آخر 10 مشاركات
2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          28- نغم إلى الأبد - راشيل ليندساى - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي الرواية الجديدة التي تفضلونها
فكرة جديدة تماما 2,055 56.56%
جزء ثاني لرواية بأمر الحب 665 18.30%
جزء ثاني لواية لعنتي جنون عشقك 913 25.13%
المصوتون: 3633. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree505Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-05-15, 11:40 PM   #20301

سنا هيت
alkap ~
 
الصورة الرمزية سنا هيت

? العضوٌ??? » 334321
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 321
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سنا هيت has a reputation beyond reputeسنا هيت has a reputation beyond reputeسنا هيت has a reputation beyond reputeسنا هيت has a reputation beyond reputeسنا هيت has a reputation beyond reputeسنا هيت has a reputation beyond reputeسنا هيت has a reputation beyond reputeسنا هيت has a reputation beyond reputeسنا هيت has a reputation beyond reputeسنا هيت has a reputation beyond reputeسنا هيت has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وينك يا تيمو مختفية فييييييييين searching for tiiimooo hhhh

سنا هيت غير متواجد حالياً  
التوقيع
إلهيِ .. حبيبيِ ارزقني مـآ أتمنـى إن كآن خيرآ لي ، و إن لم يكــُن فـاجعل الخيرْ فيهِ و قربهُ منيِ يــآربْ ارزقنـي مآ أحتآج ، و لــيس مآ أريــد ، ارزقنـي مآ تشـآء لـ عبدكْ يـآ رحمنَ يـآ مَنـآنْ سُبحآنــكْ الله و بِحمدُك ، و تعـآلى جَدُك و جَلْ ثنـآءُك ولآ أله غيركْ مَـآ شـآء آلله كـآن و مـآ لمْ يشـأ لمْ يكُن ولآ حُول ولآ قُوة إلآ بآلله العليّ العظيــمْ .. إنهُ على كُل شئِ قــَديرْ
رد مع اقتباس
قديم 23-05-15, 11:41 PM   #20302

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

مسا الورد يا سكاكر ..... سأنزل الفصلين حالا
ارجو الامتناع عن التدخين

mareen likes this.

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-05-15, 11:41 PM   #20303

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 292 ( الأعضاء 236 والزوار 56) ‏نداء الحق, ‏غرام العيون, ‏jene, ‏shahd shosho, ‏نورسي, ‏amana 98, ‏kh noor, ‏جرح الغياب, ‏اسية232, ‏مِــزاجـِـيَّة, ‏samsam, ‏hedoq, ‏serendipity green, ‏mona_90, ‏alaawer, ‏بعثرة مشاعر, ‏ghdzo, ‏ميسلودي, ‏yara, ‏أم نووور, ‏سارة هبة, ‏ديما 79, ‏rontii, ‏shoagh, ‏زالاتان, ‏secret angel, ‏totaalmagnona, ‏Amoolh_1411, ‏الجميلةالنائمه, ‏سوما, ‏Hams3, ‏مهرة..!, ‏safa2, ‏سلمي و نقطة, ‏*جولي روز*, ‏anna dayob, ‏جيجك, ‏غرررام الورد, ‏سديم الذكريات, ‏زهرة نيسان 84+, ‏زينب12, ‏نسمات الشتاء, ‏كريستنا, ‏دلووعة2, ‏Israa Ehab, ‏هلا83, ‏tntn2020, ‏كتكوته زعلانه, ‏IMANECRAZYGIRL4, ‏سهرانة الليل, ‏sara-khawla, ‏ستوب ميمي توب, ‏نسائم ليلى, ‏métallurgier, ‏SORAYA M+, ‏سنا هيت, ‏shams alnour, ‏الغزال الباكي, ‏موجه حزن, ‏رااما, ‏cmoi123, ‏sheamaa, ‏engasmaamekawy, ‏سوزاكى, ‏غروري مصدره أهلي, ‏ام البنات1989, ‏angela11, ‏thetwin, ‏Nor sy, ‏برديس, ‏Bassmet Amal, ‏el8mar, ‏YOYA HANAFY, ‏الحب غالي, ‏bo7-32, ‏nura nass, ‏mesho ahmed, ‏lasha, ‏hadb, ‏amatoallah, ‏noran assal, ‏بسنت محمد, ‏Aya youo, ‏Hiba Ab, ‏ميامين, ‏belladone, ‏tiasam, ‏raniaone, ‏sonal, ‏خفوق انفاس, ‏ebrU, ‏فرح أيامي, ‏سارة امينة+, ‏:-)Smile(-:, ‏أنت عمري, ‏tamima nabil+, ‏نجدي 21, ‏قلب السكر, ‏رودينة محمد, ‏meriam 1992, ‏نبول, ‏حور الجنان, ‏khaoula Ci, ‏لاريس111, ‏الشيمااء, ‏سمر لولو, ‏شكرإن+, ‏starmoon, ‏maimickey, ‏جيتك بقايا جروح, ‏khadibima 52+, ‏c-moon, ‏Ryanaaa, ‏الاف مكة, ‏fazh, ‏صمت الهجير, ‏nashwakasem, ‏ميثاني, ‏الشوق والحب, ‏روكارو, ‏eiman hashem, ‏onediraction, ‏زموردة, ‏kiara003, ‏zain alhla, ‏حلم رواية, ‏سمسمه87, ‏فوزززز, ‏roro2222, ‏jannat alferdaws, ‏dalloula, ‏توقه, ‏الديراويه, ‏salma rani, ‏lamia57, ‏intissar2, ‏souhai, ‏elizabithbenet+, ‏منى فهمى محمد, ‏ابن الشام2, ‏بااتشي, ‏rourou_hamza, ‏عمر السعيد, ‏omniakilany, ‏خضره, ‏أسماء44, ‏jjeje, ‏نسمة صيف 1+, ‏nada alaa, ‏بنتن ل محمد, ‏سها, ‏ايماااا, ‏cloudy9, ‏Latoofah, ‏رنيـــــم, ‏voyageur, ‏ZAINABQ, ‏انسه ريلاكس, ‏hawa500, ‏hollydeath, ‏تى تى بك, ‏chocho hayat, ‏lujain1991, ‏rainfall, ‏fathimabrouk, ‏Fayّun, ‏هبه غالى, ‏mesaw, ‏bnt.byan, ‏تشانا, ‏البتول عبد الله, ‏raga, ‏عيوني تذبح, ‏sasad, ‏do3a, ‏جود الفرح, ‏روكو, ‏أم الريان, ‏اغلى ناااسي, ‏Bnboon, ‏س?ر, ‏نرمين البنجي, ‏ronita1417, ‏luz del sol, ‏سعود2001, ‏نور الضى, ‏Manoosha Moon+, ‏farameme, ‏khaoulakiki, ‏ورد الخال, ‏سكاى, ‏magyy allam, ‏اسيرة الظلام, ‏المحب لله, ‏crazygirl-1995, ‏roro_k.s.a, ‏هيون القحطاني, ‏ارض اللبان, ‏نمارق99, ‏*جوود*, ‏اميرة بيتنا, ‏اسراء سيد عثمان, ‏yasmeen yousef, ‏fatma111, ‏بياض القلب, ‏tmtm, ‏monmon12, ‏life is fun, ‏لولة العسولة, ‏hinddoya, ‏Shining Moon, ‏زينة و نحول, ‏سكن ناعم, ‏وشاح الخجل, ‏وردة شقى, ‏بيلاسان, ‏mahy hossam, ‏لين محمد, ‏ترف اهلها, ‏canaria15, ‏AYOYAAA, ‏بيبوبن, ‏emu atta, ‏mona mohamed, ‏رهف&, ‏ضايفة, ‏نهى حسام, ‏nona amien, ‏خالد ايناس, ‏أسيل كحله, ‏ايفيان, ‏hafiidaa, ‏hussin ali

أنا بجاهد حاليا وحرفيا لانني بقيت لهذا الوقت ياتموم هههههههههههه
عيوني عاملة زي اشارة الترفك لايك(اشارة المرور)
بس عشان اسمي يكون مع الحضور


mareen likes this.

نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 23-05-15, 11:44 PM   #20304

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتكم سعيدة تسجيل حضور وبالانتظار
mareen likes this.

ebti غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-15, 11:45 PM   #20305

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الثالث و الأربعين :
ظلت مكانها طويلا بعد أن ترك الغرفة و خرج .....
جالسة بنفس الزاوية تحت النافذة ... تلتف بغطاء السرير.... متمسكة به و كأنها تتشبث بحياتها ....
عيناها فارغتان .... متقرحتان من شدة البكاء لفترة طويلة الى أن نضبت دموعها تماما .... فبقت على حالها رافعة وجهها ... تنظر الى السماء المعتمة الظاهرة من النافذة أعلى رأسها ......
رأسها الصغير كان يضرب الجدار من خلفها بإيقاع رتيب مستمر .... لم تأبه للصداع المنتشر حول عينيها ... بل لم تشعر به أصلا .... و هي تطرق الجدار مرة بعد مرة دون أن تكل أو تتعب ....
" ماذا حدث لها ؟!! .....لقد تعطلت!!
لقد أصبحت كآلةٍ معطلة ..... حاولت تشغيلها أكثر من مرة دون أن تفلح ...
من أين نبعت تلك الهيستريا التي أصابتها ما ان شن هجومه عليها !! ......
كانت واثقة أنها ستسحره بقدراتها .... فهو رجل في النهاية و رغباته ستتمكن من قتل غضبه يوما بعد يوم ... الى أن يترجاها في النهاية بل يتوسل لها كي لا تتركه ..... كما فعل رابح من قبل تماما ....
كان ذلك هو السلاح الوحيد الذي تملكه ...... انها المؤهلات الوحيدة بيدها و التي كان بعضا منها بداخلها بالفطرة و البعض الآخر اكتسبته منذ طفولتها رغم عنها .....
ما الذي سيجعله يتمسك بها الآن ؟! ......
لا شيء ....
ان كانت قد فقدت القدرة الوحيدة التي كانت تمتلكها .... فبماذا اذن تستطيع أن تجعله ينسى ...
ما هو المخدر الذي يمكنها استخدامه كي تجعله يغفر ... و يسحر بها .......
كان الليل قد أرخى ستائره .... و بقت بعض النجمات الشاحبة من بعيد ... تضيء سماءا ليست صافية تماما ... تماما كروحها .....
بينما هي تنظر اليها بعينيها الفارغتين .... لا تعلم كيف تتصرف .... و ماذا ستكون خطوتها التالية ....
انتفضت فجأة مكانها حين سمعت صوت باب الغرفة يفتح ....
فأدارت وجهها بهلع الى الباب وهو يفتح ..... و يظهر من شقه المضيء جسد وليد الضخم المعروف لديها ...
و حينها أكتشفت أنها كانت تقبع في الظلام الدامس دون أن تلاحظ .....
ابتلعت ريقها بصدمة و هي تراه يقف مكانه عدة لحظات بهيئته المظلمة دون أن تتبين ملامحه ....
ثم لم يلبث أن دخل ببطىء الى الغرفة .....
كانت تتنفس بسرعة و اختناق ..... و هي تحاول جاهدة أن تمنع صوت أنفاسها من الخروج ...
و كأنها مختبئة في زاويتها المظلمة عله يخرج و يتركها لحالها الليلة .....
لكن على ما يبدو أنه قرر أنه قد منحها وقتا كافيا ليعاود هجومه مجددا ......
فغرت شفتيها المرتجفتين قليلا و هي تراه يتقدم الى ناحيتها ..... فتراجعت تلتصق بالحائط أكثر ... و بدت كطفلة مرتعبة في الظلام ....
لكنه اتجه فجأة الى المصباح الجانبي بجوار السرير ... فأشعل الضوء الشاحب الباهت ...
رمشت شيراز عدة مرات بعينيها المتقرحتين على الرغم من خفوت الضوء .... و رفعت وجهها اليه , فصدمتها رؤية ملامح وجهه ...
كانت ملامح صلبة ...مخيفة .....
وهو ينظر اليها دون أي ذرة للرأفة ....
كانت تحاول جاهدة ابعاد عينيها عن عينيه المخيفتين ... لكنها لم تستطع و كأن بهما قوة سمرت عينيها ....
فبدت متوسلة و مرتعبة ... تترجاه بصمت ...
ثم تحرك تجاهها ببطىء نمر فترس .... و ما أن لامست قدمه فخذها و هي جالسة أرضا حتى أنحنى ليجلس القرفصاء أمامها .....
شعرت شيراز بأنها فقدت كل قدرة على التنفس ... لذا شهقت بصمت و هي غير قادرة على رفع عينيها عن عضلات صدره الضخمة السمراء المواجة لها ....
بينما ذراعاه القويتان مرتاحتين على ركبتيه .....
كل ما به كان ينبض قوة و شبابا رجولي مهلك .... كانت تراه من قبل ساحرا .... فهي لم تعرف مثله سابقا ...
لكن الآن أصبحت تلك المقومات تشكل لها تهديدا .....
لم تدرك أن ارتجافها تحول الى انتفاضاتٍ ... و هي تضم ركبتيها الى صدرها أكثر .... حتى بدت ككرةٍ صغيرة الحجم مرتعبة .....
حينها تكلم اخيرا بصوتٍ مزدري .... خافت ... زاد من قوة ارتعاشها
( انتِ تجيدين الدور تماما ...... أتدركين ذلك ؟!! ....... )
هزت رأسها نفيا بارتجاف .... بحركةٍ بدت ضئيلة و غير مسيطرٍ عليها .... و همست بصوتٍ ميت ذاهب النبرات
( أنا لا أمثل دورا ....... ......... )
سقطت دمعة من عينها بسرعةٍ دون ان تستطيع منعها .... فابتلعت تلك الغصة التي توشك على ان تخنقها و هي تضم الخطاء اكثر الى صدرها ... و تتراجع اكثر الى الجدار ....
ثم همست أخيرا بصوتٍ بدى غير صوتها .... و كأن أخرى هي من تتكلم
( دعني اذهب ....... ارجوك ..... لن تستفيد مني شيئا .... )
بعبارةٍ واحدة .... ناقضت كل الرعب بداخلها من ان ينبذها لعدم قدرتها على امتاعه .....
بدت و كأن بداخلها شخصين ....
احداهما لا تزال تحمل له مشاعر مبهورة .... لم تعرفها مع رجلٍ قبله ....
و أخرى مرتعبة .... تريد الفرار منه ....غير قادرة حتى على السماح له بلمسها ....
ضحك ضحكة أثارت الرعشة أكثر في أوصالها .... لكنها لم ترفع عينيها الى عينيه ... بل ظلت تنظر الى عنقه فقط بعينيها الكبيرتين المتورمتين ....
فقال بصوتٍ هادىء يحمل تحت سطح هدوءه الكثير ....
( هل كان هذا هو المدخل لكل من ليالي زفافك ؟!! ...... أراهن أن كل منهم قد تدله رغبة وهو يسمع منكِ تلك النبرة المتوسلة ....... )
حينها رفعت وجهها المتورم اليه ببطىئ شديد ... و التقت عيناها بعينيه ...
و دون ان تدري همست بصوتٍ ميت خافت ... و كأنها منومة مغناطيسيا امام عينيه
( واحد فقط ........ كنت أتوسل اليه بخفوت ....... )
التوت عضلة بفكه .... بينما بدت عيناه مرعبتان اكثر .... بدرجةٍ مفزعة .... لكن ملامحه بقت صلبة مزدرية ... فقال أخيرا
( و ماذا كان يفعل حينها ؟؟ ............ )
ظلت تنظر الى عينيه بصمت طويلا .... قبل أن تقول أخيرا بخفوت و هي لا تحمل روحا
( لم يتوقف يوما ......... و كلما توسلت زدت من رغبته بي .... حتى توقفت عن التوسل أخيرا .... )
ضحك قليلا .... و هو يميل برأسه ....
كان صدره بدأ يسرع في حركة تنفسه .... بينما انقبضت كفاه بتوتر ....
بينما ظلت عيناها مسمرتين على عينيه المتوحشتين اللتين فقدتا كل أثرٍ للسخرية ... و بدا وجهه مثالا للسواد و الكره النابعين من داخله ....
و همسة واحدة منه جعلتها تجفل قليلا
( قذرة ............. )
كان تنفسها قد تسارع هي الاخرى قليلا ... لكنها لم تنهار قبل أن تقول بصوتٍ مرتجف بائس
( القذرهو من يطلب السماع بعنجهية .... ثم يظهر ضعفه المثير للشفقة بعدها ..... )
حينها لم يتمالك نفسه فرفع يده و هوى بصفعةٍ على وجهها ....فأغمضت عينيها دون ان ترفع يدها الى وجنتها ...
بل شددت قليلا على ضم ركبتيها الى صدرها و هي تتجنب النظر اليه ... تمنع نفسها من البكاء بالقوة
لكنه أمسك بذقنها بقوةٍ رفع وجهها اليه بعنفٍ أكبر من قوة صفعته ... وهو يقول بصوت بدا مهتزا من شدة الغضب البادي في عينيه الناريتين
( أنذرتك بمراقبة ألفاظك ...... و لا تتخيلي للحظة بأنني سأتحلى بالشهامة الكافية كي أعاملك كامرأة محترمة .... فانت خسرتِ هذا الحق بنفسك ...... لذا لا تحاولي اختبار رجولتي بتلك النقطة ..... فهي شبه منعدمة فيما يخصك ........ )
كانت تنظر اليه من بين انفاسها المتسارعة .... و دون ان تتمكن من منع لسانها همست و هي تنظر الى عمق عينيه
( قذر ....... ككل من عرفتهم .... بل اشد قذارة ..... )
اتسعت عيناه للحظة .... قبل ان يعقد حاجبيه و يهدر من بين آتون انفاسه وهو يشدد على فكها بقوةٍ كادت ان تهشمه
( ايتها ال ....... و تجرؤين على التطاول بالألفاظ بدلا من شعورك بالخزي و العار !!!! ....... )
..... اخرسي قبل ان اصيبك بحق )
مال وجهها قليلا بينما احمرت وجنتها قليلا و باتت وردية و كأنها وجنة فتاة خجولة بريئة ... و ما ابعد الواقع عن الظاهر ....
لكنها لم تلبث ان نفضت شعرها و هي تعاود النظر اليه .. فقالت بشراسة خافتة بدأت تعود اليها قليلا ...
( هذا ما تتمناه ...... أليس كذلك !! ..... أن تشعرني بالخزي و الدناءة !! ...... )
و ما ان تمكنت من استثارة عينيه و اسرها ... حتى مالت بوجهها و بصقت باتجاهه بكل قوة ... ثم همست من بين اسنانها
( اذن ستنتظر هباءا .....هذا رأيي بك ........ يا أدنى من حيوان ....... )
لم تعلم أنها رمت نفسها بتلك الحركة في دوامة جنون عصفت به فأغرقتها و هو يندفع ليقف على قدميه فجأة ,,,
ثم انحنى ليقبض على معصميها ليوقفها بحركة واحدة .... و مجددا ضربها حتى دارت حول نفسها ...
ترنحت قليلا .. الا أنها عادت لتلتفت اليه و هي تبعد شعرها عن وجهها الملتهب ... لتنظر اليه بنيران عينيها الخضراوين ... قبل أن تندفع و تهتف من بين اسنانها بلفظ سباب لا ينطق الا في الطبقات الدنيا ... خاصة و انه نال من والدته .....
عادت عيناه لتتسعان قبل ان يندفع نحوها مجددا وهو يهدر و قد فقد السيطرة تماما على جنون غضبه
( اقسم أن انظف لسانك القذر هذا ........ )
ثم ضربها لتتراجع للخلف حتى ارتطمت بالدولاب من خلفها ثم سقطت أرضا ... الا أنها لم تنتظره هذه المرة ... بل اندفعت واقفة و هي تصرخ من بين شهقات تنفسها الهائج
( قبل أن تفعل .... دعني اذن أنقل لك المزيد من رأيي بك ايها ال **** )
فغر فمه قليلا و هو ينظر الى وهي تقف أمامه مشعثة الشعر ... براقة العينين بجنون مفاجى ... بينما طولها كله لا يتعدى كتفه .... حتى انها تبدو في السادسة عشر من عمرها لا أكثر .... و مع ذلك كان لسانها يخرج أقذع الألفاظ .... و لم تتوقف و هي تصرخ بجنون
( أنا تربية طرقات و دور رعاية ...... الأسوأ منها ..... و ما سمعته ليس سوى قطرة مما سينالك مني .... )
هجم عليها و هو يمسك بشعرها في قبضته وهو يهدر بجنون ....
( اخرسي .......... )
لكنها استمرت في السباب و نعته بكل ما يمكنها و هي تقاوم غير آبهة لشعرها في قبضته .... بينما قدمها تركل ساقه بكل قوتها و هي تصرخ و تصرخ و تصرخ ......
و كأنه قبض فجأة على مشردة ..... من ساكني الطرقات ....
حينها لم يتمالك نفسه من الصراخ مجددا مذهولا وهو يهزها بعنف
( اخرسي يا شيراز ........ اخرسي ....... )
لكنها لم تستطع ..... بل ظلت تقاومه و تصرخ بلسانها البذيء .... الى أن صفعها بقوةٍ أكبر من الصفعات الواهية التي سبقت تلك .....
حينها ترنحت في قبضته قليلا و رمشت بعينيها عدة مرات كي تستعيد قدرتها على الرؤية ....
حتى أنها امسكت بذراعه ذات اليد القابضة على شعرها .... و هي تسند نفسها كي لا تسقط ....
بدى الكون يدور من حولها قليلا ...... فهمست من بين رؤيتها المشوشة
( عديم الرجولة .......... ككلكم ...... و انا التي ظننتك ...... مختلفا ..... )
نطقت كلمتها الأخيرة و هي تتهاوى قليلا ... الا انه سارع بلف ذراعه حول خصرها و رفعها الي صدره ... قبل أن يتجه بها الى السرير .... و ألقاها عليه بفظاظة ثم وقف ينظر اليها وهو يتنفس بسرعة بينما كل ذرة به تشتعل سخونة و غضبا .... كان يهدر من أعماقه و حتى خارجه ....
وصل الى حالٍ من الغضب جعله يفقد آخر ذرات رجولته كلها في بضعة ساعات قليلة ....
بينما كانت شيراز مستلقية و هي ترمش بعينيها .... حدقتاها تهتزان بعدم تركيز و هي ترفع يديها الى جانبي جبهتها .... تلمسهما بترنح و هي تلف رأسها يمينا و يسارا قليلا .....
بدت غير واعية لوجود وليد ..... بينما هو بدى في حالٍ مختلف قليلا وهو يطالها بنظراته و قد انحصر الغطاء عنها .... فبدت أصغر سنا بحجمها الضئيل و شعرها المشعث ....
كان بها شيء يجذب الجانب الخفي الغير متحضر من أي رجل يراها ..... ربما مظهرها الطفولي الهمجي قليلا ..... لا يعلم .... لكن ما يعلمه هو أنه انجذاب مريض الهوى قليلا ....
دون حتى أن تفعل شيئا ......
ابتلع ريقه قليلا وهو يشعر برغبة لحظية اشتعلت بداخله مجددا ... تختلط بغضبه و جنونه ......
فزفر نفسا مرتجفا و هو يختبر في نفسه شيئا لم يألفه من قبل ..... وإن كان قد شعر ببعض بوادره في بداية تعارفهما .... لينمو برقي تحت أشعة الشمس و بقرب البحر .....
لكن الآن .... غابت الشمس ... و انحسرت أمواج البراءة .....
فانكشفت له رغبة عنيفة بداخله ..... رغبة مجردة , لا يمنعها غضبه و احتقاره .... و شعر في تلك اللحظة و كأنه .... و كأنه تعرى أمام مرآة داكنة .... غريبة على ناظريه .....
انحنى اليها قليلا ويده تمسك بحافة الغطاء عند خصرها ..... و أصابعه تنقبض عليها قليلا .... بينما عيناه تطوفان بها على غير هدى و هي تبدو في حالةٍ غريبة من الضياع و الدوار ......
حينها تمكنت من النظر اليه بعينيها الضائعتين ... فهمست بتركيز متداعي
( لا تظن نفسك .... أكثر نظافة مني ...... أو حتى من أي ممن تزوجت منهم ...... كلنا في نفس المستنقع و أنا التي ظننت ....!! ..... أنا التي ظننت ....... )
ضاع صوتها قليلا و هي تسبل جفنيها بتعب ..... الا أنها انتفضت ما أن شعرت بذراعين تلتفان حولها لترفعانها الى صدرٍ قوي .... فتحت عينيها و حاولت مقاومته .... الا انها لم تفلح في زحزحته ولو لخطوة ....
بينما همس صوته الأجش في أذنها بنبرةٍ مخيفة في خفوتها
( أنا لست ...... لقيطا ......... )
مدت يديها الى كتفيه تحاول ابعاده .... الا أنها كانت كمن يزحزح جدارا ..... بينما شعرت بشفتيه تلامسانها بنفسٍ خافت يحترق بسخونة تعرفها جيدا
فصرخت بنشيج غاضب .. و دمعة ساخنة
( هذا ليس فضلا منك .............. توقف عن النطق بتلك الكلمة ايها الحقير )
حاولت المقاومة بكل ما تبقى لها من قوة .... لكنها اكتشفت أنها لم تعد تمتلك ذرة منها ....
فلم تجد سوى أن تهتف باعياء وهو يميل بها الى أن استلقت على السرير
( لا ...... ابتعد ........لا أريد .... )
حينها همست شفتاه الجائعتان بالقرب من اذنها ... يحاول نيل ما قد يمكنه من التوقف
( لمن قلتها قبلا ؟!! ........... )
صدر منها أنين و هي تحاول الإبتعاد عنه دون جدوى .... فهتفت بتعب و قهر
( لا أحد ....... لم يحدث أن طلبتها من احد ....... )
فتحت عينيها و نظرت الي عينيه بنيرانٍ خضراء قاربت على الإنطفاء ثم همست مشددة على كل حرف و هي تئن بتعب
( أنت الأول ....... ابتعد عني .......... )
لكنه كان قد وصل الى قمة شعوره بها ... فأمسك بذقنها وهو يمر بشفتيه على فكها قائلا بصوتٍ محتقر لكنه يشتعل
( لقد تركتك فترة كافية حتى تخلصتِ من كل تظاهرك بالجنون .... و ها أنتِ بدأتِ بدورٍ جديد .. لكنه لن يوقفني الآن شيراز ...... )
صدر عنها أنين آخر و هي تحاول مقاومته بقوى واهنة مضحكة و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا ... قبل أن تهمس بأسى و نشيج
( اسمي بشرى .............. )
صدرت عنه ضحكة قميئة ... تردد صداها داخل تجويف اذنها ., فأغمضت عينيها عن رؤية ملامح وجهه في تلك اللحظة .... لكنه قال بخفوت و هو يتذوق طفولتها بارادةٍ مسلوبة
( فليكن بشرى ..... لو سيجعلك ذلك اكثر تقبلا للأمر ...... )
همست أخيرا بأنينٍ يائس حاد النبرات و كانه وتر مشدود
( ارجوك ........... لا تفعل .... لا اريد ان تكون بهذا الشكل ..... ليس هكذا ارجوك .... لم اعد املك الطاقة لمقاومتك ...... )
شعرت بجسده يتشنج قليلا .... فنظت انه سينسحب بالفعل , لكنه سرعان ما استعاد قوةٍ مظلمة الاحساس وهو يهمس في اذنها مباشرة بكلمةٍ خطها ذات يوم على بطاقة باقة ورد
( آسف .......... )
و كانت تلك هي الكلمة الوحيدة بينهما قبل ان يتمكن من سحق كل اعتراض لها ..... بقوةٍ همجية قليلا ...
كانت اقل بكثير ... و لا تقارن بهمجية من عرفتهم قبله .....
لكن لأنها صادرة عنه هو ........ فقد جعلت منه حيوانا ....
يلتهم منها ما يستطيعه .... و براكين غضبه تزيد الأمر سوءا ......
حينها عرفت ان المزيد من المقاومة سيقصمها شطرين ..... فأسبلت جفنيها ..... و نشجت بصوتٍ خافت ضاع بين هدير انفاسه و قبلاته .... بينما هي تحاول جاهدة الذهاب الى مكانٍ بعيد بعقلها ......
و كأنه كان يدرك ما تفكر به ..... فامسك بفكها بين قبضته بقوةٍ حتى فتحت عينيها و نظرت اليه من خلف دموعٍ خضراء متجمدة ... حينها همس بصوتٍ أجش ما بين عاطفة و غضب
( أنتِ بخيلة جدا معي ..... على الرغم من أنني كنت أكرم من كل أزواجك السابقين .... لكنك تصرين على منحي الفتات ...... )
فغرت شفتيها قليلا و كأنها تنوى النطق بشيء ... لكنها لم تلبث أن أغلقتهما قليلا و همست بعد لحظةٍ بصوتٍ ميت
( خذ ما تريده ....... لقد تعبت ...... هذا أفضل عقاب لك .... و حين تنظر الى نفسك في المرآة بعد أن تنتهي مني .... ستتذكر كلماتي ..... )
التوت شفتيه قليلا فيما يشبه ابتسامة ساخرة ... الا أنها كانت فاقدة روح السخرية الحقيقية ....
و قبل أن يتراجع ... هبط بوجهه اليها ..... و قرر نيل العقاب , بعد ان انتصرت عليه غرائزه ........
و صوت بكائها الناعم يطوف بأذنه دون هوادةٍ .. فيشعل من رغبته بسادية لم يعرفها قبلا .....

