|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: من من الشخصيات اجدت ابرازها اكثر ؟ | |||
أميرة | 56 | 57.14% | |
أرسلان | 30 | 30.61% | |
أروى | 11 | 11.22% | |
ياسر | 14 | 14.29% | |
ليلى | 12 | 12.24% | |
آدم | 8 | 8.16% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 98. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-03-16, 08:05 PM | #951 | ||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ،وقاصةبمنتدى قلوب احلام وعضو بفريق الكتابة للروايات الرومانسية المتنوعة وكنز سراديب الحكايات
| الفصل السابع عشر : أشرقت الشمس أخيرا على الفتيات الثلاثة و قد شعرن حقا انه يوم مختلف، يوم مليء بالشغف: نفس الجرس الرنان يزعج طبلة أذنها و نومها ،تأففت و ارتدت روبها بعجل و شعرها كأشعة الشمس مشعث و فوضوي ، صرخت :"قادمة........قادمة " و حين فتحت الباب توالت الأحداث سريعا بداءا من نظرته المختلفة و إفطاره معها الى سفرها المفاجئ معه من اجل الذهاب لعائلتها و طلب يدها رسميا ، و بعدها سيصبح زوجها كما كان شرطها ، سيعقد قرانهما فقط ، أدارت وجهها إليه و أخفضت بصرها نحو يده التي تحتضن أصابعها بناءا على طلبها فهي دائما ما تشعر بالذعر من صوت الطائرة ، هذا الوسيم سيكون زوجها بعد أيام فقط ، عاودت النظر الى ملامحه المسترخية لكن في عينيه لا تزال ترى ذلك التخبط و كأنه يصارع أشباح الماضي لأجلها !اوليس هذا كافي ؟ أغمضت عينيها و هي تدعو أن تبدا حياة جديدة و سيزهر شتائها و يقدم لها اميرها هذا كقربان لها ! ************************************************** ************** تمطت في السرير برقة بالغة و هي تشعر و اخيرا براحة بال و هناء يغنيها عن العالم كله ، سمعت صوت الماء في الحمام فادركت انه يستحم ، اذا كيف ستقضي يومها مع حبيبها ؟ لكن اولا عليها الاتصال باروى ، امسكت الهاتف الذي كان على الطاولة المستديرة المنتصبة بجانب سريرها عفوا سريرهما كيف تعتاد على نطق المشاركة و قد تعودت على الوحدة ، اجرت الاتصال لكنها لم تجب عليها و بعد ثواني اصبح خارج التغطية و كلما حاولت نفس الرسالة الصوتية ، انتابها القلق تمنت ان تكون بخير لتتتفاءل خيرا قد يكون ياسر اختطفها ، ارتدت روب ثوب نومها الاسود على عجل لكن مع ذلك ارتجفت بردا ، يبدو ان المدفأة قد انطفأت ن وضعت الحطب و اشعلت النار فيه ، ثم اشعلت العنبر لتشعر انها حقا في الوطن ، في الوطن العربي ، اخذت تبحث في خزانتها و اختارت ملابس صوفية ، بلوزة طويلة ذات لون وردي فاقع و سروال من الجينز الباهت ، بعد نصف ساعة خرجت من الحمام مرتدية ملابسها ن حين دخلت الى الغرفة وجدت ارسلان ايضا قد انهى حمامه و هو يصفف شعره بتلك الطريقة الجذابة ، طبعت قبلة على خده و هي تصبح عليه بعبارتها المعهودة:" صباح الخير حبيبي اصبحت و امسيت عليك بقية حياتي " جذبها اليه و طبع قبلة على طرف شفتيها :" آه من رائحتك...رائحة العنبر الملتصقة بك تسكرني ، صباح النور يا نور حياتي " منحته اجمل ابتسامتها و اخذت تمشط شعرها الغجري ثم همست له بدلال:" ارسو تبدو فائق الوسامة" رتب قميصه و رد عليها بغزل :" و من يجاور القمر كيف لا يكون وسيما " عقدت شعرها الى جانبها برباط ملون و ضحكت بخجل ثم تابطت ذراعه :" ما رايك ان نفطر بالخارج" تناول سترته و غمز لها:"لما لا ؟" تركته و اخذت سترتها و لحقت به الى السيارة و غيمة وردية تمطر فوقهم . ************************************************** ************** شعرت ببرودة السرير بجانبها ، فتحت عيونها الناعسة بتثاقل ، النوم في فصل الشتاء له طعم خاص ، انه متعة و لاسيما دفئ السرير و ذراع الحبيب ، عادت اليها الذكريات العاصفة بينها و بين ادم و قد اطفئوا شوق بعضهم البعض حتى بعد تلك التفاهات و اللام ، شعرت بالخجل فاخفت وجهها في الوسادة لتعده عنها مرة اخرى و قالت بهمس مسموع:" لم افعل شيئا خاطئا ، انا فقط اعيش معه كزوجين طبيعين " لمست بطنها و هي تكمل :" اضافة انه والد طفلي" تقوس فمها للاسفل و احنت راسها بانكسار:" انت فقط عليك ان تنسي " انتبهت الى قصاصة ورق مطوية بعناية موضوعة فوق وسادته ، فتحتها بلهفة و التهمت حروفها : ( صباحك ورد ، ذهبت لاشتري الكعك ...