آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1025 -البطل الطليق - ريبيكا وينترز - عبير دار النحاس ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          234 - طفل اسمه ماتيو - سارة جرانت - ع.ق ( مكتبة مدبولى ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          شريكها المثالي (50) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-16, 02:08 PM   #151

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما ريما مشاهدة المشاركة
فصل رائع ان ميرنا و ووائل تلقيا صدمة
اما حسام فهو حقير لانه بيخدع دعاء
وصال و جاسر سيكون بينهما حرب
مرحبا بيكي ريما حبيبتي منورة الرواية واكيد هناك العديد من الخفايا ستتضح مع لاحق الفصول
بين وائل وميرنا وعلاقتهم اللي ماتت قبل حتى ان تولد وكذلك بين حسام ودعاء اللي خاطرت وضحت بالكثير وستدفع الثمن اما وصال وجاسر الحرب بعينها مثل ما قلتي نشأت بينهما والله اعلم الى اين ستنتهي
تسلمي يارب على حضورك المميز ويارب يكون القادم احلى




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 27-03-16, 03:17 PM   #152

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

انا جيييييييت الحق اعلق قبل الفصل الجديد
اخيرا تم اللقاء بين وائل و ميرنا و اتكشف المستةر و عرفو استحاله علاقة بينهم
شهاب مجنون و مهووس فعلا
ايد و روكا سكر
سيادة الرائد مكلعة عين جاسر و هيعملو شغل عالي مع بعض
نور و رافت ياتري اية سر العلاقة بينهم
رنيم و حماتها و جوزها و علاقة صغبة جداااااا و خصواصا انهم بنفس البيت
دعاء الغبية و حسام الواطي ياتري هتفوق من غباءها امتي
فصل جميل كالعا9ة و مستنياكي انهاردة ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 27-03-16, 04:20 PM   #153

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
انا جيييييييت الحق اعلق قبل الفصل الجديد
اخيرا تم اللقاء بين وائل و ميرنا و اتكشف المستةر و عرفو استحاله علاقة بينهم
شهاب مجنون و مهووس فعلا
ايد و روكا سكر
سيادة الرائد مكلعة عين جاسر و هيعملو شغل عالي مع بعض
نور و رافت ياتري اية سر العلاقة بينهم
رنيم و حماتها و جوزها و علاقة صغبة جداااااا و خصواصا انهم بنفس البيت
دعاء الغبية و حسام الواطي ياتري هتفوق من غباءها امتي
فصل جميل كالعا9ة و مستنياكي انهاردة ان شاء الله
واحلى حضور لاحلى رونتي منورة حبيبتي الغالية اممممم اخيرا شفنا لقاء الحبايب لكن لا نعلم بعد ستبتدئ قصتهم ولا ستنتهي في هذا الفصل يتضح كل شيء لنا ان شاء الله كذلك نشوف حكاية بقية الثنائيات مثل اياد ورقية وايضا وصال وجاسر حرب العساكر هههه ، وعن العلاقة التي تجمع فؤاد ونور هذه لن تتوضح لنا الان فهي كتومة جدااا ههه ، اما دعاء وحسام والله سترين منه العجب ان شاء الله يروقك الفصل 6 ايضا ويكون في المستوى حبوبتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 27-03-16, 04:23 PM   #154