بعد فترةٍ طويلة مجهدة .... رمى نفسه بعيدا عنها وهو يلهث بتعب ... بينما اهتز السرير بها و هي مستلقية مكانها كجثة هامدة ...
فأغمضت عينيها لتنساب من تحت جفنيها آخر دموعها .....
كانت تسمع أصواتا مكبوتة حادة له وهو يرتدي ملابسه ..... فلم تقوى على النظر اليه و تمنت من قلبها أن يغادر .... كفاها من تلك الليلة التي لم تتخيلها في أسوأ كوابيسها ...
أي حمقاء كانت حين وثقت أن هناك شيئا ما يسمى حبا .... قد يغفر لها يوما ....
انتفضت فجأة حين شعرت بقبضته القوية تمسك بكفها و ترفعها ... ففتحت عينين مذعورتين و هي تشهق بخفوت لتضم اليها الغضاء ....
و كانت حركتها الصغيرة وصوت شهقتها قد وصلتا الى عينيه القاتمتي السواد .. واذنيه ....
فتشنجت عضلاته قليلا .....
أو ربما أنها توهمت ذلك و هي تنظر الى يده الأخرى التي ارتفعت لتدس شيئا باصبعها بقوة مكبوتة ...
رمشت بعينيها قليلا حين دفع يدها بعيدا ... فرفعت كفها بجهد أمام وجهها تنظر الى حلقةٍ ذهبية بسيطة جديدة ... التفت حول اصبعها ......
ثم رفعت عينيها الناعستين اليه بتساؤل .... فرأت وجهه المشوش خلف غيامات الارهاق و قد بدا غريبا و كأنه شخص ثالث .... ليس من احبته ... و ليس الهمجي الذي قضى على مقاومتها خلال الساعات الماضية ....
بل شخص ثالث بتعبير متباعد .... يحمل الكثير ..... وهو يقول بصوتٍ أجوف قاسي
( لا تخلعيها من اصبعك ......... )
حاولت الرد .... و هي تبحث في قاموسها عن احدى مصطلحاتها اللاذعة .... لكن لسانها ثقل , كما ثقل جفناها ..... و تساقطت يدها الى جوارها ببطىء ....
حاولت ان تفتح عينيها عدة مرات .... لكن التعب كان قد نال منها و من كل ذرةٍ بروحها .... فهمست مستسلمة
( حسنا .............. )
و كان هذا آخر ما أدركته من عالم الواقع ... قبل أن تغيب في سباتٍ عميق , أغرقها بعيدا عن العالم المر الذي تحياه مؤقتا .....
ظل وليد ينظر اليها قليلا بتعبير غير مفسر .... قبل أن يبتعد عنها مسرعا ..........

و قف تحت الماء البارد لفترةٍ طويلة مطرق الرأس .... مستندا بكفيه الى الجدار الرطب .......
كان جسده يبدو كحجرٍ ضخمٍ يشتعل .... و لم يفلح الماء في تهدئته ....... بدا و كأنه قد خرج للتو من فيلم ردىء .....
كيف استطاع الاستسلام الى نوبة غضبه و احتقاره حتى وصل الى القاع بتلك الصورة ...
خرج من تحت الماء أخيرا .... فلف خصره بمنشفة دون أن يزعج نفسه بتجفيف جسده .....
استند الى المغسلة عدة لحظات قبل ان يرفع وجهه الى المرآة أمامه ..... و التقى بعينيه ....
حينها تذكر صوتها و هي تهمس بضعف
" خذ ما تريده ....... لقد تعبت ...... هذا أفضل عقاب لك .... و حين تنظر الى نفسك في المرآة بعد أن تنتهي مني .... ستتذكر كلماتي ....."
كيف استطاع أخذها عنوة بتلك الطريقة !! ....
صحيح أنه لم يخطط لحرمان نفسه منها .... بل كان عازما على نيل كل ما يستطيعه من تلك الزيجة الخاسرة ....
الا أنه لم يتخيل كذلك أن تصر على مقاومته للنهاية ..... فيأخذها رغم عنها !! .....
همس من بين شفتيه بصوتٍ غريب
( تبا لكِ ........ و كأنك دخلتِ الى هنا و أثرتِ فوضى من الدناءة من حولك .... )
عاد لينظر الى عينيه الحمراوين الهمجيتين ... و فكه الملتوى بقسوة ...... و همس بجنون
( لماذا أحضرتها الى هنا ؟!! ......... أي سلطانٍ تمتلكه تلك الفتاة الضئيلة المشردة على رجالها ؟!! ... )
صمت قليلا و هو يتنفس هسيسا مسمما .... ثم همس بهياج وهو يضيق عينيه
( تبا لكِ ....... و لماذا أهتم !! ...... أنتِ بعتِ و أنا اشتريت ....... لست الأول و لن أكون ال ....... )
لم يستطع اكمال عبارته .... بل شعر أن نارا سوداء انتشرت بداخله منعته من نطق الكلمة الأخيرة ....
فبدا ذلك له ضربا من الجنون ......
بعد ما كان بينهما الليلة .... وهو يعيش حالة من هادرة من تخيل كل لحظةٍ لها مع رجالٍ غيره .... و كان هذا من المفترض ان يكون كفيلا لان يجعله ينفر منها و يلفظها من بيته ...
الا ان هذا لم يحدث ..... بل جعله الجنون الذي يشعر به غير قادرا على تخيل ان يكون هناك من يمتلكها بعده ....
رجولته تزأر حاليا من حالٍ وصل اليه .......
ضحك بقتامة بغيضة
الأخير و ليس الأول في حياة امرأة منحها اسمه !! ......
شعر بأنه حاليا على وشكِ ارتكاب جريمة .... و ان من الافضل له ان يغادر البيت قبل ان يتهور ...
عاد الى الغرفة ينوى ارتداء ملابسه .... و الخروج قبل حلول النهار ......
لكن الضوء الشاحب كان قد بدأ ينتشر في الغرفة بالفعل ..... ممتزجا مع ضوء المصباح الذي كان لا يزال موقدا بجوارها ....
وقف وليد يتأملها قليلا ....
صغيرة جدا في منتصف السرير الواسع .... و قد انتشر شعرها الزغبي من حول وجهها و كأنه هالة ذهبية تامة الاستدارة ..... فبدت كشمس صغيرة مرسومة على احدى كتب الأطفال ....
لم يشوه تلك الهالة من البراءة الزائفة سوى آثار صفعاته لها و التي بدأت في الظهور على وجهها .....
عقد حاجبيه قليلا ....
لم ينوى ضربها ...... على الرغم من كل غضبه و احتقاره لها , الا أنه لم يكن ينوى ضربها ....
الفرق بين حجم جسديهما مهول ..... لذا لم يتخيل أن يضربها .......
لكن كلما اندفع لسانها الشبيه بلسان الأفاعي فقد السيطرة على أعصابه ......
انقبضت كفاه الى جانبه .... و هو غير مستوعب أن هاتين القبضتين اللتين حملتا الحديد من قبل قد مارسا هذه العدوانية تجاه امرأة بتلك الصورة العنيفة !! .....
وجد نفسه يجلس على الكرسي المقابل للسرير يتأملها بصمت ......
كيف استطاع الرغبة في التقدم للزواج من فتاة لم يعرفها قبلا ..... و في النهاية يتحول الى أكبر مهزلة في التاريخ !!
أفلتت منه ضحكة شبيهة بضحكة مارد شيطاني ....
كيف كان بمثل هذا الغباء !! .... لقد بدت كفتاة طبيعية للغاية !!!
عرفها لاشهر طويلة .... لم يبدر منها أي مما قد يثير الشبهة ...
لقد لحق بها الى بيتها عرف محل سكنها .... كل ما يحيط بها كان بسيطا و غير مبهرجا ....
حتى ملابسها الجريئة التي كانت تثير جنونه .... ظنها مجرد عادة لفتاة اعتادت الوحدة دون رقيب بعد فقدانها لأبويها ....
لسانها السليط كان يظنه وسيلة دفاع اتخذتها ضد أي متهجم عليها ....
رفع يده الى فكه و هو يتذكر ارتعاشها و خوفها كلما اقترب منها في البداية .... كيف تمكنت من تمثيل الدور بمثل هذا الإتقان ؟!!!! .... تبا .... لقد ظن أن مأساة حدثت لها ..... و كان مستعدا لأن يداويها بنفسه !
همس بصوت خافت أجوف
( ياللغباء ! ............. لقد خرجت من بين يديها كرجلٍ ساذج لم يعرف في الدنيا شيئا ...)
تحركت قليلا و كأن همسه ضايقها .... لكنها عادت لتستكين في نومها متأوهة قليلا ... حتى أن حاجبيها انعقدا و كأنها تتألم .....
زفر نفسا مختنقا .... لقد كان كالحيوان معها !!......
أظلمت عيناه قليلا و هو يتذكر عبارتها المأساوية عن رابح ... زوجها الأخير .....
عن كونه ساديا و مقرفا ..... و على الرغم من ذلك , كانت ترضيه !! .... هل هذا هو سبب ارتعاشها ؟!! ...
أنها تحملت الكثير من الألم من قبل !!
زم شفتيه وهو يشتم نفسه بجنون .... ها هو قد بدأ في منحها أعذارٍ و تبريرات .... أي شيء يصلح من منظرها !!
تنهد تنهيدة كالجحيم ثم أرجع ظهره للخلف وهو يسأل نفس السؤال .... لماذا أدخلها لحياته !! .....
و حصل على نفس الإجابة في كل مرة ...... لم يكن ليستطيع تركها تخرج هكذا ..... ببساطة !! ....
.................................................. .................................................. ......................
فتحت عينيها بضعف و هي تشعر بكل عظمةٍ في جسدها تؤلمها ..... فتأوهت بضعف ....
رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تعاودها ذكرى ليلة أمس .... من بدايتها و حتى النهاية البائسة ......
رفعت يدها بشك و هي تتأمل الحلقة الذهبية في اصبعها .....
فتأوهت بشرى بصوتٍ غريب .... يبدو كصوت حيوان صغير يتألم من مصيدة ناشبةٍ في جسده .....
و ظلت تنظر الى السقف طويلا بلا أي تعبير أو شعور ..... كانت متبلدة تماما .....
لقد افسد كل شيء ......
لكن هل تلومه ؟!!.........
نهضت ببطىء حتى استوت جالسة و هي تنظر الى السرير المشعث بفظاعة ....
فهمست بخفوت ضائع
( هذا جزائك حين صدقتِ في لحظةٍ ما ان هناك وهم ما ...يسمى ...... الحب .... )
اطرقت برأسها بوجهٍ شاحب ..... باهت دون حياة . و هي تدلك ذراعيها اللتين تحملان علاماتٍ زرقاء ... فتأوهت قليلا .....
لكم تشعر بأنها استيقظت مختلفة الآن !!! .....
لقد بدد كل احلامها الغبية خلال ليلة واحدة ... اكتشفت االان انها لم تكن تبحث معه عن المتعة ....
اكتشفت ان شبابه و رجولته الجسدية لم يجذباها ابدا ..... بل كانت تبحث معه عن من يربت على اوجاعها ...
و ها هي افاقت على صفعاتٍ بديلا عن تلك التربيتات التي انتظرتها .....
نهضت من مكانها تتعثر و تكاد تسقط تعبا .... و اضطرت الى الامساك بحافة السرير الى ان توازنت ....
ثم تحركت ببطىء خلال الغرفة ...... و هي تنظر حولها بعينيها المتورمتين .....
لكنها اصطدمت فجأة برؤية فتاة تشبهها الى حدٍ ما في المرآة المقابلة لها .....
شهقت بشرى بصوت خافت و هي تنظر الى صورتها .... ثم اقتربت تميل اليها محدقة ... و هي تعقد حاجبيها ثم همست
( ياللهي !! ....... ما كل هذا !! ....... )
رفعت يدها تتلمس وجهها الذي بدا ملونا بألوان الطيف .... ما بين كدماتٍ حمراء و زرقاء و أرجوانية .....
فغرت شفتيها و هي تقول بصدمة
( يالها من ليلة زفاف !! ............ )
استدارت حول نفسها تتابع تأملها للغرفة الأنيقة البسيطة ككل البيت .... ثم اتجهت ببطىء الى الدولاب ....
ففتحته تتأمل ما به قليلا .... قبل أن تلتقط فستانا أخضر فاتح قطني ..... بدا مريحا بقدر ما احتاجت في تلك اللحظة .....
أدخلته في رأسها لتشد حوافه عليها .... و بدا واسعا قليلا ... لكنه كان مريحا و ناعما ....
مدت أصابعها و تخللت بها خصلات شعرها .... ثم أخذت نفسا و هي تنوي الخروج الى المزيد من أقدارها ...
من الواضح من سكون البيت أنه قد خرج .... فحمدت الله على ذلك ....
فهي لم تعد قادرة على السيطرة على لسانها أمامه .... و هو أوضح لها بكل جدية عدم نيته في السماح لذلك بالإستمرار ....
كانت تنوي الاتجاه الى الحمام بحثا عنه ..... الا أن الصداع الذي تملكها جعلها ترفع يدها الى وجنتها النابضة بألم .... فبحثت عن المطبخ عوضا
الى أن أبصرته .... فاتجهت اليه مباشرة , ..... فتحت المبرد و هي تنظر اليه بتدقيق ..... فلم تجد ثلجا ...
حينها همست بخفوت
( أي غباء هذا !! ...... لا توجد مكعبات ثلج !! ..... أوووف )
لكنها وجدت أكياس الخضراوات المجمدة سريعة التحضير .... فأمسكت بأحدها بغضب و هي لا تجد بديلا لها ...
ثم رفعتها و ضغطتها الى أعلى وجنتها ... فأغمضت عينيها متأوهة براحة ....
لكن حركة من خلفها جعلتها تشهق عاليا و تستدير و الخضراوات المجمدة تسقط من يدها .....
اتسعت عيناها و هي تجده واقفا في باب المطبخ ... ينظر اليها و كأنه مصدوما مما كانت تفعله ,.....
ارتبكت بشدة و ....... خجل !! ....
كادت أن تنفجر ضاحكة بهيستيريا و هي تشعر بالخجل ربما للمرة الأولى ....
لكن طيف ليلة أمس مر سريعا بمخيلتها مما جعل وجهها يتورد قليلا .....
" ماذا يفعل هنا ؟!! ....... ظنته خرج !! ..... "
ابتلعت ريقها و هي تبتعد و تتراجع ببطىء الى أن استندت بكفيها الى السطح الرخامي خلفها ....
كان عاري الصدر .... ضخم الجثة .... تماما كما تعرفه من على الشاطىء ....
حاولت تمالك نفسها سريعا ... و هي ترمش بعينيها قبل أن تقول بفتور
( ظننتك خرجت ............ )
لم يرد عليها على الفور ... بل ظل ينظر اليها و كأنه كان ينتظر منها شيئا مختلفا .... ماذا ؟!!
مزيدا من الهيستيريا ربما !! ...
اذن سيكون مخطئا .... لقد تدربت على أيدي افضل المعلمين ... و جنونها ليلة أمس لم يكن سوى جنون الصدمة الألى ليس الا .......
طافت عيناه على وجهها الملون ...... بتعبير لم تفهم إن كان ندما أو لا مبالاة .... فملامحه كانت متصلبة تماما .....
انحنت بشرى و هي تلتقط أنفاسها المرتجفة خفية ... لتلتقط كيس الخضراوات و تعيده مكانه ... ثم أغلقت باب البراد بهدوء و هي تتابع حين يئست من رده ....
( بيتك لطيف ........... )
اتسعت عيناه قليلا ... و كان هذا هو البادرة الآدمية الوحيدة التي أظهرها منذ أن رأته صباحا .....
حينها ابتسمت ابتسامة صغيرة ... فاترة ... ميتة ... و هي تقترب منه حافية القدمين على ارض المطبخ .... الى ان وصلت اليه تحت انظاره الحادة الثاقبة ....
و كونها حافية القدمين جعل من قامة رأسها لا تتعدى صدره ... فرفعت عيناها الخضراوان المتورمتين الفارغتين و اخفض هو عينيه البنيتين اليها بصمت .... و سمعت صوتا خفيفا لأنفاسه الخشنة ....
مما زادها رضى ...
رضى غلف الألم بغلافٍ جليدي و دفنه عميقا كما صممت منذ لحظة خروجها من غرفته ....
فقالت بصوتٍ ناعم أنثوي ... يفتقد الإغراء الذي كان يوما .... و هي ترفع احدى حاجبيها
( ماذا ؟؟!! ...... هل فقدت صوتك بعد الليلة المجهدة ؟!! ....... )
عادت ملامحه لتشتد خطوطها .... و أظلمت عيناه .... و ظل ينظر اليها طويلا , حتى كادت ان تفقد تظاهرها بالتماسك .... فقال اخيرا بصوتٍ صلب بارد
( هل هذا انفصام في الشخصية ؟!! .. أم أنكِ ببساطة خلعتِ عباءة الدور الذي كنت تمثلينه ليلة أمس ؟! .... )
ابتسمت أكثر قليلا و بفراغ أعمق ... و هي تبتلع كل غصة و أخرى , تماما كمن يبتلع شفرة حلاقة مسننة .... نفس الألم ...
ثم رفعت يدها لتلامس بها عضلات صدره بخفة .... تمر بأصابعها في دوائر ... حتى شعرت بعضلاته تتشنج تحت يدها .... فالتوت ابتسامتها و هي ترفع اليه نظراتها الخضراء المشعة ...
ابتلع ريقه بصعوبة و هو يرى جيدا .. خبرة لم يلحظها من قبل .... خبرة ممتزجة بفطرة غريبة ...
و بدا منظرها العشوائي ... و أشعة الشمس تلمع من خلفها على شعرها الذهبي ... حافزا له كي ينهل من فوضويتها و طفولتها مجددا .....
ثم ابتعدت عنه فجأة فشعر بخطوط جليدية في مناطق لمساتها الحارة .....
نظر اليها و هي تبتعد بخطواتٍ خرقاء .... الى الثلاجة مجددا لتفتح بابها السفلي بحثا .... الى أن وجدت زجاجة مياه .... فرفعتها الى فمها و أخذت تنهل منها ببطىء متمهلة .... غير متعجلة على الرد ....
بينما قطرة ماء باردة تساقطت على عنقها المتراجع للخلف .... حتى وصلت الى حافة ثوبها القطني فبللته برقة ....
كانت كل حركة تقوم بها مدروسة بعناية .... و كان يدرك ذلك جيدا , و مع ذلك التهبت نظراته ....
شعر بأنه يريد أن يضمها الى صدره .... يتحسسها برفق مجددا .... برفق ..... لا بعنف .....

و ما أن انتهت دون عجلة .... رفعت يدها لتمسح فمها بظاهر يدها و هي تقول بفتور مفاجىء
( لن يتكرر هذا ............ )
رمش بعينيه و هو غير مستوعب لقصدها .... فاستدارت اليه و هي تتابع بعينيها الخضراوين الكبيرتين بخفوت
( هيستيريا الأمس لن تتكرر ..... سأحاول أن أكون أكثر ...... تعاونا )
سمعته وهو يسحب نفسا أجشا خشنا ..... بينما أظلمت عيناه بشدة .... و انطبق فكاه ....
ثم قال أخيرا بصوتٍ متقزز قبل أن يستطيع منع نفسه
( الا تملكين ذرة كرامة ؟!! ........ أنتِ تثيرين الإشمئزاز ...... )
كانت تنظر اليه بوجهها الجامد ... دون تعبير ... و طالت نظرتها اليه و كأنها تتأمل سؤاله بعينيها ...
ثم قالت أخيرا بعد فترة طويلة ... بصوتٍ أجوف
( هل نظرت الى نفسك في المرآة اليوم ؟!! ...........)
التهبت عيناه فجأة بصراعٍ قوي .... و سؤالها الخافت بدا و كأنه لطمة أدارت وجهه .... فقال بصوتٍ متشنج
( هل تحاولين التحلي بدور الضحية ؟!! ........ جدي دورا آخر من أدوارك يا شيراز ... فدور الضحية تحديدا لا يلائمك .....)
ظلت تنظر اليه طويلا و هي تميل برأسها قليلا ... قبل أن تقول بخفوت هادىء
( لكنه يناسبك تماما ........ حاول أن تقنع نفسك بهذا الدور حين تنظر الى نفسك في المرآة مجددا ....)

