26-09-14, 12:11 PM
| #3732 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة  
|  صباح الورد احبتي سأنزل اليوم بإذن الله الفصل السابع عشر نجلاء هل تنسف آخر جسر يمكن ان يعبره يوسف إليها ؟.. :7R_001: من حاول إغراق نجلاء في المسبح ؟.. وهل سيعيد محاولة قتلها؟..  نازك هل تخلع القناع لنراها على حقيقتها؟..  جوري (ناي) هل تعود لها ذاكرتها المثقوبة وتأتمن هاشم على أسرار كوابيسها الدفينة لنشهد تقارب وتصاعد في علاقتهما؟.. كيف قتلت ناهض غياث؟.. وما الذي رأته بعينيها؟..  أحداث هامة وتطورات كثيرة مع أبطالنا أتمنى أن تعجبكم.. قراءة ممتعة | |||||||
|  |
|
26-09-14, 01:15 PM
| #3734 | ||||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
 تسلميلي على التفاعل إلي بفرح القلب  وانا متشوقه لاعرف رأيكم بالفصل بتمنى ينال استحسانكم ^_^ | ||||||||
|
| |
|
26-09-14, 01:30 PM
| #3735 | ||||||||
| نجم روايتي ومصممة بمنتدى قلوب أحلام وشاعرة متألقه في القسم الادبي وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية  
|  دندن متشوقه للفصل اوي ياعثوله عايزة أعرف هيحصل أيه بين هاشم وناي ويوسف و نجلاء ياتري هتفتكر انه اللي وقعها ولا أيه وتمارا ووائل شو راح تكون قصتهم مستنية كل دا ياقلبي | ||||||||
|
| |
|
26-09-14, 05:01 PM
| #3737 | ||||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
| ||||||||
|
| |
|
26-09-14, 05:19 PM
| #3738 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
|  الفصل السابع عشر إهداء إلى الصديقة الغالية دينا عبدالله* ( Dina Dody Toty ) حرّكت جفنيها المتثاقلة وفتحتهما ببطء، نادت بصوتٍ خافت ضعيف : - أبي .. رفعت رأسها عن الوسائد بأنين، وراحت من خلال الغبش بعينيها تفتّش حولها في غرفة النوم الفسيحة الغير مألوفة: - أين أبي ؟.. انتابها دوارٌ خفيف فأسبلت جفنيها وارتدّت تغوص بين الوسائد الطريّة تشعر بتشنّج في عضلات جسدها المرهق ، سمعت صوتا غريبا يقول: - تعاني من وقع الصدمة، لكنها ستكون بخير .. وضعها الصحي لا يستدعي نقلها للمستشفى، الماء لم يصل إلى الرئتين.. تحتاج للراحة .. - شكرا لك أيها الطبيب. شعرت بمن يحتضن كفّها بيديه ويرجوها بهمسٍ دافئ أن تتماسك، عادت وفتحت عينيها فرأت بغشاوةٍ يوسفا جالساً قربها على حافة السرير، ونازك تقف وراءه.. رفرفت رموشها وهدر قلبها بين ضلوعها هائجاً بخوف، حدّقت في وجههما بارتياع كأنها تشاهد وحوشا مفترسة بشعة تسيل منها خطوط دماء ، سحبت كفّها بحدّة من يدّ يوسف وشهقت فزعا تُفلت من بين شفتيها صارخة: - ابتعدوا عني .. أنتم سفاحون تريدون قتلي مثلما فعلتم بأبي .. حناجر الوجوه المكفهرة أصدرت أصوات استياءٍ ممزوجة بالذهول من تصرفها الغريب، قطّب يوسف حاجبيه بقلق ورفع يده اليمنى إلى جبين نجلاء يجسّ حرارتها فانكمشت مبتعدة بنفور ترفع يديها المرتعشة أمام وجهها في تحفز بحالة دفاع: - ظننتك تختلف عنهم .. نجحت في خداعي. ردد يوسف باستهجان لا يصدق ما يسمعه: - خداعك ؟!.. صرخت بهستيريا بصوت مبحوح يغلبه نشيج البكاء: - أخبرتك عندما ذهبنا للبحيرة المالحة أنني لا أجيد السباحة، وأغرق في شبر ماء.. مرر يوسف أصابعه في خصلات شعره يكاد يقتلعه مفرغا شحنات قهره، أخذت عضلات صدره تعلو وتهبط بطريقة تدل على مدى المجهود الذي يبذله ليسيطر على نفسه، سألها باقتضاب جاف: - ما زلتُ لا أفهم كيف خدعتك ؟ تمتمت بفظاظة في شراسة عاشقة مفتوحة الجرح : - استغليت ذلك لتتآمر معهم في قتلي. - قتلك !!.. يا إلهي .. ردّت بحدة وإصرار: - أجل قتلي .. الصدمة شلّت الجميع ، ساد المكان صمت مكهرب رهيب بدت فيه الثواني تمر كدهور، تجمّد يوسف للحظات مختنقاً باحثا عن معنًى. اتهامُها الصريحُ ينسف آخر جسر يمكن أن يعبره إليها بعد الآن.. علقت نازك باستنكار: - نجلاء كلامك خطير .. لماذا نقتلك ؟.. - ولماذا قتلتم أبي ؟.. لأن من مثلنا عار على عائلة الأيهم المبجلين.. نحن لا نرتقي لمقامكم الرفيع العريق .. تدخلت تمارا وعيناها تخاطب يوسفا تحذّره من تصاعد وتيرة الموقف فيحصل ما لا يُحمد عقباه، سعت إلى التهدئة قائلة: - واضح أن وقع الصدمة على نجلاء قوي .. الأفضل تركها الآن لترتاح قليلا كما قال الطبيب. أخذ يوسف عدة أنفاسٍ عميقة من الهواء لعله يهدأ غليان أعصابه والنيران المشتعلة في أعماقه، كتم غيظه وسأل بصوت خافت بلهجة تحمل رنّة العتب: - هل تظنين حقا أنني أخدعكِ وأتآمر لقتلك ؟ نبرة الخيبة أرسلت قشعريرة في جسدها فقالت تلومه بوهن : - لماذا إذن دفعتني بخشونة وقسوة إلى عمق ماء البركة ؟.. نزل كلامها عليه كالصاعقة من بشاعة التهمة فصرخ: - ماذا! .. أنا دفعتك !.. أجابت بغصة ألم مرتجفة : - هاجمتني من الخلف بعنف ورميتني في الماء ؟!.. انحنى يوسف فوقها مثبّتاً يده اليسرى بجانب كتفها على السرير ممسكا بيده اليمنى ذقنها رافعا وجهها لتواجهه مباشرة، سأل كمن بدأ يجد الحقيقة: - هل تقولين أن وقوعك في المسبح متعمد بفعل فاعل ؟!.. حبست نجلاء أنفاسها المتزاحمة في صدرها، طرفت برموشها الكثيفة تشعر بحرارة قربه وقوة لمسته، بالكاد استطاعت النطق تحت نظراته التي تلتهمها : - توسلتُ إليك ألا تفعل.. لماذا لم تصغِ لي ؟.. هبّ واقفا وهو يشتم بألفاظ نابية، تحرك سريعا في سخط بجسده الرياضي الرشيق، رفع سماعة هاتف لاسلكي معلق على الحائط، أصدر تعليماته بصوت جَهْوري غاضب زلزل أركان القصر: - أغلِقوا حالا جميع البوابات .. يُمنع دخول أو خروج أي مخلوق إلى القصر حتى إشعار أخر .. خلال عشرة دقائق أريد كامل جهاز أمن الحراسة والمراقبة والخدم في الطابق الأول.. أفاقت نجلاء من صدمتها مدركة أن لا علاقة تربط يوسف في محاولة إغراقها بالمسبح.. ضرب الجدار بقبضته صارخاً بنفاذ صبر: - أمي أبلغي أفراد عائلة الأيهم باجتماع هام في المكتب بعد نصف ساعة.. أنهى إلقاء أوامره والتفت نحوها فانسحبت الدماء من وجهها، رماها بنظره قاتمة قاسية كما السوط وأوشك أن يتكلم لكنه امتنع حين لاحظ شحوبها الشديد واختفاء ألوان الحياة من ملامحها، فضّل الخروج من الغرفة كالعاصفة بأنفاس ملتهبة مهددا بتحطيم كل ما تطال يداه.. لحقته تمارا تهرول: - يوسف .. يوسف.. نجلاء لم تكن تقصدك أنت بالذات.. هي ليست بكامل وعيها.. ************************ - اختفِ عن الأنظار .. لا أريد أن أرك في القصر.. إذا احتجتُ لخدماتك بالمستقبل سأتصل بك بنفسي. أغلقت نورهان هاتفها النقال ورمته فوق الأريكة بعدم اكتراث، أجفلت بفزع عندما شاهدت بريهان واقفة متسّمرة بالباب تحملق فيها بعينين متسعتين دون أن يرمش لها جفن، أنّبتها بنبرة متسلطة: - بريهان ليس من اللياقة دخولك جناحي دون استئذان. تمالكت أعصابها واستدارت مقطبة الجبين تتمتم في نفسها " ما كان ينقصني إلا شقيقة خرقاء، لا بأس سأحتملك قليلا، قليلاً فقط قبل أن أرسلك إلى مكانك المناسب بأفخم منتجع للأمراض العقلية والنفسية لتقيمي هناك إلى الأبد". اتجهت إلى مرآة الزينة وتناولت دبّوسا ثمينا من علبة مخملية تأملته بإمعان قائلة بتكاسل: - ما رأيك هل يناسب فستان الشيفون الذي سأرتديه في حفلة السفارة البريطانية؟ باغتتها بريهان حين قالت دون مقدمات: - أنت وراء حادثة غرق ابنة خالتنا في المسبح .. شهقت نورهان بانفعال جعل وجهها ينتفخ باحمرار، نهرتها بحدة تتمنى خنقها: - اخرسي يا حمقاء .. كيف تتحدثين في هذا الموضوع بشكل مباشر!!!!.. الحيطان لها آذان.. - نعم الحيطان تسمع وتسجل وعيون الكاميرات الخفية في القصر تصور وتوثق.. هزت نورهان كتفيها رافعة ذقنها بفوقية واستعلاء: - مقص المونتاج يعمل بأمرنا يا ساذجة .. هل ظننتِ أني سأترك تلك اللعينة تتحرك في أرجاء قصرنا دون عيون جواسيسي يا غبية؟.. زمت بريهان شفتيها تبتلع إهانات شقيقتها كالعادة، عقدت ذراعيها قائلة: - حتى الآن لا أفهم كيف خطر في بالك فكرة إغراقها!.. - في الحقيقة لم تكن هذه هي الخطة المرسومة لكن عندما رأيتُها وحيدة قرب المسبح وجدتُ الفرصة سانحة لنتخلص منها سريعا ونرتاح، أمرتُ أحد أعواني من حرس القصر الذين أدفع لهم مبالغ طائلة ليكونوا في حالة تأهب دائم لخدمتي بأن يتحرك بخفة وينفذ أوامري بلمح البصر.. فرقعت أصابعها بتبجح معجبة بفطنتها فأسرعت بريهان تغيظها بسخرية: - لو كانت نجلاء تجيد السباحة لانكشف أمرك.. قمتِ بمجازفة مخيفة .. غرست نورهان نظراتها في المرآة تصفف بأصابعها خصلات شعرها المصبوغ بالدم. - خطر ذلك في بالي لوهلة لكني استبعدته فمن مثلها أين ستكون تعلمت السباحة ؟.. في مستنقعات مياه الصرف الصحي لذلك الحي الفقير البائس الذي عاشت فيه طوال حياتها؟!.. تأففت في قرف وهي تلوي شفتيها بتقزز واشمئزاز، رفعت قنينة فاخرة وأمطرت عنقها بزخات العطر الفرنسي ثم عادت تركز نظرها على الدّبوس المرصّع بالأحجار الكريمة ، اقتربت بريهان خطوة وانحنت تتشدق باستهزاء وشماتة : - خطتك فشلت يا أختي الذكية .. يوسف أنقذها. هزت نورهان كتفيها بلا اكتراث ضاحكة بتهكم وعنجهية: - مؤقتا فقط .. لن أدع تلك اللعينة تحقق مرادها لتحصل على ما حُرمت منه والدتها. انتفضت بريهان من حقد وشجع أختها المتغلغل في مسام جلدها، سألت بجزع: - ماذا ستفعلين ؟..هل سترسلين من يرميها في المسبح مرة ثانية؟.. ضاقت حدقتا العينين الماكرتين بخبث نافثة سمّها من بين شفتيها الرفيعتين: - بل سأرسل من يكسر رقبتها ويرميها من أعلى طابق بالقصر. ********************************* استيقظت نجلاء من غفوتها بعد ساعة لتكتشف أنها وحيدة في الغرفة الفخمة مع نازك وتحت رحمتها.. غرزت أظافرها في الملاءات الحريرية بتوجس، كادت تفلت منها صرخة استغاثة عندما رأتها تهم بالاقتراب من سريرها لكنها ابتلعت صوتها حين سمعتها تسأل: - كيف تشعرين ؟.. تململت بانزعاج فأضافت نازك بصوت خافت حنون: - هل أُعدل من وضع الوسائد لتكوني أكثر راحة ؟.. المفاجأة ألجمت نجلاء عن الكلام، وضعت نازك وسادة تحت ظهرها ثم استقرت بجانبها على كرسي قرب السرير محنية الأكتاف، بادرتها : - لا أستطيع أن أطلب منكِ اعتباري كأمك فأنا لم أكن أماً صالحة لأبنائي.. اختنق صوتها وتلاشى، ابتلعت ريقها وأكملت بحشرجة نواح : - ابنتي بلسم رحلت في عز شبابها دون أن أضمها إلى صدري إلا حينما