آخر 10 مشاركات
تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كل المنــــــى أنتِ للكاتبة / سراب المنى / مكتمله (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-01-17, 11:02 PM   #1961

Tae

? العضوٌ??? » 390200
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 167
?  نُقآطِيْ » Tae is on a distinguished road
افتراضي


مشكووره على الروايه الجميله

Tae غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-17, 04:56 PM   #1962

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير حبيباتي
مستعدين لفصل اليوم؟
بعد ساعة ينزل وشوية ينزل


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-01-17, 05:18 PM   #1963

مملكة الاوهام

? العضوٌ??? » 380569
?  التسِجيلٌ » Aug 2016
? مشَارَ?اتْي » 399
?  نُقآطِيْ » مملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond repute
افتراضي

مستعدين لاى صدمات ههههههه ربنا يستر

مملكة الاوهام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-17, 05:31 PM   #1964

مملكة الاوهام

? العضوٌ??? » 380569
?  التسِجيلٌ » Aug 2016
? مشَارَ?اتْي » 399
?  نُقآطِيْ » مملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond repute
افتراضي

مستعدين لاى صدمات ههههههه ربنا يستر

مملكة الاوهام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-17, 06:01 PM   #1965

الجميله2

? العضوٌ??? » 315137
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,977
?  نُقآطِيْ » الجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير تسجيل حضور

الجميله2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-17, 06:03 PM   #1966

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير حبيباتي
اليوم موعدكم مع الفصل 15
هذا الفصل هو مرحلة انتقال مفصلية في حياة كل الابطال ....
هذا اخر فصل نرى فيه زنبق كما تعودنا عليها بأبيضها..... بعض الصفعات أقوى من أن تجد لها مبرراً !
الفصل ملئ بتفاصيل اخذت مني بحث مطول فيما يتعلق بمشهد وليد وتينا... كل ما هو مذكور فيه حقيقي ومستند على موجودات في أرض الواقع ...
والان اترككم مع الفصل ... لا تنسون التعليقات ويا جماعة اني احبكم فمن دون ضرب ههههههههههه
..
بالمناسبة الفصل اهداء صديقتي الغالي زوزة ... هي من تقرة رح تعرف
...
بما انه تم تغيير بعض الموديلز لأبطال الرواية فقمت بعمل تصاميم جديدة ... ارجو ارفاقها بتواقيعكم لضمان الانتشار ... وطبعا سيتم استبدال التواقيع السابقة على الصفحة الرئيسية للرواية حال تواجد احدى المشرفات العزيزات...
..




..

..



..

..

..

..
...
رابط الفصل كملف بي دي اف
https://www.mediafire.com/?50n128889pv6nul
.....
.....
الرقصة الخامسة عشر:
رقصة تاكوبا*
* هي رقصة للتعبير عن المعارك و الانتصارات الملحمية و البطولية للبقاء على قيد الحياة و الحفاظ على شرف القبيلة