انتظريني) قفزت فرحا كمراهقة تلقت رسالة الحب الاولى و اخفتها في صندوقها الذي تقبع فيه كل ذكرياتها ، دخلت الى الحمام و استحمت بالماء الدافئ ، خرجت و اختارت فستان قطني زمردي اللون برقبة عالية و كمين طويلين معع بروز في بطنها يؤكد وجود روح ثانية ترغب بالخروج ، جففت شعرها و ضفرته الى جانبها ، كانت منتعشة و متوردة ، رشت على نفسها عطرها ، لاول مرة تتزين من اجل حبيبها ، لاول مرة تشعر انها اصبحت حية من جديد ، بدات تتقبل نفسها و حياتها ، بدات تشعر ان حبها له ليس خطأ ، بدات تؤمن مجددا به ، سمعت رنين الجرس فنزلت مهرولة الى الاسفل ، ركضت على طول السلالم و شعرت انها سندريلا لكن ليس سندريلا التي فقدت حذائها بل سندريلا التي وجدت اميرها ، فتحت الباب و طل عليها بقامته المديدة....كلتلك الرعشة التي يحكي عنها الشعراء و العشاق في اللقاء الاول ، في النظرة الاولى ، كانت هي المبادرة فلقد كان آدم خائف من مزاجها الناري الذي لا يفارقها ، تلعقت بعنقه و مرغت وجهها في تجويفه و هي تهمس بلوعة:" اشتقت اليك...كثيرا " تفاجئ اولا من ردة فعلها فهذا آخر ما كان يتوقعه لكنه ضغط عليها و الصقها به اكثر و همس بحرارة:" لو تعلمين حجم اشتياقي و حبي لك ......" ابتعدت عنه و اخذت تناظر اليه بتلك العيون التي تشبه القطط هكذا هي الانثى تكون انعم مخلوق الله حين تحب و تحن ، دخلا معا و اياديهما متشابكة و احيانا يتحسس بطنها فتبتسم له بخفر و خجل ، قادها الى طاولة مرصوصة في ردهة الطابق الثاني قرب النافذة لكن ما افسد المنظر تلك التارة المتسخة ففكرت ليلى انها ستغيرها بعد الفطور ، وضعت الكعك الذي احضره في طبق و هو يراقبها بخوف كانه يخاف ان يستيقظ و يكون مجرد حلم . احضرت كاسي شاي و بعض المقبلات الصباحية و تناولوا طعامهم صامتين ، قد يكون الصمت احيانا هو جل ما نرغب بالبوح به ، كان يلفهما كذلك الخيط الذهبي لكن قطعته ليلى و هي تقول بعاطفة جياشة....كانت بحاجة للبوح بكل شيء حتى تتيقن من خطوتها القادمة:" انا احبك ادم..." لم تكن لحظة عاطفية لكنها زعزعت كيان آدم ، زلزلته فقطع المسافة بينهما و تناول شفتيها بنهم ، كانت قبلة عميقة ن كقبلة التقاء العشاق بعد فراق طويل لكن اللحظات السحرية لا تدوم و على احد ان يقطعها دائما و هذه المرة كان رنين الهاتف ابتعد عنها مرغما ن و حين رد على الرنين بعد بضع كلمات علمت ان صديقا يحتاجه ، شعرت بالخيبة و الجرح لانه سيتركها ، اشتاقت له ، الى احاديثهما معا ، الى جنونهما ، الى عبثهما في الماضي لكن رغم عودتهما ينقصهما شيء هو الايمان و الانعاش ، استيقظت من شرودها و هي تراه يترك المائدة ثم ينحني يطبع قبلة على جبينها و ينحني اكثر و يطبع قبلة على بطنها و هو يقول بحنان:" اعتني بنفسك و به " رسمت ابتسامة صغيرة :" اعتني بنفسك ايضا..." نهض و خطى خارجا اما هي قضمت من الكعك و تشرد في حنايا النافذة ......هل يمكن ان يجمع بين السالب و السالب فهي تشعر بخليط من العادة و الحزن...خليط غريب ! ************************************************** ************** بعد افطارهم الحميمي امطرت السماء ، فسبقت اميرة ارسلان و هي تقفز مبتهجة ناداها ارسلان كأنه يعنف طفلة صغيرة:" اميرة....تعالي الى هنا " رمشت بيعينها بدلال و يدها تسمك بيده و الاخرى تعبث بسترته :" لماذا لا نتخلى عن السيارة؟" قيد خصرها و عبس:" اجننتي ؟ ستقعين مريضة و ساموت قلقا" ضغطت على يده و همست بنعومة:" ارسو حبيبي لا تكن قاسيا " نظر حوله ليحملها فجاة عن مستوى الارض و هو يقول مشاركا ضحكاتها الرنانة :" لن يغريني دلالك هذا...." ادخلها في سيارته الدافئة و نزع سترته ثم لفها بها آه كم يلامس اوتار قلبها باهتمامه و حرصه عليها ، دخل الى السيارة بجانبها و هو يقول لها مصالحا:" لكن لا بأس بجولة داخل السيارة " . ************************************************** ************** بعد ساعة : كانت ليلى قد انهت عملها البيتي ، و كادت ان ترتاح لكنها فجاة تذكرت شيئان......اولا الستارة .....ثانيا موعدها مع الطبيب ، احضرت كرسيا و ثبتته عند الستارة ، و علقت اخرى نظيفة عل كتفها ، و بينما هي تهم بنزعها اخرجت هاتفها و اتصلت بآدم حتى يحضر معها الموعد:"مرحبا عزيزتي..." همست له:" اهلا..كنت...." دون وعي منها خطت قدمها في الفراغ و اختل توازنها ، وقعت ارضا ثم تدحرجت على طول السلالم و الخط لا يزال مفتوحا تاركا حبيبا منهكا ينادي بجزع:..ليلى...ماذا هناك....بالله عليك ماذا حدث" قطع الخط و قد تحطم الهاتف الى اشلاء لكن لم يسمع صرختها المدوية التي اطلقتها تعبيرا عن بداية فقد جديد لالم هذه كان اكبر من يحتمل....