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 6


[ سَرقتكِ مني الأقدارُ حتى قبلَ أن أطبعَ تفاصِيلكِ على جَبين قلبي ]
كيف يُعقل أن تسخر منا الأقدار بهذه الطريقة الجارحة ، حياتنا اقتصرت على لحظتين فقط لحظة لقاء ولحظة وداع ، ونحن بينهما نتخبط في شرنقة خيبة أحكمت قبضتها على بصيص الحلم الذي فتح لنا نافذة جنته لثوان معدودة وأدخلنا جَهنمه الحَمراء دُون رَحمة …
".من سيُصدِّق أنكِ كنتِ لي والآن أصبحتِ مُحرَّمة علي."
".ومن قال أنكَ كنتَ بلسمِي والآن أصبَحت سقمِي."
إياد(قاطعهما وهو يشير لرقية):- ميرناااااااا ها أنتِ ذي هنا .. قد وجدناكِ
رقية(أمسكت بطرف فستانها ووقفت بجنبه بعد رحلة بحثهما عنها):- أوووه آنسة ميرنا أخيرا تعرفتِ على السيد وائل .. يا وائل إنها الآنسة ميرنا الراجي
فور سماعها لهذه الجملة واستيعابها للموقف الذي فلت منها ، خذلتها أرجلها ساعتها إذ تسارعت رجفتهما من قوة الصدمة ولم تتمالك نفسها حتى هوت على ركبتيها وفستانها الفضفاض ملتف حولها في صورة وردة أينعت للحظة ثم ذبلت في اللحظة الموالية .. كان صعبا عليه أن يراها بتلك الصورة بعد أن كانت شمسا مشعة في ظلام حياته الدامس ، مسح على فمه ويده على جنبه فتح ياقته ورمى بها أرضا بينما تراجع خطوات إلى الوراء ليجعل بعض الهواء يقتحم صدره المحترق وليستوعب بدوره هول المعضلة التي تورط فيها ، بينما ركض إياد إليها هو ورقية بقلق وخوف ..
إياد(أمسك بيدها وعيناه فزعتان عليها):- ميرناااا ميرنا هل أنتِ بخير ؟؟؟ بم تشعرين ؟
ميرنا(بدموع منسابة وعيون مسمرة في الفراغ وصوت غير مسموع):- خذني .. من هنا
إياد(نظر لرقية):- هل لديكِ عطر بحقيبتك ؟؟
رقية(ابتلعت ريقها والتفتت خلفها لوائل ثم عقدت حاجبيها وهي ترى بغرابة ملامحه المظلمة):- لحظة فقط .. ساعدني على نزع قفازها لأضع العطر بيدها هياا يا إياد ..
إياد(بلهفة وخوف نزع قفاز يدها برفق):- طيب طيب .. اهدئي ميرنا أنا هنا لا تجزعي اوووف لا أدري ماذا حدث لكِ لقد كنتِ بخير … تتت
رقية(رشت العطر على يد ميرنا ورفعتها لوجهها كي يصل إليها):- ميرناااا ميرنا هل تسمعينني ؟؟ يا وائل أخبرنا ماذا حدث لقد كانت بخير .. وائل ؟؟
إياد(أمسك يد ميرنا بدلا عن رقية التي استقامت بحيرة):- ميرنا ..
رقية(نهضت إليه وهو متكأ بتعب وملامحه تترجم خيبة وخذلانا):- وائل .. ماذا هناك ؟
وائل(وعيناه الكسيرتين تنظران لميرنا لم يتزحزحا):- … لا شيء
رقية(تنهدت بعمق ثم نظرت إليها):- غريب … ترى ما الذي جعلها تجزع بهذا الشكل ؟
وائل(مص شفتيه بألم داخلي يعتصر قلبه بقسوة وتحدث بشرود):- … لا شيء
إياد(حاول أن يجعلها تنهض لكن دون جدوى):- اسمعيني سأذهب لأطلب سيارتنا وآتي إليكِ بسرعة ماشي .. يا رقية عفوا منكِ هل لكِ أن تجلبي لها كوب ماء ؟؟
رقية(وضعت حقيبتها على الجدار):- طبعا طبعا في الحال …
ابتعد كل من إياد ورقية عن محيطهما فرفعت عينيها ببؤس عميق ونظرت إليه من بين دموعها ووجدته يبادلها نفس النظرة ونفس الدهشة ونفس الانكسار وصدره يزفر آهات مريرة .. نظر حوله بتعب بعد أن زفر بعمق آهات عديدة ليتمكن من ضبط أنفاسه اللاهثة ، وتقدم تجاهها حتى جثا على ركبتيه أمامها وبغبن .. أراد أن يمسح دمعها المنساب على خديها ولم يتجرأ أراد أن يضمها لصدره ويهدهدها ولم يتمكن لقد وُضِعت فجأة حواجز شاهقة بينهما ولم يعد له حق فيها بعد الآن ..أصلا لم يكن له إلا لدقائق معدودة ..
وائلبصوت مخنوق):- هل أنتِ بخير ؟
ميرنا(برجفة وانكسار نظرت إليه):- .. أتعلم ماذا حدث ؟؟
وائل(أغمض عينيه بصعوبة وفتحهما ونظر بأسف نحو الأرض بعيدا عن مدار عينيها المهلكتين):- لم يحدث شيء ..
ميرنا(فتحت فاهها بصدمة وهي تراه يستقيم أمامها):- ك … كيف يعني لم يحدث شيء ؟؟
وائل(فتح أزرار سترته ووضع يديه على جنبه مبتعدا عنها ونظره للسماء):- كما سمعتِ آنسة … ميرناااا
ميرنا(حركت رأسها يمينا وشمالا ومسحت دمعها وبوهن نهضت كي توازن نفسها بثبات مرتعش خلفه):- أنت واهم
وائل(واهم ههه ومنذ متى كان لي شيء في الواقع حتى أنتِ كنتِ وهم تتت):- حقا ؟؟
ميرنا(تقدمت إليه بنظرة نارية تأججت من قهرها ووقفت أمامه):- لا تقل أنه لم يحدث شيء لأنه قد حدث ..على الأقل أخبرني أن الأمور ستكون على ما يرام يعني أنه س..
وائل(بعصبية تترجم قهره من الحقيقة التي ظهرت جلية أمامها بعد سفرهما المحدود معا نحو مدائن الأحلام):- أنه ماذااااا ؟؟ أنتِ خطيبة ابن عمي يعني بمقام أختي من الآن فصاعدا
ميرنا(أغمضت عينيها وفتحتهما لتنظر إليه وتحاول تكذيب نفسها ، أجل يا ميرنا الرجل يتحدث بمنطق ماذا كنتِ تريدين ؟؟):- اممم
وائل(مرر لسانه بخفة بين شفتيه وزفر بعمق متهربا من عينيها):- آنسة ميرنا … ل
عقد حاجبيه وهو ينظر للأسفل بحثا عن جمل مناسبة أساسا لا يعلم كيف سيتصرف حيال هذا الأمر الجلل ، لكن فجأة احتبست الكلمات في جوفه حين انتبه لندبة يدها اليمنى فتح عينيه على وسعهما ونظر إليها ثم عاد وحدق في تلك الندبة جيدا وضحك ضحكة جانبية فاقت كل آلام الدنيا وجعااااا .. لا يمكن أن تزيده الأقدار صدمة أخرى بعد ، الآن أصبح أشبه بالمحكوم عليه بالإعدام وقد حرموه جورا من آخر أمانيه ..
وائل(برجفة في صوته المبحوح):- من أين أتتكِ هذه ؟
ميرنا(لم تنزل رأسها حتى بل نظرت إليه تبحث عن ذلك الوميض الشارد الذي انتشلها من دنيا الواقع نحو عالم الخيال):- هل ستدَّعي حقا أنه لم يحدث شيء ؟؟
وائل(أطبق على شفتيه بابتسامة وجع حمَّلته هموما كثيرة):- سيأتي إياد ورقية الآن سنعود لحياتنا الطبيعية وكأننا لم نرى بعضنا هذه الليلة لأنه حتما لم يحدث شيء .. انسي الأمر كي نعيش حياة خالية من أفكار أخرى قد تفسد علاقتنا بشهاب ..
ميرنا(بمشاعر متضاربة):- هه معك كل الحق شهاب ابن عمه ويجب أن تتصرف بأصلك يا ليتك فكرت بهذا قبل أن تقحمني في ذلك الجنون
وائل(اقترب منها خطوة وهدير أنفاسه يزلزلها أكثر):- أيا كان الذي حدث قد أصبح في طي النسيان ، هذا إن أردنا أن نلتقي مجددا لأنني لن أقبل بخداع أحد بالمرة
ميرنا(اهتزت حدقاتها بدموع لكن ماذا عن شعوري لقد بادلتني نفسه فلما تكذب):- طيب يا سيد وائل عذرا منك .. لا تؤاخذني أحيانا لا أستوعب الأمور بسرعة فاعذر غبائي
وائل(سحب نفسا عميقا ونظر إلى انكسارها الذي يذيبه):- ميرناااا .. لا أستطيع القيام بشيء آخر أنتِ مُحرمة بدءا من اللحظة
ميرنا(أغمضت عينيها بعد أن سمعت آخر جملته حقا ماذا كانت تنتظر):- فهمت
انتفضت من أمامه وهي تمسح دموعها بحاجبين مقوسين يترجمان مقاومتها الصامدة في تمالك نفسها كي لا تتهاوى مجددا أمامه .. أمسكت بحقيبتها بقسوة وتحركت لتغادر المكان لكنه كان يصارع أشياء عدة فوق طاقته ودون تفكير أوقفها بتعب حين أمسك بيدها
ميرنا(نظرت إليه بخيبة أمل ونزعت يدها):- فرصة سعيدة سيد وائل
وائل(وهو يتجرع علقما مرا من نظرتها البائسة وبريق عينيها الحزينة يزيده ضيقا و قهرا):- آسف منكِ
ميرنا(أفرجت عن آه من بين شفتيها جعلته يعقد حاجبيه حزنا لا يعي بعد إن كان عليها أم عليه):- علام الأسف ، حقا لم يحدث شيء … تشرفت بمعرفتك سيد وائل عن إذنك
لم تعطه مجالا بعد جملتها الأخيرة فقط نظرت إليه نظرة جليدية تعني أنه حتما قد سقطت قلاع الحلم من داخلها وستعود لعادتها بعد حين ، وقوفها بخيلاء مع رقية التي استوقفتها في الرواق جعله يزفر آهات عميقة ، بعد أن انتظرها بينه وبين نفسه طوال سنوات عادت إليه ولكن لترهقه وتزيده إيلاما … تلك النظرة الأخيرة حين استدارت إليه جعلته يوقن تمام اليقين أنه مقبل على حرب شرسة مع ذاته لعله ينسى السراب الذي عايشه قبل قليل ..
رقية(أعطت كأس الماء لنادل مر بجنبها وتوجهت نحوه):- وائل …
وائل(يحاول جاهدا ألا يحسسها بشيء):- دعينا نغادر نحن أيضا .. لقد تعبت
رأته قد تجاوزها بملامح خامدة وعينان مظلمتان لا حياة فيهما واستغربت حالته الغير مفهومة ولكن لم تدقق حينها فلتدعه ليهدأ من الواضح أنه يعيش صراعا داخليا مع نفسه ، عادت للشرفة لتحضر حقيبتها فانتبهت لقفازة ميرنا والتقطتهما ثم زفرت بعمق بعدها لحقت به إلى الأسفل وجدته ينتظر سيارته ، لم تنطق بحرف بل بقيت تنظر إليه بسكون تام ولا شيء يوحي على أنه سيخبرها بما يزعجه ويشغل تفكيره لتلك الدرجة .. وصلت سيارتهما وبصمت ركباها وغادرا ، طوال الطريق وهو جامد يمسك بعصبية مقود سيارته وأنفاسه المتحشرجة تخرج منه كفوهة براكين ممتدة لأعمق جذور ألم تغلغلت فيه منذ الذي حصل ..
رقية(تعبت وهي تتأفف وهو صامت لا حراك يقود بتركيز وفقط):- ألن تخبرني ما بك ؟
وائل(بصلابة):- لا شيء
رقية(رفعت حاجبها):- ولكنك لست بخير يا وائل صارحني ماذا بك ؟ هل أزعجتك الآنسة ميرنا بشيء يخص شهاب ؟
وائل(نظر إليها بخفة وعاد لينظر أمامه مكملا قيادته الشاردة وارتسمت ضحكة ساخرة على خده وتمتم في سره):- طبعا ليست لي هي " تخص شهاب" هي ملك شهاب كيف تورطت بهذا الأمر كيف ولمااااااذا ؟؟؟ بعد كل هذا الانتظار حين أجدها تكون لابن عمي أي قدر هذااا ؟ بل أي عقااااب هذا الذي حل بي تبا تبااااااااااا
رقية(لاحظت حركاته الغير مفهومة وبقلق):- أنت لست على ما يرام أجزم أنك منزعج
وائل(مسح على جبينه بتعب):- شعرت بالإرهاق هذا كل ما في الأمر .. رجاء رقية لا مزاج لي للحديث
رقية(انتفضت وعدلت جلستها):- حسن كما تريد …
إياد(مسح على شعره بتعب):- ماذا بكِ يا ميرنا وتجنبي قول لا شيء لأنني لن أصدقكِ حالكِ غريب كأنكِ آتية من كوكب آخر ما بكِ يا بنت ؟؟؟
ميرنا(عضت شفتيها وهي تنظر من نافذتها بقلب جريح):- إياد إن كنت تعزني لا تسألني عن شيء ، لأنه لا يوجد شيء .. لا شيء ههه لم يحدث حقا أي شيء …
إياد(رفع حاجبه ونظر إليها بنظرة خاطفة):- أنتِ تهذين منذ أن خرجنا من الحفلة فهلا أخبرتني بالله عليكِ … هل أزعجكِ ابن عم ذاك البغيض لأنني سأعود إليه وأهشم وجهه ؟؟
ميرنا(بخوف نظرت له):- ما بك يا إياد محتدم هكذا قلت لك لم يحدث شيء تحادثنا عن وضع شهاب وأنتما أتيتما يعني لم يحدث أي شيء آخر … لم يحدث
إياد(زفر بعمق وهو يفتح شباك نافذته):- والله إنكِ ستفقدينني صوابي .. أخبريني إلى أين إلى بيتكم أم عند كوثر ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها):- خذني إلى بيتنا
إياد(مط شفتيه بقلة حيلة و همَّ ليشغل المسجلة لكنها حركت له رأسها برفض فزفر بعمق وأتمم قيادته بهدوء):- تت هممم
ميرنا(ربتت بيدها على قفازها الثاني وانتبهت للتو أنها فقدت الآخر قبلا ، فقدته كما فقدت قلبها ونفسها .. وبغمغمة دمع أكملت في سرها):- أحتاج لغرفتي كثيرا هناك فقط سأستطيع الانفجار على سجيتي ، تمالكي يا ميرنا تمالكي نفسكِ لن تفلتي أعصابكِ الآن لن تبوحي بسركِ لأحد لأي أحد حتى إياد وكوثر لا أحد سيعرف بما حدث ههه ما الذي حدث أصلا يا ميرنا استيقظي وكفي عن الهذيان تلك غلطة وانتهت ، فففف أشعر بالاحتراق صدري كله يحترق آه يا ربي آه ارحمني من هذا العذاب ارحمني …
لم تصدق نفسها حين وصلت إلى عتبة بيتهم نظرت نحو إياد الذي نزل من سيارته وساعدها على النزول ، كان يعلم أنها ليست بخير لكن لا يعلم ما الذي قلب مزاجها هكذا
إياد:- أعلم أنكِ لن تخبريني بشيء لكنني سأكون بجانبكِ إن احتجتِ لي
ميرنا(زفرت بعمق وهي تتهرب بأعينها عنه):- شكرا إياد أراك غدا تصبح على خير
إياد(مط شفتيه واتكأ على سيارته بينما فتحت بالمفتاح باب بيتهم):- كلميني على الهاتف إن شئتِ في أي وقت هاااه
ميرنا(أطلت عليه من بابهم ببسمة حزينة):- طيب ..
لم يجد بدا سوى الرحيل فهي على الأغلب بحاجة للراحة التامة وغدا سيفهم منها كل شيء ، رفعت رأسها وهي تناظر زوايا بيتهم وقد تخدرت أطرافها فاستصعبت عليها الحركة والتوجه لملاذها الوحيد ، أغمضت عينيها وهي تضع رأسها على الباب بتعب ذاتي استوطن فؤادها المكلوم … بصعوبة حركت رجليها وتوجهت صوب غرفتها مهزوزة الخاطر وكسيرة الملامح ، آه كم بدت غرفتها بعيدة عن مرماها تمنت لو تصل لو تصل لكن المسافة تزداد بعدا كل شيء حولها يزيدها اختناقا .. أخيرا ولجتها بعد جهد جهيد وأقفلتها بقوة حتى انتفض قلبها برعشة برد انتابتها في ذلك الوقت …تقدمت نحو منضدتها رمت حقيبتها قفازها وتوجهت نحو حمامها فتحت بابه بقوة ووقفت بجانب الحوض واضعة يديها على حافته ، بتثاقل رفعت رأسها نحو مرآتها لترى نفسها لترى عيونها شكلها وجهها خيبتها المرتسمة على كل تفاصيله ، نظرت بعمق مقطبتين حاجبيها وعيناها اختلطتا بالدمع الأسود بينما شفتاها كانتا ترتعشان بغبن ، تأوهت مرات عديدة وهي تزفر آهات احتراق من داخلها اضطربت خفقات قلبها وازدادت سرعة تنفسها …
ميرنا(بصوت باكي تقاصص نفسها):- ماذا حدث لكِ ياميرنا كيف انجرفتِ في ذلك الأمر ؟؟؟ كيف سينظر إليكِ بعد الآن لقد قبلته أيضااا لا تنكري و تلقي باللوم عليه ، أنتِ أيضا تساهلتِ معه لماذا لماذا يا ربي وقع هذا ؟؟ أ من بين العالم كله يكون هو ابن عم شهااااب حرام يا ربي والله حرام اهئ … واااائل … آآآآآه يا قلبي لوعتي عليك اهئ اهئ …
أخذت تبكي وتبكي وتبكي بحرقة ويدها مرة تستند بها على الحوض مرة تسكت بها غمغمة فمها الذي تحسسته بشرود مغمضة عينيها وومضة قبلته تعود إليها مرارا وتكرارا تقتحم عقلها فتعتصره أكثر فأكثر ، حركت رأسها يمينا وشمالا بتعب ووضعت يدها على شعرها و أخذت تزيل مثبتاته الحديدية بعصبية وترمي بها في الحوض ودموع قهرها تزيد من صعوبة الموقف عليها لقد صدمت بشدة ولم تعد بقادرة على التفكير في أي شيء ، لا شيء سيمحو تلك الدقيقة التي تغيرت فيها مشاعر ميرنا الداخلية ودخلت في متاهة لا فكاك منها … أزالت فستانها لعلها تتخلص من كل آثار تلك الليلة حتى أنها جمعته في كيس بلاستيكي ووضعته في ركن بعيد عن أنظارها ، هدأت من روعها قليلا وهي ترتدي ثوبا منزليا التقطته بعشوائية وغسلت وجهها ثم خرجت مجددا لتهرب الآن إلى سريرها الوحيد الذي سيفهم حالتها ويطبطب على وجدِها الكسير …
أما هو فبعد أن نزلت رقية من سيارته وصعدت لبيتها انطلق ليجوب شوارع المدينة لعله يتخلص من الضيق الذي يطبق على صدره منذ اللحظة التي عرف فيها بهويتها ومن تكون .. أي قدر هذا صدقا آخر شيء كان يتوقعه أن تصفعه الدنيا بهذا الشكل المؤذي جداااا … وقف أمام إشارة مرور وفتح أزرار قميصه لعل بعض الهواء يفيد ، أثناء حركته انتبه لشيء أسفل الكرسي الذي بجانبه فمد يده بخفة وجذبه وآه حين اكتشف أنها قفازة ميرنا أمسكها بين يديه برفق وجذبها لوجهه واشتم عطرها مغمضا عينيه ، أحس وكأنه غائب عن الوجود أنها بجانبه الآن أنه إن فتح عينيه سيجدها أمامه مبتسمة بذهووول … لكنه فتح أعينه ولم يجد أمامه سوى قفازها ضمه بغبن في قبضة يده ووضعه على فمه وبنظرة كسيرة وحده في ذلك العالم الفسيح عرف أنه وقع في ورطة عاطفية لا مناص منها إلا بموت قلبه كي يعيش الآخرون … على هذا القرار انطلق صوب شقته بعد أن تعب من الرعونة الفاشلة في الطرقات فهو لن يبعدها عن تفكيره ولو صعد إلى القمر … وصل بعد مدة وهو يتمنى لو يكون شهاب قد غادر لشقته فآخر شيء يريده لحظتها أن يقابل عينيه .. خاب ظنه كما خابت آمال قلبه فها هو ذا جالس أمام شاشة التلفاز وبجانبه لفافات سجائر قد دخنها وبعضها لا يزال سليما ، مط شفتيه وسحب نفسا عميقا وبعدها تقدم نحوه
وائل(وضع مفاتيحه على المنضدة):- مساء الخير
شهاب(بابتسامة انتفض من محله وتوجه إليه):- أخيرا أتيت يا وائل لن تصدق ما حدث ؟؟
وائل(نظر إليه بقلق وعيناه تتجنباه):- ماذا حصل ؟
شهاب:- أثناء جلوسي مع نفسي خطرت ببالي فكرة ستساهم في تطوير شركاتنا القابضة
وائل(تنهد بارتياح الأمر يخص العمل):- لنؤجل الحديث فيما بعد يا شهاب أنا متعب
شهاب(عقد حاجبيه وتبعه لغرفته):- لالا لن نؤجله لقد انتظرتك منذ ساعات حتى ذلك العجوز نزار لم يفقه شيئا من فكرتي ولم يفدني حتى بإطراء كاذب .. إنه يمقتني
وائل(نظر إليه بخفة ثم عقد حاجبيه):- ليس الآن نتكلم لاحقا
شهاب(بإصرار):- والله لو تسمع فكرتي سيطير النوم من عينيك وتشكرني حتى .. إسمع
وائل(عاد للصالون وباحتدام):- ما هذا يا شهااااب لقد قلت لك مرارا وتكرارا أنني لا أحب التدخين في البيت فمتى ستكف عن تجاهلك الطفولي هذاااا ؟؟
شهاب(أعاد رأسه للخلف وهو ينظر لشحنة وائل الزائدة من العصبية):- طيب طيب سأجمع هذه الفوضى التي حدثت لسببين أولهما أنني فكرت و جديا في السبيل الذي سيجعل ميرنا تقتنع بي وبشكل فعال وأكون إنسانا صالحا كما تريدني ، أما الثاني فهو مرتبط بالأول ههههه يعني لو تسمع فكرتي ستفهمني
وائل(ابتلع ريقه وزفر بعمق ثم نزع سترته وهو يتهرب منه وزاد تهربا حين سمع اسمها منه):- شهااااب رجاء رأسي يؤلمني فلنؤجل حديثنا لفطور الصباح ماشي ؟؟
شهاب(مط شفتيه بعدم فهم):- طيب طيب يوم غد سنتحدث لكن أخبرني كيف كانت حفلتك ؟
وائل(بنظرة مهتزة تحركت حنجرته وعاد لغرفته ، وبعد صمت):-… كانت عادية
شهاب(تبعه مجددا ولمحه وهو يخرج ملابس منزلية من دولابه):- هيا سأتركك لترتاح وغدا ستحكي لي تصبح على خير يا ابن عمي الحبيب
وائل(بوجع لم يرفع رأسه بالمرة بل أجابه بسرعة ليبتعد عنه لحظتها فهو لن يستطيع التعامل وإياه إن كشف أمامه):- وأنت من أهل الخير … (بعد مغادرة شهاب)خير ههه أي خير هذاااا من الواضح أن أيامك السوداء قد حانت مواقيتها يا وائل … صبرا يا رب …
الحل الأمثل للتخلص من كل هذا الصراع والتشنج والضيق الذي يغزو صدره أن يرمي بنفسه تحت صنبور الماء البارد لربما أفرغ القليل من حرارة القهر التي تسيطر عليه… بعد لحظات كان فعلا تحت الماء البارد وقطراته تتساقط على جسمه بدئا برأسه المطرق بأسى ، عيناه المنهزمة تناظر الفراغ بينما ذراعه ممتدة نحو الجدار ورذاذ الماء يصلها كأنهار دمع تزف الشجن لفؤاده … كيف لم ينتبه لهذا الأمر لطالما كان يتمتع بفطنته و حدة ذكائه كيف خدعته مشاعره بهذا الشكل ، كيف انجرف وراء أهوائه ؟؟ تلك الفتاة كانت ستكون ذات يوم له لولا الأقدااااااار التي فرقتهما سابقا لتجمعهما الآن بطريقة ظالمة وجارحة طريقة تعني أنهما قد اجتمعا ليفترقا … تنهد بعمق وهو يلوم نفسه لما لم يتعرف عليها منذ الوهلة الأولى حتى لو فشلت غلالة عقله ولم يقوى على تذكر ملامحها كان يجب أن يتبع إحساس قلبه حين تيقن أنه قد رآها قبلا بل أحبَّها قبلا دون أن يعرف عنها شيئا حتى ..
~ وائل يتذكر قبل 7 سنوات ~
وائل(بشعر كثيف يصل حد الكتف بتسريحة شبابية مميزة وملابس رياضية):- هيا يا هديل لا تؤخريني أكثر أمامي سفر لساعتين وأنتِ هنا تلعبين
هديل(تصغره بسنوات بسيطة):- أتلومني لأنني أود التأكد من سلامة أخي الوحيد ؟؟
وائل(ابتسم ومسح على ذقنها):- آه يا صغيرتي كم تهوين التدلل طيب لا بأس أكملي تنظيم الحقيبة بينما أعطي الدواء لأمي وأعود
هديل(بصوت حزين):- إن كانت نائمة لا توقظها يا وائل أنا سأهتم بها أنت تعلم أنها تنام بصعوبة بعد حصص الأشعة الكيماوية
وائل(مط شفتيه بحزن):- حسن يا هديل سأطمئن عليها فقط … أكملي بسرعة فنادر في الأسفل وقد صرع هاتفي بالرنين ..
هديل(حركت عينيها بتأفف):- نادر نادر … أظن أنه يوما ما سيرثني فيك…
اتجه لغرفة والدته بهدوء تام وجدها مغمضة عينيها وتنظر لاتجاه آخر ، اقترب ببطء شديد وأطل عليها بحزن نظر لرأسها الذي تلف حوله شالا منزليا لتخفي تساقط شعرها الذي لطالما كانت تتميز به ، بحسرة عليه حاول كبت دموعه لكي لا تشعر بحزنه عليها ففاجأته حين فتحت عينيها مبتسمة له
وائل(أمسك بيدها وبادلها نفس البسمة):- أمي حبيبتي
رانيا:- وائل .. تعال واجلس بجانبي هنا
وائل(بابتسامة ودية جلس وضم يدها لصدره):- كيف حالكِ الآن يا أم وائل ؟
رانيا(تقاوم أوجاعها أمامه):- حبيبي
وائل(قبل يدها بحنان ومسح على خدها بلطف):- كيف تشعرين ؟
رانيا(ابتلعت ريقها وابتسمت بملامح باهتة):- أحسن اليوم الحمدلله على كل حال
وائل:- أمي إن كنتِ تشعرين برغبة في بقائي معكِ فلن أبرح مكاني
رانيا(ربتت على يده بحنان):- لا يا بني أنت لم تغادرني منذ أن مرضت ، من كليتك للبيت حتى الشركة أهملتها تركت ابن عمك لوحده في خضم مشاكلها من أجلي وهذا كثير علي ، أنت تستحق القليل من الوقت من أجل نفسك .. إذهب لرحلتك يا ولدي هديل معي
وائل(زفر بعمق):- لا شيء من وقتي أو حياتي يأتي أمامكِ يا سيدة النساء .. لكن إن كنتِ ستكونين سعيدة بابتعادي سأذهب
رانيا(سعلت من ضحكتها وابتسمت له):- وهل في نظرك سأرضى بابتعاد فلذة كبدي عني لكن نادر صديقك سيعتصم ببيتنا إن رفضت الذهاب معه في هذه الرحلة أيضا
وائل(بتفكير في طبع نادر):- اممم صديقي مجنون قد يفعلها طيب يا أمي الحبيبة سأغيب ليوم واحد فقط لن أبقى أكثر من ذلك ، هل تعدينني أن تتصرفي بأدب في غيابي ؟؟
رانيا(ضحكت حتى دمعت عيناها):- حاضر يا أبي لا تقلق على طفلتك هههه .. آه يا حبيبي متأكدة من أنك ستكون أبا عظيما ذات يوم
وائل(صغر عينيه بمرح):- أشم رائحة خطبة وزواج هنا أتودين التخلص مني يا رانيا هاااه
رانيا:- ههه آه عليك أنت تعرف كيف تجعلني أضحك كي تطمئن بأنني لا أتألم
وائل(اختفت بسمته واعترى وجهه البؤس الذي يخفيه بجهد جهيد):- أمي ..
رانيا(بدموع):- استمتع بوقتك يا حبيبي لقد أخرتك بما فيه الكفاية وصديقك قد قلب الشارع بطنين سيارته
وائل(ابتسم كي لا يجعلها تشعر بمعاناته الداخلية):- سأحضر لكِ حجرا من القمة التي سأتسلقها اليوم .. سأسميه حجر رانيا
رانيا(بامتنان):- أنا فخورة أنك ابني يا وائل أنت تجعلني ممتنة لله عز وجل الذي وهبني إياك .. دمت لي بسمة يا روحي
وائل(قبل يدها واستقام ثم قبل جبينها بعمق):- أراكِ لاحقا يا أحلى أم سأكلمكِ بالمساء
رانيا(بعد وصوله للباب من أجل الرحيل):- وائل …
وائل(التفت إليها بمحبة):- عيون وائل ؟
رانيا(مدت يدها لدرج سريرها وأخرجت منه سوارا رجاليا فضيا وذو جوانب سوداء):- تقدم إلي يا وائل
وائل(اقترب بهدوء منها):- نعم ماما
رانيا(مدته له):- هذا كان لأبيك أريدك أن تحتفظ به لقد أصبح لك الآن
وائل(بريبة أمسكه):- لكن لما تعطينني إياه الآن دعيه معكِ
رانيا:- أريدك أن ترتديه ولا تفرط فيه نهائيا .. هو ذكرى جميلة مني لوالدك أهديته إياه في ذكرى ميلاده الأول منقوش عليه حرفي الواو و الراء باللاتيني وأجد أنهما يناسبانك الآن يا وائل رشوان هممم
وائل(بابتسامة ارتداه):- وحيد رشوان على الأغلب سيكون سعيدا بهديتكِ لي
رانيا(بتأثر):- فليرحمه الله .. هيا هيا لا تجعلني أتأثر الآن اقضي وقتا ممتعا وافتح شوارع قلبك لعل نسمة هواء تخطفه منك اليوم
وائل(قبل خدها وانطلق مازحا):- لا توجد نسمة هواء ممكن أن تخطف قلبي سواكِ يا قمر
رانيا:- ههه انتبه لنفسك واحذر السقوط
وائل:- لا تقلقي ولدكِ متسلق بارع
رانيا(بحب نظرت إليه):- فليحفظك الله لي …
انطلق بعد أن ودع أمه وأخته هديل وانضم لنادر الذي كان يجلس بسيارته الرياضية وينتظره بتأفف ونظاراته الشمسية فوق جبينه
نادر(بتأفف):- كنت سأمضي منفردا على فكرة لو تأخرت أكثر من ذلك
وائل(رمى بحقيبته الرياضية في الخلف ووضع حزام السلامة):- انطلق وكفاك تذمرا كلها ساعة تأخير ما المعضلة يعني لا أفهم ؟؟
نادر(أنزل نظارته لعينيه وانطلق):- بصراحة لا توجد معضلة سوى أن المتعة ستذهب منا إن تسلقنا في وضح النهار تعلم أشعة الشمس ستنتصف بعد 3 ساعات ولا أريد لظهري أن يحترق منها بسببك
وائل(شغل الموسيقى):- يا إلهي سنبدأ يومنا بتذمرك هذا هففف …
نادر(انتبه لسواره):- أيووووون هل أشم هنا رائحة مؤامرات نسائية تحدث من وراء ظهري .. ممن السوار ؟
وائل(وضع يده على فكه مستندا على باب السيارة وهو يتأمله بحب):- إنه هدية من أجمل امرأة رأيتها في حياتي لا وأيضا أذوب في هواهاااا
نادر(ترك المقود وصفق بحرارة ثم عاد وأمسكه):- الله الله … على شاعر زمانه ومن تكوووون سعيدة الحظ هاته يا ترى شوقتني ؟؟
وائل(تحسس السوار بمحبة):- رانيا رشوان أمي الحبيبة
نادر(بمودة نظر إليه):- ليحميها الله لكما أنت وهديل
وائل(بغصة وتخوف في قلبه):- آمين ..
بعد مرور ساعتين وفي المخيم الذي أنشأته المدرسة من أجل الترفيه ، كانت تتحرك يمنة ويسرة بخفة ترتدي ثيابا رياضية مناسبة وقبعة أيضا وبشعر قصير منبسط على كتفيها بحرية ، كانت تمد الأطفال بوجبات سريعة قبل أن تأخذهم بجولة رفقة الأساتذة من أجل رؤية سلسلة الجبال والتمعن بجمال الطبيعة المحيطة بهم ..
ميرنا:- أستاذة شهيرة هل لكِ أن تعطي للأولاد قناني الماء
شهيرة(بمودة تمدهم بتركيز):- تمام يا ميرنا .. آه منكِ والله لا أدري كيف سآتي للمدرسة غدا بدونكِ عزيزتي لقد وضعتِ بصمتكِ بجوانب المدرسة كلها وبقلوبنا أكثر
ميرنا(مسحت على كتفها بحب):- تسلمي لي يا شهيرة كلامك يؤثر بي لكنكِ تعلمين علي أن أدرس بجد إن أردت الحصول على شهادة تخولني لاختيار مهنتي التي أريد ، عملي بالمدرسة كان مؤقتا وما كنت أدري أنني سأتعلق بها لهذه الدرجة حقا لا أعلم كيف سأتخلى عنكم بهذه البساطة
شهيرة:- سيبقى مكانكِ دوما مفتوحا لكن دراستكِ أهم فأنا أريد رؤية اسمكِ بعد عدة سنوات عريضاااا في الجرائد والمجلات وحتى التلفزيون لم لا .. أريد أن أفخر بكِ وأقول لأولادي تلك الفتاة صديقتي
ميرنا(عانقتها بغلالة دمع):- أوووه يا شهيرة سنبدأ من الآن حصة الدموع كما أرى ههه
نهلة(تصرخ):- معلمتي معلمتي
ميرنا(التفتت إليها بسرعة):- ماذا هناك يا نهلة لم تصرخين عزيزتي ؟
نهلة(ببكاء):- جنى إنها جنى لقد لقد كنا نلعب و و هي عالقة في المنزلق
ميرنا(بهلع):- مااااااااذاااااااا ؟؟ هئئئئ أرني أين بسرعةةةة ؟؟
شهيرة(برعب تحاول جمع الأطفال):- يا أولاد تقدموا إلي … لا تجزعوووا تعالوووا هيا ياربي استرها يارب .. أين باقي الأساتذة تبا أهذا وقت اكتشاف المكان ؟؟؟؟؟ اففف
ميرنا(ركضت مع نهلة التي أرتها أين ، وحين رأت جنى عالقة في المنزلق ارتجف قلبها رعبا عليها من المكان الذي وقعت به):- جنى .. جنى
جنى(صرخت برعب وهي ملتصقة بالحائط):- معلمتي ميرنااااا اهئ اهئ أنا خائفة
ميرنا(ابتلعت ريقها وأخذت تنظر حولها وتمسح على جبينها بعدم اتزان لا تدري ماذا تفعل ولا كيف ستتصرف):- جنى حبيبتي أنا هنا لا تخافي .. اسمعيني جيدا لا تتحركي من محلك ابقي حيث أنتِ عزيزتي لا تخافي أنا هنااااا أتسمعينني ؟؟؟
جنى(أغمضت عينيها بيديها):- أنا خائفة سأسقط في الظلام اهئ اهئ
ميرنا(تأوهت بغبن عليها):- اسمعيني يا جنى تابعي سماع صوتي فقط أنا قريبة منكِ لا تحاولي النظر للأسفل ولا للأعلى أبقي نظركِ ثابتا أمامكِ فقط …
جنى(ترتجف):- اهئ اهئ سأموووووت
ضربت ميرنا على جبينها كيف غفلت عنها كيف كيف ؟؟؟ زفرت بعمق وقلبها يكاد يتوقف رعبا وقلقا بحيث نظرت للأسفل كان المكان مرتفعا جدا إن سقطت لن تسلم منها ، رأت جنى في موضع حساس كيف سقطت ووصلت لتلك الحجرة المتوسطة الحجم لا تدري .. المهم نظرت حولها مرة أخرى ولم تجد حلا آخر سوى أن تنضم لجنى ويطلب البقية النجدة
ميرنا(أمسكت بنهلة ومسحت دموعها البريئة):- اسمعيني يا نهلة لا تبكي .. عودي إلى المخيم هناك واطلبي المساعدة من شهيرة دعيها تبحث عن أي أحد سيساعدنا لأنني سأنزل معها وأحتاج لحبل كي أرفعها به ولن أتمكن من ذلك وحدي هل فهمتِ شيئا يا نهلة ؟؟
نهلة(هزت رأسها برجفة ومسحت عينيها):- فهمتكِ معلمتي همم هل ستنجو صديقتي ؟
ميرنا(عانقتها):- ستنجو ستنجو … هيا لا تتأخري اطلبوا المساعدة فورااا …
أخذت نفسا عميقا حين رأت نهلة تركض عائدة للمخيم بينما نظرت للأسفل حيث توجد جنى المسافة بسيطة بينهما لكن من سينزلهاااااا ؟؟ نزعت سترتها الرياضية ورمت بها أرضا بينما بقيت بقميص خفيف سفلي بدون كمين تتحسس يديها بقلق فهذا المشهد المرعب لا تعيشه كل يوم ، زفرت بعزم وجلست على الحافة ثم التفت بهدوء خلفيا وأمسكت بأطراف الحافة بيديها بينما رمت بجسدها في الفراغ وبقيت تستند بحواف الحجر الجبلي تحتها ، كان الأمر صعبا فهي لا تفقه شيئا في الجبال وخصوصا ذلك الموقف لم يسبق لها أن وقعت فيه إنه أمر جديد وعليها أن تتصرف بحنكة حتى لا ترعب جنى أكثر …
ميرنا:- لا تبكي يا جنى أنا قادمة إليكِ عزيزتي ها أنذا أحاول و هئئئئئ أوووف
جنى(سمعت صرخة ميرنا و انتفضت):- معلمتي ؟؟
ميرنا(ابتلعت ريقها حين انزلقت رجلها في الخواء لكن ثبتتها مجددا بحجر معين وأكملت نزولها حتى وصلت إلى جنى بصعووووبة بالغة):- أووف جنى أمسكي بيدي ولا تخشي شيئا أنا بجنبكِ الآن
جنى(اقتربت منها وعانقتها ثم أمسكت بيدها لأن المساحة التي تقفان عليها ليست كبيرة كفاية):- هل سنموووت ؟
ميرنا(نظرت إلى الأسفل وعادت لتنظر للأمام):- على الأقل ليس اليوم
جنى(عقدت حاجبيها بعدم فهم):- هل سينقذوننا ؟
ميرنا(بتمني):- والله هذا ما أتمناه
جنى(بخوف):- ماذا لو تركونا هنا ؟
ميرنا:- في تلك الحال سنكون أنا وأنتِ في رفقة مع حيوانات الليل
جنى(ابتلعت ريقها برعب):- أنا أرتجف خوفا معلمتي
ميرنا(وضعت يدها الأخرى على قلبها):- وأنا أيضا لكن لا تقلقي سوف تأتي المساعدة بعد قليل أنا واثقة من ذلك …
جنى(تسترق النظر للأسفل):- اهئ اهئ أريد ماما
ميرنا(بوجع أمسكت بيدها بقوة):- جنى .. دعينا لا نبدأ النحيب الآن عليكِ أن تساعديني
جنى:- اهمم ماذا أفعل ؟
ميرنا(نظرت إليها بطرف عين):- أصرخيييييييييييييييييي … النجدة النجدة أنقذووووناااا
بقيت هي وجنى تصرخان لفترة معينة حتى أطلت عليهما شهيرة فأفزعتهما
شهيرة:- يا بنااااات لا تقلقا لقد وجدت النجدة … ميرنا آسفة
ميرنا(نظرت إليه بخفة ثم عادت لتنظر أمامها):- آسفة على ماذا يا شهيرة ؟؟ ماذا فعلتِ ؟
شهيرة(حركت شفتيها خشية من غضبها وهي تصرخ كي تسمعها):- بصراحة لم يعد بعد الأساتذة من جولتهم وكان علي التصرف فاستنجدت بشابين لا تقلقي هما متسلقي جبال ماهرين سوف ينزلان لإنقاذكما
ميرنا(بلهجة مضحكة):- لم تبررين يا شهيرة أحس أنكِ ستتسببين في موتي ؟؟؟؟
نادر:- لحظة سيدتي ابتعدي قليلا ودعينا نرى ما سنفعله
وائل(ربط حول نفسه حبلا وعقده بالشجرة):- سآتيك بالصغيرة وبعدها سنهتم بالكبيرة
نادر(بحماس):- آه ما كنت أحسب أن رحلتنا ستكون ممتعة لهذه الدرجة سمكة كبيرة وسمكة صغيرة يا حبيبي ..
وائل(ابتسم لشهيرة):- حبذا لو تعودي للأطفال كي لا يخافوا سيدتي سنهتم نحن بالبقية
شهيرة(غير متأكدة منهما):- هل تقوما بإنقاذهما أم ؟؟؟
نادر(حركها لها إصبعه برفض):- ت ت سيدتي عيب أنتِ تخاطبين محترفين هنا
ميرنا(صرخت):- هل أقاطعكم يا ترى نحن عالقتين هنا منذ ساعة ؟؟؟؟
وائل(استزاغ صوتها):- السمكة الكبيرة شرسة .. ههه ادعي لي يا صديق
نادر(يشد من الحبل ليتأكد من متانته):- لا تقلق أنا هنا لاستقبال العسل ههه
تنهد وقد أطل برأسه ليراهما وتوضحت له الصورة ، نزع سترته ورمى بها على كتف نادر وأمسك بالحبل جيدا ثم وقف على حافة الجبل وغمز لنادر وبعدها قفز قفزة واستقر بالصخور ثم أعاد الكرة مرتين وإذا به قد وصل إليها ..
وائل:- مرحباااا
ميرنا(التفتت إليه):- هل أعطيك اسمي وعنواني أيضا ؟؟؟ ألا ترى أن البنت قد ماتت من الرعب أرجوك افعل شيئا
وائل(رفع حاجبه):- صبرك يا رب … حاولي أن تأخذي محلها واجعليها تأخذ محلكِ يعني تبادلي وإياها المكان سنرفع الصغيرة أولا
ميرنا:- طبعا هذا ما يلزم لأنها خائفة جدا
وائل(مط شفتيه):- و أنتِ ألستِ خائفة ؟؟
ميرنا(مصت شفتيها وصغرت عينيها):- الآن أنا خائفة من جدارة إنقاذك لناااا
وائل(عض لها شفتيه وهو يبتسم):- شتت الصغيرة بيننا
ميرنا(أضحكها رغما عنها):- هه .. تتت أحم هيا يا جنى لقد وصلتِ النجدة افتحي عينيكِ
جنى(مغمضة العينين):- لالا معلمتي إن فتحتهما سوف أسقط
ميرنا(زفرت بعمق):- أنا أمسكِ بيدكِ فلا تخافي يا حبيبتي
جنى:- لا أريد
وائل(متدلي بالحبل بجانبهما):- والله يحز في نفسي أن أتدخل في حواركما الشيق هذا لكنني معلق هنا يعني حبذا لو تتخذا قراركما كي لا نجد أنفسنا متجاورين بالأسفل ..
ميرنا(جحظت فيه عينيها إنه يزيد جنى رعبا):- يا إلهي … اسمعي لا تفتحي عينيكِ ولكن تسايري مع حركتي مفهوووم
جنى:- طيب معلمتي …
ابتسم وهو يراها تغير مكانها بحذر شديد مع جنى ولكنه مص شفتيه قلقا على الصغيرة لأن حركاتها طائشة وقد تفاجئه على حين غرة .. تأرجح بالحبل مجددا حتى اقترب منها أكثر
وائل:- رجاء أحتاج لمساعدتكِ آنستي أمسكي بيدها الأخرى جيدا وخذي هذا الحبل لفيه على خصرها بسرعة
ميرنا(ابتلعت ريقها وأمسكت الحبل منه وعقدته على خصر جنى):- حسن أنا أمسك بها
وائل(بحنان):- ما اسمكِ يا صغيرة ؟؟
جنى(برجفة):- أدعى جنى ..
وائل:- اسمكِ جميل يا جنى .. جنى سوف أقترب منكِ بينما معلمتكِ ستقوم بربط حبلينا معا وأمسك بيدك جيدا كي أحضنكِ ماشي وأنتِ مهمتكِ تقتصر على أن تحيطي يديك بعنقي ولا تفلتيهما أبدا أبدا حتى أطلب منكِ ذلك مفهوووم ؟
جنى(بقلق):- معلمتي ؟؟
ميرنا(ربتت على يدها):- السيد سيساعدكِ يا جنى ثقي به عزيزتي ولا تفلتي يديك سوف تعودين لأعلى .. صديقتكِ نهلة بانتظارك هممم
نظر لميرنا و أومأ لها برأسه ثم أمسك بيد جنى وجعلها تتشبث بعنقه وأحكم قبضته على خصرها بشدة بينما عقدت ميرنا الحبل حولهما بخفة ويدين مرتعشتين ، حين تيقن أن الأمور سليمة أعطى إشارته لنادر الذي بدأ يسحبه لأعلى بأقصى قوته ووائل ممسك بالحبل ويساعد بتأرجحه كي يسرع عملية الصعود وبمشقة الأنفس ، وصل للأعلى ووضع جنى أرضا والتي ركضت بسرعة لحضن المعلمة شهيرة الباكية هي والتلامذة عليهما … اطمئن وأعاد عقد الحبل ثم نزل هذه المرة ليحضر ميرنا التي كانت تنظر بتوجس للأسفل وشعورها بالقلق يزيدها توترا ، ربما كانت تستمد قوتها سابقا من وجود جنى بجانبها والآن هي وحدها والمكان بالأسفل عميق ومظلم ومخيف … انتفضت حين سمعت صوت تشقق صخور آت من الأعلى وانتبهت لعودة الشاب فزفرت بارتياح وهي تنتظر وصوله على أحر من الجمر .. بعد هنيهة وصل إليها وهذه المرة وقف بجانبها على نفس الصخرة ليأخذ راحته في عقد الحبل فسابقا المكان لم يكن يتسع لثلاثتهم والآن ارتأى أنه لسلامتهما معا عليه أن يعقده بنفسه ..
وائل(نظر إليها مبتسما):- هل أنتِ مستعدة ؟
ميرنا(نظرت إليه بقلق وحركت رأسها نفيا ثم انفجرت بالبكاء):- اهئ لالا لا أريد أن أصعد بتلك الطريقة تخيل لو أوقعتني هاه سوف أسقط وأرتطم بالصخور وأتألم وبعدها سأموووت
وائل(ضحك بخفوت):- هههه أين الشجاعة التي لمحتها فيكِ منذ قليل ؟
ميرنا(عضت شفتيها):- كان ذلك من أجل جنى
وائل(أمسك بيدها فجأة):- ثقي بي
ميرنا(نظرت لعمق عينيه وارتعشت):- أهاااه
وائل(رفع يده لها):- ضعي يدكِ هنا ولا تخشي شيئا لن أسمح لمكروه بأن يصيبكِ
ميرنا(بشعور بالدفء اطمأنت من حديثه ووضعت يدها بيده):- طيب ..
برفق استدار إليها وجذبها نحوه بلطف بينما كانت عيناها مسمرتان بعينيه كان هو يلف الحبل حول خصرها ومنغمس في إحكامه ، نظر إلى عينيها وغاص بعمقهما دون إدراك … ابتلع ريقه بحاجبين مقوسين وشعور يدغدغ قلبه بخفقات متتالية ، تنهد بعمق وعطرها قد استقر في أعمق دهليز يملكه كي لا ينساه أبدا أبدا … بينما كانت تنظر إليه وعيناها اللامعة من فرط الدموع قد زادت من روعتهما … جذب الحبل إليه فاندفعت لصدره بقوة فاجأتها ، اختلطت أنفاسهما ساعتها ونسائم الرياح ساهمت في إضفاء سحر دافئ لهما ..
وائل(بخفوت):- سوف نتدلى بعد لحظات أريدكِ أن تضعي يديكِ حول عنقي ولا تفلتيهما أبدا مهما حدث
ميرنا:- أنت تعيد نفس ما قلته لجنى قبل قليل
وائل(مط شفتيه):- لأنه اتضح أن هناك جنى أخرى أمامي الآن …
ميرنا(ابتسمت أجمل ابتساماتها):- ههه
وائل(ما أروع ابتسامتها يا الله):- هيا سننطلق الآن الأمر بسيط جدا فقط ثقي بي ولا تفلتي يديكِ تحت أي ظرف كان … اتفقنا .. ؟؟
ميرنا(نظرت بطرف عين نحو الأسفل وقلبها يخفق بشدة):- اتفقنا ..
كان يعلم أنها خائفة لكن كان عليه ألا يشعرها بخطورة الموقف كي لا تهلع وتقوم بأذية نفسها بعد لحظة اندفع هو وإياها للخواء من أجل الصعود ولكن لم يحسب حساب الوزن الزائد ومع الأسف لم يستطع نادر وبعض الأساتذة الذين انضموا للمساعدة من إحكام قوتهم على الحبل الذي انزلق منهم فارتطم جسدهما بالجدار وسقطت قبعتها للأسفل بينما ضلت عيناها مغلقتين أما هو فأمسكها بقوة لحظتها وجذبها أكثر لحضنه كي يتيقن من سلامتها
ميرنا(بهلع):- هل سنسقط الآن هل سنسقط ؟؟ قل أجبني هل سنسقط ؟؟
وائل(رغم أن الموقف مخيف إلا أنه لم يجد سوى ابتسامة ارتسمت على شفتيه من منظرها لكنه سرعان ما زفر بعمق وهمس بأذنها القريبة):- لن نسقط لا تقلقي
ميرنا(فتحت عينيها ونظرت إليه):- ولكن ماذا حصل؟
وائل(مص شفتيه ونظر خلفها):- اسمعيني سوف تساعدينني يا آنستي سوف نصعد نحن
ميرنا(بحالة خوف عارمة):- كيف سنصعد هااااه كيف أنا خائفة ألا تشعر بي ؟؟؟؟ أنت متعود على ذلك لكن هذه أول مرة سوف أتعايش مع هذا الأمر ..
وائل:- خوفكِ الآن لن يساعدنا بشيء … اتبعي تعليماتي ويكفيكِ تذمرا كالأطفااااال ؟؟ أتدرين قد كانت جنى أشجع منكِ وأكثر جرأة ….
ميرنا(شهقت بعنف):- هئئئئئئ هل تسخر مني الآن ؟
وائل(رفع حاجبه):- نوعا ما …
لم يترك لها فرصة لتزيد حرفا آخر بل قاطعها حين همس في أذنها بحركة دافئة وجعلها تطيعه تلقائيا وتلتف للأمام ليكون هو خلفها وهي أمامه ، ارتاح حين طاوعته وأمسكت بطرف الصخرة من أجل الصعود ، حثها على المثابرة وبعد أن ثبتت رجليها في حواف الصخر صعدت قليلا ولحقها هو مستعينا بالحبل المتدلي ، وصلا بتلك الحركة لثلث المسافة ولكن فجأة هوت رجلها وسقطت وجذبته خلفها ليرتطم أيضا بالجدار ويسقط معها ، نظر ليدها التي جرحت بحافة صخرة ما وقبل أن تصرخ أسكتها …
وائل:- لم يحدث شيء لم يحدث شيء ذاك جرح بسيط ما إن نصعد حتى نضمده لذلك لا تجزعي الآن وكفي عن البكاء وافتحي عينيكِ … الآن
ميرنا(تعيش أسوأ أيام حياتها على الأغلب فتحت عينيها ولمحت الدم بيده أيضا):- هل جرحت أنت أيضا ؟
وائل(انتبه ليده التي جرحت تقريبا في نفس مكان جرحها):- ناااادر …. يا نااااااادر
نادر(يصرخ من الأعلى):- سوف نجذبكما بالسيارة لا تقلقا اصبرا قليلا يا صديقي
وائل(رفع حاجبيه إليها بمعنى قد حلت بينما وجدها مطرقة الرأس):- حاولي أن تستمعي بلحظتكِ فأنتِ على الأغلب لا تقعين في هذا الموقف كل يوم
ميرنا(نظرت إليه):- حقا لم أتخيل يوما أن أبقى معلقة في الهواء هكذا مع شخص مثلك
وائل(عقد حاجبيه):- هذا لأنني أنقذكِ
ميرنا(تنفست برعب وانزعجت من خصلات شعرها التي تدغدغ عينيها):- تتتت اففف
وائل(مد يده وأبعد تلك الخصلة عن عينها بهدوء تام):- اليوم يوم حظي
ميرنا(بتوتر نظرت إليه):- أنت تجعلني أشك أنك سعيد بوضعنا الغريب هذا ؟
وائل(حرك رأسه مرحا):- لأنني لم أكن أظنني سأقع في هذا الموقف وفي حضني فتاة جميلة
ميرنا(احمرت خجلا):- أنت لطيف هكذا مع كل الذين تنقذهم يا ترى ؟
وائل:- أنا لم أنقذ أحدا سابقا أنتِ وجنى فقط
ميرنا(عضت شفتيها):- جيد إذ ….. هئئئئئئئ
انفلتت من يديه فجأة حين فكوا من الأعلى حبلهم ليربطوه بالسيارة ولكن لم ينذرهم أحد ليأخذوا حذرهم ، بخفة أمسكها بيده بينما بقيت متدلية في الأسفل وتصرخ ..
وائل(برعب عليها):- إهدئي إهدئي أنا أمسك بكِ
ميرنا:- لا تترك يدي لا تتركهااااا لالا لا أريد أن أموت الآن ماما تنتظر عودتي و تتت لقد بدأت أهذي اهئ اهئ
وائل(تنفس بعمق وحاول جذبها):- عليكِ أن تساعديني رجااء لكي نخرج من هذا المأزق الذي أخذ وقتا أطول مما يستحق … أتسمعينني ؟؟؟
ميرنا(تبكي وهي تكاد تنزلق):- لا تصرخ بوووووووووجهي أنت تزيدني خوفااااا اهئ
وائل(عض شفتيه غبنا يا ليته يستطيع الطيران كان أخذها لبر الأمان التفت خلفه ووجد أنهما عادا لنفس الصخرة السابقة):- أنظري إلي سوف أقوم بأرجحتكِ لتلك الصخرة وعليكِ أن تقفي عليها بثبات هل تستطيعين ذلك ؟
ميرنا:- أكيد لا أستطي .. آآآآآآآآآآآآآآآه
لم ينتظرها لتجيبه بل أرجحها مرة مرتين وبقوة رمى بها لتلك الصخرة وكما توقع استطاعت أن تتماسك بقوة .. تأرجح هو بسلاسة وقفز بجانبها وعادا لنقطة الصفر من جديد
ميرنا(بنظرة شرسة):- لقد رميت بي حتى قبل أن تخبرني
وائل(صغر عينيه وهو يزفر بعمق):- لقد أخبرتكِ ولكنكِ لا تسمعين الكلام
ميرنا(نظرت لنزيف يدها):- تتت
نظر إليه وأخرج من جيبه منديلا وبسط يدها ثم عقده عليها بتركيز تام .. أخذت تتأمله وشعور بالفرحة يتغلغل بداخلها ، وبسمة شريدة ترتسم على وجهها ولمحت أن نزيف يده أيضا كثير ولم تجد ما تساعده به فاكتفت بالصمت ..
وائل(وهو يعقده باهتمام):-هكذا سنوقف النزيف ريثما نصعد ..
ميرنا(هزت له رأسها وشعرت بدوار فجأة):- أشعر بالدوااار ..
وائل(أمسك بها بسرعة وقد ارتمت في حضنه بوهن):- شتتت أنا أمسك بكِ آنستي .. لا تفقدي وعيكِ الآن لم يتبقى سوى القليل أرجوكِ ركزي معي .. آنستي
أغمضت عينيها بحضنه وهي تستسيغ نسمات الهواء من حولهما وصوت السكون يزيد من ريبة الوضع ، دفنت وجهها بصدره وهي تهرب من كل ما يحدث حولها بإنكاره ، لم يجد حيلة سوى ضمها إليه ليهدئها قد وجد نفسه مسؤولا على سلامتها دون سابق إنذار .. مسح على شعرها القصير بلطف شديد بعدها سمع نداء نادر الذي تذكر لتوه أن ينبههما ، أعاد عقد الحبل مجددا حولهما وحاول أن ينبهها لكنه أشفق على حالها فأمسكها بكل قوته بينما أخذا يصعدان نحو الأعلى ، منظرها الساكن خصلاتها المتطايرة بفعل الرياح عيناها المغمضتين خطوط دموعها شفتيها المحمرتين خدودها المتوردتين كل تفصيلة فيها قد أخذت من تركيزه الكثير ، أخيرا وبعد جهد جهيد وصلا للأعلى وساعدوهما على الاستقرار فوق الأرض .. بسرعة أخرج نادر عدة الاسعافات وشرع ليضمد يد وائل لكنه رفض قبل أن يتم تضميد يد ميرنا التي كانت شهيرة تعانقها ببكاء وخوف ..
شهيرة(بقلق):- لقد غابت عن وعيها ؟؟
وائل(بقلق):- أحضري لها قنينة ماء .. نادر أعطني هذه العدة سأضمد لها جرحها بنفسي
نادر(عقد حاجبيه):- لا والله ابقى حيث أنت لقد تعبت بما فيه الكفاية .. اجلس هنا لأرى هيا
وائل(مط شفتيه وشرع يضمد جرحه وهو يرى نادر قد بدأ بمساعدة ميرنا التي لم يزحزح عيناه عنها):- تت
نادر(بعد أن انتهى انتبه لرنين هاتف سترته):- من يتصل بي الآن أوووف ليس وقته بالمرة… أآن إنها هديل يا وائل
وائل بشعور انكسار التفت إلى نادر ونظر إليه بعمق قبل أن يستقيم ويلتقط الهاتف منه نظر بشرود نحو الفتاة التي أنقذها للتو وعلى الأغلب ستكون تلك آخر مرة يراها فيها .. تمنى لو يستطيع البقاء حتى تستعيد وعيها لكن ليس بمقدوره شيء .. لملم حقيبته هو ونادر بسرعة وانطلقا هرعا عودة إلى المدينة بعيدا عن كل الأحداث التي مرت في ذلك اليوم التاريخي …..
زفر بعمق تحت الماء وهو ينظر لندبة يده الملتصقة به من يومها وقد أخذ أثرها شكل خط سهمي مسنن ، حاولت هديل حثه على إزالته بواسطة عملية تجميلية بسيطة لكنه رفض الفكرة ورفض أن يزيل أثر تلك الفتاة الخائفة التي ضمها في حضنه ذات يوم … أجل ذات يوم اتضح فيه أنه كان على موعد معها فقبل ساعات وجدها بعد أن بحث عنها طويلا ، لأنه عاد بعد فترة من تلك الحادثة للمخيم ليسأل عنها وعن اسم المدرسة التي كانت هناك لكن لم يستطع الوصول لخيط مهم يقوده إليها فمات الأمل في إيجادها كما ماتت مشاعره التي استيقظت من جديد حين وضعتها الأقدار من جديد في طريقه …
وائل(وهو ينظر للندبة المعلمة على يده):- أهلا بكِ في حياتي يا ميرنااا
كانا يحترقان في نفس الوقت وكل على طريقته لكن بذات الوجع والحرقة استقبلا صباح اليوم التالي ، ولنقل أنها كانت أقسى ليلة مرا بها ومن الواضح أن باقي الليالي ستتشابه على ذاك النحو … في ذلك الصباح فتحت عينيها المنتفختين من شدة الدموع ونظرت حولها لغرفتها وصدرها مكتوم بأنفاس تتصاعد بصعوبة .. التفتت للساعة وكانت قد تأخرت على عملها لأزيد من ساعتين أمسكت هاتفها واكتشفت أنه على الوضع الصامت وقد جن جنون إياد من فرط الاتصالات المتكررة والرسائل النصية ، زفرت بعمق وأعادته لموضعه وعادت لتنام لالا بل لتعاني من جديد فهي الأغلب مريضة ..
نور(اقتحمت غرفتها):- ميرناا أختي ألن تذهبي لعملكِ اليوم ؟؟ ميرنااا هل أنتِ مستيقظة ؟
ميرنا(التفتت إليها وببحة في صوتها):- لن أذهب
نور(عقدت حاجبيها واقتربت منها):- هل أنتِ مريضة ؟؟
ميرنا(أبعدت وجهها عنها واستدارت للجانب الآخر):- لا مزاج لي للعمل فقط .. سأنام
نور(رفعت رأسها وانتبهت للرقم المتصل بها):- ميرررررررررررنا ؟؟ لما يتصل بكِ شهاب رشوااااااااان هااااااااه ؟؟؟
ميرنا(فزعت وانتفضت من فراشها وأمسكت هاتفها من نور بسرعة):- أعطني إياه
نور(استغربت لهفة ميرنا وكتفت يديها تنتظر ما قد يحدث):- الله الله
ميرنا(هل علم بما حصل يا إلهي يا إلهي):- .. ألو شهاب
شهاب:- صباحكِ حب يا روحي اشتقت لكِ كثيرا .. جهزي نفسكِ أنا أدعوكِ للغذاء أحمل لكِ أخبارا جيدة ستعجبكِ جدااا
ميرنا(ابتلعت ريقها افف الحمدلله):- شهاب أنا متعبة اليوم رجاء أحتاج لمساحتي الشخصية
شهاب(عقد حاجبيه وانتبه لصوتها المبحوح):- هل أنتِ مريضة حبيبتي هل أبعث لكِ طبيبا هاااه هل تحتاجينني ؟؟ أخبريني بم تشعرين ؟
ميرنا(مسحت على رأسها بتعب ، يا الله مرحبا من جديد بالأحكام القسرية):- يا شهاب قلت لك أنا متعبة يعني سنلتقي لاحقا .. رجاء منك
شهاب(مط شفتيه بحزن وتأوه عميقا):- طيب يا ميرنا كما تريدين لكنني سأتصل بكِ كل لحظة لأطمئن عليكِ ماشي … إلى اللقاء حبيبتي
نور(رافعة حاجبها بنظرة خطر مرتقب):- تكلمي أسمعكِ
ميرنا(وضعت الهاتف على المنضدة وجلست على السرير متكئة على حائطه):- نور
نور(جلست بقربها):- أشعر بأنكِ لستِ على ما يرام فصارحيني يا أختي ما بالكِ ؟
ميرنا(بدمعتين ساخنتين خرجتا رغما عنها):- لقد وعدت شهاب بأن أفكر جديا بإعطائه فرصة أخرى ، هذا من أجل ميرا ومن أجله أيضا
نور(اهتزت حدقات أعينها وهي تنظر لها بريبة):- ماذا قلتِ ؟؟؟ هل جننتِ تماما لتقدمي على هذه الفعلة ؟؟ أنسيتِ ما فعله بكِ سابقا ؟ أكاد لا أصدق أكاد لا أصددددق
ميرنا(نظرت إليها وهي تقف واضعة يدها على جنبها وتحرك يدها عاليا برفض):- لقد اتخذت قراري ولن أعدل عنه … شهاب لن يتردد في إيذاء أختكِ إن كنتِ تستوعبين حجم همي يا نووور فافهمي أنه سيعذبها إن رفضت العودة له
نور(بعدم تصديق):- هل وصلت به أن يهددكِ ببساطة ؟؟ ما الذي يجري معكن يا بنات عوااااطف واحدة قامت بالتنازل وعدم محاسبته على أفعاله والأخرى غفرت له خيانته وستعطيه فرصة أخرى … لا والله أشك أن ذلك الشهاب له تأثير فضائي عليكما !!
ميرنا(مصت شفتيها بتأفف):- نور .. لا أريد لأمي أو لأي أحد آخر أن يعلم بهذا الأمر أنتِ فقط التي تعلمين وكذلك إياد وكوثر
نور(عادت لتجلس بفشل بجانبها):- ابتعدي عن الصورة أنا سأحاسبه على فعلته وأجعله يندم على اليوم الذي فكر فيه أن يهددكِ … أنتِ لست مجبرة على شيء
ميرنا(بأسى):- ليس هنالك مجال للتراجع يا نور .. أعطيته كلمتي ولن أغيرها تحت أي ظرف كان
نور(عقدت حاجبيها بهلع):- ألا زلتِ تحبينه ؟؟؟؟؟ (وضعت يديها على عينيها)أرجوك لالا توقفي لا تقوليها لا تصدميني
ميرنا(ابتلعت ريقها):- لا أعلم صحة مشاعري حقا ما نوعها لكن هذا لن يجعلني أتراجع
نور(أنزلت يدها):- أقسم أنني لا أفهم فيكِ شيئا يا أختي … اسمعيني دعيني أتولى الأمر من هنا وسأجعله يهرع كالبطريق لحضن أمه
ميرنا(نظرت إليها):- أووووه يا نور يكفي أنا لست صغيرة لترشديني يكفيكِ تدخلا في حياتي بهذا الشكل أنا راشدة لأتعامل مع هذا الموضوع .. رجاء دعيني الآن لوحدي
نور(بغلالة دمع أطبقت شفتيها):- طيب يا أختي لكِ ما تريدين وعذرا لإزعاجك
ميرنا(نظرت للجانب الآخر بغبن وأخذت تبكي):- تتت يا ربي …
نور(تنفست بعمق وعادت إليها قبل أن تخرج):- تذكري أنكِ تنقذين شخصا وترمين بنفسكِ في الخطر بدلا عنه حتى لو كانت سمر أختي فأنتِ أختي أيضا وأخشى عليكما معاااا .. خطر شهاب رشوان سيظل محيطا بكما ولا أدري حقا كيف سأتعامل مع كمية هذا الطيش
غادرت بعصبية وهي تتأفف ما هذا الحال الذي وصلت إليه بنات الراجي ، مرت بغرفة دعاء ووجدتها تستعد للخروج وعلى وجهها تتراقص عصافير الحب
نور(وضعت يدها على جدار الباب):- يا صباح الهناااا ما سر تلك الابتسامات البلهاء يا بنت
دعاء:- ما بكِ ألا تحبذين رؤية شخص مبتسم أمامكِ ؟؟؟
نور(حركت رأسها بجنون):- أنا ما بالي أتدخل بكن افعلوا ما يحلو لكن..افف
دعاء(بعدم فهم):- ما بالها تفرغ فيني عصبيتها بهذا الشكل ؟؟ تت لن أعكر صفو مزاجي هممم اليوم سأراك يا حبيبي الصغير سنذهب إلى الطبيبة التي يعرفها لبابا ههه
عفاف(تعدل شالها وهي واقفة بالباب الخارجي):- وعليكم السلام يا أخي أي خدمة ؟
ناجي(بتحية ود):- أود رؤية السيدة نور الراجي أنا المحقق ناجي من دائرة الشرطة المركزية هل لكِ أن تناديها إن كانت موجودة ؟
عفاف(باستغراب تراجعت خلفيا):- لحظة فقط … يا نور نوور
نور(نزلت من الدرج وزعابيب أبشير تتطاير أمامها):- نعم نعم هاهي ذي نور ماذا هناك ؟
عفاف(تعض لها شفتها كي تصمت):- هناك محقق يود رؤيتكِ يا نووور
نور(عقدت حاجبيها وتوجهت إليه):- مرحبا أنا نور ماذا هناك هل سقط نيزك ما وسط المدينة أم انتشر داء الكلب مجددا بالجوار ؟؟؟؟ كلمني يا أخي ماذا تريد ؟؟
ناجي(رفع حاجبيه متفاجئا منها):- ههه .. لا هذا ولا ذاك أنا هنا من أجل قضية شهاب رشوان هل لديكِ بعض الوقت أحتاج للتحدث معكِ بذاك الخصوص ؟
نور(صغرت عينيها بمكر الله يحبك يا شهاب رشوان هيهيهي):- أكيييد هننن أكيد لدي كل الوقت يا أخي تفضل تفضل ههه ..هناك بجانب سيارتك طبعا لن تدخل لبيتنا .. تعال معي
ناجي(متفاجئ من تصرفاتها):- هل هذه مجنونة يا ترى تتت ؟؟
نور(ربعت يديها واتكأت على سيارته بأريحية):- نعم أسمعك
ناجي:- كان من الواجب استدعائك لمركز الشرطة لتوقعي على بعض الأوراق لإقفال ملف التحقيق لكنني ارتأيت المرور بكِ شخصيا لتفيديني بمعلومات أخرى تحاول أختكِ فبركتها
نور:- ليس لدي ما أفيدك به الأمر كما شرحته أختي
ناجي:- قالت أن هناك ضغينة بينكِ وبين السيد شهاب وأنتِ قلتِ أنه اختطفها وقام بأذيتها وحين ذهبنا لمعاينة الأمر لم نجد أي دلالة تثبت صحة قولك ، كان من الممكن أن تتعرضي لمسائلة لكن السيد شهاب أعطى ملاحظة قبل خروجه بعدم فتح الموضوع مجددا وهو لا يطالبكِ بأي شيء ..
نور:- والله أجد أنك لخصت كل شيء فلا أعلم ماذا تريد أن تسمع مني بعد ؟
ناجي(ابتلع ريقه):- أنا أصدقكِ
نور(نظرت إليه بريبة):- لا أريد أن يتعرض ذلك الشخص مجددا لأختي أيا كانت وسيلة التعامل بينهما أتمنى انعدامها لأنني أمقته بشدة
ناجي:- هل لكِ أن توضحي سبب الخلاف قبل توقيعكِ على هذه الأوراق ؟
نور:- لا شيء أوضحه لك الأمور بارزة أمامك وعليك التعامل معها حسب الأوضاع التي جدت
ناجي(بسخرية):- كأن شيئا لم يكن
نور:- تماما كأن شيئا لم يكن .. أين أوقع لحضرتك ؟
ناجي(بإعجاب بها):- وقعي هنا …
نور(قرأت الورقة بتمعن وفهمت أنها ورقة تفيد إقفال الملف بعد المستجدات):- تمام تفضل
ناجي(أمسك قلمه والورقة منها):- هل لي أن أتجرأ وأطلب موعدا خاصا يوما ما ؟
نور(بعدم فهم):- موعدا لأجل ماذا ؟
ناجي(بابتسامة مدَّ لها بطاقة أرقامه الشخصية):- ستعرفين .. خذي هذه بطاقتي سأكلمكِ فلقد أخذت رقمكِ من معلوماتك التي ببند الشكوى أراكِ لاحقا سيدة نور وان احتجتِ لأي شيء اتصلي بي فورا ستجدينني معكِ في لمح البصر …
ابتسم وغادر تاركا إياها في دهشة وحيرة من أمرها تضرب كفا بكف ،
أما في بيت وائل ها هو ذا قد خرج من حمامه مسرعا وأخذ يلبس ثيابه والغضب الجامح يسيطر على تحركاته ، زفر بعمق وهو يتأفف محاولا إيقاف ثورة سخطه بعد ليلة كاملة من التفكير لكن من سيتركك يا وائل في حال سبيلك ، اقتحم شهاب غرفته وهو يرتدي طقما رجاليا
شهاب(يعرضه عليه):- أخذت هذه من دولابك يا رجل مقاس ذراعيك أعرض مني أشك أنك تزيد التمارين المنزلية عدا عن التي نمارسها بالنادي
وائل(يعقد أزرار قميصه الأسود):- صباح الخير
شهاب(هز حاجبه):- أرى أنك لم تتذمر من استعارتي لطقمك هذا يعني أنك في حالة أفضل وستسمع فكرتي للآخر …
وائل(أنت آخر شخص أود التعامل معه الآن رجااااااء لا تحرقني أكثر):- لا مشكلة
شهاب(سبقه للخارج واصطدم بنزار):- حاسب يا عجوووز
نزار(صغر عينيه وهو ينفث شررا):- الفطور جاهز
شهاب:- نتمنى أن تكون مصيبا اليوم في إعداده
نزار(يكز على أسنانه وينظر لوائل):- متى سيذهب إلى شقته ؟؟؟
وائل(بعينين ذابلتين أومأ له برأسه):- تعال يا عمي نزار ..
نزار(نظر إلى حزن عينيه العميق وعقد حاجبيه بعدم فهم):- ما به يا ترى ؟
شهاب(بدأ يأكل بنهم):- نفسيتي جدا جدا تحسنت ببيتك يا رجل ، بما أنه واسع أفكر جديا بالسكن معك وسأقوم بتعديلات بشقتي أنت تعلم أنني سأتزوج ويجب أن تكون الشقة حسب ذوق حبيبتي ميرنا
وائل(تحركت حنجرته ووضع سكينه على الصحن قبل حتى أن يبدأ الأكل):- ها قد بدأنا
شهاب(لم يسمعه جيدا وهو يلتهم الأكل):- ماذا قلت ؟؟ المهم اسمع بصراحة كنت أود لو تعلم ميرنا بمفاجئتي أولا لكنها مريضة على الأغلب لا مشكلة في الوقت المناسب سأعلمها لتكون مفاجأة…
وائل(ببؤس رفع عينيه له):- هل .. قلت مريضة ؟
شهاب(بلا مبالاة):- هي تتدلل فقط أفهمها جيدا لكن لا بأس سأتركها على راحتها لن تتهرب مني العمر كله ههه … عمي نزار أين الشاي الذي طلبته ؟؟؟؟
وائل(رمش بعينه ثم عاد ليركز بصحنه):- ما ربما كانت يعني .. مريضة أ.. المهم أخبرني ما فكرتك ودعنا نتناقش حولها مع مجلس الإدارة إن أعجبتني
شهاب(بحماس):- ستعجبك ستعجبك … اسمع لقد أتانا عرض من شركة دعاية وإنتاج افتتحت أبوابها من فترة بسيطة جدا وطرحت فكرة أن نشاركها بعروضنا الخاصة بالأثاث والديكور ، أخذت فكرة سطحية من منذر وهو يشجع الشراكة لأنها ستدعمنا في السوق
وائل(بعقل شارد):- طيب طيب دعنا نطرح الملف شاملا قبل اتخاذ أي قرار سوف نتناقش حياله يا شهاب ..
شهاب(صفق بيده بحماس أكبر):- والآن حان وقت النصف الثاني من المفاجأة احزر من سيمسك المشروع الدعائي ويكون وسيطنا في المحيط … تا تا ؟؟؟؟ هييه ألن تحزر ؟
وائل(تنهد بعمق وشرب من فنجان قهوته القليل بضجر):- من يا شهاب ؟
شهاب(مط شفتيه):- اففف أنت هادم للحظات الحماسية عموما لن أخمد لهفة فرحتي ستكوووون حبيبتي ونور قلبي مييييييييرنااااااااا
وائل(سعل من الصدمة و مد له شهاب كوب الماء وبعد أن استعاد أنفاسه):- قلت من ؟؟؟ ميرنا مستحييييييل توافق على العمل لدينا بالشركة ثم هي لديها عملها الخاص إضافة أن لا خبرة لها يعني الأمر مرفووووض
شهاب(فتح عينيه):- ابن العم أنا وأنت مدراء تلك الشركة حتى لو ذلك المدعو عمنا يشاركنا في المداخيل دون أن يحرك قلما بالشركة لكن الأساس هو نحن ، وأنا أقول أنها ستتوظف لدينا كاستشارية يعني لا تصعبها أكثر أنا أحتاج لقربها مني
وائل(بنار تحرق قلبه " وماذا عن قربها مني أنااااا هل تود قتلي "):- شهاب النقاش معك عقيم صدقا أنت لا تسمع لآراء أحد .. ثم هل وافقت على رغبتك هذه ؟؟
شهاب:- لم أكلمها بعد لكنها ستوافق لأنها ستحب الفكرة شركة هيرمكانا إصدار جديد للتألق وحبيبتي ستناسدني ليعلو شأننا أكثر فأكثر
وائل(استقام من محله بعصبية):- قلت شركة هيرمكانا ؟؟؟ حفلة يوم أمس التي حضرناها كانت تخص افتتاحيتها لكن متى قدموا دعوتهم يا شهاب وعملت بها أنت كنت في السجن ؟؟؟
شهاب(وقع في فخ نفسه تلعثم ونهض من مكانه أيضا):- منذر … أ .. منذر أخبرني بالعرض حتى اسأله إن أردت
وائل(عقد حاجبيه):- كيف تفتح أمس وتعرض شراكتها معنا في آن الوقت ، هناك شيء غريب يا شهاااب
شهاب(ضرب على ظهره):- ما الغريب يا روحي أنت فقط من تهوى تعقيد الأمور ، سوف نطرح الموضوع على مجلس الإدارة ونرى ما قد ينتج عنه رغم أنني لن أتنازل عن الشراكة لأنني أجدها فرصة جيدة لنا
وائل(بصداع في رأسه):- طيب طيب .. دعنا نذهب إن كنت جاهز
شهاب(التقط سترته وربت على كتف وائل):- آآآه لو توافق ميرنا فقط ولا تستحضر شعارات رأسها اليابس سوف تفيدنا كثيرا ، اسمها كوسيط بيننا وبين شركة هيرمكانا سيعطينا صدى جيد بالسوق
وائل(مت يا وائل يريد أن يحضرها إليك أبشر…. صبرا يا رب):- همممم

