آخر 10 مشاركات
7 - غراميات طبيب - د.الأمين (عدد حصري)** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الحالمة - لورا آدامس - عبير الجديدة (حصريا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          المرأة الطفلة - سوزان هوجز... [م.د] حصرياً فقط على منتدى روايتي** (الكاتـب : Andalus - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عازب فى المزاد (143) للكاتبة : Jules Bennett .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عادات خادعة - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة: Nor BLack(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : Nor BLack - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-17, 08:54 PM   #11661

nawaraa

? العضوٌ??? » 297800
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » nawaraa has a reputation beyond reputenawaraa has a reputation beyond reputenawaraa has a reputation beyond reputenawaraa has a reputation beyond reputenawaraa has a reputation beyond reputenawaraa has a reputation beyond reputenawaraa has a reputation beyond reputenawaraa has a reputation beyond reputenawaraa has a reputation beyond reputenawaraa has a reputation beyond reputenawaraa has a reputation beyond repute
افتراضي


فصل راااااائع من زمان ماصار جمع لهيك شخصيات بفصل واحد دبحتني رومانسيه قاصي ودبحني برود أمجد بس بتستاهل مسك ليه ماتعطي الراجل ريق حلو وبعدين هزني تصميم ليث ما المرا تأسفت لشو الا بدك تمم الزواج خلاص سوء فهم ومشي الحال ليش تكمل وبدك تتزوج ماصدقنا خلصنا من ميسره اه قلبي وجعني علي المسكينه واالي عملو امين مابنات وبتونسوا انت شو دخلك اه بس برد وبقول برافو تميمه خلطه سحريه هالفصل

nawaraa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 09:02 PM   #11662

dilsa

? العضوٌ??? » 373842
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » dilsa is on a distinguished road
افتراضي

فصل موجع مبكي مضحك رائع رائع رائع قلبي واجعني على قاصي ةتيماء ةمسك وامجد فصل رائع جدا

