها له في المصعد الى اخر كلمة قالها
لا تصدق ما يحدث ، عقلها غير قادر على استيعاب كمية الافكار المتزاحمة براسها
تنفست بقوة لتسيطر على اعصابها
__ صباح الفل والورد والياسمين على عيناك الحلوين يا نور
دخول سناء الصاخب جعلها تركن عقلها الي الهدوء قليلا
وترد بابتسامة : صباح الخير سناء
كيف حالك؟ وحال الاولاد ؟
__ نحن بخير الحمد لله ، كيف حالك انت اليوم؟
__ بخير الحمد لله
قامت من مكانها لتجلس على مكتبها لتبدا عملها وتحاول ان تنشغل به عما يدور براسها



**********************


دخل الي مكتبه في غضب عاصف كأيامه الاخيرة
رفعت السيدة عبير حاجبيها، وقالت بصوت منخفض: كالعادة
ليأتيها صوت يوسف الضاحك
__ كعادة ماذا؟
__ صباح الخير استاذ يوسف
__ صباح النور سيدتي، كيف حالك اليوم؟
__ بخير الحمد لله
__ لم تردي على سؤالي، كعادة ماذا؟
تنحنحت واشارت الي باب مكتبه المغلق
__ كعادة الايام الاخيرة يدخل غاضبا وفى عاصفة
ولا اعلم السبب ، انه مختلف هذه الايام حتى في العمل
لا يستطيع التركيز، وعصبي للغاية، هل توجد مشكله عائلية؟
ابتسم يوسف وقال بداخله : هذا هو تأثير حب نور عليه
__ لا تقلقي عبير
عقد حاجبيه :اهو غاضب اليوم ايضا ؟
__ نعم
اندهش لما الغضب اليوم من المفترض ان يكون سعيد
هز راسه : هل من الممكن ان ادخل اليه ؟
__ تفضل

توجه الي الباب ليطرقه ويدلف الي الداخل سريعا




عند دخوله الى مكتبه رمي حقيبته الجلدية بغضب
واخذ يزرع المكتب ذهابا ايابا ليفرغ شحنة التوتر التي تملئ جسده
فبداية اليوم كارثية من اول احتضانه لها الي تلفظه بكلمة حبيبتي رمى نفسه على الاريكة
يريدها ان تأتي اليه بطواعية وليس مدفوعة منه
يريدها ان تحبه مثلما يحبها ، لا تحبه لأنه يحبها
سمع طرقات على الباب ليهم بالإجابة ، ليجد اخاه متوسط الغرفة
قال باقتضاب: ماذا تريد يوسف؟
ابتسم يوسف : ماذا بك اليوم اخي ؟ من المفترض انك تشعر بالسعادة ، هل حدث شيء ؟
نظر الي اخيه : لا لم يحدث شيء
هز يوسف راسه بياس : حسنا ، احببت ان اطمئن عليك
لف ليغادر المكتب، ليتوقف فجأة: متى ستقابل عمر ؟
رفع عينيه اليه : لا اعرف
رجع الي اخيه مرة اخرى :ياسين اذا تريد ان تبلغ عمر
ابلغه ، واترك موافقة نور خارج اطار علاقتك بعمر
نظر اليه مستفهما ليكمل : ابلغه انك تريد الزواج منها ولكنك تريدها ان تتعرف عليك اكثر خارج الرسميات وخارج أي قيود تخنقكما من اجل راحتها
ومن ناحيتك تقرب انت لنور لتقنعها بالزواج ، فللأسف
نور لا تفكر في هذا الموضوع اطلاقا
نفض راسه ليستوعب ما يقوله يوسف
__ ماذا؟ لا افهم، اجلس
جلس يوسف: ما الذي لا تفهمه؟
__ كيف لا تفكر في الزواج ؟
__ اه هذا الامر ، انها لا تريد ان تتزوج حتى تحقق ذاتها
رد بغباء :نعم
ضحك يوسف : انها فريدة من نوعها ، فعندما كنا بالجامعة كانت الفتيات تصادق الشباب وتربط بينهم علاقات غرامية
و جميعهن يحلمن بيوم الزفاف والفستان الابيض ، الا هي
كانت تضع حدودا بينها وبين الشباب حدودا قويه تتعامل مع الكل في حدود الادب والاحترام ولا يجرؤ احدهم على التقرب منها ولا القاء كلمة غزل واحدة حتى لو في حدود المزاح
رفع حاجبيه اعجابا بها وبشخصيتها المميزة
ليكمل يوسف : ولكن كانت دائما تتكلم عن الوظيفة والعمل وتحقيق الذات وانها تريد ان تصبح فردا عاملا بالمجتمع يفيد الناس والوطن ، لقد كانت تنافسني على اتحاد الطلبة وهذا سر معرفتي بها والتقارب بيننا
عقد حاجبيه من الجملة الأخيرة
ليضحك يوسف : التقارب بيننا وصداقتنا اخي
ليضحك مرة اخرى : تخلص من الشعور بالغيرة هذا فسيؤثر عليك بالسلب
غضب ياسين وقال محذرا: يوسف
ليبتسم الاخر : حسنا ، فهمت الان ما اقصده
نظر اليه : نعم
قام من مكانه ليساله ياسين : الي اين ؟ اكمل كلامك
ابتسم يوسف : لا يوجد شيء اخر ياسين
ثم نحن بالشركة عندما نعود الي المنزل سأقص لك كل ما اعرفه عنها ، اما الان امامك يوم طويل من العمل محتاج لكل دقيقة منك
هز راسه موافقا : حسنا ابلغ السيدة عبير ان تأتي لي بالبريد
__ حاضر، سلام