ما يجرحك، يباركك ..... الظلام شمعتك.... حدودك، مسعاك ! –مولانا جلال الدين الرومي

..
رفعت وجهها تتخلص من يده وهمست: حقوقك؟
نهض من مكانه ليجلس بجانبها،، وضع يده خلف رقبتها يقربها منه وهو يجيبها بصوت يتأرجح ما بين الوجع والرغبة
-نعم حقوقي... في هذه اللحظة لا أهتم لماضيكِ... أريد ان أكون رجلكِ الأخير...
انتفضت زنبق من مكانها بموجة بكاء جديدة ... سحبت نفسها من بين يديه وهي تنظر اليه بصدمة ممتزجة بالغضب والجرح...
نهضت من مكانها وهتف صوتها بنبرة مرتفعة لم يتعودها : حقوقك؟ لقد تزوجت لتوك إمرأة غيري... لقد تزوجت امام الناس... لقد رأيتك تراقصها... ترتدي فستاناً كان من حقي أنا... تحدثك بكلام كان من حقي أنا.... تعلن ملكيتها لك بلمسات كانت من حقي أنا... تمنحها علناً لقبك الذي كان من حقي أنا... وتريد الان حقوقك؟ ..... ماذا عن حقوقي انا؟
جرت يدها بعصبية على انحناءة خصرها بحركة تخالف بطئها المعهود..
-هل هذه حقوقك؟ هل هذا ما تريد مني؟ ألم تقل بنفسك أنني منحته لآخرين.... هل هذا اثبات لرجولتك التي أتيتني بحجتها حاقداً، غاضباً، منتقماً؟ ..... (ضربت بكفها أعلى ذراعها المكشوفة) هل تنازلت عنها لأجل هذا
رأت كيف زحف الغضب مكان الألم على وجهه ... وكيف أعتمت عيناه الزرقاء بتعبير قاسي... نهض من مكانه ببطئ أرجفها.... انها وقفة رجل ينوي ارتكاب جريمة ببرود تام وبإصرار... لكنها لم تتوقف... ما كانت تستطيع ان تتوقف... لقد طفح الكيل... لقد عبرت منذ ساعات مساحات الموت وهي تراه يزف الى اخرى... لقد تجرعت كأس الألم في أكثر صوره تركيزاً... وفقدت آخر ذرة من ذرات عقلها كما فقدت قبله قلبها...
وجهه المتحجر القاسي.. وجهه الحبيب... وجهه المحفور على كل خلية من خلايا جسدها.... كان يناظرها كمن يناظر فريسة ... يمنحها الوقت لتظن بأنها تهرب لكنه يعلم انه حالما يخطو خطوة واحدة فسوف يمسكها بين مخالبه...
صمتت اخيراً وهي تتنفس بصعوبة... لم تتعود على هذه النبرة العالية ولا على هذا الكلام المتواصل دفعة واحدة .... اخذت نفساً عميقاً... وعيناها ما زالتا تسحان الدموع دون توقف
قال اخيراً بهدوء يخفي خلفه غضباً لا قبل لها به : أتعلمين.. تستحقين جائرة على تمثيلكِ هذا..... العاهرة القذرة التي سلمت نفسها عشرات المرات لرجال مختلفين تدعي الشرف وتنّظر به أمام زوجها .... الا تظنين أنه قد فات الأوان قليلاً على ادعاء الشرف؟
تقدم خطوة ... فإرتعبت متراجعه ثلاث خطوات وهي تدرك هول ما قالته... لقد ايقظت المارد من قمقمه ....
اكمل بذات النبرة الهادئة المثيرة للرعب اكثر من أي صراخ: اما عن رجولتي... فلست احتاج لأثباتها... لقد اثبتها وبطريقة فعالة قبل قليل مع زوجتي....
استندت الى الحائط حين لم تستطع ان تقف ثابتة.... هل... هل ... هل شارك زوجته السرير ثم جاء اليها.... ازداد تنفسها سرعة ... وتقلصت يدها على قماش فستانها بينما الصقت الكف الأخرى على الحائط تستقي منه شيئاً من صلابته... دفعت نفسها بقوة نحو الحائط كأنها تحفره عله ينشق فيبتلعها... علها تصير جزءاً منه ... علها تتحول الى شئ يشابه تحجره ....
لقد قتلها صخر لتوه.... هذه المرة ليست ككل مرة... هذه اقسى المرات... أقواها... هذه الضربة القاضية... شعرت بروحها تنسل عنها... نظرت الى عينيه الباردتين .. عينيه القاسيتين... عينيه عديمتي الرحمة ... عينيه الخائنتين القاتلتين الحبيبتين !
همست كمن يقطع وعداً: يوماً ما يا صخر... ستصير كلماتك هذه ذرات سمٍ تتجرعها من كأس الندم.... عندها سأحرص أن تشربه.... حتى آخر قطرة !
ضحك صخر... ضحك بقوة.... كمن رمى احدهم عليه نكتة ... بينما طافت عينها على جسده .. ولم تستطع ان تمنع خيالها من تعذيب عقلها بتصوره مع امرأة اخرى... يمنحها كل قبلة وكل لمسة وكل همسة حلمت هي بها.....
ثم فجأة بدأ يصفق... وهو يقول من بين ضحكاته:
-أنحني لأدائك زنبق
وانحنى بطريقة مسرحية
في تلك اللحظة سمعا طرقاً على الباب.... اختفى الضحك من على وجهه... ونظر اليها بحدة
-هل تنتظرين احداً؟
قطبت وما زالت موجات الألم تسحبها الى ظلام عميق تقاومه: لا
تمتم من بين اسنانه بغضب: هل دعوتي عشيقكِ الى هنا؟
هزت رأسها بـ لا ... دون أن تجيب.... فما فائدة ان تشرح لرجل مثل صخر....
ربما كانت تعلم انه سيتزوج... وذهبت اليه بنفسها... لكن ان يقول لها بأنه كان مع زوجته وأتى اليها ليأخذ حقه منها هي أيضاً فأن هذا بدا بشعاً لدرجة لم تستطع ان تتقبلها... وبدا حقيقياً لدرجة لم تحتملها.... وكأنها كانت تأمل حتى آخر لحظة ان لا يفعلها صخر... وكأنها كانت تحاول اقناع نفسها ان كل شئ مجرد وهم.... لكنه صفعها بالحقيقة... الحقيقة التي بدت الآن اقسى من السير فوق صفيح مثبت على فوهة بركان.... لن تستطيع ان تحتمل.... فكر عقلها بضبابية
سمعت صخر يقول: من أنتِ
فأجابه صوت بدا مألوفاً جداً لها... صوت تحبه كثيراً: انا التي عليها أن تسأل من أنت؟
ثم اندفعت صاحبة الصوت الى الداخل... نظرت اليها زنبق بعدم تصديق... هل بدأ عقلها بإختلاق الصور؟ أم ان أليشا حقاً تقف أمامها ...
همست: اليشا؟
بدا وجه اليشا متفاجئاً وهي تنظر الى حالتها المنهارة ثم تهتف: ليلي... هل أنتِ بخير؟
ابتسمت زنبق من بين دموعها... نعم هذه اليشا... اليشا وحدها التي تناديها بإسم "ليلي" وهو الأسم الأنجليزي لوردة الزنبق....
ترك كفها الحائط الذي كانت تستند اليه ومدته نحو اليشا
ركضت اليشا نحوها فسقطت زنبق عليها فتلقفتها وهي تصيح برعب: ليلي.. ليلي
ركض صخر وحاول اخذ زنبق من بين يدي هذه السيدة التي يبدو انها تعرف زنبق جيدا لكن السيدة حاولت ان تبعد زنبق عنه وهي تصرخ: ابتعد .. ما الذي فعلته بها؟
بالقوة اخذ زنبق من بين يديها حاملاً إياها برفق وهو يشرح: لقد انخفض ضغطها... احضري لها عصيراً من الثلاجة
تلفتت اليشا قليلاً ثم وجدت المطبخ.. ركضت نحوه وفتحت الثلاجة محضرة علبة عصير .. حين دخلت الى الغرفة كان الرجل الطويل القاسي الملامح ينحني نحو زنبق ويمسح وجهها بحنان يخالف مظهره .. ثم يقرب من انفها زجاجة عطر....
