آخر 10 مشاركات
الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree23Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-13, 12:40 PM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع والعشرون



ظل لوهلة يتفحص المكان من حوله ......................... زفر بغضب ونظر لرعد ثم جلس على الأرض وظل يعبث بالرمال ................ ماذا يحدث ............. منذ متى وهو يترك العنان لقلبه هكذا .............. فهو خالد القوي الذي لا يحرك بأسه شئ أو ربما شخص ............... ماذا تفعلين بي أيتها البندقية ................ تمدد على الأرض وظل يراقب السماء التي بدأت حمرة الشفق تتمكن منها رويداً رويداً ............... كانت أفكاره مبعثرة يحاول تنظيمها بلا جدوى ............. إيناس ............عشقها لشريف وإقتحامه لعالمها ........... لا بل هي من إقتحمت عالمه ولكن دون أن تشعر ................ منذ رآها أول مرة ملقاه على الأرض وجدائل البندق تزين وجهها النائم ............ لا بل منذ أن علم أنها أرملة تعيش داخل عالم زوجها السابق ............أم ربما منذ أن سمعها مع رعد تعترف بذنبها وتؤكد على وفائها لشريف لتتخلص من خطيئة إهتمامه ............... اللعنة على هواجس الماضي فكلانا معبأ بجراح لا يود أن ينساها ............ بل يصر على المضي فيها قدماً دون أن يعي لذلك ..............ولكن التشبث الماضي هو سر إنجاذبه نحوها فلو لم تكن على عهدها مع شريف لما لمست قلبه ............. ما هذا الخبل أتريدها أم لا ............ أريدها وأريد وفائها بنفس الوقت !!!! حقاً إنها معضلة أيها الأحمق .

************************

دون جدوى أعادت الإتصال برقية للمرة السابعة دون جواب ............. بدأ القلق يتسرب إليها ............. منذ تركها لخالد مسرعة تعمدت أن لا تفكر بالأمر أو تذكره أمام نفسها ..........وكأنه لم يحدث........... هكذا أفضل ........... وإلا ستترك العمل هنا بلا رجعة ولكنها حقاً تحب المكان والجياد ولا تتصور البعد عنها ........... إذن لم يحدث شئ وستعامله بجفاء زائد وغضب بل بفظاظة ........... نعم وستسعد بفظاظته المنتظرة أيضاً ............. نظرت للهاتف مرة أخرى بيأس وفي النهاية لم تجد سبيلاً سوى الإتصال بحسن .


 
كان حسن مازال يغط في نوم عميق عندما رن هاتفه ............ نظر حسن للهاتف الملح الذي دق لأكثر من 5 مرات متتالية ........ هي بالتأكيد سهام ....... نظر للهاتف دون إهتمام ولكن إستيقظت عيناه النائمة فور رؤيته للرقم ........... إيناس !!!! ماذا حدث ........... ظن أنها مع رقية وكانت تظن أن رقية معه وفي لحظات كان كلاهما أمام باب المنزل يطرقانه دون جدوى ........ نظرت إيناس نحوه بخوف وتابعت : هو حضرتك مش معاك مفتاح
أجابها بإضطراب : نزلت الصبح بسرعة ونسيته
كان يدفع الباب بكل ما أوتي من قوة رغبة في كسره دون جدوى وإيناس تراقبه في قلق ............. جاءهم صوت أجش من خلفهم وهو يتقدم نحوهم في دهشة : في إيه
نظر حسن لخالد بيأس وتابع : رقية يا خالد جوه لا بتفتح ولا بترد على التليفون
قطب خالد جبينه وبدا على وجهه القلق بدوره ثم أزاح حسن عن الباب بلطف وتابع : طيب إوعى إنت

بدأ خالد بدفع الباب بقوة بجسده القوي فإستطاع أن يكسره بعد دقائق ودخلوا جميعاً مسرعين وأولهم حسن الذي كان يتعثر بالأثاث دون وعي وهو يهرع للداخل

كانت رقية ممدة على الفراش وقد إتخذت وضعية تشبه الجنين ببطن أمه ........... إقترب حسن من الفراش لاهثاً ينطق بإسمها دون أن تجيبه ......... في فزع وضع يديه على رقبتها وصدرها ولكنه لمس إنتظام تنفسها ........... تابع بصوت أكثر هدوءاً : رقية حبيبتي ردي عليا ............. رقية

فتحت عيناها وهاله رؤية كم الدموع المنحبس بها والتورم القوي فوق أهدابها من كثرة البكاء ............. دون وعي ظل يقبلها .......... رأسها ......... كفيها ...........جبهتها ........... وجهها .........ويردد بدوره : رقية ردي عليا أرجوكي ...........رقية سامحيني يا حبيبتي ............ سامحيني يا أم إبني .............. سامحيني

نظر خالد لإيناس التي كانت تراقب الموقف بتأثر وقال بصوت هامس : إيناس ......... يلا إحنا بقه
إستدركت الموقف وخرجت خلفه على الفور وملامحها منقبضة .............. قال لها بنبرة حانية : متقلقيش
نظرت نحوه بخوف وتابعت : أنا خايفة عليها قوي
خالد : متخافيش ............. هما حيصلحوا أمورهم ..........هي أزمة صعبة بس حيعدوها أنا واثق من ده
قطبت جبينها بضيق وتابعت : بس هي كانت كويسة لما سبتها ...........هو اللي زعلها
إبتسم خالد بثقة وتابع : أيوه هو اللي زعلها وهو الوحيد اللي حيقدر يصالحها ............ ماهو أكثر ناس ممكن يزعلونا اللي بنحبهم وهما برده بس اللي بيقدروا يراضونا

كان مرتكزاً بنظراته عليها كعادته ........... أصبحت عادة إذن.......... أومأت رأسها بإرتباك وتابعت : طيب عنئذنك
إستوقفها سريعاً قبل أن تبتعد : إيناس ........... إستني
ردت بإقتضاب : أيوه
خالد : عندي ليكي إعتذار وإعتراف

إعتذار ربما تعلمه ولكن إعتراف ....... إرتجف جسدها وشعرت بقلق شديد تابع هو بعدها بصوت رخيم دافئ : الإعتذار بسبب إني خضيتك لم كشفت سر ترويضك لرعد بس متنسيش ده كان تحدي .......... وعموما أنا إكتشفت الموضوع بالصدفة ومشيت ساعتها علطول ورحت على بوكس سهيلة
شعر بملامح الإرتياح في وجهها نوعاً وما ولكنه كان إرتياح مؤقت ............ تابع بعدها : نيجي بقه للإعتراف
ردت بتعلثم : إعتراف !!! إعتراف إيه
إبتسم بثقة ............ بل ود أن يصمت قليلاً ليتمتع بتلعثمها وإرتباكها للحظات ..........وجنتيها التي تزداد إحمراراً كلما شابها الخجل ........... عيناها التي تزداد بريقاً أم ربما أناملها الرفيعة التي تتحرك بإضطراب تعبث بخصلات البندق خاصته بعفوية ......... نعم فهو يود إمتلاك خصلات البندق هذا ما يشعر به الآن
تابع بإبتسامة ماكرة كعادته وقال : إن أنا عندي منافس في حب الخيل ومنافس قوي كمان
نظرت له بدهشة تنم عن راحة شديدة وتابعت : منافس !!!!
خالد : عمرى ما تخيلت إن حد حيحس بالخيل زيي مش بس كده جايز أحسن مني كمان ............
بسط قبضته نحوها وتابع بإبتسامة : أصدقاء
صافحته بتردد : أصدقاء
سحبت أناملها الرفيعة من قبضته سريعاً وغادرت ............ غادرت وتركته بمكانه يبتسم بسخرية لحاله وينظر لقبضته القوية التي رقت فقط من أجل إحتضان أناملها برقة .............ويؤكد لنفسه أنهم بالتأكيد لن يكونوا مجرد أصدقاء ............

******************

كانت مازالت ممدة على الفراش عندما عاد إليها ببعض الطعام ............ إقترب منها وملس على رأسها بحنان وتابع : لازم تاكلي حاجه شكلك مكلتيش من الصبح
هزت رأسها بالنفي ............ كانت عيناها تكاد تفيض بالحمرة من كثرة البكاء ............ نظر نحوها بحزن ثم زفر ببطء وقرر إستدعاء بعض المرح فأخذ شطيرة الجبن ووجهها نحو بطنها وتابع : يلا يا أستاذ إنت مأكلتش حاجة من الصبح لازم تاكل حاجه
إرتجفت شفتاها في محاولة يائسة للإبتسام ........... إقترب حسن منها وطبع قبلة سريعة على شفتيها المرتجفة وتابع : لازم تاكلي وتتغذي علشان البيبي وعلشان صحتك قبل البيبي اللي هي غالية عندي قوي .........
خرج صوتها أخيراً : متحشرجاً ..........ضعيفاً ...........باكياً : أنا مليش نفس
إقترب منها وقام بضم رأسها لصدره وتابع بنبرة حانية : رقية .............. بقالك أد إيه مستنية البيبي .............رقية طظ في أي حاجة وفي كل حاجة حتى أنا ............. رقية إنتي شايلة حلمنا في بطنك
تابعت بنبرة يائسة : حلمي أنا ............ حلمك إنت حققته خلاص
تنهد بألم وتابع : لأ ............ حلمنا ........... فاكرة الأرض .......... إقتراح خالد ............على فكرة إذا جه ولد حسميه خالد
نظرت نحوه وقد ترقرقت العبارت بعيناها مرة آخرى فتابع وهو يلتقطها بيديه ويجفف وجهها بحنان : لأ ........... بلاش دموع ........... يلا نتعشى سوا علشان الصبح نروح الأرض نفرج العفريت ده عليها
نظرت نحوه بضيق وتابعت : حسن إنت ناسي اللي طلبته ...
وضع يده على فمها قبل أن تكمل وتابع : مش ناسي ومش حاقدر أعمل ده وإنتي عارفه ........... لو إنتي تقدري تستغني عني انا مقدرش أستغنى عنك
رقية : إنت إستغنيت يا حسن
حسن : لأ يا رقية ........... أنا عمري ما إستغنيت وإنتي واثقة من ده
وضعت يدها على رأسها وتنهدت بعمق فتابع : الحل الوحيد إنك تخلصي مني ........ إني أموت
دون وعي قالت سريعاً : بعد الشر
إبتسم برضا وتابع : الشر هو بعدي عنك ............
قطبت جبينها وعلا ملامحها الضيق مرة أخرى وتابعت : بس إنت بعدت ورحت إت...........
قبل أن تكمل قاطعها تلك المرة بوضع الشطيرة بفمها مما إضطرها أن تمضغ قضمة رغماً عنها وتابعت : حسن بتعمل إيه
حسن : مش عايز كلام ........ عايز طعام وبس أرجوكي علشان خاطر صحتك وصحة إبني اللي في بطنك .............أبوس إيدك أنا بقالي سنين مستنيه
رقية : لا يا حسن إنت مش بقالك سنين إنت بقيت أب دلوقتي أنا عارفة
صمت قليلاً وتنهد بألم وتابع : وإنتي كمان تسع شهور حتكوني أم لإبني وأنا بشوف إن أي كلام تاني حنأجله لبعد التسع شهور دول .........ممكن ..........علشان خاطر خالد
تابعت : ممكن تكون بنت على فكرة
حسن : حتكون أحلى بنت المهم متبقاش شبهي ساعتها مش حنعرف نجوزها
إبتسمت رغماً عنها فتابع وهو يناولها الشطيرة : اللهم صلي على النبي ........... شوفتي لما بتضحكي وشط بينور إزاي ........... طيب أنا عايزها بنت وقمر زيك
بدت ملامح الراحة تتسلل لوجهها تابع وهي تتناول طعامها بروية : بعد ما تاكلي تشربي العصير كله هه وبعدين نقوم نصلي ركعتين شكر لله مع بعض .......... دي كان أول حاجه لازم نعملها
أومأت بالإيجاب وظل بجانبها حتى أنهت طعامها كله عندها ساعدها حتى توضأت ثم أقام الصلاة .


 
 *********************

نظر حمزة للوحة بدهشة ثم إستدار لها قائلاً : إيه ده
إبتسمت بثقة ........ كانت متأنقة كالعادة .........على الرغم من بساطة خصلاتها المرفوعة بدبوس قاتم اللون وملابسها التي تكونت من سروالاً من الكتان الأبيض وقميصاً حريرياً أحمر اللون دون أكمام إلا أنها كانت تبدو وكأنها خرجت لتوها من أحد مجلات الأزياء الشهيرة .............نوع من النساء لم يلتقيه حمزة من قبل ............. كانت تبدو كاللغز المحير أم ربما الحلم الغامض ............... إستلقت على أريكتها دون تكلف وتابعت : إيه مش عاجباك
حمزة : أنا قلت ليكي قبل كده إن الرسم إحساس وبصراحه بحاول أفهم الإحساس اللي رسمتي بيه اللوحة الدموية دي !!!!!
كارمن : إنت شايفها دموية
ظل حمزة يتفحص الرسم أمامه مرة أخرى ............ خلفية سوداء قاتمة ............ ورجل غابت أغلب ملامحه فبدا كظل رجل ولكن كانت هناك دماء تتساقط من يده ........... قاتل هو أم مقتول ............ الدماء تتساقط على وردة حمراء ............ إبتسم بمكر وتابع ............ دي مش أسطورة البنفسج يا كارمن .........دي أسطورة وردة الحب ......... إنتي قرأتي الكتاب
أغمضت عيناها وتابعت : فيوليت مطلعتش مني إحساس حقيقي لكن دي هي اللي كنت بدور عليها
نظر نحوها بقلق وتابع : بس أنا مش فاهم اللوحة ............مش فاهم قصدك
كارمن بسخرية : مش مهم ............
تابع وهو مازال يتفحص اللوحة : إنتي الوردة الحمراء ؟
ضحكت بشدة .......... ضحكة رنانة ساخرة .......حزينة تابعت بأسى : تعرف إن في الآخر برده مش قادرة أحس نفسي الوردة الحمراء ............. الأسطورة بتقول إن العصفور ضحى بنفسه علشان يلون الوردة البيضاء بدمه وتبقى حمراء وتكون وردة حب وتقدر تحب .............بس .......
حمزة : بس إيه
كارمن : أنا محدش ضحى بنفسه علشاني ............. أنا بيتضحى بيا وبس

لاحظ حمزة ترقرق العبرات بعيناها ............ شعر بالشفقة نحوها وتابع النظر نحو اللوحة مرة أخرى .............. الرجل ............ ملامحه الغائبة داخل الظلام تبدو مألوفه ............العيون الحادة ............ الوجه القاسي ...........فجأة إنقبضت ملامحه ............ نظر نحوها في ذهول وتابع : ده خالد !!؟؟؟

إبتسمت بدهاء وظلت صامتة وهو ينظر نحوها منتظراً الإجابة ............... نعم الإجابة يا حمزة لقد حان الوقت لمعرفة بعض الحقائق عن رب عملك ............ خالد

******************************

نظر له الرجل بتمعن ثم تابع : بس يا كريم باشا الموضوع ده حيكلفك كتير
أجابه وهو يتلاعب بسيجارته بفمه دون إكتراث : كام يعني
تلفت المسجون حوله وتابع : 100 باكو
كريم : إعتبرهم في جيبك
ضحك الرجل بإستهزاء : إزاي يا باشا إنت فاكرني بضفاير ...........أنا اللي أعرفه إنك دخلت السجن مأشفر
قام كريم وقد أمسك بالرجل فدفعه إلى الحائط بقبضة واحدة ثم تابع : مش بتاعتك ............. ليك فلوسك وحتاخدها على الجزمة
المسجون : خلاص يا باشا ............ خلاص يا كبير
كريم : التنفيذ كمان أد إيه
المسجون : شهر يا باشا
كريم : كتير يا باشا ........... ليه
المسجون : يا باشا الموضوع ده عايز ترتيب .......... هنا وبره كمان ............ ده هروب يا باشا ..............

هروووووووووووووب








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:43 PM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




مازالت ملامحه حائرة............ ينظر نحو اللوحة في دهشة ........... هي حقاً تقصد خالد ............نعم بالتأكيد خالد فربما تكرهه ........... تبغض ذكراه......... ففي النهاية هو زوج سابق ولكن ما سر تلك الدموية التي تنبض بها اللوحة ............... نظر نحوها ............ كانت ما زالت مستلقية على أريكتها .............. لمحة من الرضا إجتاحت عيناها وتممتها بإبتسامة مسيطرة أضافت لحمرة شفتاها المزيد من الثقة ...................
تابعت بصوت هادئ : أيوه هو خالد
حمزة : انا مكنتش أعرف إن العلاقة بينكم سيئة كده
ضحكت بسخرية وتوجهت نحوه ........... إستقرت بجانبه وقالت وهي تنظر للوحة بمرارة : علاقة سيئة !!!! جميل المسمى الشيك ده بس مش هي دي الحقيقة
حمزة : طيب إيه الحقيقة

إستدارت نحوه ولاحظ إتساع حدقة عيناها كانت تبدو كبحر ثائر يتوق لإبتلاع كل مظاهر الحياة داخل دوامته الغاضبة ........... قالت بنبرة حاقدة : الحقيقة إن خالد ده حقير ........... أحقر إنسان ممكن تتعامل معاه في حياتك .

**************************

لا يعلم ماذا أصابه ولكنه ود الهروب من المكان سريعاً ربما لشحنة الطاقة السلبية التي تفجرت من حوله منذ بدأت الحديث عن خالد ............ على الرغم من أنه لم يكن لخالد صديقاً وليس بينهما أي صفات مشتركة بل يضيق أحياناً بطباعه البرجوازية إلا أنه لا يكن له بغضاً أو كراهية .......... على عكس كارمن التي عبئت الأجواء في لحظات بعبق الكراهية والحقد والغضب .

هل حقاً ما أخبرته عنه .............هذا الرجل الذي إستغل جسدها في مراهقتها وقلبها في أوج انوثتها ............ خادع كاذب محتال .........كانت تلك هي كلماتها بالتحديد ..........محتال وسيخسر كل شئ قريباً وستسقطون معه ............ ماذا تقصد بهذه العبارة بل ماذا تقصد بعبارتها الأخرى بأنه يجب عليه تأمين مستقبله لأن وظيفته مع خالد زائلة على المدى القريب .............. زفر بضيق ........... جيد أنه غادر المكان بل هو لا ينوي العودة إلى هناك مرة أخرى فقد تبدلت المرأة الفاتنة بأخرى تمكن منها الحقد حتى النخاع وحديث الأزهار والحب والفن تحول لمجرد شكوى إمرأة ناقمة على من هجرها ............. نعم من الأفضل ألا يعود فلقد إنتهت تلك الصداقة ربما من قبل أن تبدأ .

******************

في دثار الصداقة أتخفى ............ فقط لأكون بجانبها ................ صوتها العذب أصبح أكثر رقة ............. حديثها أصبح أقل تكلفاً ............... بل إنها رغماً عنها نادتني خالد ثم إستدركت نفسها وطغت حمرة الخجل على وجنتيها سريعاً وهي تتمتم " بشمهندس "

كنت أتحدث معها كثيراً ............. أبحث عنها من أجل لا شئ ............ أوجدت مواضيع من العدم ........ ولم يكن هناك أفضل من الجياد ............ أصبحت ذريعتي من أجل الحوار ............ كانت تعشق الجياد فشعاع العسل بمقلتيها ينبض بالحياة عندما تكون بجانبهم خاصة رعد ...........

حصاني الثائر الذي طوعته في دقائق بإحساسها دون دهاء ............. في حضورها يتبدل لكائن آخر ............. رقيق .......... باسم ..............هادئ .............. عاشق !!!!
فرعد يعشق البندقية وينتظر طلتها ربما مثلي تماماً

كانت تقف بجانب رعد عندما وصل خالد للإسطبل ............. تبدلت إيناس كثيراً ........... فالعمل الشاق أرغمها على الإستغناء عن ملابسها الرقيقة المنمقة وإستبدلتها بالسروايل المصنوعة من خامة الجينز وبعض القمصان البسيطة المحتشمة وأصبحت تخفي قدميها الرقيقتين داخل حذاء ثقيل برقبة طويلة بمثل حاجز حماية ضد أتربة الصحراء وفضلات الجياد ............. كانت ترفع خصلاتها بعفوية فوق رأسها وقد تطايرت بعضها هاربة تداعب بخبث بشرتها الرقيقة ..............

نظر نحوها بتفحص لوهلة ثم إتجه نحوهما قائلاً : أخبار رعد باشا إيه
إيناس : تمام
إقترب خالد من رعد ممسكاً ببعض البرسيم الذي حاول إطعامه إياه دون جدوى ............. نظر نحو إيناس في حيرة وتابع : بجد مش عارف أول مرة أشوف حصان ما بيحبش البرسيم أنا بجوعه علشان ياكله
إيناس : معلش إحنا بنعوض بجزر وعلف
خالد بيأس وهو يحول دفع البرسيم داخل فم رعد : بس ده مفيد علشانه

كان رعد يبدو كمن يفهم حديث خالد بل أكثر كان يبدو غاضباً لإصرار خالد على حشر تلك الحشائش الخضراء بين أسنانه فقام فجأة بالرجوع للخلف ثم زمجر وأصدر صوت يسمى القبع من بين منخاره وحلقه وفي لحظة قُذفت قطع سوداء من بقايا البرسيم من فم رعد الغاضب ...........