dilsa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 09:05 PM   #11663

روتيﻵ

? العضوٌ??? » 386681
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » روتيﻵ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tamima nabil مشاهدة المشاركة
خرج أمين من المصعد مساءا بعد عودته من عمله .... متجها بتثاقل الى باب شقته , الا أنه توقف و عقد حاجبيه وهو يخفض وجهه مستمعا الى صوت صخب عالي ... فأرهف السمع قليلا ...
حينها استطاع تمييز أصواتٍ أغانٍ عالية , ترافقها أصوات ضحكات فتياتٍ أكثر علوا ....
ازداد انعقاد حاجبيه وهو يقترب من حاجز السلم , فوضع يده عليه و أطل برأسه كي يسمع بوضوحٍ أكبر ...
حينها لم يعد لديه أي شك في أن الاصوات منبعثة من شقة ياسمين ...
رفع أمين رأسه و هو يشعر بغضبٍ مفاجىء يملأ صدره دون توقف ... و ما أن فاض الكيل حتى أسرع الى شقته يفتح الباب مناديا بعنف...
( أمي ...... ام أمين ...... أم أمين ...... )
خرجت أمه من المطبخ متعثرة و هي تهتف بقلق
( ماذا حدث ؟!! ......خير يا ابني ماذا حدث ..... )
قبض أمين كفه وهو يسألها من بين أسنانه غير قادرا على التحكم في نوبة الغضب التي تتملكه ..
( هل عادت نورا ؟!!!! ........... )
قالت أمه بصوت قلق متلعثم
( نورا ..... نورا لدى جارتنا ياسمين , لقد أخبرتني بأنك وافقت على زيارة جماعية لها مع صديقاتها عند ياسمين ..... )
صرخ أمين بغضب أعلى حدة ...
( اذن هي لا تزال عندها ؟!! ...... الا تسمعين ما يحدث يا أم أمين ؟!!! ..... و كأنه مرقص !!! .., حين وافقت على الزيارة لم يكن هذا هو مفهومي عنها ....... )
فتحت أمه كفيها و هي تقول بصوتٍ مرتجف محاولة تهدئته
( و ما الضير يا ولدي من سماعهن لبعض الاغاني ؟؟ ....... )
ردد أمين بصوتٍ اعلى
( بعض الاغاني ؟!!! ..... الا تسمعين هذه المساخر يا أمي .. .. أرهفي السمع الى أصواتهن الرقيعة , و اعلمي أن ابنتك احداهن ...... هل هذه هي الثقة التي منحتها لها ؟!!!!! ..... )
قالت أمه بقلق أكبر تتوسله
( اهتدي بالله يا ولدي ..... وادخل لتبدل ملابسك , لتجدها و قد عادت من فورها ..... )
ضغط أمين على أسنانه ثم قال بحدة محاولة السيطرة على نفسه كي لا ينسى أنه يخاطب أمه ,
( اتصلي بها يا أمي و آمريها أن تأتي حالا ........ )
أومأت أمه برأسها و هي تقول بطاعة
( حاضر ..... حاضر يا ولدي كما تشاء ..... سأتصل بها ... )
أمسكت والدته بالهاتف و هي تطلب رقم ابنتها , .... مرة بعد مرة .... بينما أمين يرمقها شزرا ....
الى أن يئست في النهاية و قالت بصوتٍ مرتجف
( لا ..... لا ترد ...... مؤكد لا تسمعه ...... )
ابتسم أمين بغضب و هو يقول ساخرا
( بالطبع .... و كيف ستسمعه و هي تجلس في هذا الماخور ...... )
هتفت أمه برجاء
( يا ولدي لا يصح ما تقول ...... اهتدي بالله ..... )
الا أن أمين رد عليها بصرامة
( سأنزل اليها لأحضرها بنفسي ......... )
جرت والدته خلفه وهو يتجه الى باب الشقة و هتفت
( انتظر يا ابني ..... لقد هدأت الأمور بينكما قليلا , فلا تشعلها من جديد لسبب تافه .... )
استدار اليها أمين و قال بعنف
( ما تربت عليه أختي ليس امرا تافها يا أمي .... و ان كانت تلك المرأة قد تربت بصورة مختلفة , فعليها أن تبتعد عن نورا تماما .... )
و دون أن ينتظر ردا من والدته , كان قد خرج من الشقة نازلا على السلم دون انتظارٍ للمصعد ....
طرق أمين الباب بقوةٍ مع ضغطه على الجرس باستمرار كي يسمعن ...
فما أن وقف أمام شقتها حتى صعق من صوت الأغاني العالي و أصوات ضحكاتهن ....
ظل يضرب على الباب الى أن فتحته ياسمين فجأة و هي تلهث ضاحكة ....
فتسمر أمين مكانه للحظة ....
كانت تقف أمامه مخلوقة مختلفة تماما .....
هي نفسها ياسمين التي نظر اليها مرتين أو ثلاث على الأكثر ... الا أنها بدت مختلفة ....
ترتدي فستانا أسود طويل متناسق مع قوامها الممتلىء فجعله مكتنزا مضموما بأناقة .... بينما التف شعرها في موجةٍ واحدة على احدى كتفيها ...
عيناها اللتان تألقتا ما أن نظرت اليه , كانتا مكحلتان بعناية بالكامل .... بينما هتفت شفتاها الحمراوان
( أمين .... أقصد أستاذ أمين .... مرحبا .... )
رمش أمين بعينيه , كي يستعيد توازنه ثم قال بصرامة ...
( أريد نورا ..... ..... )
بهتت ابتسامتها قليلا و هي ترى لهجته التي عادت الى نبرتها القديمة , فقالت متوترة
( هل هناك خطب ما ؟!!! ............ )
أوشك على أن يخبرها بالخطب ... الا أن نظرة منه طالت خلف كتفها لسبب ما , فلمح أخته و هي ترتدي فستانا يلامس ركبتيها بينما تعقد حول وركيها وشاحا !!! .....
من الواضح أنها كانت ترقص !!! ....
صرخ أمين فجأة و قد أعماه جنونه
( نوراااااااااااا ......... )
شهقت نورا بصدمة و هي ترفع يدها الى صدرها ناظرة الى أخوها من بعد .... فسارعت الى فك الوشاح من حول وركيها , ثم أغلق صوت الأغاني فجأة ..... و اختفت من أمامه ...
أما ياسمين فكانت واقفة شاحبة الوجه أمامه و هي ترى هذا الغضب الهادر أمامها و الذي جعلها ترتجف بشدة و هي المرة الأولى التي تشعر فيها بهذا القدر من رجل ....
تمالكت نفسها و قالت بصوت أكثر ارتجافا
( ما الذي حدث يا أمين ؟! ...... ألم تمنحني الإذن في إقامة هذا الحفل للبنات ؟!! ...... )
التفت اليها و عيناه تقدحان شررا .... ثم صرخ بقوة مما جعلها تتراجع للخلف بذعر
( أي اذن هذا في تلك الفضيحة التي تفعلينها ؟!!! ........ )
رفعت ياسمين يدها الى صدرها و هي تهتف بارتياع
( أي فضيحة ؟!! ...... لماذا تتكلم بهذا الشكل ؟!! ..... )
الا أن أمين صرخ بها مجددا ... ..
( كيف تسمحين لنفسك بأن تجمعي فتيات في شقتك ليرتدين مثل هذه الملابس و يرقصن بخلاعة ؟!! ... و من بينهن أختي !!! .... )
صرخت فيه ياسمين بغضبٍ اعلى من غضبه على الرغم من الدموع التي تجمعت أمام حدقتيها
( و ماذا لو رقصن ؟!! .... كلنا هنا نساء , اليس لديكم أفراح منفصلة ؟!! .... ما الخطأ في بعض المرح ؟!! ..... )
صرخ فيها مجددا
( و ما الذي يضمن لي الا تقوم احداهن بتصويرها و تسريب هذه الصور ؟!! .... )
رفعت ياسمين كفيها الى جبهتها و هي تصرخ فيه بجنون
( يالخيالك الزائد ...... من منا ستصور أي واحدة وهي ترقص ؟!! .... كلنا بنات عائلات محترمة , و ليست أختك فقط ..... )
صرخ بها بعنف و قد احمرت عيناه
( أنا لا أعرف أحد سوى أختي .... و هي فقط من تهمني ..... )
في تلك اللحظة خرجت نورا و هي ترتدي ملابسها المحتشمة و تلف شعرها بحجابها ... هاتفة بتوسل
( أرجوك كفى ....... فضحتني أمام صديقاتي ...... كفى .... )
أشار أمين الى السلم و قال مهددا بضراوة
( اصعدي الى البيت دون كلمة واحدة و حسابنا هناك .... .... )
لكن و قبل أن تتحرك ... أخذت صديقاتها يتجاوزنها واحدة تلو الاخرى بحرج و هن يرحلن بتوتر .....
بكت نورا بخزي بينما جرت الى السلم .... فنظر اليها أمين بغضب , ثم أعاد عينيه الى ياسمين ...
الا أنه تسمر مكانه وهو يرى الدموع تنساب على وجهها الشاحب دون أن يصدر عنها أي صوت ....من عينين تنظران الى الفتيات اللاتي غادرن من بيتها بهذه الصورة و كأنه بيت مشبوه
بينما كان الحرج يملأها و قلبها ينبض بعنف ظاهر على حركة تنفسها المتسارعة ...
شحب وجه أمين بشدة وهو يرى وجهها المتساقط بهذا الإنكسار ....
فتراجع للخلف خطوتين ..... قبل أن يغادر سريعا وهو يشعر بشيء ثقيل كالحجر يثقل صدره .....
.................................................. .................................................. ......................
استيقظت تيماء على صوت رنين جرس الباب .... فنهضت من على الأريكة تتعثر ....
حتى وصلت اليه و قالت بصوتٍ ناعس
( من ؟؟؟ ................ )
وصلها صوت امتثال من الخارج و هي تقول بصوتٍ عالٍ
( أنا إمتثال يا تيماء ..... افتحي الباب ......... )
فتحت تيماء الباب و هي تبعد خصلات شعرها الكثة عن وجهها و قالت بإرهاق
( صباح الخير سيدة امتثال .... اعذريني على ما يبدو أنني تركتك على الباب طويلا .... )
قالت امتثال بلهفة
( بل اعذريني أنا على ايقاظك .... الا أنني لم أستطع الإنتظار طويلا كي أطمئن على والدتك ..... )
تنهدت تيماء و هي تشير للداخل قائلة
( تفضلي ادخلي يا سيدة امتثال ..... أمي نائمة في الداخل ... )
دخلت امتثال الى داخل الشقة , فاغلقت تيماء الباب خلفها .... بينما استدارت امتثال لها و سألتها بشك
( أين المقروص ؟!!! ........... )
عقدت تيماء حاجبيها و هي تقول بعدم فهم
( أي مقروص ؟!! ........... )
ردت امتثال بحنق
( زوجك المقروص في قلبه .......... )
قالت تيماء مدركة
( آآآه ... لا أعلم اين ذهب , على الأرجح خرج و أنا نائمة ...... استيقظت فلم أجده ... )
قالت امتثال مرتاحة
( أحسن ...... أراح و استراح , عله لا يعود , فننعم جميعنا بالراحة ...... المهم أخبريني كيف حال والدتك .... )
قالت تيماء بخفوت و اهتمام
( آه لو ترين حالها يا سيدة امتثال .... الحقير زوجها ضربها كما كان يضرب للمرة الأخيرة في حياته ... وجهها معجون تماما .... )
رفعت امتثال يدها الى صدرها و هي تشهق قائلة بتعاطف
( لا حول و لا قوة الا بالله ...... المسكينة ..... قطعت يده المجرم ابن المجرمين .... )
ثم انحنت الى تيماء و ربتت على كفها هامسة
( و هذا سيكون حالك لو بقيت مع المقروص في قلبه قاصي .... اليوم كسر مرآة , غدا سيكسر رأسك ..... )
نظرت تيماء اليها بصمت و بدت متباعدة التفكير ... بينما قالت امتثال بخبث اكبر
( أنا نصحتك و أبرأت ذمتي ..... أمثال قاصي هذا , كل ما يشارك به في حياتنا هو بعض الموسيقى الصاخبة , لنبلغ عنه الشرطة بعدها ..... لكن لا نتزوجه أبدا .... عقلك في رأسك تعرفين خلاصك ... )
تنهدت تيماء بصمت .... بينما قالت امتثال متابعة ,
( لماذا لم تأتي الى بيتي ؟!! ..... عدت اليه بمنتهى البساطة يا بنيتي ؟!! .... )
ردت تيماء بخفوت
( كانت والدتي معي .... فلم أستطع أن آتي اليكِ و هي معي , و طبعا لا يمكنني تركها لقاصي ... )
مطت امتثال شفتيها برفض الا أنها قالت أخيرا راضخة
( حسنا , مضت الليلة و انتهينا .... الآن هاتي أمك و تعالي للبقاء معي , فأنا وحدي به كما رأيتِ حاليا .... سأعتني بكما , الى أن تتخلصين منه ..... )
صمتت امتثال فجأة و هي ترى سيدة تخرج من الرواق ... ترتدي فستانا قصيرا ملونا .... و شعرها منسدلا على كتفيها ...
تضع أحمر شفاة و بعض الزينة على وجهها ..... أو ما تبقى منه سليما ...
أما خفها فكان يطرق الأرض بكعبٍ عالٍ لم ترتدي امتثال مثله في الأفراح حتى ....
فغرت امتثال شفتيها , بينما قالت تيماء باهتمام و لهفة
( صباح الخير يا أمي ..... هل تشعرين بتحسن الآن حبيبتي ؟؟؟ ..... )
ردت ثريا بتأوه و هي تبعد شعرها بأناقة الى خلف كتفها ...
( متعبة قليلا يا تيموءة والله ..... هل لديكِ ضيوف ؟!! ....... )
ردت تيماء و هي تشير الى امتثال قائلة
( هذه جارتنا السيدة امتثال .... جاءت كي تطمئن عليكِ يا أمي ..... )
أومأت ثريا برأسها , بينما قالت امتثال التي كانت لا تزال فاغرة فمها
( سلامتك يا أم تيماء ......... )
أومأت ثريا مجددا و هي ترمقها بنظرةٍ مبهمة , ثم قالت بإختصار
( اها ..... شكرا ....... )
حينها مالت امتثال الى تيماء و همست بريبة
( هل هذه هي أمك المضروبة ؟!! ..... لماذا ترتدي هذه الملابس ؟!! .... هل تعاني من حالة نفسية ؟!! ... )
شعرت تيماء بالحرج , الا أنها قالت بصوت منخفض
( لا ..... هذه ملابسها الطبيعية , أمي أممم .... تحب الحياة أكثر من اللازم .... )
نظرت امتثال الى ثريا متفهمة و هي تجلس على الاريكة واضعة ساقا فوق أخرى مما جعل الفستان ينحصر أكثر ثم أرجعت رأسها للخلف مغمضة عينيها ... فقالت امتثال و هي تضرب كفا على كف
( لا حول و لا قوة الا بالله ..... )
قالت تيماء بسرعة , مدركة أن امتثال لا تزال واقفة عند الباب
( ادخلي سيدة امتثال .... تفضلي اجلسي ...... )
دخلت امتثال و جلست بالقرب من ثريا و هي تراقبها .... بينما استقرت عيناها على ساقي ثريا العاريتين ...
ثم هزت رأسها هامسة لنفسها مجددا
( لا حول و لا قوة الا بالله ................. )
اتجهت تيماء الى المطبخ بينما ظلت امتثال تنظر الى ثريا , الى أن قالت أخيرا بمودة
( حمدا لله على سلامتك يا أم تيماء ........... )
رفعت ثريا رأسها و نظرت الى امتثال .... ثم قالت بخفوت
( شكرا ...... اسمي ثريا ........ )
مطت امتثال شفتيها و هي تنظر الى الخف ذو الكعب العالي ..... بينما عادت تيماء حاملة كأسين من العصير ...
فقدمت منهما الى امتثال و ثريا ....
