شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة *

[najla1982]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند ص

حبيباتي جدا جدا اسفة على الانقطاع وكان بسبب هطول أمطار غزيرة جدا في العراق تسببت بانقطاع وتعطيل التيار الكهربائي وفيضانات رهيبة
حتى شبكة النت انقطعت انقطاع عام
أن شاء الله أنزل الفصل العاشر اليوم بعد إتمام طباعته
تحياتي ومودتي

الله يحميكم و يحفظ العراق و اهله و بقية الدول العربية المتعرضة لموجة الفياضانات...الله يتلطف فينا...في انتظارك هنودة

[هند صابر]

شيء من الندم

الفصل العاشر............

و اجهشت بالبكاء و عانقتها جميلة قائلة بأسف و همس: "ادرك شعورك....... اعلم بمعاناتك كل لحظة تمر صدقيني........... انا افهمك و مستاءة ربما اكثر منك"
هي و بانهيار: "ليتني قادرة على قتله.......... كم اشتهي ان اغرز سكينا بقلبه و امزقه بيدي........... ليتني قادرة لأخلص الناس من شره"

بعد مرور اسبوع........ كان في بيتهم عمومتها علوان و ناصر و فخري فقد جائوا للزيارة كعادتهم كل فترة للتجمع في بيت احدهم و كانوا امثال شعلان فقراء ليس لهم الا الاهتمام بعوائلهم و ستر انفسهم من اغضاب ال مالك و كانت سعاد واقفة عند باب المطبخ تنصت اليهم عندما قال علوان بضجر: "هرج و مرج و ضوضاء في قصر الشيخ فخري شقيق الشيخ علام اذ الليلة حفل زفاف ابنه المصون سيقيمون الحفلة في مزرعة الفردوس لأتساع مساحتها و جمالها............. و ستكون هناك مأدبة عملاقة لفقراء و مساكين الارياف و الدعوة عامة"

قال ناصر باستهزاء: "يالكرمهم .......... لا ينامون حتى يطعموا العامة لا يهمهم سوى اسعاد المساكين"

قال فخري: "اللعنة عليهم هم و اولادهم و احفادهم.......... الان لنتكلم بالموضوع الاصلي الذي اجتمعنا من اجله............... انت تعلم يا شعلان اننا نريد بناتك.............. اولادنا يتقاتلون عليهن و يكادون يحترقون كلما سمعوا من الناس انهن مرغوبات من قبل الكثير من شباب القرية............. نحن اولى من الاغراب يا شعلان"
التفتت الى جميلة التي كانت منهمكة بتنظيف الاواني و كذلك امينة التي كانت مستغر قة بتنظيف الطيور و غسلها و قالت بهمس: "فتحوا ذلك الموضوع مجددا" و عادت و استرقت السمع عندما قال شعلان و بهدوء: "ذلك اكثر ما اتمناه لكن............ لا احب اجبارهن على الزواج"
قاطعه ناصر: "على الاقل اعطنا وعدا انك لا تعطيهن لغيرنا.............. كلمة وعد نلزمك بها"

شعلان و بتردد: "حقيقة لا استطيع............ ربما"

علوان و بغضب و هو ينهض: "انت لا تريد ذلك.............. ربما كما سمعنا......... تفكر بتزويجهن من رجال اغنياء او من رفاق مجاهد......... يا شعلان انت تريد المقاطعة بذلك............. و اعلم جيدا انك لو لم تعطيني سعاد ليحيى فأنا بدوري لن اعطي عفاف لمجاهد............ مجاهد يريد عفاف و تكلم قبل ايام بهذا الموضوع امام يحيى"

ناصر و بصرامة: "و بما انك رفضت ابني عندما تقدم لخطبة سعاد مرتين فأنا اليوم اريد جميلة له"

خرجت امينة لتوظيب المائدة و قالت سعاد بهمس: "انهم جائوا لخطبتنا هذه المرة بصفة ر سمية و علنية.......... عمي ناصر يريدك لأبنه عدنان يا جميلة"

جميلة و باصرار: "لن اتزوج بحياتي سوى.......... فوزي"

التفتت اليه سعاد و بيقيت تتأملها........... جميلة و هي تترك ما بيدها: "كنت تسخرين مني سابقا لحبي لفوزي لكن ارأيت من هو ذلك الرجل و كيف وقف الى جانبنا بمحنتنا؟......... فوزي اثبت رجولته و شهامته و كتم امرنا و ساعدنا كثيرا يا سعاد......... انه ساعدنا بدون مقابل ادركت الان انني محقة عندما اجده مميزا و شهما و غيورا؟"