نظرت إيناس بصدمة وتأفف لذراع الخالد الذي زينه رعد بمحتويات فمه ثم إنفجرت في الضحك بصوت رقيق وخالد ينظر نحو رعد متوعداً ويمسح ذراعه بالماء تارة وبالمنديل تارة أخرى ..............

إنتبه لصوت ضحكتها العذب مما جعله يضحك بدوره .......... كانت ضحكتها عفوية جميلة رنانة لأول مرة يستمع لصوتها الضاحك ............ وهي أيضاً ربما لأول مرة تستمع لضحكة صادقة منه .............. كانت عيناه تلتقط سعادة العسل بمقلتيها بخبث ............ إلتقاء نظراتهما تلك المرة أربكها ولكنها لم تستطع الهروب أم ربما لم ترد الهروب تلك المرة !!!!!

وإستمر الضحك بل زاد عندما قام خالد بسكب محتويات المياه على ذراعه أملاً في التخلص من الرائحة سريعاً دون جدوى ............... نظر نحوها ونحو رعد متوعداً وتابع : ماشي يا رعد مردودالك
ثم توجه نحوها وتابع : بتضحكي عليا ده بدل ما تساعدني
إيناس ببسمة : آسفه أصل رد فعله صدمني بصراحه ......... بس ......
خالد : بس أنا أستاهل صح
إيناس : مش قصدي بس إنت عارف رعد عنيد
خالد : هو أنا عارف ودلوقتي خلاص إتأكدت ............ نظر لنفسه ولقميصه بيأس ثم تابع : يادي القرف ده مش دراعي بس شايفه جه على القميص كمان ........... إنت بهدلت بابا يا رعد النهارده ........

فجأة بدت ملامحه مذعورة بعض الشئ ونظر نحوها متسائلاً : في حاجة على وشي

لم يكن هناك شئ بوجهه ولكن قبل أن تجيبه بدأ يمسح وجهه سريعاً وبعشوائية خوفاً من أن يكون عقاب رعد قد ناله أيضاً ............. رغماً عنها ضحكت مرة أخرى أمام ما يفعله ............ نظر نحوها وإبتسم بمكر ثم تابع : مفيش فايدة بقه مضطر أنا قرفت خلاص

قبل أن تدرك ما يقصده فوجئت به يخلع قميصه ويلقيه جانباً بعيداً عن جسده ............ إرتبكت وطغت حمرة الخجل كالبركان على قسمات وجهها عندما وجدت نفسها أمامه وهو عاري الصدر ثم قالت بتلعثم قبل ان تهرب مباشرة : عنئذنك

إبتسم بمكر بعد هروبها ثم إتجه نحو رعد مربتاً على رأسه وتابع : مشيت ........... أنا مش عارف إيه اللي بعمله ده يا أستاذ واضح إن أنا وإنت ذوقنا واحد

إمتطى فرسه المدلل الذي إنطلق يعدو بقوة .............. قوة تكاد تضاهي قوة مشاعره المضطربة نحوها .............


****************************

نظر حسن لهاتفه بملل لقد مر حوالي شهر منذ معرفته بحمل رقية .............. شهر من المبررات والتأجيل مع سهام التي لم تتقبل خبر حمل رقية بل وصل بها الامر لعدم تصديقه والتعامل معه على أنه ذريعة حسن الجديدة من أجل الهروب من إلتزامته نحوها .....................

أخيراً أجاب الهاتف بصوت يدعي النوم على الرغم من أنه كان بعمله !!!!
حسن : ألو
سهام : صباح الخير ........... إيه كنت نايم ولا إيه
حسن : اه راحت عليا نومه ............. بصي يا سهام حافوق واغسل وشي وأكلمك
سهام بغضب : الساعة عدت عشرة ............. ناموسيتك كحلي ولا إيه
زفر بضيق : وقته الكلام ده .............. أخبار محمود إيه
سهام : والله عايز تعرف أخباره تعال شوفه
حسن : في إيه يا سهام منا كنت عندك الخميس اللي فات
سهام : مرة كل أسبوع تشوف إبنك ............ لا كتر خيرك
حسن : هو إحنا مش إتفقنا نأجل الكلام في الموضوع ده لغاية ما رقية تولد بالسلامة
ضحكت بسخرية وتابعت : هو إنت فاكرني مصدقة الفيلم ده ........... بصراحة ده فيلم عربي قديم قوي قوي
حسن : لا يا سهام ده مش فيلم عربي قديم ........... دي حكمة ربنا
سهام : بقولك إيه حتى لو حامل ده ميفرقش معايا في حاجه انا حقي فيك ملوش علاقة بحملها من عدمه وحقي حاخده يا حسن ومش حقي بس حق إبني كمان
حسن : إنت بتهدديني يا سهام
سهام بصوت غاضب : أنا مش بهددك أنا ببلغك
تمكن منه الغضب بشدة وتبدلت ملامحه الهادئة سريعاً وأجابها بقوة : طيب بصي بقه .......... أنا ما بتهددش وأنا مبحبش الست اللي تعلي صوتها وتعمل راسها براسي مفهوم
سهام : إنت بتخوفني بقه
حسن : إفهميها زي ما تفهميها ............... لمي الدور يا سهام ومش عايز نكد ودوشة دماغ وبلاش لؤم الستات ده ...........متلويش دراعي بالواد هه
صمتت لوهلة ثم تابعت بنبرة حاقدة : حاضر .............. حاضر يا حسن

أغلقت الهاتف ونظرت لملامحها الغاضبة بالمرآة وتابعت : ماشي يا حسن إما أشوف أنا ولا الست رقية بتاعتك .

**************************

ألقت إيناس نظرة أخيرة على القدر ثم أغلقته بإبتسامة وهي تمسح قطرات البخار التي تصاعدت لوجهها وتابعت : تمام الفراخ إستوت

نظرت لها رقية بحنان وقالت بدورها : أنا آسفه يا إيناس تاعباكي معايا مش عارفة المفروض شهور الوحم عدت بس ريحة الفراخ مش قادرة أستحملها
نظرت نحوها إيناس بلوم وتابعت : تاعباني في إيه بس يا روكا ........ هي كيمياء ........... إملي الأوضة المية وحطي الفرخة تبقى شوربة يا لينا
ضحكت رقية بشدة وتابعت : ضحكتيني يا إيناس حاولد بدري بسببك
إيناس : لا لا خلاص أبوس إيدك
رقية : الدكتورة قالتلي المرة الجاية حتقولي ولد ولا بنت
إيناس : بجد ....... وإنتي نفسك في إيه
إبتسمت رقية بتأثر وتابعت : نفسي في إيه ................ يااااااااااااااااه يا إيناس أنا ما صدقت كل اللي يجيبه ربنا كويس
أمسكت إيناس بيد رقية وتابعت : ربنا يقومك بالسلامة
تابعت رقية بنبرتها الهادئة : حسن قالي لو ولد حنسميه خالد
إرتبكت إيناس للحظة عندما ذكرت رقية إسم خالد ولكنها إستدركت نفسها سريعاً وتابعت : على إسم بشمهندس خالد
رقية : حلمنا أنا وحسن ............ الأرض إقتراح خالد فاكره
إيناس : أيوه فاكرة
رقية : ولو بنت حسميها إيناس
نظرت نحوها إيناس بتأثر وهي تحرك رأسها بالنفي : لا يا حبيبتي سميها إسم جديد
رقية : إيناس ده إسم معناه الأنس والراحة يعني الست اللي قعدتها حلوة ......... الواحد يفتحلها قلبه ويرتاح ودي إنتي يا إيناس بجد الإسم ده إتعمل علشانك مخصوص يارب بنتي تطلع نصك وتطلع قمر زيك كده
إيناس بإبتسامة : خلاص بس إوعي لما تكبر ميعجبهاش الإسم
رقية : أقرب إتنين لينا إنتي وخالد وإحنا قررنا خلاص البيبي على إسم حد فيكم

إبتسمت بحرص ............ خالد ...........لا تعلم لماذا يجمعها القدر به دوماً حتى في الأسماء .

*****************

 
كانت جالسة بجوار المكتب في الغرفة المظلمة التي إعتادت زيارته فيها .............. إصبعها النحيل المزين بنقوش الحناء ينقر بعصبية شديدة ............... نقرات متتالية تمثل سيمفونية جديدة من غضبها المتأجج الذي لا يزول ............. منذ زيارة حمزة الأخيرة وهو يتهرب منها ...........ذرائعه واهية ............ ساذجة ..............حمقاء لا بل هي الحمقاء ...........متسرعة .............هرب منها ربما من قبل أن توقن ماذا ستفعل بتلك العلاقة الخرقاء .............قطع أفكارها قدومه ........... إبتسم لها ببرود ثم وجه نحوها نظرة غاضبة نارية ربما تكون متناقضة مع ملامح الثلج المسيطرة على هيئته ..........

كريم : ياه ليكي وحشة يا مدام
كارمن : كنت مشغولة شويه
كريم : لا والله ولا حنيتي للبيه
كارمن بنظرة غاضبة : دي آخر حاجة ممكن تحصل بالعكس أنا عايزة أخلص عايزة أشوفه متدمر فاهم يعني إيه متدمر
كريم ببرود : هدفنا واحد
كارمن : طيب إيه الخطوة الجاية
كريم : لسه
بدت هستيرية في حديثها وتابعت : يعني إيه لسه لسه لسه ........... إنت بطئ قوي
نظر نحوها كريم بتوعد وتابع : بقولك إيه يا بت إنتي إركزي وبلاش غباوة مفهوم

صمتت وظلت تنظر نحوه بغضب ............ أخرجت سيجارة وبدأت تدخن بتوتر ثم تابعت : طيب ناوي على إيه
ضحك كريم بمكر وتابع : الزيارة الجاية حتعرفي
كارمن : هو إيه ده ما تقول دلوقتي وخلاص
كريم بإصرار وهو يجز على أسنانه وينظر نحوها بتوكيد : الزيارة الجاية حتعرفي وكلامنا إنتهى على كده


خرج ............خرج وتركها تحرق نار غضبها في لفافة التبغ البائسة بدلاً من أن تحترق هي .............. لا .............لن تحترق مثل تلك اللفافة التعيسة .............يبدو أنني سأزور المزرعة من جديد ولكن تلك المرة ليس من أجلك يا خالد



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:45 PM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون



كان المكان يبدو قاتماً ................ لا يختلف كثيراً عن جدران زنزانته الرمادية التي طالما مثلت رماد البركان بداخله .............بركان يبدو خامداً الآن ولكن ثورته ستكون بالتأكيد مهلكة .

عاد يتفحص المكان من حوله ..............حيز ضيق مغمور برائحة الدخان الأزرق ...............الوجوه قبيحة وما زادها قبحاً ربما وجود النساء فلقد إعتاد مظهر القبح في الرجال حوله أما أن تكون النساء كذلك أيضاً فتلك هي ذروة العبث ................ أين الجميلات هل شح عالمه بهن أيضاً ............... ربما ............. بل ربما أصابه القُبح بدوره وحفرت السنوات البائسة آثارها بإحكام داخل ملامحه ............هو لا يختلف كثيراً عن الجُموع الرثة حوله

نظر لصديقه بمكر الذي إستقبله بدوره بترحاب فاتحاً كلتا ذراعيه وأسنانه الصفراء المتهالكة طغت على إبتسامته فبدلتها بإبتسامة مسخ ...........ولكن هذا المسخ هو سبب حريته المنقوصة .

إقترب شوقي من كريم مرحباً : حبيبي ............. كفارة
كريم : حبيب قلبي ............ ليك وحشة
شوقي : الواد نصه ريحك ولا تعبك
كريم : ريحني بس هباش
شوقي : موضوع الهروب مش سهل يا كيمو وبيكلف
كريم : عموماً مش مهم الفلوس المهم إني خرجت ............
شوقي : وهو من غير رذالة يعني .......... إنت جبت الفلوس منين
كريم : وهو عملوا البلاطة ليه يا شوقي مش علشان نخبي تحتيها قرشين للزمن المهبب ................
شوقي : تمام يا صاحبي
كريم : إيه المكان ده يا شوقي أنا قلت حلاقي عندك ما لذ وطاب
ضحك شوقي بمكر : عندي يا حبيبي .............المكان ده بس تمويه لكن إتفضل

تبعه كريم ينظر بتأفف للوجوه حوله ولكن ما لبث أن خرج من تلك البقعة المتهالكة إلي مكان آخر يمثل نقيضها تماماً ............. كانت فيلا صغيرة يقطن فيها المدعو شوقي ...........
وشوقي أحد أصدقاء كريم في السجن ..........هو منبع لكل ما هو غير مشروع يتاجر بكل شئ سلاح ..........مخدرات ............ نساء ............. كل ما يخطر ببال وربما ما لا يخطر أيضاً ولم يتخيل كريم أنه قد يصبح في أحد الأيام صديق لهذا ال " شوقي " ولكن ربما هو الحظ الذي جعله يتلقى طعنة كائدة بدلاً منه كادت تودي بحياة كريم ونجى شوقي ............ وأصبحوا أصدقاء وتغير كريم من بعدها من مجرد فتى مدلل ربما لرجل كما يرى شوقي وأمثاله الرجولة !!!!!

إضطجع كريم على أحد الأرائك وتنهد براحة : أيوه كده
نظر له شوقي بمكر ثم قام بإعداد لفافة تبغ من أجله وناوله إياها قائلاً : حبيب قلبي
كريم : لاااااااااااا .............. أنا عايز أبقى فايق
شوقي : لسه قدامك الأيام كتير ............ ريح النهارده وفوق بعدين
كريم : أنا مش حفوق إلا لما أخلص يا شوقي
شوقي متسائلاص بمكر : حبيبك بتاع المزرعة
كريم : وهو في غيره
شوقي : بس لازم تصبر شوية يا صاحبي
كريم : هو اللي بعمله في الناس حيطلع عليا ولا ايه
شوقي : لا يا حبيبي ............... بس إنت لسه هربان والبوليس عينه حتكون مفتحه لازم تكن شوية
كريم بضيق : أد إيه يعني
شوقي : شهرين ثلاثة كده
كريم : كتير يا شوقي ........... كتير قوي
شوقي : حبيبي العملية كبيرة ومحتاجة تخطيط ووقت ............ ده غير لازم البوليس يرجع ينسى......... ممكن هروبك يخوف صاحبك ويلبش الجو هناك
كريم : ماشي يا شوقي بس مش اكثر من كده
شوقي : لا متخافش ................ ناوله شوقي اللفافة وتابع : نقول مساء الخير

أخذها كريم منه ونفث دخانها الأزرق بغيظ وتمتم بصوته البائس : مساء النور ............. هانت ............هانت قوي يا خالد

*************************

إسترعى إنتباهها نقراته المتعجلة على باب العيادة ............ إستقبلته بإبتسامة مقتضبة قائلة : بشمهندس حمزة ............. إتفضل
دخل حمزة بإبتسامته المعتادة وحياها قائلاً : إزيك يا دكتورة
إيناس : الحمد لله
حمزة : أخبار الشغل إيه ؟ والخيل تمام
إيناس : اه الحمد لله ............ تمام
حمزة : وأخبار أبلة روكا إيه
ردت بدهشة : كويسة إنت مش بتزورها
حمزة : لا بزورها حتى كنت رايح ليها دلوقتي بس حبيت أعدي وأسلم عليكي
إيناس بنفس النبرة الجادة : امممممم ...........الله يسلمك يا بشمهندس

لاحظ حمزة جديتها أو ربما ضيقها من الزيارة ذات السبب غير المعلن تابع سريعاً : كمان كنت عايز أخد رأيك في حاجة
إيناس : رأيي !!!! في إيه
أخرج حمزة ثوباً صغيراً لرضيع كان مميزاً ورقيقاً ناولها إياها وتابع : ها إيه رأيك
أمسكت إيناس بالثوب ونظرت نحوه بحنان وهي تردد : جميل قوي بجد
حمزة : يعني حيعجبها أنا جبته بيج علشان يليق مع ولد أو بنت
إيناس : حتفرح بيه قوي بجد ........... هي لسه ماشترتش حاجة دي حتكون أول حاجة للبيبي
بدت على ثغره إبتسامة طفولية : كويس .......... علشان أذله أول حاجة لبسها من أونكل حمزة
ضحكت وأعادت له الثوب : ذوقه جميل
حمزة : لا ماهو أنا دايما ذوقي حلو على فكرة

عادت مرة أخرى لإبتسامتها المقتضبة ربما لإنها إستدركت ما يعنيه خاصةً مع نظرته الحانية الموجهه نحوها .............. كادت أن تنطق بعبارة جافة لكي تنهي المقابلة ولكن شد إنتباهها عطر قوي ..........مثير ......... أخترق الغرفة مع نسمات الهواء التي عبثت بخصلاتها المتوهجة وهي تقف بالباب تراقبهم بعين ماكرة وإبتسامة واثقة .................

نظرت إيناس نحوها في دهشة وإستدار حمزة بدوره للباب وعندها قالت له كارمن بصوت عذب : إزيك يا حمزة ............... ثم إستدارت لإيناس وقالت بنبرة راضية : إزيك يا دكتورة ............. واضح إن دايما الصدفة بتجمعنا ولا إيه
إبتسمت إيناس بحيرة وقالت بدورها : أهلا يا فندم

ظل حمزة مندهشاً لوهلة من قدومها وحديثها مع كلاهما وقبل أن ينطق جاءه هروب إيناس السريع عندما لاحظت النظرات الصامته بينه وبين كارمن
إيناس : طيب عنئذنكم أنا بقه
إبتسمت كارمن : فرصة سعيدة ........... لمرة تانية يا دكتور ولا أقول تالتة
ردت بإقتضاب : أنا الأسعد

خرج ثلاثتهم من العيادة ............. تركتهم إيناس مسرعة متسائلة في نفسها عن علاقة حمزة بكارمن ..............

لا تعلم لماذا تشعر بالضيق كلما رآتها هل هو مجرد رد فعل لنظرات كارمن الغاضبة نحوها فهي تشعر أنها لا تستسيغ طلتها ............ لماذا ؟؟؟ هل بسبب خالد ............. هل ما زالت كارمن تحبه وتشعر الآن بالغيرة منها ............ ربما فلقد ألقت بسهامها المسمومة في المرة السابقة عندما لمّحت لرؤيتها مع خالد كلما زارته ........... هل تود حقاً العودة إليه ؟؟
وماذا عن خالد هل لديه بقايا مشاعر من العشق نحو الصهباء ............. سحقاً لماذا تهتم ............ هي لا تهتم ...............بالطبع لا تهتم هي فقط تفكر ........... فكارمن تنظر لها بمكر غريب وكأنها عدو لدود دون أن تعي لماذا ............. لا هي تعلم لماذا ولكنها لا تود المواجهة ............ إنه خالد

نظر حمزة لكارمن بدهشة قابلتها هي بإبتسامة ماكرة ............. فآخر ما كانت تتوقعه أن يكون حمزة عاشق لتلك الطبيبة .............

لأول مرة تشعر أنها محظوظة فقد جاءت للمزرعة وليس لديها أي فكرة عن ما ستقوله لحمزة حتى تعيد علاقتها معه من جديد بل كانت حائرة في ماهية العلاقة وقدرتها على الإستفادة منها ولكن الآن فقط شعرت ببريق غريب يجتاح عيناها .............فالنظرة الحانية التي رأتها في عينيه نحو تلك الطبيبة الهادئة كانت بمثابة حبل الإنقاذ الذي سيلتف حول رقبة خالد في النهاية ............. الآن تعرف كيف ستجعله يكره خالد وتلك فقط البداية .................

قال لها بصوت هادئ : إزيك يا كارمن
كارمن : مهتم تعرف فعلا
حمزة : مش فاهم قصدك
كارمن : لو كنت مهتم بحالي كنت زورتني أو حتى رديت على تليفوني
حمزة : أنا آسف إتشغلت و...........
قاطعته بإبتسامة : متكدبش .......... اللي زيك مش بيعرف يكدب
حمزة : كارمن أنا...........
كارمن : إنت خفت ............ جايز خفت على شغلك مع خالد لما عرفت أد إيه العلاقة بيني وبينه سيئة
نظر لها بضيق ودهشة : على فكرة الموضوع مش كده خالص
كارمن : طيب إيه الموضوع

خلع قبعته وعبث بإرتباك بخصلاته المسترسلة ثم تابع : الحكاية كلها إني حسيت إني مش فاهم
كارمن : مش فاهم إيه ؟
حمزة : مش فاهم إحنا فعلا بنتقابل علشان نتكلم عن شغل ........... عن فن جميل ومشاعر حقيقية بتلوني بيها لوحتك البيضاء ولا عن كرهك ليه وغضبك منه
كارمن : ماهو سواء كرهي أو غضبي دي مشاعر برده ولا المشاعر لازم تكون حب وجمال وبس
حمزة : لا طبعا بالعكس أوقات مشاعر الغضب بتكون أقوى وأعمق وبيطلع منها فن صادق وحقيقي بجد
كارمن : غريبة ومدام كده ..............هربت ليه
حمزة : علشان إنتي كدبتي يا كارمن
كارمن : كدبت !!!!!
حمزة : أيوه ..............أول مرة إتقابلنا قولتيلي إنك كنت جاية هنا لخالد تطلبي منه خدمة بخصوص الورد والرسم فاكرة ...