أمسكت ثريا بالكأس تنظر اليه , ثم نادت تيماء قبل أن تجلس
( تيموءة حبيبتي .... هل لديكِ ماصة عصير ؟؟؟ ....... )
ارتفع حاجبي امتثال بدهشة , بينما نادت تيماء و هي متجهة للمطبخة
( نعم يا أمي ...... سأجلب لكِ واحدة ...... )
نادت أمها مجددا
( هل لديك أي دهان لكعب القدم ضد التشقق حبيبتي ؟!! ..... نسيت الخاص بي , إن لم يكن لديكِ اتصلي بأقرب صيدلية حتى يرسلون الينا منه .... )
صاحت تيماء من المطبخ
( حاضر يا أمي ............... )
مصت امتثال شفتيها و هي تنظر الى ثريا بطرفِ عينيها .... حتى جاءتها تيماء بإحدى الماصات فوضعتها ثريا في الكأس و رشفت منه بصمت ...
حينها نظرت امتثال الى تيماء و سألتها بإهتمام
( هل أصلحتِ مرآة غرفة النوم ؟!! .......... )
لكن ثريا هي من ردت ممتعضة
( لم يصلحاها , حتى أنني اضطررت الى تزيين وجهي في مرآة الحمام ...... )
رفعت امتثال حاجبها بتوجس و هي تنظر الى الكدمات و البروزات التي تلون وجهها , غير قادرة على تمييز الزينة من الصفعات ...
ثم مالت الى تيماء هامسة في أذنها
( هل أنتِ متأكدة بأن زوج أمك لم يضربها على رأسها .... فتصرفاتها غريبة )
عضت تيماء على شفتها غامزة , ثم همست لامتثال
( لا ... هذه تصرفاتها الطبيعية ..... كما اخبرتك , فهي محبة للحياة قليلا .... )
هزت امتثال رأسها و هي تقول بتعجب
( لا حول و لا قوة الا بالله ......... )
في تلك اللحظة دخل قاصي الى البيت محملا بالعديد من الأكياس وهو ينادي
( لقد عدت يا أوزتي ...... زوجك عاد فأقيمي الأفراح و .... )
توقف الكلام في حلقه وهو يرى كلا من ثريا و امتثال ملتفتتين , تنظران اليه بإمتعاض .... فقال مصدوما
( بسم الله الحفيظ ...... )
نهضت تيماء من مكانها و ذهبت اليه و هي تنظر بدهشة الى الأكياس ... ثم سألته بحيرة
( ما كل هذا ؟!! ...... أين كنت ؟؟ ..... )
قال بصوتٍ شرير وهو يرمق كلا من امتثال و ثريا بنظراتٍ قاتلة
( أحضرت ما ينقص البيت ........... )
تهكمت ثريا و هي تقول
( كم جلب الغراب لأمه !! ............ )
نظرت اليها تيماء بصمت بينما قال قاصي محاولا السيطرة على أعصابه .....
( يا فتاح يا عليم .... احسني استقبال اليوم يا ثريا فعلى ما يبدو أن حياتنا ستطول سويا ... )
قلبت ثريا شفتيها و هي تقول بحدة
( أي حياة تلك التي ستطول ؟!! ..... هل هذه هي الشقة التي تسكن ابنتي بها ؟!! ..... هل هذه هي الحياة التي تعدها بها ؟!! ..... هل أنت راضٍ عما تقدمه لها ؟!! ..... )
أظلمت عينا قاصي بشدة , الا أنه قال بصوتٍ عالٍ
( هل تستطيعين رؤية الخلل هنا يا ثريا ؟!! .... الخلل هو أنكِ لا مكان لكِ فيما تحكمين عليه ... لذا لا تتدخلي بيننا منذ البداية و الا ..... )
صرخت به ثريا بعنف تقاطعه
( ماذا ستفعل ؟! ..... هل ستضربني بالخف مجددا ؟!! ..... )
شهقت امتثال بصوتٍ عالٍ و هي تضع يدها على صدرها هاتفة
( ضربت حماتك بالخف ؟!! ........ شفاك الله من العته !!!! ...... )
صرخت ثريا و قد بدأت في احدى نوبات بكائها رافعة يدها الى وجهها
( نعم فعل ..... بعد كل ما حدث رفع الخف و ضربني به ..... )
شهقت امتثال مجددا , و اقتربت من ثريا بسرعة ... تضمها الى صدرها , و هي تربت على ذراعها قائلة بتعاطف
( لا تفعلي هذا بنفسك يا أم تيماء ......... )
صمتت لحظة و هي تنظر بطرف عينيها بتوجس الى يدها التي كانت تفرقع على ذراع ثريا العاري ...
فهزت رأسها و هي تهز رأسها هامسة
" لا حول و لا قوة الا بالله .... و أنا التي كنت أتعجب من رؤية شعره الطويل , ... معه حق إن كانت حماته بهذا الشكل ... "
كان قاصي يراقبهما بنظراتٍ تغلي ..... و قد برزت عروق ساعديه , فشعرت تيماء بقرب الخطر لذا أمسكت بساعده و قالت تحاول تهدئته
( أدخل الأغراض الى المطبخ يا قاصي ..... أمي متضررة نفسيا , فلا تحاسبها على كلامها ... )
صرخت ثريا بعنف و هي تنتزع نفسها من بين ذراعي امتثال
( هل هذا كل ما لديكِ ؟!! ........ )
أغمضت تيماء عينيها بتعب , بينما نهضت امتثال من مكانها و هي تقول بحرج
( سأغادر الآن يا تيماء .... فعلى ما يبدو الوقت غير مناسبا ..... )
مرت بهما , الا أن قاصي قال متهكما باستياء عنيف
( لما العجلة يا سيدة أنتينال ؟! .... لقد جلبت معي بعض مخللات البصل , الا تودين تذوقها ؟! .... لما لا تبقين للمبيت معنا ؟!! ..... )
تمتمت امتثال من بين أسنانها ...
( جائتك ضربة في لسانك .......... همجي ..... )
خرجت من باب الشقة و أغلقته خلفها , أما قاصي فكان ينوي الخروج خلفها صارخا , لكن تيماء تمسكت به و هي تهتف
( أرجوك يا قاصي كفى ...... لا تثير استفزازها أكثر ..... )
نظر قاصي الى تيماء بحدة , فقالت بقوة أكبر
( اذهب الى المطبخ ....... لا تتكلم الآن .... تحكم في نفسك قبل أن تخرج أي كلمة من فمك ... )
بدا على وشك الصراخ بالمزيد , الا أنه انتزع ذراعه منها و اتجه الى المطبخ , أما تيماء فذهبت الى أمها و جلست بجوارها و نظرت اليها بقنوط بينما ثريا منفجرة في البكاء ...
قالت تيماء أخيرا بخفوت
( كفى يا أمي .... لا داعي لكل هذا الإنهيار ..... )
رفعت ثريا وجهها المختنق المتورم و صرخت بقوة منهارة
( كيف لكِ أن تتعاملين معه بهذه البساطة بعد أن ضربني ؟!! ....... )
قالت تيماء متنهدة
( لم تكن ضربة بالمعنى المفهوم يا أمي .... الأمر .... الأمر فقط خرج من بين يديه .... )
نظرت ثريا اليها بذهول بعينيها الحمراوين , ثم هزت رأسها غير مصدقة و هي تقول بألم
( كيف لكِ أن تدافعي عنه ؟!! ..... أنا أمك ....... )
نظرت اليها تيماء بصمت , ثم قالت أخيرا
( الأمر يا أمي .... أنكِ ضغطتِ على نقطة حساسة جدا بالنسبةِ اليه , لذا لم يستطع تمالك نفسه .... )
اتسعت عينا ثريا أكثر و أكثر .... تهز رأسها مصدومة , و همست
( أنا لا أصدق ما أسمع .......... )
أغمضت تيماء عينيها و هي تحك جبهتها بتعب ... ثم قالت بخفوت
( أنا لا أدافع عنه يا أمي .... أنا أحاول إفهامك فقط , أن معاقبته على تصرفه هذا كالضرب في الميت .... هذا الموضوع يمثل له عقدة من بين الكثير من العقد التي تتحكم به , و هو يتصرف بغير عقل حين يمس أحد هذه العقدة .... )
هزت ثريا رأسها منفعلة قبل أن تدفن وجهها بين كفيها و انخطرت في البكاء أكثر ... فاقتربت تيماء منها و ضمتها الى صدرها لتربت عليها و هي تهمس
( انسي قاصي يا أمي ..... لديكِ الكثير مما يجب عليكِ معالجته في نفسك أما هو فلديه ما يكفيه ... لا تحاولي التصادم معه .... من الظلم أن تفعلي هذا .... )
ظلت ثريا تبكي , بينما اراحت تيماء ذقنها على رأس ثريا ..... بينما طالت عيناها الى المطبخ حيث اختفى قاصي .... و تذكرت شكله وهو يدخل الى البيت محملا بالأغراض ...
هذه اللحظة كانت كفيلة كي تدغدغ قلبها الخائن بنعومة ....
.................................................. .................................................. ...................
مضت ساعات طويلة لم يستطع خلالها مخاطبة تيماء بكلمة واحدة حتى ....
فقد كانت ثريا تقف بينهما بإستمرار و عناد , حتى أوشك على أن يفقد اعصابه أكثر من مرة ....
وجود ثريا معهما في البيت لا يخدم مخططه مطلقا ....وهو يحتاج الى كل دقيقة ...
بل يحتاج الى كل ثانية في حالة حملها ....
سار قاصي على أطراف أصابعه في الرواق الضيق بعد دخول ثريا الى غرفة النوم منذ فترة ...
و حدثه قلبه بأنها قد نامت أخيرا .... أما تيماء فدخلت الى الحمام منذ فترة طويلة كذلك ....
حاول انتظراها لكن حين طال بها الوقت في الحمام , خاف أن تقفز بينهما ثريا مجددا و تضيع اللحظات الثمينة ....
وصل الى باب الحمام فطرقه برفق هامسا
( تيماء ...... هل أنتِ بخير ؟؟ ........... )
ردت عليه من الداخل قائلة
( انا بخير .... دقائق و أخرج ......... )
انتظر قاصي امام الباب للحظات ثم عاد يطرقه برفق و اصرار اكبر
( تيماء .......... )
سمع صوت تأففها , ثم هتفت بحنق
( قلت دقائق و أخرج ..... الا يمكنك الإنتظار لدقائق ؟!! ...... )
ابتسم قاصي و رد بإلحاح
( لا ... لا يمكنني ...... هلا فتحت الباب من فضلك ...... )
تذمرت تيماء و اخذت تشتم بصوتٍ خفيض الى ان فتحت الباب فجأة بانفعال و هي تهتف بحدة
( ماذا . ماذا . لقد سبق و دخلت الحمام قبلي , الا يمكنني الحصول على بعض الخصوصية اطلاقا ؟!! .... )
لم يرد قاصي على كلماتها المنفعلة نافذة الصبر ... لأنه كان منشغلا بالنظر اليها ....
فقد كان نصف شعرها مقسما الى خصلاتٍ رفيعة .... قامت ببرم كلا منها , ثم لفتها على احدى ممصات العصير !!....
لذا كانت نصف رأسها ممتلئة بممصات العصير المثنية .... أما النصف الآخر من شعرها فمنفجر حرفيا في هالةٍ مشعثة ....
ابتسم قاصي ببريق مذهل وهو يقول بتسلية و ذكرى قديمة
( ممصات العصير !!! .... الا زلتِ تقومين بلف خصلات شعرك عليها ؟!! ..... )
شعرت تيماء بالحرج و هي ترفع يدها لتلامس بها القسم الممتلىء بممصات العصير من رأسها ...
تبا لهذا ... منظرها كمن وقفت أمام مقلبا للنفايات في يومٍ عاصف ....
قال قاصي بنفس النبرة الغريبة
( أنتِ تزينين نفسك لي !!! .......... )
عقدت تيماء حاجبيها بشدة و هي تهتف بحرجٍ بالغ وة حنق
( ماذا ؟!! .... بالطبع لا , إنما هو خيالك الجامح ما يصور لك أنني قد أقف أمام المرآة لساعات كي أزين نفسي لجنابك ..... )
الا أن قاصي لم يقتنع , بل برقت عيناه اكثر وهو يجيبها بثقة
( بلى ...... أنتِ تفعلين هذا لأجلي ........ أنت لا تلفين خصلات شعرك على ممصاتٍ الا لي أنا فقط ... )
زمت تيماء شفتيها بغيظ و قالت بحدة
( ابتعد عن طريقي , أنا لن أقف هنا كي تستفزني أكثر ...... )
لكن و عوضا عن امتثاله لأوامرها ... تقدم اليها فتراجعت للداخل وهو يلحق بها الى أن دخل معها ثم أغلق الباب خلفه , فقالت تيماء بحدة
( افتح الباب يا قاصي .... قد تستيقظ أمي و تود الدخول الى الحمام , فكيف سيكون منظرنا أمامها ؟! ... )
رد قاصي بثقة رافعا حاجبه
( لست أهتم للحظة بما تظنه ثريا ........ )
لمعت عيناها أكثر و حاولت تجاوزه , الا أنه كان يعرقل طريقها ضاحكا , الى أن توقفت و زفرت بعنف هاتفة
( توقف يا قاصي و دعني أخرج من هنا ........... )
لكنه لم يرضخ مجددا , بل أمسك كتفيها بكفين قويتين ,ينظر الى عينيها اللتين رفعتهما لتبادله النظر ....
واسعتين كبيرتين .... شديدتي الجمال ....
لديه استعداد كامل للغرق بهما , الا أنه ادارها حتى نظرت الى المرآة ووقف خلفها ينظر الى عينيها مجددا عبر هذا الحاجز الزجاجي ....
ثم التقط خصلة رفيعة من شعرها .... اخذ يمشطها بعناية حتى أصبحت لامعة ... فقام ببرمها بمهارة أكبر ,
و انحنى فوق كتفها ليلتقط احدى الماصات الموضوعة على رف المغسلة ....
فلف الخصلة المبرومة حولها .... ثم ثناها و ربطها برباط مطاطي ....
و بعد أن أنجز أول واحدة بإتقان عاود النظر الى عينيها و قال بصوته الأجش الخافت ...
( أتتذكرين تلك المرة حين كنت تلفين شعرك بنفس الطريقة كي أراكِ جميلة ؟؟!! ...... )
عبست تيماء بشدة و ردت بفظاظة
( لا ...... لا أتذكر .......... )
لكنها كانت تتذكر جيدا ...
كانت في الخامسة عشر ... مولعة به وهو لا يراها سوى مسؤولية متعبة ملقاة على عاتقه و يحاول تجنب التواصل معها أكثر من اللازم ...
و كان من المقرر أن يأتي لزيارتهما كي ينجز لهما شيء ما ....
لا تزال تتذكر كم من الوقت أمضته في غرفتها و هي تحاول اتمام هذه العملية في شعرها الا أنها فشلت تماما ...
ووصل قاصي مبكرا عن موعده بساعتين ... ففتحت له ثريا الباب .... و طال الكلام بينهما , قبل أنة يسألها بصوتٍ مرتبك .. ملهوف قليلا
" أين تيماء ؟!! ...... اليست هنا ؟!! .... "
ضحكت ثريا و مالت اليه لتهمس سرا بطريقة مداعبة
" انها في الحمام ..... تحاول تجعيد شعرها بطريقة منتظمة , كي تراها جميلة ... لكن لا تخبرها أنني قلت هذا ... "
ابتسم قاصي دون أن يرد ..... بينما لمع شيء ما في عينيه , الا أنه خبا سريعا ...
ثم قال بصوتٍ خفيض
" أنا سأغادر ..... كنت أتمنى أن أرها , ...... "
نهضت ثريا من مكانها و هي تقول ضاحكة
" سأجعلك تراها ..... إنها تبدو في حالة يرثى لها , و لا أعلم لماذا ترفض الذهاب الى مصفف شعر أسهل من هذا ... "
أشارت الى قاصي و همست له
" تعال معي ....... "
بدا قاصي مترددا , الا أنه لم يقاوم الرغبة في داخله كي يتبعها , الى أن وصلا اليها و نظرت ثريا اليها أولا ... و تأكدت بأنها محتشمة و لم تقم بإحدى حركاتها الغبية
بل كانت كانت تضع في اذنيها سماعتين و تبدو بعيدة عنهما تماما , ... متبرمة و غاضبة و تحارب مع خصلات شعرها البرية ....
