آخر 10 مشاركات
410 - عائد من الضباب - ساندرا فيلد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          361 - جزيرة الذهب - روايات أحلامى (كتابة فريق الروايات الرومانسية المكتوبة /كاملة*) (الكاتـب : taman - )           »          489 - ضياع في العاصفة - ديانا بالمر ( عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          رواية لن أتخلى عنك { الحصن سابقاً } ... مكتملة (الكاتـب : أم ساجد - )           »          غدر زوج- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          7 - غراميات طبيب - د.الأمين (عدد حصري)** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الحالمة - لورا آدامس - عبير الجديدة (حصريا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-13, 08:13 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العشرون


كبرياء السيد دارسي


كانت إليزابيث جالسة بمفردها في الصباح التالي تكتب إلى جاين, بينما خرجت السيدة كولينز وماريا إلى القرية. سمعت قرعا على الباب وكانت تضع الرسالة جانبا عندما فتح الباب, ولدهشتها العظيمة, دخل السيد دارسي الغرفة.

بدا مدهوشا أيضا حين وجدها بمفردها, فاعتذر قائلا أنه اعتقد أن كل السيدات في المنزل.

ثم جلسا وبدا لهما خطر الصمت التام. فكان من الضروري جدا التفكير في شيء ما يقولانه. وأخيرا قالت إليزابيث: "كم كانت مغادرتكم نذرفيلد مفاجئة في تشرين الثاني(نوفمبر), يا سيد دارسي. آمل أن السيد بنغلي وشقيقتيه كانوا على ما يرام عندما غادرت لندن".

"أنهم في أفضل حال ـ شكرا لك".

لم تتلق أي جواب آخر ـ فأضافت بعد توقف قصير: "سمعت أن السيد بنغلي لن يعود إلى نذرفيلد ثانية".


"لم أسمعه أبدا يقول ذلك. لكن من المحتمل أن يمضي وقتا قصيرا هناك في المستقبل, لن أستغرب إن هو ابتعد عنها".


وعندما لم يكن لدى إليزابيث ما تقوله, فقد صممت على أن تترك له مشقة البحث عن موضوع. ناقشا موضوع الرحلة من لونغبورن. وانتهى النقاش بدخول شارلوت وشقيقتها. أدهشهما وجود دارسي بمفرده مع إليزابيث. فشرح السيد دارسي الخطأ الذي ارتكبه, ثم غادر بعد أن جلس لدقائق قليلة من دون قول الكثير لأحد.



قالت شارلوت عندما رحل: "ماذا يمكن أن يعني ذلك؟ لا بد أنه واقع في حبك يا عزيزتي إليزابيث, وإلا لما قام بالزيارة على هذا النحو".


لكن عندما تحدثت إليزابيث عن صمته لم يبد ذلك محتملا. وبعد عدة تخمينات اتفقن أخيرا على أنه أتى لأن ليس لديه ما يقوم به. فالرجال لا يمكنهم ملازمة البيت دائما. كان من الواضح لهن أن الكولونيل فيتزوليم أتى لأنه استمتع برفقتهن. ذكرت إليزابيث بالشاب المفضل لديها سابقا, جورج ويكهام. كان أقل جاذبية من ويكهام, لكنها شعرت بأنه يتمتع بذكاء أفضل.




أما مجيء السيد دارسي المتكرر إلى البيت فكان من الصعب أكثر فهمه. لا يمكن أن يكون بسبب رغبته في الرفقة, طالما أنه غالبا ما جلس هناك لمدة عشر دقائق من دون أن يفتح فمه. إنه نادرا ما بدا أنه يمتع نفسه. وقد سخر منه الكولونيل فيتزوليم وقال أنه لم يكن متبلد الحس عادة. ومالت السيدة كولينز إلى الاعتقاد بأنه يحب إليزابيث, لكنها لم تستطع أن ترى أية إشارة على ذلك على الرغم من أنها راقبته عن كثب. فقد نظر طبعا إلى صديقتها كثيرا, لكن غالبا ما ساورها الشك بوجود أي إعجاب في نظرته.



وأكثر من مرة التقت إليزابيث السيد دارسي صدفة أثناء تنزهها في المنتزه. بدا من سوء الحظ أن يظهر دائما, وحاذرت أن تدعه يدرك أنه مكانها المفضل. لذلك كان غريبا أن يحدث ذلك مرة ثانية, وحتى مرة ثالثة. لم يقل الشيء الكثير, ولا هي تحملت مشقة الكلام أو الاستماع إليه.



وذات يوم عندما كانت تتمشى, وهي تقرأ رسالة جاين الأخيرة وتقلق بشأن بعض الملاحظات التي تشير إلى أن جاين لم تكن سعيدة, فاجأها هذه المرة الكولونيل فيتزوليم بدلا من السيد دارسي. فاستدارا وسارا في طريق العودة إلى البيت.


قالت: "هل ستغادر كنت يوم السبت بالتحديد؟"

"نعم _ إن لم يؤجل دارسي ذلك مرة ثانية. فهو يرتب الأمور كما يشاء".

"لا أعرف أي إنسان يستمتع بالعمل كما يشاء أكثر من السيد دارسي".

"إنه يحب أن يعرف طريقه جيدا. وهو قادر على ذلك أكثر من معظم الناس لأنه ثري".

"أتساءل عما إذا كان السيد دارسي لن يتزوج حتى يكون لديه شخص ما مستعد دائما لفعل ما يحلو له. لعل شقيقته تفعل ذلك جيدا في الوقت الحاضر. وطالما هي تحت رعايته, فهو قد يسألها أن تفعل ما يشاء".

قال الكولونيل فيتزوليم: "كلا, بل تلك مشيئة يتقاسمها معي. فأنا أشاركه في الوصاية على الآنسة دارسي".

"هل أنت حقا كذلك؟ هل تسبب لك الكثير من القلق؟ فالسيدات الصغيرات في مثل سنها هن أحيانا غير طيعات".

وفيما كانت تتكلم, رأته ينظر إليها بحدة, وقد أقنعها الأسلوب الذي سأل به بسرعة لماذا ظنت أن الآنسة دارسي يمكن أن تسبب له القلق بأنها اقتربت كثيرا من الحقيقة.


فردت في الحال: "ليس عليك أن تخاف. فأنا لم أسمع بما يسيء إليها. فهي المفضلة لدى بعض السيدات اللواتي أعرفهن, مثل السيدة هارست والآنسة بنغلي".

"أنني أعرف القليل عنهما. فأخاهما هو صديق حميم لدارسي".


قالت إليزابيث: "أوه, نعم. إن السيد دارسي لطيف إلى أبعد حد مع السيد بنغلي ويعتني به كثيرا".

"يعتني به! أجل, إنني أعتقد حقا أن دارسي يعتني به من بعض النواحي. ربما كنت مخطئا, لكنني متأكد تماما من أن دارسي كان يتحدث عن بنغلي".

"ما الذي تقصده؟"

"إن ما أخبرني به دارسي كان هذا فحسب: لقد سر لأنه أنقذ صديقا منذ عهد قريب من زواج غير متعقل. لم تذكر أية أسماء, لكنني أظن أن الشخص لابد أن يكون بنغلي لأنهما أمضيا الصيف معا".

"هل قدم لك السيد دارسي أسباب تدخله؟"

"فهمت أن هناك اعتراضات قوية على السيدة. وقد أخبرني فقط بما أخبرتك به الآن".


لم تعط إليزابيث أي جواب, بل تابعت السير وهي تتفجر غيظا, إلى أن وصلا إلى البيت. وهنالك, منعزلة في غرفتها, استطاعت أن تفكر من دون مقاطعة في ما سمعت. فهي لم تشك في أن دارسي قد تورط انفصال السيد بنغلي وجاين. لكنها ظنت دائما أن الآنسة بنغلي كانت المسئولة الرئيسية. وإذا كان دارسي هو حقا من فعل ذلك, لقد هدم لفترة كل أمل بالسعادة لأرق وأنبل قلب في العالم.



لقد قال الكولونيل فيتزوليم: "هناك اعتراضات قوية على السيدة". يستحيل أن يكون هناك أي اعتراض على جاين نفسها. فهي تتمتع بالمحبة والطيبة والذكاء الممتاز والأخلاق الساحرة. كما لا يمكن أن يقال أي شيء ضد والدها. كانت متأكدة من أن كبرياء السيد دارسي مرتبط بالمركز الاجتماعي أكثر من الذكاء. ولا بد أن السبب في اعتراضه الأقوى على جاين هو أن عما لها لم يكن سوى محام ريفي وآخر كان رجل أعمال في لندن.




تسبب شقاؤها ودموعها بإصابتها بالصداع. وهذا المر, وعدم رغبتها في رؤية السيد دارسي, جعلها تقرر عدم الذهاب إلى روزينغز لتناول الشاي بعد الظهر, على الرغم من أن السيد كولينز لم يستطع إخفاء خشيته من أن الليدي كاثرين ستشعر بالاستياء من غيابها.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 08:14 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي و العشرون


السيد دارسي يعلن حبه



عندما ذهب الآخرون, قرأت إليزابيث كل الرسائل التي كتبتها جاين, وكأنما ترغب في زيادة كراهيتها قدر الإمكان للسيد دارسي. لم تشتمل الرسائل على أية شكاوى, لكنها تميزت بمسحة حزن تختلف كثيرا عن مرح جاين المعتاد. إن تبجح دارسي المشين بأنه سبب كل هذه التعاسة جعل إليزابيث أكثر غيظا. وكان من المريح قليلا أن تفكر في أن زيارته إلى روزينغز ستنتهي عما قريب.



أثارها فجأة صوت جرس الباب. ولشدة ذهولها دخل السيد دارسي الغرفة. وبأسلوب سريع بدأ فورا بالسؤال عن صحتها, قائلا أن هذا هو سبب زيارته. فأجابت بتهذيب فاتر. جلس لبضع دقائق ثم نهض ثانية وسار في الغرفة. استغربت إليزابيث, لكنها لم تنطق بأية كلمة. وبعد صمت دام دقائق عديدة, أتى إليها وبدأ يقول بأسلوب مضطرب:
"لقد قاومت من دون جدوى. لن أفعل ذلك بعد الآن. فانا لا أستطيع كبح عواطفي. يجب أن تسمحي لي بأن أخبرك كم أنا معجب بك وكم أحبك بقوة".

