أميرة الجوري الأحمر

[آية نصير]

اممممممم وبما إن الواحد قاعد لوحده لازم يستغل الفرصة .. بس نعمل ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أولا : أحب ان أخبر الفراغ أن الفصل هيبقى بكرة إن شآء الله الصبح بدري عشان مسافرة

واممممم ونتكلم في ايه بقى ؟ أناااااا جسمي وجعني أوي وزهقانة اوي وتعبانة أوي ولسه عايزة أضبط الفصل ومش قادرة .. محدش في الفراغ ده يجي يعمله مكاني ... اوعوا حد يصدق أنا بضحك معاكوا

[انثى الهوى]

ان شاء الله توصلين بالسلامة حبيبتي
حلو الخبر بخصوص الفصل حبيبتي مشكورة ياقمر

[آية نصير]

الفصل هينزل خلال دقائق إن شآء الله

[Zhala 97]

اهيء اهيء اهيء اناااااا زعلت

[Zhala 97]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 3 والزوار 1) ‏Zhala 97, ‏soumi, ‏آية نصير+

شوفي وحدنا ؟
معقولة هيك يصير
عااااااااااااااااااااا

[آية نصير]

الفصل الثاني

إنها حقا ليلة صعبة ، صعبة جدا لا تعرف كيف استيقظت في ميعادها وذهبت إلى عملها كحال كل يوم ولكنها تشعر براحة غريبة عليها لا تعرف لها سببا ، ربما لأنها ذهبت صباحا إلى محطة السكة الحديد حيث كانت بالأمس لا تعرف أى غباء تلبسها لتذهب وتبحث عن حقيبتها علها تجدها ظنا منها أن لا تحوي شيئا يستدعي السرقة .. لا تحتوى فرضا على مبلغ مالي كبير أو ربما جهاز محمول غالي الثمن وقطعا لن يجد السارق قطعة ذهب في حقيقة قديمة مريمة على جانب شريط القطار .. هو فقط سيجد رسالة بالية متشبعة بدموعها الحزينة وقد بهت لونها وتضاءت حروفها لن تنفعه كلمات تمس كبرياء امرأة وتجرح قلبها مرارا كلما تذكرتها .. يا إلهي كيف ستتحمل ساعات يومها وصداعها المزمن دون أن تقرأ الرسالة ككل ليلة مع فستانها الأسود وورتها الحمراء ... ربما تعذب نفسها بقراءة تلك الكلمات .. وربما تضع الملح على حرج مازال ينزف دمعا .. لكن كلماته رغم قسوتها تعطيها قوة مجهولة .. قسوة لا إرادية لتذكر نفسها دائما بقدرها المتدني وأنها استحقت عقابها جراء فعلتها الشنيعة فربما كل ذلك يدفعها للمضي قدما بروح غائبة إنما يكفي بجسد حاضر .. ليس لها سوى أن تتساءل كيف سيكون يومها دون أن تقرأ كلماته التي تذكرها بماضيها فتزداد ضعطا على ذاتهل لتتعايش مع واقع كريه ؟ كيف ستمضي يومها دون أن تذكر نفسها بخطئها و.....
فزعت حين هتفت بها أروى – صديقتها - " بحق الله أميرة أنت تشردين كثيرا اليوم حتى أنك أفسدت اتصالا ولم تنتبهي للثاني .. هل أنت بخير ؟ "
" لا لست كذلك .. آسفة حقا " قالتها وهى تنظر لأروى تلك الفتاة الرائعة قليلة الحظ والتي تفخر بصاقتها وتدين لها بالكثير فقد وقفت بجانبها حين ..
" هاأنتِ تشردين ثانية .. أرجوك اذهبي للبيت وخذي قسطا من الراحة وأنا سأغطي عليك "
" لا لا .. أنا بخير لا أريد من المدير أن يسمعك محاضرة طويلة بسببي "
كشرت أروى وهى تجلس على حافة المكتب أمام أميرة " اه المدير المتعجرف لا تقلقي أنا سأتولى أمره لن يتعدى الأمر سوى كلمتين عن الالتزام وصدقيني سأرد عليها حينها بكلمتين تجعله ينفجر غيظا "