و هناك الكثير من ماصات العصير مغروسة بين تلك الخصلات بفشل ذريع ....
ضحكت ثريا عاليا ... أما قاصي , فلم يضحك ... بل كان ينظر اليها بنظرة لم تنساها أبدا حتى اليوم ...
فقد رأتها حين حانت منها التفاتة الى الباب المفتوح فرأتهما يراقبانها .... فصرخت عاليا و هي تحاول أن تغطي شعرها بكفيها ... بينما ضحكت ثريا أكثر و منعتها من غلق الباب ...
أما تيماء فنزعت السماعات من أذنيها و هي تصرخ باكية
" لماذا تفعلين هذا بي يا أمي ؟؟ ..... أبتعدا من هنا .... "
قالت ثريا باستسلام ماكر و هي ترفع كفيها
" أتى قاصي مبكرا بساعتين و أراد أن يراكِ ....... و أنتِ تفعلين كل هذا كي يراكِ جميلة "
احتقن وجه تيماء بشدة و لم تساعدها سنوات عمرها على التغلب على الحرج الفظيع الذي شعرت به ...
فصرخت بعنفٍ منكرة
" لا .... هذا ليس صحيحا ..... "
قالت ثريا مؤكدة
" بلى صحيح .......... "
لم تدري تيماء كيف تتصرف , فانفجرت في البكاء فجأة بعنف و هي تتمنى لو تنشق الأرض و تبتلعها ...
تأففت ثريا حينها و قالت بملل
" يالك من كئيبة !! ..... لا تقبلين بعض المزاح ..... أوووف .... أنا سأعد الشاي لقاصي بنفسي , فأنا لا أطيق نوبات سن المراهقة تلك .....اذهب لتجلس يا قاصي و دعك منها .. "
ثم ابتعدت ... الا أن قاصي لم يبتعد , بل ظل واقفا ينظر الى تيماء التي وقفت مكانها مغطية وجهها بكفيها باكية بقوة ....
ثم اقترب منها وهو يضع يديه في جيبي بنطاله الجينز و قال بلامبالاة ...
" أعرف تلك الطريقة في تجعيد الشعر .... إنها جميلة , الا أنك تقومين بها بشكلٍ خاطىء ... "
رفعت تيماء وجهها الأحمر المحتقن لتنظر اليه , ثم قالت بإختناق
" و من أين لك أن تعرفها ؟!! ...... "
هز قاصي كتفيه و قال ببساطة
" لدي العديد من الصديقات ......... "
نظرت اليه تيماء بنظرة طفولية .... تحمل غيرة امرأة حقيقية جعلت صدره يزهو بسعادة غريبة عليه جدا ..
فهو يعلم أنها بحكم عمرها قد بدأت تنجذب اليه كأول شاب يمر في حياتها ... لكنه كان يتعامل معها كطفلة ...
إنها المرة الأولى التي يشعر فيها بهذا الرضا ...
قالت تيماء أخيرا بنبرة قاتلة و كأنها تحادث قطا يأكل سمكا عفنا
" من المؤكد أن صديقاتك يصففن شعورهن لدى مصففي الشعر ..... "
عقد قاصي حاجبيه مفكرا بعفوية وهو يرد
" ليس بالضرورة ... ... أعرف من تجعد شعرها بتلك الطريقة ... "
عضت تيماء على شفتها الطفولية بنظرة يأسٍ حزينة بينما ارتفعت أصابعها كي تزيل ما أفسدته من شعرها ..
الا أنه توقف خلفها لترى صورته في المرآة فجأة ... ثم قال ببساطة
" ابقي ساكنة ..... سأساعدك ..... لكن أخبريني أولا عن طريقة فعلها ... "
نظرت تيماء الى عينيه عبر المرآة و قالت بدهشة
" ألم تقل أنك تعرفها ؟!! ........ "
أجابها مؤكدا
" نعم أعرفها لكن أحتاج الى تذكير فقط لا غير ...... "
حينها بدأت تيماء تشرح له الفيديو الذي شاهدته خطوة خطوة .... بينما قاصي يتفاعل مع خصلات شعرها بسرعة و مهارة ... ثم قال و هو منشغلا بما يفعل
" عليكِ تسريح خصلة شعرك تماما حتى تلمع , ثم قومي ببرمها جيدا كي لا تفلت من الماصة ..كما فعلتِ... "
لا تزال تتذكر حالتها الصامتة المشدوهة و هي تنظر اليه عبر المرآة بينما هو عاقدا حاجبيه بتركيز ... مهتما تماما بما يفعل ...
و ما أن انتهى حتى نظر الى عينيها و ابتسم قائلا
" ها قد انتهينا .......... "
لم تجيبه لبضعة لحظات , ثم قالت بقنوط طفولي
" أبدو حمقاء الشكل جدا .... كالمكنسة .... "
قال قاصي بجدية مؤكدا
" ليست هذه النتيجة التي ننتظرها ..... سترين بنفسك كيف سيكون شكلك ما أن تنزعي الماصات من شعرك بعد أربع ساعات .... "
نظر الى عينيها و ابتسم قائلا
" هيا ابتسمي الآن ........ "
حينها لم تجد بدا من الإبتسام و قد زال الحرج عنها تماما .....
و من ذكرياتها التي لن تنساها مطلقا ... حين وقعت عيناه عليها لأول مرة بعد أن أتقنت لف شعرها ...
حيث وقف أمامها مبهورا ... فاغرا فمه قليلا ... بينما عيناه تجولان على تلك الخصلات النحاسية اللولبية ...
أفاقت تيماء من شرودها على صوت قاصي وهو يقول بسعادة
( ها قد انتهيت .......... )
نظرت الى صورتهما في المرآة ...فوجدت أنه قد أنهى لف شعرها بكامله ..... و يقف خلفها مبتسما وهو ينظر الى عينيها بشوقٍ عابث ....
ثم سألها بصوته الأجش
( كم حركتِ رجولتي بطفولتك !! ...... أردت أن أعانقك و أقبلك ... و في بعض الاحيان تركت لخيالي العنان لبضع دقائق قبل أن أنتفض لاعنا نفسي بكل لعنة لكِ أن تتخيليها .... )
ابتلعت ريقها و هي غير قادرة على الرد تماما .... بينما تابع قاصي بصوتٍ ثقيل متباطىء وهو يحني رأسه اليها
( و ها أنت تفعلينها مجددا بعد كل هذه السنوات ......... )
همست تيماء بإختناق
( أفعل ماذا ؟!! .......... )
همس و شفتاه تلامسان عنقها الغض ...
( تبدين جميلة لأجلي ........... )
ردت تيماء بإعتراضٍ متحشرج
( أنا أبدو جميلة لأجل نفسي .......... )
الا أنه قاطعها آمرا بفظاظةٍ هامسا
( هشششش ..... اخرسي يا تيماء .... )
ثم أدارها اليه وهو يغيب معها في عالم أبعد من حدود الجدران الضيقة التي تحيط بهما .....
و على الرغم من منامنتها الذكورية المخططة الحمقاء التي ترتديها و شعرها المكبل بماصات العصير ...
الا أنها شعرت بنفسها أجمل امرأة و أكثرهن جاذبية و إغراء .....
و أخبره قلبها تحت كف يده بما تشعر بكل وضوح , فلم تجد مكانا للإنكار ......
.................................................. .................................................. ....................
( ماذا ؟!!!!! ........... متى ؟!!! ...... و لماذا لم تخبرني مسبقا ؟!! .... )
رد قاصي ببساطة وهو يخرج اللفافات التي أحضرها من المبرد
( ها أنا أخبرك ........ اختك و زوجها و ابنة عمك و زوجها ...... مدعووين على الغذاء لدينا اليوم ... )
فغرت تيماء فمها بذهول و هي تنظر اليه وهو يربط ميدعة المطبخ ذات الرسوم الكارتونية حول خصره .... ليبدأ العمل ....
فهزت رأسها قليلا قبل أن تهتف بغضب
( لكن لماذا ؟!! ...... ما سر هذه الزيارة ؟!! ....... )
قال قاصي بصبر دون أن ينظر اليها
( لم يأتي أحد ليهنئنا بالزواج في شقتنا من قبل , و فكرت أن هذه هي الفرصة المناسبة كي يتم ذلك .... )
كانت تيماء تنظر اليه بعينين واسعتين و قد أوشت القرون على أن تنبت لها في رأسها و هي تسمع بساطته في الكلام ...
هتفت ما أن وجدت صوتها
( أي تهنئة يا مجنون ؟!! ...... نحن متزوجان منذ عام ... و قد حملت وولدت و فقدت طفلي ..... )
رد قاصي عليها بنفس البساطة و العفوية ....
( اذن هي زيارة للمواساة ..... اختلفت المسميات , لكن الزيارة قائمة .... و الآن توقفي عن الكلام و تعالي لتساعديني فالوقت لن يسعفنا .... )
هتفت به تيماء بغضبٍ ناري
( الآن تفكر بأن الوقت لن يسعفنا ؟!! ...... أي أحمق أنت !!! .......... )
قال قاصي بنبرته المستفزة
( أضيعي المزيد من الوقت أضيعي .......... )
رفعت تيماء كفيها الى جانبي جبهتها و هي تنظر حولها غير قادرة على التفكير السوي ....
ثم أسرعت الخطى داخل المطبخ و هي تعلن حالة الطواريء بصرامة
( أخرج علبة البيض و اكسر اثنتي عشر بيضة في طبق ..... بسررررررررعة ... )
رفع قاصي كفه في تحية عسكرية وهو يقول بجدية
( تحت أمرك يا قصيرة ........... )
ضربته بقوة في منتصف ظهره وهو يبتعد عنها فتأوه وهو يحك مكان الضربة الا انه لم يتوقف ....
بل أخرج البيض كي يستطيعا انجاز العمل ....
و ما أن وقف بجوارها حتى تلامس ساعداهما ... فابتعدت عنه قليلا ... الا أنه اقترب منها أكثر , فرفعت وجهها تنظر اليه عاقدة حاجبيها , لكنها ارتجفت من ابتسامته العابثة ذات الجاذبية اللعينة ...
( ما الذي يحدث هنا ؟!! ........... )
قاطع تواصلهما هذا الصوت الأنثوي الفظ .... فسارعت تيماء للإبتعاد عن قاصي و هي تنظر الى ثريا التي
وقفت أمام باب المطبخ ناظرة اليهما بنظرة سوداوية ....
ردت تيماء بنبرة مرتبكة
( نحن نعد طعام الغذاء يا أمي ..... لأن .... لأن لدينا مدعويين اليوم ..... )
ارتفع حاجبي ثريا و سألت بدهشة
( مدعوون ؟!!! ....... من ؟!! ........... )
أطرقت تيماء بوجهها ... ثم قالت بصوتٍ خافت
( أختي و زوجها ............. و ابنة عمي و زوجها .... )
انعقد حاجبي ثريا بشدة و هي تهتف بغضب
( ابنة زوجة أبيك ؟!!! ...... تدعين ابنة زوجة أبيك و أنا هنا ؟!! ......المرأة التي أصرت على طلاقي من والدك و خربت بيتي ؟!!! ... )
ردت تيماء بفتور
( رحمها الله يا أمي ..... استردها من خلقها و لا تجوز عليها سوى الرحمة ...... لكن مسك تظل أختي ... )
هتفت ثريا بأسى و هي تشير الى وجهها قائلة ...
( انظري الى وجههي .... لم يشفى من كدماته بعد !!! ...... أتريدين لأختك أن تراني بهذا الشكل فتشمت بي ؟!! .... )
رفعت تيماء وجهها تنظر الى أمها ثم قالت بجدية
( آخر اهتمامات مسك في الحياة هو ما حدث لكِ يا أمي .... لذا دعيها و شأنها رجاءا .... ثم أنني لم أكن أنا من دعوتهم , قاصي فعل و إنتهى الأمر .... لذا علينا التصرف حتى يمر اليوم بسلام ... )
هتفت ثريا بغضب
( الآن فهمت .... طبعا قاصي ... و من غيره !! ..... إنه الوحيد الذي يريد للجميع بأن يرونني بهذا الشكل ... و أنت تساعدينه ..... )
التفت اليها قاصي فجأة بملامح مخيفة و اقترب منها ببطىء بينما هي تتراجع الى ان خرجت من المطبخ خوفا ... فقال بحدة
( اسمعيني جيدا ..... ليس لدينا الوقت كي نتحمل تذمرك الصباحي الكئيب .... أنا اريد لهذا اليوم أن يمر سعيدا .... و أنت العقبة الوحيدة في سبيل تحقيق هذا .... لذا من الأفضل لكِ أن تشغلي نفسك بطلاء أظافر قدميك , سيكون أكثر افادة لك .... )
لعقت ثريا شفتها المتحجرة و هي ترى قاصي في هذه الصورة الغير مرنة .... فقالت بصوتٍ ضعيف مستاء
( تيماء ..... أريد قهوتي الصباحية من فضلك ..... )
لكن و قبل أن ترد تيماء , تطوع قاصي قائلا بصوتٍ أكثر صرامة و حدة
( تيماء ليست خادمة لكِ ...... فلتعدي قهوتك بنفسك , و لن يتم هذا الآن في كل الأحوال لأن المطبخ مشغول .... )
اتسعت عينا ثريا بصدمة .... الا أنه قال قاطعا
( طاب صباحك ..... أو لم يطب .... لا دخل لنا ..... )
ثم أغلق الباب في وجهها بقوة ..... عائدا الى عمله بجوار تيماء بملامح متجهمة , فنظرت اليه تيماء بطرفِ عينيها ثم قالت بخفوت
( كنت قاسيا معها جدا ...... هذه أمي رغم كل شيء و يتوجب علي خدمتها .... )
رد قاصي بجفاء دون أن ينظر اليها
( لن يضيرها أن تعتمد على نفسها ولو لمرة ..... أنتِ في فترة نقاهة و عليك الراحة .... )
نظرت تيماء الى أطنان اللفائف المجمدة التي يتعين عليها اعدادها قبل الظهيرة ... ثم أعادت عينيها اليه متسائلة بسخرية
" أي نقاهة ؟!! ...... و أين الراحة ؟!! .... "
لكن على الرغم من ذلك شعرت بشيء بطيء يتسلل الى نفسها ... شيء دخيل على عشقها الأبدي له ....
شيء لم تستشعره من قبل .... فعادت الى عملها مبتسمة ...
.................................................. .................................................. ....................
جلس أمجد في مقعده يراقب مسك الواقفة بجوار قاصي تهمس له و قد بدا الإهتمام في عينيها بينما يعدان الأطباق على الطاولة ....
ملامح أمجد كانت جامدة لا تنم عن شيء .... بينما ملامح تيماء التي تقف على الجهة الأخرى أشبه بملامح عفريت تلبسه الجنون و هي ترى تلك العلاقة الوثيقة تعود للسطح من جديد ....
بداخلها غيرة عمياء ....غيرة من تلك العلاقة ... من هذه المشاعر حتى و إن كانت من باب الأخوة و الإخلاص .....
تحركت من مكانها أخيرا لتقترب من أمجد فجلست بجواره مبتسمة بضيق الى أن انتبه لوجودها فأولاها انتباهه وهو يقول بهدوء مبتسما بود
( مرحبا ............ )
قالت تيماء بترحيب حقيقي
( شرفتنا صدقا .......... )
اتسعت ابتسامة أمجد و قال بجدية
( أنت رائعة يا تيماء .... و أنا سعيد جدا بتعميق علاقة أسرتينا .... )
شعرت تيماء بأن الكلمات المحتجزة في حلقها فقالت بحذر
( هل هناك خطب ما بينك و بين مسك ؟!! .......... )
ارتفع حاجبي أمجد الا أنه قال بهدوء و بساطة
( بالطبع لا ..... ما الذي جعلك تتخيلين هذا ؟!! ......... )
قالت تيماء بإصرار
( أنتما بالكاد تتكلمان منذ وصولكما .... أنا لا أريد التطفل على حياتكما , لكن أرجوك لا تدعها تفسد الأمر ... أعرف مسك و أعرف كم هي رائعة , الا أنها أحيانا تتصرف بطريقة مغايرة لطبعها الخاص ... )
ابتسم أمجد ابتسامة محايدة وهو ينظر بصمت الى الكأس بين أصابعه ,,, فقالت تيماء بقلق