منذ ليلة عيد الحب وهي ليست بخير لكنها تكابر كي لا تظهر لأولادها تعبها وحزن قلبها المخدوع ، زفرت بعمق وهي تنظر لألبوم صورهم القديم كيف كانت سعيدة معه ومع أولادهما ما الذي تغير ؟ أين الحلقة المفرغة التي أودت بحياتهما الزوجية نحو الدمار ؟؟ ..ما الذي قتل تلك السعادة وهي في غمرتها ، لم تفهم بعد ما الذي حصل حتى وصل بها الحال أن تستجدي عطفه وترجوه كي يعود لها حبيبا كما كان في السابق .. زفرت بعمق وهي تغلق الألبوم وتعيده إلى الدولاب الذي ما إن أقفلته حتى استدارت لتنظر لنفسها في المرآة .. هل يعقل أنه لم يعد يراها جميلة ؟ لكن لا هي واثقة من نسبة جمالها وهذا ما لن يستطيع أن يزعزع ثقتها به إنما هو الذي لم يعد يغريه شكلها .. 24 سنة زواج طبيعي أن يملَّ منها ويفكر بغيرها طيب لما لم تفكر هي الأخرى بنفس التفكير علما أنها عايشت محاولات استمالة لقلبها من كذا أستاذ بالمؤسسة وكذا شخص عرفته في مجال عملها ، لم تنجرف لأنها امرأة محترمة أصيلة لا تسمح بعلاقة خارج إطار الزمالة إنما زوجها المصون يسمح بكل العلاقات سواء العملية أو غيرها المهم أن تكون الماثلة أمامه ذات قوام لا يقاوم … شعرت في هذه اللحظة بحرقة قلب تملأ صدرها وأخذت تطبطب عليه لعلها تهدأ من روعها قليلا .. يلزمها خطة كي تستعيد زوجها لكن ماذا عليها أن تفعل ؟ وكيف ستتصرف وهي تعلم علم اليقين أن هناك أخرى تستوطن قلبه منذ فترة ، إنها تدري أن هناك امرأة واحدة فقط وليس العشرات ، نفس العطر الذي يعود به يزيدها تأكيدا أنها تحاول سرقة زوجها منها ولا بد من حل جذري يمكنها من عكس دفة السفينة .. وهذا لن يحدث إلا بعد أن تجدها شخصيا وهذا يتطلب مجهودا وعينا داخل الشركة وبما أنها صاحبة الشأن أيضا وحسام يعمل بتوكيل منها فقط فهي ستستغل ذلك وترى ما قد تعرفه بخصوص المرأة المجهولة … أمسكت بهاتفها وطلبت رقم تهاني التي ردت وهي متوترة
تهاني:- سيدة جيدااااء أنا معكِ على الخط أي خدمة ؟
جيداء:- هل حسام بالشركة ؟
تهاني:- أجل سيدتي إنه بمكتبه هل أصلكِ به ؟
جيداء:- لالا أردت التحدث معكِ أنتِ هلا وافيتني بعد ساعة خارج مقر الشركة
تهاني(بتلعثم):- أ.. خيرا يا سيدتي ؟
جيداء:- خيرا يا تهاني ما بكِ مرتعبة هكذا ؟ أريدكِ باستشارة فقط
تهاني(اطمأنت قليلا):- حاضر سيدتي سوف آتي ، ابعثي لي عنوان المكان برسالة نصية
جيداء:- طيب لا تتأخري …
تهاني(أقفلت وضربت على وجهها):- ويلي ويلاه ماذا تريد السيدة جيداء مني .. تت أستر يارب استر ..
في مكتب حسام
حسام(عبر الهاتف):- طيب حبيبتي فور خروجكِ من عند الطبيبة أخبريني بالوضع
دعاء(تنتظر دورها في عيادة الطبيبة نجلاء):- لو كنت رافقتني يا حسام تعلم أنني متوترة وخائفة في نفس الوقت
حسام(مسح على فكه):- تعلمين أنني لا أستطيع ذلك يا دعاء لدي عمل كثير ثم هذه الأمور النسائية أنا لا أطيقها ..
دعاء(بغصة في قلبها):- إنه طفلنا يا حسام ألا تتوق مثلي لرؤيته ؟
حسام:- سأراه في الوقت المناسب هذا أول مواعيدكِ ، الآتي أكثر كما تعرفين
دعاء(ابتلعت ريقها):- طيب يا حسام لقد اقترب موعد دخولي ، نتحدث لاحقا
حسام:- لا تنسي أنني أحبكِ
دعاء(ابتسمت بود):- و أنا أحبك حبيبي ..
أغلقت الخط وهي تنظر للنساء الحوامل اللاتي يجلسن أمامها في انتظار موعدهن للدخول ، بعضهن جئن مع أزواجهن وبعضهن مثلها جئن لوحدهن .. ابتسمت رغم ذلك فوجود طفلها يعطيها شعورا جميلا يغنيها عن كل الاحتياج الذي ينقصها .. مر الوقت سريعا وها هي ذي نائمة فوق المقعد الخاص بالمريضات وبجانبها الشاشة التي سترقب فيها لأول مرة فلذة كبدها
نجلاء(تمرر على بطن دعاء الآلة):- هدئي من روعكِ يا دعاء .. كما ترين هاهو هنا بهذا المكان انظري للشاشة جيدااا.. اممم إنه ببداية أسبوعه الثالث
دعاء(وضعت يديها على فمها وشرعت تبكي من هول اللحظة):- يا إلهي .. إنه شعوور جميل يا صغيري ههه يا الله رحمتك
نجلاء(ابتسمت بحزن):- أرأيتِه يتضح أنه بخير حتى الآن علي أن أصف لكِ عدة أدوية وفيتامينات ستأخذينها بالمواعد التي سأحددها لكِ من أجل الحفاظ على نمو سليم ..
دعاء(أمسكت المنديل منها لتمسح بطنها):- شكرا دكتورة سأقوم بكل ما تطلبينه مني ، أنا بحاجة لهذا الطفل كثيراااا يا حبيبي ههه لا أستطيع إبعاد نظري عنه
نجلاء(أخرجت الصورة الإشعاعية للطفل من الآلة واتجهت لمكتبها):- تعالي معي
دعاء(رتبت ثيابها ولحقتها):- كل شيء سيكون على ما يرام صحيح ؟
نجلاء:- طالما لا تستفرغين كثيرا هذا أمر مطمئن .. اجلسي هنا ارتاحي ..
دعاء(تراها وهي تضع صورة طفلها بملفها الخاص):- سأحتفظ بها ؟
نجلاء(بوجع لم تقدر على مقاومة فرحة دعاء بجنينها الذي حكم عليه والده بالموت):- أكيد
دعاء:- تت تمنيت لو رافقني حسام كان عاش معي هذه اللحظة الجميلة لكن لا بأس المرة المقبلة إن شاء الله كما أنني سأريه الصورة بالملف ههه سيضحك أعرف لأنه سيصعب عليه تحديد ملامح الطفل إنما سأجعله يختار له اسما مميزا هه
نجلاء(تكتب بحنق وصفة الدواء):- خذي يا دعاء اجلبي هذه الأدوية وطريقة أخذها سأكتبها لكِ بورقة أخرى احتفظي بها لنفسك لا داعي أن تستشيري الصيدلاني لأنه سيربككِ فقط بكثرة حديثه .. كل شيء مكتوب هنا أسمعتني ؟؟
دعاء(أمسكت منها ورقتين):- طيب طيب لا تقلقي أنا سأتبع إرشاداتكِ أنتِ
نجلاء(وقفت لتودعها تريد أن ترتاح منها لعلها تخرج من حالة الضيق تلك):- طيب فرصة سعيدة موعدنا في الزيارة القادمة ..
دعاء(بود صافحتها ووضعت الوصفات بحقيبتها):- شكرا لكِ يا دكتورة لقد أسعدتني بحسن تعاملكِ اللطيف معي .. أراكِ فيما بعد
نجلاء(تتحسر عليها):- وداعا وداااعا …(بعد خروج دعاء جلست بكره) تتت آه منك يا حسام أهذه فعلة تفعلها بالبنت يا ربي اغفر لي أوووف …
أمسكت الهاتف لتكلم حسام كما اتفقت معه
نجلاء:- أجل يا حسام اسمعني جيدا سأسألك مرة واحدة بعد هل أنت متأكد من أنك تريد أذية ذلك الجنين ؟
حسام(بعصبية):- ماذا الآن هل تراجعتِ يا نجلاء ؟؟ أم أنكِ أشفقتِ عليها ؟
نجلاء:- الموضوع صعب يا حسام صعب أنت تطلب مني قتل طفل بريء ، أنت لم تشاهد الفرحة التي تقفز من عينيها دعاء لا تستحق هذا الغدر منك يا حسام أنت ستقتل ابنها دون أن يرف لك جفن وستورطني أيضا في هذا الأمر ، افف لقد كتبت لها إرشادات ستتسبب بنزيف يؤدي للإجهاااض
حسام(لن تضيعي خطتي الآن):- نجلاء … يا نجلالالالاء لقد اتخذنا هذا القرار سوية والآن رجاء حافظي على هدوئكِ وبقية الأمر دعيه لي …
نجلاء(زفرت بعمق):- لا أدري كيف ورطتني في هذا الأمر لكن أتمنى أن تترك تلك الفتاة وشأنها إن كنت لا تستطيع إسعادها فدعها في حال سبيلها ولا تعذبها معك في علاقة فاشلة
حسام:- طيب طيب شكرا يا نجلاء لن أنسى معروفكِ هذا ما حييت
نجلاء(بسخرية):- معرووف ؟؟؟ فليغفر الله لنا يا حسام فليغفر لنا قتلنا لجنين لا يزال في بطن أمه لأنها معصية كبرى .. تتت افف وداعا وداااااعا
رؤية ضبابية ودوار ورغبة في الغثيان ورجفة تسري من أخمص قدميها لأعلى رأسها ، برودة في أطراف جسمها وشعور بالخوف ضاعف اضطراب خفقات قلبها الذي وضعت يدها عليه وركضت لتخرج من العيادة بأكملها … ركضت دون توقف حاولت استعمال المصعد لكن كان محجوزا فهربت عبر الدرج تنزل وتنزل وتنزل حتى توقفت وجلست بوهن على إحدى الدرجات مصدومة تبكي بحرقة بعد الذي سمعته من فم الدكتورة …. حسام يريد قتل الجنين حسام يريد قتل الجنين !!
رددت هذا السطر وهي تحاول أن تتأكد من مسمعها ، لقد غادرت سابقا غرفة نجلاء وتوجهت نحو باب الخروج لكنها تذكرت أن تسألها عن المأكولات التي يجب أن تنتظم عليها ويا ليتها ما عادت فحين حاولت الدخول استوقفها اسم حسام وعرفت أن نجلاء تحادثه ، ابتسمت البلهاء حيث ظنت أنه قلق على الوضع مثلها ويريد أن يطمئن عليها لذلك صدمت حين عرفت أنه أعطى لنجلاء أوامره بإجهاض الطفل … هنا وأثناء استذكارها زادت رغبتها بالغثيان أكثر وأمسكت فمها ونهضت لتكمل نزولها حتى وصلت للمطعم السفلي بنفس عمارة الطبيبة نجلاء ، دخلت مباشرة لحمامه واستفرغت مرارتها وبؤسها ، عيونها أصبحت مثل الدم وشعور بالذل والمهانة وخيبة الأمل غطى على كل المشاعر بداخلها ، تكاد لا تصدق هناك خطأ ما حسام لا يمكن أن يفعل هذاااا لالا على الأغلب لم تسمع جيدا ، لكن مهلا يا دعاء لقد سمعت جيدا سمعت بأنهما اتفقا على قتل الجنين ، آه على الحسرة آه … غسلت وجهها من الدموع التي انهمرت عليه وأخذت تنظر لنفسها عبر المرآة ووجع قلبها قد فتك بكل مقاوماتها ..
دعاء(واضعة يدها على بطنها):- هكذا يا حسام هكذاااااا…. اهئ لم أتوقعك بهذا الشر أنت تريد قتل طفلنا كي لا تفسد حياتك لكن حياتي أنا فلتحترق في الجحيم اهئ ما كنت أتوقع منك هذا الخذلان يا حساااام ما كنت أتوقع اهئ اهئ ..
بعد برهة استرجعت أنفاسها ومسحت وجهها بمناديل الورق وعدلت نفسها ثم خرجت واتجهت صوب الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يساعدها في هذه المصيبة دون أن يخذلها أو يشي بها مهما ساءت الأحوال … استقلت سيارة أجرة وانطلقت صوب العنوان الذي أعطته للسائق وأخذت تفكر كيف تحل مشكلتها دون أن يتأذى طفلها المسكين … لما يريد قتله كانت سترضى بعيشها في السر وهي على عصمته المهم أن يعيش ابنها لكن أن يفكر في قتله وهو روح بريئة ذلك ما لم تستطع ابتلاعه .. وصلت أخيرا لذلك المكان الذي اعتبرته ملاذها وكان أول ما خطر ببالها في عز أزمتها ، صعدت الدرج برجفة رجليها تودان السقوط لكنها لن تسقط الآن ليس الآن عليها حماية طفلها بأي وسيلة كانت …
ريمة(انتبهت لدخولها):- يا أهلا وسهلا بالآنسة دعاء المركز كله أنار بطلتكِ غاليتي
دعاء(بدون حياة):- أريد رؤية نور بسرعة يا ريمة رجاااء
ريمة(بتوتر):- طيب طيب تفضلي هي بمكتبها دعيني آخذك
دعاء(أشارت لها):- لا تزعجي نفسكِ سأذهب وحدي ..
نور(كانت ترتب عدة علب تجميلية في الخزانة حتى لمحت دعاء قادمة):- دعااااء خيرا يا ابنة عمي هل أنتِ بخير ؟؟
دعاء(دخلت وأقفلت الباب عليهما ونظرت إليها بنظرة موت على قيد الحياة):- نوووور … أنا بورطة كبيرة …
أسقطت حقيبتها الأرض بضعف وبدأت بالبكاء لقد ذهبت معنوياتها في الصمود والصبر والمقاومة أدراج الرياح ، للحقيقة قد صدمت صدمة عمرها لم تتوقع هذه الضربة من حسام وهو نفسه الذي أجبرها على اتخاذ هذا الإجراء وهو اللجوء لنور التي لم تفهم شيئا بعد .. ساعدتها على الجلوس على الكنبة وأحضرت لها كوب ماء وأخذت تمسح على جبينها
نور:- اهدئي يا حبيبتي وأخبريني ماذا بكِ ؟ صارحيني ؟؟
دعاء(عضت شفتيها برجفة ونظرت إليها بغبن):- اجلسي هنا .. وعديني أن كل ما سأخبركِ به سيظل في هذه الغرفة لن يعرف به أحد البتة
نور:- يا بنت تكلمي روحي بأنفي أرجوكِ انطقي الجوهرة الكامنة بخلدك ؟؟
دعاء(بشفتين مرتجفتين):- لا أعلم من أين سأبدأ لكِ لكن لا أحد سيساعدني في مصيبتي ، لا أعرف أحدا يمكنه أن يقف بجانبي ويسند ظهري غيركِ يا نووور
نور(أمسكت بيدها وضمتها لحضنها):- أخبريني من أزعجكِ فقط وأنا سأخرب بيت أمه
دعاء(ابتعدت عنها ووضعت يدها على بطنها):- عديني أولا أنكِ ستسمعينني ولا تلوميني ، لا تكوني أنتِ والزمن علي يا نور
نور(أخذت تحرك كعبها بطقطقة عصبية):- دعااااء حبي تعلمين أن صبري محدود فقولي بالله عليكِ ماذا هناك ؟
دعاء(استجمعت قوتها ونظرت للأسفل بشعور بالخزي):- أ.. ..أنا حامل يا نور
نور(بملامح جامدة لم تستوعب الجملة):- أممم قولي ماذا هناك يا دعاء ؟؟
دعاء(ابتلعت ريقها):- نور .. لقد تورطت في علاقة مع مديري وأنا الآن حامل هل تستوعبينني الآن ؟؟
نور(دارت بها الدنيا فقد سمعت جملتها الأولى لكن رفضت أن تصدق):- حامل ؟؟
دعاء(بقلق من ردة فعلها تسحبت للخلف وببكاء):- سأحكي لكِ كل شيء فقط لا تحكمي علي أرجوووكِ قبل أن تسمعي لي
نور(وقفت ومسحت على فمها وكأنها مغيبة عن الواقع):- حامل … ههه حامل يا الله مبروووك يا ابنة عمي ألف ألف مبرووك من الأب لكي نبارك له أيضا ؟؟ هيا هيا دعيني أتصل به يا حبيبتي والله إنه خبر مفرح ههه حامل ههههههههه حاااااامل !!
دعاء(وقفت وهرعت إليها لتسكتها):- نور نور رجاء لا تفضحيني لا تجعليني أندم لأنني لجأت إليك يا نور اهئ أتوسل إلي .. هئئئئئئئئ
نور(صفعتها بكل قوتها على وجهها حتى استدارت وأمسكتها من شعرها ورمت بها على الكنبة):- حامل يا حقيرة يا سافلة حااااااامل وبدون زواج أين كان عقلكِ أين كان ؟؟؟؟؟؟؟ دعاااااااء لقد حكمتِ على نفسكِ بصفة حثالة البشر للتو … لا أريد أن أسمع شيئا فلا شيء لا شيء سيغفر لكِ فعلتكِ هذه .. لا شيء يا غبية حامل دون زواااااااج كيف أمكنكِ فعل ذلك ؟ أين كان عقلكِ بالله عليكِ ماذا فعلتِ ماذا فعلتِ ؟؟؟؟
دعاء(واضعة يدها على خدها وتنظر لها باستجداء ودموع):- نووور .. اهئ هل ستتخلين عني ؟ إنه يريد قتل الجنين من وراء ظهري اهئ لقد بعث بي لطبيبة مقربة منه وسمعتها فور خروجي وهي تخبره عن اتفاقهما بإجهاض الطفل اهئ اهئ لقد ضحك علي هو لا يحبني لا يحبني…..
نور(مسحت على فمها وأمسكتها من ذراعها تود لو تقتلها بأرضها):- طبعااااااا ضحك عليكِ يا حمااااااارة يا غبية يا سافلة يا رخييييييييييييييييييييييي يييييييصة
دعاء(ارتعش قلبها من آخر كلمة وانصدمت):- هئئئئئ
نور(لاحظت ذلك وجلست بوهن بجانبها بعيون دامعة مطرقة رأسها ويداها على شعرها تتحسر على هذا الحال):- ماذا فعلتِ بنفسكِ يا دعاااء ؟
دعاء(مصت شفتيها برجفة ودفنت وجهها بين يديها):- اهئ ئاهئئ لقد لقد بدأ كل شيء قبل سنتين ، حين رأيته أول مرة حسبته قريبا مني وخفق قلبي له دون تخطيط ، لقد اعتنى بي كثيرا وأغدقني بحنانه ، لم أكن أتخيل مرور يوم دون أن أراه أو أسمع صوته .. وقعت في شباك هواه وأوقعني هو أسيرة في فراشه ، وعدني بالزواج بعد أن تستقر مشاكله المنزلية يعني مع .. زوجته وأولاده مضى شهر وشهرين سنة وسنتين ولم يتغير شيء .. سوى أنني أصبحت خاضعة له باسم الحب ووعوده الواهية في شقة مستأجرة نهرب إليها بين الفينة والأخرى ، كنت آخذ احتياطي خشية التورط في هذا الأمر لكن حكمة الله عز وجل كانت أقوى مني ومنه وقع حمل وحين صارحته .. اهئ اهئ حين صارحته عبر لي عن فرحته ووعدني أن يتزوجني ولكن بعد أن نطمئن على أوضاع الجنين اهئ ما كنت أعرف أنه يكيد لي مكيدة للتخلص منه .. اهئ
نور(بصدمة):- رجل متزوج بزوجته وأولاده وبيته ماذا تنتظرين منه بعد طبعا سيجعلكِ خادمة نزواته يا غبية ؟؟؟ كيف بعتِ نفسكِ لالا كيف استرخصتِ نفسكِ لهذه الدرجة أين ذهبت المبادئ والقيم التي ترعرعنا عليها أهكذا تجازي أمهاتنا بعد المحنة التي عايشوها من أجلناااا لقد تجرعوا الآلام لكي نكون نحن بخير
دعاء(برجفة واحتدام):- وهل كنا بخير ؟؟؟ هل كنا بخير رجاء لا تضحكي على نفسكِ وعلي بهذه الخزعبلات رجاء ، خصوصا أنتِ لأنكِ نلتِ من حمم الجحيم ما ترك ندوبا على سائر وجدك … لقد كنا نعيش بجحيم لم يكن يمر يوم علينا إلا ونحن نرتعب خوفا ممن سيأتي عليه الدور ليدخل لغرفة عمي ويأخذ حصته من الضرب … أي حياة رغيدة تلك التي تتحدثين عنها أم تراكِ نسيتِ ما حدث في المااااااضي ؟؟ أنا لم أنساه ولن أنساه بسببه سقطت في هذه الهاوية دون تفكير بل برغبة أكيدة مني لأنني وجدت راحتي وأشبعت إحساس النقص بعلاقتي معه ..(خفتت حماستها واكتست شعور الخيبة وبصوت باكي تابعت) هكذا كنت أظن في البداية لكن مؤخرا خذلت واكتملت صدمتي فيه بعد ما عرفته ..
نور(رفعت ذقنها تتنفس عميقا وكل عروقها متشجنة):- أيا كان ما عايشناه هذا لا يعطيكِ الحق أو المبرر لتعيشي في علاقة محرمة تحت مسمى عشيقة مع شروع في التنفييييييذ
دعاء(بصداع نصفي في رأسها):- أنتِ لم تشعري بما شعرت به معه لقد عايشت شعور جميلا اعتقدت أن كل حياتي ستتغير للأحسن ، ظننت أنني سأتخلص من خوفي الرهيب من الماضي وكوابيسي التي تحتوي فقط صورة عمي بسوطه الجلدي ، حسام كان مثل الجزاء الذي نلته بعد عذابي لكنه خذل ثقتي به وباع حبي عندما فكر في قتل طفلي … دون رحمة
نور(ترتجف بكعبها وعيناها مسمرتان في الفراغ وبعد صمت سحبت نفسا عميقا ونظرت إليها بحزم):- أعطني مقر الشركة فورا .. أريد اسم مديركِ بالكامل رقم هاتفه وعنوان بيته وأيضا عنوان الشقة التي تذهبان إليها .. أي معلومة أخرى اكتبيها هناك بالورقة .. هيا انهضي الآن وامسحي دموعكِ سوف يدفع ثمن دمعكِ غاليا جدااا إن لم يتزوجكِ كما يجب
دعاء(ابتلعت ريقها ووقفت مقابلها):- هل ستقفين بجانبي ؟
نور(نظرت إليها بعصبية):- اكتبي يا دعاااء بسرعة لدي عمل لأقوم به
دعاء(لم تبرح مكانها وهي تنظر إليها بضعف):- نور .. هل ستسامحينني ؟
نور(بدمع مكبوت عضت شفتيها وابتعدت من أمامها):- حتى لو سامحتكِ أنا أمكِ هل ستسامحكِ خالتكِ هل ستسامحكِ جدتكِ أخواتكِ نحن … كلناااااا ؟؟؟
دعاء(انتفضت بوجع مكسورة الجناح):- لقد اقترفت خطأ جسيما اهئ لقد رميت بنفسي في النااااار
نور(أمسكت ذراعيها بعنف وهزتها):- لا تبكي الآن لا وقت للبكاااااء … علينا أن نفكر بحل لمشكلتك ذلك القذر عليه أن يتزوجكِ في أسرع وقت وإلا خربت له بيته .. اجلسي هناك واكتبي لي كل شيء عنه .. امسحي دموعكِ يكفي يكفيييييييي
دعاء(انتفضت من صراخها وشعرت بالأسى على نفسها):- لا تعاقبيني بتعاملكِ هذا يا نوور لقد وجدت فيه ما افتقدته في صغري لقد شعرت معه بالاكتمال بعد النقص والحرمان الذي عايشته في صغري .. ليس ذنبي يا نور ليس ذنبي يا أختي
نور(بشراسة هدرت فيها):- وليس ذنب الطفل أيضا أن تقحميه في حالة نقصكِ الذاتية يا دعااااء ، إنه روح إنسان كيف ستتعاملين معه إن رفض ذلك الخسيس الزواج منكِ هاه كيف ستواجهين الناااااس .. آه ياربي آه ستشمت بنا أم تحسين يا شماتتكِ يا أم تحسين ستجعلنا علكة في فم كل الجيران ماذا فعلتِ بنا يا دعااااء ؟؟؟ ماذا فعلتِ بنفسكِ ماذا جنيييييييييتِ ؟؟ تكلمي تكلمي وأخبريني ماذا جنيتِ من طيشك ؟؟؟
دعاء(منهارة بالبكاء هوت على الأرض):- اهئ اهئ …. آآآآآه
نور(أغمضت عينيها ومسحت على وجهها وهي تلهث بتعب وأحنت رأسها تنظر إليها وهي على ذلك الوضع منهزمة ضعيفة ، ابتلعت ريقها وأمسكتها من ذراعيها وأجبرتها على أن تستقيم معها):- اسمعيني جيدااا ذلك الخسيس سوف يصحح غلطته لن يكون اسمي نور الراجي إن لم أجعله يتزوجكِ في غضون أسبوع واحد فقط .. امسحي دموعكِ يا ابنة عمي سآتيك بحقكِ منه لكن عليكِ أن تحكي لي كل شيء عنه بالتفصيل …
دعاء(مسحت عينيها وارتمت في حضنها):- أنا وحيدة يا نور
نور(عانقتها بنفاذ صبر وزفرت آهات عديدة):- لأنكِ غبية ستظلين وحيدة طوال عمرك .. الآن دعيني من هذا الهراء فأمامنا معركة إثبات نسب يا دعااااء أنا بحاجتكِ لتساعديني وتساعدي نفسكِ ، اجلسي هنا واحكي لي كل شيء عنه من البداية
دعاء(نظرت إليها بعمق وهي تشعر بالارتياح الضئيل):- ارتحت لأنكِ ستساعدينني نور لا أدري ماذا علي أن أفعل
نور(بحزم):- مساعدتي لكِ لا تعني أنني سامحتكِ يا دعاء فرجاء لا تجعليني أفرغ فيكِ جام غضبي وسخطي … اجلسي هناك هيا
دعاء(جلست على الكنبة وزفرت بعمق بينما جلست نور على مكتبها لتكتب):- حسام النهواني .. 40 سنة متزوج من جيداء الحصبي أب لتوأم فريد و فردوس ، مدير شركة الاتصالات المحلية .. ماذا تريدين غير هذا ؟
نور:- أي معلومة تؤثر على حياته سلبا فكري يا دعاء من المؤكد أنكِ تعلمين بعضا من أسراره أو أمورا خاصة بالعمل ؟؟؟
دعاء(بتفكير):- حسام ذكي جدا لا يعطي الفرصة لغيره كي يقتنص زلاته كل أعماله يسيرها بوضوح لكنه ينزعج من شيء واحد وهو أن زوجته كل سنة تجدد توكيلها العام ليتولى أمور الشركة وهذا يضايقه ويجعله دوما تحت رحمتها
نور(كانت تكتب فتوقفت):- مهلا مهلا هل الشركة أساسا ملك لزوجته ؟؟
دعاء(مسحت دموعها):- نعم كانت لأهلها وتسلمها حسام بعد وفاتهم تعب كثيرا عليها وما كانت لتتطور لولا مجهوداته المضنية و
نور(قاطعتها بحزم):- يكفي هل ستمدحينه أيضا ؟؟ تبا يا له من خسيس سافل يعيش على عاتق امرأة خلف ظلها إن صح التعبير فلولاها كان ليتشرد ابن اللعين اففف الآن فهمت الأمر ،،، لهذا يريد إبقاء علاقتكما في السر هههه طبعا لأنه لا يريد أن يخسر جهده وتعبه فزوجته إن علمت بخيانته ستسلبه الشركة واووووو قمة النذالة
دعاء(فتحت عينيها هي لم تفكر أبدا بهذا الاحتمال):- يا إلهي لما لم أفكر بهذا الأمر قبلا ، كيف تاه عن بالي ؟؟
نور(عادت لتكتب):- في حالة ما إذا كنتِ تملكين عقلا أصلا وقتها فقط عاتبي نفسكِ … المهم تابعي تابعي ..
دعاء(أنزلت رأسها بخجل من نفسها):- أريد لطفلي أن يعيش يا نور لكنني خائفة مما قد يحصل إن رفض حسام الاعتراف به
نور(نهضت من محلها وتوجهت إليها بقهر تشير بيدها):- خسيس مثله هذا أقل ما يمكنه فعله لقد كنتِ مخدوعة يا ابنة عمي هذا الرجل ليس أهلا للثقة لا وجود للحب في مثل هذه الحالات أتعلمين لماذا ؟؟ لأنه حب استغلالي فقط أرادكِ لإفراغ شهواته وتجديد مشاعر قلبه بصحبتك ، لو كان يحبكِ لما لمسكِ في الحرام لما ارتضى لكِ هذا الموضع الدنيء لما جعلكِ عشيقة في فراشه لمدة سنتين كاملتين أتعين هول الأمر أم أنكِ لا تزالين مدلهة في عشقه ؟؟؟ كلام الحب ينتهي لكن أفعال الحب هي التي تدوم أرني شيئا واحدا فعله من أجلكِ وأقنعيني أنه أحبَّكِ بصدق ؟؟؟
دعاء(وقفت أمامها برجفة):- لا تفعلي بي ذلك يا نور أرجوكِ .. لا تقتلي قلبي بهذه الطريقة أنا أعلم أنه لم يقدم لي شيئا حتى الآن ولكنه وعدني ب
نور(أمسكتها من يديها بإرهاق):- وعدكِ منذ متى وهو يعدكِ منذ البداية هل حقق لكِ شيئا من تلك الوعود هاه ؟؟ هل وفى بها ؟؟ هل صارت حقيقة أم بقيت مجرد أحلام تحت رحمة كذبة المشاكل الزوجية وغيرها من الحجج الواهية ؟؟
دعاء(كلام نور صحيح يا دعاااااء):- هل كنت أعيش بوهم ؟
نور:- بل بكذبة كنتِ تعيشين بكذبة زينها لكِ باحتراف أنا أعرف ذاك النوع القذر من الرجال لكن لا تقلقي سأجعله يدفع الثمن غاليا لأنه استغل سذاجتكِ ..اوووه لا وقت للصدمات وخيبات الأمل الآن أكملي كتابة العناوين والمعلومات بتلك الورقة وغادري إلى البيت ولا تفتحي فمكِ بحرف سيبقى الأمر سرا بيننا
دعاء(عضت شفتيها وأنزلت رأسها أرضا):- ماذا ستفعلين ؟
نور(بعصبية مفرطة رفعت ذقن دعاء):- لا شأن لكِ ثم لا تنزلي رأسكِ أرضا أبدااااااااا ابنة الراجي لا تنظر للأسفل بل تمشي قدمااااا أسمعتني ؟؟ هذه عقبة سنخرج منها بأقل الخسائر ولذلك الحين ثقي بي طالما لجأتِ إلي لن أخذلكِ أبداااا
دعاء(بغمغمة دمع وشعور بالوهن):- اهئ اهئ
نور(رفعت رأسها للسماء وربتت على كتفها بقلة حيلة):- آه يا دعااااء
دعاء(ببكاء قهري):- تخيلي لو لم أعد وأسمع تلك الطبيبة وهي تحادثه لكان مات طفلي ولم أعرف أن أباه هو من قتله
نور(بتنبه):- أعطني تلك الوصفات يا دعاء .. هي بتوقيع الطبيبة صحيح ؟
دعاء(هزت رأسها إيجابا وعادت لتمدها بحقيبتها):- أجل
نور:- ماذا قالت لكِ تذكري ؟
دعاء:- قالت أنه يجب أن آخذ هذا الدواء حسب الوصفة التي كتبتها لي بالورقة الأخرى ، نبهتني ألا أستمع لوصفة الصيدلاني وأكدت على اتباع نصائحها المدونة هنا
نور(ابتسمت):- يا عيني تاهت وقد وجدناها وهذا سلاح سنحارب به … دعاء لن يذهب حقكِ هباءا منثورا ستصبحين زوجة ذلك النهواني قريبا جدا ….
وقعت نور في حيرة من أمرها حين علمت بمصيبة دعاء وعليها أن تقف معها وقفة رجال ولأجل ذلك طلبت منها عدة معلومات وضعتها بحقيبتها إضافة لوصفات الطبيبة ، طلبت سيارة أجرة لدعاء وجعلتها تعود للبيت بينما هي انطلقت بسيارتها صوب مقر شركته عينها …
نور(تقود سيارتها وتفكر):- والله يا نور أرى أنكِ صرتِ مشهورة مشاكل ستعرف بكِ كل الشركات وتحتاط منكِ .. خلال هذا الأسبوع ستزورين اثنتين من أشهرها وكله من أجل مجنونات بنات الراجي .. تحملي يا نور تحملي همممم ..ثم لما لا يبتعد ذلك البغيض عن تفكيري حتى لا أعلم اسمه لكنني واثقة أنه يعرفني لقد نادى باسمي في الحفلة يا ليتني لم أذهب ولم ألتق بوجهه النحس هااه من الصباح هلت بشائر طلته البهية تتتت اللهم طولك يارووووووح
في هذه الأثناء وبمطعم قريب كانت تجلس جيداء و تهاني
تهاني(تأكل قطعة حلوى طلبتها لها جيداء):- أنا لم أفهم بعد فكرتكِ سيدتي وضحي لي أكثر وأنا سأخدمكِ بعيوني ؟؟
جيداء(مسحت على فمها بتعب):- يا تهاني ركزي معي أنا أريد أن أعرف من هي الموظفة المقربة من المدير يعني من التي يستطيع الوثوق بها بشكل عميق .. ركزي
تهاني(تأكل بنهم):- المدير يثق بكل الموظفات سيدتي ويعاملهن بنفس المعاملة لا توجد من هي مميزة دونا عن الأخرى
جيداء(لن أصل لشيء مع هذه الأكولة المجنونة):- أهذا ما تقولينه ؟
تهاني:- أجل أجل واثقة منه أيضا
جيداء:- طيب لندع هذا الأمر على جنب أريد أن أطلب منكِ طلبا وعليكِ أن تلبيه لي
تهاني(تنظر لصحنها):- أمريني سيدتي
جيداء(حركت عينيها بتعب فهي على الأغلب مركزة في الصحن أكثر منها):- أريدكِ أن تراقبي المدير
تهاني(نظرت إليها بعدم فهم):- كيف يعني هل ألحق به في الشارع ؟ ههه أنتِ تمزحين سيدتي أليس كذلك ؟؟
جيداء(تلاعبت بلسانها داخل فمها):- ليس بالشارع بل داخل المكتب يا تهاني أريد أن أعلم مواقيت دخوله وخروجه مع من يغادر وأين يذهب ، أريد أن أعرف اتصالاته وأظن أنكِ تستطعين تدبر هذا الأمر صحيح ؟؟
تهاني(رفعت حاجبها):- لكن هذه تعتبر خيانة لسيدي المدير
جيداء(أخرجت من حقيبتها مغلفا به مال):- تهاني خذي هذا المال مني هو دفعة أولية إن ساعدتني بمعلومة مفيدة سيكون لكِ مثله .. أظن أنكِ بهذا سترتاحين من الديون التي عليكِ ؟
تهاني(تلاعبت بعينيها المبلغ مغر):- بأمركِ سيدة جيداء سوف أراقبه إكراما لكِ طالما أنتِ قلقة على سيرورة العمل وهذا حقكِ .. اعتمدي علي
جيداء(بانتصار ابتسمت):- تمام تمام .. اتفقنا إذن
تهاني(وضعت المال بحقيبتها):- اممممم
شعرت بالغبطة فهي ستقترب من خاطفة زوجها بدرجة تمكنها من إيجادها ووضع الأمور في نصابها ، لم تعلم أنها ستتعب نفسها لأن نور على الأغلب ستقلب الجمل بما حمل وتفضحه إن لم يمتثل لأوامرها …
دخلت بثقة للشركة تخط الأرض بكعبها العالي وتنظر بإباء لكل من يجول حولها ، سألت عاملة الاستقبالات على مكتب المدير ودلتها على الطابق واتجهت للمصعد ووجدت هناك موظفا يراجع بعض الأوراق …
نور:- بعد إذنك هل لك أن ترشدني لمكتب المدير ؟
معاد:- أهاه طيب لكن هل لديكِ موعد مسبق معه لأنه لا يرى أحدا دون مواعيد ؟
نور:- ههه والله مدير بحجمه يليق به ذلك … تت ليس لدي موعد لكن بمجرد أن يسمع اسمي سيلغي كل مواعيده ويوافق على مقابلتي دلني أنت فقط واترك الباقي علي
معاد(بانتباه أغلق ملفه):- هل لديكِ مشكلة معه ؟
نور(رفعت حاجبها ونظرت إليه):- أجل لدي مشكلة وعليه أن يحلها قبل أن أخرب هذه الشركة رأسا على عقب
معاد(ابتسم):- أنتِ تهددين هه من الواضح أنكِ منزعجة منه بشدة ..
نور:- لقد اقترف خطأ في حق شخص يعني لي الكثير وأنا من سيحاسبه على ذلك الخطأ إن لم يصححه ، يجدر بك أن تبحث عن عمل آخر قريبا جدا ستجد هذه الشركة مقفلة إن اعترض على طلبي
معاد(بود):- أعلميني فقط متى تنتوين إحراقها ربما وجدتِ بعض المآزرة
نور(ابتسمت رغما عن مآسيها):- من الواضح أنك شاب طيب ولكن شكرا لك أستطيع تدبر أموري لوحدي ..
معاد(خرج من المصعد رفقتها):- أدعى معاد الخالدي مكتبي هناك إن احتجتِ لشيء مري بي سيدتي الفاضلة .. وهناك على اليمين مكتب المدير
نور(تنهدت بعمق وابتسمت له):- معك نور الراجي تشرفت بمعرفتك ..
كان يبتسم لكن بمجرد أن نطقت الاسم اختفت بسمته وتسمر محله وهو يراها تتقدم في اتجاه مكتب المدير حيث دلها إليه ، ابتلع ريقه واستعاد شريط حديث نور لقد قالت أنه قام بأذية شخص يهمها أيعقل أن تكون المقصودة هي دعااااااء ؟؟؟؟؟
لم تنتظر إذن السكرتيرة الثانوية التي تأخذ محل دعاء الآن في ظل إجازتها بل فتحت باب مكتبه واقتحمته عنوة تحت كلمات السكرتيرة بأن هذا الأمر مرفوض
نور(وقفت أمام مكتبه مكتفة يديها بطقمها النسائي الذي يكمل منظرها الأنثوي لكنه يختلف كليا عن طبعها الشرس):- مرحبا
حسام(وضع ملفه على المكتب وعقد حاجبيه):- ما الذي يحدث هنا من أنتِ يا سيدة ؟
السكرتيرة:- آسفة سيدي المدير لقد اقتحمت مكتبك عنوة ولم أستطع إيقافها .. يا سيدتي دخولكِ هكذا لا يجوز عليكِ أخذ موعد أولا
نور(بابتسامة نظرت إليه واقتربت من مكتبه وضعت حقيبتها على بعض من أوراقه بإهمال وجلست على الكرسي واضعة رجلا فوق رجل):- رجاء منكِ يا آنسة قهوتي بدون سكر وأسرعي بها لو سمحتِ ليس لدي وقت
حسام(مندهش بعصبية):- غادري مكتبي أنا لا أستقبل زوارا بهذه الطريقة أبدا
نور(وضعت يدها على فمها كي لا تسمع السكرتيرة وهمست بقربه):- حسام النهواني أخرج سكرتيرتك الآن أنت لا تريد أن يفتضح أمرك ودعاء صحيح ؟؟؟ هههه ما أحلاك وأنت مصدوم هكذا هيا تصرف يا روحي ..
حسام(ابتلع ريقه وقلبه وقع منه):- غادري الآن أنتِ وأسرعي بإحضار القهوة للسيدة
نور(تلاعبت بشفتيها):-مهلا … لا تعذبي نفسكِ لأنه لا يشرفني أن أشرب شيئا منكم …
حسام(نظر للسكرتيرة التي لا تزال مسمرة محلها):- ماذا تنتظرين أخرجي الآن ؟؟؟
السكرتيرة(برجفة غادرت وأقفلت الباب خلفها):- تتت ما الذي يحصل ؟؟
حسام(بارتياب نظر إليها):- ماذا تريدين ؟؟
نور(ابتسمت وهي تحرك رجلها بريتم باطني):- آخر الأسبوع المقبل أريدك أن تأتي لبيتنا ومعك قالب حلوى وباقة ورد وعلبة خواتم وتطلب يد دعاء رسميا آه وفوق هذا أريدك أن تشتري لها شقة وتكتبها باسمها إضافة لحساب بنكي مشترك لها ولابنها هل أكمل ؟؟
حسام(فتح ربطة عنقه وقد بدأ يتعرق من هول ما يسمعه):- ههه أنتِ تهذين صحيح .. دعاء سكرتيرتي فقط يعني ..
نور(مطت شفتيها ووقفت أمامه تتلاعب بأعصابه جيئة وذهابا):- حسااام أمم سأناديك باسمك مجردا لأنك لا تستحق الألقاب فرجولتك يعني من جهة مشكوك في أمرها ومن جهة أخرى ناقصة
حسام(ضرب على طاولته واستقام أمامها):- أنا لا أسمح لكِ بإهانتي يا سيدة احترمي نفسكِ ثم من تكونين لتحاسبيني وما دليلكِ على هذه الادعاءات ؟؟؟
نور(ضربت على طاولته أيضا وأصبحت مواجهة له):- أنا نور الراجي ابنة عم دعاء التي هي بمثابة أختي ومن قام بأذيتها كأنه آذاني أنا شخصيا ، للأسف لم أعرف بعلاقتكما إلا منذ قليل ولم أكن أظن أنك بذلك الانحطاط حتى تبعثها لطبيبة معرفتك كي تجهض الطفل ..
حسام(فزع وفتح عينيه بصدمة):- ماذا تقولين أنتِ ؟؟ أ.. قمم من أين أتيتِ بهذا الكلام ؟
نور(ضحكت وفتحت حقيبتها):- أظن أن هذه الأوراق ستعطيك دفعة حقائق لتصدقني .. لقد كشف أمرك لذلك دعنا نتفاهم بالتي هي أحسن .. نحن لا نريد سوى أن تتزوجها وتضمن مستقبلها ومستقبل طفلها غير ذلك يمكنك أن تغرق في الجحيم لا يهمنا حتى لو طلقتها سيكون هذا أجمل شيء تقدمه لها بعد استغلالك الذي دام سنتين لحبها الأعمى لك ..
حسام(جلس بتعب لقد وقع في الفخ لكن لا يوجد أحد على وجه الأرض يوقعه):- لا .. أنا لن أعترف بذلك الطفل وهذه الأوراق هي مجرد نسخ عن الأصلية المشكوك في أمرها حتى ، ثم هذه الطبيبة أنا لا أعرفها ودعاء موظفة بشركتي طمعت وأرادت الغلة الكبيرة ورسمت هذه الخطة لتوقع بي .. لا يوجد أي دليل يثبت صحة قولك حتى تحليل دي إن إي لن يفيدكِ بشيء الآن فالطفل لا يزال في أسابيعه الأولى ولن يستمر وجوده
نور(ابتسمت وهي تجمع الأوراق وتعيدها لحقيبتها):- والله كنتُ وصفتك بالخسيس قبل أن أراك أتعلم ماذا تلك الكلمة أنقى منك يا حثالة .. تذكر وجهي يا حسام يا نهواني جيدااا جيدا ستراه كثيرا هذه الأيام ربما في صالون بيتك مع زوجتك وأولادك وربما في قاعة الاجتماعات أمام كل موظفي شركتك آه آه سأتعامل بالحسنى وسأقوم برفع شكوى إثبات نسب ضدك في المحاكم و لالالا تستهون بي لأنني سأجعلك تترجاني كي أقبل بزواجك منها وأقصر الشر
حسام(بإعجاب خفي بها):- فاجأتني .. أنتِ قوية جدا أعجبتني شخصيتكِ يا نور اجلسي ودعينا نتفاهم لكي نصل لحل وسط
نور(بنظرة استهزاء جلست):- أسمعني لأرى
حسام(لقد وقعت يا حسام اعترف ويكفيك تعنتا عليك أن تكسبهم وإلا خربت الدنيا بيدك تتت تبا لكِ يا نجلاء لقد أوقعتني في ورطة كيف كشفتِ أمرنا كيف ؟؟):- أريد التحدث مع دعاء
نور:- والله كان ليسعدني ذلك لكنها لا تريد أن تسمع صوتك معها حق كيف ستؤمن على نفسها وأنت كنت تنوي قتل ابنها بدم باااااارد وبخطة دنيئة كتلك
حسام(ابتلع ريقه):- لا أستطيع تلبية شروطك أنا متزوج وإن كشفت زوجتي هذا الأمر
نور(تابعت عنه):- ستسحب منك توكيل شركتها ههه أعلم هذه القصة ولا يهمني
حسام(مسح على جبينه بتوتر):- أنتِ تضعينني في موقف صعب جدااا ما تطلبينه مستحيل
نور(بارتياح):- والله أنا لدي اليوم بطوله يمكنك أن تأخذ راحتك في التفكير
حسام(نهض من محله وهو يفك أزرار قميصه وتوجه نحو حاوية الماء المكتبية وبرجفة جذب كأسا وأخذ يملأه وبخفوت):- افف فكر يا حسام فكر
نور(نظرت إليه شزرا وهي تقرف منه وبخفوت أيضا):- يععع تبا لرجولتك النتنة
حسام(بعد أن شرب عاد):- أنا أحب دعاء هذا ما يجب أن تتيقني منه ويعز علي أذيتها هي من وضعت نفسها بهذا الموقف لم يكن سهلا علي أن أتخذ قرار قتل طفلي لكن قدومه سيجلب معه المشاكل فقط .. دعينا نفكر بعملية أنا مستعد للزواج منها لكن عليها أن تجهضه مصيره مجهول في هذه العلاقة
نور(بعصبية):- كنت فكر بذلك أثناء استغلالك لها وكذبك المتواصل وتوعدك الواهي ، أنت الرجل وأنت من كان يجب أن تحميها وتحافظ عليها ما ذنبها حين وقعت بحبك ما ذنبها يا سيد لقد استغليتها طوال سنتين وجعلتها تتجرع الألم رغم أنها لا تستحقه ، ومع كل هذااا صبرت وتحملت أن تبقى ثانوية في حياتك عشيقة ساعات ترضي بها كبريائها ولكن بما قابلتها يا ترى بالخذلان بالخداااااع … أنت قد حطمتهااا وأنا لم آتي إلى هنا لأتفاوض معك أنا أمليت عليك شروطي وهي التي ستنفذها وإلا أقسم لك برب العالمين أنك ستجد نفسك ببداية الأسبوع المقبل في الزنزانة ولا تسألني كيف لأنك لم تعرف بعد من أكون …
حسام(يسمع لها وعقله يفكر بكل ما تقوله):- تهديداتك لن تنفع معي والتفاوض هو الحل أنا مستعد للمجيء آخر الأسبوع لبيتكم وطلب يدها شريطة ألا يعلم أحد بمسألة زواجي وأولادي لكي لا نعقد الأمور أكثر وإن أرادت الاحتفاظ بالطفل هي حرة لكن سيكون هذا ثمنا لطلاقنا …
نور(وقفت بغبن):- يعني يا إما تبقيها زوجتك بشروطك أي بإجهاض الطفل يا إما تتزوجها وتطلقها وتتركها وحيدة هي والطفل … واووووو برافوووو إنك حقا إداري محترف
حسام(وقف على وقع تصفيقاتها الساخرة):- هذا كل ما عندي أخبريها ودعيها تختار ، رقمي معها أعلموني بقراركم ..
نور(أمسكت بحقيبتها ووقفت أمامه):- أنت عار على الرجولة .. هه سأريك نور الراجي ماذا ستفعل وإياك أن تستهين بقدرات امرأة أبدا … ودموع دعاء ستدفع ثمنهم غاليا جدااااااا جداااا يا سيد حسام النهواني
حسام(يصرخ من خلفها):- اشرباااا من البحر إن شئتما … هذا ما كان ينقصني ابنة عم مجنونة لكن صبركِ علي يا دعااااء أنا سأحاسبكِ على فعلتك هذه
خرجت وهي تتأفف من مكتبه وتتوعده بالويلات فاعترض طريقها معاد مجددا
معاد(بقلق):- سيدة نور
نور(والشرر يتطاير منها):- نعم ؟؟
معاد(بتردد):- هل الآنسة دعاء بخير ؟
نور(نظرت إليه مليا وطرحت سؤالها أيضا):- هل تود سماع قصة ؟؟