استفاقت زنبق متأوهة.. حالما فتحت عيناها تجاهلت صخر والتفت تبحث عن اليشا... لقد هيئ اليها انها راتها وسمعت صوتها..... اطل وجه اليشا من خلف صخر فإبتسمت زنبق بضعف....
-أليشا .. انها انتِ فعلاً...
كان وجه اليشا يقطر قلقاً... اقتربت منها حاملة بيدها علبة عصير...
-نعم حبيبتي انها انا... هل انتِ بخير؟
امرها صخر الذي ابتعد خطوتين: اشربي العصير لتستفيقي
تجاهلته مرة أخرى ... غير قادرة على النظر الى وجهه دون ان تشعر بتمزق في قلبها.... قدمت لها اليشا العصير .. وهي تقول بلطف
-اشربيه ليلي...
تناولت علبة العصير.. وشربت منها ببطئ...
خرج صخر من الغرفة ممسكاً بهاتفه.... شيعته بنظرتها ... أتراه سيتصل بزوجته... اغمضت عينيها بوجع
سألت اليشا بقلق: هل انتِ بخير؟ من هذا الرجل
فتحت عينيها ونظرت الى أليشا بألم: أنا لستُ بخير ليلي... وهذا الرجل زوجي
هتفت أليشا متفاجئة: ماذا؟ هل تزوجتي؟
في ذات اللحظة ارتمت زنبق تعانقها باكية.... مسحت اليشا شعر زنبق برفق وهي تهمس مهدئة: اششش حبيبتي لا تبكي.. لا تبكي...
في الخارج كان صخر يصيح عبر الهاتف بطريقة افزعت الطرف الآخر: انها تفقد وعيها بإستمرار... لا يمكن ان يكون الأمر مجرد انخفاض ضغط...
اجابه الطبيب بنبرة حاول ان لا يظهر فيها توتره لصراخ صخر: سيدي يمكنك احضارها غدا لأفحصها... وامنحك اجابة وافية
انهى صخر الاتصال شاتماً... لقد اخرج عصبيته على طبيب العائلة ... من اين للرجل ان يعرف السبب وهو لم يفحصها حتى؟ لكنه كان في تلك اللحظة مملوءاً بالقلق والغضب والخيبة والخوف .... لا يستطيع ان يراها مريضة تسقط كل حين واخر امامه...
فرك جبينه،، سوف يصاب بالجنون... يحبها ويكرهها... يؤذيها ويخاف عليها...... همس :الى اين وصل بك الحال يا صخر؟
نظر الى الباب المغلق وسار نحوه.. حان الوقت لمعرفة من هذه السيدة التي اقتحمت البيت والتي تبدو على صلة وثيقة بزنبق
فتح الباب.. فوجد السيدة المدعوة اليشا تحتضن زنبق وزنبق تبكي كالاطفال بين ذراعيها.... دون ارادة منه اختنق لرؤيتها...
أشارت له السيدة ان يخرج... ساورته نفسه ان يضرب اشارتها عرض الحائط.. لكن نظرة واحدة الى انهيار زنبق اعادته الى الوراء وغادر الغرفة...
جلس على الأريكة ينظر حوله بضياع.... وحربه مع نفسه مستمرة..... جلسته طالت قرابة الساعة خرجت بعدها السيدة اليشا من غرفة زنبق بملامح جامدة... كانت تبدو في أول ثلاثيناتها، شقراء جميلة الوجه، عملية الملابس... وخمن انها على الآرجح صديقة زنبق.... تجهم قليلاً... أتكون صديقتها في النادي الليلي؟!
عند هذه الفكرة سأل صخر بإنزعاج: من انتِ؟
رفعت حاجبها تنظر اليه بعدم رضا: أنا اليشا دوفل...
اشارت نحو الغرفة: لقد غفت.. يبدو انها كانت متعبة
مسحة من الوجع مرت على وجهه .... ليته يستطيع ان يدخل اليها.. ان يتمدد الى جانبها... ان يحتويها فيخفف عنها .. وان تحتويه فتشفيه
جلست اليشا امامه وقالت: لقد فهمت انكما متزوجان ....
هز رأسه ثم حان دوره ليسأل: هل أنتِ صديقتها؟
قالت نافية: لا
-اذن؟
صمتت للحظة ثم اجابت: أنا اخت زوجة والدها السابقة
قطب بعدم فهم ... كيف يكون هذا... هل كان والدها متزوجاً من امريكية؟.... ترجم تفكيره لسؤال فأجابت
-نعم لقد تزوجا لسنتين ثم انفصلا... لكن علاقتي بـ"ليلي" لم تنقطع ... لكنني لا أزورها الا نادراً... لأنني أقيم في المكسيك مع زوجي واولادي
ارتسمت الصدمة على ملامح صخر... اذا كان والدها متزوجاً من سيدة امريكية فهذا يعني أنه .. أنه...
سألها: والدها مقيم في امريكا؟
رفعت حاجبها استغراباً: نعم لكنه توفي قبل ثلاث سنوات..
هب صخر واقفاً... لا يمكن ...
سألها بتوتر: لماذا توفي؟
-كان مريضاً بالقلب...
تمتم بتوتر: لا يمكن... يا الهي...
تخلل شعره بيده..... لقد كانت صادقة اذن... تذكر حين رآها تبكي واخبرته ان والدها مريض ... وقد بعث من يبحث عن والدها في كل مستشفيات بغداد ليجده ويساعده دون علمها.... لكن الخبر جائه بعد الحادث بأنه لا وجود لهكذا اسم في أي مستشفى.. وظن انها كذبت عليه ضمن باقي الكذبات التي قالتها... لم يخطر في باله ان يكون والدها مقيم في أمريكا فقد كانت تعيش وحدها... وهو... هو لم يسألها... لقد استنتج لا أكثر... كما انها لم تخبره..... ربما لأنه أبداً لم يفتح موضوع العوائل معها...
اغمض عينيه وشتم بخفوت وعاد يفتحهما
سألت أليشا: هل لي ان افهم الان سبب كل هذا العرض المسرحي.... ألم تكن تعرف بهذا؟
التفت اليها.. تمالك نفسه قليلاً وحاول ان يقول بثبات: في الحقيقة لا.... لقد تعرفت عليها حديثاً... وتزوجنا بسرعة
قطبت اليشا بعدم رضا... "ليلي" قالت انها تمر بمشكلة صغيرة مع زوجها... لم تقبل ان تفصح عن اي تفاصيل وهي لم تتعود الضغط عليها... حين تزوجت اختها من والد "ليلي" كانت ليلي في اخر سنة لها في المدرسة... فتاة جميلة ورقيقة ... احبتها منذ اول لقاء.. ونمت بينهما علاقة طيبة ... كانت تشعر دوما انها احد افراد عائلتها.. حتى بعد انفصال اختها عن والدها بقيت "ليلي" على اتصال معها .. ولم يؤثر انتقالها للمكسيك في هذه العلاقة عدا انه قلل فرص اللقاء... اخر ما تعرفه ان "ليلي" كانت ستتزوج وليد الطبيب اللطيف ... ثم انفصلت عنه بسرعة دون توضيح.. اخبرتها فقط انهما غير متلائمين.... لكن ان تأتي لتزورها كمفاجأة لتجدها تزوجت من جديد وبعد انفصالها بمدة قياسية فهذا شئ مريب... هناك شئ يحدث .. لا تستطيع ان تحدد ما هو .. لكنه لا يمنحها احساساً جيداً...
تركها الرجل الغريب الأطوار ليدخل الى غرفة زنبق بهدوء مستأذناً منها.... تنهدت ونهضت تعد لنفسها فنجان شاي ... في الصباح ستفهم كل شئ من زنبق...
دخل صخر الى غرفة زنبق بهدوء... وتقدم ليجلس على حافة السرير... كانت تغفو وملامح الارهاق ظاهرة على وجهها... بدت غير مرتاحة... وعادت ذاكرته تراجع ماضيهما... لم يجد شيئاً فيه عن حديث دار بينهما حول عائلاتهما.... كانا غارقين في اكتشاف بعضهما.. وكان دوماً يحاول ان يركز على معرفتها هي وان يجعلها تركز على معرفته هو... لم يمنحها الكثير من التفاصيل عن عائلته ووضعها .. ارادها ان تحبه هو بعيداً عن عراقة اصله ومستواه المادي .. وبالمقابل لم يسألها حتى لايفتح باب الأسئلة... لكنه تذكر مرة سألها فيها