****************

مر اليوم عليهما سريعا فكلا منهما انهك نفسه في العمل حتى لا يتطرق راسه الى الافكار
هي لا تريد ان تقتنع بما سمعته ولا بما حدث بينهما
وهو لا يريد ان ينشغل بها ويصيبه الياس فكلمات يوسف اوضحت له انها لن ترضخ لفكرة الزواج بسهوله


حدثتها سناء : نور الساعة الان الرابعة والنصف الن تنصرفي؟
__ نعم بالطبع ، ولكني اريد الانتهاء من هذا الملف
طرق الباب السيد عبدالعزيز
__ كيف احوالكم يا فتيات ؟
رد ا الاثنتين: بخير الحمد لله
__ هيا موعد الانصراف قد حان
هم بالخروج : نور يوجد ملف لدى السيدة عبير اريدك ان تكتبي مذكرة بشأنه ، المعذرة بنيتي فانا احتاجه غدا
من حقك ان ترفضي على فكرة
ابتسمت في وجهه : لا استطيع الرفض استاذي ، سآخذه منها قبل انصرافي
__ شكرا لكي بنيتي، ولكن هيا لا تتأخري وانصرفي الان
__ حاضر استاذي ، ولكني سأنتظر ان تأتي السيدة عبير حتى اخذ منها الملف
__ اصعدي اليها نور ، خذي الملف وعودي الي منزلك ولا تتأخري بعد ميعاد الانصراف
ابتلعت ريقها بصعوبة ، لا تريد ان تصعد اليه ولا تحتك به اليوم مرة اخرى فهي حاولت مرارا اليوم الا تفكر فيه ولا في كلماته التي تخدر حواسها وتشل تفكيرها
لم تشأ على الاعتراض ولفت انتباه السيد عبد العزيز انها لا تريد ان تصعد للأعلى
حدثت نفسها : كوني قوية وضعي مشاعرك جانبا فانتي موظفة بالشركة ولابد ان تتعاملي مع جميع العاملين سواء
هزت راسها بشجاعة بعد ان هيأت نفسها للتعامل معه كأي فرد اخر

