آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          وانفرطت حبات العُقد ( 1 ) سلسلة حبات العقد * مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Nareman fawzy - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          [تحميل]أبي أنام بحضنك وأصحيك بنص الليل وأقول ما كفاني حضنك ضمني لك حيل|لـ ازهار الليل (الكاتـب : Topaz. - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree82Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-14, 12:40 AM   #31

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الثامن والعشرون
















أُديم
















سأخرج اليوم من سجن العاصمة فلقد سعى غيث والمحامي كثيرا في إخراجي

وقبل صدور الحكم , وطمئننا المحامي أن الأمور تسير لصالحنا ولكن لا فرحة

لي بالخروج من هنا مادمت لم أجد ليان , كيف تختفي هكذا فجئه وليس لديها

مكان تذهب إليه لقد وضعت جميع الاحتمالات ولم تكن صحيحة عليا أن أبحث

عنها بنفسي الآن , كم اشتقت لك يا ليان كيف تذهبي وتختفي هكذا وتتركيني

حظر إخوتي لإخراجي من هنا جميعهم وأحسست خلال هذه المحنة التي استمرت

لأكثر من شهر أنني بالفعل لست وحيدا وصلت المنزل فكان استقبال أمي لي

حافلا بالدموع والأحضان وحمدت الله أنه لم يصبها مكروه بسماع الخبر فقلت

وأنا امسح على ظهرها

" أمي لقد كنتي قوية حين وصلك الخبر هل ستضعفين الآن "

ابتعدت عن حضني وابتسمت من بين دموعها وقالت

" لولا فضل الله ومن ثم رنيم لقتلني ذلك"

نظرت جهة رنيم وقلت بابتسامة " مرحبا رنيم كيف حالك "

قالت بابتسامة " حمدا لله على سلامتك أنا بخير بعض الشيء "

ابتسمت وقلت " يبدوا لي وصلتي المراحل المتعبة أتمنى لك السلامة , كيف أنت يا حور "

قالت بابتسامة " جيدة كيف أنت وحمدا لله على السلامة "

قلت " سلمك الله , رنيم ما السحر الذي فعلته بوالدتي لتتقبل الخبر هكذا "

ضحكت والدتي وقالت " لقد حكت لي قصة كاملة عن صديقة لها وجعلتني أهون

أمرها لها ثم قالت لي صديقتي هي أنتي وأبنها هوا أديم "

ضحكنا جميعا ثم قال غيث " لقد فجرت الخبر كالقنبلة يومها برنيم حتى كادت تفقد

وعيها وطلبت منها هي أن تخبر والدتك "

قلت بابتسامة " ما الذي فعلته يا رجل كيف تضع هكذا مسئولية على عاتقها "

ضحك وقال " من الجيد أنني لجأت لها فما كان ما فعلته سيخطر لي على بال "

قلت بمرح " حاذر أن تضرها فتخسرنا ولي العهد الأول في العائلة "

قالت أمي بهدوء " زوجتك في أي شهر الآن "

قلت بحزن " لو أنها على قيد الحياة فهي في الشهر الخامس "

قالت أمي بابتسامة " إذا بينها وبين رنيم شهرين فقط "

ثم تنهدت وقالت " ما كان عليك إخفاء ذلك عنا يا أديم ما سيجري لو أخبرتنا "

قلت وأنا أتوجه بها للداخل " كانت الظروف هكذا يا أمي وكل شيء حدث كالمصادفة "

قالت بحنان " هيا حدثني عنها وكيف تعرفت عليها وكل شيء "

ضحكت وقلت " هل تريدي أن أحكي لك أحداث حدثت في أكثر من سنة في مرة واحدة "

تنهدت وقالت " حسننا أحكي لي ولو مبسطا "

قلت بابتسامة وأنا أجلس وأجلسها معي وجميع أخوتي معنا

" لقد تعرفت عليها في الشركة بل في القسم ذاته الذي عملت به إنها فتاة فقيرة تكره الأغنياء

كرها شديدا ولا تعلم أبن من أكون ولا أنني من الأثرياء وتظنني أخرس أيضا "

نظرت لي بصدمة وقالت " أخرس "

قلت بابتسامة " هل هذا فقط ما شدك في الموضوع , عندما عملت هناك كنت كارها للوضع الذي

أصبحت فيه فرفضت الاحتكاك بالجميع هناك فمثلت عليهم أنني أخرس ولم يعلم أحد من أكون

وتزوجتها بعدما تسببت لها بمشكلات كثيرة كتكفير لذنوبي معها ثم أحببتها حقا وها قد أضعتها الآن "

قالت بهدوء " وأي مشاكل التي سببتها لها "

قلت " لقد كان أخوتها من والدتها يطاردونها لإخراجها وعمها الضرير من منزلها

الوحيد ورميها في الشارع وكان الرجل الذي قتلته يهدها وحاول القفز لبيتها ليلا بعد أن

ضربته فطلبت منها الزواج بي وتزوجنا "

قال بحر بهدوء " ولما تكره الأغنياء "

قلت " إنها عفيفة نفس وعزة نفسها لم أرها عند أحد وتكره الأغنياء لأنها تراهم ينظرون

للفقراء أنهم أقل منهم ويدلونهم بسبب حاجتهم إليهم , حتى أنها اختارت ترك العمل وبقيت

وعمها دون عشاء ليلة لأن كرامتها جُرحت هناك "

قالت والدتي بحزن " كم عانت تلك الفتاة والله وحده يعلم ما تعاني الآن "

دخلت حينها سيدة غريبة عني بملامح غربية وحجاب أسود فقالت والدتي بابتسامة

" هذه زوجة عمك نبيل والدة ميس "

اقتربت مني وصافحتني وقالت بالإنجليزية

" كيف حالك بني وحمدا لله على السلامة "

قلت بابتسامة مماثلة " شكرا لك ومرحبا بك بين عائلتك "

ابتسمت وغادرت من فورها في هدوء كما دخلت , وبعد يومين كان عليا العودة لعملي

كما اشترطت الوصية ورجعت للجنوب هذه المرة دون ليان ودون وجودها معي دون

ابتسامتها وطعامها الطيب وثرثرتها التي أحب وحضنها الدافئ وابنتي التي تكبر في

أحشائها أقمت في منزلنا وتركت الشقة على أمل أن تعود من جديد لتبحث عني وكنت

أترك الأبواب مفتوحة

كنت أمضي طوال الليل أقرأ كل دفاترنا والكلمات التي كنا نتبادلها معا كم كنت غبيا

حين فكرت أنني سأتركها في الظلام وأتزوج بأخرى معها فلم أعد أرغب الآن بسواها



بعد أسابيع انتهت القضية وحُكم بالإفراج عني دفاعا عن عرضي ومالي وأخذ أهل شاهد

الدية منا لكي لا يطاردوني يبدوا أنه كان يشكل مصيبة لهم تخلصوا منها وحصلوا على المال

مقابلا لها

اتصلت بشروق مرارا وهاتفها مقفل يبدوا أنها غيرته أو أضاعته سألت كثيرا عنها وعلمت

أين انتقلت فذهبت لها ولم أجد عندها أحدا ولا تعلم عنها شيئا وقالت أن هاتفها قد تمت سرقته

منها ولم تجده وها قد عدت للصفر من جيد وكانت الأيام تمر وكل يوم يخبرني أنها قد رحلت

للأبد ولن تعود وتخيلت حتى أن الكلاب قد أكلتها لذلك لم نجدها حتى الآن , كنت أتجول في

الشوارع لساعات لعلي أجدها بين المارة بالمصادفة ولكن دون جدوى





















رنيم













تسابقت الأحداث بسرعة وكان الكل منشغلا بأمر أديم وقضيته وزواجه المفاجئ وزوجته

المختفية منذ مدة ولم يهنئ لأحد بال حتى خرج أديم سالما من محنته , هذه العائلة أصبحت

جزئا من عالمي وحياتي وما يسعدهم يسعدني وما يكدر صفوهم يكدر صفوي معهم كيف

لا وفي أحشائي يوجد طفل سيحمل اسمهم يوما ولو لم أستمر زوجة لابنهم

لقد تجاوزت شهري السابع الآن بأسبوعين وبدأ الحمل يتعبني كثيرا وكأنني في نهاية حملي

وأوضاعي وغيث على حالها فطوال الفترة الماضية كان مشغولا جدا وكنت أحاول أن أكون

بجانبه قدر الإمكان وقد تحسنت الأمور بيننا بعض الشيء

" رنيم لما لا تجلسي وترتاحي رجاء فلا تتعبي رأسي معك "

تنهدت وقلت " وما نفعي إذاً , لقد أصبحت كالكرسي هنا يجب عليا الجلوس فقط "

ابتسمت حور وقالت " لن ندخل في حرب مع خالتي وغيث إنهما يصران

على عدم عملك معنا "

قلت بتذمر " أنا لا أساعد في شيء أبدا ولازال أمامي قرابة الشهرين لألد فهل

ستبقون دائما في خدمتي "

ضحكت جود وقالت " حمدا لله أن حور ليست حاملا أيضا لكنت الآن في مشكلة "

ضحكنا معا ثم قلت " ميس ستقوم حينها بالواجب صحيح أن مزاجها يكون سيئا بعض

الأحيان وتسجن نفسها في غرفتها لكن إن دخلت الشيء أبدعت فيه "

" من هذا الذي يتحدث عني بالسوء "

كان هذا صوت ميس جاء من باب المطبخ وهي تضع يديها وسط جسدها وترسم

ابتسامة على شفتيها قلت بابتسامة

" هذه أنا ويا ويلي منك الآن "

ضحكت وقالت وهي تدخل " لو لم تكوني حاملا لضربتك بقدمي وطيرتك من تلك النافذة "

قالت جود من بين ضحكاتها " كي يطيرك غيث للمريخ "

قالت حور ضاحكة " ذكرتني بأفلام الكرتون عندما يضربونه ويطير ياااااااااااا

هههههه تخيلوا رنيم كذلك "

ضحكوا فقلت باستياء " هل تسخرون مني يا لكم من فتيات "

ثم نظرت لميس بنصف عين وقلت " ستتزوجين صهيب قريبا وسأريك "

تأففت بضيق تم سرعان ما غيرته بابتسامة وقالت لإغاظتي

" أجل وذلك سيكون يوم سعدي "

أشرت لها بعيني خلفها وقلت بابتسامة " بل يوم سعدك اليوم "

تغيرت ملامح وجهها للصدمة واختفى لونها ثم التفتت للخلف فلم تجد أحدا فضحكنا

عليها ثلاثتنا فهجمت عليا تحاول خنقي والكل يضحك

" هيه تعالوا فثمة جريمة ستحدث هنا أين غيث "

نظرنا جميعنا لمصدر الصوت فكان زبير واقفا عند الباب وما هي إلا لحظات ووقف

ورائه غيث قائلا " ماذا هناك "

قال زبير بابتسامة " وجدت إحداهن تخنق زوجتك والأخريات يشجعنها "

شهقت حور من الصدمة وقالت " لم نشجعها لقد كذبت علينا "

قال غيث بضيق " ألم تجدوا غير زوجتي لتخنقوها يا لكم من وحوش "

ضحك زبير وقال " كان يفترض بك يا ميس خنق حور معها أيضا "

خرجت حينها جود في صمت وهدوء من باب المطبخ الخارجي وقالت ميس

" زوجتك هي الظالمة لقد جعلتهن يضحكن مني وإن فعلتها مرة أخرى سأقتلها وابنها "

قال غيث " هيا يا رنيم علينا زيارة الطبيبة فبقائك هنا فيه خطر عليك "

تنهدت ميس بضيق وقالت " بالطبع زوجتك وستدافع عنها يالك من ابن عم "

ضحك غيث وقال " لديك من يدافع عنك فلقد كان سيتقاتل هوا وعمي جسار

وابنه بالأمس لأجلك "

قلت بصدمة " يتقاتلون ولما "

قال مغادرا " الموضوع نفسه بسرعة يا رنيم فلا وقت لدي "

غادرت خلف غيث وصعدت لغرفتي لأرتدي عباءتي ونذهب لزيارة الطبيبة ولم

أخبركم فقد غير غيث مجمع العيادات ذاك وأصبحنا نذهب لعيادة خاصة بالنساء

الحوامل فقط ودون رجال ولا أعلم كيف وجدها , رغم علمي أن ثمة ماضي وراء

غيث يجعله كذلك إلا أن ذلك يشعرني بالسوء وكأنه موقن في حال تركه لي وحدي

أو حتى معه في مكان به رجال سأفعل شيئا سيئا وبت أصارع نفسي وأرغمها على

أن تتقبل منه الأمر وكأنه شيء عادي وأعلم أنه يجاهد نفسه كي لا يسيء إليا أحيانا


في طريق عودتنا أمسك بيدي وقبلها وقال

" سنخرج الليلة للعشاء فما رأيك "

نظرت له بصدمة ثم ابتسمت وقلت

" نتعشى في الخارج وآكل وحدي كيف سيكون ذلك "

ابتسم وقال " ما رأيك لو أخذنا الطعام معنا "

ضحكت وقلت " لما لا نجعل حور وجود طباختان وميس نادلة وغرفتنا مطعما "

ضحك كثيرا ثم قال " وزبير وصهيب أحدهما سائق والآخر يفتح لنا الباب "

ضحكت وقلت بألم " أآآآآي لا أستطيع احتمال ذلك أسكت يا غيث أرجوك "

أمسك بيدي وقال " هل تشعرين بشيء "

قلت " قليلا فقط لا تقلق "

قبل يدي ثانيتا وقال " رنيم أعذري لي كل ما فات سأحاول أن أغير كل شيء لكن

أصبري معي قليلا "

قلت بابتسامة " سأصبر رغم أن ذلك قاسي جدا ويشعرني أنك متأكد من كوني امرأة

سيئة وستخونك في أي لحظة "

قال بعد صمت " هذا خارج عن إرادتي وأنا أجبر نفسي على التغير فساعديني "

تنهدت وقلت " مادمت غير مقتنع بذلك فالإجبار لن يجدي نفعا "

قال بهدوء " سنخرج الليلة ونذهب حيث تشائين وسنجعلها البداية حسننا "

قلت بسرور " أَقسم على ذلك يا غيث قل قسما سنخرج أينما أريد "

ضحك وقال " ألهذا الحد أنا مجرم في حقك "

نظرت له بنصف عين وقلت " أتركني في صمتي عنك أفضل لك ولي "

ثم ابتسمت وقلت " ولكن مميزاتك أكثر بكثير من الخروج ومن الشكوك أحيانا "

ضحك وقال " أحيانا فقط يا ظالمة "

ضحكت وقلت " بل أغلب الأحيان "

وعند المساء اتصل بي لأجهز نفسي ونخرج وكنت طوال اليوم أفكر أين سنذهب وماذا

سأختار من أمكنة ثم تجهزت وجلست , انتظرت وانتظرت ولم يحظر فقلت بضيق

" فعلتها إذا يا غيث وخدعتني لابد وأنه سيتحجج الآن بأي حجة ليظهر أنه أراد أن يُخرجني

ولكن ظروفه لم تسمح له "

شعرت بالاستياء بعد طول الانتظار فخلعت ملابسي وجلست وحدي في جناحي بضيق وبعد

وقت طويل سمعت طرقا على الباب فقلت بضيق

" لا أريد تناول العشاء شكرا لك يا حور "

جاءني صوت خالتي قائلة " هل لي بالدخول يا رنيم "

وقفت وفتحت لها الباب فقالت بملامح متعبة ووجه شاحب وكأنه سيغمى عليها فورا

" رنيم ...... إنـ .... "

قلت بخوف " خالتي ماذا هناك "

قالت بتعب " غيث حصل له حادث بالسيارة وهوا في المستشفى "

لم أرى شيئا حينها وما هي إلا بضعة أجزاء من الثانية وكنت في ظلام دامس مغمى

عليا وانهرت أرضا وبعد وقت لا أدري كم كان استفقت وأول ما قلت

" ماذا حدث مع غيث "

قالت خالتي وهي تمسح على كتفي

" لا أعلم يا ابنتي لا أحد يجيب على اتصالاتي فلنأمل من الله خيرا "

ثم قالت وهي تمسك كوبا لا أعلم ما به

" رنيم خذي اشربي قليلا من هذا سيفيدك كثيرا "

قلت بحزن " لا أريد يا خالتي فأنا بخير اطمئني أريد فقط التحدث مع

غيث أرجوك لا تخفي عني الحقيقة "

تنهدت وقالت " أقسم أني لم أخفي عنك شيئا ولا أعلم عن شيء ولا أحد

منهم يجيب على اتصالاتنا "

قلت بتألم " خالتي حاولي معهم مرة أخرى أرجوك "

خرجت وعادت بعد فترة طويلة وأعطتني الهاتف وقالت

" خذي تحدثي معه لتطمئني "

أخذت الهاتف وقلت مباشرة " غيث هل أنت بخير ماذا حدث لك "

قال بصوت ضعيف ومتعب " أنا بخير رنيم لا تقلقي مجرد حادث بسيط "

قلت ودموعي بدأت بالنزول تباعا " كيف بخير صوتك متعب جدا ماذا حدث "

قال " رنيم لا تقلقي من أجل صحتك أرجوك وتوقفي عن البكاء هيا "

قلت من بين شهقاتي " أَقسم لي أنك بخير "

قال بصوت مبتسم ومتعَب " لو لم أكن بخير ما كانوا ليسمحوا لي بالتحدث معك , طمئنيني

عنك أنتي هل نستدعي الطبيبة "

ضحكت وقلت " حتى وأنت في المستشفى يا غيث تفكر بعدم خروجي , عد

لي سالما هذا فقط ما أريد "

تنهد وقال " لما لا تضنين بي ضننا حسننا أبدا أردت راحتك يا ظالمة , حسننا وداعا الآن "

أعطيت الهاتف لخالتي ثم غادرت مباشرة وهي تحدثت مع زبير وبقيت وحدي مع بكائي

وحزني لقد ظننت أن العلاقة بيننا المدة الماضية قد حسنت بعض التوتر فقط ولكن عند سماعي

الخبر اليوم شعرت باحتياجي لوجوده بقربي دائما شعرت أنني لا أحتمل فكرة فقده للأبد وأن

تكون حياتي خالية من وجوده أعلم ما معنى هذه المشاعر جيدا وأخشى أن لا يكون ما في قلب

غيث مساويا لها ولا يراني سوى شيء مرهون بوقت الوصية فقط






















سماح















لا تنتهي مشكلة لأبنائي إلا لحقتها الأخرى فأديم لم يجد زوجته بعد وأحواله لم تعد

تعجبني وصهيب في شجار دائم مع أعمامه وبعض أبنائهم وصراع مستمر مع

ميس التي بدأت بتقبل الجميع شيئا فشيئا إلا هوا وها هوا الآن حادث غيث الذي لا

أعلم عن حالته شيئا ولا أحد من أخوته يجيب على اتصالاتنا و رنيم التي أغمي

عليها فور سماعها بالخبر , ما كان عليا تفجير الخبر في وجهها هكذا كالقنبلة وهي

حامل ولكن ما كنت سأفعل

خرجت بحثا عن ميس الوحيدة التي لم أطلب منها الاتصال بأحدهم فزبير لم يجب على

اتصالات حور وحتى جود حاولت مع بحر ولكنه كان خارج العاصمة ولا يعلم شيئا وأخبرها

أنه سيرجع حالا فطلبت من ميس أن تتصل بصهيب ولكن دون نتيجة بعد وقت اتصل بي زبير

فأجبت من فوري قائلة

" أين أنتم يا زبير كيف لكم قلوب بهذه القسوة تتركوني وزوجته المريضة في كل هذا الانشغال "

قال بضيق " أمي لقد كان الأطباء معه في الداخل ولا نعلم عنه شيئا كيف سنجيب على

اتصالاتك وما كنا سنقول لك ونحن لا نعلم شيئا "

قلت بغضب " كنت قلت لي ما قلت للتو أفضل من تركي معلقة بين السماء والأرض أرحموا

زوجته المسكينة إن لم تريدوا أن ترحموني "

قال مباشرة " ما بها رنيم هل أصابها مكروه "

قلت بحدة " لقد أغمي عليها حين سماعها بالخبر وهي ملازمة الفراش وترفض إلا الاطمئنان

عليه ماذا لو تعبت كثيرا كيف كنت سأتحدث معكم لتسعفوها معنا أنتم لا تفكرون في غيركم أبدا "

قال بتوجس " هل تريدون نقلها للمستشفى هل أحضر الآن "

تنهدت وقلت " قالت أنها لا تريد وأنها بخير فقط دعوها تتحدث معه يا زبير "

قال " حسننا ها هوا تحدثي معه ولا تكثري عليه الحديث يا أمي أرجوك "

أعطاه الهاتف فقلت بين دموعي " غيث هل أنت بخير يا بني حمدا لله على سلامتك "

قال بصوت متعب " أنا بخير يا أمي اطمئني كيف هي رنيم هل هي متعبة كثيرا "

قلت بهدوء " تبدوا لي بحال أفضل ولكنها لا تريد قول شيء هي تصر على محادثك "

قال " حسننا دعيني أكلمها قليلا "

أخذت الهاتف لرنيم التي تحدثت معه ودموعها لا تفارق عينيها وهوا يحاول طمأنتها وهي

ترفض قول إلا أنها بخير ولا تريد زيارة المستشفى ثم خرجتُ وتحدثت مع زبير الذي أخبرني

أن غيث تعرض لكسر في عظمة ساقه الأيسر وآخر في عظم فخده الأيمن وبعض الجروح

والرضوض وسيغادر المستشفى قريبا

تبدوا لي أحوال غيث و رنيم في تحسن مستمر كم أتمنى أن يتراجع غيث عن فكرة الانفصال

عنها ما أن يتم اقتسام الميراث وتُلغى الوصية

عند وقت الفجر عاد زبير وصهيب فقابلتهم عند الباب وقلت بقلق

" كيف حاله الآن "

قال زبير " بخير وسيخرج قريبا , لقد تركنا بحر معه وسنعود حالا ليخرج بحر ويرتاح فقد عاد للتو "

قلت بارتياح " الحمد لله وماذا عن الكسور "

قال صهيب " لقد قاموا بتجبير كلتا ساقيه والجبيرة ستأخذ وقتا علينا نقله للأسفل هنا ولكن

المشكلة أن جناح الضيوف مشغول الآن ولا أجنحة أو غرف غيره في الطابق الأرضي "

قلت بهدوء " وكيف العمل أذاً "

قال بحيرة " لا يمكننا نقل شقيقة بحر فقد تنزعج من طلبنا ذلك وتعتقد أنها تضايقنا

فلقد أخبرني بحر مرارا عن مدى تحسس هذه الفتاة حتى من الكلمة الواحدة وليس

أمامنا سوى الملحق الخارجي "

قال زبير معترضا " ولكن الملحق منفصل تماما وستكون زوجته معه وفي وضعها

سيصعب عليها مساعدته وحدها ولن يكون بإمكاننا التردد عليهم دائما لمساعدتها "

قلت " سأتحدث مع جود دعا الأمر لي إنها فتاة طيبة وستتفهم الأمر أنا متأكدة فقط

لا تقولا ذلك أمام بحر حتى أتحدث معها "

تنهد زبير وقال " معك حق في ذلك فبحر لا يستحمل أن يضرها نسيم الهواء وسيفهم

الأمر كما يحلوا له "

تنهدت وقلت " حمدا لله المهم أن غيث سلم من كل ذلك "

وقد غادر المستشفى للقصر بسبب عناده كوالده تماما كم كان يصر على مغادرة

المستشفى دائما ولا يبقى فيه






















جود
















يبدوا لي أن الأغنياء أيضا يعانون ظننت أنه وحدنا من نعاني وأن هذه العائلة حياتها

كقصرها ولكن اكتشفت عكس ذلك فحور تبدوا لي حزينة دائما و رنيم زوجها قد أصبح

بلا حرك الآن وما فهمته أنهما لم يكونا على وفاق سابقا أديم يعاني ما يعاني وحتى ميس

وصهيب يواجهان مشكلة كبيرة مع أقارب العائلة على ما يبدوا وبحر أنا أعلم بحاله قبل

مجيئي إلى هنا وحده المدعو زبير من لا يحمل هما ويبتسم ويمزح على الدوام

لقد صرت أتحاشاه هوا دوننا عن الجميع بعد ذلك الموقف منذ شهرين وهوا لاحظت أنه

كذلك بعد ملاحظته لتجنبي له فعلاقتي بحور رائعة وهوا زوجها فلم أرد أي مشاكل لي

معها ولكن ما زاد الأمور سوءا أنه بانتقالي للطابق العلوي ليأخذ غيث و رنيم الجناح

السفلي صرت في الغرفة الأقرب لجناحه وأتقابل معه كل يوم تقريبا , بالنسبة لذاك الشاب

فقد أصبح يتصل بي صباحا ومساء كما قرر ولو ليقول كلمة صباح أو مساء الخير وأصبح

يتحدث لي أكثر عنه عن طفولته عن طموحاته عن كل شيء وأنا كذلك حتى زادت رغبتي

في رؤيته أكثر ولكن ما الفائدة من ذلك , لنبقى هكذا أفضل فيكفيني تعلقا به

ارتميت على السرير وأمسكت بهاتفي الذي أصبح منذ عام جزءا مني فوجدت رسالة منه

قد وصلت قبل قليل وكان فيها

( بعض الحب يشبه المرض الشفاء منه يعني أن تتذكر دائما بأنه سيعود لك من جديد ....أحبك )

ثم وفورا جاء اتصال منه ففتحت الخط فقال مباشرة وبحسرة

" لقد حلمت بك البارحة كنتي ذاهبة وأنا أركض خلفك لأراك وعندما وصلت إليك استيقظت يا له

من حلم لماذا كان ناقصا متى التكملة يا ترى "

ضحكت وقلت " جرب الليلة قد ينجح الأمر "

قال بضيق " هل هذا فقط ما لديك عليا أن أراك أو سوف أجن فورا "

تنهدت وقلت " هل سنتحدث في هذا دائما كم سأشرح لك ذلك "

قال بتذمر " ومتى ستسمح ظروفك هذه لا أعلم , حسننا أمري لله "

قلت بابتسامة " أقسم أني أحبك وسأنتظرك ما استطعت ولكن عليك أن تقدر ظروفي قليلا "

ثم ضحكت وقلت " أحدهم يطرق باب غرفتي عليا إنهاء المكالمة وداعا "

قال بضيق " اسمعي سأتصل بك بعد قليل شئتي أم أبيتي مفهوم "

ضحكت وقلت " مفهووووووم "

ثم فتحت الباب فكانت حور ابتسمت وقالت

" أعتذر على الإزعاج لكن جود هلا ساعدتني في حمل بعض الحاجيات من جناحي رجاء "

قلت ببرود " هل زوجك موجود "

ضحكت وقالت " لا إنه في الخارج , لو أعلم فقط سبب نفوركما من بعض "

قلت بضيق " مشكلة قديمة ولا تكترثي لها فأنت المفضلة لدي , هيا لننجز العمل

بسرعة قبل أن يعود "

ضحكت وقالت " هيا بسرعة "

أخذت هاتفي معي لأستقبل اتصال ذاك الشاب عندما يتصل بي بعد قليل كي لا يغضب

مني ككل مرة حين أترك هاتفي في الغرفة وقت اتصالاته المعتادة

توجهت لجناح حور وزبير وبدأنا في ترتيب بعض الحاجيات في غرفة المكتب الخاص

بزوجها واستمر العمل لوقت وانهمكنا فيه حتى سمعت صوت باب جناحهم يُفتح فقلت بذعر

" حور هذا زوجك قد دخل لقد ورطتني معه الآن "

ضحكت وقالت " وما المشكلة في ذلك يا جود "

فتح حينها علينا باب المكتب نظر لنا مطولا ثم قال

" آسف ظننت أنه لا أحد هنا "

قلت ونظري للأرض " عن إذنكما "

وخرجت من فوري من الغرفة ومن الجناح كالصاروخ ونزلت للأسفل فورا وهربا منه















زبير

















لا اعلم لما تكرهني أخت بحر تبدوا لي رقيقة جدا وتحب الجميع إلا أنا ومنذ ذلك اليوم .

نظرت لحور وقلت " ما كنتما تفعلان هنا "

قالت بهدوء " لقد طلبت من جود أن تساعدني في نقل الأغراض وترتيبها في المكتب "

قلت وأنا أتوجه للداخل

" لما لم تتركي عمال شركة النظافة من يقومون بذلك لما تتعبي نفسك وجود في ذلك "

قالت بابتسامة " العمل ليس صعبا فلما نؤجله ولما يبقى المكتب غير مرتب حتى يأتوا "

قلت بذات الابتسامة " شكرا لكما إذا وبلغي جود شكري أيضا "

غادرت حور واتصلت من فوري ببلسم رن هاتفها طويلا ولم تجب عاودت الاتصال وذات

الشيء ولكن ما شد انتباهي أنني كنت أسمع رنين هاتف ليس بهاتف حور في الجناح فتجاهلت

الأمر وكتبت لها رسالة وفيها

( فعلتها إذا يا مخادعة لن أرضى عنك هذه المرة أبدا )

وأرسلتها فسمعت حينها رنين رسالة من ذات المصدر انتابني الشك حينها فاتصلت بها مجددا

فسمعت الصوت ذاته ثم قطعت الاتصال فتوقف الصوت اتصلت ثانيتا فعاد للرنين فخرجت

من المكتب أتتبع الصوت فكان من هاتف موضوع على الطاولة في ردهة جناحي رفعته وأنا

اتصل فكان على شاشته أسم الرجل الكئيب يتصل والرقم ذاته رقم هاتفي من مفاجأتي

بالأمر قطعت الاتصال وعاودت اتصالي بها ثانيتا لأصدق ما تراه عيناي فظهر الاسم والرقم

ذاته سمعت باب حجرة حور يُفتح فأوقفت الاتصال وخرجت لحظتها فقلت لها

" لمن هذا الهاتف يا حور "










نهاية الجزء






لا تنسوني من توقعاتكم وتحليلاتكم وطبعا دعواتكم



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-11-14, 12:43 AM   #32

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء التاسع والعشرون













زبير














قطعت الاتصال وعاودت اتصالي بها ثانيتا لأصدق ما تراه عيناي فظهر الاسم والرقم

ذاته سمعت باب حجرة حور يُفتح فأوقفت الاتصال وخرجت لحظتها فقلت لها

" لمن هذا الهاتف يا حور "

نظرت له للحظات ثم قالت

" آه إنه هاتف جود لقد نسيته هنا هل هوا من كان يرن طوال هذا الوقت "

من صدمتي وهول مفاجئتي لم استطع الكلام جود أيعقل أن تكون جود ولكن كيف ذلك كيف

قلت بتوتر " لقد توقف الاتصال ما إن وصلت خذيه لها فقد يكون بحر أو والدتها من يتصل بها "

أخذته وعيناي تتبعانه وكأنها أخذت قلبي وعقلي معها بعد لحظات نزلتُ للأسفل

فقابلتني حور تصعد للأعلى فتوجهت من فوري للمطبخ وجدت جود وحدها هناك

والهاتف ذاته بجانبها قلت بصوت هادئ

" جود "

التفتت إليا من فورها بقيت أتأملها للحظات حتى شعرت بالخجل من حيائها مني فقلت

" جود هل تكرهينني "

سكتت طويلا لا اعلم لصدمتها من سؤالي أم بحثا منها عن إجابة , قولي لا يا جود

قوليها أرجوك ثم قالت وعيناها للأسفل

" لا لم أكرهك يوما "

كدت أقفز ناحيتها واحتضنها لولا أن تمالكت نفسي فقلت

" لا تغضبي مني بسبب ذاك الموقف أرجوك فقد كنت متوترا يومها فلن يتكرر ذلك

ولن أجلب لك أي عريس ثانيتا "

يا لي من أحمق ألم أجد غيرها كي أخطبها لجبير لا وعرضتها على أديم

قبله , تستحق الجلد على ما فعلت يا أحمق

قالت بعد صمت طويل " لا عليك لقد انتهى الأمر على خير وأنا آسفة أيضا "

دخلت حينها رنيم وقالت " أين هي حور "

هل هذا وقتك يا رنيم , خرجتُ من فوري وقفت قريبا واتصلت بها فسمعت هاتفها يرن

وكأنني لازلت أريد التأكد منها ثم خرجت للحديقة فأجابت قائلة

" أعلم أنك غاضب مني ولن تصدقني أيضا ولكني نسيت هاتفي بعيدا عني "

قلت بأندفاع " أحبك أحبك وأحبك فقط ولست غاضبا منك "

ضحكت وقالت " لا تبدوا لي طبيعيا أبدا "

قلت بابتسامة " وهل تركتي بي شيئا طبيعيا يا فتاة "

لا أصدق أنك أمامي وأني كنت أراك وأنا أموت شوقا لرؤيتك , آه من حظي الذي

ابتسم لي فجئه قالت بمرح " أين ذهبت "

قلت من فوري " ذهبت إليك طبعا , أخبريني كيف مشكلتك مع والدك "

قالت " لقد أصبح شقيقي هوا الوصي علينا الآن "

لهذا إذا جلبك بحر إلى هنا ليهرب بك من والدك يالك من رائع يا بحر لقد فعلت

أجمل شيء في حياتك قلت

" إذا لن تكوني لغيري وإن فعلتي ذلك قتلته سمعتي "

ضحكت وقالت " وإن قتلته دخلت السجن وتزوجت أنا بغيره "

قلت بحدة " بلسم لا تقولي ذلك ولا مازحة لن تتزوجي غيري مفهوم "

قالت " مفهوم وهل بعد كل هذا التهديد سأفعلها "

قلت بجدية " وأنا عند تهديدي فكوني حذرة "

تنهدت وقالت " أنا فقط أخاف من ظروفي وتقلباتها فلا تلمني حينها أرجوك "

قلت بضيق " أقسم إن أخلفتِ بوعدك لي قتلت نفسي "

قالت بفزع " ما هذا الكلام الذي تقول ما الذي حدث لك اليوم "

قلت بهدوء " حدث رائع وجميل ولم أتصوره يوما , وداعا الآن حبيبتي ها قد

جاء من سيعكر مزاجي "

ضحكت وقالت " وداعا واعتني بنفسك لأجلي "

آه يا قلبي كيف لي تحمل كل هذا لو أكتشف أنها تكرهني لأني زبير فسأموت حتما

توجه صهيب ناحيتي وقال بضيق " أين أنت يا رجل ألا يُعتمد عليك أبدا "

قلت بحدة " تحدث معي بأسلوب أفضل يا صهيب فيما أخطأت أنا "

قال مغادرا " تعلم فيما أخطأت وأصلح خطأك فورا "

غادر فقلت بلا مبالاة " لا أحسد من ستتزوجك عليك وكم أتمنى أن تكون ميس لتريني فيك

يوما رائعا كهذا اليوم , يا الله ما أروعه من يوم "













حور










قد لا تسير الأمور دائما كما نشاء فمثلما تشرق شمس الصباح أحيانا ونحن لازلنا

بحاجة ملحة للمزيد من النوم وكما تغيب عند الغروب أحيانا ونحن لا نزال ننتظر

قدوم أحدهم قبل أن يأتي المساء كذلك سارت بيالرياح عكس ما تشتهي سفن عقلي

وأصبح وجود جود هنا يقرب المسافة بيني وبين بحر أكثر فقد زادت زياراته

ومصادفات لقائي به وحتى الكلمات القليلة العابرة أصبحت تجد طريقا لها بيننا

وتقتلني في كل حرف من حروفها الجوفاء

" حور .... هيه ما بك "

قلت بفزع " نعم يا رنيم لقد أفزعتني "

قالت وهي تتوجه جهة الموقد

" لقد ناديك مرارا ولكنك كنتي في عالم آخر تماما , ماذا حدث للحساء هل نضج "

ثم شهقت وقالت " أنظري لقد كاد يحترق يا حور لقد اعتمدت عليك "