اكبر من ان تحتويه ! ************************************************** ************** بعد ان حطت الطائرة على ارض لندن الباردة و المزينة بالثلوج البيضاء ،انهوا اجراءات المطار و خرجوا منه ، لم تكن ترتدي سترة ثقيلة حتى تقيها من برد لندن ، نزع ياسر معطفه الثاني فهو الادرى ببرد لندن و وضعه على كتفيها ، تمتمت بشكرا لتترنح مشاعرها من خمر رائحته......يا الهي ! حانت نظرة منها اليها آه ...كم يعذبها بقربه البعيد ! استقلوا سيارة اجرة حتى منزلهم و كان الصمت رفيقا رابعا لهما ، في منزلها ذاك كل العائلة التي لفظت اناث بكل قسوة ليواجهوا عالم اكثر قسوة ، يواجهوا اشياء لم يتدربوا عليها بعد . وصلوا الى هناك و لم ينبس ببنت شفى ، كم تكره صمته ، ترغب بان يفصح لها عن ما يجول بخاطره ، انه كاحجية.....لم تمتلكها ! لا تعلم كيف ستذيب القطب الجنوبي الذي تحتضنه روحه ، فتح باب السيارة ففتحتها بدورها و اخذت حقيبتها من السيارة ، خطت معه ذلك الطريق الرخامي الطويل و عليه بعض الثلوج و على الطريق ايضا يحيطهم سور لولبي من الحديد ، نظرت اليه تستمد القوة لكنها وجدته منعزل ، فاصابتها الخيبة تمنت لو يحدث كتلك الافلام ان تجده ينظر اليها ايضا ! فسح لها الطريق حتى تطرق الباب و بعد لحظات فتحت لهم الخادمة و اخذت حقائبهم و هي تدعوهم بكلمات عربية ركيكة للدخول ، لتتقمصها روح اخرى ، روح تزورها كلما لمست البرود بين ثنايا هذا البيت...و تحديدا هذه المراة الارستقراطية التي تقف قبالتها..... ! ************************************************** ************** ليحمد الله انه لم يقتل احد في طريقه و هو يقود بين الشوارع بسرعة جنونية تاركا كل شيء خلفه ، فتح الباب كالمجنون و هل بقي له عقل اساسا ؟ صعد بضع دراجات لتقابله ليلى السابحة في بحر دمها تحاول التشبث بروحها و روح الطفل ، بقي للحظات يحدق هكذا بتبلد و يتساءل هل هي ليلى ؟ شاحبة و ممدة على الارض لا حول و لا قوة لها لكنه بقوة ربانية استفاق من ذهوله ، ركض الى غرفته التي احتضنت اللحظات السعيدة بينهما ، قاوم شعوره بالانهيار و احضر بطانية حتى يستر دمها ، الهي طفله و هي في خطر ن ركض مجددا كالمجنون و حملها كفراشة لا وزن لها الى سيارته ، احتل المقود مجددا و لم يرى معالم الطريق امامه ن لم يسمع الى و هو يصرخ بجنون في الممرضات :" اننفي افقد زوجتي و طفلي ليأتي الي احد " احضروا السرير المتنقل و اخذوها من يده ، ركض معهم و هو يراها تتلاشى كحبيبات الرمل من يده و حين اغلق الباب في وجهه، شعر ان الحياة بلا معنى بدونها ، انهار على ارض المشفى و هو يدعي ان يعاقبه الله كيفما شاء لكن لينقذ ليلاه.....انقذها يا الهي ! ************************************************** ************** في طريقهم الى البيت رن هاتف اميرة ، حين فتحت الخط قال آدم ببهوت:" اميرة تعالي....ليلى في خطر " شهقت و قالت بكلمات مبعثرة:"ا..ين..المشفى" نظر ارسلان اليها بهتمام و هو يلتقط كلمة مشفى ن فور ان اغلقت الخط قالت بشفتين شاحبتين :" علينا الذهاب الى المشفى.....يبدو ان ليلى اجهضت " تلمكه الذهول لكن بحركات مدروسة استدار بالسيارة عائدا ادراجه الى المستشفى ، حين وصلوا سال ارسلان مكتب الاستعلامات عن اسم ليلى و فور انتهاء العاملة من اخبارهم بمكانها كانت اميرة قد ركضت ، وجدوا ادم في حالة يرثى لها ، بعض الدماء في ملابسه ، شاحب و خائف من فقدانها وقفت اميرة و سالته:" ما بها ليلى ؟ اخبرني ماذا حدث لها ؟" كانت عيونه زائغة و لم يجبها لتبدا الضرب و الصراخ بهستيرية:" ماذا فعلت لها ايها الوغد ؟ هل آذيتها ؟ " قيدها ارسلان و ابعدها عنه بصعوبة و حاول تهدئة حركاتها العشوائية ليهمس لها :" لم اكن بالبيت......سقطت من السلالم..نزفت حتى اجهضته" توقفت اميرة عن تحركها المجنون فليلى قطعة منها ، انها توأم روحها في كل شيء ، شعرت بالوهن و قدميها ما عادتا قادرتين على حملها ، لتسقط بين ذراعي ارسلان ن هب بها ارسلان بسرعة الى احد الممرضات و هو يراقب ملامحها الساكنة بفزع . بعد ساعة: فتحت اميرة عينها بتثاقل ، لتجد وجه ارسلان الحبيب مشرفا عليها ، رمشت بعينها قليلا لتتدفق الاحداث عليها سريعا ، رفت جذعها بسرعة و سالته:" كيف هي ليلى ؟" هز ارسلان راسه بأسف :" خرجت من غرفة العمليات لكن لا تزال في خطر .." ثم احتضن يدها و طبع قبلة عليها:" مبارك لنا حبيبتي..." عبست مستفهمة و كادت ان تصرخ فيه لكنه سارع بوضع يده على بطنها و هو يهمس بحب :" ستصبحين ام.." وضعت يدها فوق كفه السمراء و ردت عليه :" ان الحياة تعطي و تاخذ... آه يا ليلى المسكينة " ثم اردفت:" ارجوك دعني اذهب لاطمئن عليها من بعيد " اجابها بحزم:" ساذهب انا و ارى الاوضاع اما انت ارتاحي " ، خرج ارسلان ليجد آدم مازال على وضعه :" هل هي بخير ؟" هز راسه بقلة حيلة :"لا اعلم...