******************

طرق الباب بسرعة ليدلف الي الداخل
__ ياسين هذه هي عقود اتفاقيتنا مع عمر، وهذه الملفات
التي ستحتاجها غدا، في اتفاقيتنا مع شركة استيراد مواد البناء
ينظر الي اخاه الذي يتكلم بسرعة وهو مستعجب منه
__ يوسف هل انهيت كل هذه الملفات اليوم؟
عقد حاجبيه استغرابا: نعم
هز راسه معجبا بأخيه : انت ممتاز يوسف ، يمكنني بالفعل ان اعتمد عليك
__ نحن على اتفقنا انا لن اتي غدا
ثم رسم ابتسامة واسعة على شفتيه: يمكنك الاستعانة بالأستاذة نور بدلا مني غدا
ابتسم ياسين : نعم يمكنني
غمز بعينه اليمني: استطيع ان اخذ بقية الاسبوع اجازة ، حتى تستطيع الاستعانة بالأستاذة نور كما يحلو لك
ضحك ياسين : لا كفى يوم واحدا ثم انا استطيع ان استعين بها وانت موجود بعملك ، ثم انني استطيع ايضا ان استغنى عن خدماتك من اجلها
رفع حاجبيه : تبيع اخاك ياسين من اجلها
مثل الجدية: نعم
لينفجر ضاحكا على تعبيرات يوسف والدهشة المرتسمة على وجهه
__ امزح معك يا اخي، فانا لا استطيع ان استغنى عنك ابدا
ابتسم يوسف : حسنا ساراك بعد غد
__ نعم ، نحن نتقابل في المنزل
ارتبك يوسف ليتنحنح : ان صديقي سياتي على مطار شرم الشيخ ولذا سأسافر الان بعد قليل حتى استطيع ان استقبله
نظر اليه مطولا : من هو صديقك هذا ؟ ولماذا سياتي على مطار شرم الشيخ ؟
ابتسم بتوتر : شخص لا تعرفة ، لم يجد حجز على مطار القاهرة
اردف بسرعة :سأنصرف الان حتى لا أتأخر
غادر مسرعا ، ليتنهد ياسين بضيق
ما الامر الذي يجعلك تكذب يوسف؟ لم اعهدك تكذب يوما
ومن هي تلك الفتاه التي لا تريدني ان اعرف هوايتها ؟
وما مدى علاقتك بها لتذهب بنفسك الي المطار لاستقبلها ؟
اين اهلها لتذهب انت لتستقبلها ، اه منك يوسف ، ما المفاجأة التي ستفجرها في وجهي

صعدت الى الطابق الذي يقبع فيه مكتبه مستخدمه الدرج حتى تستطيع افراغ بعضا من شحنة التوتر التي تسيطر عليها
وقفت امام مدخل المكتب عند باب السيدة عبير وشبكت اصابع يديها معا ، ثم كتفت ساعديها امام صدرها
سحبت نفس عميق لتخرجه ببطيء وهدوء حتى تساعد اعصابها على الاسترخاء ولو قليلا
طرقت الباب بهدوء لتدلف الي الداخل ، لتقف مكانها دون حركة فالمكتب فارغ من وجود السيدة عبير
لوت شفتيها في عصبيه وعضتهما قهرا ماذا ستفعل الان
لتفاجئ بصوته خلفها : عبير هذا الملف


سكت بدهشة فلم يكن متوقع وجودها هنا
كان خارجا من مكتبه ليبلغ عبير بعضا من التعليمات الخاصة باجتماع الغد مع مندوبي شركة استيراد مواد البناء
ويعطيها ملف خاص لتسلمه الي السيد عبد العزيز
لم ينتبه ان يوجد احد بالمكتب فكان يقرا الملف بتركيز شديد

