28-01-16, 08:58 PM
| #142 | |||||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء 
|  التاسع عشر : الحُب لا يستثني أحداً . من يضع حاجزاً ويرفعه لأقصى حد يستطيعه أمام الحُب هو من يقع بالحُب وبشدة ، بقدر ما وضع من حواجز ورفع من سقفها بقدر ما سيكون وقوعه عاصف وعنيف ، الحُب لا يستثني أحداً ولا يعترف بالحواجز كُلها ، ولا يهرب من هارب منه ، وانما يطارد الجميع ، ذلك الهارب الأبدي من الحُب والذي وضع نفسه بحواجز توقع أن الحُب لن يستدل عليه من خلفها أو انه لن يقترب منه مع كل هذه الحواجز ، لكن كيوبيد لديه جناحي ملاك يقفز فجأه بشقاوته ليصيب القلب مباشرة بسهم العشق ، ها هو يقفز لاحدهم ظن انه عصياً على الحُب واكتفى بحياته العملية بعيداً عن صراعات العشق والوجد . كان فيصل في الأونة الأخيرة يشعر بألام متفرقة في بطنه وتشتد احيان في الجانب الأيمن ، كما انه لم يعد يطيق الطعام وقلت شهيته كثيراً مما أدى لخسارته لبعض الوزن ، حتى انه توقف عن تدريباته الرياضيه لاحد الرياضات التي بدأ تعلمها بسبب حالته المرضيه ، يكابر دوماً ويؤجل الذهاب للطبيب للفحص . دائماً نفسه في نهاية اولوياته ، يعطي للعمل كُل أولوياته وينسى ذاته ، لكن هذه المره الألم يشتد عليه بشكل قاسي لا يُحتمل لم يكن يعي ما يفعل ، حين يتمرد عليك جزء من جسدك لا تستطيع ردعه ،ولا المكابرة أكثر . كانت الساعة الثانية ظهراً وقد خرج من العمل وهو يشعر بالألام مجدداً ، يمشي ببطئ وينحني أحيان قليلة بسبب الألم كان قد اقترب من سيارته التي يركنها بأحد المواقف امام الشركه مباشرة ، فتح باب السيارة وهو يترنح من الألم ، هذه الجحيم يستعر الآن في بطنه ، امسك بطنه وقدماه لا تستطيعان حمله أكثر من ذلك ، تهاوى وقد صرخ صرخة مدوية عند الباب كان ألمه وقتها قد وصل لأقصى مستواه ، يشعر بتمزق في بطنه والعالم كله يدور ،التفت اليه البواب وركض هو وبعض الموظفين الخارجين ايضاً من العمل بعد انتهاء ساعات العمل ، حملوه بسرعه واركبوه سيارته ثم انطلقوا به لاقرب مستشفى ، بينما تولى أحدهم مهمة الإتصال بأهله وإبلاغهم . في المستشفى حين وصلوا لم يكن فيصل بقادر أبداً على المشي كانوا يدفعونه بالكرسي لقسم الطوارئ ، الذي ضج بصراخ فيصل ركضت اليه الممرضات وادخلنه غرفه الفحص بسرعة و بعد الفحوصات المخبرية والفحص الاكلينيكي تبين أن فيصل يعاني من الزائدة الدودية وأن يلزمه جراحة طارئة الأن فلقد أهمل نفسه لحين وصل لمرحلة لا يمكن تأجيل وقت العملية بها كان فارس ووالده قد وصلا للتو وعند الاستقبال وجدوا بعض الموظفين الذين احضروه للمستشفى ، بادرهم أبو فراس بالسؤال : ها يبا وين فيصل وايش الي صار ، ايش فيه فيصل .. كان الخوف يرسم خطوط أعمق بوجه هذا الرجل الذي عانى الكثير ، بدا أكبر بكثير مما هو عليه ، رد أحد الموظفين : داخل بغرفه الفحص ، دخلوه الأطباء ليفحصونه ، كانت تصلهم صرخات فيصل المتألم . خرج الطبيب من غرفه الفحص واتجه اليه