تعدى ذهول إليزابيث كل تعبير. حدقت, احمرت خجلا, ساورتها الشكوك, ولبثت صامتة. اعتبر هذا تشجيعا كافيا. وتلاه بسرعة اعتراف بكل ما يشعر وما شعر به اتجاهها منذ زمن طويل. تحدث بشكل جيد, لكنه ذكر أشياء أخرى علاوة على حبه لها. وكان بليغا بصورة متساوية في موضوع كبريائه.فإحساسه بمنزلتها الأدنى _ بصعوبة القبول بعائلتها _ وصف بحرارة بحيث لم تكن إليزابيث راضية.



وعلى الرغم من كراهيتها العميقة الجذور, لم تستطع أن تكون غير مبالية بإطراء يوفره حب الرجل. ومع أن نواياها لم تتغير للحظة, فقد أسفت في بادئ الأمر للألم الذي سيتلقاه. لكن ملاحظاته الأخيرة أثارت غضبها مرة ثانية.

أنهى حديثه بالإعلان ثانية عن قوة عاطفته التي لم يستطع كبتها على الرغم من كل جهوده, وعبر عن الأمل في أن يكافأ بقبولها عرضه. فاستطاعت أن ترى بسهولة أنه لم يشك في جوابها. وهذا ما جعلها تزداد غيظا, فقالت:


"أعتقد أن العادة في مثل هذه الحالات هي أن يتم التعبير عن الشكر لمشاعر السيد, حتى إن لم يكن الشخص الآخر يشارك فيها. لم كان بمستطاعي الشعور بالامتنان لكنت شكرتك الآن. لكنني لا أستطيع _ لم ارغب أبدا في رأيك الصائب, وقد منحته على الرغم منك بالتأكيد. آسفة لنني أسبب الألم لأي إنسان. لكن ذلك ليس مقصودا, وآمل ألا يطول. إن الكبرياء الذي منعك طويلا من التحدث إلي, يستطيع أن يتغلب بسهولة على عاطفتك نحوي بعد هذا الشرح".











أصغى السيد دارسي إليها بغضب يوازي الدهشة, وعيناه مثبتتان على وجهها. شحب وجهه وظهر ارتباك ذهنه في كل ملامحه. كان يكافح ليبدو هادئا ولم يفتح شفتيه إلا عندما شعر بأنه يستطيع فعل ذلك. كان الصمت مريعا. فقال أخيرا بصوت ملزم بالهدوء:

"وهل هذا هو الجواب الوحيد الذي لي الشرف بتلقيه؟ قد أرغب في أن أعلم لماذا جرى رفضي من دون أية محاولة مهذبة. وقد يكون ذلك من قلة الاهتمام".


قالت: "قد أسأل بالمثل لماذا اخترت إهانتي بإخباري أنك أحببتني ضد رغباتك, ضد منطقك, وضد شخصيتك. أليس هذا سببا كافيا لقلة التهذيب؟ لكن لدي أسباب أخرى. أنت تعرف أن لدي أسباب. هل تظن أن أية مكافأة ستغريني بقبول الرجل الذي كانت لديه الوسائل للقضاء على سعادة أعز أخت".




تغير لون السيد دارسي عندما قالت هذه الكلمات, لكنه أنصت من دون أية مقاطعة وهي تتابع:


"لدي كل سبب في الدنيا كي أسيء الظن بك. لا شيء يمكنه أن يبرر الذي لعبته هناك. هل يستطيع أن تنكر أنك فعلت ذلك؟"


أجاب بهدوء زائف: "ليست لدي الرغبة في أن أنكر أنني بذلت كل ما بوسعي لأفصل صديقي عن شقيقتك, أو أنني فرح لنجاحي. لقد كنت أكثر إشفاقا عليه من نفسي".

لم تلطف هذه الملاحظة المهذبة مشاعر إليزابيث, فتابعت تقول: "إن كراهيتي لا ترتكز فقط على هذه المسألة. فقد كشف لي السيد ويكهام عن شخصيتك منذ عدة أشهر. فماذا يسعك أن تقول حيال هذا الموضوع؟ بأي قانون خيالي للصداقة تستطيع أن تدافع عن نفسك؟"

قال السيد دارسي بصوت أقل هدوءا: "أنت تهمتين كثيرا بشؤون ذلك السيد".

"ما من أحد يعرف حظه العاثر يمكنه مقاومة الشعور بالاهتمام به. وكل ذلك أنت سببه".


صاح دارسي وهو يسير بخطوات سريعة في الغرفة: "وهذا هو رأيك في! أشكرك لأنك أوضحته تماما. إن ذنوبي هي فادحة حقا طبقا لهذا التوضيح". ثم أضاف وهو يتوقف عن السير ويلتفت نحوها: "لكن ربما كان من الممكن التغاضي عن هذه الذنوب لو لم أجرح كبريائك باعترافي الصادق بالشكوك التي منعتني طويلا من التحدث إليك. وربما كان من الممكن أن لا تنطق اتهاماتك القاسية لو أنني, بمزيد من اللياقة, أطريتك من خلال التظاهر بأنني أحببتك من دون ارتياب. لكنني أكره الخداع أيا كان نوعه كما إنني لست خجلا من المشاعر التي وصفتها. فهي طبيعية ومعقولة. فهل تتوقعين مني أن أفرح بمستوى عائلتك الأدنى_أو أن تسرني فكرة كسب أقارب دون مستواي؟"


أحست إليزابيث بأنها تزداد غيظا في كل دقيقة, ومع ذلك حاولت جاهدة أن تتحدث بهدوء.

"أنت تخطئ يا سيد دارسي إن اعتقدت أن أسلوبك في طلب الزواج قد أثر في, باستثناء أنه وفر على الألم الذي قد أشعر به لو رفضت الزواج بك إن تصرفت بأسلوب أكثر نبلا. فأنت لا تستطيع أن تطلب الزواج بي بأية طريقة تغريني بقبوله".


كان ذهوله واضحا فنظر إليها بمزيج من الخزي وعدم التصديق. وتابعت تقول:

"منذ البداية, منذ اللحظة الأولى التي التقيتك فيها, أظهرت لي أخلاقك الغرور والزهو وعدم الاكتراث الأناني المشاعر الآخرين. وعلى هذا الأساس, وعبر حوادث جرت فيما بعد, بنيت كراهية راسخة. وقد شعرت, بعد مرور شهر على معرفتي بك, بأنك آخر رجل في العالم يمكن أن يقنعني بالزواج به".


"لقد قلت ما فيه الكفاية يا سيدتي. أنا أفهم مشاعرك تماما, وأنا الآن خجل فقط مما هي عليه مشاعري. سامحيني لأنني أخذت الكثير من وقتك وتقبلي مني أفضل تمنياتي بالصحة والسعادة".


بهذه الكلمات غادر بسرعة وسمعته إليزابيث في اللحظة التالية يفتح الباب الأمامي ويترك المنزل. كانت العاصفة في ذهنها مؤلمة جدا. جلست وبكت لمدة نصف ساعة. ازداد ذهولها مع كل تفكير في ما حدث. فأن تتلقى عرض الزواج من السيد دارسي! وأن يكون واقع في حبها منذ وفت طويل ويرغب في الزواج بها, بالرغم من الاعتراضات التي جعلته يمنع صديقه من الزواج بشقيقتها! كان غير معقول تقريبا! كان يشبع كبرياءها أن تثير فيه مثل هذه العاطفة القوية. لكن كبرياءه, كبرياءه الرهيبة, واعترافه المشين بما فعله بجاين, وعدم اكتراثه القاسي الذي أظهره تجاه ويكهام, سرعان ما تغلب على الأسف الذي أثاره التفكير في حبه للحظة.

واصلت التفكير المنهك حتى دفعتها جلبة عودة شارلوت إلى الإسراع إلى غرفتها.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 08:16 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون



رسالة إلى جاين



في الصباح التالي لم تكن إليزابيث قد شفيت بعد من مفاجأة ما حدث, إذ كان يستحيل عليها أن تفكر في شيء آخر. لم تستطع فعل أي شيء, فقررت فور الانتهاء من الفطور أن تمنح نفسها بعض الهواء النقي والتمرين.




وبعد أن سارت جيئة وذهابا مرتين أو ثلاث مرات على الطريق, توقفت للحظة كي تنظر إلى المنتزه. كانت الأشجار هناك تزداد اخضرارا كل يوم. كادت تكمل نزهتها عندما رأت سيدا في المنتزه. فانصرفت في الحال خوفا من أن تقابل السيد دارسي. لكن الشخص, الذي كان قريبا بما فيه الكفاية ليراها, تقدم بلهفة مناديا اسمها. أثبت الصوت أنه السيد دارسي, فتحركت ثانية نحو البوابة. لكنه كان قد وصل إليها في الوقت المناسب حاملا رسالة أخذتها منه, فقال بهدوء: "كنت أتمشى هنا لبعض الوقت آملا في لقائك. فهل ستكونين طيبة كفاية لتقرئي تلك الرسالة؟" ثم, وبانحناءة بسيطة, اتجه ثانية صوب الأشجار وتوارى عن الأنظار.


فتحت إليزابيث الرسالة من دون فرح ولكن بفضول عظيم. اشتمل المغلف على ورقتين من ورق الرسائل كتب عليهما بخط صغير ومرتب. وقد كتبت الرسالة عند الساعة الثامنة من ذلك الصباح وكانت كما يلي:



"لا تخافي يا سيدتي من أن تكرر هذه الرسالة تلك المشاعر التي كانت في الليلة الماضية مثيرة لاشمئزازك. فأنا لا أرغب في إيلامك, أو في إذلال نفسي, بتجديد عروضي التي لا يمكن أن تنسى بسرعة.



لقد اتهمتني الليلة الماضية بإتهامين مختلفين تماما. الأول هو أنني فرقت بين السيد بنغلي وشقيقتك, والثاني هو أنني, من غير اعتبار للشرف والإنسانية, قضيت على آمال السيد ويكهام. آمل في المستقبل أن تلين قساوة لومك لي في الليلة الماضية عندما يقرأ التقرير التالي عن أعمالي. وإذا كنت قد أزعجتك بالتعبير عن مشاعري, فليس في وسعي إلا أن أقول إنني آسف.