( هناك خطب ما بالفعل ؟!! ...... انت شفاف جدا يا أمجد و لا يمكنك اخفاء شعورك ...هل يمكنني المساعدة ؟؟؟ . )
نظر اليها أمجد بصمت .... ثم قال بنبرة هادئة
( أقسمت يوم زواجي من مسك أن أتحمل كل صلفها الزائف و غرورها .... و أتحمل اي شيء منها في سبيل اسعادها .... الا انني لم أدرك وقتها الى أي حدٍ يمكنها ايلامي في المقابل دون أن يرف لها جفن ... )
نظرت تيماء اليه بقلق .... ثم همست بصوتٍ خائف
( ما الأمر يا أمجد ؟!! ..... يمكنك اخباري و سرك محفوظ , فهي أختي ...... ماذا فعلت مسك ؟!! ... )
أظلمت عينا أمجد قليلا وهو ينظر الى مسك عن بعد و التي رفعت عيناها لتلتقي بعينيه , الا أن ابتسامتها الأنيقة اختفت و هي تراقب كلامه مع تيماء همسا ....
التفت أمجد الى تيماء ينظر الى وجهها , ثم قال بخفوت
( هناك أمر لا أستطيع اشراك أمي به .. أو أختي .... أو أي مخلوق .... حفاظا على كرامة مسك نفسها ... أمر يجعلني على وشك ضربها كل ليلة ...... )
فغرت تيماء فمها و هي تهمس بارتياع
( لهذه الدرجة ؟!! ...... اذن اخبرني أنا أختها .... و أنا أولى الناس بتهدئتك تجاهها , فربما كان هناك سوء تفاهم , أساعدك على فهمه ..... )
التوت ابتسامة أمجد بسخرية ... ثم قال ببساطة خالية من المشاعر
( لا سوء تفاهم ..... مجرد حقيقة مرة ....... )
كانت تيماء تتنفس بسرعة , الا أنها قالت بجدية و اصرار
( أخبرني ...... لن أهدأ قبل أن أعرف ......... )
نظر أمجد الى حافة كأسه و صمت لفترة قبل أن يقول أخيرا فاتر
( مسك تتابع تمرين الفروسية .......... )
ضربت تيماء كفا على كف و هي تقول بحدة
( نعم ..... أعرف , والله نصحتها أن تتوقف , لكنها لم تمتثل .... لا صحتها و لا عمرها يتحملان هذا التمرين .... أي فروسية تلك التي يواظبن عليها ؟!! ..... نصحتها إن أرادت بعض الرياضة فعليها و رقص الزومبا .... )
صمتت قليلا و هي ترمق مسك بطرف عينيها ثم همست لأمجد بإستياء
( و إن أردت الحق .... أنت محقا تماما في رفضك لهذا التمرين , فبنطال الفروسية شديد الضيق و لا يليق بها كامرأة متزوجة .... )
نظر أمجد اليها رافعا حاجبيه بينما قلبت تيماء شفتيها بإستياء و هي تومىء له مؤكدة ... ثم همست
( أنت محق و أنا أساندك ..... استخدم حقك و امنعها من ارتداءه ..... )
هز أمجد رأسه قليلا ثم قال بحيرة
( لحظة ..... لحظة ..... أنا حتى لم أتم الربع الأول من كلامي ..... )
قالت تيماء بتعجب
( الا ترى البنطال ضيقا جدا ؟!! ......... )
بدت ملامح أمجد تتعقد أكثر و أكثر ثم قال من بين أسنانه
( نعم ...... ضيق للغاية و لا يترك شيئا للمخيلة .... )
فتحت تيماء كفيها مؤكدة دون الحاجة لأي كلام .... الا انها أضافت بخفوت
( في الحقيقة مسك ملابسها محتشمة تماما .... الا هذا البنطال اللعين المرتبط بالفروسية .... لذا لا حل سوى أن تمنعها من التمرين .... توكل على الله و أنا في صفك ... )
ازداد غضبه شيئا فشيئا وهو يراقب مسك عن بعد ... و التي كانت تنظر اليه بدهشة رافعة حاجبيها و هي ترى العواصف على وجهه ...
أما أمجد فهز رأسه قائلا بقوة
( انتظري .... انتظري يا تيماء , ليس البنطال هو المشكلة الأساسية ... الا أنه بالتأكيد سيكون مرفوضا من اليوم .... )
صمت للحظة وهو ينظر الى وجه تيماء الشبيه بوجه جنية صغيرة ... ثم قال زافرا
( أنتِ شعلة متقدة , أتدركين هذا ؟!!....... كدت أن أقوم اليها لأصفعها أمام الجميع من شدة غضبي .... )
الا أن تيماء سألته بقلق
( هل هناك ما هو أفظع من ضيق هذا البنطال ؟!! ..... الآن فقط تأكدت أن الموضوع خطير بالفعل .... )
تنهد أمجد بضيق , ثم قال أخيرا بصوتٍ قاتم ....
( مسك تذهب للتمرين كل مرة و هي تعلم أن خطيبها السابق يراقبها عن قصد ....... )
بهتت ملامح تيماء تماما و هي تنظر اليه بصدمة .... ثم قالت مرتبكة بعد فترة طويلة
( لا ..... بالطبع لا ...... لا يمكن لمسك أن تفعل هذا ...... ربما رأيته صدفة فقط فظننت أنه ... )
قاطعها أمجد وهو ينظر اليها قائلا بجدية
( بل يحرص على مراقبتها كل مرة .............. )
أظلمت ملامح تيماء أكثر ..... الا أنها قالت بحرارة
( لكن ما الذي أدراك أن مسك تعلم بمراقبته لها ؟!! ....... من المؤكد أنه يراقبها سرا .... )
رد أمجد بصوتٍ ميت
( رأيتها و هي تسلم عليه مبتسمة ..... و من الواضح أنها لم تكن المرة الأولى ... )
بهتت ملامح تيماء أكثر .... و لعقت شفتها بقلق , ثم نظرت اليه و قالت بعدم تصديق
( لكن ...... هل تعني أنك لا تثق في مسك ؟!! ..... لا يمكنك هذا فهي ...... إنها مسك و هذا يكفي كي لا تكون موضع شبهة ..... أنا لن أشك بها ولو للحظة )
ابتسم أمجد بسخرية باردة و قال بهدوء
( أنا أثق في مسك أكثر مما تفعلين أنتِ ............ )
سألته تيماء همسا بضعف ... و عدم اقتناع
( اذن ما هي المشكلة ؟؟ ............. )
ازدادت ابتسامته أكثر وهو يقول بجمود
( تعرفين ما هي المشكلة و هي ظاهرة في عينيك ....... جرح مسك لم يطب بعد , لا يزال حيا يؤلمها .... و هي الآن تخفف من هذا الألم عبر تباهيها بصحتها و جمالها أمام حبيبها السابق .... كي يشعر بالندم على اللحظة التي فرط فيها بها ...... )
ساد صمت طويل بينهما و لم تجد تيماء ما تزيد به ..... فقال أمجد مبتسما دون مرح
( لا تحاولي ايجاد شيئا كي تجيبي به ..... لأن الواقع واضح وضوح الشمس .... )
أطرقت تيماء بوجهها ... و كذلك فعل أمجد متلاعبا بكأسه بين أصابعه ..... الى أن رفعت تيماء عينيها و همست فجأة بقوة
( امنعها ...... امنعها يا أمجد ولو بالقوة ....... )
رفع أمجد وجهه ينظر اليها بصمت , فأومأت برأسها مؤكدة و هي تقول
( قلت أنك تثق في مسك ثقة عمياء ..... لكن كيف لنا أن نثق في أشرف بكل ما عهدنا منه من غدر و انعدام أصل !!! ..... أنت تعرف سبب تباهي مسك بجمالها , فقد تمررت جدا خلال مرضها و خيانة خطيبها و صديقتها لها ..... حتى و إن كانت مخطئة .... لكن على الأقل وضعنا اصبعنا على نقطة الجرح ..... لكن ماذا عنه هو ؟!! ..... ما الذي يريده منها ؟!! .... و هل سيكتفي بمراقبتها ؟!!! ..... )
توترت شفتا أمجد بشدة بينما تابعت تيماء بقوة
( احمِها من نفسها إن اقتضى الأمر ...... فهذا هو القسم الحقيقي الذي أقسمت عليه ...... )
صمتت تيماء فجأة حين ناداها قاصي .... فرفعت وجهها تنظر اليه , ثم أومأت له و نظرت الى أمجد تقول بخفوت
( فكر جيدا فيما قلته لك ........ بعض الجروح تحتاج الى علاجٍ موجع , فالحرص أكثر من اللازم سيضر بها أكثر ..... )
نهضت تيماء من مكانها متجهة الى قاصي .... بينما اقتربت مسك لتحتل المكان الذي تركته خلفها بجوار أمجد ....
كانت تنظر اليه بعينين حادتين ضيقتين و كأنها تحاول قراءة ما بداخله , ثم قالت مبتسمة ببرود
( فيما كنت تكلم تيماء ؟!!! ......... )
نظر اليها أمجد بنظرةٍ غريبة جعلتها تتوتر ,. الا أنه قال أخيرا بهدوء
( أسألها عن حالها .......... و تسألني عن أحوالنا ...... )
لم يرقها الجواب أبدا , فسألته بنبرة خاصة
( و بماذا أجبتها ؟؟ ........... )
ابتسم أمجد ابتسامة باهتة .... ثم رفع أصابع ليداعب بها شعرها الجميل و قال بخفوت
( أجبها بما ترينه .......... )
عقدت مسك حاجبيها بشدة , فلم يكن من عادة الحسيني اللف في الحوار مطلقا , دائما هو صريحا واضحا ....
الا أنها ابتسمت له ببرود و هي تقول بإختصار
( جيد ............ )
نظر اليها أمجد طويلا , ثم سألها على نحوٍ مفاجىء
( مسك ..... إن أخبرتك يوما بأنني قد اكتفيت و أنوي انهاء زواجنا , فماذا ستكون ردة فعلك ؟؟ ..... )
تجمدت ملامح مسك تماما ... و بهت اللون عن شفتيها و هي تنظر اليه و كأن جميع الأصوات من حولهما قد اختفت ....
ثم قالت أخيرا بصوتٍ جامد كالخشب
( هل تريد انهاء زواجنا ؟! ................. )
رد أمجد قاطعا وهو ينظر الى عينيها دون تردد
( لا .... و لن يحدث هذا ......... لكني أتوق لمعرفة رد فعلك ...... )
نظرت مسك بعيدا للحظات ... شاردة و عيناها تراقبان قاصي الذي كان يداعب تيماء بلمساته كلما مرت به ... فترتبك و تتعثر و تكاد أن تسقط .... ثم تهمس له غاضبة بشيء يجعله يضحك ....
أعادت مسك عينيها اليه و ابتسمت قائلة
( لا تكن شديد الثقة في تنفيذ نواياك .... فقلب الإنسان يتبلد , لذا .... لو حدث و أردت انهاء زواجنا .... سأعطيك خاتمك مبتسمة و اشكرك على الأيام اللطيفة ..... لا تقلق يا أمجد , لست أنا من تتشبث برجلٍ باكية ..... )
أبعد أمجد وجهه عنها مبتسما ابتسامة موجعة .... بينما تراجعت مسك في مقعدها و هي ترفع يدها الى جانب صدرها .... تقسم على أنها شعرت بألمٍ مفاجىء في قلبها ...
تعالى رنين جرس الباب ... فقال قاصي برضا وهو يمسك بكف تيماء
( ها هو ليث قد وصل ............. سأذهب لأفتح الباب ,تعالي معي .... )
لحقت به تيماء الى أن فتح الباب محييا ليث .... ثم قال بصدق
( مرحبا سيدة سوار ......... )
ابتسمت سوار له و قالت مجددا مؤكدة
( سوار فقط يا قاصي ...... كم مرة أخبرك بهذا .... )
الا أنه قال بخفوت
( ستظلين دائما بالنسبة لي , السيدة سوار ........... )
أوشك قاصي على غلق الباب , الا أن سوار أمسكته و قالت مبتسمة
( هناك من تشبث بي و أراد المجيء معي ......... )
عقد قاصي حاجبيه بعدم فهم .... الا أن عيناه لمعتا غيظا حين رأى وجه فريد يطل خلف سوار وهو يقول مبتسما
( مرحبا يا ابن العم .......... سمعت أن لديكم عزيمة فخمة فقررت المشاركة بدوري كذواقة .... )
ثم نظر الى تيماء و قال بحرارة هاتفا
( فتاة الشطة !!!!! ....... كيف حالك , هل ازددت قصرا أم أنني أتخيل فقط ؟!! ..... )
قالت تيماء مبتسمة بمرح
( أستااااااذ فريد ....... )
الا أنه حين عقد حاجبيه , تراجعت و قالت ضاحكة
( آسفة والله ..... دكتور فريد , استفزازك يروق لي ...... )
زفر فريد و قال
( ماذا ستطعمينا اليوم ؟!! ....... أم أنني قطعت الطريق الطويل دون فائدة ؟! .... )
فتحت تيماء فمها تنوي الرد مازحة .... الا أن قبضة قاصي التي اشتدت على أصابعها , جعلتها تتأوه مصدومة ....
و حين رفعت تيماء عينيها اليه عرفت أنه ليس من الحكمة اثارة غضبه حاليا , لذا قالت بخفوت و قلق
( تفضلوا بالجلوس ...... سأعد ما تبقى ....... )
ثم حاولت فك كف قاصي من حول أصابعها الا أنه كان ينظر الى فريد بنظرةٍ قاتمة مخيفة .... فنظر فريد حوله ثم أعاد نظره الى قاصي و قال ببساطة
( ماذا ؟!! ......... هل أدخل أم أخرج ؟!! ....... أنت تثير قلقي .... )
ظل قاصي صامتا , فهمست تيماء بحرج من بين أسنانها
( قاصي ...... رد عليه أرجوك ........ )
فتح قاصي فمه و قال بصوتٍ أجش كإنسان آلي
( تفضل ............. )
ارتفع حاجبي فريد الا أنه قال بنبرة مطاطة حذرة
( حسسسسنا ........ )
ثم اتجه للداخل بينما وقف قاصي مكانه ناظرا للباب المغلق بصمت , و ملامح قاتمة .... فهمست تيماء له باستياء
( قاصي ..... لماذا تتعامل معه بهذا الشكل ؟!!! ...... أنت تحرجنا بتصرفاتك .... تذكر بأنك أنت من دعوتهم ... )
نظر اليها قاصي بعينيه القاتمتين ثم قال بخفوتٍ و دون تعبير
( لم أدعوه هو ........... )
همست تيماء بحدة
( و ما المشكلة ؟!! ....... ألن نجد ما نطعمه اياه ؟!!! ....... )
لم يرد قاصي بل نظر اليها بنظرة لم تفهمها ..... ثم ترك يدها ليقول بخفوت
( اذهبي و جهزي المتبقي ....... )
تنهدت تيماء و هي تشعر بأنها لا تفهمه , لكنها اتجهت للمطبخ بصمت ......
تبعتها سوار و مسك خلال لحظات ..... بينما بقى ليث بجوار أمجد .... كلاهما صامتا متباعد الملامح ....
الى أن قال ليث محاولا بدء الحوار بترحيب
( اذن ...... أنت زوج ابنة عم سوار ........ )
نظر اليه أمجد بفتور ثم مد كفه اليه مصافحا و قال
( أمجد الحسيني ........... )
صافحه ليث بحرارة .... ثم عاد كلا منهما الى صمته ..... كل منهما يراقب زوجته التي تحضر الأطباق من المطبخ الى الطاولة ... ثم قال ليث بصوتٍ فاتر مجاملا
( محظوظ من يتزوج ابنة من بنات الرافعية ........... )
تنهد أمجد بقوة .... ثم قال بخفوت
( الحمد لله ................... )
كان فريد ينظر لكلا منهما ثم قال رافعا حاجبه بارتياب
( وحدوه ......... )
قال كلا من ليث و أمجد
( لا اله الا الله ............. )
اقترب قاصي ليجلس بجوار فريد يرمقه بنظرةٍ غير مريحة .... فبادله فريد النظر وهو يقول
( ماذا عنك ؟!! ............ هل أنت محظوظ بزواجك من احدى بنات الرافعية ؟!! ..... )
مط قاصي شفتيه و قال ببرود
( غدا تكبر و تتزوج احداهن لتحكم بنفسك ........ )
ارتفع حاجب فريد أكثر و قال برهبة
( أنت مريب ....... أنت شخصية مريبة غامضة ......... )