فقدت الروح وأصبحت جثة هامدة.. ابني يوسف أوصد على نفسه منغلقا مبتعدا عني، الشرخ الهائل القائم بيننا منذُ أعوام لم أستطع إصلاحه أو تقليصه.. دموع نازك تساقطت من مقلتيها دون بكاء، هدوء كئيب طغى على الأجواء.. - لستُ سيئة يا نجلاء لكن الظروف ودوامة الواقع الذي عشتُ به لم تساعدني، تحولتُ عبر الوقت إلى آلة أتوماتيكية تسير وفق برنامج محدد ملتزمة بقيود معينة، الحياة وسط المجتمع المخملي الارستقراطي وفي قصر الأيهم بالذات يبدو من الظاهر شيئاً جميلا رائعا مبهرا لكن في الحقيقة أصعب من ذلك بكثير ويتطلب تقديم تضحيات تستنزف الأعصاب.. ماهيتاب تمردت على ذلك، كانت تقول أننا سجينات في قصور القضبان الذهبية وأسيرات جحيم الألماس. نعاني من الإرهاب والقمع والاضطهاد، لا نختلف عن أولئك الذين يتظاهرون في الشوارع مطالبين بحقهم ليعيشوا بحرية وكرامة.. أمك رفضت ارتداء الأقنعة والمشاركة معنا في السيرك الكبير، لم تطق سهرات المجاملات التكريمية اللزجة وأن تصافح بلطف مصطنع الأيادي السكاكينيّة.. تنفست بعمق وأردفت: - في ذلك الوقت ماهيتاب نالت إعجاب واهتمام أهم وأعظم رجل بالدولة، أرادها عروسا له وتم فعلاً البدء بتحضيرها رسميا لتكون أميرة متوجة في حفل أسطوري.. - أميرة أم جارية تباع تحت صفقة زواج. قذفت نجلاء كلماتها بازدراء ، كتّفت ذراعيها وأدارت وجهها جانباً. - حسنا ربما كذلك .. لكن ما كان بيدنا حيلة، اعتدنا أن يكون الزواج مبني على مصلحة العائلة أولا.. مسحت نازك جبينها المتصبب عرقا وأردفت: - هروب ماهيتاب وزواجها من والدك أحدث ضجة مدوية بالمجتمع الارستقراطي، هز مكانة وموقع العائلة وجلب لنا الكثير من المشاكل والمصائب.. ما أتيتُ لأقوله يا نجلاء أنني وخالك كنا نعم من ضمن المعارضين لكننا لم نشارك في أي مخطط لقتل والدك رمزي.. علمنا عن اختفائه واكتشفنا أنه معتقل في سجن الصحراء بتهمة التحريض على نظام الحكم وقضية التخطيط لانقلاب سياسي.. عرفنا بعدها أن .. أن هناك جهات من الأعلى دبّرت مسألة المكيدة .. نظرت نجلاء شزرا لنازك وتمتمت باستخفاف ساخرة: - جهات من الأعلى !. - نعم .. هناك من هم أعلى منا. - كلكم تنكرون علاقتكم لتَنْأَوا بأنفسكم من العقاب، أمي جاءت تتوسل لكنكم خذلتموها .. لم تساعدوها في محنتها ؟ .. تصلب وجه نازك بألم كمن شُدت على الأوتاد لتُجلد. - أنتِ لم تعيشي بقصر الأيهم في زمن جدك، كنا هنا جميعا مجرد دمى تتحرك بنظام له قواعد وأصول يحددها الباشا، في حضوره ترتجف أوصالنا خوفا لشدة جبروته وطغيانه.. حقوقنا لا يمكن أن تتعدى الخطوط الحمراء والأسلاك الشائكة الممنوع تجاوزها.. نلتزم الصمت وننفذ أوامره بانصياع ورضوخ تام فلقد زرع حولنا شبكة من المخبرين والجواسيس، وضع عداد يحصي دقات قلوبنا وأنفاسنا وكل تحركاتنا.. حتى آهات الوجع كانت محرّمة علينا بالعلن، ذلك الوجع الذي أخذ يتحول لبراكين غضب نفجرها في وجوه الخدم ومن هم أدنى منا لنصبح نسخة مصغرة عن الدكتاتوريين الكبار.. جدك كان كابوساً حقيقياً، جعلنا نحتكر الحزن وننال الحق الحصري لبكاء القهر.. عندما مرض واحتضر لم نكن نصدق أننا نشهد موته في حياتنا.. أغمضت نازك عينيها بقوة، خطوط التجاعيد والتعب بدت واضحة على محياها وهي تقول: - جئتُ لأقسم أني وخالك أبرياء من دم أبيكِ رمزي.. أرجوكِ يا نجلاء لا تجعلي يوسف يدفع الثمن ويصبح محرقة لأحقاد الماضي.. قلبي يتقطع عليه.. تأثرت نجلاء بنبرتها الرقيقة غصبا عنها . - يوسف يحبك.. كاد يموت قلقا عليكِ.. لو حدث لكِ مكروه سيفقد عقله حتما.. أكره أن أفكر ماذا كان سيحدث لو لم يكن بالقرب من المسبح وسمع صوت صراخك وأنقذك من الغرق.. ****************************** يتبع .. | |||||||