ضحكت أميرة ضحكة صغيرة من حال صديقتها ومديرها حيث لا يمر يوما إلا وينتهي بمشادة كلامية أو مشاجرة صغيرة أمام الموظفين المهم أن يتصطدما ببعضهما ربما لو منحا نفسهما فرصة أو هدنة لاكتشفا انجذابهما لبعض ولكن ذلك الكبرياء اللعين الذي يحطم معان كثيرة قالت مشاكسة " ألازلتما على نفس الحال .. لما لا تتخطي ذلك الأنف الشامخ وتعترفين لنفسك على الأقل أنك معجبة به و .. "
هبت أروى واقفة ومقاطعة إياها بنظرة ثاقبة قائلة بحدة " توقفي أميرة .. توقفي عن قول التفاهات ... لا يمكنني التخيل أنني أعجب بذلك الشخص المغرور المتكبر المتعجرف صاحب النظرة الباردة والوجه الجامد .. يغيظني إنه لا يبتسم أبدا "
تعالت ضحكات أميرة ناعمة ورقيقة جدا كأنها نسيت للحظات هموم أحزانها ولكن ما جعلها تعود للواقع هو ذلك الصوت الذي هتف مبهورا من خلف أروى " يا إلهي كم أنتِ جميلة "
عادت أميرة بنظرتها الضائعة وهى تميل لليمين قليلا لترى ذلك الزائر الذي قطع عليها لحظة صفاء نادرة في حين التفت أروى لتواجه ذلك الكائن الجرئ الذي يتفحص صديقتها بنظرات هائمة
سألته بحدة " نعم .. هل أستطيع مساعدتك ؟ "
كان على وشك إجابتها حينما وقفت أميرة من ورائها متوترة قليلا تنظر لذك الرجل بريبة وتقول " أنا سأذهب أروى يمكنك أن تحلي مكاني أليس كذلك ؟ "
هزت أروى رأسها إيجابا وهى ترى أميرة تحمل حقيبة يدها وتخرج من الغرفة - التى يتشاركاها سويا مع زميلتين أخريتين تابعا المشهد بفضول الأنثى التي تحشر أنفها في أمور الآخرين تاركة أمورها معلقة على شماعة الظروف – لحقها ذلك الرجل الغريب وهى لا تعجبها نظرات الاثنين لبعضهما .. توجهت لمكتبها تأخذ ملف الرواية التى اشتغلت على ترجمتها أسبوع كامل وحقا لقد استمتعت كثيرا بترجمتها .. لم تستمتع بأحداث قصة او رواية ترجمتها كما استمتعت مع البؤساء من روائع الأدب العالمي لفكتور هوجو .. كم مست أحداث الرواية قلبها وهى تذكر سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وانتشار الفساد وغياب العدالة الاجتماعية على إثر الحروب والنزاعات التي كانت بين فترة سقوط نابليون والثورة الفاشلة ضد فيليب ، يا الله كم تشبه حالتنا في الوطن العربي .. النتائج المدمرة التي تعقب كل ثورة قامت في بلد عربي من فساد وظلم وتدهور لأوضاع البلاد من سئ لأسوأ ولكن أليس بعد كل عسر يسر ؟ .. ها نحن نتظر فرج الله ولن نمل الإنتظار يوما ولن نييأس من رحمته أبدا .. اتجهت نحو قسم المراجعة والطباعة لتسلمهم العمل وعند خروجها من القسم اصطدمت بزياد – مديرها المتعجرف – وقف أمامه ببرود عاقدا حاجبيه فتساءلت " هل ابتسم يوما أم أنه ولد بتلك التكشيرة الكئيبة على جبهته ؟ " سمعته يقول " فعلتِها ثانية "
تظاهرت بالغباء وقالت " لا تكلمني بالألغاز .. أرجوك وضح ما تقصده بكلامك "
اقترب خطوة قائلا بحدة تلونها نبرة سخرية " أقصد أميرة .. ألن تنتهي تضحياتك العظيمة تلك ؟ .. أظنك تجاوزت حدودك مرارا وأنا اكتفيت فقط بلفت نظرك .. ليس من حقك أن تسمحي لها بالذهاب وأنت تكملين عنها .. هذا عملها وعلى أساسه تقبض راتبها "