كانت سوار واقفة في شرود تام بجوار مائدة الطعام الصغيرة و هي ترتشف من كأس العصير الذي أعطته لها تيماء الى أن يتم تجهيز الطعام كاملا ... بينما اقترب منها قاصي فانتبهت له و ابتسمت ... الا أنه لم يبتسم , بل همس لها و عيناه على ليث الجالس بعيدا ينظر اليهما بدقة
( عرفت مكان فواز الهلالي ........ )
اتسعت عينا سوار و هي تستوعب ما قاله قاصي للتو فهتفت
( حقا يا قاصي !!!!!!! ......... )
نظر اليها الجميع بدهشة ... الا أنه همس بحدة
( هششششش ....... ليث لا يعرف ..... )
توترت مشاعر سوار بحدة و هي تنظر الى ليث الذي كان يراقبهما دون هوادة .... فالتفتت الى ليث و هي تنتفض داخليا بطريقة موجعة و قد تعرقت كفاها .... ثم همست بصوتٍ مرتعش
( أين .......أين هو يا قاصي ؟؟؟ ...... أخبرني أرجوك .... )
نظر اليها قاصي باهتمام , ثم قال بجدية حاسمة
( لازلت عند شروطي ..... لا سلاح بل و سأجعل تيماء تفتشك ذاتيا زيادة في التأكيد .... و سأرافقك ....... )
هزت سوار رأسها بقوة ... ثم قالت بنبرة رجولية
( لا أريد سوى الكلام معه ..... أعدك ........ )
أومأ قاصي برأسه وهو ينظر الى ليث عن بعد , ثم قال أخيرا
( سأتفق معكِ على الموعد ........ )
ثم ابتعد عنها بينما أمسكت بظهر الكرسي و هي تشعر بالعالم يدور بها .....