نظرت اليه لتجده دون جاكيت بدلته الازرق ، ورابطة عنقه مفكوكة قليلا ، مرتدي قميص ابيض رسمي ملتصق بجسده ليظهر عضلات صدره القوية ، مشمر اكمام القميص عن ساعديه الى بعد الكوع مما اظهر عضلات يديه المفتولة و عرض منكبيه
مرتدي نظارات طبيه استنتجت انها للقراءة فقط
فهي لأول مرة تراه مرتدي اياها
ابتسم في وجهها : اهلا نور ، أتريدي شيء؟
حاولت التحدث لكن الكلمات لم تخرج من بين شفتيها
كحت لتخرج صوتها وهى تردد بداخلها كوني قوية نور
__ اين السيدة عبير ؟ فانا اريد الملف الذي سيستلمه السيد عبد العزيز ، انا سآخذه
هز راسه موافقا ليدخل الي مكتبه
عندما لف ليعطيها ظهره ابتسم بشقاوة فهي تتعمد تجاهل ما حدث بينهما وكانه لم يحدث
حدث نفسه : حسنا نور سنرى ، ما مدى تحملك لهذه اللعبة التي تلعبينها معي ، واذا كنتي لا تريدي تذكر ما حدث ولا كلمتي التي نطقتها عفويا ، فانا الاخر لم افعل شيء ، ولم انطق بشيء

نظرت بغباء لقد تركها ودخل ، مما اغضبها
ولكن ما زاد اشتعال فتيل الغضب عندها لم تجد نظرة عينيه الدافئة ولا ابتسامته المحببة اليها ، بل ابتسم ابتسامة حمقاء
بارده لم تصل الي عينيه
جزت على اسنانها غضبا منه ، لتدخل وراءه المكتب بعصبيه وتضع يديها بخصرها وقالت صائحة : لماذا تركتني ولم تهتم بالرد علي؟
لف اليها متعجبا من عصابيتها غير المبررة بالنسبة اليه
وهو عاقد حاجبيه ليرد بلا مبالاة تعمدها
__ ارد علي ماذا؟
قالت بنفاذ صبر : اين السيدة عبير ؟
لوى شفتيه ليرد ساخرا: بالطبع لا اعرف، فانا هنا المدير
وعبير سكرتيرتي ، ليس العكس يا استاذه
شد على كلمته الاخيرة ، وكانه يعطي لشياطينها الاذن بان تخرج الان
لتصيح بغضب وصوت حاد : و ماذا افعل انا الان ، اريد الملف لانصرف الي منزلي
اندهش من عصابيتها ، ليغضب من صياحها بوجهه كانه طفل صغير ، ليزمجر بوجهها : اخفضي صوتك
انتفضت من صرخته بوجهها، لتتنبه بما فعلته وكم هي حمقاء لصراخها في وجهه، لتضع يدها على فمها مرعوبة من نظرته الغاضبة
لف ليجلس الي مكتبه ورمى الملف على المكتب بإهمال
وقال بضيق: ها هو الملف الذي تبحثي عنه
تفضلي ، هيا لتذهبي الي بيتك
عضت شفتها ندما لما فعلته نطقت بصوت منخفض: ياسين
نظر اليها بحدة لتكمل : لم اقصد ان اصرخ بوجهك هكذا
لتكمل بصوت يكاد ان لا يسمع : اسفة


وقفتها امامه كطفلة صغيرة جعلت غضبه يذهب ادراج الرياح ويقول بهدوء : خلاص نور ، لم يحدث شيء
اذهبي حتى لا تتأخري على العودة الي المنزل
__ حسنا، سلام
__ نور نادها بصوته الرخيم
كيف سترجعين الي البيت ، هل ستستقلين تاكسي ،ام تحتاجين الي توصيلة
ابتسمت في وجهه: لا شكرا، لقد استرددت سيارتي
__ بصراحة كنت اتمنى ان اخدمك
__ شكرا على خدماتك العظيمة سيدي
نظر اليها ورفع حاجبه ، لتردد : شكرا ياسين
استوقفها مرة اخرى : نور ، صحيح اريد منك حضور اجتماعنا غدا مع شركة الاستيراد ، فيوسف غائب غدا
كشرت: غائب ونحن ببداية العمل، هل يستغل صلة القرابة بينكما
قال متهكما: نعم ، للأسف
اتسعت ابتسامتها لتشرق وجهها : حسنا ، انا في الخدمة وقتما تريد
__ الاجتماع في العاشرة ارجو ان لا تتأخري
__ حاضر سيدي
قالت جملتها ضاحكة ، لتغادر المكتب لتجعل قلبه يريد ان يخرج من صدره ليتبعها
تنهد بحب لهذه الجميلة التي فتنته ويصمم انه سيقنعها بالزواج منه مهما حدث
*******************