اتسعت عيناه .... و هو يشعر بأنها ترد اليه كل صفعة بمهارة دون أن تلمسه .... لكن الغضب كان أقوى من ان يسمح له بأن يكون منصفا ... فاقترب منها على أرض المطبخ ... و عيناه الغاضبتان عليها ....
ارتجفت قليلا .... الا أنها رفضت الاستسلام للخوف منه .. فقد مرت بما هو أسوأ آلاف المرات ..
فبقت مكانها .... على أرض حلبة النزال .... لكن المعركة كانت غير متكافئة ....
وقف على بعد خطوة منها ليقول بصوتٍ خطير
( اسلوبك لا يعجبني ......... احذريني ...)
تعمدت رفع وجهها اليه .... ثم رفعت يدها تتلمس آثار صفعاته قبل أن تقول ببهدوء خافت
( بالتأكيد ...... لا أريد أثارة غضبك كليلة أمس .... أعدك ... لن يتكرر هذا ...)
صرخ وليد فجأة
( توقفي عن اسلوبك هذا ....... لن تنالي به شيئا .....)
ارتجف كيانها من صرخته المتوحشة ... الا أنها تماسكت و بقت هادئة ظاهريا , بينما هي تشعر بالتضعضع في كيانها كله ..... فقالت ببرود
( لا أرجوك ......أنا لا أريد أن أخسر ربحي من تلك الصفقة ...... فأنا سأبذل بها الكثير من المجهود ...... )
التمعت عيناه قسوة و تلجم لسانه قليلا ... الا أنه لم يلبث أن قال بخفوت مكررا
( لقيطة ............ )
تراجع وجهها قليلا .... الا انها تماسكت بكل قوتها ثم قالت بنفس الفتور
( تلك الكلمة تجرحني ..... لا تكررها .......)
رفع حاجبيه مندهشا لأدبها المفاجيء بعد ما سمعه منها ليلة أمس ... لكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من الضحك عاليا أمام وجهها المتجمد الباهت و هي تراقبه ببلادة الى أن انتهى من ضحكاته ...
و ما أن انتهى حتى نظر اليها مليا بعينين قاسيتين ... قبل أن يقول ببساطة ...
( لماذا تنكرين الواقع ؟! ..... لا ازال اتذكر حتى الآن تلك القصص المثيرة للشفقة التي نسجتها في حكايا طويلة متضافرة ...... )
صمت قليلا وهو يدور حولها ببطىء ... ناظرا اليها بسخرية و استهانة بينما بقت هي واقفة مكانها بتضاؤل ... بينما ملامحها ثابتة كتمثال حجري .... فيما تابع هو بصوتٍ خافت اثار في نفسها قشعريرة
( عن والديك الرائعين ..... والدك تحديدا الذي كنتِ تعدين له القهوة , و ماذا عن شقيقتيكِ المتزوجتين بعيدا ...... و خالك .... )
صمت قليلا وهو يضرب جبهته بيده ضاحكا دون مرح ... بل كانت ضحكة مقيتة ... وهو يقول متعجبا بشراسة
( خالك !! .............. )
ثم لم تلبث الضحكة ان ماتت تماما .... و حلت محلها ملامح مرعبة بالتدريج ...
فانقض عليها فجأة ليمسك بأعلى ذراعيها بقوةٍ ضارية .... يدفعها للخلف حتى ارتطمت بالثلاجة فاتسعت عيناها بذعر قليلا و هي ترى انفجار غضبه مجددا ... و تساءلت ...
كم من مرة في اليوم سيتوجب عليها احتمال ثورة عنفه .....
كان وجهه مخيفا .... و عيناه مرعبتين وهو ينظر الى وجهها بتفكير غريب ... ثم همس بصوت خطير مهدد
( من كان ؟!! ..... ذلك الذي ادعيتِ أنه خالك !! ..... من كان ؟!! ...... )
رمشت بعينيها مرة .... فكانت تلك الحركة سببا في احتقان وجهه اكثر ... لكنها لم تمنحه اكثر من لحظة و هي تطرق بوجهها امامه .... لتقول بفتور بعد ان تداعت حياتها التي رسمتها بفرشاة ملونة على صفحة بيضاء في عطلة سعيدة ....
( كان ...... زوجي ...... زوجي الثاني ...... )
اتسعت عيناه ذهولا من البساطة التي نطقت بها كلماتها ... فلهث نفسا اجشا له صوت يشبه الزئير وهو يهز رأسه بعدم تصديق .....
لكنه قبض على ذقنها يرفع وجهها لاعلى ... ينظر الي عينيها الفارغتين المتسعتين ....
و همس بجنون بينما انتفخت أوداجه بعروقٍ حمراء
( زوجك !! ........ ذلك الذي كنتِ تتوسلين اليه و تبكين !! ....... )
كان يلهث بنفسٍ هادر ... و هو يشعر بكرامته المهدورة تراق على يديها مجددا .. لكنه قال بصوتٍ صادم
( هل لحقتِ به ؟!! ....... هل كنتِ تعلمين بوجوده ؟!! ..... )
هزت رأسها نفيا ببطىء بينما انسابت دمعة ساخنة على وجنتها ..... و همست بخفوت على الرغم من قبضته التي كادت ان تهشم فكها
( لم اعلم بوجوده ...... كانت مجرد صدفة .... لقد كانت زوجته و اولاده معه ..... )
هدر وهو يهز فكها بقوة
( ربما كنتِ تريدين افساد زواجه مجددا ........... )
صمت للحظة وهو يخفض رأسه اليها ليقول بصوتٍ مقيت
( لماذا كنتِ تبكين في وجوده ؟!! ....... بماذا كنتِ تترجينه ؟؟...... )
اغمضت عينيها امام طاقات غضبه و كرهه ... فانسابت دمعتان اخرتين من تحت جفنيها المسبلين ....
لكنها قالت بفتور
( ترجيته ان يعيدني كزوجة له ....... باي طريقة يريدها .... باي شكل ... دون اي حقوق .... )
سمعت صوت هدير انفاسه ... قبل ان يصرخ امام وجهها
( لماذا ؟!! ...... هل كانت تعانين فترة نقص زبائن لهذه الدرجة المثيرة للشفقة ؟!! ...... )
ابتلعت الشفرة المسننة في حلقها و هي تنال منه كل اهانة و اخرى .... ثم قالت بخفوت دون ان تفتح عينيها
( لأنني كنت احبه .......... )
ساد صمت طويل ..... و انتظرت ان تطير رأسها اثر احدى ضرباته .... لكنه قال بصوتٍ غريب
( اتظنين انني قد اصدق ذلك ؟؟!! ...... رخيصة مثلك تعرف معنى الحب ؟!! .... )
فتحت عيناها الخضراوان تنظر اليه بصمت .... الى شكله المجنون ووسامته التي تحولت الى شراسة ....
فقالت بخفوت
( عرفته معك .......... )
تراجع رأسه للخلف قليلا .... لكن ملامحه لم تلين .. و عيناه لم تهدآ ... بينما تابعت هامسة
( لكن حبه كان يختلف عن حبك ...... كان الأمان و الحنان ....... أما حبك فكان مجرد سراب .... )
هدرت عيناه بنيرانٍ لافحة وهو يصرخ دافعا اياها الى الثلاجة لترتطم بها مجددا ...
( و هذا الذي حبه كان أمانا ...... لماذا ألقاكِ كمنديل مليء بالقذارة ؟!! ...... بعد أن شبع من جسدك الي يماثل جسد ابنته ...... )
فغرت شفتيها المرتجفتين .... و هي تميل بوجهها غير قادرة على النظر اليه .... ثم همست باختناق
( كانت له أولوياته ....... )
ضحك عاليا بشراسة .... وهو ينظر اليها بازدراء .. لكنه لم يلبث أن قبض على ذراعها وهو يقول بلهجة الأمر
( هل عاشرك ؟..........)
عقدت حاجبيها و ارتبكت من مدى فظاعة الكلمة ... فابتلعت ريقها و همست بتوتر و اختناق
( كنا متزوجين لذا ..........)
شدد على ذراعها أكثر وهو يهدر قائلا
( في تلك العطلة اللعينة ........ هل فعل ؟!! .......هل عا..)
الا انه لم يتابع الكلمة ..... فقدت مدت يدها و صفعته بكل قوتها قبل ان تستطيع ان تمنع نفسها
فغر شفتيه للحظة .... فها هي قد اعادت نفس بداية اول لقاء لهما .... و سرعان ما هدر وهو يرفع يده عاليا ...
ففغرت شفتيها و تعلقت عيناها بقبضته المرتفعة لفترة طويلة ...لم تدري أن دمعة أخرى انسابت على وجنتها و هي تتطلع الى يده منتظرة ......
بينما التوى فكه بشدةٍ وهو ينظر الى وجهها الصغير بقسوة .... قبل أن يخفض يده و يدفعها عنه و هو يهمس لنفسه بتقزز
( حقيرة ........... )
ساد صمت طويل ...فاستدار بعيدا عنها بجسد متشنج و رأس مطرق .... قبل أن تقول بخفوت
( أختك جميلة ........ )
اندفعت رأسه اليها ينظر اليها بغضب ذاهل... لا يعلم لماذا نطقت بتلك المجاملة الآن تحديدا بعد أن نعتها بالحقارة ... .... فتابعت و هي ترفع ذقنها قليلا
( محظوظة ........ بأن لديها أخ مثلك ..... من المؤكد أنك أجدت حمايتها ... )
اتسعت عيناه أكثر .... و أشتعلتا بجنون ... فعاد اليها مندفعا وهو يقول بصوت ذاهل
( ماذا تقصدين ؟!! .......... )
عقدت حاجبيها قليلا ... و هي تقول بخفوت متوتر و هي ترفع يدها لتمسح تلك الدمعة المنزلقة على وجنتها
( لم أقصد شيء ....... قصدت ما قلته فقط ...... )
الا أنه عاد ليقبض على ذراعها بقوةٍ وهو يهدر قائلا
( بلى قصدت ....... ماذا تعرفين عن لجين ؟!....... )
اتسعت عيناها و هتفت بخوف من شدة غضبه الذي كاد أن يفتك بها
( ماذا يمكنني أن أعرف عنها ؟!! ...... أنا لم أقابلها الا الأمس ...... )
صرخ وهو يهزها بقوةٍ ....
( لماذا تعمدتِ ذكرها الآن ؟!! ....... انطقي ..... )
صرخت هي الأخرى بهلع و هي تنتفض مكانها
( لأنك نعتني بالحقيرة ..... و لقيطة ..... و ادعيت أنني أقيم علاقة محرمة .... لمجرد أنني ..... )
صمتت قليلا و هي تلهث ناظرة لأبعد من كتفه .... ثم تابعت هامسة بشرود و اعياء معترفة
( لأنني لقيطة ............ )
رفعت عينيها الحمراوين اليه و قالت بخفوت و هي تنظر اليه بأسى
( و كان يمكن لأختك أن تكون مكاني ........ )
فتح فمه قليلا وهو ينظر اليها بصدمة .... بينما كان صدره يندفع بسرعةٍ غريبة .. ووجه يكاد يكون بلون الدم ...
رفع اصبعه أمام عينيها .... و هوا يحاول النطق , ثم قال أخيرا لاهثا بصوتٍ خطير
( لا دخل لكِ بها ....... أفهمتِ ...... لا تنطقي حتى اسمها على لسانك مطلقا ... )
ارتجفت شفتيها و همست بفراغ
( هل سأدنسه لو نطقته ؟............ )
صرخ بغضب
( نعم ...... نعم ......... مجرد نطقك له سيدنسه ...... )
اخذت نفسا مرتجفا .... و هي تحاول ان تتماسك ... تحاول و تحاول .... ثم لم تلبث ان صرخت فجأة و هي تضرب صدره
( توقف عن اهانتى ......... )
امسك بمعصميها بقوةٍ ليدفعها عنه فسقطت ارضا بعنف .... حينها تأوهت بشدةٍ من صلابة الأرض الباردة ...
لكنها لم تهتم ... فقد كان الألم بداخلها أفظع ....
حينها انحنت على نفسها و هي تبكي بصوتٍ خافت ....
بينما هو بدا غير قادرا على مراقبتها أكثر ... فاندفع عابرا من فوقها ... وهو يهدر غضبا بجنون
( صباحية مباركة يا عروس .......... )
كان يدور حول نفسه غير مسيطرا على ما بداخله ....
دوامة متداخلة .... تطوف سريعا
حبه الغبي لها ... ثقته السريعة بها .... رقتها و برائتها الزائفة و رغبته الحمقاء في دفن نفسه بتلك البراءة المعرضة للخطر ...
ثم الصدمة التي ضربت ثقته فجأة .....
ثلاث أزواج !! ....
ضرب أقرب حائط له بقوة .....
وهو يهمس بجنون هادر
" ثلاث أزواج قبله !! ... "
كل منهم دفع لها ثمن ما ناله منها ......
من بينهم مختل نفسيا من الواضح أنه كان ساديا معها ....
و آخر ... عرف الآن أنها كانت تحبه !!
ذلك الذي ذهب اليه مدافعا عنها ... مهددا له من أن يمسها بسوء !!!
عاد ليضرب الجدار مجددا بكل قوته ....
من المؤكد أنه ضحك منه حتى أوجعته معدته .... كم كان غبيا مثيرا للشفقة ...
أخته .... أخته .....
رفع وجهه مجددا بملامح غير مفسرة ..... مجرد نطقها لاسم لجين كاد أن يطيح بالمتبقي من صوابه ....
نظر في اتجاه المطبخ ....
كانت لا تزال ظاهرة له و هي على نفس الوضع .... متكورة ارضا ... و كتفاها تهتزان ببكاء صامت ...
و كأن تعب الليلة الماضية قد حل عليها أخيرا ....
رفع يده ليغرز اصابعه في شعره , يكاد ان يقتلعه من جذوره .... بينما بدت عيناه حمراوان بلون الدم وهو ينظر اليها ....
مجيئه بها الى هنا كان اكبر خطأ ارتكبه في حياته ..... و عليه ان يدفع ثمنه كل لحظة قبل ان يقرر اطلاق سراحها ....
اسرع الى غرفته كي يبدل ملابسه كيفما اتفق ... وهو ينوى الخروج من هذا البيت في اسرع وقت قبل أن يؤذيها اكثر ....
و ما ان خرج من غرفته مستعدا للخروج ... حتى وجدها خارجة كذلك من باب المطبخ ... مطرقة الرأس ...
تمسح وجهها بظاهر يدها و كأنها إكتفت ... فما ان شعرت به حتى رفعت وجهها تنظر اليه بنظراتٍ واهية ...
ثم همست قبل أن تستطيع منع نفسها بصوتٍ مرتجف قليلا
( الى أين أنت ذاهب ؟! ........... )
ظل ينظر اليها طويلا .... قبل أن يقول بصوتٍ جليدي قاسي
( لا شأن لكِ .... حدودك اهتمامك هنا تقتصر على جدران هذا البيت .... و بالتحديد غرفة النوم لا أكثر ... )
عاد وجهها الغبي ليحمر قليلا .... قبل أن يشحب تماما و هي تتطلع اليه بصمت , قبل أن تومىء برأسها لتقول بصوتها الفاتر
( حسنا ............... )
كان رضاها المستسلم الذي تتخذه بقصد يثير جنونه بشدة ..... فهو يعلم جيدا اي قطة شرسة هي ... و أنا ما أن تخرج مخالبها حتى تتحول الى قطة أزقة بلسان ملوث .... فأي لعبةٍ تنتوي !!
كان ينظر اليها بغضب ...و في داخله رغبةٍ خائنة من التمتع بحلاوتها مجددا ...
لكنه كان متأكدا ان كل مرةٍ سيفعل .... سيخسر جزءا من نفسه ..........
استدار كي يخرج ... لكنها نادته بسرعةٍ و بصوتٍ ضعيف من خلفه
( وليد .............. )
توقف مكانه قبل ان ينظر اليها .... دون أي تعبير يمنحها بعض الرقة .... فقالت بخفوت
( هل ستعود الليلة ؟؟ .......... )
ابتسم بشراسةٍ مقيتة وهو يقول متأملا ....
( اشتقتِ الي بهذه السرعة ؟!! ...... لا داعي للتظاهر .... فقط كوني موجودة و هذا يكفي )
استدار قليلا ... الا انه عاد و التفت اليها قائلا بجمود
( حتى اعود ........ يمكنك التفكير مليا بوضعك ..... لو شعرتِ بالرغبة في الإنسحاب ........)
رفعت وجهها اليه بملامح باهتة .... منتظرة قراره .... الا انه قال ببرود مشيرا الى الباب
( يمكنك الخروج ........... و ستحصلين على ما وعدتك به ........ )
فغرت شفتيها قليلا .... و هي تشعر بان قلبها يهوى بين قدميها .... و هذا يدل على ان هذا القلب لا يزال يحمل بداخله شيئا ما .. مدمغ باسم وليد ....
فقالت بصوتٍ مهتز
( ظننتك رفضت انسحابي ليلة ..... ليلة امس !! ....... هل غيرت رأيك ؟!! ....... )
التوت ابتسامته بقسوةٍ وهو يقول بصوتٍ مزدري
( لقد نلت ما اردت بالفعل ...... لا انكر انني ساكون ممتنا بتكرار التجربة .... لكنني ارفض دور الاغتصاب المثير للشفقة الذي تعمدتِ رسمه ليلة امس ....... قد يفلح مع بعض مرضى النفس .... الا انه لا يعجبني .... لذا لو اردتِ البقاء هنا , عليك نبذ هذا الدور تماما ..... و معرفة امكانياتك و حدودك ...... و طبيعة وجودك هنا ...... مفهوم ؟ .... )
لم ترد عليه .... لكن نظرة عينيها شعر بهما و كأنهما لكمة قوية في معدته .... فاستدار هذه المرة مبتعدا وهو يعلم بانه سيعود و لن يجدها ..... خاصة و أنها ستحصل على ما وعدها دون جهد ....
صفق الباب بعنف وهو يقول ضاحكا بوجع
( كل ما ربحته يوما ..... مقابل ليلةٍ واحدة ! ..... يالها من صفقة !! ..... )
ابتعد سريعا بصدرٍ يلهث غضبا ... مدركا أنه كتب نهاية تلك المهزلة .... و سيترك لها مهمة التوقيع عليها ......

كانت لجين تنظر من شق الباب و هي ترى وليد مندفعا ... و على ملامحه عواصف و براكين ....
الى ان خرج من البيت ..... بينما كان قلبها هي الأخرى يعصف قلقا ...
لكنها سمعت صوتا من خلفها يقول بلهجةٍ آمرة يحمل نبرةٍ صارمة ترهقها
( لماذا تقفين عندك بهذا الشكل يا لجين ؟! ................ )
اغمضت لجين عينيها عدة لحظات ... قبل ان تغلق الباب و تستدير ببطىء قائلة بهدوء
( صباح الخير يا خالتي ........ كنت انتظر نزول وليد ..... لكنه كان يبدو غاضبا .. مستاءا ... لا كعريس في صباح ليلة زفافه ....... )
نظرت الي خالتها سمية ....
كالعادة تطيل النظر اليها كل مرة .... ملامح قاسية حادة قليلا ... لكنها تضم خلفها قلبا مراعيا و قلقا مستمرا ...
لقد اتى بها وليد كي تسكن هنا معها ... و ابتعد هو ..... منذ أن .....
تنهدت بألم و هي تترك وشاحها ليسقط عن شعرها الناعم و الذي انسدل على جانبي وجهها برقة تناسب رقة ملامحها ... بينما اطرقت بوجهها و هي تقول بخفوت
( اردت رؤية العروس الجديدة ...... تبدو حلوة و صغيرة للغاية .... و هي بجوار ضخامة وليد يشكلان ثنائيا جميلا ..... للغاية .... )

زفرت سمية بقوةٍ وهي تقول
( كفي عن احلامك العاطفية تلك يا لجين .... هل تخدعينني ام تظنين انني لم اسمع صراخهما ليلة امس كاملا ... )
ابتعدت و هي تضع كوبين من القهوة المرة على الطاولة قبل ان تقول بصوتٍ رافض
( من اين اتى بها ؟!! ........ زيجة مريبة و لا تناسبه .... )
سحبت لجين الوشاح عن رأسها فانسدل شعرها البني الطويل من تحته على كتفها و هي تقول بجدية
( انها اختياره يا خالتي ...... لذا لا يحق لنها الإعتراض ... كما أنها تبدو .... لطيفة و مسكينة )
أطرقت بوجهها قليلا ... ثم اتجهت الى الكرسي المجاور لكرسي خالتها ... فجلست بجوارها ببطى و امسكت بكوب قهوتها بين كفيها الرقيقتين تنظر الى الدخان الخفيف المتصاعد منه ...
قبل ان تقول بحذر
( هل استطعت تمييز شيئا مما كانا يصرخان به يا خالتي ؟...... )
رفعت سمية وجهها الحاد القسمات اليها و هي تقول بصرامة
( هل سأتلصص على ليلة زفاف اخيك و زوجته يا لجين ؟!! ....... )
زمت لجين شفتيها بكبت ... ثم تنهدت و هي تعيد عينيها الى سطح القهوة الداكنة ... ثم قالت دون ان ترفع عينيها
( لقد كان سعيدا ذات يوم حين اخبرني بان هناك فتاة يريد ان يعرفني بها ...... لكن وجهه بالامس بعد فترة غياب طويلة .... لم يكن نفس الوجه المشرق الذي تكلم عنها برقة ....)
زمت سمية شفتيها مجددا و هي تنظر من النافذة لتقول بصوتٍ جامد
( فتاة تعرف عليها في عطلة ..... ماذا ننتظر من زيجة كهذه ؟ .... نحن حتى لم نعرف لها والد او عم او خال ......)
نظرت اليها لجين طويلا .... قبل أن تقول بخفوت
( ربما كانت وحيدة .... و لا أقارب لها ....)
تأففت سمية و هي تقول بغضب
( و لماذا يتزوج من فتاة ليس لها كبير ؟!! ...... أخاك متهور منذ صغره .... دائما ما يتهور و يندم بعدها )
تركت لجين كوب قهوتها .... لتقوم ببطء و هي تشعر بجدران هذا البيت تخنقها ....
فقالت بهدوء بعد فترة طويلة
( اعتقد أنني يجب أن اعد لها بعض من طعام العروس و أحمله لها ....... )
رفعت سمية رأسها قائلة بصلابة
( لجين ....... لا تعاندي , لقد شدد وليد الا نصعد لها ...... )
زفرت لجين بقوةٍ و هي تقول بألم
( هل هي سجينته ؟!! ...... أنا لم أعد أفهمه مطلقا ..... هل يحاسبها على ما حدث لي ؟!! ..... )
هتفت سمية بصرامة
( توقفي عن ذكر ذلك مجددا يا لجين ...... لقد انهينا الأمر و تعبنا الى أن نسي وليد ما حدث .... )
رفعت لجين عينيها الى عيني سمية الصارمتين ...بملامحٍ متألمة حزينة حزنا دفين .. ثم همست بصوتٍ غريب
( نعم ..... هذا هو المهم ..... أننا تمكنا من جعل وليد ينسى ..... بينما أنا ..... ربما كان الموت لي افضل )
تحركت الى الداخل تريد ان تبتعد و هي تتجاهل نداء سمية الصارم من خلفها
... علها تجد المساحة كي تشعر بأنها انسانة مجددا ... لا مجرد مدعاة للخزي .....
.................................................. .................................................. ....................
( و ...... شكر خاص جدا من قلبي ... لابن عمتى ... و زوجي ..... و حبيبي ....له الفضل في وقوفي هنا بعد الله .... فلولاه لما تمكنت من الوقوف على قدمي ...... )
توقف مكانه متسمرا ..... وهو يرفع وجهه قليلا عاقدا حاجبيه ... بينما يشعر بقلبه ينتفض بطريقةٍ غريبة .. و هو يسمع نبرات صوتها الشجي تتردد في مكبر الصوت ...
ليتكرر صداها من حوله في موجاتٍ حالمة .... شرسة ..... تخبره أن أوهامه تسيطر عليه .....
لم يتقدم خطوة أخرى .... و لم يستدير حتى ليعود و يتأكد إن كانت فعلا قد نطقت بما سمعه للتو .....
ظل مكانه ينعم بتلك النغمة القصيرة التي سمعها للتو .... من زوجته !!
ما أروعها كلمة .... فاقت كل كلمات الغزل
زوجته .... تلك النجمة الساطعة التي تتألق في بداية ممرٍ طويل و الأعين كلها مسلطة عليها ....
جعلته فخورا بها .... و كأنها كانت وردة صغيرة مغلقة ... ثم تفتحت بين يديه ....
و ها هي تزدهر بحبه أمام العالم كله .... و الصدى يتردد في صدره .....
حين سمع التصفيق أدرك أن النغمة الرقيقة انتهت ....
فأخذ نفسا عميقا و ساقه تتقدم خطوة لمتابعة خروجه ... بينما الأخرى تتلكأ ....
ظل مكانه يقاوم خطوته برجاء قلبه .... بينما عقله يأمره بالذهاب و تركها الى أن تأتي اليه ....
و لم تمر لحظتين حتى همس بصوتٍ أجش غاضب
( تبا لكل المنطق ..... إنها زوجتي .... )
ثم استدار عائدا يسارع الشوق اليها ... و كأنه تركها منذ سنوات ...
و مرآى وجهها و هي تضحك له في السيارة يغرق قلبه .... و ملمس شفتيها على شفتيه ووجنته تملآنه نشوة لا تزال تاركة آثارها بقوة حارقة .....
لكنه ما أن وصل الى مكان العرض حتى لمح طيفها و هي تبتعد مسرعة لتختفي خلف ستارٍ جانبي و كأنها تلحق أحدا ...
وقف سيف مكانه بإحباط وهو ينظر في اثرها بين الجموع التي بدأت تتدافع من حوله ... فزفر بحنق ...
انها زوجته !! ..... زوجته هو ..... و ها هي تعاود الإبتعاد بسرعة البرق ....
همس بخفوت
" هذا ما كنت أخشاه ....... "