لم يمض علي وقت طويل في هارتفورد قبل أن ألاحظ أن بنغلي فضل شقيقتك الكبرى على سائر نساء المقاطعة. وما أن حصلت الأمسية الراقصة في نذرفيلد حتى بدأت أخشى أن تكون المسألة جدية. لقد وقع في الحب مرارا من قبل. ومنذ تلك اللحظة أخذت أراقب صديقي بانتباه. استطعت أن أرى أن حبه للآنسة بنيت كان أعظم من أي شيء رأيته لديه. كذلك راقبت شقيقتك. كانت نظرتها وتصرفاتها واضحة, مرحة, وساحرة إلى أبعد حد, ولكن من دون أية إشارة إلى حب خاص. كنت متأكدا انه على الرغم من استمتاعها باهتمامه لم تكن تشاركه مشاعره. ربما كنت مخطئا. إن كنت كذلك_وإن كنت قد تسببت لها بالألم_فإن استياءك مني له مبرر. لكنني أعلن أن هدوء تصرفات شقيقتك ربما خدع أي شخص, وقد بدا لي أنه على الرغم من اعتدال طبعها, فإنه لا يمكن مس قلبها بسهولة.



لم تكن اعتراضاتي على الزواج لمجرد انخفاض مستوى عائلتك الاجتماعي. فهذا ليس مصيبة كبرى بالنسبة إلى صديقي كما بالنسبة إلي. لكن هنالك أسباب أخرى ينبغي ذكرها بإيجاز. فنشاطات أشقاء والدتك كتجار ومحامين لم تكن مثيرة للاعتراض مثل قلة التصرفات الحميدة التي بدت منها ومن شقيقاتك الأصغر سنا_سامحيني_إذ يؤلمني أن أضايقك. ليكن عزاؤك أن هذا الانتقاد لا يشملك ولا يشمل شقيقتك الكبرى. سأقول فقط أنه في تلك الأمسية في نذرفيلد كونت رأيي عن كل الأشخاص المعنيين, وعقدت العزم على أن أنقذ صديقي مما ظننت أنه زواج تعيس.





غادرت نذرفيلد إلى لندن في اليوم التالي, مع نية العودة بسرعة. ثار قلق شقيقتيه, فناقشت الأمر معهما. وعندما أدركنا أن ليس هناك أي وقت نضيعه, قررنا الالتحاق به في لندن. وهنالك توليت مهمة لفت نظر صديقي إلى بعض العواقب الوخيمة لخياره. لكنني لا أعتقد أنه كان يمكن لتحذيراتي أن تكون ذات تأثير دائم لو لم أؤكد له, من دون تردد, لا مبالاة شقيقتك. لقد ظن أنها تحبه بصدق مثلما أحبها. وحيث أن بنغلي كان بسيطا جدا بالفطرة فقد اعتمد على رأيي أكثر من رأيه. لم يكن من الصعب إقناعه بأنه قد خدع نفسه. ولم تكن هنالك أية مشكلة في إقناعه بعدم العودة إلى هارتفوردشاير. وأنا لا أستطيع أن ألوم نفسي لأنني فعلت ذلك.


ليس لدي المزيد لأقوله عن هذا الموضوع, ولا اعتذار آخر أقدمه. وإذا كنت ألحقت الأذى بشقيقتك, فإن ذلك قد تم من دون قصد.


وبالنسبة إلى الاتهام الآخر, الأكثر خطورة, بأنني أنزلت الضرر بالسيد ويكهام, لا يسعني أن أحمي نفسي إلا بإخبارك بكل قصة ارتباطه بعائلتي.



إن السيد ويكهام هو ابن رجل محترم جدا تولى لسنوات كثيرة إدارة مزارع بمبرلي. قدر والدي عمله الجيد وابتهج بمساعدة ابنه بالمعمودية, جورج ويكهام. أرسله والدي إلى المدرسة ثم إلى جامعة كامبريدج_وهذه أعظم مساعدة, طالما أن والده الحقيقي,الذي كان لديه زوجة مبذرة, لم يكن باستطاعته أن يمنحه تعليما راقيا.



أما بالنسبة إلي, فقد بدأت أفكر منذ سنوات عديدة في جورج ويكهام بطريقة مختلفة تماما. فميوله الشريرة يمكن أن ترى بسهولة أكبر من قبل شاب في مثل سنه. وهنا سأسبب لك ثانية ألما_ لست ادري مقداره. لكن مهما كانت مشاعرك تجاه السيد ويكهام فيجب أن أحدثك عن شخصيته الحقيقية.



توفي والدي المبجل منذ نحو خمس سنوات وطلب إلي بوضوح في وصيته أن أساعد السيد ويكهام في أية مهنة يختارها. كما ترك له ألف جنيه. توفي والد ويكهام بعد ذلك بسرعة. وفي غضون ستة أشهر كتب جورج ويكهام إلي ليخبرني بأنه لن يحتاج إلى المسكن, آملا في أن أمنحه بعض المال لمساعدته على دراسة القانون. أملت في أن يكون صادقا وكنت مستعدا تماما لمساعدته.




لم يكن هنالك أي شيء نقوم به معا لثلاث سنوات. أعتقد بأنه عاش في المدينة, لكن دراسته للقانون كانت مجرد ذريعة. فقد كانت حياته حياة كسل وعربدة. لكنه بعد ثلاث سنوات كتب إلي ثانية ليسأل عن "المسكن"الذي من المرتقب أن يؤول إليه. أخبرني أنه مثقل بالدين, وأن دراسة القانون لم تكن مجدية. إنه لمن الصعب أن تلوميني على رفضي قبول هذا الطلب الذي كرره عدة مرات. كان غيظه شديدا مثل ديونه. وبعد ذلك انقطع كل ارتباط بيننا. لكنه عاد إلى انتباهي ثانية بشكل مؤلم جدا في الصيف الماضي.
ينبغي الآن أن أذكر شيئا أنا نفسي أرغب في نسيانه.




إن شقيقتي, التي هي أصغر مني بعشر سنوات, تركت تحت وصاية الكولونيل فيتزوليم ووصايتي. غادرت المدرسة منذ سنة تقريبا وبدأت العيش في لندن تحت رعاية سيدة تدعى السيدة يونغ. ذهبت في الصيف الماضي مع هذه السيدة لقضاء العطلة في رامسغيت_وذهب السيد ويكهام إلى هناك أيضا. ولا ريب أنه ذهب بغرض خاص, فقد كانت هناك صداقة سابقة بينه وبين السيد يونغ, التي خدعنا بأخلاقها كثيرا. وبمساعدتها اقترب من جورجيانا التي تذكر قلبها الطيب عطفه تجاهها عندما كانت طفلة. أقنعت بأن تثق بوقوعها في حبه وأن تقبل الفرار معه من أجل الزواج سرا. كانت تبلغ الخامسة عشر آنذاك. ويسرني أن أضيف بأنني علمت بحماقتها بالذات. فقد التحقت بهم فجأة ليوم أو يومين قبل أن تخطط بالفرار, لم تحتمل جورجيانا فكرة إغضاب أخ تحترمه كما تحترم أباها. فأخبرتني بالقصة كلها. لا يمكنك أن تتخيلي ما شعرت به وكيف تصرفت. وإكراما لسمعة شقيقتي ومشاعرها, أبقيت المسألة سرية. لكنني كتبت إلى السيد ويكهام, الذي غادر المكان فورا, كما أبعدت السيدة يونغ. كان هدف السيد ويكهام الرئيسي طبعا هو الحصول على ثروة شقيقتي البالغة ثلاثين ألف جنيها. لكنني أعتقد أن الأمل في الانتقام مني هو الهدف الآخر. إن انتقامه كاد أن يكون كاملا حقا.



هذه هي يا سيدتي الرواية الحقيقية عن كل حدث لنا به صلة. آمل, إن اقتنعت بها, أن توافقي في المستقبل على أنني لم أكن قاسيا تجاه السيد ويكهام. لست أدري كيف خدعك. لكن نجاحه ليس مفاجئا, على الأرجح, لأنك لم تعرفي شيئا عن كل واحد منا.



إن الكولونيل فيتزوليم هو شاهدي الذي يشهد على حقيقة كل شيء قيل هنا. وإذا كانت كراهيتك لي تجعل اعترافاتي عديمة القيمة, فبإمكانك أن تسأليه عنها. سأحاول أن أضع هذه الرسالة بين يديك خلال الصباح. وسأضيف فقط, ليباركك الله.
فيتزوليم دارسي".



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 08:16 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والعشرون


انطباعات مختلفة


قلما أمكن وصف مشاعر إليزابيث وهي تقرأ الرسالة. في البداية ذهلت لأنه ظن أن بإمكانه تقديم أي اعتذار. ثم بدأت, بتحيز قوي ضد أي شيء يقوله, بقراءة تقريره عما حدث في نذرفيلد. وقد جعلها اعترافه باعتراضه الحقيقي على الزواج غاضبة جدا من أن تكون عادلة تجاهه. لم يعبر عن أي ندم لما فعله. كان أسلوبه متعجرفا. وكانت الرسالة كلها حافلة بالكبرياء والغطرسة.


لكن عندما قرأت تقريره عن السيد ويكهام, كانت مشاعرها أكثر إيلاما. فقد أصابتها الدهشة والخوف وحتى الرعب. رغبت في عدم التصديق بتاتا, هاتفة تكرارا: "لا بد أن هذا غير صحيح! لا يمكن أن يكون هذا صحيحا! لا بد أن هذا كذب!" وعندما قرأت الرسالة بأكملها, طرحتها بسرعة, مقسمة بأن لا تنظر إليها ثانية.


تابعت سيرها بهذه الحالة الذهنية. لكن ذلك لم ينفع. ففي خلال نصف دقيقة فتحت الرسالة ثانية. وبدأت بأكثر هدوء ممكن تتفحص ثانية كل جملة.