ابتسمت سعاد ببهوت و قالت بتفكير: "نعم صحيح كنت ساذجة و غبية.......... ان الطبيب فوزي يستحق حبك........ انت محقة انه غيورا و خلوقا و انا مدينة له"

ثم تنهدت و قالت بضيق: "عمي علوان وضع العقدة في المنشار و اشترط زواج يحيى بي حتى يعطي عفاف لأخي............ انهم يضغطون على ابي كثيرا و هو لا يريد ان يجبرنا على شيء.......... الكارثة ستحل يا جميلة لو وافق ابي على زواجي من يحيى......... ماذا سأفعل حينها؟"

عند المساء كانت الموسيقى و الغناء و اصوات الاحتفال تخترق سكون الارياف و هب الفقراء جميعا الى هناك و كانت الليلة هي ليلة افراح ال مالك و سمرهم في حين عائلة غانم منكوبة و عائلة شعلان متضررة.

جاء مجاهد من الخارج و دخل الى حجرتهم و غير ملابسه و صفف شعره و كأنه متأهب للخروج في امر مهم...

سألت جميلة الى اين مقصده فأجاب بحزم: "الليلة سنتقلد السلاح و نحمي حدود ال مالك"

قطبت سعاد جبينها و قالت و هي تقترب منه: "الا ترى يا مجاهد انك تناقض نفسك بفعلتك هذه؟......... من جهة تعلن العداء و تحرض الناس على التظاهر ضدهم و من جهة اخرى تريد العمل عندهم و حماية مصالحهم و اراضيهم!........ كيف تفكر يا اخي؟........ تعلم يا مجاهد ماذا سيطلق الناس عليك عندما يعلمون بالتحاقك بهكذا عمل؟............ انت و رفاقك الذين تريدون العمل لدى ال مالك ستسمون المرتزقة............ متزقة ال مالك و سيمقتكم الناس"

التفت اليها بغضب و قال بغيض: "طيلة اعوام و انا مجاهد ابن الفلاح شعلان الغاضب المعادي لآل مالك المعترض على الظلم و الجور......... ماذا اطلقوا علي الناس يا ترى؟............... كلما بذلت قصارى جهدي لتشكيل قوة رادعة لأولئك الظلمة الاوغاد هربوا الناس و انفضوا من حولي كالجرذان كلما لاحت لهم مصابيح سيارات ال مالك و اسلحتهم............. هذه المرة اريد ان نكون انا و رفاقي مرتزقة.............. و الوقت القادم كفيل باصلاح الخلل الحاصل بهذه الاراضي و سيأتي يوما و ستفهمين ما اعنيه"

ابعدت بصرها و هي غير مستوعبة ما يفكر به مجاهد انه مستاء جدا من موقف الفلاحين و ضعفهم و لا تعلم ما الذي يريد الوصول اليه بالضبط بعمله عند ال مالك؟

رمى بالمشط بغضب على الارض و قال بملامح ملتهبة: "لتوي رأيت اهازيج و افراح ال مالك و اولادهم يشربون الخمر و يرقصون و يضحكون ملأ افواههم لأنهم اسياد الناس هنا تتعالى ضحكاتهم في الوقت الذي اسمع فيه بكاء ام شاهين و اهله يتردد على مخيلتي و غير شاهين كثيرا من ذهبوا ضحايا غدرهم..... انا نذرت نفسي......... اما اموت بشرف و اما الحياة بكرامة"

عضت على شفتها و تأملته مطولا ثم قالت بضعف: "الا تفكر ماذا سيحل بنا لو قتلت؟........ الم تفكر بأمك و حالها؟"
اتسعت عينيه الجميلتين و قال بانفعال: "اطمئني لن اموت يا اختي...... لن اقتل على الاقل لفترة بعد............. ذلك الوغد داغر الذي تهجم قبل ايام على بيتنا و ضرب على صدري لتحذيري و اذلالي و اطلق الرصاص في حرمة بيتي و احرق يد امي بالشراب الساخن و سخر من ابي رأيته قبل قليل يرقص مع اخوته و اقاربه و يضحك بسعادة و بطش فقد اثار جنوني و غلي دمي......... هذا الجبان يعتبر نفسه اسدا في غابة و لا احد يستطيع ان يطأ عرشه............ سأثبت له يوما ان انهيار عرشه كله سيكون على ايدي شباب لطالما احتقرهم........... لم اقتل الان فأن داغر يظهر جانب اللين معي هذه الايام و ادركت انه يود التقرب مني لغرض في نفسه............... و ادركت ان امساك عنق الاسد لا يكون الا لشخص يكون موضع ثقة و امانة بحيث يدخلوه الى ذلك العرين بأيديهم"

شهقت و نظرت الى جميلة و عندما خرج قالت بقلق: "ان هذا المجنون لا يهدأ حتى يفعل ما في رأسه"

دعت جبينها بقوة و امسكت رأسها و هي مرتمية في السرير و ضغطت على اسنانها اذ لا تستطيع النوم ككل ليلة منذ حدثت تلك الحادثة و كل ليلة تحلم بكابوس اسمه داغر.