الجميع . ابو فراس بخوف وهو يسأل الطبيب عن حالة ابنه : طمني يا دكتور ايش فيه فيصل الدكتور : تطمن زائدة دودية لكن مضطرين ان ندخل العمليات الآن لازالتها .. حينها وصل فراس وأبو مسعود للمستشفى والتقوا بهم ، أخرجت الممرضه فيصل من غرفة الفحص وكان يبدو عليه التعب والارهاق والألم ،كانت قد حقنته للتو بإبرة مسكن فشعر بالخدر قليلاً ، كان ينظر اليهم ولكنه لم يستطع أن ينطق بأي شيء ، رأى بعينيهم الخوف والقلق ، لكنه متعب لا يستطيع أن يطمئنهم ، اقترب منه والده امسك فيصل يد والده وشد عليها ليقول له انه بخير .. ثم أغمض عينيه والممرضه تجره لغرفة العمليات حيث أمرها الطبيب بتجهيز المريض لادخاله العمليات فوراً ، كان فيصل لم يأكل منذ ١٠ ساعات مما جعل الطبيب يدخله غرفه العمليات دون تردد بعد اخذ رأي طبيب التخدير .. مضي وقت يقارب الساعه ، كان قلق والده وإخوته يزداد مع الوقت لحين خروج الطبيب ليطمئنهم و يخرج بعدها فيصل تجره الممرضات على سرير العمليات ، كان قد فاق جزئياً من المخدر وتم نقله للجناح . هل ما رأه حقيقة أم أنه مجرد هلوسات من جرعة التخدير التي أخذها ؟ هل كانت تلك الملاك هي من استقبلته بغرفه الطوارئ وهي من حقن في وريده حقنه ثم رأى عينيها الذهبيتين في غرفه العمليات ليغرق أكثر وأكثر في الحُلم لا يعرف أيهما خدر أطرافه هل هو تأثير البروبوفول تلك المادة المخدرة أم تأثير عينيها الساحرتين .. نام وحلم حلم جميل وجميل جداً ، كان يراها ويبتسم ، جميله وهي بثوبها الابيض الناصع وبشرتها المخملية .. ابتسم ثم اغمض عينينه وفتحهما ليرى فارس ووالده وفراس وعمه ، زالت ابتسامته وهو يرى خوفهم عليه الا فارس الذي كان يبتسم له بمكر .. ابو فراس : الحمدلله على السلامه يبا فيصل . ابو مسعود : ما تشوف شر يا ولدي الف سلامه عليك . فراس وبعينه لهفه : حمدلله ع السلامه .. اما فارس فقد كان يبتسم هو يقول : حمدلله ع السلامه ولو ان السلامه كانت بالحلم الرومانسي الي كنت فيه ههههه ابتسم فيصل بتعب وارهاق ثم قال : الله يسلمكم .. بعد ما اطمئنوا على فيصل تركوه ليرتاح قليلاً ثم عادوا للمنزل ، كان فيصل قد أخذ غفوة قصيره بعد أن ذهبوا أهله ، غفوة جميلة أيضاً أخذته لتلك العينين الذهبيتين الساحرتين ، ها هي تقترب منه وتهمس بصوت أنثوي رقيق بكلمات غير مفهومه ، لكن لصوتها السحري هذا نشوة ولذه يكفيه ان يستمتع بصوتها دون ان يفهم ما تقول . استمري بهذه الترنيمه العذبة فلا أعذب منها لمسمعي ، ثم استيقظ على صوت انثوي ناعم يوقظه حين استيقظ كانت هي تلك الملاك مره أخرى ، ظن أنها عادت لاحلامه فابتسم لها وقال : أهلاً رجعتي مره ثانيه ، اشتقت لك كثير كثييير .. ذهلت الممرضة مما يقوله وارتبكت ، ظنت أن تأثير المخدر ما زال يسري بفيصل ، اخذت معصمه لتزيل عنه الانبوب الموصول بكيس محلول التغذيه ثم اخذت درجة حرارته واطمئنت عليه ، كان يستمتع بحضورها العذب وكل ما تقوم به يبعث السعادة بقلبه ، هل هو سأفيق