-لماذا لا يأتي والدك الى هنا ويستقر
قالت له انه يعمل كأستاذ في الجامعة وعليه دوماً ان يتواجد هناك لأجل العمل... لقد ظن ان "هناك" تعني بغداد ولم يكن يعرف ان "هناك" تعني ولاية اخرى ! .....
ترى ما هي الحقائق الأخرى التي قالتها زنبق وغفل عنها هو؟ تنهد بتعب ... ما فائدة هذه الحقائق الصغيرة امام الحقيقة الثابتة التي يعرفها ومتأكد منها تماما... وهي حقيقة عملها في الملهى الليلي...
مال بجذعه يضع رأسه على السرير مرهقاً ... رائحتها عالقة في اغطية السرير... تنشقها بعذاب... وغاب في النوم لتغفو عينيه فقط.. بينما يظل قلبه صاحياً بالوجع...
قرابة الفجر.. شعر بيدان تخلعان عنه حذائه ... تململ وهمس: زنبق...
سمع صوتها منخفضاً... ارفع ساقيك صخر... تمدد بشكل صحيح...
ابتسم لصوتها... انه يحلم... تهيئ له انه ينام على العشب بجانبها كما كانا يفعلان سابقاً... كانت اقرب اليه من المعتاد بحيث رائحتها كانت تعبق حوله بقوة... فعل ما امره صوتها... زحف قليلاً ليتمدد بشكل كامل على سرير الاعشاب هذا
ثم تمتم: أحبكِ
وقفت زنبق تنظر اليه ودموعها تملأ عينيها.... انحنت تقبل جبينه واجابته: وانا احبك صخر...
ثم ردت عليه الغطاء وخرجت....
كانت اليشا تنام على الكنبة... شعرت بالذنب تجاهها... اتجهت نحوها لتحكم الغطاء حولها... ففتحت اليشا عينها وقالت: لست نائمة
ابتسمت لها: لماذا؟
-لقد قلقت عليكِ من ذلك الرجل
قالت بحزن: لا تقلقي اليشا.... انا احبه جدا...
استقامت اليشا جالسة: الن تقولي لي ماذا حدث فعلا.... هل تطلقتي بسببه؟
هزت رأسها بنعم وقالت لها نصف الحقيقة: لقد تطلقت بسببه نعم... ولست نادمة... وليد رجل رائع ولقد احببته كما يحب اي خائف شخصاً يمنحه الامان..... لكن قلبي لم يعشق سوى صخر
هزت رأسها متفهمة ثم سألت: هل أنتِ سعيدة؟
غصت بدمعة: لا لست سعيدة.... لكنني كنت سأكون أكثر تعاسة لو لم يكن هو في حياتي
-لقد تفاجأ كثيراً حين علم ان والدك كان متزوجاً من اختي ومقيم هنا
-نحن لم نتحدث عن عائلاتنا كثيراً.. لقد حصل كل شئ بسرعة .. وببطئ!!
ثم غيرت الموضوع لتقول بصوت اكثر اشراقا: اذن كم ستبقين هذه المرة
-غداً علي ان اذهب الى كندا... في الحقيقة كان من المفترض ان اتوجه الى كندا مباشرة لكنني وجدت انها فرصة جيدة لزيارتك... فليس كل يوم سأخذ اجازة اسبوعين لحضور دورة تدريبية في كندا
-اراهن انك فوتي اول محاضرة
ضحكت اليشا: في الحقيقة لا... ستبدأ محاضرتي الاولى بعد غد... لذا سأطير غداً في المساء..
امسكت زنبق يد اليشا وشدت عليها: شكراً لأنك جئت لزيارتي...
-انتِ احد افراد عائلتي...
ظلت زنبق تثرثر مع اليشا حتى طلع الصباح... شعرت زنبق بأنها استعادت جزءاً جميلاً من حياتها... جزء كادت تنساه وهي غارقة في الآم تلك الليلة وما بعدها
حين استيقظ صخر كان وحيداً في الغرفة... اتصل بصوفيا يعتذر منها .. فبدت متفهمة.... بالطبع ستتفهم ان كانت فوائد هذا الزواج بالاضافة الى ابعاد حبيبها السابق، شيك بنصف مليون دولار...
خرج من الغرفة ليسمع صوت زنبق تضحك.... اغمض عينيه وابتسم .. كم جميل سماعها تضحك ... تقدم نحو الطاولة العامرة بأنواع متعددة من الطعام ..
-صباح الخير
اجابته اليشا بتحية الصباح بينما ارتبك وجه زنبق وحلت غيمة سوداء على ملامحها الضاحكة... انقبض قلبه... وشعر انه يشوه كل لحظات فرحها..... ومن المفترض ان يسعد لهذه الحقيقة فهذا هدفه... لكنه لم يشعر بأي سعادة... لذا فقد اتجه نحو الباب قائلاً
-لدي عمل مهم، بعد ساعة لديكِ موعد مع طبيب عائلتي لإجراء بعض الفحوصات... سأرسل لك السائق....
فتحت فمها كأنها ستناقشه لكنها نظرت الى اليشا ثم اليه وقالت: حسناً....
علقت اليشا وهي تنظر الى ملابسه التي لم يغيرها: ألن ترتدي شيئاً مناسباً أكثر للعمل
ارتبك وجه زنبق ... بينما قال بطريقة عادية:
-لم اجد وقتاً لنقل ملابسي من الشقة المجاورة الى هنا
هنا حلت الصدمة مكان الارتباك على وجه زنبق... التفت الى اليشا وقالت: اظن ان الخبز قد تحمص ..
هزت اليشا رأسها متفهمة... وانسحبت نحو المطبخ
تقدمت زنبق اليه واقتربت منه هامسة: ماذا قلت لتوك؟
-الشقة المجاورة
اتسعت عيناها: لا تقل ان ما افكر فيه صحيح
لوى فمه بما يشبه الابتسامة: اذا كنتِ تفكرين بأنني المستأجر الجديد للشقة المجاورة فنعم
شهقت وتراجعت... عيناها تلونتا بالجرح وسألت غير مصدقة: هل... هل ستعيش فيها .. انت و... و
اكمل عنها بسخرية: زوجتي؟ نعم نعم سنكون جيرانك عزيزتي
اعطته ظهرها بحركة متوجعة.. كاتمة بيدها شهقتها لئلا تسمع اليشا.. وركضت نحو غرفتها لتنهار باكية بعيداً عن عيونه وعيون ضيفتها
تنفس صخر بضيق... لماذا قال لها شيئاً لن يحصل؟ لماذا يجرحها وكأنه قلبه يستحي من رجولته لإستسلامه لها فيجد عقله سلاح الكلمات لينتقم ... لم يكن ليفعل ما قاله ابداً... اذن لماذا قاله ؟!
شتم نفسه واستدار خارجاً...
بعد ساعة ونصف كانت زنبق تجري كل الفحوصات اللازمة برفقة اليشا حسب أوامر صخر.... وعقلها في مكان اخر تماماً... حالما انتهت من هذه الفحوصات اتصلت بأنجل قائلة بصوت بدا غريباً لأنجل:
-أنجل اريد ان التقيكِ الليلة انتِ وجوزيف.. هل يمكن ان نتناول العشاء معاً؟...
جائها صوت انجل قلقاً: بالطبع حبيبتي.. هل حدث شئ؟ هل انتِ بخير؟
-سأكون بخير انجل.. نلتقي مساءاً
قضت الساعات التالية مع اليشا حتى جاء موعد ذهابها للمطار
عانقت زنبق اليشا بقوة وادمعت عيناها وهمست: سأشتاقك جدا اليشا.... لا تنسيني
قطبت اليشا وجائها احساس سئ... كأن زنبق تودعها... لكنها طردت هذا الاحساس وقالت ضاحكة
-بالطبع لن انساكي.... اهتمي بنفسك.. وتذكري انا دوماً معكِ
ابتسمت لها بحب: سأفعل، رحلة موفقة
حالما غادرت اليشا اتجهت زنبق الى غرفتها واستلت حقيبة سفرها الوحيدة.... فتحتها وهي تهمس: حان الوقت لإنهاء هذه اللعبة