قلت بإحراج " آه آسفة لقد نسيت أمره "

نظرت لي ويديها في وسطها وقالت " حور حالك لا يعجبني أبدا لقد كثر شرودك جدا , يبدوا

لي أن الأمور تأخذ منحا جديدا "

قلت بحزن " ليثني أموت يا رنيم وأرتاح لقد تعبت حقا "

تنهدت وقالت " لا ألومك الآن يا حور أحبيه كما تريدي أتمنى أن تجتمعا سويا يوما ما "

قلت بألم " يا لها من أمية سخيفة وغير معقولة "

قالت " ولما غير معقولة الله قادر على كل شيء "

قلت بحزن " ها نحن ذا نعبر عامنا الثاني ولا بوادر تبشر بالفكاك من هذه الوصية يبدوا لي أننا

ننتظر عبثا كمن يركض خلف السراب وهوا يعي أنه لن يدركه وسترحل بنا السنين ونحن على

حالنا نركض في أماكننا ولا شيء سوى تحطم الأميات والبكاء ليلا والنوم مع وجع الذكريات "

قالت بأسى " كل منا ينتظر أن يتخلص من تلك الوصية ولكن ما أخشاه أن نصبح

يوما نهرب من الفكاك منها "

نظرت لها مطولا وقلت

" يبدوا لي أنك أنتي المعنية بما قلتي الآن هل صرت تخشين الفكاك من غيث "

قالت بشرود " لا أعلم ما الذي يحدث معي فعندما فكرت أنني سأخسره بسبب الحادث

كدت أجن , أخاف أن مشاعره اتجاهي ليست كذلك وأصل لمرحلة أكره فيها الفكاك منه

ويرغب هوا بعكس ذلك "

قلت بحسرة " لا أتمنى لك ذلك يا رنيم إنه أقسى ما في الوجود "

قالت وهي تسكب الحساء " هذا ما كنت أخشاه ويبدوا لي أنه ما سيحصل حقا "

قلت بهدوء " وما هي مشاعر غيث اتجاهك ما يقول لك وما تلاحظين عليه "

قالت بحيرة " لا أعلم هوا لا يصارحني بمشاعره حتى الآن ولا أنا كذلك تعامله معي تغير

كثيرا ولكن ..... أنا حقا لا أعلم "

قلت بجدية " عليك أنتي البدء بذلك لتشجيعه على قول ما يكتم بقلبه فالبعض يحتاج

لدفعة ولو بسيطة ليفجر ما بداخله وغيث يبدوا لي رجلا قويا وصلبا وهذا النوع

من الرجال لا يتحدث عما بداخله بسهولة "

قالت وهي تحمل الصينية " أخشى أن تدمرني نصيحتك "

ضحكت وقلت " جربي فلن تخسري أكثر فإن لم تنفع لن تضر "

ضحكت وقالت " عليا أن أحمل الحساء الآن له قبل أن يبرد والباقي يمكن تأجيله قليلا "



رنيم تسعى جاهدة لتغيير حياتها وتفكر جديا في مستقبلها مع غيث أما أنا فلا تزداد

حياتي إلا ضياعا وتشتتا فلا أنا لزبير الذي بين يداي الآن ولا لبحر الذي يفصلني

عنه كل شيء فكم أتمنى أن أرسى يوما كما يحدث مع رنيم ليثني مثلها لم أحب

يوما أحدا فليس لي إلا لحزن والحرمان وهذه الدموع التي لا تتركني لحظة

" حور هل لي أن ..... "

مسحت دموعي والتفتت لمصدر الصوت فكان بحر الذي قطع كلامه وقال بصدمة

" ما بك تبكي يا حور "

أعدت نظري للأسفل في صمت فقال بهدوء " هل ضايقك أحدهم بشيء "

قلت بعبرة مخنوقة " لا أبداً "

قال بهدوء " أنا آسف أعلم أن وجودي قد أصبح يضايقك "

هززت رأسي نفيا وقلت " لا ليس كذلك فلا تفهم الأمور خطئا أرجوك "

جاء صوت جود من خلفه قائلة " بحر أهذا أنت هنا وأنا أبحث عنك "

التفت لها وغادرا يتحدثان ولا أعلم عن ماذا أو لا أسمع في ماذا يتحدثان فأذناي غاب

عنهما الوعي تماما ليتركا كل شيء لدموعي المتدفقة وحدها تسمع وترى وتتحدث





















رنيم














لم يكن بالأمر السهل أن أتقبل خبر تعرض غيث لحادث وأنا لا أعلم ما خلف فيه

كان خبر أن يصاب بزكام كفيل بجعلي أتعذب معه آآآآه هل وصلت لهذا الحد من

الجنون هل عليا كسر الحاجز بيننا يا ترى وهل لدي من الشجاعة ما يجعلني أفعل

ذلك لما ليس هوا فهوا الرجل وهوا من عليه أن يصارحني بما في قلبه اتجاهي

ترى هل يكون لاشيء من هذا في قلبه لذلك لم يتكلم أم هوا كما قالت حور من النوع

الذي يحتاج لدفعة قوية ليبوح بما في داخله آه يا رب ساعدني لما أنا كان نصيبي

زوجا جافا هكذا ولما أتعلق به كل يوم أكثر من سابقه

عليا أن أجرب رغم أن الفشل قد يكون حليفي وحينها لن ينقدني منك أحد يا حور

" رنيم ما بك الملعقة أصبحت فارغة "

نظرت ليدي بصدمة بعدما أوقظني صوت غيث من شرودي وكانت الملعقة مائلة في

الصحن وانسكب كل ما فيها يالي من بلهاء هوا ينتظر أن أطعمه الحساء وأنا ...

آآآآه منك يا حور لقد أفقدتني عقلي رفعت عينيا إليه لوجهه لعينيه بل أنت هوا من أفقدني

عقلي يا غيث ليثني أدخل هذا الرأس وهذا القلب لأعرف من أنا فيهما ابتسمت وقلت بعفوية

" كان ساخنا خفت أن يحترق لسانك فتوبخني "

ضحك بتعب وقال " بل كنتي شاردة الدهن تماما فيما كنتي تفكري "

قلت بهمس وعينيا على الصحن " في شخص "

قال بصوت مصدوم " شخص "

نظرت له بضيق ثم قلت بتذمر " غيث لا تأخذك أفكارك وتسافر بك بعيدا اقسم سأغضب منك "

ابتسم ولاذ بالصمت ولم يقل لي حتى كاذبا أنا لم اشك بك ليراعي مشاعري تنهدت بضيق فقال

" هل يتعبك لهذا الحد "

نظرت له في حيرة وقلت " من "

نظر للسقف متكأ برأسه على ظهر السرير وقال " لا شيء يا رنيم "

قلت بهدوء وعينيا عليه " هل أنت غاضب مني "

نظر لي بحيرة وتشتت أو لا أعلم ما تكون تلك النظرة ثم قال بعد صمت

" ولما سأغضب منك "

أنزلت رأسي أرضا وعضضت شفتي السفلى يا لي من حمقاء كم كان هذا سؤالا أحمقا

قال بهدوء " رنيم "

نظرت له في صمت فقال " ماذا هناك هل تريدي قول شيء "

آه يا إلهي هل يظهر عليا ذلك بوضوح سحقا لك يا رنيم هيا إنها فرصتك قولي شيئا إما أن

يصلح الأمور أو يفسدها

قال بحيرة " ما بك "

تنهدت ثم ملئت رئتي بالأكسجين وقلت بهمس وعينيا أرضا

" بلى أريد قول شيء "

قال بعد صمت وكأنه يخمن ما سيكون أو ينتظر أن أتابع

" نعم يا رنيم قولي كل ما تريدين "

بدأت ألعب بأصابعي بتوتر وكأني مراهقة تود الاعتراف لحبيبها أنها تحبه

وها قد أبت الكلمات أن تخرج من جوفي فوصلني صوته قائلا

" هل الأمر صعبا عليك لهذا الحد "

نظرت له بصدمة فقال مبتسما " هل الموضوع صعب التحدث فيه هكذا "

آه حمدا لله فكرت للحظة أنه دخل عقلي وعلم بما فيه قلت بتوتر

" لا شيء إنسا الأمر "

قال مباشرة " هل ستؤجلين ذلك أم لم تعودي ترغبي بالحديث "

تأففت وقلت " غيث ما بك يبدوا أنك تشعر بالملل وتتسلى بي "

ضحك وقال " رنيم أنتي التي ما بك أنا سألت فقط "

سحقا لك يا رنيم ولعقلك ولقلبك ولسانك ولحور أيضا وها قد اكتشفت أنك جبانة

يا رنيم ولكن لما لا يتكلم هوا ترى ألا يحبني , وصل صوته متبسما

" لما لا تغلقي عينيك وتتحدثي "

نظرت له مندهشة وقلت " غيث فيما فكرت أني أريد قوله "

قال بهدوء " لو فكرت في شيء ما طلبت منك أن تتحدثي "

لا أعلم من أين جاءني كل هذا الغباء عليا تغيير الموضوع كي لا يتفاقم أكثر من

ذلك نظرت للصحن وقلت

" يبدوا أنه برد عليا أن أعيد تسخينه "

قال مباشرة " لا داعي لذلك أريده باردا "

أطعمته ملعقة وأخرى وثالثة في صمت كم أنا حمقاء هل كان عليا أن أصر على

إطعامه له بنفسي هذا ولم أقل شيئا كيف سأكون حينها , أمسك بيدي والملعقة فيها

وهي أمام شفتيه سكب الحساء منها في الصحن ووضعها على فخذه المجبرة وهوا

يضغط عليها بقوة ونظر للسقف مجددا وقال

" الرجل الذي كان في السيارة الأخرى توفي على الفور رغم أنه هوا المخطأ لكني

شعرت أنني قتلته وأنا من كان يفترض به أن يموت "

ارتعشت يدي في يده كما هوا حال كل جسمي لهذه الفكرة وقلت بلا تفكير

" لا غيث أرجوك "

شد على يدي أكثر وأغمض عينيه وقال " لا تريدي أن أموت يا رنيم "

قلت وأنا أمسح دمعة نزلت من عيني " أنت حياتي يا غيث لا تتركني وترحل "

ها قد قلتها وليحدث ما يحدث عاد بنظره ورأسه عن السقف نظر إلي مطولا في صمت

فأرخيت نظري للأسفل فقال " وها أنا لم أتركك "

هل .... ألم يسمعها لما لم يعلق عليها يبدوا أنه لم يهتم لذلك تنهدت بيأس وصمت فقال

" وإن مت أنا يا رنيم "

نظرت له بخوف وقلت " غيث ما بك مع الموت اليوم "

ابتسم وقال " أريد جوابا "

نزلت حينها دموعي متتالية سحبت يدي من يده ومسحت بها دموعي وقلت بصوت

مخنوق وأشبه للهمس " أفقد حياتي "

هاهي المحاولة الثانية وأقسم أن تكون الأخيرة لو لم يكترث أو ينتبه

قال بهدوء " لو قلتي غير هذا لقلت أنك كنتي تكذبين في الأولى "


المحتال انتبه لها ولم يعلق عليها وقفت وقلت مغادرة " سأقوم بتسخينه من جديد "

أعلم أنني مغفلة وكان عليا أن أنتهز الفرصة وأسأله عن مشاعره اتجاهي ولكن يكفي

لا يمكنني فعل أكثر من ذلك , ولم ينتهي الأمر عند ذلك فقد سألني ما أن عدت عما

كنت أريد التحدث ومن الجيد أنه تجاهل ما تحدثنا عنه مؤخرا



















صهيب













" أمي إنسي أن يحدث ذلك أخبرتك مرارا "

تنهدت وقالت " عوف لما لا تحاول معه بني "

قال بحيرة " أنا لست بأفضل حالا منك فأنا في شجار دائم مع

والدي وأنيس وموقفي صعب جدا "

قالت بحزن " لما لا يعترفون بهم ويعطونهم حقهم لينتهي الأمر أخشى أن

تكبر المسألة وتتقاذفنا الألسن فيكفي ما حدث حتى الآن "

قال عوف بهدوء " حاولت كثيرا ولم أجني سوى التوبيخ "

قالت بضيق " وعلياء ضربها والدها من أجل ذلك وحدك أنت وهي وأبنائي من يدافع عن حقهما "

قال بتساؤل " ولما يضربها "

قالت بحزن " لأنها قالت رأيها في الأمر مثلك "

ثم وقفت وقالت " عليهم أن يخافوا الله في حق ابنة أخيهم اليتيمة "

ثم غادرت فهمس لي عوف قائلا

" هيه صهيب من الفتاة التي كانت مع والدتك عند وصولي بالأمس "

قلت بضيق " وهل أتذكر اليوم لأتذكر الأمس "

قال بحماس " هيا يا صهيب لا تصعب عليا الأمر "

نظرت له بحيرة وقلت " عوف ما حل بك "

تنهد بضيق وقال " قل لي من هي و أرحمني "

قلت ببرود " وكيف سأعلم وأنت من راءاها وليس أنا "

قال بتذمر " أنت تعلم كل الموجودين هنا "

تنهدت بضيق وقلت " لون عيناها أزرق أم سمائي أم اسود أم أخضر "


ضحك وقال " هل لديكم من كل لون واحدة "

ضحكت وقلت " نعم , فزوجة غيث ذات عينين سوداء وزوجة زبير لون عينيها سمائي

غريب لا يمكنك تحديده أما ميس فأزرق غامق وشقيقة بحر خضراء العينين فإن كانت

إحدى زوجات إخوتي أو ميس فلا تزد في الموضوع حرفا أو قطعت لسانك "

قال بابتسامة " إذا هي شقيقة بحر "

نظرت له مطولا وقلت " وكيف رأيتها ها "

قال بإحراج " كنت داخلا وظننت أن عمتي سماح لوحدها فكانت معها وما أن رأتني

حتى خرجت من فورها ورأسها أرضا ولم أرها سوى تلك اللمحة البسيطة هلا تحدثت

مع شقيقك في الأمر "

ضحكت وقلت " مهلك يا رجل أبهذه السرعة "

قال بضيق " حسننا وما في ذلك "


قلت بابتسامة " سيقتلك والدك بالتأكيد "

قال بلا مبالاة " لا يهم فسليمان تزوج بمن يريد رغما عن الجميع وفي النهاية تقبلوا

الأمر , ها قلي هل ستحدثه "

ضحكت وقلت " سأرى ما سأفعل هيا دعنا نغادر "

قال ونحن مغادران " متى ستتحدث معه "

ضحكت وقلت " ليس الآن "

عند المساء كنت داخلا للقصر صعدت السلالم متوجها لغرفتي فسمعت صوتا يناديني قائلا

" مهلا صهيب "

التفتت فكانت ميس تقف عند بداية الممر عدت ناحيتها وقلت

" نعم يا ميس "

قالت بهدوء " هل صحيح أنك تشاجرت مع عمك وابنه من جديد "

قلت بابتسامة " صحيح ولن تكون الأخيرة فليقتلوني أو يفعلوا ما أريد "

نظرت للأسفل وقالت " أريد الذهاب لدبلن من جديد "

قلت " ولما "

قالت " عليا البحث عن المدعو مايكل "

قلت بعد صمت " لا داعي لذلك فلقد وجدته "

نظرت لي بصدمة وقالت " وجدته ولكن كيف "

قلت " بمساعدة الضابط جيمس لقد كنت هناك بداية الشهر وقد سحبنا منه المعلومات أيضا "

قالت " ومن دوني "

أمسكت وجهها وقلت " لن أعرضك للخطر يا ميس سمعتي "

هزت رأسها نفيا وقالت " لا هذا من حقي أنا وليس غيري ولو كان فيه موتي "

قلت بهدوء " ميس أنا أحبك ولن أرضى بأذيتك أبدا "

نظرت لي مطولا بصمت فقلت " لا تقولي كاذب أرجوك فأقسم أنها الحقيقة "

هربت من أمامي راكضة دون أن تعطيني أي أمل أو تقطعه ذهبت وخلفتني كالجدار لا يفكر

أبدا أن يغير مكان وقوفه وبعد وقت تنهدت وذهبت لغرفتي وأرسلت لها رسالة كتبت فيها

( أحبك يا ميس وأقسم على ذلك )

بعد وقت أرسلت لي

( طلبت مني أن لا أقول لك كاذب فليس لدي ما أقول )

ابتسمت وأرسلت لها

( أحبك يا قاسية وأنتي تعلمين ذلك جيدا ولن تكوني لغيري إلا على جثتي )

بعد أن صليت الفجر توجهت للصالة الرياضية الملحقة بالقصر وهوا مكاني

المعتاد يوميا في هذا الوقت وبعد حين سمعت خطوات تدخل الصالة تم تقترب

من الغرفة ثم دخلت فكانت ميس
















ميس









سألت خالتي أين أجد صهيب ويكون وحده هنا , فقالت أنه يقضي ساعتين بعد الفجر

في الصالة الرياضية الملحقة بملحق القصر فتوجهت له فجر تلك الليلة دخلت المكان

فكان عبارة عن صالة كبيرة تحوي ملعبا صغيرا لكرة السلة وبنهايتها غرفتين أحداها

كانت مفتوحة ويخرج منها صوت رفع لثقل آلة رياضية وصوت زفير لأحد يحركها

وبالتأكيد هوا صهيب توجهت للغرفة ووقفت أمام الباب فكان هناك بالفعل يرتدي سروالا

رياضيا قصيرا حتى نصف الساق فقط ولا شيء من الأعلى

شعرت بالخجل من وجودي فقلت وعينيا أرضا

" آسفة يبدوا أنني اخترت وقتا غير مناسب "

جلس وأخذ منشفة ووضعها على كتفيه وظهره وقال

" ما الذي أخرجك في هذا الوقت وكيف علمت أنني هنا "

قلت " سألت خالتي عن مكان تكون فيه لوحدك فأخبرتني "

نظر لي بحيرة وقال " هل من مشكلة يا ميس "

قلت بعد صمت " أنا اشك بأحدهم وهوا وراء ما حدث لوالدي "

نظر لي مطولا تم قال " من "

قلت مباشرة " عمك جسار "

وقف وقال " عمي جسار ولما هوا تحديدا "

قلت " لأنه الوحيد الغير متضرر بفضيحة اختطافي ومن وراء هذه سيكون وراء

الأخريات فوحدهم أخوتك وأعمامك وجدك من يعلمون بالأمر "

نظر لي مطولا تم قال " وحامد وجهاد يعلمان أيضا "

قلت " جهاد لن يستطيع وحامد يستحيل ذلك فقد أفرجت عنه وشقيقته قالت أنه تغير

في كل شيء بقي إذا أعمامك وجدك فقط "

قال " ولما لا يكون عمي عاصم أو حتى جدي "

قلت بهدوء " لا اعلم أرى أنه وحده من وراء ذلك فحتى الكره في عينيه

وكلماته كان أكثر من شقيقه "

قال بشرود " ربما ليس هوا وإنما ..... ربما يكون ذاك يفعلها القذر "

نظر لي مطولا في صمت فقلت " لما تنظر لي هكذا "

قال وهوا يرتدي قميصه " لأنني استغرب من شيء "

قلت بحيرة " من ماذا من أن أتهم أحدهم "

قال بابتسامة " بل من أن تأتي إليا هنا "

قلت بضيق " ما تعني بذلك "

قال بذات الابتسامة " هل لأجل هذا فقط جئتي "

قلت بحدة وأنا أغادر الغرفة " يا لي من تافهة حقا وظننت أنك ستهتم للأمر "

لحق بي وأمسكني من يدي وقال " ميس انتظري أود قول شيء "

وقفت وقلت بغيض " ما الذي لم تقله بعد "

قال بهدوء " ميس ماذا عما حدثتك عنه البارحة قولي أي شيء "

نظرت له وقلت " هل أقول أي شيء "


قال بابتسامة " إلا كاذب "

تنهدت وقلت " صهيب ماذا تريد مني بالتحديد "

فعل حركته المعتادة وقرص خدي وقال

" هل تعلمي ما تفعلينه بي حين تذكرين اسمي إنك تصيبينني بالجنون يا ميس "

قلت بتألم وأنا أبعد يده " آآآآآآي متى ستكف عن معاملتي كالأطفال "

ضحك وقال " حتى تكبري "

تجاهلته وقلت بضيق " لم تجب عن سؤالي ماذا تريد "

اقترب من أذني وقال بصوت أشبه للهمس

" أريدك لي وحدي , زوجتي وحبيبتي "

ابتعدت عنه بضع خطوات وقلت

" وهل تعي ما ستكون عليه حياتنا إن تزوجتني فأنا لا أريدك "

قال بعد صمت " ميس ستتزوجين بي أحببت ذلك أم لا "

قلت بضيق " لماذا تريد الزواج بي قل الحقيقة "

تنهد بضيق وقال " أخبرتك مرارا لأني أريدك زوجتي "

قلت " فقط "

قال بتذمر " ولأنني السبب فيما يقال عنك "

قلت مغادرة " لذلك لن أتزوجك أبدا "





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-11-14, 12:47 AM   #33

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الثلاثون






غيث







لقد شق التغيير حياتي وصرت من محلق تحت سماء هذا العالم إلى نائم على سرير

في جناح الضيوف ياله من تناقض غريب ساقين مجبرتان وجسد متعب ورفيق جديد

ليس الشركات والسفر والأوراق والمستندات والعملاء بل رنيم الزوجة التي لم أكن

أراها إلا خلال وجبة من وجبات الطعام وسرير غرفة نومنا لتصبح هي عالمي

الجديد الذي أحلق به وخلاله فصارت قدماي اللذان تقودانني على الرغم من

شدة تعبها والأذنان التي تستمع إلي والعينان التي أرى بهما عالمي الخارجي حيث

لم يتمكن أي من رفاقي أو رجال الأعمال من زيارتي لوجودي داخل القصر بدلا

عن الملحق وأخوتي استلموا زمام الأمور مؤقتا

فحمدا لله أنني أقحمتهم أكثر في أعمالنا وشركاتنا طوال السنة الماضية وهذه السنة , لقد

علِمت عن رنيم الكثير بعدما وجدنا متسعا أكبر من الوقت لنقترب لبعضنا أكثر وتقترب

أفكارنا شيئا فشيئا لنكتشف فيما كنا نختلف وفيما نتشابه تحدثت لي كثيرا عن طفولتها

وعن مراهقتها لا أعلم هل هي تحاول بذلك طرد الملل عني أم لتقربني من عالمها أكثر

فأكثر واكتشفت أنني لم أعطي هذه الزوجة حقها في أن تشعر أنها شريكة لإنسان في

حياته كما اكتشفت أنها أنقى مما كنت أتصور ولا تجيد إخفاء ما يجول بخاطرها ولا

حتى كيف تبوح به

لقد أصبحت تصر على مساعدتي في كل شيء بعد أن أصبحت طريح الفراش بساقين

مجبرتين وهي ترفض مساعدة أخوتي لها إلا فيما تعجز حالتها الصحية عن فعله فوالدتي

أصبحت منهمكة في زيارات صديقاتها لها بعد سماع الجميع بالحادث لتصبح رنيم هي

من تعمل على راحتي حتى أنها تفتح الباب وتغلقه في اليوم عشرات المرات كلما جاء أحد

أخوتي لزيارتي أو لاستشارتي وأحظر معه كومة الأوراق

وفي النهاية اشترطت عليهم زيارة عمل واحدة لكل منهم لي في اليوم الواحد ووقت محدد

أيضا واتصالات هاتفية محددة ومنعتني من الرد على غير أخوتي , لتسبب قوانينها الصارمة

هذه ضيقا وإرباكا لهم جميعا وراحة كبيرة لي بالطبع

" رنيم اتصلي بأحدهم لن تستطيعي إسنادي للوقوف أكثر من ذلك لليوم "

قالت بضيق " هل اشتكيت لك يا غيث , ولا تقلق فعندما أعجز عن ذلك سأطلب

المساعدة منهم تأكد "

قلت بهدوء " ولكنك .... "

قاطعتني قائلة " أعلم لكني حامل ومتعبة وسيضرني ذلك "


ثم أمسكت بيدي وقالت

" هيا يا غيث لا تتعبني معك وتأكد أنه لا يموت أحد قبل يومه "

ساعدتني للوصول لحمام الغرفة والعودة كأغلب المرات وسندتني للسرير فتنهدت بألم فقالت

" هل تشعر بشيء يا غيث "

ابتسمت وقلت " لا تقلقي مجرد الآم بسيطة "

قالت مغادرة " سأقوم بوضع الكمادات على مواضع الألم سيساعدك ذلك كثيرا "

وغادرت من فورها كي لا أعترض أو أمنعها وبعد قليل دخل صهيب وهوا ينظر خلفه ثم

أقترب مني بسرعة وقال " جيد أنها تركتك قليلا اسمع هذا المدعو أحمد رافع يصر على

رؤيتك لهذه , لقد أتعب رأسي اليوم "

وقفت رنيم عند الباب وقالت " صهيب ماذا تفعل "

قال بتذمر دون أن ينظر للخلف " آه بربك رنيم هل تخرجين من الجدران أم ماذا "

اقتربت وأخذت منه الأوراق وقالت بغضب

" لقد انتهت حصتك لليوم منذ الصباح وهذه الزيارة انتهت أيضا "

قال برجاء " رنيم أرجوك الأمر مهم جدا "

قالت بحدة " ممنوع "

قال بضيق " ولما "


قالت " لأنكم جميعا تقولون ذلك ولن أسمح لكم أن ترهقوه أكثر ألا ترون أنه

لا يزال متعبا أرحموا شقيقكم قليلا حتى تتحسن صحته ولو بعض الشيء "

قال مغادرا بضيق " رنيم كان يفترض بهم تعيينك مديرة لنزل الطالبات "

ضحكنا كلينا ثم جلست بجانبي وقالت " غيث عندما ترى أن الأمر لا يمكن تأجيله حقا

فأشر لي بأصبعك هكذا ولا تقل أمامهم أنك من يريد ذلك لأنهم لن يرحموك بعدها أبدا "

أمسكت يدها وقبلت كفها بعمق ثم ضممتها في حضني وقلت

" شكرا لك رنيم , شكرا على كل شيء "

حضنتني بيديها برفق وقالت " أنت ........ "

وبترت جملتها كعادتها فقلت مبتسما " أنا ماذا "

غمرت وجهها في صدري وقال " أنت أثمن ما لدي يا غيث "

تأوهت بألم فابتعدت عني وقالت " آسفة هل تشعر بالألم "

ابتسمت وسحبتها بيدي لتتكئ على صدري وقلت وأنا أمسح على شعرها

" لا تقلقي حبيبتي أنا بخير "

جلست ثانيتا ونظرت لي بصدمة فقلت مبتسما

" حبيبتي وحياتي وزوجتي وأم أبني "

عادت للنوم على صدري في صمت ولم تتكلم


















رنيم












منذ مدة وأنا أعمل بنصيحة حور وأحاول أن أكون أكثر انفتاحا في الحديث مع

غيث كان الأمر صعبا في البداية ولكنه أصبح أكثر يسرا بالتدريج وبتشجيع حور

الدائم لي وها قد نطق الحجر أخيرا

كنت نائمة على صدره وأشعر أنني ملكت الدنيا بتلك الكلمات البسيطة التي تحتاجها

كل أنثى من رجل أصبح يعني لها الكثير , في هذه الفترة استطاع كلينا أن يكون

أقرب لقلب الآخر لعالمه لتفكيره وحتى لحضنه يبدوا لي غيث كما قالت حور لا

يعبر عما بداخله بسهولة وقد يكون ممن يرى الأفعال أهم من الأقوال لقد حدثني

عن أمور كثيرة عنه والماضي ليس من ضمنها طبعا فهوا يتجنب نبشه وأنا تجنبت

السؤال عنه

" رنيم هل نمتي "

ضحكت وقلت " بل أحاول السباحة للوصول لقلبك "

قال وهوا يلعب بشعري بين أصابعه " ولما "

قلت بهدوء " لأجمع المحار والعب على الشاطئ وأكتب على رماله اسمي وأعيش هناك للأبد "

قال بحنان " كيف تريدين الوصول هناك وأنتي فيه تعبثين بكل تلك الأشياء التي ذكرتِ "

ما أسعدني به اليوم يبدوا لي مخدرا أو ماذا , مؤكد ليس طبيعيا

جلست ووضعت يدي على جبينه وقلت " غيث هل تشعر بشيء "

ضحك بصوت متعب وقال " هل أنا جاف لهذه الدرجة "

قلت بخجل " آممم .. آه لا ... يبدوا لي أحيانا هههههه لا أعلم "

قبلني وقال " كنت اضن أنني أفعل أشياء تعبر عن ذلك "


ثم ضحك وقال " رنيم هل تذكري عندما تقابلنا هنا وكم تشاجرنا "

ضحكت وقلت " لو لم تكن متعبا الآن لضربتك لقد كنت تكرهني بجنون "

اتكأ برأسه للخلف نظر للسقف وتنهد بحزن وقال

" اعذريني فالأمر لم يكن يوما بإرادتي , فلك أن تتصوري أنك تكرهين الرجال حد

الموت وتجدي نفسك فجئه زوجة لأحدهم كيف سيكون شعورك "

قلت بهدوء " ولكن لما "

أغمض عينيه بقوة وكأنه يحاول طرد شيء من ذاكرته أو صور ظهرت أمام عينيه ثم قال

" رنيم لا تسأليني عن ذلك حبيبتي أرجوك "

نمت على صدره من جديد وقلت

" حسننا لن أسألك أبدا , فقط لا تفكر بي ذاك التفكير فأقسم أنك الرجل الوحيد في حياتي "

مسح على رأسي بصمت ليخبرني بصمته أن ذاك الأمر سيكون صعبا عليه الآن



















جود

















تماما أنا كالطفلة أحتضن دوما أمنياتي بشدة ليس لأنني أحبها ولا لكي أشعر بدفئها ولكن

لأنني أخشى أن تطير بعيدا عني ولا أجدها أخشى أن تسافر كما سافرت كل تلك الأميات

البعيدة وتركتني

( لم يعد للشوق حكاية غيرك أنتي ولا للحب فصولا غير فصول حبي لك ولا بداية إلا

معك ولا نهاية إلا بقربك حبيبتي )

كانت هذه آخر رسالاته إلي , لم يعد يصر على رؤيتي كما لم يعد يتحدث إلا عن كوني شيئا

سيئول إليه ويهدد ويتوعدني بالويلات إن صرت لغيره ولكن كيف أكون له ونحن يفصلنا

كل شيء كم هي معقدة قصتي معه ترى لما وضعه القدر في طريقي لما أنا من تحدث

معها دونا عن كل البشر هل ليسعدني يوما أم ليبكيني طوال العمر

" جود ما بك كالصورة على ذات حركتك منذ ساعة "

وضعت الهاتف من يدي وقلت " لا شيء رنيم فقط شردت قليلا "

جلست بجانبي ووضعت يدها على يدي وقالت

" جود ما الذي يشغل بالك هذه الأيام هل تعانين من مشكلة "


دخلت في صمت طويل فقالت " جود تبدين لي حزينة وأمر ما يشغلك "

قلت بهدوء " هل أخبرك ولا تخبرين أحدا ولا حتى زوجك "

قالت بتأكيد " ألا تثقين بي يا جود , أقسم لن يعلم أحد "

قلت بعد صمت " أنا أحب شابا أعرفه عن طريق الهاتف "

نظرت لي بصدمة مطولا ثم قالت " عن طريق الهاتف فقط , ألا تعرفينه "

قلت وعينيا للأسفل " لا .. لا أعرف عنه شيئا سوى حكاياته الحزينة "

قالت بحيرة " لم أفهم "

تنهدت وقلت " لقد اتصل بي رقم غريب منذ سنة وأنا منشغلة على بحر واعتقدت أنه

أحد أشقائه فأجبت في صمت فكان رجلا طلب مني أن أصمت واستمع إليه فقط دون

أن يعلم من أكون وبدأ يبث همومه لي وأمور لم يكن يحكيها لأحد لأنها لا تُحكى ثم .... "

قالت بهدوء " ثم ماذا يا جود "

حكيت لها عن كل شيء إلا ما أمنني عليه وهي الوصية وتفاصيل حكاية شقيقه تنهدت وقالت

" جود قد يكون خطأ ما أقدمت عليه كيف تحبينه وأنتي لا تعرفينه ماذا لو كان يكذب عليك "

قلت مباشرة " ولكنه طلب مني انتظاره وأكد لي رغبته الزواج بي كثيرا "

قالت بجدية " وأين هوا إذا "

قلت بحزن " لا أستطيع أن أقول لك كل شيء ولكن لديه ظروف صعبة الآن "

وضعت يدها على كتفي وقالت

" أتمنى أن لا تندمي على هذا يا جود وأن لا يجلب لك المشكلات "

ثم وقفت مغادرة وتركتني مع حيرتي التي كبرت أكثر مما كانت , وما هي إلا لحظات

حتى وقف زبير أمام باب المطبخ , وزبير هذا حكاية أخرى لقد أصبح لطيفا جدا معي عكس

السابق حتى أنني صرت أشك أن يكون طبيعيا يبدوا أنني ظلمته كثيرا بضني به سابقا

نظر إليا مطولا تم غادر في صمت وهذه إحدى عجائبه الجديدة النظر في صمت والمغادرة






















زبير













هذه الفتاة ستصيبني بالجنون لم أعد أتمالك نفسي أمامها ولا يهنأ لي بال إن لم أراها كل

حين لم أعد استطيع التحكم في مشاعري اتجاهها ولا أستطيع التحدث معها بعد أن علمت

مني عما أخفيه وعن حب شقيقي لحور فهي ستعلم بكل شيء حينها وقد تفضح أمري

توجهت حيث كان بحر جالسا ينتظر صهيب فجلست مقابلا له وقلت

" أين أنت يا رجل ظننت أنه لم يعد في الوجود سوى بحر المياه "

ضحك بهدوء وقال " وما تريد بي "

لا أريد شيئا فقط لا تأخذ هذه الماسة من هنا , قلت بابتسامة

" أريد أن تشبع عينيا بالنظر إليك طبعا "

قال صهيب وهوا يدخل " خذ حذرك يا بحر بعد قليل سيكتب فيك قصيدة "

قلت بضيق " وما شأنك أنت أيها الحسود "


ضحك وقال " هل أحسده عليك ألم أجد من أحسد "

تجاهلته ونظرت جهة بحر فجلس بجانبه وقال بحر

" ما بك جئت بي على عجل ولم تحدثني عما تريد في الهاتف "

قال صهيب بضيق " بحر ما بك يا رجل هل نحجز لرؤيتك "

اكتفى بحر بالصمت وأنا أكثر من يعذره ويفهمه فقال صهيب

" عوف ابن عمي جسار أرادني أن أحدثك في أمر مهم "

قال بحيرة " عوف , وماذا يريد مني "

قال صهيب " لا يريدك طبعا بل يريد شقيقتك "

نظر له بحر بصدمة بل أنا من كادت عينيا تخرج من مكانهما ثم قال

" شقيقتي !!! وما يريد بها "

قال صهيب بتذمر " ما بك يا بحر هل صرت بطيء فهم أم ماذا "

قال بنفاذ صبر " نعم بطيء فهم فهلا شرحت لي "

قال صهيب بهدوء " لقد رآها مع والدتي بالمصادفة وسألني عنها وأخبرني أن أتحدث

معك في الأمر ها ما قلت "

كل هذا كان يجري أمامي وأنا كالبركان الذي يحاول إخماد نيرانه بل كدت أقفز على

صهيب وأخنقه وأبحث عن عوف ذاك لأقتله

قال بحر بعد صمت كاد يقتلني به

" الرأي الأول لها هي ثم بعدها عليا السؤال عنه بنفسي "

قال صهيب " يعني !!! "

قال بحر " يعني أنه ليس وقت قول رأيي في الأمر "

قال صهيب مباشرة " إذا ستتحدث معها أولا "