لا اعلم...لا تزال تحت تاثير المخدر ، لديها كسر و فقدت الطفل اضافة..انها لن....لن...." ترك كلامه معلقا و زفر بعنف و هو يحتضن راسه بين يديه :" لقد تضرر رحمها و لم تعد قادرة على الانجاب ...." شد ارسلان على كتفه:" كن قويا...فهي ستحتاجك" ليباغته فجأة :" هل ستتخلى عنها ؟" نظر اليه آدم باستهجان:" مستحيل...." هب آدم واقفا فجأة و هو يرى الطبيب يخرج من الغرفة التي بها لعله يتركه يتنعم ببضع لحظات مع حبيبته. ************************************************** ************** طبعت قبلتين باردتين على خد والدتها كبرود مشاعرها اتجاهها ، الم تكن السبب بانتحار والدها و قد كانت شاهدة لذلك مع الاسف ! كانت شاهدة و هي ترى ذلك الرجل يرغب التخلص من عبء فشله بالانتحار ، عن طريق شنق نفسه حيا ، حصل الجميع على نفس البرود ثم بابتسامة هادئة تخفي ورائها انكسار الثريات:" انا اشعر بالتعب ساصعد الى غرفتي " ما كسرها حقا استقبالهم لياسر بحفاوة ، رمت حقيبتها فوق السرير و اختارت ثوب اصفر ثم اخذت الى الحمام لعلها تجد الراحة ، بعد ان انهته ارتدت فستانها مع حذاء وردي اللون ، صففت شعرها الى جانبها و رتبت زينتها، ثم بقيت تتأمل نفسها هل ستوافق ؟ لما تشعر انه هناك خطأ ما في هذه الخطبة ؟ ، اخرجت هاتفها لتجد انها قد فوتت مئات الاتصالات من اميرة و ادم و ارسلان و هناك رالة من اميرة: ( اروى اينما كنت نحن نحتاجك معنا...ليلى في المستشفى..لقد اجهضت) قرات الرسالة مرة .... مرتين...ثلاث مرات لعلها تخطئ لكن الامر صحيح متى و كيف ؟ لا تعلم ن نزلت السلالم بسرعة بعيون مصدومةو همست للجميع من في الصالة و من بينهم سهيلا و زوجها:" ليلى دخلت المستشفى و حالتها خطيرة..." شهقت سهيلا اما زوجها التزم الصمت المستفز ، نطقت والدتها:" و ما شاننا بها....انت اتيتي حتى نناقش خطبتك....و قد تمت..." هتفت اروى بعدم تصديقك" ليس هناك اي خطبة....." ابتسمت لها امها :" بلى عزيزتي لقد وافقنا " اهز شيء ما في عينيها و نظرت الى ياسر المتجهم و كانهم لو يوافقوا على خطبتها ، ربما قدرها ان لا تكون سعيدة ، كم هي مقهورة و حزينة و كانها لم تخبرهم بمرض فرد من العائلة ، لكن على من تكذب لم يعتبروا ليلى يوما من العائلة لطالما نبذوها ! عيونها كانت تمطران توسلا و جزعا ،رأفة و حنانا ، لكن لا حياة لمن تنادي سوى عيون زرقاء جامدة بنت حولها قوقعة مستحيل لانسي ان يخترقها ، وقف و اخرج من جيبه علبة سوداء مخملية ، حين فتحها لمعا خاتمين ، امسك يديها فسرت رجفة في اوصالها و هو يدخل الخاتم و حين حان دورها بكت ، شعرت انها خيانة لصداقتها مع البنات ، ليلى التي طالما وقفت معها تخذلها الان ، فشلت الف مرة حتى ادخلته ليهمس لها دون ان يسمع احد:" هذا فقط لبس الخواتم ترتجفين...فما بالك بشيء آخر " حدقت بهم غير مصدقة ، مستهجنة كررت :" هل سمع احدكم .....ليلى في المستشفى " اطلقت سهيلا الدموع التي كبتتها و قالت لفؤاد:" انا سأحجز التذاكر و لا اهتم بك " و صعدت الى غرفتها اما اروى اكتفت بتوجيه نظراتها المجروحة الى امها و غادرت على الاقل لتحتفظ بقليل من كرامتها، بقيت جالسة على سريرها و تنظر الى الخاتم الماسي بشرود و كأن قلبها برد من شيء ما ، لم تكن ان تكون خطبتها على الرجل الذي تعشقه هكذا ن لم تكن ترغب ان تكون عائلتها هكذا ،متأكدة انه لا يحبها يفعل هذا لشيء ما ، هل ليكسرها و يستعبدها ؟ قاطع افكارها المتدفقة طرق قوي ، علمت صاحبها ان تراه ، بقيت صامتة ، فدخل لغرفتها يفرض وجوده على عالمها الخاص ، لم ترغب ان تضغف امامه فلو تفهمها لما اقام الخطبة ، جلس امامها على السرير:" هل هذه غرفتك القديمة اذا....مازلت تحتفظين بالعابك كطفلة " نظرت الى عينيه مباشرة و سألته:" لما خطبتني ؟" رد عليها ببرود:" يا صغيرة الا تعلمين لماذا يخطبون ؟ لكي يتزوجوا و يقيمون عائلة " قاطعته ك"كذب..انت تخطبني لشيء ما اجهله " اخفى ارتباكه بضحكة سخرية :" لانني احبك و لا استطيع العيش من دونك...اضعف امامك و لست قادر على الاعتراف...استفيقي من احلامك عزيزتي " رغم السخرية لكن كان هناك الحقيقة ، الحقيقة التي تجهلها ن تأففت :" كفى...انا اعلم يا ياسر انك لم تحبني يوما و اعلم ايضا لم تكن لتتزوجني بسبب تكوين عائلة فأنا لا اليق بك " نهض من السرير و قال ببرود:" اجل ارغب بالزواج منك لسبب لا يعنيك......