إن ما قاله ويكهام ما زال حيا في ذاكرتها. هنالك خداع فظيع لدى طرف أو آخر. لكن كل سطر في الرسالة أثبت بوضوح أكثر أن السيد دارسي بريء تماما. حاولت أن تتذكر أي مثل عن صلاح, أو صدق مميز, يمكن أن ينقذ ويكهام من تهجمات السيد دارسي. لكن مثل هذا التذكر لم يأت لمساعدتها. استطاعت أن تراه ثانية, بكل سحره وتصرفاته الحميدة, لكنها لم تستطع أن تتذكر أن لديه أي شيء أفضل من استحسان الناس المجاورين له. فكرت للحظة أن تسأل الكولونيل فيتزوليم عن صحة الرسالة, لكنها أدركت أن السيد دارسي ما كان ليتجرأ على التقدم إليها ما لم يكن متأكدا من موافقة ابن عمه.



تذكرت كل ما قاله ويكهام في أول أمسية التقيا فيها في منزل زوج خالتها. ذهلت من ذوقه السيء في مناقشة مثل هذه الأمور مع غريبة, واستغربت كيف أنها لم تفكر في ذلك من قبل. تذكرت أنه تفاخر بأنه لا يخشى مقابلة السيد دارسي_لكن كان هو من غادر المكان قبل حفلة نذرفيلد الراقصة. تذكرت أنه أخبر كل شخص عن متاعبه بعد أن غادرت عائلة نذرفيلد المقاطعة.


كم بدا كل شيء مختلفا! فاهتمامه بالآنسة كينغ كان نتيجة الطمع بثروتها. وكل حجة في صالحه أضعف فأضعف. ومن ناحية ثانية, كان عليها أن تعترف بأن السيد دارسي, برغم غروره وعدم لطفه, لم يظهر أية إشارة عن سلوك غير ديني أو غير أخلاقي. كان محبوبا بين أصدقائه. حتى أن ويكهام قال أنه كان أخا صالحا. سمعته يتحدث عن شقيقته بمحبة بالغة أثبتت أن في شخصيته جانب ودي. وعلاوة على ذلك, إذا كان شريرا كما زعم ويكهام, فإنه من المستحيل أن تكون هنالك صداقة بينه وبين رجل ودود مثل السيد بنغلي.



أصبحت خجلة من نفسها. كانت عمياء تماما, فصاحت:
"كم تصرفت بحقارة! أنا, التي تباهيت بشخصيتي المتفهمة للأمور! كم مذل_أن ينشأ كل شيء عن الغرور! كنت مسرورة باهتمام ويكهام ومنزعجة من لا مبالاة دارسي. تجاهلت منذ البداية كل فكرة معقولة. لم أعرف نفسي أبدا حتى هذه اللحظة".




عادت أفكارها إلى تفسير السيد دارسي للعلاقة بين جاين والسيد بنغلي. لكن النتيجة كانت مختلفة تماما عندما قرأت الرسالة ثانية. قال أنه لم يفهم بوضوح عاطفة جاين نحو بنغلي, وتذكرت ما قالته شارلوت. فمشاعر جاين, على الرغم من عمقها, لم تكن تظهر كثيرا. فأي إنسان لم يعرفها ربما يخدع بها.


عندما قرأت ثانية ما كتبه عن عائلتها كان إحساسها بالخجل شديدا. لكن عدالة ما ذكره لا يمكن إنكارها. فهي نفسها شعرت بكل ذلك أثناء حفلة نذرفيلد الراقصة. وقد أحست بضيق أكثر من السابق عندما فكرت أن خيبة أمل جاين كانت حقا نتيجة تصرفات عائلتها.

إن الخطاء في عائلتها لا يمكن علاجها. فوالدها كان راضيا بالسخرية من التصرفات الطائشة لبناته الأصغر سنا. ووالدتها لم تبصر أخطاءهن. وغالبا ما انضمت إليزابيث إلى جاين في محاولة لكبح جماح شقيقاتها, لكن مل دام أن الأم كانت تدعمهن, وسخيفات. وحيثما كان هنالك ضابط في مريتون, كن يغازلنه.

بعد أن تجولت في ممر ضيق بين السيجة لمدة ساعتين, وهي تعيد التفكير في كل شيء, دفعها التعب إلى العودة إلى البيت. كان السيد دارسي والكولونيل فيتزوليم لمدة ساعة على الأقل على أمل أن يراها. لكن إليزابيث لم تأسف على فقدانه.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 08:17 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والعشرون


وداع مؤثر


قاموا بعدة زيارات إلى روزينغز خلال الأسبوع الأخير من إقامتهم. وقد تذكرت إليزابيث في كل مرة رأت فيها الليدي كاثرين أنها لم اختارت ما عرض عليها لأصبحت في هذا الوقت تقدم بصفتها زوجة ابن أختها في المستقبل. ابتسمت وهي تفكر فيما كان يمكن أن يكون عليه غضب سيادتها. لم تأسف للحظة على رفضها, أو تشعر بأدنى رغبة في رؤية دارسي مرة ثانية, أما حزنها على عائلتها فقد جعل من المستحيل عليها أن تبدو مرحة.


أخيرا حان الوقت, فوصلت العربة وأحكم حزم صناديق الأمتعة. ودعت شارلوت إليزابيث وداعا مؤثرا. وساعد السيد كولينز إليزابيث وماريا على دخول العربة.

أغلقت الباب وانطلقت العربة.

صاحت ماريا بعد لحظات قليلة من الصمت: "يا إلهي, يبدو وكأنه مر يوم أو يومان على قدومنا! ومع ذلك كم من أشياء كثيرة حدثت!"

قالت إليزابيث وهي تتنهد: "أشياء كثيرة حقا. لقد تناولنا العشاء تسع مرات في روزينغز, إلى جانب تناول الشاي مرتين هناك. كم لدي مل أكشف عنه!".
ثم أضافت إليزابيث سرا_"وكم لدي ما أخفيه".


وصلوا إلى منزل السيد غاردنر في أقل من أربع ساعات, حيث أمضوا بضعة أيام قبل العودة إلى البيت مع جاين. وعندما وصلوا إلى البيت, أخبرت إليزابيث أختها بكل ما جرى بينها وبين السيد دارسي.

لم يظهر حب جاين الأختي الشديد أي إعجاب ببقاء إليزابيث طبيعية تماما. أسفت لأن السيد دارسي أعلن مشاعره بهذا الأسلوب السيء, كما أسفت أكثر لتعاسته الناجمة عن رفض شقيقتها.

قالت جاين: "كان خطأ منه أن يتأكد تماما من النجاح. لكن فكري في كم ضاعف ذلك من خيبة أمله".


أجابت إليزابيث: "إنني آسفة حقا من أجله. لكن كبرياءه سرعان ما سيغير عاطفته نحوي. هل تلوميني لأنني تحدثت بحرارة عن ويكهام؟"

"ألومك! أوه, لا!"
"لكنك ستفعلين عندما أخبرك بما حدث اليوم التالي".

تحدثت بعد ذلك عن الرسالة, مرددة كل شيء يتعلق بجورج ويكهام. يا لها من ضربة وجهت إلى جاين المسكينة! كانت ستكابد الحياة بطيبة خاطر من دون أن تؤمن بأنه قد اجتمع في شخص واحد كل الشر الموجود في الجنس البشري. وحتى براءة دارسي, التي كانت مستحبة منها, لم تستطع أن تبعث فيها الارتياح. حاولت بجد ان تثبت إمكانية وجود خطأ وأن تبرئ واحدا من دون أن تتهم الآخر.






قالت إليزابيث: "هذا لا يجدي. لن تكوني أبدا قادرة على أن تجعلي الإثنين صالحين. عليك بالاختيار, عليك الاكتفاء بواحد فقط. هنالك بين الإثنين واحد يستأهل أن يكون رجلا صالحا, وقد تغير كثيرا في الفترة الأخيرة. من جهتي, أميل إلى الاعتقاد بأن الأهلية هي للسيد دارسي, لكنك تستطيعين أن تختاري ما تشائين."

مر بعض الوقت قبل أن تبرز ابتسامة اقتناع من جاين.

"مسكين ويكهام! هنالك تعبير عن الطيبة في وجهه! هنالك دماثة في أخلاقه!"

"هنالك بالتأكيد خلل في تربية هذين الشابين. فواحد حاز كل الطيبة وآخر حاز كل مظاهرها".


"أنا متأكدة يا إليزابيث من أنك عندما قرأت تلك الرسالة لأول مرة لم تتمكني من معالجة المسألة بسهولة كما تفعلين الآن".

"حقا, لم أتمكن من ذلك. كنت غير مرتاحة, ويمكن أن أقول, غير سعيدة."

"كم كان غير ملائم أن تتحدثي إلى دارسي بلغة الخير عن ويكهام, لأنه يبدو الآن غير جدير بها".


"طبعا. لكنني أريد نصيحتك. أريدك أن تقولي إن كان علي أن أخبر أصدقاءنا عن حقيقة شخصية ويكهام".

توقفت جاين قليلا ثم أجابت: "ليس هنالك بالتأكيد أي سبب لفضحه بقوة. فما هو رأيك؟".


"أن لا أفعل ذلك. فالسيد دارسي لم يطلب إلي أن أجعل رسالته علنية. بل على العكس, إن كل تفصيل عن شقيقته كان يقصد به أن يبقى سرا. إذا حاولت أن أخبر الناس عن سائر تصرفاته, فمن سيصدقني؟ سيرحل ويكهام بسرعة, ولذلك لن يكترث أحد لحقيقة أمره. سيتم اكتشاف كل ذلك في وقت من الأوقات, وآنئذ يمكننا أن نضحك من غباء الناس لعدم إدراكهم ذلك من قبل. في الوقت الحاضر لن أقول أي شيء عن الموضوع".

"أنت على حق. إن الإعلان عن أخطائه ربما يفقره إلى الأبد. إنه الآن. على الأرجح, نادم على ما فعل ومتشوق إلى تقويم شخصيته. وعلينا أن لا نجعله يائسا".



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 08:18 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس و العشرون


كآبة ليديا


مر الأسبوع الأول على عودتهما بسرعة, وبدأ الثاني. كان الأسبوع الأخير لإقامة الفوج في مريتون قبل أن يغادر إلى معسكر في برايتون. وكانت السيدات الشابات في الجوار في حال من التعاسة. كانت الأوانس الكبيرات في عائلة بنيت هن الوحيدات القادرات على الأكل والشرب والنوم ومتابعة أعمالهن المعتادة. وقد تلقين التوبيخ تكرارا على الإحساس هذه من كيتي وليديا, وهما اللتان وصلت تعاستهما إلى أقصى حد.


