المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith
الفصل الرابع العقد العربي
قالت نيستا بتمعن بينما كانت كارول تدلك ساقها:
"هل حاول الاتصال بك."
"ارسل الي ورقة يسالني فيها ان اقبل دعوته للعشاء, لكنني رفضت, قلت انني مشغولة للغاية."
"لا تقلقي ساكون مريضة مشاكسة وارفض انادعك تخرجين حينما يطلب ذلك منك."
واستدارت نيستا في الحال ورمقت كارول بنظرة مباشرة ةقالت:
:هل اخبرك لماذا يريد حقا ان يراك؟"
"اذا اردت"
"فيليب لايلند يحس بالملل في مكان مثل خواماسا وهو يحب الحياة الاجتماعية, ولا يستطيع ان يحظى بها هنا, لان المجتمع الراقي في الجزيرة الذي يظن نفسه ينتمي اليه لا يمكن ان يتقبله, وعو يعتقد انه اعلى من الاخرين, اعرف انك لا تصدقينني لذلك نترك الامر عند هذا الحد, في اي حال بدات تتغلبين على حبه."
ونظرت كارول الى المراة التي تكبرها سنا بشيء من الدهشة, في البداية فكرت ان كلامها لا يخلو من الحقيقة, فالالم القديم لم يعد يوجع كثيرا, ولكن ربما كان ذلك لانها في اعماقها كانت تعرف ان الالم لن يبقى لمدة طويلة, فقد كان محدودا بما تبقى لها من العمر.
ونظرت نيستا اليها محاولة ان ترى ما يقنع القناع الباهت للملامح التي كانت تبتسم في وجه الموت, وقالت اخيرا:
"انني استطيع ان افهمك يا طفلتي, اعتقد انني لو كنت مكانك كنت حتما سالعن القدركل دقيقة في اليوم."
"في البداية كنت افعل ذلك, ثم وصلت الى اتفاق مع نفسي في النهاية, فما دامت ايامي الباقية في الحياة معدودة لا بد ان احاول عيشها عادية الى ان يصبح من المستحيل ان افعل ذلك."
وابتسمت كارول في دعة وذهبت للجلوس تحت اشعة الشمس, ومعها كتاب الملك ارثر كما طلبت منها نيستا, وفتحت الكتاب كان يبدو قديما للغاية وامسكته بعناية متعجبة من وجود كتب انجليزية في مكتبة فاليب, ولكنها تذكرت انه يتكلم الانجليزية بطلاقة وانه بدون شك يطالعها كذلك جيدا, وجدت في الكتاب صورتين كبيرتين ملونتين للملك ارثر واخته غير الشقيقة العرافة مورغانا لو فاي, بريشة فنان مشهور, ووجدت نفسها تتحدق بالصورتين باهتمام, كانت المراة مرسومة على انها جميلة للغاية ولكن جمالها البارد كان يوحي بشيء من القسوة, كانت لعينيها نظرة غامضة, وكانت ترتدي ثوبا اسود بسيطا ذا كمين واسعين مثل الكيمونو وحول عنقها عقد من الاحجار الكريمة, وبهذه الاحجار نفسها حول الكمين الواسعين والحزام, وقد صففت شعرها على طريقة القرن الثالث عشر, وبعد لحظة قلبت كارولالصفحة لكن من الصعب عليها ان تركز في القراءة, واحست بدفء الشمس يحتويها وشعرت انها كانت تستمتع حقا بالحياة في خواماسا, فقد وقعت بحب الجزيرة رغم القليل الذي راته منها, وان كان فاليب اخر شخص كانت ستعترف له بهذه الحقيقة.
وجذب ذلك تفكيرها الى فيليب, لقد كان فاليب وفيليب اسمين متماثلين, وان اختلفا في النطق, وربما لو كانت الامور مختلفة لجاءت الى هنا عروسا لفيليب وكانت خواماسا حينذاك ستبدو لها جنة الله في ارضه.
وغفت لفترة وبدات تحلم, كان ذلك خليطا من الحلم والكابوس, رات ولدها يحوم حول الحديقة بوجهه الحبيب المالوف, ثم فجاة رات فيليب قادما عبر الممر والشمس تلمع فوق راسه الاشقر كالعادة, وجرت لتقابله بذراعين مفتوحتين, لكن شخصا امسك بها من الخلف بلا رحمة ولم يدع لها فكاكا. ولم تكن تستطيع ان تراه لكنها توسلت الى اسرها ان يتركها, ثم ظهرت في رؤياها مورغانا لو فاي, التي راتها في الصورة, كانت السخرية بادية في نظراتها وهي تضحك بقسوة, فيحين كانت كارول نفسها تتوسل من جديد الى اسرها ان يتركها حتى تذهب الى فيليب الذي كان طول الوقت يتباعد عنها شيئا فشيئا لان ذراعي اسرها القويتين كانتا تسحبانها الى الخلف الى هوة مظلمة اشبه بتلك التي هوت فيها بعد الحادث.
وافاقت برجفة حادة وظلت تنظر حولها في الحديقة بشيء من الذهول ثم وقع بصرها على الكتاب الذي كان مفتوحا امامها واغلقته بسرعة, وبنظرة الى ساعتها ادركت ان نيستا لا بد ن تكون مستعدة للنزول الى الردهة في الطابق السفلي, لتستريح على الاريكة, وسرت لان شيئا اخر سيحول ذهنها عن الحلم الغريب, وقالت لها نيستا عندما دخلت الحجرة:
"نسيت ان اخبرك مبكرا اننا سنستقبل زائرا هذا الصباح."
"اتمنى الا يكون الماركيز؟" |