كفى اسئلة ترددينها كالببغاء و انت على يقين انك لن تجدي الاجابة.....جهزي حالك غدا سنعود للوطن و معا..." بقيت تنظر اليه ببهوت حتى غادر و اغلق الباب ، استلقت على سريرها و رمت كل شيء خلفها تاركة الكرة في مرمى القدم و ليفعل بها ما يشاء فهي تعبت ! ************************************************** ************** دخل عليها آدم بخطوات ، حافظت على هدوء ملامحها و كأنها لا تزال تحت تاثير المخدر، احساسها صعب و كأن الالم النفسي تفشى على طول جسدها و ه تشعر بخواء بطنها ،ابنها حبيبها فقدته ، ابنها الذي جعلها تتشبث ببعض الامل لاجله ،الذي جعلها تفكر ببداية جديدة ، حتى القدرة على البكاء و النواح و الصراخ كعادتها فقدتها ، ارهفت سمعها فشعرت به يجلس بجانبها ن يخذ يدها الموصولة بالمصل المغذي و كيس الدم ، يجعل دفئا يتسلل اليها ، تود لو يوقظها من هذا الكابوس و تجد بطنها تتحرك احيانا بفعل تحركات مولودها ، كم تود لو يمسح دموعها ، تحتاج اليه كله ! الله يعلم انها كانت تتظاهر بالكره له و لطفله ، لكنها ليست كاي انسان انها مسيرة و ليست مخيرة . طبع قبلة على باطن كفها ، ثم قبل أصابعها واحدا ....واحدا بحنية و رقة ، رددت داخلها : ( لا تفتحي عينيك يا ليلى....لا تفتحيه سترين الشفقة و ستدمر الباقي المتبقي منك ..هذا اذا تبقى منك اصلا ) سمعته يهمس و انفاسه الحارة تلفح اصابعها بعاطفة رجل :" اقسم ان اجعل الكون يتدلل عند قدميك ......انا لم اسعدك كما يجب، لكن من اليوم فصاعدا سيتغير كل شيء.." نهض و لم يفلت يدها انحنى حتى داعبها عطره ، ازال عنها قناع الاكسجين و قبلها على طرف شفتها ثم غادر ، تاركا اياها وحيدة ، هو ينتظر استيقاظها حتى تكون البداية و هي تنتظظر استيقاظها حتى تكون النهاية . بعد لحظات دخلت اميرة، تعرف جيدا خطواتها الجامحة ، افرغت لها كاسا من الماء و هي تقول لها:" اعلم انك مستيقظة .....لا داعي لتثبتي العكس " لم تجد بدا من عدم فتح عينيها ، ففتحتهما ، ساعدتها اميرة على اسناد نفسها و شرب الماء ، اعادت الكاس الى مكانه و لم ترغب ان تنبس ببنت شفى لكنها لاحظت يد ليلى التي احاطت ببطنها الخاوية و همست بصوت مبحوح:"اريد امي..." ربتت اميرة على يدها:" حسنا ساتصل بسهيلة ..." لكنها صرخت فيها :" لا بل اريد امي ..امي الحقيقية " شعرت اميرة بالعجز و قلة حيلة و قالت لها :" لكنها..ميتة" ضحكت سخرية:" بل هي حية....لقد قابلتها والدي العزيز اخفى هذا عني " شهقت اميرة غير مصدقة هل جنت ام انه هناك حقيقة :" منذ متى صار بيننا اسرار " تمتمت بنبرة لا حياة فيها:" منذ ان تخلى الجميع عني " ثم اردفت بتحشرج و هي تغمض عينيها" اريد ان ابقى وحدي..." اقتربت منها اميرة و شدت على يدها و هي تقول بحزم:" لا بل سابقى معك " همست لها بتوسل ضعيف:" ارجوك..." لقد اصبحت عاقر تعلم هذا ، سمعته من تقرير الطبيب ، تشعر كتلك الارض البور الجرداء التي يزورها الحيوانات الضالة ....مقهورة جدا و قد كانت اميرة اول ضحاياه. ************************************************** ************** خرجت أميرة من غرفة ليلى و وجهت سؤالها نحو آدم:" هل حقا لديها ام ؟" اومأ لها براسه فقالت بصو فاتر:" اتصل بها انها في امس الحاجة اليها " و كان الحياة دبت فيه فسالها بلهفة:" هل استيقظت ؟" هزت براسها و هي تجيبه :" انصح كان لا تدخل اليها فحالتها النفسية سيئة جدا....هل من الممكن ان تملي علي رقم والدتها ؟" اخبرها به بخيبة و بقي يحدق بالباب ، حين ابتعدت اميرة همس :" ظننت انه تغير شيئا بيننا ...ظننت ان ذلك الشرخ قد بدأ بالتصلح.....لن أيأس ، ساواصل معك للنهاية ليلاي " . ************************************************** ************** بعد ان اجابت السيدة ماريا على الخط قالت اميرة ببرود:" هل انت والدة ليلى ؟" اتاها الرد من الطرف الثاني:" نعم...عفوا من انت ؟" اجابتها اميرة بملل:" انا صديقة و قريبة ليلى " قالت ماريا بسرعة و لهفة:" صغيرتي ليلى.ما بها " حاولت اميرة جعل صوتها رقيقا و مشفقا :" لقد اصابها حادث بسيط..هل يمكنك القدوم " استطاعت ان تلمس انهيار والدة ليلى :" طفلتي ليلى..الهي اخبريني عنوان المستشفى و ساحوا لان اتي في اقرب وقت " املت اميرة عليها العنوان و ودعتها بالكلمات المعتادة ، ادم ذهب حتى يخبر ادارة المشفى انه سيبيت بجانبها، اما ارسلان كان بجانبها فور ان اقفلت الخط اخذها في حضنه و هو يربت على شعرها و يهمس:" لا تقلقي سيكون كل شيء بخير..." تعلقت بكتفيه و ردت عليه بحزن:" اتمنى هذا بشدة....." شدد من احتضانها فهو يعلم انه في احلك اوقاتها لا تحتاج الا لكتف حتى يسندها :" هل نذهب الى البيت ؟" ابتعدت عنه و هتفت باستهجان:" ليلى في المستشفى و تطلب مني الذهاب...