قال بحر بهدوء " نعم ولكن ليس اليوم بالتأكيد "

حينها انفجر البركان الذي كنت أحاول إسكاته منذ وقت ووقفت قائلا بغضب


" لن يحدث ذلك أبدا "

نظرا إليا بصدمة فقلت " إن تزوجها عوف فسأقتله "

قال صيب بدهشة " زبير ما بك "

قال بحر " زبير أنت تعلم أن جود هي من رفضت صديقك وبمحض إرادتها "

خرجت من عندهم بضيق يسع لسكان الأرض جميعا وقلت بهمس

" لن تفهمني أبدا يا بحر لن تفهم , وأخشى ما أخشاه أن توافق جود لتخفف العبء عن

شقيقها كما فكرت أنا بذلك سابقا "

هل أحبها أنا كل هذا الحب ليأخذها عوف أو غيره وأنا أتفرج لن يحصل ذلك ولو تنازلت

عن حصتي في الميراث وخالفت أوامر والدي للمرة الأولى في حياتي , اتصلت بجود من

فوري فأجابت سريعا وقالت

" لما تتصل اليوم في غير وقتك المعتاد هل من مكروه "

حاولت أن أكون طبيعيا كي لا تشك بي وقلت وأنا أغلي من الدخل

" هل ستنتظرينني حقا هل ستكونين لي ارحميني وقولي أجل "

قالت بحيرة " هل حدث معك شيء أخبرني "

قلت " أجيبي الآن حبيبتي أرجوك "

قالت بهدوء " سأنتظرك حتما "

قلت " ومهما حدث ومهما تغير "

قالت بحيرة " أنا لا أفهمك اليوم حقا "

قلت بحدة " إن وافقت على الزواج بغيري قتلتك سمعتي "

ضحكت وقالت " كنت ستقتله هوا فما تغير الآن "

قلت بضيق " بلسم أنا لا أمزح "

قالت " حسننا حسننا ولما الغضب هكذا أنا لا أحتمل منك هذا الأسلوب "

قلت بهدوء " لا تكوني لغيري ولن أغضب منك أبداً "

قالت " ومن قال أنني سأكون لغيرك , لو أعلم فقط ما حل بك اليوم "

قلت بعد صمت " بلسم هل تحبينني هل أعني لك شيئا "

قالت مباشرة " وهل هذا سؤال تسأله لي وأنت من يعلم دوما إجابته "

قلت بهدوء " لا تنسي الوعد يوما يا بلسم لا تنسي ذلك ..... وداعا الآن حبيبتي "

ستكونين هنا تحت عيني ولن أسمح لأحد بالاقتراب منك أبداً

























حور























تسعدني حقا كل هذه السعادة التي أراها في عيني رنيم فأحوالها وغيث في تحسن تلحظه

في ملامحها ها قد أصبحت وحدي من يتمنى الفكاك من تلك الوصية هل عليا أن أكون كرنيم

يا ترى وأغير رغباتي بما يتماشى مع ظروفي , ولكن كيف وبحر لا يترك مكانا شاغرا في

قلبي وعقلي وعينيا وكل شيء بل كيف سيكون ذلك و زبير لا يراني زوجة له ولا يرغب بهذا

التغيير, آآآآآآآه خرجت تلك التنهيدة حزينة مؤلمة من جوف جوف قلبي

قالت ميس بصدمة " حور ما كل هذا لقد كدت تحرقين الكعكة وهي جاهزة "

ضحكن جميعهن فتابعت قائلة " شخصين فقط كم أتمنى أن أدخل داخلهم لأعلم شيئا "

ضحكت رنيم بتعب وقالت " ومن هما "

قالت ميس " حور وبحر شقيق أبناء عمي "

سقط حينها من يدي صحن الكرز الذي كنا نزين به الكعكة وتناثرت حباته في

كل مكان وبدأت بجمعها في توتر وصمت

قالت جود بهدوء " أنا شقيقته لم أستطع يوما فهم ومعرفة خلجات بحر "

قالت ميس " يبدو لي يحمل هما كبيرا كما حور وكأنهما شخص واحد هههههه "

قلت مبررة " لا تخلطي بين الأمور يا ميس وتثيري الشكوك حولي أنا لدي طفولة لا يعلمها أحد "

نظرت لي باستغراب كما الجميع وقالت رنيم " هل مررتِ بطفولة قاسية يا حور "


تنهدت وقلت " لقد عشت سنوات من طفولتي لا يعلمها إلا الله فبعد وفاة والدتي تناقل أعمامي

تربيتي لديهم ورأيت ما لم أره في حياتي ضرب وسجن وكل شيء حتى التحرش "

شهقت جود ووضعت يدها على فمها وقالت " كل هذا وأنتي طفلة "

قلت بحزن " لقد كان عمري حينها أربع سنوات فقط عشت مع أحد أعمامي وكانت زوجته

تضربني دائما وتسجنني لساعات طويلة في الظلام وكنت أخاف الظلمة منذ صغري "

ارتجفت يداي وتابعت برجفة " لقد كنت أرى أشباحا غير موجودة ولا أستطيع الصراخ

ولا البكاء لأنها حينها ستقوم بحرقي بالنار "

ثم قلت وعيناي بدأتا بذرف الدموع " بعدها انتقلت لمنزل عمي الآخر وعمري سبع سنين

كانت زوجته تعاملني بجفاف لا تضرب ولا تسجن ولكن لا تهتم لأمري كان عمي يضربها

كثيرا وكان لهم ابن فاشل صعلوك يتحرش بي دائما وأسكنني الرعب منه طوال الليل حتى

عاد عمي راجي من سفره وأنا في الثامنة وأخذني معه لقد مرضت كثيرا وكانت تأتيني

الكوابيس في الليل وأصبت بمرض الرهاب لسنوات ثم تحول لانطوائية وعزلة "

توجهت جود ناحيتي وحضنتني وقالت

" يا الهي حور كم قاسيتي وكم تكتمين في قلبك حمدا لله أن عمك ذاك جاء لأخذك "

ابتعدت عن حضنها مسحت دموعي وقلت بحزن " لقد علمت يوم زواجي بزبير من عمي

راجي أن السيد شامخ رحمه الله هوا من أخبره عن ما كان يحدث لي وأنه حاول أخذي منهم

مرارا ولكنهم رفضوا فهم الأحق بتربيتي فأوصل ما يجري لي لعمي راجي الذي كان يعيش

في الخارج فجاء وأخذني معه لقد تلقيت العلاج النفسي لسنوات لأنني كنت أرى الكوابيس

وأصرخ طوال الليل ولكن الانطوائية هي الشيء الذي لم أشفى منه حتى الآن لذلك أنا لا أحب

الأماكن المظلمة ولا المزدحمة بالناس ولا أصادق أو أتحدث مع الكثيرين "

قالت ميس " أنا آسفة يا حور لم أكن أقصد أن أفتح جراحك "


قلت بابتسامة حزينة " لا عليك يا ميس أنا أعلم أن الجميلات هكذا دائما تعيسات انظرن

لأنفسكن فأنتن جميلات وكل واحدة منكن تظهر على ملامح وجهها التعاسة "

تنهدت جود وقالت " لقد قاسيت بسبب والدي كثيرا حرمني من دراستي ومن أن أفكر حتى

بالزواج من أحدهم وكان يضربني ووالدتي دائما ولولا بحر لكنا الآن نعمل في البيوت "

قالت ميس بحيرة " هل بحر من يقوم برعايتكم "

قالت بحزن " أجل ولا ينقصنا شيء أبدا وكل ماله ينفقه علينا ويعطيه لوالدي كي لا يضرب

والدتي أو أنا ومازن وحتى المنزل الذي نعيش فيه هوا من استأجره لنا ويدفع الكثير ثمنا له

ويرفض استئجار منزل بسيط ويجلب لي الهدايا والحلي وكل شيء "

ثم شهقت ببكاء وقالت " لو يصيب أخي بحر مكروه فسوف اجن وأقتل نفسي "

كان دوري الآن لحضنها والتخفيف عنها فتابعت ببكاء " كم أتمنى أن أعلم ما يحزنه لأزيله

عنه لو فقط أعلم من يكون والدها لركعت تحت قدميه ليزوجها إياه ليسعد في حياته ولو قليلا "

نظرت لوجهها وقلت بصدمة " من هي "

قالت بحزن " بعد أن أنهى بحر دراسته الجامعية أخبرنا أنه يريد الزواج بفتاة وبعد فترة قال

أن أهلها رفضوه وأنه لن يتزوج بغيرها وخطبها مرارا ودون يأس لقد حزن كثيرا وكان يخفي

ذلك عنا دائما تم تعايش مع الواقع ورفع فكرة الزواج من رأسه كما قال ولكن منذ أكثر من عام

عاد الحزن لبحر أقوى وأشد مما كان ولا أعرف لما , أقسم لو أعلم من يكونون أهل الفتاة

لترجيتهم كل عمري ليعطوها إياه "

نظرت لي رنيم فنزلت دمعة من عيني رغما عني وشهقت شهقة صغيرة ثم كتمت أنفاسي

كي لا يلحظوا شيئا فقالت ميس

" يا لا تعاسة البشر كل واحد منهم يرى أنه الأتعس حتى يستمع لهموم غيره "

تم تنهدت وقالت " منذ مات والدي تحولت طفولتي ومراهقتي وكل شيء في حياتي لهموم

مرضت والدتي واضطررت للعمل لأوفر لنا لقمة العيش وانهي دراستي , المدارس الإسلامية

هناك تنتهي عند مرحلة الإعدادية والانضمام لها صعب جدا وبعدها كان عليا الدراسة في

المدارس المحلية لديهم وكلها بنظام يتبع للكنائس لقد قاسينا كثيرا ونمنا من دون طعام لليالي

وبكيت حتى جفت دموعي وتحولت لحجر لا يبكيه أي شيء لأكتشف بعدها أن لدي عائلة

يعيشون في رغد الحياة وطردوا والدي وشردوه بلا رحمة ولا قلب فكرهتهم كرها أعمى "

تنهدت رنيم وقالت " ما هذه الجلسة الكئيبة التي جلسناها "

ابتسمت وقلت " يبدوا أنك وحدك من لم تعاني يا رنيم "

ابتسمت بحزن وقالت " بلى وحدي السعيدة بينكم فقد قتل والدي رجلا وتمت تبرئته ومات

بعدها مباشرة في الحرب وبقيت أعاني ويلات طالبين الثأر منه وعيشوني في الرعب طوال

حياتي وهددوني بكل أنواع التهديد حتى بالحرق والخطف وبالاغتصاب "

قالت جود بصدمة " وما ذنبك أنتي في ذلك يا رنيم "

قالت بحزن " لأنني ابنته ولأنه لا أحد له غيري فكنت ضحية ذلك "

قلت بهدوء " وماذا فعلتي حيال الأمر "

قالت " لقد أنهى غيث المشكلة ووقعوا على تعاهد بعدم المساس بي وانتهى الأمر أخيرا "

قالت ميس بأسى " اجزم أن هذه الكعكة أصبح طعمها سيئا ولن يأكلها أحد بعد الذي سمعته "

ضحكنا جميعا ثم نظرت لي رنيم وقالت

" جود تملك أيضا إحدى تلك الحروف يا حور أتمنى أن لا تقع ضحيتها أيضا "

ضحكت وقلت " وزوجة أديم المختفية كذلك لديها حرف الياء "

ضحكنا معا فقالت جود بحيرة " عما تتحدثان أنتما "

وقف حينها بحر عند باب المطبخ ونظر لجود وقال بهدوء
" جود أريدك قليلا من فضلك "


وقفت لتضع ما في يدها وكانت عيناي تدققان في ملامح وجهه وكأني أراه للمرة الأولى

فنظر إليا فخفضت بصري للأرض وغادرت جود ولحق هوا بها , لما لم يبتسم لي حظي

عندما خطبني لما , آه يبدوا أنه لن يبتسم أبدا







نهاية الجزء الثلاثون






غيث ورنيم هل سيتركهما ماضيه يعيشان الحب أم سيفسد الأمور ككل مرة

صهيب كيف سيقنع ميس بالزواج به ويغير مشاعرها اتجاهه ومن هذا الذي علم أنه وراء الفضيحة

حور وبحر ما مصيرهما وليان أين اختفت فجئه وهل سييئس أديم من البحث عنها ومن سيجدها في رأيكم

زبير كيف سيرجع جود له مجددا ويحميها من الزواج بغيره وهل سترفض جود عوف أم سوف تطر للموافقة




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-12-14, 11:51 PM   #34

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الواحد والثلاثون

ميس


منذ ذلك اليوم وصهيب يتحاشى التحدث معي ولم يفتح موضوع الزواج ثانيتا يبدوا لي أنه

غير رأيه في الأمر أخيرا أو أن كلماتي أغضبته لقد زارنا اليوم المدعوتان بنات عمي لم

أرغب في رؤية أحد منهم ولكن خالتي و رنيم وحتى حور أكلوا رأسي أكلا ويصرون على

أن أقابلهم ماذا يريدان بي فأنا لا رغبة لي برؤية أحد من تلك العائلتين ولا أعترف بأقارب

والدي سوى عمي شامخ بعدما علمت من السيد جيمس والمحامي ما فعله لأجل والدي وكم

بحث عنا

فكان عليا النزول لرؤيتهم كم أكرههم وأكره وجودهم , والدتي معهم منذ وصولهم أمي هذه

ستصيبني بالجنون لا تترك ضيفة تزور زوجة عمي ولا تجلس معها رغم أنها لا تفهم مما

يقولون شيئا ولكنها في الاستقبال دائما حتى أنها بدأت بتلفظ بعض الكلمات العربية وتعلمتها

حبا في خالتي سماح هي طيبة حقا وتعاني من أنها لا تفهم والدتي , صحة أمي تحسنت كثيرا

ولم تعد النوبات تأتيها دائما بعد أن قام صهيب بالتكفل بعلاجها والسفر بها لأجل ذلك

نزلت للأسفل وتوجهت لمجلس الضيوف دخلت ووجدت خالتي ووالدتي و رنيم والفتاتان

الغريبتان اقتربت منهم فقالت خالتي

" تعالي يا ميس وتعرفي بنات عمك "

صافحتهما في صمت وجلست بعيدا كانت إحداهما تتحدث مع رنيم ويبدوا أن رنيم

تحبها كثيرا وحتى والدتي تحدثها ببعض الكلمات الانجليزية أما الأخرى فتبدوا مختلفة

عنها تماما تتحدث بضيق وتصمت أغلب الوقت , نظرت لي المدعوة علياء وقالت

" ميس هل ستدرسين هنا "

قلت ببرود " لا لن أدرس هنا أبدا "

قالت بابتسامة " ولكن لماذا سأكون سعيدة لو درستِ في جامعتي "

قلت ببرود أشد " لأنهي الثانوية أولا "

قالت الأخرى بضيق " ألم تكتفي بما يقال لك هناك يا علياء "

نظرت لها ببرود وقلت " معك حق فكيف تأخذ معها وصمة العار شخصيا "

قالت بابتسامة سخرية " لا يحتاج الأمر ذلك فقد هلت علينا المصائب في عقر دارنا بسببك "

قالت خالتي بضيق " زمرد توقفي عن ذلك واحترمينا وابنة عمك "

قلت بلا مبالاة " دعيها تخرج ما في جوفها لعلها ترتاح ابنة الحسب والنسب والعفة "

وقفت وقالت " أشرف من أمثالك "

وخرجت من فورها وتركتني أغلي كالبركان فقالت علياء

" آسفة يا ميس وأعتذر منك نيابة عنها فلا تكترثي لها أبدا "

وقفت وقلت بضيق " أخبرتكم مرارا أنني لا أريد رؤية أحد منهم وها قد جاءتكم النتيجة "

خرجت متوجهة للأعلى فوجدتها تقف مع صهيب كان موليا ظهره لي ولا يراني وهي كانت

منشغلة بالحديث معه اقتربت قليلا وسمعتها تقول

" انتظر قليلا يا صهيب أنت الوحيد الذي درس الأدب الانجليزي هلا ساعدتني أرجوك "

قال بصوت يملئه البرود " ليس لدي وقت آسف "

قالت بابتسامة عريضة " ومتى سيكون لديك وقت أنا لست مستعجلة "

تأفف وقال بضيق " زمرد ما الذي تريديه مني "

تغيرت ملامح وجهها وكأنها لم تتوقع منه هذا السؤال ثم قالت

" أريدك في أمر خاص "

قال " ماذا لديك قولي الآن "

قلت بنعومة وتغنج " ليس هنا لا يمكننا التحدث الآن أين أجدك لوحدك "

قال بضيق " لا أكون لوحدي أبدا فقولي ما لديك أو ارحلي "

قالت ببكاء مصطنع وغنج " ما بك قاسي هكذا يا صهيب "

ضحكت وقلت " مرحبا ببنات الشرف الآتي أشرف مني "

التفت لي صهيب بصدمة ونظرت هي لي بكره وقالت

" احترمي ألفاظك ولا تتهميني "

قلت بسخرية " أنا لم اتهمك أنا رأيت بعيني وسمعت بأذني "

قالت بضيق " وما شأنك أنتي بي ابن عمي وأتحدث معه ما علاقتك بالأمر "

كنت أعلم ما كانت تصبوا إليه من كلامها معه لذلك حان دوري لأخذ حقي منها

فقلت مقلدة لطريقتها في الكلام

" لأنه خطيبي يا آنسة "

نظرت لي بصدمة ثم له وكادت عيناها تقفزان من مكانهما ثم قالت

" هل هذا صحيح يا صهيب "

نظر لي تم لها وقال ببرود " ولما عليا توضيح ذلك لك "

قالت بحرقة " هل تخطب شريكة العصابات هذه التي شوهت سمعتنا وتترك بنات عمك "

قال بغضب " زمرد اختاري كلماتك جيدا أو حطمت لك وجهك هذا , ميس ابنة عمنا مثلكم

وأشرف وأنزه مما تعتقدي أو تفكري "

ثم أشار بأصبعه لباب القصر وقال

" أخرجي من هنا الآن ولا أراك في قصرنا أو أقسم أن أجرجرك من شعرك وقد سبق

وأقسمت أن أطرد من يتجرأ على إهانة ميس أمامي بسبب ما حدث "

قالت ببكاء وهي تغادر " هل تطردني من قصركم يا صهيب من أجلها أقسم أن أخبر جدي "

قال بصراخ غاضب لتسمعه " لست أهتم لك ولا لغيرك "

ثم صعد للأعلى دون أن يضيف حرفا واحدا ولا حتى أن ينظر إلي












أديم













لقد تحولت حياتي لأيام جوفاء كما كانت عند وصولي إلى هنا فلا شيء سوى هذا

المنزل الذي لا يحوي غيري وذكرياتي وليان وبابه المفتوح الذي لا يدخل منه إلا

الشمس صباحا والرياح ليلا ولم تحمل لي أيا منهما زوجتي وابنتي ولا حتى خبرا

سارا عنهما , كيف تختفي هكذا , كيف تبلعها الأرض ولا وجود لها لما لا تأتي هنا

أو حتى للشركة لتسترجع وظيفتها لو أني فقط أجد حلا لهذا اللغز وكل ما أفعله أنني

أقوم بطرد الأفكار التي تخبرني بأنها قد تكون ميتة منذ شهور , لقد تركت لي فراغا

بحجم هذا الكون كم أشتاق لحديثها ولصمتها القليل جدا لابتسامتها لعيناها اللتان تشبهان

بحيرتان واسعتان ولكل شيء فيها

أنا أعرف ليان جيدا فهي تفضل الموت على أن تطلب شيئا من أحد فأين ستكون أين يا

ترى , ليان لماذا فعلتي هذا بي كيف فكرتي بأنني سأتركك في هذا العالم وحدك حتى

لو سُجنت طوال حياتي ما كنت لأتركها للشارع , آه ولكن ما كان يدريها بذلك وهي

تعتقد أنني لا أملك شيئا سوى وضيفتي هذا عقاب الله لي لو كنت أخذتها لعائلتي لما

وصل لها شاهد في قصرنا وما حدث ما حدث

" أديم ما بك يا رجل هل جئت بي لأجلس أستمع لتنهيداتك وزفراتك "

قلت بضيق " إن لم يعجبك هذا يمكنك المغادرة يا خيري "

قال بلوم " وهل تظن أنني سأتركك بهذه الحال أنت لا تعجبني هذه الأيام أبدا "

مررت أصابعي في شعري وأنا ارفع رأسي للأعلى وقلت

" إن لم أجدهما فسوف أجن كيف تختفي هكذا كيف "

تنهد وقال " وما الذي بيدنا ولم نفعله لو كانت قشة لوجدناها "

نظرت له بحدة وقلت
" كيف تكون ضابطا في الاستخبارات ولا تجدها يالك من فاشل يا خيري "

ضحك وقال " زوجتك هذه جعلت حجمي كالبعوضة وتغلبت علي "

ضحكت وقلت "ولما لا تقل أنها أثبتت ذلك وليس جعلت "

نظر لي بضيق وقال

" بل أثبتت أن كل شعاراتك تلك عن الفقراء والأغنياء فاشلة "

نظرت له نظرة جانبية وقلت ببرود

" لا تتهرب من فشلك بتغيير مجرى الحديث "

ضحك وقال " بل أنت الذي تتهرب من الحقيقة بالعودة لنقطة البداية "

قلت بضيق " هيا هيا اجمع خردتك هذه وعد لشقتك "

ضحك كثيرا ثم قال " حسننا ولكن إياك أن تطلب مني المجيء ثانيتا "

قلت بضيق " رافقتك السلامة ولا تغلق الباب خلفك ككل مرة "

ضحك كثيرا ثم وقف مغادرا وقال

" لا تحلم أنك ستتخلص مني تصبح على خير "













سماح













لم يتحسن إلا حال رنيم وغيث وهذا وحده كفيل بجعلي أسعد كثيرا رنيم أصبحت في نهاية

شهرها الثامن الآن وبطنها أصبح كبيرا جدا حتى أنها تتجنب كثرة مقابلة أبنائي رغم لباسها

الواسع خصوصا بعد أن تحسنت حال غيث وتم نزع الجبيرة عن أحدى ساقيه وأصبح يتنقل

بحرية داخل القصر ويستقبل الضيوف الذين لا يتوقفون عن المجيء وما يدخل لحظة حتى

يستلمه أخوته بسبب الشركات والأعمال كم كان يحمل غيث من أعباء ولا ندري عنها إلا الآن

" خالتي هل رأيت جود أنا أبحث عنها منذ مدة "

قلت بقلق " لا لم أرها هل هناك شيء "

قالت بابتسامة وهي تجلس بصعوبة " لا شيء خالتي فقط كنت أود التحدث معها في أمر "

قلت بهدوء " تبدين لي متعبة جدا اليوم يا رنيم "

قالت بصوت متعب ونفس متقطع

" هكذا تكون حالتي دائما عند الصباح وسوف تتحسن فيما بعد "

قلت " حملك كان متعبا منذ منتصف شهوره فكيف سيكون الآن أعانك الله على الشهر القادم "

قالت بابتسامة " أصبحت اشك أن الذي بداخلي طفلا أحيانا أشعر أنه جرار "

ضحكت وقلت " رنيم يا ابنتي حركة الجنين شيء طبيعي "

قالت بتألم " وهل كل هذا الركل طبيعي أشعر أحياننا أنه سيمزق أحشائي ويخرج من معدتي "

ضحكت كثيرا وقلت " ابن والده كيف سيكون "

ضحكت وقالت " إنه يتحسسه كل حين ويشجعه على الركل أكثر وكأنه لا يعلم أنه يركلني أنا "

دخل حينها غيث مستندا بعكازه الطبي وقال بابتسامة

" ما بالكم وابني دعوه وشأنه يفعل ما يريد "

قالت رنيم بضيق " ألم أقل لك ذلك أخشى ما أخشاه أن يستمر هذا التشجيع بعد أن أنجبه "

جلس بجانبها وقال ضاحكا " هذا لكي يضرب شقيقته فيما بعد ويربيها "

قالت بضيق " أنت تهدي بالتأكيد هل تحلم أن أترك لكم ابنتي يا متوحشان "

ضحك ثم قال " أمي ما رأيك أنتي "

قلت بحدة " لن تُضرب فتاة لدي مادمت حية يكفيني ذكور وعنف "

قال بابتسامة " هل تعلمي يا رنيم ما كانت تقول والدتي حين كنا صغارا هههههه كانت

تصرخ قائلة لو أحبني الله لكنتم إناث على الأقل سأنتفع بكم "

قالت رنيم بضحكة " يبدوا أنكم كنتم مشاغبين جدا ومتعبين "

تنهدت وقلت " لن تتصوري ذلك يا رنيم كانوا سيخرجون لي قرونا في رأسي صهيب والكل

يشتكي من أنه ضربه وأديم يعظ إخوته دائما وكأن كلبا قد أرضعه من حليبه وغيث يضرب

كل من يقترب من أغراضه وزبير لا يترك شيئا في مكانه ويومي كله أركض والخادمات خلفه

وحده بحر من لم أتعب في تربيته "

دخل حينها صهيب وقال وهوا يقترب " أسمع اسمي يذكرونه بالخير ما هناك يا ترى "

ضحك غيث وقال " لو كنت بحر لصدقناك "

قال باستياء " ما هذه العنصرية يا أمي "

قلت بلا مبالاة " أنا لم أقل إلا الحقيقة فبحر وحده من ربيته وكأنني لم أربي

طفلا موجودا وكأني أعتني بدمية "

قال بضيق " إذا سوف أجمع أغراضي وأرحل "

ضحك غيث وقال " أفعلها سريعا أرجوك "

زفر صهيب بضيق ثم قال مغادرا " أنتم لم تروا شيئا بعد انتظروا أبنائي ليأخذوا بحقي "

ضحكت رنيم بعدما خرج وقالت " أنا لا أحسد زوجته على الركلات التي ستتلقاها من أبنائها

منه إن كان ابن غيث هكذا فكيف بابن صهيب "

قال غيث بابتسامة " وزيدي على ذلك أن تكون والدتهم ميس كما يريد هوا "

ضحكنا ثلاثتنا تم دخل زبير مستاء ويتبعه صهيب قائلا بغضب

" ساعة يا رجل وأنا انتظرك أين كنت "

تأفف زبير بضيق ولم يجب وهذا حاله منذ أيام انقلب للسوء فجئه

ثم دخل بعدهم بحر قبل رأسي بهدوء وجلس فخرجت رنيم عندما اجتمعوا فناداها غيث قائلا

" رنيم جهزي نفسك لنزور الطبيبة سيأخذنا بحر لها ومن ثم سنذهب لشراء كل ما سيلزمكما "

غادرت رنيم في صمت وجلس زبير وصهيب ثم قال صهيب

" بحر ماذا بشأن الموضوع الذي حدثتك عنه لو كانت قضية أمنية لاتخذتم قراركم "

قال بحر بهدوئه المعتاد " وما بك مستعجل هكذا "

قال زبير بضيق " بحر ألا ترى أن شقيقتك لا تزال صغيرة وقد توافق فقط لترفع عنك مسؤوليتها "

نظر له صهيب باستغراب وقال " ومن هذا الذي كان يوزعها على الجميع "

قال زبير بضيق أكبر " هذا فقط لأن عوف صديقك تلمعه له فلا تنسيا كلاكما ابن

من يكون وما ستعانيه جود من والدته وعمي وأبنائه "

قال بحر بهدوء " زبير لا أدري ما الذي يضايقك في الموضوع "
قال بصدمة " هل توافقن عليه يا بحر "

قال بحر بضيق " القرار لجود قبلي ثم أقرر أنا ولا شأن لأحد بذلك فهمتم "

غادر زبير متضايقا يتبعه صهيب قائلا " انتظر هل ستذهب لوحدك "

خرج حينها غيث فنظرت لبحر وقلت " ما الذي يضايق زبير في الأمر يبدوا لي مستاء جدا "

قال بهدوء شبه هامس " وأنا أيضا أعجز عن فهمه "

دخلت حينها حور وقالت " خااا .... "

ثم توترت كثيرا ونظرت للأرض وقالت بهمس " خالتي أين رنيم "

قلت بهدوء " إنها في غرفتها ستخرج برفقة غيث الآن "

قالت " هل سيذهبان للتسوق "

قلت " نعم "

قالت " هل غيث معها الآن "

قلت بهدوء " لا أعلم يا ابنتي "

قالت بهمس " شكرا لك "

ثم غادرت بهدوء فنظر لي بحر وقال " إلى متى سيسجن ابنك هذه المسكينة

يبدوا أنها تريد شيئا وستطلب من رنيم أن تجلبه لها "

قلت بقلة حيلة " لا أعلم ولا حيلة لدي "

قال بضيق " ابنك هذا لا يتصرف تصرفا عاقلا أبدا كم أخطأ والدي شامخ فيما فعل "

نظرت له بصدمة فوقف وغادر صامتا لو أعرف ما بينه وبين زبير ولما تتوتر

حور كلما رأته وما سبب ضيقه من كل أمر يضايقها , ترى هل .... لا يا الهي

هل تكون هي الفتاة التي حدثني عنها منذ سنوات لا تقوليها يا سماح لا تقوليها

وقفت وسرت باتجاه المطبخ ووجدت حور هناك جلست وفي ذهني ألف سؤال

والجواب واحد ولديها هي , تحدثت معها في أمور متعددة ثم سألتها إن كانت

عاشت كل حياتها هنا في العاصمة فعلمت منها أنها كانت تسكن في مدينة والد

بحر ذاتها ودرست في نفس جامعته فقلت

" يعني أنك درست في جامعة بحر نفسها "

توترت بشكل واضح ثم قالت " لا أعلم قد يكون ذلك أو أني درست بعد تخرجه "

لقد كان شكي في محله , يا ويل قلبي عليك يا بحر ألن يسعد هذا الشاب أبدا في حياته لقد

علمت الآن سبب كثرة تغيبه وسبب مرض حور الدائم وحزنها , شامخ لا بارك الله في

وصاياك لقد دمرت قلوب أبنائي جميعهم













غيث











بعد أن تحسنت حالتي كان عليا الخروج و رنيم للتسوق من أجل المولود , منذ مدة اقترحت

عليها أن تذهب برفقة والدتي وأحد أخوتي لتشتري ما يلزمها ولكنها رفضت ذلك وأصرت

على أن تنتظر حتى أنزع الجبيرة ونخرج سويا لقد بدأ أخوتي بجلب ملابس عديدة من أجل

ابني كلما سافروا بعضها لغير سنه حين يولد وبعضها مضحك والكثير منها لا يليق بحديثي

الولادة وحده أديم من لازال حتى الآن يحضر ملابس الإناث ويكومها في جناحه كم أتمنى أن

يجمعه الله بهما في أقرب وقت

أصرت رنيم على جود وركبت رأسها هذه العنيدة حتى وافقت جود على المجيء معنا زرنا

الطبيبة ثم ذهبنا للسوق تركنا بحر هناك وغادر اختارتا محلا كبير جدا متخصص بملابس

الأطفال ومستلزمات الولادة لكي لا يتعباني في السير وبدأتا بالتنقل في كل ناحية كالنحلتين

جود تجر رنيم لتسرع وترى ما وجدت و رنيم تتبعها بتعب كانتا مضحكتان حقا فالنساء

ينسون أنفسهن عندما يدخلن الأسواق وقفت عند إحدى القطع وناديت على رنيم فجاءت وقلت

لها " انظري لهذه إنها رائعة "

ضحكت بتعب ثم قالت " آآآي غيث أرجوك ما هذا هل ستلبس ابننا بذلة رجال الجيش هذه "

قلت بضيق " وما في هذه القطعة لا يعجبك "

قالت بابتسامة " غيث المولود يكون لحمة طرية يصعب حتى إمساكه كيف سنلبسه هذه

يبدوا أن أخوتك قد أثروا فيك بما جلبوه "

قلت بضيق " وما في الذي اشتريتماه ما ينفع إنها تبدوا كملابس المتسولين "

ضحكت وقالت " كل المواليد يرتدون تلك إنها خفيفة ومريحة "

دخل حينها للمحل شابان وحدهما على غير العادة فمثل هذه الأمكنة تدخلها السيدات وحدهن

أو رجال بصحبة زوجاتهن كبتت مشاعر الضيق بداخلي ففي كل الأحوال أنا صرت

أعرف رنيم جيدا نظرت رنيم لهما ثم لجود ونادتها قائلة

" جود هيا لنغادر "

قالت جود مقتربة " ولكننا لم ننتهي بعد "

قالت رنيم بهدوء " لقد اشترينا أغلب الأشياء والباقي ستحظرينه أنتي أو خالتي فيما بعد "

ثم نظرت لي وقالت " اتصل ببحر لنغادر "

قلت بعد صمت " تابعا تسوقكما وأنهيا ما تريدانه أولا "

قالت معترضة " لقد أخذنا كل الضروريات والباقي سنشتريه فيما بعد "

حاسبت البائعة وخرجنا بكومة أكياس وحظر بحر سريعا لحسن الحظ فأقترح أن

نذهب لمكان للتنزه فأثنيت على الفكرة لأن رنيم تحتاج للمشي كثيرا واقترحت عليهم

أن نذهب للبحر فأنا أعلم جيدا أن بحر يحفظ كل شبر في ذاك المكان وسيختار لنا

مكاننا هادئا ومناسبا وكان كما توقعت تمشيت برفقة رنيم بصعوبة طبعا وجلس بحر

وجود عند الشاطئ

" غيث دعنا نعود ونجلس سوف يتعبك المشي كثيرا "

قلت " حسننا ويمكنك المشي برفقة جود وسنجلس أنا وبحر هناك "

سرنا بضع خطوات ثم قالت " كم المكان هادئ وجميل هنا ليتنا أحضرنا حور معنا "

ضحكت وقلت " وهل هناك من تخرج مع زوجها وتجلب الجميع معها "

ضحكت وقالت " يا لي من عديمة رومانسية حقا "

ضحكنا سويا ثم قالت " ما أن تشفى سنعود إلى هنا سويا "

قلت بابتسامة " بالتأكيد وشامخ الصغير معنا أيضا "

وصلنا عند بحر وشقيقته فقالت رنيم " جود هيا تعالي لنتمشى معا "

وقفت جود وغادرتا وجلست بجوار بحر فقال بهدوء

" يبدوا لي أنك و رنيم قد تجاوزتما خلافاتكم "

قلت بعد صمت

" لا شيء يبقى على حاله يا بحر فإما أن تتعايش معه وإما أن تتخلص منه "

قال بهمس " محق إما أن تتعايش أو تتخلص أو تهرب "

نظرت له في حيرة ثم قلت " ما بك يا بحر ما الذي تخفيه عن الجميع "

نظر لعرض البحر وقال بحزن " إنها حور يا غيث "

قلت بصدمة " حور ما بها "

قال بذات النظرة والنبرة

" إنها هي الفتاة التي كنت أحب وخطبتها ورفضني عمها منذ خمس سنين "

ألجمتني الصدمة عن الحديث وكأنه صفعني بيد من حديد فقلت بعد صمت

" حور "

نظر لرمال الشاطئ تحته وقال بحزن " نعم حور رفضني ووافق على زبير ودون

تردد لقد قتلني يا غيث قتلني ولا زال يفعل ذلك كل يوم "

هززت رأسي وكأنني أريد رمي كل ما سمعت منه خارجه وقلت

" مستحيل كيف يحصل معك كل هذا , ولكن هل زبير يعلم "

قال بهدوء " لا أعتقد ذلك ولا أريد أن يعلم "

قلت بأسى " سحقا لتلك الوصية لماذا هي تحديدا لماذا "

قال بألم " لأتعلم درسا قاسيا اسمه لا تفرط فيما لديك كي لا تراه عند غيرك "

قلت بهدوء " ولكنه هوا من رفضك وأنت لم تفرط فيها "

ابتسم بحزن وقال " ولكنني هربت بعيدا وتركتها ولم أخرج بحل آخر من تحت الصخور "