|
| |
|
26-09-14, 05:21 PM
| #3739 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| استدارت ناي تواجه هاشم بتحدي.. قررت أنها لن تهرب من الكابوس الذي يطاردها، لن تعود دودة في ظلام شرنقتها بعد اكتشافها أن لها أجنحة تحتاج لتحريكها فقط لتطير وتحلق بنشوة كفراشة في ضوء النهار.. سارت بأناقة دون أن تتفوه بحرف وجلست بهدوء في المقعد المقابل لمكتبه معلنة بقاءها، سألها وعيناه تومضان غبطة: - قهوة ؟. أومأت إيجابا فاتجه بقامته الفارعة إلى مكتبه رافعا سماعة الهاتف طالباً فنجانين قهوة سكر خفيف، استرخى بارتياح فوق كرسيه الدوّار وضع نظارته الطبية وبدأ يعمل على جهاز الحاسوب حيناً ويتكلم عبر هواتفه التي لا تكف عن الرنين تطالبه بالاستجابة .. - هل أستطيع أن أسألك سؤالا؟ رد بجدية دون أن يحيد نظراته عن الشاشة. - لا . ارتدت ناي إلى ظهر الكرسي تحملق باستغراب في وجهه تستنكر سلوكه الفج، أغلق الجهاز ومنحها بغتة ابتسامة ساحرة قائلاً برقة: - لا تحتاجين لطلب أذن لتسألي يا جوري. رد فعلها جاء عفويا بروح الدعابة والتسلية: - هل أخبرك أحد أنك شخصية تجمع التناقضات؟.. تستطيع أن تكون مرحا وجاداً، لطيفا وقاسياً ، محبا وبغيضاَ، طيباً ولئيماً .. ابتسمت بنعومة تعترف: - يااااه كم كنتُ أكرهك يا هاشم جلال .. - والآن ؟.. أخفضت بصرها وهي تعدل جلستها متجاهلة سؤاله ، غيّرت الموضوع مشيرة للفوضى التي تعمّ فوق سطح المكتب المكدس بتلال الأوراق والمستندات مما يدل على حجم المسؤوليات الملقاة فوق عاتقه وما يبذله من مجهود خارق .. - أنت تكرّس حياتك لعملك فقط. - خارج حدود العمل حياتي فراغ لا شيء فيها. خلع نظارته مضيفاً بكآبة : - في البيت الساعات رتيبة والأيام تتشابه، السبت لا يختلف عن الاثنين أو الأربعاء.. أجلس عبثاً بين جدران مظلمة بخيلة حتى بالصدى أنتظر صوتا يؤنس وحشتي.. أمالت رأسها جانبا تفكر بصوت عالي: - أليس غريبا أنك تعاني من الفراغ وتود كسر الصمت بينما أنا أعيش مرارة الوحدة وأتمنى أن أجد من أتحدث إليه. - إذا ضممنا وحدتك إلى فراغي تنتهي معاناتنا. اجتاحتها موجة حارة كست وجهها بالاحمرار، تلميحات هاشم المبطنة فاجأتها وأربكتها لكن ما أثار التعجب في داخلها أن اقتراحه لم يزعجها أو يضايقها!.. أدارت رأسها تصب اهتمامها على مكتبة الكتب الضخمة التي تغطي الحائط متظاهرة بأنها لم تسمع شيئا.. دخل الخادم حاملاً صينية القهوة في الوقت المناسب تحديدا قاطعا السكون المثير.. ارتشفت قليلاً من القهوة ترطب حلقها واستفسرت متقمصة الجدية: - كيف أقنعت صديقك المحقق بأن يطلعنا على أسرار ملف القضية؟.. ألا يعتبر هذا الفعل غير قانوني ويعرضه للمحاسبة؟.. التقط هاشم قلمه الذهبي وقال بأسلوب عملي: - لا .. نحن لا نتجاوز القانون .. الصحافة سلطة رابعة، يحق لنا التنسيق مع السلطة القضائية للبحث في ملفات القضايا لنتوصل إلى الحقيقة الكاملة فهي هدفنا الأساسي، بمعنى أننا نواكب الحدث لكننا لا ننشر إلا العناوين العريضة للقضايا وتقارير الجلسات العلنية دون الغوص في الحيثيات لئلا نعرقل عمل التحقيقات