صمتت وأومأت برأسها إيجاباً ............ تابع بثقة : والمرة اللي فاتت عرفتيني أد إيه هو حقير وحكيتي تاريخه معاكي من أول ما إستغلك وإنتي صغيرة لغاية آخر مرة ............ قولتيلي إنه ضربك............ أصدق مين فيهم يا كارمن

تابعت بإرتباك : كنت عايز أول مرة أشوفك أقولك إني كنت عند طليقي وضربني ............. أكيد مش منطقي
حمزة : بس ممكن مكنتيش تصوري إن العلاقة كويسة الحقيقة ده خلاني أفكر شكوتك حقيقية ولا مجرد حقد وغل طبيعي في حالة الطلاق

غضبت من داخلها تماسكت قليلاً ونظرت نحوه وقد بدت بعض العبرات بعيناها : كنت متخيلة إنك قارئ كويس للناس يا حمزة .......... بس واضح إنك مجرد راجل تقليدي مش اكثر ............ عنئذنك

إستدارت لتتركه ............. لا يعلم ماذا أصابه ولكنه شعر بالغضب من نفسه إستوقفها قائلاً : كارمن إستني
توقفت ضحكت برضا ثم نظرت نحوه بأمل : أيوه
حمزة : أنا فعلا قارئ كويس للناس بس إنتي غامضة جداً
كارمن : غامضة !!! أنا مشكلتي إني كتاب مفتوح
حمزة : أيوة بس مليان لوغاريتمات يا كارمن وأنا كنت أدبي
إبتسمت بيأس : عندك قدرة فظيعة إنك تخرج ضحكة من كل حاجة جايز ده اللي عاجبني فيك
حمزة : ده بس
كارمن : أنا نفسي نكون أصدقاء وجيتلك مخصوص حتوافق ولا حترفض
كانت تبدو فاتنة وبريئة بنفس اللحظة .............بريق النهر الأزرق بعيناها حزيناً ...........راكداً ..........شعر نحوها بالشفقة ............ وافق على الفور ............إبتسمت برضا وإفترقا على لقاء .

*******************

خرجت من المزرعة سريعاً لم تود رؤيته ............... فليس هذا بوقت رؤياك يا خالد ..............قلبي الأحمق سيتوقف عن الإرتجاف لطلتك بل ربما توقف فعلاً ..............كانت سعيدة .........ساخرة ........... ومع الظلام كانت ليلتها مختلفة .................لوحتها البيضاء تزينت بألوان البهجة القاتمة ............. سنوات وهي محتجزة خلف قضبان التمني ............. حائرة بين غضبها وعشقها ............ إشارة من إصبعه كانت لترجح كفة عن الأخرى ............ حزر ؟؟ ...........غاضبة أم عاشقة .............. لا إجابة ............ نعم فخلف قضبان التمني إحتجزت نفسي .............ليس بيدك بل بيدي أنا يا خالد ............ غاضبة إذن فقد ولى زمن العشق ومنذ زمن ............... لكن الحمقاء بداخلي هي من أسرت نفسها خلف قضبان............ إبتسمت ساخرة ..........وتمتمت ببئس : قضبان الإنتظار

أفكارها ما زالت جامحة .......... متحفزة ...........كل ما تحتاجه الآن هو أن يكره حمزة خالد ..............جاءتها الطبيبة على طبق من فضة ............. حمزة عاشق صغير لن يقاوم دهائها كثيراً .............. ولكن ماذا بعد فبُغض خالد هو خطوتها الأولى ولكن كيف
كيف ستسفيد من هذا البغض الذي ستزرعه بمكر داخل قلب هذا الشاب العاشق كيف سيصبح حمزة مدخلها الأخير لتدمير أحلام خالد ..............زفرت بيأس ............ أفكارها البائسة مبعثرة تشعر أنها أمام شفرة من صنعها تحتاج لمن يفك أحجيتها بمهارة ................كريم كم أحتاج الآن لعقلك البائس ...............

أخرجها طرق صباحي متطلب على الباب من أحلامها وأفكارها ............... نظرت للساعة فوجدتها الثامنة صباحاً ................ مَن السخيف بالباب !!!!.......... خرجت غاضبة تداري جسدها بروب قصير وتُملس بغضب على خصلاتها المبعثرة ............. هجم العساكر يفتشون المنزل بعشوائية .............. بغضب صرخت بهم ............... أخرجها صوت الضابط الأجش من غفوتها الصباحية ........... كلماته أفاقتها في لحظات ............. كانت تأثيرها يضاهي عشرة فناجين من القهوة دفعة واحدة ................. هرب كريم

**********************

أعدت مائدة الإفطار كعادتها ونادت عليه تطالبه بالإسراع قبل أن يبرد الشاي ............. جاءها صوته ناعساً بدوره ............ حاضر ثواني ..............

طرقات بارده على الباب ............. شعرت بضيق غريب إجتاح قلبها .............. زائرة تبدو في أواسط عقدها الثالث ............. على قدر لا بأس به من الجمال ............... عيون غائرة ............ أنف حاد ........... شفاة مكتنزة ............. إبتسامة صفراء ............. ورضيع باكي على ذراعها ............. تقدمت للداخل دون دعوة ثم إستدارت لها بثقة : حسن موجود

ظلت رقية تنظر نحوها في قلق ............ بل كانت تستمع لصوت أنفاسها السريعة وكأن الهواء يعبر أذناها محدثاً ضجيجاً لا يُحتمل ............ خرجت الكلمات بصعوبة من حلقها الجاف : إنتي مين

إبتسمت بإنتصار وهي تتابع بنبرة قاتلة : قوليله سهام ........... مراته .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:48 PM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل التاسع والعشرون




المرأة ............ هذا الكائن الرقيق ............ المندفع .............الصارخ .......... المتغير ...........

نعم فالمرأة بطبيعتها الفسيولجية كائن متغير ............. يمر ج
سدها بمراحل عديدة فتتبدل طبيعتها دون أن تشعر ............. بدايتها طفلة بريئة تتأمل العالم من خلال قطعة حلوى ............ يتبدل جسدها دون أن تعي فتصبح خجولة متمردة ثم تعشق جسدها وعندها تتحول لأنثى .........واثقة سعيدة عاشقة تتبدل مرة أخرى ينتفخ بطنها تتغير كل لحظة مئة مرة تتلاعب الهرمونات بها تتطور عواطفها بمجون ............. تتأرجح دون روية ............ ثم تصبح أم ........... تتبدل لكائن آخر جديد ولكنها تتأقلم سريعاً فالأمومة إحساس فطري لن يتبدل بتغير جسدها على عكس عواطفها التي تعود للتأرجح مرة أخرى مع كل تغيير ............

هي ليست كائن فوضوي متقلب إقترب من الجنون ............. هي مجرد أنثى ............حالة متكاملة من الحيوية .............من التغيير .


التغيير الذي مر أمام رقية كقطار بطئ ............ تجاهلته لأشهر ولكن توقف القطار ونزلت بطلته في محطتها لتلقي في وجهها بالقنبلة علها تعي ...........تتأقلم ............أو ترفض ............ الزوجة الثانية

كانت كلمات سهام تتكرر ببطء داخل عقلها .............ماذا يحدث لقد سمعتها ........... زوجته ما داعي التكرار ...........إستوعبت أخيراً أن سهام صامته لم تكرر جملتها ........... إذن ماذا هناك هل هي هرمونات الحمل تلك الحالة العاطفية الشديدة التي تسيطر عليها بجنون ............. ترغب في البكاء ..............الصراخ ولكن لا تستطيع ............. وكأنه كابوس كتم أنفاسها فلم تعد قادرة على الحراك أو الصياح
بل تباطئت أنفاسها ............. ماذا هناك ............أين إختفى العالم لم تشعر سوى بصورة حسن التي تكبر أمام عيناها سريعاً وذراعه يلتقطها قبل أن تسقط أرضاً.................

بدأت تعود للواقع ببطء ............. كانت إيناس أمامها .............ماذا حدث هل عادت للمشفى مرة أخرى .............ربما لا فملامح السعادة غائبة عن وجه إيناس والقلق هو سيد الموقف الآن ............كانت تستمع لهمهمات غاضبة ............. حسن ...............والمدعوة سهام ...........ماذا يحدث ............بدأت تفيق ...............نظرت نحو إيناس متسائلة ثم عاد حسن إقترب منها وبعيون ممتلئة باللهفة سألها : إنتي كويسة

بدأت تستوعب الموقف مرة أخرى ...........المرأة القابعة بالخارج هي زوجته .............. أخذت نفساً عميقاً غاضباً فجر ينابيع المياة داخل عيناها ........... حالة هستيرية من البكاء ............لم تكن تنوي البكاء ولكن ماذا تفعل هل هي عاطفتها المشحونة أم ربما جسدها المتغير ............. قطبت جبينها ........كفاها تفكيراً برد الفعل ولتنتبه قليلاً للفعل المتواجد بغرفة معيشتها الآن..............سهام .


 

بعد مدة ليست بقصيرة من الصمت القاتل على الجميع تحدثت .............. نظرت نحوه بعين لائمة : ليه
حسن : حبيبتي أنا حاتصرف دي واحدة متسرعة وإتصرفت من دماغها
رقية : ليه
حسن : غيرة ستات يا رقية ............ مخها تعبان ..........سامحيني بجد
أصبحت العبرات أكثر قوة ...........تشوهت صورته داخل عيناها وظلت تردد : ليه
نظر لها حسن حائراً ....... ماذا تقصد ؟؟
تابعت بنبرة متحشرجة : ليه عملت فيا كده ........... أنا عملت فيك إيه وحش ............. حرام عليك ...........حرام عليك
كان حسن ينظر نحوها في ذهول بدأ يدافع عن نفسه دون إدراك : رقية مش ذنبي هي فاجئتني أنا مكنتش أعرف إنها جاية ............. الموقف صعب أنا عارف بس حصل غصب عني
إعتدلت في جلستها ...........صمتت لوهلة ...........جففت عبراتها ............قالت بشجن : الموقف ده إنت اللي حطتني فيه ............ إنت مش حد تاني
صمت لوهلة ثم قال بصوت حاد : عندك حق ............ وأنا حاصلحه حالاً ................
إبتسمت بسخرية وتابعت : متسرع طول عمرك بس على فكرة معدتش فارقة ............... أنا إتكسرت خلاص يا حسن وإنت اللي كسرتني
حسن : رقية إنتي بتقولي إيه
تابعت بنبرة باكية : أنا تعبت ................ خلاص مش قادرة بجد ........... أنا زعلانة منك يا حسن ........ زعلانة منك قوي بس كنت بقاوح

كانت ملامحه غاضبة ..............حائرة ............تابع بصوت أجش : رقية ممكن أعصابك علشان البيبي ........... مش إحنا إتفقنا نأجل الكلام في أي حاجة لبعد الولادة
رقية : ومش أنا اللي نقضت الإتفاق يا حسن
تابع بملامح غاضبة عندما تذكر فعلة سهام : صح
خرج مسرعاً قبل أن ينتهي الحديث .............. كانت إيناس تمسك بيد رقية الباكية ...........تشعر بالنار التي تلتهم قلبها ببطء ............. نظرت غاضبة نحو النافذة ............ تراقب العراك الصامت بين حسن وسهام ........

***********************

خرج حسن من الغرفة تحيطه هالة من الغيظ ................ أمسك ذراعها بعنف وأخرجها خارج المنزل عنوة ............ نظرت له بصدمة وتابعت : هي وصلت لكده يا حسن ..............بتطردني علشان الهانم
حسن : وعلشان ده مش بيتك يا سهام
سهام : بيت جوزي يبقى بيتي
حسن : ده بيت رقية ..............ومتفتكريش إنك ممكن تعيشي هنا ده مكان رقية وطول عمره حيفضل مكانها ............. ده ماكنش إتفاقنا يا سهام متلويش دراعي لإنك إنتي اللي حتخسري في الآخر
سهام : مش حاخسر لوحدي يا حسن
حسن : يعني إيه مش فاهم
سهام : يعني ياإما تعدل زي ربنا ما قال ويبقى زيي زيها في كل حاجة وتجيبني أعيش هنا وفي فيلا زي دي ............. يا تنسى إنك ليك إبن مني
نظر نحوها والشرار يتطاير من عينيه : بتهدديني بإبني يا سهام .............. وصلت لكده
سهام : وأبو كده
حسن : ياااااااااااه ده رقية رغم كل اللي عملته معاها وجرحي ليها معملتهاش
سهام : و أنا مش رقية يا حسن ............. أنا سهام وسهام مش حتسيب حقها تاني .............أنا صبرت كتير على إهمالك وغيابك عني بس خلاص صبري نفد ............. أنا حديك فرصة ترتب أمورك يا تبعتلي أجيلك يا تبعتلي ورقتي ............. عنئذنك
تركته غاضبه دون أن تسمح له حتى بتقبيل الطفل ............... كانت رسالتها واضحة ............بينة كضوء الشمس .

*****************

كانت إيناس ما زالت تراقبهم من النافذة بإهتمام كلماتهم غير مسموعة ولكن ملامحهم الغاضبة واضحة رؤي العين .............. جاءها صوت رقية المرتعش : لسه بيتكلموا
إنتبهت لها إيناس وقالت : بيتخانقوا ............. تركت النافذة وإقتربت من رقية في محاولة يائسة منها لتلطيف الأجواء : المهم إنتي عاملة إيه دلوقتي
رقية بآسى : المشكلة إني مابعملش حاجة ............ دايماً مفعول بيا مش فاعل ............... حاولت أكون فاعل بس ماقدرتش
إيناس : مين قالك بقه إنك مش فاعل ........... إنتي أهم شخص في الحكاية دي .............. إنتي مش شايفاه كان حيتجنن عليكي إزاي ............. ده أنا إترعبت من صوته في التليفون لما كلمني أجيلك ............ ده وشه كان زي ما يكون أزرق من قلقه عليكي
رقية : جميل تجميلك للموقف يا إيناس
إيناس : أنا بقول الحقيقة
رقية : وبرده الحقيقة كانت قاعدة في الليفنج بره
إيناس : وهو طردها
رقية : وهل ده معناه إنها محصلتش ................ لأ حصلت وجرحت قوي بس أنا اللي بقاوح
إيناس : طيب ............إنتي حتعملي إيه
رقية بصوت متحشرج : مش عارفة ............... أنا مخنوقة قوي ومش قادرة أتعامل معاه ............. مشاعري ناحيته متلخبطة ........... خايفة أكرهه
إيناس : أكيد ده صعب قوي ............ صعب الحب الشديد ده يتبدل لكره
رقية : لما شفتها كل الثوابت في كياني إتهزت ............. حتى حبي لحسن ................ أنا مش فاهمة إيه اللي بيحصلي ده
إنفجرت رقية في بكاء جارف من جديد إحتضنتها إيناس في محاولة لتهدئتها وتابعت : طيب إيه رأيك تغيري جو .............. تعالي أقعدي عندي شوية ........... بلاش مواجهات بينكم دلوقتي
رقية : أنا بصراحة فكرت أروح مصر
إيناس : لأ متبعديش قوي كده ............. خليكي عندي علشان تبصيلي كتير والبنت تطلع شبهي مش حتنازل
رقية : إيناس إنتي أختي اللي أمي ما خلفتهاش
إيناس : خلاص أنا حابلغ بشمهندس حسن بلاش إنتي تدخلي في مناقشات .............. العصبية والتوتر ده مش كويس لا عليكي ولا على البيبي
رقية : مش بإيدي يا إيناس
إيناس : دلوقتي حخليه بإيدك ............ حاعزلك عنهم ومحدش حيضايقك تاني يا جميل


تركت إيناس رقية وخرجت وتوجهت نحو حسن الذي كان ما زال واقفاً بمكانه خارج المنزل بعد رحيل سهام ............... كانت إيناس تشعر بالغضب من أجل رقية ........... فما تمر به فوق الإحتمال ......... الرجل الذي أحبته بكل كيانها هو سبب حزنها المستمر ...........

نظر حسن لإيناس بدهشة غاضبة وتابع : يعني إيه تسيب البيت
إيناس : بشمهندس حسن هي محتاجة تغير جو ووجودها مع حضرتك حيفتح نقاشات غصب عنكم وهي بجد تعبت ونفسيتها مدمرة
حسن وقد بدا غضبه وعلت نبرة صوته : يعني إيه ده ............ رقية مش حتسيب بيتها والموضوع مر خلاص ومش حاوقف حياتي علشانه ............. عقليها يا دكتورة مش تشجعيها


-
في إيه يا حسن صوتك عالي كده ليه


كانت نبرة خالد غاضبة قالها وهو يتجه نحوهم عندما سمع صوت حسن الغاضب مع إيناس
أمسك حسن برأسه وتابع : دلوقتي رقية عايزة تسيب البيت .............. أنا بجد تعبت وزهقت
خالد : عايزة تسيب البيت ليه ؟

تابعت إيناس وهي توجه حديثها لحسن في إصرار : هي أعصابها تعبانه يا بشمهندس والغرض سلامتها وراحتها مش أكثر ده غير إنها حتقعد عندي مش حتسافر مصر .............. هي فعلا أعصابها تعبانة والضغط النفسي بجد المرة دي كان عليها غير طبيعي

إستشعر خالد غضب إيناس الشديد بدورها من جملتها الأخيرة التي خرجت بطيئة حزينة لائمة لحسن الذي كان غاضباً بدوره ............صمت الجميع لوهلة ثم تابع حسن بضيق : خلاص تعمل اللي هي عايزاه ............ بيتها موجود ومش حاسمح لحد يدخله تاني ياريت تفهميها النقطة دي ........... عنئذنكم

تركهم حسن غاضبا ونظر خالد لإيناس بعدها وتابع : ممكن أفهم إيه اللي حصل وكمان واضح إنك عصبية قوي

صمتت إيناس لوهلة ثم تابعت : مدام رقية إتعرضت لضغط نفسي شديد جداً بجد.......... من أول ما إتجوز عليها وهي بتقاوم وكاتمة في نفسها علشان المركب تمشي لكن بجد اللي حصل النهاردة كان فوق طاقتها
خالد : إيه اللي حصل
إيناس : مدام الأستاذ حسن التانية شرفتها بزيارة
خالد بدهشة : إيه !!!! واللي جابها هنا
إيناس : معرفش بس واضح إن كان الغرض الأساسي غضب رقية ونجحت .......... نجحت بجدارة كمان
صمت خالد قليلاً ثم تابع : حسن لازم يرتب أموره بذكاء ويبطل عشوائيته دي
إيناس : مش فاهمة يعني يعمل إيه
أجاب بثقة : يعني يبقى راجل
إيناس : برده مش فاهمة
تابع بنفس نبرته الواثقة : هو دلوقتي متجوز الإتنين وده واقع يا يتعامل معاه وهما يتقبلوا ده بوضوح يا يسيب واحدة منهم وساعتها أكيد حتكون مش رقية
إيناس : ما هو أكيد مش عايز يطلقها علشان إبنه
خالد : عموما لما يهدى أنا حاتكلم معاه وأشوفه بيفكر إزاي وإنتي كويس إنك حتاخدي بالك من رقية ............مش قلتلك إتنين حوامل ربنا يعينك
قال جملته بإبتسامة في محاولة لتخفيف حدة الأجواء
تابعت بإبتسامة بدورها : انا النهاردة كنت خايفة على رقية قوي
خالد ضاحكاً : لا ما هو واضح
إيناس : مش فاهمة
خالد : أنا إنتبهت وأنا معدي لصوت حسن العالي بصراحه كنت فاكره بيزعقلك وكنت جاي أشوطه علشانك

إرتبكت من جملته ونظرته الماكرة نحوها وتابعت : لا يا بشمهندس الموضوع ميستهلش
خالد : برده إنت إتعصبتي عليه ............ واضح إنك بتحبي رقية قوي ............. أنا حسيت كده من يوم ما بلغتيني خبر حملها
إيناس : هي شخصية جميلة صعب حد يعرفها وميحبهاش
نظر نحوها بعمق وتابع : عندك حق في شخصيات بتجذبك ليها من غير ما تحسي وكل ما تقربي منها أكثر تنبهري أكثر وتحبيها أكثر

كالعادة إرتبكت من عبارته عندما أدركت مغزاها ............ هربت مسرعة متحججة بمساعدة رقية وظل هو يراقب خطواتها المسرعة للإبتعاد عنه ...........