وصلت الي منزلها لتجد عمر بالمطبخ
__ السلام عليكم ، ماذا تفعل عمر؟
التفت اليها وهو مرتدي مريول الطبخ : وعليكم السلام
لا شيء ، أتسلي واصنع طبخة جديدة
ابتسمت : وما المناسبة ، ان شاء الله ، ولا تقل ان وقفتك هذه من اجلي ، فعيناك تخبرني بكل شيء
ضحك لها بسرور : لم اخطئ عندما اسميتك المحقق كونان
بصراحة نعم انها ليس من اجلك
اردف بهيام : انها من اجل علياء ، اقنعتها اخيرا ان تتناول الغداء معنا
ابتسمت : هل ستاتي لوحدها ؟
رفع كتفية : لا اعرف ، ولكن لتاتي بمن تريد ، المهم ان تأتي
ضحكت على مظهر اخاها وقالت وهي تؤشر عليه بيدها
__ وهل ستقابل عروسك هكذا ؟
__ لا سأعد الطعام، واصعد لأبدل ملابسي
__ حسنا ، اصعد الان وانا سأعد كل شيء
دفعته بأصابعها في كتفه : هيا ، اذهب قبل ان اغير رأيي
ابتسم بسعادة لها وذهب الي السلم ، ليرجع ثانية
ويحتضنها بمودة ويقبل راسها : شكرا
نظرت اليه مؤبنه : ماذا تقول عمر ؟ لم افعل شيء لتشكرني
واذا على الشكر فانا مدينة لك بالكثير يجعلني اشكرك ما تبقى من عمري
دفعته بخفة : هيا اذهب ، وارتدي ابهى ما لديك لتبهر علياء الغالية
ابتسم ليصعد مسرعا ، وهي اشرفت على انتهاء الطعام ، لتصعد بعد ذلك لتبدل ملابسها
وبما ان الغداء سيكون مع اخيها وصديقتها قررت ان لا ترتدي شيء غير رسمي بالمرة
فارتدت بنطالون كتان واسع زيتي اللون جيوبه كبيرة على الجنبين وتي شيرت بربع كم ابيض اللون مرسوم عليه من الامام تنين اخضر ضيق ، وحذاء رياضي ابيض .
لتربط شعرها القصير كذيل الحصان وترفع قصتها بدبوس شعر زيتي الي الوراء ووجها الابيض خالي من الزينة
اتجهت الي غرفة عمر ، وطرقت الباب بهدوء
__ ادخل
__ ما هذا عمر الساعة قاربت على السابعة ، سنتعشى هكذا
هل ستذهب لتاتي بها؟ فانا جوعانة جدا
ضحك عليها : لا ستاتي بمفردها ، رفضت ان اذهب اليها
سأتصل بها الان ، لأعرف لما تأخرت؟
امسك هاتفه ، ليرن جرس الباب
هتفت نور : ها قد جاءت ، استعد انت وانا سأنزل افتح الباب
نزلت بسرعة لتفتح الباب وهي تبتسم : كل هذا تأخير علياء؟
لقد مت من الجوع
لتفاجئ بوجهه مبتسم بدفء : بعد الشر عليك من الموت ليكمل بابتسامة شقية : السلام عليكم نور
اندهشت من وجوده لتنظر الي ملابسها وتقول بارتباك
__ وعليكم السلام ، تفضل
تحركت من امام الباب لتفسح له مجال ليدخل
وقف عند الباب ولم يتحرك : هل عمر موجود ، فانا اريده
__ نعم، تفضل ادخل

تريده يدخل حتى تستطيع ان تذهب بعيدا عنه ، تنادي اخاها وتختفي من امامه بزيها الطفولي هذا