قلت بحيرة " هل كان والدي على علم بذلك "

قال بهدوء " لا أعتقد ذلك فهوا لم يجد عمها إلا بعد سنة مما حدث وأنا لم أخبره أنه زوج والدتي "



آه ليتك لم تبث همك لي يا بحر ياله من جبل هذا الذي تحمله على كتفيك يا أخي وكأنه

ينقصك هموم قلت بهدوء

" أنا استغرب أن تتحدث معي في الأمر يا بحر هذه ليست عادتك "

قال بحزن " أخبرتك بذلك لتعلم أنه ما أن يتركها زبير سأتنازل عن نصيبي وسأتزوجها أو

أموت سعيا من أجل ذلك ولن أقف متفرجا مرة أخرى "

قلت بحدة " هل تعي ما سيقوله الناس عنا حينما يطلق أحدنا زوجته ليتزوجها شقيقه بعده على

الفور ثم وعائلتك كيف ستصرف عليهم "

قال بألم " لن أفرط فيها لو صارت حرة يا غيث ولو أفنوني من البلاد ونمنا على رصيف الشارع "

اقتربت حينها رنيم وجود ووقفنا مغادرين للمكان بعدما حملني بحر هما بحجم شبيهه الذي تركناه خلفنا













صهيب













ذهبت باحثا عن ضالتي حتى وجدته أمسكت به من ثيابه ووجهت له لكمة على وجهه حتى

نزف انفه ثم زدته الثانية وقلت " أنت يا أنيس أنت من فعلها أليس كذلك "

قال بغضب " عما تتحدث أنت "

قلت بصراخ وأنا أشد عليه أكثر

" عن الفضيحة أتحدث عن ميس وخبرها في الجرائد تعلم عما الآن "

قال " لا أعم أتركني وشأني "

لكمته الثالثة فهوى أرضا نزلت عنده خنقته بيد واحدة من رقبته حتى تغير لون

وجهه وقلت بغيض " ستعترف الآن أو قتلتك "

أفلته حين وصل أقصى درجات التحمل ثم سعل وقال

" تقتلني يا صهيب من أجل فتاة "

ركلته وقلت بغضب " وأقطعك أيضا إنها ابنة عمك يا حثالة شرفك وسمعتك ألا تفكر فيها ألم

تجد طريقة أخرى لتنتقم مني بها غيرها "

قال بسخرية " هذه بتلك يا صهيب "

ركلته بقدمي مرات ومرات حتى تعبت ثم رفعته من ثيابه وقلت بغيض من بين أسناني

" ليس غريبا هذا عن الأنذال أمثالك وسترى ما سيحل بك أما ميس فستكون زوجتي وخطتك

فشلت بل خدمتني خدمة العمر أما أنت فحسابي معك عسيرا "

ثم رميته على الأرض وغادرت





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-12-14, 11:54 PM   #35

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني والثلاثون

زبير








لا يعلم بحر أي سكين يضربني به كلما قال أن جود هي من يقرر وها هي لم تقرر حتى الآن

ولم تخبرني عنه أيضا فما معنى هذا , كل ما أخشاه أن توافق عليه من أجل بحر وما الذي

يجعلها لا توافق ولست سوى شاب تعرفت عليه عبر الهاتف لا تعرف عنه شيء ولا حتى

اسمه ومرهون بوصية لا أحد يعلم متى يمكنه الفكاك منها ولديها مشاكل لا حل لها سوى أن

تتزوج , لم أكرهك يوما يا عوف لكنني الآن أتمنى أن أقتلك وسأفعلها لو أطرني الأمر لذلك

فلن يأخذها مني أحد كائنا من كان

دخلت القصر وكانت المفاجئة في انتظاري عوف يقف مع جود في الحديقة ويتحدثان

اقتربت منهما فغادرت من فورها نظرت له بكره وصمت فقال

" مرحبا زبير "

قلت بغيض " هل لي أن أعلم ما الذي تفعله هنا "

قال بتوجس " ليست هذه المرة الأولى التي أزور فيها قصركم يا زبير "

قلت بغضب " ولكنها الأولى التي أراك فيها تقف مع أحدى نساءه ولوحدكم , هذا

إن كانت الأولى "

قال بضيق " لا أسمح لك أن تتهمني هكذا يا زبير وأن تتهم جود "

قلت والنيران تشتعل وتخرج من جوفي " رائع ومنذ متى رفعت الكلفة هنا "

قال بحدة " أنا لم أخطأ بشيء لقد تحدثت معها في أمر يخصنا أمام الباب وعلى مرأى من الجميع "

قلت بصراخ غاضب " أقسم إن رأيتك تقف معها حطمت رأسك يا عوف ولن يرحمك مني أحد

أنت طلبتها من شقيقها وعليك أن تنتظر الجواب منه تفهم , ولا تحاول إقناعها أو قتلتك "

تخطاني وقال مغادرا " عجبا هل ستتحكمون بها لأنها تسكن لديكم ولكن حديثي ليس معك "

لحقت به وأمسكته من ثيابه وقلت مهددا إياه

" إن علم بحر بشيء مما دار بيننا فلن تحلم بها مادمت أنا على وجه الأرض تفهم "

ثم أفلته فغادر غاضبا وقلت من بين أسناني

" ولن تحلم بها في كل الأحوال "

دخلت والنيران لا تزال تلتهب وتلتف حول جسدي كالإعصار فقابلت جود في طريقي حاولت

كبت جماح غضبي كي لا يتكرر ما حدث في السابق فبحر حينها لن يتركها لحظة هنا وقلت

" جود ماذا كان يريد منك عوف "

قالت بعد تردد وتلكك " طـ طـــلب أن يعرف رأيي في أمر "

زفرت بقوة وقلت " وماذا قلتي له "

نظرت لي في حيرة واستغراب فقلت بحدة " جووود "

ارتجفت بخوف وقالت " اقسم أنني لا أعرفه هوا من تكلم معي "

تنفست بقوة وقلت بهدوء

" جود لا تفهميني خطأ وتغضبي مني كالسابق لكن ما كان عليك الوقوف معه "

أخفضت رأسها وقالت " آسفة ولكنه هوا من استوقفني "

قلت بجدية " هل أنتي موافقة على الزواج به "

نظرت لي بصدمة فقلت بتوتر " أعني إن كنتي وافقتي ..... أو إن كان رأيك ..... "


تبا لك يا زبير ألم تعد تعرف كيف تنتقي الكلمات غادرت وتركتها واقفة وخرجت من القصر

برمته تجولت في الشوارع لساعات وأنا لا أرى شيئا أمامي ثم ذهبت لصديقي جبير طرقت

الباب ففتح لي شقيقه الأصغر وقال بابتسامة طفولية

" مرحبا عمي زبير هل أحضرت لي الشكولاته "

حملته بيدي ووضعته على كتفي وقلت

" أنت تعلم أن جبير يغضب من أكلك لها كثيرا سأحضرها فيما بعد حسنا "

قال بحزن " لاااااااااااا أنت لا تأتي من دونها أبدا "

أنزلته وقلت " في المرة القادمة سأحظرها أعدك بذلك "

نظرت لي فتاة من فتحة الباب بخجل كم أحب هذه الطفلة ابتسمت وقلت

" هناك أميرة صغيرة تختبئ خلف الباب متى ستظهر يا ترى "

خرجت ببطء وقالت " الشيكولا "

ضحكت وقلت " هل أصبحت رمزا للشكولاتة هنا "

" هههههه أنت السبب في ذلك "

كان هذا صوت جبير نازلا من الأعلى فقلت بابتسامة

" ولما تمنعني من إحضارها إذا "

قال بذات الابتسامة " لقد زرنا طبيب الأسنان مرتين متتاليتين بسبك هذا الشهر "

نظرت لهما وقلت " إذا سنغيرها بشيء آخر ما رأيكما "

قال أمجد بضحكة " الحلوى إذا "

قال جبير بجدية " والحلوة ممنوعة أيضا "

قفزت ملاك وقالت " إذا الدمى "

ضربها أمجد على رأسها وقال " غبية ما نريد بالدمى "

ركضت باتجاه غرفتها باكية ولحق بها جبير بعد أن وبخ أمجد , مسكين جبير يرفع كل

هذه المسئولية لوحده وحتى الفتاة التي يحب تخلت عنه في هذه المحنة

خرج وقال بغضب " إلى غرفتك يا أمجد "

غادر أمجد فقال بضيق " أكاد أجن منهما "

ضحكت وقلت " أحمد الله أنهما اثنين فقط "

تنهد وقال " اثنين ولكنهما بعشرة , وكما تعلم فالكثير من الأمور لا تعرف التصرف فيها إلا

النساء وكم أخشى أن يكون اختياري سيئا فأضر بهما "

قلت بهدوء " ولهذا لم تختر واحدة بعد "

قال بحزن " هذا بعض من كل "

قلت بيأس " إذا لم تنسى تلك الفتاة بعد "

قال وهوا يضع يده على كتفي حاثا لي للدخول معه

" كل شيء يأخذ وقته يا صديقي "

قلت بمرح " وما رأيك أن أبحث لك عن واحدة "

قال بضحكة " كالسابقة "

ضحكت وقلت " لا فلن أقول لك عنها حتى أعرف رأيها وبالنسبة

لشقيقة بحر فأنا من أفسد الأمر "

جلس وقال بصدمة " أنت من أفسده "

قلت بابتسامة " ودون قصد طبعا ولكني خيرا فعلت "

قال بحيرة " ولما هل اكتشفت عنها شيئا سيئا "

قلت مباشرة " لا على الإطلاق ولولا أسبابي لسعيت حتى حفيت

لأزوجك بها إنها الماسة يا جبير "

قال بمكر " جيد سأطلبها من شقيقها إذا "

قلت بحدة " أحذرك من فعلها سمعت "

ابتسم وقال " لقد وقعت يا صديقي ما قصتك معها "

تنهدت وقلت " قصة معقدة ككل قصصي "

قال بحيرة " لما لا تحكي لي ما تخفيه يا زبير تلك ليست عادتك "

قلت بأسى " لا أستطيع ذلك الآن في المستقبل ربما "

قال بعد صمت " وماذا عن زوجتك إنك متزوج يا رجل "

تنهدت وقلت " وتلك قصة أخرى دعنا منها الآن "

قال بضيق " لا أعلم ما الذي غيرك عني فجئه ولكن لا بأس فلكل واحد منا ظروفه "

ضربته على كتفه وقلت " عليا أخذ شقيقك في نزهة الآن بدلا عن الشيكولاتة ورفعا

لمسئولية النزهات عنك كما اتفقنا "

قال بابتسامة " لا أعرف كيف أشكرك يا زبير "

قلت وأنا أقف مغادرا " لا تشكرني حتى نجد لك عروسا مناسبة "

خرجت وقلت مناديا " أين هما الشقيان فسنذهب في نزهة الآن "

خرجا من فورهما ركضا وكأنهما كانا خلف الباب وتعلقا بساقي وكأنني سأطير بهما

عند المساء اتصل بي صهيب وكما توقعت كان يصرخ ويزمجر فقلت له مختصرا الأمر

أن ما فعله عوف سيجعل جود تطر للموافقة من أجل بحر فأغلق الخط مستاء وها أنا

ليس لدي إلا الغليان والانتظار











جود













عليا أن أتحدث مع بحر لأعطيه رأيي في الأمر كم أشعر بالحيرة حيال الموضوع فعليا أن

أفكر في شقيقي ولا أكون أنانية وأنتظر السراب كم مرة سأرفض الخطاب وبما سأتحجج

الآن ولكني أحب ذاك الشاب حقا , آه يا جود وهل له أي وجود حتى أنك لا تعرفين اسمه

ولا شكله ولا متى تنتهي ظروفه تلك , كم أشتاق لوالدتي ومازن فلم أرهم منذ أشهر سامحك

الله يا والدي

" جود هلا تحدثنا قليلا "

نظرت للواقف وصدمت بأنه صهيب فسكتت مطولا ثم قلت بتلعثم

" أ أ أنا "

قال بهدوء " نعم قليلا فقط لو سمحتي "

قلت بتوتر " نعم هل من مكروه "

نظر لأصابعه ثم قال " بشأن عوف أعطني رأيك في الزواج به ولن يعلم أحد ولا

حتى بحر ولا زبير وسأقف معك مهما كان قرارك أعدك بذلك "

قلت بحيرة " وما شأن زبير بذلك "

قال بهدوء " لقد تشاجر مع عوف وهدده لأنه رآك تقفين معه وسبق أن تشاجر مع بحر أيضا "

قلت بدهشة " ولما يتشاجر معهما "

قال بلامبالاة " لا أعلم ربما بسبب رفضك لصديقه , قولي ما رأيك "

تنهدت وقلت " أنا غير موافقة "

قال بجدية " إذا سأتحدث معه لينتهي الأمر دون علم أحد حسننا "

قلت بهدوء " ولكن لما تفعل ذلك "

قال مغادرا " لأنني لا أريدك أن توافقي من أجل بحر لن أرضى بأن تظلمي

نفسك , تلك هي طبيعتي "

التقى هوا وميس داخلة فتخطاها وخرج نظرت لي في حيرة فقلت بتوتر

" ميس لا تستعجلي في الحكم علينا "

ضحكت وقالت " ما بك خائفة هكذا "

تنهدت بارتياح وقلت " حسبتك ستفهمين الأمر خطأ "

قالت بهدوء " لا لم أفكر في شيء من ذلك ولكن فيما كنتما تتحدثان "

قلت بحزن " مشكلة كنت أبحث لها عن حل دون علم بحر وحمدا لله أنه خرج لي

ليحلها كم هوا رائع خطيبك يا ميس "

قالت بضيق " أنتي أيضا خطبتني له "

قلت بجدية " ميس ستكونين غبية لو أضعته من يدك "

جلست وقالت بلا مبالاة " هوا لم يعد يهتم للأمر على كل حال "

جلست أمامها وقلت " ماذا حدث بينكما "

قالت ببرود " لا شيء ولا أعلم ما به ولم أسأله "

وقفت وقلت مغادرة

" ميس بعض الأشياء لا نعرف قيمتها إلا عندما نخسرها تذكري ذلك جيدا "

توجهت لغرفتي أمسكت الهاتف وحاولت الاتصال به مجددا ودون جدوى هوا لا يجيب

على اتصالاتي مند مدة ولا أعلم ما به أرسلت له رسالة وكتبت فيها

( أعلم أنني لم أعد أعني لك شيئا ولكن أخبرني أنك بخير على الأقل )

أرسل رسالة وفيها ( أنا بخير )

أرسلت ( لماذا أنت غاضب مني )

ولكنه لم يجب لا اذكر أنني قلت شيئا يزعجه مني هكذا , تركت الهاتف وخرجت فتقابلت

وزبير نظر للجانب الآخر وغادر في صمت لا أعلم لما هذا أيضا غاضب مني ما ذنبي أنا

إن أوقفني ابن عمه وتحدث معي

المشكلة أنه لا يمكنني التحدث مع بحر في الأمر كي لا يغضب كما في السابق















صهيب









" لا أحد يمكنه مساعدتي هناك غيرك يا عوف "

قال بتردد " ولكنه والدي كيف افعل ذلك "

قلت بحدة " أقسم إن كان والدي لفعلتها دون أن أتردد "

قال بهدوء " وما يدريك أنهما هما وراء ذلك "

قلت بجدية " هناك أمور علمتها جعلتني أشك في الأمر "

قال بحذر " ما هي "

قلت بضيق " هل عليا قولها لك "

قال بجدية " إن لم تخبرني وتقنعني فلن أساعدك "

تنهدت وقلت " تحصلت على معلومات من رجل أيرلندي تفيد بأن رجلا عربيا وراء تهمة

عمي نبيل هناك فتحريت عنه وكان من هنا وكان يعمل لدى جدي في الماضي "

قال ببرود " وهل هذا يعني أن والدي أو وعمي وراء ذلك "

قلت بضيق " إنسا الأمر يا عوف "

قال بحدة " وما بك هكذا متسرع في الحكم عليا يا صهيب "

قلت بغضب " لأنك وعلى ما يبدوا لا تريد مساعدتي ولا تصدقني حتى "

قال بهدوء " لن أفعل ذلك بوالدي أبدا ومهما كان "

وقفت وقلت بغضب " وترضى أن يفعل ذلك بعمك البريء أليس كذلك أنظر كم عانى

بسببهما وكم عانت أسرته لقد خذلتني يا عوف "

صرخ غاضبا " لو كنت مكاني ما كنت لتفعل ذلك بوالدك ثم أنت ليس لديك دليل قاطع حتى الآن "

قلت مغادرا " أقسم إن كان والدي لسجنته ولن أترك حق أحد يضيع أمام عيني "

غادرت مغتاظا وتوجهت من فوري للقصر فلم يبقى أمامي إلا حل واحد أخير بحثت عن رنيم

وعلمت أنها في جناحها وغيث فاتصلت به لأستأذن للدخول فتحت لي باب الجناح دخلت وقلت

" مرحبا رنيم كيف حالك "

قالت وهي تتحدث بصعوبة " بخير لو أن ما جئت به في هذه الساعة لا يسبب التعب "

ضحكت وقلت " ولما أنتي خائفة هكذا "

دخلت الغرفة ألقيت التحية وجلست بجوار غيث وقلت مازحا

" أشك أنك قد تعافيت وتفعل هذا لأنك استحليت خدمات رنيم وتدليلها لك "

ضحك وقال " ومن شر حاسد إذا حسد "

قلت بضيق " لما يتهمني الجميع بالحسد هنا يا لكم من عائلة "

دخلت رنيم وجلست بعيدا فضحكت وقلت

" رنيم لقد ذكرتني بيوم فتحنا الوصية وجلستي مبتعدة عن الجميع لكن القذيفة طالتك أينما كنتي "

ابتسمت وقالت " لا تذكرني بذلك اليوم أرجوك "

قال غيث بضيق " تقولينها أمامي يا رنيم وأنا من أصبح يحب تلك الوصية "

ضحكت وقالت " الآن شيء وذاك اليوم شيء آخر "

قال بأسى " لقد صدمتني حقا "

ضحكت وقلت " هيا ما بكما لا تتشاجرا بسببي "

وقفت رنيم فقلت " أين ستذهبين يا رنيم أريدك في أمر "

نظرت لي بخوف وقالت " بالله عليك يا صهيب إن كانت مصيبة فاتركها حتى ألد "

ضحكنا كلينا وقال غيث " هي جربت ذلك سابقا فأجل الأمر إن كان سيئا "

قلت بابتسامة " لا ليس سيئا لك ولا لأحد منا "

قالت " إذا سأحظر لك العصير "

قلت بسرعة " لا شكرا يا رنيم دعينا نتحدث قليلا وسأغادر "

جلست مكانها فقلت

" لدى والدتي رقم هاتف علياء ابنة عمي عصام هل تتحدثين معها "

قالت بحيرة " علياء ولكن لما "

قلت بجدية " الموضوع مهم ويخص عمي نبيل ووحدها من يمكنه المساعدة "

قال غيث " ماذا هناك يا صهيب "

حكيت لهما كل ما علمت فأمسكت رنيم رأسها وكادت تتهاوى من الكرسي وقالت

" يا إلهي ما كل هذا "

وقف غيث وتوجه ناحيتها يجر ساقه المجبرة دون عكاز وقال

" رنيم هل أنتي بخير ما هذا الذي فعلته يا صهيب "

قلت معتذرا " آسف ما كنت أقصد ذلك "

قالت بتعب " لا عليكما إنه دوار بسبب انخفاض الضغط وسيزول حالا "

جلس غيث بجانبها وقال " هل أنتي متأكدة "

قالت " أجل ولكن ما علاقة علياء بذلك "

قلت بهدوء " أريد أن تبحث لي بين أوراق والدها "

قالت " وهل تظن أنها ستوافق "

قلت " إما أن تفعل أو تتكتم عن الأمر هلا ساعدتني يا رنيم فكما علمت من والدتي

هي تستلطفك كثيرا وقد أصبحتما صديقتان "

قالت بحيرة " وكيف ستساعدك إنه والدها "

قلت بجدية " هوا ضربها لأنها دافعت عن حق ميس ووالدتها فهذا يعني أنها ضد ما يجري "

قل غيث " ولكن ذاك شيء وأن تشي بوالدها أمر لن تقبله أبدا "

قلت واقفا لأغادر " لنجرب إذا ولن نخسر شيئا "

قال غيث " ستخسر إن أطلعت علياء والدها على ذلك "

قلت بلامبالاة " فليفعل ما يحلو له "

قال بحدة " هل تعي ما ستفعل يا صهيب إنهم أعمامك أمام الناس مهما حدث "

غادرت في صمت , ما كان عليا أن أتحدث معها في وجوده على كلن لن أتوقف عند هذا

الحد وسوف ابحث عن غيرهما صعدت لغرفتي فوجدت ميس تقف مستندة على جدار الممر

تجاوزتها في صمت فقالت بهدوء

" صهيب "

التفتت لها وقلت " نعم "

قالت بعد صمت " ماذا حدث بشأن قضية والدي هل من جديد "

قلت ببرود " لا جديد حتى الآن "

نظرت لعيناي قالت " لماذا أنت غاضب مني "

قلت بذات البرود " ومن قال أنني غاضب منك "

نظرت للأسفل وقالت " تصرفاتك تقول "

قلت بضيق " أنا لا أفهمك حقا يا ميس ما الذي أفعله ليعجبك "

غادرت راكضة فلحقت بها وأمسكتها من ذراعها كانت تحاول إخفاء وجهها عني فلففتها

حتى أصبحت مقابلة لي ورفعت وجهها بيدي فصدمت لثواني ثم قلت

" ميس لما تبكي "

ركضت ودخلت غرفتها وتركتني جامدا في مكاني , ميس التي لم تبكيها أعتا المصائب

وأوجع الإهانات تبكي الآن من كلماتي هذه , طرقت باب غرفتها مرارا ولكنها لم تجب

ففتحت الباب ودخلت, وجدتها مرتمية على سريرها وتخفي وجهها بذراعيها

اقتربت وجلست على طرف السرير وقلت بهدوء

" ميس هلا تحدثنا قليلا "

قالت بصوت باكي ووجها مخفي عني " لا أريد "

تنهدت وقلت " توقفي عن البكاء الآن ودعينا نتحدث "

لم تجب ولم تتحرك فقلت بجدية

" ميس إن لم تتوقفي وتريني وجهك الآن فسأفعل شيئا لن يعجبك "

جلست ونظرها للأسفل وقالت بحدة " هاذي أنا جلست ماذا تريد "

قلت بابتسامة " أردت أن أرى وجهك وأنتي تبكي فهذا المشهد لن يتكرر إلا بعد سنين "

نظرت لي بضيق فقلت " ميس متى سننتهي من هذا "

نظرت للجانب الآخر في صمت فوقفت وقلت

" آسف على إزعاج لك "

وغادرت متوجها لغرفتي وبعد يومين وأنا في الصالة الرياضية سمعت خطواتها

تدخل ثم تقترب جلست مبتسما وارتديت قميصي ها قد جاءت الفراشة للفخ فلا شيء

يجدي معك سوى الحيل يا ميس













ميس









بدأ برود صهيب اتجاهي يصيبني بالجنون لما يفعل ذلك وفيما أخطأت أنا في حقه هل

عليا أن أوافق عليه ليرضى عني هل أكذب ليرضى , حتى أنه لم يعد يخبرني ما فعل

بشأن والدي ويرفض أن افعل أي شيء بخصوص الأمر ويحاصرني هنا كي لا أفعل

شيئا من تلقاء نفسي , كلام جود اليوم جعلني أفكر مليا وقررت فقط أن أساله لما

هوا منزعج مني

انتظرته طويلا حتى خرج من جناح شقيقه لقد ظننت أنه سوف ينام هناك فمر بجانبي

وكأنه لم يراني كعادته مؤخرا استوقفته لأكلمه وكلماته رغم بساطتها لكنها أشعرتني

بحجم كبير من الإهانة على غير العادة لقد جرحتني كلماته حقا ولا أعلم لما ونزلت

دموعي رغما عني ولا أعلم لما أيضا

بعد يومين قررت التحدث معه لنضع نهاية لكل هذا كما قال , توجهت لمكانه المعتاد

بعد صلاة الفجر دخلت قاصدة الغرفة ذاتها التي وجدته فيها المرة الماضية فخرج منها

قبل أن أصل إليها نظرنا لبعضنا مطولا ثم أخفضت بصري وقلت

" هل ستُظهر براءة والدي هل ستفعلها مهما طال الزمن "

اقترب مني ورفع وجهي بأصابعه حتى التقت عينينا مجددا وقال

" ولن أكون صهيب إن لم أفعلها "

قلت بعد صمت " إذا أنا أوافق على الزواج بك "

ابتسم وقال " وما الجديد في الأمر "

قلت وأنا ابعد يده عن وجهي " من أجل ذلك فقط "

وضع يديه في جيوب بنطاله وقرب وجهه مني وقال

" ومن أجل ماذا أيضا "

قلت ببرود " ومن أجل أن تتوقف عن ترديد ذلك وترحمني "

قال " ومن أجل ماذا أيضا "

قلت بنفاذ صبر " ومن أجل الفضيحة التي تسببت لي بها طبعا "

ابتسم ابتسامة جانبية وقال " وأيضا "

نظرت له بصدمة ثم قلت " ما بك أنت هل جننت "

ضحك وقال " وكيف لي أن لا أجن وأنتي توافقين عليا أخيرا "

قلت بجدية " ولكن لدي شروط أخرى "

اقترب مني خطوة وقال " حسننا وما هي "

ابتعدت خطوة وقلت " دراستي سأكملها ولكن ليس هنا "

اقترب خطوة وقال " وماذا أيضا "

ابتعدت ثانيتا بخطوة وقلت " والدتي "

اقترب وقال مبتسما " وما بها "

التصقت بالجدار وقلت " صهيب ابتعد عني "

وقف وسد الطريق بيده وقال " هل تناديني باسمي وتطلبي مني الابتعاد "

قلت بحدة " إن لم تبتعد فلن نكمل حديثنا وإنسا كل شيء "

ضحك وقال " لم أتصور أن تخافي مني هكذا يا ميس أنا لن أؤذيك فأنتي حبيبتي "

قلت ببرود " ومنذ متى كنت حبيبتك "

أمسك وجهي بيده وقال " منذ رأيتك أول مرة "

أبعدت يده وقلت بتهديد " إن لم تبتعد الآن صرخت بكل صوتي "

ابعد يديه ووضعهما في جيوبه وقال بابتسامة " حسننا ها قد ابتعدت تابعي "

قلت " لن نتزوج حتى تفعل ذلك "

هز رأسه بالنفي فقلت بضيق " إذا لن نتزوج "

تنهد وقال " ميس لما لا ترحمينني أقسم أنني أتعذب وسوف أصاب بالجنون "

قلت بضيق " سوف تتخلى عن كل ذلك يوما وحتى أنا ستتزوج بغيري لأني مجرد

مسئولية بالنسبة إليك "

أخرج يديه من جيوبه ورفعهما جانبا على حدهما وقال بعتب وضيق

" ماذا أفعل لتصدقي بل ما الذي لم أفعله بعد يا ميس لقد أتعبتني معك حقا "

نزلت من عيناي دمعتان غبيتان لا أعلم لما لم تسألانني أولا وقلت ببكاء

" لا تتحدث معي هكذا طريقتك هذه أصبحت تجرحني حقا "

مرر أصابعه في شعره ممسكا إياه للخلف ثم تركه يتساقط على وجهه وهو ينظر

للأسفل وقال " لا تبكي يا ميس رجاءا "

مسحت دموعي وغادرت باتجاه الباب فأمسكني من يدي وقال

" نحن لم ننهي كلامنا بعد "

قلت ورأسي للأسفل ويدي في يده " لنتحدث في وقت آخر "

سحبني وأعادني جهة الجدار وقال " بل الآن "

لذت بالصمت فقال بهدوء " سنتزوج الآن "

فتحت شفتاي لأتحدث فوضع أصبعه عليهما وقال بجدية

" أقسم أن حق والدك لن يضيع يا ميس ولو كان الثمن حياتي ووالدتك في عهدتي

حتى الموت ولن أتزوج بعدك بأخرى ولست أراك مسئولية ألقيت على عاتقي بل

أحبك حقا وأريدك لي وحدي "

نظرت للأسفل في صمت فقال

" لدي حل لهذا , فلنعقد قراننا ولا نتزوج حتى ينتهي كل ذلك حسننا "

نظرت له في حيرة فتنهد وقال

" ميس أجيبي لما تعشقين اللعب بأعصابي "

عدت بنظري للأسفل وقلت

" حسننا ولكن لن يكون جدك أو أحد أعماك وليا لي أبدا "

قال بضيق " ومن سيكون إذا , أنا مثلا "

قلت ببكاء " إذا لن أتزوج كل حياتي "

قال بضيق " ميس توقفي عن البكاء أولا ولا تعقدي الأمور أكثر ثانيا "

أشحت بنظري عنه وتملك المكان صمت غريب سوى من شهقاتي الصغيرة فقال بهدوء

" ميس توقفي عن البكاء حالا أو لا تلوميني على ما سأفعله الآن "

مسحت دموعي ولذت بالصمت فقال بهدوء

" ميس لا يجوز أن أتزوجك دون ولي ولن أرضى أن يكونوا أعمامي لأنهم لن يوافقوا

على فعل ذلك وجدي وليك قبلهم مادام حيا هذا هوا القانون والشرع أيضا "

قلت بحزن " أنا لا أعترف بهم "

ابتسم وقال " حسننا لا تعترفي بعدي بأحد "

نظرت له بضيق وقلت " هل صدقت نفسك "

ضحك وقال " لا قطعا يا متعبة "

نظرت جهة الباب وقلت " هيا أبعد يدك عن الطريق عليا أن أعود للقصر "

ضحك وقال " يالك من فتاة جافة حقا "

قلت بضيق " وماذا تريد مني أن أفعل أرتمي في حضنك مثلا "

قال بابتسامة وهوا يبعد يده " ليس الآن بالطبع ولكن لاحقا بالتأكيد "

قلت وأنا أتوجه خارجه " يالك من واهم "

ضحك وقال بصوت مرتفع لأسمعه " ستفعلينها رغما عنك يا قاسية "

توجهت للقصر فقابلتني خالتي سماح عند الباب نظرت لي بحيرة وقالت

" ميس أين كنتي "

قلت " في الخارج "

قالت بصدمة " الآن ولكن أين "

ابتسمت وقلت " ذهبت في نزهة "

شهقت وقالت " نزهة في هذا الوقت "

ثم قالت ضاحكة وهي تنظر خلفي " علمت الآن عن أي نزهة تتحدثين "

التفتت للخلف فكان صهيب خلفي يا إلهي هل كان يتبعني كيف ظهر فجئه

وضع يده على كتفي وقال بابتسامة " أمي لدي خبر سيسعدك "

قالت بترحاب " قله بسرعة فأنا أفتقد الأخبار السارة منذ زمن "

وكزته بمرفقي ليسكت هذا الثرثار المتسرع فقال بتألم " آه ميس لما تكزينني "

ياله من أحمق ومخادع , قلت بضيق " بل تستحق قطع لسانك "

ضحك وقال " أمي أنا وميس سنتزوج "

قالت بسرور " حقا , ياله من خبر سار "

نظرت له وقلت بضيق " هل أنت مرتاح الآن ألا تستطيع التكتم عن أمر ولو قليلا "

تنهد وقال " أمي جدي لي حلا مع هذه القاسية وافقت أن نعقد قراننا فقط وبعد جهد "

قالت بابتسامة " وفقكما الله يا أبنائي "

قال بضيق " هذا فقط ما استعطي عليه أمي "

ضحكت وقالت " كل شيء إلا زعل ابنتي ميس "

رميت بيده بعيدا عن كتفي وقلت " لقد غيرت رأيي "

قال بصدمة " ماذا قلتي "

ثم أشار بإبهامه للخلف وغمز بعينه وقال

" يبدوا أنه علينا العودة هناك "

ضحكت وقلت " لا أرجوك "

نظر لوالدته وقال " سوف نعقد قراننا اليوم "

شهقتُ بصدمة فقال واضعا أصبعه أمام شفتيه ومهددا

" أنتي تصمتي ولا حرف آخر لقد أجلت الزواج حسب رغبتك أما هذا فلن أفعل "

قالت خالتي " لا تتسرع بني سيكون علينا الترتيب لحفل من أجلكما "

قلت بتذمر " ولما الحفل هذا ليس زواجا رسميا "

قال صهيب " بلى وحفلا يحظره الجميع "

نظرت له وقلت بإصرار " لا أريد ذلك لا أريد "

هز رأسه بالنفي فقلت بحدة " إذا لن يكون هناك شيئا "

نظر لوالدته وقال " أمي هل رأيت بنفسك الآن "

قلت بضيق " لا تشتكيني لأحد ثانيتا أو غضبت منك "

ضحكت خالتي وقالت مغادرة " تفاهما في الأمر وأخبراني "

نظرت له وقلت " لن نقيم أي حفل "

قال بحدة " بل سيكون ما أريد "

قلت بغضب " لا لن يحدث "

تركني وتوجه جهة السلالم فقلت بغضب أكبر

" أين تذهب انتظر هنا "

ولكنه لم يعرني أي انتباه وصعد متوجها للأعلى ياله من عنيد











نهاية الجزء الثاني والثلاثون






أتمنى يكونوا عند حسن ظنكم وينالوا إعجابكم

دمتم بحفظ الرحمن

أختكم ...... بـــــ المشاعر ـــــرد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-12-14, 11:58 PM   #36

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث والثلاثون


ليان








لابد وأنكم سعدتم لغيابي وتخلصتم من ثرثرتي أو أنكم افتقدتموني وتساءلتم عما

حدث لي , كنت أعلم أن حظي لن يبتسم لي دائما وأنه لن تتركني تعاستي أبدا

ما حدث في ذلك اليوم أنني سمعت طرقا على الباب ولأن وسيم حذرني من فتحه

لأي شخص فلم أفتح ولكن بعد وقت جاءني صوت رجولي قائلا

" هل أنتي زوجة المدعو وسيم إنه في المستشفى بسبب حادث وحالته خطيرة

جدا أنا جاركم المجاور لكم "

ففتحت الباب مذعورة مما سمعت فدفعني للداخل ودخل وحينما رأيته وعلمت

أنه شاهد ركضت للداخل فسمعته يغلق الباب من ارتباكي نسيت أين كان هاتفي

فأصبحت اركض كالمجنونة بحثا عنه واتصلت بوسيم فأخذه مني وحطمه فتوجهت

بسرعة ناحية الغرفة وأغلقتها خلفي فبدأ بضرب الباب بقدمه وهوا يصرخ بغضب

" أخرجي أو كسرت الباب عليك يا قدرة لن أفوت لك ما فعله بي أخرسك ذاك افتحي الآن "

كنت ابكي وارتجف خوفا توجهت للنافذة لأنها كانت الحجرة الأقرب للشارع وبدأت بالصراخ

والاستنجاد بالناس وكنت اصرخ واصرخ دون توقف لوقت طويل وأنا أسمع صراخهم في الخارج

وما هي إلا لحظات وفتح شاهد الباب بالمفاتيح الاحتياطية التي كانت في المنزل فصرخت به

" ابتعد عني يا شاهد واتركني وشأني "

أمسكني من يدي وجرجرني للخارج وهوا يصرخ قائلا

" عليك الإيفاء بالدين أنتي وزوجك الحقير ذاك "

قلت بغضب " إنه اشرف منك ومن أمثالك "

صفعني على وجهي حتى وقعت أرضا ثم رفعني من شعري وصفعني ثانيتا وأخرى

وأخرى حتى انفتح الباب ورأيت وسيم يدخل منه ورفع مسدسه وصوبه جهة شاهد ورماه

بالرصاص ولحظتها رأيت رجال شرطة يدخلون كلها كانت في نفس اللحظة ونفس الثانية

وأدركت حينها أنني انتهيت ولم أرى أو اسمع بعدها شيئا سوى الصمت والظلام الدامس

استيقظت بعد وقت لا أعلم كم كان وأنا أسمع صوت سيدة تقول لي

" هل أنت بخير هل تسمعينني "