***********************





المرأة ............ هذا الكائن الرقيق ............ المندفع .............الصارخ .......... المتغير ...........

عندما تحب فإن تلك العاطفة المتأججة تجتاحها دون حساب تتوغل داخلها بخبث ............ فتتبدل لشخص آخر ........... يخفق قلبها سريعاً رغماً عنها عند رؤية معشوقها ........... بل قد تتصاعد الدماء لوجهها فترسل برقيات معبقة برائحة عشقها نحوه دون إرادة .......................


يرى نيتشه أن المرأة تحب دون شروط .............تمنح نفسها جسداً وروحاً من أجله ............. تعشق إمتلاكه له أما هو فعشقه لها هو هذا الإمتلاك ..........فالرجل بطبعه يعشق إمتلاك المرأة ويرفض أن يكون مِلكاً لها

إذن
هي المملوكة لمعشوقها ............ إذا فقدته تغدو حائرة من دونه ............ تغوص دون وعي داخل ذكراه وليس من السهل عليها أن تسلم نفسها لمالك آخر ............. بعكس الرجل الذي يعلن إمتلاكه بفخر لأكثر من إمرأة !!!!
بل يتسع قلبه لأربع حجرات .


نظرت إيناس لها بحنان بعد أن إستغرقت في النوم أخيراً ................... ليلة طويلة من الأرق مرت بها كلتاهما ............ وفي النهاية إرتاحت رقية وكفيها يربتان بحنان على بطنها الصغير وإستغرقت في النوم .............

لم تنل إيناس سوى قسطاً بسيطاً من الراحة ............... كانت تراقب قرص الشمس القادم من الشرق يعلن عن الصباح بقوة وتستمتع بقهوتها المحلاة ............ طعم السكر طغا على نكهتها المرة ......... إبتسمت بشفاة مرتجفة ...........فهي تتبع خلطة رقية السحرية ......... عادات الحبيب التي تعيده ولو بصورة مؤقته لعالمها فتُحلي مذاقه المر .................. ولكن ليس هذا السبب الوحيد فهي تسعى لإستدعاء ذكرى شريف التي غدت تهرب منها في الآونة الأخيرة ............ رغماً عنها تهرب منها وتنشغل بالحياة أم ربما بالأحياء .


لا يعلم ماذا أصابه فهو يراقبها ربما منذ أكثر من عشر دقائق .............ترتشف قهوتها بتلذذ ............ تبتسم مغمضة العينين بل تهمس ..........شفتاها تتحرك .............تقذف أسرارها في الهواء الذي إخترق خصلاتها الهادئة ربما ليستمتع بدوره بعبق البندق خاصتها .
كيف تغيب هكذا عن العالم في لحظات ............ تغوص داخل عزلتها بهدوء ............. تستدعي ذكراها فتنقبض وتنبسط ملامحها وكأن أحلام يقظتها عالم حقيقي يضاهي عالمها الحالي ............ ود لو إستمر حلمها للأبد فمراقبتها تكاد تكون هواية لا يمل منها ولا يكل ............ بل لا ..............أليس من الأفضل أن تخرج من أحلامها الواهية وتكون بجانبه الآن ............ أليست الحياة أفضل من تلك الذكرى الأبدية التي تصر على إستدعاءها كلما إقترب منها ................

خرجت من غفوتها وتنهدت بعمق ثم نظرت بإبتسامة لقهوتها ............ إستدارت ............رأته........... كان يقف بموازاتها بحديقته ............. لم يتحدث ............بل لم تتبدل ملامحه ولا نظرته التي كانت تخترقها بإصرار ............ لا تدري ماذا أصابها ......... لم تهرب ......... ظلت تقرأ عيناه ........... هو مختلف ............. يبدو كمجروح ............. ضائع .............خائف ........... يتخفى بمهارة خلف دثار القوة ............ إستدركت نفسها بعد وهلة ........... وإنقطع لقاء البصر بهروبها السريع ............ هروب عشوائي ترك خلفه قهوتها المسكوبة ............... خطواته الواثقة إمتدت لحديقتها ........... نظر لشرفتها بإبتسامة ............... وعاد لمنزله مرة أخرى ولكن ليس خالي الوفاض بل بيده كوب القهوة خاصتها الذي رغب بشدة في الإحتفاظ به .

***********************

المرأة ............ هذا الكائن الرقيق ............ المندفع .............الصارخ .......... المتغير ...........الغاضب

غضب المرأة قد يكون بركان ثائر وقد يكون ثعبان قاتل ..............دهائها أسقط سلاطين وغير ممالك ............ واه من الدهاء إذا إمتزج بالغضب ............ عندها ستواجه أخطر أنواع السموم .

يطلقون عليها الأرملة السوداء ............... يقال أنها تتخلص من الذكر مباشرة بعد التزاوج وقد تتركه بعد فقص البيض ليتغذى عليه الصغار ............... هذا العنكبوت هو أكثر الأنواع سمية على وجه الأرض ............. وهو أنثى !!!!!!

 
منذ هرب كريم وعقلها دائم التفكير ................ تتوقع زيارته بين ليلة وضحاها ثم أصبحت تنتظرها ............. وتأخر كريم ولكن كان هناك حمزة .............عادة علاقة المُلهم والفنان من جديد .............. لم يكن حمزة يعلم أن إلهامه من نوع آخر ........... إلهام يصب في نهر الغضب ولا شئ غير ذلك

نظر حمزة بإعجاب للوحات أمامه وقال بمرح : بجد أنا طلعت مفيد ............. إنتي رسمتي حاجات كتير حلوة قوي

إبتسمت كارمن وإقتربت منه بمكر متعمدة إظهار عطرها النفاذ وتابعت : بجد كلهم عجبوك
حمزة : بصي لوحة زهور التيوليب مالهاش حل وكمان المجموعة دي حلوة مع ألوان وأنواع متناسقة مش بس في الشكل في المعنى كمان
كارمن : أشكر أستاذي العزيز
إبتسم وتابع : اللوحة دي بقه مالهاش حل ........... تابع بخبث ........... دي أكيد إسمها كارمن

كانت اللوحة لإمرأة صهباء ............. خصلاتها الحمراة منسدلة على ظهرها ......... اللوحة هي ظهر المرأة وليس وجهها ............ كلتا ذراعيه مرفوعين وقد تناثرت من خلال ثنايا أناملها أوراق ورود حمراء
تابع حمزة : بس أنا مش واصلني معناها بالضبط
كارمن : طيب قولي فهمت إيه
حمزة : الورد الأحمر رمز الحب ............ هل معنى ده إنك إتخلصتي من الحب
إبتسمت بمكر : حب قديم
حمزة : هو ........صح ( يقصد خالد )
كارمن : أيوة
حمزة : متأكده
كارمن : جداً ........ مش حضحك عليك كان عندي أمل لغاية فترة قريبة بس خلاص ...........أنا يا حمزة تعبت أصعب شئ إنك تفكر في حد مش حاسس بيك ولا حتى حاسس إنه ظلمك .......... بس على فكرة أنا خلاص مش زعلانة منه
حمزة : معقول ؟؟؟
كارمن : تعال حوريك لوحة بس لسه مخلصتهاش

كانت لوحة غريبة ............. قبضة قاسية غاضية لرجل وأزهار مفتته داخلها ........بفعلها تناثرت بقاياها الحمراء والبيضاء والأرجوانية بعشوائية في أركان اللوحة .......... نظر حمزة نحوها متسائلاً ............. تابعت بثقة : ده خالد
حمزة : قصدك إيه باللوحة دي
كارمن : خالد ما أذانيش لوحدي يا حمزة ........... خالد بيإذي كل ست بيقابلها في سكته ........... أذى مراته اللي قبلي وأذاني وأذى غيري ........... إحنا مجرد ورود كان ليها لون وشكل حلو قبل ما يدمرها بعقده
صمت حمزة قليلاً وشعر بالشفقة من أجلها ............ كانت عبراتها حقيقية ............نبرتها بائسة ...........
تابعت دون تردد : خالد على فكرة مايقدرش يعيش من غير ست في حياته يإذيها ويدمرها ......... هو مش بيفكر فيا ولا حاسس باللي عمله معايا وعايش تجربة جديدة .......... ضحية جديدة
حمزة مندهشاً : بس على فكرة بشمهندس خالد معتقدش في حياته حد دلوقتي
كارمن : حمزة أنا أعرف خالد كويس وأعرف القيود والحواجز اللي بيحطها بينه وبين الموظفين عنده ............ طبيعي عمرك ما حتعرف حاجة عن حياته الشخصية ................عنده حدود عمرك ما حتعديها ...........معلش أصل دي عقده قديمة شوية .........
حمزة : طيب وإنتي عرفتي منين إن في حياته حد
كارمن : جايز لإني اكثر واحدة فاهماه وكمان لإني شفتهم مع بعض وهو أكد ده بكل برود
حمزة متسائلاً بفضول : شوفتيهم مع بعض
كارمن : اه وفي المزرعة كمان
حمزة بتردد : في المزرعة ؟ مين دي !!!
أجابت بثقة وبالزُرقة الثائرة بعيناها وبنبرة هادئة قاتلة : الدكتورة الجديدة ................ إيناس .

نعم هي المرأة ............ هذا الكائن الرقيق ............ المندفع .............الصارخ .......... المتغير ...........العاشق .......... الغاضب ......... الحائر
المرأة






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:50 PM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثلاثون



إيناس ............... الكلمة إخترقت أذناه كشهاب صارخ............... إيناس ................ الرقيقة التي خطفت قلبه دون رَوِيّة ............... هي ............ هي تبدو كوردة ندية تحتفظ بإبتسامتها من أجل حبيبها الراحل ................ إيناس وخالد ............. كيف ومتى !!!!!

 
نظر نحوها وقد إتسعت حدقة عيناه وتمكن منها بريق غاضب : إنتي بتقولي إيه
كارمن بخبث : يا خبر ............. أنا آسفه يا حمزة سامحني كنت وعدتك مش حنتكلم عن خالد تاني والطاقة السلبية بسبب سيرته ............. خلاص إعتبرني ما قولتش حاجة

إستدارت وتوجهت ببصرها عنه ثم إبتسمت بمكر ..............

ظلت ملامحه غاضبة كما هي ..............تابع وكأنها لم تقل شيئاً : بتقولي شوفتيهم .............. شوفتيهم فين يعني
تابعت دون أن تنظر نحوه : بليز يا حمزة أنا مش عايزة أتكلم في الموضوع تاني
إقترب منها ووقف في مواجهتها وتابع : ردي عليا يا كارمن ووضحي كلامك
كارمن : كلام إيه
حمزة : كلامك عن إيناس وخالد
تصنعت البلاهة وتابعت : وإنت ليه مهتم كده
حمزة : كلامك خطر يا كارمن .............. يعني إيه شفتيهم مع بعض
كارمن : هو أنا قلتلك مثلا إني شفتهم في وضع كده ولا كده ............ أنا قصدي شفتهم في العربية وكان في بينهم نظرات وكده يعني
حمزة وقد بدأ يفقد أعصابه : يعني إيه كده يعني
كارمن : بص يا حمزة أنا اللي فاكراه إنه قالي إنها عاجباه وخالد لما بتعجبه واحدة مش حيبقى حب تلامذة
حمزة : يعني إيه ............. يعني عايز يتجوزها ؟
كارمن : والله يتجوزها أو لأ ده شئ يخصهم بقه
شد قبضته بغضب حتى بدت بيضاء ثم تابع : خدي بالك من كلامك يا كارمن ............. حتى لو بتكرهي خالد متدخليش إيناس في الموضوع لإنها إنسانة محترمة وميصحش كده
كارمن : حمزة أنا معرفهاش ومعنديش مشكلة معاها ............. ممكن تكون فعلا محترمة لكن خالد برده خبيث مش سهل ............ خليك واثق من ده ............


نظر نحوها بضيق وظل صامتاً .............ماذا هناك يا كارمن مجرد كيدٌ بخالد من جديد ولكن لماذا إيناس !!! لماذا ؟؟؟

**********************

جلس حسن أمام رقية وظل ينظر نحوها بعين ثاقبة .............. تفحص المكان من حوله دون مبالاة ثم تابع بصوت أجش : هي إيناس سافرت
رقية : اه ........... مشيت الصبح
حسن : طيب مش نرجع بيتنا إحنا كمان بقه.............. أظن يا رقية كفاية قوي كده فات حوالي شهرين

تنهدت رقية بضيق ولم تجبه .............. كانت تمسك بإبرة التريكو تحيك قميصاً لصغيرها .............. كان إنتبهها مرتكزاً فقط مع كرة الصوف الصغيرة التي تبدلت بفعل عزف أناملها المنتظم لهذا الشئ الرائع .............
نظرت نحو حسن وقالت في سعادة : قربت أخلصه ............ إحنا صحيح في الصيف دلوقتي لكن ده حينفعه في برد الشتا
إبتسم حسن : حينفعه !! ............ هي مش الدكتورة لما كنت معاكي آخر مرة قالتلك الباشا إنه بظهره ومش عارفة تشوف
رقية : عرفت تشوف آخر مرة لما كانت إيناس معايا
تابع حسن بفرحة : خالد ؟
رقية : أيوه
حسن : طيب يا أم خالد مش تروحي مع أبو خالد علشان خالد ينام في وسط أمه وأبوه
إبتسمت بسخرية وتابعت : طيب ومحمود

تغيرت ملامح حسن في لحظة ........... قطب جبينه وتابع : قصدك إيه
تابعت بهدوء غريب : محمود وأم محمود حيكون وضعهم إيه
نظر لها بدهشة وتابع : وضعهم ده مش بتاعك ............ مالكيش علاقة بيه يا رقية وبالنسبة لسهام قلتلك خلاص مش حتشوفيها تاني ........... عايزاني أعمل إيه أكثر من كده ............ حرام بقه الضغط ده أعمل إيه بجد علشان أرضيكي
إبتسمت بآسى وتابعت : فعلا إنت جيت على نفسك كتير قوي يا بشمهندس ................
حسن : دي سخرية
رقية : لأ دي حقيقة يا حسن .............. هو ده حسن إبني المدلل ............ أنا علشان مخلفتش خليتك إبني وكنت إبني الوحيد فدلعتك قوي ............ طلبك بيتنفذ قبل ما تفكر فيه ............. راحتك طول عمرها قبل راحتي .......... عارف يا حسن إنت ليه مش مرتاح مع سهام ............. علشان هي بتفكر في سهام مش في حسن
حسن : لا يا رقية عارفة ليه ............علشان هي مش الأساس ............ولا عمري حبيتها ولا عمرها حتوازي مكانتك عندي
رقية : بس هي مراتك زيها زيي يا حسن .............. دي الحقيقة اللي بكدبها من ساعة ماتجوزتها ............ ولما إتجسدت قدامي لقيتني مش قادرة ...........مش قادرة أستحمل بجد
حسن : رقية .............. إنتي عايزاني أطلقها
نظرت له ساخرة وتابعت : لا يا حسن ............. إنت اللي عايز تطلقها وتريح دماغك من الوش ............ بس عايزني أنا اللي آخد القرار
حسن : بس هي فعلا طلبت الطلاق ........... خيرتني بين إنها تعيش معايا زيها زيك أو تطلق
رقية : وإنت قلتلها خليها بعد ولادة رقية ............
حسن ساخراً : إنتي كنتي معانا بقه
رقية : لا ............هو مش حينفع إحنا الثلاثة نكون مع بعض خالص يا حسن
حسن : يعني إيه
رقية : مش قادرة أكون زوجة أولى يا حسن .............. الدور ده مش بتاعي مش عارفة أمثله كويس ........... لكن هي معندهاش مشكلة فيه وموافقة
حسن : يعني إيه

حاولت بقدر الإمكان أن تبدو قوية ............ أن تمنع العبرات ولكن دون جدوى ........... تابعت بصوت يجاهد ليصطنع الثبات : يعني طلقني
صمت لوهلة ........... بادت ملامحه باردة ساخرة تابع : رقية ............ أنا طلقت سهام إمبارح .


*****************************

كانت ثريا تتابع إيناس بسعادة وهي تجلس بجانب أخيها الأصغر في محاولة لمواكبة العصر الإلكتروني من خلال لعبة البلاي ستيشن خاصته ويبدو أنها فشلت بشكل ذريع .............. تعالت ضحكاتهم في المكان .............. إبتسمت ثريا وعندها أيقنت كم إقتقدت ضحكة وردتها الصغيرة ........... نبهت عبد الرحمن الذي كان منشغلاً بجريدته وقالت : شايف إيناس رجعت نورت تاني إزاي يا عبده
عبد الرحمن : الحمد لله يا ثريا ........... مرحلة وعدت
ثريا : نفسي بقه تكمل على خير
عبد الرحمن : قصدك إيه
ثريا : ترجع هنا في وسطينا وتسيب شغلها البعيد ده
عبد الرحمن : بس برده شغلها ده هو سبب تحسنها المكان هناك فرق والشغل والبعد عن الروتين .............. دكتور علي كان كلامه صح
ثريا : بس مش حتفضل هناك طول العمر ............ دي شابة صغيرة وأرملة يا عبد الرحمن كده كفاية قوي................. وكمان في سبب تاني
نظر لها عبد الرحمن بتفحص : سبب إيه
ثريا : فاكر دكتور سامح
عبد الرحمن : مين ده ؟
ثريا : إبن رجاء صاحبتي كان شافها زمان وعجبته بس وقتها كانت مخطوبة لشريف الله يرحمه
عبد الرحمن : وبعدين
ثريا : جدد طلبه دلوقتي وأنا شايفه إنه مناسب جدا بصراحه
عبد الرحمن : برده مستعجلة يا ثريا
ثريا : أنا مستخسراه ............... ده شاب كويس
صمت عبد الرحمن قليلاً ثم تابع : أنا نفسي أطمن عليها زيك بس مش وقته يا رقية ............... مش معنى إنها بتضحك وبتمارس حياتها بشكل طبيعي إنها حتتجوز تاني وبسرعة كده ........... شريف جوا إيناس يا رقية مانسيتهوش
رقية : ومش حتنساه طول ماهي وحيدة كده يا عبد الرحمن لكن جوزها هو اللي حيقدر ينسيها
عبد الرحمن : المهم إنها تقبل أصلاً بلفظ زوج على حد غير شريف ............ ثريا أنا بحذرك إذا فتحتي معاها الموضوع حتعاند أكثر أنا عارف بنتي
رقية : طيب وبعدين حتفضل كده لغاية إمتى
عبد الرحمن : مش عارف ........... بس الراجل اللي ممكن يحل مكان شريف عند إيناس مستحيل حيجي بالطريقة دي ........... صعب
رقية : إنت بتعقدها ليه مش جايز إذا شافته ترتاحله والله الولد كويس جدا ومحترم قوي
عبد الرحمن : أيوه يا ثريا بس ........
ثريا : من غير بس أنا حاجس نبضها بس من بعيد لبعيد ............ متخافش
عبد الرحمن : طيب أجلي شهر ولا اتنين مش دلوقتي
ثريا عن غير إقتناع : حاضر يا أخويا
عبد الرحمن : انا حاقوم اريح شوية صحيني كمان ساعة

إبتسمت ثريا لزوجها ثم قالت محدثة نفسها بعد رحيله : شهرين إيه يا عبد الرحمن وهو العريس حيستنانا شهرين ............ خير البر عاجله ..........ربنا يهديكي يا إيناس .