في شركة دابليو إر
فور وصوله اتجه لمكتبه وبعد لحظات انضمت إليه رقية بملفاتها التي تتطلب مراجعات وهذا يعني الكثير من العمل ، زفر بعمق وهو يعلق سترته بالعمود المخصص لها وفتح أزرار القميص من ذراعيه وثناه حتى المرفقين وشرد في خط ندبته قليلا ثم حرك رأسه ليبعد كل تلك الأفكار عنه لحظتها وأخذ يتناقش مع رقية في العمل ..
رقية(بعد مدة):- تتت يا وائل لقد كررت لك المعاملة ثلاث مرات أين عقلك ؟؟
وائل(بتأفف اتكأ على كرسيه بأريحية):- آسف أنا شارد بعض الشيء .. موضوع شراكتنا مع هذه الشركة الجديدة يوترني قليلا
رقية:- ولم التوتر يا وائل من وجهة نظري هي فكرة ستخدمنا جميعا وتزيد من شعبيتنا في السوق
وائل:- نحن لسنا بحاجة لكل هذا الحمدلله اسم شركتنا له قيمته وهيبته على الصعيد الوطني فما شأننا بالعالمية وغيرها
رقية:- أنت ضد فكرة التوسع وهذا أمر قد يؤدي لارتباك توازن بين كادر المدراء
وائل:- من تقصدين شهاب وعمي فؤاد ؟؟
رقية:- ومن غيرهما يا وائل سيعترضان وشهاب سيكسب عمك لصالحه من أجل الزيادة هذا أمر واضح وقد قالها بعظمة لسانه …
وائل:- صوتين ضد صوت واحد يربكني أحيانا يا ليت هديل كانت هنا لاستطعت مواجهتهما وفرض تصويت الشركاء لكن بما أنني هنا لوحدي ليس لدي حل آخر ، إنما سنبحث جديا في أمر الشراكة لأنني لست مرتاحا وإحساسي دوما ما يصدقني .. أو كان يصدقني ههه
رقية(رفعت حاجبها):- هل لاحظت أنك صرت تحدثني بالألغاز ماذا يحدث معك يا صديقي ألن تفضي بسرك لرقيتك همممم ؟
وائل(نظر مليا إليها وبتنهيدة غبن):- لا شيء .. دعينا نركز في هذا العمل لنكمله قبل الاجتماع
رقية(بابتسامة تراجع معه):- هاااه ماذا اليوم ألم ترى وأنت قادم ما كان اسمها آه آه وهم قلبك عسل الغروب هههههه
وائل(بطعنة في قلبه نظر إليها بدون نفس قد باغتته بسؤالها الذي زعزع كل مشاعره الداخلية):- لا لم يعد لها وجود .. قد انتهى الحلم
ميرنا(بحزن وأسى):- لم يكن هناك أحد … كنت أهذي فقط
كوثر(رفعت حاجبها وجلست بجانبها على السرير):- كيف يعني كنتِ تهذين ؟ لقد صرعتِ رأسي من سيرة المنقذ الغريب والآن أصبح لا شيء ما بكِ يا فتاة ؟؟
ميرنا(رمقتها ببؤس):- لا شيء يا كوثر رجاء أنا قلبي مليء بما فيه لا تزيديني تحقيقا آخر مثل نور تعبت تعبت ألا يشعر بي أحدكم ؟؟؟
كوثر(وقفت وأزالت غطاء السرير):- انهضي معي سوف نخرج لن أدعكِ وأنتِ بهذا الحال فرضا فكرتِ في الانتحار قبل أن تكتبي لي آخر وصاياكِ
ميرنا(زفرت بعمق وهي تنظر إليها):- كوثر اذهبي لعملكِ صدقا لا أريد الخروج اليوم لا مزاج لي في ذلك أريد أن أنام فقط
كوثر(عضت شفتيها):- ميرنتي الحلوة يا ميرناااااا يا حلاوة بالعسل يا عسل يا..
ميرنا(ضربت بالوسادة وجهها):- تبا للصداقة التي جمعتني بكِ يوما حسن حسن أفسحي الطريق لأنهض وأبدل ثيابي
كوثر:- ههه سأكلم إياد ليوافينا بالمطعم هيا أسرعي لأنني تركت عملي من أجلك حين عرفت أنكِ لم تذهبي لعملك هذا الصباح ..
ميرنا(تنتقي من الدولاب ما تلبس):- أين وصلتِ مع ذلك الوهبي ؟؟
كوثر(رفعت شفتها بتأفف ومن بين أسنانها):- لا تذكريني بذلك الوقح سيتعين علينا البدء هذا المساء لذلك هربت منه يكفيني رؤية وجهه مرة واحدة باليوم
ميرنا:- أجزم أنه مظلوووم فأنتِ دوما ما تأخذين انطباعا سيئا عن الناس الجيدين ودوما ما يحدث العكس
كوثر:- اطمئني هذه المرة أنا متيقنة أنه أسوأ إنسان عرفته في حياتي فلينتهي هذا المشروع على خير قبل أن أخسر عملي بسببه حين تفلت مني أعصابي ..
ميرنا:- كلمي إياد سأرتدي ثيابي وأعود إليكِ
كوثر(أمسكت هاتفها وحقيبتها):- سأنتظركِ بالأسفل تمااااام ..ألو أين هو نجيب الشلة ؟؟
إياد(بمكتبه بالجريدة):- اختصري لدي عمل كثير
كوثر(مطت شفتيها دلالا):- أنت تحبطني على فكرة المهم قبل أن تلهيني جهز نفسك ووافينا بعد ساعتين في المطعم عينه سأكون هناك أنا وميرنا
إياد(عقد حاجبيه):- ولكنها متعبة كنت سأمر بها بالمساء وأخذت لها إجازة مرضية اليوم
كوثر(تسير بالرواق):- والله اتضح أنه تعب نفسي لا أعلم بعد سببه لكن إن أتيت سنعرفه سوية هااه ؟؟
إياد:- والله فكرة طيب بعد ساعتين سأكون هناك .. اذهبي الآن يا مزعجة وداعا
كوثر(وصلت للأسفل وجذبت كرسيا بطاولة المطبخ):- وداعا وداعا .. هفف .. ها يا أم نهال ماذا تحكين ؟؟
عفاف(تلف الكفتة داخل عجينة الورق):- تعالي وساعديني وسأخبر أختي حبيبتي عما تريد معرفته
كوثر(رفعت حاجبها):- لا يا حبي أنا على موعد مع ميرنا ولا أستطيع ممارسة هذه الأعمال المنزلية البركة في الوالد الحبيب
عفاف:- طيب وهذا الوالد الحبيب ستأخذينه معكِ لبيت زوجك ؟؟
كوثر(جلست بجانبها وبعفوية):- طبعا لا بابا لن يريد ذلك حتى لو توسلته ولكن لم تسألين ؟
عفاف(ضحكت):- هههه والله إنكِ لنكتة يا بنت تعلمي من أجل زوجك ماذا ستطعمين المسكين من الآن أشفق عليه
كوثر(بحنق):- لعملك أنا لن أتزوج سأعيش وحيدة هكذا أحسن لي من تلك الكذبة التي تدعى مشروع زواج
عفاف(تنهدت بعمق):- الزواج شيء جميل إن كان بين شخصين يحبان بعضهما تصبح الحياة مثل الحلم ، صحيح هناك صعوبات وعقبات لكن طالما يمسكان بيد بعضهما البعض فكل شيء يهون .. لذلك فكري جيدا
كوثر(بتفكير هزت رأسها بإباء):- لالا لن تأثري علي أساسا لا يوجد هناك شخص سيتحملني أنا صعبة جدا جدا وطبعي سيء لذا سأجعل أي خاطب يهجر بيتنا قبل حتى أن يتقدم بطلب يدي ههههههه
عفاف:- أنتِ تنوين شرا في الخاطبين لكن سوف يأتي يوم وتحسي بلهفة الفتاة العاشقة عندما يطرق حبيبها باب بيتهم ويتقدم لخطبتها ياااي شيء جميل
كوثر(بابتسامة وضعت يدها على خدها):- عفافو احكي لي احكي لي عن قصتكِ أنتِ وطارق أنا لا أمل من سماعها
عفاف(بابتسامة حسرة تنهدت وهي تلف الورق الواحدة تلو الأخرى بإتقان):- أول مرة رأيت فيها طارق كانت بالمدرسة أذكر أن يومها كان الجو ممطرا جدا ..كنت أسير ملتفة حول نفسي فالبرد كان قارسا ولم أكن أحسب حساب انقلاب الجو فجأة ،، وحين مررت بإحدى الأزقة هبت ريح قوية أخلت بتوازني فسقطت على الأرض وأصبحت حالتي بالويل كتبي كلها تضررت وابتلت بالأمطار ، لم أشعر بنفسي إلا وقد بدأت أبكي شعرت بالحزن على ما حصل لي حتى وقف أمامي وانحنى القرفصاء يجمع الكتب باهتمام بالغ وبعدها مد لي يده وساعدني على الوقوف …حين وقفت ونظرت إليه آآآه على قلبي الذي رفرف في السماء شعرت بمشاعر دافئة تجاهه ونسيت أن أشكره حتى ، كان لطيفا جدا معي ورجلا بحق ساعدني على الوصول لشارع زقاقنا وتواعدنا على اللقاء مرة أخرى … ومن هنا بدأت علاقتنا ولكن توقفت حين رآني أخي معتز معه ووقعت تلك المشكلة و ..
ميرنا(نزلت بهيأة مرتبة):- كوثر .. أنا جاهزة هل نذهب ؟؟
كوثر(بعينين دامعتين):- ألم تستطيعي التأخر قليلا تبا كنت أسمع قصة
عفاف(ضربتها على يدها):- هيا هيا انهضي يا بنت سأكمل لكِ فيما بعد
ميرنا:- لالا أكمليها الآن أنا سأعود لأكمل نومي أراكِ لاحقا كوثر
كوثر(انتفضت بسرعة بحقيبتها وأمسكت يد ميرنا):- هننن وداااعا عفوفة … قبلاتي و أنتِ هيا معي يا لجنونك قال تكمل نومها قال
تركا عفاف تستذكر ذكريات عشقهما هي و طارق ، والذي لا زال ينبض بقلبها وتنتظره بشوق السنين كلها التي فرقتهما ، أما هاتين فانطلقتا صوب المطعم وغيرهما كانت جالسة في حديقة قصرها تنظر للزهور من حولها وفي حالة سكون تامة ، بفستان وردي منزلي تضع قبعة شمسية على رأسها ويداها البيضاوتين تلمعان تحت أشعة الشمس بينما شعرها كان يلاعب الريح بهزات طفيفة ، منظرها كان يدل على الطمأنينة لكن أية طمأنينة تلك التي ستزور قلبها المهتز والذي فقد كل روابطه مع الحياة من شدة الصدمات التي تلقاها سالفا والتي لا يزال يعاني منها حتى الآن .. ظلمت كثيرا ومنذ طفولتها وهي تتساءل ذات السؤال :
ميرا(تنهدت بعمق):- لماذا أنا ؟؟؟
هنادي(قاطعت شرودها):- سيدتي لقد اتصلوا بشأن حفلتكِ بروما الأسبوع المقبل
ميرا(نظرت إليها وابتلعت ريقها):- هل يوجد احتمال أن نلغيها يا هنادي ؟
هنادي(بقلق):- مستحيل سيدتي سيتوجب علينا فسخ العقد ودفع أموال طائلة عدا عن الدعاية التي قام بها الراعي الرسمي هم ينتظرون حضوركِ وأجد أنها فرصة لتغيري الأجواء قليلا وتبتعدي عن هذا المكان
ميرا(لمحت هنادي قد جلست على طرف الطاولة مقابلها):- وهل في نظركِ إن ابتعدت سأنسى مواجعي .. ثم ما بالكِ أنسيتِ أنني مريضة كيف سأرتدي ثياب السهرة بجسم مشوه رضوضي لم تشفى بعد ؟
هنادي:- سنتدبر الأمر أنا وباتريك ليس ضروريا أن ترتدي ذلك الفستان أعلم أنها ستكون فارقة غريبة فقد تعاقدنا مع المصمم لكن للضرورة أحكام
ميرا(وضعت يدها على صدرها):- هنادي اصمتي لا أريد أن أسمع شيئا عن العمل .. دعيني الآن وحدي في سكينتي.. لحظة أتحملين هاتفكِ ؟
هنادي(أخرجته من جيبها):- بمن تريدين الاتصال ؟
ميرا(نظرت إليها عميقا وبملامح محطمة وغلالة دموع وشوق عارم):- أريد سماع صوته
هنادي(وقفت ومسحت على شعرها بحنان وقبلت رأسها أيضا):- حاضر سأتصل من أجلكِ الآن لا تبكي همممم
ميرا(مثل الطفلة المطيعة هزت رأسها لها و أخذت تنتظر بلهفة):- تمام ..
في اجتماع الشركة
شهاب:- أجد أننا قد تطرقنا لكل النقط المهمة وخضنا نقاشا متكاملا يخولنا لاتخاذ قرار
وائل:- أنا لست ضد الشراكة ولكننا لا نعلم أية معلومات عن هذه الشركة الجديدة أرى أنها مغامرة كبيرة إن قبلنا بعرضهم
شهاب(باحتدام):- ولكننا لن نخسر شيئا بالعكس سنربح أكثر أنا أريد لاسم شركاتنا أن يزدهر وبما أن العرض قائم على دعاية سنوية وإنتاج بالنسبة المئوية هذا سيمكننا من نص الشروط التي ستعارض كل بند نتج منهم في حالة لم يعجبنا شيء
منذر:- يا أساتذة حسب استطلاعاتنا نحن مؤهلون للخوض في هذه الشراكة لكن ذلك لا يعني أن السيد وائل محق نحن لا نعلم بعد سبب اختيارها لشركتنا بالضبط من أجل هذا العرض
شهاب(بانفعال):- طبيعي جدا يا منذر لا يوجد منافس لنا في السوق نحن الأقوى
وائل:- هذا يعتمد على كفاءة العمل ومثابرة الموظفين وحسن التسيير لا يجوز أن نتبجج بقوتنا لأنها قد تزول إن دخل الغرور منافذها
شهاب(حرك شفتيه بتأفف):- أي غرور هذا يا ابن عمي أّنا أتحدث هنا عن تعاملات و ازدهار وأنت تتحدث عن الغرور ؟؟
وائل(استقام من محله):- إفعل ما شئت يا شهاب لا تحتاج موافقتي على الأغلب
شهاب(ضحك لمجلس الإدارة ولحق به للرواق):- لحظة يا جماعة… هييه ويل ويل اسمعني جيدا أنا بحاجة لهذه الشراكة ألن تساعدني ؟
وائل(مسح على جبينه بتعب):- شهاب شهاب رجاء لا تخلط العمل ومصير الشركة بمشاكل قلبك أعلم جيدا أنك تسعى لإحضار ميرنا إلى هنا وهذا برمته أمر خاطئ
شهاب(أمسك بكتفه وأوقفه):- وإن كان هذا السبب ألا تجدها فرصة مناسبة للتقرب من ميرنا هنا ستجدني أمامها وترضى علي وتسامحني على فعلتي
وائل(واسم ميرنا يفعل به العجائب):- افعل ما تريد يا شهاب افعل ما تريد لا أمانع أنا ذاهب
رقية(مرت بشهاب):- إلى أين هو ذاهب ؟
شهاب(بفرحة):- لا أدري الحقي به وستعلمين
رقية(لحقت به ووجدته قد دخل لمكتبه وأخذ يلملم حاجياته الخاصة ويهب للخروج):- إلى أين أنت ذاهب يا وائل ؟
وائل(باختناق):- لا أدري يا رقية المهم أن أخرج من هناااا
رقية(مصت شفتيها):- طيب انتظرني لحظة سآتي معك لن أتركك وأنت على ذا الحال
وائل(حرك لها رأسه إيجابا وارتدى سترته):- أسرعي فقط سأنتظركِ …. تتت ماذا يحدث لك يا وائل بل ما الذي سيحدث إن قبلَت هي بعرض شهاب … أيعقل أن تقبل ؟؟ يا إلهي ..
شهاب(أمسك هاتفه ووجد اتصالات كثيرة لم يرد عليها حين كان بالاجتماع ، عقد حاجبيه واتصل برقم محدد):- أبشر يا عم وافق وائل على الشراكة
فؤاد(بابتسامة):-اتصلت بك كثيرا ولم تجبني همم أخبرني كيف أقنعته ؟
شهاب:- لولا المصالح ما كنت لأقنعه بشيء لكن الشركة بحاجة لهذا الدعم أتمنى مرورك غدا من أجل التوقيع
فؤاد(بتلاعب):- أرى أننا نشكل فريقا جيدا أتوافقني الرأي يا ابن أخي ؟
شهاب:- طبعا طالما يقتصر ذلك على المجال العملي فقط .. وداعا
فؤاد(أبعد الهاتف عن أذنه):- هؤلاء الأولاد يفتقرون للذوق كلاهما ذو طبع أقسى من الآخر
همام:- المهم هي تعاملاتنا يا سيدي والشراكة مع هيرمكانا تعني السيطرة على دابليو إر فعليا وبشكل قانوني
فؤاد(بمكر ابتسم):- متحمس أنا يا همام لكنني قلق بعض الشيء الشركة جديدة كما تعلم يجب أن نحسب خطواتنا فاسمنا مهم ويجب أن يبقى ذو شأن مهما بلغت الأضرار
همام:- عيوننا مفتوحة يا سيدي لا تقلق
فؤاد(تنهد بعمق واستقام من مكتبه):- أريد رؤية دينا يا همام خذني لمدرستها
همام(ابتلع ريقه):- سيدي أرى أن نؤجل الزيارة للآنسة الصغيرة موقفك مع والدتها ليلة أمس لا يزال شائكا وإن رأتك هناك ستظن أنك تلاحقها وتريد بها وبابنتها السوء
فؤاد(بتفكير عميق):- معك حق طالما صبرت هذه السنين سأنتظر بعد هففف …