سابقى معها " حاولتهدئتها بقوله:" اساسا هي غاضبة و بقائك لن يغير شيئا ..هيا عزيزتي انت حامل فكر قليلا و ان سمح الله و حدث شيء ادم سيتصل بنا " قاطعته اميرة و قد امتلأت عيونها دموعا:" لا تقلها.....لقد رايت كثيرا من الموت لا ارغب برؤيته مرة اخرى " طبطب على ظهرها:" لن تموت ان شاء الله " تقوس فمها للاسفل و القت نظرة اخيرة على الغرفة ثم غادرت مع ارسلان الى البيت حتى تتصل مجددا باروى و تخبر لينا مع امين . ************************************************** ************* لقد انتصف الليل و لم يسال احد الا هو ، تبا انه نائم في بيتها على بعد مترات منها ، اخذت تنتظر اتصالا من اميرة او اي احد لكن هو من ارسل لها رسالة:" هل مازلتي مستيقظة ؟" مطت شفتيها و هي تكتب الرسالة ( لا بل اكلمك من احلامي) كان هدفها السخرية منه لكنه فجئها بالقول ( جيد اذا انا اقتحم احلامك...ارايتي كم الفرار مني صعب ) عضت على شفتيها بسخط و كتبت( غليظ..مغرور) بعد دقائق وصلتها رسالة منه ايضا ( كوني شجاعة امامي و قوليها ايتها...السنفورة.....انتظرك في الحديقة انزلي ) زفرتلعلها تخرج هذه الشحنات التي لا تزيدها الا توترا ، اساسا لن تنزل، بقيت تنقلب في فراشها لكنها عاندت ( جبانة...تصبحين على خير ) بقيت تنظر الى الرسالة مرتعبة تشعر انه فعلا تغير في الرسائل أم انه في الليل تتلبسه جنيات و يصبح بهذه التسلية ؟ آه يا ياسر ساصاب بالجنون بسببك ، ابتسمت بخفة و التحفت جيدا بالبطانية مغمضة عينيها ببعض السلام فغدا ينتظرها يوم حافل . ************************************************** ************** ناداها فؤاد :" سهيلة تعالي لتنامي " هتفت به :" كيف تريد مني النوم و ابنتي في المستشفى ؟ لقد اشرفت على تربيتها و راقبتها يوما بعد يوم و هي تكبر امامي ربما لا احد معها..وحيدة و متالمة و تريد مني النوم قريرة العين ؟.....اخبرني يا فؤاد هل لديك قلب ينبض ؟" مسح على وجهه بارهاق و قال بتحشرجك" لقد خيبت املي بها....مسحت بانفي التراب " اكملت ترتيب حقيبتها و ددموعها تسقط لتساله:" هل ستاتي ؟" صمت لفترة طويلة ثم قال و هو يستدير للجهة الاخرى :" لا اظن ..." اعتصر قلبها الما لكنها اكملت عملها . ************************************************** ************** وضعت العشاء على الطاولة و اخذت تحرك محتوى طبقها بشرود ، لمس ارسلان يدها فرفعت اليه عيون حزينة لكنها ابتسمت بوهن ،حثها على الاكل و هو يقول:" هيا تناولي عشاءك حبيبتي.." رفعت الشوكة اليها و همست بشرود:" الا ترى ان الحياة هذه بمجرد لمسك لطيف السعادة تنزعها لك ...اخاف ان استيقظ يوما و اراك قد تسربلت من يدي كحبات الرمل .....لا اريد ان يحد شيء سيء ....اتمنى ان اموت قبل ان اعاني فقد احد " تسمرت عينيه عليها و هو مصدوم من اين اتت بهذا ؟ :" اميرة حبيبتي بالله عليك انها مشيئة الله ...كفاكي كلاما فارغا و دعي كل شيء للايام " أومأت له دون كلمة فاردف بحزم:" و الا هيا تناولي طعامك " تناولت بضع لقيمات ثم استأذنته و ذهبت الى الحمام ، اغتسلت و ارتدت ملابس النوم لتستلقي على السرير بتعب و اغمضت عينيها في محاولة يائسة للنوم ، بعد قليل لحق بها ارسلان و شعرت به يستلقي بقربها ثم يحتضنها من الخلف ، دون تردد استدارت اليه و دفنت وجهها في صدره تملا قلبها برائحته الرجولية و هي تشعر بانقباض في قلبها....شعور يشبه شعورها قبل سنوات في فترة اختطافها. ************************************************** ************** جلس ادم في الكرسي يقابل تلك المتظاهرة بالنوم ، هل تخاف من ان تقابله ؟ امسك يدها فشعر بارتجاف بسيط بها ، ناداها بهمس حنون......خافت.....متوسل :" ليلى.." لم يتحصل على اي استجابة منها سوى الصمت المطلق ن لم تفتح حتى عينيها لكن لم يياس و عاود مناداتها بتوسل:" ليلى..." ردت عليه بصوت مخنوق :" اتركني .....لا اريدك " تهلل و طبع عدة قبلات متفرقة على وجهها :" سلامتك حبيبيتي" فتحت عينيها و ابعدته بضعف و هي تهتف ببكاء:" ارتكني...لا تناديني بحبيبتك..قبلاتك هذه وفرها لزوجتك القادمة....لا احتاج شفقة اي واحد منكم " احتضنها عنوة لتقول بصوت مخنوق اكثر و هذا بسبب دفنها لوجهها في قميصه:" لقد اصبحت عاقر...