رفعت رأسي ونظرت جيدا فكانت امرأة غريبة تجلس بجانبي وأنا مرمية مكاني على

الأرض ورجال يقفون عند الباب في الخارج فقلت

" من أنتي "

قالت " أنا جارتكم هنا وزوجي مع الواقفين هناك خارجا هل لك أقارب

تودين الذهاب إليهم أم ستبقي هنا "

جلست بتعب ثم قلت وأنا متوجهة لغرفة النوم " لا ليس لدي أحد "

أخذت حجابي وعباءتي ولا أعلم أين سأذهب ولا ما سأفعل فوسيم انتهى كما انتهت

غيره من أحلامي كما انتهت والدتي ومنزلي وعمي وعملي وكل شيء فحتى هذا

المنزل لن يكون لي عاجلا فخرجت تقودوني قدماي للمجهول لحيت لا أعلم وليس

لي أين أذهب ركبت سيارة أجرى وتوجهت لمنزل شروق فلم أجدها وتذكرت يومها

أخبرتني أنها ستغادر المدينة فغادرت سيرا على قدماي لمسافات طويلة دون وجهة أو

دليل وعندما تغلب عليا التعب جلست مستندة على أحد الجدران وعيناي تنظر للفراغ

في حزن ودموع ومرارة وكان بعض المارة يلقون لي بالدراهم ضننا منهم أنني متسولة

فضحكت على نفسي بل على حالي وما ألت وما سوف أءول إليه بعد الآن

نمت تلك الليلة مكاني حيث رست بي آخر محطات تعاستي ولأول مرة في حياتي أنام في

الشارع ولا أعلم غدا أين سأكون

" يا آنسة استيقظي , سبحان الله سبحان الله "

فتحت عيني فوجدت سيدة في الخمسين من العمر تقريبا توقظني فنظرت لها بحيرة وقلت

" ماذا هناك "

قالت بابتسامة حنونة " لما تنامين هنا "

عدلت في جلستي وقلت " أعتذر لو كان هذا جدار منزلك وسأغادر حالا "

قالت وهي تساعدني على الوقوف " تعالي معي لأحكي لك من أكون "

أدخلتني للمنزل الذي نمت على جداره وأحضرت لي الماء والطعام فرفضت بشدة

فجلست أمامي وقالت " سبحان الله أنا لا أصدق عينيا "

قلت بحيرة " ما بك تسبحين الله منذ رأيتني "

ابتسمت وقالت " لأنني رأيت حلما يخصك البارحة "

نظرت لها بصدمة ثم قلت " يخصني وهل تعرفينني "

قالت " لا لا أعرفك ولكني كنت اتحدت وصديقتي بالأمس عن المتسولين فقلت لها أنه لم

يعد يوجد من يخفي حاجته ويتعفف عن طلب المال وأنني لا أحب الانضمام للجمعيات الخيرية

لأن من يساعدونهم يملكون المال ويخفونه عن الجميع ويمدون أيديه لغيرهم وتناقشنا كثيرا في

الأمر والبارحة جاءتني أمي رحمها الله في المنام وكانت غاضبة مني وتقول

( كيف تفعلين ذلك يا حياة المرأة تنام على جدار بيتك وهي لا تسأل إلا الله وأنت ترمين

المحتاجين لك بالباطل )

فاستيقظت من نومي توضأت وصليت ثم عدت للنوم بعد صلاة الفجر فعادت لي أمي في المنام

من جديد وقالت لي بحدة

( حياة هل ستنتظرين أن تطرق بابك هي لن تفعل ذلك )

فصحوت مفزوعة وخرجت ووجدتك كما قالت والدتي في منامي وعندما رفضت الطعام مني

تأكدت من ذلك فما الذي جاء بك إلى هنا وما قصتك أخبريني أرجوك "

تنهدت بحزن وألم وحكيت لها كل ما مررت به يوم أمس فقالت بأسى

" يا لها من قصة حزينة وأين زوجك الآن "

قلت بحسرة " أين سيكون في السجن بالتأكيد "

قالت " وماذا عن أهله "

قلت " لا أعلم عن أهله شيئا ويبدوا أنهم لا يعلمون عني أو لا أهل لديه "

قالت " ما أسم زوجك لنسأل عنه وعما حدث معه "

تنهدت وقلت " وسيم فقط ولا أعلم غيره "

نظرت لي بصدمة وقالت " كيف تتزوجينه ولا تعلمين عنه غير اسمه "

قلت وأنا أقف " آسفة على إزعاجي لك ولكن عليا المغادرة "

وقفت وأمسكتني من يدي وقالت

" اقسم أنك لن تذهبي من هنا قبل أن تجدي زوجك أو عائلته "

قلت معترضة " يا سيدة حياة أرجوك أن تتركيني أذهب في حال سبيلي "

ولكن ما كان من جدوى لكل محاولاتي معها فقد رفضت كل الحلول التي اخترعتها

بأنني سألجأ إليها ما أن أغادر من عندها وأخذتني بنفسها لقسم الشرطة بعد يومين وسألنا

عن اسم وسيم لديهم وقالوا أنه لا يوجد لديهم هذا الاسم فخمنت أنه تم نقله لسجن العاصمة

وتجنبنا سؤالهم بأن لو كان لديهم شخص قتل رجلا كي لا أنجر في الأمر كما اقترحت

حياة ثم ألحت على مساعدتي فبقيت معها شريطة أن أقوم بخدمتها وابنها وزوجته وأولادهم

المقيمين معها ثمنا لبقائي بمنزلهم وهي لم تخبر عائلتها عن قصتي وقالت أنني صديقة لها

في محنة ستزول قريبا

فكرت مرارا أن أعود لعملي في الشركة ولكن كرامتي المهانة لم تسمح لي , لقد صرت

الآن في الشهر السابع من حملي وازداد التعب والإرهاق والسيدة حياة تعاملني معاملة

طيبة جدا حتى أنها كانت تبحث جاهدة عن أي معلومات عن وسيم وحتى في الشركة

سألت شخص يعرف مدير الشركة فأخبره أنه لا وجود لهذا الاسم لديهم , هكذا هم دائما

إن تخلوا عن خدمات أحدهم رموه كما ترمى القمامة ولا يذكرونه حتى التذكر , وأبقت

حياة أمري مخفيا عن الجميع خوفا من بحث عائلة شاهد عني وعشت معهم سجينة الغرفة

والمطبخ كي لا أحتك بابنها

ما أن ألد عليا أن أبحث عنه في قضايا سجون العاصمة لكي أطمئن عليه على الأقل ولأعلم

كم من السنين سيأخذونه مني




















أنيس










فتحت الخط وقلت " نعم تكلم ماذا لديك "

قال بهدوء " خبر الصفقة المشبوه وصل للجرائد سمعة المصنع في الحضيض الآن "

قلت صارخا بغضب " متى حدث ذلك وكيف "

قال باستياء " ليلة البارحة "

قلت بغيض " سحقا له سيندم على ذلك "

أغلقت الهاتف في وجهه من غضبي الحقير صهيب إذا يهدد وينفذ

دخل حينها والدي قائلا " ماذا هناك صراخك يصل للشارع أنت في شركة وليس مدرج كرة قدم "

قلت بغيض " إنه ابن شقيقك سيرى ما سأفعل به "

قال " صهيب مجددا مصائبه لا تنتهي دعك منه فعلاجه لدي "

قلت بحدة " إن لم تأخذ منه بالحق سأقتله دون تراجع "


















غيث
















"رنيم ألم يتأخر ابنك هذا "

ضحكت وقالت بنفس متعب " لما الاستعجال لازال الوقت مبكرا "

وضعت أذني على بطنها ثم طرقت عليه فقالت بتألم

" آآآآآآي غيث ماذا تفعل "

قلت بتذمر " عليه أن يخرج أو يجيب "

أبعدت يدي عن بطنها وقالت

" أبتعد عن ابني ودعه يفعل ما يريد أليس هذا ما علمته إياه تحمل إذا "

تنهدت بضيق وقلت " ألم تدخلي شهرك التاسع من المفترض أن يشرفنا بطلته البهية "

سمعنا طرقا على باب الجناح وهمت رنيم بالوقوف فقلت

" ابقي مكانك سوف أفتح أنا "

تساندت بالعكاز وفتحت الباب كانت والدتي وقالت بقلق " هل رنيم بخير "

قلت بابتسامة وأنا أحثها على الدخول " ومن قال أنها ليست بخير هيا تفضلي "

قالت وهي تدخل معي " ولكنها من يفتح الباب دائما هل هي نائمة "

دخلنا غرفة الجلوس وقلت " لا ها هي ذي لقد قررت أن أدعها جالسة علها تنجب فيبدوا

أن الحركة هي سبب تأخرها "

قالت رنيم بضيق " خالتي بالله عليك تنقديني من ابن زوجك هذا "

ضحكت وقالت " أخبريني ما فعله ولن تكوني إلا راضية "

قلت واضعا يدي وسط جسدي

" هل تتفقان علي , أمي ألم تتأخر رنيم في الولادة سوف أغير تلك الطبيبة منذ الغد "

ضحكت وقالت وهي تجلس بجانبها " وما دخل الطبيبة في ذلك "

قلت بضيق " لا أعلم ليس هناك شيء غيرها ألقي باللوم عليه "

ضحكتا سويا ثم قالت والدتي " لا يزال الوقت مبكرا بني "

قلت بسخط " آه أمي هل أنتما متفقتان على هذه الجملة أم ماذا "

تنهدت أمي بضيق وقالت " هلا وقفتي وقابلتني يا رنيم "

وقفت وقالت ضاحكة " هل ستجرين مقابلة تلفزيونية معه "

ضحكتا سويا ثم قالت " يبدوا لي بطنك قد انخفض للأسفل أليس كذلك "

نظرت لنفسها ثم قالت " نعم لاحظت ذلك أيضا ما يعني هذا "

نظرت لي والدتي وقالت " يعني قربت ولادتك "

قلت مباشرة " متى "

ضحكت وقالت " هذا أمر لا يعلمه غير الله بني صبرك قليلا فهي لم تنهي شهرها بعد "

اقتربت من رنيم أجلستها وجلست بجانبها فقالت والدتي

" لدي موضوع سأتحدث معك فيه "

قالت رنيم وهي تهم بالوقوف " حسننا اعذراني ..... "

قاطعتها والدتي وهي تمسك يدها " لا داعي للذهاب يا ابنتي ابقي معنا "

قلت " إن كانت أخبار سيئة فدعيها تذهب رجاءا "

ضحكت وقالت " ألا تعلم أن الأخبار السيئة تجعل المرأة تلذ على الفور "

فتحت عيناي على اتساعهم وقلت " حقا إذا اجلسي يا رنيم "

ضحكت رنيم وقالت " يالك من أناني يا غيث "

قالت والدتي بابتسامة " لدي خبر سار لكما وأمور علينا مناقشتها بخصوصه "

قلت بابتسامة مماثلة " أتحفينا به بسرعة لقد اشتقنا للأخبار السارة "

ضحكت وقالت " لقد أصاب هذه العائلة مرض اسمه الخوف من المجهول "

قالت رنيم " يبدوا بخصوص أديم "

تنهدت بحزن وقالت

" لا ليس بخصوصه وكم أتمنى ذلك , إنه بخصوص صهيب وميس "

ضحكت وقلت " هل وافقت تلك الشرسة أخيرا "

ضحكت والدتي وقالت " أسكت لا تسمعك الآن "

قالت رنيم بضيق " ما الذي لا يعجبك في ميس إنها فتاة رائعة في كل

شيء , أنتم الرجال لا يعجبكم العجب "

قلت ضاحكا " معك نعم رائعة أما مع صهيب فلا قطعا "

ثم وجهت حديثي لوالدتي قائلا " وكيف أقنعها بذلك أجزم أنه قد هددها "

ضحكت وقالت " لا أعلم يبدوا لي ذلك لقد قال أنها وافقت على عقد القران

بأعجوبة والزواج لن يكون الآن "

قالت رنيم بسرور " كم هذا رائع حقا , إنهما يليقان ببعض كثيرا "

قلت " وماذا خططتما بشأن ذلك "

قالت بهدوء " لا شيء حتى الآن صهيب يقول نقيم حفلا كبيرا وميس ترفض

ذلك وتركتهما فجر اليوم يتخاصمان في الموضوع "

قالت رنيم بحيرة " ولما ترفض ميس ذلك "

قالت والدتي بحزن " هي لم تقل السبب ولكني أعلم جيدا لما "

قلت " من أجل الموضوع ذاته أليس كذلك "

قالت " نعم من أجل ما شاع عنها وهوا ذاته السبب الذي يجعل صهيب مصرا على ذلك "

قالت رنيم بحزن " يا لها من فتاة مسكينة أتمنى أن يكون

زواجهما حلا للمشكلة ولا يعقدها أكثر "

قلت بجدية " على أحدهما أن يقتنع برأي الآخر فكلاهما على حق "

قالت رنيم " أنا أرى أن نأخذ برأي ميس فخبر الزواج سيشاع بين الجميع على أية

حال وسيصل للجميع في بيوتهم أما حضور النساء إلى هنا ورميهم لها بالكلام القاسي

والجارح فهذا شيء سوف نجلبه نحن لأنفسنا ولن تستحمله ميس وسنفسد عليها تلك

الليلة , وما أن يتزوجا نقيم حفلا لهما سيكون الخبر عاديا بالنسبة للناس حينها "

قلت " معك حق أراه رأيا سديدا , ما قلتي يا أمي "

قالت " نعم هوا عين الصواب سنتحدث مع صهيب إذا فيبدوا لي مصرا وأنت تعرفه جيدا "

قلت ضاحكا " لا أعلم كيف ستكون حياتهما معا "

ابتسمت والدتي وقالت " ستكون مليئة بالمشاكل على ما يبدوا فكلاهما حاد

الطباع سريع الغضب وعنيد يفعل ما في رأسه مهما كانت النتائج "

ضحكت وقلت " صهيب يحتاج لواحدة جليدية كرنيم "

توقعت أن تهاجمني بشراسة ولكن ما حدث لم يكن بالحسبان فقد شهقت بعبرة

ونزلت دموعها ثم طأطأت برأسها للأسفل ضممتها بذراعي وقلت

" لا حبيبتي لا تبكي لم يكن ذلك إلا مزاحا "

ولكنها لم تزدد إلا بكاء ثم وقفت وقالت بعبرة

" أنت هكذا يا غيث لا تحبني ولم تحبني يوما ولا ترى إلا عيوبي ولست

تراني سوى شيئا قد فرض عليك "

ثم غادرت لغرفتنا وأغلقت الباب خلفها بقوة نظرت لوالدتي فقالت بضيق

" ما هذا الذي فعلته يا غيث لقد جرحتها حقا "

قلت بتذمر " ولكني لم أقل شيئا يغضبها كنت أمزح فقط ثم هي الحقيقة "

قالت بحدة " إن قالت هي شيئا حقيقيا عنك هل كنت ستغضب أم لا "

لذت بالصمت فقالت " من المفترض أنكم تجاوزتم الماضي فلا داعي لذكره من جديد "

قلت بعبوس " أمي يبدوا أنكم شكلتم حزبا نسائيا خاصا بكم "

قالت بضيق " لا تبحث لك عن مبرر فلو كانت هي من أخطأ في حقك لكنت وقفت

في صفك , يا لكم من متعبين صغارا كنتم أم كبار , سأذهب الآن عليا أن أنهي مشكلة

صهيب وعليك إرضاء زوجتك حالا فهمت "

قلت بقلة حيلة " حاضر أمرك سيدتي "

ثم وقفت ونظرت لي بعتب وقالت

" يبدوا لي أن رنيم تعاني من أمر يضايقها في علاقتكما "

قلت بحيرة " مما أنا لا أفهمك "

قالت مغادرة " فكر في كلماتها الأخيرة وستفهم ما كنت أقول "

فكرت مطولا فيما قالت ثم توجهت لغرفتنا طرقت الباب ودخلت كانت تجلس

على السرير وفي بكائها المستمر اقتربت منها ثم جلست بجوارها وقلت

" رنيم ها هي العكازة خذيها واضربيني بها "

ولكنها لم تجب يبدوا أن الأمر لم يجدي نفعا وعليا أن أغير من الطريقة قلت بهدوء

" أنا آسف "

فلم يجدي ذاك نفعا أيضا يا إلهي ما العمل الآن قلت في محاولة أخيرة وأخر ما تبقى لدي

" رنيم سوف أشتري لك طقما جميلا من أجل حفل ميس وصهيب هيا سامحيني "

ولكنها لم تزدد سوى في البكاء والعبرات حككت رأسي في حيرة ثم تذكرت مسلسلا

كانت تشاهده رنيم البارحة كان سخيفا بالنسبة لي ولكنها تحبه كثيرا فقررت أن أفعل

كما فعل بطل المسلسل اقتربت منها أكثر ضممتها بيدي وشددتها لحضني بقوة قبلت

رأسها وكتفها وقلت بهمس

" رنيم حبيبتي إن لم ترضي عني فلن أنام الليلة ولن أتناول العشاء ولن أتكلم أيضا أنتي

كل عالمي وبدونك سيفقد ألوانه ومتعته "

ماذا قال ذاك الأحمق أيضا أنا حقا لا أذكر , قلت

" رنيم سامحيني لن يتكرر ذلك حسننا "

توقفت عن البكاء أخيرا ما أغرب النساء لم يرضها كل ذلك ورضت بهذه الكلمات

البسيطة والمسروقة أيضا , يبدوا أنه هذا ما كانت تعنيه والدتي من كلامها

مسحت دموعها بأصابعي وقلت

" رنيم توقفي عن البكاء أرجوك ودعينا نتحدث في أمر مهم "

نظرت لي بحيرة فابتسمت وقلت

" لقد وبختني والدتي كثيرا لأجلك يبدوا أنكم متفقات علينا "

قالت بحزن " أهذا هوا الأمر المهم "

عدلت جلستي ثم نظرت للأسفل وقلت

" رنيم أهناك شيء ينقصك ولا أوفره لك , أعني لا تجدينه معي "

نظرت لها فنظرت هي للأسفل في صمت إذا كما توقعت

قلت بهدوء " رنيم لما الصمت "

ولكنها لم تجب أيضا فقبلت خدها وغادرت الغرفة في صمت

خرجت بحثا عن أي أحد فقابلت في طريقي صهيب آه لا صهيب قد لا ينفع

لذلك , عليا البحث عن زبير أو بحر ولكن زبير ليس لديه سوى السخرية هل

أتصل بأديم لا يبدوا لي ذلك مجديا بحر أفضل

خرجت للحديقة واتصلت ببحر فأجاب فورا " مرحبا غيث "

قلت بابتسامة " مرحبا بالبحر "

ضحك وقال " يبدوا لي ورائك شيء مهم "

حمحمت قليلا ثم لذت بالصمت فقال " ما بك يا أخي هل من مكروه "

قلت مباشرة " لا ولكن أردت سؤالك عن بعض الأمور "

قال بهدوء " كلي أذان صاغية "

قلت بعد صمت " أردت أن أعلم عن تلك الأمور السخيفة التي تحبها النساء "

ضحك كثيرا ثم قال " سخيفة , يالك من رجل يا غيث أنا لا أحسد زوجتك عليك "

قلت بضيق " بحر هل ستساعدني أم ستسخر مني "

قال بهدوء " بل أساعدك إن كانت زوجتك طبعا "

قلت بحدة " ومن ستكون يا أحمق , هيا أخبرني "

قال " من أي نوع تريد "

قلت بصدمة " وهل هناك أنواع "

ضحك وقال " حسب المناسبة والوقت والمكان "

قلت بنفاذ صبر " قلها جميعها وسآخذ منها ما يناسب "

قال " لن يجدي ذلك نفعا "

تنهدت وقلت " إنها غاضبة مني وترى أيضا أنني لا أحبها "

قال بهدوء " حسننا سأعطيك برنامجا كاملا هذا الأسبوع وسترى كيف

ستكون النتائج فقط لا تفسد شيئا "

قلت بدهشة " أسبوع لا لا هوا شيء واحد فقط يكفي "

قال بحدة " لا تكن جافا وقاسيا يا رجل إنها ليست مثلك هي امرأة لا تنسى ذلك "

قلت بتذمر " حسننا اختصر قدر الإمكان "

تنهد وقال " عليك أن تكون مقتنع بذلك أو لن ينجح الأمر "

قلت بضيق " ولما الاقتناع هل هي معادلة ثم أنا أحبها حقا وأكثر من كل هذه الأمور التافهة "

قال " أنت تراها كذلك ولكنها تعني كل ما تحمله لها في قلبك في نظرها "

قلت بهدوء " حسننا ولكن إن لم ينجح الأمر فسوف أريك "

ضحك وقال " إن لم ينجح ذلك فقم بذبحي عند باب جناحكما حسننا "

ضحكت وقلت " أنت قلتها فلا تتراجع وقتها "

ضحك وقال " وأنا عند كلمتي , اسمع أولا عليك أن ترسل لها رسالة غرامية حالا "

قلت " رسالة ولما يا لها من فكرة فاشلة "

قال بضيق " غيث لا تتعبني معك سوف أرسل لك واحدة ترسلها لها وفي المستقبل

أنت من عليه فعل ذلك بنفسك "

قلت " ولكن ليس لدى رنيم هاتف "

قال " أرسلها لها على هاتف والدتي وسوف تراها ستكون فكرة أفضل "

قلت بقلة حيلة " حسننا وغيره "

قال بهدوء " وتأخذ لها الليلة وردة جميلة وواحدة فقط وليس باقة وسأعطيك قرصا لأغنية

رومانسية وجميلة تسمعها إياها وعليك مقابلتي الآن بعد ساعة , هناك ما سأخبرك به لتفعله

فتبدوا لي بحاجة لإعادة برمجة من جديد "

قلت بضيق " يا لك من شقيق ومساعد هل تراني جهاز حاسوب "

ضحك وقال " نعم ومعطل أيضا أراك بعد ساعة حسننا "

قلت بهدوء " حسننا "



يا لها من أمور تافهة فإن كانت مهمة لرنيم حقا فأنا لا أفعل شيئا يعجبها أبدا لذلك

هي ترى أنني لا أحبها ولكن هل كل ما أفعله لا يجدي أبدا يالا سخافة النساء يغفلن

عن الأشياء المهمة ويحببن زهرة لا تكلف شيئا من النقود وتذبل بسرعة أيضا




















سماح













خرجت من عند غيث و رنيم مستاءة جدا فأنا اعلم أي الأنواع يكون غيث إنه

صارم وجدي ويأخذ الأمور بمنطقية وعقلانية دائما ولا يولي للأشياء الصغيرة المهمة

للمرأة أي بال ويراها تافهة أتمنى أن يجدا مخرجا من ذلك وأن يكون فهم ما صبوت

إليه فالمرأة ترى أن الرجل لا يحبها مدام جافا في تعامله الخاص معها أنا لا أحسد سوى

زوجة بحر فستكون في عالم مميز معه , آه هذا إن فكر أن يتزوج بعد أن تحطم قلبه وحلمه

" أمي ستصطدمين بالجدار تبدين لي بحاجة للتصليح "

نظرت له بغيض وقلت " لو كان زبير لتوقعت هذا منه فهوا مجنون ولسانه قد تبرأ

منه منذ زمن أما أنت يا صهيب فليست عادتك "

ضحك واقترب مني وقبل رأسي ثم قال " أمزح معك أمي ما بك "

دخل حينها زبير وقال بعبوس " من هذا الذي يذكرني بالسوء "

قلت بضيق " أنا ولم أكذب طبعا "

قال بتذمر " أمي أيتها العنصرية أنتي هكذا دائما سوف أرفع عليك قضية في المحكمة "

ضحكت حتى تعبت هذا الولد سيقتلني قبل يومي مر بجانب صهيب ضربه على كتفه وقال

" لا تؤدي أمي أو يتمتك الآن "

غادر وضحكنا كلينا فقلت وأنا أنظر لصهيب " لا أستبعد ذلك منك "

قال غامزا لي " أنتي ملاكي كيف أؤذيك "

قلت بمكر " تبدوا لي مسرورا هل اتفقتما على الزواج اليوم "

تنهد بضيق وقال " إن كان هناك من سيصيبني بالجنون فستكون ابنة عمي تلك "

ضحكت وقلت " من أراد الورد عليه أن يتحمل وخز الأشواك "

قال بضيق " أمري لله "

قلت بهدوء " لو كان هذا من أجل شعورك بالذنب لما حدث ومسؤوليتك اتجاهها

ووالدتها فستكون مخطأً في قرارك بني "

قال بجدية " بل أريدها لي أقسم يا أمي أني أحب ميس وأردتها زوجة "

قلت براحة " إن كان كذلك فلا بأس ولكن خفف من عنادك وحدتك قليلا يا صهيب "

قال بعتب " آه أمي أنتي لا تعلمي كم أكون رقيقا ومتساهلا معها إنها تصيبني بألم في الرأس "

قلت مغادرة " ولكن هذا لن يدوم فما أن تتزوجا فستكثر المشكلات ولن تستحملها مطلقا

انتظرني في غرفة الجلوس ولا تهرب قادمة إليك حالا "



توجهت للمطبخ فوجدت ميس وجود يتناقشان في آخر المطبخ عن أمر ما وحور تجلس

وأمامها صحن الخضار وفي يدها السكين وشاردة الدهن تماما , كم ستستحمل هذه

الفتاة لو كان الأمر بيدي لطلبت من زبير أن يعيش بها بعيدا عن هنا ابتسمت وقلت

" ما بكما ستتشاجران عما قريب "

قالت جود بضيق " اسمعي ما تقول ميس لا تريد حفل زواج يا لها من غبية "

ضحكت وقلت " النتيجة واحدة بالحفل أو بدونه المهم أن يكونا متفقين على ذلك "

قالت ميس بحدة " إن كان هناك حفل فلن تكون هناك عروس انتهى الأمر "

قالت جود بضيق " هذا عقد قران وفعلتي هكذا فما ستفعلين في يوم الزفاف يالك من متعبة "

ضحكت وقلت " تعالي يا ميس أريدك في أمر "

خرجت متوجهة لغرفة الجلوس وميس تتبعني دخلت حيث صهيب

ودخلت هي خلفي ثم جلست وقلت " تعالي واجلسي يا ميس "

قالت بضيق " ولكن .... "

قاطعتها قائلة " ميس أنتي في مقام أبنائي وعليكما احترامي كليكما "

جلست في صمت فقلت " سوف أتحدث ولن يقاطعني أحد "

كان جوابهما الصمت فتابعت " أنتما مقدمان على أمر ليس لعبا ولا ثوب تملان منه فترميانه

إنه زواج ومستقبل وأبناء فلا تستهينا بذلك وعليكما أن تجدا سبيلا لحل نزاعاتكم وتخالف

أفكاركم وتجدا طريقة تتخذان بها قراراتكما معا أو لن تنجح حياتكما أبدا "

ثم نظرت لميس وقلت " ميس أنتي لا تريدين الحفل بسبب الكلمات والنظرات

التي ستوجه إليك صحيح "

نظرت للأرض في حزن وصمت فتابعت

" كان عليك التحدث مع صهيب عن ذلك بكل صراحة وكان سيتفهمك

ولم يكن للحدة والعناد أي داعي "

ثم نظرت لصهيب وقلت " وأنت فكرت في رأي الناس وموقفك أمامهم ولم تعر مشاعر

ميس أي أهمية أليس كذلك "

قلت بجدية " لن يكون هناك حفل كبير وسوف نحتفل بزواجكما لاحقا "

قال صهيب بضيق " ولكن ..... "

قاطعته بحدة " يبدوا أنه ليس لي عندك رأي أو اعتبار يا صهيب "

قال بهدوء " آسف أمي لم أقصد ذلك , حسننا كما تريدين سنفعل "

ثم وقفت وقلت مغادرة " عليكما الاتفاق الآن على موعد عقد القران ولا تتشاجرا مفهوم "

وخرجت وتركتهما معا كم أخشى على حياتهما مستقبلا وأتمنى أن لا يصلا للانفصال يوما

فالمتضرر الوحيد حينها سيكون ميس






فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 04-12-14, 12:01 AM   #37

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع والثلاثون

























رنيم
























لقد أغضبني غيث حقا بما قال ثم جاء ليصلح الأمر بإفساده هل هكذا يرضي امرأة ولكنه

كاد يضحكني عندما سرق سيناريو المسلسل وهذا يثبت أنه لا يملك شيئا مما أنتظره منه

بعد وقت خرجت من جناحي وتوجهت حيث البقية ابتسمت جود ما أن رأتني وقالت

" مرحبا بالحامل والمحمول "

ضحكت وقلت " ومرحبا بالناظر والمنتظر "

ثم جلست في صمت كانوا جميعهن يتحدثن عن عقد قران ميس وصهيب وما سيعدون له

سيكون حفلا عائليا بسيطا قالت خالتي

" رنيم يجب علينا دعوة والدتك "

قلت بهدوء " ما من داعي لذلك خالتي سوف تتعبها الرحلة "

قالت " المشكلة أن غيث لم ينزع الجبيرة بعد لكان سافر لإحضارها

وبحر أيضا عليه إحضار والدته وشقيقه "

ثم نظرت لحور وقالت " وعائلة عمك أيضا مدعوة يا حور وسأطلب من زبير إعلامهم

وسندعو علياء وزمرد ووالدتهم وزوجة جسار وابنة عمي هذا فقط بالنسبة لنا نحن النساء

والرجال سيكونون قليلين أيضا المقربون من أبنائي فقط "

قلت " ومتى سيكون ذلك "

قالت " لا أعلم حتى الآن ميس وصهيب سيقرران ذلك "

ثم وقفت مغادرة فنظرت لي حور وقالت

" رنيم ماذا سترتدين مع هذا البطن المنتفخ أنتي مشكلة حقيقية "

قلت بابتسامة " هناك ملابس للحوامل فلا تشغلي بالك حوريتي "

تغيرت ملامح حور وكأن الكلمة أصابتها في قلبها فقلت

" آسفة حور هل أغضبك ما قلت "

قالت بدمعة محبوسة " لا لم يغضبني أبدا "

ووقفت مغادرة يبدوا لي أن الكلمة الأخيرة السبب ولكن لما

نظرت لي جود وقالت " هنالك محال رائعة لبيع ملابس المناسبات الخاصة

بالحوامل ما رأيك أن نذهب معا "

قلت " أنا متعبة جدا ولن استطيع أن أسير شبرا واحدا سوف أعتمد عليك في ذلك حسننا "

بعد لحظات دخلت خالتي وخلفها ميس وقالت خالتي

" رنيم غيث طلب مني أن أعطيك هاتفي اتركيه لديك يبدوا أنه سيتصل بك "

ثم غادرت أمسكته وأنا انظر إليه في حيرة غريب لم يفعلها سابقا هل من أمر مهم يا ترى

" هيه رنيم ستصيبين الهاتف بعينك هههههه "

كان هذا صوت ميس نظرت لها بضيق وقلت

" وما يضايقك في الأمر لو لم تكوني عروس لضربتك الآن "

ضحكت وقالت " سأشتكيك لصهيب حينها "

نظرت لها بصدمة وقلت " ميس هل أنتي طبيعية "

قالت بعبوس " عليا أن أتأقلم مع الوضع يبدوا أمرا لا مفر منه "

قلت " آه ميس لن تجدي أفضل منه صدقيني إنه رائع وله مواقف شهمة معنا "

نظرت لي بنصف عين وقالت

" سوف أخبر زوجك بما قلتي للتو لن أرضى لابن عمي أن تتغزل زوجته بغيره "

ضحكت وقلت " غرتي من أجل غيث ولم تغاري على صهيب يالك من فتاة "

سمعت حينها صوت رسالة وكان مصدره هاتف خالتي هممت بالوقوف لإخبارها

ففوجئت بأنها من غيث فقلت " إنها من رقم غيث "

قالت ميس بحماس " لابد أنها لك افتحيها "

قلت " ومن قال ذلك قد تكون لوالدته "

يستحيل أن يفعلها أعرفه جيدا

قالت جود " ولكنه طلب إعطائك إياه يعني أنها لك "

معها حق ولكن لماذا لابد وأنه يريد شيئا ما , فتحتها فكان فيها

" بعض الأشخاص نحبهم وبعض الأشخاص نشتاق لهم والبعض لا نحيا

بدونهم مثلك أنتي حبيبتي رنيم "

لقد كادت عيناي تخرج من مكانهما وأنا أقرأ وأعيد وقرأت اسمي ألف مرة

لأتأكد منه ضحكت جود وقالت " رنيم ألم تنتهي الرسالة بعد "

خبأت الهاتف خلف ظهري وقلت " هذا لا يخصكما "


قفزت ميس وأمسكتني وجاءت جود خلفي لتأخذ الهاتف وأنا أصرخ مستنجدة بحور

ولكنهما أخذاه مني فوضعي لا يسمح لي بالمقاومة ضحكت جود وقالت

" انظري يا ميس لكل هذه الغراميات و الرومانسية "

أخذت ميس الهاتف وقالت بصدمة " هل كل هذا يخرج من تلك الصخرة الغيثية "

أخذت منهما الهاتف وقلت بضيق " لا تسخرا من زوجي يا وقحتان "


وغادرت للمطبخ وعيناي لا تفارقان الرسالة أشعر أنني في حلم , هل أخطأ غيث في

إرسالها يا ترى ولكنها باسمي آه رنيم يالك من عطشى حقا


عند العشاء دخل غيث وجلس بجانبي على الطاولة وأمسك يدي وقبلها أمام الجميع وقال

" رنيم أنا آسف حقا وأحمق وأستحق العقاب "

نظرت له بصدمة وكان هذا حال الجميع فنظر لهم وقال بابتسامة

" ما بكم لما لا تأكلون الطعام "

قال صهيب بابتسامة

" آه جيد ظننت أنك نسيت أنها طاولة الطعام وظننت نفسك في غرفة النوم "

شرقت خالتي باللقمة في فمها فقالت ميس بهمس وغيض

" صهيب هل جننت استحي من والدتك ووالدتي "

ضحك وقال " لو كنتي زوجتي لفعلت أكثر من ذلك "

غادرتا حور وجود من فورهما فهذه الجلسة تحولت لغراميات على ما يبدوا ثم

لحقت بهم خالتي وبقيت والدة ميس التي لا تفهم من الأمر شيئا

وحمدت الله أن بقية أخوتهم ليسوا هنا سحبني غيث من يدي وأخذني لجناحنا دخل وأنا

خلفه ويدي في يده أدخلني الغرفة وأخرج لي زهرة رائعة الجمال ومغلفة بطريقة مبهرة

من سعادتي أخذتها وحضنته بقوة لم أكن أصدق ما رأت عيناي لقد نسيت كل الزعل

طوقني بيديه وقال

" رنيم أنتي كل حياتي مكانك في قلبي وبين أضلعي حتى آخر العمر حبيبتي "

بكيت من التأثر يالا العجب من أين جاء كل هذا , تابع قائلا

" أنا لم أتعلم الحب إلا منك وهوا لك فقط أنتي ووحدك تستحقينه "

غصت في حضنه أكثر وقلت " غيث أنت أجمل ما حدث لي "

ضحك وقال " رغم كل ما كان في الماضي "

قلت " رغم كل شيء حتى في المستقبل "

قبل رأسي وقال " رنيم لا تفاولي لنا بالشر قولي لا قدر الله "

ضحكت وقلت " أحبك رغم كل شيء "