في عيادة نجلاء اقتحم مكتبها دون إذن ودون أدنى اعتبار للموجودين هناك فور خروج المريضة لم ينتظر أكثر دخل عنوة وأقفل الباب خلفه ..
نجلاء(بدهشة فزعت):- حسااااام ماذا تفعل هنا ؟؟؟
حسام:- بسببكِ أنتِ سأخسر كل شيء يا نجلاء لما لم تنتبهي حين اتصلتِ بي لقد سمعت دعاء كل شيء والآن زادت تشبثا بالطفل وتدرين ماذا إنها تبتزني ؟؟؟
نجلاء(نهضت برجفة وتقدمت إليه):- لكن كيف لقد تأكدت من خروجها يا حسام أقسم لك
حسام:- لكنها سمعتكِ يا نجلاء عرفت بكل الخطة وهي تهددني إن لم أتزوجها ستشتكي عليكِ بالوصفات الموقعة باسمك وستخرب بيتي وتخبر جيداء بكل شيء
نجلاء(فتحت فاهها بصدمة وجلست على الكرسي برجفة):- ماذا تقوووول يا حسام ؟؟ لالا لا يمكنك أن تسمح لهذا أن يحدث عليك أن تتصرف مهنتي في خطر .. حسام عليك أن تحل هذا الموضوع لقد ورطتني به وعليك أن تخرجني منه أسمعتني ؟؟؟؟؟
حسام(جلس أمامها بغبن):- أكاد أفقد عقلي … فف لقد خرب مخططي كله ماذا سأفعل الآن يا نجلاء أنجديني ؟؟
نجلاء(ابتلعت ريقها):- لا أدري لا أدري أنا في حيرة من أمري أيضا … حسام ربما أراد الله لهذا الطفل أن يعيش فكر في الأمر مليا البنت لطيفة ولا تستحق منك كل هذا الإجحاف
حسام(مسح على فكه وهو يطقطق بأصابعه على سطح المكتب):- هل جننتِ ؟؟؟ إن وصل الأمر لجيداء سأخسر كل شيء
نجلاء:- ولما ستعرف جيداء أبقي الأمر سرا الكثير من الأزواج يعيشون حياة أخرى بعيدا عن بيتهم الأساسي ولديهم أولاد حتى يعني هنا عليك أن توازن فقط ما بينهما كي لا تقع في شر أعمالك في الأخير
حسام(نهض بعصبية):- مستحيل … دعاء لن تلوي ذراعي بتهديداتها تلك
نجلاء(نهضت ووقفت خلفه):- أنت مجبر لا شأن لي يا حسام أنت ورطتني بهذا الأمر فأخرجني منه … ثم الفتاة تحبك يعني تستطيع أن تقنعها بما تريد هي لم تطالب سوى بورقة تجمعكما وبنسب لولدها معها كل الحق يا حسام
حسام(زفر بعمق):- لن تضعني دعاء تحت رحمتها أبدااا وذلك الطفل سيختفي من الوجود لا تقلقي ستخرجين من اللعبة فالمواجهة باتت الآن بيني وبينها .. ودااااعا
نجلاء(بقلة حيلة):- أففف يا ربي كيف تورطت في هذا الأمر اللعنة عليكِ يا نجلاء أرأيتِ إلى أين أوديتِ بنفسك … أستغفر الله …
شعر وكأن نور استفزت رجولته لأقصى درجة يتحملها وعليه قرر أن يتصرف بحقارة فهو حسام النهواني ولا شيء يقف بوجهه أيا كان يكون ، حاول الاتصال بدعاء ولكن هاتفها كان خارج الخط وهذا تحت أمر إجباري من نور ، لم يكن أمامها سوى الرضوخ لطلباتها كي تصل لمبتغاها يجب لهذا الزواج أن يتم وأن يصحح حسام ما اقترفه بحقها .. كانت قد وصلت للبيت منذ مدة ونامت من فورها لقد بكت الكثير تلك الساعات الجحيمية واستحقت تلك الراحة لعلها تفرغ عقلها من صدمات قلبها المتتالية …
أما في المطعم أمممم لا بد وأن هذا الثلاثي له الكثير ليحكيه ما إن يلتم شملهم من جديد
كوثر:- لا يا روحي أبقي تلك الأغراض بحوزتك فأنا لن أحتاجها غالبا
ميرنا(تشرب من عصيرها):- حتى عندما تتزوجين
كوثر(بحنق):- ما بالكم جميعا ترغبون بتزويجي اليوم هل عنست لتلك الدرجة ؟؟
ميرنا:- أمزح معكِ يا لعينة .. تت تأخر إياد أكلُّ هذه زحمة سير اتصلي به يا كوثر
كوثر(رفعت هاتفها واتصلت):- خطه مشغول الغبي الله أعلم مع من يتحاور
ميرنا(زفرت بعمق):- هففف اشتقت لوصال كثيرااا كانت تضفي جوا مرحا لجلساتنا بأحاديثها الصبيانية .. الله أعلم ماذا تفعل هناك بالمعسكر
كوثر(فتحت عينيها):- هههه على الأغلب هم يعيشون أسوَد أيام حياتهم فوصال ذات طبع صعب وطريقتها في التعامل يااااي مجرمة بالفطرة
ميرنا:- هه لا تضحكي على صديقتي هاااه و إلا شكوتكِ لها … متى تنتهي هاته الفترة لنعود كما كنا سابقا لا يفرقنا شيء
كوثر:-معكِ حق ها نحن ذا ننتظر عودتها بشوق لكن حين تأتي تبدأ المشاكل والمشاحنات
ميرنا(بطريقة مضحكة):- بسببكِ أنتِ
كوثر(رفعت حاجبها تشرب العصير):- سامحكِ الله … لقد مت جوعا ذلك البغيض تأخر دعينا نطلب الأكل فقد اقترب موعد وصوله
ميرنا(مطت شفتيها):- طيب اطلبي أنتِ بينما أذهب للحمام
كوثر(أشارت للنادل):- ماشي ..هييه يا أستاذ لو سمحت ..
إياد(قفز وجلس بجانبها بخفة):- أنا جييييت
كوثر(عادت بجذعها للخلف):- أفزعتني يا رجل
إياد:- هل طلبتِ الغذاء ؟؟
كوثر(صغرت عينيها فيه وهي تفتح ملف الطلبات المرفق بطاولتهم):- كنت سأطلب
إياد:- طيب ضاعفي الطلب .. أين هي القشدة الطرية ؟؟
كوثر(عضت شفتيه له والنادل قد سمع ما سمع):- احم احم بالحمام …. أنا معك يا أخي
رقية(بالسيارة):- توقف توقف هذا المطعم مناسب جدا لقد أرشدتني إليه إحدى معارفي سوف تجد راحتك به .. هيا بنا
وائل(بعدم نفس):- افف مزاجي معكر جداااا
رقية(نزلت وأطلت عليه):- انزل معي يا وائل ولا تنقل لي عدوى الاكتئاب التي تعتريك الآن تعرفني حين أدخل في تلك الحالة أنسى إسمي حتى
وائل(زفر بعمق وترجل من السيارة بعد أن صفها بالقرب من المطعم وضع سترته على ذراعه ودخل وإياها للمطعم):- جميل لا بأس به
رقية(بغرور):- كي تعرف أن ذوقي لا يعلى عليه ههه …
وائل(أعطاها سترته):- طيب انتقي طاولة سأذهب للحمام قليلا وأعود
رقية(مطت شفتيها وهي تنتقي طاولة من بينها):- طيب طيب خذ راحتك ..
شيء ما يعتصر قلبه يطبق على أنفاسه رغما عنه ، حاول فعليا أن يشغل نفسه بالعمل في الشركة أو بقضايا مكتبه التي يتولاها طاقم المحاماة الذي يعمل تحت إمرته ولكن رغم ذلك شيء ما يعيده لليلة أمس بالضبط لذكرى عسل غروبه ،
وائل(تنهد بعمق وهو يسخر من جنونه ساعتها وفي داخله):- من المؤكد أنها قد نسيت ما حدث تماما ليلة أمس .. ربما هي تحادث شهاب الآن وتخطط معه لمستقبلهما المزهر ههه كفاك أوهاما يا وائل هي تخص شهاب … تتت
دخل للحمام الخاص بالرجال وغسل يديه بحرقة قلب ونظر للمرآة بعصبية زفر عميقا ليتخلص من التشنجات التي تصيبه كلما تعمق في الأمر … بعد أن خرج وأثناء انعطافه توقف فجأة حين اشتم عطرها وضحك على نفسه هل بات يشم رائحتها الآن لم يكمل جملته هذه حتى ظهرت من خلفه تخط الأرض بخيلاء متجهة من نفس طريقه ، لكنها عقدت حاجبيها وتوقفت بدورها حين مرت به والتفتت إليه بتلقائية ، صدم من وجودها حقا أمامه حتى فتح فاهه بدون إدراك وهي رمشت بعينيها مرة مرتين لتستوعب أنه حقا هنا وهي لا تهذي …يعني لم تدخل بعد في تلك المرحلة الحمدلله …
وائل(كان أول من كسر الارتباك):- آنسة ميرنا ؟
ميرنا(باختناق في صوتها):- سيد وائل .. أ ماذا تفعل هنا ؟
وائل(عقد حاجبيه):- أنا مع رقية و
رقية(أتت إليهما وسلمت على ميرنا):- ميرنا عزيزتي كيف حالكِ كانت صدفة جميلة أن نلتقي جميعا بنفس المطعم هيا يا وائل سأعرفك بإياد كما يجب وأيضا بكوثر صديقتهما …
ابتلعت ريقها بتوتر ونظرت إليه وقد بدا على ملامحه الانزعاج من هذا الموقف ، رمشت بعينيها إذ رفضت ذلك الشعور منه وسبقتهما وعادت لمكانها بينما لحق بها هو ورقية واتخذا مجلسهما على نفس الطاولة ويا حبيبي حين وجد نفسها أمامها مباشرة بينما رقية وكوثر على الجانب الآخر وإياد يترأس الطاولة ..
وائل(صافح كوثر ثم إياد):- مرحبا … وائل رشوان
كوثر(بإعجاب):- أ .. أهلا بك أنا كوثر الهلالي مهندسة معمارية
وائل(بمودة ابتسم):- تشرفت بك
إياد:- إياد نجيب لم نتعرف ليلة أمس جيدا تشرفت بمعرفتك
وائل(بأدب):- الشرف لي
رقية(بضحك):- وأنا رقية ههه ما رأيكم بدون ألقاب أحسها مبتذلة خصوصا خارج إطار العمل .. ميرنااا ؟؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وبصعوبة رفعت عينيها لتجيبها):- كما تشائين
كوثر(نادت على النادل):- لو سمحت أخي .. لدينا شخصين إضافيين ماذا ستأخذان ؟
رقية(أمسكت الملف منه وانحنت بجانب كوثر):- ماذا طلبتم ؟
كوثر(تجاوبت معها بأريحية):- امممم سأريكِ ..
إياد(رن هاتفه وزفر بعمق وانحنى لرأس ميرنا):- فتحي الثخين.. سأرى ماذا يريد
ميرنا(هزت له رأسها وسحبت أنفاسا عميقة):- طيب ..
وائل(أمسك بكوب الماء وشرب وهو يزفر من هذا الموقف الذي وضع فيه):- كيف حالكِ ؟
ميرنا(نظرت إليه برعشة لتجيبه وكأنه لا يوجد سواهما هناك):- بخير ..
وائل(أدار رأسه ووجد رقية وكوثر منسجمتين مع النادل والطلبات وعاد لينظر إليها بعينين مائلتين):- أكنتِ مريضة صباحا ؟
ميرنا(تنهدت بتأفف وصوته يجعل أدق مشاعرها تتوتر):- وبما سيفيدك إن عرفت سيد وائل ..أنا بخير الآن
وائل(تقبل عصبيتها بصدر رحب ومال بفمه لينظر للفراغ المهم بعيدا عنها):- جيد ..
عقدت حاجبيها وأبعدت نظرها هي الأخرى ثم لحظة وعادت تنظر إليه عيناها لا تطيعانها وكأنه مغناطيس يسترعي انتباهها ، هو الآخر حاول تشتيت نظره لأي شيء المهم بعيدا عنها لكن هيهات أن تستجيب له غريزته الداخلية وجد نفسه أيضا يسترق النظر إليها ، ورفع حاجبيه إذ كان الأمر كليا وبين قوسين "مضحكا" ..أطبق شفتيه وابتسم
إياد(وضع الهاتف بجيبه وعاد لمحله ثم جذب كرسيه إليها وهمسها):- يقول أنه يريدنا غدا بمكتبه لديه مهمة لنا حاولت أن أفهم منه شيئا لكن لم يعطني دلالات
ميرنا(انتبهت لنظرة وائل تجاههما وشعرت بشعور غريب):- دعنا نتحدث في هذا لاحقا يا إياد ماشي
إياد:- طيب .. ها يا سيد وائل م
وائل(ينظر إليها بعصبية):- وائل فقط يا إياد
إياد(بابتسامة لرقية التي أشارت له بيدها):- جيد جدا .. من دون حزازات شخصية يتضح أنك إنسان أفضل من ابن عمك
ميرنا(عضت شفتها له ليصمت):- إيااااد
إياد(هز كتفيه بلا مبالاة):- ماذا ؟؟ أنا أفتح بابا للحديث
كوثر(صغرت عينيها فيه ومن بين أسنانها):- بابا للحديث وليس للخصام
وائل(وعيناه مسمرتان عليها وكأنه يدرس حركاتها وتفاصيلها):- لا مشكلة أنا أعطيك كل الحق للومه لكن .. أن تقلل من احترامه هذا ما لن أسمح به
رقية(ضحكت لتلطف الجو):- دهننهنننهن ما بكم يا جماعة هل سنبدؤها بسيرة شهاب يعني يا أستاااذ أين الأكل ؟؟؟ هنن ها يا ميرنا احم سمعت أنكِ تحبين الرماية أهذا صحيح ؟
ميرنا(نظرت لإياد وعقدت حاجبيها):- أ..
إياد(وقع بورطة):- جملة طائشة يعني جاءت في إطار الحديث
كوثر:- آه لو ترونها في ميدان الرماية لا تحسبوها هكذا هادئة هناك تتحول لشخص آخر ههه
وائل(نظر إليها بابتسامة):- أحقا ؟؟
ميرنا(سحبت نفسا عميقا):- يعني لست بارعة لتلك الدرجة هي مجرد هواية
كوثر(حدجتها بحدة):- أصمتي ولا تبخسي من نفسك لا يا وائل لا تصدقها إنها ماهرة جداااا وقد تتحدى أجدر شخص فيها حتى
ميرنا(سعلت كي تصمت):- اكح .. لا تبالغي يا كوثر
رقية(نظرت لوائل):- وائل ما رأيك لو ذهبنا جميعا للنادي يمكننا أن نركب الأحصنة أيضا وتتحدى ميرنا في الرماية لأنكِ أمام أمهر شخص فيهااااا ليكن بعلمكِ فقط ههههه
إياد:- هووووه ها قد قلبتِ الهواية لنزال حقيقي بينهما .. لن أستطيع المراهنة
وائل(وضع يده على فكه مستندا بالكرسي):- ما رأيكِ ؟
ميرنا(إنه يستفزني):- لا يمكننا قبول الدعوة .. لنؤجلها لغير مرة إن شاء الله
رقية(مصت شفتيها):- حقا اليوم صعب يجب أن نعود بعد وجبة الغذاء للشركة لكن سنرتب الموعد لا محالة
كوثر:- كلنا سنتوجه للعمل إلا ميرنا التي ستعود للبيت هههه
وائل(بتلقائية):- لماذا ؟ ا.. يعني
ميرنا(وكأنه لا يعلم لماذا تبا تبا):- أخذت اليوم أجازة لقد تعبت ليلة أمس والتعب أثر على نفسيتي فارتأيت أخذها هل تمانع ؟
وائل(حرك يده بأريحية):- أردت السؤال فقط ليس إلا
النادل(وضع الطلبات):- تفضلوا يا سادة وبالصحة والعافية
إياد:- اممم أخيرااا متنا جوعا ونحن ننتظر
رقية:-أعجبني هذا المطعم سيصبح من اليوم فصاعدا مطعمي المفضل
كوثر(بدأت بالأكل):- يعدون هنا أطباق لذيذة جدا ستلمسين ذلك بنفسك
ميرنا(فتحت المنديل ونظرت إليه : ألم يجد مكانا آخر ليجلس فيه إلا أمامي كيف سآكل أنا الآن كيف كيف):- تتتت
وائل(فتح منديله وبخفوت):- هل أنتِ متضايقة من شيء ؟
ميرنا(ابتسمت وهي تضغط على أسنانها بعصبية):- لست متعودة على الأكل بهذه الطريقة هذا كل ما في الأمر
إياد(سمعها):- آه تذكرت ميرنا لا تحب الأكل وأمامها شخص آخر غريب بادلني المكان رجاء وائل ولا تؤاخذنا فمدللتنا ذات طبع غريب ستشهده مع الوقت
وائل(بغبطة نهض من محله وتبادل وإياه الأماكن وجلس بجانبها):- ألمس ذلك
ميرنا(إنه بجانبي يا حلاوة صبرني يارب):- اقم … كوثر يا كوثر
كوثر(انسجمت مع رقية في موضوع آخر):- هاه يا بنت ماذا هناك ؟
ميرنا(نظرت إليهم ثلاثتهم وقد انسجموا مع بعض):- لا شيء أكملي أكلكِ ..
وائل(يهم بتقطيع أكله باهتمام ونظر إليها بطرف عين):- خذي راحتكِ أنا لا أعض ..
ميرنا(مالت برأسها نحوه وحولت عينيها ثم ركزت نظرها في صحنها):- اللهم طولك ياروح
سمعها وضحك داخليا إنها على الأغلب لصدفة غريبة ، شعر بأشياء عديدة تدغدغه بقربها تناول أكله بأريحية تامة ، نقلها إليها فبعد لحظتين من الحرج وجدته مرتاحا فآثرت التصرف مثله على راحتها .. بعد تناول وجبة الطعام المهلكة لكليهما والمرحة لذاك الثلاثي الذي عقد لقاءات أخرى في المستقبل انسجام فوري وقع بينهم ما شاء الله هههه رقية غطت مكان وصال بمرحها ووجدت بكوثر وإياد ما تحببه .. أما وائل وميرنا فمسح كل منهما فمه ووضعا المنديل على الطاولة حتى لاحظا أنهما قاما بنفس الحركة معا وزفرا بعمق ، الهرب يا ميرنا الهرب مفيد في هذه اللحظات استقامت بدون استئذان واتجهت للحمام ورافقتها كل من كوثر و رقية أيضا لتعدلا زينتهما ..
رقية(تضع أحمر شفاهها):- خذي يا كوثر إن كنتِ تودين استعماله
كوثر:- معي يا حبيبتي أنا لا أخرج بدونه ولا بدون عدة الزينة هههه
رقية(ابتسمت لها):- ميرنا أتريدين ؟
ميرنا(تمسح بعصبية يديها):- لا بأس أنا هكذا مرتاحة
كوثر:- لا تزعجي نفسكِ معها لأنها مزاجية جدا أحيانا تهتم وأحيانا لا فتعودي على تقلباتها الجوية هههه
رقية(بنظرة إعجاب):- تحمست وجدا لذلك هههه …
كوثر(عطرت نفسها وخرجت):- هيا تعالي يا ميرنا لا تتأخري
رقية:- خذيني معكِ يا كوثر ..
ميرنا(بعد خروجهما وضعت يديها على حافة الحوض ونظرت لنفسها في المرايا العريضة حولها):- ماذا الآن يا ميرنا أنتِ سترينه كثيرا هل ستتصرفين على هذا النحو كل مرة كالبلهاء ؟ كوني طبيعية فقط الأمر لا يستدعي كل هذا الانزعاج ؟؟ لكن تت لا يوجد لكن اخرجي وتصرفي عادي وكأنكِ لم تريه قبل اليوم أجل لم أراه قبل اليوم أحسنتِ… جيد يا ميرنا أنتِ لها ..
فور خروجها وجدته متجها صوبها وعادت خطوات للخلف وارتبكت في مشيتها وتوقفت لأن منظرها الآن على الأغلب أصبح مهزلة …
وائل(ابتسم وتجاوزها لحمامهم الخاص):- هل تنوين الهرب هه .. سأعود بعد قليل
ميرنا(نظرت إليه شزرا وابتعدت):- ستعود بعد قليل وما شأني أنا كنتَ من بقية أهلي يعني حتى أنتظرك هففف …
عادت للطاولة ووجدتهم قد طلبوا مثلجات وكأن هذا ما كان ينقصها ولاحظت أنهم في حديث مرح ثلاثتهم وجلست محلها بتأفف ، نظرت لسترته المعلقة بجانب كرسيها ورفعت حاجبها تمعن النظر فيها حتى سحبت نفسا عميقا حين فاح عطره ، مطت شفتيها وتيقنت أنه قد عاد أغمضت عينيها وهي تستشعر تلك الحالة لكن مهلا ماذا تفعلين يا ميرنااااا ؟؟ هل ستنجرفين مجدداااا هو ابن عم شهاب تذكري ذلك .. وعلى سيرته ها هو ذا يتصل بها .. كان هاتفها موضوعا على الطاولة وظهر اسمه وصورته
وائل(انتبه له وعقد حاجبيه):- ألا تزال تحتفظ بصورته حتى الآن ؟؟؟
ميرنا(نظرت إليه و جذبت الهاتف بسرعة واستقامت لتجيب مبتعدة عنهم):- ألو ..
شهاب:- ميرنا أين أنتِ ؟
ميرنا:- أنا بالمطعم ماذا هناك ؟
شهاب:- لدي مفاجأة لكِ أنا وسط المدينة أعطني العنوان سآتيكِ فورا ..
ميرنا(ابتلعت ريقها ونظرت خلفها لعينيه المتجهتين صوبها ثم أبعدت نظرها عنه لكي لا تزيد من توترها أكثر):- تمام ..أنا بنفس المطعم المعتاد
شهاب:- أهاه أنا قريب جدا منكم دقائق وأوافيكِ حبيبتي
أغلقت الهاتف وسحبت نفسا عميقا وكل يوم تتيقن أنها تورطت ولا يسعها الفكاك ،، التفتت لتعود لكنها اصطدمت به خلفها مباشرة ..
وائل:- أردت أن أعتذر منكِ وأسألكِ إن كنت أسبب لكِ قلقا يمكنني أن أبتعد كليا عن حياتكِ أنت وشهاب يعني لا أريد أن أعكر صفوكِ .. وكأن شيئا لم يكن
ميرنا(تريد أن تبتعد ههه كذبة أبريل هذه أم ماذا):- ولم ستبتعد يا سيد وائل الأمر لا يستحق
وائل(تعجب من جوابها فرفع حاجبه بانتباه):- لا يستحق .. اممم جواب مقنع حقا
ميرنا(جمعت يديها ونظرت إليه):- هه ربما بدأنا بداية سيئة لكننا سنتقابل كثيرا كثيرا المرات المقبلة لذلك لننشأ علاقة صداقة كي لا نصطدم بأمور أخرى لا أساس لها من الصحة
وائل:- أمور أخرى .. أهاه مثل ماذا ؟؟
ميرنا(مثل قبلتك يا أبله آآآآخخخ):- هه لن أعدِّدَها لك طبعا يكفي أنك استوعبتها
وائل(بتلاعب):- لا زال لدي بعض اللبس عليكِ أن توضحي .. أمور مثل ماذا ؟؟
ميرنا(مصت شفتيها وهي تبحث عن جمل مناسبة إنه يتعمد إحراجها):- لن أتطرق لذلك صدقا لأن الأمر يزعجني بما فيه الكفاية ولا أريد أن يأخذ مساحة أكبر من حجمه
وائل(أكمل عنها):- لأنه لا يستحق .. معكِ كل الحق تمام لنكن أصدقاء
ميرنا(يا ربي ما هذه الورطة كيف سنكون أصدقاء يا غبي وقد قبلتني اففف اهدئي يا ميرنا اهدئي):- تتت
وائل(بعينين لامعتين مستمتع بحالتها وارتباكها):- هممم دعينا ننضم لهم
ميرنا(نظرت خلفها):- أ..
وائل(نظر حوله):- هل تنتظرين أحدا ؟
ميرنا(بارتباك):- أ.. يعني كان
شهاب(بصوت رنان):- حبيبتي
وائل(التفت إليه ونظر إليهما بغبن):- مرحبا شهاب
شهاب(باستغراب بعد أن سلم على ميرنا):- ماذا تفعل هنا يا وائل ؟؟
وائل(رفع حاجبه وقد بدأت أنفاسه بالاختناق):- رقية بالداخل تمام بما أنك أتيت سأذهب أنا
شهاب(وضع يده على خصر ميرنا وسار للداخل بها):- تعال يا رجل ستحلو الجلسة وعليك أن تتعرف بحبيبتي جيدااا … أووه لا ذلك البغيض هنا
ميرنا(نظرت إليه):- لا نريد مشاكل من أولها يا شهاب رجااااء
كوثر(انتبهت له):- أو أووو أليس ذلك شهاب ؟
رقية(بخوف مرح):- يا حبيبي !!
إياد(زفر بعمق وعدل جلسته):- تت اففف
شهاب:- مرحبا يا جماعة أرى أنكم قد سبقتموني امم لو أخبرتني يا ميرنا كنت انضممت لكم
ميرنا:- تفضل هناك
إياد(نظر إليها وإليه واستقام ليرتدي سترته):- فرصة ممتعة سيد وائل تشرفت بمعرفتك حقا حان وقت ذهابي للعمل ..
شهاب(نظر إليه واستقام بدوره معترضا طريقه ومد له يده في الفراغ):- إياد .. أنا أعتذر منك عن أي شيء بدر مني سابقا أود لو نفتح صفحة جديدة يعني كأصدقاء
ميرنا(اندهشت من جملته كما انصدم الجميع):- هئئ
إياد(بتأفف نظر إليه مليا يعرف أنه لن يتغير ولكنه أحرجه فصافحه):- سأراقب ذلك حتما لأرى إن كنت حقا ستبدأ صفحة جديدة أم .. عموما لدي عمل مستعجل كنت لأبقى لكن لا وقت لدي مرة أخرى
شهاب(بابتسامة ربت على كتفه):- تمام سنلتقي بمعرضك صحيح سمعت أنه على الأبواب
إياد(عقد حاجبيه ونظر لرقية التي حركت رأسها نفيا):- امممم أنتم مدعوون جميعا إليه سيشرفني حضوركم أكيد
شهاب:- وسيسرنا الحضور أكيد
ميرنا(لحقت بإياد إلى الباب):- سأكلمك ماشي لا تنزعج
إياد(نظر خلفه):- ذلك المحيط لا يليق بكِ يا ميرنا … أراك فيما بعد
مسحت على جبينها وعادت لتنضم إليهم
كوثر(وردها اتصال وبتأفف نهضت لتجيب):- ألو … نعم يا زياد أنا مشغولة الآن هئئئئ ماذا قلت ماذا تفعل ببيتنا ؟؟ تتت طيب طيب أنا قادمة ..(بتوتر) يا جماعة أعتذر منكم جدا علي الذهاب الآن
ميرنا(حركت لها رأسها):- كوثر ؟؟
كوثر(قبلتها بسرعة):- يتعين على أحدهم أن يوصلكِ وردني عمل مهم أراكِ لاحقا رقية نتحدث حبيبتي عبر الهاتف ماشي
رقية:- أكيد حبيبتي
كوثر(ابتسمت لوائل):- تشرفت يا وائل .. شهاب
شهاب(استقبل حركة رأسها واستشعر بغضها لكنه لم يدقق ما يهمه هي حبيبته):- إلى اللقاء
رقية(وضعت يدها على الطاولة):- بقينا أربعتنا صدقا أصدقاؤكِ رائعين يا ميرنا أحببت كوثر كثيرا وقد تبادلنا أرقام الهواتف وحساباتنا الشخصية عبر الأنترنيت أيضا
ميرنا(مسحت خلف عنقها بتوتر وهي تجلس بين وائل وشهاب):- حقااا .. أمر جميل
شهاب(عض شفتيه وهمس لها):- أنتِ جميلة اليوم ما سر هذه الروعة ؟
وائل(أغمض عينيه ونهض فجأة بحنق):- يجدر بنا الذهاب نحن أيضا يا رقية ضاع منا الكثير من الوقت
رقية(أمسكت حقيبتها):- معك حق .. هيا نلتقي مرة أخرى يا ميرنا شهاب أراك ..
وائل(حرك لها رأسه بإيماءة باردة وغادر دون أن يلتفت حتى):- همممم
شهاب:- أوووف أخيرا بقينا لوحدنا حبيبتي
ميرنا(حركت رأسها وحكت حاجبها وبعدها وضعت يديها على الطاولة):- شهاب يجب أن نتحدث بشكل واضح
شهاب:- ت ت ليس قبل أن أخبركِ بمفاجئتي
ميرنا:- شهاااب يجب أن تسمعني
شهاب(مط شفتيه والتفت إليها):- ماذا يا ميرنا هل أخطأت بشيء ؟
ميرنا(ما هذه الورطة يا ربي):- اسمعني يا شهاب لقد افترقنا لمدة سنتين أنا تغيرت لم أعد ميرنا التي عرفتها سابقا وأنت قد جرحتني وجعلتني أفقد ثقتي بك كليا هذه الحقيقة أنا لا أثق بك ، ومع شعور كهذا لن يسعني أن أكذب عليك بخصوص مشاعري يجب أن أستعيد ثقتي بك وبعدها يمكنني أن أعرف ماهية شعوري نحوك .. دعني أكمل لا تقاطعني رجاء يتعين علينا أن نبدأ كل شيء من البداية لا تنسى أنني قررت إعطاءك هذه الفرصة نتيجة تهديداتك لأختي سمر وشريطة ابتعادك عنها كليا قبلت
شهاب(بنظرة حزن):- اعتقدت أنكِ تحبينني وأنكِ وافقتِ من أجل مشاعرك لم أكن أحسب أن تهديداتي ستؤثر على قرارك
ميرنا(ضحكت بغبن):- شهاب .. دعنا لا نضحك على أنفسنا أتجد أنه من الطبيعي أن أنسى كل ما اقترفته سابقا وتعود حياتنا لسيرها الطبيعي ، رجااااء لا تفكر هكذا
شهاب:- مستحيل أن أصدق أنكِ وافقتِ خوفا على أختك لأن هذا أبعد بكثير من مجال التصديق لأنكِ تميلين إلي وتحملين مشاعرا تجاهي
ميرنا(بارتباك):- فلنفرض أنك على حق هل ستجبرني على حبك ؟
شهاب:- أكيد لا يا ميرنا لكن يهمني أن أعرف طبيعتها
ميرنا:- لنكن واقعيين أكثر كلانا مر بمواقف صعبة نتج عنها الكثير من الألم يعني بالمجمل قد عانينا خلال هذه السنتين ، وأنا تعودت على حياتي حرة وغير مقيدة بشخص وأريد الحفاظ على ذلك الفترة المقبلة
شهاب(رفع حاجبه):- ما يعني ؟؟
ميرنا:- ما يعني أنه عليك أن تعمل على استعادة ثقتي بك وقتها فقط سأفكر جديا بعودتنا أما الآن سأبقى بمحيطك لتبتعد عن سمر هذه هي الحقيقة وأنت تعرفني جيدا أنني واضحى لا أنمق ولا أخفي ما يعتمر قلبي
شهاب(مط شفتيه بحزن وهو يحرك أحد الكؤوس بجانبه):- صدمتني فعلا يا ميرنا ما كنت أتوقع أن تكوني قد نضجتِ لهذه الدرجة .. لكن لا بأس سوف تقتنعين مع الوقت أنني أستحقكِ
ميرنا(تفاجئت حين قبل بعرضها):- هذا يعني أنك تقبل بعرضي ؟
شهاب:- وهل لدي خيار آخر أنا أقبل المهم أن تبقي بجانبي .. وعليه أيضا يجب أن تقبلي بعرضي أنا كذلك
ميرنا(عقدت حاجبيها):- أي عرض ؟
شهاب(بحماس):- سنتعاقد مع الشركة الجديدة هيرمكانا ونحن بحاجة لوسيط دعائي ما بيننا ولم نجد أفضل من اسم الصحفية المتألق في سماء الصاحفة والإعلام ميرنا الراجي ..
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما بدهشة):- كيف يعني ؟؟ أتريد مني العمل بشركتكم ؟
شهاب:- نعم يعني ستكون زيارات يومية حسب جدولكِ الخاص صدقيني هذا لن يؤثر على عملكِ بالجريدة بتاتا بالعكس سيفتح لكِ آفاقا للتطور وسيكون عملا ثانيا لكِ وبالرقم الذي تطلبينه أيضا ..
ميرنا(عقدت حاجبيها):- شهاب أنا لا أفهم بهذه الأمور أنا صحفية ولست خريجة إدارة أعمال يعني الموضوع صعب ولا فكرة لدي حياله
شهاب(اقترب منها بحماس):- الأمر ليس صعبا لتلك الدرجة التي تتخيلينها يعني سوف تتكفلين بالاستشارات الدعائية والعقود الخاصة بيننا وبينهم أجد أنها فرصة لتطوري من ذاتك يا ميرنا إلى متى ستبقين صحفية محتجزة خلف مكتب ؟؟
ميرنا:- هل تعيب عملي يا شهاااااب ؟؟ ليكن بعلمك أنا أحبه ولن أتخلى عنه وأرفض عرضك
شهاب:- فكري بالموضوع شركة هيرمكانا اسم يستحق المجازفة … سنخصص مكتبا لكِ بالشركة وستداومين في فترات محددة يعني قدمت لكِ تسهيلات جمَّة فلا تبخلي علي بخبرتك لأنكِ مهمة جدا لنا وإن ذكر اسمكِ بين الشركتين ستكون دعاية مميزة تعود على جميع الأطر بفائدة وعليكِ بالدرجة الأولى
ميرنا(نظرت إليه مليا):- هل .. يعني أن بقية المدراء موافقون ..
شهاب(ضحك بمكر):- أووه وائل لقد رحب بالفكرة وشجعها كثيرا
ميرنا(تذكرت حديثها مع إياد يوم الحفلة وفي سرها):- علينا أن نكتشف من يقف وراء شركة هيرمكانا و لا يوجد إلا وسيلة واحدة وهي الدخول إلى قلبها مباشرة … سيقتلني إياد أعرف لكنها فرصة لا تعوووض
شهاب(لاحظ أنها شاردة وتفكر):- هااا ما قولكِ ؟
ميرنا(نظرت إليه مليا):- دعني أفكر في الموضوع لقد فاجأتني وسأرد عليك لاحقا
شهاب(أمسك بيدها بلهفة):- الآن يا ميرنا رجاء لا وقت لنضيعه أنا أتوق لرؤيتكِ بالشركة بين الفينة والأخرى صدقا ستكون مرحلة مهمة في حياتنا
ميرنا(أن أراك يعني أن أرى ابن عمك يا ليلي يا عين):- افففف طيب موافقة ..
كانت تعلم أنها ستندم على موافقتها ما إن تختلي بنفسها ، عكسه فقد كاد أن يرقص من المرح اصطحبها رفقته نحو الجريدة بناء على طلبها ، وانطلق للشركة كي يزف الخبر لوائل الذي استقبل الخبر بلمحة ابتسامة شاردة تعني أنها حقا من فرط حبها لشهاب وافقت وليس لشيء آخر وهذا ما قتل الأمل المخادع في قلبه فقد اكتشف أنه يصارع نفسه ما بين ممنوع ومرغوب فيه .. زفر بعمق وهو ينتظر أياما لا يعلم بها سوى رب العالمين بقرب ميرنا التي كانت في مكتب إياد تشرح له عرض شهاب وقد أبدى رفضه المطلق للأمر ..
إياد:- ما كان يجب أن توافقي يا ميرنا هذه مخاطرة كبيرة
ميرنا:- أين المخاطرة ؟ هناك رسميات وقوانين يعني لا خوف علي ثم سأتعامل معهم بشكل علني وفي نفس الوقت سنتقرب من أرباب تلك الشركة لنعرف من يقف وراءها
إياد(مص شفتيه ونهض من مكتبه):- فرضا كانت شركة سليمة ولا يوجد خلفها شبهات
ميرنا:- أكون قد اكتسبت خبرة .. إياد نحن لن نبقى طوال عمرنا تحت رحمة فتحي سيأتي يوم ونحقق فيه حلمنااااا
إياد(ابتسم وحرك لها إصبعيه بحيوية):- جريدة صوت الحق
ميرنا(بابتسامة وحلم نهض ووقفت أمامه):- ما يعني أنه يجب أن نتوسع من كل جانب وهذا النطاق الذي فتح لي سأستغله كما يجب وأقوم بواجبي على أكمل وجه
إياد(صغر عينيه):- ما سر هذا الحماس ؟
ميرنا(بغبطة خفية لا تدري ماهيتها):- لا شيء فقط أجدها فرصة لنا أن نتغلغل وسط الحدث لنستنبط الفكرة الرئيسية
إياد:- مع ذلك لا أحبذ تواجدكِ مع شهاب بمكان واحد يا ميرنا
ميرنا:- لا تقلق من هذه الناحية لقد شرحت له كل شيء وأخبرته أنها ستكون علاقة عملية ولا شيء آخر يعني حتى أسترجع ثقتي به إلى ذلك الحين ستبقى العلاقة عادية جدا
إياد:- وكأنه سيعمل بهذا آآآخ يا ميرنا سذاجتكِ في بعض الأحيان ستقتلني
ميرنا(مطت شفتيها):- أيا كان موقفه لا يهمني طالما أنا أعرف ماذا أفعل .. علينا أن نحمي ميرا منه لحد الآن أنا أسيطر على الوضع وأجده متحمسا للفكرة ولم يطلب أكثر من ذلك
إياد(مسح على جبينه واتكأ على مكتبه):- لم يطلب اليوم لكن غدا سيطلب وكأنكِ لا تعرفين ألاعيبه .. عموما ستكون عيني عليكِ هناك
ميرنا(بمكر):- رقية … آه ذكرني منذ متى والأحاديث الشخصية تدور بينكما ؟
إياد(بارتباك):- أية أحاديث شخصية يا بنت كلها لقاءات عادية .. المهم المهم متى ستبدئين عملكِ هناك ؟
ميرنا:- لم يخبرني شهاب بعد سيتصل بي على الأغلب في أقرب فرصة ..
إياد:- لعلها خطوة جيدة يا ميرنا لا أدري لكنني لست مرتاحا
ميرنا:- عملي هناك لن يؤثر على عملي هنا أبدا بالعكس سيتسنى لي الوقت المناسب لكليهما إن كنت قلقا من هذه الناحية فاطمئن سأعدل جدولي لأبقى على نفس النهج .
إياد(عقد حاجبيه):- من قام بدعوة ذلك البغيض لمعرضي أووووه لا أدري كيف سأتحمله !ميرنا:- هههه لست أنا على الأغلب ربما كانت رقية
إياد:- سألتها ولم تكن هي وإلا لكنت قتلتها ههه
ميرنا:- أنا متحمسة لرؤية صورك هذه المرة ، لما منعتني من الاطلاع عليها ؟
إياد(غمزها):- لأنني أريد رؤية انطباعكِ الأول حينها وهذا أمر يهمني جدا جداااا
ميرنا:- طيب ما الفرق بين انطباعي الأول وانطباعي الثاني ؟؟
إياد:- الفرق يا عزيزتي أن لمعة عيونكِ ستختفي وأنا أريد رؤيتها خصوصا وأنني أجهز لكِ مفاجأة يعني سر
ميرنا:- قل هكذا من الأول هههه لم يبقى القليل إذن لنصبر
على هذا الاتفاق سنترك ميرنا و إياد وننتقل للزوبعة الكوثرية التي وصلت لتوها لبيتهم ، فتحت الباب بالمفتاح وأدخلت رأسها قليلا وأخذت تستمع لقهقهات والدها مع شخص آخر وعلى الأغلب كان هذا الآخر أبغض إنسان على وجه البسيطة .. طبعا " زياد وهبي " .. زفرت بعمق وهي تتسحب من الباب وعدلت ثيابها ثم توجهت إليهما والعفاريت تتقافز أمامها، وجدته واقفا بمطبخهم رفقة والدها الذي كان يزين الكعك المحلى باهتمام ومرح بينما زياد يعد القهوة بأريحية تامة وكأن الأخ في بيت أهله … هنا خرج لكوثر قرنين من فوق رأسها وعيناها الجامحتين تهم باقتلاع الأخضر واليابس
كوثر(رمت بحقيبتها ومفتاحها على الطاولة وأحدثت صوتا مفزعا وبصوت مخيف):- مرحبا
عبد المالك:- آه حبيبتي كوثر ها قد جئتِ أخيرا لقد حضرنا أنا وزميلكِ كعككِ المحلى الذي تحبينه ، كما أنه لدي عتب شديد عليكِ أتملكين زميلا لطيفا كهذا ولا تعرفينني عليه فعلا أنتِ مهملة جدا جداااا …
زياد(غمزها من خلف والدها وهو يتفنن في القهوة):- اعذرها يا عمي فكوثر لا تهتم بصغائر الأمور فمهندسة معمارية مثلها أكبر اهتماماتها كم من مربع في المشروع و كم عدد نسب الاستثمار الهندسي في كل عمل تقوم به إلخ .. يعني لا أؤيد فكرة اللوم يا عمي عبد المالك
عبد المالك:- هههه معك حق يا زياد ولدي
كوثر(عمي عبد المالك و زياد ولدي متى أصبحا بهذا القرب):- أستاذ زياد وهبي هل لك أن تخبرني بسبب زيارتك لبيتنا دون درايتي بالأمر أو إخباري من باب العلم بالشيء مثلا ؟؟
زياد(ابتسم وسعل باحترام):- عمي عبد المالك ما أخبار الكعك المحلى ؟
عبد المالك(أكمل عدة قطع بالصحن المناسب):- يمكنكما البدء يا بني .. تعالي يا كوثر وساعدي زميلكِ ما بالكِ جامدة كالتمثال هكذا ؟؟ هههه أجزم أنها مصدومة فلا يزورنا أحد غير إياد وميرنا ووصال قد تجدها لم تستوعب الأمر بعد
كوثر(كزت على أسنانها بعصبية):- حاضر يا بابا سآتي فوراااااا
زياد(صب القهوة في الفناجين والابتسامة لم تغادر محياه):- أنتِ تملكين أبا رائعا يا كوثر أحسدكِ عليه حقا
كوثر(رفعت شفتها بتأفف):- اهممم أرى أنك ستشاركني فيه عما قريب أستاذ زياد
زياد(رفع حاجبيه بضحك وتجاوزها للصالون):- لما لا أجدها فكرة جيدة
كوثر(خرج الهواء من أذنها كصافرات القطار من شدة الغيظ):- اللهم طولك يا رووووح
من كان يظن أنها ستضطر لمجالسة زياد وهبي في صالون بيتهم رفقة والدها الذي فتح له أبواب المودة على مصراعيها كي يغرف منها ما يشاء ومتى شاء ، تحملي يا كوثر تحملي ، أخذت تأكل الكعكة وهي تنظر إليه بنظرات انتقامية على الأغلب ستجعله يدفع ثمن هذه الأفعال فهي لن تجعله يسلم منها حتما .. أما هو فقد أخذ راحة راحته في ارتشاف القهوة وفي الأحاديث المرحة رفقة السيد الوالد وقد تبادلا الكثير من النقاشات حول عدة أفكار وجدا نفسيهما متشابهين فيها والتطابق هنا شكل رابطة صداقة فجائية بينهما ، وهذا ما كان ينقصها أخذت تأكل قطع الكعكة من فرط غيظها وعيناها مسمرتان عليهما تارة تنظر لزياد وتارة لوالدها وهي في خضم ذلك ، مرت قطعة من الكعك بحنجرتها بطريقة خاطئة حتى كادت تموت اختناقا وبدأت المسرحية ، احمر وجهها ودمعت عيناها وبدأت بالسعال دون توقف بينما ركض والدها لإحضار كوب ماء أما زياد فقد تقدم إليها بخيلاء وعيناه مبتسمة كأنه مستمتع بمنظرها المضحك وقام برفع راحة يده للأعلى وقبل أن تستوعب ما سيفعله وتوقفه بإشارة منها نزل بها على ظهرها بضربة قاضية جعلتها تتوقف عن السعال وتبدأ بالبكاء من شدة الألم ….
كوثر(تبكي مثل الأطفال):- لقد ضربتني اهئ اهئئئ بابا لقد ضربني
عبد المالك(يهز رأسه لها):- يكفي يا بنت لقد أنقذكِ زياد لولا ضربته تلك لكنتِ توفيتِ الآن وبدأت بالتفكير في أي مقبرة سأدفنكِ وماذا سأكتب في مدونتي الشخصية لاستقبال التعازي
كوثر(بهلع نظرت إليه وبلهجة محذرة):- باباااااااااااااااااااااا ااااا
عبد المالك(استقام): طيب طيب سأترككما لتتمما عملكما بينما أكمل قصيدتي عمكِ يعقوب يتحداني في قصيدة على بحر الرمل ولن أسمح له بالتفوق علي
زياد(بتشجيع):- واووو متشوق لرؤيتها ابعثها لي رجاء على حسابي الخاص في الموقع الإلكتروني
عبد المالك:- طبعا أنت أول من سينتقدها خصوصا وأنني لمست فيك حسا شاعريا يا الله سنمضي وقتا ممتعا الزيارة المقبلة
كوثر(ستموت على الأغلب متى تبادلا حساباتهما الشخصية كم قضيا من الوقت):- صبرا يا رب اففف اففف افففففف
زياد:- أستغفر الله لم تتأففين يا كوثر .. أكيد متشوقة للعمل رفقتي بالمشروع صح ؟
كوثر(صغرت عينيها بكره):- متشوقة لطردك منه ربما
زياد(مسح فمه بالمنديل في حين غادر أبوها لمكتبه):- أين سنعمل ؟
كوثر(عقدت حاجبيها بعدم فهم):- نعمل ماذا ؟
زياد:- على المشروع يجب أن نراجعه سوية ولذلك أنا هنا يعني كان سهلا علي أن أدعوكِ لبيتي لكنني أعزب وحيد وحضوركِ قد
كوثر(انفجرت به):- ماذا ماذا ؟؟؟ كيف تجرأت على دعوتي لبيتك ألا تخجل من نفسك ؟؟
زياد(هز حاجبه):- هل أنتِ مجنونة ؟؟؟
كوثر(نظرت إليه بطرف عين بينما أنفها وصل السقف من كثرة التعفف):- الله الله هذا ما ينقصني أن تدعوني لبيتك بكل وقاحة
زياد(صغر عينيه ونهض):- أرى أن تلك الزاوية مناسبة هيا أحضري عدتكِ فليس لدي اليوم بطوله أهدره من أجلكِ آنسة كوثر .. علينا وضع مخطط لدينا أسبوع واحد فقط لوضع العمل بين أيدي الرؤساااء هممم
كوثر(نهضت خلفه):- ما به المكتب هاااه ؟؟
زياد:- لقد جلبت عمل المكتب معي .. هناك لن نستطيع التركيز
كوثر(تقلده بتأفف):- وهنا سنستطيع يا بعدي ؟؟؟ آآآآخ
زياد(باهتمام يزيل صورها الموضوعة على تلك الطاولة ويتأملها بضحك وهو يفسح المجال لوضع أوراقه):- هههه أين التقطتِ هذه ؟
كوثر(تلتقطهم منه وتجمعهم في حضنها بعصبية):- لا تلمس صوري يا هذاااااا …
زياد(يضحك على صورة كانت لها وهي وتضع ضفيرتين وفوق حصان):- واوو من كان يظن أنكِ فارسة ههه الضفيرتين تليقان بكِ
كوثر(عقدت حاجبيها وقد احمرت خجلا):- أعطني إياهااا الآن
زياد(أبعد الصورة عن مرمى يدها ونظر إليها باستفزاز):- خذيها إن شئتِ
كوثر(بعصبية مفرطة):- لا تدعني أصرخ وأبي في الداخل أعطني الصورة
زياد(بعينين مصغرتين ابتسم):- خذيها
كوثر(شحنت صدرها بالهواء ووضعت الصور على منضدة قريبة وعادت له ومدت يدها كي تصلها):- قلت لك هات الصورة
زياد(ينظر إليها بمتعة داخلية):- لا
كوثر(بشر قفزت وأخذتها منه لكنها ارتطمت برجل الكرسي فاختل توازنها وأمسكها):- تت
زياد(يديه على خصرها وعيناه تسبحان في بحر عينيها الزرقاوتين):- انتبهي
كوثر(تنفست بعمق وهي تنظر لصدره أمام أنفها أهي قصيرة لتلك الدرجة بجانبه أم أنه استطال فجأة):- هفف أرأيت إلى أين أوصلتنا تتت دعني .. س .. سأجهز المكان وحدي
زياد(كتف يديه وأخذ ينظر إليها وهي متوترة بينما ابتسامته لم تخفت بالمرة):- تفضلي
وضعت خصلة خلف أذنها ونظرت إليه بحدة ثم عادت لتهتم بما تبقى على تلك الطاولة ، أفسحت له المجال ليضع أوراقه وذهبت لغرفتها لتغير ملابسها .. ارتدت فستانا مريحا في اللون الأبيض بوردات زهرية بينما شعرها تركته مفرودا على كتفيها بينما كانت تعلق على كتفها عدة أوراقها الطويلة والملفوفة بحقيبتها العمودية الخاصة ، وضعتها باهتمام وأخرجت عدة أقلام وجلست تخطط وتشرح له فكرتها الرئيسية حول تصورها لهذا المشروع ، هه ولن يكون هو ذلك المهندس المطيع بل عارضها في كل فكرة نطقت بها واهمة هي إن ظنت أن تكون كلمتها ستكون هي الأولى … أخذت تزفر مئات المرات بينما هو تارة يضحك عليها وتارة أخرى يعقد حاجبيه غضباااا وكسر الغرور والعناد كان سيد الجلسة العملية التي دامت لساعات متواصلة حتى توصلا لاتفاق حول أساسيات المخطط الأولية ..
كوثر(بتعب):- أوووف أخيرا انتهينا ..
زياد:- انتهينا ؟؟ نحن لم نفعل شيئا خلال هذه الساعات سوى وضع أساسيات العمل
كوثر(عقدت حاجبيها):- المهم أنها كانت بداية جيدة همممم … آه لالا نسينا وضع ترقيم للبوابات أين ذهب قلمي تتت
زياد(وجدها تبحث عن قلمها وابتسم من منظرها بحيث كانت رقيقة وهي تبحث بين أوراقها وتشتم بعصبية بحثا عنه، وجد نفسه يتأملها وحين لمح تعبها المضني وفشلها في إيجاده اقترب منها بهدوء):- كوثر
كوثر(التفتت إليه وابتلعت ريقها من قربه):- ماذا هناك ماذا تفعل ؟؟
زياد(بنظرة خبيثة مد يده خلف رأسها وهنا لاحظ ارتعاشها):- لحظة فقط
كوثر(رفعت عينيها لتناظر عينيه الخضراوتين ويده التي مرت خلف عنقها أشعرتها بارتباك غريب جعلها تبتلع ريقها):- ماذاااا ؟؟
زياد(بابتسامة أزال قلمها من خلف شعرها إذ كانت تلفه به):- هذا قلمكِ
كوثر(أمسكته ووضعت يدها على شعرها أكيد وضعته به أثناء العمل ونسيت ذلك يا للغباء والحرج):- احم شكرا
زياد(مط يديه بأريحية):- أنا جائع وكعك والدكِ المحلى قد استهلكتِه سابقا ،، حضري لي شيئا لآكله لو سمحتِ يا كوثر
كوثر(عقدت حاجبيها):- وهل أنا خادمة أهلك حتى تطلب مني هذا الطلب أستاذ زياد ؟
زياد(جلس بارتياح على الكنبة واضعا رجلا على الأخرى):-أنا ضيف ببيتكِ أين هو كرم الضيافة ؟؟
كوثر(تنحنحت وقد استفزها):- احم سترى كرم الضيافة طبعا .. يعني أنا أنا سأقدم شيئا أنا ماهرة في ذلك احم .. يعني أممم ابقى هنا ولا تتحرك من محلك
زياد(رفع يديه بتشجيع):- بانتظاركِ
كوثر(اتجهت للمطبخ وهي تشتم تحت أسنانها):- الغبي الحقير البغيض ماذا سأقدم له وأنا لا أفقه شيئا في هذا المطبخ تتت كيف سأحل هذه المشكلة .. تبا لكِ يا كوثر تبااااا
فتحت ثلاجتهم وأخرجت منها معلبات دجاج وبعضا من المأكولات الجاهزة التي تتطلب تسخينا فقط ونظراتها المقيتة تهرب تجاهه كم تمنت لو تضرب رأسه بالمقلاة لعلها ترتاح من وجوده المستفز ذاك … إنه يجلس براحة تامة وكأنه سلطان زمانه ، أحدث طنينا مزعجا حين وضعت المقلاة فوق الموقد بعصبية .. التفت إليها باهتمام وجدها تتخبط هناك وتحك برأسها ولا تدري لا من أين تبدأ ولا من أين تنتهي .. ابتسم واستقام وتوجه إليها
كوثر(ويدها على فمها انتبهت له وفي سرها):- لالالا لا تأتي أرجوك أرجوووووك
زياد(رفع كمي قميصه القطني وزفر بعمق):- هل تحتاجين لمساعدة هنا ؟
كوثر(وضعت يديها خلف ظهرها وأخذت تتحرك مثل الطفلة المذنبة):- لالا لهنن كل شيء تحت السيطرة لا تتعب نفسك
زياد(بطرف عين تجاوزها وهو ينظر في ما وضعته):- لن نحتاج لهذه أعيديها للثلاجة نحن نريد صنع شيء بسيط لا مأدبة .. ما كل هذا الكم الهائل هل ستطعمين أهل الشارع ؟؟
كوثر(عضت شفتيها تشتمه في سرها بكل الشتائم المباحة وغيرها):- حننن كان حريا بي قتلك فور دخولك لبيتنا دون إذن مني هففف
زياد:- أين عصا التحريك يا كوثر ؟؟ ركزي معي تعالي هنا وكفاكِ شتما ههه آخر شيء كنت أتوقعه أن تكوني أنتِ والمطبخ في علاقة سيئة لهذه الدرجة ههه
كوثر(تلاعبت بلسانها بداخل فمها واقتربت منه):- كفاك مواعظا و أخبرني ما تحتاج إليه يعني سأكرمك بتحضير الطعام لنا تعويضا على اقتحامك بيتنا في غيابي
زياد(يخلط المقادير):- أولا أنا لم أقتحم بيتكم لقد تركت لكِ ملاحظة بمكتبكِ ولكنكِ لم تقرئيها أما ثانيا فقد أخذت عنوانكِ من الاستعلامات والحمدلله كان هنا والدكِ وقد رحب بي بحفاوة بمجرد أن عرف أنني زميلكِ يعني تصرف بقمة اللطف والأدب وهذا ما يجعلني أستغرب
كوثر(عقدت حاجبيها وهي تتابع عمله الحرفي وتقطيعه للخضراوات بخفة):- تستغرب ماذا؟
زياد(أشار لها برأسه لتأتيه بالملح):- أستغرب جينات تعجرفكِ مثلا غروركِ تعنتكِ تعاليكِ وكأنكِ أميرة من زمن الأحلام
كوثر(دفعت الملح له ووضعت يدها على جنبها):- ألا يليق بي الأمر مثلا ؟؟؟
زياد(زفر بعمق وحول عينيه):- يليق يليق وهل قلت عكس ذلك …
كوثر(جمعت يديها):- أحسن
زياد(نظر إليها بمنظرها الذي تناقض أمامه ساعتها ما بين طفلة رقيقة وبين متمردة سليطة اللسان):- طيب سمو الملكة هل لكِ أن تكملي تقطيع هذه الخضراوات فمؤكد أن الدجاج لن يطهى وحده … يا إلهي لا أدري كيف أصبحتِ مهندسة
كوثر(أمسكت السكين ونظرت للخضراوات أمامها):- سأتابع تقطيعها على نفس الوتيرة بنهاية المطاف هي هندسة حتى التقطيع هندسة يا عديم الفهم
زياد(يحرك بمهارة المقلاة فوق النار):- آه آه هندسة عظيمة مهندستنا الشاطرة هفف
مصت شفتيها وهي تحاول إمساك ضحكتها لا تدري متى استشعرت لطفه لكن هذا ما خالج وجدانها لحظتها ، قامت بتقطيع خضراواتها بطريقة صحيحة وهذا ما أعطاها نقطة حسنة بالنسبة له ، بعد مدة من المشاعر الجديدة التي تعايشها كلا الطرفين كانا يضعان آخر طبق على طاولة الأكل ..
كوثر(ممتنة لإنجازها المقتصر على التقطيع هههه):- سأنادي بابا
زياد:- أسرعي فقط ..
كوثر(بتحذير):- إياك ولمس أي شيء حتى عودتي لقد رقمتهم في عقلي
زياد:- تبا للترقيم الذي ستمارسنه علي … أسرعي
بابتسامة خفية سارت نحو مكتب أبيها الذي كان منهمكا في بحر الرمل ورفض الانضمام خشية من أن تهرب أفكاره ، وجدها زياد فرصة من ناحية للتقرب منها بطريقة بعيدة عن العمل فقد كان سهلا جدا أن يراها بالعمل ويتمما ذلك هناك لكنه أراد اقتحام حياتها لربما فتحت عينيها هذه المرة ..

