09-12-16, 03:18 PM
| #1464 | |||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟ 
|  اقتباس:
حبيبتي تسلميلي يارب.. سعيدة ان اسمي اعجبك.. معناه باللغة العربية "الحزن او الشجن".. واي رواية حتبدأي بيها حيكون اكيد الكاتبة سعيدة بقرائتك الها ولهجتج العراقية صح مية المية ... يارب باقي الرواية تعجبك وان شاء الله تكون بمستوى يليق بكِ... .. كل الحب  | |||||
|  |
|
09-12-16, 03:20 PM
| #1465 | ||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 11 والزوار 1) moshtaqa, alaaahmedmohamed, ميااده, calmtale, semsam, noura25, a7la sweet, سمر 99, مانولر, bantdubai, angela11 نهاركم سعيد حبيباتي.. كم ساعة وينزل الفصل.. يلا منو ناوي يحضرة؟ .. | ||||
|
| |
|
09-12-16, 06:43 PM
| #1466 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 61 ( الأعضاء 19 والزوار 42) rontii, meena khalid, mennaaa, Rinala, halla maher, maramza, مانولر, هاجر دا, ميااده, Maryoma Ahmed21, cadbury chocolate, soso emam, Omnya Nassar, johayna123, nmh1149, هّـمًسِـآتٌـ, alaaahmedmohamed | ||||||||
|
| |
|
09-12-16, 06:51 PM
| #1467 | ||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 91 ( الأعضاء 25 والزوار 66) moshtaqa, الاء حسن, sabe, reemrema, dory22, آية يوسف, عشق العين, najla1982, meena khalid, mennaaa, Rinala, halla maher, maramza, مانولر, هاجر دا, ميااده, Maryoma Ahmed21, cadbury chocolate, soso emam, Omnya Nassar, johayna123, nmh1149, هّـمًسِـآتٌـ, alaaahmedmohamed منورين حبيباتي... عشر دقايق وينزل الفصل .... ... وراها اختفي تجنباً للضرب.. ههههههههه .. | ||||
|
| |
|
09-12-16, 06:54 PM
| #1469 | ||||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 103 ( الأعضاء 26 والزوار 77) rihab91, مولان روج88, Mohssinatr, moshtaqa, الاء حسن, sabe, reemrema, dory22, آية يوسف, عشق العين, najla1982, meena khalid, Rinala, halla maher, maramza, مانولر, هاجر دا, ميااده, Maryoma Ahmed21, cadbury chocolate, soso emam, Omnya Nassar, johayna123, nmh1149, هّـمًسِـآتٌـ | ||||||
|
| |
|
09-12-16, 07:03 PM
| #1470 | ||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟
| .. مساء الخير حبيباتي.. شلونكم؟ ان شاء الله بخير... أولا احب انوه ممنوع اصطحاب اي نوع من الاسلحة لا البيضاء ولا السوداء ... وثانياً ياريت لو اشوف تعليقكم على هذا الفصل بالذات .. وثالثاً... يلا نبدي .. .. الرقصة التاسعة: الرقصة الجنائزية* * هي رقصة يؤديها المصريون القدماء تعبيراً عن الحزن والأسى، وعن الفقدان الذي عانوه لقد لذت بالصمت يا الله, لكن صعد النواح من روحي دون إرادة – مولانا جلال الدين الرومي صمت، صمت مخيف حل في كل شئ يحيط بها.. حتى عضلة قلبها توقفت عن العمل للحظة.. شعرت بالدماء تنسحب من شرايينها قطرة فقطرة.. انقطع الهواء عن المرور عبر رئتيها.. تجمدت.. وضربتها برودة قارسة.. امامها وقف رجلان .. الأول كأنه قدَ من صخر وهو صخر.. يختصر في عينيه تاريخهما الأسود.. يختصر الحقد والوجع والرغبة التي لا رجعة فيها بالانتقام.. يستل دون اسلحة أسلحته!.. ثم يدخل الحرب وينتصر دون أن تبدأ حتى: (أريز، إله الحرب.. ينتصر دائماً) .. في عمق زرقته المتموجة سكنت أحلامها وكوابيسها.. إنه هو الرجل الوحيد الذي قتلته، وحقاً أحبته.. أما الرجل الآخر.. آه من الرجل الآخر.. الرجل الأنبل.. الألطف والأكثر أماناً على هذا الكوكب.. قبل أن تعيث هي فيه فساداً فتحوله الى وحشٍ كاسر مطعون في ظهره .. لقد طمعت بأمانه للدرجة التي خافت أن تخبره عن ذلك الماضي.. رجل صارت المرارة تستوطن سواد عينيه بدل العطف.. والحقد يستوطن اعماقه بدل الأمان.. وكان هذا صنع يديها.. فتبتّ يديها.. -ما الذي تفعلينه هنا؟ صدح السؤال اخيراً من فم وليد.. التفتت اليه.. مرت عيناها على يديه المتشنجتين فتذكرت ما اقترفته هذه اليد وما كسرته في جسدها ودون وعي خطت خطوة مرتجفة مترددة بإتجاه صخر الذي بدوره خطى خطوة متأهبة لفتت نظر وليد الذي إرتفع حاجبه وهو يسأل بحنق: وما الذي تفعله انت بجانبها؟.. تضرعت زنبق "يارب أنقذني.. أنقذني".. سمعت صوت صخر يقول: أنا مدعو الى هذه الحفلة.. ولست الى جانبها.. لقد حدث وكنت ماراً حين لمحتها.. -مدعو؟ اها...وقلت في نفسك لألقي السلام على ماضيَّ الموحل.. هل كنت تنوي ان تتبادل بعض كلمات عن ذكرياتكما؟ اغمضت زنبق عينيها بوجع.. أما لهذا العذاب من نهاية؟.. عاد صوته يوجه لها السؤال: ما الذي تفعلينه هنا؟ وسألت هي نفسها "ما الذي أفعله هنا؟"... وقبل ان تجيب هي وقبل ان يعيد هو سؤاله لمع ضوء فلاش الكاميرا امام ثلاثتهم.. مما اجفل زنبق وفاجأ الرجلين .. تقدمت صحفية حضرت لتغطية زواج الموسم المنتظر وابتسمت لوليد قائلة: مرحباً سيد وليد لدي سؤال واحد فقط.. أرى انك قد اجتمعت بطليقتك .. فهل هذا يعني ان هناك بوادر صلح؟ سمعت زنبق صخر يتنفس بقوة .. كان يغلي.. خمنت ذلك بسهولة.. فرفعت عينيها اليه وتوسلته بصمت بينما برق الغضب الحيّ في زرقة عينيه.. اجاب وليد بهدوء حسدته عليه وبنبرة دبلوماسية: صديقتي ليس بيني وبين نور اي عداوة فلماذا لا نلتقي في المناسبات ونتبادل التحايا.. لقد انفصلنا بشكل حضاري تماما.. (ثم التفت اليها) اليس كذلك عزيزتي؟ رجف داخلها بهلع لكنها تمكنت من رسم ابتسامة مهتزة: بالطبع.. شكرته الصحفية وانصرفت مصدقة تماماً لكلماته.. عاد يستدير اليها: لماذا جئتي الى هنا؟ كما ترين انها حفلة عرس وليست حفلة وادع عزوبية.. كان عليكِ أن تأتي البارحة.. شحب وجهها حتى بات كوجه الأموات لإهانته.. ا نه يقول لها بشكل واضح وصريح ان مكانها مع راقصات التعري وغيرهن اللاتي يرافقن حفلات توديع العزوبية للشباب.. في تلك اللحظة بالذات جاء صوت جوزيف، بارداً، هادئاً ، مسيطراً وآمراً: انتهى وقت المرح أيها السادة .. إبتعدا إلتفت الرجلين اليه بنظرات غير راضية بينما تقدم هو بكل اريحية ليحيط كتف زنبق مقترباً منها بطريقة توضح وبصراحة انها تحت حمايته مما ولّد لدى صخر رغبة مخيفة في قطع ذراع جوزيف ميلر.. لا يريد لأي رجل ان يضع إصبعاً عليها.. حتى من باب الحماية.. بينما كان وليد يشعر بغضب من نوع آخر وهو يتذكر معاملة جوزيف ميلر له حين جاءه غاضباً الى بيته وحين امر رجاله بإلقائه خارج غرفة نور.. زنبق وحدها من كانت تشكر الله في سرها لأن جوزيف الى جانبها.. لكنها حين رفعت بصرها نحو صخر تذكرت تهديده لها ، وتذكرت لماذا جاءت الى الحفلة من الأساس.. تململت قليلاً .. شعر جوزيف بذلك على الفور فأطلق كتفها.. دون ان يتحرك.. -أرى انك عدتَ للتدخل فيما لا يعنيك سيد ميلر .... قالها وليد بحنق.. ابتسم جوزيف ابتسامة تبدو اسوأ من التجهم: إن "زانباك" تحت رعاية زوجتي الشخصية ما يعني ان كليهما تحت رعايتي أنا.. أظنني أوضحت هذا في اللحظة التي رميتك فيها خارج غرفتها احتقن وجه وليد غضباً .. تقدم خطوة.. وهتف: سـ... لكنه قبل ان يكمل قطع عليه الطريق رجل طويل بشقرة داكنة .. تعرف عليه على الفور.. ماتيو ميلر وقاطع كلامه: سوف تهدأ لئلا تثير فضيحة.( قالها مبتسماً متظاهراً بحديث ودي معه وهو يسير بيده على ياقة بذلة وليد كأنه يعيد تعديلها).. واردف: نحن لا نريد ان نكون الخبر الرئيس في جرائد الفضائح غداً .. أليس كذلك؟ تراجع وليد نافضاً يد ماتيو بحدة .. فما كان من ماتيو الا ان استدار بإبتسامته الذئبية ومد يده نحو زنبق: زانباك..راقصيني.. ودون انتظار اي رد منها كان يسحب يدها ويمر عبر الثنائي المشتعل غيظاً ولأسباب مختلفة.. القت نظرة سريعة مرتعبة عاجزة نحو صخر وتركت ماتيو يجرها نحو حلبة الرقص كشاة تساق الى المذبح.. وجه جوزيف سؤاله لصخر: لا أظن أننا وجهنا لك دعوة.. كيف دخلت؟ إبتسم بسخريه: أحدهم تبرع لي بها في تلك الأثناء لمح وليد تين من بعيد كانت تدخل لتوها ومعها صديقتها جيسي وحبيبها.. وقدحت عيناه بشرارة غضب.. لقد كانت تعلم ان نور قادمة.. لكنها لم تخبره.. لم تعطه الفرصة ليستعد لرؤية نور بعد شهرين.. وهي بكامل جمالها وبرائتها المزيفة.. خطى نحوها بغضب تاركاً اخوها خلفه بمواجهة صخر الذي وضع يداً في جيبه بينما الأخرى تسترخي على عصاه.. -إذن سيد ميلر.. كيف حالك؟ رفع جوزيف ميلر حاجبه بإستخفاف وقال ببرود: أفضل حالاً منك كما يبدو ابتسم صخر بسخرية: بالطبع أفضل حالاً.. أنا لم أكن يوماً بطلاً يذهب الى الحرب خادماً بلده.. وفوق هذا عائد بالحب راقب تصلب فك جوزيف ميلر: لنقل أنني محظوظ -اتسائل أحياناً.. كيف تعرفت على زوجتكْ .. فالحب بينكما واضح.. كيف التقيتما صحيح؟ هنا انغلقت ملامح جوزيف وازدادت عتمة.. تصاعد الجليد الى عينيه الباردتين اصلاً وقال بصوت ثلجي كان سيرهبه لو كان أقل قسوة وقوة: كنت أموت، وانقذتني.. -قصة مختصرة لحب كبير ! ارتفعت زاوية فم جوزيف بشئ يشبه الابتسامة لكنها فقط اكثر قسوة وتحجراً من ان تكون كذلك: بالفعل.. ثم لانت ملامحه فجأة حين اتجه نظره لشئ ما خلفه وجاء صوت زوجته قائلاً "يوسف".. لاحظ صخر ان زوجته تناديه بإسمه المعرّب.. ثم تعجب حين نظر الى جوزيف وتسائل كيف يمكن لوجه هذا الرجل ان يتغير تماماً عندما ينظر الى زوجته.. كأن سيلاً متدفقاً من الحرارة يعبر شتاء تعابيره فيذيب جليدها .. ولم يستطع الا ان يعجب به.. هذا الرجل قوي.. قوي جداً.. وشعر بالراحة لأنه إستطاع ان يزيحه من طريقه بتهديده لزنبق .. لم يكن واثقاً ان كان بإمكانه ان ينتصر على رجل مثله حين تقدمت انجل ميلر نحو زوجها وتعرفت عليه.. زحف القلق الى وجهها والتفتت فجأة تبحث في كل مكان فسمع جوزيف يهمس لها : إنها بأمان مع ماتيو حسناً لن ينكر انه تأثر كثيراً بروح الحماية العالية التي تملكها هذه السيدة القليلة الحجم والتي تندس تحت ذراع زوجها كأنها جزء منه.. والتي رفعت عينيها في هذه اللحظة بالذات لتنظر اليه بحنق قائلة: إذا إقتربت منها .. سأحرص ان احولك من صخر الى تراب.. ودون وعي ورغم كل شئ ضحك !.. لقد ضحك حقاً.. يا رب السماء .. انها مقاتلة .. يشهد لها بذلك.. لم يكن يتخيل ان امرأة بهذا الحجم التي تبدو ارق حتى من ان تواجه لفحة ريح تقف امامه بكل ثقة وتهدده هو.. -ما الذي أضحكك .. أود ان اشاركك النكتة (قالها زوجها المدافع الصنديد عن زوجته) اجاب بصدق: زوجتك تستحق كل إعجاب سيد ميلر اشتعل الجليد في عيني جوزيف.. واستمتع صخر بالغيرة البادية على وجه جوزيف ميلر.. ليس لأنه قصد إثارتها بل لأنه أخيراً كسر الجمود في ملامحه المحايدة .. جاءه صوته بارداً: أعلم، ولهذا هي زوجتي! كاد ان يضحك مرة أخرى لتشديد جوزيف على كلمة "زوجتي".. يا الهي.. انه يغار حتماً وبقوة .. بينما كانت تنظر اليه زوجته نظرات مضيئة واحمرار بسيط يزحف الى خذها كأن غيرته تلك اعجبتها ثم نظر اليها جوزيف.. واختفى في تلك اللحظة كل إحساس بالمرح لدى صخر.. نظراتهما العاشقة .. ذلك السحر الذي يمتد كخيط وهمي بينهما.. تلك الهالة التي تفصلهما عن كل ما حولهما جعلت وجعاً يضرب قلبه بشدة.. لقد ظن يوماً ما أنه ملك ما يملكانه .. وقد كان مستعداً أن يبيع العالم لأجله.. تراجع قليلاً مستأذناً.. ثم أمسك هاتفه ليبعث رسالة قصيرة.. واعاده الى جيبه ملقياً نظرة نحو المرأة التي تتشح بأبيضها وتراقص رجلاً آخر.. أغمض عينيه قليلاً.. وشعر بالنار تأكل حطب قلبه.. لا يريدها قرب اي رجل.. اي رجل سواه.. وسيحرص على التأكد من ذلك..