السكر likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة moshtaqa ; 20-01-17 الساعة 06:44 PM
moshtaqa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-17, 06:03 PM   #1967

fatma ahmad

? العضوٌ??? » 341296
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 688
?  نُقآطِيْ » fatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجييييييييل حضوووووووور يلا بيسو هنتجنن مش قادرة اصبر

fatma ahmad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-17, 06:04 PM   #1968

كبرياء عنيدة

نجم روايتي,وبطلة اتقابلنا فين ؟ ومصممة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كبرياء عنيدة

? العضوٌ??? » 313643
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,886
?  نُقآطِيْ » كبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond reputeكبرياء عنيدة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجييييييييل حضور

كبرياء عنيدة غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 20-01-17, 06:05 PM   #1969

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

************
دخلت كيرا مكتبه دون استئذان بينما كانت السكرتيرة تلاحقها وهي تقول: هااااي يا انسة لا يمكنكِ......
قاطعها ماتيو: اتركينا لوحدنا
كانت تشتعل طاقة غاضبة... تأملها ووجع غير مبرر ينبض في صدره... بدت كالعادة مهلهلة المظهر.. ترتدي جينزاً يعلوه حزام بني غريب الشكل تحشر فيه قميصاً قطنياً ابيض عليه كتابة لم يتبينها من بعيد فوق القميص القطني ارتدت قميصا مفتوح الازرار بلون كريمي بأكمام طويلة من الشيفون وعليه سترة قصيرة خضراء قبيحة التصميم دون اكمام ... بينما ترتدي قبعة رعاة بقر خردلية اللون وقد تركت شعرها حراً.... كانت مثالاً لقلة الأناقة وكثرة الجمال !....
هتفت به: من طلب منك ان تدفع ديونه؟ ها؟ من؟ هل عينت نفسكَ البنك المركزي لعائلتي؟
اخفى كل مشاعره ... وابتسم لها بعبثيته: لا داعي للشكر لم افعل شيئا سوى الواجب
احتقن وجهها بالغضب اكثر... وبدت وكأن دمائها تغلي... تقدمت منه وضربت كفيها على الطاولة ...
-من تظن نفسك؟ هل تتصدق علي يا هذا؟ قد تبدو لك هذه المبالغ التي تدفعها تافهة لا تكفي حتى لشراء بذلتك الأرماني هذه ... لكن....
قاطعها مصححاً: انها "هاكيت" وليست أرماني
بدت وكأنها ستخنقه ولم ينكر انه يحب حالتها هذه .. يحب جرأتها وعدم خوفها من شئ.. يحب كبريائها العالية ... يحب روحها المنطلقة .. انها شعلة متقدة من الجمال والشباب والحياة
صاحت: تباً لـ هاكيت...
رفع حاجبه: وام هاكيت وابو هاكيت ؟
نفثت لهباً بدل الانفاس... لكنها لم تعلق... بل استدارت لتخرج ... استوقفها
-كيرا
التفتت اليه هاتفة: ماذا الان؟
-لقد فعلتها لأجلي ليس لأجلك.... لا تعتقدينني شهماً
هدأت قليلاً وبانت الحيرة على وجهها
-لم افهم
نهض من مكانه واكتسى وجهه بالجدية: لقد وعدتكِ ان أحافظ عليك.... لو لم اخرج دانيال من السجن.. كنتُ أحببتكِ ودخلت أنا سجن ضميري...
اتسعت عيناها فظهر اللون الآزرق فيهما.. جميلاً وصافياً
-ما الذي تقوله؟
وضع يده في جيبه ورفع رأسه بشموخ واعترف بصدق: أقول الحقيقة.... وأظنني ساعود الى الاسكا غدا... لقد اجلت ذهابي حتى أتأكد ان امور اختك كلها بخير... واخرجت دانيال ليعتني بكما....
تقدم نحوها فقرأ الارتباك والحزن في عينيها.... وللمرة المليون يتأكد انه فعل الصواب.... كيرا تميل اليه... قد لا يكون بقدر ميله الجنوني نحوها لكنها تميل .. وهذا يجعل ضميره في خطر... يخاف ان لا يستطيع منع نفسه عنها ان لغت هي المسافات بينهما
وعدها: سأعتني بكِ دوماً كيرا.... رغماً عن غرورك ونظرياتك الطبقية المقيتة....
مد يده كأنه سيلامس وجهها فلم تتراجع.... بل لمح دمعة تتلألأ في عينيها ... ارتدت يده عنها قبل ان يلمسها رافضاً اي مظهر من مظاهر الضعف نحوها...
اكمل بحزن: انتِ مهمة جداً بالنسبة لي....
سقطت الدمعة الحبيسة في زرقة عينيها على خدها واخذت خطوة للأمام تقترب دون وعي وهمست: ماتيو
ابتلع ريقه واخذ نفساً عميقا محاولاً السيطرة على ضربات قلبه وجنون عواطفه... واخذ خطوة واسعة للوراء ليعود الى مكتبه قائلاً بطريقته اللعوب وابتسامة ذئبية تلوح على وجهه : لا تقلقي ستسددين الديون من راتبكِ.... هذا يضمن لي انكِ ستبقين في عملك لسنوات طويلة
ضحك كمن القى طرفة لكنها لم تشاركه الضحك... ظلت تنظر اليه بمرارة... ثم استدارت مهرولة لتهرب من امامه وشهقة بكائها تفضحها ... بينما سقطت قبعتها على ارض مكتبه...
نهض من مكانه واتجه نحو القبعة.. انحنى ملتقطاً اياها وابتسم بمرارة محدثاً نفسه: اليس من المفترض ان تتركي لي فردة حذائك الزجاجي؟
وضع القبعة على قلبه : اه نسيت... لستي أميرتي انا!...
......