وغالبا ما قالتا في غمرة حزنهما: "يا إلهي! ماذا سيحدث لنا؟ ماذا سنفعل؟ كيف يسعك أن تبتسمي يا إليزابيث؟"

شاركت والدتهما المتأججة العاطفة في حزنهما. تذكرت كيف مرت بمثل هذه المناسبة منذ خمس وعشرين سنة, قالت: "أنا متأكدة من أنني بكيت لمدة يومين عندما رحل فوج الكولونيل ميلر. أحسست وكأن قلبي سينفطر".

قالت ليديا! "أنا متأكدة من أن قلبي سينفطر".


قالت السيدة بنيت: "لو أننا فقط نستطيع الذهاب إلى برايتون".


"أوه_أجل! لو أننا فقط نستطيع الذهاب إلى برايتون! لكن والدي يعارض ذلك".

"إن الاستحمام قليلا في البحر سيجعلني أشعر بمزيد من التحسن".


أضافت كيتي: "سيفيدني ذلك كثيرا".


تردد هذا النواح باستمرار في منزل لونغبورن. حاولت إليزابيث أن تلهو, لكن الشعور بالخجل أزال كل متعة. شعرت ثانية بعدالة اعتراضات السيد دارسي على عائلتها. واستطاعت تقريبا أن تصفح عن تدخله لصالح السيد بنغلي.


لكن كآبة ليديا تبددت بسرعة, فقد تلقت دعوة من السيدة فورستر, زوجة كولونيل الفوج, للذهاب معها إلى برايتون. كانت هذه الصديقة الرخيصة امرأة شابة متزوجة حديثا. وقد جذب طبعها المرح وروحها المتوثبة ليديا إليها.


أن سعادة ليديا بهذه المناسبة, وولعها بالسيدة فورستر, وابتهاج السيدة بنيت, وخيبة أمل كيتي, نادرا ما يمكن وصفها. وقد أثارت هذه الدعوة مشاعر مختلفة تماما في نفس إليزابيث. فنصحت والدها سرا بعدم السماح لها بالذهاب, ولفتت انتباهه إلى تصرفات ليديا غير الناضجة, والتأثير السيء لصداقة امرأة مثل السيدة فورستر, وإمكانية تصرفها بشكل اسوأ في برايتون مع مثل هذه الرفيقة. فأنصت إليها بانتباه, ثم قال:


"لن تكون ليديا راضية إلا بعد أن تظهر في مكان عام. ولن نتوقع منها أن تفعل ذلك في مكان مثل برايتون على حساب أو عدم ارتياح عائلتها".

قالت إليزابيث: "لو أدركت مدى الأذى الذي ألحقه بنا جميعا تصرف ليديا, فأنا متأكدة من أن قرارك سيكون مختلفا. أعذرني_لأنني يجب أن أتكلم بصراحة. إذا لم تتجشم يا والدي العزيز عناء السيطرة عليها, فهي ستصبح بسرعة خارج نطاق الأمل في تقويمها, وستترسخ أخلاقها. ففي السادسة عشرة ستكون أبرز عابثة تضع نفسها وعائلتها موضع سخرية. إن كيتي معرضة أيضا لهذا الخطر. فهي ستتبع ليديا إلى حيث تقودها. غرور, جهل, كسل وعدم انضباط. أوه, يا والدي العزيز, ألا تستطيع أن تفهم أنهما ستكونان عرضة للاحتقار في أي مكان, وأن العار سيلحق بشقيقاتهما؟".


رأى السيد بنيت أنها تتكلم من صميم قلبها. فقال مجيبا وهو يمسك بيدها بمحبة: "لا تحزني يا حبيبتي. فأنت وجاين ستكونان موضع الاحترام في أي مكان. لن يلحق بك أي سوء لأن لديك بعض الشقيقات السخيفات جدا. لن ننعم بالهدوء في لونغبورن إن لم تذهب ليديا إلى برايتون. إذن, لندعها تذهب. إن الكولونيل فورستر رجل عاقل وسيبعدها عن أية متاعب حقيقية. من حسن الحظ أنها لن تجذب أي شخص لأنها فقيرة جدا. في برايتون ستحظى باهتمام أقل من ذاك الذي تحظى به هنا. فالضباط سيجدون نساء جديرات أكثر باهتمامهم. لنأمل, إذن, أن تدرك هناك عدم أهميتها".

كان ينبغي أن يقنع هذا الجواب إليزابيث, لكن رأيها لم يتغير, فتركته خائبا وحزينا.

في اليوم الأخير, قبل أن تغادر ليديا والفوج إلى برايتون, رأت إليزابيث ويكهام مرة ثانية. لم تشأ إليزابيث ويكهام أن تتركه بمزاج حسن. وهكذا عندما سألها عن زيارتها إلى هانسفورد, ذكرت أن الكولونيل فيتزوليم والسيد دارسي كانا في روزينغز وسألته إن كان يعرف الأول.

بدا مذهولا, مستاء, ومذعورا. لكنه رد مبتسما أنه غالبا ما رآه فيما مضى. وسألها عما إذا أحبته, فأجابت أنها أحبته في الواقع كثيرا.

"إن أخلاقه مختلفة جدا. لكنني أعتقد أن السيد دارسي يصبح أفضل عندما يعرفه الإنسان أكثر".


صاح ويكهام بنظرة ملؤها الهلع: "عجبا!" ثم أضاف بلهجة أكثر مرحا: "هل يصبح تهذيبه أفضل؟ هل تنازل ليتحدث بمزيد من الكياسة؟ فأنا لا أجرؤ على الأمل" ثم تابع بصوت أكثر جدية, "في أنه قد يتحسن من ناحية الخلق".


قالت إليزابيث: "أوه, لا, أعتقد أنه ما زال مثلما كان دائما من ناحية الخلق".


بدا ويكهام وكأنه لا يعرف إن كان سيبتهج بكلماتها أو يرتاب بها. شيء ما في وجهها جعله يصغي بلهفة وهي تضيف: "عندما قلت أنه يصبح أفضل عندما يعرفه الإنسان أكثر, لم أقصد أن طبعه أو تصرفه يتحسن في الواقع. كنت أقصد أنه من السهل أكثر فهم شخصيته كلما ازدادت معرفة الإنسان بها".


أصبح ذعر ويكهام واضحا. لبث صامتا لبضع دقائق. ثم التفت إليها وقال بألطف صوت: "أنت تعرفين مشاعري نحو السيد دارسي على نحو مستصوب بحيث تدركين كم أفرح عندما يكون حكيما كفاية ليتصرف بطريقة ملائمة. أخشى أن يكون قد تبنى هذه الأخلاق الحذرة لدى زيارته لخالته. فهو يخاف منها قليلا, وذلك من دون شك بسبب سعيه إلى الزواج بالآنسة دي بورو".

لم تستطع إليزابيث أن تخفي ابتسامة إزاء هذا, فأومأت برأسها. مرت بقية الأمسية بفرح ظاهر. ثم افترقا أخيرا بتهذيب, آملين في ألا يلتقيا ثانية.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 08:19 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس والعشرون

إحساس أرق

كانت رحلة إليزابيث إلى الشمال تقترب بسرعة. وهم, طبقا للخطة الحالية, لن يذهبوا إلى أبعد من دربي شاير. فهنالك في تلك المقاطعة ما يكفي للمشاهدة ولإبقائهم منشغلين لثلاثة أسابيع. وهي تتمتع بجاذبية خاصة قوية بالنسبة إلى السيدة غاردنر. فقد أمضت بضع سنوات في مدينة لامبتون, التي تاقت لتراها ثانية مثلما تاقت لرؤية المزيد من معالم المقاطعة الجميلة والشهيرة.


خاب أمل إليزابيث. فقد منت نفسها برؤية البحيرات. لكن كان عليها أن ترضى_وبالتأكيد كان الفرح من طبيعتها. وسرعان ما بدا كل شيء على ما يرام ثانية.


كانت هناك أفكار كثيرة تتعلق بدربي شاير. وقد تعذر عليها أن تتصور أي فكرة من دون التفكير في بمبرلي ومالكها. وفكرت:
"لكنني أستطيع بالتأكيد أن أدخل مقاطعته بأمان وأسرق تذكارات قليلة من دون أن يراني".

مرت أربعة أسابيع, ثم ظهر السيد والسيدة غاردنر وأطفالهما الأربعة أخيرا في لونغبورن. وقد اتفق على ترك الأطفال في ظل رعاية ابنة عمتهم جاين, التي هيأها عقلها الراشد وعذوبة طبعها لتثقيفهم واللعب معهم ولإحاطتهم بالحب.


أقام آل غاردنر في لونغبورن ليلة واحدة وانطلقا مع إليزابيث في الصباح التالي. كانت هناك متعة واحدة مؤكدة_هي انسجام الرفقاء. فهم كانوا متمتعين بالصحة واعتدال المزاج لتحمل المشقات, وبالمرح لزيادة كل متعة ومحبة, وبالذكاء لتسلية أنفسهم.


ليس هدف هذا الكتاب وصف دربي شاير أو أي من الأماكن الشهيرة التي مروا بها. بل إن كل ما يهمنا هو جزء صغير من هذه المقاطعة, منزل السيدة غاردنر السابق, حيث ما زال لديها أصدقاء. سلكوا الطريق باتجاه مدينة لامبتون الصغيرة, وعلمت إليزابيث من زوجة خالها أن مزرعة بمبرلي تقع على بعد خمسة أميال من لامبتون. وهي ليست بعيدة أكثر من ميل أو ميلين عن طريقهم. ولدى الحديث عنها في اليوم السابق, عبرت السيدة غاردنر عن رغبتها في رؤية المكان مرة ثانية. أعلن السيد غاردنر موافقته وطلب من إليزابيث أن تعلن موافقتها.


سألتها زوجة خالها: "ألا ترغبين يا حبيبتي في مشاهدة مكان سمعت الكثير عنه؟ أنت تعلمين أن ويكهام أمضى كل فترة شبابه هناك".