ومرت تلك الليلة من أروع بل هي أروع ليلة في عمري وكأن من كان معي ليس

غيث أبدا وكأن جنيا رومانسيا قد سكنه



















حور











هذا الأسبوع مر حافلا بسبب التحضير لحفل عقد القران على الرغم من أن

الحفل سيكون بسيطا جدا وشبه عائلي والكل كان سعيدا إلا قلبي المحطم رغم

سعادتي من أجل ميس وصهيب ولكني أموت حزنا لأني لم أحضا ولا بحفل

صغير كهذا ولم أحضا بما هوا أهم وهوا الزواج بمن أحب كيف كان سيكون

حينها حالي يا ترى

نزلت الدموع من عيني عندما عاش خيالي شيئا ليس له ولا يحق له مسحت تلك الدموع

الغبية بكم توبي وأزحت تلك الأفكار الساذجة من دماغي فلست سوى للحزن والهم وليس

غيرهما لي سمعت خطوات خلفي مباشرة فنظرت للخلف فزعة فكان بحر , لِما يظهر دائما

في هذه الأوقات بالذات عدت مولية ظهري له فقال بهمس هادئ

" ما يبكيك يا حور "

عادت دموعي للسقوط من جديد وقلت " لا شيء "

قال " دائما لا شيء ولكني أعلم ما يكون ألا شيء هذا , حور اسمعيني وتأكدي مما أقول ما

أن تصيري حرة ستكونين لي ولو بعد عشرين سنة ولو كان لك من الأبناء ما سيكون , وهذا

الذي ترينه خلفك مُحَرم على غيرك حتى يموت "

ثم غادر وتركني خلفه كالرماد بعدما أشعلني وأحرقني حتى انتهيت ارتفع بكائي وزادت شهقاتي

فلم اشعر إلا بيد تمسك بذراعي وتوجهني ناحيتها وجسد يحضنني برفق وعطر هوا عطر زبير

بكيت في حضنه كثيرا ودون توقف أو مبالاة كان يمسح على ظهري ويقبل رأسي ويقول

" يكفي يا حور نحن لا نريد أن نخسرك سوف تموتين على هذا الحال "

ابتعدت عن حضنه فقال " ما بك يا حور صارحيني "

قلت بحزن " لقد تذكرت يوم زواجي وكيف لم أحضا بحفل ولم يكن والداي معي "

أمسك وجهي وقال " أهذا هوا السبب "

هززت رأسي وقلت " نعم اقسم على ذلك "

حضنني مجددا وقال " أقسم أن أعوضك عنه بحفل أكبر حتى من هذا يا حور "

صُدمت لما قال كيف يعوضني وماذا يعني وفيما يفكر أيضا ولكني شعرت حقا حينها أنه

صادق فيما قال وأن لي من يعنيه حزني وألمي أجلسني على الكرسي وقال

" حور كنت أود الحديث معك في أمر ولكن يبدوا لي ليس وقته "

مسحت دموعي وقلت " لا هوا وقته تحدث أرجوك "

ابتسم وقال " يالك من فضولية "

ضحكت وقلت " لم يكن ذاك ما قصدت "

ضحك وقال " أعلم أردت فقط أن تبتسمي قليلا "

عدل جلسته ثم قال

" حور ابنة عمك الكبرى يبدوا لي أنها صديقتك المقربة وتحبينها كثيرا "

نظرت له بحيرة وقلت " نعم ولكن لما "

قال مبتسما " أريد أن أخطبها "

نظرت له بصدمة ثم ضحكت حتى شرقت وقلت

" زبير هل أنت جاد حقا "

قال بضيق " نعم ألا أعجبك "

قلت بضحكة " بالتأكيد , ولكن ألا ترانا في شيء أشبه بالمسرحيات "

قال بابتسامة " لدي صديق يبحث عن زوجة هل تشجعينني على ذلك "

قلت مرحبة بالفكرة " بالطبع فمرام رائعة حقا وقد أنهت دراستها منذ أشهر قليلة فقط

وخطابها منذ كانت تدرس كثر ولكن عمي يرفض تزويجها قبل أن تتخرج "

قال " رائع إذا خذي رأيها ولكن بعد عقد القران حسننا "

قلت بابتسامة " حسننا ولكن من يكون "

قال " اسمه جبير توفي والده تاركا له شقيق وشقيقة صغيران من زوجته

الثانية وهوا يهتم بهما الآن "

قلت بحزن " يا إلهي تلك مسئولية كبيرة على رجل "

قال " نعم لذلك أريد له زوجة تحمل عنه ذاك العبء هل تنفع ابنة عمك لذلك "

قلت بابتسامة " مرام هي من ربت شقيقها الأصغر وهي تحب الأطفال كثيرا "

قال وهوا يقف مغادرا

" إذا خذي رأيها فيما بعد فلن أخبره عنها حتى أعلم ما ستقول "






















زبير












كنت غاضبا من جود طوال الفترة الماضية وأعصابي متوترة ومشدودة لأنها لم

تخبرني بأمر عوف وأنا لا أعلم إن كانت ستوافق عليه أم لا ولم يهنأ لي بال حتى

قال لي صهيب أن عوف صرف نظره عن الموضوع ولكن لم يقنعني ذلك فكيف

يصرف نظره عنها وهوا مصر عليها لدرجة أنه تحدث معها خصيصا , وبعد إلحاح

وجهد كبير علمت منه أنه تحدث معها ووعدها أن لا يعلم أحد بذلك فكم أسعدني وأراحني

ما علمت , وأخيرا ابتعد عوف عن ألماستي نهائيا ولكن قد يأتي غيره في أي وقت ومثلما

ترددت في شأن عوف سيحدث ذلك مع الآخر فكيف السبيل ليثني أستطيع شيئا

دخل حينها بحر وجلس مقابلا لي وفي عينيه نظرة حزن غريبة عن كل حزنه السابق

فقلت بقلق " ما بك يا بحر هل هناك شيء يحزنك "

قال " إنه والدي "

قلت بحيرة " والدك .... ما به "

قال بأسى " لقد تم القبض عليه هوا ورأس الأفعى ذاك وهم يحاولون إدخال المخدرات للبلاد

وحكموا عليه بالسجن سبع سنين "


يا إلهي ما هذه المصيبة ولكن مهلا مهلا هذا يعني أنه سيأخذ جود من هنا وسوف احرم من

رؤيتها كل يوم بل كل حين ولن أراها بعد الآن .... آه زبير يالك من تافه

قلت بهدوء " إنها مشكلة كبيرة حقا "

تنهد وقال " لعل حاله ينصلح بعد هذا "

قلت " إذا ما الذي يحزنك في الأمر "

قال بحزن " إنها جود "

قلت بصدمة " ما بها "

تنهد وقال " لن توافق على الزواج أبدا بعد اليوم أعرف مدى حساسيتها تجاه الأمر "


آه سحقا لتلك المصيبة المسماة وصية ولي ولحظي العاثر , قلت بهدوء يعاكس ما بداخلي

" سوف توافق عندما تجد الرجل المناسب الذي يستحقها ولا يعير لواقعها أي اهتمام "

ابتسم بسخرية وقال " من سيكون ذاك ومن سيتزوجها ولا يعيرها بوالدها , جود معها

حق فيما تفعل لقد بث مقتنعا برأيها "

قلت بحزم " سيحدث ذلك يوما تأكد يا بحر وسيتزوجها من يرى أنها أثمن

من أن ينظر لحقيقة والدها "


خرجت للخارج وجربت الاتصال بها ولم تجب لقد أصبحت هي غاضبة مني الآن لأنني

غضبت منها بدون سبب كما ترى وترفض الرد على اتصالاتي فأرسلت لها

( إن لم تجيبي على اتصالي الآن أقسم أن أذهب لشقيقك فورا وها قد أقسمت )














جود













لماذا الرجال أنانيون هكذا عندما يغضبون يحق لهم ذلك وبدون أي سبب وعندما يرضون

عنا فعلينا أن نرحب بهم وكأن شيئا لم يكن لن أجيب على اتصالاته مهما حدث

وصلتني منه رسالة صدمت لدى رؤيتي لها ثم تجاهلتها فمن أين يعرف شقيقي ليتكلم معه

بعد قليل وصلت أخرى وفيها ( أقسم أن أفعلها فلا تستهيني بكلامي )

شعرت بالجدية في كلامه فأجبت عليه في صمت فقال

" هل كنتي تحتاجين للتهديد لتجيبي عليا يا قاسية "

قلت ببكاء " هل أنا أصبحت القاسية الآن "

قال " لما البكاء حبيبتي هيا توقفي عن ذلك "

ولكن بكائي زاد أكثر فقال

" إن لم تتوقفي الآن كنت عندك و كنتي في حضني حالا "

ضحكت من بين دموعي وقلت " لم أعلم أنك سوبر مان قبلا "

ضحك وقال " بل لو كنت سلحفاة لوصلت فورا "

صدمت من كلماته التي لم أفهم منها شيئا يهدد بكلامه مع شقيقي ثم يقرب المسافة

بيننا هكذا هل علم من أكون يا ترى

قلت بحيرة " هل علمت من أكون قل الحقيقة "

قال " لو علمت لسرقتك وهربت بك أحبك يا ألماستي "

قلت بعتب " كاذب ولن أصدقك بعد الآن "

قال بصدمة " لماذا "

قلت بضيق " لماذا !!!! وتسأل لماذا يالك من متحجر "

قال بهدوء " اعذريني حبيبتي لقد رأيتك في منامي تتزوجين بغيري

ولم تخبريني فغضبت منك هذا ما حدث "

قلت بحدة " وهل تحاسبني بمنام لما كل هذا الظلم "

قال بحزم " أليس ذلك حقيقة , منامي لا يكذب يا بلسم "

تنهدت وقلت " ألم نتعاهد أن انتظرك فلما تكترث لتلك الأمور "

قال بحزن " بلسم لا تقتلينني يوما أرجوك "

قلت بخوف " لما تقول ذلك إنك تخيفني بهذا "

تنهد بأسى وقال " لو تزوجتي بغيري فسوف أموت من فوري "

ضحكت وقلت " كنت ستقتله ثم تقتلني والآن تموت أنت "

قال بضيق " بلسم كم مرة سأخبرك أن لا تسخري مني "

قلت بهدوء " حسننا لن أسخر منك , ولكن أخبرني كيف رأيت ذاك في المنام إنك مخيف "

ضحك وقال " احذري من مناماتي إنها تفشي بكل شيء "

قلت بابتسامة " مشكلة فلن أستطيع التسلي مع غيرك إذا "

قال بجدية " افعليها وستري ما سأفعله بك "

ضحكت وقلت " لن أفعلها أبدا اطمئن ولكن لا تغضب مني هكذا ثانيتا

لقد كدت تصيبني بالجنون "

تنهد وقال " وما حيلتي أنا , أقسم أنني أموت كل ليلة "

قلت بعد صمت " عليا الذهاب الآن فأنا مشغولة كثيرا "

قال " ما لديكم ليشغلك "

قلت " مناسبة سعيدة لأشخاص يهمني أمرهم كثيرا "

قال بحدة " ذكور أم إناث "

ضحكت وقلت " الاثنين معا "

قال بغضب " من هم هؤلاء "

قلت بهدوء " إنهم عائلتي الثانية وداعا الآن "


أغلقت الهاتف فدخل بحر جلس بجواري وقال بعد صمت وبهدوء حزين

" جود والدي في السجن "

نظرت له بصدمة وقلت " السجن "

قال " نعم والتهمة خطيرة وحكم عليه بسبع سنين "

نزلت دموعي رغما عني فقال " جود ما يبكيك في ذلك "

قلت بشهقة وبكاء " وهل سأفرح , كم تمنيت والدا أفخر به أمام الناس "

تنهد وقال بحزن " ذلك هوا قدرنا ولا مفر لنا منه , جود ستعودين لوالدتي ولمازن

ولدراستك أيضا ألا يسعدك ذلك "

نظرت له مطولا ثم قلت " دراستي "

ابتسم وقال " أجل دراستك فقد كنت أفكر في تسجيلك في الجامعة هنا ولكن عدم معرفتي بوقت

مكوثك هنا كان يجعلني أتردد في الأمر أما الآن فلن يمنعك شيء من إكمال دراستك هناك "

نظرت للأرض بحزن وقلت " لقد فات الأوان يا بحر أي دراسة سأدرسها بعد أن صرت ابنة

المجرم المسجون إنسا الأمر أرجوك "

قال بضيق " جود ما بك لا تكوني غبية هكذا وتضيعي مستقبلك "

وقفت وقلت " عليا مساعدة حور و خالتي من أجل الليلة معذرة منك يا بحر "





















ميس












تأففت رنيم وقالت بتذمر " ميس توقفي عن العناد "

قلت بضيق " لما كل هذه الألوان سوف أبدوا وكأنني مهرج "

تنهدت وقالت بحدة " هذا ضروري يا ميس أنتي لستِ في أيرلندا الألوان الصاخبة

في الماكياج هي الموضة هنا "

قلت " يا لا عقولكم الصغيرة "

قالت ببرود " قولي ما شئتي فلن أغضب وأوقف عملي حتى ننتهي "

قلت بضيق " رنيم لما اخترتِ أنتي أن تزينينني ولم تتركي المتخصصة بذلك تأتي "

قالت بحدة " لأني أعرف جيدا ما ستطلبينه منها , هيا توقفي عن الحركة ودعينا ننتهي بسرعة "

قلت بضيق " هل فعلتي ذلك بنفسك أيضا عندما تزوجتي بغيث "

تنهدت وقالت " لا تذكريني بذلك أرجوك فلم تتكحل عيناي يومها إلا بالدموع "

قلت بحيرة " هل كنتي تكرهينه لهذا الحد "

قالت " نعم وأكثر مما تتصوري "

قلت بهدوء " والآن هل تحبينه "

قالت بابتسامة " نعم جدا "

قلت " وأنا لا أشعر أنني عروس أو أنه اليوم عقد قراني وكأنني في مسرحية "

قالت بحذر " ميس لما وافقتِ إن كنتي غير مقتنعة به "

لويت شفتاي وقلت " كنت سأتزوج برجل ما على أي حال فلن يختلف الأمر "

قالت بحيرة " تفكيرك غريب حقا يا ميس "

اتكأت على الكرسي وأغمضت عينيا لتتابع تجهيزي وقلت

" آخر ما كنت أتصوره أن أتزوج أحد أبناء هذه العائلة لقد كنت أكرههم كرها لو وزع

على البشرية أجمع لكفاهم ولكن هذا قدري "

قالت " ميس أنتي تضرين نفسك إن كنتي تكرهين صهيب "

فتحت عينيا وقلت " لم أعد أكرهه بعد الأشياء الكثيرة التي فعلها لأجلي ووالدتي

رغم أني كرهته دوننا عنهم جميعا لتهوره ولكني كما قلت لك سأتزوج ثورا ما يوما

فهذا خير من غيره "

ضحكت وقالت " سأخبره بهذا وسترين "

نظرت لها وقلت " يالك من حسودة تريدين إفساد ليلتي لأصبح مثلك "

تنهدت وقالت بحزن " كم تمنيت ليلة زفاف جميلة ومميزه كباقي الفتيات ولكن الأحلام

تبقى أحلاما أحمدي الله أنك تتزوجين شخصا يحبك "

قلت بهدوء " أنا آسفة يا رنيم لقد كنت أمزح "

ابتسمت وقالت " لا عليك يا ميس ولكن كل شيء تغير الآن , هيا توقفي عن الكلام

ودعينا ننهي هذا بسرعة "


أمضت وقتا طويلا وهي تلوي لي رأسي في كل اتجاه حتى كادت تكسر عنقي ليكون وضع

جلوسي مناسبا لها ولوضعها ونسيت أنني مخلوق بشري ولست دمية وبعد جهد كبير قالت

" جميل لقد انتهيت هيا قفي مقابلة لي "

وقفت وقابلتها فقالت بدهشة

" وآآآآو ميس كم أنتي مبهرة تصورتك ستكونين جميلة ولكن ليس لهذا الحد "

قلت بضيق " يالك من وقحة هل تعني أنني قبيحة "

قالت " بالعكس أنتي جميلة حقا ولكني لم أتوقع هذا تعالي وانظري لنفسك في المرآة "

قابلت المرآة وقلت بصدمة " هل هذه أنا "

ضحكت وقالت " رأيتِ أنه معي حق "

قلت بضيق " أبدوا مهرجا سقطت عليه الأمطار "

ضحكت وقالت " كاذبة بل رائعة والدليل سيكون على لسان صهيب "

نظرت لنفسي مطولا في المرآة كان الفستان زهري اللون وهوا لون صهيب المفضل وكأنه

هوا من سيرتديه وليس أنا وأصر أن تقوم مصممة مشهورة بتصميمه خصيصا وكأن الجميع

سيحضر ليراه الماكياج وتسريحة الشعر مع هذه الخصلات العريضة والبنية الغامقة التي

صبغتها رنيم في شعري الأشقر جعلت مظهره غريبا وجميلا وتسريحة الشعر كانت

عبارة عن لفات أمسكتها وجمعتها معا للأعلى لتنسدل على ظهري وكتفي الأيمن بحرية

نظرت لظهري في المرآة وقلت

" صهيب الأحمق ذاك هذا الفستان عاري من جميع الجهات "

ضحكت رنيم وقالت " عرف كيف يضعك في الأمر الواقع "

طرق أحدهم الباب ثم دخلت حور وأغلقت الباب بسرعة ثم شهقت وقالت

" ميس كم أنتي فاتنة تبدين كنجوم السينما "

ابتسمت وقلت " هل لفتاة بجمالك أن تقول هذا "

اقتربت وأمسكتني من يدي ولفت بي حول نفسي وقالت

" وفيما تنقصين جمالا عني "

ثم غمزت بعينها وقالت بهمس " صهيب في الخارج "

قلت بفزع " ماذا !!!! أغربي عن وجهي الآن وخذيه معك حالا "

ضحكت وقالت " لا أستطيع "

سمعنا طرقا على الباب فقلت بخوف " رنيم لا تتركيه يدخل أرجوك "

ابتسمت وقالت " لا أستطيع أيضا فهذا كان اتفاقنا منذ البداية "

ثم خرجت تتبعها حور وتركاني وحدي يا لهما من وقحتان لقد كانوا متفقين إذا , رأيت

مقبض الباب يفتح ببطء فكاد يغمى علي , صهيب المجنون هذا ما يريده بي الآن فكرت

أن أهرب للحمام ولكن لا يمكنني ذلك مع هذا الفستان فاختبأت خلف الستار في صمت

سمعت باب الغرفة يفتح وخطوات تقترب مني لقد كاد قلبي يتوقف وكأني مجرم سيتم

القبض عليه , بعدها دخلت أصابعه داخل الستار وأمسكته ببطء فخبأت وجهي بين

يداي سمعت الستار يفتح بقوة ثم شعرت بيديه يمسكان يداي ويبعدانهم عن وجهي ببطء

وأزاحهما بعيدا

كان رأسي في الأرض وقلبي لحظة ويتوقف من التوتر والخوف رفع وجهي بأصابعه نظر

لي مطولا ثم قبلني على شفتي قبلة صغيرة ثم أبعد يده ثم عاد وامسك ذقني قبلني ثانية ثم

ثالثة ورابعة فوضعت يدي على صدره ودفعته بعيدا وقلت

" صهيب توقف عن هذا "

قال بابتسامة " ليس بيدي فكلما قلت أنها الأخيرة رغبت بغيرها "

أخفضت رأسي خجلا فأمسك بيدي وأزالها عن صدره وشدني لحظنه وقال

" مبارك لنا ميس يالك من فاتنة ما كل هذا الجمال "

قلت بخجل " جيد أنك تذكرت أن تقول ذلك "

أبعدني عن حضنه وأمسك يدي وقبلها وقال

" ما أن رأيتك حتى نسيت نفسي فما عساي أفعل "

نظرت لملابسه وضحكت ضحكة خفيفة فوضع يده في وسطه وقال بحدة

" ما الذي يضحكك في ثيابي "

قلت بابتسامة " أين وجدت ربطة عنق ضخمة مثلك هكذا "

قال بضيق " ميس يالك من زوجة هل هذا ما تقولينه لي ليلة عقد قراننا "

قلت بضحكة " أنا لم أرك سابقا باللباس الرسمي وربطة العنق تبدوا مختلفا "

قال بحدة " وماذا أيضا "

قلت بخجل " ووسيما "

أمسك ذقني مجددا فقلت " صهيب أرجوك أنا أخجل من ذلك يكفي هذا "

رن حينها هاتفه تأفف وأخرجه من جيبه وفتح الخط قائلا

" ماذا تريد "

ثم قال بضيق " حسننا قادم يالك من مزعج "

قبلني بسرعة من جديد كي لا أعترض وخرج مسرعا ودخلت رنيم بعده مباشرة فقلت لها بغضب

" سأريك يا رنيم لن أنسى لك هذا أبدا "

ضحكت وقالت " علينا تعديل أحمر الشفاه مجددا "

أدرت ظهري لها في ضيق فاقتربت مني وقالت

" ميس لا تغضبي مني هوا من أراد ذلك إنه مغرم بك حقا يالك من محظوظة به "

ولكني لم أجب فقالت " حسننا هيا علينا النزول الآن "

قلت بغضب " لن أنزل انزلي لهم أنتي "

قالت بصدمة " ميس هل جننتي أم ماذا "

قلت بضيق " قلت لن أنزل يعني لن أنزل "

قالت بحدة " ستنزلين الآن أم أتصل بصهيب ليأتي لإنزالك حالا "


نزلت للأسفل كان المدعوين قليلون جدا ولا أحد غريب سوى والدة بحر وعائلة عم

حور أما أفراد العائلة الكريمة فلم يحظر منهم أحد طبعا غير علياء وصلت لهم فبارك

الجميع لي واحدا واحدا كنت غاضبة من رنيم ولم أقبل منها أي كلمة فقالت بضيق

" ميس هيا لا تغضبي مني هذا عوض أن تشكريني على اللحظات التي لا تنسى "

قلت هامسة بحدة " رنيم ابتعدي عني خيرا لي ولك ولابنك "


تبادل الجميع الأحاديث والفرح وكانت والدتي لا تتوقف عن مسح دموعها وهي تنظر

لي كل حين أعلم أنها مطمئنة البال الآن , توجهت ناحيتها جلست بجانبها وحضنتها بحب

وبقيت بجوارها طوال الحفل بعد ساعات خرجت خالتي ثم عادت وقالت

" صهيب سيدخل الآن "

ماذا يريد بي مجددا يا إلهي كم هوا موقف محرج حقا , بعد أن تحجبن جميعهن وغطين

وجوههن بسبب الزينة دخل صهيب وخالتي بجانبه وتنظر له بابتسامة وسعادة يبدوا لي

أن والدته ووالدتي الأكثر سعادة اليوم وقف أمامي أمسك وجهي وقبل جبيني ثم همس في أذني

" مبارك لنا حبيبتي يا لي من غبي هل كان عليا أن أوافقك على أن يكون عقد

قران فقط كيف سأنام الليلة "

ضربته بقبضة يدي وضحكنا كلينا اقتربت خالتي وقدمت له صندوق الحلي ليلبسني إياهم

لقد كان طقما رائعا وراقيا ألبسني إياه ثم ألبسني خاتم الزواج وأعطاني خاتمه لألبسه له

فنظرت للخاتم في يدي ثم له وابتسمت فضحك وقال

" أعلم فيما تفكري كيف وجدت خاتما ضخما مثلي هكذا "

رغبت أن ألطف الجو قليلا بدلا من جفافي التام فقلت بهمس

" بل رائعا مثلك "

نظر لي بصدمة ثم حضنني ضاحكا فضحكن جميعهن بصوت منخفض فقلت

" صهيب ابتعد هيا لقد فضحتنا "

همس في أذني قائلا " أقسم أنني لا أرى غيرك هنا "

ثم ابتعد عني وسلم على والدتي وباركت له وغادر فضحكن جميعهن

بصوت مرتفع فقلت بضيق

" ما المضحك أنتن "

قالت جود " ما الذي قلته له يا ميس كاد يهرب بك من هنا "

قلت بحدة " اخجلي من والدتك على الأقل يا وقحة "

قالت ابنة عم حور الصغرى " ياله من وسيم وطويل وعريض و..... "

ضربتها شقيقتها على رأسها وقالت " اصمتي يا سليطة اللسان "


ضحكنا جميعنا وانتهى الحفل المتعب على خير أخيرا , ولم يتوقف صيب تلك الليلة عن

الاتصال بي ولكني لم أجب عليه فأرسل يهددني أنه قادم لغرفتي فهربت منه ونمت مع

والدتي بحجة أني اشعر الليلة باحتياجي لقربها ولا تسألوا عن موقف صهيب حين علم بذلك






نهاية الجزء



قراءة ممتعة للجميع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-12-14, 11:26 PM   #38

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الخامس والثلاثون

مرام


هل تسمحوا لي أن آخذ حيزا صغيرا من حكايتكم , لقد تم دعوتنا اليوم لحضور عقد قران
شقيق زبير وابنة عمه كان قصرهم فخما جدا وضخما رغم عددهم القليل منزلنا من المنازل
الراقية والفخمة ولكن هذا القصر شيء خيالي حقا , وعائلتهم متواضعة ورائعة تعرفت على
والدة زبير وزوجة شقيقه وابنة عمه ووالدة العروس كلهم رائعون جدا وحتى زوجة والد بحر
سارق قلب ابنة عمي كانت بسيطة ورقيقة كابنتها وحتى شقيقي أحمد وجد له طفلان جميلان
ليلعبان معه
همست لحور " أين والدة هذان الطفلان "
قالت " إنهما شقيقا صديق زبير ولا عائلة لهما غير شقيقهم "
قلت بحزن " يا لهما من مسكينان كم هما رائعان "
ضحكت وقالت " كل الأطفال بالنسبة لك رائعون "
قلت بابتسامة " ومن لا يحب الأطفال فهم زهور هذه الحياة كم كنت أتمنى أن أمي لم
تتوقف عند شقيقي أحمد وأنجبت المزيد منهم "
ضحكت وقالت " وهل ستمضين عمرك كله تربي وهي تنجب ألن تنجبي أطفالا لنفسك "
تنهدت وقلت " لن تصدقيني لو أخبرتك أني لم أعتبر أحمد يوما شقيقي كنت أراه ابني "
ثم نظرت لميس وقلت بابتسامة
" كم تبدوا هذه العروس جميلة وملامحها غربية كثيرا وطفولية وكأننا في حفل مدرسي "
ضحكت وقالت " لو تسمعك ستغضب منك أي مدرسة وأي حفل "
قلت " لم أقصد ذلك ولكنها حقا كالطفلة تبدوا لي صغيرة جدا "
قالت " إنها في السابعة عشرة "
نظرت لها بصدمة وقلت " إنها صغيرة ولم تنهي دراستها الثانوية بعد "
قالت بحزن " وما فعلنا نحن بالدراسة غير أنها حطمت أحلامنا "
لذت بالصمت فمعها حق لولا الدراسة لكانت زوجة لبحر منذ سنين ولكن هذا
قدرنا ولا مهرب لنا منه
" مرام هل نخرج للحديقة "
قلت بضيق " أحمد هذا ليس منزلنا فلا تتسبب لنا بالمشكلات "
قالت الفتاة الصغيرة بابتسامة ومرح " هيا نخرج ... هيا نخرج "
كم هي فاتنة هذه الصغيرة قال أحمد " لن نبتعد أبدا أعدك "
وقفت وقلت " سوف أخرج معكم فأنا أعرفك جيدا "
خرجت بهم للحديقة الجانبية مبتعدة قدر الإمكان عن أبواب القصر كانت جميلة
ومرتبة وخالية أيضا من العاملين وهذا ما زاد جمال أجوائها كنت الحق بهم في كل
مكان وأرجعهم كي لا يبتعدوا
الأطفال مليئين بالنشاط كالنحل لا يتوقفون أبدا , ركضت الطفلة ناحيتي وأمسكت ساقي
وقالت " احمليني "
حملتها بين ذراعي فقالت بابتسامة " أريد تلك الزهرة "
قلت بحب " حبيبتي الجميلة هذه ليست لنا ولا يحق لنا قطفها "
نظرت لي قليلا ثم قالت " هل لديك أم "
قلت بحيرة " نعم "
قالت بحزن " أنا ليس لدي "
شددتها في حضني ونزلت من عينيا الدموع وقلت
" ماذا لو كنت أمك "
قالت " هل ستأخذينني معك "
صدمت من سؤالها ولم أملك جوابا عنه
" أمجد ملاك هل أنتما هنا وأنا ابحث عنكما "
ركض الطفلان باتجاه الشاب وهما يضحكان فنظرت للأرض وقلت
" أنا آسفة لقد طلبوا الخروج للحديقة وأصروا على ذلك "
حمل الطفلة وقال " لا بأس يا آنسة لا داعي للاعتذار وآسف لما سبباه لك من إزعاج "
قلت " لا أبدا إنما لطيفان جدا "
ثم أمسكت أحمد من يده وأعدته للقصر


رنيم


لقد كان الأسبوع الماضي قبل زواج صهيب من أجمل أسابيع حياتي هنا كانت
مفاجئات غيث فيه لا تنتهي وعوضني عن ?ل ما فات و?ل جفافه الدائم رغم
حسن معاملته لي ولكن في ذاك الأسبوع كان شخصا آخر لا أعرفه ولم أعرفه
قبلا , حتى أنه أصر علي خروجنا مرارا ولكني كنت متعبة ورفضت لقد أصبح
غيث شيئا مهما في حياتي ولا يمكنني الاستغناء عنه ولا التفكير في أن يكون
بعيدا عني أو لغيري يوما و?م أخشى من عواقب هذه المشاعر ولكنه يحبني أيضا
وحتى شكوكه أصبحت الحظ أنها في النقصان
سيقوم بنزع الجبيرة هذا الأسبوع ويعود كما كان , يحزنني حقا أن يرجع لأعماله
التي لا تنتهي فكم كان قربنا من بعض طوال تلك المدة رائعا ومفرحا لي واعتدت
على وجوده بقربي طيلة النهار حتى أنني كنت أطعمه بيدي
فتح الباب ودخل مبتسما وقال " ما بها حبيبتي اليوم لم تغادر السرير "
قلت بابتسامة " أشعر ببعض التعب "
جلس بجانبي قبل يدي وقال " هل آخذك للطبيبة أو نجلبها هنا "
قلت " لا يحتاج الأمر سوف أ?ون بخير "
وضع يده في جيبه وقال مبتسما "هناك مفاجئه لأم شامخ في جيبي "
آه يبدوا أن ذاك الأسبوع الأسطوري سيتكرر ثانيتا قلت بلهفة
" وأم شامخ في الانتظار ‏‎"‎‏
ضحك وأخرج من جيبه هاتفا محمولا وقدمه لي كادت عينيا تخرجان من
مكانهما من الصدمة في صمت فضحك وقال
" يبدوا أنها لم تعجبك "
قلت بدهشة " قل أنه حقيقة يا غيث وليست مزحة منك "
قال بضيق " رنيم ما بك هل أنا مجرم لهذا الحد "
حضنته بكلى ذراعيا وقلت بدموع
" ?م أحبك يا غيث أنت أروع ما في هذه الحياة "
ضحك وقال " هل كل هذا من أجل الهاتف "
ضربته بقبضة يدي على صدره وقلت " يالك من خالي من الرومانسية يا
غيث فلم يكن هوا سبب سعادتي بل أنك غيرت نظرتك لي أخيرا "
رن هاتف غيث فنظر له بحيرة وقال " إنه بحر "
أجاب على الاتصال ثم قال " بحر يريد رؤيتي الآن "
وقفت وقلت " إذا سأفتح له الباب وأذهب هل تريد شيئا "
قال بابتسامة " قبلة صغيرة فقط "
أقسم أن جنيا سكنه فتحت الباب لبحر وخرجت من جناحنا وصادفت ميس مستاءة فقلت
" ما بك ميس عابسة هكذا "
قالت بضيق " ذاك الوقح صهيب إنه يعاقبني سيرى ما سأفعل "
ضحكت وقلت " ما بكما هكذا كالأطفال ماذا حدث "
قالت بتذمر " لقد قبل خدي وعانقني مرغمة أمام والدتي أعلم لما لأنني
هربت منه صباح الأمس وأغلقت هاتفي "
ثم تأففت وقالت " وقح إنها ليست المرة الأولى "
ضحكت وقلت " لا أصدق أنك تخجلين كل هذا القدر "
نظرت لي بصدمة وقالت " رنيم ما تعنيه بذلك "
قلت بجزع " لا لا ميس لا تفهمي الأمر خطأ أقصد أنك عشتي في مجتمع منفتح
أكثر من مجتمعنا وأنتي فتاة قوية رغم صغر سنك لذلك استغربت "
نظرت لي بنصف عين وقالت
" آه الآن فهمت كدتِ تفقدين حياتك على يدي لو لم تشرحي لي "
وقف صهيب خلفها ضاحكا بصمت ويؤشر لي بأنني خفت منها فنظرت له بضيق ثم قلت لها
" ميس ما رأيك بصهيب صراحة ولن أخبر أحد "
قالت وهي تضع إصبعها على فمها وتنظر للأعلى
" أمممممم متهور وعنيد وجريء حد الوقاحة "
ثم رفعت يديها وشكلت أصابعها كمخالب نمر وقال " وشرس "
اقترب منها وأمسكها من خصرها بذراعيه رافعا لها للأعلى فصرخت بذعر
" لاااااااااااا رنيم يا مخادعة سأريك "
قال صهيب ضاحكا " هكذا تقولين عني إذا , هذا بدل أن تدافعي عن
زوجك إن تحدث عنه أحد يالك من زوجة "
قالت بضيق وهي تضرب بقدميها ساقيه ويديه بقبضة يديها
" صهيب أتركني أنزلني الآن ماذا لو رآنا أحد إخوتك "
قال مغادرا وهوا يحملها " بل سالف بك القصر عقابا لك كي لا تعديها "
ياله من شاب وكأنه لا يوجد أحد غيرهما هنا وهي عكسه تماما يبدوا أنه يفعل ذلك لأغاظتها


بحر

بعدما مضى على زواج صهيب أسبوع وسجن والدي أكثر من عشرة أيام كان عليا
التفكير جديا في إعادة جود لمنزلها فما من داعي لوجودها هنا بعد اليوم ولا لوجودي
الدائم من أجلها فيكفيني مرارة لقد فكرت جديا لأكثر من مرة أن أترك كل شيء وأهاجر
من البلاد علي أرتاح وترتاح حور وتعيش حياتها الجديدة وتقتنع بواقعها ولكن إخوتي هم
من يعيقون أي فكرة لي للفرار ولكن هذا ما سوف يحدث يوما بالتأكيد وبث أراه قريبا جدا
اتصلت بغيث لأستأذنه للدخول له وبعد وقت قصير فتحت رنيم لي الباب قلت بهدوء
وعينيا للأرض " مرحبا يا رنيم كيف حالك "
قالت بابتسامة " بخير هيا تفضل غيث في الداخل وأنا مغادرة حالا "
قلت " شكرا لك واعذريني لإزعاجي لكم "
قالت وهي تخرج من جناحهم " لا تعتذر يا بحر أنت على الرحب والسعة "
دخلت لعند غيث وقلت مبتسما " مرحبا "
قال بذات الابتسامة " مرحبا بالبحر كيف أنت "
ضحكت وقلت " عدت لمناداتي بالبحر لم تقلها منذ سنوات "
ضحك وقال " لأنك كنت تكرهها عند صغرك وكنت أقولها لإغاظتك "
جلست وقلت " سوف آخذ جود من هنا فما عاد لبقائها من داعي شكرا لك يا غيث فلن
أنسى وقوفك معي في هذه المحنة "
قال مبتسما " ولما تشكرني يا بحر ما الذي فعلته أنا "
قلت بهدوء " بلى فعلت الكثير أنا أعلم أنك ترفض وجود الخادمات هنا لأنك
لا تريد نساء غريبات عن العائلة لا أعلم السبب ولكنها الحقيقة وعلى الرغم من
ذلك استقبلت شقيقتي بكل سرور ولم تمانع ولا تسأل عن شيء غير الذي قلته لك
لقد أسديت لي معروفا لن أنساه "
قال " إن كنت تود رد المعروف لي فأعدل عن التفكير الجنوني الذي تحدثت عنه سابقا "
ابتسمت بألم وقلت " سأكون مجنونا لو فعلت ما تقول ولكن لا تقلق فقد أطر لذلك يوما "
قال بعد صمت " بحر علينا أن نحكم العقل عن العواطف بعض الأحيان "
قلت بحزن " هذا لأنك لم تجرب الحب يوما على ما يبدوا لي ويبدوا أنك لم تحب رنيم بعد أو
أنك لم تكتشف ذلك حتى الآن "
ثم وقفت وقلت " سآخذها الآن من هنا بعد أن مضى على سجن والدي بضع أيام كي لا يشك
أحد بالأمر وأعتذر عن أي إزعاج قد تكون شقيقتي تسببت به "
خرجت وعبرت بجانب غرفة الجلوس بحثا عن والدتي فسمعت صوت حور وزبير يضحكان
فعذلت عن الفكرة وخرجت خارج القصر فورا يبدوا لي أنك لن تكوني لي يوما يا حور ولكني
لن أكون إلا للموت إما أنتي أو لا أحد وإما معك أو للنفي عن هذه البلاد