فماذا ستفعل بي ؟ هذا كله بسببك" انصدم و احتار كيف علمت ، دفعته بقوة و مسحت دموعها حتى انها خدشت وجهها و قالت بقسوة و تجلد:" لا ارغب باحتضانك هذا و لا كلماتك المواسية.....ارغب بالطلاق " تحجرت عينيه و تباطئت دقات قلبه، صمت كل شيء و ربما حتى الكون كله اعرب عن الكلام لكن اخيرا نطق :" لن تحصلي عليه ابدا........و لن اتركك ابدا " اسعدها و قتلها هذا الاصرار في عينه، سئمت هذه الشفقة في عيون الكل ، لا ترغب بها ، انه قدرهما ان يبتعدا لذا ستتطلق منه ، قد يظن ان صمتها هو استساغها لكلامه لكن لم يعلم انه الصمت الذي يسبق العاصفة . ************************************************** ************** بعد ساعتين : رصوا حقائبهم على الباب و هم ينتظرون اروى ان تنزل ، مضت بضع دقائق حتى نزلت همست باعتذار:" انا اعتذر منكم لم استيقظ في الوقت المناسب " فؤاد و سهيلة مع ياسر هم فقط من كانو في الاسفل ، خالها مسافر و امها نائمة بالطبع ، كان صامت و متظاهرا انه يعمل بالحاسوب في الفجر ، قالت سهيلة و هي توجه كلامها و نظراتها اليه :" الن تاتي معنا؟" نفى براسه دون حتى ان ينظر اليهم ، يكرهون ليلى بسبب والدتها الغربية ، حقا مجتمع معاق او بمعنى اخر عائلة معاقة ، خرجوا من البيت حتى يعودوا الى مطار لندن و كل واحد يختبئ شيء وراء جدران قلبه ! ************************************************** ************** في الصباح : نزل السلالم و هو يسمع اميرة :" اجل لقد ادخلوها المستشفى" صمتت قليلا ثم اجابت:" حسنا نلتقي هناك ...ابلغي امين بالقدوم " وضعت الهاتف في مكانه و شعرت بوجود شخص بجانبها ، استدارت فوجدت ارسلان....رجلها خفها ن نهضت و احتضنته :" صباح الخير حبيبي...امسيت و اصبحت عليك طول حياتي " طبع قبلة على مقدمة راسها :" صباح النور يا نور حياتي " همست له :" هي علينا ان نحضر نفسنا حتى نعود للمستشفى و نرى ان تحسنت حالة ليلى " أومأ لها بصمت ، هي اكملت تحضير نفسها و بقي لها ان تحضر الفطور ، في دقائق معدودة انتهوا من كل هذا و كانوا في السيارة ، طول الطريق كانا صامتين، دخلوا اليه و وصلوا قرب غرفة ليلى التي تم نقلها الى غرفة عادية ، صوتها كان يمكن ان يحدث شرخا في الزجاج من شدة المه:"تذكرونني الان بعد ان تخليتم عني ، انت بالذات لم اكن اعلم انك ستفعلين هذا بي ، تخطبين بينما انا ارقد في المستشفى اجاهد حتى احتفظ بروحي ، نادولي امي....نادوها على الاقل تخلت عني منذ البداية و لم تكن منافقة ، اخرجوا من االغرفة و من حياتي كلها " حل الصمت لا يقطعه الا نشيجها ، و بعدها اصوات اقدام تتحرك في الغرفة ثم ادير المقبض و فتح الباب ، كانت اول من خرج سهيلة بعيون محمرة و بعدها ياسر جامد الوجه و اروى شاحبة الوجه و مفزوعة العينين تحبذ اميرة انها الان تلوم نفسها ،و اخيرا ظهر ادم المحطم و هو في حالة مزرية اكثر من الجميع هنا ، ارتمت اروى في حضن اميرة على حين غرة:" لم افعلها عمدا اقسم...لقد خطط للامر قبل سقوطها.....لقد احبروني اقسم لك ...لا تكرهيني انت ايضا يا اميرة " احتضنتها اميرة بقوة و ياسر راقب الامر و تمنى ان يكون مكان اميرة ، اخذت تواسيها و هي تربت على ظهرها ثم سالت ادم:" لما لا تخرجها من المستشفى قد تتحسن حالتها ؟" رد عليها بصوت باهت:" الا ترين انها اصبحت حاقدة علينا بشك مخيف و مقلق اضافة انه عليها ان تظل تحت المراقبة حتى التاكد انه لن يكون هناك نزيف فالاجهاض في خمسة اشهر ليس بالامر الهين " هزت براسها كانها تتعاطف معه ن سمعوا طرق كعب عالي و راكض ثم توقف عندهم و صوت انثوي انجليزي يسال:" هل هي بخير ؟ هل استطيع الدخول اليها ؟" لم تغفل عن نظرات والدتها المزدرية لهذه المراة و لم تغفل ايضا عن الشبه الكبير بينها و بين ليلى ، دعاها ادم للدخول لتبتعد اروى عن اميرة :" من هذه ؟" اجاب ادم نيابة عنها:" والده ليلى الحقيقية " اتسعت عينا سهيلة و شحبت بشدة اما الباقي التمزموا الصمت الذي بات يرافق اغلب احاديثهم. ************************************************** ************** اقتربت ماريا من ليلى التي تنظر للفراغ ، تشهق دون دموع و موضوع فوق انفها انبوب الاكسجين ن همست لها:" ابنتي.." لم ترد عليها ، اقتربت منها اكثر و مسدت على شعرها:"انا معك هنا.." و كأنها كانت تنتظر شيئا مثل هذا فبدات تطلق العنان لسيلان الدموع و هي تهمس :" اخرجيني من هنا امي..