ارتفع صوتها " وهى كانت مريضة لا يمكنها إكمال عملها وواجبي كصديقتها أن أساعدها ولو قليلا .. لذلك فليكن في علمك يا سيد زياد أنني سأفعل ذلك العمل الشنيع مرارا وتكرارا إن لزم الأمر لأنني أعرف تماما ما تجهله أنت وهو حق الصداقة لست مثل أشخاص المصلحة عندهم تأتي قبل كل شئ حتى وإن كان ذلك يعني أن تتغافل عن ألم صديقك .. أنت يا مديري الفاضل لست بارع سوى في إلقاء الأوامر لا أظن المشاعر عرفت طريقا إلى قلبك يوما .. أنت إنسان متحجر لا تراعي مشاعـ ... "
ودوى صوت صفعة عنيفة حطت على وجنتها جعلت الموظفين باكملهم في حالة انشداه وترقب وجلة قلوبهم بالخوف وهم يرون مديرهم فاقد لأعصابه كما لم يكن يوما .. كان صوته غاضبا وهو يقول " تعلمي أن تسيطري على كلماتك وأفعالك يا محترمة .. ولا تحكمي على أحد من مظهره الخارجي وحده التافه من يبالي بالمظاهر "
بصقت في وجهه والدموع تغرق وجهها فسمعت شهقات بعض الموظفات ولكنها لم تهتم " ووحده الضعيف من يمد يده على امرأة ليداري فشله "
وتجاوزته مسرعة قبل أن يستوعب حقيقة كلماتها .. وسمعها تصرخ من بعيد " أنا مستقيلة "
اندفعت لمكتبها تأخذ حقيبة يدها وتخرج من ذلك المكان مسرعة .. نزلت للطابق الأول مهرولة تريد العودة للبيت سريعا لتدفن نفسها في سريرها الناعم تخبئ وجهها في وسادتها وتبكي كثيرا كما لم تفعلها يوما .. لم تنتبه لاميرة الواقفة بجانب سيارتها بالقرب من مدخل المركز وكذلك أميرة لم تنتبه لتلك الفتاة المنهارة التي أخذت تلوح لسيارة أجرة .. ترى خلاصها في الهروب من ذلك المكان الذي أقسمت أنها لن تتطأه قدماها أبدا ليس بعد اليوم .
****************
" ماذا تريد منى أيها السيد " قالتها أميرة وهى تقف بجانب سيارتها الحمراء الصغيرة التي تعتز بها كثيرا وكيف لا وهى هدية من والدها - رحمه الله – تذكر جيدا ذلك اليوم يوم تخرجها من الجامعة بتقدير جيد جدا حينها وجدت سيارة غريبة تقف تحت المنزل فسألت والدها بشأنها فأجابها بأن أخرج مفتاح السيارة من جيبه ووضعه في يدها .. لم تستوعب الأمر بسرعة وكأن عقلها توقف لثواني فاقترب منها والدها وقبل جبينها بحنان وقال جملة لن تنساها أبدا " أنتِ تستحقينها إذ جعلتني فخورا جدا بكِ " لم تكن تعرف بأنها كانت فخرا لوالدها فقد كان رافضا التحاقها بكلية اللغات والترجمة وها هو يخبرها بكل بساطة أنه فخورا بها لم تتحمل فأجهشت بالبكاء وهى تدس نفسها في أحضانه وتدفن رأسها بصدره وهو يلف ذراعيه حولها بقوة كأنه يحميها من غدر هذا الزمان ويبثها قوته فقد كان يدرك بحدسه الأبوي أنها ضعيفة لن تصمد أمام عقبات ومشاكل الحياة الصعبة .
" لقد صدقت يا أبي " همست لنفسها وهى دامعة العينين وقد نسيت تماما وجود هذا المجنون بجوارها فهذا حالها كلما يقع نظرها على سيارتها الجميلة التي تعتني بها عناية فائقة وكأنها تعتني بوالدها .. أخرجها من أفكارها بصوته :
" عفوا ماذا قلت "
نظرت إليه باستنكار وهى تستغرب من هذا الكائن الغريب الذي يشتت ذهنها دائما " من أنت ؟ "