.................................................. .................................................. ....................
( أنت لم ترى عينيه ..... انه مجنون , انها نفس النظرة التي كانت بعينيه قبل ان يقيدني و يتسبب في قتل جنيني )
سمعا فجاة صوت شهقة عاليةٍ ... تكاد ان تكون صرخة شقت المكان .... فاستدار كل من ملك و رائف وهما ينظران الى وعد التى وقفت على بعدٍ منهما ... متسعة العينين الى حد الذهول و هي تغطي فمها بيديها ....
و نظرة في عينيها اخبرتهما انها بالفعل قد عادتا الى وصفهما القديم .... "عيني الجثة " ....
تراجعت ملك قليلا بوجهٍ مخيف بعد أن انسابت زينة عينيها السوداء على وجنتيها و تشعبت .... الى ان ارتطمت بصدر رائف من خلفها و الذي رفع يديه تلقائيا ليمس كتفيها ....
ساد صمت غريب بين ثلاثتهم .... بينما بدت وعد بمنظر شاحب .. مرتعب ... و مع ذلك غير مستوعب ...
و حين تمكنت من النطق أخيرا ... قالت بصوت متشنج , به انكار للواقع
( أي جنين هذا ..... الذي ..... تتحدثين عنه ؟!!! ...... )
شعر رائف بملك ترتجف بشدةٍ بين يديه ... فشدد من قبضتيه على كتفيها تلقائيا دون أن يدرك ... بينما انعقد حاجباه و هو يدرك ما تشعر به في تلك اللحظة .....
فغرت وعد شفتيها و هي تدرك أن الصمت كان أوضح اجابة لسؤالها ... فطرقت وجنتها بقوةٍ و هي تهتف بذعر
( انطقي يا ملك ...... أي جنين هذا الذي تحدثتِ عنه للتو !! ..... هل كنتِ تهذين ؟أما أنا كنت أتوهم ؟!! )
قال رائف بصوت خافت صارم
( اخفضي صوتك من فضلك ......... هناك ما يجب أن تعرفيه قبلا .... )
انتقلت عينا وعد بذهول و عدم فهم اليه ...و كأنها تشاهد مسرحية هزلية .. تبعث الرعب في أوصالها ....
فصرخت بجنون ......
( من أنت أصلا ؟!! ........ هل أنتما مجنونين ؟!! ....... ماذا كنتما تقولان منذ دقيقة واحدة ؟!! .... )
تكلمت ملك أخيرا بصوتٍ خافت صلب على الرغم من ارتجافها
( لقد تزوجت أثناء سفرك يا وعد ...... و كنت أحمل طفلا لكن حدث أن ....... ضاع الحمل )
خفت صوتها و ارتجف في العبارة الأخيرة فصمتت تتأمل الذعر البشع على ملامح وعد .... التي كانت تنظر اليها بذهول ...
و ساد صمت متشنج بينهما .... بينما وعد تهز رأسها قليلا تحاول استيعاب ما سمعته للتو ....
و ما ان وجدت صوتها حتى هتفت بجنون
( تزوجتِ ؟!! ......تزوجتِ من ؟!! و كيف ؟!! ...... هكذا بمفردك ؟!! .....اين هو زوجك هذا ؟!! .. )
ارتجفت شفتي ملك بشدةٍ امام عيني وعد مما زاد من جنون شكها ... فهتفت بجنون و ارتياب بينما القلق ينشب مخالبه في صدرها بعنف ....
( انطقي ..... اين زوجك هذا ؟!! ... لقد عدت منذ فترة لا بأس بها , لماذا لم يأتي لرؤيتي حتى الآن؟!! .... )
اخفضت ملك وجهها بضعف و خذلان ...... لكنها همست بصوتٍ ميت
( لقد ....... تركته ..للأبد ........ )

ازداد ذهول وعد و شحوبها و هي ترفع يدها الى صدرها الخافق بعنف ... و هي تهز رأسها بعدم تصديق ...
ثم سرعان ما عقدت حاجبيها بشدة و هي تتأمل ملك بدقةٍ قاتلة .... و الإدراك يكذب الأمل الواهن ...
فقالت بصوتٍ مرتجف .... يكاد أن يكون متوسلا
( زواج رسمي ...... اليس كذلك ؟! ........ مأذون و شهود و ..... اليس كذلك ؟)
أغمضت ملك عينيها بأسى ...... بينما فغرت وعد شفتيها و هي تدرك الإجابة قبل ان تقول ملك بصوتها الميت النبرات
( عرفي .............. )
ظلت وعد تلهث قليلا و هي تتلقى الكلمة التي ضربتها في مقتل .... ثم لم تلبث أن قالت بصوت خافت يسبق العاصفة ... متوقعة ما هو ظاهر للأعمى ....
(و الآن يرفض الإعتراف به ببساطة ...... اليس كذلك ؟! ..... )
لم ترد ملك .. و لم ترفع وجهها ... بل ظلت مطرقة الرأس بملامحها الباهتة ... فهتفت وعد بصوتٍ خافت يهذي
( ياللمصيبة !!! ........ ياللمصيبة !!! ..... )
تدخل رائف يقول بصوتٍ خافت ليقول بينما صدره يغلي بنار الغضب المتأججة تجاه الحقير و الذي كان السبب في كل هذا ...
( سيدة وعد لو فقط تمكنتِ من سماعها حتى النهاية ........ )
رفعت وعد وجهها منتفضة و هي تقول بعينين تقدحان شررا
( أسمعها ؟!!! ..... نعم أنا أريد أن اسمعها ..... لكن على ما يبدو أن لا شيء لديها لتنطق به بعد تلك المصيبة التي طعنتني بها ....... )
هزت رأسها قليلا و هي ترفع يدها الى جبهتها ... تتمنى أن يكون ذلك كابوسا لتصحو منه سريعا ...
ثم لم تلبث أن صرخت بهياج
( لماذا ؟!!! ......... لماذا فعلتِ ذلك بالله عليك ؟!! ....... كنت أنوي أن أزوجك كأميرة .... بعد أن بدأت الدنيا تبتسم لي أخيرا ..... لماذاااااا؟!! .... )
رفعت ملك وجهها الباهت الى وعد و قالت بخفوت
( أنتِ فعلتها من قبل ....... و لم أحاسبك ...... لكل منا حياتها ...... )
شهقت وعد بقوة ... ثم صرخت بجنون
( اياكِ و أن تقارني نفسك بي بعد فعلتك السوداء ..... أنا تزوجت زواجا لا شائبة به , .... و على الرغم من ذلك مجرد الفارق بيني و بينه جعلني أخفي الأمر عنكِ كي لا أسبب لكِ الحرج .....
ألم تجدي سوى زواجي لتقلديه تقليدا رخيصا !!......
زواجي الذي عانيت منه أياما و أشهرا و أنا أعامل كخادمة !! ...... هل هو عناد غبي منكِ لتكرري التجربة مع الفارق الشنيع بين الزيجتين !! .......ألم تتعلمي شيئا من زواجي البائس كي تترفعي بنفسك عن مثله ؟!! )
كان واقفا متسمرا مكانه خلفها يسمعها و هي تنطق بسمومها الطائشة يمينا و يسارا ....
بدا متسمرا مكانه و هو غير مصدقا لأن ذلك الفم الذي يرمي بأسهمه المسممة .. هو ذاته الذي نطق بحبه للتو على الملأ !!
وقف سيف خلفها على بعد مسافة جعلته يسمعها بوضوح و هي تبين رأيها الصريح في زواجهما .....
بينما تابعت وعد هتافها بقهر .....
( لماذا ؟!!! ......... لقد أردتك أن تكوني أفضل حالا مني .... فاتخذت أنتِ حتى طريقا أسوأ و أبخستِ من ثمنك ...... تبا لكِ )
رفعت ملك وجهها فجأة و هي تنظر الى وعد و كأنها تنظر الى مخلوق غريب .... و فجأة صرخت بعنف
( ليس لكِ الحق في محاكمتي ......... أبدا ..... أنتِ بالذات ليس لكِ الحق , لذا سواء تزوجت أو حتى ارتكبت خطيئة , فلا تشغلي بالك بحياتي .... اهتمي انتِ بحياتك بمنتهى الأنانية كما تفعلين دائما .... فهذا ما تجيدينه ....... )
فغرت وعد شفتيها غير مصدقة لهجوم ملك المفاجىء ..... و كأن شيطان قد تلبسها و هي تصرخ بعينين ناريتين ليستا عينيها الطيبتين أبدا ....
لكن وعد لم تتمالك نفسها و هي تندفع اليها ... رافعة يدها صارخة
( و تجرؤين على اهانتي بعد ما فعلتِه !! ........... )
حينها ترك رائف كتفي ملك في لحظةٍ ليندفع أمامها بقوةٍ .. ثم التقط معصم وعد المرفوع في الهواء و قبض عليه قائلا بصرامة مخيفة
( توقفِ لحظة سيدتي ..... عند هذه النقطة لن أسمح لكِ بضربها ...... )
تسمرت وعد مكانها و هي ترى معصمها مقيدا في قبضته ... بينما كانت ملك تختبىء خلفه و هي تتشبث بذراعه ... تنظر اليها بنظرة رفض لم ترها في عينيها سابقا .... حينها قالت وعد بعدم فهم
(كيف تتدخل بيني و بين أختي ؟!! ....... من أنت ؟!! ........... )
رد رائف بصوتٍ قاطع
( مما رأيته ...... يمكنك القول بأنني المسؤول عنها .... لذا وجههي حديثك لي .... )
شحب وجه وعد و هي تنظر الى صرامته و ملامحه القاطعة ... بينما اندفع صوت جهوري من خلفها يقول بجنون
( أنت ...... أترك يد زوجتي حالا ....... )
جذبها سيف بجنون ما أن ترك رائف معصمها .... و أبعدها خلفه بينما قبض على قميصه هادرا
( كيف تجرؤ على أن تمس زوجتي !! ........ )
قبض رائف على كفي سيف الممسكتين بقميصه بقوةٍ ليبعدهما بعنف قبل أن يسحب نفسا خشنا ... ثم لم يلبث أن قال متراجعا بصوتٍ خشن
( آسف ........... لكني لم اكن لأسمح لها بضرب ملك , أنا من أتيت بها الى هنا .... و أنا من سأعود بها )
ارتبك سيف قليلا وهو لا يزال يدور في دوامة الصدمات المتتالية ما بين ما اكتشفه عن مصيبة الصغيرة ملك ... و بين ما نطقت به وعد للتو .... و منظرها الهمجي و هي تحاول ضرب ملك ...
التفت رائف قليلا الى ملك المتشبثة بظهره وقال بخفوت
( تعالي يا ملك ...... سنرحل من هنا , .... اخلعي فستان الزفاف هذا أولا و بدلي ملابسك .... )
الا أنها اندفعت من خلفه فجأة و كانت عيناها لا تزالان على وعد لتقول من بين اسنانها و قد فاض بها الكيل
( الآن تريدين ضربي !! ...... لانني شوهت الصورة المثالية التي تحاولين رسمها .... لأنني خذلتك امام اسرة زوجك المحترمة ..... بينما كل ما انا به بسببك .....)
هتفت وعد بذهول و هي تندفع اليها بينما امسكها سيف من خصرها قبل ان تتهور و تؤذي ملك الصغيرة ...
( بسببي أنا ؟!! ..... لماذا .... هل تلقين علي اللوم لانك جعلت نفسك العوبة في يد فتى طائش يرفض الاعتراف بك الآن !!! ..... كيف تجرؤين ؟!! .... )
هجمت عليها ملك و هي تصرخ و قد بدأت تنتحب بقوة .. بينما رائف يمسك بها هي الأخرى و هي تبدو في حالٍ غريبٍ عليها
( انهم يدعون انني مهووسة بسببك ...... يدعون انني اهذي و اتوهم ..... انا لست مجنونة ... و لم اكن يوما ..... لقد استغلوا ما حدث لي بعد ان تركتني ..... لقد تحملت وحدي حياة طويلة بعد ان رحلت مع والدك .... و لم المك يوما ....... و الآن يدعون انني كنت طفلة مهووسة و اعاني خللا ..... انا لم اكن اعاني اي خلل ... و لست مهووسة ..... لقد كان صديقي ... كان اقرب الناس لي ... كان الوحيد الذي تمسك بي .... و ظنته سيظل كذلك .... انه زوجي ..... اقسم بالله انه زوجي .... )
كانت تحاول الاندفاع الى وعد بقوةِ و هي تبكي و تنتحب و كأنها تهذي ....
الا ان رائف كان ممسكا بها بشدة يمنع هجومها على وعد .... وعد التى همست و هي تهز رأسها بغباء
( لست افهم حرفا واحدا مما تقولينه ....... )
نظرت الى وجه سيف الذي كان يضمها بشدةٍ الى صدره و هزت رأسها بعدم تركيز و هي تقول
( لست افهم منها شيء ....... اي هوس و مرض ؟!! ......)
كان سيف ينظر اليها بملامح جامدة وهو يضمها اليه بقوةٍ و قد شحب وجهها بشدة ... تحاول فهم اي شيء دون جدوى ....
انهارت ملك بشدة على صدر رائف و هي تغطي وجهها بكفيها تنفجر ببكاءٍ عنيف ....
بينما تشنج هو للحظة ينظر الي رأسها المحنى ذو الخمار ... ثم لم يلبث أن ضرب الحائط بكل التقاليد حين رفع ذراعيه يضمها اليه برفق و هو يقول بخفوت
( لكن أنا أفهم ............. )
سمعته ملك و كأن صوته الرجولي العميق قد تخلل الى موجات انهيارها ...
و كأنه ضوء طفيف اخترق ظلامها
فرفعت وجهها المغرق بزينتها السوداء .... و قالت بصوت مرتجف
( أريد أن أخرج من هنا يا رائف ..... أرجوك ابعدني عن هذا المكان .....أرجوك ... كان علي أن اسمع كلامك و لا آتي )
توهجت عيناه للحظة دون أن تتركها ذراعاه .... لكنه قال بخفوت وهو ينظر الى فستان الزفاف الذي ترتديه
( الن تبدلي فستانك أولا ؟!! .......... )
نظرت الى فستانها بصمت .... ثم قالت بنبرةٍ ماساوية
( أريد الخروج حالا ...... أشعر بالإختناق في هذا المكان ..... )
انخفضت ذراعاه من حولها ... الا أن كفه الضخمة أحاطت بيدها بقوةٍ ... ثم استدار الى وعد و سيف قائلا بصوتٍ حازم
( سأعتني بها ........ )
جرها خلفه خطوتين ... الا أن وعد صرخت فجأة
( قف مكانك ..... الي أين تأخذ أختى ؟ .......... )
أمسك سيف بذراع رائف وهو يمر به ليقول بقوة
( ملك ستظل مع أمي و شقيقتي ............ لن أسمح بغريب أن يأخذها من أهلها ... )
الا أن ملك رفعت وجهها الجامد و قد نفذت دموعها لتقول بصوتٍ باهت يحمل صيغة القرار المنتهى
( رائف ليس غريبا ....... أنا اخترت الذهاب معه , و أنا لست قاصر .... لكن شكرا لك على كل شيء )
اظلم وجه سيف بحرج بعد أن تمردت ملك على أمره ... و لم يكن ليستطيع أن يمنعها بالقوة و هو لا يملك عليها أي حق أو سلطة .....
قال رائف بخفوت
( اعذرني ...... وعدت أن أحميها , و هذه هي رغبتها )
و دون كلمة أخرى جرها خلفه و هي ممسكة بكفه ...دون أن تنظر مرة واحدة للخلف ...
و كانت هذه المرة هي المبادرة بترك وعد .... دون أحساس بالندم ....
شهقت وعد بقوةٍ و هي تهتف متشبثة بقميص سيف
( امنعها يا سيف ..... افعل شيئا .....امنعها بالقوة ....... )
نظر الى وجهها الشاحب بجمود و ملامح غامضة قبل أن يقول بصلابة
( لا أملك منعها ....... )
صرخت وعد بقوةٍ و هي تضرب صدره بقبضتيها
( ما تلك السلبية !!.... تحرك .... افعل شيئا ....... مارس احدى سلطاتك الهمجية التي كنت تمارسها نحوى ... أنت أكثر شخص متقلب رأيته بحياتي ...... أختى خرجت مع رجل غريب و أنت تتركها مدعيا التحضر ...... تحرك ..... )
قبضت يداه على معصميها بقوةٍ يمنعها عن ضرب صدره .... وهو يهدر بصرامةٍ قاطعة
( توقفي يا وعد ........ توقفي ..... ملك ليست قاصر ... و لا أستطيع جرها من شعرها علنا لو لم ترغب في العودة معك أو معي ...... )
كانت وعد تنظر اليه بعينين متسعتين ذاهلتين ... غاضبتين ... دامعتين ... بينما كان صدرها يلهث بشدة و هي لا تزال متشبثة بمقدمة قميصه .... لتهمس بإختناق
( كانت تحمل طفلا !! ..هل سمعت ذلك ؟!! ..... ملك الصغيرة تحمل طفلا في أحشائها .... من رجل يرفض الإعتراف بها .... هل سمعت ؟!! ..... هل سمعت ذلك مثلي أم أنني كنت أعيش مجرد كابوس ؟!! ... )
رفع يده الى وجهها بعد فترة نظر الى عينيها القتيلتين ... قبل أن يهمس بخفوت
( سمعت حبيبتي .......... )
شهقت نفسا مخنوقا و هي تهز رأسها بعدم استيعاب .... ثم همست بهذيان
( و أنا ..... أين كنت حين حدث كل هذا ؟!! .....أين كنت ؟!! ....... )
شدد سيف على وجهها بقبضتيه قبل أن يقول بصوتٍ قاسٍ قليلا
( لن يجدي الكلام الآن يا وعد ...... تعالي الى البيت .... لنفكر كيف نحل تلك الكارثة .... )
نظرت اليه بعينين تبرقان فجأة ... ثم نزعت يديه بعنف عن وجهها و هي تصرخ
( كنت معك ...... لطالما كنت معك ....... كنت مشغولة بمعضلة زواجي بك .... بينما انت بكل عنجهية لا هم لك الا اخضاعي ... مرة في العمل و بعدها ببيت عائلتك .... ثم خطفي ..... اشهر تلي اشهر و انا ادور في دوامة سيف الدين فؤاد رضوان .... احاول ابعادك مرة .. بينما رفضك اخرى ... ثم ارضائك مرة ..... الى ان حاولت الهرب منك في الأخير مرارا ..... و لم أفلح في كل تلك السبل .....
بدلا من الإهتمام بأختى التي فقدتها قديما ..... كنت مشغولة بدوامتك المجنونة ..... )
صمتت تلهث امام عينيه الصلبتين ... و كأنهما تدعونها الى المتابعة ... و الا تصمت ....
فتابعت بالفعل و هي تضرب صدره هاتفة بقهر
( هل أنت راضٍ الآن ؟!! ....... هل حصلت على مبتغاك من ابنة عبد الحميد العمري ؟!! .... هل نلت حق والدتك أخيرا ؟!! ....... )
ساد صمت طويل بينهما ..... و هي تشهق بقوةٍ و كأنها تحاول التنفس ... فقال سيف بصوتٍ غريب غير مقروء
( هل انتهيت ؟!! ............. )
رفعت وجهها الشاحب اليه .... لتقول بصوت ميت مذبوح النبرات
( مهما أنكرت ...... و مهما كان حبك لي , أدرك أن بداخلك سعادة لا تقدر على دفنها ...... لقد نلت انتقامك بحق هذه المرة ...... دون أن تريق بيديك قطرة من دم المسكينة ملك .... دون أن تلوث أصابعك .... يكفي فقط أن أبعدتني عنها الى أن ضاعت مجددا ....... مهما أنكرت ... )
قاطعها بصوتٍ هادىء كشفرةٍ باردة بينما عيناه كانتا تخطان حروف النهاية
( لن أنكر ............ معك حق ..... لقد انتهت القصة ....... )
و دون كلمة واحدة اخرى .... ابعد معصميها عنه .. ليتراجع عنها خطوة قبل ان يقول بصوتٍ ثقيل جامد ....
( لقد تعبت يا وعد ........ لأول مرة أدرك أنني تعبت منكِ بحق ..... )
اطرق برأسه قليلا بينما هي تنظر اليه يائسة ..... تفصل بينهما مسافة مترين , و كأنهما ضما الصحاري و السهول ... ليقف كل منهما على حافة جبل مواجها للآخر ....
الى ان قال سيف في النهاية و كأنه يكلم نفسه
( انتهت القصة ................ )
ثم استدار ببطىء ليبتعد عنها ......
تنظر الى ظهره المفرود بخيلاء .... و كأنه اطول و اضخم من كل من هم حوله .....
لا تصدق انه يبتعد ... و هذه المرة سيكون البعاد الأخير .....
همست بإختناق تنادي الهواء الخالي من وجوده
( سيف !! .......... )
لكنه كان قد رحل ...... للأبد .......
حينها انهارت لما فقدت القدرة على الوقوف على قدميها .... فسقطت على ركبتيها ... تضم نفسها و شعور غريب بالبرد يجتاحها .... تنظر حولها بحدقتيها ... لا تصدق أن حلمها البراق انتهى ككابوس مرعب بضياع أختها و ........ حبيبها ....