حور

سوف تغادر جود اليوم ?م أحببت هذه الفتاة و?م عانيت من وجودها أمامي
طوال الوقت كانت مقربة جدا مني وها هي سترحل الآن وها هوا بحر سيعود
لغيابه التام الذي لم يغير وجود جود منه إلا القليل ولست أعلم إن كان ذلك
سيريحني أم سيتعبني أ?ثر
يعز علي قلبي فراقك يا جود فكم أنتي رائعة حقا استغرب أن زبير لم يرشحها
هي للزواج بصديقه , آه ويحي لقد نسيت أن أفاتح مرام في الأمر جيد أن زبير
لم يسألني حتى الآن اتصلت بها فأجابت علي الفور قائلة
" مرحبا حور "
قلت بهدوء " مرحبا مرام ?يف حالك "
قالت " بخير ?يف حال زبير وعائلته "
قلت " الجميع بخير شكرا لاهتمامك ، مرام لقد ?لفني زبير أن أتحدث معك في أمر "
قالت باستغراب " معي !!! ولكن هل زوجك يعرفني "
قلت " يعرفك من خلالي "
قالت " لم أفهم "
قلت " دعينا من ذلك الآن ولنتحدث فيما هوا أهم لقد تحدث معي زبير منذ أسبوع في
أن أسألك عن رأيك في الزواج من صديقه المقرب هوا يبحث عن زوجة وزبير رشحك
أنتي وطلب أن آخذ رأيك فهوا يعرفك من حديتي معك دائما "
قالت بعد صمت " صديقه !! وأنا !! ويرشحني , أنا لا أفهم شيئا "
قلت بتذمر " مرام ما بك أصبحت غبية هكذا فجئه أتذكرين الطفلين اللذان رأيت هنا "
قالت بهدوء " في الحفل "
قلت " نعم إنه شقيقهما الذي يقوم برعايتهم وهوا يبحث عن زوجة تقبل بشقيقيه سألني زبير
عنك فشجعته لعلمي بحبك للأطفال هم يحتاجون لواحدة حنونة ومحبة مثلك "
لاذت بالصمت فقلت " مرام ماذا قلتي "
قالت بحيرة " لا أعلم لقد فاجأتني وأنتي تعلمين أن والدي لم يرفض أو يوافق على أحدا حتى الآن "
قلت " سأقول أنك موافقة ويتحدث مع عمي مباشرة الطفلان يحتاجانك يا مرام وشقيقهم ?ذلك
ولقد مدحه زبيرأمامي مرارا "
ضحكت وقالت " أراك فكرت وقررت عني يا حور"
ضحكت وقلت " هذا لأني أعلم أنه لا شخص معين تنتظرينه ثم عمي سيزوجك قريبا علي أية حال "
قالت بهدوء " أنا حقا لا أعلم ما أقول ‏‎"‎‏
قلت " الأمر محسوم يا مرام "
ضحكت وقالت " أمري لله ما عساي أقول "


زبير


لو أن بحر الصامت ذاك يريحني ويقول إن كان سيأخذ جود من هنا أم لا ولكن هذا
ما سيحدث بالتأكيد ستذهب ألماستي الحبيبة عني ولن يكون بإمكاني رؤيتها متى أردت
رن هاتفي فرفعته وأجبت من فوري
" مرحبا يا قاطع حبال الأفكار أقسم أنك تقرب لوالدتي "
ضحك وقال " بل أنا من يقسم علي أنك لا تتوقف عن التفكير فيما لا أعلم وتخفيه عني "
تنهدت وقلت " أترك ما في القلب في القلب وقل ما الذي جعلك تتصل بي في هذا الوقت المتأخر "
قال " لقد فارق النوم عيني يا صديقي "
قلت " يبدوا أن لديك شيء جديد "
قال " وجدت ضالتي يا زبير "
قلت باستغراب " وهل أضعت شيئا من قبل "
تأفف وقال " زبير عن الزوجة أتحدث ما بك يا رجل "
ضحكت وقلت " وأخيرا أين وجدتها "
قال مباشرة " في قصركم "
قلت بحيرة " قصرنا !!! متى "
قال " في الحديقة يوم عقد قران صهيب إنها جميلة بل فاتنة ورقيقة
وساحرة وتحب الأطفال كما أريد "
قلت " مهلك مهلك قليلا من تكون هذه "
قال " لا أعلم هذا ما أريد معرفته منك , لقدر رأيتها تركض خلف الأطفال وتهتم
لبقائهم بقربها وتتحدث معهم برحابة صدر وحب وبكت من كلمات شقيقتي البسيطة
جدا ومنذ ذاك اليوم لم أتوقف عن التفكير فيها أريدها يا زبير هي وليس سواها "
قلت بضيق " جبير قد تكون زوجتي أو أحدى زوجات إخوتي أو شقيقة بحر ولن
تحلم بإحداهن فهمت "
قال بحزن " لا تقلها يا زبير أرجوك "
قلت بنفاذ صبر " صفها لي أو ما كانت ترتدي "
قال " لا أذكر غير أنها جميلة جدا ولون عيناها سمائي فاتح "
يبدوا أنها حور قلت " هل توجد نقرة عند ذقنها "
قال بعد تفكير " لا "
قلت " هي ليست من عائلتنا إذا "
قال بارتياح " الحمد لله كدت تصيبني بالجنون يا رجل , من تكون يا ترى "
قلت بعد وقت " لم يتبقى أحد سوى بنات عم زوجتي لقد تحدث معها للتحدث مع الكبرى عن
رأيها في الزواج بك قبل إخبارك "
قال مباشرة " وماذا قالت "
ضحكت وقلت " يبدوا أن الأمر أخطر مما أتصور يا صديقي "
تنهد وقال " أرح قلبي يا زبير فأنا لم أتوقف عن التفكير فيها منذ أسبوع "
قلت " لو كانت هي ولا أحد غيرها بالتأكيد فحربك ستكون شديدة فقد أخبرتني زوجتي
أن خطابها كثيرين ووالدها يرفض بسبب الدراسة وهي لم تنهها إلا من أشهر قليلة "
قال مباشرة " ولما أنت صديقي تكلم معه فأنت صهرهم "
ضحكت وقلت " مهلك يا جبير لنعرف رأيها أولا ثم سأكون معك حين تذهب بكل تأكيد "
قال " أوقظ زوجتك واسألها ما قالت لها "
قلت بابتسامة " صبرك حتى الصباح هيا وداعا "
قال بتذمر " أمري لله وداعا "
وعند الصباح الباكر اتصل جبير كما توقعت يبدوا أنه لم ينم البارحة فأجبت ضاحكا
" بالله عليك هل نمت البارحة "
قال بهدوء " أقسم أنه لم يغمض لي جفن ها ما الذي حدث "
ضحكت وقلت " أصبر حتى نلتقي "
صرخ غاضبا " زبير أقسم إن لم تتحدث كنت عندك الآن "
ضحكت كثيرا ثم قلت " لقد وافقت أيها العاشق المتيم "
تنهد براحة ثم قال
" لقد أرحتني يا زبير كم خشيت أن ترفضني سنذهب لوالدها اليوم "
تنهدت بحزن وقلت " ليس اليوم فلدي وداع مؤلم عليا حضوره "
قال بحيرة " وداع من !!!! "
قلت بهدوء " لا تكترث لكل ما أقول غدا سنكون في منزلهم حسننا "
قال " حسننا وداعا الآن "
أنهيت المكالمة وجربت الاتصال بجود كثيرا لأتحدث معها قبل خروجها ولكنها
لم تجب هي منشغلة بتوديعهم بالتأكيد لقد قتلتني حور اليوم عندما قالت أن جود
ستغادر , آه عليا أن أنزل لرؤيتها للمرة الأخيرة هنا , سحقا للوصايا ولمخترعيها

جود


كان عليا اليوم مغادرة هذا القصر الذي عشت فيه لأشهر وتعرفت فيه على أشخاص
ينذر وجودهم ومررت هنا بأحداث كثيرة وغريبة بل وعشت معهم همومهم وحزنهم
وسعادتهم وكأنهم عائلتي وها قد آن الأوان لأن أعود لحضن والدتي لوطني الأصلي
لضحكة أخي مازن ومرحه الدائم لغرفتي ومنزلي وليس لمشاكل والدي التي لا تنتهي
بالتأكيد , فلعله بهذا يتلقى درسا قاسيا يغيره ولعلنا نرتاح ويرتاح بحر من عنائه قليلا
ودعت الجميع بدموع وشهقات حضنت رنيم بحب وشكرتها على كل شيء
" شكرا لك يا رنيم وسامحيني على كل مضايقاتنا ومزاحنا الدائم معك "
قالت بدموع " وفقك الله يا جود لا تنسينا وقومي بزيارتنا دائما "
حضنت حور بدموع أكثر فهي كانت المقربة لي هنا فقد شعرت دائما بقربي لها
بسبب حزنها وهدوئها وبعدها عن الاحتكاك بالآخرين فهي كانت تحتاج من يجتاح
عالمها ليكسر عزلتها الدائمة
" حور لو كانت لي شقيقة ما كنت أحببتها مثلك وداعا يا صديقتي "
قالت ببكاء " يعز عليا فراقك يا جود لقد اعتدت على وجودك معي لما الأشخاص
الذين أحبهم يتركوني دائما "
قلت بدموع " تعالي لزيارتي يا حور أرجوك أطلبي من زوجك أن يأخذك لمنزلنا "
هزت رأسها بالموافقة دون كلام ثم حضنت ميس وقلت
" ميس أيتها الصغيرة العنيدة المشاكسة أتمنى لك حظا سعيدا حافظي على زوجك
يا متهورة إنه شخص ينذر وجوده وأكملي دراستك كي لا تندمي فيما بعد "
حضنت والدة بحر ووالدة ميس مودعة وقلت " سأكون على اتصال دائم بكم أتمنى لكم
السعادة من قلبي , خالتي اعتذري لأبنائك عن إزعاجي لهم جميعهم "
مسحت دموعها وقالت " وهل مثلك تزعج أحدا إنك كنسيم الهواء العليل لا يضر أحد "
وضعت يدي على جيبي وقلت " لقد نسيت هاتفي في المطبخ عليا أخذه عن إذنكم "
اقتربت من المطبخ وكنت اسمع رنينه المتواصل دخلت هناك فوجدت بحر ممسكا به نظر
لي بحيرة بل بصدمة وقال
" من هذا يا جود "
وقفت مصدومة كالدمية لا ترمش ولا تتحرك يا إلهي لابد أنه ذاك الشاب ياله من
موقف ومع من مع بحر قال بحزم
" تكلمي يا جود من هذا الذي يتصل بك ومسجل عندك باسم الـ..... "
" هذا الرقم يخصني أنا "
التفتت لمصدر الصوت فكان ................


نهاية الجزء الخامس والثلاثون



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-12-14, 11:37 PM   #39

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء السادس والسابع والثلاثون

جود



" هذا الرقم يخصني أنا "

التفتنا لمصدر الصوت فكانت رنيم تقف عند الباب وتنظر لبحر بجدية فقال

" يخصك أنتي !!! إنه رقم رجل "

قالت " نعم أنا من يتحدث معه من هاتف جود فلا هاتف لدي كما تعلم "

قال بصدمة " ولكن ..... "

قاطعته قائلة " إنه رقم ابن خالتي يمكنك الاتصال به لتتأكد بنفسك "

وضع الهاتف على الطاولة وقال " هل غيث يعلم بهذا "

قالت " لا ... ولا تخبره أرجوك "

تنهد بضيق وقال " ولما تتحدثين معه بدون علمه وموافقته "

قالت " إنه أمر شخصي "

قال مغادرا " هيا يا جود ولا أريد رؤية هذا الرقم في هاتفك ثانيتا "


خرج من المطبخ وسمعته يتحدث مع أحد إخوته في الخارج ثم ابتعدا نظرت لرنيم وقلت

" لما فعلت ذلك يا رنيم "

ابتسمت وقالت " لا أريد أن تخسري شقيقك يا جود وها أنتي رأيت بنفسك أن الأمر لن

يجلب لك إلا المشكلات وأخشى أن لا تنتهي على هذا "

قلت بحزن " يبدوا لي معك حق شكرا يا رنيم لن أنسى لك هذا أبدا ولكن

بحر سيضن بك سوءا "

ابتسمت وقالت " لا عليك سوف أتدبر الأمر بمعرفتي "

خرجت للخارج لنغادر فوجدت زبير يقف مع بحر فقلت بحياء

" أعتذر منك دوننا عن الجميع يا زبير وأتمنى أن لا يكون في قلبك أي شيء سيئ اتجاهي "

نظر لوجهي مطولا وكأنه يرسم ملامحي بمقلتيه ثم قال

" أبدا يا جود لا تفكري هذا التفكير الخاطئ وأنا من عليه الاعتذار منك عن كل ما بدر مني "

قلت بابتسامة " إذا متصافيان ولا أحد غاضب من الآخر "

قال بذات الابتسامة " متصافيان جدا , أتمنى لك التوفيق والسعادة الدائمة "

قلت وأنا أفتح باب السيارة " أحظر حور لزيارتي دائما أرجوك يا زبير "

نظر لي نظرة غريبة ثم لبحر ثم ابتسم وقال " سوف أفكر في الأمر "


استغربت من جملته وصراحة لم افهمها ركبت السيارة وغادرنا على بركة الله



زبير


لا أصعب من موت الحلم إلا رؤيته يتلاشى أمامك شيئا فشيئا وبيدك شيء ولكنك

تعجز عن فعله

وقفت عند سيارة بحر كي أتأكد من أنني سوف أراها قبل أن تغادر نهائيا وما فاجئني هوا

اعتذارها مني والكلمات التي قالتها لي يالك من فتاة يا جود رغم كل شيء تعتذرين مني

ثم ركبت وعينيا يتبعانها كمن أخذوا منه روحه بعدما نزعوها من جسده انتزاعا

ولا شيء بيدي سوى الصمت والتحديق ولم تفارقهم عيناي حتى توارت سيارتهم

عن ناظري تنهدت بحزن وما أن التفتت للخلف عائدا للقصر حتى سمعت صراخا

من الداخل فركضت مسرعا ودخلت فوجدت الجميع مجتمعين أمام باب جناح غيث

وصراخه و رنيم خارج من هناك أمسكت يد أمي وقلت

" ماذا هناك يا أمي "

قالت بصياح " غيث يضرب رنيم في الداخل "

طرقت الباب بكل قوتي وصرخت به ليفتح ودون جدوى كان صراخه كالمجنون

وبكائها ولا أفهم مما يجري ويقولان شيئا نزل حينها صهيب راكضا وقال

" ماذا بكم "

قلت بصراخ " أحضر إحدى مسدسينا بسرعة يا صهيب "

أمسكت بي أمي وقالت " ماذا ستفعل به "

قلت " لا تخافي لن أقتل أحدا "

ثم صرخت به " بسرعة يا صهيب علينا فتح الباب قبل أن يقتلها تعلم أنها حامل "

ركض كالبرق للأعلى وأحضر مسدسه فضربت قفل الباب ودخلت وهوا معي وأمسكنا

غيث وأبعدناه عنها قبل أن يقضي عليها ففك نفسه منا وخرج غاضبا دون كلام ودخلت

حينها والدتي وحور وميس وحتى والدتها فخرجت أنا وصهيب


سماح


يبدوا أن الفرح هنا لا يدوم فما أن تحسنت أحوال غيث وزوجته حتى عدنا من حيث

بدأنا أنا لا أصدق أن غيث يضرب امرأة كانت من تكون , دخلنا مسرعين فوجدناها

ملقاة أرضا وغائبة عن الوعي تماما حاولنا إيقاظها ولكن دون جدوى فصعقت وأنا

أرى النزيف ينزل منها بشدة خرجت مسرعة وصرخت بهما

" إنها تنزف علينا أخذها للمستشفى قبل أن تموت هي وابنها "

جاءت سيارة الإسعاف في لحظات لأخذها وأصررت على الذهاب معها وركضت

حور خلفي قائلة " خالتي خدي معك حقيبة الطفل قد تحتاجونها "

آه يا لها من فكرة سديدة قلت مغادرة " شكرا لك يا حور جيد أنك تذكرتها "


وصلنا المستشفى وأدخلوها حجرة الولادة ومرت بنا الساعات ننتظر

" صهيب ألم يجب شقيقك بعد "

تنهد بضيق وقال " لا , وأغلق هاتفه أيضا "

قلت بحزن " يا رب سلمها يا رب "

قال " ماذا حدث يا أمي ألا تعلمي شيئا "

قلت بحيرة " لا لقد كانت أحوالهم على أحسن ما يرام مؤخرا لا أعلم ما حل بهما فجئه "

خرج حينها الطبيب فركضنا نحوه ثلاثتنا وقال زبير

" ماذا حدث أيها الطبيب طمئنا عنهما "

قال بهدوء " لقد أجرينا لها عملية قيصرية لإنقاذ الطفل فهي في نهاية حملها "

قلت بخوف " وهل هما بخير "

قال " حمدا لله على سلامتهما إنه مولود ذكر وبصحة جيدة ولكن والدته نزفت

كثيرا وتحتاج لنقل الدم "

قال صهيب " أنا جاهز "

قال زبير " وأنا كذلك "

قال الطبيب " ما هي فصيلتكما "

قال صيب " أي سالبة "

قال " جيد ضننت أننا لن نجد هذه الفصيلة بسهولة تعاليا معي "

وبعد قليل اتصلت حور فأجبت في الفور " نعم يا حور "

قالت بلهفة " ماذا حدث معكم "

قلت بسرور " حمدا لله لقد أجروا لها عملية وهي والمولود بخير "

قالت بدموع " حمدا لله على سلامتهما لقد خفنا عليها كثيرا , هل رأيتها "

قلت " لا ليس بعد فلم تستفق حتى الآن "

قالت " طمئنيني عنها حينما تستفيق , وداعا الآن "

وبعد ساعات استفاقت رنيم مسحت على شعرها وقلت

" حمدا لله على سلامتك يا ابنتي هل تشعرين بشيء "

قالت بتألم " ماذا حدث لي "

قلت بابتسامة " لقد اجروا لك عملية لإخراج الطفل حمدا لله على سلامتكما يا رنيم "

قالت " أين هوا ابني "

قلت " إنه في الحضانة سيكملون بعض الإجراءات ويحضرونه لك "

نزلت من طرف عينيها دمعة عبرت طريقها فمسحتها ونزلت تلحقها الأخرى فأمسكت

بيدها وقلت " رنيم ما الذي حدث بينكما يا ابنتي "

قالت بعد صمت " لا شيء يا خالتي مجرد مشكلة بسيطة "

قلت بضيق " وأي مشكلة هذه التي تجعل غيث يضربك فلم يربي شامخ أبنائه

على ضرب النساء أبدا "

قالت ببكاء " ابني يا خالتي أحضروه لي لا تدعوه يأخذه مني "

قلت وأنا أمسح على كتفها

" لن يأخذه منك أحد يا رنيم ارتاحي الآن فأنتي لازلت متعبة "

سمعت طرقا على الباب فخرجت وكان صهيب فقال

" أمي عليك العودة للمنزل الآن وسوف أحضر ميس أو والدتها يجب أن ترتاحي "

قلت " سأبقى معها أنا لست متعبة "

قال بنفاذ صبر " أمي أرجوك لا تعاندي "

قلت بقلة حيلة " حسننا فعلينا إحضار بعض الثياب من أجلها كيف هوا الصغير "

ابتسم وقال " يشبه غيث كثيرا وبصحة جيدة لقد أنهينا الإجراءات وسيحضرونه لها حالا "

قلت " حمدا لله وهل جاء غيث "

قال " لا لم نره منذ الصباح لقد قمنا نحن بكل شيء لقد أتعبونا كثيرا معهم هيا يا أمي بسرعة "


صهيب



كان هذا اليوم مرهقا ومتعبا ومليء بالمفاجئات ولكن حمدا لله أن الطفل ووالدته بخير

عليا الآن اخذ والدتي للمنزل لترتاح وجلب ميس لتكون معها حتى نرى ما سنفعل إما

نُعلم والدتها أو نذهب لجلبها ولا أعلم ما ينوي غيث فعله فقد خرج كالإعصار صباحا

وها قد حل الليل ولم يرجع ولم يفتح هاتفه وزبير خرج للبحث عنه منذ وقت ولم يجده

" صهيب ماذا بشأن البقية هل أخبرتهم "

قلت بهدوء " ما من داعي لذلك يا أمي فبحر غادر اليوم وسيسافر في الغد خارج البلاد

وأديم كما تعلمين لا يمكنه المجيء حتى نهاية الأسبوع فما من جدوى من أخبارهم مادامت

رنيم والطفل بخير "

تنهدت وقالت " ولكن غيث مختفي منذ الصباح قد يكون به مكروه ما "

قلت " ذهب زبير للبحث عنه وسألحق به أنا أيضا , ولكن هل قالت لك رنيم

شيئا عن سبب شجارهما "

قالت بحزن " قالت مشكلة بسيطة ولكن أي مشكلة تلك التي تجعله يضربها هكذا

فلازالت أثار صفعاته لها واضحة على وجهها والكدمات في جسمها "

قلت بضيق " لقد كادوا يفتحوا لنا تحقيقا لولا صديق لزبير طبيب هناك "

تنهدت وقالت " لا أعلم متى سنخرج من مصيبة ولا تلحقها أخرى "

وصلنا القصر ونزلت من السيارة مسرعا قبلها دخلت وكانت ميس ووالدتها وحور مجتمعات

وينتظرن فقفزت ميس راكضة نحوي وأمسكت بيدي وقالت

" كيف هي الآن يا صهيب "

قلت متوجها للأعلى وممسكا يدها

" إنها بخير لا تقلقوا ستذهبين معي الآن للمستشفى بدلا عن والدتي "

دخلت لغرفتي أمسكت وجهها وقبلتها وقلت

" ميس هلا أخرجت لي ثيابا من غرفة الملابس عليا الاستحمام سريعا "

قالت بابتسامة " بالتأكيد ولكن أيها تريد "

قلت وأنا آخذ المنشفة وادخل الحمام

" لا يهم أي شيء تجدينه أمامك وجهزي ملابس لرنيم لنأخذها معنا "

غادرنا القصر وفي الطريق اتصل بي زبير وأخبرني أنه وجد غيث ولكنه رفض المجيء

معه وأخبره أنه سيقوم بتسجيل ابنه بنفسه وغادر , حمدا لله هذا غيث وجدناه وضننت أنها

المشكلة الأخيرة لهذا اليوم حتى وردني اتصال آخر فأجبت من فوري

" نعم يا عصام هل من جديد "

قال بتردد " عمك جسار كما توقعت يا صهيب "

قلت بصدمة " ماذا !!! كيف ذلك "

قال " إنه متورط معهم والأخبار أكيدة "

قلت بحيرة " ولكن ما علاقته بهم وبتلك الأعمال "

قال بهدوء " إنها عصابة "

قلت بغيض " سحقا علمت أنه سيكون وراء ذلك "

قال " كيف ونحن لم نتأكد بعد من مسئوليته عن ما حدث لعمك "

قلت بجدية " سوف نتأكد وسيكون كما ظننا وسترى , حسننا وداعا "

نظرت لي ميس وقالت " ماذا هناك هل أحد إخوتك به مكروه "

قلت بضيق " ليس من أخوتي إنه عمي جسار "

قالت بصدمة " ما به "

قلت " سنتحدث فيما بعد حبيبتي دعيني أعلم كل شيء أولا "

قالت " هوا وراء كل شيء أليس كذلك "

قلت " لم أتأكد بعد ولكن وجدت الطريقة التي سوف أعلم بها وسيرى كان من يكون "


وصلت المستشفى دخلت ميس عند رنيم ووجدت زبير هناك فغادر

زبير وبقيت أنا بالمقربة منهم


غيث


لا أصدق أن رنيم تفعل بي هذا لقد وتقت بها لقد ....... لقد أحببتها حقا

لماذا يا رنيم لماذا كنتي مثلهن ما كان عليا الوثوق بك يوما ولا قبولك في حياتي

لقد اثبتي لي صدق نظريتي خائنات كلكن هكذا ولا تختلفن عن بعض لم ألقى في

حياتي نموذجا مختلفا أبدا إلا الخيانة




الماضي


" ابتعدي عني ماذا تريدين , سوف أشتكيك لوالدتي سمعتي "

ابتسمت بسخرية وقالت " حسننا تعالى لترى والدتك "

تبعتها أخذتني لغرفة في الملحق الخارجي وقالت لي

" انظر من هناك في الغرفة تعالى "

نظرت هي من فتحة الباب ثم قالت " انظر من هنا "

نظرت فكانت والدتي مع زوج هذه .... مع زوج الخادمة

نظرت لها بصدمة فابتسمت بسخرية فتحت الباب بسرعة وهي تحاول

منعي نظرت لي والدتي بصدمة وقالت

" غيث ماذا .... "

قلت بصراخ " أمي ماذا تفعلان هنا "

وقفت وتوجهت ناحيتي ومدت يدها وقالت " غيث تعالى "

لكنني ركضت مسرعا للخارج فلحقت بي أمسكتني من يدي وقالت بحدة

" غيث انتظر قلت لك "

قلت بغضب وبكاء " ماذا كنتي تفعلي ماذا "

قالت " غيث هذا شيء عادي ماذا فهمت أنت "

قلت " إنه ليس زوجك "

قالت " هوا خادمنا "

قلت " الخادمة تضايقني لا أريدها اطرديها "

قالت " لا استطيع ولا تكترث لها لن تؤذيك "

قلت بغيض " لماذا لا تستطيعي وأين هوا زوجك أين ذهب "

قالت بحزن " لقد رحل ولن يعود "

قلت " أريد والدي لا أريدك "

قالت بغضب " بل ستبقى معي والدك لا يريدك سمعت "

قلت " كذب والدي كان يحبني دائما لم أره ينام مع امرأة غيرك ولا يتحدث في

الهاتف مع غرباء مثلك لماذا أنتي تفعلين ذلك ولما هوا لا ينام مع الخادمة "


الحــاضر


هه كم كنت مغفلا وطفلا ساذجا وكم كنتي خائنة وحتى حسام صديقي المقرب الذي لم

أنساه يوما قتل نفسه بسبب خيانة زوجته له لم أنسى يومها حين كان يبكي ويقول لي

( أحبها يا غيث كيف لي أن أنساها وكيف لي أن أغفر خيانتها لي ومع من مع صديقي )

وبالرغم من كل ذلك وثقت بك وأحببتك يا رنيم يا خائنة ومع من مع ابن خالتك استغفلتماني

وضحكتي عليا أنتي وهوا يا خائنان ولكن ابني لن تريه ولو طلتِ النجوم والسحاب ولن تربيه

خائنة ليعيش طفولة والده من جديد

ابقي هناك مع ابن خالتك واشبعي به وأنا وابني سنعيش بعيدا عنكم جميعا لا أريد منهم ثروة

ولا شيء ولن أضحي من أجل أحد بعد الآن هي مدة قصيرة انهي فيها كل شئون الشركات

ليستلمها إخوتي ولن اربط نفسي بك بعد اليوم


أديم


لم أذهب الإجازة الماضية لعائلتي بسبب ظرف حدث لصديقي لقد مر أسبوعان على ولادة

رنيم وصار غيث أبا ولم يزدني ذاك إلا شوقا لابنتي وزوجتي يبدوا أنني سوف أنتظر حتى

آخر العمر ولن أراهم لقد بدأت افقد الأمل حقا دخلت المنزل الخالي الذي لا يملأه إلا الغبار

من كثرة فتح بابه ووجدت سيدة تقف بالداخل شبه مولية ظهرها لي لم يكن يظهر عليها أنها

حامل فليان الآن ستكون في نهاية الشهر السابع فتحت شفتاي لأسألها من تكون فالتفتت قبل

أن أفعل وكانت .............................................. ليان

ركضت ناحيتي فحضنتها بقوة ونزلت الدموع من عيناي الواحدة تتبع الأخرى لم أكن مصدقا أن

ليان تقف أمامي وبين ذراعاي الآن كنت أشدها لحظني بقوة وأبكي وهي تبكي بمرارة وعبرات

متتابعة وتقول " وسيم هذا أنت أمامي هنا لا أصدق ذلك أبدا "

كنت احضنها بقوة وأقبل رأسها وأمسح على ظهرها في صمت وصدمة يصعب معها

الاستيعاب والتصديق تنهدت تنهيدة طويلة مرة حارقة ومريحة ذات الوقت ثم تذكرت

أن بطنها لم يكن كبيرا هل ماتت طفلتي يا ترى ولكن المهم أن ليان عادت لي أخيرا


أبعدتها عني نظرت لجسمها فابتسمت وابتعت قليلا وعادت بقطعة قماش ملفوفة ومدتها

لي نظرت غير مصدق للوجه الصغير للغاية الذي كان يوجد في فتحة من تلك اللفافة

نظرت لليان في دهشة فابتسمت وقالت

" ابنتك يا وسيم كما كنت تريد إنها فتاة "

أخذتها من يديها وحملتها بين ذراعي أنظر لها غير مصدق ثم غمرت وجهي في وجهها

الصغير استنشقت رائحتها الطفولية الجميلة وقبلتها على خدها وبين عينيها ونزلت دموعي

تتساقط فوق وجهها وخرجت مني عبرة أسمعها للمرة الأولى جلست على الكرسي وفتحت

اللفافة عنها وأخرجت يدها الصغيرة الحجم وكأنها يد دمية كانت ناعمة وبيضاء قبلتها مرة

واثنتين وثلاثة وعشرة حتى تغيرت ملامح وجهها دليل الضيق وفتحت عيناها الجميلتان ببطء

كانتا كعيني ليان كبيرتان جدا وعسليتا اللون كعيناي شعرها كلون شعري تماما وتبدوا صغيرة

للغاية وكأنها لم تكمل نموها بعد نظرت لليان التي كانت تقف مكانها تنظر إلينا وتمسح دموعها

مددت يدي لها فاقتربت وأمسكت بيدي وجلست بجواري فطوقتها بها والأخرى تمسك ابنتي

وحضنتهما لصدري كليهما وحمدت الله في قلبي كثيرا

بعد قليل وصلت رسالة عبر هاتفي فأخرجته وفتحتها فكانت من صديقي خيري وفيها

" هل وصلتك الأمانة "

ابتسمت بحب وأعدت الهاتف لجيبي نظرت لليان ومررت أصابعي في شعرها وقبلتها

بعمق ثم حضنتها فقالت بدموع

" كم اشتقت لك يا وسيم وافتقدتك كثيرا وضننت أنني لن أراك أبدا وأني فقدتك كما فقدت كل

شيء يالي من حمقاء لو أني عدت إلى هنا لوجدتك في المنزل , لا تتركني ثانيتا أرجوك "

أعطيتها الصغيرة ودخلت الغرفة أحضرت الدفتر والقلم ومددتهما لها فضحكت من

بين دموعها وقالت " هل سأكتب لك ما حدث خلال كل هذه الأشهر "

ثم أخذت مني الدفتر والقلم وكتبت كلمات قليلة وناولتني إياه فكان مكتوب فيه

( أحبك يا وسيم أحبك وهذا كل شيء )

حضنتها مطولا ثم كتبت لها ( كيف أنجبتها الآن )

كتبت لي ( لقد مرضت كثيرا وأنجبتها في بداية الشهر السابع ونجت من الموت بأعجوبة )

كتبت ( هل صحتها جيدة هل هي بخير )

هزت رأسها بنعم دون كلام فكتبت ( كيف علمتِ أنني هنا )

كتبت ( بعد ولادتي وبعد أن تعافيت توجهت للسجل المدني لتسجيل الطفلة فطلبوا

مني عقد الزواج الموثق في المحكمة حاولت معهم جاهدة وحكيت له قصتي فقال

أعطني اسمك كاملا وعندما رآه اتصل من فوره بشخص يعمل ضابطا في المخابرات

فحضر وتحدث معي وقال لي أن أعود للمنزل عند هذا الوقت تحديدا وسوف أجد

الأوراق ولكنني وجدت ما هوا أهم وهوا أنت )


رميت الدفتر وحضنتها مجددا أذا هي أيضا لم تكن تعلم أنني هنا لقد لعبها خيري بشطارة

كيف لم يخطر في بالي أنها ستلجأ للسجل المدني لتسجيل الطفلة يا لا سعادتي بهما ويا له

من يوم لا يضاهيه أي يوم , أخذت الطفلة منها وحضنتها بقوة أستشعر وجودها أمسكت

كتفي وقالت بابتسامة

" وسيم سوف تبكيها رفقا بها فهي لم تكمل نموها بعد "

دخلت الغرفة أخرجت جواز سفري وجوازها وأوراقنا ثم خرجت كتبت لها أن تبقى

مكانها ذهبت وسجلت طفلتي الحبيبة باسمي ( ميسم أديم شامخ آل يعقوب ) كاملا لا

ينقصه أي حرف وكما أردته دائما , حجزت تذاكر لنا فغدا إجازتي وعليا أن آخذها

هناك وتعلم كل الحقيقة أعلم أنها مهمة صعبة للغاية ولكن لن أعيش معها على الكذب

بعد الآن اتصلت بصهيب وطلبت منه استقبالنا عند المساء في المطار وشرحت له أن

لا يتحدث بشيء أمامها


عدت للمنزل وجدتها كما توقعت تحاول تنظيف الغبار أمسكت يديها قبلتهما ثم أجلستها

وقضيت باقي اليوم وهما في حضني غير مصدق لما حدث معي , خرجت لجلب الطعام

وعدت من فوري وكأنني أخاف أن ارجع ولا أجدهما وعند الثامنة مساء حملت حقيبة

ابنتي على كتفي وحملتها وناولتها لها خرجت بهما وفتحت باب سيارتي فنظرت لي

بصدمة ثم للسيارة وقالت

" نركب هذه ولكن كيف تحصلت عليها ممن استعرتها "

ابتسمت وحثتها على الركوب وركبنا الطائرة كله في صمت وصدمة على وجه ليان من

كل ما يجري ولكني لم أتحدث معها في شيء وكنت ممسكا ابنتي طوال الرحلة وعيناي

لا تفارقانها وكأنها حلم تحول فجئه لحقيقة


سماح


" خالتي إنه لا يتوقف عن البكاء "

تنهدت وقلت " لا حل لدي يا ميس فعلت كل شيء وبلا فائدة "

قالت " لقد مر على ذهاب رنيم أكثر من أسبوع والطفل على حاله يبكي طوال الوقت "


آه لو أعرف فقط ما جرى بينهما فكلاهما لا يريد الكلام و رنيم جاء زوج خالتها وأخذها

من المستشفى مباشرة أنا حقا لا أفهم شيئا , ولما يحرم غيث الطفل من والدته لما كل هذه