عادت كيرا الى البيت منهكة... دخلت بسرعة الى الحمام متجنبة مواجهة دانيال.... نظرت الى وجهها في المرآة وانفجرت باكية.... لقد اكتشفت منذ قليل انها تحب ماتيو ميلر... الرجل الغني المغرور الذئبي النظرات، الرجل الذي احب حبيبة اخوه وارسله بسببها للحرب... الرجل الذي يأكل الذنب ضميره وهو يحاول تكفيره بكل طريقة ممكنة، الرجل الذي ساعد اختها دون مقابل واخرج زوجها لأنه كان يخاف على ضميره من تأثير قلبه...... كيف حصل واحبته؟ ومتى؟ ... وماذا عن دانيال؟.... اغمضت عينيها وهي تشهق بالبكاء... كان دانيال صديق طفولتها... لم تعرف أحداً غيره... ومنذ كبرت تعامل معها على انها شئ عائد له وقد تقبلت هذا الواقع فقد دافع عنها كثيراً وحماها من اهل الحي منذ وفاة والديها.... كما انه يشبهها... يشبه يتمها وظروفها الصعبة ولن يتعالى عليها او يشعرها بعقدة النقص التي تلازمها في العادة..... لقد كانت متأكدة من انه الرجل الذي تريده... فما الذي حدث؟ جلست على ارضية الحمام وطوت ساقيها واسندت ذقنها الى ركبتيها وواصلت البكاء........ حدث ماتيو..... ماتيو الذي دخل حياتها فجأة ليقلبها رأساً على عقب... والذي كان يدق قلبها في حضوره بسرعة فسرتها توتراً من فارق طبقتيهما ورأيها المسبق عن الرجال امثاله الوسيمين اكثر من اللزوم والانيقين اكثر من اللزوم والاغنياء اكثر من اللزوم...... لكنها كانت تخدع نفسها ... لقد كان قلبها يخفق لأنها تتأثر به مثل اي أنثى تتأثر برجل يعجبها..... لم تدرك الا متأخراً كم انه يعجبها.... يعجبها لدرجة انها وقعت في غرامه وهي على ذمة رجل آخر....
ربما كان دانيال السبب فمنذ سنتين بدأ يتغير... يرافق رجالاً يشبهون العصابات... يستدين كثيراً... يقوم بأعمال لا تعرفها لكنها لا تستريح لها... ومع هذا كانت تقول لنفسها ان دانيال سيحميها دائما... ولن يصيبها بسوء ابدا.... ما ازعجها حقاً هو كيف استقبل خبر خروجه برحابة صدر رغم علمه ان ماتيو هو من دفع الديون... اليس هذا ماتيو الذي كان يكرهه ولا يطيق عملها عنده... اصبح فجأة السيد ماتيو.. اللطيف المحترم الشهم........ كرهت كيرا ان ترى وجهاً منافقاً لدانيال....
غضبت من نفسها... لماذا تحاول الصاق الذنب بدانيال... لطالما كان دانيال هكذا ... لماذا تعترض الان.... لتكن صادقة مع نفسها... ان دانيال ليس السبب... هي السبب... هي المرأة المتزوجة التي وقعت في غرام رجل اخر.... هي المذنبة....
همست باكية: انه خطأي انا
........
في المساء كان ماتيو يشاهد افلام كارتون مع ادم...... في الحقيقة كان يتظاهر بالمشاهدة بينما عقله سارح في مكان اخر... يفكر بما حصل اليوم....
دخلت عليهما الخادمة... نظر اليها وقال: هل حقيبتي جاهزة؟
-نعم سيدي.... لكن هناك شئ آخر
-ماهو؟
-هناك انسة على الباب تطلب مقابلتك... تدعى كيرا
هب ماتيو من مكانه: كيرا؟
-نعم سيدي
تجاوزها سريعا نحو الباب الرئيسي.... هناك وجد كيرا واقفة بإضطراب...
قطب: كيرا ما الامر؟ هل استيرا بخير؟
هزت رأسها وقالت بإرتباك: نعم... نعم.. لكن.... هل يمكننا ان نتحدث في الخارج
انتابه القلق من حالتها... مشى معها الى الخارج .. نزلا السلالم وعبرا نحو الحديقة...
وقف ماتيو متسائلا بقلق: ما الامر كيرا
بلعت ريقها وبدا عليها الضياع ثم اخيراً كمن استجمع رباطة جأشه همست : لا تذهب
شحب وجه ماتيو... هذا كثير... كثيرٌ جدا على قلبه وضميره معاً....
قال بتوتر: يجب ان اذهب كيرا لقد اخبرتـ....
قاطعته مجتازة مسافة الخطوتين التي تفصلهما ووضعت يدها على قلبه
ورفعت وجهها اليه متوسلة: هذه المرة الأولى التي اتنازل فيها عن كبريائي...... ابقَ مات
تحت يدها كان قلبه يخفق بسرعة من يركض في سباق مارثون... هذا الاختبار بات اثقل مما يحتمل... انه يمر بالجحيم... بل يشعر ان الجحيم نفسها داخله
توسل اليها بعذاب: لا تفعلي كيرا.... الا ترين انني بالكاد اسيطر على نفسي
ابعدت يدها عن قلبه.. واعادت مسافة الخطوتين بينهما....
خطوتين فقط اذا ما تم حسابهما بالمسافة الفيزيائية .... لكن الحقيقة ان مسافة من الفراق.. من المستحيل... من العذاب .. كان تمتد في تلك الخطوتين
همست محاولة استجماع غرورها: ما كان علي أن أحضر
كاد يلكم نفسه .. او يلكم الاشجار حوله... او يلكم دانيال....
قال اخيراً: بالفعل
في غضون لحظات اختفت كيرا من امامه كأنها حلم.. بينما تراجع ليستند الى شجرة ... وفكر.... هذه كفارة الماضي....
................
حين عادت كان دانيال في انتظارها....
-حبيبتي لقد تأخرتي
-لقد احتجت لقليل من الهواء النقي
اقترب منها وتسللت يده الى خصرها وهمس: لقد اشتقت اليكِ
تململت ....
-هل تعشيت؟
همس قرب اذنها: لست جائعاً للطعام
ابتعدت عنه وهي تقول بإرتباك: سأتعشى اذن وحدي
هتف من خلفها بحنق: لماذا ترفضين تقربي منكِ؟
التفتت اليه: انا لا ارفض
صاح بها: بل ترفضين.. هل تظنين بأنني احمق ؟ اشعر بنفورك كلما حاولت لمسكِ.... انتِ زوجتي الان... في السابق كنتي تقولين انتظر حتى نتزوج .. وها قد تزوجنا..... انتِ ملكي
صاحت وقد بدأ كلامه يحطم الباقي من اعصابها: ارجوك توقف... لا اشعر أنني بخير
اقترب منها وقال بحدة: لن اصبر عليكِ طويلاً كيرا....
ابتعد عنها متجها نحو الاريكة المقابلة للتلفاز.. جلس عليها وقال: اعدي لنا العشاء واحضري معه زجاجة البيرة التي في الثلاجة
صاحت: لقد وعدتي ان تتوقف عن الشرب.... هذه الزجاجة الـ كم هذا اليوم؟
رفع نظره اليها وقال: كيرا لستُ في مزاج جيد.... اما الشراب او انتِ.....
نظرت اليه بغضب واتجهت نحو المطبخ ... بينما قال وهو يرفع ساقه على الطاولة: هذا ما ظننته


moshtaqa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-17, 06:05 PM   #1970