انتهى الفصل 43



التعديل الأخير تم بواسطة tamima nabil ; 24-05-15 الساعة 12:09 AM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 24-05-15, 12:03 AM   #20306

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الرابع و الأربعين :

لا يهمه اي شيء الآن سوى انه ممس بها الآن بين قبضته القوية .... تركض خلفه لتلاحق خطواته ...
و كأنه يريد التحليق و الإبتعاد بها الى العالم الآخر ... الذي ترتسم خطوطه كل يومٍ أكثر أمام عينيه ....
شعر بيدها الصغيرة تجذب يده قليلا و تشده ليقف ... بضعف شديد , الا أنه توقف على الفور و بقلبه خيبة من أن تطلب العودة لأختها بعد ان فكرت في الأمر ....
استدار ينظر اليها .... و كم كانت صورة عشوائية من الجمال و المأساة
بفستان الزفاف الأبيض ... و الخمار المتطاير .... بينما شعرها مشعث برقةٍ من تحته ... ووجهها مغطى بأصباغ الزينة و كأنها أبت أن تلوث برائتها فانسابت على وجنتيها ....
قال بخفوت
( ماذا تريدين يا ملك ؟!! ....... أتريدين العودة ؟! ..... )
شعر بالراحة حين رآها تهز رأسها نفيا ببطىء .... لكن بإصرار ... و كأنها سلمته أمرها بالفعل ...
لكنها قالت بصوتٍ خافت هامس يتذبذب
( انه هنا ....... أشعر به يلحقني ....... أنا خائفة ....... )
ظل ينظر اليها و عيناه على عينيها بنظرةٍ قويةٍ غريبة .... بينما صفير الليل يطوف من حولهما بعد أن ابتعدا عن الصخب قليلا ...
لكنه حين تكلم قال بصوتٍ ثابت
( لا تخافي ........ اتفقنا ؟!! ..... لا .. تخافي ....... )
رفعت يدها الحرة الي صدرها و هي تنظر جانبه قليلا ... ثم همست
( بل أنا خائفة جدا ...... أنت لا تعرف ما يمكنه فعله ..... لقد وثقت به مرتين ... و في المرتين نهايتهما كانت ......... )
ارتجفت بشدةٍ دون ان تكمل و انتهى ارتجافها بانتفاضة عنيفة ....و هي تشرد بعيدا ... حينها جذب رائف يدها اليه قليلا .. فساقها اليه خطوة وهو يقول
( أعرف مرة منهما ... حين ...... أجهض الطفل ...... اما الثانية , فهل تقصدين عقد الزواج ؟! ..... )
كانت حدقتاها تدوران و كأنها تنتظران ظهوره في الليل كمصاص الدماء .......
لكنها هزت رأسها قليلا قبل أن ترفع عينين متوسلتين الى رائف لتقول بإختناق ما أخفته طويلا
( كان من المفترض أن يكون عقد قران فقط ............ )
عقد حاجبيه قليلا ...... وهو يسأل بصوتٍ مهتز قليلا
( لا أفهم ...... ماذا تعنين ؟!! ......... )
اقتربت منه أكثر وصوتها يخفت أكثر و كأنها تهمس سرا بعينيها الواسعتين المترجيتين
( كان المفترض أن ....... أن ننتظر الى أن يوافق والده .... لكنه ......... لكنه .... لقد كانت مرة واحدة .... لا أستطيع أن أنسى تفاصيلها حتى الآن ...... )
فغر شفتيه قليلا ...... وحاجبيه ينعقدان أكثر و اكثر بينما عيناه تتوحشان الى أن قال بصدمة لا تنتهي مما حدث لها و لا زال يحدث
( هل ........ لا ....... لا ...... لا تخبريني أنه ........ )
ترك يدها فجأة ليقبض على وجنتيها بكلتا يديه يرفع وجهها اليه لتقابل عيناه الماردتين وهو يسأل مباشرة بصوتٍ يرتجف
( هل اغتصبك ؟!! .......... )
لم ترد ..... حدقتاها المهتزتان و شفتيها المرتجفتين أخبراه بالجواب .... لكنها همست بعدها بفتور غريب
( أريد أن اقتله ....... الرغبة في قتله تتزايد بداخلي يوما بعد يوم ..ماذا أفعل يا رائف ؟!! .. )
كان اسمه الذي خرج من بين شفتيها المرتجفتين بنغمةٍ ترج صدره رجا ... هو الشيء الوحيد الذي جعله يستفيق من هول الصدمة الجديدة و هو يترك وجهها لتسقط ذراعاه الى جانبه وهو يرفع وجهه عاليا الى الفضاء الأسود من حوله ... مغمضا عينيه بينما ملامح وجهه بدت مخيفة و هو يهتف بصوتٍ خافت محاولا التقاط نفسا باردا يهدىء من النار المشتعلة بداخله ...
( ياللهي !!! ............... )
كان يقف مغمض العينين ..... يتنفس بصوتٍ أجش , بينما جسده الرجولي يرتجف من هول الغضب و المحاولة الواهية للسيطرة على انفعاله حاليا ....
بينما قبضتاه كانتا منقبضتين بشدة ... حتى ابيضت مفاصل اصابعه ....
كان يبدو كمنظر رجلٍ ينوى ارتكاب جريمة .....
و كانت ملك تراقبه بعينين منحنيتين .... و بداخل قلبها الميت ... نقطة وحيدة حية تنبض ... لا لشيء سوى لتشعر بالشفقة عليه !!!!!
اليس هذا غريبا ؟!! ..... بل ضربا من الجنون ؟!!!
جزء كبير من خوفها تحول الى شفقة على هذا الرجل الغريب !! .... بدلا من ان تهتم بحالها المأسوي ... الا انها تقف هنا لتعطف عليه هو من شيء ...... لا تستطيع تحديده تماما .....
فهمست باختناق
( أنا .......آسفة ............ )
فتح عيناه و ارتجفت من هولِ النظرة بهما ..... فقال بصرامةٍ مخيفة
( لماذا تعتذرين ؟!! ............. )
فغرت شفتيها المرتجفتين .... و شعرت بنسيم الليل يطوف حولها فيطير خمارها .. و يتخخل جسدها مرسلا خيط من الصقيع بداخلها .....
فلفت ذراعيها حول جسدها النحيف ...... و همست بخوف
( لا ........ لا أعرف ....... )
استدار اليها بكليته .... ينظر لها باندفاع ليقول بعدها بصوتٍ رجولي مخيف على الرغم من ارتجافه ...
( ربما لأنك أخبرتني للتو بأنك تعرضت لإغتصاب ...... و ها أنا أقف عاجزا لا أدري ما أفعل ؟ !!! ...)
تشوشت الرؤية امام عينيها المبللتين بالدموع ....و هي عاجزة عن النطق .... الالم بداخلها كان كالذبح دون الموت .....همست أخيرا بصوت مختنق
( لا استطيع ادعاء أنني كنت ضحية كأي فتاة مغتصبة ........ لقد قبلت بزواجه و استحققت كل ما حدث لي لذا ليس لي حق الشكوى ........ لكن الرغبة في قتله بداخلي تتزايد ...و تخنقني .. )
صمتت قليلا و هي تبتلع غصة في حلقها ... بينما التوى فكه بصعوبةٍ و جنون
ثم همست مجددا
( أبقى وحدي طويلا ...... لأتفنن و أتخيل طرقا مختلفة في قتله و تعذيبه قبلها ....... )
يستطيع فهمها جيدا ..... ان كان هو حاليا بدا يرسم في خياله صورة دمه المدنس على يداه ....
فساد صمت قاتم بينهما ..... و كل منهما يعيش جنونه المؤلم ....
سمعا صوت نفير سيارةٍ فجأة .شق صمت الليل .. فشهقت ملك و هي تقفز لترتمي على صدره و دون وعي منه رفع يديه الى ظهرها ....
كانت السيارة قد مرت مسرعة ..... الا انه اغمض عينيه و يداه تشعران بنبض قلبها الذي يرف متخللا جسدها و صولا الى ظهرها تحت كفيه ......
انخفضت ببطىء مبتعدة عنه ..... و هي ترفع وجهها اليه .. بينما ترك يداه تسقطان عنها لينظر اليها بنظرةٍ صرعتها ..... و استمر الصمت بينهما طويلا قبل أن تهمس بخفوت
( إنه هنا .......... أستطيع الشعور بوجوده ..... )
رفعت يدها الى الصدرها اللاهث و هي تهمس
( إنه هنا ............. )
ساد صمت قصير بينهما ... بينما نظر رائف نظرة حولهما ... قبل أن ينظر الى عينيها و يقول بغموض
( أنتِ تتوهمين ....... إنه ليس هنا ....... لا تخافي ... )
كلمة تتوهمين ضربتها في مقتل .... فهزت رأسها نفيا و عيناها تغرورقان بالدموع ....و همست باختناق
( لست أتوهم ............. أنه خطير ... صدقني ... )
ظل صامتا قليلا .... وهو ينظر اليها نظرة غريبة .... فهمست بذعر
( أنت لا تصدقني يا رائف ؟!! ..... ما أخبرتك به للتو .... هل تظنها مجرد قصة أتوهمها كذلك ؟!! )
لم يرد عليها مما زاد من ألمها .... فضمت شفتيها بألم لتهمس بعدها بإختناق
( ربما كنت أتوهم ذلك أيضا ....... لم أعد واثقة من شيء .... )
أطرقت برأسها بألم .... حينها دس رائف يده في جيب بنطاله , و أخرج سلسلة مفاتيحه ... و قال بصوتٍ صلب لا يحمل اي مشاعر
( خذي ....... أنتِ تعرفين أين أوقفت السيارة ..... اذهبي اليها و اجلسي بها , سأذهب لاحضر شيئا ثم أعود اليك ...... )
رفعت وجهها المذعور اليه و هي تهتف دون أن تاخذ منه المفتاح
( لا تتركني بمفردي في الظلام أرجوك ...... سأتي معك ... )
قال رائف بصلابةٍ أشد .... و صوتٍ لا يقبل الجدل
( ربما لو رآك زوج أختك مجددا لافتعل فضيحة و أصر على أخذك بالقوة ..... انتظريني في السيارة )
قالت ملك بارتجاف
( لن يستطيع , لا يملك الجق لذلك ...... أرجوك لا تتركني .... لم أعد أملك القوة على مقاومته ... )
اقترب منها رائف ليمسك بكتفيها حتى رفعت و جهها اليه ... فقال بصوتٍ صلب
( هل تثقين بي ؟؟.............. )
أومأت برأسها تلقائيا دون أن ترد ..... فقال ناظرا الى عينيها
( اذن اذهبي الى السيارة و لا تخافي ....... أنا هنا ...... )
لم ترد و هي تنظر اليه مستجدية .... لكنه أمسك بكفها و فتحه ... ليضع به سلسلة المفاتيح و اطبق أصابعها عليها جيدا وهو يقول آمرا
( هيا اذهبي .......... )
ظلت تنظر اليه بصمت .... الا أنه أغلق قلبه بقوةٍ دون ان يستسلم لرجاء عينيها الطفلتين ....
سارت ملك تتجاوزه و هي ترفع حافتي الفستان بيديها ... تسير متعثرة و هي ترفع رأسها كل خطوةٍ لتنظر هنا و هناك خوفا .....
بينما وقف رائف مكانه ينظر اليها و كأنه ينظر الى طفلته تسير وحدها بين غابةٍ موحشة ..... و ذئابٍ ضالة ...
وصلت ملك الى السيارة .... و هي ترتجف بشدة , تكاد تقسم انه خلفها .... مدت يدها تلامس زجاج النافذة و هي ترتجف قليلا و يدها على سلسلة المفاتيح .. تبحث عن زر الفتح بأصابع مرتجفة ...
لكن همسة بصوتٍ أجش من خلفها جعلتها تتسمر مكانها بذعر
( مليكة ........ )
لهثت نفسا مرتجفا .... و أغمضت عينيها محاولة التماسك و الثبات ....
" حسنا اهدئي ...... انه شادي .... مهما كان ما ارتكبه , فهذا هو اقصى ما يستطيعه ... لا يملك شيئا اكبر ليؤذيك به ..... اهدئي و تماسكي ..... "
لم تكن قد رأته منذ هجومه الأخير عليها .... تقييده لها ... و اجهاض جنينها بالقوة , ثم محاولة اعتدائه عليها ....
لقد تحملت منه كثيرا من قبل .... و كانت تعرف أن به مس من الجنون .... و كانت من الغباء بحيث ارتضت بأن تقبله بكل اختلاله ...
لكن منذ آخر حادثة بينهما .... و هي تتلوى بين ذراعيه مستجدية بينما يقتل جنينهما بدمٍ بارد ...
جعلها هذا ترتعب منه و تدرك أنه مجرم ... و قد يفعل أي شيء في سبيل نيل رغباته ...
لقد أفزعها اجهاضه لها أكثر من اغتصابه ....
كانت من الممكن أن تمنحه اي تبرير لفقدانه السيطرة بناء على رغبته بها ....
لكن اهنتهاكها عن طريق الإجهاض ... كان شيئا آخر ... جعله في نظرها سفاحا ... ترتعب ما أن تسمع صوته ... تشعر بالغثيان ما أن ترى عينيه ...
تكلم مجددا من خلفها حين وجدها متسمرة مكانها مستندة الى باب السيارة ... غير قادرة على الإستدارة اليه
فقال بصوتٍ خافت أثار الرجفة في أوصالها
( الا ترغبين حتي في النظر اليّ ؟!! ....... إنه أنا .... حبيبك و زوجك ....... )
شعرت بغثيان شديد .. و رعب متزايد .... بينما همست في داخلها دون أن تفتح عينيها
" أين أنت يا رائف ؟!! .....أرجوك تعال .... أرجوك ..... "
تكلم كريم مجددا بخفوت ملح .... متوسل
( انظري الي فقط .... و ستغفري كل خطايايا .... انظري الى عيني و ستعرفين الجواب بنفسك , ... أقسم أنني ما فعلت ما فعلته الا خوفا من أن افقدك مجددا ..... أنا لست ملكا لنفسي ..... )
ابتلعت مرارة الكره التي ما عرفتها الا على يديه ... مقترنة بحبه الذي كان ....
قال مجددا وهي تسمع صوت خطواته وهو يقترب منها على الأسفلت القاسي ...
( وجودك في حياتي كان أهم من ألف طفل ..... و كان الإختيار بينه و بينك ..... )
هزت رأسها نفيا بصورة غير ملحوظة ... على الرغم من ارتجافها , و كأنها تقول
" لا ..... كان الإختيار بينه و بين هويتك ..... التي بعت نفسك من أجلها "
رفعت وجهها قليلا و هي تستنشق المزيد من هواء الليل البارد كي تقاوم الغثيان و الدوار ...
لكنها تشنجت أكثر و هي تشعر به خلفها تماما .. ثم توقف ... حينها نبض قلبها بعنف ... و توترت عضالاتها استعدادا للدفاع عن نفسها ما أن يحاول لمسها ...
الا أنه لم يحاول حتى هذه اللحظة و قال بخفوت و صوت يرتجف من فرض انفعاله برؤيتها بعد ايامٍ طويلة
( حين رأيتك بفستان الزفاف .... شعرت بصدري يتضخم و صورتك تملأ عيني بوهجٍ ساطع .... تخيلتك و أنت تمشين نحوي ....و أنا أنتظرك .... بعد كل تلك السنوات .... أخيرا )
نشجت بنفسٍ رافض ... دائخ .... و غضبٍ مكبوت ,
بينما تابع بخفوتٍ لاهث
( ارجعي لي مليكتي .... ارجعي لي و أقسم أن أقضي المتبقي من عمري في اسعادك و جعلك تنسين كل ما فات ..... )
سحبت ملك نفسا مرتجفا آخر و هي تهمس لنفسها بذات السؤال
" أين أنت يا رائف ؟!! .......... "
و فجأة شعرت بأصابعه فوق كتفيها وهو يهمس بشفتيه اللتين انخفضتا لتلامسان الفاصل بين عنقها و كتفها
( أنت الجمال نفسه ..... التفتي الي , لقد اشتقت اليك ِ بدرجةٍ جعلتني مجنونا ...... مجنونا يا مليكة .... )
حينها اندفع الادرنالين في عروقها فانتفضت صارخة بجنون و هي تستدير اليه كموجةٍ حريرية عنيفة
( ابتعد عني ...... اياك و أن تلمسني مجددا ..... أنت تقرفني ... )
اشتعلت عيناه بنظرته التي تعرفها و تخافها .... الا أنه أطبق بكفيه على خصرها بمخالبٍ شرسة وهو يتقدم بها الى أن ارتطمت بباب السيارة وهو يقول بنبرةٍ مهووسة
( تكونين مخبولة تماما ... لو تخيلتي للحظةٍ أنني قد أتركك ...... أنتِ ملكي منذ سنواتٍ طويلة و أنتِ ملكي )
أبعدت وجهها بقوةٍ أقصى اليمين و هي تتخبط محاولا التحرر من شفتيه اللتين كانتا تجولان على عنقها بلزوجةٍ قبل أن يرفع رأسه ليقول
( تعالي معي ...... هيا .... )
أمسك بذراعها و هو يكبل الأخرى محاولا اقتيادها الى سيارته ... الا أنها كانت تتلوى و تقاوم بساقيها صارخة
( أبتعد عني ...... سأصرخ ...... )
الا أنه كان خلفها يدفعها الى الأمام وهو يهمس بنعومةٍ
( لن يسمعك أحد هنا ...... لم يكن يجدر بحارسك أن يوقف سيارته في مكانٍ بعيدٍ كهذا .... )
اخذت ترفسه بقدمها في ساقه دون جدوى ... بينما كانت شفتيه تلامسان صدغها وهو يهمس دافعا ايها
( اهدئي يا ملك ..... لم أعتدك فرسا غير مروضة .... )
لكن فجأة شعرت بثقله يجذبها معه .... حين انتزعته قوةٍ هائلة مما جعله يشدها معه ... الا أن ذراعي رائف تلقتها قبل أن تسقط معه أرضا ... ليوقفها على قدميها و يبعدها خلفه .... صرخت ملك بقوةٍ
( أين كنت ؟؟؟ ........ )
لهث رائف بعينين تقدحان شررا وهو يقف متحفزا ناظرا الى كريم الذي وقع أرضا مثيرا الغبار من حوله
( كنت أنتظره ........... )
تشبثت ملك بظهره و هي تهتف برعبٍ مرتجفة
( أبعدني من هنا قبل أن ينهض ,....... أرجوك ..... إنه مجنون و قد يفعل أي شيء ....)
الا أن رائف وقف مكانه بقوةٍ نبضت سخونتها خلال كفي ملك و هو ينظر الى كريم الذي قفز واقفا بعينين مجنونتين .... ثم قال بهدوء
( ابتعدي يا ملك ........... )
الا أن ملك نشبت أظافرها في ظهره و هي تهتف بذعر ...
( لن أتركك ...... هيا لنغادر أرجوك ..... )
الا أن رائف هدر بصرامة
( ابتعدى يا ملك ........... )
زلزلتها صيحته فابتعدت تلقائيا و هي تنظر اليهما بخوف ... بينما كان كريم يقترب من رائف ببطء و هو يهز رأسه ضاحكا ضحكةٍ مهتزة
( آآه الحارس الشهم ..... الذي تولى على عاتقه أمر رعاية زوجتي ...... )
رفع عينيه الى عيني رائف الصلبتين بنيرانٍ باردة ..... ثم قال بصوتٍ كالفحيح
( لقد ضحيت بالكثير من أجلها يا خالي ..... لذا لن تمنعني قوة على الأرض من أخذها .... )
قال رائف بصوتٍ قاطع كالسيف
( على جثتي ............ )
حينها قال كريم بصوتٍ عالٍ بعد أن فقد قدرته على السيطرة على نفسه
( كما تشاء .......... )
ثم اندفع هاجما على رائف الذي ابتعد عنه في اللحظة الأخيرة .... مترافقا مع صرخة ملك ..
و ما أن تجاوزه حتى رفسه في ساقه .. و ما أن شهق كريم ألما حتى عاجله رائف بضربةٍ من ركبته بين ساقيه ....
حينها تأوه كريم بشدة و احمر وجهه بفظاعةٍ و هو يسقط على ركبتيه أرضا ....
بينما سارع رائف الى خلع حزام بنطاله الجلدي ... و قبل أن يتمكن كريم من النهوض كان رائف قد انحنى اليه .... ضاغطا بركبته على صدر كريم بشدةٍ جعلت عينيه تجحظان ألما ....
ممسكا برسغيه و ربطهما معا بحزامه ثم قال بقوةٍ
( ملك ....... هناك حبل في مؤخرة السيارة .... أحضريه حالا .... )
كانت ملك تنظر اليه فاغرة شفتيها بذهول و هي غير قادرة على استيعاب ما يقوم به فهدر بقوةٍ
( الآن يا ملك .................... )
لم تستطع ملك الا أن تجر ساقيها و هي تحضر الحبل متعثرة في حواف فستان الزفاف .. و ما أن ناولته لرائف حتى سارع الى ربط ساقي كريم معا ....
فغرت ملك شفتيها و كانها تشاهد فيلما غريبا ... ثم هتفت بذهول و هي ترى رائف يسحب كريم الذي كان يتلوى بجنون ... الى أن ألقاه على مقعد السيارة الخلفي .... ليصفق الباب بعنفٍ وهو يلهث
( ماذا ستفعل به يا رائف ؟!!! ....... )
ابتسم رائف بوحشية وهو يلهث قليلا ... ثم قال ببساطة
( سأحقق لكِ أمنيتك ........ سنقتله و نتخلص منه .... )
اتسع فم ملك المفتوح .... و اتسعت عيناها بذهول ... بينما دار رائف حول السيارة وهو يقول آمرا
( اركبي ............. )
ظلت تنظر اليه بذهول وهو يفتح لها الباب الأمامي منتظرا .... و ما أن رآها متسمرة مكانها حتى قال بهدوء
( هل تثقين بي ؟؟ ....... )
عادت لتوميء برأسها تلقائيا .... فقال بلهجةٍ آمرة لا تقبل الجدل
( اذن اركبي .......... )
جلست ملك في المقعد الأمامي و هي تلملم حواف فستان الزفاف .. الى أن أدخلته .. فأغلق رائف الباب خلفها .... ليدور حول مقدمة السيارة و سرعان ما انطلق بها ....
كانت عينا ملك تنظران الى الطريق الممتد المظلم أمامها ... و كأنها منفصلة عن الواقع ...
بينما كريم ملقى على المقعد خلفها و هو يصرخ بجنون ... شاتما و لاعنا ... مهددا بأقذع الألفاظ ...
كان صوت صراخه يبعث رجفة طفيفةٍ في جسدها
فأرجعت رأسها لتنظر اليه بجمود .... فالتقت أعينهما و برقت عيناه جنونا وهو يصرخ
( لن أحررك يا مليكة ..... أقسم بالله لن تتحرري مني ..... )
حينها قال رائف بصوتٍ آمر
( انظري أمامك يا ملك ............ )
فأطاعت أمره مباشرة و هي تعود بعينيها الى الطريق الممتد أمامهما .... بداخلها رضا سادي و هي تشعر بتلويه خلفها .... ضاربا ظهر مقعدها بركبتيه ....
فتمنت ان يطول الطريق .... كي تشعر بالمزيد من تلويه .... مقيدا بحزامٍ جلدي و حبل ....
شاهدت رائف ينعطف بالسيارة الى مكانٍ مهجور .... خارج الطريق السريع ....
و ما أن أوقف السيارة حتى نظر اليها و نظرت اليه بصمت في الظلام و كأن بينهما تواصل غريب .... فقالت في النهاية و هي ترتجف بشدة
( هل ستقتله حقا ؟!! .......رائف لا تتهور أرجوك لقد كنت أهذي ... لا تستمع لكلامي .... )
ظل ينظر الي عينيها طويلا قبل أن يقول بهدوء مشيع بصراخ كريم المجنون
( انزلي ........... )
نزلت ملك تنوي منعه من ارتكاب جريمة .... لم تكن قد وصلت بعد الى الحد الذي يجعلها مجرمة ..
صحيح أنها تخيلت طرق عديدة لموته ... الا أنها كانت مجرد تخيلات لتهدىء من مرارة انتهاكها ...
فتح رائف الباب الخلفي .. ثم سحب كريم من ساقيه الى أن رماه ارضا ...
تأوه كريم صارخا و هو يتلوى في قيده كثورٍ مذبوح ....
( سأقتلك ...... سأقتلك ....... )
الا أن رائف كان يدور حوله و هو ينظر اليه ... ثم قال بهدوء شق صمت الليل المهيب
( اذن يا حبيب خالك ... سنفعل ذلك بالطريق السهل .... و إما الصعب ... أيهما تختار ... )
صمت للحظة وهو ينظر الى تلويه الشرس ... ثم لم يلبث أن قال آمرا بصوتٍ مزلزل
( طلقها ........... )
نظرت ملك فاغرة الفم الى رائف الذي عرفته هادئا وقورا و قد تحول الي شخصٍ آخر وقت الحاجة ...
بينما صرخ كريم بجنون
( لن يحدث ..... حتى لو قطعت من لحمي ... لن يحدث .... )
حينها أومأ رائف برأسه بهدوء ... قبل أن يرفع قدمه ويرفسه في جانبه بقوةٍ ... مما جعل كريم يشهق بقوةٍ و عيناه تتسعان أكثر ...
ثم أعاد رائف بهدوء
( طلقها ................ )
صرخ كريم وهو يتلوى يمينا و يسارا
( لن افعل ..... انها زوجتي .... لا يحق لك ...... )
رفسه رائف مرة اخرى بشكلٍ اقوى ... مما جعله يصرخ عاليا , بينما صرخت ملك ايضا و هي ترفع يديها الى فمها ....
بينما قال رائف بهدوء
( هذه من اجل ايهامك لها بأن زواجكما كان رسميا ........ )
ثم ضربه مجددا فصرخ كريم اعلى .... و صرخت ملك مرة اخرى , و رائف يقول بصوتٍ مشتد
( وهذه من أجل اجهاضك للجنين الذي كانت تحمله ....... )
كان كريم يلهث بعذاب بينما صرخت ملك و هي ترفع يديها الى اذنيها و هي تتشنج و تبكي
( كفى يا رائف ......... كفى .... )
الا أن رائف لم يسمعها .... بل قال بصوتٍ جليدي أكثر
( و هذه ........ لإغتصابك لها ...... )
ثم ضربه ضربةٍ أقوى من سابقتها .... فصرخ كريم بألم ... و صرخت ملك هي الأخرى بجزع
( كفي يا رائف أرجوك ..... لم أعد أتحمل ...... )
الا أن رائف قال آمرا
( طلقها ............. )
لكن كريم بصق تعبا و ألما ..... و أخذ يلهث من شدة الألم , ثم قال بصوتٍ مختنق
( لن يحدث ...... لقد ضحيت بابني من أجلها )
هزت ملك رأسها يأسا و هي تغمض عينيها بوجع ....
انه يعيش في حالة نكران عجيب للواقع ... و لا يزال يظن انه قتل جنينهما في سبيل الاحتفاظ بها ...
دون ان تفتح عينيها سمعت صوت ضربة مجددا مترافقة مع شهقته ...
حينها لم تستطع ان تمنع نفسها من الصراخ بشدة
( كفى ارجووووك ..... لم اعد اريد الطلاق ... كفى )
الا ان رائف هدر بقوةٍ
( اخرسي يا ملك ........... )
ثم التفت الى كريم قائلا بصوتٍ آمر
( طلقها ............ )
لهث كريم بعنف وهو يهمس بشراسة
( لا ........ سأتركها معلقة الى أن تعود الي .... لقد دمغتها باسمي .... وشمت جسدها باسمي )
رفعت ملك يديها لتغطي بهما أذنيها بقوةٍ و هي تشعر بالخزي ممتزجا بالرعب ...
ثم صرخ كريم بألم حين ضربه رائف مجددا بقوةٍ أكبر وهو يبصق عليه .....
و بعد عدة لحظات من التأوه تمكن كريم من الهمس بلهاث مختنق
( حتى لو نطقتها ....... لن تقع , فقد نطقتها تحت تأثير الألم ..... أيها الجبااااان )
ارتجفت شفتي ملك بشدة ... و أطبقت عينيها برعب .....
كريم معه حق .... أي كلمة طلاق سينطقها الآن لن تقع ... فهو تحت تأثير الضرب و التعذيب ..
انتظرت سماع صوت مزيدا من الضربات ....
الا أنها لم تسمع ... فتجرأت على فتح عينيها المهتزتان ... لتجد رائف يتجه الي السيارة .. و يفتح الجارور الأمامي ليحضر منه شيئا ...
فشهقت برعب و هي تفكر فيما ينتويه ؟! ....
هل سيحضر سلاحا ؟!!
هل سيمزقه قطعا صغيرة واحدة تلو الأخرى الى أن يطلقها ... فرفعت يدها الى صدرها المرتعب دون أن تجرؤ على النطق بكلمة ...
الا أنها رأته يعود حاملا في يده مظروفا كبيرا ....
ثم جثا القرفصاء بجوار كريم المسجا أرضا ... ثم قال مبتسما دون مرح
( اذن الطلاق لن يقع لأنك مرغم عليه .... اليس كذلك ؟!.... اذن لما لا أرمي الكرة بملعبك .... و أترك لك الخيار ..... )
صمت قليلا وهو يلوح له بالمظروف قائلا بهدوء
( أتعلم ما هذا ؟!! ....... انه مظروف سري للغاية .... هل يمكنك تخمين ما به ؟!! ..... )
نسى كريم ألمه مؤقتا وهو يطالع المظروف الملوح فوق رأسه بشك .... فلهث بشكٍ قائلا
( ماذا يمكن أن يكون ؟! ........... )
ابتسم رائف بشراسة وهو يقول بتأني ....
( تحليل dna ..... من بضعة شعرات من فرشاة شعرك ..... هل يمكنك أن تتوقع ما هي النتيجة المذكرة به ؟!! ....... )
اتسعت عينا كريم بذعر وهو ينظر الى المظروف الملوح و كأنه سيف مسلط على عنقه ....
بينما تابع رائف ببساطة قائلا
( لذا يا حبيب خالك ..... فالخيار الآن لك , ..... إما أن تطلقها بملء ارادتك .... و إما أن تكون تلك الوثيقة الصغيرة موجهة غدا صباحا لكل الجهات المعنية ...... )
شحب وجه كريم حتى حاكى وجوه الموتى .... بينما اتسعت عيناه بمنظر مثير للشفقة ...
ثم همس بصوتٍ واهي ضائع ..
( لن تجرؤ ...... أختك ستتهم بالنصب و الإحتيال ....... )
ضحك رائف ضحكة خشنة ... جوفاء , ثم قال بخفوت
( حين يريد الرجل امرأة ..... بشدة .... فمن يختار , .... هي أم أخته ؟!! ..... )
فغرت ملك شفتيها بشهقةٍ صامتة ... و هي لا تصدق ما سمعته للتو .....
هل أصيب رائف بالجنون تماما ؟!!
بينما ازداد شحوب كريم بعنف ... و همس بضياع
( اخرس ..... إنها زوجتي ....... انها زوجتي ....... )
ابتسم رائف بشراسةٍ أكبر ... لعله يحمل ذرة من الرجولة تجعله يتألم لكل كلمة ينطقها
عقابا له على تجاوزه السافر تجاه ميساء ....
لطالما كان ينظر بعين الخطر الى لمساته لها .... نظراته ..... استغلاله المستمر لإنهيارها ...
و كان يكذب نفسه ..... لكن بعد ما حدث لملك أدرك أي قذر مختل النفس هو ....
ثم تكلم أخيرا فقال بهدوء جليدي
( بخلاف أن ميساء لن يمسها سوء ..... فهي لم توقع ورقة واحدة تخص الأمر ..... أي أن لا دليل مادي ضدها ...... لقد استفسرت جيدا ... لذا يمكنك القول بأنني و اسرتي في أمان .... بينما أنت ووالدك الغالي ... ستخوضان أهوالا ما أن أفتح عليكما النيران ...... )
صمت رائف قليلا ... وهو ينظر الىى رعبه .... ثم نظر الى ساعة معصمه ليقول هادئا
( أمامك خمس دقائق لتقرر بها مصيرك ............. )
ظل رائف على وضعه ... ينظر الى ساعة معصمه ... بينما التوت رأس كريم لينظر الى ملك مستجديا
بينما كانت هي تبادله النظر بعينين مغطاتين بغلالةٍ من دموع باردة .... جليدية ... و هي تنتظر لتسمع قراره ...
قد يكون سماع قراره بالنسبة لها حاليا أهم عندها من سماع كلمة الطلاق .....
فحينها ستتأكد .... من مدى اختلاله في قتل جنينهما بدمٍ بارد ....
قال كريم هاتفا .... مترجيا
( مليكة ...... ارجوكِ ....... )
ظلت صامتة بشفتين ترتجفان قليلا ... قبل ان تقول بجمود ميت خافت
( القرار ليس بيدي .... كما ان المظروف ايضا ليس بيدي انا ....... لا مفر من الاختيار هذه المرة يا كريم )
اخذ رائف دفة الحوار منها فقال بصرامةٍ
( بقى لك ثلاث دقائق ........... )
ظل كريم ينظر الي ملك مترجيا ..... بينما قال بيأس
( ابي لن يسمح بما تفعله ........... )
لوى رائف شفتيه بسخرية قاسية , ثم قال بهدوء
( دع والدك العزيز لي ....... انا كفيل بمواجهته ...... بعد ان اكون قد وضعته خلف القضبان , فلقد آذى اختي كثيرا ..... و انا ممتن جدا لهذه الفرصة كي انال منه ..... )
تأكد كريم ان رائف صادقا ..... و ان لديه مئات المبررات كي ينال منهما معا ....
و حين انقضت الخمس دقائق ... رفع رائف يده الاخرى ليقبض على ذقن كريم وهو يقول بصوتٍ خافت لكن مخيف وهو ينظر اليه
( طلقها ............. و حينها قد افكر في تركك لحالك القذر .... )
ساد صمت طويل ... و كريم ينازع كحيوانٍ شرس في لحظاته الأخيرة ....
بينما هدر رائف بقوةٍ عنيفة
( طلقهااااااا ............ )
حينها فغر كريم شفتيه فنظرت ملك الى شفتيه منتظرة قراره ..... و اطلاق سراحها ....
فهمس باختناق
( انتِ طا ......... طالق ......... )
اغمضت ملك عينيها بشدة .... بينما خرج نفسا مرتجفا من بين شفتيها الزرقاوين المرتعشتين
يخالجها شعور قوي بتدني الذات ... لهذه الدرجة كانت رخيصة الثمن مرة بعد مرة !!
بينما يغلف ذلك الشعور ... موجةٍ عاتية من الراحة و التحرر أخيرا ....
دفع رائف وجه كريم بقوةٍ ... ثم نهض واقفا وهو يرمقه بإزدراء ... قبل أن يقول من بين أسنانه
( قذر ........... )
توجه الى ملك التي كانت تقف في العراء وسط الليل .... الهواء يطير فستانها و خمارها ... بينما هي رافعة رأسها مغمضة عينيها تستنشق بعض الهواء بارتجاف ...
قال رائف بخفوت
( هل أنت ِ بخير ؟!! ........ )
هزت رأسها ايجابا .... بينما كان شكلها أبعد ما يكون عن الخير ... فقال رائف بخفوت أكبر و حنان اختفى في اللحظات السابقة
( لقد انتهى الأمر يا ملك .......... يمكنك الصراخ الآن ... )
ازداد ارتجافها و هي تنتحب بصمت ... دون أي صوت .... فقال بصلابة حانية
( ألم أعدك بذلك ؟!! ........ يمكنك الصراخ قدر ما تشائين .... )
ازداد نحيبها الصامت و هي مطبقة جفنيها .... بينما انحنت للأمام و هي تنتفض شاهقة ببكاء مرير ... تلف خصرها بذراعيها ... و سرعان ما تحول النحيب الصامت الى شهقات بكاء واضحة .... ثم تحولت الى عويلٍِ عالي الصوت .... أخذ يتعالى و يتعالى ... الى أن تحول الى صراخٍ هادر شق سكون الليل و هي تنحني على نفسها أكثر .....
حينها اقترب منها رائف .. و بحركةٍ مندفعة , جذبها بين ذراعيه بقوةٍ كادت ان تطبعها على صدره .... بينما ارتفعت يده من تحت خمارها و هي تملس شعرها المنهار من ربطته ...
و يده الأخرى تضمها اليه ضاعطة ظهرها بحنانٍ قوي ... شديد البأس
وهو يريح ذقنه اعلى خمارها .... فأغمض عينيه هامسا
( لقد انتهى الأمر .............. )
استمر صراخها عاليا فوق نبضات قلبه الثائرة ..... طويلا , بينما صراخ كريم من خلفهما يهدر بعنف
( اتركها ........ اتركها ....... )
الا ان ملك لم تسمعه هذه المرة ...... و كأن صوته قد تلاشى من وجودها للأبد ......
فأخذت وقتها في الصراخ ... الى أن تهدمت قواها في النهاية و انهارت على صدر رائف كغريقٍ انهار على بر الأمان أخيرا ... بعد أمواجٍ عاتية ... ضربته مرارا ...
ما أن سكن صراخها و تحول الى شهقاتٍ باكيةٍ خافتة .... حتى أبعدها عنه قليلا وهو ينظر الى عينيها المتورمتين ... قبل أن يقول بصلابةٍ و عيناه تحملانِ انفعال لم تستطع احتماله ..
( هيا بنا لنرحل عن هذا المكان ..... )
عاد ليجذبها من يده خلفه الى أن أجلسها في السيارة .... ثم أغلق الباب خلفها بعد أن انحنى على عقبيه ليلملم حواف الفستان بنفسه....
عاد الى كريم ... ووقف بحذائه بجوار رأسه قبل أن ينحني ... ليخلع الحزام الجلدي عن يديه و يرميه بعيدا على أقصى قوته ....
ثم استقام واقفا ليقول بصوتٍ مشمئز
( سأتركك لتحل وثاق قدميك ...... ربما في تلك اللحظات خلال فعلك لهذا , تتمكن من حل وثاق روحك ....... لتصبح ما يقترب من آدمي .....)
تركه و ابتعد الى السيارة بينما كريم يصرخ من خلفه
( ابي لم يمرر لك ما فعلته ...... لم ينتهى الأمر بعد ..... أقسم أن أمزقك ما أن تقع بيدي ....)
الا أن رائف رماه بنظرةٍ ساخرةٍ ملتوية ...
قبل ان يدخل سيارته و ينطلق بها تاركا كريم يحارب بعذاب مع قيوده .....
بعد مسافةٍ طويلة .... كان ينظر خلالها الى ملك بين لحظةٍ و اخرى .....
قالت ملك بخفوت دون ان تنظر اليه ....
( كيف استطعت اجراء التحليل بمثل تلك السرعة ؟!!...... )
نظر اليها طويلا , قبل ان يبتسم ابتسامة قاسية .... قبل ان يقول ببساطة
( لم افعل ........ )
ثم تناول المظروف عن الرف الامامي للسيارة .. لينظر اليه طويلا قبل ان يقول بهدوء
( انه اقراري الضريبي ............ )
فغرت ملك شفتيها بذهول و هي تراه يرمي المظروف على المقعد الخلفي بإهمال ..... قبل أن يعاود القيادة بهدوء ....
بينما ظلت ملك تنظر اليه مفتوحة الفم و العينين ... لا تصدق أنه حصل على يمين الطلاق بمظروف يحوي الإقرار الضريبي ....
و ما أن شعر بصدمتها ... نظر اليها مبتسما ليقول ببساطة
( منتهى الذكاء .......... اليس كذلك ؟!! ...... )
لم تستطع الرد على الفور ..... ثم لم تلبث ان قالت بخفوت
( أنا منبهرة ............ )
عاد رائف لينظر الى الطريق أمامه مبتسما .... على الرغم من أن روحه أبعد ما يكون عن الإبتسام ...
فمجرد كلمةٍ بسيطة ... قليلة الأحرف , لن تجعلها تنسى ما حدث لها ....
لقد تدمرت تماما ..... وهو يدرك ذلك .....
و ذلك يملأ نفسه بغيامةٍ داكنة .... و كأنها من لحمه ... و دمه ......
كان الصمت هو رفيق رحلتهما للمتبقي من الطريق ..... الى أن وصل الى مكانه البعيد و الأحب على قلبه ... فأوقف السيارة في جنح الظلام ثم بقى ناظرا أمامه لفترةٍ طويلة .... قبل أن يلتفت اليها قائلا بخفوت
( لقد وصلنا ............ )
نظرت ملك الى البيت الصغير الذي وقف أمامه .... بينما قال رائف بتردد
( ملك ..... لو أردتِ العودة الى أختك ..... ما عليكِ سوى الطلب ..... )
نظرت اليه طويلا قبل أن تقول بصوتٍ مرهق باهت
( لتضربني ؟!! ...... و تسمعني المزيد من قصائد الإحتقار التي أشعر بها دون الحاجة الى سماعها ؟!! ..... اليوم تحديدا ... لم أشعر بأنني كنت قبلا أبعد ما يكون عن وعد ....... لا أرغب في مساعدتها .... أو بمعنى أصح لا أستطيع تحمل تلك المساعدة ..... لقد أتت متأخرة جدا ......)
قال رائف بحذر ....
( لقد كنتِ قاسية معها قليلا الليلة .......... )
رفعت ملك عينيها الضائعتين اليه قبل أن تهمس بإجهاد
( يحق لي أن أكون قاسية قليلا الليلة .......... اليس كذلك ؟!! ..... )
صمت قليلا , قبل أن يقول بصدقٍ لم يستطع مداراته
( نعم يا صغيرة ........ يحق لكِ أن تكوني قاسية الليلة ....... )
صمت للحظة قبل ان يقول بهدوء
؛( هيا انزلي ............... )
نزلت ملك و هي ترفع حواف فستانها بينما كانت تنظر الى البيت .... بينما سارع شخص ما يرتدي جلباب صعيدي نحوهما وهو يقول بذهول غير مستوعبا المنظر أمامه ...
( مبارك ..... مبارك يا سيد رائف ...... لو كنت أخبرتنا لكنا جهزنا البيت لك و لعروسك ..... )
اتسعت عينا ملك بذهول و هي تنظر مستجدية الى رائف الذي وقف ينظر اليها بنظرةٍ غريبة ...
قبل أن يقول بهدوء
( ادخل أنت يا سيد ............ سأتولى الأمر أنا ..... )
أومأ الرجل برأسه وهو ينظر الى رائف و الذي كان يقتاد ملك الى البيت بينما ملامح الذهول الغبي لا تزال ظاهرة على وجهها .....
ثم قال بذهول
( حتى يوم عرسه لا يسمح لأحدٍ بدخول المكان لتنظيفه !!! ...... )