مد يده يصافحها بطريقة استعراضية وهو يقول " معك أمجد الناصر "
نظرت ليده الممدودة ثم رفعت بصرها إلى وجهه وهى تتجاهلها " ومن تكون ؟ "
" طيار " أجابها وهو يدس يده في جيبه بإحراج
سألته ببرود " وماذا تريد "
وكأن برودها انتقل إليه فأجابها ببرود أكثر " أعطيك هذا "
مد يده بكيس فنظرت إليه بدهشة ألهذه الدرجة لم تنتبه أنه يحمل بيده كيسا فمدت يدها وأخذته لترى ما بداخله .. جمدت مكانها فللأسف ما كان بداخله لم يكن سوى حقيبتها التي نستها أمس عند ذلك المكان الذي أصبح مشئوما بعد لقائها بهذا الرجل .
نظرت إليه فوجدته ينظر إليها بنظرات غامضة فأصابتها موجة من الإدراك المفاجئ أن هذا الرجل حتما عرف كل شئ عنها اسمها ، عملها وربما ماضيها الأسود .. عند هذه النقطة استدارت لتركب سيارتها وكأن شياطين الدنيا تلاحقها ولكنه استوقفها قائلا " أميرة .. إلى لقاء قريب "
تركها مصدومة وهي ترتعش خوفا من هذا اللقاء الذي يعني انه سيظهر مجددا في حياتها وربما ليقلبها رأسا على عقب ...
استيقظت أميرة من نومها في حدود الساعة الثامنة مساء بعد نوم دام خمس ساعات متواصلة هذا أبسط تقدير بعد ما عانته طوال النهار والضغط النفسي والعصبي اللذين تشعر بهما وربما اتخذت النوم هربا من أفكارها التي تستنزف كل قوتها ، توضأت وصلت ما فاتها من الصلوات ثم توجهت إلى المطبخ تعد طبقا كبيرا من الفشار الذي تلذذ بطعمه أمام مشاهدة التلفاز والله حين تعده بالكراميل تتلذذ كثيرا وهي تذيبه داخل فمها ولكنها الآن ليست في مزاج جيد لتعده بالكراميل الملح يفي بالغرض ، أنهت ما تعده ثم حملت الطبق وأطفأت نور المطبخ وتوجهت إلى الصالة الكبيرة المفتوح عليها المطبخ وجلست على كنبتها الحمراء المفضلة ، استرخت عليها ووضعت الطبق في حضنها ، فتحت التلفزيون وحطت على قناة للأفلام الأجنبية المخصصة للأكشن وكم تعشقها وتعشق جو المغامرة والإثارة التي تعشهما في أجواء الفيلم وتتحمس أثناء الضرب والقتال بالرغم أنها في طفولتها لم تكن عنيفة أو تحب هذا النوع من الألعاب إلا أنها في مراهقتها لم تشاهد سوى أفلام الأكشن حتى أيام الدراسة كان لابد أن تشاهد فيلما في نهاية الأسبوع ، انتهى الفيلم سريعا ولأول مرة لم تستمتع فيها بفيلم فقد كان عقلها مشغول بما حدث اليوم وبما قد يحدث مستقبلا ، أحست باختناق مفاجئ فقررت أن تنزل لتتمشى قليلا عسى أن تهدأ أعصابها وترتاح نفسيتها ، دخلت غرفتها وارتدت بنطال أبيض وبلوزة عنابي بأكمام طويلة وارتدت حذاء رياضي أبيض ونزلت تهيم في الشوارع والأفكار تتضارب في رأسها وكأن شريط حياتها يمر أمام عينيها يذكرها بكل ما ترغب في نسيانه ، وصلت لمكانها المعتاد وجلست على صخرة كبيرة في جانب بعيد ورفعت رجلها إلى صدرها تلفهما بذراعيها وتسند إليهما ذقنها ، تذكرت ما قاله لها ذلك الشاب الذي يدعى أمجد الناصر" لقاء قريب " إنه ليس فال خير أبدا أنها تشعر بانقباض في قلبها ينذرها بالأسوأ ترى هل هناك سوء أكثر من الذي عاشته وتعرضت له منذ ما يقارب العام تقريبا .