كانت إليزابيث حزينة. شعرت بأن لا شأن لها ببمبرلي. خطر في بالها فورا وهي تنظر إلى المنزل احتمال الالتقاء بالسيد دارسي. احمرت وجنتاها من الفكرة بالذات. وأخيرا, وعلى الرغم من أن زوجة خالها امتدحت جمال المنزل والأراضي المحيطة به, فقد قررت أن تذهب فقط إن وجدت أن العائلة غائبة عن بمبرلي.

وبناء على ذلك_فقد سألت أحد الخدام عندما آوت إلى غرفتها في تلك الليلة عما إذا كانت العائلة التي تملك بمبرلي قد جاءت لقضاء فصل الصيف فيها. فكان الجواب بالنفي عن سؤالها موضع ترحيب.




ولما لم يكن لديها أي سبب للخوف, فقد أحست بفضول بالغ لمعرفة المنزل. وعندما أثير الموضوع في الصباح التالي, أجابت بجو مناسب من عدم الاكتراث بأنها غير مستاءة من الخطة.


ومن ثم فقد استقر رأيهم على الذهاب إلى بمبرلي.
وفيما كانوا في طريقهم إلى هناك, ترقبت إليزابيث ببعض الاضطراب رؤية أول مشهد من غابات بمبرلي. وعندما انعطفوا أخيرا نحو البوابة, تململت روحها في صدرها.

كان المنتزه شديد الاتساع ومشتملا على مجموعة كبيرة منوعة من المشاهد. ساروا لبعض الوقت عبر غابة جميلة. وكان ذهن إليزابيث مشغولا على نحو لم يؤهلها للحديث, لكنها رأت كل بقعة مميزة وأبدت إعجابها بها. ارتقوا بالتدريج مساحة تمتد نصف ميل ثم وجدوا أنفسهم فوق قمة تله, حيث انجذب النظر مباشرة إلى منزل بمبرلي الواقع على الجانب الآخر من الوادي. كان المنزل كبيرا, جميلا, مبنيا بالحجارة, تحف به من الخلف التلال الشاهقة المشجرة ويتدفق أمامه نهر. كانت إليزابيث مسرورة. فهي لم يسبق لها أن شاهدت مكانا متميزا بجمال طبيعي أكثر منه. كانوا جميعا متحمسين في إعجابهم. وفي تلك اللحظة, شعرت أنه لشيء يبعث على الفخر أن تكون سيدة بمبرلي.


هبطوا من التلة, عبروا الجسر, واتجهوا إلى باب المنزل. عادت إليها مخاوفها من لقاء صاحبه. خشيت أن تكون الخادمة مخطئة. طلبوا رؤية المنزل, فسمح لهم بدخول القاعة.


جاءت مدبرة المنزل, وهي امرأة مهذبة متقدمة في السن. تبعوها إلى غرفة الطعام, التي كانت واسعة, متسقة, ومفروشة بأناقة. اتجهت إليزابيث صوب النافذة لتستمتع بما تستنشقه من منظر. نظرت ببهجة إلى المنظر كله, إلى النهر والأشجار المتناثرة على ضفتيه, وإلى تعرج الوادي على مرمى بصرها. كانت الغرف عالية وجميلة وأثاثها متناسب مع ثروة صاحبها, لكن إليزابيث لاحظت بإعجاب أن هنالك فخامة أقل وأناقة حقيقية أكثر مما في أثاث روزينغز.


فأخذت تفكر: "كدت أكون سيدة هذا المكان! كدت أكون معتادة على هذه الغرف. كدت استمتع بها بوصفها ملكا لي, أرحب فيها بخالي وزوجته كزائرين, بدلا من أن أنظر إليها كغريبة". ثم تذكرت:"ولكن لا! لم يكن هذا ممكنا أبدا. كنت سأفتقد خالي وزوجته, وما كان ليسمح لي بدعوتهما."


كان هذا تفكيرا صائبا_أنقذها من شيء شبيه بالأسف.

تاقت إلى سؤال مدبرة المنزل عما إذا كان سيدها غائبا حقا, ولكنها لم تجد الشجاعة على ذلك. ومع هذا, فقد طرح خالها السؤال أخيرا. التفتت برعب عندما أجابت مدبرة المنزل السيدة رينولدز أنه كان غائبا, وأضافت: "لكننا نتوقع قدومه غدا مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء". وكم ابتهجت إليزابيث لأن رحلتهم لم تتأخر يوما!


قالت السيدة رينولدز وهي تشير إلى إحدى اللوحات: "هذا هو سيدي"
وقالت السيدة غاردنر وهي تنظر إلى اللوحة: "لقد سمعت الكثير عن مظهر سيدك الأنيق. إنه وجه وسيم. لكنك يا إليزابيث تستطيعين أن تخبرينا عما إذا كان يشبهه".


بدا أن احترام السيدة رينولدز لإليزابيث قد ازداد نتيجة هذا الدليل على معرفتها لسيدها.

"هل تعرف هذه السيدة الشابة السيد دارسي؟"

احمر وجه إليزابيث وقالت: "قليلا".

"وهل تعتقدين أنه سيد وسيم جدا يا سيدتي؟"

"أجل, وسيم جدا".

"أنا متأكدة من أنني لا أعرف أحدا يضارعه وسامة. في صالة الطابق العلوي ستشاهدين صورة له أجمل وأكبر من هذه. إنه لا يبقى في بمبرلي كثيرا مثلما أتمنى".

قال السيد غاردنر: "لم تزوج سيدك لكثرت رؤيتك له".

"نعم يا سيدي, لكنني لا أعرف متى يكون ذلك. كما لا أعرف من ستكون صالحة له".

ابتسم السيد والسيدة غاردنر. ولم تقدر إليزابيث إلا أن تقول: "أنا متأكدة من أن تفكيرك هذا يزيد من فضله".


فردت الأخرى: "لا أقول أكثر من الحقيقة ومما سيقوله كل من يعرفه". فكرت إليزابيث أن هذا مبالغ فيه قليلا, وأنصتت إلى مدبرة المنزل بمزيد من الدهشة وهي تضيف قائلة: "لم أسمع أية كلمة غاضبة منه في حياتي, وقد عرفته منذ كان في الرابعة من عمره"


كان هذا مديحا فوق العادة, وأشد تناقضا مع أفكارها. فقد كان رأيها الثابت أنه رجل سيء الطباع. حدقت إليزابيث إليها, وفكرت: "أيمكن أن يكون هذا السيد دارسي؟"

وقالت السيدة غاردنر: "لقد كان عظيما حقا, وسيكون ابنه مثله تماما_ عطوفا على الفقراء".


أنصتت إليزابيث, تعجبت, ارتابت وتلهفت على معرفة المزيد. وسرعان ما عاد السيد غاردنر إلى الموضوع ثانية, بعد أن استمتع بهذا النوع من التحيز العائلي. قالت السيدة رينولدز وهم يصعدون السلم الكبير: "إنه أفضل مالك وأفضل سيد على الإطلاق. إن كل مستأجريه وخدمه سيوافقون على هذا. بعض الناس يرون أنه متكبر, لكنني واثقة من أنني لم أبصر من ذلك شيئا. ويخيل إلي أن السبب في ذلك يرجع إلى أنه لا يكثر من الكلام شأن غيره من الشباب".


أحست إليزابيث بالتأكيد بإحساس أكثر رقة نحو السيد دارسي من ذاك الذي أحست به من قبل. فأي مديح أكثر قيمة من مديح خادمة ذكية؟ فكرت كم من الناس في عهدته! كأخ, كسيد, وكمالك. وكم في وسعه أن يمنح البهجة والألم! وكم يمكنه أن يفعل الخير والشر! وبينما كانت واقفة أمام اللوحة, فكرت في عاطفته نحوها بامتنان أعمق من السابق.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 08:19 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع والعشرون

لقاء غير منتظر



عندما شوهد المنزل كله, عادوا إلى الطابق الرضي حيث عهد بهم إلى البستاني الذي التقى بهم عند باب القاعة.


وفيما كانوا يعبرون المرج باتجاه النهر, استدارت إليزابيث لتلقي نظرة ثانية على المنزل. توقف خالها وزوجة خالها أيضا, وبينما كانت الأولى تتساءل عن تاريخ المبنى, إذ بمالكه نفسه يتجه ناحيتها على حين غرة قادما من الطرق خلف الإسطبلات.


كان الواحد منهما على بعد عشرين ياردة من الآخر, وكان ظهوره مفاجئا بحيث تعذر عليها أن تتجنبه. التقت عيونهما في الحال واحتقنت وجنتاهما خجلا. حدق إليها وبدا للحظة غير قادر على الحركة بفعل الدهشة, غير أنه سار باتجاه الجماعة وتحدث إلى إليزابيث بكلمات إن لم تبد هادئة فقد أوحت على الأقل بتهذيب تام.

استدارت, لكنها توقفت عندما اقترب منها واستقبلته بحرج يستحيل التغلب عليه. وقلما تجرأت لشدة دهشتها وارتباكها على رفع ناظريها إلى وجهه والإجابة عن أسئلته المهذبة عن عائلتها. ذهلت من التغير الذي طرأ على سلوكه منذ أن افترقا آخر مرة. أدركت غرابة وجودها في بمبرلي, وكانت الدقائق القليلة التي أمضياها معا من أشد أوقات حياتها امتلاء بالضيق. كذلك لم يبد عليه الكثير من الهدوء. كرر أسئلته عن إقامتها في دربي شاير أكثر من مرة, الأمر الذي كشف صراحة عن تشتت أفكاره.


أخيرا بدا أن كل فكرة تخذله, وبعد أن وقف لبضع لحظات من دون أن يتفوه بكلمة, استأذن مودعا وانصرف عنها.


انضم الآخرون إليها وعبروا عن إعجابهم بمظهره, لكن إليزابيث لم تسمع أية كلمة. فقد تغلب عليها الخجل والضيق. كان مجيئها إلى هناك الشيء الأعظم شؤما وسوء تقدير في العالم!
أوه, لماذا جاءت؟ لماذا جاء مستبقا موعد عودته بيوم؟ احمرت وجنتاها مرة بعد مرة بسبب لقائهما العاثر. فما معنى سلوكه الذي تغير على نحو لافت للنظر؟ كان مدهشا أن يتحدث إليها! فما باله يتحدث بمثل هذه الكياسة ويسأل عن عائلتها! لم يسبق لها في حياتها أن وجدت طباعه طبيعية جدا. لم يسبق له أبدا أن تحدث بمثل هذا اللطف كما فعل في هذا اللقاء غير المنتظر. لم تدر كيف تفكر أو كيف تفسر ذلك.