إلى حين صدور القرار الظني من المحكمة فيصار إلى شرح التفاصيل وتحليلها .. رن هاتفه النقال فضغط على زر وأطفأه ، تناول إحدى الملفات الضخمة الثقيلة فتحها ووضعها أمامها فوق المكتب، نظرت ناي إلى قصصات جرائد قديمة مكتوب عليها بالخط الغامق العريض: (العثور على الملياردير ناهض غياث ميتا في شقته الخاصة والأجهزة الأمنية تشتبه بوجود ظروف جنائية ..) ارتعشت أحبالها الصوتية باضطراب حين قالت: - لا أذكر الكثير حول تلك الفترة.. كنتُ منفصلة كليا عما حولي بوضع صحي سيء جداً.. عانيتُ من انهيار عصبي حاد وشلل نصفي في رجلّي.. تجهم هاشم عابساً وذاب قلبه ألماً عليها. انحنى صوبها هامساً: - شلل ؟!!!.. أومأت إيجابا: - عجزت لمدة شهرين عن الوقوف أو تحريك ساقي.. كانت مرحلة عصيبة..عذابي كان يشمل أبعاد حياتي كلها.. أخي وائل لم يتركني لحظة، اعتنى بي ورعاني مثلما فعل دائماً، أقنعني بوجوب السفر للخارج، وفي كندا خضعتُ لعلاج فيزيائي وطبيعي لاستعيد قدرتي على السير.. زفرت بحرقة وتابعت: - هناك أجبرتُ نفسي على تناسي كل شيء كأن ما حدث جرى مع إنسانة أخرى وليس أنا، هكذا فقط تمكنتُ من التغلب على الألم واستطعتُ شطب اسم ناهض من ذاكرتي تماما.. حينما رجعتُ للوطن لم أحاول ولا مرة معرفة ما جرى.. قطب هاشم حاجبيه بضيق وحزن شديد، امتص انفعاله وخرج صوته رزيناً شارحا بهدوء: - محامي عائلة الغياث طلب من المحكمة التكتم بشأن التحقيقات والإجراءات القانونية .. رفضوا تسليط أضواء الأجهزة الإعلامية واتهمونا بالمبالغة بنشر الإشاعات وهكذا تم التعتيم على كل ما حدث.. بقيت جلسات المحكمة مغلقة وسرية.. ما أُعلن عنه لاحقا أن البحث الجنائي سجل القضية ضد مجهول.. - هل .. هل ذكروا كيف قُتل ؟.. أزاحت بارتباك الملف الضخم جانبا فاصطدم بحافة منفضة سجائر بلورية انقلبت فوق المكتب، تناثرت أعقاب السجائر بعشوائية وغطى غبار الرماد الأوراق.. شهقت ناي بعنف: - منفضة السجائر.. امتدت أصابعها تتلمس زجاجها البارد وكأن صورة من الماضي هبت لذاكرتها ولمعت بوضوح، رفع هاشم حاجبيه بحيرة محدقا بها عن كثب وبعينيه نظرة تساؤل، أتى صوتها مرتعشا: - كان يكتم أنفاسي برائحة الخمر الكريهة التي تفوح منه وأنا أصارع لاحمي نفسي من ضرباته وصفعاته، حاولتُ الإفلات من همجية اعتداءه .. ثم .. وتدفقت كلماتها سريعا دون وعي: - لمحتُ منفضة سجائر بلوريه فوق المنضدة الجانبية بجانب السرير،حاولتُ التملص من ذراعيه، جاهدتُ لأتحرر من عنف قبضته,, نجحتُ بصعوبة بالغة بتخليص يدي اليسرى، التقطتُ المنفضة ثم .. ثم أغمضتُ عيناي وضربته سريعا على رأسه بكل ما أوتيت من قوة.. شعرتُ به يتصلب من مفاجأة الخبطة، أصدر صوت خواء وارتخى جسده منهارا فوقي بكل ثقله دون حراك.. فتحتُ عيناي ولم أصدق أني تمكنت من إيقاف هيجانه وهجومه الوحشي، رحتُ أدفع جثته عني وأنا انزلق عن السرير، سقطتُ على الأرض.. حاولت الوقوف على قدمي لكني فشلت، عضلات ساقي شُلت بالكامل، فقدتُ إحساسي بهما كليا، زحفت خارج الغرفة بيدي المتألمتين وعظام ظهري تصرخ من الأوجاع، أردت الوصول لباب الشقة لكني استنفذتُ طاقتي واستسلمتُ للإغماء.. تسابقت الدموع لتجري فوق وجنتيها بغزارة: - كم كرهتُ نفسي حينما استعدتُ الوعي، رأيت وائل ينزع عنه سترته ويضعها فوق ثيابي الممزقة والغضب يتفجر من عينيه، تمنيت الموت لحظتها من الخزي والعار ولم أكن أدري أني