ردد بصوت مسموع "القليل من الصبر يا صخر" ** قاطعته وهو يمشي مغلق التعابير ، غاضب الوجه "وليد"... كانت قد لمحت من بعيد مواجهته مع نور.. لقد نزل خبر طلاقهما كالصاعقة فوق رأسها.. لم يخبرها أحد بذلك، قرأت ذلك بنفسها في الصحف.. وخمنت ان الجميع حاول عدم اثارة الموضوع حتى لا تعود لمطاردة وليد كما حرصت ان تفعل قبل خطوبته من نور.. لكنها الآن وهي تقف أمامه، تنظر الى إبن عمها الذي مثل لها الاب والأمان وفارس الأحلام، تتسائل لماذا فعلت كل ما فعلته؟ لماذا لم تكتفي به صديقاً وسنداً وقريباً.. لماذا اجتاحتها رغبة وحشية في تملكه .. تعترف إنها كانت تخاف ان يهجرها كما فعل والدها ، ان يرفضها وان يتخلى عنها.. لكن هل استحق وليد حقاً كل هذا العناء؟ مرت صورة الياس في بالها.. واجابت نفسها دون تردد: ما كان يستحق كل ذلك العناء لأنه لم ينظر اليها ولو مرة كما ينظر اليها إلياس الآن، وهي لم تشعر معه لمرة ما تشعر به الآن مع إلياس.. -ليس هذا وقتكِ سماء.. قالها بنفاذ صبر جرحها.. هي إبنة عمه رغم كل شئ.. وهي تتأسف لما آل اليه زواجه الذي إنتهى بغموض وبعد مدة وجيزة جداً التمعت الدموع في عينيها: كنت أريد أن أقول لك بأنني اسفة لسماع الخبر.. لكنك لا تستحق أسفي وليد.. ودون ان يلتفت اليها وبينما كانت عيناه مسلطتان على نقطة بعيدة ورائها قال بلا مبالاة: لا استحق بالطبع.. أظنكِ سعيدة بدأت بالاعتراض: أنا لست... لكنها قبل ان تكمل كان قد عبرها مكملاً طريقه.... متى تحول وليد الى رجل سئ الطبع هكذا؟ تعلم ان علاقتهما تأزمت كثيراً بعد محاولتها الانتحار، لكنه أبداً لم يكن بهذه الفظاظة.. ما الذي حدث لك وليد لتصير بهذه القسوة؟ ما الذي فعلته نور بك؟ وهي تهز رأسها بأسف،، وتلتقط بإصبعها دمعة فرت من عينها رفعت بصرها قليلاً لترى إلياس يقف أمامها..! ** شاهدته تينا يقترب منها بخطوات سريعة متوترة.. قطعت جملتها التي كانت توجهها لجيسي وراقبته بقلب خافق، قامته المديدة كانت تبدو فوق الكمال بالبذلة الرسمية، سماره الدافئ يجعلها ترتجف داخليا دون سبب، وعيناه،، عيناه السوداوان تشبهان عتمة أسرارها واوجاعها.. كيف قارنت يوماً بين عينيه وعيني مايسون.. لا وجه مقارنة !.. صحيح ان كلا العينين تتشحان بالسواد،، لكن سواد عيني مايسون كان ماكراً وغريباً وسط مظهره الأشقر، أما عيني وليد فعميقتان كليلٍ يحفظ الأسرار ويمنح السلام.. يا الهي!.. انتبهت تينا لنفسها.. متى عرفت هذه التفاصيل عن عينيه؟ متى صار قلبها يخفق هكذا لهيئته؟.. وصل اليها اخيراً ودون الكثير من الحديث قال بحدة: انتظرك في الحديقة.. ثم اكمل طريقه خارجاً من الباب الزجاجي.. خفق قلبها بتوتر.. ما الذي حصل؟ ثم إتسعت عيناها وهي تلمح زنبق تراقص ماتيو.. يا الهي لقد جاءت زنبق.. ألم تقل ألف مرة إنها لن تأتي؟!.. إبتلعت تينا ريقها ولحقت به الى الخارج.. كان يقف مولياً إياها ظهره والتوتر بادٍ في وقفته همست : ويل؟ استدار بحدة وعيناه تقدحان شرراً: لقد كنتِ تعرفين بقدومها ولم تخبريني ! رمشت تحاول تهدئة قلبها.. لا بد ان رؤيتها اوجعته.. ففي آخر الأمر قد احبها وربما ما يزال وهذا الخاطر وحده ضرب صدرها بقسوة.. بررت: قالت مراراً أنها لن تأتي.. تقدم منها خطوة وهتف بحنق: لكنها أتت .. أتت وهي تبدو كما الأميرات في الحكايا القديمة، مغلفة بالبراءة والرقة ..! سمعت صوت شئٍ ما يتكسر في شمال صدرها.. لا تعلم ماهو وترفض ان تفكر انه قلبها.. هي لا تعرف وليد، وهي ليست معجبة به!.. بحق السماء منذ شهرين كان غارقاً في حب امرأة اخرى !.. تمتمت غير عالمة ماذا تقول وبماذا تشعر: آسفة .. اخذ نفساً عميقاً كمن يهداً نفسه : اعتذر أظنني متوتر وكنتِ كالعادة الشخص الذي أفرغ فيه توتري لامس قلبها حنان غامر تجاهه، تقدمت خطوة نحوه: هل أنت بخير؟ تنهد بكبت: لا أعلم تين ، لا أعلم اقتربت خطوة اخرى منه ملقية يدها فوق ذراعه بتعاطف وهي تهمس برقة: ألا يوجد شئ أفعله لأخفف عنك؟ التقت عيناهما، تخبطت مشاعرها وهي تلاحظ كيف أظلم الليل في عينيه فجأة.. فصار حالكاً كاللحظات التي تسبق الفجر.. سمعت صوته كأنه قادم من البعيد: في الحقيقة هناك.. (انحنى بوجهه نحو وجهها يختصر فارق الطول) .. هذا.. وفي ثواني كانت شفتيه تلتقط حروف الـ "لا" التي اعترضت بها تينا على يفعله.. كان قلبها يدق يدق يدق، كأنها جرت لأميال.. شفتاه خبيرتان، عنيدتان ومصممتان، لكنهما دافئتان ولطيفتان في ذات الوقت.. كانت قبلته سحراً لم تختبره تينا أبداً.. يده احاطت خصرها يقربها منه بينما بقيت في مكانها لا تتحرك.. لا تتقدم ولا تتراجع.. تستقبل خيبته وتوتره بقبلته دون ان تعرف ماذا تفعل.. تستقبل احساسها المرتجف، قلبها الذي تداعى على اثر شفتيه دون ان تعرف ماذا تفعل أيضاً.. بعد لحظات بدت عمراً رفع رأسه لاهثاً ،، استند جبينه الى جبينها،، امسك وجهها بين يديه .. بينما انفاسه الحارة المهتاجة كانت تلفح بشرتها.. همس بصوت أجش: تين وقبل ان تجيب ارتد رأسه على الوراء ونظر اليها نظرة فزع.. ثم تراجع واضعاً يده في شعره وقال بتوتر: أعتذر عما حدث، إنسي الأمر.. من الأفضل أن اغادر.. صوتها منادياً بإسمه بحيرة إرتطم بظهره حيث إستدار عنها ليغادر الحديقة والحفلة برمتها تاركاً إياها ترتجف.. وتسأل نفسها، ما الذي حدث بالضبط ؟! .. سار وليد بتعثر نحو سيارته.. ما الذي حصل لتوه؟ ما الذي فعله؟ لقد قبّل تينا ميلر.. اخت الرجل الذي يثير حنقه أكثر من أي شئ، القزمة الذهبية التي منذ ساعة كان يخبر نفسه بأنها لا تناسبه لأسباب عديدة ويعد بعدم الأقتراب منها.. وصل الى سيارته، استند بكلتا يديه على مقدمتها وانحنى للأمام قليلاً بتوتر، أغمض عينيه وشتم.. تباً، لقد كانت حلوة المذاق بشكل أفقده عقله.. هل يمكن لشفتين ان تكونا بهذا الكم من الحلاوة؟ كأنهما قطعتي سكر!.. شفتان لينتان وناعمتان كانهما نسجتا من حرير.. يا الهي ماذا حدث!.. انها قبلة.. مجرد قبلة.. (شتم مرة اخرى) عليك اللعنة وليد لم تكن مجرد قبلة.. كانت قبلة من شفتي تينا، تينا التي تهدد أمنك في كل مرة وهي تمنحك التفهم والاهتمام والنصح، تينا التي تحمل وجهاً كوجه الهات الجمال في الاساطير التي كنت تقرأها في مراهقتك، تينا التي تهمس بـ "ويل" فتهز روحك هزاً كأنها تعبرك كتيار كهربائي مسببة لك إرتعاشة في قلبك.. تينا اللذيذة الشفتين.. جدا جدا!.. صاح "تباً" وإتجه يركب السيارة لينطلق بها مسرعاً، هارباً من الفتاة الذهبية التي تركها خلفه.. ومعها تعقله واتزانه ! ** إنه وجع لا حدّ له.. كأن أحدهم يمسك بمطرقة قاسية.. ويطرق عظامه.. هل يتحول ألم القلب الى ألم جسدي؟.. هو الرجل الذي لا يفهم شيئاً في عادات هذا المجتمع الأنيق الكاذب.. الذي يعيش حياته كما يحلو له وبقوانينه الخاصة.. هو الذي يملك سلطة نافذة في المكان الذي اتى منه.. هو الذي لم يشهد أحد له موقف ضعف .. الذي وقف صامداً بوجه الحياة الصعبة التي رماه اليها والده يوم رحل تاركاً ديوناً لا تعد ولا تحصى فعمل واجتهد وتجرع المر واسترد كل ما خسره والده وهو واقفٌ على قدميه دون ان ينحني او ينكسر.. تأتي نارية الطباع تلك.. الممثلة الكاذبة لتكسره في الجزء الوحيد الذي لم يسمح لأحد بدخوله غيرها.. نظر اليها من بعيد.. ترتدي فستاناً قصيراً بلون أسود .. يظهر بياض ونقاء بشرتها البيضاء .. تاركاً لشعرها الأشقر المحمر فرصة جذب انتباه كل من يمر بها.. غلا الدم في عروقه وكبته، إنها ليست المرة الأولى التي يشعر فيها بالغيرة على سماء ولا المرة الأولى التي يكبت شعوره داخله.. لقد شهد لقائها مع وليد.. داخله كان متخوف جداً من لقاء كهذا .. خاف ان يكتشف أن سماء تحمل حقاً مشاعر لوليد.. وهذا ما رآه الآن.. لو أنه لم يكتشف في صباح اليوم أي كاذبة مخادعة هي لكان ذهب اليها الان وصرخ في وجهها مثل اي عاشق غيور عن سبب هذا الأسى الذي حلّ على ملامحها وسبب الدموع التي تمسحها بطارف اصبعها.. لكنه إكتشف..ولو انه لمَ يرَ هذا المشهد لكان ذهب اليها الآن كما كان يخطط ان يفعل ويسألها عن سبب كذبها ، لكنه رأى...لقد اكتشف ورأى,, كل ما حدث كان مجرد لعبة.. كان عليه ان يتوقع هذا من إمرأة تحترف التمثيل والدرامية.. وقدمت امامه عروضا لا تحصى وقالت كذبات تبدو اكثرصدقاً من الصدق نفسه... تنفس بحدة، لقد صدقها.. يا الله كم صدقها.. يدرك الآن انه الأبله اراد بشدة ان يصدقها لذلك فعل.. أراد ان يصدق انها اخيراً بعد كل تلك السنوات بدأت بالشعور بشئ تجاهه.. شعور قد لا يشبه حبه العاصف لها لكنه بداية جيدة كان سيحرص كل الحرص على تحويله لحب.. لكنها سماء.. الممثلة التي تلعب بالاخرين وحياتهم حسب اهوائها.. ترفض ان يتجاهلها احد.. لقد تعاطف معها في كل مرة فهو يعرف جيداً كم تفتقد للحب والاهتمام.. لكن هذه المرة الأمر شخصي جداً.. موجع جداً.. لا يستطيع معه ان يتعاطف معها.. لقد داست على قلبه.. ضحكت عليه لشهرين كاملين مستمتعة به يقوم بخدمتها ومراعاتها واظهار حبه لها.. يا الهي لقد اعترف لها كالأبله بحبه وظن لوهلة.. انها كانت سعيدة معه.. لكنه من مكانه الآن وحين ينظر الى التعاسة على وجهها والدموع التي تذرفها لأجل ابن خالته تأكد أن كل ما حدث كان مجرد لعبة.. تتسلى بها سماء .. راقبها تعيد شعرها المتموج خلف اذنها بحركة جعلت قلبه المحطم يخفق ببلاهة.. وتمنى للحظة لو انه لم يذهب الى الطبيب.. لو انه لم يكتشف زيف مرضها.. لو انه بقي يعاني كل ليلة من خيالاته وكوابيسه عن فقدانها.. انها تلك الخيالات والكوابيس التي كانت تقض مضجعه ما جعلته يذهب اليوم صباحاً الى المستشفى.. لقد قرر ان لا يستسلم وان لا يستمع لسماء وان يحاول ايجاد حل ما لمرضها.. انه حبه لها وحلمه ان يعيشا معاً حياة طويلة وسعيدة وخوفه عليها من خطر الموت هو ما دفعه لمقابلة طبيبها طالباً التقارير والتحاليل الخاصة بسماء ليحاول ايجاد حل طبي لها وليتأكد كذلك انه ان اراد الزواج منها فأن ذلك لن يضر قلبها.. في البداية انتابه رعب ان تكون حالة سماء اخطر مما يعتقد بعد رفض الطبيب بشدة اعطاءه نسخة من تقريرها الطبي لكنه ومع الضغط ومع منظره الهمجي المرعب بالنسبة لرجل نحيف ومتخوف كالطبيب.. اعترف بأن سماء قد رشته ليخبره بأنها تعاني من ضعف في القلب.. طبعاً لم يخبره بذلك الا بعد ان اخذ وعده ان لا يضر بمهنته شئ.. كاد الياس ان يقتل الطبيب بيديه العاريتين ليس فقط لأنه ساعد سماء لتسخر منه طيلة شهرين بل لأنه ايضاً باع مبادئ مهنته لأجل المال.. اي طبيب هذا!!.. خرج من المستشفى رجلاً آخر غير الذي دخلها.. فقد دخل رجلاً عاشقاً مصمماً على ان يمنح حبيبته عمراً أطول تقضيه معه وخرج منها رجلٌ مطعون بظهره.. ومع هذا اراد ان يصدق ان لكل هذا تفسير.. ولكنه الان وهو يواجه سماء التي تتألم علناً لأجل وليد.. علم أن لا سبب وراء لعبتها سوى الانتقام لأنه سخر منها بعرض الزواج ذاك .. هل استحقت سخريته كل هذا المجهود وكل هذه الالاعيب وكل هذا الكذب؟... هبط السلالم يتجه نحوها.. لقد حان وقت انتهاء اللعبة.. حان وقتها -سماء.. التفتت.. برق الياقوت الأزرق في عينيها وابتسمت.. خدش احدهم قلبه بسكين.. كل هذا كذب ! -إلياس.. لقد تأخرت.. -كنت اهتم ببقراتي ضحكت وقد اختفت ملامح تعاستها تماماً: تاركاً إياي وحدي هنا سخر: لا أظنكِ وحدكِ سماء قطبت: ما الأمر الياس؟ حانت اللحظة.. حانت.. فجأة ركع امامها مستندا على احدى ركبتيه.. تراجعت سماء خطوة مدهوشة وهي تهمس: الياس شدت حركته انتباه الحضور فإلتفتوا ينظرون اليهما بفضول.. أخرج من جيبه علبة مخملية وفتحها .. ليطل منها خاتم تتوسطه وردة صغيرة من احجار الألماس الناعمة ، في وسط الوردة استقر حجر ماسي لامع يخطف الأبصار.. راقب الدهشة على وجهها تتحول الى شهقة.. واتسعت عيناها الياقوتيتين .. كاد ان يتراجع للحظة .. لكنه لم يفعل -هل تتزوجين بي سماء؟ رأى ملامح التردد تعبر وجهها.. كان هذا اختبارها الأخير.. إن قالت لا وان وقفت بشجاعة وأخبرته بأنها لا تستطيع ان تتزوجه لأنها كذبت عليه فسيعلم ان هناك أمل صغير أن تحبه يوماً.. تحطمت أحلامه حين همست بصوت اجش: نعم، نعم الياس.. وجهها كان متورداً بخجل وفرح.. ترى هل تقبل الزواج به لترد الصاع صاعين لوليد الذي منذ قليل كان ينفضها عن طريقه .. ام تراها تقبل فقط كي تكمل خطتها بالسخرية منه ثم تتركه يوم العرس مثلاً؟... اسودت ملامح وجهه، قطب حاجبيه.. اغلق العلبة المخملية ونهض بحركه سريعة وقال بصوت واضح وساخر: لكنني لا أريد ان أتزوج منكِ سماء.. لماذا قد يريد اي شخص أن يفعل؟.. إن الجحيم مكانٌ أفضل من "كوشة" تجمعنا.. (أدخل العلبة في جيب سترته وسط همهمات الناس المصدومة بينما التمع الألم مع الدموع التي تجمعت في مقلتيها واكمل) لقد انتهت اللعبة.. ثم استدار مغادراً.. لكنه قبل ان يبتعد كثيراً إلتقط صوتها الشبيه بالنحيب : لن أسامحك أبداً.. اغمض عينيه بلوعة ثم فتحهما وهو يكمل طريقه خارجاً.. انتهت اللعبة، انتهت! ** -إيه زانباك، أرى ان عشاقكِ كثر.. راقب بمتعة إحمرار الخجل يعلو وجنتيها.. زنبق تشبه كثيراً أنجل.. لديها ذات الهالة من البراءة والضوء.. لذلك فهي مميزة لديه.. الشهران اللذان امضتهما في ضيافة عائلته اضفت فيهما زنبق روحاً كتلك الروح التي اضفتها أنجل يوم دخلت بيتهم.. لم تكن من النوع الذي يتحدث كثيراً لكنها تصغي دائماً للأشياء,, كان يلمحها احياناً في حديقة البيت تمر عبر الأشجار تتلمس جذوعها واوراقها ثم تهمس بشئ ما لها.. كانت تتحدث مع كل الاشياء الصامتة وتصمت امام كل الاشياء التي تتكلم.. لقد احبت بازونة بشكل خاص.. هو لم يسمع ضحكتها المنطلقة الا حين شهد مرة مشاغبات بازونة معها.. كانت حين تتحدث.. يشعر بشئ من السلام يدخل نفسه.. وتسائل كيف كان وليد احمقاً للدرجة التي لم يعرف أي كنزٍ يملك.. كانت العائلة على علم بالخطوط العريضة للحادثة.. ولم يسأل أحد منهم عن التفاصيل.. كان يعلم ان السؤال لن يجدي نفعاً فلا جوزيف ولا انجل سينطقان بحرف.. زنبق امرأة فريدة من نوعها.. يدرك ذلك جيداً.. حتى اللون الأبيض الذي لا ترتدي سواه يجعلها اكثر تميزاً.. ثم هناك رقصتها الغريبة.. تلك التي كانت تمارسها في الخفاء دون ان يعلم احد.. لكنه صدف ان مر ذات صباح باكر بالقرب من النافذة المطلة على زاوية بعيدة من الحديقة واسترعى انتباهه حركاتها الغريبة .. كانت ترفع يديها الى الأعلى بشكل افقي.. تميل برأسها نحو اليمين قليلاً وتدور حول نفسها.. فتح عينيه تعجبأً.. لقد كانت تؤدي رقصة ما .. لم يرها في حياته سابقاً.. في تلك اللحظة ظهرت من خلفه انجل وقالت ببساطة: إنها ترقص رقصة سما.. رفع حاجبه بغباء مستفهماً فشرحت: إنها رقصة الدراويش، إنها طقس من طقوس التصوف.. والتصوف هو مذهب يعتمد على تهذيب النفس ومجاهدة رغباتها والإحسان الى الآخرين، أن تتقرب الى الخالق بمحبة مخلوقاته.. وهذه الرقصة هي رقصة اخترعها احد كبار المتصوفة واسمه جلال الدين الرومي مع صديقه شمس التبريزي.. حيث يدور الإنسان حول نفسه متحداً بالكون ومتأملاً فيه.. منفصلاً عن جسده ورغباته وهوى نفسه واوجاعه.. انها رقصة روحية تماماً.. سألها بذهول: من أين عرفتي كل هذا.. -في الحقيقة لم أعرفه مسبقاً، زنبق أخبرتني، لقد كنت اعرف رقصة الدراويش كنوع من الفلكلور لكنني لم أعرف أبداً تاريخها والهدف منها عاد ينظر اليها تدور بشكل خلاب منفصلة عن ما حولها: إنها إمرأة فريدة من نوعها، أتسائل ما هو الألم الكبير الذي أوصلها لهذه الرقصة ! -ولماذا تفترض انه الألم؟ -لأنها ببساطة، ألم يتحرك !.. -أنت تفاجئني حقاً ابتسم ابتسامته الماكرة المعتادة: لدي احساس في النهاية.. ثم اختفت السخرية المرحة من وجهه وعاد ينظر اليها وهي ترقص: أظنها تعاني ألم الحب.. وحده الحب ما قد يسبب كل هذا الألم في روحها.. .. عاد ماتيو الى اللحظة الحالية.. -ألن تخبريني أيهما؟ رفعت وجهها اليه: أيهما ماذا؟ -لأجل نسيان أيهما ترقصين؟ راقب إتساع حدقتيها ثم إبتسمت ببساطة : أرى ان أحدهم ذكي جداً عكس ما يبدو -لا يخدعنكِ مظهري العابث.. ضحكا معاً ثم قالت بصدق: ليس وليد التفت ماتيو نحو الرجل الذي يقف محدثاً جوزيف وانجل.. يعرفه من مكان ما.. وجهه ليس غريباً.. ولكنه فشل في التذكر -ممممم لا أعلم على من منكما أشفق، لكنه بالتأكيد ليس من النوع اللطيف نظرت زنبق حيث كان ينظر: كان كذلك يوماً رفع حاجبه مستغرباً: والتفاصيل؟ -في أحلامك ضحك ماتيو، زنبق تملك روح نكتة نادراً ما تستخدمها، لكنها حين تفعل تنشر الكثير من المرح داخله.. فجأة، إمتلأ الجو بذبذبات غريبة، عرف مصدرها على الفور.. دخلت كيرا الى المكان بتنورتها القصيرة الرثة والقميص الكاروهات الطويل الذي يكاد يلامس تنورتها والبلوزة الوردية التي تعتلي القميص البشع وتتضارب بشناعة مع لونه ثم سترتها الجينز القديمة التي لا شكل لها.. عاقدة شعرها الى الخلف .. كانت تتفقد مع السيدة كلارك وضع الكيكة التي صنعتها.. تحشرجت انفاسه.. كيف يمكن لأمرأة ترتدي هذا الكم من الملابس الأشبه بالقمامة وتبدو في غاية الجمال والجاذبية.. سمع صوت زنبق تعلق: حسناً حسناً.. إذن هذه هي كيرا؟ التفت نحو زنبق بدهشة: من اخبركِ عنها؟ -انجل بالتأكيد، قالت انها وجدت فتاة في مكتبك وانك كنت تبدو كالأحمق امامها.. وبعدما رأيته الان اصدق كل كلمة قالتها انجل.. قطب معترضاً: هاااي لست أحمق -حقاً؟.. اذن امسح نظرة الحماقة عن وجهك ضحك ماتيو: تباً.. حسناً .. نعم.. سأقتلكِ أن اخبرتي أنجل بهذا، ولكن.. كيرا (ونظر اليها وهي تتحدث مع السيدة كلارك) انها، انها تصيبني بالتوتر.. -ما رأيك أن تذهب اليها وتتوتر عندها بدل ان تتوتر بجانبي.. عبر تعبير غريب على وجهه: لا يمكنني ذلك زانباك، إنها تحب رجلاً آخر.. وقد انتهيت منذ زمن من اصطياد نساء غيري قبل ان تعلق، اهتز الهاتف في حقيبتها، اخرجته ثم قرأت شيئاً ما جعلها أكثر توتراً منه ، تراجعت خطوتين: شكراً ماتيو على الرقصة، لدي شئ مهم ، اعذرني -هل ستكونين بخير؟ ابتسمت نصف ابتسامة: بالطبع تركها تذهب ليستدير ناظراً الى كيرا التي خرجت مع السيدة كلارك.. تبعها دون وعي.. لقد مر اسبوعان على تلك الليلة التي عاد فيها الى البيت بعد ان علق في اجتماع مهم تاركاً إياها تعمل في بيته .. ظن يومها انها غادرت، فحين عاد كانت الساعدة تقارب الحادية عشر.. لكنه تفاجأ بها غافية في غرفة الجلوس.. هبط قلبه لرؤيتها.. كانت تعيد رأسها الى الوراء مستندة الى ظهر الصوفا وتميل بوجهها نحو الشمال قليلاً ليستلقي خدها براحة بينما شعرها يغطي صفحة وجهها.. دخلت السيدة كلارك وهي تشرح له ما حدث منهية حديثها: لقد كانت مرهقة جداً ولم أشأ ان اوقظها.. شكرها ثم صرفها ليقف هو على بعد بضع خطوات منها يتأمل كل هذا السلام الذي يحيطها وكل تلك الجاذبية التي لا تغفو حتى مع نوم صاحبتها، إن كيرا تزرع داخله مشاعر لا يستطيع وصفها.. مشاعر متضاربة وفوضوية لكنها منعشة وجميلة.. لم يستطع منع نفسه من الجلوس الى جانبها وتأملها.. لم يعرف كم مر من الوقت لكن النوم على ما يبدو داهمه وهو يراقبها،، استيقظ على صوتها صباحاً وهي تهتف: ايها السيد ، إشرح لي ماذا افعل هنا بالضبط وماذا تفعل انت جانبي؟ فتح عينيه بصعوبه، كانت تقف امامه ثائرة بوجهها الفتي والنمش المنتشر على بشرتها ، لذيذة ومنعشة، ابتسم : وصباح الخير لكِ أيضاً.. تأففت وادارت رأسها وهي تتمتم بحنق: في أي مصيبة وقعت؟... ثم عادت تنظر اليه: هل تناولت الكيك؟ هل اعجبك؟ كذب: جداً، سنبحث في التصاميم اليوم... هل تحبين تناول الأفطار؟ اشتعل وجهها حنقاً: اي افطار يا هذا، دانيال سيقتلني ان علم انني قضيت الليلة هنا استفاق تماماً، نهض مقطباً،، وشعر بشئ موجع جدا يخترق صدره وسأل بصوت حاول ان يجعله هادئاً: من دانيال؟ وقبل ان ترد رن هاتفها، حين نظرت الى الشاشة هتفت: يا الهي.. ثم اشارت اليه بالصمت واجابت على الهاتف: حبيبي.. استدار عنها بسرعة، تنفس بحدة.. يا الهي!.. ما هذا الوجع الذي يتزايد في صدره.. وضع يده على قلبه وهو يستمع الى محاولتها في تهدئة الطرف الاخر.. بعد دقائق انهت الاتصال وقالت بغضب: هل انت سعيد الآن؟.. ها هو قد اشتعل غضباً ارتدى سخريته ووجهه الذئبي المعتاد وعاد يواجهها: وما دخلني انا هل قلتِ لكِ نامي؟ اعترضت: لم توقظني، بل نمت بجانبي -حسناً لقد كنت مرهقاً.. من هو دانيال على اية حال؟ لم يستطع منع نفسه من السؤال .. اجابته ببساطة: خطيبي الوجع ينتشر.. بات يضرب كل جسده.. ابتلع ريقه: لا أجدكِ ترتدين خاتم خطوبة -لأنني بعته.. احتاج لبعض النقود وساعدته رفع حاجبه ساخراً: يا له من خطيب شهم تقدمت نحوه وعيناها تقدحان شرراً: إياك ان تتحدث عن دانيال بسوء، انت لا تعرفه بينما أنا عرفته طوال عمري.. منذ ان ولدت.. وكان هو الوحيد الذي مدّ لي يده .. غامت عيناه.. زحف سواد ما الى روحه، ما هذه الكوميديا السوداوية، ما هذا القدر الساخر.. ها هي قصة لويسا تعيد نفسها.. لويسا التي تربت مع جوزيف منذ صغرها والذي كان لها الامان والحب وهو جاء محاولاً سرقتها منه.. هل يمكن ان يكون هذا عقابه؟ .. ان يهتز قلبه مرتين لإمرأتين ليستا له؟!! تراجع خطوة، هو ليس ماتيو السابق،، لن يحاول سرقتها.. لن يفعل.. انغلق وجهه تماماً بتعبير جامد: أعتذر كيرا.. ربما تحبين العودة الآن.. سنرتب امر التصاميم غداً ربما.. هل تحبين ان يوصلكِ السائق؟ رغم ملامح الحيرة التي عبرت وجهها لكنها هزت رأسها: سيكون من الجيد ان يقلني لمحطة الباص.. اشار برأسه حسناً ثم خرج.. في الاسبوعين التاليين تجنبها قدر المستطاع، التقى بها فقط لاختيار التصميم وبعدها ترك الأمر للسيدة كلارك.. كان بقدر ما يمزقه هذا بقدر ما يجعله راضياً عن نفسه.. هو لن يعيد ما حصل مع لويسا.. على الرغم من ان كيرا لا تشبه لويسا في شئ فلويسا هي من سعت اليه ووسوست له بأن يخون أخاه.. لكنه مع هذا كان نذلاً بما يكفي ليفعل.. ليسرق حبيبة رجلٍ آخر.. وهذا شئ لن يعيده ابداً.. لقد تغير.. وهذا ما اراح ضميره لكنه في ذات الوقت عذب قلبه.. ذلك ان تجاهلها لم يزده الا تفكيراً بها ..!.. وها هو الآن يتبعها الى حيث المطبخ غير قادر على تجاهلها اكثر،، لقد اشتاق الى وجهها.. لا ضرر في ان ينظر مرة اخرى الى النمش المنتشر كنجمات صغيرة على وجهها .. او الى الظلمة في شعرها، او الى الزرقة في عينيها او الى الكبرياء والغرور في نظرتها.. لن يضر اليس كذلك؟ ثم ان عليه ان يسلمها بقية اتعابها.. اليس كذلك؟ اجابه صوت ساخر"كان بإمكان السيدة كلارك ان تفعل".. تجاهل الصوت وهو يخطو داخل المطبخ.. ووجد نفسه يقول دون وعي : كيرا التفتت اليه.. مر تعبير غريب على وجهها ثم عبرت نظرتها فوق بذلته وسألت بسخرية: ما ماركتها؟ -غوتشي هربت من عينيه، واشاح هو.. قالت فجأة: عليَّ أن اذهب -ألن تنتظري حتى نهاية الحفل؟ ارتفع حاجبها بسخرية: ولماذا قد افعل؟ -لتعرفي رأي أخي وزوجته بالكيكة.. مثلاً -لا استطيع ان ابقى.. (ثم مدت يدها اليه بوقاحة) بقية أتعابي نظر الى يدها الممدودة، تلك المغرورة الصغيرة.. كم يحب هذا الكبرياء فيها.. مد يده الى جيب سترته الداخلي واستل الظرف الورقي الذي يحتوي على بقية اتعابها سألته: دون زيادة أليس كذلك؟ هز رأسه ايجاباً، ثم سألها: لماذا لا تستطيعين البقاء تناولت حقيبتها المهترئة ودست الظرف فيها وقالت ببساطة: علي أن أستعد، غداً يوم زفافي.. طنين عالي.. طنين مزعج.. ساد كل شئ حوله.. شعر بنفسه ينفصل عن العالم. بأن احدهم وجه لقلبه قبضة حديدية اردته محطماً.. لكنه مع هذا تدبر ان يقول بصوت جامد: مبارك ثم استدار: تشاو.. وخرج من المطبخ.. على الفور استند الى الحائط.. يا الهي.. إن هذا لا يحدث.. لا يحدث.. يا الهي.. لا استطيع ان امر بذات الإختبار.. لدي رغبة قاتلة في ان ادخل اليها الان واجرها من يدها واخبئها في صدري.. حيث لا احد يستطيع ان يصل اليها.. حيث تكون ملكي أنا.. ابتلع ريقه.. تأوه دون ان يستطيع منع نفسه.. لكنه تذكر لويسا، وما فعله بجوزيف.. تذكر ما حصل حين حاول اخذ امرأة رجل آخر.. تذكر جسد لويسا الذي بلا حراك.. وعذاب جوزيف الطويل.. تذكر النذل الذي كانه.. لا .. لن يكون كذلك مرةً أخرى أبداً.. إعتدل، إستل هاتفه اجرى مكالمة وما ان اجاب الطرف الآخر حتى قال: جهز الطائرة سأعود الليلة الى ألاسكا.. انهى الإتصال، أعاد الهاتف الى جيبه ومشى مبتعداً: لقد انتهى كل شئ قبل ان يبدأ.. انتهى كل شئ! ** كانت تبدو جميلة جداً، لم يستطع كايل ان ينفي ذلك.. ثوب الزفاف الأبيض التصق بمنحنياتها التي بدت مثيرة عكس ما كان يتوقع.. ثم اتسع من فوق ركبتيها نزولا الى الأرض.. ليعطيها مظهر حورية.. بينما ظهرها كان مكشوفاً بدلال.. وشعرها الطويل مصفف على شكل كعكة منخفضة اخفت طوله.. لم تكن ترتدي سوى قرطين ناعمين من الألماس.. وخاتم الزواج.. لا عقد ولا سوار ولا طرحة.. بدت ملكية جداً.. راقيةً جداً... وهذا ما اثار ضيقه.. لا يريد لنفسه أن ينجذب نحو زوجته!.. هو لا يفكر في حب إمرأة غير تارا.. ولذا عليه ان يبقى متحكماً في الموقف، وقد ظن حين قابلها في المرة الأولى والمرات التي بعدها ان الأمر سهل فهي ليست من نوعه المفضل.. لكن الآن بهذا الفستان الضيق وهذه الطلة الأنثوية التي أظهرت تفاصيلها بقوة.. يتسائل بإنزعاج هل سيكون الأمر سهلاً حقاً؟.. على مسافة منه كانت تتحدث مع سيدتين لا يعرفهما كايل.. ثم حدث ما لفت انتباهه،، تقدم نحوها رجل طويل القامة اسود الشعر.. يمشي بثقة.. ثم حدثها بشئ ما فإستأذنت من السيدتين ومشت معه .. قطب كايل.. من هذا الرجل.. ولماذا يتجه بها نحو الممر؟.. دون تردد لحق بهما كايل.. وعلى مقربة منهما وقف على عتبة الممر يخفي نفسه خلف الجدار.. وصله صوتهما واضحاً كان الرجل يتوسل!..: ارورا.. لا يمكنكِ أن تفعلي هذا بي.. هل ظننتي أن زواجكِ سيحول دون حبي لكِ جاء صوت أرورا ناعماً ومتوتراً: توم أرجوك.. ليس من اللائق أن تحدثني بهذه الطريقة، أنا متزوجة الآن هتف الرجل: لا يهمني.. أنا أحبكِ أرورا حسناً لن يحتمل أكثر من ذلك.. خطى الى الممر وصار بمجال رؤيتهما.. التقط وجه ارورا القلق وهي تنظر اليه بينما اعتلى الحقد والغضب ملامح الرجل المدعو توم.. رفع كايل حاجبه: كنت ابحث عنكِ قالت بصوت اجش متوتر: آسفة.. هذا ..واشارت بيدها نحو الرجل فأكمل عنها بسخرية: توم.. لقد سمعت.. (ودون ان يعطي ادنى اهتمام للرجل) قال بلهجة امرة.. هيا بنا واستدار يمشي مبتعداً وخلفه ارورا.. بعد قليل التفت مواجهاً اياها قائلاً: هل نعتبر هذا خيانة؟ راقب ملامحها تشحب.. ثم زحفت نظرة كبرياء متعالية يشوبها غضب الى عينيها وقالت بكل هدوء: لقد تركت هذا الدور لك زوجي العزيز.. (ثم تلفتت كأنها تبحث عن أحدٍ ما) ألن تعرفني على عشيقتك؟ هتف كايل بحدة: إخرسي! تلون وجهها بالإهانة وهمّ أن يعتذر لكنها قالت بذات الهدوء البارد: أنها المرة الأولى والأخيرة كايل ميلر التي اسمح لك فيها باتهامي بالخيانة، وبإهانتي.... (ثم رفعت رأسها بغرور متوارث) أنا أرورا.. فلا تخلط بيني وبين شخص آخر.. (ثم تجاوزته) عن إذنك (ومشت مبتعدة) ** تمتمت انجل متسعة العينين: يا الهي!.. وهي تشهد كما الاخرين الرجل الضخم الذي ركع ليطلب يد الفتاة الجميلة ثم قام بإهانتها وتركها!!... شقت طريقها بين الجموع المستغربة.. ووقفت بجانب الفتاة: هل أنتِ بخير؟... هل تحبين ان تجلسي قليلاً رفعت الفتاة عينين مليئتين بالدموع التي لم تذرف وشمخت برأسها: أنا بخير.. ثم انسحبت خارجة ! بجانبها وقفت أرورا العروس الباردة التي لم تقبل بمد اي صلات ود معها او مع اي احد من عائلة كايل.. قالت ارورا: هل ما شهدته الآن حقيقي ام انه مجرد كاميرا خفية؟ التفتت اليها انجل: أظنه حقيقي.. يا الهي.. كيف يمكن لأحد أن يفعل هذا؟ -رجل نذل ووضيع وحقير ومبتذل اتسعت عينا انجل، حسناً أرورا تجيد القاء الشتائم.. ولسبب ما شعرت انجل ان شتائم أرورا لا تعني الرجل الذي غادر من توه -واو، قاموس شتائمكِ عامر ابتسمت أرورا اول ابتسامة حقيقية في وجه أنجل.. وكم احبت انجل ابتسامتها.. فبادلتها الابتسام: أهلا بكِ أرورا في العائلة ثم لمحت جوزيف، فذابت ملامحها في ابتسامة من نوع آخر.. علقت أرورا وهي تنظر بذات الاتجاه الذي نظرت اليه: أنتما فريدان من نوعكما.. تعلمين هذا أليس كذلك؟ تفاجئت انجل بتعليق أرورا.. أنها المرة الأولى التي تتحدث فعلياً اليها .. ابتسمت لها: اوافقكِ أنه هو فريد من نوعه.. حين انهض كل صباح لأجد وجهه قربي على الوسادة،، أتسائل، هل هو حقيقي فعلا؟... (ضحكت ضحكة قصيرة) تخيلي بعد خمس سنوات من الزواج ولا ازال اتسائل ان كان حقيقاً كأن طفلين لا يكفيان لتأكيد حقيقته لانت ملامح ارورا وغمر وجهها اللطف: أظنه الحب إبتسمت انجل بقليل من المرارة: او ربما هاجس الخسارة لم تطلب أرورا شرحاً لجملتها، بل قالت بتفهم غريب: إنه الثمن الذي تدفعينه لقاء السعادة، الهاجس الدائم من خسارتها، لكن احذري.. أحيانا نحن من نخلق الوحش ونحوله الى حقيقة ! حسناً.. أرورا شخصية مثيرة للإهتمام.. قالت بصدق: كيف حدث ولم نصبح صديقتين بعد؟ ابتسمت أرورا: أظنني السبب -في الحقيقة نعم.. ضحكت ارورا: صراحتكِ مؤثرة.. -يمكننا ان نتلافى هذا الآن صحيح؟ -بالطبع.. قاطع حديثهما احد المنظمين للحفلة: سيدة ملير، وصل هذا الظرف لكِ.. وسلمها ظرفاً صغيراً.. مكتوب عليه اسمها دون اسم المرسل او العنوان -الا تعرف من احضره؟ -لا، احضره حارس الامن الى هنا قال ان فتى جاء بالظرف لكِ وطلب تسليمه باليد.. ابتسمت له: شكراً.. فتحت الظرف لتجد داخله فلاش صغير.. استأذنت من أرورا.. وتركت الحفلة متجهة نحو المكتب.. ** كانت زنبق تمشي بتعثر، ارسل لها صخررسالة يطلب منها ان توافيه الى الحديقة .. وها هي تتجول في الحديقة باحثة عنه.. حتى جائها صوته المخيف: هنا استدارت نحو اليمين ورأته، كان يبدو رائعا ببذلته الداكنة التي خطت تفاصيل كماله بجاذبية خفق لها قلبها رغم كل شئ.. تقدم منها بمئة واربع وثمانون سنتمترا من الرجولة الصرفة ، الرجولة البدائية التي تغطيها بذلة متحضرة.. مشيته الغير سلسلة بسبب عرجه، والعصا السوداء التي تشبه ظلام روحه، جعلت احساساً عارماً بالذنب يعبر روحها.. ناجته داخلها "آه يا صخر.. أعتذر، أعتذر عن كل شئ" -من الجيد انكِ أتيتي بفستان راقي، خشيت أن تدخلي الحفلة بفستان احمر رخيص يلمع .. مع انه كان سيناسبكِ أكثر..... سخر منها ببرود إبتلعت إهانته، اللون الأحمر هو أكثر لون تكرهه في حياتها كلها.. أنه اللون الذي كانت ترتديه يومها.. اغمضت عينيها ثم فتحتهما: لقد جئتُ يا صخر.. فقل ما هي صفقتك.. وضع يده في جيبه: وهل انتِ في عجلة من أمركِ -لا اريد ليوسف وانجل ان يرونا.. انا هنا لحمايتهما كما تعلم راقبت ملامحه تعبس لكنه قال بإختصار: الصفقة كما يلي.. سأمهلكِ شهرا لا اكثر لتستعدي للفكرة .... بعدها بيوم بالضبط، سنتزوج.. شعور غريب انتابها، مزيج من الدهشة والخوف والحيرة والسعادة!.. تتزوجه هو؟ صخر؟ الرجل الذي لطالما احبته.. هل من الممكن ان يحدث شئ كهذا؟!!.. وقبل ان تستوعب السعادة الضئيلة التي شعرت بها أكمل بسخرية: بالطبع سيكون زواجاً سرياً.. شرعي لكن سري.. انتِ لا تتوقعين مني ان اعلن للناس أنني تزوجت أمرأة كانت تعمل سابقاً كعاهرة ! تراجعت كمن تلقى ضربة وتمتمت: لماذا؟.. لماذا تتزوج بي؟ ابتسم بحقد اسود: لأقتلكِ... لأزهق روحكِ قطرة قطرة.. و تعلمين كم سأستمتع بذلك! وقبل ان تقول شيئاً أستدار عنها وهو يأمرها: عودي الآن من حيث أتيتي.. استندت زنبق الى جذع الشجرة خلفها ودون ان تستطيع منع نفسها، شهقت باكية..وانهارت تجلس على العشب.. يا الهي اما يكفي ما حدث؟ أما يكفي؟ ** دخل جوزيف غرفة المكتب ووجدها تجلس على الكرسي الجلدي الضخم وامامها الحاسوب المحمول مفتوحاً.. وهي تشاهد شيئاً ما.. -بازونتي لماذا تركتي الحفلة وجئتي الى هنا.. لا تقولي لي انكِ تتفقدين اذا كان الرد قد جاء لأجل ... قطع حديثه فجأة حين رفعت وجهها اليه.. اتسعت عيناه بصدمة.. لقد كانت تنظراليه كما نظرت اليه اول مرة في الشارع قبل خمس سنوات.. كره بارد .. كأن الزمن عاد بهما .. كأنها عادت العراقية رعد ملاك.. وعاد هو الجندي الأمريكي جوزيف ميلر سأل وقلبه يخفق بوجع: أنجل؟ اخفضت رأسها.. اخذت نفسها مرتجفاً ثم سحبت شيئاً ما من الجهة الجانبية للحاسوب المحمول ووضعته في حقيبتها.. رفعت وجهها اليه ثانية، ونظرت اليه.. كان وجهها مرتبكاً لكنه لا يحمل نظرة كره.. هل كان يتخيل؟ هل هي هواجسه اللعينة التي هيأت له ما رآه؟ هل مخاوفه دفعته ليظن انها نظرت اليه بكره؟ قالت بصوت غريب: لا شئ.. هيا بنا ننضم الى الحفلة بإستغراب سأل: انجل هل حصل شئ؟ نظرت اليه وللحظة بدت وكأنها ستقول شيئاً .. لكنها صمتت ومرت من جانبه: لا شئ ابداً هيا بنا خرجا معاً من المكتب.. وواجها الضيوف.. غيرأن أنجل.. لم تكن ترى لا الضيوف ولا زوجها الواقف بجانبها ولا افراد عائلتها،، كل ما كانت تراه هو المقطع الذي شاهدته قبل لحظات.. حيث كان جوزيف ميلر الجندي الأمريكي يطلق من سلاحه النارعلى مدني عراقي ! .. التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 10-12-16 الساعة 08:19 AM | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
60Likes
.png)
العرض العادي