دخل رائف خلف ملك ثم اغلق الباب خلفهما و اشعل الأضواء
فاستدارت ملك نحوه بسرعةٍ جعلت فستانها يدور من حولها بموجةٍ سحبت أنفاسه
لكنها بدت غافلة و هي تنطق بذهولٍ هامسة
( لقد ....... ظننا ...... أنا ..... و أنت ........ )
أومأ رائف برأسه دون أن يرد .... وهو يرمقها بنفس النظرة , قبل أن يقول بخفوت
( أعرف ما ظنه ............ )
ارتبكت ملك ... و ارتجفت و هي تسارع الى خفض رأسها بذهول ... لقد ظنها الرجل عروسا ... بينما هي حصلت على الطلاق للتو ........
لقد ظنها عروس ...... رائف !! .......
ظلت صامتة قبل أن ترفع رأسها قليلا ... محاولة السيطرة على مشاعرها المرتبكة .... ثم قالت بخفوت مسكين
( هل ....... سأبقى هنا ....... معك ؟!! ....... )
لمعت عيناه بدرجةٍ جعلتها تنتفض داخليا و هي تنظر اليه مذهولة ... و كأنها منومة مغناطيسيا بفعل عينيه ... لكنها أيقنت أنها تتوهم حين سمعته يقول بهدوء خافت
( لا بالطبع ...... سأرحل حالا ......... )
شعرت بالخوف فجأة من ان يتركها هنا بمفردها .... بعد ان تباجحت و رفضت العودة الى وعد ....
لكنها قاومت الشعور بالخوف و هي تنظر اليه قائلة بخفوت
( ماذا لو .....؟!! ........ )
رد رائف ببساطة دون الحاجة الى متابعة سؤالها المرتجف
( لو كان هناك احتمال واحد بالمئة في امكانية وصوله الى هنا ..... لما أحضرتك ..... )
أومأت ملك برأسها بصمت .... بينما قال رائف بخفوت
( هناك طعامٍ كافٍ في الثلاجة ..... و ملابس قطنية مريحة ....كما أن التلفاز يعمل و معد بكل القنوات ... )
لم تتمكن ملك من منع نفسها من الضحك بخفةٍ و ألم و هي تهمس متوجعة بسخريةٍ مريرة
( تلفاز ؟!! ........... )
اظلم وجهه قليلا وهو يقول بصرامة ...
( ستشاهدين فيلما كارتونيا يا ملك ...... و هذا أمر ...... )
ابتسمت قليلا و هي تنظر الي عينيه طويلا بحزن .... قبل أن تقول برقة
( انت دائما تراني طفلة ....... على الرغم من انني ابعد ما يكون عن ذلك ..... )
قال رائف بثقةٍ و صرامة
( ستظلين دائما طفلة ....... حتى لو صرتِ جدة ..... )
عادت لتبتسم بسخرية مريرة و هي تقول بصدمة
( جدة !! ....... يلزمني الزواج اولا كي اكون جدة ...... و هذا ابعد ما يكون عني .... )
اشتعلت عينا رائف بغضبٍ رافض .... لكنه امتنع عن الرد عليها , بينما قال بصوتٍ خافت متصلب
( يجب أن أغادر الآن ...... هل ستكونين بخير ؟!! ....... )
اومأت ملك برأسها ببطىء و الشعور بالخوف يعاودها .... فقال رائف مترددا
( حسنا اذن ...... )
صمت قليلا قبل أن يقول فجأة عابسا دون تفكير
( هل ستتمكنين من خلع هذا الشيء بمفردك ؟!! ........ )
اتسعت عينا ملك ..... و احمر وجهها بشدة , بينما لعن رائف غبائه وهو يقول مسرعا و بصوتٍ متحشرج
( يجب أن أغادر حالا ........... )
ثم اندفع في اتجاه الباب دون حتى كلمة سلام ..... الا ان ملك نادته قبل ان يخرج بصوت خافت
( رائف .......... )
توقف مكانه يتنفس بسرعةٍ قليلا .... قبل ان يقول بخشونة دون ان ينظر اليها
( نعم يا صغيرة !! ........ )
ظلت ملك تنظر الى ظهره طويلا .... قبل أن تقول بخفوت حذر
( حين كنت ...... تضربه ...... صرخت بي .... و قلت " اخرسي يا ملك " ..... هل .... كنت تقصد ذلك ؟!! )
التفت اليها عاقدا حاجبيه بحيرة فعلمت أنها أربكته ..... بينما قال عابسا
( هل قلت ذلك ؟!! ........ لا أتذكر ..... )
أومأت رأسها اجابة على سؤاله .... الا أن عينا رائف رقتا فجأة و قال بخفوت
( لم أقصد ذلك ........ لا تخافي يا صغيرة , كنت في حالٍ مريعة ...... )
شيء ما تسلل دافئا الى صدرها متخللا جبال الجليد بداخله ... الا أنها قالت فجأة بشجاعة
( الم تقصد كل ما نطقت به حينها ؟!! ....... )
حينها علمت أنها أربكته بشكلٍ أعنف .... و هو يدرك تماما أي عبارة تقصد .... و ظهر ارتباكه في عينيه ....
لكنه رد بصرامة
( أراكِ صباحا ...... صغيرتي ..... )
ثم خرج مسرعا .... صافقا الباب خلفه بعنف .... بينما ظلت ملك واقفة تنظر الى الباب المغلق ....
و لا زال السؤال يتردد بداخلها دون جواب .....
كان الحارس جالسا مكانه .... يدخن أرجيلته ... لكنه انتفض معتدلا وهو يرى رائف يخرج مندفعا ... مكفهر الوجه .... الى أن قاد سيارته و انطلق بها بسرعةٍ عنيفة ....
بينما ظل الرجل ينظر في اثر السيارة المختفية قبل أن يقلب كفا على كف وهو يقول متحسرا
( لا حول و لا قوة الا بالله ... رجل طول و عرض ..... لم يكن يظهر عليه علامات الفشل من قبل !! .... )
.................................................. .................................................. ......................
كانت عيناه تبحثان عنها بين الجموع ..... و بداخله غضب من تركها له كل هذا الوقت بمفرده ....
منذ أن أحضرت له طبقا من المائدة المفتوحة .... "أكلت معظمه أثناء الطريق ! "
و هي تبتعد عنه كالفراشة .... من يراها يظنها تمارس عملها الشخصي ... لم يكن يعلم أن لديها موهبة خاصة في الاعداد لحفلات و العروض .... بدءا من الأساسيات ... و حتى اصغر التفاصيل كالطعام .....
لكن طبعا الطعام لم يكن أصغر التفاصيل بالنسبة الى كرمة ..... بل هو أعظمها ....
فكلمها وجدها بالصدفة عن بعد .... و جد شيئا ما بيدها تدعي تذوقه .....
كم كان منظرها و هي تتلذذ بكل صنف جيد يدفىء قلبه .... الا أنه في نفس الوقت يصيبه بالغضب لأنه يعلم جيدا أنها لن تتناول العشاء معه بتلك الطريقة ...
كان قد حضر تحضيرا خاصة لليلة .... فالليلة هي أول ليلة سيقضيانها بمفردهما ....
خاصة و أن أمينة غادرت اليوم صباحا .... بعد أن لوت كاحلها في نفس اليوم الذي غادر به محمد الى أمه...
فأصرت كرمة بكل سماجةٍ بأن تبقى معهما الى أن تتمكن من الوقوف على كاحلها مجددا ....
و كان نتيجة ذلك حروبا طاحنة بين كلتيهما ... كل يوم .... صباحا و مساءا ....
حتى أنه كان كلما اقترب منها ليلا في الظلم ... تهمس بعينين براقتين في الظلام
" هشششش .... بهدوء , أنا متأكدة أنها تسمعنا ...... "
لكن اليلة ... ستكون ليلة كالمفرقعات النارية .... لن يكون هناك غيرهما في البيت ..... و يشك انها قد تخرج منها سليمة .... و هذا جيد بالنسبة له , فقد تضطر لأخذ أجازة من المصرف و الجامعة ... و تنتظره في البيت الى أن يأتي اليها فيبثها أشواقه ...
أخيرا لمحها من بعد .... كانت واقفة كملكة راقية ....
لطالما أبرهته طلتها الرزينة الملوكية التي تخفي بداخلها جموحا يعرفه حق المعرفة ... عمليا و عاطفيا ....
فهل هناك من هو أكثر منه حظا في هذه الدنيا ؟!!! ..... لقد تزوج حبيبته المستحيلة ,, و يتنعم كل لحظة ٍ بالمزيد مما يكتشفه عنها ......
الليلة تبدو ذات جمال خاص ... بفستانٍ منسدلٍ على قوامها المهلك المكتنز ... بينما شعرها المنحدر بموجاته كان يسبي كل من ينظر الى بريقه ...
همس بخشونة مختنقة
( تبا لذلك ....... ماذا افعل كي أخفيها عن الأعين ...... هذا فوق احتمالي .... )
رآها تسير حول نفسها قبل أن ترفع الهاتف في يدها الى أذنها .... و سرعان ما علت وجهها ملامح عاطفية رقيقة .... قبل أن تبتسم بسعادة مبهجة ,.... لكل من يراها .... الا هو ....
كانت هناك نارا تحرق أحشاؤه كلما رآها مؤخرا تتكلم في هاتفها ....
منذ طلبها المرتجف منه أن تغير رقمها و هو يشعر بقلق يفترسه ... و لطالما كان احساسه صادقا ...
خاصة فيما يتعلق بكرمة ....
كثيرا ما كانت تترك الهاتف خلفها في كل مكان .... و كأنها تتحداه بإحدى ألعابها الأنثوية التي تتعمد اختبار صبره ...
فكان يقف طويلا بجوار الهاتف الملقى بإهمال ... و أصابعه تتآكله كي يلقي نظرة عليه ....
تحديدا رجوعا الى تاريخ ذلك اليوم الذي سألته فيه تغيير الرقم ... وهو يحفظ التاريخ عن ظهر قلب ....
ابتسم بوجع وهو يهمس
" كم انا محظوظ ...... بحبيبتي ذات طعم السكر ... و التي أتحرق بنارها كل يومٍ و ليلة ... "
كان يبتلع ريقه بتشنج و هو يراها تتمشى قليلا ... و ذيل فستانها المحدود يحف الأرض خلفها ...بينما ابتسامتها الى من تحدثه تكاد تقتله ...
ترى هل تبتسم نفس الإبتسامة حين يهاتفها ؟!! ....
أنهت كرمة مكالمتها أخيرا بعد أن كانت قد أحرقت أعصابه و حتى النهاية ....
فرفعت وجهها اليه مباشرة .... و أشرقت ابتسامتها بهزل .....
عض باطن خده وهو يهدر بداخله
" لا أريد نظرة الهزل تلك على الرغم من عشقي الميؤس بها ...... بل أريد نظرة أعرفها جيدة ... و لم تنظرها يوما الي .... )
اقتربت كرمة في اتجاهه و هي ترفع حافة فستانها الرائع .... بينما الإبتسامة تمنحها بريقا و طفولية و بهجة ...
الى أن وصلت اليه فانحنت اليه تقبل وجنته .... الا أنه أبعد وجهه , فعبست بمرح و هي تجلس أمامه قائلة بخبث
( يبدو أن صغيري غاضب من ماما ...... )
عبس حاتم بشدةٍ وهو يقول بشدة
( توقفي يا كرمة عن مزاحك ذلك ..... قد يسمعنا أحد ..... )
ادعت الحزن ببراءة و هي تقول بصدمة زائفة
( الم يعد يعجبك مزاحي الآن ؟!! ........ )
زفر حاتم بوهجٍ دافىء قبل أن يقول متراجعا
( أخبرتك من قبل ...... ليس أمام الناس ..... )
نظرت حولها ببراءة ... قبل ان تعود اليه بابتسامة جميلة و هي تقول بخبث
( لا أرى أحد يسمعنا ........... )
عاد ليزفر بحنق وهو ينظر أمامه قبل أن تقول كرمة باهتمام و هي تمد يدها لتلتقط شيئا من طبقه لتقضم من قضمة بتلذذ
( لماذا لم تأكل ؟!! ...... الم تعجبك نوعية الطعام !! ...... )
نظر اليها عباسا وهو يقول بخشونة
( ربما لو لم تقضي عليه كله ... لكنت استطعت أن أبدي رأيي ...... )
عبست كرمة و هي تقول بغيظ
( أنت بمزاجٍ سيء جدا الليلة ...... أنت لا تعاتبني على الطعام الا لو كان هناك شيئا ما يغضبك ..... )
زفر حاتم وهو ينظر اليها طويلا .... قبل أن يقول بهدوء
( مع من كنتِ تتحدثين في الهاتف في مثل هذا الوقت ؟!! ....... )
مدت كرمة يدها تلتقط قطعة مخبوزات اخرى و هي تضعها في فمها بنهم قائلة بتلذذ
( كنت اكلم محمد ........... )
تابعت اكلها ... دون ان تدرج ان ملامح وجهه تتصلب في ردة فعل باتت تلقائية ....
ترى هل تعلم انها اصبحت السبب في اجفاله المستمر كلما نطق اسم ابنه مقترنا بها !! ...
نظر حاتم الى ساعة معصمه وهو يقول بخشونة
( هل محمد مستيقظ حتى هذه الساعة ؟!! ..... كل ما افعله وهو معي , تهدمه والدته و زوجها خلال يومين )
نظرت اليه كرمة بجدية و هي تقول
( حاتم ترفق بالولد قليلا ..... انه لم يعد طفلا .... و لا ضررمن ان يسهر مع امه قليلا ..... )
نظر اليها حاتم بغضب وهو يقول
( انه وضع سيستمر طويلا ..... لذا فان ادائه يتأثر في الملعب اليوم التالي ..... وهو على وشك دخول البطولة ..... )
نظرت اليه كرمة بصمت و جدية قبل ان تقول بحدة
( اي بطولةٍ تلك التي تهتم بها ؟!! ...... محمد رغم تفوقه دراسيا و رياضيا , الا انه يعاني كبتا عميقا ... كان عليك ان تلاحظه قبل ان تهتم بالبطولة الخارقة التي تتحدث عنها ..... )
نظر اليها حاتم ليقول بكبت و غيظ
( كرمة ارجوكِ لا تعلمينني كيفية التعامل مع ابني ..... انا اب منذ اثني عشر عاما ... لذا بالتأكيد انا اكثر خبرة منكِ .... )
ساد صمت طويل بينهما .... بينما لم يظهر على كرمة انها سمعت شيئا مما قاله ... فنظرت امامها تراقب الحفل بملامح هادئة .... لكنها مدت يدها تعيد المخبوزة التي كانت في يدها في الطبق برقة ...
و ما كادت ان تسحب يدها حتى اطبق حاتم كفه هلى يدها يأسرها فوق المائدة وهو يقول بصرامة
( كرمة ! ............. )
لكنها قالت مبتسمة برقة و هي تحاول أن تجذب يدها
( اريد الذهاب لحجرة السيدات يا حاتم ....... )
الا أنه شدد على يدها بغضب أكثر وهو يقول بشدة
( لن تذهبي يا كرمة .......... هل هكذا سيكون الوضع بيننا ؟!! .... أتحسس و التمس الحذر قبل النطق بأي كلمة !! ...... كرمة أنااتحدث معك كما اتحدث مع نفسي ... دون أي فوارق .... )
نظرت اليه نظرة سمرته مكانه و هي تقول بهدوء
( لم أشعر بأنك كنت تتحدث مع نفسك .... فعلى حسب ما أتذكر أنك تمتلك خبرة اثني عشر عاما ... بينما أنا لا ..... )
تنهد حاتم بقوةٍ وهو يرفع يده الى جبهته دون أن يترك يدها ....
و بعد فترةٍ رفع وجهه اليها ليقول بهدوء
( هلا عذرتني ؟!! ....... الا تسامحين طفلك المتمسك بثوبك !! .....)
ظلت على ملامحها الصارمة قليلا ... قبل أن تفقد قدرتها على المقاومة و تضحك برقة تهز رأسها بيأس لتقول برقة
( تبدو سخيفا للغاية..... انها لطيفة مني لكن منك تبدو في غاية الحماقة ..... )
ارتفع حاجبه بخبث وهو يقول بعبث
( أتنكرين أنني أتمسك بثوبك الى أن ينخلع في يدي باستمرار !! ...... )
احمر وجه كرمة بشدة و هي تنظر حولها خوفا من ان يكون احد قد سمعهما ..... ثم لم تلبث أن أرجعت وجهها لتطرق به بعد ان اصبح بلون الطماطم ... فقال حاتم مازحا مسحورا
( أنتِ تحمرين خجلا !!! .......... )
قالت و هي تتشاغل بترتيب المحرمات امامها
( و هل هذا عجيب أمام وقاحتك العلنية ؟!! ........ )
قال حاتم بجدية
( ان لم تغادر على الفور ... فستعرفين معنى الوقاحة العلنية .... )
ارتبكت أكثر ... و أحمر وجهها بشدة .... فقال مكررا بصوتٍ خافت آمر
( هيا لنغادر يا كرمة ..... أنها أول ليلة نقضيها بمفردنا سويا ....... و انا أنوي استغلال كل لحظةٍ منها )
احمر وجه كرمة بشدةٍ اكبر لكن مشاعر الشوق اجتاحتها اليه كما يحتاج اليها .... فقالت بخفوت دون ان ترفع عينيها اليه
( سأذهب لأخبر وعد بمغادرتنا ........ )
.................................................. .................................................. ......................
كان حاتم يقود بكبت و شعور رهيب بالغيظ ... بينما كانت كرمة تنظر خلفها الى وعد التي كانت جالسة على المقعد الخلفي بوجهٍ بائس شاحب .... بعد ان نضب دموعها كلها ....
فمنذ أن دخلت كرمة و قبلت المكان بحثا عنها لتجدها جالسة على ركبتيها أرضا و هي تضم ذراعيها و تبكي بشدة في ركن منعزل ....
فضمتها كرمة بهلع دون أن تدري سببا لتلك المأساة التي تعيشها في ليلة كهذه .... خاصة و أن سيف رحل و تركها بمفردها .... و كذلك ملك اختفت !!
حينها استدعت حاتم ليساعدها في ايقاف وعد و قاداها الى سيارته بعد أن أصرت كرمة على أن تبيت معهما بعد ان تركها الجميع في مثل تلك الحالة .....
أعادت كرمة نظرها الى حاتم معتذرة دون كلام .... بينما لم يستطع الابتسام حتى وهو يشعر بغيظ لا يستطيع مداراته ...
وصلا الى البيت في النهاية فقادتها كرمة الى غرفة الضيوف
و حملت اليها احدى مناماتها القطنية و ساعدتها على ارتدائها ....
جلست وعد على السرير تضم ركبتيها الى صدرها بتعب و هي تهمس بصوتٍ ميت
( لقد ضاع كل شيء يا كرمة ..... كل ما حلمت به ضاع في لحظة )
جلست كرمة الى جوارها تمسد ركبتها بحزم و هي تقول بلهجة الأمر
( الآن ستقصين علي كل شيء ...... دون أن تغفلي عن أي تفصيل )
تكلمت وعد بخفوت بينما عينا كرمة تتسعان مع كل كلمةٍ حتى شهقت عدة مرات و هي تضرب صدرها بيدها ... و ما أن انتهت وعد من الكلام ... حتى شهقت كرمة هاتفة
( ياللمصيبة !!! ..... ملك !!! ..... ملك !!! .... متى ؟! ... و أين ؟! ... و كيف ؟!! ..... )
رفعت وعد الى جبهتها و شهقت بالبكاء فجأة و هي تهمس بيأس
( أنا السبب ..... أنا التي تخليت عنها , .... كنت أظن أنها اعتادت البقاء بمفردها و الإعتناء بنفسها جيدا على مدى سنوات طويلة ..... لذا فكرت بواقعية ,., ففكرت أن أنشعل بجمع ما يؤمن لها مستقبلها كي لا تعيش المزيد من الشقاء مثلي ...... لم أكن أعلم أنها لا تزال في حاجة الى رقيبٍ تعتمد عليه كي لا تنزلق بلك الصورة المؤسفة ........ )
كانت عينا كرمة تدمعان بشدة .... بينما تشعر باختناق كاد أن يزهق أنفاسها ....
ففي لحظة واحدة عادت اليها كل ذكريات الطفولة المضنية .... تخبرها بقسوةٍ أن حياة كل منهما لم تكن بمثل تلك السهولة .... بل و أن بعض منهن ضل بها الطريق تماما كملك .... و يعلم الله من أيضا ؟!! ...
شعرت كرمة بأنها غير قادرة على النطق حتى بمواساة بسيطة ..... كان الألم بداخلها أفظع ....
فهمست باختناق و هي تربت على ركبة وعد التي دفنت وجهها بينهما بنحيبٍ خافت ...
( لن نتحدث بشيء الآن ..... فقط نامي و غدا سنتحدث بعد أن تكونين قد هدأتِ كي نرى حلا لتلك الكارثة )