أردد ذلك بصوت عالي إلا عندما قال لي أن ناهض وأمثاله أولئك الانتهازيين الذين يسرقون أحلامنا وتسيل دماؤنا من تحت جزماتهم هم من يستحقون الموت.. دفع هاشم كرسيه للوراء ونهض مقتربا منها ، سحب ببطء من بين يديها المنفضة البلورية التي كانت تضغط عليها بشدة بأناملها الرقيقة حتى ابيضت مفاصلها، حاول طمأنتها: - كل شيء سيكون على خير ما يرام صدقيني.. حنت ظهرها مسندة مرفقيها فوق ركبتيها واضعة كفّيها فوق رأسها: - قتلتُ ناهض بمنفضة السجائر.. - مستحيل . أمسك هاشم ملفا وقلب أوراقه مخرجا صورة قائلا بثبات: - لم تقتليه يا جوري ... الصورة التي سُربت للإعلان من مسرح الجريمة لم تُظهر وجود أي دماء من رأس ذلك الحيوان.. قد تكون الضربة أفقدته الوعي فقط. انقبضت ملامحها وأشاحت نظرها عن الصورة رافضة رؤيتها متمتمة: - ربما أصيب بمضاعفات أو نزيف داخلي .. - دعينا لا نستبق الأحداث بالتكهنات ..بعد قليل سنتأكد من نتائج تشريح الجثة. رفعت بصرها نحوه ماسحة دموعها بكفها: - أشعر دائما أنك تعرف أشياء كثيرة تخفيها عني.. نظر في عينيها مباشرة معجبا بقوة ملاحظتها الدقيقة: - أُفضل التروّي لأصل إلى حقائق متكاملة، أي تصريح يجب أن يكون بمعلومات صحيحة وموثقة. - لهذا ترسل عبر كلماتك المغلفة بالغموض والألغاز شيفرات لأعيد ترتيب ذاكرتي لأنها ليست مثقوبة تماما وأحتفظ بما أريده.. هذا ما قلته لي عندما كنا في المطعم .. بدا محرجا على غير عادته ، التقط علبة السجائر عن الطاولة مجيبا بصوت أجش: - طبيبتك النفسية في المستشفى قادرة أكثر مني على التوضيح.. يجب أن تطلعي على نتائج فحوصاتك الطبية وتتابعي جلسات العلاج يا جوري. أشعل السيجارة بانفعال مرتبك تحت نظرات ناي الحائرة، حاولت أن تقرأ تعابيره لكنه ابتعد ووقف أمام النافذة يوليها ظهره .. ابتلعت ريقها توافقه: - نعم .. نعم سوف أرى فحوصاتي وأستمر في علاجي النفسي .. تمهلت قليلا في تردد ثم استجمعت رباطة جأشها قائلة: - كنت قد سألتني إذا سبق لي ورأيت ناهض يتعاطى المخدرات.. التفت إليها باهتمام شديد، أومأ برأسه ونظراته تكاد تخترقها كأنها نطقت بكلمات سحرية، سحق السيجارة في المنفضة وهو يحثها: - وهل رأيته ؟.. - لا .. لم أراه .. لكن .. لكن عضت شفتها السفلى مرجعة رأسها للوراء بتعب تشعر بجفاف في حلقها وإعياء. - لا تجبري نفسك على الكلام إذا كنتِ غير مهيأة. صوت هاشم المشبع بالحنان انسكب في روحها ومدّها بشحنة قوة لتصمد وتواصل، استقامت بجلستها وقالت بعزم تقمع خوفها: - لن أتحرر من كوابيسي إذا بقيتُ صامتة .. أحتاج بشدة أن أتكلم وليس هناك من قد ائتمنه غيرك على أسراري الدفينة. تنهدت بقوة وسرحت محدقة في الفراغ : - ناهض كان يدمن معاقرة الخمر ليل نهار أما المخدرات والأسلحة يتاجر بها، شركاته وحتى مؤسساته الخيرية مجرد واجهة غطاء لغسل وتبييض أمواله الحرام هذا ما قاله وائل لكني تأكدت من ذلك بنفسي في حفلة المزرعة.. كان الجو داخل الفيلا خانقا يعبق بالروائح المختلطة ويلفنا ضباب أدخنة لفائف السجائر المحروقة، الأنوار خافتة وزعيق نشاز الموسيقى الصاخبة تصم الآذان ، خرجتُ أتنشق الهواء في الحديقة متأففة وأنا أسأل نفسي ماذا أفعل بين هؤلاء الراقصين المجانين الذين يقفزون محركين رؤوسهم كالمعتوهين ويعبون الخمر من أفواه الزجاجات بشراهة وهم يترنحون فوق كراسيهم الفخمة؟.. كيف انحدرت إلى هذا المستوى؟.. أنا لا أنتمي