*********************

نظر مصطفى لإيناس بيأس وتابع : أنا خلاص حاتشل
إيناس وهي مازالت تحرك المقبض بيدها بتركيز : ليه بس
مصطفى : يا أمي إنتي بتلعبي بميسي ......... عارفة ميسي
إيناس : مين ميسي
مصطفى : ده واحد لو شاف اللي إنتي عاملاه فيه ده ممكن يجيله كساح بعيد عنك ............... ده إنتي خلتيه جاب جون في نفسه
إيناس : خد يا مصطفى البتاع الهايف بتاعك .........ده تضييع غير طبيعي للوقت
مصطفى : ده علشان غلبتك 15

صفر
إيناس : قوم يا مصطفى
مصطفى : لا إنتي قومي وإعمليلي نسكافيه
إيناس : تصدق أنا كمان عايزة أشرب نسكافيه
مصطفى : يبقى إتنين نسكافيه وهاتي أي حاجة حلوة من المطبخ

إبتسمت إيناس لأخيها الصغير ودخلت إلى المطبخ لإعداد النسكافيه .............. عندها لحقت بها أمها فقالت لها إيناس على الفور : ماما ............. أعملك نسكافيه
ثريا : لا يا حبيبتي ..............صمتت ثريا قليلاً ثم تابعت بعد أن واتتها فكرة : إيناس بلاش قهوة كتير غلط يا حبيبتي
إيناس : دي ممكن مرة بس أو إتنين في اليوم
ثريا : برده كتير ............ إنتي عارفة طنط رجاء صاحبتي ............ الدكتور قالها غلط قوي وبتعلي الضغط
إيناس : مش فاكراها ............بس تلاقيها هي عندها الضغط
ثريا : اه من حوالي سنتين جالها ............ إبنها بقه دكتور ومتابعها علطول ........فاكراه
إيناس : ماما أنا مش فاكراها أكيد مش حافتكر إبنها
ثريا : من سنتين يا إيناس كنا حضرنا فرح بنتها وهو جه سلم علينا ........... مش فاكرة يا إيناس ده كان عايز يخطبك بس وقتها كنتي مخطوبة لشريف
بدا عليها الضيق وتابعت وهي تعد قهوتها : ااااه ...........إفتكرت
قالت ثريا بعدها بتردد : هو بيجدد طلبه على فكرة
إيناس : يعني إيه
ثريا : هو عايز يتقدملك
تركت إيناس ما بيدها وظلت قاطبة جبينها لوهلة ثم تابعت : وإيه اللي جد مش إتقدم قبل كده وقلته مخطوبة ..........وإتجوزت على فكرة
ثريا بدهشة : أيوة يا إيناس بس ...........
إيناس : بس شريف مات صح ........كملي
ثريا : وهي مش دي الحقيقة يا إيناس
أمسكت قهوة النسكافيه بيد مرتعشة وناولتها لأمها ثم تابعت : إدي شريف النسكافيه ده ...........قصدي مصطفى ............ أنا مش حاشرب .......أنا عايزة أنام
تركت إيناس أمها وتوجهت لغرفتها ولم تخرج منها حتى حان موعد نومهم ...............




***********************

عندما نخلد للنوم يتجسد خيالانا كصور مرئية تمر أمام أعيننا ............نتأرجح بين الأمنيات والأوهام ........... يُقال أنها الأحلام ........... في لحظتها تبدو حقيقية .......... رغبات لا شعورية تتجسد كالواقع أمامنا ................نبتسم ونضحك ونصرخ ونخاف ......... قد ننسى وقد نتذكر ولكن من المؤكد أننا سنظل نحلم
حتى ولو رغماً عنا .


لا تدري متى خلدت للنوم بل ربما متى إنتقلت من أحلام يقظتها لأحلام نومها ................ شريف ..........حلم يقظتها الدائم .............. كانت تضحك كلما تذكرت بسمته وتبكي كلما أيقنت فقدانه .......... نامت وهي لا توقن أباكية أم باسمة .......... كان المكان مظلماً ........ ولكن شعرت به .............. لم تصدق أنه بجانبها ............إبتسم لها لائماً ........... تعلمين أنني أفضل الجانب الآخر من الفراش ............. كانت تنظر نحوه بذهول ...........بسعادة ............. شريف هل حقاً عدت ........... من أجلي .............. لا تصدق وكيف تصدق ........... يدها المترجفة تحركت بإتجاهه لم تصدق نفسها عندما أمسك بيدها وقبل باطن كفها كما إعتاد !!!!

شريف ............. قالتها بصوت مبحوح ...........إنت رجعت ............شريف..........
إبتسم لها .......... لم يتحدث ولكنه ملس على خصلاتها بحنان .............
تابعت وهي تجاهد لإخراج صوتها : وحشتني قوي ............ أنا آسفة ...........آسفة

ظل ينظر نحوها بحنان ولكنه نهض وترك الفراش نهضت بدورها ......... تحركت خلفه : رايح فين ........... متسيبنيش ............شريف
إختفى فجأة كما ظهر فجأة كانت وحيدة بظلام حالك : شريف .............شريف

كانت تشعر بالخوف .......... دقات قلبها تتقافز بجنون ........ فجأة شعرت بقبضته على أحد كتفيها ......... تنهدت براحة وإستدارت له : شريف ............

ولكن فجأة توقف كل شئ وكأن قلبها توقف بدوره ........... لم يكن شريف ..........كان خالد .


شهقت بفزع ........... نظرت حولها فوجدت الغرفة مظلمة ............... نور خافت من النافذة كسر حدة الظلام ............ نظرت للساعة كانت الثالثة صباحاً ............. وضعت يدها على صدرها في محاولة لتنظيم أنفاسها المضطربة ............. ولكن دون جدوى فقد تذكرت حلمها بوضوح .............

***************************

كان خالد يقف مع بعض الساسة عندما لمح دخولها السريع للإسطبل ............. كانت ترتدي نظارة سوداء على غير العادة وشعرها معقوص إلى الوراء .......... ماذا بها ...........تبدو حزينة ............ أين أختفى شعاع العسل ..........تابع عمله بنصف عقل ثم دخل يبحث عنها .............. كانت بجانب سهيله ....................... إقترب منها وقال لها بصوت هادئ : صباح الخير
إيناس : صباح النور
كانت إجابتها مقتضبة ............. لم تنظر نحوه تابع بإصرار : إزيك عاملة إيه
إيناس : الحمد لله
خالد : شكلك متضايق ......... في حاجة
إيناس : لا
خالد : لأ في ........شكلك مش تمام ........... إيه اللي حصل
إيناس بجدية : حيكون إيه اللي حصل يا بشمهندس ........... مفيش حاجة ........
إقترب منها أكثر وهو يتابع : إنتي متأكده

تراجعت للوراء بغضب ............رمقته بنظرة نارية وكأن لهيب من النار قد نشب داخل عيناها ...........تابعت بنبرة حادة : حضرتك ليك إن الشغل تمام ........ لا أكثر ولا أقل ........... عنئذنك
تركته مسرعة وظل هو بمكانه غاضباً ...........حائراً
أم ربما راضياً


************************






عندما عادت للعيادة شعرت أن الصداع قد تمكن منها حتى النخاع ............. أخذت بعض المسكنات دون جدوى ............كانت ليلتها السابقة سيئة بمعنى الكلمة خاصة فيما يختص بالأحلام .............إقتحامه لعقلها الباطن أربكها ........... شتتها وما أغضبها أكثر قلبها الأحمق الذي تقافزت دقاته لمجرد إقترابه منها هذا الصباح ...........أتلوم أمها لأنها جاءت برجل تود إدخاله لعالمها من جديد ..............أم تلوم نفسها لأنها فعلت ذلك بالفعل ودون وعي ............. زفرت بغضب ............ كان نظرها مشوشاً ............ لمحت خيال أحدهم بجانب الباب ............. دقات قلبها عادت للقفز ............ شعرت بالغضب ...........ثورة جامحة من الضيق إنتابتها ............ ثورة لم تهدأ على الرغم من أن القادم كان آخر ...........إستقبلته بإقتضاب : أهلاً يا بشمهندس حمزة .

على غير عادته بدا واجماً ولكنها لم تلحظ كما لم تلحظ أيضاً بسمته الغائبة ولا نبرته القلقة.............. كانت بعالم آخر وكأن بقايا حلم الأمس تتجسد في واقعها لتمقت نفسها وتمقت أي رجل يحاول الإقتراب منها ............... كان صوته جاداً على غير العادة : إزيك يا دكتورة
إيناس : تمام الحمد الله
حمزة : وأخبار الشغل إيه مبسوطة
ردت بضيق : أيوه
صمت قليلاً ثم تابع : على فكرة دكتور إبراهيم حيسيب الشغل وقلت أقولك لو حابة تروحي مكانه يعني
ردت بدهشة : دكتور إبراهيم مين ؟
حمزة : الطبيب البيطري اللي مسؤول عن مزرعة المواشي
إيناس : اااااااااااه ............. بس هو التنقلات دي بمزاجي لوحدي يعني
تابع بتحفز : قصدك إن خالد ممكن يرفض
إيناس : معرفش ........... أنا خبرتي هنا دلوقتي يعني التنقل ده ملوش معنى
إبتسم بإدعاء : صح عندك حق وبعدين حد يسيب الخيل ويشتغل مع المواشي مش منطقي
إيناس : عموماً متشكرة لإقتراحك
حمزة : أنا بس علشان عارف إن المكان هنا هادي بزيادة يعني هناك إحنا مجتمع أوسع
إيناس : اه خدت بالي ............ بس أنا بحب الهدوء
حمزة : واضح ........ طيب أستئذن أنا

شعرت أنه تتعامل معه بسخافة دون داعي إبتسمت بلطف وهي تودعه ............ إبتسامة شجعته على العودة مرة أخري بعد أن تخطى الباب .......... نظرت له بدهشة : في حاجة يا بشمهندس

نظر نحوها بتردد ثم تابع بجدية : إيناس ............. أنا بحب أكون دوغري وواضح .............ما بعرفش أخبي دي مشكلة عندي
تابعت بقلق : خير ............. في إيه
حمزة : إيناس أنا معجب بيكي وعايز أتقدملك

ظلت جامدة في مكانها تحدق في الفراغ وجملته تخترق مسامعها ............. تتجوزيني






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:51 PM   #36

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الحادي والثلاثون


هل الرجل كائن أناني بطبعه ...............يهتم فقط برغباته دون مراعاة لمشاعر الآخرين خاصة الأنثى .............. أما أن المرأة ذاتها مجرد رغبة للرجل قد تكون دائمة أوقد تكون عابرة ولهذا قيل أن الحب هو تاريخ المرأة وليس إلا حادثاً عابراً في حياة الرجل .............. ربما ولكن من المؤكد أن عقل الرجل هو من يتحكم بقلبه بعكس المرأة التي يعتبر قلبها هو محركها الأساسي

ولكن تبعاً للمقولة التي تقول أن التعميم النمطي حيلة يتبعها العقل البشري ليميز العالم من حوله وأنه يتجاهل الفروق الفردية بين البشر فالرجال أنواع والنساء أيضاً

فروميو ليس كعطيل وهاملت ليس بأوديب ........... ولن تُخضع كل دليلة شمشون ...........

خالد ليس كحمزة وبالتأكيد حسن يختلف عن كلاهما ولكن مهلاً هم في النهاية رجال و من نفس الكوكب ...........

و كل رجل يعلم أن مفتاح معشوقته هي كلمة واحدة ........... الحب

ولهذا توجه إليها وعبارة نيتشه تتردد بعقله ........... المرأة لغز مفتاحه كلمة واحدة وهي الحب ........... نعم ربما يكون نيتشه على حق هكذا حدث نفسه ولكن الكلمة ستفقد بريقها وسيتحطم المفتاح وتتبعثر أجزاءه إذ لم يكن هو الشخص المطلوب بل ربما تصبح الكلمة سكين جارح وليس مجرد مفتاح إذا كان هناك آخر


ظلت صامتة لدقائق بدت له ساعات

بعيناها عبرات مكتومة وبوجهها غضب صامت ............ قرر أن يقطع الصمت ....... قال دون روية : إيناس أنا حاسيبك تفكري براحتك
إنتبهت له أخيراً ........ فجأة بدأت في لملمة أشيائها وجمع بعض الأوراق الغير ذات أهمية ثم قالت بصوت مرتجف : أنا لازم أمشي ........ورايا شغل .......... عنئذنك
إستوقفها وتابع : براحتك وأنا منتظر الرد
صمتت لوهلة ثم نظرت نحوه بثقة : مفيش داعي للإنتظار يا بشمهندس
حمزة : بمعنى ؟
إيناس : أنا آسفة أنا مش بفكر في الموضوع ده
بدا عليه الضيق لوهلة وتابع : ده رفض لشخصي ؟
نظرت نحوه بضيق ثم تابعت : عايز تعرف سبب الرفض
حمزة بتحدي : يا ريت
إيناس : علشان أنا مرتبطة يا بشمهندس
بدت صدمة قوية على ملامحه حتى أنه شعر أنه يستطيع تحسس إحمرار وجهه ............. تابع بدهشة ممزوجة بالغضب : مرتبطة !!!!
هي بإصرار : أيوة مرتبطة .......... هو حضرتك مش واخد بالك ولا إيه
قالتها وهي ترفع يدها اليسرى في الهواء مشيرة للحلقة الذهبية بإصبعها ........
نظر نحوها بصدمة ثم تابع : أيوة بس ............
قاطعته بحده : بس شريف مات صح .............والله أنا عارفة إنه مات مش محتاجة حضرتك تفكرني ولا ماما تفكرني لإني بفكر نفسي بده بفكر نفسي كويس قوي على فكرة

كانت جملتها الأخيرة حزينة ............. باكية ............شعر بالشفقة نحوها وشعر بالغضب من كارمن وإفتراءتها التي كانت السبب فيما يحدث اللآن ........... إيناس مجرد زهرة بيضاء نقية ........... بل لا............ إيناس هي فيوليت برقتها وخجلها ............. عيناها الحزينة ............نبرتها المرتجفة ...............طلتها الهادئة ............نعم كانت إيناس هي فيوليت ولكن لم يكن هو ملك الثلج .

قبل أن يتابع وجدها تتحرك مسرعة إتجاه الباب ............ قالت دون أن تنظر نحوه : عنئذنك ورايا شغل

وهكذا رحلت مسرعة وتركته وحيداً .............. إبتسم بسخرية ............ على الرغم من رفضها الجارح .......ما زالت بقلبه ............ بل ربما تمكنت منه أكثر .

******************

خرج حمزة من العيادة بعدها بدقائق ليجد خالد في مواجهته .............. كان خالد قد ترجل لتوه من سيارته عندما لاحظ خروج حمزة من العيادة إقترب منه بدهشة وهو ينظر نحوه بإرتياب قائلاً : بشمهندس حمزة ........... كنت عايز حاجة ؟
ظل حمزة ينظر نحوه لوهلة ............... كان يبدو عليه الغضب ........الغيظ ............. يبدو أن كارمن لم تخطئ في الجزء الخاص بخالد ............ بدت ملامح الضيق على حمزة بدوره ثم تابع بإبتسامة صفراء : لا أبداً يا بشمهندس
تابع خالد بنبرة تهكمية : يعني بتدخل المكاتب والعيادات كده تسلية ولا إيه
أجابه حمزة بنبرة حاده : أنا كنت جاي أسئل الدكتورة إيناس على حاجة
خالد : على إيه
حمزة : إستشارة طبية ............... لصديق
خالد : وهي فين الدكتورة .......... جوه
حمزة : لأ ............. عنئذنك
تخطاه حمزة ولكن خالد قال بنبرة جادة : إستنى
إستدار حمزة ............. كان كلاهما يقف بمواجهة الآخر بتحدي ............ لاحظ خالد ان نظرات الغضب مشتعلة بعيني حمزة الذي لم يحادثه بتلك الطريقة قبل ذلك .............. تابع خالد بإستهزاء : إستشارة طبية مش طبية مش في وقت الشغل ............ وقت الشغل ده ملكي أنا ............ كفاية بقه تضييع وقت لغاية كده وترجع على شغلك
نظر نحوه حمزة بغضب ثم تابع : انا مش بضيع لا وقتي ولا وقت غيري يا بشمهندس ............عنئذنك

تركه حمزة بعد ان رمقه بنظرة حادة وبعدها أغلق خالد العيادة بعد ان تفحصها بغضب ثم إنطلق بسيارته مرة أخرى نحو الإسطبلات عله يجدها هناك ................


 
******************

نظرت إيناس نحو سهيلة بإبتسامة وهي تمرر أناملها الرفيعة بخصلاتها الماسية كما إعتادت ..............إبتسمت بآسى وتابعت : حتوحشيني ............. شكلي كده حامشي بس بعد ما تولدي وأطمن عليكي .............. نظرت نحو غرفة رعد وهربت عبرة من عيناها ............. ماذا أصابها هل حقاً عشقت الجوادان المتضادان ............. سهيلة ورعد ............. سهيلة التي تبدو كماسة بيضاء تشع بريقاٌ أينما تحركت ورعد بئر أسرارها بكبريائه وصهيله القوي ............. لم ترى جواد مثله ولن ترى بل لن تعشق جواد مثلما عشقت رعد .............. تركت سهيلة وتوجهت لرعد الذي إنتبه لقدومها بمجرد أن تحسست أذناه بأناملها ............ حرك رأسه في بهجة .............. أطلق حمحمة هادئة وكأنه إستأنس وجودها ............ إبتسمت ووضعت رأسها على رأسه الكبير وتابعت بهمس : عندي كلام كتييييييييييييييييييييير ............. كتير قوي يا رعد ............
لم تمر دقائق حتى إنتبهت لدخول خالد للإسطبل ..............كان يزعق في أحد الساسة بصوت قوي ............ تركت رعد مسرعة وهمت لتخرج من الأسطبل بدورها فلم تكن تشأ مقابلته ............. إستوقفها بنبرة حادة : إستني يا دكتورة أنا عايزك
توقفت وظلت تنظر نحو الأرض منتظرة حديثه ............. جلس دون إكتراث على أحد أكوام العلف وصرف السائس بإشارة من إصبعه ثم تابع بنبرة جادة : مينفعش أروح العيادة ألاقيها مفتوحة وحضرتك مش موجودة ............ المكان هنا ليه نظام مش طابونه هي
نظرت نحوه بغضب وقبل أن تنطق تذكرت بالفعل أنها تركت حمزة بالعيادة هاربة ............زفرت بضيق وتابعت : أنا كنت راجعه علطول
خالد : ولو حتسيبيها دقيقة ............. تتقفل أنا مش ناقص مصايب كفاية اللي أنا فيه مفهوم
ردت دون أن تنظر نحوه : حاضر .......... عنئذنك
خالد : إستني ............... لسه ما خلصتش كلامي
نظرت نحوه بضيق وظلت صامته تابع بنفس النبرة الغاضبة : عندك حاجة شغلاكي يا دكتورة مخلياكي مش مركزة في الشغل
همت لتجيب ولكنه قاطعها متابعاً : حتقوليلي ده شئ يخصِك لوحدك أقولك جميل ........... أنا مش عايز أعرف بس المهم عندي إن ده ميأثرش على شغلي وكلامي ده مش حكرره تاني ............. إتفضلي

تركته غاضبة ............ ساخرة ..........وها قد عاد خالد بغضبه وزمجرته ............. ثورته .......... بأسه ........... هو رعد آخر ولكنها ليست على إستعداد لترويضه .

***************************

كائن أحادي التفكير ............ دوماً يكون الرجل هو المقصود بتلك العبارة وأحادي التفكير تعني أنه يستخدم شق المخ الأيسر في التفكير وهذا الشق هو المنطق ........ العقل ........... ولا ينتقل الرجل بسهولة للشق الأيمن حيث ترتكز العواطف ويتمحور الخيال بعكس المرأة التي تستخدم كلا الشقين الأيمن والأيسر وتنتقل بينهما بكل سهولة ويسر .............


 
ألقى بقنبلته في وجهها وخرج ............... لم ينتظر رد فعلها .............. لم ينتظر إجابة أم ربما لم يريد .............. زفر بغضب وتذكر مقابلته الفائتة مع سهام التي إنتهت بيمين الطلاق الغاضب الذي قذفه في وجهها ............. أين الخطأ ...........هل أخطأ عندما أخذ قرار زواجه منفرداً دون علم رقية أم أنه أخطأ في الإختيار ولم تكن سهام هي الزوجة التي تصلح أن تكون أماً لإبنه .............. ااااااااااه محمود لقد فكر بالكل سواه مع أنه هو الرغبة الأساسية التي حركته من البداية .............. رغبة فترت ربما عندما جاءته من خلال رقية حبيبة عمره وبطلة روايته منذ خمسة عشر عاماً ................ أرادت رقية التضحية بنفسها لأنها هي من ترفض الزيجة ولكن هو يعلم أنه لا يستطيع التضحية بها .............. بل لا يتصور أن تكون رقية ليست من حقه ........... نعم كان يجب أن تكون سهام بعد أن أصبح الإحتفاظ بكلاهما أمراً مستحيلاً خاصة مع إصرار سهام على المكوث بفيلا مثل رقية !!! بل أنها إستفسرت عن ممتلكاته وبدأت تتحدث عن حق كلاهما الشرعي .........هي وولدها ........... عندها أيقن أنها تكتب دون وعي فصل النهاية ............. لا يراها ضحية ............ الضحية الوحيدة هنا هو محمود ..............
معركته الفاصلة هو محمود .............. أم ربما معركته المستمرة .