لكن ملاحظات مرافقيها أعادتها أخيرا إلى رشدها وحاولت أن تظهر بمظهرها الطبيعي.

دخلوا الغابات وارتقوا بعض الأراضي المرتفعة, حيث صار بالمكان رؤية الكثير من مناظر الوادي الخلابة, من خلال الفجوات بين الأشجار. عبر السيد غاردنر عن رغبة في الطواف حول المنتزه بأكمله, لكنهم أخبروا أن ذلك يبلغ عشرة أميال. فوضع ذلك حدا للمسألة وساروا ثانية إلى حافة النهر عند أضيق أجزائه. ثم عبروه على جسر بسيط وذهبوا باتجاه المنزل. ساروا ببطء, لأن السيد غاردنر كان شديد الشغف بصيد السمك وكان منهمكا بمراقبة أسماك السلمون في الماء حتى أنه اقترب منها قليلا في وقت من الأوقات. وبينما كانوا يتجولون على هذا النحو البطيء, دهشوا مرة ثانية_ وكانت دهشة إليزابيث تضارع دهشتها في أول مرة_ لمرأى السيد دارسي وهو يقترب منهم. ظنت إليزابيث لدقائق قليلة أنه قد يسلك ممرا آخر. لكن ما أن اجتازوا منعطفا في الممر حتى وجدوه أمامهم مباشرة. أدركت بنظرة سريعة أنه لم يفقد شيئا من كياسته الأخيرة. وبدأت, في محاكاة لأدبه, تمتدح جمال المكان, لكنها لم تكد تتجاوز حدود كلمتي "بديع" و "ساحر" حتى خيل إليها أن امتداحها لبمبرلي قد يفسر تفسيرا سيئا. تغير لونها, وكفت عن قول المزيد.



عندما توقفت, سألها إن كانت ستقدمه إلى صديقيها. كادت تبتسم وهي تحسب أنه يسعى الآن إلى التعرف إلى بعض الأشخاص الذين نفر منهم كبرياؤه عندما طلب الزواج بها. فأخذت تفكر: "يا لدهشته عندما يعلم من يكونا! إنه يعتقد أنهما من الطبقة الراقية!".


ومع ذلك فقد تم التعارف بسرعة. وفيما ذكرت قرابتهما لها تطلعت إليه لترى كيف ستكون ردة فعله. فكانت دهشته واضحة. وبدلا من أن يرحل, عاد معهم ودخل في حديث مع السيد غاردنر. ولم تستطع إليزابيث إلا أن تشعر بالفرح والانتصار. كان من المريح أن يعرف أن لها بعض الأقرباء الذين ليسوا مدعاة للخجل. أصغت بانتباه واعتزت بكل جملة وكل تعبير لخالها أظهر ذكاءه وحسن ذوقه أو حسن أخلاقه.

انتقل الحديث إلى صيد السمك, وسمعت السيد دارسي يدعوه إلى أن يصطاد هناك متى شاء, عارضا عليه أن يزوده بصنارة وخيط ومشيرا إلى أفضل المناطق في النهر.


أما السيدة غاردنر التي كانت تسير بذراعين متشابكين مع إليزابيث, فقد رمقتها بنظرة تعبر عن تعجبها. لم تقل إليزابيث شيئا, لكن ذلك أفرحها كثيرا. لا بد أنها هي المعنية بالمجاملة. ورددت باستمرار: "لماذا تغير هكذا؟ لا يمكن أن يكون ذلك لأجل خاطري_ لا يمكن أن تكون أخلاقة قد رقت بسببي. إن تأنيبي له لا يمكن أن يؤدي إلى مثل هذا التغير. محال أن يكون لا يزال يحبني!"


وبعد السير لبعض الوقت على هذا النحو, تبادلوا الأمكنة. فأخذت السيدة غاردنر ذراع زوجها واتخذ السيد دارسي مكانها بجانب إليزابيث أولا. رغبت في أن يعرف أنها أخبرت بأنه ليس موجودا هناك قبل مجيئها إلى بمبرلي. فوافق على أن وصوله لم يكن متوقعا أبدا, وأن الجماعة ستلحق به في وقت مبكر من صباح الغد. وقال: "إن بعضهم يرغب في رؤيتك ثانية_ كالسيد بنغلي وشقيقتيه".


ردت إليزابيث بانحناءة طفيفة. وعادت أفكارها في الحال إلى المرة الأخيرة التي تناقشا فيها بأمر السيد بنغلي. فاحمر وجهه وكأنما راودت ذهنه الأفكار ذاتها.

ثم تابع يقول بعد توقف: "هنالك شخص آخر في الجماعة يتمنى بوجه خاص أن يعرفك. هل تسمحين لي بتقديم شقيقتي إليك خلال إقامتك في لامبتون؟".


كانت دهشتها عظيمة فعلا. فأية رغبة لدى الآنسة دارسي في رؤيتها لا بد أن تكون من وحي أخيها. وكان من دواعي السرور أن تعرف أن استياءه لم يدفعه إلى إساءة الظن بها.


وحالما وصلوا إلى المنزل, طلب إليهم الدخول لتناول بعض المرطبات. لكنهم اعتذروا عن ذلك وافترقوا بتهذيب بالغ.



وهنالك بدأت ملاحظات خالها وزوجة خالها. فقال كل منهما أن السيد دارسي أكثر سموا مما توقعا. وقالت زوجة خالها: "صحيح يا إليزابيث أنه ليس وسيما مثل ويكهام, ولكن لماذا أخبرتنا إنه سيء الطباع؟"


التمست إليزابيث لنفسها الأعذار بقدر استطاعتها وقالت إنها لم يسبق لها أن رأته بهذا اللطف قبل هذا الصباح.

وتابعت السيدة غاردنر تقول: "إنني لا أتصور في الحقيقة, من خلال ما رأينا من سلوكه, أن يكون قد تصرف بمثل هذه القسوة تجله أي إنسان مثلما فعل تجاه ويكهام المسكين. فهو لا يمتلك ما يوحي بالشر".


أوضحت إليزابيث أنها علمت من أقربائه في كنت أن أخلاقه لم تكن على الإطلاق سيئة, كما أن سلوك ويكهام لم يكن دمثا جدا, مثلما ظن الناس في هارتفورد شاير. ولإثبات هذا, كشفت عن المشكلات الماليه التي نشأت بينهما, من دون أن تحدد مصدر معلوماتها.

دهشت السيدة غاردنر واهتمت بالأمر, ولكن لما كانوا يقتربون من لامبتون, لم يكن لديها الوقت الكافي فيه. وانقضى المساء في غمرة الرضى بلقاء أصدقاء قدامى بعد فراق استمر سنوات كثيرة.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 08:20 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون


أفكار جديدة



في الصباح التالي جذبهم إلى النافذة صوت عربة خارج الفندق فرأوا سيدا وسيدة يقودانها في الطريق. أدركت إليزابيث على الفور من هما وفاجأت قريبيها بإخبارهما بالشرف الذي تتوقعه. استولى الذهول على خالها وزوجة خالها, وأدى ارتباكها في الحديث إلى أن تتكشف لهما فكرة جديدة عن المسألة. لم يوح بها أي شيء من قبل ولكنهما أحسا آنذاك أن التفسير الوحيد لمثل هذه الاهتمامات من قبل هذا الشخص هو أنه يميل إلى إليزابيث. وبينما كانت هذه الأفكار الجديدة تراودهما, كانت لهفة إليزابيث تتزايد في كل لحظة. ذهلت من اضطرابها. وخشيت من أن يكون السيد دارسي قد قال الشيء الكثير لصالحها. ولأنهل تلهفت كثيرا لتفرح الآخرين, كان من الطبيعي أن تخشى من أن مقدرتها على فعل ذلك ستخذلها.


تراجعت عن النافذة خشية أن تشاهد, وبينما كانت تذرع الغرفة جيئة وذهابا, محاولة أن تهدئ من روعها, رأت نظرات دهشة متسائلة في عيون خالها وزوجة خالها, الأمر الذي جعل كل سيء يبدو أكثر سوءا.

ظهرت الآنسة دارسي وشقيقها, وتم التعارف المرعب. رأت إليزابيث بدهشة أن الآنسة دارسي كانت محرجة بالقدر الذي كانت هي عليه. وكانت قد سمعت أن الآنسة دارسي شديدة الكبرياء. ولكنها اقتنعت بعد مراقبتها لدقائق قليلة بأن الفتاة شديدة الحياء. وقد وجدت أنه من الصعب أن تحصل منها على أكثر من كلمة واحدة في كل مرة .


كانت الآنسة دارسي أطول قامة من إليزابيث, ومع أنها في السادسة عشرة من عمرها فقط, فقد كان في مظهرها أنوثة ورشاقة. كانت أقل جمالا من أخيها, لكن كان في وجهها ما يوحي بالتعقل والطيبة, وكانت تصرفاتها طبيعية ولطيفة تماما.


لم يطل بهم المقام حتى سمعت خطوات سريعة أخرى على الدرج, ومن ثم دخل بنغلي الغرفة. كان غضب إليزابيث عليه قد ترشى منذ زمن طويل. ولكن حتى لو كانت ما تزال تشعر بأي منه, فإنه ما كان ليبقى حيا إزاء ما أبداه من مودة. فقد سأل بطريقة ودية عن عائلتها, وتحدث بالبساطة المبهجة نفسها التي ميزته دائما.


كان مثيرا للاهتمام بالنسبة إلى السيد والسيدة غاردنر مثلما كان بالنسبة إليها. فقد رغبا في رؤيته منذ وقت طويل. والحق أن المجموعة التي كانت أمامها أثارت فيهما انتباها يقظا. فالشك الذي شعرا به تجاه السيد دارسي وإليزابيث أدى بهما إلى مراقبة كل منهما باهتمام. وما لبثا أن اقتنعا بأن واحد منهما على الأقل أدرك معنى الحب. أما بالنسبة إلى مشاعر السيدة فقد ساورهما شك طفيف. ولكن كان من الواضح أن السيد يطفح بالإعجاب.