لأولئك التافهين ولا أحب أن تربطني صلة بأمثالهم.. هل من المفترض أن أكون بين سيادتهم ومعاليهم لأحقق أحلامي لأن الأحلام محظورة علينا نحن الموهوبين الذين لا حول لنا ولا قوة، لنصبح نجوما متألقين في سماء الإبداع يجب أن نهبط لأجواء من يملكون العصا العجيبة بأموالهم ويحتلون المناصب العليا بقوة نفوذهم؟... من وسط دوامة أفكاري تلك انتشلتني أصوات ضجيج آتية من الساحة الخلفية، الفضول دفعني لأستطلع المكان، تحركتُ بحذر بين الأشجار الكثيفة وأمعنتُ النظر في الظلام .. شاهدتُ منظراً مريباً، مجموعة رجال متشحين بالسواد ينقلون من المستودعات بانتظام أكياسا بيضاء!.. دققتُ في تلك الأكياس الشفافة لأكتشف أنها تحتوي على حبوب و بودرة بيضاء... خرج صوت هاشم حانقا بعنف مكبوت: - مخدرات .. - كميات هائلة جدا من المخدرات بكافة الأنواع والأشكال يقومون بتوزيعها داخل شاحنات صغيرة بما يشبه عملية تسليم.. ناهض وشركاؤه وقفوا بجانب سيارتهم الفاخرة يتجادلون بحدة، بدا واضحاً أنهم يتشاجرون متنازعين فيما بينهم لسبب ما، ارتفعت أصواتهم عاليا ولمع سلاح أحدهم حين أشهره في وجه ناهض مهددا بقتله.. بلمح البصر تحلّق معاونو ناهض حوله يطوقونه كدرع حماية رافعين المسدسات والبنادق.. هُلعتُ بشدة من كل ما رأيته، خفتُ التورط في حال لاحظوا وجودي، أطلقتُ ساقيّ لريح هاربة بذعر.. عدتُ جزعة بأنفاس مقطوعة إلى داخل الفيلا حيث كانت أجساد الرجال والنساء منهكة من الرقص ومترامية في أنحاء المكان في غيبوبة المجون والفوضى .. امتنع هاشم عن التعليق لكن شريان نابض في جبينه كشف غضبه.. رفعت ناي كفيها تغطي وجهها تكمل في انكسار بشهقات أنفاس متقطعة: - بعد تلك الليلة المفزعة تجنّبتُ ناهض، حاولتُ الابتعاد عن حياته الفاسقة، رفضتُ العديد من دعواته لكنه حاصرني بقوة، راح تارة يهددني بأنه قادر على إيقاف نجاحي إلى الأبد وطردي من أي مؤسسة إعلامية أعمل فيها بفضل علاقاته الشخصية مع أصحاب المراكز، وتارة أخرى يستعمل أسلوب مغاير فيقدم لي وعودا مبهرة بأضواء الشهرة العالمية .. كنتُ صغيرة جاهلة لا أعي أن الشهرة مجرد كذبة، مجد باطل يزول بخفوت وهج بريق النجومية أو الغياب.. فيما بعد عرفتُ أن الشهرة ليست غايتي بل طموحي الاستثناء والتفرد، أن أكون سببا لسرور وسعادة الآخرين وأترك أثراً جميلا في نفوس الناس بعد رحيلي.. أجفلت ناي من رنين الهاتف الداخلي، ألقى هاشم نظرة خاطفة إلى ساعة معصمه قائلاً : - هذا موعد المحقق .. سألت وهي تدعك بيديها ركبتيها: - هاشم هل من الضروري أن أقابله ؟.. وجد نفسه ينظر بلا شعور إلى ساقيها بقلق، قال سريعا وهو يتجه نحوها: - لا .. تعالي معي .. مد يده إليها ليساعدها بالنهوض فحدقت في كفه المبسوطة لبرهة، دون تردد وكأنها واقعة تحت تأثير جاذبيته رفعت أصابعها فاحتواها في راحته القوية، شدها برفق عن الكرسي معلقاً: - يداك باردتان كالثلج .. مشت بجانبه إلى غرفة متصلة بالمكتب بباب أكورديون، أصغت لصوته ونبض كفه ترسل موجات كهربائية تُفيق كل عصب في جسمها وتبعث رعدة دافئة إلى قلبها الذي ازدادت خفقاته وتعالت.. - يمكنك البقاء هنا .. ************************* نهاية الفصل السابع عشر | |||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| وإرهاب, قلـب, كوابيس |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
148Likes
.png)
.png)
العرض العادي