غريبة تلك الجلسة , فكل واحد منها كان ينظر الى الآخر وهو يشعر بغيرة خفية ..... غيرة مصدرها عدم الصدق في حياته ....
فأمجد كان يغار من قاصي وهو يرى نظرات العشق الأبدية التي ترمقه بها تيماء خلسة كلما مر أمامها ...
و هو كذلك يغار من تلك الثقة التي تمنحه اياها مسك دون حساب , بينما تضن بها عليه ....
ليث كانت النيران تحرق روحه وهو يرى السر الذي منحه لقاصي بنفسه , فشاركته سوار به .... دون غيره ....
مسك تغار من تلك العلاقة التي لا تنفصم مطلقا بين قاصي و تيماء على الرغم من كونها منافية لكل منطق ممكن ....
أما قاصي ...... فقد جلس مكانه وهو ينظر الى فريد الذي كان واقفا خلف مائدة الطعام يقطع خضروات السلطة بمهارة و سرعة .... ملقيا دعاباته مما جعل تيماء الواقفة بجواره تضحك دون توقف .....
نظرات قاصي كانت مؤلمة لمن يراها و يفهم معناها .... فحين نظر اليهما معا ....
طبيب , ابن أصل .... ثري ...... و أستاذة جامعية ... ابنة نفس الأصل و الدم ....
حينها فقط أدرك كم ينقصه ليكون مناسبا لها .....
ضحك بألم وهو يفكر في جدائل ماصات العصير ... و بعض الأطعمة اليدوية .....
هل هذا هو كل ما يبده , كي يكون مناسبا لها ؟!! .....
نهض قاصي من مكانه ببطىء ...... و عيناه عليهما ... الى أن وصل اليهما ثم قال أخيرا بصوتٍ خطير
( من أنت ؟!! ............ )
رفع فريد وجهه ينظر الى قاصي رافعا حاجبه المتوجس .... ثم نظر الى تيماء و قال بدهشة
( هل أصيب زوجك بفقدان ذاكرة مبكر ؟!!! ....... )
لم ترد تيماء ... فقد كانت تنظر الى ملامح قاصي بقلق و خوف ... الا أنه اعاد مكررا
( من أنت ؟!! ............ )
حك فريد شعره ثم قال بجدية
( بسم الله الرحمن الرحيم .... الإجابة فريد غانم الرافعي ..... )
سأله قاصي بصوتٍ أكثر خفوتا و أكثر اثارة للقلق
( ما هي كنيتك هنا ؟!! .......... )
شحبت ملامح تيماء و أغمضت عيناها برعب , الا أن فريد رد دون أن يتقهقر
( ابن عم زوجتك !!! ............. )
قال قاصي بنبرة قاطعة أجفلتهما معا
( بل ضيفا ............ أنت هنا ضيفا , لذا لا يليق بك الوقوف و تحضير السلطة .... )
أفلت النفس المرتجف من بين شفتي تيماء راحة بينما ضحك فريد بقلق وهو يقول
( زوجك هذا والله عليه تصرفات !!! ........ مريب ... )
الا أنه ترك ما يبده و عاد الى مقاعد الضيوف .... فنظرت تيماء الى قاصي بحيرة ....
لكنه لم يتكلم ...... بل اقترب منها و أمسك بها يضمها فجأة الى صدره بكل قوته .....
صمت الكلام بين الجميع وهم ينظرون الى هذا العناق الأفصح من أي كلامٍ آخر ....
كلا منهما متمسك بالآخر ... و كلاهما مغمضا عينيه و كأنهما لا يريدان النظر لشخصٍ آخر .....
فلمعت الحسرة في الأعين .... رجلا و نساءا .... بإستثناء فريد الذي كان ينظر اليهما وهو يأكل جزرة سرقها من على الطاولة ....
نهض ليث من مكانه و اتجه الى سوار التي كانت واقفة بجاور النافذة المفتوحة تحاول التقاط أنفاسها المرتعشة من فرط التوتر ....
فقال لها بخفوت
( هل أنتِ بخير ؟؟ .......... )
أجفلت سوار بشدة و كادت أن توقع الكأس الفارغ من يدها ... فابتلعت ريقها و أومأت برأسها الشاحب لتقول بعدها بصوتٍ غير ثابت
( نعم ...... أنا بخير ......... )
ظل ليث ينظر اليها بنظرةٍ غامضة .... ثم سألها بصوت جاد
( ما الذي أخبركِ به قاصي فجعلك تشحبين الى تلك الدرجة ؟؟ ......... )
اطرقت سوار برأسها و هي تقول كاذبة
( لا شيء هام .......... )
الا أن ليث رد عليها قاطعا
( أنتِ تكذبين ............. )
رفعت عينيها الواسعتين بدهشة , الا أن الغضب و التحدي اندفعا بداخلها فجأة فسألته ببرود
( شيء لا يخصك .....و لم يخصك يوما ..... )
من نظرة ليث المفاجئة علمت سوار بأنها قد تجاوزت حدودها , لكن كرامتها أبت عليها التراجع ....
فقالت متابعة
( طالما أن الحوار بينك و بين دليلة لا يخصني ..... أجد سؤالك عن حواري مع قاصي تطفلا غير مقبول ..... )
ساد صمت مقيت بينهما و هي تلعن كل كلمة خرجت من بين شفتيها بغباء ....
الى أن قال ليث أخيرا بنبرته الغير مفهومة
( هل تودين معرفة ما دار بيني و بينها ؟!! .......... )
نظرت اليه بدهشة و حثتها كرامتها على الإنكار , الا أنها لم تستطع فقالت مسرعة بجدية
( نعم ............. )
ابتسم ليث بأناقة و قال بصوتٍ مهذب
( قبلت عرضكما شاكرا .... فعرضت عليها الزواج , و ستحدد لي موعدا مع أسرتها .... )
فغرت سوار شفتيها الذاهلتين ... بينما سقط الكأس من بين أصابعها متهشما الى ألفِ قطعة .......