ضغطت على الشر شف بيدين متوترتين و صوت مجاهد يتردد على اذنها و يغيضها عندما وصف لها سعادة ذلك الوغد هذه الليلة و طغيانه.

غدا سيقتل مجاهد لا محالة و سيموت شعلان من تلك الصدمة و تثكل امها بذلك الولد الثائر و هي اغتصبت و سلبت من قبله.......... كل شيء حصل و سيحصل بسببه هو ذلك اللعين.
اعتدلت و مررت يديها على عنقها و هي تشعر بالاختناق ثم نهضت و اسرعت الى المطبخ و غسلت يديها و وجهها و نثرت الماء على عنقها و صدرها و هي تستمع الى اطلاق النار بالاحتفالات الساهرة........ تلاحقت انفاسها و شعرت بالغثيان و من شدة انفعالها و غضبها داهمها القيء و اوجعتها معدتها........ رفعت رأسها و تنفست بصعوبة و هي تمسح على وجهها المتعرق ثم اتسعت عينيها على اشدهما تدريجيا و هي تنظر السكين اللامع المعلق على الجدار......... ضاقت عينيها و هي تسحبه و تلمسه ثم ارتجفت يدها عليه و فكرت.............. الليلة في زحمة الناس و تلك الفوضى ستنال من حياة داغر......... ربما تستطيع الدخول بين الناس و بدون ان يشعر احدا بها تقضي على حياته و تخلص الناس منه.

لن يعرفها احد و لن يستطيع الامساك بها احدا اذا استطاعت التصرف بذكاء و حذر و ان وجدت الامر صعبا عليها ان تعود و تتراجع عن قتله....... ربما الله يساعدها و يتيح امامها فرصة الثأر لنفسها منه فهو مجرم و فاسد و الله سيمكنها منه......... ربما هو و رجاله حذرين من الرجال فقط و لا يشددون الحراسة ضد النساء لاسيما البائسات من امثالها.

شقت طريقها في ظلمة الليل الساكن و اكثر البيوت خالية لحضور الحفلة و المأدبة المجانية فالناس جياع من سطوة و احتلال ال مالك لأراضيهم و خيراتهم.

هرولت في الشوارع الضيقة و يترآى لها انوار و مصابيح بعيدة كثيرة تنير مزرعة الفردوس الضخمة العائدة لآل مالك.

تعبت بسرعة و بدت لاهثة الانفاس و اصابتها الوخزات و الالم في معدتها و خففت من سرعتها حتى اقتربت من المزرعة و وصلت.

سارت قرب الاسوار المحيطة و القضبان الضخمة المحيطة بالمزرعة و تطلعت الى جموع الناس و الازدحام الكبير بالداخل ثم التفتت جانبا لتجد سيارات ال مالك و حراسهم منتشرين حول المزرعة من على بعد ليرصدوا اي حركة غريبة او تمرد ما يسترعي الانتباه.

كان للمزرعة باب وحيدا عملاقا ليس لها مدخل اخر و ذلك ليروا من الداخل و الخارج الى هذا المكان من الناس امام عينهم.

باب كبير يحرسون عنده رجال اشداء و مسلحين كيف لها الدخول وحدها امامهم؟........ ربما تعرضت للمسائلة و التفتيش.

بقيت واقفة و تتطلع عبر القضبان الى الداخل حيث تعم الاجواء المبهجة و الرقص فكان حفلا ضخما جدا و سمعت من الحراس ان مأمور شرطة المقاطعة هنا مدعو من قبل الشيخ جاسر حيث تربطهم به علاقة وثيقة, هزت رأسها بأسف و ابتسمت بمرارة فقد علمت ان الابن الاكبر لجاسر زوجا لأبنة المأمور اذن من اين تأتي العدالة ان كانوا يناسبون المأمور شخصيا؟....... من هنا ادركت عدم فعالية مركز الشرطة في هذه المناطق و تركها بيد قبيلة مالك الغاصبة.

يبدو ان جاسر الثعبان يفكر بذكاء و حيطة عندما اخذ ابنة المأمور و ذلك ليكسب القوة و الثقة امام الناس و يستبد دون ان يحاسبه احدا.

لمحت عائلة فقيرة مقبلة للدخول فأسرعت و انضمت اليهم بعد ان رمت السكين من خلال الاسوار الى الداخل.
دخلت معهم على انها واحدة من افراد العائلة الكبيرة و هكذا لم يركز عليها احدا.