وهو لا يريد التحرك ، لأنه يعلم اذا تحرك داخلا ستهرب منه
يريد التمتع بالنظر اليها في هذه الملابس الطفولية ومظهرها الغير رسمي الجميل
نادت بصوت مرتفع : عمر ، عمر المهندس ياسين هنا
ضحك بهدوء على مناداتها لعمر بهذه الطريقة
ليسالها بهدوء : هل تنتظري احدا ؟
__ اه ، نعم انها علياء المفروض ان تأتي لتتناول الطعام معنا
اكملت جملتها واذا بصوت بجانبه : ها انا جئت
__ ما هذه السرعة ؟ كان الافضل ان تتأخري اكثر من ذلك
ضحكت علياء وهي تعلم ان نور مغتاظة لتأخرها
__ المعذرة ، ولكن ما اخرني هو هذا ، تفضلي
ناولتها باقة ورود لتقول نور : على اساس انها المرة الاولى التي تأتين الي بيتنا
ضحكت علياء ثانية لتلتفت الي ياسين وتقول باحترام جم
__ اهلا يا باش مهندس ، كيف حالك؟
__ اهلا بك يا انسة ، الحمد لله بخير
جذبتها نور من يدها : تعالي نعد المائدة ، فانا جوعانة
دخلت علياء ضاحكة لتراه واقفا امامها بهدوئه المعتاد ونظرات الحب التي تلمع بعينيه
ليقترب منها ويقبل وجنتاها بشوق : اهلا بك حبيبتي
البيت نور بقدومك
احمرت وجنتاها بخجل وشرقت من الهوي لتسعل بشده
فهذه المرة الخجل اغرقها ،خصوصا انها تعلم بوجود ياسين وهو غريب عنهم تماما ولا يعرفهم جيدا
ربتت نور على ظهرها بخفة : لا حول ولا قوة الا بالله
نظرت الي اخيها بعتاب لتقول لعلياء : تعالي اشربي كاس من الماء
شدتها من يدها لتلتفت الي عمر وتقول بلوم
__ ما الذي فعلته ؟ المهندس ياسين ينتظرك بالخارج ولم يشأ الدخول
__ لماذا لم تخبريني ؟
__ لقد ناديتك من اكثر من خمس دقائق ، اذهب اليه حتى لا ينتظر اكثر من ذلك
اسرع عمر الي باب المنزل : اهلا ياسين ، تفضل
صافحة ياسين ثم اشار بيده : لا ، من الواضح انك مشغول
الان ،انا مخطئ اني لم اتصل بك ، ولكني كنت قريب من هنا وقلت ان اوصلك لك هذه
ناوله مغلف ابيض صغير
اخذه عمر من يده والاسئلة تقفز من عينيه
ليكمل ياسين : انها دعوة لحفلة سيقيمها ياسر في مزرعته
بمناسبة انه رزق بمولود جديد
اندهش عمر من هذه الدعوة فهو بالكاد يعرف ياسر هذا
فهو تعرف عليه في حفل الزفاف وتبادلا قليل من الكلمات
وكأن ياسين عرف ما بخاطره
__ اريدك ان تحضر عمر ، من اجلي انا
اندهش عمر اكثر الان ليردف ياسين : بصراحة كنت اريد اكلمك في موضوع هام بالنسبة الي ولكن الوقت الان غير مناسبا ، لنجعلها وقت اخر ، سأنصرف انا
امسك عمر يده : ادخل ياسين ، فلا يصح ان تأتي وتمشي هكذا دون الدخول والقيام معك بواجب الضيافة
__ مرة اخرى ، ان شاء الله
__ حسنا لنتقابل يوم الخميس ، فانا غدا ذاهب الي الإسكندرية
__ حسنا ، اراك الخميس ، بإذن الله
صافحة ياسين وانصرف بهدوء ، ليترك عمر في حيرة من امر هذه الدعوة غير المتوقعة