استمتعوا

[Zhala 97]

الفصل وينه ؟
الساعة 11:10

[آية نصير]

وده تنزيل الفصل الثالث مفاجأة مني


الفصل الثالث

فتحت أميرة عينيها بانزعاج ثم حولت عينيها باتجاه المنبه الموضوع بجانب السرير لتفاجأ بالساعة فتتساءلت من هذا الغبي الذي يهاتفها في الثامنة صباح يوم عطلتها .. أخذت هاتفها من جانب المنبه وضغطت على الزر الأخضر من دون أن تكلف نفسها عناء معرفة المتصل
" هل هذا وقت للاتصال بأحدهم "
سمعت ضحكة خافتة من الطرف الآخر ثم يقول " صباح الخير أميرة "
" يعرف اسمي ويتصل بهذا الوقت ، حقا وقح " حدثت نفسها وهى تغلق عينيها دون وعى منها
سألته بصوت خافت :
" من معي ؟ "
" أنا أمجد "
" أمجد من ؟! "
" أمجد الناصر يا أميرة "
شهقت بفزع وهى تفز جالسة على سريرها تحاول أن تستوعب إن كانت ما سمعته صحيح إسبوعين كاملين عاشتهما في خوف من أن يظهر ويقلب دفاتر الماضي كل ليلة بكابوس يختلف عن سابقه وكلها تدور في حلقة واحدة .. وحين اطمأنت قليلا أنه قد يكون نساها يظهر هو بكل بساطة إنه لا يدري ما تعيشه كلما تذكرت ما مضى والظروف التي أجبرتها أن تعيش واقع لم تتصور يوما أن تكون هي بطلته .. هو لا يعرف مدي رعبها أن يعرف أحدا بماضيها وخاصة إن كان رجلا هى اكتفت بواحدا خرب حياتها بأكملها .
سألها بقلق " ما بك ؟ "
أجابته بسؤال وهي تتلعثم
" مــا .. ماذا تـ.. تريد ..مني ؟ "
استشعر خوفها من هذا السؤال الذي خرج مرتعشا من بين شفتيها فشتم في سره لم يكن هذا ما توقعه ولا حتى كان ينوي إلى ذلك سألها مرة أخرى بنيرة رقيقة
" ما بك اميرة ؟ لما كل هذا الخوف ؟ "
انهارت تبكي بصوت عالي وتصرخ به فانتفض خوفا عليها وهو يسمعها تقول بهذيان
" ماذا تريد مني ؟ لما لا تتركني بحالي ؟ أنا لم أفعل لك شيئا فقط اتركني وشأني ... أرجوك لا تؤذني يكفيني ما أنا فيه "
فهم أنها تهذي ولا تقصده بكلامها فتساءل في سره " من تقصد ؟"
انقباض غير مريح أحس به يضرب قلبه حين ازداد بكائها نادها أكثر من مرة ولكنها لا ترد عليه ، لم يجد بدا سوى أن يفعل هذا حتى وإن كان خطأ .
وصل إلى الدور الخامس حيث شقتها ، وتلكأـت خطواته أمام باب الشقة لا يدري إن كان ما يفعله صحيح أم لا لكن حين تذكر حالتها أسرع بدق الجرس ، ازداد قلقه عليها وحدث نفسه " ما الذي سأفعله الآن ؟ كيف سأطمئن عليها " فكر أن يتصل بها مرة أخرى على الهاتف وجرب المحاولة ولكنها لا تجيب ، خطر له أن يكسر الباب بكل قوته وهم أن يفعل لكن راوده خاطر " ماذا إن لم تكن في الداخل ؟ " ولكن ليرد عليه خاطر آخر بسخرية " وأين ستذهب وهى منهارة بذلك الشكل "
زفر بحنق وأنامل يده تتخلل شعره الكثيف تبعثره باضطراب ، حسم أمره وابتعد بضع خطوات عن الباب ومن ثم اندفع بجانبه الأيسر يكسره بكل قوة حتى فتح الباب واندفع هو بكل جسده إلى الداخل وجد أمامه صالة كبيرة مفتوح عليها مطبخ من الجهة اليمنى وهناك ثلاث غرف تتوزع حول الصالة ، الغرفة الأولى بجانب المطبخ لم تكن سوى مكتب هم أن يفتح الغرفة المجاورة لكن صوت أنين خافت جذب انتباه ، كان قادم من تلك الغرفة البعيدة عن الغرفتين