القسوة ترى ما حدث ليتحول غيث لقاسي معها هكذا كالسابق , خرجت حور من المطبخ

متجهة جهتنا وهي ترج رضاعة الحليب الخاصة بشامخ الصغير وقالت

" لقد غيرت نوع الحليب ثانيتا أحضره زبير للتو قد يتقبله "

قلت بقلة حيلة " هاتي لنجربه ناوليني الطفل يا ميس "

تحسس الحليب بلسانه ثم أمسك رأس المرضعة بشفتيه ورضع ببطء

قالت ميس بسرور " حمدا لله وأخيرا "

ضحكت وقلت " ميس يبدوا أنك كنتي متضايقة منه جدا "

دخل صهيب قائلا " كنت استغرب أنها لم ترمه خارجا "

قالت بضيق " ما تضنني متوحشة لهذه الدرجة "

اقترب مني قبل رأسي وقبل الطفل ثم جلس بجانب ميس قبلها على خدها فوكزته

بمرفقها في ضيق فضحك وقال " يا لي من محضوض بك يا ميس "


ميس تخجل كثيرا من جنون صهيب الذي لا يعرف الخجل رغم شراستها وحدتها إلا

أنها تستحي منا كثيرا قلت بهدوء

" ميس تعبت معي كثيرا لقد أمضت البارحة كلها تحاول إسكاته "

همس لها شيئا في أذنها فنظرت له بصدمة ووقفت مغادرة في ضيق وهوا يضحك فقلت

" صهيب خف على زوجتك قليلا إنك تزودها أحياننا "

قال مبتسما " دعيني آخذ حقي منها فيما فات "

تنهدت وقلت " أخشى أن يتحول الأمر لمشاحنات ميس تخجل مني ومن والدتها كثيرا

وأنت لا ضوابط لديك أبدا "

قال بضيق " أمي إنها زوجتي ماذا في ذلك "

قلت " لست المتزوج الوحيد هنا لما غيث وزبير لا يفعلان ذلك "

قال بتذمر " وماذا في الأمر لما تعقدونها هكذا ما ذنبي إن كانا لا يحبان زوجاتهم "

هززت رأسي بيأس ونظرت لشامخ وقلت بسرور

" ها قد نام أخيرا الحمد لله "

قال " هاتي دعيني أحمله "

قلت معترضة " لا هل تريد إيقاظه بعد أن نام بأعجوبة "

دخلت حور وقالت بسعادة " هل نام أخيرا ياله من مسكين لم ينم منذ يومين "

وقفت برفق وقلت " سوف آخذه لسريره وسنتناوب على مراقبته , آه لن أتخلص

من تربية الأطفال أبدا "

ضحك صهيب وقال " أحمدي الله أنه معك مساعدات هذه المرة "

قلت مغادرة بابتسامة " أجل فلولاهن لتركت لكم القصر منذ أول يوم "


تلقى صهيب مكالمة غادرت وعدت فقال لي بابتسام

" أمي لدي لك خبر يساوي الملايين "

قلت " ليس لدي شيء أعطيه لك "

ضحك وقال " أديم قادم اليوم مع زوجته وابنته "

قلت بفرح وأنا أركض ناحيته وأجلس وأمسك بيده

" قل أنك لا تمزح قل قسما أنها حقيقة يا بني "

قال " أقسم أنه تحدث معي للتو لقد وجدهما يا أمي "

قلت بدموع وفرح غامر " حمدا لله ما أسعدني بهذا الخبر "

مد يده وقال " هيا هاتي مليونا واحدا فقط "

ضربته على يده وقلت " هذا الخبر لا تضاهيه النقود متى قال أنه قادم "

قال بابتسامة " عند المساء "

جلست وقلت ببكاء " أخيرا أقر الله عينه برؤيتهما وطمئن قلبي عليه وعليهما حمدا

لك يا رب على كل ما تعطي , سوف اتصل به "

قال معترضا " لا أمي لقد قال أنه لم يخبرها حقيقته بعد فعليكم أن تكونوا حذرين من

الأمر حين مجيئها هنا "

مسحت دموعي وقلت بهدوء

" حسننا ولكن أخبرني هل تحدثت مع غيث هل قال شيئا "

هز رأسه وقال " لم يترك لي مجالا حتى للحديث في الأمر أنا خائف مما قد يقدم عليه "

نظرت له بصدمة وقلت " هل تقصد أن ينفصل عن رنيم ويتركنا "

تنهد وقال " تحركات غيث في الأملاك لا تعجبني أخشى انه يفكر في ذلك "

شعرت بالأرض تتحرك بي فوضعت يدي على راسي وقلت

" يا لا المصيبة "

قال " أمي ما بك إنه مجرد تخمين مني ولا شيء واضح حتى الآن "

مرت ميس فقلت لها منادية " هلا تفقدت شامخ يا ميس "

قالت بابتسامة " لا تخافي فصوته يشق الجدران ويصل إلينا بسهولة "

وغادرت ضاحكة فضحك صهيب وقال

" لا اعلم كيف ستربي أبنائنا عليا جلب مربية منذ البداية "

ضحكت وقلت " تزوج عليها حينها "

نظر لي بصدمة ثم قال بصوت مرتفع

" ميس تعالي واسمعي ما تقول زوجة عمك "

قلت بخوف " صهيب هل جننت لا توقع بيني وبينها يا محتال "

ضحك وقال " سأقول الحقيقة واعدك أن لا اكذب في شيء "

وقفت ميس بعيدا وقالت " هل ناديتني "

نظر لي بمكر وأنا أهدده بيدي ثم ضحك وقال

" أديم وزوجته وابنته أيضا قادمون الليل "

اقتربت وقالت بسرور " حقا "

ثم احتضنتني وقالت " حمدا لله على سلامتهم يا خالتي "

قال صهيب بتذمر " أنا من نقل لك الخبر وليس أمي "

نظرت له بضيق وقالت " هل تعرف ما هوا اكبر أخطائي "

ضحك وقال " اعلم , انك وافقت على الزواج بي ... قديمة "

قالت بضيق " خالتي جدي لي حلا مع ابنك هذا "

قلت بابتسامة " ليس لدي حل يمسح الحب من القلوب "

قال بابتسامة " عاشت والدتي "


تركتنا ومضت فتبعها جهة المطبخ هذا الفتى سيجعلها تكرهه بالتأكيد , أتمنى من الله أن يوفقهما


زبير


كان عليا اليوم زيارة عم حور برفقة جبير لقد أجل الأمر كل هذا الوقت من أجلي ومن

أجل ظروفي كم أصبح عالمي كئيبا دون وجود جود ودون رؤيتي لها والقصر أصبح

أشبه بالخراب دون ضحكاتها وصوتها وزد عليه أنها تغلق هاتفها منذ غادرت القصر

أكاد أجن ولا أعلم كيف أصل لها فلم تعد تحت نظري لكي أبعد كل من يقترب منها وبحر

شبه مختفي ولا أخبار لدي عنها

" ألم نصل بعد "

قلت بتذمر " أعطني شجرة عائلتك يا جبير في أقرب وقت "

ضحك وقال " لا تتعب نفسك فوالدتك لا تقرب لي "

تأففت وقلت " ها قد وصلنا أصمت الآن "

نزلنا وكان السيد راجي في استقبالنا فقال مرحبا

" مرحبا زبير لم نعد نراك "

قلت بابتسامة " مشاغل الحياة وأنت تعرف الأعمال والسفر , أقدم لك صديقي جبير عسلاني "

مد يده له مصافحا وقال " هل أنت صاحب محلات العسلاني لقطع الغيار "

قال مبتسما " نعم تشرفت بمعرفتك سيد راجي "

قال بذات الابتسامة " ولي الشرف أيضا وقد نصبح شركاء عمل فمحلاتكم سمعتها كبيرة

وطيبة بين الجميع ونحن نحتاج لمثلها في شركتنا "

قلت ضاحكا " هذه ليست زيارة عمل فدعونا ندخل أولا "

قال راجي " لنجعلها اثنين في واحد هيا تفضلا "

دخلنا وجلس جبير وبدأ بالتوتر وهوا ينظر لي وكأنه ينتظر أن أتحدث ياله من مخادع

هل أحضرني لأتحدث أنا , ثم بعد صمت قال راجي

" تفضل يا بني قال زبير أنك تريدني في أمر "

قال بتوتر " نعم , لقد جئت طالبا التقرب منك فأنا لا والد ولا إخوان لدي وزبير هوا

صديقي المقرب وصهركم فطلبت منه المجيء معي "

قال بهدوء " التقرب مني أنا ولكن في من "

قال " في ابنتك الكبرى لقد سمعت عنها طيبا ولدي شقيقان صغيران أنا من يقوم برعايتهم

حاليا وأريدها زوجة لي إن وافقت على أن يكونوا معها وتحت رعايتها "

قال بحيرة " شقيقاك طفلان "

قال " نعم هما شقيقاي من والدي أصغرهما ملاك في الثالثة وأمجد في الخامسة "

لاذ بالصمت فقال جبير " خد وقتك في التفكير وسأكون من يدك هذه لتلك وكل ما

تشترطونه أوافق عليه فيما عدا أمر شقيقاي "

قال بهدوء " بارك الله فيك يا جبير وفي من رباك لكن ابنتي خطبها حتى الآن ثلاثة خلال

هذا الشهر ولم أعطي الرد لأي منهم وأنا سأترك الخيار لها فلا شيء يعيبك ويعيبهم ومن

اختارته هي وافقت أنا عليه فلا تلمني في ذلك مهما كان قرارها "

قال " وأنا في انتظار ما تقرر ولن يغير رأيها شيئا فيما تحدثنا عنه "

وقف جبير ووقفت بعده فقال راجي " مهلكما فلم تشربا شيئا "

قال بابتسامة " في المرة القادمة "

ضحكت وقلت " قهوة الموافقة من العروس "


ثم غادرت و جبير وأوجع رأسي طوال الطريق وهوا يصر على أن تتحدث حور

معها كي توافق , بعد أن أوصلته لمنزله فسيارته هناك توجهت لمكتب الشركة

واتصلت بجود وكان هاتفها للمصادفة مفتوحا ولكنها لم تجب حاولت مرارا ودون

جدوى فأرسلت لها

( لا تجعليني أجن وأفعل ما لا يحمد عقباه )

بعد وقت أجابت فقلت بغضب " ما معنى الذي تفعلينه معي الآن "

قالت بهدوء " لقد وجد أخي رقمك يتصل بي وكدت اخسره للأبد "

قلت بصدمة " متى "

قالت " لا يهم متى ولكنه وجده ولولا أن أحدهم عرض نفسه ساعتها للخطر

لأجلي لكبرت المسألة "

قلت " حسننا والحل "

قالت بحزن " عندما تنتهي ظروفك فأوفي لي بعهدك وأنا سأكون عند وعدي وانتظرك

فأعذرني عن مواصلة المشوار أحبك أكثر من نفسي ولكن حتى هنا يكفي "

قلت بصدمة " ماذا تعني بذلك "

قالت ببكاء " الأمر ليس بيدي أعذرني "

قلت بغضب " كيف تتخلي عني الآن كيف "

قالت والعبرة تخنقها " أنا لا أتخلى عنك أخبرتك أني سأكون عند وعدي "

قلت بأسى " وتحرميني منك ومن الحديث معك لماذا "

قالت " أنا أخطئ بما أفعل وأدمر علاقتي بالأقربين لو كنت بدل شقيقي ما كنت ستفعل

ولو كنت شقيقتك كيف كانت ستكون ردة فعلك حين تعلم "

صرخت بغضب " الآن تقوليها يا جـ.... الآن الآن بعد كل هذا الوقت "

قالت ببكاء " لا تضع اللوم علي فأنت من تحدث معي إن كنت ستتخلى عن وعدك لي فأخبرني "

قلت بهدوء ممزوج بالضيق

" يبدو أنه لا يمكننا التحدث الآن فكري مليا فيما تقولين وهدئي من روعك وسنتحدث

لاحقا حسننا .......... وداعا "


وأغلقت الخط على صوت شهقاتها , ما الذي تهدي به يا جود ما هذا الهراء الذي

تقولينه كيف تتركينني حتى تنتهي ظروفي بل ومتى ستنتهي ولكن معها حق يا

زبير أنت نفسك لا تعلم متى ستنتهي مأساتك آه منك يا جود فقد زدتني فوق

همومي هموم وها قد عادت لغلق هاتفها من جديد


رن هاتفي فكان المتصل عم حور استغربت أن يتصل بي وأنا كنت معه منذ قليل هل

وافقت ابنته يا ترى أجبت فجاء صوته هادئا

" أعذرني يا زبير ولكن ثمة أمر مهم عليا التحدث معك فيه "

قلت بتوجس " لا عليك خد راحتك "

قال " أخاف أن تغضب مني حور لأنني خيرت ابنتي وفرضت عليها هي الزواج بك "

قلت بعد صمت " ولكن حور تعلم أن الأمر خارج عن إرادتك "

قال بجدية " تحدث معها يا زبير لا أريد أن تأخذ على خاطرها مني فلو

كان الأمر بيدي ما أجبرتها "

قلت بهدوء " حسننا سأتحدث معها هل تأمرني بشيء آخر "

قال " شكرا لك يا زبير لا شيء غيره وداعا "


لقد ظلمناك يا حور ظلمك الجميع من والدك لوالدي لعمك لي أنا , أنا الذي لازلت أكمل

مأساتك ومأساتي ولكن ما بيدي حيلة فرسالة والدي لي لازالت تعيق أي فكرة تخطر ببالي

أريد ترك كل شيء الثروة وحور والفوز بمن أحببت لأرتاح وترتاح هي ويرتاح شقيقي

ولكن كيف أخيب ظن والدي بي , أنا من لم ارفض له طلبا أبدا وهوا على قيد الحياة

فكيف بعد موته وكلماته المكتوبة لازالت نصب عيني

( لا تترك شرط الوصية حتى اقتسام الميراث يا زبير أنا أعتمد عليك )

آه منك يا والدي ومن وصيتك فليست حور الخاسر الوحيد فبحر وأنا أيضا معها

بحر


" لقد قررت وانتهى يا صهيب هي مسألة وقت فقط "

قال بحدة " هل جننت يا بحر بما تهدي الآن "

تنهدت وقلت " لا خيار أمامي يجب أن تعيش حور حياتها كالبقية عليا أن أفكر بها أيضا

وأتوقف عن التفكير في نفسي فقط , انظر كيف أن حياة الجميع تسير للأفضل غيث أصبح

أبا وأديم تزوج ولديه ابنة وأنت تزوجت بمن أردت وحده زبير من يسير للخلف بينكم وانظر

كم من الأشهر مضت وحور ليست لي ولا له سوف تنسى وتتعايش مع واقعها يوما "

قال بهدوء " وأنت "

قلت بحزن " أنا حُرِمت عليا النساء بعدها سوف آخذ شقيقاي بعد أن أصبحا تحت

وصايتي ووالدتهم أيضا وأسافر وأعمل هناك وتنهي شقيقتي دراستها ويبتعدوا

عن همز الناس لهم إنه الخيار الأفضل للجميع من أجلهم وليس من أجلي فقط "

قال بأسى " ونحن يا بحر ووالدتك ألم تفكر بنا "

قلت بحزن " أنتم عائلة ستكونون سعداء معا ووالدتي لديها غيري أما أخوتي فليس لديهم

غيري وليس لي غيرهم بعد الآن وما أن تصير حور حرة فستكون لي "

قال بغيض " اقسم أنك جننت يا بحر جننت وستحطم قلبك وقلبها وقلوب الجميع "

قلت بألم " وماذا تريد مني أن أفعل أن أموت كل يوم وأقتلها معي وهي لن تكون لي أو أن

أطلب من زبير أن يترك عائلته وثروة والده من أجلي وأجلها أقسم لو كان الأمر بيدي لحاربت

كل شيء لأحصل عليها فقد تعلمت درسا قاسيا يجعلني أفكر مليا قبل ترك الأشياء التي بين يدي "

قال بضيق " وما الذي تفعله الآن أليس تخلي "

قلت بابتسامة سخرية " تخلي عن ماذا فهي ليست بين يدي الآن لأتخلى عنها لقد ضاعت

للأبد لو كنت مكاني ما كنت ستفعل يا صهيب أخبرني صراحة "

قال بحزن " لا أعلم ما أقول ولكني لا أريد أن نخسرك يا بحر لا أريد "

قلت بهدوء وأنا أنظر لعرض البحر

" لا تخبر أحدا بما قلت لك فلم يعلم بما أفكر غيرك "

قال بحزن " ألن تكون معنا اليوم وتستقبل أديم "

ابتسمت بألم وقلت " اليوم لا , سأزور والدتي خلال الأيام القادمة "

تنهد وغادر في ضيق وصمت وها هم عائلتي اليوم يستقبلون أديم وزوجته وابنته

ولا مكان لي هناك يكفيني عذاب وحزن وألم ولهفة واشتياق هكذا أفضل لي ولها

وللجميع فلست سوى سببا لدموعها ولتعاستي آآآآه ما أشد ذلك وأقساه أن تترك شيئا هوا

قطعة من قلبك لغيرك وترحل للبعيد لحيت لا شيء سوى أحلامك الميتة وذكرياتك

المتوجعة , وقفت وغادرت لصديقي حامد جلست معه في صمت جسدي في أرض

وعقلي في أرض وقلبي في القصر

" بحر "

نظرت له وقلت بهدوء " نعم يا حامد "

قال وهوا يبحث عن الكلام في عينيا قبل لساني " ما بك "

أبعدت نظري عنه وقلت بحزن

" لا شيء سوى الموت البطيء يقترب مني وأنا أركض إليه "

قال بحيرة " أنا لم اعد أفهمك أبدا "

ابتسمت بألم وقلت " ولا أنا أفهم نفسي هل جربت يوما الموت حيا "

قال بعد صمت " لا "

قلت بحسرة " أتمنى أن لا تجربه فهوا أقسى من الموت ذاته , أخبرني

ماذا حدث فيما طلبته منك "

قال بهدوء " سأسافر قريبا وكل شيء سيكون كما تريد "




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 08-12-14 الساعة 03:49 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-12-14, 11:44 PM   #40

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


صهيب


ياله من هم حملني به بحر اليوم , أنا أعرف شقيقي جيدا لا يفكر في أمر إن كان غير مقتنع

به وغيث أنا متأكد من انه ينوي على ذات الشيء فهل سأخسر إخوتي واحدا تلو الآخر يا ترى

" صهيب هلــ ..... "

بترت كلماتها ثم قالت بصدمة " صهيب ما بك تبدوا حزينا جدا "

تنهدت وخفضت بصري للأسفل وقلت " لا شيء حبيبتي "

اقتربت مني جلست بجواري وأمسكت يدي وقالت " لا ليس لا شيء ماذا هناك "

قلت بحزن " إنهم أشقائي يا ميس بث أخشى بل أرى فقدنا لهم واحدا واحدا سيكون قريبا "


ثم نزلت من عيني دمعة وكأنها تريد رواية ما كنت أكبته منذ أيام مرة حارقة لا اعلم

كيف سقطت مني , دمعة لم أرها يوما تسقط من عيني , ضمتني ميس بذراعيها واتكأت

برأسها على كتفي وقالت

" صهيب لا تبتئس ولا تحزن , من أجلي أرجوك "

قلت " رغما عني كيف لي أن لا أحزن "

قالت بحزن " وكيف علمت بذلك هل هم من أخبروك "

قلت بأسى " لا يحتاج الأمر أن يخبروني إنه واضح تماما "


لازال هناك أديم فقد لا تقبل زوجته عيش عالمه هذا ويتركنا من أجلها ومن أجل ابنته أخشى

أن لا يبقى غيري في النهاية , تنهدت وقلت

" أخشى أن أفقدك أنتي أيضا ذات يوم يا ميس "

قالت بدموع " لا تقل ذلك أرجوك نحن لن نفترق أبدا "

طوقتها بذراعي وقبلت رأسها وقلت " أتمنى أن لا يحدث كل ما أتوقعه "

جلست مقابلة لي فمسحت دموعها بأصابعي وقلت

" لا أريد رؤية هذه مرة أخرى حسننا "

ابتسمت بحزن وقالت " وأنا لا أريد أن أراك حزينا أبدا "

حضنتها وقلت " ما رأيك لو تزوجنا الآن لتبددي بعض حزني "

ضحكت وغمرت وجهها في صدري أكثر وقالت

" يالك من محتال "

ثم ابتعدت عن حضني وقالت " ماذا عن عمك جسار لم تحكي لي ما حدث "

تنهدت وقلت بضيق " إنه متورط في تجارة مشبوهة وأفكر في تهديده بذلك "

قالت بصدمة " تجارة مشبوهة "

قلت " نعم ومتورط فيها حتى القاع وله صلة بالرجل الذي دبر تهمة والدك هناك "

قالت بغيض " إذا كما توقعت هوا من وراء ذلك "

ثم نظرت لعيناي وقالت " لكن قد تعرض نفسك للخطر بذلك أنا أتنازل عن شرطي "

ضحكت وأمسكت وجهها بكلى يداي وقلت " هل تخافين علي يا ميس "

قالت ودموعها عادت للنزول " أحمق لا أخاف عليك طبعا "

قبلتها على شفتيها وقلت " يالك من كاذبة , تم ألم أقل أني لا أريد رؤية دموعك "

هزت رأسها بالنفي ولم تتكلم فقلت بحزم

" ميس أنا لن أتخلى عن حقكم وبراءة عمي نبيل ولو كلفني ذلك حياتي "

ارتمت في حضني وقالت " وما نريد بكل ذلك لو فقدت حياتك "

مسحت على رأسها وقلت

" وما أريد بحياتي وعمي يموت مجرما وهوا بريء وحقكم يضيع وأنتم أحياء "

طرق حينها أحدهم باب الغرفة ابتعت ميس عن حضني ودخلت أمي وقالت بعد

صمت وهي تتأملنا " ما بك تبكي يا ميس هل تشاجرتما "

نزلت دموع ميس من جديد في صمت فقلت بابتسامة

" لا شيء يا أمي فقط زوجتي تريد إفراغ خزاناتها الممتلئة منذ سنين "

قالت ميس بابتسامة حزينة " أحمق "

ضحكت وقلت " ما أجملها من شفتيك "

ثم حضنتها فابتعدت عني وهربت خارجا في خجل فضحكت وقلت

" أعرف كيف أتخلص منها في وجودكم "

قالت أمي بضيق " صهيب توقف عن إحراجها أمامنا لما تتعمد فعل ذلك "

قلت " أحبها أمي ما عساي أفعل "

قالت " أحبها برفق بني , ألم يخبرك أديم متى سيصل يبدوا لي تأخر "

نظرت للساعة في يدي وقلت " بعد قليل عليا الذهاب لاستقبالهم الآن , أمي لا

تنسي ما أوصيتكم به لا تتحدثوا أمامها بشيء "

قالت " نعم أعلم وكن مطمئننا "


رنيم


" افتحي هذه حبيبتي وانظري "

ابتسمت وقلت " أتمنى أن لا تكون فخا "

ضحك وقال " لم يخطر ببالي هذا لكنت جربته "

ضربته بقبضة يدي ثم نمت على صدره وقلت " كم احبك يا غيث "

ضحك وضمني بيديه وقال " ألن تفتحيه "

جلست وقلت بابتسامة " بلى "

ثم فتحته فكان سلسال به الماسة مرسوم بداخلها أول حروف اسمي نظرت له وقلت

" أمتأكد انك غيث ذاته ولم تتغير "

قال بضيق مصطنع " هل هذا شكرك لي على الهدية "

حضنته وقلت بحب " ما أسعدني بك "



مسحت دمعة نزلت حارقة على خدي وأنا اجلس أمام نافدة غرفتي أشاهد الشارع والمارة

وضحكات الناس وتلك الذكريات لا تفارق مخيلتي كم أخطأت يوم قررت أن أصهر الجليد

والغي الفجوة التي كانت بيننا فما كان حالي سيكون هكذا حينها .... آه من الذكريات



صرخ بغضب " خائنة ووثقت بك يا رنيم تبيعينني من أجل ابن خالتك "

قلت ببكاء " لم أخنك يا غيث لم يحدث اقسم لك "

قال بصراخ أكبر " وماذا تفعلين به تسألينه عن الأحوال أم عن الطقس هناك "

قلت " ليس الأمر كما فهمت "

قال بغضب " كيف إذا كيف وأنتي تطلبي من بحر أن لا يخبرني وتتحدثين معه من

ورائي لقد سمعتك بأذني تقولينها "

قلت بتألم " ولكني لم أخنك أقسم لك فلا تفهم الأمر خطأ "

قال بسخرية " وكيف أفهمه "

قلت " كان بخصوص والدتي فقط فخفت أن تغضب مني لذلك ..... "

امسكني من شعري وقال بغضب

" وتكذبين عليا يا رنيم هل تضنينني طفلا لأصدق هذا "

قلت بتألم " آه غيث إنك تؤلمني "

ثم انهال عليا بالضرب حتى فقدت الوعي



آآآآه من تلك الذكريات فبعضها من جمالها تتمنى أن تعود وبعضها من قسوتها تحاول

حذفها من عقلك ما الذي كنت سأتوقعه منه بعد ما سمعه مني ولكن ابني لما يحرمني

من ابني أنا والدته ومن حقي أيضا أن يكون معي



طرقت أمي الباب ودخلت اقتربت مني وقالت

" رنيم ارحمي نفسك يا ابنتي فأنتي لازلتِ متعبة "

قلت ببكاء " أريد ابني أريده إنه من حقي فغيث لم يرد الأبناء أبدا وتضايق حين

علم به لما يأخذه مني الآن "

حضنتني وقالت بحزن " ما الذي حصل بينكما يا رنيم أخبريني "

قلت بعبرة ودموع " لا شيء لا شيء "

قالت بحدة " وكيف سننهي المشكلة ولا أحد منكما يريد التحدث "

ابتعدت عن حضنها وقلت

" لما أنا من يخسر كل شيء لما , تحدثي معهم يا أمي أرجوك "

قالت بيأس " لقد تحدثت مع زوجة والده أكثر من مرة وقالت أنه يرفض حتى الخوض

في الأمر ويثور ويغضب من ذكره "

قلت بحزن " أطلبي من زوج خالتي أن يتحدث معه "

قالت بيأس " منذ اتصل به غيث وأنتي في المستشفى وقال له ابنتكم تعالوا لتأخذوها وابني

لدي علمت أن الأمر ليس طبيعيا حاولت معه أن لا يذهب لجلبك عل الأمور تنحل بينكم هناك

ولكنه رفض بشدة وقال أنه لن يرضى على نفسه أن تنهاني ويسكت وقال لن يراها ولو طال

النجوم وهذا ما سيعقد الأمور أكثر "

قلت بحزن " هوا لن يفكر في إرجاعي على أية حال ولكن ابني ..... "

تنهدت وقالت " رنيم إن لم تخبريني ما حدث فلن أستطع مساعدتك في شيء "

قلت بهدوء " هوا يضن أنني أخونه "

قالت بصدمة " ألم تنتهوا من الموال القديم "

قلت بأسى " ظننت ذلك ولكن شيء ما أعاد كل شيء كما كان بل أسوأ مما كان "

قالت " ما هوا "

قلت " لا أستطيع يا أمي لقد أقسمت أن لا أقول ذلك لا أستطيع "

قالت بضيق " وهل ظنونه حقيقة أم ماذا "

قلت بصدمة " أمي هل تصدقي ذلك بي "

قالت بحدة " رنيم لقد حيرتني معك يا ابنتي "

اكتفيت بالصمت فقالت " ولكن بينكما وصية ما سيحل بها "

قلت " لا اعلم لابد وأنه يفكر في ترك كل شيء أعرفه جيدا "

وقفت وقالت مغادرة " ابن خالتك جاء اليوم أيضا لرويتك وأنا صرفته "

قلت بضيق " لا أريد رؤية احد أمي أرجوك "

غادرت دون تعليق فأمسكت بالهاتف الذي اشتراه لي غيث ذاك الصباح الذي لم

أجد فيه الفرصة حتى لفتحه ولم افتحه من يومها فتحته فكانت خلفيته صورة

لي وأنا نائمة ومكتوب عليها ( حبيبتي للأبد )

نزلت دموعي وأغلقته دون أن افعل أي شيء

ليان

ظننت أنني نسيت السعادة وأن السعادة نسيت أن لي وجود حتى اليوم حين ذهبت للمنزل

الذي ظننت طويلا أنه ضاع كما وسيم وصدمت حين اخبرني ضابط المخابرات ذاك أن

المنزل ما يزال مفتوحا منذ غادرته واقترح عليا أن آتي لأبحث فيه عن أوراقي دخلت

ووضعت ابنتي في أنظف مكان فيه فقد كان مليء بالغبار ويبدوا لي أن بابه لم يغلق كما

قال , كان ثمة أكياس للطعام استغربت وجودها وخفت أن يكون احدهم يعيش هنا هممت

بالخروج عندما سمعت خطوات ورائي التفتت فكان وسيم أمامي كالحلم بل كالمعجزة فلم

تسعني الدنيا من فرحتي وركضت مرتمية في الحضن الذي كان ملاذي لأشهر طويلة

والذي فقدته لأشهر أيضا ولم اشعر بالأمان إلا وأنا أغوص فيه الآن

قضيت اليوم غير مصدقة لما أنا فيه يوم كأيامنا الجميلة تلك مع فارق بسيط وهوا وجود

ابنتي الحبيبة معنا الطفلة التي طالما تمناها وسيم وانتظرها كثيرا ثم عند أول المساء

خرجنا من المنزل وركبنا سيارة لا أعلم من أين لوسيم بمثل هذه السيارة الفاخرة جدا

فراتبه كله ما كان يكفي لاستئجارها والأغرب من ذلك أنه أخذني للمطار وركبنا الطائرة

أيضا وهوا لم يقل شيئا لا أين سنذهب ولا لما ولا شيء كانت الرحلة قصيرة لم يفارق

خلالها ابنته وعيناه لم تتحول عنها وها قد نزلنا مطار دولتنا ذاتها كما يبدوا من الأعلام

واللافتات لذلك كانت الرحلة قصيرة كنا في المطار حين توجه ناحيتنا شاب تشابه ملامحه

لوسيم بعض الشيء وثياب لا تقل عنه أناقة بل قد تكون أرقى توجه وسيم ناحيته صافحه

بحرارة ثم تعانقا


من يكون يا ترى هل هوا شقيقه ولكن لم يكن له أشقاء وما يدريني وهوا رفض الحديث عن

عائلته قد يكون ابن عمه أو ما شابه ابتعدا قليلا ثم عاد وسيم أخد ابنته وحملها إليه أخذها

ذاك الشاب منه وقبلها بحب وداعب خدها بأصابعه على ما يبدوا لي فالمسافة كانت بعيدة

بعض الشيء ثم اقتربا مني في صمت وضع وسيم ذراعه حول كتفاي حاثا إياي على السير

معهم ولكن أين لا اعلم ومادمت مع وسيم فلن أخاف شيئا ركبنا سيارة لا تقل فخامة عن تلك

يبدوا لي الأمر مريبا جدا ما سر كل هذه التغييرات في حقيقة وسيم هل كان هذا المكان الذي

يأتيه أوقات الإجازات هل يكون صديقه آآآآه رأسي سينفجر من كثرة التحليلات فلنرى إلى أين

سننتهي سرنا مسافة لم يتحدث خلالها ذاك الشاب سوى رادا على بعض المكالمات التي وردته

بعضهم صرخ في وجههم غاضبا هكذا هم الأغنياء دائما كم أبغضهم وإحدى المكالمات كانت

من امرأة نادها بحبيبتي يبدوا أنها زوجته وكانت وكأنها تستعلم عن وقت وصوله ما كل هذه

المتاهات اشعر أنني في لغز أو ما شابه ثم توقفنا أمام سور ضخم جدا لا يكاد يرى ما خلفه

ثم عبرنا بوابته الضخمة ودخلنا إلى مبنى أشبه بقصور التلفاز الذي أحضره وسيم سابقا

حديقة خيالية نافورات ومراجيح فخمة ومسبح وأضواء تزين كل المكان وكأنني في الجنة

نزلا ثم فتح لي وسيم الباب وأخذ الطفلة ومد يده لي لأنزل معه نظرت له بحيرة فابتسم ومد

يده أكثر وبإصرار فأمسكت بيده ودخلنا ذاك المكان وقفت عند الباب انظر بصدمة وحيرة

وتساؤل كانت الفخامة بالداخل أكثر من الخارج وهناك سيدة وشابان وفتاتان يقفون بعيدا

فتوجه وسيم والشاب ناحيتهم


أديم

كان لابد لهذا اليوم أن يأتي وأن تعرف ليان بحقيقتي قررت سابقا أن لا اخبرها وأن

يبقى وسيم هوا عالمها وهي عالمي المخفي والجانب الغير مرئي من حياتي ولكن كل

ذلك قد تغير بعدما أحببتها وصارت تحمل طفلتي في أحشائها وبعد أن فقدتها تعلمت

معنى أن تكون حياتي من غيرها اعلم أنها لن تكون بالمهمة السهلة ولكن لا خيار أمامي

فعلى وسيم أن يموت كما ولد فسافرت بهما وصلنا , نزلنا , ركبنا سيارة صهيب ودخلنا

حتى القصر وليان على غير عادتها صامتة تماما لا اعلم هل هي الصدمة بعد أن

خمنت من سأكون أم هي الدهشة والحيرة لما يجري أمامها فمن عادة ليان أن تتحدث

حتى إن كانت موقنة أن من أمامها لا يمكنه سماعها اقتربت من والدتي والبقية احمل

بين ذراعاي صغيرتي الحبيبة التي انتظر الجميع قدومها وإيجادها وما أن وصلت

لهم حتى أخذتها مني أمي والدموع بدأت ترسل مراسيلها من عينيها فقلت هامسا

" أمي لما البكاء الآن "

قالت بعبرة " لا اصدق أننا وجدناهم أخيرا حفيدتي الحبيبة الجميلة , ماذا سميتها "

قلت مبتسما بهمس " ميسم "

قالت ميس بابتسامة

" دعوني أراها ياااااه كم هي جميلة وصغيرة جدا تبدوا أصغر حجما من شامخ بكثير "

قلت بهمس " لقد أنجبتها في شهرها السابع فهي لم تكمل نموها بعد لذلك هي نائمة اغلب الوقت "

ضحكت ميس وقالت " يعني لن تصدع رؤوسنا بصراخها "

نظرت لها بضيق وقلت " صهيب أنقذ زوجتك مني "

ضحك وقال " لو لمست زوجتي بسوء يتمت ابنتك ثم من حق غيث أن يغضب وليس أنت "

قال غيث ببرود " إن لم يصرخ الرجال فمن سيصرخ "

قالت حور " لما زوجتك مبتعدة عن الجميع هل أخبرتها بشيء "

قالت أمي بهمس

" أديم يبدوا لي زوجتك مصدومة أو تائهة ألا تعلم شيئا !!!! لما لا تعرفها علينا "

قلت " ليس بعد سأتحدث معها أولا "


تركتهم وتوجهت ناحيتها أمسكتها من يدها وسحبتها معي للداخل وتخطيت الجميع في

صمت تام وصعدت بها للأعلى كنت أصعد السلالم حين انطلقت الكلمات الأولى منها قائلة

" وسيم أين تأخذني , يا إلهي أين نحن وما الذي يجري لا افهم شيئا هل هم عائلته أم ماذا "

وهاهي ليان عادت لطبيعتها أخيرا ويبدوا أنها تجاوزت نصف الصدمة وصلت لجناحي في

الأعلى فتحت الباب وأدخلتها للغرفة التي خصصتها لميسم غرفة أطفال جاهزة ومهد فخم

وجميل والمئات من الألعاب والثياب نظرت ليان لكل شيء بحيرة فقلت بهدوء


" ليان "



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.