حلقت أفكار إليزابيث بشكل طبيعي إلى شقيقتها حين رأت بنغلي, وكم تاقت إلى معرفة ما إذا كانت بعض أفكاره قد اتجهت إلى الاتجاه نفسه. راقبت تصرفه مع الآنسة دارسي, التي قبل أنها منافسة لجاين. لكن لا شيء بينهما أظهر أية عاطفة خاصة. ولا شيء بينهما برر أمل شقيقة بنغلي. بل إن ملاحظتين بسيطتين أو ثلاث منه أظهرت تذكره لجاين_ ورغبة في التحدث عنها أكثر, لو كان تجرأ على القيام بذلك.


لم تتمكن إليزابيث من النظر إلى السيد دارسي نفسه, ولكنها عندما فعلت رأت تعبيرا عن الإرادة الطيبة عموما. وعندما رأته هكذا, في صحبة الأشخاص الذين, منذ بضعة أشهر, كان الحديث معهم مدعاة للعار, وعندما رأته مهذبا جدا مع الأقارب أنفسهم الذين احتقرهم صراحة_ وتذكرت المشهد المثير الذي كان آخر ماجمع بينهما في هانسفورد_ لم تتمكن إلا بصعوبة من إخفاء دهشتها. لم يسبق لها أن رأته متلهفا هكذا على إرضاء من حوله أو متحررا من الشعور برفعة منزلته.



عندما نهض الزائرون للانصراف, دعا السيد دارسي وشقيقته السيد والسيدة غاردنر والآنسة بنيت إلى العشاء بعد يومين. ولما كانت متلهفة على الانفراد بنفسها, وخائفة من أسئلة خالها وزوجة خالها أو تلميحاتهما, فقد بقيت إليزابيث معهما وقتا كافيا فقط لسماع رأيهما الجيد في بنغلي. ثم انصرفت عنهم بعجلة. كانت أفكارها متجهة إلى بمبرلي في تلك الأمسية, التي لم تكن كافية لحسم أمر مشاعرها تجاه السيد دارسي. استلقت مستيقظة طوال ساعات وهي تحاول أن تحسم الأمر. من المؤكد أنها لم تكن تكرهه. فالكراهية له. أما الشعور بالاحترام الذي نشأ عن معرفة صفاته الحميدة فقد اعترف به بكل طيبة خاطر. ولكن قبل كل شيء, قبل الاحترام, كان هنالك سبب آخر للنية الطيبة. إنه الاعتراف بالجميل. الاعتراف بالجميل ليس فقط لأنه أحبها ذات مرة, ولكن لأنه ما زال يحبها بالقدر الذي يمكنه من الصفح عما بدر منها من رفض قاطع واتهامات باطلة. وبدلا من أن يتجنبها بوصفها ألد أعدائه, بدا متلهفا لاستئناف العلاقة بينهما. ومثل هذا التغير في رجل يتصف بالكبرياء لم يثر الدهشة فقط, بل الاعتراف بالجميل أيضا_ لا بد أن يكون ذلك من جراء الحب, الحب المتقد. فاحترمته وقدرته واعترفت بجميله. وأحست باهتمام حقيقي بسعادته.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 08:21 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع والعشرون


سؤال بارد


في الصباح التالي استقر الرأي بين السيدة غاردنر وإليزابيث على أن المجاملة التي أبدتها الآنسة دارسي في زيارتها لهما يوم وصولها إلى بمبرلي لا بد أن تقابل بالمثل. ولذلك اتفقا على زيارتها في الحال, بينما كان السيد غاردنر يصطاد السمك مع بعض سادة بمبرلي.


وبما أن وصلتا إلى المنزل حتى اقتيدتا عبر الرواق إلى قاعة الاستقبال. فأظهرت نوافذها المفتوحة إلى الأراضي منظرا رائعا لتلال مرتفعة مشجرة خلف المنزل, وأشجارا جميلة متناثرة فوق المرج. وفي هذه القاعة استقبلتهم الآنسة دارسي التي كانت جالسة مع السيدة هارست والآنسة بنغلي والسيدة آنسلي, التي تعيش معها في لندن. وقد استقبلتهما جورجيانا بتهذيب شديد, ولكن بإحراج ناشئ عن خجل.


اكتفت السيدة هارست والآنسة بنغلي بانحناءة احترام لهما, وأعقب جلوسهما فترة صمت محرجة قطعتها أولا السيدة آنسلي, وهي إمرأة حسنة الهيئة أثبتت محاولتها لفتح موضوع للحديث أنها بالفعل أشد تهذيبا من أي من الاثنتين الأخريتين. واسترسل الحديث بينها وبين السيدة غاردنر, بمساعدة من إليزابيث عند الاقتضاء. وبدت الآنسة دارسي وكأنها تاقت إلى كسب شجاعة كافية للاشتراك فيه, فقالت أحيانا جملة قصيرة عندما لم يكن هنالك أي خطر من سماعها.


وسرعان ما وجدت إليزابيث أنها كانت مراقبة عن كثب من قبل الآنسة بنغلي. وبعد الجلوس لمدة ربع ساعة, تنبهت إليزابيث حين سمعت منها سؤالا باردا عن عائلتها. فأجابت بعدم اكتراث مماثل, ولم تنطق الأخرى بالمزيد.


كان الحدث التالي دخول الخدم وهم يحملون أطباقا من اللحم البارد والكعك وتشكيلة من أشهى فواكه الموسم. فتوفر توا عمل للجماعة, فهن إذ لم يستطعن جميعا أن يتحدثن, فقد استطعن أن يأكلن. وسرعان ما جمعهن حول المنضدة العنب اللذيذ والمشمش والدراق.


وبينما كن هناك, دخل السيد دارسي الغرفة. وكان قد قضى بعض الوقت مع السيد غاردنر ولم يتركه إلا حين علم أن السيدتين سيقمن بزيارة جورجيانا في ذلك الصباح.


وما أن ظهر حتى قررت إليزابيث بحكمة أن تكون هادئة تماما وغير محرجة. رأت أن شكوك الجماعة كلها قد ثارت ضدهما, وأن كل عين تقريبا قد راقبت تصرفه لدى دخوله الغرفة. لم يكن فضول أحد واضحا جدا مثلما كان فضول الآنسة بنغلي, بالرغم من الابتسامات التي ارتسمت على وجهها عندما تحدثت إلى السيد دارسي. فالغيرة لم تجعلها يائسة بعد, واهتمامها بالسيد دارسي لم ينته بعد. فقالت بكياسة ساخرة وقد تملكها غضب طائش:


"هل غادر الجنود مريتون يا آنسة إليزابيث؟ لا بد أن غيابهم يشكل خسارة فادحة لعائلتك".

لم تجرؤ على ذكر أسم ويكهام في حضور دارسي, لكن إليزابيث أدركت في الحال أنه كان بين أفكارها. بذلت جهدا لترد بهدوء على الهجوم الخبيث. ورأت, فيما كانت تتحدث, دارسي يراقبها بسورة من الغضب. عجزت أخته, وقد استبد بها الارتباك, عن رفع عينيها. لم يكن لدى الآنسة بنغلي أية فكرة عن الألم الذي سببته لصديقتها المحبوبة. وقد قصدت ففقط أن تحرج إليزابيث عن طريق التلميح إلى الرجل الذي ظنت أنها ميالة إليه_ وربما لتذكر دارسي بكل حماقات وسخافات عائلة إليزابيث.


على أن سلوك إليزابيث المتزن ما لبث أن هدأ من انفعال دارسي, وبدا أن أفكاره قد تركزت على إليزابيث بصورة مفرحة أكثر.

لم تطل زيارتهما كثيرا. وبينما كان السيد دارسي يصطحبهما إلى عربتهما أخذت الآنسة بنغلي تنتقد مظهر إليزابيث وتصرفها وهندامها. لكن جورجيانا لم تشاركها في ذلك. فقد كان خيار شقيقها كافيا. فهو لا يمكن أن يكون مخطئا, وقد تحدث عن إليزابيث بكلمات جعلت جورجيانا لا تقدر إلا على أن تجدها جميلة ولطيفة. وعندما عاد دارسي, لم تستطع الآنسة بنغلي إلا أن تكرر له بعض ما كانت تقوله لأخته.


"كم تبدو إليزابيث بنيت غير ودية في هذا الصباح يا سيد دارسي. لم أشهد في حياتي من أصابه هذا القدر من التغير. لقد أصبحت فظة جدا".

أجاب السيد دارسي ببرود أنه لم يلحظ أي تغير.


فأجابت: "لا بد أن أعترف بأنني لا أرى أبدا أي جمال فيها. فوجهها نحيف جدا. وعيناها, اللتان قيل إنهما جميلتان جدا في وقت من الأوقات, ليس فيهما أي شيء غير عادي. بل إنهما تنمان عن نظرة حادة بغيضة لا تروق لي أبدا, كما أن مظهرها برمته يكشف عن ثقة زائدة بالنفس لا تتمشى مع التقاليد المرعية , وهذا أمر بغيض".


لم يكن هذا الأسلوب الأمثل لكي ترضي الآنسة بنغلي دارسي, لكن الناس الغاضبين ليسوا حكماء دائما. وعندما رأته وقد بدا عليه الغيظ إلى حد ما, شعرت بأنها حققت كل ما كانت تتوقعه من نجاح. لبث صامتا, فعقدت العزم على دفعه إلى الكلام, وتابعت تقول:

"أذكر, عندما تعرفنا إليها لأول مرة في هارتفورد شاير, كم دهشنا جميعا من أنها معتبرة جميلة. أذكر بشكل خاص ما قلته ذات ليلة "هي جميلة!_ ما أسهل إذن أدعو أمها ظريفة!" ولكن بدا فيما نعد أنك تفكر فيها بشكل أفضل. أعتقد بأنك اعتبرتها جميلة نوعا ما في وقت ما".

قال دارسي وقد عجز عن الاستمرار في صمته: "نعم. لكن ذلك حدث عندما تعرفت إليها لأول مرة. ولقد اعتبرتها على مدى أشهر كثيرة واحدة من أجمل ما عرفت من نساء".


ثم رحل تاركا الآنسة بنغلي على اقتناع بأنها دفعته إلى قول شيء لم يسبب ألما لأحد سواها.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
كبرياء

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.