******************


اغلق الباب ليلتفت ويراهما الاثنتان في المطبخ نور تعد الطعام في الاطباق وعلياء تتحدث معها عن امور الجهاز وكيف تعبت من كثرة اللف على المحلات والمجمعات التجارية
ابتسم بسعادة ، فهذا المشهد كان يراه في احلامه فقط
لا ينكر انها ليست المرة الاولى التي يراها في بيتهم تساعد اخته في شيء او تثرثر معها ، ولكنها المرة الاولى التي يشعر بانها اصبحت من عائلته فهي الان زوجته ، نعم لم يحدث عقد القران بعد ، ولكنه من يوم قراءة الفاتحة وهو تعهد امام الله انها زوجته لن يفرق بينهما شيء


توجه اليهما ونظر اليها بحب والابتسامة مرتسمه على شفتيه
__ ها ، سنؤكل ام ماذا ؟
اشاحت بوجهها عنه في غضب يتخلله الخجل
لترد نور مبتسمة : حالا ، ضع الاطباق على المائدة
__ يا سلام ،الم يكفي انني طهوت الطعام ، اضع الاطباق على المائدة ايضا ، هذا كثير ، ولن افعله
التفتت الي اخاها ونظرت اليه فهي تعلم انه يريد خروجها من المطبخ حتى يستطيع التحدث مع علياء بمفردهما فهو الذي يعد المائدة كل يوم تقريبا
__ حسنا عمر ، ساعدها انا
لتقول علياء بسرعة : لا نور اعطيني الاطباق سأضعها انا على المائدة
لم تستجب نور اليها ، واخذت الاطباق لتذهب بها ، فأرادت علياء ان تتبعها لولا انه سد عليها الطريق بوقفته
ابتسم في وجهها : هل الجميل غاضب مني ؟
نظرت اليه وعينها مملوءة باللوم : نعم
مرر سبابته على خدها بحنان ورقه : لما ؟
ردت بغيظ : من اجل ما فعلته امام نور ، وامام الرجل الغريب الذي لا يعرفني ، بالله عليك ماذا سيقول الان
راني بمنزلك وانت تقبلني سيظن بي السوء
هتف بدهشه : اقبلك ، الذي يسمع هذه الكلمة يقول اني قبلتك فعلا
نظرت اليه في تعجب ليكمل : انها مجرد قبله على وجنتك الجميلة ، ثم انه يعلم انكي خطيبتي ، ونور كانت واقفة
لم تأتي الي المنزل وانا بمفردي مثلا
ثم هتف غاضبا : وهل يهمك ياسين الى هذا الحد حتى تتساءلي عن ما الذي سيقوله عنك
ردت بهدوء : لا يهمني احد عمر ، ولكني اتكلم في الموقف المحرج الذى وضعتني به
ردد بصوت منخفض مصدوم : موقف محرج
عندما اقبلك لأنني سعيد انكي حضرتي و مشتاق لكي
يصبح موقف محرجا ، وانني احرجتك امام الناس
اكمل بغضب حقيقي هذه المرة وهو يصر على اسنانه
__ المعذرة علياء لن احرجك مرة اخرى
صعد الي الاعلى في غضب شديد
عضت شفتيها ندما لأنها اغضبته : كانت تريد ان تخبره بانها هي الاخرى اشتاقت اليه ولكنها شعرت بخجل شديد عندما قبلها امام نور وياسين
ولا تنكر انها سعدت بقبلته وشعرت بمدى اشتياقه لها
زفرت بضيق لتنظر الي نور ، الشاهدة على الموقف من اوله الي اخره
لترفع الاخرى كتفيها علامة على انها لا تستطيع فعل شيء
ولا تريد التدخل ايضا فهي لا تريد ان تخسر اخاها ولا صديقتها
امسكت علياء هاتفها واتصلت به



صعد الي غرفته وهو ممزق من كلمتها فهل هو مصدر احراج لها ، ما الذي حدث ، انها مجرد قبله على خدها
زفر بضيق ليرن هاتفه بنغمتها المميزة
فضل عدم الرد ، والنزول الي الاسفل فهي ببيته ولن يتعامل معها بقلة ذوق مهما حدث






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلامي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.