اخرجيني " مسحت على شعرها الاشقر و هي ترى هشاشة و ضعف ابنتها الصغيرة ، ردت عليها بقلة حيلة:" لا استطيع يا عزيزتي " بقيت تبكي و حين خف عليها سالتها:" هل لديك ورقة مع قلم ؟" . ************************************************** ************** مر ذلك اليوم عصيبا و ليلى في غرفتها رغم انهم لم يعودوا لسماع بكائها لكن كلما حاول احد الدخول صرخت في وجهه و طردته و كانها تحمله مسؤولية ما حدث لها، اقتربت الممرضة من غرفة ليلى و هي تحمل صندوقا شفافا تظهر منه كتلة هامدة ادمت قلوبهم ، اعترض طريقها ادم و عيونه حمراء جراء كبته للدموع :" هل هذا بني ؟" أومأت له الممرضة باسف ، قال لها:" لا داعي ان تدخليه اليها فستزداد سوءا على سوء ساقوم انا بالاجراءات و اقيم جنازته " عادت الممرضة ادراجها و لحق بها و بعد قليل عاد و طرق باب غرفة ليلى ، اطلت ماراي بوجهها:" هل ستعتنين بها ؟" ربتت على كتفه و همست:" لا تقلق انا هنا....لكن احضر لها بعض الاغراض " عاودت غلق الباب :" من سيذهب معي للدفن " خرجوا من المستشفى و كل واحد ركب سيارته ، في المقبرة تمت مراسيم الجنازة و غرق الجميع في بحر من الدموع على روح بريئة حرمت من الحياة ، على مضض اقنعهم ادم بعدم اهمية بقائهم فعادوا الى بيتهم و بالطبع اروى و سهيلة لدى امين و لينا ، احتضنها امين ليواسي اميرة:" كوني قوية عزيزتي " ثم تركها و انطلق و في جهة اخرى همس ياسر لاروى:" لا تنسي سيكون موعد القران هذا الاسبوع " لامته و عاتبته بعينيها ثم اشاحت وجهها عنه بوجع . ************************************************** ************** وضب بعض من ملابسها في حقيبة صغيرة و انطلق ن ركن سيارته في مكانها ..ترجل منها و اتجه الى غرفتها ، كان المشفى فارغ نبيا فلقد انتهى وقت الزيارات ، طرق الغرفة و فتحها قليلا لكنه لم يلتقط اي صوت فانتابه الهلع ، دخل اليها كالمجنون و اخذ يصرخ:" ليى......ليلى " فتح الحمام ايضا و لم يجدها ن كان كل شيء مرتب و كان احد لم يكن هنا ، بعثر شعره و هو يرفض تصديق تلك الفكرة التي تهاجمه و اثناء هذا لمح ورقة بيضاء على السرير مطوية بعناية ، افلت الحقيبة من يده و تناولها بقلب مرتجف ( ادم..حبيبي ، لا تستغرب انها المرة الاخيرة التي ساناديك فيها حبيبي ، اظن انه مقدر علينا الفراق ، لكن قاومنا هذا بصلادة و انتهى بنا الامر محطمين اظن انه علينا ان ناخذ جروحنا في حقيبة و نمضي في طريقنا....اياك ان تحاول الوصول الي......الوداع ) تهاوى على السرير بوهن و هو يفلت الورقة محتضنا راسه ، هامسا باسمها و هو غير مصدق:"ليلى....." . | ||||||
17-03-16, 08:09 PM | #952 | ||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ،وقاصةبمنتدى قلوب احلام وعضو بفريق الكتابة للروايات الرومانسية المتنوعة وكنز سراديب الحكايات
| شااايفييين يا حلواااات نزلتوو قبل الموعد دون مراجعة يلاا فصل طوييييييل و مليء بالاحداث قراءة ممتعة للجميع اموووووووه . | ||||||
18-03-16, 08:59 PM | #954 | ||||||||||
| حبيبتي مينا قمة في الابداع شكرا جزيلا لك يانور العين بقلمك المذهل نسجتي حكاية ليس كاخرى عشنا مع ابطالها حزنهم و فرحهم ابتسمنا معهم و بكينا معهم لقد شعرت بنشوة و سعادة عندما لاحظت نزول جزء جديد بالصدفة اليوم احببته بل عشقته في البداية سعادة ليلي ثم المها و قرارها المفاجىء بالرحيل مع امها و و اميرة و عشقها المستمر و تلك الرومانسية الجميلة التي تعيشها مع ارسلان تلك التي حرمت من عيشها مع عمار ثم اروى و هي اقربهن الى قلبي و حيرتها و صدمتها لقد عشقت هذه السنفورة لدرجة انني اطلب منك تخصيص بارت كامل خاص بها هي و حبيب قلبي شرشبيل و ارجوووووكي خصصي اغلبية البارت القادم للحديث عنها اما بالسبة للتصبيرة الستقبلية فاظن المخطوفة هي اوى و من خطفها هم تلك العصابة التي انقذها ياسر منهم و سرعي بوح ياسر لها بمشاعره ...... مع حبي | ||||||||||
18-03-16, 09:56 PM | #955 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ،وقاصةبمنتدى قلوب احلام وعضو بفريق الكتابة للروايات الرومانسية المتنوعة وكنز سراديب الحكايات
| اقتباس:
| |||||||
24-03-16, 07:52 PM | #960 | ||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ،وقاصةبمنتدى قلوب احلام وعضو بفريق الكتابة للروايات الرومانسية المتنوعة وكنز سراديب الحكايات
| يا روحي انتي الفصل رح يكون هالاسبوع مش حددت الموعد لانو اليوم بس خلصت اكتبو يعني بعدها اطبعو و وقت ما خلصتو انزل ، عفكرة الفصل الثامن عشر رح يكون قبل الاخير | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|