**************************

نظرت رقية لإيناس بقلق وبادرتها بمجرد دخولها للمنزل : إيناس ............ مالك شكلك مش تمام ومن إمبارح على فكرة
إبتسمت لها إيناس بمكر وتابعت : إنتي كمان شكلك مش تمام ومن إمبارح برده
إبتسمت رقية ساخرة : بدأت أتعود .............. يلا قولي إيه اللي مضايقك
إيناس : بجد مفيش حاجة مهمة
تابعت رقية وهي تنظر نحوها بتفحص : يعني حمزة ماضيقكيش
نظرت إيناس نحوها بلوم : كنتي عارفة ؟
رقية : لا يا حبيبتي هو اللي لسه متصل وقالي .............. بس انا إديتهومله يا خبر بيحبك وكمان عايز يتجوزك إيه قلة الأدب دي
إيناس بدهشة : إنتي بتهظري يا رقية
رقية : لا أنا بتريأ يا روحي وشوفي بقه أنا واحدة حامل وحتسمعي مني غصب عنك و حطلع الهرمونات عليكي
إبتسمت إيناس بآسى وتهاوت على الأريكة وتابعت : حتقولي إيه بس
رقية : حقول إنه عادي إن حمزة يطلبك للجواز وإن غيره يطلبك للجواز .......... لإنك ممكن تتجوزي راجل غير شريف يا إيناس
نظرت نحوها إيناس بتأثر وترقرقت العبرات بعيناها ولكن رقية تابعت بإصرار : فوقي بقه ........... حتفضلي عايشة لوحدك طيب دلوقتي إنتي صغيرة والدنيا فاتحالك دراعتها لكن كمان عشر سنين حتعملي إيه ........... مامتك وباباكي مسيرهم حيخرجوا من حياتك ومن الدنيا كلها ............. إخواتك حتشوفيهم في المناسبات ............. ساعتها حتعملي إيه حتفضلي عايشة مع شبح شريف ............ الوحدة صعبة يا إيناس أنا حاولت أعملها وفشلت مقدرتش
إيناس : رقية أنا مش قادرة أتصور إن واحد ممكن ياخد مكان شريف ............ مش قادرة أتخيل
رقية : إيناس إنتي مش قادرة تتخيلي إن حمزة ممكن ياخد مكان شريف لكن في واحد تاني ...........
أرتبكت إيناس وكادت أن تنطق سريعاً بالنفي ولكن رقية تابعت على الفور : جايز لسه متعرفيهوش لكن وقت ما تعرفيه إوعي تسيبيه .............. في واحد قدرك إنك تعجزي معاه ويشوف شعرك البندقي ده وهو بيبيض.......... متخافيش يا إيناس لما مشاعرك تتحرك إوعي تخافي ............. أنا عارفة كلامي مش عاجبك دلوقتي بس هي دي الحقيقة ............ مشاعرك وارد تتحرك وغصب عنك مش بمزاجك ومش عيب ولا حرام يا إيناس ............ مش خطيئة ............ الشرع والدين بيقول كده .............. فاهمة
ظلت إيناس واجمة ............ لم تجب بادرتها رقية بقرصة خفيفة في ذراعها نظرت لها إيناس بدهشة وإبتسامة : إيه ده كمان
رقية : ده علشان زعلتي زوما ........... حمزة ده إبني اللي مخلفتوش
إرتبكت إيناس وتابعت : رقية أنا ............
رقية : هو متسرع شوية ........... وواخد الدنيا بصدق زيادة عن اللزوم أنا قلت له مش دلوقتي بس هو ماسمعش الكلام ....... في حاجة أنا مش فاهماها
إيناس : حمزة إنسان محترم وأتمنى ربنا يوفقه في الإنسانة اللي تستاهله
رقية : حلو كلام الأفلام ده ............ هو بيحبك إنتي وعايز يتجوزك إنتي بس إتسرع ............. للأسف إتسرع
شعرت إيناس بالخجل وتابعت سريعاً : سيبك مني .............. داخلة فيا شمال علشان ماسألش
رقية : هو أنا بخبي عنك حاجة يا إيناس
إيناس : في حاجة حصلت وإنتي ما قولتيش باين على وشك
صمتت رقية قليلا ثم تابعت : طلقها
نظرت نحوها إيناس بدهشة : طلقها !!! إمتى
رقية : إمبارح جه وقالي إنه طلقها
إيناس : طلقها علشانك
رقية : حسن زهق ........... حب يريح نفسه بس في نفس الوقت كان عايزني أنا اللي أطلب ده علشان يريح ضميره
إيناس : وبعدين
رقية : الكوميدي إنه لما جه طلبت منه يطلقني أنا .......... مع إني ماكنتش مقررة أنا عايزة إيه ولا حاعيش من غيره إزاي بس كنت مخنوقه ولقيتني بقوله كده فقالي إنه طلقها
إيناس : يعني إنتي مارتحتيش إنه طلقها
رقية : للأسف إرتحت ............ غصب عني مش عارفة هل دي أنانية
إيناس : لا يا رقية دي طبيعة بشرية مفيش ست بتقبل وجود ست غيرها في حياة جوزها خاصة إنها هي اللي دخيلة عليكي
تنهدت رقية بحيرة وتابعت : انا تعبت ........... والله ما بيهَوِن عليا كل ده غير ضربته ليا جوه بطني ........... إحساس جمييييييييل
ربتت رقية على بطنها المنتفخ وعندها شعرت بركلة جنينها وكأنه نوع من التواصل الخاص بينهما .......... إبتسمت إيناس : خليكي أنانية مرة من نفسك .............. فكري بس في الجميل اللي جوه ده ولما يجي بالسلامة يبقى يحلها ألف حلال مش عارفة ليه في إحساس جوايا بيقول إنه لما يجي حتكون في حاجات كتير إتغيرت
رقية : تفتكري أنا حتغير ........... مشاعري حتتغير وغضبي حيقل
إيناس : ده أكيد ............ وبعدين خلاص بقه طلع ولد ومش حينفع طبعا تسموه إيناس
إبتسمت لها رقية وتابعت : حسن فرح قوي لما عرف النوع .......... ياترى حشوف الفرحة في عينه لما يجي ولا حتكون مجرد تكرار ملوش معنى وبيفكره بكل اللخبطة اللي حصلت
إيناس : هشششششششششششششش .............. بصي أنا حقولك حاجة ومتزعليش مني جوزك ده فيه عيوب الدنيا بس بيحبك ........... بيحبك قوي وإنتي بتحبيه
إبتسمت رقية بحزن وظلت تربت بحنان على بطنها المنتفخ ثم أمسكت بيد إيناس لتستشعر ركلات الصغير مثلها تماماً ............ ضحكت إيناس وقالت : شكله حيطلع شقي قوي ............ إيه العنف ده
تابعت رقية : مش حنسميه خالد ............. ربنا يستر
إبتسمت إيناس بحرص عندما ذكرته رقية ............. خالد .

*************************

على الرغم من كل شئ حظت بنوم جيد .......... عميق دون أحلام .............. إستيقظت مبكرة وإرتدت ملابسها بنشاط وتوجهت للعمل ............نعم فقط العمل ولن تفكر بشئ آخر سوى عملها ............. كانت تتجاهل رؤياه .......... تتعمد أن لا تتحدث إليه ............ ومر يوم وإثنان وعشرة وأكثر وإكتشفت أنها لم تكن تتجاهله وحدها فهو أيضاً يقوم بتجاهلها .............

كانت بغرفة سهيلة وكان هو يقف بالخارج يوجه تعليماته بشدة للعمال كعادته ........ عادت الحدة لتتمكن من ملامحه ........... الغلظة التي تملكت من صوته ............. ما به !! تبدلت نظرته نحوها بل غابت نظرته عنها فلم يعد يراقبها كما إعتاد أو ربما كما إعتادت ........... شردت وهي تنظر نحوه رغماً عنها شردت في أشياء كثيره ......... حلمها ........شريف .......... هو عندما إمتطى رعد مغمض العينين ........ لم تفق من شرودها إلا عندما إلتقت أبصارهما ........... فاجئها بنظرة قوية ........... أرتبكت وإستدارت في لحظتها ......... أما هو..... لاحت على ثغره إبتسامة جانبية ........... أم ربما هي إبتسامة حائرة تتخفى داخل دثار الثقة !!!!!

منذ أن رأى حمزة في العيادة وأفكاره ملتبسة ........... مبعثرة ...........منذ أشهر وهو يطاردها تارة بالرقة وتارة بالحدة ............ أوقاتاً بإختياره وأوقاتاً أخرى رغماً عنه ........ وهي بدورها للحظات تستجيب وللحظات أخرى تهرب نحو ذكراها ........... أيهما يفضل إستجابتها أم هروبها أم ربما كلاهما وماذا عن حمزة هل إستجابت له أيضاً !!!! ربما فهو لن يبادرها بالزيارة دون ترحاب ............. هل تاقت الأنثى بداخلها للرجل من جديد ........... جفائك نحوي يا إيناس هل بسبب ذكرى شريف أم بسبب رجل آخر .............حمزة .

*****************************

نظرت إيناس نحو رقية التي بدأ النوم يجافي عيونها وقالت : قومي نامي يا روكا وإرتاحي
رقية : أديني سهرانه معاكي يا أنوس بنتسلى سوا
إيناس : أوقات بحس إنك زهقتي مني
رقية : بقه كده
تابعت إيناس بمكر : أخبار بشمهندس حسن إيه
رقية : كويس ....... هو متفهم وقالي خلاص بعد ما تولدي بالسلامة أنا واثق إنك حترجعي بيتك ........... تعرفي يا إيناس أوقات بحس إنه صابر عليا ومقدر مشاعري وأوقات بحس إنه من جواه عايز يقولي كفاية قوي كده أنا عملت اللي عليا بزيادة

إبتسمت لها إيناس ........... قطع حديثهما جرس الهاتف ........ كانت نيرمين ........... ردت إيناس بدهشة : ألو إزيك يا نرمين
نيرمين : معلش يا إيناس بكلمك في وقت متأخر بس غصب عني
إيناس : ولا متأخر ولا حاجة الساعة لسه 11 مالك بس يا حبيبتي صوتك ماله
نيرمين بتوتر : أصل عمر تعبان شوية والدكتور كان كتبله حقن ورجع التعب زاد عليه تاني وأنا آسفة أنا بس عرفت من حمزة إنك بتعرفي تدي حقن وكنت بستئذنك أجيبه تديله الحقنه علشان هو رجع بقه سخن قوي ومش عايزة أخرج بيه بره المزرعة






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:59 PM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت نيرمين قلقة على صغيرها ...........نبرتها مرتجفة ............ عباراتها غير منتظمة ........... تابعت إيناس بنبرة حانية في محاولة لتهدئتها : نيرمين حبيبتي إهدي حيبقى كويس إن شاء الله .......... ماتنزليش بيه من البيت أنا حاجيلك
نيرمين : لا يا حبيبتي يا خبر أبيض الوقت متأخر
إيناس : ومتأخر برده على عمر مينفعش تنزليه تعبان كده ........... خلاص أنا حاجي حالا
نيرمين : خلاص حابعتلك يوسف بالعربية
إيناس : مفيش داعي أنا حاتصرف
نيرمين : يا خبر ده كفاية نزولك مخصوص .......... حالا يوسف حيكون عندك
أغلقت إيناس الهاتف ورقية بملامح قلقة : في إيه
إيناس : مفيش واضح إن عمر تعبان وسخن قوي ومحتاج حقنة وأنا حاروح أديهاله
رقية : يا خبر ........... يا حبيبي يا عمر إستني حاجي معاكي
إيناس : تيجي فين أبوس إيدك الدكتورة منبهه على الحركة إنتي في الثامن دلوقتي وواخدة مثبت إنتي ناسية ولا إيه
صمتت رقية وتذكرت بالفعل تحذير الطبيبة لها وخوفها من أن تفاجئها ولادة مبكرة تابعت إيناس : مضطرة أروح لوحدي بس ده واجب ويوسف جوزها حيوصلني
رقية : خلاص يا حبيبتي وطمنيني
إيناس : متقلقيش يا روكا بس إنتي أدخلي ريحي على السرير وأنا لما ارجع حطمنك

أذعنت رقية لرغبة إيناس وتمددت على الفراش في إنتظارها ودون أن تشعر غلبها النوم .

********************

نظرت إيناس لعمر بتذمر كالأطفال وتابعت بإبتسامة : إوعى تكرهني وأبقى أنا الدكتور الوحش اللي بيخوفوك بيه علشان الحقنه
لم يبكي عمر وحملته نيرمين على الفور وهي تقول : متشكرة قوي يا إيناس
إيناس : على إيه بس المهم عمر يبقى كويس وأي حاجة أنا تحت أمركم ........... أستئذن أنا بقه
نيرمين : يا خبر تروحي فين معملناش واجب الضيافة ولا أقولك باتي معايا ويوسف يروح يبات مع حمزة
إيناس : يا خبر إنتي بتقولي إيه بس واجب إيه إحنا إخوات ........... معلش لازم امشي علشان ورايا شغل الصبح بدري
نيرمين : مع السلامة يا حبيبتي ........ اه نسيت .......... بصي ده دواء حموضة كويس قوي كنت قلت لرقية عليه أنا إشتريته من يومين معلش بعد إذنك تديه ليها
إيناس : طبعاً
تنحنح يوسف وقال : إتفضلي يا دكتورة علشان أوصل حضرتك
إيناس : انا آسفة تعبتك يا بشمهندس
نيرمين : تعبتيه إيه بس إحنا اللي تعبناكي
إيناس : لا خالص ........ أهم حاجة صحة عمر

خرجت إيناس ويوسف وقبل أن تتوجه للسيارة لمح يوسف حمزة الذي تقدم نحوهم على الفور : ها عمر أخد الحقنة
يوسف : الحمد لله الفضل للدكتورة
حمزة : الحمد لله ........
نظر حمزة نحوها بإبتسامة : إزيك يا دكتورة إيناس
ردت بإبتسامة متحفظة : الحمد لله إزيك إنت يا بشمهندس
نظر حمزة ليوسف ثم تابع : طيب خليك إنت جنب مراتك وإبنك وأنا حاوصل دكتورة إيناس
يوسف : يا خبر لا أنا حاوصل الدكتورة ده كفاية نزولها مخصوص
حمزة بإصرار : منا وإنت واحد يا حبيبي خليك مع نيرمين إنت عارف هي بتتلخم من أقل حاجة
نظر يوسف نحو إيناس وتابع : حضرتك عندك مانع
إرتبكت إيناس للحظة ثم تابعت : لا عادي مفيش ......
قاطعها حمزة موجهاً حديثه ليوسف : شفت عادي اهو .......... إتفضلي يا دكتور

توجهت إيناس نحو السيارة بتردد حتى أنها فكرت أن تستخدم المقعد الخلفي ولكن حمزة كان الأسرع ففتح لها الباب الأمامي بإبتسامة بريئة فجلست ولم ترد إحراجه ............

ظلت صامته طوال الطريق ........... نظر حمزة لزجاجة الدواء الصغيرة بيدها وقال : ده دوا ؟؟
إيناس : اه بتاع رقية علشان الحموضة
حمزة بإبتسامة ساخرة : اااااااااااه دي بقت زمل يعني
إيناس : إنت بتجيلك حموضه
حمزة : تقدري تقولي بقيت أنا اللي أجيلها
إبتسمت وتابعت : إنت بس خد بالك من أكلك وكل زبادي وكده
حمزة : عادي إتعودت ........... طيب بصي حطيه في التابلوه
إيناس : معلش لحسن انساه
حمزة : لأ متقلقيش أنا حافكرك

وضعت إيناس الدواء وظلت تراقب الطريق بصمت قطعه حمزة مرة أخرى : أرجو إنك لسه متكونيش زعلانه مني
إيناس : لا أبدا أنا ............
حمزة : أنا اللي بوعدك إني مش حافتح معاكي أي مواضيع تضايقك تاني
إيناس : متشكرة يا بشمهندس
حمزة : وأي حاجة حقولها حتكون شئ يبسطك ويضحكك كمان
إبتسمت بيأس تابع بمرح : مش مصدقاني طيب خدي عندك
مرة مهندس زراعي ودكتورة جميلة كده راكبين زوبة وبطيئة جداً فالمهندس قالها إيه تيجي نلعب لعبة ذكاء تسلي الوقت .........الدكتورة بقه كانت مخنوقه من صاحبك فضلت تراقب الطريق وعملت نفسها نايمة بس مين هو كان لحوح شوية
إبتسمت إيناس رغماً عنها فتابع حمزة بإبتسامة : يعني لحوح قوي المهم قالها اللعبة كل واحد حيسأل التاني سؤال واللي ميعرفش يدفع 10 جنيه هي موافقتش صاحبك قعد يفكر وقالها خلاص لو إنتي معرفتيش الإجابة تدفعي عشرة جنيه ولو أنا معرفتش أدفع 100 جنيه ...........ساعتها هي وافقت ........... بدءوا اللعبة سألها هو إيه المسافة بين الشمس والقمر ضحكت وإديته 10 جنيه وبعدين جه دورها قالت له إيه هو الشئ اللي بيطلع الجبل على ثلاثة وينزل على أربعة ........ صاحبك اللحوح ده بقه قعد يفكر يفكر وعصر دماغه معرفش الإجابة راح مطلع 100 جنيه ومديها ليها المهم هي بكل بساطة حطت الفلوس في شنطتها ورجعت تراقب الطريق وتجاهلته من تاني ............. صاحبك إتغاظ وقالها بتحدي طيب قولي إنتي إجابة السؤال
كانت إيناس منتبهة لحديثه سألته عندها : وبعدين قالت ليه إيه
حمزة : مفيش إديته 10 جنيه
ضحكت إيناس بشدة على فكاهته وضحك هو بدوره وعندها كانا قد وصلا للمنزل ............ قال حمزة : شوفتي مش قلتلك مش حقولك حاجة تضايقك تاني
إيناس : هي نكتة ظريفة قوي وكمان فيها ذكاء
حمزة : تفتكري إيه العبرة منها
إيناس : ممكن إن الواحد مايبقاش مندفع يفكر كويس قبل تصرفه
حمزة : صح وميبقاش لحوح كمان
إيناس : ميرسي على التوصيلة
حمزة : أنا اللي بشكرك على ذوقك بجد ومش معايا بس مع نيرمين ويوسف ......... كلنا
إيناس : لا شكر على واجب عنئذنك

خرجت من السيارة وتوجهت للمنزل وإستدار هو لطريق العودة ولم يلمح خالد الذي كان يقف بأحد الأركان يراقبهم بغضب .

***********************************






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 01:00 PM   #38

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


كان خالد قد انهى لتوه بعض الأعمال بمكتبه عندما نظر للساعة فوجدها قد قاربت على الثانية عشر مساءاً ........... أغلق المكتب وخرج متوجهاً لمنزله في الظلام ولكن قبل أن يصل لمح صوت سيارة قادمة وعندها رآها معه ........... كانت تضحك وتتحدث وتبتسم وهو ينظر نحوها بشغف ........... ظل يراقبهم من بعيد فيبدو أنها لحظة رومانسية خاصة جداً ..............

ترجلت إيناس من السيارة وتوجهت للفيلا .............. قبل أن تقترب من الباب شعرت بخطوات مسرعة ورائها ............ إستدارت بفزع ولكن زفرت بإرتياح عندما وجدت أنه خالد ........... عندها قالت : خضتني يا بشمهندس
خالد : حمد الله على السلامة
نظرت نحوه بدهشة وتابعت : الله يسلمك ......... عنئذنك
خالد : إستني ........... عايزين نتكلم شوية
إيناس : دلوقتي !!!!

لاحظت إقترابه منها بمكر فتراجعت بخوف حتى إصطدمت بالسور ثم قالت بصوت مرتبك : في إيه ؟ حضرتك عايز حاجة
كان ينظر نحوها بطريقة غريبة لم تعتادها منه قبل ذلك تابع بإبتسامة ساخرة وبنبرة بطيئة للغاية : عايز ....... اتكلم ........ معاكي
نظرت نحوه بغضب ثم تابعت : الوقت متأخر حضرتك تتكلم معايا في العيادة بكرة ........ عنئذنك

همت للمغادرة ولكنه إستوقفها وجذبها بقوة من ذراعها فأعادها لمكانها مرة أخرى ............. نظرت نحوه بصدمة وتابعت بصوت زاعق : إنت إتجننت ........... إنتي إزاي تمسك دراعي كده
تابع بدوره وهو ما زال يرمقها بنفس النظرة : إيه يا دكتورة مانتي راجعة متأخر ومبسوطة وضحكتك واصله لآخر الدنيا ........... العصبية والشخط من نصيبي أنا
كانت كلماته قاسية مخيفة تابعت بقلق : إنت بتقول إيه .......... عديني لوسمحت
خالد : أنا بقول نتكلم بصراحة أحسن وأفضل لينا كلنا
إيناس بحيرة : صراحة إيه !!!!
إبتسم بمكر وتابع : يعني لو إنت إشتقتي لوجود راجل في حياتك أنا بقول تختاري راجل بجد

شعرت أن دلواً من الماء البارد قد سقط على رأسها ورغم ذلك فالحمرة تمكنت من وجهها معبرة عن غضبها الجامح ........... شعرت بالغضب والفزع من ملامحه ........... من نظرته ........... كانت تحمل معاني مختلطة من الغضب .......... الغيظ ........ البأس ......... الرغبة ........بعد ذلك تصلب جسدها من المفاجئة ......... قبضته التي جذبت خصرها بقوة ............ قُبلته التي منعت عنها الهواء للحظات ............ إستدركت أخيراً ما يحدث........... دفعته بعيداً عنها ........... كانت تنظر نحوه بألم ........... والعبرات المتحجرة تلألأت بعيناها فبدت كنهر من العسل الحزين ...........