في فيلا الحمداني
رأفت(زفر بعمق ومسح على فمه):- الآن اختصري ماذا تريدين ؟؟
نورهان(تتمايع أمامه في غرفة المكتب):- ما بك يا رأفت تصدني هكذا ، أنا أريد فتح باب حديث مع بعضنا هذا كل شيء
رأفت(صغر عينيه وعاد ليركز بملفه):- أسمعكِ يا نورهان
نورهان(بفستان ضيق تتمايل متوجهة من ناحية كرسي مكتبه):- كنت أفكر يعني لو تأخذني في جولة أنا وأنت فقط نقضي بعض الوقت سوية ونشكو لبعضنا البعض همومنا
رأفت(تزحزحت عيناه جانبيا وهو يرمق شزرا تكليفها الزائد كي تبهره):- ألا ترين أنكِ لا تزالين متعبة يعني هكذا قال الطبيب حين أتى صباحا أم أنها كانت حجة لتبقي هنا ؟
نورهان(رفعت رأسها بإباء معترضة ويدها على ظهرها):- هناك بعض المناطق بجسمي تؤلمني بعد تلك الضربة التي تلقيتها من زوجتك المصون
رأفت(سمع تلك المصون الساخرة وتشنجت أوردته):- تدعى رنيم و عفوا منكِ أنتِ تعطلينني عن عملي
نورهان(بكره رفعت حاجبها):- أعلم أنكما متخاصمين الآن يعني فكرت لو أنك تقضي معي بعض الوقت ستريح بالك
رأفت(تقزز من يدها التي وضعتها على كتفه):- نورهاااان … يكفي
نورهان(انحنت بجذعها نحو رأسه):- أرجوك رأفت من أجلي أر..
رنيم(دفعت باب المكتب ودخلت عليهما):- هئئئئئ ماذا يحدث هنا ؟؟
رأفت(أغمض عينيه على جملة هذا ما كان ينقصني):- نورهان يمكنكِ مغادرة المكتب
نورهان(تمايلت بحركات مغرية أمامهما وهمت بالخروج):- أراك لاحقا رأفت .. هممم
رنيم(بعصبية انتفضت بعد صفق الباب):- هل بت تعقد لقاءاتك معها بالمكتب ؟؟؟
رأفت(عاد ليركز على أوراقه):- لو كنتِ بحاجة لشيء أخبريني به و عودي لغرفتك حالا
رنيم(اهتزت عيناها بدموع):- هل تستقبلها هي وتطردني أنا ؟؟
رأفت(بتعب):- أنا مشغول حاليا يمكنك العودة فيما بعد
رنيم(اقتربت منه بانفعال):- رأفت هل ستعاقبني لفترة طويلة إن ما فعلته كان من غيرتي عليك ، حين علمت بأنكما تبادلتما رسائل غرامية بعيد الحب احترق فؤادي وما عدت أفرق بين الصالح والطالح وعليه انفجرت بتلك الطريقة ..
رأفت:- لذلك انهرتِ وأحرقتِ كل ما حولكِ بتلك الفضيحة التي افعلتها ذلك الصباح بدل أن تعتذري أقمتِ لنا احتفالية لوم وعتب برافو يا رنيم أذهلتني
رنيم(ببكاء جلست على الكرسي):- فعلت كل ذلك لأنني لأنني شعرت بالقهر من تصرف حماتي لقد تعمدت فعل ذلك بي و قد توفقت بإشعال فتيل الأعصاب المجنونة لدي ولهذا انفجرت بوجهكما أنت ونورهان وطرحت موضوع الرسائل من غيظي
رأفت(بحزن):- حتى دون أن تسأليني عن صحة تلك الرسائل … خذلتني يا رنيم وجدا وقد لاحظتِ أنني ومنذ لحظتها لا أستطيع التعامل معكِ فحبذا لو تغادري لغرفتكِ أرجوكِ
نهضت من مكانها ببؤس وتأملت بطنها والحزن يعتري ملامحها ثم التفتت إليه
رنيم:- كل هذا لأننا لا نعيش لوحدنا لو كنا في بيت بعيد عن هذا الجو لأعفيتك من مشاكلي وجنوني … عن إذنك
رمى بقلمه على سطح المكتب فور خروجها وزفر بعمق المشاكل تزداد بينهما والوضع يشتد تأزما مرة بعد مرة ، هو يعلم أن رنيم عفوية ومندفعة مشاعرها هي التي تحكم تصرفاتها لا تفكر قبل أن تقدم على خرق قوانين العالم ، لكن في نفس الوقت يتمنى لو تنضج وتثق به لأنها إذا تمادت فيما تفعله ستخسره لا محالة وتحقق مآرب أمه ونورهان اللتين عرفتا كيف تشعلا الحرب وتبقيا في خانة المتفرجين من بعيد في انتظار اللحظة المناسبة .. صعدت تبكي متوجهة لغرفتها حتى استوقفتها نجية ..
نجية(بشفقة عليها):- ابنتي رنيم لا تبكي المرأة الحامل لا يجب أن تبكي
رنيم(ببؤس):- الواضح أنه لا مكان لي هنا يا نجية
نجية(لاحظت بؤسها وتبعتها لغرفتها):- لما تقولين هذا ابنتي .. هوني عليكِ
رنيم(نظرت إليها بعمق ودمعها ينساب بمرارة):- نجية هل أستطيع أن أطلب منكِ مساعدة ؟
نجية:- عيوني أقدمها لكِ يا ابنتي فقط أخبريني ما تحتاجين
رنيم(عضت شفتيها قبل أن تعلن عن قرارها المتردد):- جهزي أيهم سوف أذهب لبيت أهلي
شهقت نجية من هول ما سمعته من رنيم ولم تتمكن من السيطرة على رنيم لحظتها أو إجبارها على العدول عن رأيها الذي حتما سيجلب وراءه العديد من المشاكل ، بمساعدة من نجية استطاعت أن تغادر المكان دون أن يراها أحد فقد كان المُعين الأول لها نجية وابنها الذي هب لمساعدتها دون تردد ، حتى وإن كان على علم أن الأمور لن تكون حميدة ما إن يكتشفوا أنها قد غادرت خلسة .. لطالما كان يجدها تامر فتاة مؤدبة ومحترمة لا تليق بجو الxxxxب والأفاعي الذي يحيط بها خصوصا وجدان ونورهان ، تعاملها المتواضع معه ومع نجية قد جعلا لها مكانة قيمة بقلبهما وكان من المستحيل أن يرفضا رغبتها في مغادرة القصر بتلك الطريقة الغامضة نهائيا ..
تامر(ينظر إليها من مرآة السيارة وهي تبكي وتمسح على رأس أيهم النائم):- أختي رنيم هل أنتِ متأكدة من هذه الخطوة ما ربما خلقتِ لنفسك مشاكل مع العائلة ؟
رنيم(أغمضت عينيها ونظرت عبر النافذة):- لا يا تامر كان علي القيام بهذه الخطوة منذ زمن ذلك البيت ليس بيتي ولن يكون طالما حماتي لا تقبل بوجودي فيه ، أما رأفت فلا بد وأنه منزعج من جنوني الفترة الماضية
تامر:- لقد سمعت القليل من أمي لا تبتئسي أنتِ تحاولين الحفاظ على زوجك وتلك الألعبان نورهان تحاول قصارى جهدها استمالة انتباهه دون أدنى ذرة احترام
رنيم(هزت رأسها):- أنت صديقي الوحيد يا تامر فور وصولنا عد إلى القصر وكأن شيئا لم يكن حتى وإن سألك رأفت عن الشخص الذي أقلني لا تخبره أنك أنت .. لا أريدك أن تقع في مشاكل عملية بسببي
تامر(بأسف):- لولا إصرار أمي على البقاء في ذلك المكان لكنا غادرنا منذ أن اشتد عودي وأصبحت قادرا على تحمل تكاليف عيش مستقل .. يعني ستكون هناك صعوبات لكن طالما هناك نية فلا شيء مستحيل
رنيم:- نحن لا نستغني عنك يا تامر ولا عن نجية وجودكما أساسي ، نصيحتي هي أن تتحمل ما تبقى على تخرجك وبعد أن تمسك بزمام الأمور في وظيفة مناسبة ساعتها لن تستطيع نجية رفض الفكرة وسترافقك
تامر:- يعني أنها لا تود عرقلة تفكيري والضغط علي .. هه هي دوما تحرص على مثابرتي في الدراسة حتى طلبات القصر تحاول قصارى جهدها أن توكلها لعمي ربيع ..
رنيم(انتفضت حين سمعت جرس هاتفها وأخرجته):- إنه رأفت .. تتت
تامر(زفر بعمق):- هدئي من روعكِ يا أختي رنيم
رنيم(أقفلت الهاتف ولم تجبه):- يا الله …
كانت تعلم جيدا أنها فتحت أبواب جهنم على نفسها لكن لن تبقى في بيت ليست مرغوبة فيه ، ليس الآن بعد أن صبرت طوال ثلاثة سنوات ولم يتغير شيء بالعكس زادت الأمور سوءا ، كان سيفقد عقله وهو يستجوب نجية التي ادعت أنها لا تعلم شيئا بناء على رغبة رنيم كي لا توقعهما في مشاكل هم في غنى عنها خصوصا أن وجدان بارعة في تصيد هذه الفرص ..
رأفت(بالهاتف):- أين يمكن أن تكون قد ذهبت بأيهم أين ؟؟؟؟ تتتت ردي يا رنيم ردي ؟؟
وجدان(رفعت حاجبيها):- أرأيت آخر أعمالها أنظر لقد خرجت بدون أن يشعر بها أحد كأنها تهرب خلسة كالمجرمين
نورهان:- هئ أيعقل أنها سرقت شيئا ؟
رأفت(اشتعلت عيناه بالغضب):- اخرسي … إياكِ والتحدث عن زوجتي بسوء أسمعتني ثم إن كنتِ تشعرين بتحسن فغادري لبيتك نحن لا نفتح هنا دار رعاية لأمثالك ..
نورهان(شهقت وبدأت بالبكاء):- يا إلهي …. اهئ اهئ
وجدان(عانقتها بحب):- طيب يا رأفت سنتفهم قلة ذوقك هاته بسبب زوجتك المجنونة أوووه أنا لا أؤمن على أحفادي معها يجب أن نأخذ أيهم منها إنه في خطر ..
رأفت(شتم تحت أسنانه وخرج):- اللعنة ….
وجدان(ضحكت بعد خروجه):- والله تلك الغبية ساعدتنا كثيرا بمغادرتها القصر الآن سيمكننا العمل على خطتنا كما يجب
نورهان(لا زالت تبكي):- اهئ لقد طردني ألم تسمعيه يا خالتي ؟
وجدان(بتأفف):- اخرسي .. معه حق أتلك جملة تقال في حضرته ثم امسحي دموعكِ أنتِ هنا تحت وصايتي أنا وسوف تبقين لحين أقرر أنا متى تغادرين مفهووووم …
اكتفت بهز رأسها بينما ابتسامة وجدان الماكرة كانت كفيلة لتبعث الطمأنينة في قلبها ، أما قلبه هو فكاد يحترق على محبوبته قطته المتمردة التي غادرتهم مرغمة ، بعد مدة كان يرن باب ذلك البيت الذي ترعرعت فيه ومنه أخذ عروسه الجميلة ..
مديحة(مطت شفتيها فور رؤيته):- سيد رأفت أهلا وسهلا
رأفت(مسح على جبينه):- أعلم أن رنيم هنا سيدة مديحة هل لي برؤيتها ؟
مديحة(بحنق زفرت وأومأت له رأسها بالدخول):- تفضل
رأفت(عض شفتيه من الداخل بتوتر وهو يبحث بعينيه عنها):- أين هي ؟
مديحة(أشارت له ناحية الصالون):- لنتحدث نحن أولا وبعدها يمكنك رؤيتها .. تعال معي
رأفت(علم أن الوضع سيكبر حجمه لذلك تأنى):- أيا كان ما روته رنيم لدي تفسير منطقي له أنا أريد أن أعيدها للبيت هي وطفلي
مديحة(وضعت يديها في حجرها):- رأفت يا بني نحن قد أعطيناك ابنتنا لكي تحفظها وتصونها لا أن تجعلها تعاني .. رنيم لم تخبرنا بشيء فور دخولها للبيت بدأت بالبكاء ولم تطلب شيئا سوى النوم وها هي ذي نائمة وبجوارها أمها وأيهم .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يجعلها تأتي بتلك الحالة باكية منهارة ودون زوجها حتى ؟؟
رأفت(ابتلع ريقه بعصبية):- لقد غادرت دون علمي يا سيدة مديحة حتى لم تطلب مني جلبها إليكم لقد غادرت هكذا ببساطة وهذا أمر غير مقبول ..
مديحة(رفعت حاجبها):- معك حق خروجها دون علم زوجها أمر لا نستحبه وبنفسها سنحاسبها عليه ، لكن ما الذي قد يدفعها لفعل كهذا متشوقة لمعرفة التفاصيل منك رأفت ؟
رأفت(مسح على جبينه وأغمض عينيه):- هل لي برؤيتها قليلا ؟؟ رجاااء ؟
مديحة(بتأفف استقامت):- دعني أرى .. همم نسيت أن أسألك ماذا تشرب ؟؟
رأفت(مص شفتيه بخفة):- لا شيء شكرا لكِ
دفعت بجسمها بتعنت متوجهة صوب غرفة رنيم ، طرقت الباب وفتحتها ثم دلفت نحو عواطف التي كانت تمسح على شعر رنيم
مديحة:- هل هي مستيقظة ؟
عواطف(هزت رأسها بالإيجاب):- نعم ماذا هناك ؟
مديحة:- زوجها في الصالون يريد رأيتها
رنيم(انتفضت ونظرت إليهما معا):- لا أريد رؤيته رجاء خالتي دعيه يغادر من حيث أتى
عواطف:- يا رنيم لقد أتعبتني هل ستخبريننا بما يحدث كي نتدخل أم لا ؟؟
رنيم(تبكي):- لا أريد التحدث بالموضوع الآن أرجوووكم دعوه يغادر لا أريده لا أريده ..
رأفت(طرق الباب بخفوت):- رنيم
عواطف(عضت على شفتيها واستقامت):- مرحبا بك يا رأفت .. هل لنا أن نتحدث على انفراد قليلا ؟؟ رنيم متعبة الآن
رأفت:- عفوا منكِ خالة عواطف أنا بحاجة لأكلمها من بعد إذنك .. رنيم
رنيم(نظرت إليه ببؤس وباستسلام عشقي):- لا بأس يا أمي
عواطف(زفرت بعمق وغادرت بصحبة مديحة):- طيب …
رأفت(بعد خروجهما وضع يديه على جنبه):- ماذا الآن ؟؟ هل أتيتِ إلى هنا لتكبر المشكلة أم ماذا ؟؟ ثم كيف تغادرين دون علمي كيف واتتكِ الجرأة ؟ فرضا وقع لكِ مكروه أنتِ أو أيهم ؟
رنيم(التفتت بجذعها مبتعدة عنه):- ماذا تريد يا رأفت ؟
رأفت(زفر بتعب واقترب من سريرها ثم جلس على طرفه):- انهضي يا رنيم ستعودين معي
رنيم(استدارت إليه):- إلى أين ؟
رأفت(رفع حاجبه باستغراب):- إلى بيتنا
رنيم:- أنت قلتها بيتكم يعني جميعكم يعني لا مكان لي بينكم وهذا آخر كلام عندي
رأفت(عقد حاجبيه):- ماذا تقصدين ؟؟
رنيم:- أقصد يا رأفت أنه طالما لم تحضر لي ولابنك بيتا خاصا بنا فأنا لن أعود معك ولو انطبقت السماء على الأرض .. لست مستغنية عن عقلي كي أتعايش مع الشياطين
رأفت(انتفض وهدر فيها):- احترمي نفسكِ أنت تهينين أمي يا رنيم وأنا لا أسمح لكِ بالتطاول مهما كانت أسبابك
رنيم(انتفضت بدورها ووقفت بصعوبة مقابله):- تماما هذا هو ما أريد الوصول إليه ، أنت لا تسمح لي بإهانتها في حين هي تستطيع أن تضعني تحت كعبها ولا تحرك ساكنا حتى .. أين هي العدالة هنا برأيك ؟؟
رأفت(اقترب منها بعصبية):- لآخر مرة يا رنيم سأطلب منكِ أن تجمعي أغراضكِ ونعود لحياتنا الطبيعية يكفينا توتراااا حقا قد مللت
رنيم(صغرت عينيها فيه):- وأنا لن أعود يا رأفت … وهذا قراري
رأفت(أمسك بذراعها و نفث بنرفزة مطلقة):- رنيم اعدلي عن هذا الجنون ويكفيكِ ما افتعلته من مشاكل طوال هذه الأيام وكله لماذا لماذا هاه .. لأنكِ لا تثقين بي هذا هو اختصار الموضوع يا رنيم مع الأسف
رنيم(ابتلعت ريقها والدمع يرسم أخاديده على وجهها):- الأمر لا يقتصر على ذلك فقط يا رأفت بل على ثلاث سنوات من الضغط والغيظ وقلة الاحترام التي أنالها داخل بيتكم ، لا ألوم عمي أو إخوتك لأنني لم أجد منهم سوى الخير لكن حماتي … أو دعنا لا نتطرق لهذا الأمر فأنت على الأغلب لن تصدقني ..
رأفت(مسح على جبينه وابتعد عنها):- رنيم هيا لنعد إلى بيتنا يكفيكِ ، وسأحاول أن أضع حدا لهذه المشاكل لكن وأنتِ بغرفتكِ حبيبتي
رنيم(بغمغمة دمع نظرت للأسفل):- لا يا رأفت لن أذهب معك طالما أنت لا تقدم لي شيئا سوى الوعود التي لا طائل منها فقط كي أسكت ولا أزعجك ، لم أغادر قصركم ب نية العودة إليه بل لأجل شيء آخر .. هذا إن كنت حقا تحبني وتدعمني
رأفت(فتح فاهه ليفرج عن آه متعبة):- وضعتني أمام خيار صعب جدا يا رنيم .. أنا قد أخبرتكِ بأسبابي ومع ذلك لم تعذريني مع الأسف لقد اخترتِ الطريقة السيئة لن أزعجكِ أكثر كما غادرته يمكنكِ العودة إليه .. اهتمي بنفسكِ وبأيهم .. وبحملك
رنيم(شهقت ببكاء إذ لم تتوقع أنه سيتخلى عنها بتلك السهولة):- أهذا ما لديك لتقوله يا رأفت ألن تتمسك بي حتى أو أو تحاول القيام بشيء من أجلنااا ؟؟
رأفت(ولاها ظهره ويده على جبينه ثم التفت إليها):- أنتِ تعلمين منذ البداية أن ذلك البيت هو بيتنا إلى الممات ووافقتِ قبلا والآن ليس لدي شيء لأقدمه لكِ … الخيار بين يديكِ
رنيم(بكبرياء):- وأنا قلت كلمتي لن أرجع طالما ليس مرغوبا بي هناك من قبل والدتك لقد تعبت من أذيتها حقا تعبت ..تعبت من محاولات إغراء نورهان وحثها على الظهور أمامك بأبهى مظاهرها كي تثير انتباهك تعبت من غيرتي وأعصابي وأنت لا تشعر بشيء . . نلت كفايتي يا رأفت نلت كفايتي
رأفت(التفت إلى السرير ونظر لأيهم توجه إليه وقبله بعمق ثم مر بجانبها وتوقف):- من الواضح أنكِ لن تعدلي عن قراركِ يا رنيم تمام إن احتجتِ لشيء اتصلي بمازن سأجعله يلبي كل طلباتك .. وداعا
كانت تقاوم دمعها تقاوم شوقها تقاوم عشقها تمنت لو أمسك بيدها لكانت ارتمت بحضنه وغادرت معه رغما عن كبريائها لكنه لم يفعل ولذلك جلست على طرف سريرها تبكي بقوة بينما كان قد غادر البيت بعصبية متجاهلا نداء قلبها الخفي .. هبت مديحة وعواطف إليها للتخفيف عنها ولمحاولة معرفة أساس المشكلة التي أوصلتهما لهذا الحال .. في نفس الوقت دخلت نور للبيت وهي تمسح على جبينها من التعب وسطر المشاكل التي وقعت فوق رأسها ، وضعت كعبها بجانب الباب ودخلت بخفين خفيفين وجدت جدتها وهي تهم بمغادرة غرفتها
نور:- إلى أين يا ست نبيلة ؟
نبيلة:- قولي السلام عليكم أولا .. لقد خرجت لأرى ما سر هذا الصراخ لم أستطع أخذ قيلولتي بسبب ضجيجهن إنهن كالدجاج لا يهجعن
نور(تستمع هي الأخرى لذلك الصوت):- ماذا يحدث هنا ؟؟ ههئئ دعاااء يا إلهي
دخلت ركضا لترى ما يحدث وكم ارتاحت حين اكتشفت أنها رنيم وليس دعاء لكن مهلا ماذا تفعل دعاء ببيتهم ولما هي تبكي وتصرخ ..
نور:- رنيييييم … ماذا يجري هنا ؟؟
رنيم(جالسة في السرير تبكي بينما عواطف تحمل أيهم الذي كان يبكي بدوره):- لقد تركت البيت نهائيا لن أعود إليه أبدا أبدا اهئ رأفت تركني ولم يفكر بالتنازل حتى وسماع مشكلتي رفض ذلك دون أن يعطيني وجه حق اهئ
نور(نظرت لعواطف التي همت بالخروج وبيدها أيهم):- شوفي أختك يا نور لقد تعبنا وهي على ذا الحال
مديحة(بقلة حيلة):- خذيني معكِ يا أختي ..
نور(أغلقت الباب خلفهما وزفرت بعمق ثم توجهت إليها):- ما بكِ يا أختي ؟؟ ما هذا الذي سمعته هل حقا تركتِ بيت زوجك ؟
رنيم(ارتمت بحضنها بعد أن جلست):- إنه يريدني أن أصاب بالجنون أنا لا أقوى على العيش تحت رهن المؤامرات والضغائن ، هو لا يعرف ما يحدث خلف الكواليس ولا يقتنع بكلامي يظن أنني أريد أن أستقل لا يرى معاناتي اليومية ولا الإهانات التي أتلقاها
نور:- من وجدان عينها تلك الخسيسة الشمطااااء كان حريا بكم لو تركتموني أشتمها لأنها تستحق ذلك .. اففف طيب ماذا قال لكِ رأفت ؟
رنيم(بغبن):- ببساطة كما غادرت البيت طلب مني العودة إلى هناك هذا كله بدون أن يضع اعتبارا لكرامتي أو لخاطري بالمرة
نور(مالت بفمها جانبا):- فهمت فهمت .. اسمعيني جيدا ستبقين في ضيافتنا قدر ما تشائين لا هو ولا أهله سوف يسيرون كلامهم عليكِ مفهوووم .. امسحي دموعكِ ولا تفكري بشيء أختي طالما أنا موجودة سأحميكِ منهم ولي كلام صباح غد مع زوجك سأضعه في الصورة إن اقتنع كان بها إن لم يقتنع أنتِ لستِ بالشارع .. هيا ارتاحي يا رنيم
رنيم:- لا داعي أن تكلميه يا نور قد حسمتُ كل شيء بنفسي
عفاف(اقتحمت الغرفة):- أكيد أكيد سوَّدتِ رأسها بتخطيطاتكِ المبهرة … لقد أتيت لتوي من المشفى وعرفت القليل من أمي وخالتي مديحة
نور(نهضت):- على فكرة كلكم تعارضون قيمي ومبادئي لكن في الأخير تعودون لها لتنهجوا منهجها .. ركزي معي تلك الفتاة هناك حامل يعني تلتهم الضعف فاحسبي حسابكِ من اليوم فصاعدا يا سيدة البيت
عفاف(جمعت عينيها):- لن أرد عليكِ لأنني في خضم أمر أهم من شعائركِ المجنونة هممم
نور(غمزت رنيم قبل مغادرتها):- يا بنت إياكِ إياك وأن تبكي رجلا مهما كانت معزته في قلبكِ سأقف له كالشوكة في الحلق والله كنت أحترمه لكن طالما أبكى صغيرتي سأقضم أنفه
رنيم(ضحكت بغبن من بين دموعها):- هههه حرام عليكِ افف لا تتركين حتى المرء يأخذ راحته في البكاء ..
عفاف:- ههه روحي يا مجنونة ودعيني معها قليلا ..
نور(مطت شفتيها):- أساسا متعبة سأراكما لاحقا ..
زفرت بعمق وهي تصعد درجات السلم بعد أن استعرضت عضلاتها أمام عواطف ومديحة ونبيلة وأضحكتهن بحركاتها وشتمها لوجدان وتقليدها بحركة مضحكة تركتهن بعدها في حيرة هل يضحكن من مآل رنيم أم يبكين عليها … صعدت نحو غرفتها لكن أنزلت رأسها أرضا وتوجهت لآخر الرواق وطرقت باب غرفة دعاء التي ردت عليها بعد حين
نور(فتحتها وأطلت برأسها):- دعاااء ؟؟
دعاء(انتفضت بفزع ونظرت إليها):- نووور أخيرا عدتِ لقد تأخرتِ كثيرااا
نور(أقفلت الباب عليهما واقتربت منها لتجلس بجانبها):- الآن فقط استطعت المجيء المهم يا ابنة عمي جهزي نفسكِ صباح غد سنتوجه لمركز الشرطة لنقدم شكوى ضد مديركِ الحقير
دعاء(بدموع وزلزلة في كيانها المحطم):- هل رفض .. فكرة الزواج ؟؟
نور:- ههه يا لبراءتكِ يا دعااااء !! لقد أخبرني بالبند العريض أنه يستطيع تكذيب ذلك واتهامنا بالتزوير وبلبلة لا طائل منها ..لكنني عرفت كيفية تهديده ووضعته تحت قدمي أمهلته وقتا ليتخذ قراره وكان جوابه الرفض لذلك علينا التحرك وتهديده بواسطة القانون ..
دعاء:- ماذا كان رأيه ؟
نور(بوجع عليها):- يا إما يتزوجكِ وتجهضين الطفل يا إما يتزوجكِ ثم يطلقكِ وتحتفظين بالطفل وترك الخيار لكِ … لكننا لن نتماشى مع خياره هذه كانت المفاوضة الأولى سأنغس عليه حياته حتى يرضخ لمطالبنا
دعاء(بحزن شديد):- هل فكر بالتخلي عني وعن الطفل ؟؟ ماذا عن مشاعري أنا وحبي له ألم يضع هذا في حسبانه .. ؟؟
نور(أمسكت يدها):- يا ابنة عمي ألازلتِ تتوهمين حبه لقد فكر بأذية طفلكِ دون علمك هل هذا إنسان طبيعي إنه لا يحب سوى نفسه ونفوذه ، حين خيرته بين الاثنين سارع لاختيار شركته وزوجته وأولاده فاستيقظي يا دعااااء وكفي عن النحيب لن ينفعكِ بشيء
دعاء(مسحت دمعها وبقوة):- أنا معكِ يا نووور ماذا سنفعل ؟؟
ابتسمت لها بتشجيع ونظرت إلى بطنها عميقا الآن دعاء والطفل تحت مسؤوليتها الشخصية ولن تدع سوءا يطالهما كيفما كان … استطاعت أن تطمئنها ولو قليلا بما تحتاجه كي تصمد وهي بدورها كانت تطمئن نفسها لأنها أمام مواجهة ضارية مع حسام النهواني ، وزادت مشكلتها مع رأفت الحمداني وعليها أن تقف بجانب أختها أيضا المهم نور الراجي نعم السند والمعين لهن هذا إن لم تفقد عقلها المسكينة ..
بعد ساعات وفي ذات الليلة في المعسكر كانت ترمي بالحجر الصغير نحو بقعة رملية بجانبها وهي جالسة على عجلة التدريب وتنظر للفراغ شاردة التفكير .. اشتاقت لأصدقائها ولجوهم المجنون الذي لا يكتمل إلا بحضورها ، أخذت تبتسم وهي تستذكر بعضا من المواقف التي حضرتها سالفا معهم ، كانت في ملكوت الله حتى وقف على رأسها مثل القدر المستعجل ، رفعت بصرها له وكم بدا منظره مريحا القمر خلفه والنجوم متلألئة في السماء وهو قد تخلى عن قبعته الميري شعره البني الكثيف يزيده إثارة بجانب بنيته التي حددها بقلنسوة ذات قبعة يرتديها فوق ثيابه الرسمية ..لكن مهلا هل تفصلينه يا بلهاء انهضي من فورك
وصال(بارتباك حيته بالتحية العسكرية):- نعم حضرة الرائد
جاسر(يكتف يديه بنظرة صارمة):- جيد جيد أنكِ انتبهتِ لذلك كدت أصفعكِ لأتيقن من أنكِ لستِ نائمة بعيون مفتوحة
وصال(هزت حاجبها):- لا تقلق سيدي أنا في أتم وعيي
جاسر(نظر حوله):- ماذا تفعلين هنا لوحدكِ بوقت كهذا هل تواعدين أحدا من الجنود وتنتظرينه بهذا المكان القصي ؟؟
وصال(فتحت عينيها من إهانته لها وقد فات الأوان وتدفقت شحنة السخط بأوردتها للتو):- أرجوك سيدي أنا هنا لتأدية عملي ولا وقت لي لهذه الخزعبلات
جاسر(جلس مكانها بأريحية):- آه آه تقليد لصورة الفتاة الشريفة العفيفة والبريئة التي لا تظلم أحدااا .. أتصدقين تأثرت بجوابكِ حقا
وصال(همت للمغادرة):- عن إذنك
جاسر(قبل مرورها استوقفها وهو يضرب الحجر لبعيد):- لما فعلتِ ذلك ؟
وصال(بعدم فهم):- فعلت ماذا ؟
جاسر(مال برأسه إليها وبنظرة خبيثة):- ههه ستدعين البراءة حتما لكنني أراكِ على حقيقتكِ ولست مخدوعا فيكِ مثلهم
وصال(تشجنت عضلاتها):- أيا كان ما يدور بخلدك أنا موقنة تمام اليقين أنك مخطئ به فلست عدوة هنا لأحد .. تصبح على خير سيدي
جاسر(نظر إليها بطرف عينه قبل أن يعود ليتأمل القمر):- ههه لن تنطلي علي خدع النساء تلك يا وصال وستدفعين ثمن ما فعلته برفعت كي تأخذي مكانه غااااااليا جداااا ..
توعدها بالانتقام وهو حتى لا يدري خلفية الموضوع الحقيقية والتي أخفتها عنه الإدارة لأسباب خفية سنعلمها في لاحق الأيام أكيد .. توجهت نحو غرفتها وهي تزفر عميقا وتتساءل لما يكرهها لتلك الدرجة لما لا يراها على حقيقتها ويلومها على شيء لم تقترفه ولا ذنب لها فيه ، لم تعرف شيئا سوى الدموع حينها فقد شعرت بالغبن والظلم من موقفه العدائي تجاهها ومهما فعلت على الأغلب سيظل يعاملها بذاك السوء دوما ..