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

****************
شعور غريب بالخواء كان يلاحقه منذ رفع رأسه عن الوسادة ذلك الصباح ليجد ورقتها الشبيهة بالصفعة تستلقي مكان رأسها الذهبي على الوسادة المجاورة... كان عليه ان يعرف ان أرورا لن تغفر له قلة الإحترام التي وجهها لها... كبريائها اكثر عنفواناً من ان تفعل... لقد أثبتت له بأكثر الطرق فاعلية عدم برودها... داعب بيده شعر الدمية الصغيرة وهو يفكر شارداً كيف انسابت بين اصابعه برقة ... كيف همست بإسمه كأنه الرجل الوحيد في العالم... كيف تجلّت بين ذراعيه امرأة تختصر الأنوثة ... كيف حدث وظن انها شاحبة؟ كيف حدث وظن أنها باردة؟...... ها قد ذهبت أرورا... ومن يلومها... يدرك الآن بعد ان عرف عن قرب شخصيتها كم ان هذا الزواج يبدو مهزلة كبيرة بالنسبة لها..... انتبه من شروده على صوت هاتفه يرن..
-هل من جديد؟
-نعم سيدي وجدنا السيدة اليانور، تقيم في باريس في الوقت الحالي...
-حسناً أرسل الي العنوان ورقم الهاتف ان وجد
-حصلت فقط هاتف البيت الذي تسكن فيه سيدي
-لا بأس به
انهى كايل الاتصال وهو يبتسم... لربما لن يستطيع ان يعوض أرورا عن تصرفاته الحمقاء في الفترة السابقة ولكنه على الأقل سيتلافى رفضه لوضع الشرط الذي ارادته في عقد الشراكة ووجد لها والدتها ... بحث عن اسمها في هاتفه لكنه تردد ولم يضغط زر الاتصال..... فكر قليلاً... ستكون هذه فرصة ليعرف إن كانت أرورا مستعدة لبداية اخرى معه ...
بعد قليل وصله العنوان ورقم الهاتف في بريد الكتروني... دون تردد اتصل بالهاتف... بعد رنات قليلة تلقى اجابة من صوت سيدة تقول بالفرنسية: تفضل
حدثها بالفرنسية التي يجيدها بطلاقة: مرحباً.. هل يمكنني محادثة السيدة اليانور
-انا هي
قال بالانجليزية: سيدتي تشرفت، انا كايل ميلر، زوج ابنتك أرورا
هتفت السيدة بإنفعال ولهفة: هل تزوجت أرورا؟
-نعم ، وقد كانت تود بالتأكيد حضورك لكن بما ان الظروف لم تسمح فـ.....
وترك جملته معلقة
فردت بخيبة: افهم افهم
-لكن الامور تغيرت ووعد والدها انه لن يتعرض لك اذا ما عدتي... لذا سأعطيك رقم هاتف شركتي... كلميها وارجو ان لا تقولي انني أنا من اتصل بكِ... فقط قولي لها أنكِ عرفتي بزواجها من كايل ميلر واخذتي رقم الشركة مخمنة انها من الممكن ان تكون هناك ... هذا شرطي الوحيد
كانت انفاس السيدة اليانور تصله عالية وقد شعر بإثارتها وعدم تصديقها...
اخيراً قالت بصوت دامع: سألتزم به بالتأكيد... شكراً لك بني... شكراً لك
-ابنتك سيدة اليانور امرأة قوية... لقد فعلت كل شئ لتستعيدكِ
انفجرت السيدة اليانور باكية غير مصدقة انها اخيراً سترى بناتها ... شعر كايل بالتعاطف معها...
فقال برقة: لا تبكي ارجوك...وبالمناسبة ربما لن تجدي أرورا في الشركة لذا فأطلبي رقم هاتفها الشخصي.. سأعطي تعليماتي بالسماح بذلك.. فقط قولي لهم اسمكِ... والان هل يمكنك الان ان تسجلي رقم الشركة؟
من بين دموعها قالت بلهفة: بالتأكيد لحظة فقط
انهى كايل الاتصال وهو يتنفس بعمق ثم اعطى تعليماته لسكرتيرته ان توجه اوامره لقسم الاتصالات في الشركة لاعطاء رقم الهاتف الشخصي لأرورا للسيدة اليانور ان طلبته مؤكداً ضرورة عدم الافصاح عن هذا الامر ابداً..........
شعر باحساس غريب بين السعادة والترقب... ترى هل ستعود له أرورا بعد ان وجدت والدتها؟ ... نظر الى الدمية الأصغر حجماً من كف يده ... وتسائل عن سبب رغبته في عودة أرورا.... أليس هو من قال لها انه يحب تارا وان هذا الحب ثابت وابدي؟ فماذا حصل؟ .... هل هو ضعيف هكذا أمام رغبة جسده بحيث تغير رأيه مجرد ليلة قضاها معها..... هز رأسه... انه يكذب على نفسه.... جسده ليس له علاقة بالامر... انها القطع الناقصة التي كانت توتره في شخصيتها... والتي اكتشفها واحدة تلو الأخرى فأثارت اعجابه الشديد نحوها... لا ينكر ان جاذبيتها الجسدية وليلتهما تلك كان لها دور رئيسي في رغبته بعودتها... لكنها ليست كل شئ... ان ارورا باتت تثير فضوله لإكتشاف المرأة الحقيقة التي تسكنها .. لا التي تتظاهر بها أمامه.... أرورا لغز قلبه الذي يود كثيراً ان يحله..... نعم هو يريد أرورا بكل الطرق الروحية والجسدية.....
مع هذا الاعتراف رفع كايل رأسه بحدة يسأل نفسه.. وماذا عن تارا؟ .... شعر بتخبط في مشاعره.... أليس يحب تارا؟ اذن ماذا عن أرورا؟....قطب... ما هذه الفوضى الشعورية التي تعتريه.... نهض من مكانه... وقد ادرك انه لن يستطيع العمل ... عليه ان يخرج لاستنشاق بعض الهواء... وهكذا فعل... غير انه وجد نفسه بعد اربعين دقيقة يقف اما مبنى شركة السيد ستيفنسون.... ما الذي جاء به الى هنا؟ اعترف لنفسه انه جاء ليراها..... كانت الاعمال المشتركة بين العائلتين حجة جيدة بما فيه الكفاية ......
تعمد ان يمر بمكتبها لعله يجدها... لكن لخيبة امله فالباب كان مغلقاَ... رمق الباب بحقد وواصل طريقه ليجدها في اخر الممر تسير نحوه.... خفق قلبه بقوة... كانت ترتدي فستاناً ضيقاً من اللون الأسود بأكمام طويلة.. غير انه قصير جداً فأظهر طول ساقيها... ودون وعي وجد نفسه يتذكرها بفستان النوم وساقها تظهر منه بإغواء... ذلك الثوب الذي وجده مرمياً على المقعد بأهمال في الصباح حين استيقظ ولم يجدها....
كانت تبدو لعينيه الان جميلة... واثقة... تسير وكأن الأرض ملكها... وشعرها الذي التف حوله تلك الليلة كان مربوطاً الى الخلف بتسريحة الكعكة المنخفضة التي يكرهها....
كعبها اصدر صوتاً موسيقياً في الممر الخالي الا منهما... اعترف لنفسه انه افتقدها.... توتر جسده متذكراً لمستها... توتر قلبه متذكراً همسها بإسمه... لكنه سار نحوها بثبات يشابه ثباتها....
نظرت اليه نظرتها الزرقاء الهادئة.. والتي بات يعلم جيداً كم من العواصف تخفي خلف زرقتها...
بادرته: مرحباً كايل
كانت تقول اسمه بصرامة خلاف الطريقة التي همست به تلك الليلة.... كاد ان يقول لها ما يفكر به ... لكنه تراجع مجيباً اياها بإعتيادية
-مرحباً أرورا... جئت لرؤية والدكِ...
-إنه في مكتبه.... عن اذنك
عبرته شامخة ... ولم يوقفها.... فقط عذب نفسه قليلاً برؤيتها تسير متجاوزة إياه ... ليلتفت بعدها مواصلاً طريقه
..............
دخلت أرورا الى مكتبها والقت نفسها على اول مقعد امامها مقطوعة الأنفاس.... يا الهي.... لقد رأته لتوها.... رباه كم اشتاقت اليه... لم يكد ينقضي يومان على تركها البيت... يومان عبرت فيها فوق نار الشوق بقلب احترق حتى غدا رماد....
عذبت نفسها بكايل وبأقسى طريقة.... شنقت قلبها على باب كبريائها... ذهبت اليه بنفسها... اعطته بالكبرياء كلما ارادت ان تعطيه له يوماً بالحب.... لقد سرق منها اول مراتها... سرقها بأكثر الطرق جمالاً ورقة.... لم تكن تحلم ان كايل يملك كل هذه العاطفة... ولكن بدل ان يسعدها هذا فقد اتعسها... ان كان لا يحبها واغدق عليها كل هذا الكم من الدفئ فكيف يفعل اذن مع المرأة الأخرى التي يحب؟...
حين دخلت عليه تلك الليلة كانت تدخل بدافع الكبرياء... بدافع الانتقام لنفسها... غير انها انتقمت من نفسها قبله... كل لمسة مرت بها فوقه... كل قبلة طبعتها على بشرته... كل همسة نطقت فيها اسمه خرجت من قلبها مثل عذاب... في لحظات الضعف تلك كان قلبها يستجديه ان يحبها... ان يشعر بها.... لكنها ما بين حين واخر كانت تصغي لصوت عقلها الذي يراقب الموقف حاملاً راية الكبرياء... يذكرها انها بين يديه لتعطيه في سبيل ان تأخذ منه... أن تمنحه لتصفعه بدفئها كما انهال على قلبها ضرباً بسوط برودته...
لقد كانت محقة حين ظنت انها ستدخل تلك الغرفة بقلبها وكبريائها وستخرج واحدهما ميت.... ها قد ثأرت لكبريائها ... وقتلت قلبها... قلبها الذي يوسوس لها ان تعود اليه... كما وسوس اليها قبل لحظات ان ترتمي في حضنه... ان تقترب فتستنشق عطره...
ارتفع رنين هاتفها .. اجابت بشرود دون ان تنظر الى الرقم
-أرورا ستيفنسون تتحدث
-أرورا
انتفضت ارورا واقفة وهي تهتف: ماما؟!!!!!
....................
في اليوم التالي دخلت عليه أرورا المكتب بينما كان منكباً على قراءة بعض الأوراق.... رفع رأسه وتفاجئ بوجودها
-أرورا؟
تقدمت لتقف امام المكتب وقالت ببرود: والدتي اتصلت بي.... لقد وجدتني عن طريق معرفتها بزواجي بك...
ابتسم وقد خفق قلبه .. لقد جائت تخبره... هذا يعني انها ستعود اليه... هذا يعني انها ربما ترغب به قليلاً... شعر لحظتها بالنصر المطلق.... وتوترت اعصابه اثارة.... هذا اليوم ستبيت أرورا تحت سقف بيته واللعنة عليه ان جعلها تبيت وحيدة....
اخفى ما يعتمل بصدره وقال دون ان ينزع الابتسامة عن وجهه: هذا رائع .. مبارك... سعيد جداً لهذا الخبر
رفعت رأسها ونظرت اليه كمن ينظر من برج عالي الى رعيته: أحببت ان أخبرك بنفسي بعودتها حتى لا تتفاجئ...
صمتت لثواني ثم اضافت: والدتي لم تعد بفضل أبي.... شرطه معي ملغي... لذا فطلاقنا قائم
هبط شئ ثقيل كالحجر فوق صدره... قطب... يا لحماقته ... لقد ظنها ستعود اليه ..... لكنها وجدت لنفسها مخرجاً جيداً....
انتابته رغبة ان يكشف لها الحقيقة.... لكنه لم يستسلم لرغبته... هو لا يريدها بشروط واتفاقات....
اكملت غير عالمة بما يجول في صدره: يمكنك ان تطمئن... الاطلاق سيحصل مهما كان.... بإمكانك ان تواصل علاقتك مع حبيبتك دون معوقات
بالتأكيد... بالتأكيد!...... أرورا لن تعود.... ايها الأحمق... كاد يلكم نفسه... كيف ظنها قد تعود اليه برضاها وهي تعلم بعلاقته مع امرأة اخرى.... لماذا يتصرف كأن تارا غير موجودة.... كأن العائق الوحيد بينهما هو ارادتها؟ ...... هل باتت تارا غير موجودة فعلا؟
دون ان تنتظر تعليقه القت عليه (نهارك سعيد) بتعالي وخرجت.....
نهض كأنه يريد اللحاق بها... ووقف في منتصف الطريق الى الباب ... وسأل نفسه بحيرة... من يريد؟ تارا ام أرورا؟


moshtaqa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.