في الداخل كانوا الفلاحين و الفقراء الحال مفصولين عن الاسياد الطغاة بحاجز شفاف شائك فأنضمت الى فئة امثالها و ركضت الى المكان الذي رمت به سكينها ثم اخفته بحزام تنورتها السوداء الطويلة و التفتت هنا و هناك ثم استقر بصرها الى جهة اولئك المترفين الذين لا يعرفون للمعاناة وجها و لا للبؤس و الفقر معنى و رأتهم كيف يستمتعون بوقتهم.

نساء و رجال يرتدون افخر الثياب و تنبعث منهم افخر العطور....... نساء تتزين بالحلي الباهضة فالقسم الاكبر مدعوين من المدينة حتى ان لباسهم و هيئتهم تختلف عن السائد هنا.......... كانوا باعمار مختلفة لكن الاغلبية كبار في السن بعض الشيء و قد عزل عنهم بجهة اخرى مكان يضم الشباب من رجال ال مالك اولاد الشيخ جاسر و الشيخ علام و اصدقائهم و كانت ضحكاتهم تتعالى و قد جلبوا لهم الغواني و الراقصات الخليعات.
سارت عبر الظلام و هي تمرر يدها على الفاصل لتقترب من ذلك المكان الذي يضم اولئك الرجال الفاسدين.
ضاقت عينيها و اشتدت اصابعها توترا على الحديد الشائك و هي تراقب مرحهم و كان احدهم و هو اشبه بداغر الى حد ما يلقي بالطرف الغير مهذبة و الاخرون غارقين بالضحك و يصفقون و يتمازحون مع النساء اللواتي جائوا بهن باموالهم للاستمتاع معهن هذه الليلة.............. يا لعبثهم و طغيانهم.

بحثت عن داغر بعينيها المتعبتين حتى وجدته و زمت شفتيها و هي تراقبه انه مغرور بشبابه و جماله و يظن انه قادر على كل شيء و يملك من يشاء و ما يشاء و لا احد يستطيع مجابهته........... يستمتع بوقته على اتم وجه و لا يعلم ان الموت ملاقيه الليلة ستغرز السكين بصدره و تقتلع قلبه و لا شيء سيمنعها من ذلك الليلة.

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة najla1982

الله يحميكم و يحفظ العراق و اهله و بقية الدول العربية المتعرضة لموجة الفياضانات...الله يتلطف فينا...في انتظارك هنودة

الله يسلمك و يوفقك حبيبتي و يسمع منك اشكرك على مشاعرك الطيبة

و اليك الفصل الجديد من الرواية وارجو ان يكون عند حسن الظن

[فاطمه توتي]

تطورات كبيرة خلال الفصل ------------مجاهد بدأ يرسم خطط بعيدة المدى للايقاع بالطغاة -------الخطوبة وما سيحدث هل سيضطر الاب للموافقة وما موقف الفتاتان ؟ سعادوالشعور بالغثيان هل هي حامل ؟ واخيرا مبادرة سعاد ومخاطراتها بالذهاب الى الحفل ومحاولة قتل داغر ---------فتاة شجاعة تساوي الف رجل -سلام يا قمر وشكرا على التعب وان شاء الله تسلم العراق من كل شر

[soha faez]

حبيبتي انتي من العراق بنت بلدي كولش احب روايتك رائعه

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73

هذا طلبك حبيبتي وان شاء الله يعجبك اختياري

عزيزتي كاردينيا موفقة بالاختيار خاصة صورة البطل فكان انطباعك عنه قريب اشكرك على تعبك معي و يسلم ذوقك و عاشت ايدك

[soha faez]

الاحداث مثيره اللله على ابداعك

[مها ع]

اهلا عزيزتي هند
الفصل هذاا رووعه بس قصيير توقعاتي ..
ما اظن سعاد راح تقدر تسوي شي واظنها راح تتراجع عن اللي تبي تسوية او انها تقترب منه وهو يشوفها اتوقع واحد من الاثنين زواج البنتين في توقع في راسي يقول انو داغر راح يمنع هالزواج ���� وبالنسبة لمجاهد فتفكيرة خطير ولو اني ما ابي يأذي داغر ���� وبس عجبني هالفصل كثيبر وبأنتظار الفصل القادم وياريت تطوليه شوي ...

ودمتي بود
اختك جووري ....

[d2000]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soha faez

حبيبتي انتي من العراق بنت بلدي كولش احب روايتك رائعه

اشكرك اختي الحبيبة على مشاعرك الطيبة و رأيك بروايتي اسعدني