هربت ............ هربت قبل أن تنفجر في البكاء حتى قبل أن تحقق رغبتها في صفعه ........... أما هو فظل جامداً مكانه ........... فبداخله الآن بركان ثائر من المشاعر المتخبطة ............ ولم تساعد تلك القبلة على إخماده بل زادت من ثورته............


وفي الظلام كان هناك آخر ........... شاء القدر أن يعود من أجل أن يعطيها زجاجة الدواء .......... لم يثنيه الوقت المتأخر عن العودة ..............هو يود رؤيتها مرة أخرى ولو للحظات ولكن لم يكن يتوقع أن يراها بين ذراعي خالد مستسلمة لقبلته ........... ترك المكان ناقماً ...........ساخطاً قبل نهاية مشهد العشق الجامح بينهما .......... فكفاه ما رآه حتى الآن........كفاه .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 01:17 PM   #39

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والثلاثون:
كيف يراها الرجل
كيف يريدها هل يتمناها أفروديت رمز الأنوثة ............ أم يقدرها كإيزيس رمز الأمومة ........ أم ربما هو عاشق لشهرزاد رمز الدهاء ............... لا بل كوني جوليت رمز الحب أم يفتخر بها كمريم رمز الطهارة ...............
عفواً أريدهن جميعاً فأنا................ رجل



الرجل بطبيعته عاشق للتملك يود أن تكون الأنثى ملكه بماضيها وحاضرها ومستقبلها أيضاً حتى وإن تركها !!!!!!

وترك شريف إيناس رغماً عنه ............... لأوقات ود لو أن يتبخر شريف من الماضي فيمتلك هو بدوره الماضي والحاضر والمستقبل ولكن هل يضمن المستقبل !!!!

فها هي تتحرك كالعمياء خلف رغبتها من قبل أن يمر الحاضر فماذا عن المستقبل .................نعم إستجابت لك رغماً عنها في النهاية بل ربما إستجابت له أيضاً ............سعدت بإهتمامك وبادلتك مشاعر الصمت .................ضحكت لمزاحه وربما كان هناك ما هو أكثر بين كلاهما و لا تعلمه أنت .............. إستحقت ما نالت بالتأكيد ..............القبلة كانت عقابها ولذته ............نعم هي نالت ما أرادت ..............ولكن هل حقاً أرادت القبلة ولكنها لم تستجب لها بل رفضتها بكل ما أوتيت من قوة ........نعم فالقبلة لم تكن هي إستجابتها لا بل كانت ناقوس الخطر الذي نبهها لما هي مقدمه عليه ............ ماذا تراها فاعلة ؟؟؟
هل ستعود لما كانت عليه كما عشقها ............. وفاء إيزيس وطهارة مريم وتضحية جوليت التي لم تكن من أجله ............ ليتها كانت من أجله .............. من أجله هو فقط نعم فالرجل بطبيعته عاشق للتملك وخاصةً هو .


زفر بغضب ثم جلس على الأرض بيأس و تخللت أنامله القوية خصلات شعره الداكن ثم إعتصرت جمجمته بقسوة .............. نظر خلفه ليراقب نافذتها المظلمة ................ ماذا به يراقب النافذة كالأحمق ................ كمراهق ساذج ينتظر طلة معشوقته .............. عن قصد منه أراد عقابها .............إمتلاكها ............. وعن غير قصد منها تملكته بلحظات مميزة من الكمال فمعها ودون أن يعي شعوره لحظتها شعر بالكمال................ السعاده وكأن العالم كان يجب أن يتوقف عند تلك اللحظة .............. إعتصر رأسه مرة أخرى بقوة وكأنه يود التخلص من أفكاره وتوجه لمنزله أملاً في إراحة عقله بالنوم ولكن دون جدوى ...............
************************



خطواتها مرتجفة .............. الصورة في عيناها مشوشة ............ لا بل مشوهة ربما بسبب نهر العبرات الذي إجتاح عيناها دون هوادة .................... أم ربما هو ...........نعم هو من إجتاح عالمها دون رحمة .................. لا بل دون دعوة نعم دون دعوة ......................إرتسمت على شفتاها إبتسامة بائسة .......... ألم تكن نظرتها دعوة ............... إبتسامتها دعوة ............. من تخدع !!!! هو أم هي أم شريف ................. شريف !!!!
أمسكت ذكراه بقبضتها المرتعشة ..................... جففت دموعها بقميصه ثم دفنت وجهها بين ثناياه وكأنها تسعى للإختباء داخله .................... أو ربما اللجوء إليه .............نظرت بأهداب مرتجفة للنافذة وهربت عبرة أخرى سريعة ................. قاتلة كقبلته التي قتلت وفائها .............. إخلاصها ............... وشوهت ملامح ذكراها .............
لم تكن تلك القبلة مجرد شهوة عابرة منه ................نعم لم تكن رغبة عابثة ..............لا تلك القبلة هي صك الملكية الذي إستقبلته شفتاها دون هوادة ..................أخبرها بقسوة قبل ذلك أنها ستكون لرجل آخر غير شريف والليلة أعلمها أنه سيكون هذا الرجل بكل غرور بكل قسوة بكل تجبر كان هو هذا الرجل وكانت هي الطائعة المُسيّرَة خلف خطيئتها ........................ لينتهي بها الأمر بين ذراعيه ربما لتصحو من أحلامها المتخبطة وتعي جيداً معنى مرور رجل بعالمها من جديد ..................... أم ربما معنى وجود خالد بعالمها وماذا يريد ....................
مسحت دموعها بظهر كفيها بغضب وبنظرة من التحدي بدأت في تجهيز حقيبتها ................... لا يوجد الآن لديها خيار سوى الهروب .

*****************************

وتهاوت أسوار العالم من حولي
إرتجف لساني وتجمد قولي

ورأيت نجوم تسبح
وسمعت طيور تصدح
وكلاب تنبح
وتراءت في أفقي أفكار سوداء
وهواجس حمقاء
وتلمست بيدي عبث الأهواء
أشياء تمحو أشياء
ومشاعر تبدو كالداء
والغضب الجارف في عقلي
يصرخ .......... أحمق
أنت مجرد عاشق دون رجاء





إنطلق مغمض العينين لا بل بعيون مفتوحة ملئ البصر في محاولة يائسة للبحث عن صورة جديدة لتمحو أثر تلك الصورة القابعة في خياله ....... مازالت صورتها معه وهي مستلمة لقبلته الدافئة ثابته في عقله ........متمكنة منه حتى النخاع ................... ضرب يده بغيظ على المقود وإنطلق بالسيارة مبتعداً عن المزرعة ...... عن خالد ..... عنها ............ ظهرت صورة كارمن بإبتسمتها الماكرة أمام عينيه ............. صورة أخرى ........ جديدة ..................ربما أكثر صدقاً أقرب إلى الحقيقة .................نعم كارمن ..... هي من تعلم الحقيقة ...... بل ربما هي من تفهم ........ نعم تفهم كل شئ وهو مجرد أحمق !!!****************************نظرت بضيق لساعتها فوجدتها الثامنة صباحاً ............... كان جرس الباب يدق بإلحاح .................. هل عاد البوليس مرة أخرى للبحث عن كريم ............... كريم الذي إختفى وتركها حائرة ............. حمزة أيضاً ذهب ولم يعد ........... زمت شفتيها وقامت متكاسلة ............... إبتسمت بدهشة عندما رأته .............. كان مظهره رثاً .............. عيونه مجهدة ...........زائغة ............. إبتسم لها بآسى ثم قال : عندك وافل ؟

عادت بعد أن بدلت ملابسها ثم نظرت للطعام أمامه وتابعت : إنت طلبت الوافل علشان تتفرج عليه ؟
لم يجبها ....................... ظل يراقب طعامه بشرود ............. جلست بجانبه وتابعت وهي تنظر نحوه بتمعن : مالك يا حمزة
أجابها بعد وهلة : إنتي صح
نظرت نحوه بدهشة : إيه ؟َ
حمزة : إنتي اللي فاهمة يا كارمن ............ ومحتاج أفهم منك
كارمن : تفهم إيه ؟
بدت عيناه لامعه .......... جاحظة ثم تابع بنبرة بائسة : العلاقة بين خالد و إيناس حدودها إيه
كارمن : في إيه شكلك مش طبيعي ...........حصل إيه ؟
حمزة : أنا جاي أسمع مش أتكلم
إبتسمت بمكر وصمتت لوهلة حتى تنظم أفكارها ثم تابعت : أنا معرفش حدودها إيه بس اللي أعرفه إن خالد يقدر كويس يخلي اللي قدامه ينفذله كل اللي هو عايزه ........... سواء كان صح أو غلط
شد على قبضته بغيظ ثم تابع : للدرجه دي ................ ولا إنتم ما بتحبوش غير القسوة
كارمن : إحنا مين ؟
قال ساخراً : الستات .............
ضحكت بدهاء وتابعت : حمزة ............ إنت محتاج تخرج من المود وبعدين نتكلم
حمزة : كارمن أنا شكلي حعيش في المود
وضعت إصبعها على فمه ليصمت ثم تابعت : مش مع كارمن .............. جذبته من ذراعه ليتبعها وهي تقول : تعال
حمزة : اجي فين بس
كارمن : حنشخبط
حمزة : نشخبط !!!
كارمن : اه ............. بس شخبطة كبيرة شوية ............. تعال مش حتندم ............. قالتها وهي تضحك بصدق ........... نعم في تلك اللحظة كانت تبتسم له بصدق ........... لا تعلم ماذا أصابها ولكنها شعرت بالحزن من أجله .............. شعرت أنه هي منذ أعوام ............. عندما تذوقت جرح خالد ............. بأسه ..........هجره.............. يال العبث ألقت قنبله بوجهه منذ أيام وعاد إليها مع شظاياها المتجسدة ............ صِدق إدعائها ........... هناك شيئاً ما بين خالد و الطبيبة الحمقاء .............. عفواً حمزة حان وقت الثأر .

********************************
كان يراقبها بدهشة وهي تحضر الألوان والفرش خاصتها .............. بسطت لوح أبيض ضخم على الأرض ................ وشغلت موسيقى صاخبة .............. تخلصت من حذائها ورفعت شعرها ثم ثبتته بأحد الأقلام دون إكتراث وشرعت في نثر ألوانها بعشوائية على اللوح ................... قال لها حائراً : بتعملي ايه
جذبته وأعطته فرشاه ثم خلعت قبعته ووضعتها فوق رأسها وتابعت : بخرج من المود .........
بدأت ترقص بدلاال على أنغام موسيقاها الصاخبة ثم تابعت : يلا يا حمزة
حمزة : يلا ايه بس
كارمن : طلع العفريت ........... الهدوء والبساطة دي وراها عفريت مجنون .......... وأنا اللي ححضره

لا يعلم كم مر من الوقت ولكنه رقص معها بجنون ................ نثر ألوان غضبه على اللوح الأبيض مثلها تماماً ............. فكلاهما ملعون بغضب العاشق ...............
أطال النظر نحوها هي حقاً جميلة .......... ساحرة .......... إبتسم بسخرية أليست أجمل من إيناس .......... أفضل ............ أصدق نعم أصدق ليست مثلها تتخفى خلف دثار الوفاء تخدع الجميع دون ندم ................... ولكن تلك الكاذبة هي من ملكت قلبه وجرحته دون أن تدري بسكين حاد .
إبتسمت له كارمن بدهاء بدورها عندما لاحظت مراقبته لها ............. حمزة شاب وسيم ربما يفوق خالد وسامة .............. يصغرها بعدة أعوام ............. ولكن حقاً هل تستطيع الغوص معه نحو عالم جديد بعيداً عن بحر حقدها الغاضب بأمواجه الثائرة .............. هل يستطيع إخراجها من بئر خالد الذي دُفِنت به حية منذ سنوات ................ لاحت على شفتاها إبتسامة ساخرة بدورها بماذا تهذي .................... سبب وجود حمزة معها بتلك اللحظة هو خالد .
قطع أفكارها صوت حمزة وهو ينظر للوحة أمامه ويتابع بنبرة ساخرة : يااااااه هو أنا اللي جوايا غامق قوي كده
ضحكت كارمن بشدة وتابعت : مش لوحدك على فكرة ........... كلنا هذا الرجل
حمزة : ياه للدرجة دي
كارمن : لا يا حمزة اللوحة دي غضبك مش حقيقتك ............. الفرق كبير
تنهد بعمق ثم إستلقى على الأرض وتابع : أنا تعبان قوي لازم أمشي و إلا حنام مكاني
كارمن : شكلك منمتش من إمبارح هو السبب صح ؟
إبتسم بآسى عندها تابعت بثقة : هي كمان السبب .......... إنت بتحبها يا حمزة
حمزة : كارمن ............. أنا مخنوق خلاص لا عايز أسمع ولا أتكلم عنهم
كارمن : براحتك بس أنا واثقة إنك حد شهم وهي حتى لو غلطانة تستاهل إنك تنقذها
حمزة : أنقذها !!! محدش بيعمل حاجة غصب عنه يا كارمن
صمتت لوهلة ثم تابعت لغو عقلها بإصرار : حمزة إنت مش حتنقذها من خالد ............... إنت حتنقذها من السجن
نظر نحوها والصدمة بادية على وجهه وفيي ملامحه ألف تساؤل ................... تابعت بثقة : أيوة يا حمزة علاقتها بخالد وبالمزرعة حتكون سبب سجنها وممكن ضياع مستقبلها والحل في إيدك إنت وبس
حمزة : إنتي بتقولي إيه
كارمن : حمزة ............خالد ده بيزنس مان روبوت حياته حاجتين متعة ومكسب وإيناس من غير ما تفهمه بتحققله كل ده ............... خالد بيعمل حاجة غلط في تهجين الخيل معنديش معلومة واضحة بس اللي أعرفه إنه بيعمل تلقيح صناعي بأجنة رخيصة وبيبيع للهواة على إنه خيل عربي بيور وبيلعب في شهادة النسب وبيعتمد على بيطيرين صغيرين من غير خبرة يمضوا إن كل حاجة تمام
حمزة : لا لا مستحيل الكلام ده مش منطقي
كارمن : علاقة إيناس و خالد كانت مش منطقية من أيام
حمزة : طيب أنا الحل في إيدي إزاي مش فاهم
كارمن : لازم أتأكد قبل ما أبلغ وعلشان أتأكد لازم أدخل المزرعة بالليل ومعايا دكتور ثقة تبعي ............. كل اللي محتاجاه منك تدخلنا المزرعة بالليل ............. علشان نتأكد وبعدها نشوف حنعمل ايه ............ وإلا ممكن كل الناس هناك تتاخد بذنبه
أطرق رأسه لوهلة ثم تابع : ياااااااااااااه للدرجة دي الواحد مغيب ................. معقول
إقتربت منه وتابعت : في إيدك تصلح كل حاجة و المخطئ يتعاقب ........... هو ده الحق
نظر نحوها بتمعن ثم تابع : ماشي يا كارمن حددي الوقت اللي يناسبك وأنا أدخلك هناك
إبتسمت بدهاء وتابعت : خلاص بس الدكتور اللي اعرفه يرجع من السفر وساعتها حنروح ............ بس هو يرجع
أغمضت عيناها وتمنت بشدة ظهور كريم سريعاً.............. نعم فقد حان وقت السداد يا خالد .
******************************

نظرت رقية حولها في حيرة عندما إكتشفت إختفاء إيناس .............. غرفتها المفتوحة على مصراعيها وخزانتها الفارغة تنبئ عن رحيلها المفاجئ .................. أمسكت هاتفها بيد مرتعشة محاولة الإتصال بها دون جدوى فرسالة الهاتف المغلق تتكرر بإصرار ................ كانت الساعة قد تعدت التاسعة صباحاً ...........إرتدت ملابسها وخرجت مسرعة لتصطدم بخالد الذي كان خرج لتوه من منزله وملامح الأرق بادية على وجهه ................ نظر نحوها بدهشة عندما لمس قلقها وتابع بصوت أجش : خير يا مدام رقية ............... في ايه
ردت رقية بإرتباك : لا لا أبداً ................ مفيش حاجة
خالد : لأ ........ شكلك مخضوض في إيه
رقية : أصل ..................
قاطعها صوت هاتفها ردت مسرعة : الو..........الو ................نيرمين ...............كلمتك مردتيش ..............كنتي نايمة .............. معلش ............. عمر كويس ...........إيناس خرجت متأخر من عندك ................ حمزة اللي وصلها
لاحظ خالد أن رقية تتحدث بقلق وبطريقة مقتضبة
تابعت رقية على الهاتف : لا يا حبيبتي مفيش حاجة أنا بس بطمن على عمر منك وعليها روحت إمتى علشان هي خرجت من بدري وشكل الموبايل فصل شحن

أغلقت رقية الهاتف وعندها قال لها خالد بنبرة آمرة : مدام رقية في ايه وإيناس فين
رقية وهي تحاول إخفاء قلقها : مفيش يا بشمهندس ......... هو شكل إيناس إضطرت تنزل مصر وأنا بحاول أكلمها أطمن عليها بس شكل الموبايل فصل شحن
خالد : نزلت مصر ..............
صمت لوهلة وبدت ملامحه في حالة صدمة ثم تابع : و ....... إنتي كنتي بتسألي نيرمين عليها
رقية : اااااااه ............. أصل إيناس إمبارح بالليل إضطرت تنزل تدي لعمر ابن نيرمين حقنه علشان كان سخن قوي ............. حتى يوسف مرضيش تركب مع سواق وجه اخدها بالعربية وحمزة وصلها في الرجوع
كانت رقية تتحدث بتلقائية دون أن تلحظ ملامح الذهول والغضب التي إجتاحته في لحظات أما هو لم يبالي برقية ............ لم يبالي بشئ سوى غضبه الجامح وسوء ظنه وما حدث ليلة أمس ............. ضرب قبضته بغضب على الحائط ثم توجه راكضاً نحو سيارته وهو يمني نفسه بلاحقها .................... حتماً إستقلت الباص الخاص بالمزرعة لا يوجد لديها بديلاً ............. نظر لساعته ثم إنطلق مسرعاً بسيارته لا يفكر سوى بقطع طريق الباص وإعادتها ولو بالقوة ..............
*************************
إنزوت وحيدة بأحد مقاعد الحافلة ................... ظلت تراقب الصحراء وعبرات عينيها ما زالت سيدة الموقف ............... كانت تحاول إخفاء ملامحها تارة بأناملها الرفيعة وتارة بخصلات شعرها فآخر ما توده الآن هو تبادل الحديث معع أي شخص .............. حتى أنها رحلت مسرعة قبل إستيقاظ رقية ............ رقية ........... تركتها دون وداع .............دون ذنب ...............أطرقت رأسها على النافذة في محاولة يائسة لتنظيم أفكارها المبعثرة دون جدوى ................ كلما حاولت تنظيم أفكارها يقفز حادث الليلة الفائتة ليحتل عقلها ................ مسحت شفتاها بظهر يدها بغضب عندما تذكرت ما حدث وظلت تراقب الطريق باكية ..............

الحافلة تلتهم الطريق بتكاسل على عكس سيارته التي كانت تلتهم الطريق بنهم ............ بجنون .............. يده ثابته على المقود وعيناه مرتكزة بإصرار تترقب ظهور الحافلة ............... أخيراً لمحها ............. زاد من سرعته وإقترب منها يطلق زاموره بإصرار لينبه السائق دون جدوى فالسائق غارق مع نجاة الصغيرة يشدو معها بصوت غليظ لا يستسيغه سواه ..........
إنت تقول وتمشي و أنا أسهر مانمنش ياللي ما بتسهرش ليلة يا حبيبي .................... سهرني حبيبي ............. حبك يا حبيبي .............. باكتب على الليالي إسمك يا حبيبي

ضرب خالد يده بغضب على المقود و لم يجد بداً من إعتراض طريق الحافلة وبالفعل زاد من سرعته حتى تخطى الحافلة بأمتار ثم أوقف سيارته بشكل أفقي ليجبر السائق على الإنتباه والوقوف غير مبالياً بخطورة فعله فكل ما كان يفكر به هي ........... فقط هي .