الأخريتين وصل إليها وتردد أن يدور مقبض الباب فاستدار ليخرج من الشقة بعد أن اكتشف فداحة ما يفعله ولكن ذلك الأنين ارتفع وأصبح سيمفونية بكاء مكتوم تتخللها شهقات قلب مجروح ، احتار في أمره ليس له الحق فيما يفعل ثم كيف لم يفكر بماذا سيقول عنها الناس ، ولكن كيف يتركها بتلك الحالة أخرج هاتفه من جيبه وفتش عن الاسم حتى وجده وضغط على زر اتصال وانتظر أعاد الطلب ثلاث مرات حتى رد الطرف الآخر بصوت متأفف
" ما زال الوقت مبكرا جدا لتتصل بي "
توتر أمجد فقال بسرعة " أحتاج مساعدتك "
*********
" يا آنسة ، لو سمحت أريد الاطمئنان على المريضة "
رقت ملامح الممرضة التي خرجت من غرفة أميرة لتوها وقالت بابتسامة " أنت زوجها "
ارتبك وتلعثم " لا .. أعني .ز.. لست زوجها "
رفع يده اليمنى يمسح بها على شعره فلاحظت عدم وجود دبلة وقد كانت على وشك سؤاله إن كان خطيبها عقدت حاجبيها قليلا وقالت بشك " أخوها "
عقد حاجبيه بضيق وأجابها " لا ، مجرد صديق "
شملته بنظرات احتقار وقد تجعد جبينها استنكار من هذا الصديق الوقح الذي يرافق صديقته للمستشفى ما بال الناس أصبحوا يقولونها علنيا ! أليس هناك أي خجل أو حتى احترام .
لقد كان على وشك صفع تلك الممرضة الغبية لقد أدرك إلى أين شطحت بخيالها المريض الذي يتوهم كل السلبيات حول كلمة صديق ، إنه لا يعرف يكذب وإلا لكان اخترع أية كذبة حتى لا تتشوه سمعة أميرة ويجعل كل من هب ودب ينظر لها تلك النظرة المشبعة باستحقار واشمئزاز وهو يعرف ثرثرة النساء ، لن تمر سوى ساعة واحدة حتى تمتلئ أعين الممرضات وربما بعض الطبيبات بنظرات المعرفة الخبيثة وتتحرك تلك الشفاه بالغيبة والنميمة السوداء ، أفاق من أفكاره على صوتها الذي خرج مستهزئا " يمكنك سؤال الطبيب "
سيكون أحمقا وساذجا إن تركها تذهب لتخبر وتثرثر مع رفيقاتها ، فحين مرت من جانبه أمسكها من ذراعها بقوة كادت تكسر عظامها خاصة وهى نحيفة بهذا الشكل القبيح " إن عرفت أنك قد فكرت في الأمر مع نفسك فقط أو حتى خطر لك أن تثرثري مع إحدى زميلاتك فاعتبري نفسك مفصولة من هذه المستشفى "
لم تحاول أن تظهر بمظهر الغبية هزت رأسها بخوف وتعدته دون أن تفتح فمها بكلمة ، توجه إلى غرفة الطبيب المسئول عن حالة أميرة بعد أن سأل موظفة الاستقبال ، استأذن للدخول وهو يحاول أن يكبح غضبه قدر المستطاع فهو ليس واثقا أن تلك الممرضة لن تفتح فمها بحرف يسئ لأميرة ، سمع الطبيب يأذن له بالدخول فأخذ نفس عميق وهو يفتح الباب ، صافح الطبيب وعرفه إلى نفسه " أمجد الناصر " وتابع سريعا " أريد أن أسألك عن صحة مريضة تد... "
قاطعه الطبيب مبتسما وهو يشير إليه بالجلوس ويقول " فلتهدأ يا سيد أمجد ، تفضل بالجلوس "
سأله الطبيب مباشرة بعد أن جلس " ماذا تود أن تشرب ؟ "
أجابه أمجد بهزة من رأسه وهو يرفض بتهذيب " شكرا ، لا أريد "
اعتدل الطبيب في جلسته ليتحدث مع أمجد باهتمام " حسنا ، ما هو اسم المريضة "
" أميرة فاضل "
" ما صلة قرابتك بالمريضة " سأله بنفس النبرات المتشككة الغير مطمئنة
أجابه باختصار وفد بدأ يضيق من هذه الجلسة " صديق للعائلة "