" أوَّاه من عينيها كيف تذقنَنِي علقم الوحدةِ وشهد الوصلِ في آن الوَقت ، عسلُ غروبي وشمسُ لياليَّ المريرة " ميرنا " يا أرضَ المُباح والمَمنوع ، يا ذاتَ النظراتِ الخاصَّة كيف اقتحمتِ حياتي دون قرَار .."
كان يستمع لأغنية كلاسيكية صادحة في غرفة مكتبه بينما كان جاثما بشرود أمام برواز صورة قديمة له ولنادر التقطاها في نفس اليوم الذي ذهبا فيه للرحلة ، نفس اليوم الذي رأى فيه وهم قلبه وأنقذها من براثن القدر ، نفس اليوم المرير في حياته والذي لن ينساه مهما طال به الزمان … عيناها العسليتين لم تتغيرا بل كما هما جميلتان آسرتان وغامضتان أيضا ، فيهما تجلى سحر الغروب ولونه القاتم ، أما شعرها فقد استطال كثيرا وأضافت له لمسة إبداع زادتها شروقا كأشعة الشمس الملتهبة في كبد السماء .. بينما وجهها أبيض كالبدر كأنها ماسات لامعة تحت ضوء القمر ، حرك رأسه يمنة ويسرة ماذا يفعل الآن كيف سمح لأفكاره بأن تدقق فيها لتلك الدرجة لا ويتغزل بها أيضا … ضحك على نفسه فقد بدأت ساعات جنونه والواضح أنها سترافقه طوال الأيام القادمة ، وضع يده على سوار أمه الذي لم يخلعه من يومها وتنهد بعمق مفرجا عن تأوهات دفينة
وائل(بحزن):- اشتقت لكِ يا أمي الحبيبة
نزار(قطع خلوته):- وائل سأخلد للنوم ابن عمك لم يحضر ربما ذهب لشقته اتصل به
وائل(ابتلع ريقه والتفت إليه):- أهذا يعني أنك قلق عليه ؟
نزار(عقد حاجبيه بتأفف):- لا والله لم أقلق لكنني أريد النوم لأنه إن عاد الآن سيتوجب علي تسخين الأكل من جديد وتحضيره وإعداده يعني عذاااااب أسود
وائل(بذهول):- صدمتني حقا و أنا الذي قلت أنك تملك إحساسا ناحيته ههه طيب سأتصل به الآن و إن عاد سأتصرف أنا يمكنك الخلود للنوم
نزار(رفع حاجبه):- هممم هكذا أرحتني .. هيا تصبح على خير يا بني
وائل(التقط هاتفه):- وأنت من أهله عم نزار ..(يتصل) تييييت تيييت تيييي ألو شهاب
شهاب(في شقته):- آه كيف نسيت أن أعرج عليك لا تؤاخذني يا حبيب ابن عمك لقد عدت لشقتي قبل قليل
وائل(مط شفتيه):- المهم أن تكون بخير …
شهاب:- لا تنسى يا ولد غدا ستأتي ميرنا لتستلم عملها يجب أن نتحرك كي نعقد الشراكة ونوقع على الاتفاقيات ومفوضتنا الحسناء ستكون تميمة حظ بالنسبة لناااا
وائل(بسخرية من نفسه وهل ستخبرني):- امم امم أعلم ذلك عموما سأراك غدا بالشركة هيا نم الآن ليلة سعيدة
شهاب(فتح الباب لمنذر):- وليلتك أسعد … لقد تأخرت ؟؟
منذر(بابتسامة):- زحمة سير
شهاب(بمكر):- أجزم أن الزحمة كامنة في رأسك .. تفضل
منذر(أزال قلنسوة رأسه):- لقد اتصلت بي يا سيدي
شهاب(أشار له ليجلس):- أجل أ..أردت أن نتحدث بعيدا عن جو الشركة يعني هنا أحسن
منذر(بعدم فهم):- أسمعك سيدي
شهاب(تلاعب بعينه وبخبث):- اممم بصراحة لقد كنت أعلم بأمر شراكتنا مع شركة هيرمكانا اتصلوا بي قبل أيام من حفلة الافتتاح و عرضوا علي ذلك وأنا راقتني الفكرة ووافقت ، لكن كما رأيت وائل متردد بشأن هذه الخطوة
منذر:- ولكنه اقتنع في الأخير يا سيدي و من منظوري أجدها خطوة مميزة ستحقق نجاحا باهرا لاسمنا ، فلنتوكل على الله
شهاب(ابتلع ريقه):- وائل حساس زيادة على اللزوم ويريد العمل بضمير حي ولكن أحيانا يتطلب منا الازدهار القيام بخطوة تسير عكس التيار كي نصل لمبتغانا … ألاحظ أنك لم تستوعب بعد ما أريده منك باختصار إن سألك وائل ما إذا كنت تعلم بأمر الشركة قبلا فعليك أن تجيبه بنعم وأنني شخصيا علمت من قبلك
منذر(عقد حاجبيه):- ولكن لماذا ؟؟ أ.. أقصد هل هناك مشكلة ؟
شهاب(استقام وهو يضم يديه):- لالا لا يوجد مشكلة فقط أنت تعلمه كم يدقق في أمور لا تسترعي انتباه أحد غيره ، و إن أخبرته أنني كنت أعلم بها سيعترض ونحن بحاجة لهذا التوقيع أكثر من ذي قبل فهمتني يا منذر صحيح ؟
منذر(استقام وصافحه):- ولو يا سيد شهاب اعتبر الأمر عندي طلباتك مجابة
شهاب(ببسمة نصر):- دوما ما أقول أن الرجل المناسب في المكان المناسب .. جيد يا منذر
ابتسم بخبث وهو يودع هذا الأخير وعاد واتكأ على كنبته وهو يشعر كأن الدنيا كلها تبتسم له أمسك أداة التحكم بالتلفاز وقام بتشغيله ثم نهض ليحضر شيئا يأكله ، لكنه تسمر محله حين سمع صوتا مألوفا تخلل زوايا تفكيره وجعل جسمه كله يقشعر ، بنظرة نارية حدق في الشاشة ووجد تلك الأنثى المفعمة بالحب تعرض أغنية لها وكأنها تعمدت أن تذكره بها في ذلك التوقيت بالذات ، عقد حاجبيه وأغلق الثلاجة بعصبية وشعور بالوجع يغزو قلبه ، لا زال ضميره يؤنبه و إن كان قد غاص في بحر فرحته بعودة ميرنا إلا أن تلك المتمردة أثارها معلمة على قلبه كنقش فرعوني يتحدى النسيان .. تأوه وهو يستذكر صوت بكائها وأنينها وحرقة صدره تعتصر عقله بقسوة …
شهاب(وضع يده على رأسه):- ماذا الآن ماذا ؟؟ هل سنفكر بميراااااااااا تتت تبا تبااا لماااا دخلتِ حياتي وقلبتها رأسا على عقب ؟؟
ضرب بيده علبة الأكل التي أخرجها من ثلاجته وأقفل التلفاز بعصبية ووضع يديه على زاوية المطبخ الرخامية وعقله قد تشوش بسببها ، لن يستطيع نكران تلك الخلية التي تقلق عليها الآن لكنه سيقتلها من أجل ميرنته سيقتلهاااااا قتلا .. ولحظتها كانت هذه الأخيرة في غرفتها تجلس على مكتبها وقد رفعت الأوراق للسماء ممتنة مما أنجزته
ميرنا(بحماس):- أخيراااا أنهيتك يا مقالي أنت جاهز الآن للطبع يس
بابتسامة وضعته بحقيبة العمل بين باقي الأوراق ونهضت من كرسيها وهي تتمطى بكسل ووقفت أمام مرآتها وأخذت تفكر في يوم غد ، إذ سيكون بداية عملها بشركة دابليو إر كوسيطة إعلامية بينها وبين شركة هيرمكانا وهذا ما هي تتطلع إليه ، تريد التعرف على أصحابها من أجل إكمال تحقيقها فحدسها هي وإياد أن الشركة على علاقة بالفهد البري لا يخطئ ولن يخطئ البتة .. عضت شفتيها وهي تلف خصلة من شعرها المرفوع أعلى رأسها وعيناها تلمعان بشكل غريب يضفي ابتسامة ساحرة على ملامحها … ستراه غدا ما يعني أنها يجب أن تكون متألقة انتفضت وفتحت دولابها وأخذت تضع ثيابها على السرير وتنتقي ما يناسبها تنورة على قميص على بلوزة ملونة على سترة طويلة وهكذا حتى وضعت تقريبا كل الدولاب أرضا ، وضعت يديها على خصرها وهي تنظر بتعب تجاهها لا يوجد شيء مميز بين ثيابها .. مالت بشفتيها وهي تظن أنه قد حان وقت التسوق فعليا وغدا بالمساء سوف تقوم بذلك أما الآن راحت تجمع ما بعثرته بعدما استقرت عيناها على طقم نسائي مكون من تنورة وسترة في اللون الرمادي الفاتح وبلوزة تحتية في اللون الزهري الناعم ، حضرتها في زاوية بعيدة عن ذلك الركام المسكين الذي يقبع خلفها وأخذت تجمعه بحماسة غريبة ومزاج مغاير لمزاجها طوال الفترة الماضية ، حتى حين علمت بمشكلة رنيم تأثرت قليلا بها ولكن هي تعلم أن حب رأفت لها أكبر بكثير وسوف يرضيها بالشكل المناسب … والذي كان يجلس بحزن بغرفة ابنه أيهم ويلاعب دبدوبه وملامحه قد اكتساها الأسى ..
حاتم(زفر بعمق ودخل عليه):- بني
رأفت(عقد حاجبيه والتفت إليه):- تفضل بابا
حاتم(جلس مقابله وأمسك لعبة لأيهم):- اشتقنا له كثيرا كان ليكون الآن نائما بسريره
رأفت(بوجع):- الأمور فلتت من يدي يا أبي رنيم حانقة على أمي وأمي لا تطيق رنيم أستشعر ذلك و إن حاولت التصنع أمامي كي لا أغضب
حاتم(مط شفتيه بحزن):- آه يا عزيزي .. سيسهلها الله غدا سأذهب بنفسي لرنيم و أعيدها أكيد ستسمع من عمها الذي يقدرها جدااا
رأفت:- لا يا أبي لا تتدخل أرجوك مع احترامي لمحاولتك لكن رنيم بحاجة لوقت لتريح أعصابها ، كما لاحظت في الآونة الأخيرة جموحها قد أصاب الجميع بالذهول ولا أريد لأن يراها أحد بذلك المنظر ربما إن بقيت هناك ستعود رنيم التي أحببت ..
حاتم(استقام بحزن على حال ولده):- إن احتجت لشيء تعلم أنني سأهب لمساعدتك يا بني
رأفت(نهض وعانقه بمودة):- شكرا يا أبي .. أ سأذهب لغرفتي تصبح على خير
حاتم(عقد حاجبيه):- وأنت من أهله ..
توجه لغرفته ببؤس لا وجود لقطته المتمردة فقد أغراضها الموضوعة هناك لتذكره بوجودها في كل زاوية ، زفر بعمق وهو يقاوم شوقه الجامح لها ولا حيلة بيده لكي يصحح مسار الأمور ، أما حاتم فقد نظر خلفه لأغراض حفيده الصغير وتوجه بغيظ نحو غرفته ووجدها تضع لفائفا على شعرها فأغلق الباب بعنف هز كيانها
وجدان(بعصبية):- ماذا يجري ؟؟
حاتم:- أنتِ وراء ما يحدث يا وجدان أنتِ المتسبب الرئيسي في حزن ولدك وترك زوجته البيت بتلك الطريقة
وجدان(رفعت حاجبها وعادت لتكمل عملها):- ما هذا الذي تقوله هل ضربتها على يدها وقلت لها غادري ؟ لقد حملت نفسها هي وابنها وذهبت دون مشورة أحد حتى
حاتم(اقترب منها مهددا):- وجداااان أنا أحذركِ تلك الفتاة في كفة وأنا وابنكِ في كفة أخرى
وجدان(فتحت عينيها على وسعهما وهي تراه يهب للمغادرة):- هل تهددني ثم إلى أين أنت ذاهب الآن ؟؟
حاتم(فتح الباب ونظر إليها بغل):- من الآن فصاعدا لن يجمعني بكِ فراش واحد سأتخذ غرفة الضيوف غرفة لي من الليلة اشبعي بألاعيبك لوحدك من المؤسف أن ابنكِ مخدوووع فيكِ ولا يرى خبثكِ كما أراه أنا … تصبحين على خير أو بدون حتى هممم
صفق الباب خلفه وتركها مصدومة مما قام به طوال السنين الماضية لم يهجر غرفتهما كيف واتته الجرأة للقيام بذلك ، نظرت بهلع لنفسها بالمرآة وهي تتوعد شرا برنيم فهي بالنسبة لها السبب الرئيسي وراء عصيان حاتم وتمرد رأفت وقلب موازين حياتها بالمجمل …