إنتبهت إيناس لتوقف السيارة المفاجئ ............ وقبل أن تعي ما يحدث رأته يصعد على متن الحافلة ............... كانت عيناه تتفحص الوجوه بإصرار ........... بغضبٍ تلاشى على الفور عندما لمحها ........... ظل ينظر نحوها بعمق ............. إرتباك .............. غضب ........... مشاعر متخبطة إجتاحتها ............. جاءها صوته الأجش وهو يقول بثقة : دكتورة إيناس محتاجينك ضروري في مزرعة الخيل


نظرت له بذهول وردت بنبرة خفيضة جاهدت لإخراجها : نعم
تابع بإصرار : يلا يا دكتورة مفيش وقت الفرسة بتولد
ودت أن تواجهه وتصفعه على وقاحته ليلة أمس والآن أيضاً ولكن نظرات كل من في الحافلة كانت موجهة نحوهما .......... لم تجد سبيل سوى النزول من الحافلة .............. ظلت تراقبه بغيظ وهو يخرج حقيبتها من الحافلة ويضعها بسيارته ......... إنتظرت حتى رحلت الحافلة ثم نظرت له بغضب وقالت : ممكن أفهم إيه اللي حضرتك عملته ده ؟
خالد : دي كانت الطريقة الوحيدة قدامي علشان ترضي تنزلي معايا
زفرت بضيق ثم مدت يدها لتسحب الحقيبة ............ أمسك الحقيبة بدوره ثم قال لها : بتعملي ايه
إيناس : لو سمحت سيب الشنطة
خالد : طيب ممكن تسمعيني
إيناس : أنا سمعت خلاص وغصب عني مش بمزاجي
أطرق رأسه خجلاً ثم تابع بعد أن ترك لها الحقيبة : أنا بجد آسف
قالت ساخرة : إنت مش ملاحظ إن إعتذاراتك كتير بالنسبة لشخص ما بيحبش يعتذر
نظر نحوها بعمق و تابع : وإنتي مش ملاحظة إن الإعتذارات دي ليكي إنتي وبس
إستدارت حتى تتجنب النظر نحوه ثم تابعت : خلصت ممكن تسيبني أمشي بقه
تابع بنبرة حانية : ممكن ماتمشيش
رمقته بنظره حادة ثم همت للمغادرة ولكنه إعترض طريقها بإصرار ثم تابع : إيناس متسيبيش المزرعة
كانت ترمقه بغيظ .................... أخيراً إنطلق مارد الغضب الثائر بوجهه ............ لم تشعر بنفسها إلا وهي تصرخ بصوت متحشرج : إنت فاكر إني ممكن أقعد في المكان ده دقيقة واحدة بعد اللي عملته .............. إنت فاكرني إيه ............... إنت إنسان وقح فاهم وقح
كانت تبكي بحرقة ............. شعرت أن قدماها لا تقوى على حملها ........... جلست على حقيبتها وعندها جثا على ركبتيه في مواجهتها ثم ناولها محرمة ورقية وتابع : أنا عندي كلام كتير قوي بس عارف إنك مش حتقبلي مني أي كلام دلوقتي فبلاش تفكري فيا .............. فكري في رقية ........... سهيلة ...........طيب بس لغاية ما يولدوا وبعدها إعملي اللي إنتي عايزاه ............ وأوعدك مش حضايقك بأي شكل ............. بس مش حينفع تمشي كده وبالطريقة دي
ظلت صامتة تراقب الرمال بعبرات متحجرة وهو يراقبها بقلق ............... لماذا يرهب رحيلها .......هل عشقها ............. لا لا هو فقط يشعر بالغضب مما حدث ............. لا بل هو عاشق متغطرس يأبى مواجهة نفسه ........... عاشق حتى النخاع ........... لم يطق صبراً تابع : أحط الشنطة في العربية
كان ينتظر موافقتها بلهفة ............ بل ربما ينتظر ما هو أكثر فقط تعود معه وبعدها سيخبرها في اللحظة المناسبة أنه يريدها زوجته ................ نعم ستكون زوجته وسيعيش معها لحظات دائمة من الكمال ............ سيمتلك خصلات البندق بعطرها الآخاذ للأبد .............. فمعها هي فقط يشعر بالسعادة
أخيراً تحدثت بعد دقائق طويلة من الصمت ............... كان صوتها هادئاً ............ نبرتها جادة .........بائسة
إيناس : حارجع معاك بس بشرط
زفر براحة ثم تابع : إيه
إيناس : مش حاتكلم معاك تاني أبداً ............. فاهم ...........حتى لو كلمتني مش حارد عليك
كان وقع كلماتها صادماً ........ صمت لوهلة ثم بدت على ثغره إبتسامة حزينة وهو يقول بدوره بعد أن شعر بقلبه يهوى بين ضلوعه : موافق







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 01:18 PM   #40

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث و الثلاثون

إفهميني
..

أتمنى مخلصاً أن تفهمينيربما .. أخطأت في شرح ظنونيربما سرت إلى حبك معصوب العيونو نسفت الجسر ما بين اتزاني و جنونيأنا لا يمكن أن أعشق إلا بجنونيفاقبليني هكذا .. أو فارفضيني ..”
نزار قباني

الصمت هو سيد الموقف الآن ................ ظلت تراقب الطريق دون أن تنبس بكلمة كما إشترطت عليه وعلى نفسها ............ هو أيضاً لم ينطق بحرف ........... وبعد حوالي نصف ساعة وصلوا إلى المزرعة .......... نصف ساعة مرت كيوم كامل ................ كانت تستمع لدقات قلبها المرتجفة كلما شعرت بنظراته الموجهة نحوها ...............تركت السيارة دون ان تنظر نحوه وتوجهت مسرعة للفيلا أما هو فظل قابعاً مكانه يسترجع ذكرى ما حدث ................



لم تصدق رقية نفسها عندما شاهدت إيناس تدخل من الباب ............ إقتربت منها مسرعة وهي تقول : إيناس .............. إيه اللي حصل ............. إنتي كنتي فين ............. أنا كنت حاتجنن من القلق

ظلت إيناس صامتة لوهلة تتفحص المكان بملامح حزينة ........... إقتربت رقية منها وربتت على كتفها بحنان ثم تابعت : حبيبتي مالك ......... في إيه
رغم إدعائها الصمود إنفجرت إيناس في البكاء على الفور ............... كانت تبكي بحرقة لا تعلم لها سبباً واضحاً ........... هل تبكي بسبب قبلته أم ربما بسبب نظرته العاشقة نحوها أم بسبب مشاعرها التي تحركت رغماً عنها ............ وإنطلقت هائمة خلفها في النهاية كالحمقاء .............. نعم لقد عشقته رغماً عنها ........... عشقته رغماً عن وفائها ............ عشقته رغم جرحه لها ........... رغم غروره .......... جبروته ............. كان يجب أن تهرب من هذا العشق ............ ماذا تفعل ............ لماذا عادت .............. لماذا ؟؟


*************************************

إستيقظت بعد أن نالت سويعات قليلة من النوم ................ كانت رقية قد جهزت بعض الطعام ........ إستقبلتها رقية بإبتسامة حنون و ناولتها الحساء الساخن وهي تقول : تشربي الشوربة كلها ........... إنتي ما أكلتيش حاجة من إمبارح ......... الشوربة تجهز معدتك وبعدين تاكلي
نظرت إيناس للطعام وقالت : يا خبر تعبتي نفسك يا رقية وطبختي
رقية بإبتسامة : وفراخ كمان يعني من الآخر أستاهل مكافئة
إبتسمت لها إيناس ثم رشفت القليل من الحساء وتابعت : بجد تسلم إيدك ........... بس علشان خاطري متتعبيش نفسك تاني إحنا خلاص قربنا على التاسع
نظرت رقية نحوها بإبتسامة جادة وتابعت : حصل إيه يا إيناس
إرتبكت إيناس قليلاً ثم تابعت وهي تعبث بطعامها : مفيش يا رقية متشغليش بالك
تابعت رقية بنبرة توكيدية : إيناس إيه اللي حصل خلاكي تسيبي المزرعة ............. إنتي إمبارح كنتي كويسة حصل ايه بالليل ؟؟
تابعت إيناس تناول حسائها بإرتباك دون أن تجيب فتابعت رقية بإصرار : إيناس حصل إيه ؟؟ ........... هو حمزة ضايقك ؟! .......... معقول حمزة يضايقك وتسيبي المزرعة بالطريقة دي ............

قاطعتها إيناس على الفور : رقية حمزة ما ضايقنيش بالعكس كان ذوق ومحترم معايا جداً متظلمهوش
رقية : طيب إيه اللي حصل ........ أنا إتخضيت لما صحيت و مالقتكيش ............ حتى خالد شافني قلقانه وإستغرب و ...........

توقفت رقية عن الحديث عندما تذكرت ردة فعل خالد ........... قلقه ............ عصبيته ........... إنطلاقه بالسيارة مسرعاً عندما علم برحيلها وعودتها بعد ذلك .............. كانت إيناس تراقب ملامحها بتوتر ......... تابعت رقية بعدها إيناس هو خالد هو اللي رجعك ؟
لم تجب إيناس وبدت ملامحها مضطربة تابعت رقية : إيناس خالد هو اللي ضايقك ؟

إيناس : رقية أرجوكي أنا مش عايزة اتكلم في الموضوع ده
رقية : لا يا إيناس لازم تتكلمي ولازم أعرف .............. إيناس إنتي مش مجرد صديقة او صاحبة إنتي أختي وأمانة عندي هنا فاهمة يعني إيه ........... خالد عمل ايه يا ايناس خلاكي تسيبي المزرعة ؟
صمتت إيناس لوهلة ........... كانت تفكر هل تخبرها بما حدث ............حقاً ......... هل تستطيع إخبار أي شخص بما حدث ........... إبتلعت ريقها في محاولة يائسة لإخراج الكلمات من حلقها ثم تابعت : إمبارح شافني بالليل وأنا راجعه مع حمزة وفهم غلط و ...........

قاطعتها رقية بغضب : فهم غلط !!! يعني إيه فهم غلط وهو ماله اصلاً ............. قالك إيه ؟ عمل إيه ؟
إيناس : خلاص بقه يا رقية هو كان سخيف وأنا خلاص مش حينفع أكمل هنا ........... هو بس شهر وجايز أقل كمان أكون إطمنت عليكي وهو شاف بديل وحامشي

شردت رقية قليلاً ........... كانت تفكر بخالد ............ ما الذي يثير إهتمامه أو ربما غضبه في عودتها مع حمزة ........... ومنذ متى وخالد يهتم بأحوال الموظفين بالمزرعة .......... ألم يلقبه حمزة بالبرجوازي كمثال لرأس المال الصارم الذي لا يهتم سوى بنقوده فقط ............ هل من الممكن أن يكون غضبه ........... غيرة !!!!!




هل خالد .............. نظرت نحو إيناس في دهشة لتجدها شاردة بدورها ........... إبتسمت لها وتابعت : هو جه وراكي و إعتذرلك ............
أومأت إيناس رأسها بالإيجاب دون أن تنطق .......... إبتسمت رقية بسخرية ........... خالد إعتذر لأنثى !!!!! ........... هرع خلفها كالمجنون ليعيدها ........... هو عاشق إذن لا محالة ولكن متى ؟؟؟ وكيف ........ وماذا عنها ........... هل تحركت مشاعرها نحوه ........... أم أنها تعيش حالة من الإضطراب لا مثيل لها ............. شعرت رقية بالشفقة من أجل إيناس ............ جذبت رأسها برقة نحو صدرها وملست على خصلاتها بحنان وتابعت : خلاص يا حبيبتي حصل خير بس اي حد يضايقك ماتهربيش ............ إنتى مش غلطانة علشان تهربي ........... هو اللي غلط .................. أنا صحيح معرفش قالك إيه بس هو اللي غلط وهو اللي إعتذر وإنتي اللي في إيدك تقبلي إعتذاره أو ترفضيه
تابعت إيناس : أنا ما قبلتش إعتذاره ........... أنا حامشي من هنا ........... أنا بس أجلت ده شهر ......... لا أقل من شهر وحارجع أيوة حارجع .

لا تعلم هل كانت تردد الكلمات على مسامع رقية أم نفسها ........... نعم ستعود ........... ستنسى خالد وستتخلص من مشاعرها الحمقاء .......... الكاذبة .......... نعم هي ليست مشاعر حقيقية ............ فمشاعرها كانت لشريف فقط ........... خالد سيكون مجرد ذكرى ........... لا ........ بل لن يكون ذكرى فذكراها مع شريف ........... شريف فقط .


************************************


نظر حسن بغضب للورقة بيده وتابع بنبرة ساخطة : رافعة عليا قضية نفقة يا سهام بس أقول إيه أنا اللي أستاهل
ضحكت بإستهزاء وتابعت : الورقة شرفتني بزيارتك اهو
حسن : زيارتي مش حتتقطع يا سهام أنا مش حاسيب إبني ......... ومش حاخرج من حياته فاهمة ......... أنا بس كنت سايبك تهدي
سهام بسخرية : لا والله فيك الخير
حسن : سهام ........... بلاش تخلي محمود يدفع ثمن أخطائنا
سهام : الغلط غلطك إنت يا حسن
حسن : مش لوحدي .......... إنتي إتجوزتيني وكنتي عارفة وضع رقية كنتي عارفة إني مخبي عليها ورحتى قولتيلها ........ وإتحاميتي في الحمل لإنك كنتي عارفة أد إيه أنا كنت مشتاق لطفل ........... كنتي مرتبة تزيحها من سكتك ولكن يا سبحان الله بعد صبر سنين طولة تحمل رقية و الموازين كلها إتقلبت
سهام : فعلا .......... زال سبب جوازنا ورميتني وبعتني رخيص قوي .......... أنا وإبنك
حسن : خدي بالك من كلامك ........... إنتي اللي حفرتي ورا المشاكل
سهام : وإنت راجل أناني بتفكر في نفسك وبس

حسن : وإنتي ست أنانية علشان كده معرفناش نعيش مع بعض
سهام : أنانية عشان طلبت حقي فيك !!!!!
حسن : لا أنانية علشان بتفكري في نفسك مش في إبنك ............ زيي بالظبط
إنفرجت شفتاه عن إبتسامة ساخرة ثم تابع : قطبين مغناطيس عمرهم ما حيعرفوا يقربوا من بعض ........... بس وقتها كنت بفكر في حاجة واحدة بس ومكنتش شايف غيرها ............
مسح وجهه بكفيه ثم تابع : من غير محاكم حديكي كل اللي انتي عايزاه .............. علشان خاطر إبني ...........وأتمنى إنك علشان خاطره تبعدي عن المشاكل ........... فكري بالعقل .......... أتمنى إنك بالعقل

قال ما قال وتركها تفكر بكل ما مرت به منذ أن وافقت على تلك الزيجة الفاشلة ...................

********************************

كانت تقف أمام رعد ........... أصبحت همساتها لهذا الجواد الثائر راحتها وسلواها ............. رعد هو من يفهمها ........... يقرأها جيداً .............. معه تبكي دون خجل ........... تضحك دون حساب تفرغ ما في جعبتها من أسرار دون قلق .............. هذا هو حالها منذ ما حدث ...........
نعم
عندما أصبح هروبها بداية

وعشقها خطيئة
أصبح منبع سعادتها هو سر ألمها
زهدت الكلمات وتحولت حياتها لمجرد همسات
مع الكائن الوحيد الذي لا يجرح
نعم.......همساتها لتلك الجياد
فأصبحت حياتها ........همساً للجياد

**************************

تمر الأيام دون نكهة ............ كم يتمنى أن يُحليها بنكهة العسل ............. يُعطرها برائحة البندق ............. هي قريبة وبعيدة ............ حاضرة وغائبة .............. تمر من أمامه دون أن تراه ............ ما هذا العبث ............ لم يكن هذا هو إتفاقنا ............. الآن عليه أن يرغمها على الحديث وعلى النظر نحوه أيضاً !!!!!!!!!!!!

كانت في طريقها للخروج من الإسطبل وكان هو متوجهاً للداخل يسحب رعد بلطف .......... كعادتها لم تلتفت نحوه .......... بل كان بصرها موجهاً للأرض تمنى لو رفعت بصرها للحظة ........... لا تنظري نحوي فقط أنظري نحو قرص الشمس الأحمر ............. إشتقت للون العسل بمقلتيك ........... ولكن دون جدوى تختطه وكأنه غير موجود ولم تنظر لشئ لا هو ولا قرص الشمس وكأنها عمياء عن طلته خرساء من أجله هو فقط .............

ماذا دهاه أجنون قيس أم حماقة روميو ................. لقد إعتاد الحصول على مبتغاه وقتما يريد ............. وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ............. كما إعتاد دوماً ........ أسيسقط أسيراً لعشق إمرأة ............ هو بعنفوانه وقوته ........... لا يجوز ................ ومرة أخرى كانت بالإسطبل ........... تلك المرة كانت مع سهيلة ........... دخل الحجرة وبدء حديثه بصوت أجش يصطنع القسوة خشيةً أن يُظهر ضعفه ......
خالد : سهيلة عاملة إيه
كعادتها لم تجبه ولم تنظر نحوه فقط أشارت له بيدها أن الفرسة بصحة جيدة ............. زفر بغضب ثم تابع : ناقص قد ايه تقريباً على الولادة ؟

شعرت بالضيق لإصراره على فتح محادثة ونقض عهدها معه ........... أشارت له بأناملها مرة أخرى برفع سبابتها وإصبعها الأوسط برقم إثنان
رد بغضب : إتنين إيه ........... أسبوعين يعني ما تردي عليا يا دكتورة .......... أنا مش بهظر أنا بسألك في شغل
نظرت نحوه بحده ........... بدت عيناها لامعة من الغضب ............ كادت أن تقتحم إبتسامة ماكرة ثغره ......... على الرغم من كل شئ شعر بالسعادة لمواجهة شعاع العسل الثائر بمقلتيها .............. تابع بنفس نبرته الجادة : أعرف أنا تفاصيل الشغل إزاى دلوقتي

دون أن تنطق أخرجت من حقيبتها بعض الأوراق وناولته إياها ........... كانت تقارير مكتوبة جهزتها خصيصاً من أجله ............ أعطتها له وخرجت دون أن تنتظر رده .......... تصفح الأوراق وتتبعها بنظراته وهو مغتاظ من تصرفها ............ ومعجب به بنفس الوقت ............. هو عاشق رغماً عنه .

******************************

منذ أن أبرمت إتفاقها مع حمزة وهي تنتظر ظهوره ............... إختفى الأحمق .............. تبخر كالزئبق منذ أن هرب من محبسه ............. ماذا ستفعل الآن ...............الأيام تمر ويجب عليها أن تستغل بركان حمزة الثائر قبل أن يخمد ولا تستطيع تنفيذ خطتها وحدها خاصةً أن لا تضمن ردة فعل حمزة عندما يعلم حقيقة نواياها ........... وسوف يعلم فقد أخبرها أنه سيرافقهم للإسطبلات ليتأكد بنفسه من إدعائها ............. زفرت بضيق ونظرت للساعة فوجدتها قاربت على الثالثة صباحاً ........... حاولت أن ترغم نفسها على النوم وبالفعل جافاها النوم بعد وقت ليس بقليل ولكن طرقات ملحة على الباب أيقظتها بفزع ........... انها الرابعة فجراً ............ إقتربت بحذر من الباب ................. لم تصدق نفسها ............. أخيراً ظهر كريم .


تهاوى على الأريكة ثم قال بصوت بائس : البوليس لسه مراقب البيت خاطرت وجيت بمعجزة
إقتربت منه ثم إحتضنته بحنان وتابعت : وحشتني قوي ........ إنت كنت فين
أخرج لفافة تبغ ونفثها في الهواء ثم تابع : عند واحد معرفة وخلاص ظبطني في اللي بتمناه ........... حخلص وحيسفرني بره البلد ............. حتيجي معايا ؟؟
كارمن : اجي ......... حاقعد اعمل ايه
كريم : تمام ............. يبقى حنخلص مع خالد وبعدين نخلع
نظرت نحوه بتساؤل : حتعمل ايه ؟؟؟
كريم : بوم ........ حخليها نار
كارمن : نار ...........نار إيه
كريم : حاولع في المزرعة .


*****************************

غادر كريم ............ غادر بعد رتبا أركان خطتهما جيداً ووقع عليها الشيطان في النهاية .......... تتذكر جملته الأخيرة بدقة ............ أخيراً بقيتي مفيدة يا كارمن ............ نعم مفيدة ولكن من أجل نفسها تلك المرة ......... هو يستحق ........... لن تأخذها به شفقة أو رحمة ........... هل رحمها هو سالفاً لترحمه الآن ............ بماذا تهذي أيها القلب الأحمق ........... هو غارق في ملذاته مع الطبيبة الحسناء ............ وهي لم تعد من ضمن إهتمامته فقد نال ما أراد وقتما أراد ولكن الآن حان وقت رغباتها هي ...........نعم رغباتها هي فقط .


في الصباح إسترجعت بعقلها الخطة مرة أخرى ............ سيُدخلهم حمزة للمزرعة ليلاً وسيأتي كريم بصفة البيطري لحبك روايتها التي إدعتها أمام حمزة ........... لن يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة ........... سيقوم كريم بتسميم كل الجياد .......... نفس نوعية السم التي إستخدمها المدعو مجدي مع الحصان أدهم ولكن تلك المرة من أجل الجميع ............. بعدها سيبدأ هجوم من نوع آخر ............ عشرات الرجال الذين إستأجرهم كريم سيهجمون كالتتار على الجزء الآخر من المزرعة وستأكل النار كل شئ ............ستلتهم الأخضر واليابس ........ محصول العام ومجهود العمر سيتلاشى في لحظات ............... إبتسامة شريرة طغت على حُمرة الكرز بشفتيها ........... خطة محكمة ولكن هناك عائق واحد ........... حمزة !!!!!!!!




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, أرنب, مصرية, مكتملة, الدجاج, الرائعة, دلال, رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.