دخلت كرمة غرفتها و اغلقت الباب بهدوء ... ثم توقفت و هي ترى حاتم مستلقي في السرير .. عاري الصدر و ملامح الرجولة كلها تنبض منه ...
فقالت بفتور
( الم تنم بعد ؟! .......... )
لم يرد عليها على الفور ... بل طالعتها ملامحه الصلبة قليلا وهو يقول بهدوء حازم
( كنت أنتظرك .......... )
اتجهت كرمة الى دولابها هي تقول دون أي مشاعر
( ما كان عليكِ الإنتظار .... فربما رغبت البقاء مع وعد كي أخفف عنها )
لم يرد حاتم على الفور .... بل ظل يراقبها بهدوء جامد وهو يراها تفتح سحاب فستانها بصعوبةٍ دون أن تبادر بطلب مساعدته كالعادة .....
فانزلق الفستان ساقطا على الأرض عند قدميها و هي توليه ظهرها بعد اهتمام .....
ثم التقطتت أول قميص نوم طالته يدها لتدسه فوق رأسها باهمال ....
كان عادة ما أن يراها قد بدأت في خلع ملابسها حتى يندفع اليها ... يغرقها في اشواقه قبل حتى أن تلتقط أنفاسها ....
لكن اليلة شيئا ما بها جعله يتراجع بحذر .... فقد شعر أنها بعيدة عنه مئات الأميال ....
اتجهت الى جانبها من السرير بصمت و هي تتعمد تجنب النظر اليه ..... الى أن استلقت بجواره , توليه ظهرها ... و هي تنحني على نفسها بصمت ....
بقى حاتم مكانه صامتا متصلبا قليلا قبل أن بقول بخفوت
( ألن تتناولي عشائك ؟! ....... لقد حضرت أن أطلب عشاءا فخم لكلينا الليلة ..... )
همست كرمة بصوت خافت دون أن تستدير اليه
( أنا آسفة يا حاتم لست جائعة حقا ...... لكن تستطيع أن الأكل , لا تقيد نفسك بي .....)
لم يرد عليها و كأنه لم يسمعها من الأساس .... بل زم شفتيه بجمود , ثم قال بعد فترة ٍ طويلة
( الن تخبريني بما حدث لصديقتك ؟! ......... )
ظلت كرمة صامتة لبرهة ... قبل أن تقول بفتور
( إنه شيء حساس و خاص جدا يا حاتم ..... لا أستطيع اخبارك , الأمر لا يعود الي .....)
همس حاتم بجنون في داخله
" تبا ...... لقد عادت لترفع الحواجز بينهما مجددا ..... "
كان آخر همه أن يعرف ما أصاب صديقتها ... الا من باب المواساة ليس أكثر ....
لم يكن يوما فضوليا بطبعه ...
لكن المشكلة لا تكمن في وعد .... بل تكمن في زوجته التي تغدق عليه من حنانها و جموحها العاطفي طالما هي سعيدة راضية .... لكن ما أن تواجهها مشكلة حتى تعود الى رفع الجدران بينهما بكل صرامة ...
سمح لها ببعض الوقت كي تهدأ .....
ثم انحنى على جانبه برفق ... حتى صار ملاصقا لظهرها .... فشعر بها تتشنج , الا أنه لم يسمح لها بأن تبتعد بعواطفها ... فمد يده و هو يمس جسدها على طوله برفق ... مارا على كل منحنياته ... حتى شعر بصدره يتضخم بقوةٍ و سخونة ....
أطبق شفتيه على عنقها بعد أن أبعد شعرها برفق ..... ثم همس بسخونة
( استديري يا كرمة ...... أريد أن أقبلك ..... )
ظلت متشنجة قليلا .. الا أنها نفذت أمره في النهاية مستسلمة فانحنى اليها مبتسما بحنان قبل ان يلتهم ثغرها بشوقٍ مضني ..
لكن مرت اللحظات بينهما صامتة .. لا يقطعها سوى صوت أنفاسه المرتجفة ....
رفع حاتم وجهه المتوهج أخيرا وهو يلهث بعاطفة جامحة قائلا بصوتٍ مشتعل
( ماذا بكِ يا كرمة ؟!! ........... )
ابتلعت كرمة ريقها قبل أن ترفع يدها لتمسح شفتيها بظاهر كفها ... بحركةٍ ضربته في صدره بقوةٍ قبل أن تهمس بلهجة اعتذار
( أنا آسفة يا حاتم ..... وجود وعد في غرفة قريبة يوترني ... )
استند الى مرفقه وهو ينظر اليها مليا .... قبل أن يقول بهدوء
( لطالما كان بيتنا كاستراحةٍ عامة لعابري السبيل ...... فما الذي اختلف الآن ؟!! .... )
ظلت كرمة صامتة قليلا قبل أن تقول بخفوت
( أنا آسفة ..... حالتها تؤلمني ... صدري يضيق جدا فلا أستطيع أن أتجاوب معك ..... )
قال حاتم بشدة
( توقفي عن الإعتذار ...... أنا لا أريد سوى أن أعرف ما بك ؟!! ..... )
همست كرمة بلهجة تبرير حادة
( أنا حزينة من أجل صديقتي ليس الا ...... أرجوك تفهم شعوري )
رد حاتم بصوتٍ قاسي
( كل امنيتي ان افهم شعورك يا كرمة ......... تصبحين على خير )
استدار يوليها صدره .... فنبض قلبها بلوعة و هي تناديه ...
" أرجوك تعال .... ضمني الى صدرك , أنا أحتاجك "
لم ستسطع منع نفسها من البكاء بصوتٍ خافت و هي تشعر بانقباض في صدرها بعنف ...
حينها اندفع حاتم اليها و هو يتأكد مما يسمعه .... ثم ضمها بقوةٍ الى صدره حتى كاد أن يحطم أضلعها قائلا بقلق
( ماذا بكِ حبيبتي ؟!! ........ أخبريني ماذا بكِ ؟؟ ..... لا تبتعدي عني .... )
همست كرمة من بين دموعها بصوتٍ مختنق
( تذكرت أيام دار الرعاية ...... لقد كانت صعبة جدا )
تأوه حاتم بقوةٍ وهو يضمها اليه بعنف أكبر هامسا بخشونة
( ما الذي يجعلك تتذكرين تلك الأيام... حبيبتي ؟!! ....... انظري الى حالك الآن , انظري الى ما حققتهِ من نجاح .... )
اختنق صوت كرمة ببكاء صامت و هي تقول بضعف
( كانت ايام صعبة جدا ..... لقد نالنا منها ضرب و اهانة و جوع ..... على الرغم من انني كنت افضل حالا من الكثيرات .... لانني كنت ملتزمة و اخضع للاوامر دائما ..... لكن بالرغم من ذلك نالني الكثير من الاذى ... )
عاد ليضمها وهو يقبل شعرها بشرهٍ لا يطلب سوى سحب المها منها اليه ....
الا ان كرمة تابعت بختناق
( كان من الممكن ان اضيع في تلك الحياة ..... )
قال حاتم ببأس وهو يضغط يده على قلبها
( لكنك لم تفعلي ..... لقد نجحت و اخترت الطريق الصحيح ...... )
هتفت كرمة بقوة
( لم يكن ذلك براعة مني ....... لا يعود الفضل الي في اختيار طريقي ..... لو كنت بمفردي لضعت بسهولة ..... لم أكن لأنجح .... لولا ..... )
تشنج جسد حاتم بشدة .. و خاصة حين صمتت مرتجفة , فقال بصوتٍ جامد لا حياة به
( لولا من يا كرمة ؟!! .......... )
حين بقت صامتة هدر بقوة
( لولا من يا كرمة ؟!! ............. )
استدارت اليه على صدرها تنظر اليه بعينين غريبتين .... ليستا خائفتين من الجنون البادي على وجهه ....
بل قالت بصوتٍ غريب و هي تنظر الى عمق عينيه
( أنا أحبك يا حاتم .......... )
تجمد مكانه و فغر شفتيه قليلا وهو ينظر اليها ذاهلا بحاجبين منعقدين .... ثم قال بخشونة مختنقة
( ماذا قلتِ للتو ؟!!! ......... )
ابتلعت ريقها و هي تهز رأسها قليلا ... لتهمس باكية بيأس
( أنا أحبك ........ )
ارتجفت شفتيها بعنف و هي ترفع اصابعها لتلامس شفتيه الفاغرتين .... ثم همست مجددا باختناق
( أنا أحبك يا حاتم ....... لم أشأ أن يحدث هذا .... ارجوك ضمني الى صدرك , لا اشعر بأنني في حالٍ قادر على النطق بكلمةٍ اخرى )
ضمها حاتم اليه بقوةٍ وهو لا يزال مذهولا .... و صدره يضرب وجنتها بقوةٍ ...
لكنه همس دون وعي و شفتيه على جبهتها تدمغانها
( نامي الآن ........ غدا نتكلم )