وقبل أن يسأله الطبيب سؤال آخر سأله هو بحزم " أريد أن أعرف ما بها ؟ "
تنحنح الطبيب وتكلم بأسلوب عملي " إن سوء التغذية والحالة النفسية التي تمر بهما الآنسة أديا إلى إصابتها بفقر دم شديد .. واسمح لي بسؤالك إن كانت تعرضت لأي ضغوطات تفسر لنا تردي وضعها الصحي هكذا "
أجاب بارتباك " حقيقة لا أعلم فأنا كنت مسافر وعدت منذ فترة قريبة "
هز الطبيب رأسه متفهما وقال " إذا لابد أن يراها طبيب نفسي و.. "
قاطعه أمجد بعصبية وهو يهب واقفا " إنها ليست مجنونة ليراها طبيب نفسي "
أجابه الطبيب بهدوء " يا سيد أمجد الطبيب النفسي ليس للمجانين فقط ثم من قال أنها مجنونة إنها تعاني أزمة نفسية وإن تركت هكذا قد يصل بها الأمر إلى حالة اكتئاب شديد وحينها سيخرج الأمر عن السيطرة وقد تضطر إلى دخول مصحة نفسية "
عاد أمجد للجلوس وهو يسأل بهدوء " وما الحل ؟ "
أجابه ببساطة " سأنادي دكتور سامح ليراها وهو سيقرر حالتها بالتحديد وما العلاج اللازم ، ولكن الآن أجبني أين عائلتها "
استغرق الأمر منه ثواني ليفكر بالإجابة لقد كانت وحيدة في البيت فقال " البقاء لله "
" أنا آسف ، ولكنها إجراءات روتينية ولابد من تقديم تقرير للطبيب النفسي ، لكن من تلك الفتاة ال..."
أجابه أمجد وقد فهم قصده " صديقتها "
هز الطبيب رأسه موافقا فوقف أمجد ومد يده يصافح الطبيب قائلا " شكرا لك "
ابتسم الطبيب " لا شكر على واجب "
في هذه اللحظة فتح الباب وسمعا صوت يقول " قاسم أريدك ... آسف يبدو أنك مشغول لم أعرف أن لديك مريض "
أجابه قاسم وهو يتوجه إليه " تعال سامح كنت سأناديك "
قطب جبين سامح " لمَ ؟ "
" هناك حالة تحتاج تشخيصك ، هل لديك وقت الآن ؟ "
نظر سامح إلى ساعته وقال " فقط نصف ساعة "
" جيد إذا هيا بنا ، تفضل سيد أمجد "
خرج الثلاثة متوجهين إلى غرفة أميرة التي كانت استيقظت لتوها ، دخل الدكتور سامح والدكتور قاسم إلى الغرفة ووقف امجد في زاوية بعيدة لكي لا تراه أروى التي خرجت ما إن دخل الطبيبين وعلى ما يبدو أنها توجهت للحديقة ، وقف والقلق يكاد يعصف به والأسئلة تتزاحم بعقله ما الذي يحدث لها ، لو أنه فتح تلك الرسالة لربما فهم شيئا ولكنه احترم خصوياتها واكتفى فقط ان يعرف معلومات توصله إليها ، ترى بماذا كانت تهذي !!؟؟ .. من ذلك الذي أذاها لتخاف منه إلى هذا الحد
لم تمر سوى نصف ساعة ووجد الطبيبين يخرجان من غرفتها فتوجه إليهما ولكن قبل أن يسأل قال الدكتور قاسم " اطمئن ، الوضع ليس كما توقعته أبدا هي بخير "
أعقبه دكتور سامح قائلا " صحتها النفسية لا أستطيع الجزم أنها جيدة فهي ترفض الإفصاح ولكن يبدو أن ما تعرضت له كبير ويفوق طاقتها حتى أنها لا تريد الخروج من تلك الحالة بل وتقنع نفسها أن ذلك الحل الأنسب والأقرب للصواب حاولوا أن تخرجوها وترفهوا عنها وتبعدوها عن الضغوطات سأكتب لك بعض المهدئات والفيتامينات يمكنني أن أحدد لها موعد لنبدأ في العلاج ... "