منه بعد قليل ، ليته يطول هذا الحُلم الجميل . وقتها دخلت فاطمة لغرفة فيصل استغرب فيصل وحدق بصره، تباً أيتحول الحلم لكابوس اغمض عينيه ليفتحهما مره أخرى وهو يوقن ان ذلك كله واقع لا حلم ، كُل تلك اللذة حقيقة وجميلة هذه الحقيقه ولكنها بدأت تسوء الآن . استأذنت الممرضه وتركته ، مع زوجته التي دخلت بصمت وجلست على الكرسي البعيد . فاطمة : حمدلله على السلامه .. كان حضورها جافاً وعادياً وسؤالها كذلك، لا يعرف فيصل هل اتت لتطمئن عليه حقاً أم تؤدي واجباً فقط .. رد عليها ببرود : الله يسلمك ، جلست لدقيقتين وذهبت ، حضرت كالضيوف وذهبت كالضيوف ، لا شيء يوحي بأنها زوجته ، لا شيء يوحي بأن له أهمية زوج لزوجته ، اين قلق الزوجة على زوجها ؟ تنهد فيصل حين خرجت ، لم يكن بحاجه لحضورها المجرد هذا ابداً ، لم يطالبها بشيء ولكن لا يتوقع ايضاً هذا الحضور البارد الجاف منها .. ها هي تبعد المسافة أكثر وأكثر ، صحيح أن علاقته بها كانت عادية لكن يتوقع على الأقل أن يكون بينهم ما بين الزوج والزوجة من مودة ، ولكن فاطمة بجفافها وتصرفاتها تلك قتلت حتى المودة . مضى اليوم كان فيصل يعود للنوم مراراً فتأثير المخدر لم يزل بعد ، في المساء كان يبدو أفضل حالاً وأكثر استيقاظ قضى فارس وفراس الليلة معه لوقت متأخر ثم عادا للمنزل .. بصباح اليوم التالي ، استيقظ فيصل والألام تقتله مره أخرى ، ها هي الألام تعود بشكل أقوي من ذي قبل ، كان يصرخ بشدة من أوجاعه حتى ركضت له الممرضات ، وكانت هي من بينهن لكن هيئتها اليوم تبدو مختلفة والارهاق واضح بعينيها ، كان وسط الآمه ولكنه لمح طيفها وحضورها العذب هذا ، حاولن الممرضات ان يجعلنه يستلقي على السرير لكن ألامه تجبره على الانتفاض بشكل عنيف من شدتها . حضر الطبيب المناوب بعد ان استدعته احدى الممرضات , كان قد شخص الحالة بسرعه وأمرها هي الملاك بأن تحقنه بابرة مسكنه للألام ثم أخذ عينه دم للفحص المخبري ليتأكد من وجود الالتهاب .. بعد أن حقنته بالمهدأ ارتاح قليلاً جسده ولكن الالام لا تزال تبعث الجحيم به ، وحضورها الملائكي يضفي عليه السكينه . هل أقف على حافتي الجنه والجحيم ، يا رب ما الذي يحدث لي ؟ عينيها المتعبتين تزيدان ألامي أكثر ، ساعدني يا رب ثم غفى .. في الظهيره استيقظ فيصل وكان أحسن حالاً بكثير أتى وقتها زوار كثيرون لكنه كان تحت تأثير المخدر فلم يعلم بزيارتهم وأخبرتهم الممرضه بذلك ، دقائق لتدخل هي غرفته وتبتسم حين تراه قد استيقظ تقترب وبصوت عذب كنوته جميلة مفقودة في زمن كهذا نطقت : ها يا فيصل كيفك اللحين .. ؟ كانت الألام التي عاشها خلال هذين اليومين قد أهلكتا جسده لأقصى حد ، مرهق جداً ويشعر برغبه في النهوض من هذا السرير المتعب ، يريد أن يعود للعمل وينتهي من كل هذه الهلوسات والآوهام ، كل ما حدث له بدا بسرعة كبيرة ، لا يعرف متى دخلت هذه الملاك لقلبه ، أيحبها أم ماذا ؟ لما يشعر بتلك الدقة السريعة الجميلة بذلك الشق الأيسر من صدره ، لما تلك اللذة الجميلة التي يشعر بها بوجودها ، هل هذا واقع أم انه حلم ام نتيجة تلك الأدوية التي يأخذها . مالذي دهاك يا فيصل ، هل الزائدة الدودية كآنت في بطني أم في عقلي ، هل جننت ؟ يا الله كل هذا متعب جداً .. هذه الفتاه حلم أم حقيقه ، واقع ام مجرد تخيلات .. أشاح بصره عنها ثم حدق في السقف وهو يقول :الحمدلله ، بخير الممرضه : خلصت نتيجه التحاليل وتبين ان تعاني من التهاب بعد الزايده الدودية ، بتقعد عندنا كم يوم لازم تاخذ مضادات حيويه بالوريد وبعدها بتطلع باذن الله .. هز رأسه وما زال ينظر في السقف ، ثم اضافت الممرضه : اللحين خليني اغير لمكان العمليه . اقتربت منه فنظر لها ، ابتسمت ورفعت قميصه ثم أزالت الشاش وبدأت بتعقيم مكان العمليه أنهت عملها ، ثم حقنت محلول في انبوب الموصول بيده . ابتسمت بعذوبه وهمت في الخروج .. كان صامت طوال الوقت يراقبها وهي تعمل على تنظيف مكان العملية ، ثم وهي تحقن محلول في الانبوبه . حين همت بالخروج نطق وهو يقول : ايش اسمك ؟ التفت له وبشفتيها تعلقت ابتسامه : حنين ثم خرجت حنين لو كآن الحُلم أنتِ فأني أريد أن أحلم مدى العُمر ، وهل يستحق أي واقع أن أستيقظ وأنتِ لا تزينين أيامه ؟ أنا مُتعب يا حنين وأكابر فوق تعبي وحُزني وأكابر فوق ذاتي أيضاً ، أنا مُتعب ولا شيء يفضح تعبي هذا الا عينيكِ حين تخترقان جسدي كسهمين من نار ، لا أعلم أي عاصفة أنزلتها بحصوني التي شيدتها ضد أي هجوم أنثوي ، ما الذي فعلته بي جرتي العسل اللتان تستكنان عينيكِ ، ما توقعتك أبداً أن تأتين بهذا العمق الموجع ، وبهذه العاصفة الشرسة ، كيف يجتمع بك تلك الرقة البالغة الهشه وتلك العاصفة النارية .. في المساء أتى الكثير من أصحابه والموظفين والأهل للاطمئنان عليه ، كان الزوار كثيرون ، انتهى اليوم وقد أنهك فيصل كثرة الزوار فنام بعمق نتيجة الارهاق . في اليوم التالي صباحاً : فتح عينيه وهو يشعر بخطواتها تقترب منه ، خلال هذه الآيام التي قضاها في المستشفى كآن قد استمع لصوت خطواتها كثيراً ، يعلم كم خطوه تستغرق من الباب لتصل إليه ، خطواتها صغيره وسريعه وهادئه .. إقتربت منه فاغمض عينيه ، ظنت حنين انه لا يزال نائماً همت بأن توقضه لكنها توقفت للحظه ، تأملته وهي تتذكر كيف حضر لأول مره بقسم الطوارئ وأحدث زلزالاً كان يوماً مزدحماً جداً وغرف العمليات مزدحمة ، استقبلته هي كانت مناوبتها في الطوارئ ، حين قرر الطبيب اجراء عملية جراحية سريعة لم يكن هناك ممرضة تساعده فجميعهن بغرف العمليات و٣ منهن أخذن إجازه طارئة لأعراض صحية ، فلم يكن أمام الطبيب الا ان يطلب منها الدخول للعمليات معه فهي الوحيدة في الطوارئ التي تمتلك خبره في غرفه العمليات ، لم تتردد ابداً فلم يمض شهر على تركها لغرفه العمليات وهي تعرف جيداً ما عليها فعله .. وها هي تعود لتمريضه من جديد في الجناح . يبدو الآن أحسن حالاً بكثير ، عادت الصحة لوجه مره أخرى ولكن ما زال يرتسم بوجهه تعب ما ، تعب قديم كآنه يعود لسنوات بعيده .. تذكرت حين عادت له بعد العملية لتأخذ حرارته وتبدل انبوبه التغذيه ، كيف ابتسم واعترف بشوقه لها .. ابتسمت لتلك الذكرى اللطيفة والتي يعتبرنها الممرضات من الطرائف التي تكثر في مجال عملهن خاصه هؤلاء الذين ما زالوا تحت تأثيرالمخدر . بهذه الأثناء فتح فيصل عينيه لتسبحان في عينيها وابتسامتها الملائكية ، سرت شراره ما بينهما ، ارتبكت هي وزالت ابتسامتها فابتسم هو وأردف : أنتي حلوه لما تبتسمين .. نظرت حنين له وهي تضيق عينيها ثم أردفت بمرح : اممم شكلك للحين تعاني من أثار البنج هههه ، لازم اعطيك ابره حتى تصحى .. فيصل وهو يضحك بصخب رجولي احدث قشعريره لذيذه باطرافها : هههههه لا يا حنين ما ابي ابره انا صاحي مليون بالميه اليوم وقبل اليوم بعد .. حنين : طيب يا استاذ خليني اخلص شغلي لان الطبيب بيكتب لك على خروج اليوم فيصل بشقاوه : انا ما منعت حد يخلص شغله ، ما قلت لاي حد يقعد دقيقتين يبتسم بوجهي وانا نايم لذا لما صحيت فكرت نفسي بالجنه مو ذنبي .. اطرقت حنين خجلاً ، إذن كان مستيقظ لم يكن نائم هذا الفيصل حسناً ، قالت له وهي تنظر بعيني غضب مصطنع : اها يعني كنت تمثل النوم .. فيصل وهو يعاود الابتسام ويرفع كمه لتأخذ له الضغط ، كانت لمسات اصابعها الرقيقه ليده تسري كهرباء لذيذه بجسده ، تمنى أن تطول وتطول مده أخذ الضغط لينعم بها مدة أطول .. كان يراقبها بتمعن ، اليوم تبدو متعبه جداً وجهها يفتقد للصحه ، أهي مريضة أم متعبه .. بعد أن انهت عملها ابتسمت وهي تقول : يلا كل شي تمام بيكتب لك خروج اليوم الطبيب ، وفي مجموعه أدويه بيعطيك اياها ، ومواعيد للمتابعه .. فيصل : شكراً حنين .. حنين : وليه الشكر هذا شغلي فيصل : كنتي معي من أول دخولي للمستشفى إلى الآن .. لولا وجودك لكان الألم أكبر انتي نص علاجي .. نظرت له بدهشه وخجل و كانت عيناه تعنيان ما يصرح به ، يُربكها كثيراً هذا الفيصل لا تعرف لماذا ، ثم استدارت لتخرج من الباب ، ولكن فجأه غابت الدنيا عنها لتسقط ارضاً ويتبعثر ما بيدها .. كان ينظر إليها وهي تتجه نحو الباب ثم تسقط بشكل مفاجئ تهوي في الآرض ويتبعثر ما بيدها ، نهض من سريره وركض نحوها ليأخذها بين يديه ويرفعها عن الأرض والخوف يعصف به، صرخ باسمها : حنيين .. حنيين كانت بلا حراك ، حملها بين ذراعيه وخرج بها بالممر وهو يركض وينادي الممرضات والاطباء ، خرج لصراخه الطاقم الطبي وما أن وجدوا حنين بين يديه حتى هرعوا اليه وأسرعن الممرضات ليأخذنها من بين يديه ليدخلنها غرفه الإنعاش القريبه من الجناح ويدخل معهن طبيبان ثم يغلقان الباب ، وتتجه نحوه ممرضه لتطلب منه العوده لغرفته فحالته الصحيه لا تسمح له بالاجهاد . سألها وهو لا يلتفت لما تقول : سستر حنين مالها ؟ الممرضة بارتباك : ارهاق مجرد ارهاق من العمل ، لانها كانت مناوبه من أمس لا تخاف تطمن وتعال معاي لازم اشوف مكان العملية .. كان قد هدأ قليلاً ولكن هناك ما يخبره انها ليست بخير .. نظر للممرضه فأومأت له وسار معها لغرفته . مضى بضع ساعات كان القلق يحيط به خوفاً على حنين ، سألن إحداهن فردت عليه بعدم معرفتها بوضع حنين ، عادت له الممرضه التي كانت قد كشفت على جرحه بعد حمله لحنين وهي تبتسم ، وتقول : الطبيب كتب لك خروج وهذه وصفه الادويه لازم تتبعها وهذه كرت موعدك .. فيصل بلهفة: حنين كيف حالها ؟ الممرضه : حنين بخير الحمدلله ورجعت للبيت تطمن ، كان مجرد اغماء لانها مثل ما قتلك مناوبه وامس كانت لوحدها بالجناح .. لذا تعبت فيصل : خير ان شاء الله ، سلمي لي عليها . الممرضه : يوصل ، ما تشوف شر وحمدلله ع سلامتك تركته وخرجت ، والقلق يحيط بمعالمه ، يتساءل ما بها حنين لما يوجد كذبه صغيره بعيني الممرضه وهي تروي لي تلك القصص التي تملؤها الكذبات الواضحة .. تناول هاتفه واتصل بفارس ليأتيه ليخرجه من المستشفى . في غرفة أخرى بالمستشفى ، تدخل الممرضة رنا لأحد الغرف وتجلس عند الكرسي القريب من سرير المرضى حيث ترقد فوقه حنين المرهقة المتعبة .. تلتفت لها حنين وهي تعاني الارهاق : ها طلع فيصل ؟ رنا : اي لسه جايه من عنده خلصت الأوراق وعطيته وصفته ومواعيده ، وسأل عنك .. حنين بسرعه وخوف : وايش قلتيله .. ؟؟ رنا : اهدي ولا تخافي قلت له انك تعبانه من ارهاق المناوبه .. تهدأ حنين وتغمض عينيها ، لتعاود رنا الحديث وهي تسأل : حنين إنتي بينك وبين هالمريض شي ؟ فتحت حنين عينيها بقوه وهي تقول : شي مثل ايش ، شتقصدين ؟ رنا وهي تضيق عينيها : يعني الي يشوفه وهو حاملك وانتي مغمى عليك ويصرخ باسمك بخوف غريب وينادي الممرضات وحالته كيف حتى ما حس بالجرح الي ببطنه ، خوفه وسؤاله وقلقه وحالتك انتي بعد هاللحين كل هذا يقول ان في شي . حنين : مافي شي بيني وبينه ، وسؤالي عنه لاني مستحيه منه ومن الموقف الي صار بس . رنا : علي انا يا حنين .. ؟ تدمع عيني حنين وتصرخ بصوت مخنوق : رنا الله يخليكِ اتركيني لحالي ، انا الي بحالتي وينها ووين اللي تفكرين فيه ثم أجهشت ببكاء مرير يمزق القلب ، وشهقاتها تتعالى .. ندمت رنا على ما تفوهت به للتو ، اقتربت بسرعه من حنين وهي تقبلها وتعتذر لها وتحضنها : اسفه حنون اسفه حبيبتي بس والله خايفه عليك ، هدأت حنين ثم طلبت من رنا ان تزيل تلك الأنابيب الموصولة بها فلقد إنتهى الدواء وتريد أن تعود للمنزل ، ازالت رنا تلك الانابيب ، نهضت حنين ، وهي تهم بالخروج كانت تريد أن تخرج من هذا المكان بسرعه تريد أن تذهب لمنزلها لتدفن نفسها هُناك ، لترتاح وتبتعد عن كل هذا الألم .. رنا : خليني اوصلك حنين : لا ماله داعي وبعدين عندك دوام رنا : ع الاقل للباب ، انتي تعبانه حنين : ما عليه يا رنا انا اقدر اوصل لحالي ، متعوده ومو أول مره . رنا وهي تستلم أمام عناد حنين : براحتك . خرجت من الغرفة وهي تنزل للأسفل ، بنفس الوقت كان فارس قد وصل لفيصل وها هما ينزلان معاً .. رأها من بعيد ، تمشي بخطوات مترنحه متعبه بطيئة ، ثم تخرج من المستشفى وتبتعد وهي تمشي ، كان يريد أن يلحق بها ليطمئن عليها ، لكن هُناك شيء ما منعه من ذلك . إذن كان توقعي صادق ، تلك الممرضة تكذب ، لم تكن حنين بخير وكانت ما تزال بالمستشفى منذ ذلك الوقت .. نظر اليها وهي تبتعد شيئاً فشيء وتبدو من بعيد كخيط أبيض عذب يغيب في الأفق . فارس : يلا فيصل .. فيصل .. استيقظ من شروده بطيفها على صوت فارس وهو يناديه ليركب السياره . فيصل : هااا فارس : يلا مشينا فيصل : يلا ، ثم يركب السياره مع فارس وما زال عقله يفكر بها بـ حنين . | |||||||
|  |
|
29-01-16, 12:28 AM
| #143 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| الله يرضي عليكي يا ناني تعالي يا بنتي الله يهديكي مين حنين و مالها شكلها عنده مرض خطير قولتيلي بتعليق سابق انك ناوية لفيصل علي نيه مش تمام و نهايتها مش مشرقة مش متذكرة التعليق بالظبط بس كلن حاجة مش مبشرة لفيصل ها بقي قولي و اعترفي هتعملي ايه فيه هيحب حنين و تموتي البنت الغلبانه فاطمة جات قالت كلمتين و سحيت الهوا كله بالفصل يخربيتها هي وامها سيرتهم تتجيب المرض الفصل طويل و جميل منتظرة الاثنين الجاي علي نار و ربنا يستر | ||||||||
|
| |
|
30-01-16, 09:41 AM
| #145 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي 
| اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso  ترقيه واحتفالات وعشاء بارقى المطاعم وحفلة احتفال من الاب بابنه وكل هذا مضافا فوقه هدية احبك من مها ليش قلبي ناغزني مو بيدنا حتى اذا ضحكنا نقول اللهم اجعله خير دائما نتوقع الشر بعد الفرح وانتم يالكاتبات دائما تحققون توقعاتنا ماشاء الله عليكم رادار الشر شغال باستمرار وعدم وجود ام مسعود اليوم شيء مو طبيعي ياترى ماذا ينتظرنا؟؟ اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso ناني عندي ملاحظه لاداعي لان تقسمين ماتنزليه على فصلين فالفصلين مجتمعات ليست بذات الكبر هناك روايات فصولها اكبر من الفصلين بروايتك اقترح عليك ان تنزلين الكل تحت مسمى فصل واحد حتى لو كانت على شكل اكثر من مقطع وياريت اطولين بعد بالفصل ............... طماعين مو بيدنه هلا رونتي نورتيني .. النسبه للقصه بالفعل توقعوا الشر هههه .. ما لازم يكون موجود كعنصر حياه الين واليانج لازم نشعر بالشر حتى نعرف طعم الخير .. اما عن الاجزاء ببصراحه هاي المشكله الي اعاني وهي قصر البارتات بس بحاول بالتأكيد ان احلها باذن الله .. نورتي حبوبه وشكرا لتواجدك العسل يعني التعليقين لي وبالاخير تقولين رونتي نورتيني ما اقول الا حظووووووووووووووووظ | |||||||
|
| |
|
30-01-16, 10:06 AM
| #146 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| ماهذاااااا؟؟؟؟؟؟ صحيح انا من البدايه اؤيد وبشده كسر خشم فاطمه ......... واريد لفيصل وحده تقدره وتريحه خصوصا انه يبذل مجهود كبير بالعمل ويستحق من تدلله عندما يعود لكن تضعي بطريقه وحده عندنا عليها الكثير من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ على صحتها !!!!!!!! ليش هو ناقص هم المكرود وفوكاها جايبه فاطمه مثل الخطار .. حتى ذرة احساس ماعندها على الاقل تخاف على زوجها من الممرضات ,,, بس منين اجيب احساس للي ما يحس على فكرة ذكرتيني بموقف بعد ماقريت ان الممرضات متعودات على اشياء من المرضى بسبب البنج اخي عمل عمليه وعندما خرج وجاءت الممرضه تكشف عليه وهي تنحني لتقيس الضغط وتقول الحمد لله على السلامه اخي حضنها وقبل خدها وقال لها الله يسلمك ...ههههههههه امام زوجته وابنه ... حتى المسكينه انحرجت وهي تبرر لزوجته انه بسبب البنج وسترين انه لن يتذكر .وهن متعودات على المرضى وحركاتهم ... هههههههههه وفعلا هو لايتذكر ولا يدري مافعل التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 30-01-16 الساعة 12:13 PM | |||||||
|
| |
|
30-01-16, 11:52 AM
| #147 | |||||||||
| نجم روايتي 
| :a555::a555::a555: ايه الفصل ده عملتي لفيصل ايه كده مرض واسعاف  وتخليه يقابل للي نبض قلبه ليها كمان ولمسات وحاجات  وفي الاخر شكلها مريض  ينفع كده يعني بس دخول فاطمة روعة كان يستمتع بحضورها العذب وكل ما تقوم به يبعث السعادة بقلبه ، هل هو سأفيق منه بعد قليل ، ليته يطول هذا الحُلم الجميل . وقتها دخلت فاطمة لغرفة فيصل استغرب فيصل وحدق بصره، تباً أيتحول الحلم لكابوس اغمض عينيه ليفتحهما مره أخرى وهو يوقن ان ذلك كله واقع لا حلم  ضحكت قوي في الحتة دي هتعملي ايه ياناني في فيصل هتريحيه ولا هتموتي البت للي دق قلبه لها بانتظار الفصل القادم | |||||||||
|
| |
|
31-01-16, 01:41 AM
| #148 | ||||||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
هلا هلا برونتي العسل .. والله هي الأحداث بدت تسير باتجاه معاكس  فيصل يا فيصل ليه متعاطفين معه لهالدرجه ، ع فكره انا اول ما بنيت الرواية يعني الشخصيه الاهم كانت بالنسبه لي فارس واللي ركزت عليها الأحداث تقريباً ، بس لقيت نفسي بتيار أخر ودخل فيصل الخط بقوه ويتنازع هو وفارس عليه .. فاطمه دي حيزبون هههه ، ربنا يستر منها ومن امها | ||||||||
|
| |
|
31-01-16, 01:43 AM
| #149 | ||||||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
ههههههه ، ايه فاطمه أكبر كابوس .. في البارتات القادمه رح يتبين كيف هي بالفعل كابوس .. حنين ؟؟ فيصل ؟؟ حنشوف ايه يحصل بينهم .. الف شكر للتواصل المستمر والتشجيع ..  | ||||||||
|
| |
|
31-01-16, 01:48 AM
| #150 | ||||||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
والله اعتذرت بعد ما انتبهت .. هشكل مدري شجاني وكتبت رونتي مع ان الخط الاحمر العريض هذا كلش مميز . بس القلب والله داري انك انت يا حلو ام سوسو .. ومن هذا المنبر اعتذر مره ثانيه واهديكي أغنيه كلي يا حلو - ناظم الغزالي .. كلي يا حلو منين الله جابك - خزن جرح قلبي من عذابك . | ||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
7Likes
.png)
العرض العادي