أبعد قاصي تيماء عنه لينظر الى وجهها المتورد مبتسما .... ثم قال بخفوت حنون
( كانت أجمل فكرة اقترحتِها .... هي ارسال ثريا لتبقى مع امتثال لحين انتهاء العزيمة ... )
ابتسمت تيماء و قالت مستسلمة
( لم أكن لأسمح لأمي بأن تتعرض لهذا الإذلال علنا ..... و أنا أشعر بأنهما ستنسجمان ... )
.................................................. .................................................. ..........

كانت امتثال تجلس على مقعدها الوثير و ساقيها تحتها ... ترتدي قميصا فضفاضا مريحا و تضحك على فيلم قديم في التلفاز ....
بينما رفعت ثريا وجهها المغطى بقناعٍ ذهبي عن كأس المشروب الغازي و سألتها بإستياء
( هذا المشروب ليس خاليا من السعرات ..... اليس كذلك ؟!!! ..... )
توقفت ضحكات امتثال و هي تنظر الى ثريا بدهشة ..... ثم قالت بخفوت
( والله تستحقين أكثر من ضرب الخف ......... )
عقدت ثريا حاجبيها و قالت بحيرة
( ماذا قلتِ ؟!! ....... لا أسمعك ...... )
ردت امتثال بنبرة مضيافة
( لا تؤاخذيني حبيبتي ..... فأنا في اليوم الحر من النظام الغذائي الي أتبعه .... )

انتهى الفصل 39 ... قراءة سعيدة






فصل رائع عنجد تسلميي 😃كتيير حلو كلام قاصي وانتينال 😃😃وكلام تيماء مع أمجد عنجد رائع


روتيﻵ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 09:23 PM   #11664

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل يجننننننننن
كويس ان قاصي اجبر رامى على تطليق ثريا ام تيماء
يبدو ان هناك صداقة بين ثريا وامتثال اضحكنى جدا
قاصي وتيماءه المهلكة الى متى سيعانى قاصي؟
امين كان قاسيا بتصرفه مع ياسمين فهو خرب حفلة البنات واخته واحدة منهن
ليث وسوار كيف ستتصرف بعد قنبلته اللى القاها عليها
اتمنى ما يتجوز دليلة الزفتة حازعل جدااااااااااااااااا منه
سوار عرفت مكان فواز يا ترى على اشو ناوية ؟
مسك وامجد وحالة البرود المستمرة بينهما
صراحة استفزتنى جدا مسك الى متى ستتصرف هيك ؟
يسلمووووووو يا تيمو
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 09:50 PM   #11665

نور محمد

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 280078
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,304
?  نُقآطِيْ » نور محمد has a reputation beyond reputeنور محمد has a reputation beyond reputeنور محمد has a reputation beyond reputeنور محمد has a reputation beyond reputeنور محمد has a reputation beyond reputeنور محمد has a reputation beyond reputeنور محمد has a reputation beyond reputeنور محمد has a reputation beyond reputeنور محمد has a reputation beyond reputeنور محمد has a reputation beyond reputeنور محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل طويل ودسم تعويض عن إنتظار الأسبوع ولا أجمل
قاصى حبيبى كان الضرب من تيماء ووالدتها كتير عليه أضنايا أقاصى الرايح واللى جاى قاله يا نكرة كويس إنه لسه واقف على رجلية
ياسمين يارب تزول غشاوة الإنبهار بسى أمين وتراه بحقيقتة الجامدة كم سأفرح به مع بدور الأدب الخارجى كله أصل وفصل وأخلاق و أشرب يا حلو
ثريا دى طفيلية بلا منازع شئ كده ولا ليه أى 60 لازمة أى والله
ثريا وفريد فاكهة الفصل
أمجد وتيماء الجنية بتسخنة على أختها بجد توحفة كان حيجيبها من شعرها ولسبب ثانوى غير اللى فى باله بجد هيتر حتى على أختها
سوار غباء فى غباء كنت بأول الرواية راسمة لها صورة أركز بكتير بس طلعت منظر على الفاضى تعرفى لو دليلة دى مش زى وصفك لها قلبا وقالباً كنت من أنصا تكملة الزيجة تأديباً لتلك السوار وأفعالها بليث سيد الرجال وعلى رأى كاظم يضرب الحب شو بيذل أوعى من الذل يا ليث فهو لا يليق بك
أما مشهد الحوار الداخلى أثناء العزومة وكله بيحسد كله ولأسباب ظاهرية غير حقيقية بالمرة كان معدى وأنت معدية وروايتك معدية
بإنتظارك دائماً


نور محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG]6Mv06764[/IMG]
رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 10:04 PM   #11666

ريحان الهوى44

? العضوٌ??? » 366531
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » ريحان الهوى44 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل جميل جدا بالنسبة لتيماء و قاصى على الرغم من الأوجاع الموجودة فيه أما ليث و سوار فقد احزننى جدا ما آلت إليه أمورهم مش مصدقة انه هيتجوز عليها وهي حب عمره وكمان مسك ليه بتتعامل مع أمجد على أنه ضيف عابر ف حياتها مش انسان قررت انه يشاركها حياتها بكل تفاصيلها على الم من أن كل مواقفه معاها بتبين انه جدير بالثقة وعل قدر المسئولية أتمنى أن جواز ليث و دليلة لا تتم وتفرح سوار وليث وإحنا كمأن ننبسط تسلمى تيمومة ربنا يقويك ع الأبطال النكديين دول

ريحان الهوى44 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 10:06 PM   #11667

ام ديمه
 
الصورة الرمزية ام ديمه

? العضوٌ??? » 387486
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 395
?  نُقآطِيْ » ام ديمه is on a distinguished road
افتراضي

الفصل جميل جدا يارب ترجع العلاقة بين قاصي وتيماء واقوى من الاول
اما سوار فتستحق الحرق من تصرفاتها بعد كل الحب الي قدمه ليث لها وتضحياته ايضا
اما مسك فمتعجرفة ولا تستحق حب امجد او تضحيته


ام ديمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 10:45 PM   #11668

simsemah

? العضوٌ??? » 350063
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 671
?  نُقآطِيْ » simsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ههههههههه هههههههه الفصل تحفه فى كل أحداثه
تسلم ايدك


simsemah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 10:53 PM   #11669

الجميله2

? العضوٌ??? » 315137
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,977
?  نُقآطِيْ » الجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع جدا تسلمي

الجميله2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 11:17 PM   #11670

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

مش عارفه الفصل دا ليه جابلى اكتئاب بالرغم من علاقة قاصى وتيماء والمواقف الكوميديه بس مضايقه جدا من الفصل دا الأول علاقة تيماء وامها علاقة صعبة جدا دى مش ام دى واحدة عمرها ضاع بس مش علشان تيماء هى كان ممكن تتخلى عن فلوس سالم وتتجوز من الأول بس هى كانت عايزه الفلوس على الجاهز مش كل شويه بقى تقعد تعايرها وكدا...
أمجد ومسك ايه دا ايه درجة التحكم فى النفس اللى عندها دى سايبه جوزها يتعذب بالرغم من انها شايفة تغيره معها وهى بدأت تميل ليه بس مش عايزه تبل ريقة بكلمة اضايقة علشانه جدا والله ...
ليث وسوار حطة إيدى على قلبى أحسن ليث يقل عاقلة ويتجوز المنيلة على عينها دليلة هى فعلا وحش الله عايزه الدق على دماغها بس بلاش جواز تانى احنا ماصدقنا خلاصنا من ميسرة ...
أمين وياسمين ياترى هيكون فيه قصة بينهم بالرغم من الرفض المستمر منه دا وتجريحه فيها على طول مش عارفه ايه الكأبة دى ...
الفصل كان فيه كوميديا كتير بس كان فيه وجع أكتر ياترى هنرتاح إمتى ومش هنكون قلقانين كدا...
تسلم ايدك ياتيمو بس نفسى أعرف دماغك دى ناويلهم على إيه ...


ام زياد محمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.