ظل أمجد يستمع إليه بتركيز ولكن ذهنه توقف عند جملة واحدة ولم يعي ما قاله الطبيب بعد ذلك " لا تريد أن تخرج من تلك الحالة " أسئلة تدور في ذهنه تلح بالإجابة ولكنه لا يملكها هي فقط من تملك إجابات على أسئلته ويا ليته يستطيع أن يحصل عليها ، شكر الطبيب وأخبره أنه سيتصرف ولا داعي للعلاج هم الطبيب أن يعارضه لكنه استأذن منه على عجلة واستدار ناحية غرفتها قبل أن تأتي صديقتها وقلبه يدق طبول من الخوف لا يعرف أهو خوفا عليها أم خوف من ردة فعلها حين تراه ، دق على الباب فسمع صوتها يأتيه ضعيف وخافت " ادخل "
أخذ نفس عميق ليستعد للقادم ولكن أي كانت خيالاته عما ستكون ردة فعلها فبالتأكيد لم يكن من ضمنها أن تبتسم له ابتسامة صغيرة رقيقة وهى تقول " تفضل "
تقدم من سريرها وجلس على الكرسي بجوارها وسمعها تقول " كنت أتوقع أنك من فعلت هذا ، شكرا "
للحظات لم يرد عليها وظل يتأملها بابتسامتها وشعرها الطويل النائم على الوسادة بجانبها وعينيها الواسعتين برموش كثيفة تحيط بهمما بعض الهالات السوداء ، تنحنح ليرد عليها " لا شكر على واجب ثــ .. "
قاطعته بنفس الابتسامة " هذا ليس واجبك "
نظر إليها وهو لا يعرف لما استشعر أن تلك الابتسامة أصبحت بلهاء فقال " أنا آسف لما حدث لم .." صمت حين رأى وجهها أصبح كقطعة جليد فتساءل ما بال تلك الفتاة تتغير في لحظات فأكمل محاولا تهدئة الموقف ولكنها لم تمهله إذ صرخت به وهى تقول " على ماذا تتأسف على القلق الذي عشت فيه لأسبوعين خوفا من ظهورك مجددا وإرباكك حياتي أو على الحالة التي أنا فيها الآن بسببك "
لم يعد يعرف بماذا يرد عليها فقال أو شئ خطر على باله " أنا لم أقصد أن أسئ إليك "
يا للعجب ضحكت ولكن ضحكتها كانت ساخرة وباردة وهى تقول " أنا لا أقصد كلام الناس ولا يهمني حتى لقد فقدت احترامهم منذ زمن "
ساد الصمت بعد كلامها ، زادت الأسئلة عليه أوشك أن يسألها حين سألت " ماذا تريد مني الآن ؟ "
ارتبك ولكنه أجابها بصدق " لا أعرف ، كل ما أعرفه أنني لا أريد أن أتركك وحيدة "
أجابته ببرود " أنا لا أريد إحسانك "
" أنا لا أحسن إليك أنا أريد مساعدتك "
" أستطيع مساعدة نفسي "
" كلانا يعرف أنك لا تساعدي نفسك بل تعذبيها " قالها بثقة أكتسبها من كلام الطبيب مخفيا جهله عنها جعلتها ترتبك وتتأكد ظنونها فقالت وهي تحاول أن تتخلص من مساعدته بطريقة أخرى " لن تتركك ألسنة الناس "
شك للحظة ولكنه أجابها بثقة أكبر " لم أكن يوما مهتما لكلام الناس أنا أفعل ما أنا مقتنع به "
لقد أرادت أن تمحي هذه الثقة العمياء التي ترتسم على ملامحه وبالفعل نجحت حين قالت بسخرية " مقتنع ؟ وهل أنت مقتنع بأن تسئ إلى نفسك من أجل امرأة كانت عشيقة أحدهم " .





استمتعوا

[آية نصير]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Zhala 97

الفصل وينه ؟
الساعة 11:10

نزلت الاثنين خلاص .. بس مش عارفة ليه هما صغيرين كده

أنا كنت فاكرة أن أربع صفح ورد كويسين لفصل بس شكلهم صغيرين


وآه يا بنات .. لما تقرأوا الفصول .. عايزة أسألكم هل لما تعمقتوا شوية في الأحداث حسيتوا بتتغير في الأسلوب .. أصل أنا حاسة بحاجة غلط مش عارفة ايه هي ؟؟؟؟؟؟؟

[khadija11]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .