آخر 10 مشاركات
الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          106 - سيد الرعاة - مارغريت روم - ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          1056 - الفتاة المتمردة - كارول مورتيمر - دار م. النحاس (الكاتـب : Topaz. - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2153Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-16, 04:09 PM   #5401

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


الفصل الخامس عشر

فتح رضا باب شقته فيخطو للخارج واسيا في اثره بينما يقول لها بهدوء


" سأذهب لأكلم امي الآن .. و ربما اذا سارت الامور كما اتوقعها سنذهب لخطبة رباب رسميا هذه الليلة .."

عينا اسيا تجاوزتا كتفي زوجها ناحية بيت والدها المقابل فتتركز على شباك غرفة رباب فتتمتم ببعض التوتر

" فليفعل الله ما فيه الخير .."

شعر بتوترها والضغط على اعصابها فسأل بتفهم

" لم تكلمي رباب حتى الآن اليس كذلك ؟"

رددت اسيا وهي تعيد نظراتها لوجه زوجها

" لا .. لا أنا ولا حبيبة ولا حتى امي التي تعيش معها بنفس البيت استطاعت الامساك بها والتكلم معها بجدية .. انها فتاة صعبة حقا عندما تشاء .."

تبسم رضا يخفف عنها ببعض المناغشة

" ربما ما حصل كان الحل الامثل لحالتها الصعبة .. "

تنهدت اسيا وهي تقول " تتكلم كحبيبة .. انها في قمة الاثارة والتشويق لان رباب مجبورة على القبول بالخطبة .."

شردت افكار رضا للحظة وهو يلتفت للخلف فيحدق ببيت يونس العطار لكنه على خلاف زوجته لم يوجه نظراته لشباك غرفة رباب بل الى الشباك في الزاوية حيث غرفة صغرى القوارير ... رقية ..

قال رضا وافكار غير مريحة تعبث بعقله

" وماذا عن رقية ؟! تبدو غريبة الاطوار ..الا ترين اعتكافها في غرفتها غريب ؟! ووسط كل هذه الاجواء تبدو منعزلة او منشغلة عنا جميعا .. الخالة ابتهال تقول انها حتى لم تذهب لجامعتها هذا اليوم .."

زمّت اسيا فمها تخفي امتعاضها من رقية ..

لاتعرف هل هي انانية منها ولا تفكر بما تمر به العائلة ام انها غيورة من رباب لانها تسرق الاضواء بما حصل من احداث متسارعة خلال اليومين الماضيين ...

قالت اسيا اخيرا وعيناها تلمعان بالعزم

" اجل .. هذه الفتاة تثير حيرتي .. لكني سأتفرغ لها حالما ننهي مشكلة رباب .."

أطرق رضا برأسه ثم استدار وهو يلقي السلام لزوجته .. لكنه لسبب مجهول يشعر بالقلق على بيت العطار .. هناك حدس او ألهام يخبره ان الامور هناك ليست على ما يرام ..

كانت اسيا تغلق باب شقتها عندما لمحت سيارة حبيبة تخرج من مرآب بيتهم فتعجبت وهي تنظر لمن يرافقها بالسيارة وتقول

" حبيبة وشذرة ! ترى الى اين تذهبان ؟!"




على ناصية الشارع قريبا من النهر ..




تجلس حبيبة في مقعد السائق بسيارتها تنظر بإشفاق وتعاطف الى شذره الجالسة جوارها وهي منهارة في موجة بكاء شديد...

كانت قد اخذتها في جولة بالسيارة لتتكلما بحرية حتى اوقفت حبيبة السيارة على جانب الطريق لتحاول تهدئة شذرة التي تبكي بحرقة .. قالت لها اخيرا وهي تقدم لها علبة المناديل الورقية لتمسح وجهها " لاتبكي شذرة .. انت لم ترتكبي اثما لايغتفر .. حتى وان اخطأتِ في الاتصال به لكني اتفهم احتياجك اليه و ضعفك لتفعلي ما ترينه خطأ.."

غامت عينا حبيبة وهي تتذكر الماضي عندما كانت بعمر شذرة تحديدا فأضافت بينما بكاء شذرة يهدأ

" انا مررت بفترة ضعف مشابهة في سنك .. كان بعد.. وفاة ابي .. كنت اتخبط في الغضب والافتقاد .. وارتكبت حماقات لاتحصى وآذيت اعز الناس لدي .. امي ..."

رفعت شذر عينيها الباكيتين لحبيبة تنظر بعجب .. لم تتوقع ان احدى بنات عمها يونس يمكن ان يؤذي الخالة ابتهال .. انها امرأة صالحة وأم متفانية ..

مسحت انفها بخجل من هذا الانهيار وقد شعرت بالتحسن بتفريغ كل هذا الذي تختزنه ولم تستطع البوح به لاحد من قبل ...

قالت حبيبة اخيرا بابتسامة رقيقة " هذا افضل كثيرا يا فتاة .. الآن احكي لي من البداية ما حصل مع هذا الشاب المعجب .."

تورد خدا شذرة بينما تفكر ان مهند لا تراه شابا ابدا .. انه رجل .. ناضج !

عبرت عن افكارها بصدق قائلة لحبيبة

" انه .. ليس شاب تماما .. اقصد انه ليس في العشرينات .. قال لي ان عمره ستة وثلاثون .."

بعض القلق ساور حبيبة عندما علمت عمره .. انه حقا ليس بشاب وهذا لوحده مقلق ..

ما الذي يجعل رجل مثله يشاغل فتاة صغيرة؟

قد يكون ينوي اغواءها بالتدريج والصبر ..

كصياد ماهر يجيد الايقاع بالفتيات الصغيرات العديمات الخبرة كشذرة ..

أخفت حبيبة قلقها بمهارة بينما تحث شذرة بابتسامة لطيفة لتكمل

" حسن .. احكي لي من البداية كيف التقيتِ به وما اسمه بالمناسبة ؟"

ردت شذرة والتورد يزداد على خديها

" لا اعرف الا اسمه الاول .. مهند .."

للحظة تجمدت حواس حبيبة ...

مهند ؟! وعمره .. ست وثلاثون ؟!

احساس بارد سرى في عروقها واوشكت ان تسأل شذرة عن شكله لكنها تراجعت في آخر لحظة ..

نظرت لوجه شذرة وقد بدت متماسكة بشق الانفس .. الفتاة منهارة وهي ستزيد الحمل عليها اذا جعلتها تشك بهوية من تحب ..

ثم لماذا هذا التخوف ؟!

الا يوجد الا مهند واحد بعمر السادسة والثلاثون؟!!

لكن الاحساس القابض لصدرها يأبى ان يخفت .. هل هي حقا مجرد صدفة ؟!

لم تعد حبيبة تبذل جهدا لرسم ابتسامة فعقلها ابتدأ بضخ تصورات لاتنتهي لتحسمها حبيبة بالقول المتساءل

" تقولين انه ينتظرك غداً لحسم الامور ؟"

ردت شذرة ببعض الارتباك " نعم .."

فقالت حبيبة وعيناها تلمعان بروحها النارية

" اذن سنذهب معاً .. "

ابتسامة امتنان شعّت على وجه شذرة وهي تهمس " حقا حبيبة ..؟! "

فردت حبيبة بنبرة قاطعة " مؤكد .. ان كان جادا برغبته الزواج منك فيجب ان يراه احد من اهلك ليعلم انك لست بمفردك .."

عادت الدموع تتجمع في عيني شذرة .. لكنها دموع الراحة بينما ترمي نفسها في حضن حبيبة لتهمس بمزيد من الامتنان

" شكرا لك حبيبة .. الف شكر .."

اخذت حبيبة تربت على ظهرها وعيناها شاردتان بالافكار التي باتت تتضخم ..

تذكرته كيف بدا عندما رأته مؤخرا ..

وتلك الطفلة التي كان يحملها ..

كانت تشبهه ...

انها خبيرة بالوجوه .. عملها منحها هذه الميزة.. تلك الطفلة تشبهه بشكل قطعي ..

يا الهي .. هل يمكن انه نفس الـ ( مهند) ؟

وما غرضه من التقرب لشذرة تحديدا ؟

خاصة اذا صدق تخمينها انه متزوج ولديه طفلة وربما حتى مزيد من الاطفال ...

كل هذه الافكار لن تجدي نفعا ..

غدا ستقطع الشك باليقين ..

قالت حبيبة اخيرا وشذرة تبتعد عنها لتعود لمقعدها وهي تمسح دموعها

" سأمر بك صباحا .. اطلبي من خلود ان تأخذ لك اجازة واخبري امي انك ستأتين معي لشراء بعض الامور التي تحتاجينها.. "

هزّت شذرة رأسها بـ (نعم) بينما حبيبة تشغل السيارة وتنطلق بصمت وهي تعقد حاجبيها بتفكير قلق ..



يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة اسفة ; 11-10-16 الساعة 08:28 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:11 PM   #5402

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت الصائغ .. غرفة المعيشة



علت زغاريد الحاجة سعادة واحمر خداها انفعالا وهي تقول بفخر

" هذا هو النسب والا فلا ... ما لنا نحن ومال نسب الدلبوماسي ...؟! "

ثم تعود للزغاريد بينما رضا يضحك بخفة وهو يطرق رأسه ويتلاعب بخاتمه وافكاره الداخلية تأخذه هنا وهناك ..

قالت بدرية بتذمر وهي تغلق اذنيها بكفيها

" اهدأي يا امرأة .. ستمزقين طبلة اذني بزغاريدك .. ثم ان الكلمة (دبلوماسي) وليس (دلبوماسي) .. ستفضحينا ! "

كانت سعاد تجلس جوارها فتدفعها في كتفها وتقول " اسكتي يا بدرية ولاتفسدي فرحتي.. كنت سأختنق من ابنة الطائي المتعجرفة تلك .. الحمد لله عوضنا الله خيرا .. وسأظل اناديه بنفس الطريقة .. دلبوماسي .. هل سمعتني .. دلبومااااسي .."

ضحكت بدرية من قلبها ثم أخذت تحرك حاجبيها وتبتسم بمكر قائلة

" اذن انت لست حانقة على غراب البين .."

فردت سعاد بينما تدخل حفيدتها سوسو لتذهب لعمها رضا وتجلس على حجره

" هو غراب البين بلا شك ولو كنت مكان ابتهال لخنقته بيدي هاتين .. لكنه بما فعله فتح ابواب فرح في بيوتنا .."

التفتت بدرية لرضا الذي كان يلامس شعر سوسو الذهبي وهو يقول لها بنبرة محببة رجولية " سلاسل الذهب هذه اغلى من كل المصوغات عندي ..عندما تصبحين عروسا سأصوغ هديتك من ذهب شعرك هذا "

تضحك سوسو وهي تتدلل بشعرها وتنثره على كتف عمها ...

سألت بدرية اخيرا وقلبها مملوءا بالرضا لهذا الرجل الذي ارضعته ومنحها الله نعمة امومتها له " يا ابا جعفر .. هل من اخبار عن سعدون ؟"

اسبل اهدابه والصغيرة سوسو اخذت تدمدم باغنية تحبها بينما يرد عمها بالقول

" انه لم يغادر بيته منذ ليلة السبت العصيبة.."

دخلت خلود تحمل صينية اقداح الشاي و صحن من الكعك بالسمسم

قدمت أولا لرضا وهي تقول بمحبة عفوية

" تفضل يا ابا جعفر .. اشتريت الكعك خصيصا لاجلك هذا اليوم .. انه من مخبز جديد قرب موقف الحافلات .."

ناظرها بحنان ويرد عليها " سلمت يداك .. هذا الكعك هو المفضل عندي .."

كانت سعاد في قمة حماستها لتنهض بحمل جسدها الثقيل وتقول بكلمات متدفقة

" خلود اذهبي وحضري نفسك .. ارتدي فستانا حلوا .. سنذهب لنخطب رباب لأبودي "

ابتهجت اسارير خلود وهي تقول لحماتها

" حقا خالتي .. تريدينني معك ؟ "

فتعبس سعاد وهي تستند على عكازها وتقول وكأنه أمر بديهي

" طبعا .. ومن غيرك يأتي معي ؟ انت ابنتي التي اعتمد عليها بيوم كهذا .. كما لا وقت لدي لانتظار رحاب حتى تأخذ حماما وتستعد في ساعتين وكأنها هي العروس ..!"

اخذت سعاد تتحرك ببعض الصعوبة بينما بدرية تضحك وتغيظها بالقول

" سأموت فضولا وشوقا لرؤيتك كيف ستتعاملين مع كنتك الرابعة .. خاصة وهي ستأخذ قلب الغالي اصغر ابناء الصائغ ..."

تسارع خلود عفويا لتضع الصينية على اقرب طاولة بينما تتقدم من حماتها تسند مشيتها اما سعاد فترفع حاجبيها عاليا وتغلق عينيها بحركة ترفع ثم تقول ردا على رفيقة عمرها

" لاتتدخلي بيني وبين كناتي يا بدرية .. هن تعودن علي وانا لا استغني عنهن .."

تضحك بدرية عاليا بينما يقف رضا ضاحكا على قدميه ومعه سوسو فيمسك بكفها في راحة يده وهو يقول " حديث الكنات هذا ليس مكاني .. انا ذاهب للعريس مع سوسو .. انه ينتظر مني اشارة الفرج في جناحه .. "

تحرك رضا مع ابنة اخيه فيسبق خطوات امه البطيئة ليغادر غرفة المعيشة بينما تتوقف سعاد الهنيهة وتلتفت لبدرية وتقول

" ما رأيك ؟ هل نتصل برفيدة ايضا عسى ان تجد وقتا لتلحق بنا قبل غروب الشمس .. ؟"

بنظرة خاصة وجهتها بدرية لسعاد وكأنها تذكرها بأمر فاتها فتقول بتركيز على كل كلمة

" دعي رفيدة يا سعاد .. لا داعي لتحضر معنا اليوم .. وان عاتبتك تحججي ان الموضوع اتى سريعا فلم تجدي وقتا لتخبريها .."

التقطت سعاد ما تحاول بدرية لفت نظرها اليه فأدركت ان الامر سيحرج ابتهال لامحالة اذا حضرت رفيدة .. على الاقل اليوم فلتدع الامر يمر بسلام وتتم الخطبة ..

تمتمت سعاد بتأكيد وهي تواصل المسير مع خلود " نعم نعم ... انا وانت وخلود نكفي هذا اليوم .. "



يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:12 PM   #5403

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء .. بيت العطار .. غرفة رباب..

كانت منهكة من اللف بالسوق والبحث عن بعض طلبات زبونات جديدات..

لديها عمل مهم يجب ان تنجزه بدقة واذا نجحت فيه سيكون فاتحة خير على الدار..

الزبونات الجدد مهمات ممن يهتممن بالجلسات النسائية والظهور باناقة مميزة الطراز ..

ستكون دعاية مجانية لعملها اذا قدمت المطلوب ..

خلعت حذائها بينما تفك دبوس حجابها ..

عليها ان تأخذ حماما ثم تذهب لرقية وتعرف منها اذا كان هناك اي مستجدات ..

انفتح باب غرفتها وغريزيا علمت انها لابد والدتها ..

لقد كانت تصلي العشاء عندما دخلت رباب البيت وقد وجدتها فرصة لتهرب سريّا للطابق الثاني تأخذ حمامها وتكلم رقية ثم تنام مباشرة ...

لكن يبدو انها كانت طفولية تماما باسلوبها في التهرب وها هي تواجه نظرات امها الحانقة التي دخلت غرفتها واغلقت الباب خلفها لتفاجئها بقول مباشر دون مقدمات

" صارحيني رباب .. لماذا ترفضين عبد الرحمن بل واي عريس يتقدم لك ؟"

رمشت رباب للحظة وبشرتها تشحب ..

وجملة امها الاخيرة تتردد في رأسها

( واي عريس يتقدم لك ..)

ابتلعت ريقها بصعوبة بينما تحني راسها لتفك عقدة شعرها وهي تقول بنبرة مرتبكة

" انا .. اريد فقط ان ابني مستقبلي .. لاافكر بالزواج الآن ..."

فتفاجئها امها بالمزيد الذي لم يخطر ببالها

" اذن لاوجود لشاب يشاغلك ويمنعك عن قبول العرسان بمن فيهم عبد الرحمن ؟"

رفعت رباب عينين تفيضان بالدهشة بينما ترد على امها ببعض الصدمة

" امي !! من أين أتتك هذه الفكرة ؟ "

تقدمت ابتهال لتقول بحزم دون ان تظهر تأثرا بدهشة ابنتها " لقد خطرت ببالي .. ربما هناك من يعجبك وعوائق تقف بينكما لسبب او لاخر "

كان قلب رباب يخفق بعنف يوجع !

امها لاتعلم كم يوجعها هذا الامر فقالت رباب بينما تتحرك ناحية الخزانة وهي تفك ازرار قميصها " لا امي .. اطمئني .. لا احد في حياتي .. الامر كما اخبرتك وحسب .. اريد ان ..."

لتفاجئها امها مرة ثالثة وهي تقاطعها بحزم أشد " حسن اذن .. ستتزوجين عبد الرحمن .."

اغمضت رباب عينيها للحظة وهي تتخفى خلف باب الخزانة المفتوح وقلبها يتوجع يتوجع بالعشق .. كيف ستخرج من هذه المحنة الجديدة التي وقعت فيها ...؟

محنة ان تعشقه ويعشقها .. تهرب منه فيلاحقها .. تذوب فيه فيعصرها بغرامه..

صوت امها بات قريبا جدا منها وهي تضيف بالقول " لقد طلبك مني رسميا ورضا جاء اليوم مع سعاد التي لم تكف عن زغاريدها فرحا بك .."

سيطرت على انفعالاته المتناقضة لتغلق باب الخزانة بيد مرتعشة وهي تهمس بصوت مبحوح " متى ... أتت ..؟ "

فردت ابتهال بنفس النظرة الحازمة العازمة

" بعد المغرب بينما كنتِ في السوق .."

تتورد رباب رغما عنها وهي تحيد بنظراتها بعيدا عن امها خجلا وحياء ..

ردة فعلها أراحت ابتهال فتتبسم اخيرا وهي تتحرك مبتعدة ناحية باب الغرفة

" خطيبك كان مستاء لتأخرك ولم يكف عن النظر للساعة .."

فتحت ابتهال الباب بينما تتقدم منها رباب لتقول بجزع " لكن امي ..."

قاطعتها امها وهي تنظر لوجهها بمحبة قائلة بحنو " وهذه المرة لن اسمح لك بالرفض با ابنة بطني .. كما لن اخدع اهل الحي واقيم خطبة وهمية بسبب ما حصل لنفسخها بعد فترة .."

فتحت رباب فمها عندما رن هاتفها لتتحرك ناحية الحقيبة التي رمتها على السرير حال دخولها الغرفة فتخرج الهاتف وتحدق في هوية المتصل فتتخضب وجنتاها وتعض شفتها السفلى ويزيد خجلها اضعافا وامها تناغشها بالقول " انه عبد الرحمن اليس كذلك ؟"

تهز رباب رأسها بنعم دون ان تنظر لامها فتكتفي الام بالقول الرقيق " ردي عليه .. انه خطيبك الآن يا ابنتي .."

ثم تركتها ابتهال ومضت بينما تفتح رباب الخط وكلها يختض انفعالا عاطفيا لا قبل لها بالسيطرة عليه ..

قبل ان تنطق بكلمة هدر صوت عبد الرحمن

" لماذا تأخرتِ ؟ كم مرة قلت لك ان لا ..."

قاطعته بعنف انفعالها ووجهها المحمر

" عبد الرحمن توقف عن اسلوبك هذا..."

فيرد عليها بنفس الهدير الخشن

" سأجرك من شعرك المرة القادمة "

ترفع نظراتها للسقف وقلبها يتراقص كالمجنون في صدرها ..

ثم يتحول الهدير لهمس خشن وهو يضيف بتأوه " آآآه ... متى سألمس شعرك واشده وابعثره ..؟"

كزت على اسنانها ورقص قلبها الجنوني يسرق الانفاس من صدرها فتتحرك منهكة ناحية السرير لتجلس عليه وهي تقول مدعية البرود " تغطى جيدا ولاتحلم كثيرا .."

فيرد بنفس الهمس " انا لااحلم كثيرا ... انا فقط .. احبك كثيرا ..."

اغمضت عينيها ومالت بجذعها لتستلقي على السرير وهي عاجزة عن ايجاد رد ..

انها متعبة .. متعبة جدا .. وتحتاج لهدنة ..

تريد فقط ان تلملم ما يتبعثر منها امامه ..

لكنه لايتركها تفعل فيواصل محاصرته اللذيذة المغيظة وهو يسأل باسلوبه الخاص

" ما زلت لم تقتنعي بنصيبك معي ؟"

ضحكة خافته صدرت عنها وهي ترد وعيناها مغمضتان " مؤكد لا ..."

حسن ليحصل ما يحصل الليلة ..

لتستسلم لما يفعله .. هذه الليلة فقط ..

ماذا سيحصل ان فعلتها وسط كل هذه الضغوط التي تدفعها نحوه ...

يواصل هذره المحبب

" اممممممم اليوم هو الاحد ... خسارة ..! "

تفتح عينيها وتعقد حاجبيها لتتساءل

" اي خسارة ؟!"

فيرد بسلاسة " الخميس خطبتنا لا مفر .. لكن لا بأس تستطيعين فعلها ليلة السبت القادم "

ما زالت تجهل تماما ما يرمي اليه .. فتسأل بغيظ " افعل ماذا ؟!!"

قال بحلاوة ذوبت قلبها " برتقالة تقشرينها بشكل دائري دون انقطاع.."

بانفاس متسارعة متأثرة همست " انت تهذي يا عبد الرحمن ..اي برتقال ؟!"

فيواصل حلاوته معها فتكاد تذوب وتتخدر تماما وهو يرد بشقاوة

" اصبري علي .. خذي قشر البرتقال ومعه دبوس ومرآة وقطعة خبز وبعض المال وضعي كل شيء تحت وسادتك قبل ان تنامي ليلا ... وقولي وانت تغمضين عينيك (يا سبت يا مسبوت أرني نصيبي قبل ان أموت) .. ستجديني مباشرة اقفز لأحلامك ولن أكون مسؤولا عن افعالي هناك ..."

لم تستطع ان تقاوم ..

حقا كان فوق قدرتها لتقاوم ... انفجرت ضحكاتها المميزة المجلجلة غافلة عما تفعله تلك الضحكات بعبد الرحمن وهو يشد بأصابعه حول الهاتف ثم يقرب فمه فيلثم الهاتف وكأنه يلثم ثغرها الضاحك ...

كان صوتها موسيقيا تماما لاذنه وهي تقول له " هذه خرافات من اهلنا القدماء السابقين لابد ان خالتي سعاد حكتها امامك وانت طفل لتتأثر بها هكذا .. لكنها نسيت ان تخبرك وانت كبير انها مجرد خرافات للتأثير بعقول الفتيات وجعلهن يحلمن بأي رجل ظنا انه النصيب .."

ينظر عبر شباكه ناحية شباكها يود لو يسألها اين هي الآن ؟ في غرفتها ؟ اجل يظنها في غرفتها فالنور مفتوح .. ترى ماذا تفعل ؟

اي بقعة من غرفتها تشغل ؟

ابتلع ريقه وهو يقول بهمس مجنون

" كم انت قاسية القلب لتقتلي احلام الطفولة الممتعة ! انك اشبه بمن يصدم طفلا في السادسة في بلاد الغرب فيقول له ان لا وجود لبابا نؤيل "

تتجاهل اعتراضه وبدت شقية ملونة كما عرفها دوما في طفولتها فتقول

" كما انك لن تجد منفذا واحدا لتدخل احلامي .. لا بالخرافات ولا غيرها .."

يعض شفته السفلى وهو يضرب بكفه على الحائط المجاور بينما يعدها بالهمس الحارق

" دعك من الاحلام .. المهم واقع الخميس المقبل .. هل رضيتِ بنصيبك الآن ؟ "

وقبل ان ترد يرد هو نيابة عنها

" الحمد لله.. كنت أعرف انك ستعرفين نصيبك دون الحاجة لقشر البرتقال كي يهمسها في اذنك .. كم انت محظوظة لاني ساعدتك وسهلت لك الامر ..."

عادت ضحكاتها التي توتر خلاياه ثم تهمس له اخيرا بصوت ناعس ليدرك فجأة انها في سريرها وستنام على نفسها

" لافائدة منك ... دعني أنم الآن .. لن أقاوم النوم أكثر... تصبح على خير .."

بقلب يشتعل وانفاس متسارعة كان يسمع صوت انفاسها تنتظم عبر الهاتف ..

لقد نامت ..! نامت والخط بينهما مفتوح ..

نامت وانفاسها معه .. وكأنها هنا .. تنام على صدره ...

هدر بخشونة وهو يعلم انها لاتسمعه

" سترين يا قرفة .. عقد القران سيتم بعد الخطبة مباشرة .. انتظري علي وسأنتقم لاحتراقي هذا وانت نائمة لاتشعرين يا حجر الصوان ! "




يتبع ....





كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:13 PM   #5404

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ساعة في الحديقة الخلفية قرب الملحق



جالسا على الارض يحدق في باب الملحق ولايعرف لماذا لا يطرقه حتى اللحظة ويجلس كمتسولي الشوارع على باب الجامع ...

يريد ان يتكلم مع حذيفة ..

يريد ان يقول له (انا غبي احيانا بل معظم الاحيان )

يريد ان يقول له ( سامحني لاني لم اخبرك لسبب انا نفسي اجهله ! )

يريد ان يقول له ... ان يقول ...

صوت باب الملحق يفتح قبل ان يأتيه صوت حذيفة الساخر " لن استطيع منع خلود لتخرج اليك اكثر من هذا .. تعال يا ابن والدي .."

لم يتحرك عبد الرحمن من جلسته المتسولة تلك بينما يقول له بصوت متعثر

" تعال انت حذيفة .. الجو جميل بالخارج.."

اطلق حذيفة ضحكة خافته ساخرة قبل ان يلتفت لداخل الملحق ويوجه كلامه لخلود

" ارتاحي الآن .. (أبودي) وجد رفقة ثقيلة .. سأخرج اليه واجلس معه واطبطب عليه ليتكلم الصغير عما يقض مضجعه ويجعله يسهر الليالي .. لكن دعينا بمفردنا واذهبي ونامي بدلا من قلقك المربك هذا .. "

جاء صوت خلود ساخطا بكلمات غير مفهومة بينما يخرج حذيفة ضاحكا ويغلق الباب ...

جلس جوار عبد الرحمن على الارض ثم اخرج علبة سجائر من جيبه ليقدم لعبد الرحمن وهو يقول له ساخرا " خذ سيجارة لاتدّعي عدم التدخين امامي كما تفعل امام رضا .. "

لم يأخذ عبد الرحمن سيجارة بينما يقول بصوت أجش " لا اشعر برغبة بالتدخين .. كما اني لاادخن فعليا الا عندما اتوتر .."

وضع حذيفة سيجارة في فمه ثم اشعلها ليقول بعدها بتفكه وهو ينفث الدخان في الهواء

" هل هذه نصائح صديقك دراكولا ؟"

ضحك عبد الرحمن بخفة وهو يتطلع للسماء الحالكة اللامعة بنجومها ثم قال

" لقد اشتقت اليه .. سيعود صيفا وتتعرف عليه.. سيعجبك .."

اصدر حذيفة صوتا ساخرا قبل ان يقول بمشاكسة لاخيه

" حتى الآن ومما رأيته من التغييرات فيك هو مسؤول عن بعضها ان لم يكن معظمها فأنا استطيع القول انه يعجبني "

اسبل عبد الرحمن اهدابه وهو يسأل بابتسامة عابثة " كيف تغيرت ؟"

يرد حذيفة وهو يستند بأحد كفيه للخلف

" يكفي ان أرى العسلية متيمة بك لأعرف براعتك .. رباب ليست اي فتاة لتقع في هوى اي شاب يلاحقها .."

قلبه يقصف قصفاً وهو يرفع نظراته لحذيفة ويسأله بتعطش " هل حقا تظنها متيمة ؟"

نظر حذيفة في عيني عبد الرحمن ليقرأ فيهما شك يؤرقه ...

انه يشعر ان رباب متيمة حقا لكنه لايستطيع فهمها .. والفتاة حقا صندوق مغلق من المفاجآت ....

سأله حذيفة وهو ينفث مزيدا من الدخان

" لماذا رفضتك ؟ اقصد .. اول مرة .."

تنهد عبد الرحمن وهو يعاود النظر للنجوم الساطعة فيجيب بحيرة " لا اعلم ... حتى هذه اللحظة لا اعلم .. لقد جننتني لأشهر طويلة وانا لا اعلم ..."

قال حذيفة بجدية " يجب ان تعرف يا عبد الرحمن .. لكن انتظر حتى تتم الخطبة وتتقربان لبعض اكثر فربما تصارحك باسبابها الخفية .."

لم يرد عبد الرحمن بشيء بينما تلتمع ابتسامة خبيثة على ثغر حذيفة وهو يسأله

" هل لهذا كنت غاضبا منها ورحت كالأبله تخطب رانية ؟"

اخذ عبد الرحمن يهز رأسه وكأنه ينفض تلك المشاعر السلبية التي سيطرت عليه لأشهر طويلة بعد رفض رباب الغامض له ليقول بعدها " أفقدتني صوابي لأشهر .. ثم في احدى المرات فقدت المتبقي من عقلي وهي تدفعني بقسوة لأبتعد عنها .. لم اشعر بهذه الرغبة بالانتقام من احد كما شعرت نحوها.."

عندها قال حذيفة وهو ينظر للسماء العالية

" قلبك حقود يا ابن والدي .. اسأل خبيرا مثلي "

التفت اليه عبد الرحمن فيقول بصوت معبر

" على قدر المحبة يكون احساسي بالخذلان ممن احبهم .."

اختلجت عضلة في خد حذيفة فيرفع سيجارته يمج منها ثم ينفث الدخان وعيناه ما زالتا معلقتين بالسماء الواسعة فيقول

" لم تنسَ يا عبد الرحمن ..."

مدَّ عبد الرحمن كفه ليمسك ذراع اخيه ويقول بصدق وشعور عميق بالألم لأجله

" حذيفة ... لست انا بموقف ليحاسبك على اخطاء ماضية .."

ابتسامة ساخرة خافته قبل ان يرد حذيفة

" اخطاء الماضي تلاحقنا دوما .. علينا فقط التعود على وجودها بدلا من الهرب غير المجدي منها .."

ابتلع عبد الرحمن ريقه قبل ان يصارح حذيفة بمشاعره اخيرا " اخي .. افتقدتك لسنوات بعد سفرك الطويل ... حتى وانا غاضب منك .. سنوات مراهقتي عشتها منطويا لا أفكر الا بدراستي ... كنت اشعر احيانا اني في سجن وهميّ صنعته بنفسي لنفسي .."

العبرة خنقت حذيفة وهو يتخيل عبد الرحمن الصغير يمر بفترة مراهقة صعبة كهذه ..

وكلها بسببه هو ...

دمعت عيناه فيغطي حذيفة على ضعفه هذا بالقول المشاكس يفضحه الصوت المبحوح

" حتى فتح دراكولا عينيك على صنف الاناث وكيف تكسب قلوبهن .."

رد عبد الرحمن بأريحية لايشعرها الا مع حذيفة " لم يكن رعد السبب .. كان عاملا مساعدا فحسب .. لكني فجأة .. شعرت بالتحرر .."

فسأله حذيفة باهتمام " لانك سافرت وكنت بمفردك ؟"

عندها قال عبد الرحمن وهو ينظر مباشرة لحذيفة " بل لانك عدت الوطن ... "

تجمدت ملامح حذيفة .. بل كل حواسه ..

بينما يواصل عبد الرحمن البوم بمكنونات صدره " شعرت .. شعرت ان عودتك كفتح جرح قديم ..عميق متقيح و.. تنظيفه شيئا فشيئا حتى يبرأ ..."

لم يشعر حذيفة الا بذراعه تلتف حول اخيه لتجذبه وتحتضنه وهو يقول بصوت خشن متأثر " عبد الرحمن .. انت لاتعرف كم انت مهم لي.. اكثر من باقي اخوتك .."

فيرد عبد الرحمن بتأثر مماثل

" وانت لاتعرف كم انا متعلق بك .. سامحني لاني .. لم اخبرك عن خطبتي الاولى لرباب.."

دفعه حذيفة فجأة ويرفع اصبعه خفية ليمسح دمعة سالت على خده بينما يضحك ويقول

" دعني يا فتى .. احتفظ ببعض الاحضان للعسلية .."

فيضحك عبد الرحمن وصوته يتعثر بالتأثر

" انا .. لااطيق صبراً... لعقد القران .."

انفجر حذيفة ضاحكا ثم يقول " وانا لااطيق صبراً للقاء دراكولا .."

فجأة فتح باب الملحق وأطلت خلود وهي تتخصر وتقول بعبوس

" تعالا وادخلا لشرب الشاي .. لقد اوجعتما رأسي بهذا الضحك والكلام السريّ الذي لم افهم منه شيئا .."

يعقد حذيفة حاجبيه مدعيا الجدية وهو يهدر فيها قائلا

" هل تتنصتين علينا يا امرأة ؟!"

فتشهق خلود وهي ترد التهمة عن نفسها

" انا اتنصت ؟! بل هو صوتك انت واخيك الذي يخرم طبلة اذن الحي بأكمله بذبذباته الجهورية .. "

يقع عبد الرحمن للخلف على ظهره من شدة الضحك بينما يستمر النقار بين حذيفة الذي يجيد خداع خلود بجديته والمسكينة التي تصدق اي شيء منه فتدافع عن نفسها بمنتهى البراءة ...



يتبع ....





كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:14 PM   #5405

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الاثنين .. صباحا..المقهى ...




لايعلم كم سيجارة دخّن منذ الفجر ...

حتى ان سعال حاد لازم صدره لساعات ..

نوم قلق وافكار متضاربة تتآكله غيرة وشكاً ...

الغيرة قد تحرقه لكن الشك ...

الشك حريقه مختلف ...

الغيرة تحرق القلب والشك يحرق الروح..

قضى الليل يتقلب على اشواك من نار ..

كابوس واحد لم يفارقه ...

رآى جوري في اجمل حالاتها .. تنظر اليه بعينيها الحالكتين تبتسم ابتسامة غريبة كابتسامة الموناليزا الجامدة ثم ترفع سبابتها وتشير الى ..رجل ... لقد كانت تشير لعباس ..

وعباس ينظر برغبة وطمع و... انتصار ....

الكابوس كان مريعا وهو يقف على بعد خطوات منهما .. عاجزا عن تحريك قدميه او حتى تحريك لسانه لينطق !

استيقظ مع اذان الفجر وهو يصرخ ...

جسده يتصبب بالعرق وانفاسه تتسارع وكأنها تريد مفارقته دون عودة ...

روحه كانت تفارقه ...

غليان من الغيرة القاتلة والشك المميت..

كيف سيصبر حتى يوم الخميس ؟!

هل سيستمر بمراقبتها والصبر عدوه اللدود..

اخذ يتمتم بأفكار متضاربة تستنزفه والسيجارة ترتعش بين اصبعيه

" هل يمكن ؟ .. لكن لا .. جوري لن تفعل امرا خاطئا .. ما دامت لاتزال تحمل اسمي فلن تفعل الخطأ .. هي وعزة نفسها وشموخها ... لكن .. ماذا لو اعتبرت نفسها حل مني ..؟ ماذا لو كانت تقوي علاقتها به وانا لا ادري .. هل .. هل سأخسر .. جوري ؟! "

المقهى الفارغ صباحا جعله يشعر وكأن صدى كلماته يتردد عاليا فيكاد يفقد تركيزه فيما ينوي فعله اليوم ..

يا الهي.. ما الذي جعله يرى هذا الكابوس ..

انفتح باب المقهى فانجذبت عيناه لمن دخلت.. لم تكن واحدة ! كانتا اثنتين ..!

سقطت سيجارته من يده وهو يقف ببطء على قدميه ...

هل عيناه تنظران بتشوش ؟

ام انه في كابوس جديد من نوع آخر ...؟

داخله يصرخ ولسانه عاجز عن النطق ..

يا الهي مثلما حصل له بالكابوس ...!

فقط عيناه تتسعان وتتسعان بشكل مخيف ..

شذرة ..... حبيبة !

الاثنتان تخطوان نحوه ...

الاثنتان تسيران اليه ...

الاثنتان ... هنا .. امامه ..

لايمكن ... مستحيل ...

شذرة بنفس ملابسها البسيطة من تنورة طويلة وبلوزة بسيطة وشعرها المرفوع كذيل حصان... نقية بريئة دون اي زينة مبهرجة ..

حبيبة انيقة حتى ببنطال جينزها الغامق وبلوزتها الخفيفة الصفراء التي اظهرت قوامها الفاتن ... وضفيرة انيقة سارحة على كتفها فتضفي مزيدا من الألق لوجهها ...

ماذا يحصل ؟! ماذا يحصل ؟؟!!

يشعر بالبرودة في جسده وامواج من صقيع قاس تهب نحوه مع كل خطوة تخطيانها معا..

شذرة وحبيبة ...!

فجأة ... بهت احساسه بالاثنتين معا ...

فجأة وهما تقفان امامه .. احداهما خجلة تتهرب بعينيها منه والثانية تحدجه بنيرانها المألوفة .. اجل مألوفة .. لكنها مألوفة لشخص آخر .. مهند آخر رحل منذ سنوات ولم يعد ... هل هذا ما كان يفتقده ؟

كان يفتقد روح (مهند) لا روح (حبيبة) ؟!

يعاود النظر يستوعب حقيقة وجودهما معا هنا..ليميز الواقع من الخيال ...

كسراب واحة في عمق الصحراء يلهث الضمآن نحوها فترتج صورتها في عينيه وتنقسم ثم تتبين ملامح الروح تدريجيا ويختفي السراب الذي خلقه العقل ...

لا شذرة تشبه حبيبة ...

ولا حبيبة حتى تشبه .. حبيبة ...!

تمتم مهند اسمها وعيناه لاتصدقان وجودها امامه بعد ثماني سنوات من الفراق الاخير

" حبيبة ..."

بشموخ ترفع ذقنها وقذائف طبعها النيراني تحرق كلماتها التي تبدو لوهلة انها هادئة

" مهند ... لم أصدق عندما اخبرتني شذرة عن اسم الرجل الذي تكلمه .. لم أصدق انه يمكن ان تكون انت .. "

جاء صوت شذرة مرتبكا وهي تسأل

" هل .. هل تعرفان بعض ؟! "

لم تلتفت حبيبة نحوها وما زالت عيناها على مهند تنظر اليه بشراسة دفاعية بينما ترد على شذرة بكلمة قاطعة واحدة " مؤكد .."

قلب شذرة ينقبض ولهفة لقائها المرتقب بمهند تتبخر ببطء ....

كانت تختنق وهي تنقل نظراتها التائهة بين مهند وحبيبة ...

مهند بملامح مصدومة يحدق في حبيبة وحبيبة بملامح تشع غضبا وشراسة ...

يا الهي .. ماذا بينهما ؟!

فجأة اضاءة من عقلها وكأنه حدث حصل لها ومر دون ان تشعره لكنه حصل واختزن في ذاكرة منسية خاملة ...

حدث يظنه العقل للوهلة الاولى انه عابر وغير مهم فيرميه في سلسلة مهملات وينسى وجوده ... لكن في لحظة ما .. يبحث بشراسة عمّا رمى هناك ....

هل هو حدس ام هلوسة جعلها تشعر انه ناداها في وقت ما بـ... حبيبة ؟

اتسعت عينا شذرة بصدمة !

تذكرت اول مرة التقت بمهند ..

عندما تزحلقت ووقعت وتقريبا فقدت الوعي ..

لقد سمعت صوته قبل ان ترى وجهه ...

هل حقا ناداها .. حبيبة ؟!

حبيبة بدورها تشتعل غضبا وهي تهاجمه بالقول " ماذا تريد من شذرة ؟ هل تتعقبني من جديد؟ هل ستكون خسيسا مرة اخرى لتؤذيني في اهلي ؟ "

تمتم مهند وعيناه تتركزان على شذرة وكأنه يراها لاول مرة " اهلك ؟ انت لم يكن يوما لديك اخت باسم شذرة .. كان لديك اسيا ورباب و.. رقية ..."

كانت حبيبة سترد عندما استعاد مهند من ذاكرته اسم واحد أفلت من شذرة في احدى مكالمتهما ... اسم .. رقية ...!

لقد ذكرت رقية .. الصغرى ...

بشرته تشحب اكثر واكثر وهو يفسر الحقائق " يا الهي انت .. ابنة عمها ..."

تقدمت حبيبة بعنفوان لتقف بين مهند وبين شذرة تحجبها عنه وهي تسأل بنبرة تهديد

" ماذا تريد منها ؟"

استكانت ملامح مهند ولوهلة اوشك ان ينفجر ضاحكا !

اذن هذا هو سر الشبه الكبير ...

نظر لحبيبة وشعر وكأنه يعرفها للمرة الاولى.. شعر انها مجرد امرأة غريبة عنه جاءت تحامي عن قريبتها ..

رد بسكينة عجيبة وصدق واضح

" كنت اريد الزواج بها .."

شهقة جاءت من خلف حبيبة فتحرك مهند جانبا ليواجه شذرة قائلا بجدية " اجل شذرة كنت اريد حقا الزواج منها لكن .."

صرخت حبيبة فيه " هذا مستحيل ..."

فالتفت لحبيبة قائلا بنفس النبرة " نعم هو اصبح مستحيلا لكن ليس للاسباب التي تعتقدينها .."

عاد باهتمامه لشذرة وشعر انها تستحق ان يّسَخّر كل طاقاته لها في هذه اللحظة فقال موجها كلامه لحبيبة بينما عيناه لاتفارقان وجه شذرة التي تقف قبالته دامعة العينين لاتفهم بالضبط ما يجري هنا

" انا لم أكن اعلم قرابتها لك يا حبيبة .. دوما اخفت شذرة عني كل ما يخص عائلتها ... ورغم اني لم اعرف الا اني اردتها زوجة .."

هتفت به حبيبة بعنف " لا اكاد اصدق انك تقول هذا .. حتى وان لم تكن بيني وبينها صلة دم .. الا ترى انها تصغرك بالكثير .. قرابة ثلاثة عشر سنة .."

التفت لها مهند ليرد على بتصلب

" ويحيى يكبرك بأربعة عشر سنة .."

عينا حبيبة تشعان بالقسوة وهي تقول من بين اسنانها " انت لست يحيى ... لا تستطيع ان تكون كيحيى ولو بعد قرن ! ليس لديك اي قدرة على استيعابها .."

عندها رد مهند باقتناع كامل ترسخ في عمقه قبل ان ينطقه لسانه " وشذرة ليست انت ... تحتاج للدفء لا استيعاب ثورات التمرد التي كانت تستعر فيك .."

ثم اضاف المزيد وهو ينظر لحبيبة باحساس منفصل عنها تماما

" انانيتك كانت تعادل انانيتي حبيبة .. كنت تريدين فقط دون ان تفكري بمنح شيء .. تماما كما كنتُ انا .. اريد ولا امنح ... نحن لم نكن سننفع بعض ابدا .. لا انا ولا انت نستطيع ان نتغير ..."

فجأة جاء صوت شذرة ضعيفا مخنوقا وهي تسأل

" هل..هل ... ناديتني يوما ... حبيبة ؟! "

التفاتتة نارية من حبيبة ناحية شذرة وعيناها تتسعان في صدمة من نوع آخر ..

لاول مرة تحدق في وجه قريبتها التي قيل عنها مرارا انها تشبهها جدا ...

لم تكن تهتم سابقا .. لكن .. الآن ...

عادت بوجهها لمهند الذي شحب بشكل رهيب وهو ينظر لوجه شذرة بما يشبه شعور الندم لكنه قاوم .. قاوم لاجل شذرة فقط ...

قال بنوع من الكذب " في البداية ظننتك هي ... لكن فيما بعد عرفت من هي حقا (شذرة) .. دون ان اعرف اسم عائلتها .. دون ان اعرف عنوانها .. كنت فقط (شذرة)... "

أطرقت شذرة برأسها ويداها تتخاذلان الى جانبها .. ربما تصدقه .. لكن .. ما الفائدة ؟!

جاء صوت حبيبة فجأة وكأنها تذكرت هي الاخرى امرا مهما فات على عقلها وذاكرتها فتقول بنبرة اقرب للاتهام

" انت لديك .. طفلة ! انت .. متزوج اليس كذلك ؟"

رفعت شذرة نظراتها اليه وعيناها تجحظان بينما يرد مهند باعتراف " نعم ..."

اوشكت حبيبة ان تجن وتضربه بقبضتها المتحفزة بينما تهينه بالقول

" ايها الخسيس النذل .."

لم يتفاعل داخله مع الاهانة .. ولم يهتم لكل ما تفعله حبيبة .. كانت شذرة جلّ اهتمامه في هذه اللحظة ..

تماسكت حبيبة وهي ترى صدمة شذرة فتقول لها وهي تمسك بذراعها " هيا شذرة ... لنرحل من هنا قبل ان ارتكب جريمة .."

لكن شذرة قاومت يد حبيبة لتتقدم من مهند تسأله بنبرة واضحة وصدرها يعلو ويهبط بانفاسها المتسارعة " انت متزوج ..؟"

انها لحظة الحقيقة ..

انها لحظة مواجهة النفس بأفعالها ..

تحمل المسؤولية .. تحمل مزيد من الخسائر ..

الخسارة ليست ان يخسر شذرة لانه ادرك ببساطة انه لن يتزوجها ابدا ..

الخسارة لها هي وما تشعره الآن بسببه ..

انه يخسر من نفسه بخسارتها هي ..

رد بلحظة صدق كانت ستأتي عاجلا او آجلا

" نعم .. وهذا ما اخفيته عنك .. "

ترنحت وقفتها فتمسكها حبيبة وهي تسأل بقلق " هل انت بخير ؟ "

دفعت شذرة يد حبيبة التي تسندها لترفع هامتها عاليا وهي تقول بتماسك

" اجل بخير .. دعينا نذهب ..."

تحركت الاثنتان فلحق مهند بخطواتهما ليهتم ان يقول لشذرة بالذات

" شذرة.. انت فتاة لاتقدر بثمن .. لديك قوة وطاقة وايمان ونقاء اصبح عملة نادرة هذه الايام .. لاتجزعي من الدنيا .. ما زلت صغيرة جدا لتجزعي ... "

نظرت اليه جانبا وعيناها الزرقاوان تبثانه حزنا لاينتهي لكنها همست بصلابة

" وداعا مهند .. "

واصلت شذرة خطواتها مع حبيبة بينما توقفت خطوات مهند ...

يشيعهما بنظراته وقد علم ان له طريقه هو الآخر ... طريق لن يلتقي مع أيا منهما ابدا..



يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:16 PM   #5406

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في الجامعة ..



تجلس على احدى مصطبات الجامعة تنقل من محاضرات زميلتها ما فاتها بالامس .. وبين الفينة والاخرى ترفع رأسها بحذر لتستكشف ظهور حارث ...

رأته اخيرا يمشي بتراخٍ نحوها فارتدت قناعا من البرود بينما تدرس بفطنتها ملامح وجهه ...

كان في وجهه المبتسم امر ما لا يريحها اطلاقها ... لكن ابتسامته طمأنتها بعض الشيء ...

جلس جوارها بشكل عفوي يمد يده ليقلب اوراق محاضرات زميلتها بلا مبالاة بينما يقول باسلوبه الخشن الذي احبته يوما منه

" اتركي هذه الاوراق والا سأمزقها وارميها.."

اعتادت هذا النوع من التهديدات منه وقد يجرؤ على فعلها بطيشه المعهود لكنها الآن على مفترق طرق معه .. اما ان تغلبه واما ان..

" هل فعلت ما اتفقنا عليه بالامس ..."

جملة قالتها بنفس البرود وهي تلملم المحاضرات بحركات هادئة مدروسة

لم يرد عليها فالتفتت اليه تناظره لتجده يحدق في وجهها بنظرة نهمة !

فتحت فمها لتعيد السؤال عندما فاجأها وهو يقف على قدميه ويقول

" سأنتظرك عند موقف الحافلة المعتاد .."

ثم تحرك بثقة وغرور تاركا رقية خلفه تفكر ببعض القلق ...

بعد عشر دقائق كانت ترافقه بسيارته بصمت وتسأله بثقة وهدوء " الى اين تذهب بي ؟"

رد وهو يميل برأسه جانبا

" الى حيث نتكلم بهدوء .."

سألته بنبرة حازمة " اخبرني الآن اولا .. هل فعلت ما طلبته منك ؟"

فرد بنبرة متضجرة تختلف عن نبرة التوسل التي اتبعها معها اليومين السابقين

" كفي عن التكلم كالرجل الآلي ..! لقد وجدت الحل الذي يرضي جميع الاطراف .."

احساسان يتنازعان داخلها ..

الراحة والتوجس ...

احدهما يناقض الآخر وكل احساس يدفع بعقلها الى عشرات الاحتمالات ...

عبست رقية وهي تجده يدخل منطقة سكنية وقبل ان تسأله مرة ثانية الى اين يتجه فاجأها وهو يدخل لمقدمة احد البيوت!

باب المرآب كان مفتوحا ليدخل حارث بسيارته مباشرة بينما تتطلع رقية للحديقة الجانبية الصغيرة التي افتقدت الاعتناء ثم الى بناء البيت المتواضع الصغير نسبيا ..

للحظة سيطر الخوف عليها لكنها أبت الاستسلام لهذا الشعور .. وماذا يستطيع هذا الاحمق فعله الآن ؟! صرخة واحدة منها وضربة بكعب حذائها العالي الرفيع على رأسه كافيتان ... هذه الفائدة الوحيدة من قصر قامتها .. انها ملزمة بارتداء الكعب العالي ..

سألت بلا مبالاة وهي تراه يطفئ محرك سيارته " بيت من هذا ؟"

رد وهو يستدير بجسده جانبا ويواجهها

" بيت جدتي ... انها لاتسمع ولا ترى جيدا ولاتغادر باب البيت .."

اطمأنت أكثر لكنها تضايقت قليلا وهي تسأل

" متروكة بمفردها في هذا البيت ؟!"

ردّ حارث وهو يمط شفتيه بلا مبالاة وملل

" ابي وظف لها امرأة تخدمها وترعاها .."

التفتت رقية لباب البيت الخشبي القديم وتسأل " والمرأة موجودة هنا ؟!"

فرد ضاحكا ببعض الاستهتار

" لاتقلقي .. لن يراك احد .. المرأة تذهب في هذا الوقت لبيتها اثناء قيلولة جدتي .."

التفتت اليه تبثه البرود بالنظرات بينما تعود لما هو مهم بينهما فتسأل

" هل اخبرت والدك ؟"

صدمها وهو يرد " لا ..."

جحظت عينا رقية من شدة الغضب فتهدر به

" اذن أعدني من حيث أتيت ... وابتداء من اللحظة انتهى كل شيء بيننا .."

قال بغرور وتحكم " لا .. لم ينتهي ... و لن اعيدك لأي مكان ... ليس قبل ان أحل هذه المشكلة معك .."

هدرت فيه " تحلها ؟! انت غير قادر اطلاقا على حل أتفه المشاكل فما بالك بمشكلة جبنك امام ابيك .."

صرخ فيها هو الآخر " احفظي لسانة رقية ... واسمعيني جيدا .."

ثم اخذ بحركات عنيفة ينزل واقية الشمس التي فوق رأسه ويستخرج ورقة مطوية بعناية ليفتح طياتها بينما رقية تراقبه بجمود وهي تخمن القادم ...

سألته بتماسك وهو يفرد الورقة على مقود السيارة " ما هذه الورقة ..؟"

رد ببساطة وهو يميل جانبا ليبحث عن شيء ما داخل الحافظة الوسطية بين المقعدين

" ورقة زواجنا ..."



انتهى الفصل الخامس عشر
تعليقاااااااااااتكم ولايكااااااااتكم وخذوا نفس عميييييييييييييييييييق قبل الدخول للفصل السادس عشر مباشرة



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:18 PM   #5407

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل السادس عشر


سألته بتماسك وهو يفرد الورقة على مقود السيارة " ما هذه الورقة ..؟"

رد ببساطة وهو يميل جانبا ليبحث عن شيء ما داخل الحافظة الوسطية بين المقعدين

" ورقة زواجنا ..."

الافكار المظلمة اخذت تتجمع في رأسها بل تطرق طرقا فوق رأسها ...

استخرج قلما فرفع غطاءه ثم انحنى فوق المقود ليضع توقيعه بنهاية الورقة وهو يقول بسياسة الامر الواقع

" ها قد وقعت .. لم يتبق الا توقيعك ..."

تنظر اليه بصمت بينما يمد يده بالقلم نحوها.. عيناه تفيضان بما اعتقدته يوما انه العشق المجنون لتراه اليوم مجرد تملك احمق من شاب غير ناضج .. طائش جبان ...

يهز القلم امام وجهها الصامت وهو يحثها بالقول المتهور وقد فاض بالتهديد الصريح الجدي " الان رقية .. حددي موقفك .. ألم تكوني تريدين الزواج مني بأي ثمن ؟ ها انا أحقق لك ما تريدين .. اما ان توقعي على عقد زواجنا او انني سأعيدك من حيث اخذتك واعود لوالدي اخبره انني ساتزوج ابنة عمي الخميس المقبل ... لم أعد احتمل هذا الضغط .."

وبينما رقية تبحث عن الخيارات المصيرية المتاحة كان هناك من يبحث عنها في شوارع الحي الذي دخلته مع حارث ..

كان هناك من يراقبها عند خروجها من بوابة الجامعة ورآها وهي تركب مع حارث عند موقف الحافلة فلحق بها واضاعها عدة مرات وسط الزحام الشديد ..

ثم لمح سيارة حارث تدخل هذا الحي فدخل خلفه لكنه لم يستطع معرفة اي البيوت اختار...

حذيفة بملامح اجرامية يشد على المقود وهو يعيد الدوران في شوارع الحي الداخلية ويهدر من بين اسنانه المطبقة " اين اخذها.. اين ؟! "




يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:20 PM   #5408

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مطبعة العباس ...



يراقبها بقلب خافق عبر شباك الغرفة التي تجلس فيها ...

تجلس خلف مكتبها الخشبي الصغير نسبيا وتركز في عملها على الحاسوب بينما يكتشف عباس للمرة الاولى انها تستخدم نظارة طبية ...

يسأله احد العاملين في المطبعة عن بعض الامور فيرد عليه بقلة تركيز ...

يكاد يشعر بالخجل وهو بعمره هذا وقد تعدى الاربعين بسنوات ..

خجل لم يشعره الا مع محبوبته الاولى إلهام ابنة الجيران التي عشقها وهو بعمر التاسعة عشرة ليفقدها قبل ان يصارحها بمكنونات قلبه ويفارقها بالدموع وهو يراها تزف لغيره..

إلهام بوجهها الحنطي المليح .. لم تكن الا قد أكملت السابعة عشرة وما زالت بمريول المدرسة الثانوية الرمادي ..

لكن والدها كان صارما جدا في تعامله مع بناته فزوجها وهي كبرى اخواتها لاول عريس مناسب حتى (يسترها) كما يحب البعض ان يطلق هذه التسمية على (تزويج البنات)..

" ابو فاضل هل تسمعني ؟ اقول لك الماكنة رقم ثلاثة تحتاج لصيانة .."

يتبسم عباس وهو يطرق برأسه وتمتم بهمس

" اذا كان صاحب المطبعة نفسه يحتاج لصيانة .."

يعبس الرجل وهو يتساءل

" لم اسمعك يا ابا فاضل ؟ هل هناك ماكنة اخرى تحتاج لصيانة ايضا ؟"

حرارة تلهب حواس عباس وهو يفكر بتلك المرأة المميزة على بعد بضع امتار منه ..

ترى .. هل هناك أمل ؟ ام انه يرتكب خطأ شنيعا وهو ينتظر خراب بيت امرأة رائعة مثلها ليأخذها لنفسه ؟

تحرك عباس وهو يقول لذاك العامل

" اتصل بمهندس الصيانة .. سيحضر من ورشته حالما تطلبه .."

رغما عنه خطواته تأخذه اليها ..

لايعرف ما الذي يجب ان يفعله ...

لكنه يجد نفسه ينساق لهوى نفسه رغبة فيها وتمنيا لقربها وحلما لامتلاكها ...

رفعت وجهها اليه حالما دخل عبر الباب فتبتسم بتحفظ يعجبه وهي تقول

" مرحبا ابو فاضل .."

يكبت كل تفاعله العاطفي بينما يتقدم نحوها فيقف قبالتها وهي خلف مكتبها الصغير فيقول بنبرة تخفي بواطنه

" كيف حال العمل معك يا ام حبيبة .. هل انت مرتاحة معنا ..؟ "

فترد عليه بنفس الابتسامة المتحفظة بينما تعدل من نظارتها الطبية بشكل عفوي وتقول

" الحمد لله .. بدأت اعتاد على الاجواء .. مضى زمن منذ ان تركت العمل في وزارة التخطيط.."

يتنحنح وهو يسأل بتردد " لماذا تركت العمل هناك ؟ انت موظفة كفوءة .."

لم تتغير ابتسامتها وهي ترد باقتضاب

" ظروف الزواج والامومة .."

دخل العم عبد المجيد ساعي المطبعة حاملا صينيته المدورة المعدنية وعليها فنجان قهوة وقدح ماء وهو يقول

" قهوتك يا ام حبيبة .."

يمر من جانب عباس ليقدمها بيد مرتعشة لجوري بينما تشكره هي بامتنان

" سلمت يداك يا عم .."

قلق عباس وهو يرى ارتعاش يد الرجل العجوز يتزايد والقهوة ترتج في فنجانها فتقدم ليأخذ الفنجان منه لكن الفنجان سبقه ليقع فوق حجر جوري ...

أطلقت جوري صرخة متوجعة وهي تقف على قدميها وعباس يتقدم منها ملهوفا فيمد يده ويسحب علبة المناديل يمسح القهوة الحارة عن تنورتها والعم عبد المجيد تكاد تدمع عيناه وهو يعتذر بارتباك شديد ...

قال له عباس بحزم " اذهب واحضر بعض الثلج يا عبد المجيد .."

تحرك الرجل العجوز متعثرا بينما يواصل عباس مسح القهوة وجوري تغمض عينيها بتوجع فيسألها بصوت يفيض بعاطفته الخفية " جوري هل تتوجعين ؟ هل اخذك للطبيب ؟"

تحاملت جوري على نفسها تتحمل ألم الحرق وقبل ان ترد عليه كان صوت مهند الهادر يسبق ذراعيه اللتين اشتبكتا في لحظة جنون في شجار رهيب مع عباس ...!

عمال المطبعة عانوا الامرين حتى اوقفوا الشجار العنيف بين الرجلين ..

لينتهي بالاثنين انفاسهما هادرة فيصرخ عباس وهو يمسح الدم عن انفه

" اخرج من مطبعتي حالا .."

فيرد له مهند بشتائم مماثلة دون ان يشعر بالدم النازف من شفته السفلى وتلك الكدمة تحت عينه اليسرى بينما حظي عباس بلكمة مماثلة اسفل فكه..

" ألمسها ايها الحقير وسأكسر مطبعتك فوق رأسك .."

كانت جوري تغلي غليانا وهي تأخذ حقيبتها من درج المكتب وقد شاركت العمال بمحاولة فك صراع الرجلين حتى أنهكت ..

مرت قرب مهند وهي تقول من بين اسنانها

" اخرج .. امشي معي اخرج .. يكفي فضائح.."

سبقته بخطواتها بينما يدفع مهند عنه من يمسك به ليلقي نظرة اخيرة نحو عباس قبل ان يلحق بزوجته ..

تحرك عباس عائدا لمكتبها فيأخذ بعض المناديل الورقية ويمسح أنفه بينما يأمر العاملين عنده بالعودة للعمل ..

ينظر لكرسيها الشاغر بينما يتمتم بجملة سمعها او قرأها في مكان ما

" لا يهم المنتصر بين الرجلين ... المهم من تختاره المرأة.."




اوقف سيارته جانبا بعد ان ابتعد مسافة عن المطبعة بينما تصرخ به جوري


" ايها الهمجي ... هل تدرك ما فعلته ؟! هل ستدرك يوما الاذى الذي تتسبب به لي ؟! كيف سأواجه العاملين هناك ؟ "

أنفاس مهند تهدأ شيئا فشيئا بينما يلتزم الصمت وهو يحدق في وجهها الغاضب ..

كانت لاتزال ترتدي نظارتها الطبية فبدت مميزة حقا بغضبها والنظارة تضفي عليها هيبة جذابة تفتنه ...

ما زالت توبخه وتصرخ فيه وهو يلتزم الصمت.. ثم تفاجئوه وهي تفتح حقيبتها وتخرج مناديل ورقية من كيس صغير لتبدأ بمسح الدم عن فمه ويدها ترتعش ..

امسك معصمها فجأة وهو يسألها بهدوء يسبق العاصفة " ما الذي يريده منك عباس ؟"

نظرت في عينيه بحقد جعلته يشعر باحساس مقيت .. ليس بعد ما عاناه اليوم .. ليس وهو بات يحارب بمفرده لينقذ ما يمكن انقاذه ..

ان كان تعلم شيء من تجربته مع حبيبة فهو ان ينقذ ما يستطيع .. كل ما يستطيع ...

غضب رهيب تصارع داخله وهو يتذكر المنظر الذي رآه ... عباس وهو يمسح تنورتها وصوته الذي يفضح تأثره بجوري ...

يعتصر معصمها بين اصابعه وهو يسأل بنبرة حادة متفجرة " اذا كنت تخططين للطلاق والزواج به فاني احذرك .. سأفعل ما لاتتوقعينه مني ابدا.. فلا تجبريني على فعل ما لا اريد .. انا لااريد اذيتك ابدا .."

لم تبدي اي توجع لألم معصمها بينما تواصل نظرتها الجبارة نحوه ثم تبتسم بطريقة غريبة رغم ارتعاش شفتيها ثم تقول بصوت خافت بما صعقه " ماذا ستفعل ؟ تأخذ ابنتي مني مثلا ؟ افعلها .. لا اهتم .."

جحظت عيناه من الصدمة وهو يهمس بلا تصديق " لهذه الدرجة ؟! تضحين بابنتك ؟"

معصمها ما زال في يده وكأنها لاتبالي لتصرخ فيه هذه المرة بما صدمه صدمة العمر

" اجل لا اهتم .. خذ معك من اسميتها على اسم حبيبتك .. وتزوج شذرة تلك وعش حلمك التافه .."

تراخت اصابعه طواعيا ليتحرر معصمها بينما تقول له المزيد وبنبرة انتقامية متشفية بحالته " اجل انا اعرف ... اختك مروة اخبرتني منذ الاشهر الاولى لزواجنا .. "

كان يجاهد ليستجمع تركيزه ..

منذ الاشهر الاولى لزواجهما ؟! تعرف ؟

يا الهي ... وتعرف انه اسمى ابنتها على اسم حبيبة ؟!

يشعر انه يفقدها .. انها تتسرب منه رغما عن أنفه .. يكاد يختنق ... لايمكن ..

الا جوري .. لا يمكن ...

صدره يعلو ويهبط بينما يقول بمحاولة ساذجة

" هذا ليس عذرا لما ..تفعلينه الان .. اخبريني ماذا بينك وبين عباس ؟ "

ضحكة قاسية تقطر بكل ما عانته لسنوات بينما ترد سؤاله بسؤال " عندما تخبرني اين كنت تلتقي بـ... شذرة تلك ومتى ؟"

ابتلع ريقه بصعوبة وهي تضيف

" عندما تخبرني .. ماذا اعطتك تلك الفتاة لتسد جوعك الوهمي وعجزت انا عن فعلها؟"

ثم ترمي المنديل الملطخ بدمه في وجهه لتصرخ بالقول " عندما تخبرني كم مرة عاشرتني وانت تتخيل نفسك تعاشر حبيبتك حبيبة العطار..؟! "

شحب وجهه حتى ذبلت ملامحه فيتوسلها بالقول " دعي ..حبيبة .. خارج حواراتنا هذه.."

تطلعت اليه طويلا قبل ان تغلق حقيبتها وهي تقول بنبرة تفيض سخرية " من الملفت انك تهتم بحبيبة اكثر من اهتمامك بزوجتك الحالية وزوجتك المستقبلية .. يال حظنا انا وشذرة ! ترى هل تعلم شذرة انك سجين ومفتاح سجنك مفقود ؟"

تشبث بذراعها ليمنعها المغادرة وهو يقول بصوت أجش يواجه نفسه قبل ان يعترف لها

" ليس لدي زوجة مستقبلية .. انا لدي انت فقط .. لن يكون هناك غيرك "

أسبلت اهدابها وهي تأمره بالقول

" اترك ذراعي مهند .."

لم يستطع فعلها كانت اصابعه تتقلص بتملك حول ذراعها دون ان تستجيب له جوري بل قالت بقسوة " اتركني والا سأصرخ واثير لك فضيحة بنفسي .. هنا وسط الناس ..."

لا يقوى على فعلها بل يهمس بتشبث

" سأعيدك للبيت ..."

ترفع عينيها الحالكتين له وتقول بابتسامة لاتحمل اي معنى

" لا احتاج اليك .. سآخذ سيارة اجرة فأعود المطبعة واخذ سيارتي المركونة هناك ثم اعود للبيت .."

تتسرب ذراعها من بين اصابعه كالرمال فيجف فمه وهو يقول " سأكون خلفك .."

ترجلت من سيارته لترد ببرود ولا مبالاة

" افعل ما تشاء ... "

ثم صفقت الباب خلفها تاركة اياه يمرر يده فوق وجهه واليأس يقتله ببطء ...





يتبع .....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:22 PM   #5409

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت جدة حارث



طال صمت رقية وهي تفكر بكل الاحتمالات التي قد تواجهها بينما يقترب منها حارث بجسده ليتبع هذه المرة اسلوبا عاطفيا حارا لاقناعها

" وقعي رقيتي ... انا .. أموت شوقا اليك .. لاشعرك ملكي .. ملكي انا وحدي .. هذه الورقة .. ستريحك وتريحني ..."

كان يقرب الورقة من وجهها وهو يتخيل انه يكاد ينجح بمسعاه ... حتى قالت رقية بنظرة جليدية ساخرة من عرضه ضمنيا " في اليوم الذي اوقع فيه ورقة زواجي ستعلو الزغاريد من حنجرة امي وتصدح حناجر نسوة الحي بزغاريد اجمل .. لقد اخطأتُ حقا في

تقديرك يا حارث .. ظننتك حار الدماء حر أبيّ رجل يحميني بروحه و لايرضى لي الا بالغالي ... لكنك تعرض الرخيص وعندما عرضته فقد فقدتني للابد .. هل تسمعني .. فقدتني للابد .."

يده التي تمسك الورقة تتوتر بينما ملامحه تقسو وهو يتساءل بعنف " ماذا تعنين ؟"

شعور هائل بالغضب سيطر عليها ..

شعور انه بخس قيمتها الى حد لايوصف ..

فقدت كل تحكمها بتصرفاتها لتقول بمزيد من القسوة والسخرية المهينة

" انا لن اتزوجك .. حتى لو حفوت خلفي انت ووالدك لارضى الزواج فانا لن أتزوجك .."

ناداها بعنف وهو يمسك بكتفيها والورقة ما زالت بيده اليمنى تتجعد تحت اصابعه الضاغطة " رقية ..."

هتفت به وعيناها تبرقان بالشموخ " انا رقية يونس العطار .. فاعرف مع من تتكلم يا ابن حديثي النعمة .."

اتسعت عيناه في صدمة غير محسوبة لهذه الاهانة بينما تواصل رقية نفث غضبها فيه

" انظر لوجهي وانا اقولها .. لن اتزوجك .. واقسم ستراني قريبا بفستان عرس لاتحلم ان تلبسه لابنة عمك وجواري رجل يدعسك بقدميه كنملة ... "

يداه زحفتا خلال لحظة مجنونة من كتفيها لرقبتها والورقة هناك مع اصابعه تضغط على قصبتها الهوائية وكأنها تشارك تلك الاصابع الخشنة تهديدها ثم هدر حارث بجنون مطبق " سأقتلك رقية قبل ان تكوني لغيري .. سأقتلك الآن .. في التو واللحظة ..."

اخذت تحاول دفعه بشراسة وضربه بقبضتيها وهي تقول " انا .. اختنق .. دعني ايها .. ال..."

كانت تناضل لانقاذ حياتها .. تجرب للمرة الاولى احساس الاقتراب من الموت !

صورة والدها ... والدتها ... اخواتها ...

صورة بيت الدمى الاثير لديها ...

يدها اليمنى تخلت عن صراعها العنيف معه والدنيا تكاد تظلم من حولها ...

ما زال عقلها الحي يناضل لانقاذها فيتفتق عن تذكر وسيلة جعلتها تمد تلك اليد نحو قدمها تجاهد حتى تمسك بحذائها ذي الكعب العالي لتخلعه ..

وحالما نجحت الادرينالين ارتفع لاقصاه فترفع الحذاء عاليا وتهوي به فوق رأس حارث بضربات عنيفة متتالية حتى اجبرته على عتق رقبتها اخيرا لتدفعه وهي تشهق لدس الهواء في رئتيها من جديد ..

انها عادت .. عادت للحياة ...

يدها تفتح عتلة الباب لتهرب بينما تسمع تأوهات حارث فلا تنظر حتى نحوه ..

كل ما تريده اللحظة هو الفرار ...

نزلت من السيارة فتعثرت لتقع ارضا لكنها سارعت للنهوض لتخطو بكل قوة تمتلكها فتسير بتعثر وهي بفردة حذاء واحدة ..

كانت ستهوي مرة اخرى وهي بمنتصف الطريق نحو باب المرآب المفتوح عندما ترآى لها خيال ضخم مألوف يركض نحوها من تلك الباب ...

دمعت عيناها وهي تتعرف على صوته ينادي اسمها " رقية .. يا الهي ..."

امسك ذراعها يسندها وهي تقول بحشرجة الانفاس الثقيلة " حذيفة ..."

لم تكن تفقه كيف وصل اليها لكنها اطاعته تماما وهو يقول بحزم

" ابقي هنا مكانك انتظريني .. سأحضر فردة حذائك واغراضك..."

لكن حذيفة كان هائجا في احدى ثوراته المعدودة في حياته ..

و بدلا من ان يذهب لناحية المقعد الذي كانت رقية تجلس فيه حاد بخطواته ناحية الحقير الذي تعدى عليها ...

فتح الباب ليرى الشاب يتأوه وبعض الدم يسيل من رأسه واثار بقع ككدمات على جبهته ..

لم يشفع له هذا خاصة والشاب ينظر اليه ويتساءل بحمق وتبجح " اين تلك الحقيرة و من تكون ايها الـ.."

قبل ان يكمل شتيمته كان حذيفة ينهال ضربا لوجهه حتى كسر سنه الامامي ..

لازال حذيفة يلكمه ويشتمه بكل ما يعرفه من افظع الشتائم عندما انجذبت عيناه لورقة مرمية على المقعد الذي كانت رقية تشغله ..

في لحظة استوعب فحواها فترك حارث يتهاوى من يده ليلتقط الورقة ويقرأها بيد مرتعشة انفعالا متمتما

" يا الهي .."

اطمئن قليلا وهو لايرى توقيع رقية ثم أخذ يكورها بعنف بينما يسمع توسلات حارث اليه

" لم أفعل لها شيئا .. اقسم لك ..يا الهي ما كل هذه الدماء التي تسيل مني ؟ "

ثم لم يشعر حارث الا بالورقة المكورة تحشر في فمه النائح وهذا المارد الضخم الذي اشبعه ضربا يميل لاذنه ويقول هامسا بوعيد وحشي

" اقترب من رقية مرة اخرى وسأقتلك .. وصدقني لن تكون المرة الاولى التي اقتل فيها انسانا بيدي المجردتين .."

ثم بصق في وجهه قبل ان يدفعه بعنف ليرتطم ظهر حارث بمقبض معدل السرع ثم يتركه حذيفة ليلتف حول السيارة من الجهة الاخرى يلملم محاضرات رقية ويلتقط حقيبتها وفردة حذائها المرمية ثم يسير عائدا لها و قد استعادت تركيزها وانتظام تنفسها وتحيط جذعها بذراعيها وهي تحدق فيما يحصل بوجل وارتعاب ..

اوقع فردة الحذاء ارضا قرب قدمها ثم انحنى جاثيا للارض ليساعدها على ارتدائه بعفوية كما يفعلها مع ابنته سوسو .. ليقف حذيفة على قدميه ويمسكها من ذراعها ثم يسحبها عنوة هادرا فيها " سيري معي .."

كانت رقية مستسلمة تماما لحذيفة وهو يسحبها بخشونة فيغادران المرآب ويتجه بها نحو سيارته المركونة على جانب الشارع ...

بخشونة مماثلة دفعها لتركب في المقعد المجاور للسائق ووضع اغراضها في حجرها ثم اغلق الباب بعنف ..

كانت تختض لكنها تقاوم بشراسة لتستعيد سيطرتها على ما يحدث ...

ألتف حذيفة ليجلس جوارها في مقعد السائق ثم دون شعوره اخذ يضرب بعنف على مقود السيارة ويشتم بصوت جهوري مرعب وكأنه ينفس عن طاقات وحشية هائلة داخله ...

تتسع عينا رقية بارتعاب من حالته تلك ثم تشهق بعنف وهو يستدير اليها ليمسك اعلى ذراعها بخشونة مضاعفة يصرخ فيها

" هل حصل شيء بينك وبينه ؟ انطقي يا رقية .. هل حصل شيء كي اتصرف .."