حين استيقظت كرمة من نومها .... تمطت بشعورٍ غريب هي تحس بان انسانةٍ اخرى تملكتها , ....
مشاعر غريبة جدا تكتنفها ....
فادارت وجهها تنظر الى حاتم الذي كان لا يزال يضمها الى صدره بشدة و كأنه يخشى ان تهرب منه خلال ساعات الليل .....
فابتسمت بوهجٍ غريب و هي تتأمل ملامحه التي بدت متعبة ....
مدت يدها تتلمس ملامح وجهه .... عيناه ... وجنتيه .... لتتوقفان قليلا على شفتيه .....
ثم ارتفعت الى شعره الجميل تلاعبه دون ان تمل منه ابدا و ابتسامتها تتسع اكثر .....
انخفضت يدها تتلمس صدره القوي وهي تميل بوجهها حتى ضغطت بشفتيها على شفتيه بقوةٍ يمينا و يسارا ... الى ان ارتخت ذراعاه من حولها .... و بدا يتجاوب معها اثناء نومه ...
حينها رفعت وجهها فتذمر متأوها خلال نومه .... لكنها استغلت الفرصة لتقفز هاربة من بين ذراعيه ....
بقت واقفة تتأمله قليلا .... قبل أن تجري الى دولابها ... لتختار احدى مناماتها الطفولية ... تنوى الذهاب الى وعد .... و ابتسامة رقيقة على شفتيها
دخلت كرمة الى غرفة وعد و هي تهمس برقة
( وعد ...... هل انتِ مستيقظة ؟!! ....... )
ساد صمت قليل .... قبل ان تقول وعد بصوتٍ ميت
( أنا لم أنم يا كرمة ............ )
سارعت اليها كرمة و هي تسحبها من ذراعيها بقوةٍ حتى اجلستها .... ثم نظرت الى وجهها الشاحب بالهالات الزرقاء تحت عينيها المتورمتين ... و شفتيها اللتين تماثلانهما زرقة ...
لكن كرمة لم تستسلم و هي تقول برقةٍ حازمة
( هل تريدين العودة ليومٍ من ايام الماضي ؟!! ...... )
عقدت وعد حاجبيها و هي تقول بعدم فهم
( ماذا ؟!! ............. )
وقفت كرمة و هي تجذب كفها لتقول بهدوء خبيث
( تعالي معي ........... )
جرتها كرمة خلفها ... لكن ما ان تجاوزت وعد مائدة الطعام بعدة خطوات حتى ارجعتها كرمة و هي تشير بعينيها بخبث الى المائدة قائلة
( يبدو انكِ نسيتِ يا سيدة وعد ....... تفضلي هنا .... تحت .... )
مدت يدها تبعد احدى الكراسي .... ثم مدت يدها تشير الى وعد كي تنزل تحت المائدة ...
فتأوهت وعد و هي تهتف
( ياللهي يا كرمة ........ الا زلتِ تتذكرين ؟!! ...... )
قالت كرمة بسعادة طفولية ....
( لم أنسى يوما بيتنا الخاص الذي كنا نبنيه تحت مائدة الطعام في الدار ... كي نتحدث بحرية بعيدا عن المشرفات .... خاصة في غير أوقات الطعام ...... )
جثت وعد على ركبتيها و كفيها و هي تحبو أرضا الى ان دخلت تحت المائدة .... ثم لم تلبث أن صرخت بدهشة
( حلوى جلاتينية !!!! ...... ما كل هذه الألوان و الأنواع ؟!! ..... )
ضحكت كرمة و هي تتبعها لتجثو على ركبتيها و كفيها الى أن جلست أمامها تحت المائدة ....
ثم قالت و هي تنظر الى الأطباق التي ضمت كل الألوان من الحلوى الجلاتينية ....
( بيتي أصبح لا يخلو منها ....... و كأنني أعوض شوقي لها في طفولتنا )
مدت يدها تلتقط واحدة و دستها في فمها و هي تقول بخفة
( اتذكرين يا وعد حين كانت تأتي هذه الحلوى مع هدايا الدار من زائرين الدار ؟!! ..... كانت المشرفات تاخذ الهدايا بينما يتركن لنا هذه الحلوى .... فكنا نتصارع عليها .... )
دست وعد واحدة صفراء في فمها و هي تقول مبتسمة برقة
( كنت أنا أكثر من تضرب و تصارع الى أن آخذ ما يكفيني و يكفيكِ منها ...... )
ضحكت كرمة و هي تقول
( ثم نجلس تحت مائدة الطعام لنأكلها هربا منهم ...... و بعدها أبدو أنا الطيبة الملتزمة ... بينما تنالين أنتِ معظم الضرب و العقاب ..... )
ضحكت وعد رغما عنها و هي ترفع يدها الى عينيها المجهدتين ....
ثم قالت بشرود و هي تتذكر .....
( لطالما كنتِ المفضلة لدى المشرفات ......... )
عبست كرمة و هي تقول بغيظ
( لكن على الرغم من ذلك .... مهما بلغ التزامي , لم يمنع ذلك العقاب و الضرب عني تماما ... )
فتحت وعد عينيها على اقصى اتساعهما و هي تقول
( هل تذكرين اليوم الذي ضربتِ به ظلما .... فبقيت تبكين تحت المائدة الى أن أمرتك أنا بالقوة أن تكسرين القوانين .... فطالما أنكِ ضربتِ ظلما , لذا افعلي ما تستحقين به الضرب بأمانة ...... )
شهقت كرمة و هي تقول بصدمة
( ياللهي !! ....... كيف نسيت ذلك اليوم ؟!! .... لقد اجبرتني على الهرب من الدار من الصباح و حتى الظهيرة .... و ظللنا نجري في اشارات المرور و نتسول من السيارات الى ان جمعنا ما يكفينا لشراء الحلوى ..... )
ضحكت وعد بشدة حتى دمعت عيناها و هي تقول
( و حين عدنا مساءا ..... علقتنا الأستاذة نوال في الحائط و ضربتنا بالحزام )
أخذت كرمة تضحك بشدة و هي تقول لاهثة من شدة الضحك
( و كانت تصرخ بهلع حتى أشفقت عليها بصدق ... " حتى أنتِ يا كرمة !! ..... حتى أنتِ يا كرمة !! " )
ظلت وعد تضحك بعنف حتى رفعت يدها الى صدرها المتألم و هي تقول من بين ضحكاتها الدامعة
( لقد أوشكت على الإصابة بنوبة قلبية .......... )
اخذت كرمة تضحك بشدة .... ثم قالت و هي تسعل قليلا بعد ان هدأت
( أتعتقدين أنها لازالت على قيد الحياة ؟!! ........ )
صمتت وعد تسعل قليلا هي الأخرى ... ثم قالت بخفوت
( أتمنى لا ...... و أن تكون قد ماتت دون أن تجد من يناولها كوبا من الماء .... )
هتفت كرمة بصدمة
( حرام عليكِ يا وعد ....... لم اعهدكِ قاسية الى هذا الحد ........ )
قالت وعد بخفوت و هي تدس واحدة أخرى في فمها
( لقد كنا مجرد أطفالا يا كرمة ......... )
صمتت كرمة و هي تنظر اليه قليلا قبل أن تترك ما بيدها و مدت نفسها لتعانق وعد بشدة .... فعانقتها وعد بقوةٍ و هي تقول باختناق
( أنا أحتاج اليك بشدة يا كرمة ...... لا تتركيني ..... لقد رحل عني الجميع ..... )
همست كرمة و هي تربت على شعرها
( لن أتركك أبدا ....... مهما بلغت حماقاتك ........ )

استيقظ حاتم من نومه .... و امتدت يده تلقائيا ليبحث عن كرمة بجواره ما أن استشعر برود مكانها على صدره ....
فعلم أنها ليست موجودة دون حتى أن يفتح عينيه ....
استقام حاتم جالسا وهو يبعد شعره بأصابه للخلف .... مديرا رأسه بحثا عنها في ارجاء الغرفة بتلهف غريب
و سرعان ما عادت اليه ذكرى اعترافها المهيب ليلة أمس في لحظةٍ واحدة .....
قفز من السرير و خرج مندفعا و كل كيانه يصرخ بصرامة ...
" بينهما حوار لم ينتهي بعد ........ "
أخذ ينظر في كل أرجاء البيت .... فزفر غاضبا وهو يدرك أنها من المؤكد في غرفة وعد .....
لذا لن يستطيع الدخول اليها الآن .....
زفر حاتم بنفسٍ محترق .... من صدرٍ مشتعل ....
ثم اتجه بقنوط الى مائدة الطعام يسحب كرسيا وهو ينوى الجلوس هنا الى أن تخرج .... فهي لن تتهرب منه مطلقا .... ليس بعد اعترافها ...
لكن ما أن أبعد الكرسي قليلا لجلس ..... حتى سمع صراخا عاليا من تحت الطاولة و أطرافٍ كالقطط تخبط في ساقيه ....
فقفز واقفا وهو يرفع يده الى صدره هاتفا بعنف
( ما اللذي !! ............ )
لكن زوجين من الاعين الواسعة نظرت اليه ببراءة طفولية ممتزجة بالغضب ... بينما هتفت كرمة بحدة
( الا استطيع الحصول على بعض المساحة من الخصوصية التي أحتاجها أنا و صديقتي يا حاتم ؟!! )
كان ينظر اليهما مذهولا غاضبا ..... ثم لم يلبث ان اعاد الكرسي مكانه بعد ان قال بقنوط
( آسف ..... تصرفا بحرية ......... )
ابتعد غاضبا وهو يشتم بداخله .... الا ان صوت كرمة من خلفه كاد ان يفجر المتبقي من طاقات غضبه و هي تهتف بلهجة الأمر
( ثم حاول ارتداء شيئا من فضلك لتغطي صدرك .......... لقد احمر وجه وعد )
تمتم شاتما ... ثم قال من بين اسنانه غاضبا
( كله الا احمرار وجه المبجلة وعد ............ تبا لذلك ... لا ينقصني سوى أن أقيم كشك لحجز التذاكر أمام باب البيت ...... )


انتهى الفصل 44

قصصية likes this.

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 24-05-15, 12:08 AM   #20307

بوفارديا92

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية بوفارديا92

? العضوٌ??? » 316188
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,046
?  مُ?إني » ليبيا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » بوفارديا92 has a reputation beyond reputeبوفارديا92 has a reputation beyond reputeبوفارديا92 has a reputation beyond reputeبوفارديا92 has a reputation beyond reputeبوفارديا92 has a reputation beyond reputeبوفارديا92 has a reputation beyond reputeبوفارديا92 has a reputation beyond reputeبوفارديا92 has a reputation beyond reputeبوفارديا92 has a reputation beyond reputeبوفارديا92 has a reputation beyond reputeبوفارديا92 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
لا تثق كثيرآ ، لاتحب كثيرآ ، لا تأمل كثيرآ ، لأن كثيرآ قد تؤلمك كثيرا
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 419 ( الأعضاء 341 والزوار 78)بوفارديا92, ‏jjeje, ‏صمت الزوايا, ‏khadibima 52+, ‏بيبه الجميله, ‏بعثرة ذات, ‏maysleem, ‏nona amien, ‏بنتن ل محمد, ‏asar, ‏اميرة الرومنسية, ‏أنت عمري, ‏thetwin, ‏khaoulakiki, ‏السماء الممطره, ‏RazanB, ‏do3a, ‏ronita1417, ‏رحيق زهرة, ‏عزايم ماتضيق, ‏الجميلةالنائمه, ‏مِــزاجـِـيَّة, ‏نبيله محمد, ‏شيمو عصام, ‏tamima nabil+, ‏la luz de la luna, ‏fattoma2020, ‏الامل هو طموحي, ‏غرررام الورد, ‏hager_samir, ‏starmoon, ‏ام مصطفى1, ‏khoukhou, ‏كلابي, ‏برديس, ‏غرام العيون, ‏safy mostafa, ‏khouloudxx, ‏basom7, ‏بياض القلب, ‏jus6me010, ‏amatoallah, ‏شاهندا 14, ‏نسيم الغروب, ‏temausama, ‏sasad, ‏markunda, ‏hafiidaa, ‏ام غيث, ‏souhai, ‏hope 21, ‏نور محمد, ‏هبوش 2000, ‏ريم3, ‏goge 95, ‏علاج ابوها, ‏حور الجنان, ‏صمت الصحراء, ‏sabreenaa, ‏ALAA, ‏بوح البوح, ‏الوية احمد علي, ‏رعشه قلب, ‏رودينة محمد, ‏اميرة بيتنا, ‏عفراء الطاهر, ‏say love you, ‏#Méé#, ‏لين محمد, ‏ام البنات1989, ‏houpa, ‏فرح أيامي, ‏luz del sol, ‏س?ر, ‏سوما+, ‏IMANECRAZYGIRL4, ‏magyy allam, ‏تى تى بك, ‏سومة1989, ‏sun.midnight, ‏hollydeath, ‏فادو., ‏shoagh, ‏حلم رواية, ‏samar1987, ‏noura26, ‏زهرة الكاميلي, ‏lasha, ‏hlkdi, ‏aml, ‏ديما 79, ‏nada alaa, ‏خفوق انفاس, ‏الغزال الباكي, ‏riham612, ‏alaawer, ‏سديم الذكريات, ‏صفاء الليل, ‏ghader, ‏عيوني تذبح, ‏خضره, ‏RAHPH, ‏shatoma, ‏نرمين البنجي, ‏كلي اناقه, ‏سنا هيت, ‏hedoq, ‏Souriana, ‏to7y, ‏*جوود*, ‏سارة امينة, ‏اغلى ناااسي, ‏najla1982, ‏آيه ♡, ‏Electron, ‏el8mar, ‏أم الأبطال, ‏أنا لك علي طول, ‏عروسة الاطلس, ‏sara alaa, ‏أسماء44, ‏الميزان, ‏نجووحة, ‏maryema, ‏ابيار, ‏هوس الماضي, ‏نهولة, ‏نورسي, ‏مهرة..!, ‏JOURI05101, ‏braa, ‏سارة هبة, ‏زهرة نيسان 84, ‏elizabithbenet+, ‏الدمعة الحائرة, ‏mona_90, ‏فتكات هانم, ‏لغزيل, ‏samsam, ‏Nody Nody, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏Bnboon, ‏الصقر الصقر, ‏nashwakasem, ‏سلمي و نقطة, ‏mesho ahmed, ‏فله45, ‏khoukha, ‏ebti, ‏جرح الغياب, ‏c-moon, ‏yara, ‏الحب غالي, ‏نسائم ليلى, ‏فتاافيت22, ‏angela11, ‏crazygirl-1995, ‏قمر الزمان@, ‏اسية232, ‏sara ismail, ‏sonal, ‏نجدي 21, ‏ghdzo, ‏وردة شقى, ‏صمت الهجير, ‏cmoi123, ‏rahaf_1, ‏meryeme, ‏ح.ع.خ, ‏ربروبة, ‏khma44, ‏Just give me a reason, ‏shams alnour, ‏اية المني, ‏دلال الدلال, ‏hawa500, ‏omniakilany, ‏nura nass, ‏lelly, ‏منى فهمى محمد, ‏صمتي كلام*سو*, ‏lolo75, ‏Aya youo, ‏bo7-32, ‏SORAYA M+, ‏secret angel, ‏توته الاموره, ‏رحيق الجنان, ‏doc khadija, ‏Suha star, ‏يمامة يمامة, ‏دعاء 99, ‏بيبوبن, ‏كتكوته زعلانه, ‏اجمل غموض, ‏شطح نطح, ‏hadb, ‏غروري مصدره أهلي, ‏anna dayob, ‏lujain1991, ‏روكارو, ‏scarlet, ‏عبث الحروف, ‏jannat alferdaws, ‏اوركيدة, ‏شكرإن, ‏Israa Ehab, ‏amana 98, ‏بسنت محمد, ‏onediraction, ‏raniaone, ‏maimickey, ‏tntn2020, ‏القلب النابض, ‏بعثرة مشاعر, ‏jello, ‏shammaf, ‏سمسمه87, ‏khaoula Ci, ‏نداء الحق+, ‏رااما, ‏كريستنا, ‏nagah elsayed, ‏johayna123, ‏smile as you can, ‏meriam 1992, ‏Hams3, ‏عمر السعيد, ‏b3sh0, ‏ندى طيبة, ‏ريمودانه, ‏@شمعة الجلاس@, ‏دلووعة2, ‏princess sara, ‏serendipity green, ‏سهرانة الليل, ‏زينب12, ‏توقه, ‏ساره مؤنس, ‏métallurgier, ‏جيجك, ‏النبراس الساطع, ‏safa2, ‏سكاى, ‏مريم1396, ‏dalloula, ‏afnan saleh, ‏ميسلودي, ‏ام معتوق, ‏أم نووور, ‏مروه الشمري, ‏سندريلا هند, ‏*جولي روز*, ‏هلا83, ‏jene, ‏shahd shosho, ‏Amoolh_1411, ‏نسمات الشتاء, ‏sara-khawla, ‏ستوب ميمي توب, ‏engasmaamekawy, ‏Nor sy, ‏Bassmet Amal, ‏YOYA HANAFY, ‏Hiba Ab, ‏ميامين, ‏belladone, ‏tiasam, ‏ebrU, ‏:-)Smile(-:, ‏قلب السكر, ‏نبول+, ‏لاريس111, ‏الشيمااء, ‏سمر لولو, ‏جيتك بقايا جروح, ‏Ryanaaa, ‏الاف مكة, ‏fazh, ‏ميثاني, ‏الشوق والحب, ‏eiman hashem, ‏زموردة, ‏kiara003, ‏zain alhla, ‏فوزززز, ‏roro2222, ‏الديراويه, ‏salma rani, ‏lamia57, ‏intissar2, ‏بااتشي, ‏rourou_hamza, ‏نسمة صيف 1, ‏سها, ‏ايماااا, ‏cloudy9, ‏Latoofah, ‏رنيـــــم, ‏voyageur, ‏ZAINABQ, ‏انسه ريلاكس, ‏chocho hayat, ‏rainfall, ‏Fayøun, ‏هبه غالى, ‏mesaw, ‏bnt.byan, ‏تشانا, ‏البتول عبد الله, ‏raga, ‏جود الفرح, ‏أم الريان, ‏سعود2001, ‏نور الضى, ‏Manoosha Moon, ‏farameme, ‏ورد الخال, ‏اسيرة الظلام, ‏المحب لله, ‏roro_k.s.a, ‏هيون القحطاني, ‏ارض اللبان, ‏نمارق99, ‏اسراء سيد عثمان, ‏yasmeen yousef, ‏fatma111




تسجيل حضووووووووور

mareen likes this.

بوفارديا92 غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 24-05-15, 12:12 AM   #20308

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

انتهى الفصلين يا سكاكر ... عايزة تعليقات و تقييمات تليق بضربة الشمس اللي عندي
برعاية حملة
( علق و اكسب ثواب دا أنا عندي ضربة شمس ..... حالتي صعبة و يرثى لها منذ الأمس )


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 24-05-15, 12:19 AM   #20309

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

ممكن حد من كوكب المشرفات الشقيق يحذفلي المشاركات بين الفصلين بليييز

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 24-05-15, 12:22 AM   #20310

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 484 ( الأعضاء 405 والزوار 79) ‏tamima nabil, ‏روزمارى, ‏hidaya 2+, ‏زهرة نيسان 84+, ‏sasogamal, ‏jojo333, ‏ميمي2, ‏enashady, ‏hager_samir, ‏smile as you can, ‏كريستنا, ‏سمر لولو, ‏للفرح ثمن, ‏مرح ميمو, ‏zerozero, ‏nancy_nana, ‏سندريلا هند, ‏ورد العتيبي, ‏noof11+, ‏hedoq, ‏zain alhla, ‏ساره مؤنس, ‏دوسة 93, ‏الحب غالي, ‏hadeer mansour+, ‏رنيـــــم, ‏الوردية, ‏سارة هبة, ‏أم الريان, ‏Manoosha Moon+, ‏مروه الشمري, ‏حلم رواية, ‏mahy hossam, ‏بنتن ل محمد, ‏اميرة الرومنسية, ‏نورسي, ‏lolo ahmed, ‏temausama, ‏doaa eladawy, ‏جاسمينات باسو, ‏louline, ‏Sarah Al-sharif, ‏Ashwag1990, ‏ميثاني, ‏shammaf, ‏monica g+, ‏طوطه, ‏:-)Smile(-:, ‏thetwin, ‏ebrU, ‏آيه ♡, ‏a_geo, ‏واثق الخطا, ‏غير عن كل البشر, ‏نسايم روحك, ‏babo, ‏*ماريان*+, ‏ميسلودي+, ‏امينه علي, ‏c-moon, ‏maimickey, ‏سلمي و نقطة, ‏رمـاد الشوق, ‏دعاء مفتي, ‏onediraction, ‏الجميلةالنائمه, ‏Asmaa zafer, ‏fattoma2020, ‏ToOoOmy, ‏ميمو1423, ‏suzan11, ‏goge 95, ‏عفراء الطاهر+, ‏اسفة, ‏صفاء الليل, ‏فوزززز, ‏hiba21, ‏ربروبة, ‏princess sara+, ‏حبيبي روحي انت, ‏noran assal, ‏ma-sh, ‏هبة+, ‏رحيق الجنان, ‏celinenodahend, ‏ابابيل, ‏نوراني, ‏خضره, ‏نسمة صيف 1+, ‏hoda ateya, ‏el8mar+, ‏الحب الأول, ‏noorvay, ‏نداء الحق+, ‏0omaio0, ‏maryema, ‏بوفارديا92+, ‏hope rose, ‏sasad, ‏زنبقت الجنوب, ‏عراقيــه, ‏hadb, ‏khouloudxx, ‏ام مصطفى1, ‏safy mostafa, ‏سديم الذكريات, ‏هنا عمرو, ‏المحب لله, ‏سارة امينة+, ‏whisperk, ‏وشاح الخجل, ‏khoukha, ‏سكر نبات, ‏amira 70, ‏scarlet, ‏زينب12, ‏killlover, ‏نور محمد+, ‏سها, ‏سحر الحياة, ‏mesaw, ‏مريم028, ‏أسيل كحله, ‏haneen el nada, ‏b3sh0, ‏amandasherief, ‏غرررام الورد, ‏AYOYAAA, ‏نهى حسام, ‏دلال الدلال, ‏*جوود*, ‏abeerbader, ‏زالاتان, ‏rontii+, ‏sajanody, ‏Totooولا أحلا, ‏amen alselawi, ‏Rosell_ksa1, ‏بيبه الجميله+, ‏الغزال الباكي, ‏زموردة, ‏khadibima 52+, ‏nura nass, ‏lamia57, ‏زهرة الكاميلي, ‏asar, ‏حمرا, ‏الامل هو طموحي, ‏البيضاء, ‏jus6me010, ‏la luz de la luna, ‏omniakilany, ‏RazanB, ‏maysleem, ‏nona amien+, ‏khoukhou, ‏starmoon, ‏jjeje, ‏الوية احمد علي, ‏عزايم ماتضيق, ‏صمت الزوايا, ‏أنت عمري, ‏khaoulakiki, ‏do3a, ‏ronita1417, ‏رحيق زهرة+, ‏مِــزاجـِـيَّة, ‏نبيله محمد+, ‏شيمو عصام, ‏كلابي, ‏برديس, ‏غرام العيون, ‏basom7, ‏بياض القلب, ‏amatoallah, ‏شاهندا 14, ‏نسيم الغروب+, ‏markunda, ‏hafiidaa, ‏ام غيث, ‏souhai, ‏hope 21, ‏هبوش 2000, ‏ريم3, ‏علاج ابوها, ‏حور الجنان, ‏صمت الصحراء, ‏sabreenaa, ‏ALAA, ‏بوح البوح, ‏رعشه قلب, ‏رودينة محمد, ‏اميرة بيتنا, ‏say love you, ‏#Méé#, ‏لين محمد, ‏ام البنات1989, ‏houpa, ‏فرح أيامي, ‏luz del sol+, ‏س?ر, ‏سوما, ‏IMANECRAZYGIRL4, ‏magyy allam, ‏تى تى بك, ‏سومة1989, ‏sun.midnight, ‏hollydeath, ‏فادو., ‏shoagh, ‏samar1987, ‏noura26, ‏lasha, ‏hlkdi, ‏aml, ‏ديما 79, ‏nada alaa, ‏خفوق انفاس, ‏riham612, ‏alaawer, ‏ghader, ‏عيوني تذبح, ‏RAHPH, ‏shatoma, ‏نرمين البنجي, ‏كلي اناقه, ‏سنا هيت+, ‏Souriana, ‏to7y, ‏اغلى ناااسي, ‏najla1982, ‏Electron, ‏أم الأبطال, ‏أنا لك علي طول, ‏عروسة الاطلس+, ‏sara alaa, ‏أسماء44, ‏الميزان, ‏نجووحة, ‏ابيار, ‏هوس الماضي+, ‏نهولة, ‏مهرة..!, ‏JOURI05101, ‏braa, ‏elizabithbenet+, ‏الدمعة الحائرة, ‏mona_90, ‏فتكات هانم, ‏لغزيل, ‏samsam, ‏Nody Nody, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏Bnboon, ‏الصقر الصقر, ‏nashwakasem, ‏mesho ahmed, ‏فله45, ‏ebti, ‏جرح الغياب, ‏yara, ‏نسائم ليلى, ‏فتاافيت22, ‏angela11, ‏crazygirl-1995+, ‏قمر الزمان@+, ‏اسية232, ‏sara ismail, ‏sonal, ‏نجدي 21, ‏ghdzo, ‏وردة شقى, ‏صمت الهجير, ‏cmoi123, ‏rahaf_1, ‏meryeme, ‏ح.ع.خ, ‏khma44, ‏Just give me a reason, ‏shams alnour, ‏اية المني, ‏hawa500, ‏lelly+, ‏منى فهمى محمد, ‏صمتي كلام*سو*, ‏lolo75, ‏Aya youo, ‏bo7-32, ‏secret angel, ‏توته الاموره, ‏doc khadija, ‏Suha star, ‏يمامة يمامة, ‏دعاء 99, ‏بيبوبن, ‏كتكوته زعلانه, ‏اجمل غموض, ‏شطح نطح, ‏غروري مصدره أهلي, ‏anna dayob, ‏lujain1991, ‏روكارو, ‏عبث الحروف, ‏jannat alferdaws, ‏اوركيدة, ‏شكرإن+, ‏Israa Ehab, ‏amana 98, ‏بسنت محمد, ‏raniaone, ‏tntn2020, ‏القلب النابض+, ‏بعثرة مشاعر, ‏jello, ‏سمسمه87, ‏khaoula Ci, ‏رااما, ‏nagah elsayed, ‏johayna123, ‏meriam 1992, ‏Hams3, ‏عمر السعيد, ‏ريمودانه, ‏@شمعة الجلاس@, ‏دلووعة2, ‏serendipity green, ‏سهرانة الليل, ‏توقه, ‏métallurgier, ‏جيجك, ‏النبراس الساطع, ‏safa2, ‏سكاى, ‏مريم1396, ‏dalloula, ‏afnan saleh+, ‏ام معتوق, ‏أم نووور, ‏*جولي روز*+, ‏هلا83, ‏shahd shosho, ‏Amoolh_1411, ‏نسمات الشتاء, ‏sara-khawla, ‏ستوب ميمي توب, ‏engasmaamekawy, ‏Nor sy, ‏Bassmet Amal, ‏YOYA HANAFY, ‏Hiba Ab+, ‏ميامين+, ‏belladone, ‏tiasam, ‏قلب السكر, ‏نبول+, ‏لاريس111+, ‏الشيمااء, ‏جيتك بقايا جروح, ‏Ryanaaa, ‏الاف مكة, ‏fazh, ‏الشوق والحب, ‏eiman hashem, ‏kiara003, ‏roro2222, ‏الديراويه, ‏salma rani, ‏intissar2, ‏بااتشي, ‏rourou_hamza, ‏ايماااا, ‏cloudy9, ‏Latoofah, ‏voyageur, ‏ZAINABQ, ‏انسه ريلاكس, ‏chocho hayat, ‏rainfall+, ‏Fayّun, ‏هبه غالى, ‏bnt.byan, ‏تشانا, ‏البتول عبد الله, ‏raga, ‏جود الفرح, ‏سعود2001, ‏نور الضى, ‏farameme+

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.