افاقت من حالتها تلك لترد له الصراخ بعنفوان " من تحسب نفسك .. ؟! كيف تكلمني هكذا ؟! "

يهز جسدها بعنف وهو يواصل صراخه المدوي " اخبريني الآن .. هل حصل شيء ؟"

دموع القهر والذل انسكبت من عينيها فتصرخ فيه مرة اخرى " لم يحصل شيء .. هل تظنه يفعل هذا بي ان سمحت له بلمسي .. دعني الآن يا حذيفة .. دعني .. من سمح لك اصلا بالتدخل في حياتي .."

هدأت ثورته وهو يفلتها اخيرا رغم ان وحشية نظراته لم تهدأ .. شغل محرك سيارته وهو يقول ببرود قاس

" لك اخت كبرى ترد عليك .."

فجأة استعادت رقية ابعاد معرفة حذيفة بالامر لتتوسله لاشعوريا

" لاتخبر اسيا يا حذيفة .. اتوسل اليك .. قلت لك لم يحصل شيء بيني وبينه .. كان يريد .. الزواج بي هذا الاحمق .. لكن لديه مشاكل مع والده .. اقسم بروح ابي لم يحصل شيء ولم يلمس شعرة مني .. انا لقنته درسا لن ينساه .. لكن لاتخبر اسيا .. انا اجيد الدفاع عن نفسي و ... "

ضاعت الكلمات منها وهي تراه ينطلق بالسيارة بينما يضع هاتفه النقال على اذنه لتسمعه يقول بعد لحظات بتماسك تام

" مرحبا اسيا ... نعم بخير الحمد لله .. احتاجك بموضوع مهم .. هلا أتيت دون ان تخبري احدا .. لكن لاتقلقي .. الامور بخير"

ثم ادار رأسه جانبا يرمي رقية بنظراته العنيفة تناقض نبرة صوته الهادئة مع اسيا وهو يضيف " الامر يخص رقية ... سأخبرك اين تلتقين بي "

توترت كل ملامح رقية وعقلها يعمل بسرعة بينما تقاوم انهاكها الجسدي ...




يتبع




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 29-10-20 الساعة 11:50 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-16, 04:23 PM   #5410

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

قبل دقائق في دار العطار للازياء



دخلت حبيبة مكتبها الخاص بصحبة اختها وابنها الصغير وهي ما زالت تشعر بتوتر الغضب وبعض الصدمة رغم كل محاولات اسيا لتهدئتها ..

وقد نجحت اسيا الى حد بعيد في تهدئتها لكن ذبذبات التوتر ما زالت تسيطر على اعصابها وافكارها تخوض في كل اتجاه ...

كانت قد اعادت شذرة للبيت بعد اللقاء العاصف الصادم مع مهند لكن حبيبة لم تكن بحال جيدة ولم تجد امامها الا اسيا لتمر عليها وتصر على اخذها معها هي وكاظم الصغير بالسيارة فتلف شوارع المدينة بصحبتهما تفرغ شحناتها وهي تحكي لاسيا كل ما حصل صباح اليوم ...

اخرجت حبيبة أقلام تلوين وورقة بيضاء كبيرة وضعتها على الارض وهي تبتسم لكاظم الشقي في دعوة ..

فركض نحوها تاركا يد أمه لينبطح على بطنه ويمسك قلمين ويبتدأ شخابيطه..

نظرت اليه حبيبة بحنان ، لقد اكتشفت في باكرا حبه للرسم والالوان.. ويبدو جليا ان له ميولا فنية كخالتيه ...

اسيا تحركت نحو جهاز غلي الماء وبجانبه علبة اكياس الشاي الاخضر الذي تحبه حبيبة ويريحها من اعراض الوحام ..

ما زالت حبيبة تجلس على ركبتيها قرب كاظم لتقترب منها اسيا مع كوب الشاي برائحته المنعشة فتقدمه لها قائلة بحنو

" خذي حبيبة .. الشاي الاخضر مع النعناع سيريحك .. التوتر ليس جيدا لطفلك .."

عفويا لفت حبيبة ذراعها حول بطنها لترفع وجها مبتسما نحو اختها وتمد يدها تلتقط منها الكوب وهي تقول بامتنان

" شكرا لانك تحملت مزاجي الناري خاصة وانا باول اشهر الحمل المريعة .. وشكرا لانك وافقتِ على ترك بيتك الآن والمجيء معي للدار .. كنت سأنفجر من شدة الغضب ..."

فترد اسيا بهدوء وهي تتحرك لتجلس على كرسي قريب " اهدئي حبيبة .. الامر انتهى.."

اعتدلت حبيبة لتتخد جلسة مريحة على الارض ترتشف من كوبها ثم تقول ببعض الانفعال الذي يخفت تدريجيا

" لااستطيع تخيل ما حصل انه حصل فعلا ! الفتاة مصدومة يا اسيا .. تركتها في البيت تدعي رغبة بالنوم وانا اعرف انها ستنهار بالبكاء حالما تغلق باب غرفتها .."

سألت اسيا ببعض القلق

" هل تظنينه حقا لم يكن يعرف صلة القرابة بينكما ؟ "

ردت حبيبة بعبوس تلقائي وعيناها تشردان في الماضي " اجل .. لايعرف .. للحظة فسرت الامور خطأ وأنه كان يقصد اذيتي عبرها وقد عدت لتلك اللحظة الشنيعة قبل سنوات عندما اخبر يحيى بالاكاذيب عن علاقتنا .. لكن فيما بعد صدقته حقا .. صدمته كانت حقيقية تماما .. الغبي لم يخطر بباله ان الشبه بيننا لاننا ربما من نفس العائلة .."

تنهدت اسيا قبل ان تقول " الحمد لله الموضوع انتهى على خير يا حبيبة .. وانا سأكلم شذرة بنفسي .. المسكينة ليس لها غيرنا .. لكن لاتخبري أمي ولا اختيّك رباب ورقية بشيء.. لاداعي لأن يعرفن بشيء مما جرى .. "

فترد حبيبة وهي ترتشف المزيد

" لاتقلقي ... في كل الاحوال لااحد يعرف من هو مهند بالضبط .."

ناظرتها اسيا للحظات قبل ان تسألها بتأنٍ

" هل ستخبرين يحيى عن لقائك بمهند ؟"

رفعت حبيبة نظراتها لاختها وهي تجيبها

" لااستطيع .. ليس لاجلي فأنا منفتحة تماما مع يحيى ولكن لاجل شذرة التي أأتمنتني على سرها .. انها تشعر بالعار مما حصل .. قضيت ساعة كاملة اكلمها انها لم ترتكب اثما عظيما وانها تجربة فيها اخطاء تتعلم منها وتمضي بحياتها قدما .."

تمتمت اسيا بالقول " ستأخذ وقتها ثم تتعافى.. كل الفتيات يمررن ببعض الاخطاء "

رن هاتف اسيا فاخرجته من حقيبتها لتتفاجأ بهوية المتصل !

قالت باستغراب " هذا حذيفة يتصل ...! "

بينما تفتح اسيا الخط دخلت رباب وهي تقول ببشاشة ملفته " مرحبا حبيبة ..."

تهلل رباب لوجود اسيا وكاظم وتسارع لتجلس على الارض جوار هما بينما تقف اسيا على قدميها لتتحرك بعيدا عن الضوضاء تستوعب كلام حذيفة عبر الهاتف ...

اعتدل مزاج حبيبة وهي تنظر لانشراح ملامح رباب .. تلك الفتاة السعادة تطفح منها رغم كل مقاومتها ..

لم تر فتاة كاختها المقاومة هذه ..

كيف تذوب في شاب كعبد الرحمن يتمنى منها الرضا وفي نفس الوقت تقاومه بكل ما لديها ؟!

تمتمت حبيبة تشاكسها " اهلا بعروسنا المشعة ... لم تخبريني ماذا سترتدين يوم الخميس ؟"

تحمر رباب بينما تعقد حاجبيها بضيق وهي تقول " حبيبة ارجوك .."

فتشاكسها حبيبة بالمزيد " يحيى قرر ان يشتري بدلة جديدة خصيصا احتفالا بالمناسبة الشيقة على حد وصفه .."

ردت رباب وهي تكز على اسنانها غيظا " قولي لزوجك ان يكف عن مشاكساته لي.."

فتقرب حبيبة رأسها منها وتهمس " يقول انه اول من تنبأ بوجود شيء ما بينكما ؟ اخبريني يا قرفة هل كان هناك شيء ونحن لانعرف ؟"

نفثت رباب الهواء وهي تقول بصوت مرتفع

" افففففففففففففف... "

تضحك حبيبة من قلبها والاثنتان لاهيتان عن اختهما التي ما زالت تكلم حذيفة في نهاية المكتب قرب الشباك ...

حتى قالت اسيا بصوت قلق " رقية ؟!"

لتلتفت اليها كلا من رباب وحبيبة في نفس الوقت .. بدت حبيبة فضولية بينما رباب شحبت تلقائيا لتقف على قدميها وهي تنظر ناحية اسيا فتشحب اكثر وهي ترى شحوب اسيا الواضح ..

انهت اسيا المكالمة بالقول

" سآتي اليك حالا .."

عقدت حبيبة حاجبيها وهي تتساءل

" ماذا هناك اسيا ؟! ماذا يحدث ؟"

نظرت اسيا لاختيها تحاول التكلم باسلوب مطمئن وهي تقول

" انه حذيفة يقول ان هناك امرا حصل يخص رقية .. لكنه يقول ان الامور بخير .. ولا داعي للقلق ابدا.."

رباب تجمدت مكانها بينما تقف حبيبة على قدميها وهي تتساءل بقلق " رقية ؟! ماذا بها هي الاخرى ؟! "

قالت اسيا بحزم " هيا حبيبة .. تعالي لتأخذيني لحذيفة .. أظن ان رقية معه ولديها مشكلة ما .."

دون شعورها هتفت رباب " وانا سآتي ايضا ..."

قالت اسيا " لكن لاداعي .. ابقي هنا مع كاظم ولاتخبري احدا بشيء .. ولا حتى رضا.. حتى أفهم ما يجري .."

فتتقدم منها رباب تتوسلها بالقول

" ارجوك اسيا دعيني آتي معكما .. ارجوك لا استطيع البقاء هنا .. رقية .. قد تحتاجني.."

لم تستطع اسيا اطالة الحوار او التركيز مع ردة فعل رباب .. هي ايضا قلقة جدا على رقية ولاتعرف اي مشكلة وقعت فيها وكيف تواجد حذيفة في نفس الوقت والمكان ...



يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t337208-542.html...






التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 29-10-20 الساعة 11:46 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.