في صباح اليوم التالي
الحياة مفعمة بالنشاط ، البسمة رفيقة الملامح ، الحماس مرابض بالوجدان ، التفاؤل عنوان الصباح ، اللهفة سيدة الموقف ، التوتر حاضر ببداية القائمة ، والغرابة كانت حلقة تفكير في عقلهما معا … كان يتحرك بحماس بين مرآته الأرضية ودولابه وهو ينتقي ربطة العنق التي ستناسبه من بين ربطات عنقه الموضوعة بترتيب بدرج دولابه .. بينما كانت هي تلف شعرها بآلة الشعر اللولبية باهتمام بالغ ، تعدله وعيناها تبرقان بحماسة تستشعرها مذ أن استيقظت ، أخذت تجهز نفسها وتبذل مجهودا كي تكون متألقة أكثر من ذي قبل .. هناك شيء غريب يدور هنا فهي مطلقا لم تهتم بهذا القدر الكبير بشكلها ولا هو شعر بهذا التوتر أثناء ذهابه لعمله قد غير عشرات ربطات العنق واستقر أخيرا على واحدة بدرجات اللون الرمادي تحت طقمه الأزرق الغامق وقميصه الرمادي الفاتح ، بعد برهة خرج من غرفته وقبل العم نزار وهذه فارقة لم تحدث قبلا وهنا أعطى وائل مزحة سيمسكها عليه العم نزار لأبد الأبدين ، أفطر بسرعة وارتشف من قهوته القليل قبل أن يحمل حقيبته ويهم بالمغادرة والغبطة الغريبة رفيقة صباحه ، أما هي وضعت أقراطا بأذنها وعدلت شعرها الذي وضعته على شكل لولبي زادها شروقا إضافة لزينة تفننت في وضعها عطرت نفسها وأمسكت بحقيبتها الجلدية الزهرية ووضعتها تحت إبطها بينما أمسكت الحقيبة العملية بيدها و غادرت غرفتها وهي تبتسم بشرود غريب ، لم تستطع أن تتأخر أكثر فاكتفت بأخذ بسكويتة صغيرة رفقة الشاي وقبلت وجنة أيهم ودينا ونهال ثم غادرت وهي تشع بالحياة .. اليوم غريب من بدايته ولا ندري بعد ما قد يحدث فيه لنأمل خيرا طالما قد ابتدأ كذلك ^^
رعشة القلب كانت مشتركة ما بينهما فقد كان أول الواصلين لمقر الشركة وحين ترجل من سيارته نظر بتمعن لبوابة الشركة وقلبه يهفو لرؤية تلك الخجولة من جديد ، خط درجات مقرهم وقام بتحية البواب و موظفة الاستقبال قبل أن يتوجه ناحية المصاعد ويضغط على أحدهم ليصل إلى مكتبه لكن قبل أن يقفل باب المصعد لمحها آتية من بعيد وهي تبتسم للبواب وتعرفه على نفسها والذي رحب بها بحفاوة ووجهها للطريق ، ما أجمل ابتسامتها إنها وليدة الشمس بدون شك أخذ يتأملها ويتحدث في سره بينما فتح باب المصعد وتصرف وكأنه صعد للتو لمحت هي بابه المفتوح وخطت بسرعة من أجل اللحاق به وما إن ولجته بابتسامة لتشكر السيد الذي قام بانتظارها حتى انتشرت دهشتها لتعم الأرجاء ..
وائل(مص شفتيه بخفة وابتسم):- صباح الخير
ميرنا(رمشت بعينها وهي تبتلع ريقها بخفقات متسارعة وتشتم نفسها أكان يجب أن تصعدي بالمصعد ما به الدرج ما به ؟؟؟ ):- صباح النور
وائل(بطرف عين رمق ارتباكها واحمرار وجنتيها وضغط على زر الصعود):- ستتسلمين اليوم عملكِ من مكتب منذر سأرشدكِ إليه ،، و نسيت أن أقول لكِ مرحبا بكِ معنا صدقا فاجأتني
ميرنا(أليس سعيدا بقدومي تتت ماذا يعني أنني فاجأته):- أممم أصر شهاب علي لذلك لم أجد بدا سوى الموافقة على هذا العرض
وائل(رفع حاجبيه وهو يخفي ابتسامته وراء قناع الجدية):- أهاااه عرض موفق إذن
ميرنا(ابتلعت ريقها بتوتر وهي تبتعد بنظرها عنه وتركز جانبيا):- بصراحة أنا لا أعلم بعد ما المطلوب مني حبذا لو يتكفل منذركم بالشرح
وائل(ضحك بخفوت وتنحنح بأدب كي لا يحرجها):- طيب سأحرص أن يشرح منذرنا لكِ الأمور ببساطة ويخبركِ بما يتوجب عليكِ كما سأدعه يرشدكِ لمكتبك
ميرنا(تحركت بعنفوان ونظرت إليه بطرف عين):- جيد جدااا
وائل(أغمض عينيه وهو يشتم عطرها وخصلات شعرها على مرمى يده ما أجمل شعرها الناعم إنه يشبه شعر أمه قليلا ، بشرود نطق اسمها كأنه يغنيه):- ميرناااااا ..
ميرنا(بارتباك اهتز جسمها من همسته الغريبة ورمقته بريبة):- .. نعم
وائل(زفر بعمق حين وصل المصعد بهما):- أ.. تفضلي من هنا
سار قبلها بخطوات واثقة بينما أخذت تتنفس الصعداء بعد ذلك القرب الموتر بينهما ، أخذت تتأمله وهو يشرح لها خريطة المكاتب الخاصة بهم والظاهر أن أختنا في الله كان عقلها غائبا في أشياء أخرى ، كمشيته الأنيقة وهيئته الراقية وصوته الدافئ ونظراته الواثقة وابتسامته اللطيفة وأسلوبه المثقف و..
ميرنا(اصطدمت به حين توقف فجأة وعدلت نفسها هل كان يجب أن تستذكري مميزاته تبا لغبائكِ يا ميرنا):- آسفة ..
وائل(سحب نفسا عميقا وعطرها قد تملك كل جزيئية منه):- هذا مكتبي .. يمكنكِ الحضور وقتما شئتِ يعني إن تعذر عليكِ فهم شيء بالعمل
ميرنا(تذكرت أنها يجب أن تستأذن بعد ساعتين لتذهب للجريدة بناء على طلب المدير فتحي وأيضا لتقدم مقالتها الأسبوعية):- أ.. طيب سأتوجه الآن إلى منذر..
وائل(يا بختك يا منذر):- تفضلي .. أ.. لا من هنا
اعترضا طريق بعضهما وسمح لها بالمرور بينما خطت هي خطواتها بارتباك إضافة للشتائم التي أسقطتها على نفسها من شدة البلادة التي تحضرها في مثل هذه المواقف .. وصلت لمكتب منذر والذي استقبلها برحابة صدر وشرح لها مجال عملها والمطلوب منها وأخبرها أنه ترتب الذهاب في ذات اليوم لشركة هيرمكانا من أجل إعطائهم شروط دابليو إر و الإتيان بتصريح مباشر فيما إذا كانت الشروط مباشرة أو يجدر تعديل أحدها وهذا كله سيكون تحت إمرتها الشخصية رفقة شهاب الذي تقرر أن يذهب وإياها إلى هناك سوية ، وجدت نفسها محاطة بالكثير من المعلومات والمهام أيضا لقد ورطها شهاب ولولا غايتها المرجوة من وراء هذا العمل لما كانت وافقت بالمرة ، تكلف منذر بشرح البقية لها حتى انضمت لهما رقية التي سعدت كثيرا بتواجدها بينهم وساعدتها على التأقلم وذلك بسرقتها من منذر و أخذها في جولة
ميرنا(تتنهد بعمق):- هففف كانت استراحة في محلها يا رقية مذ دخولي لمكتبه لم يصمت ولا لحظة ساعة وهو يشرح لي أمورا بعيدة كليا عن نطاق فهمي
رقية(تضحك وهما متجهتان صوب الركن المخصص لتعديل القهوة):- كوب قهوة سيعدل مزاجكِ يا ميرنا أنتِ في أول يوم لكِ وطبيعي أن تختلط عليك الأمور لكن مع القليل من المرونة سوف تتأقلمين ههه أنا لم أصدق نفسي بتواجدكِ معنا صدقا بعثكِ الله لي من السماء لتعفيني من مجالسة مديرين أحدهما أجنُّ من الآخر
ميرنا(مسحت خلف عنقها بارتباك وابتسمت):- يعني ليس لتلك الدرجة حسبما أظن
رقية(تعدل لهما كوبي قهوة بواسطة الآلة):- شهاب صباحاته كل سوداء حين لا يجد الأمور تسير حسبما يريد أما وائل إن لم أقل أنه يخلف العمة نعمة هنا بتذمره سأظلمه هههه
ميرنا(عضت على طرف شفتيها وعيناها تبتسمان بسحر دافئ):- أهااااه ..
رقية(أعطتها كوبها):- هههه إن سمعني أحدهم سيقول أنني أفسد عقلكِ من أول يوم
وائل:- وهل هذا ما لا تفعلينه يعني ؟؟
رقية(رفعت حاجبها ونظرت إليه بعينين مصغرتين):- انتظر دورك سيدي المدير
وائل(تقدم ناحيتهما ويديه بجيوبه):- آنسة ميرنا كيف وجدتِ مكتبكِ ؟
ميرنا(بحشرجة في صوتها من فرط الارتباك):- لم أره بعد فالسيد منذر لم يطلق سراحي إلا بعد قدوم رقية
وائل(ببسمة شريدة):- اممم جيد
رقية(تحضر له قهوته):- سأعد لك قهوتك وائل
وائل:- شكرا لكِ رقية ..
ميرنا(بتوتر لم تدري ما تقول ففجرت أول ما خطر ببالها):- ألن يأتي شهاب بعد ؟
رقية:- والله لا أدري من المفروض أن يكون هنا منذ مدة
وائل(عقد حاجبيه):- تت .. جهزي نفسكِ آنسة ميرنا سنذهب سوية لشركة هيرمكانا كان من المفروض أن يرافقكِ شهاب لكنه اتصل واعتذر
رقية(عقدت حاجبيها):- غريب إلى أين ذهب ؟
ميرنا(السؤال الأهم ماذا سأفعل أنا في ورطتي هل سأذهب مع ذلك الكيان في سيارته لا والله):- تعالي معنا أنتِ أيضا يا رقية سنستمتع أثناء ذهابنا همممن
رقية:- كان يعز علي يا حبيبتي لكن لدي عمل متراكم لن أتمكن من ذلك
وائل(ابتسم من فكرة ميرنا وتوترها الواضح له ثم أمسك قهوته من رقية):- أنتظركِ بمكتبي
ميرنا(نظرت إليه ووجدت لمعة خفية تبرق في عينيه وفهمتها جيدا):- احم … حاضر
وائل(تنهد عميقا هو يعلم أن ما يشعر به خاطئ لكن لا قدرة له على مقاومته):- تمام
تنهدت بارتياح بعد ذهابه لأن التوتر الذي يعتريها بقربه يسبب لها الضيق ويجعل كلامها مسخرة العموم ، وجدت نفسها بعد مدة بجانبه في سيارته متجهين صوب تلك الشركة المجهولة التي دار فيها هذا الحديث
مساعد الفهد(عبر الهاتف):- ركز معي عليك أن تبعد كل الشبهات عنا وتفتح مجال التواصل مع شركة دابليو إر مديرهم و الوسيطة متجهين صوبك إياك و أن تخطئ في حرف .. وافق مباشرة على كل شروطهم وسرع عملية التوقيع في يوم قريب مفهوووم ؟؟
المدير الوهمي:- بأمرك سيدي
مساعده(أقفل الخط والتفت إلى الفهد الذي كان يلاعب شبله في الحديقة):- سيدي كل شيء تحت السيطرة السيد وائل والآنسة ميرنا في طريقهما نحو الشركة الأم
الفهد(يمسح على شعر شبله بهدوء):- امممم جيد جدا لنرى ما قد يحدث …
في السيارة فتحت نافذتها ومشاعرها متضاربة بين اختناق وضيق وتوتر ، لاحظ تشنج حركتها وابتسم وهو يقود بأريحية و هدوء أعصاب عكسها لو كان بوسعها لحرقت الشوارع كلها من فرط رجفتها ، إن ما يحدث ليس بطبيعي بالمرة قاطعها صوت مسجلته التي بثت أغنية كلاسيكية هادئة ونظرت إليه بخفة وجدته قد نظر إليها في ذات الوقت والتفتت مباشرة لجانبها كي لا تلتقي بعينيه القاتلة بالمرة …
وائل:- هل أحضرتِ العقد ؟
ميرنا(بتنبه فقدت تركيزها):- أ.. نعم .. لا .. أ لحظة دعني أتأكد من وجوده هنا كان هنا أنا متأكدة همم
أخذت تفتش بين أغراضها بينما صف هو سيارته على جنب لتأخذ راحتها ولمحها وهي تخرج ملفاتها العديدة وحرك رأسه يمينا وشمالا بدون فائدة
وائل:- ههه هل تظنين أنكِ ستجدينه بين هذا المكتب الذي تحملينه في حقيبتكِ ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تفتش بين الأوراق):- لقد كان هنا أمهلني فقط وقتا أنت توترني
وائل(عض شفتيه على كلمة "أنت توترني"):- دعيني أرى ..
أمسك ببعض الملفات منها وأخذ يقلب أوراقها ومن بين الأوراق لاحظ عنوان مقالتها الأسبوعية [أطلق العنان لقلبك] وفلتت من بين شفتيه كلمة واوو دون إدراك فالبداية كانت نارية جدا ووجد نفسه يلتهم ما كتبته التهاما
ميرنا(بعد عناء):- أووف كدت أموت خوفا ها قد وجدته أخيرا .. أنظر … هئئئئئئئ يا إلهي ماذا تقرأ أعطني إياهاااا ؟
وائل(أعطاه لها):- أطلق العنان لقلبك اممم مثير للاهتمام
ميرنا(بحرج لملمت بقية الأوراق في حقيبتها):- ما كان يجب أن تراه
وائل:- ولماذا فأنا سأقرؤه عندما ينشر ؟؟ هل هو سر مثلا أم أنه محظور علي أنا فقط ؟
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما يا إلهي لقد أوقعها في خطر لسانها):- أ.. من من قال أنه محظور عليك يعني أ.. قصدت أنه لا يجب قراءته حتى ينشر .. هذا كل شيء
وائل(عقد حاجبيه ولمح كركبتها المضحكة):- هه طيب لا عليكِ .. دعينا نتمم طريقنا
ابتسم وهو ينظر إلى رعونتها وقال في سره : ستقلبين حياتي حتما يا وهم قلبي
ميرنا(مسحت على جبينها بعد أن أقفلت حقيبتها وفي سرها):- ماذا يحصل معي ما كل هذا الارتباك اوووف تعبت حقا هذا متعب للعقل أنا لا أستطيع السيطرة على هذه الحالة .. كله بسبب هذا ل .. الكيان المدمر اهههئ أين أنتِ أمي

في مكان آخر كان هذا المجنون يقود سيارته بجنوووون وعصبية ، يخط الطرقات بسرعة قياسية تضاهي جنون ما يشعر به من بعد ذلك الاتصال
~ قبل مدة بسيطة ~
باتريك:- ألو سيد شهاب أنا باتريك مساعد السيدة ميرا أرجووووك أنجدني يا سيدي
شهاب(بهلع):- ماذا يحدث تكلم ؟
باتريك(بحالة بكاء):- إنها السيدة ميرا آآآه لو تعلم … يا سيدي إنها تود الانتحاار أرجوك تعال بسرعة للقصر و أنقذها أنت الوحيد التي تستطيع ذلك ، أرجوك أتوسل إليك أنجدها فهي لا تريد العدول عن جنونها تعبت أنا وهنادي معها ولكنها لا تسمع إنها تهذي منذ أن استيقظت وتريد إنهاء حياتها بنفسهااااا يا الله احمها
شهاب(مسح على شعره وضغط على فرامل سيارته بعصبية):- طيب طيب أنا قاااااادم .. يا إلهي هل ميرا حقا تود الإنتحاااااااااار !!!!


يتبع ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 28-03-16, 12:08 AM   #155

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايه الفصل الجامد ده مش عارفة اعلق عل ايه والا ايه دسم شيق ممتع ومحزن تسلم يدك شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
قديم 29-03-16, 04:00 AM   #156

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جمييل طويل مشوق جدا ...
ميرنا الان واقعه بتخبط وحيره من امرها ومشاعرها مابين وائل وشهاب
والضغط يزداد عليها كلما قابلته هي تشعر تجاه وائل بمشاعر لاتعرف تفسيرها والندبه تركت اثر لديهما الاثنان اذن التقيا بالماضي وهي الان
تحاول ان تنكر لكي لا تنجرف وراء مشاعرها وخاصة بعد عودتها
لشهاب وشهاب الان سيحرص على ارضائها باي شيئ
لتبقى معه ووائل يعيش صراع مابين قلبه وعقله فبعد ان وجدها
الان تضيع من بين يديه كونها خطيبه ابن عمه وعليه رويتهما
سويه وهذا صعب جدا
رنيم المسكينه لم تعد تحتمل ما يحدث وهي ترى اخرى تحاول سرقه زوجها
منها هي بحاجه لبعض الراحه والتفكير بحياتها ...ووالد رافت بهحره لزوجته هل
سيغير من الامور شيئ اظن سيزيد من حقد وجدان
دعاء كانت صدمه ان سمعت الطبييه واتفقاها مع حسام ولكن عرفت تلجأ لمن
لنور المصلحه لاخطاء بنات الراجي وتصرفت بطريقه صحيحه ولكن هل ستستطيع اجباره على الزواج من دعاء ورده فعلها من الامر منطقيه وجيداء بعد ان طلبت مراقبه حسام ماذا سيحدث
كوثر وزياد بانتظارهم الكثير زياد دخل بسهوله لحياتها وجميل علاقتهما سويه
ميرا هل هي خطه للايقاع بشهاب ام هل هي صحيحه محاوله انتحارها
مافائده عقد الشراكة مع الفهد البري وعلى ما يخطط ياترى .؟؟
شكرا على الفصل الجميل ....والأحداث المشوقه


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 29-03-16, 08:56 AM   #157

مريم نجمة

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية مريم نجمة

? العضوٌ??? » 340508
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 714
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » مريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلام
الاحداث مثيرة .
يبدو ان ميرنا سبق وتقابلت مع واءل من قبل ،
لكن الى اي مدى ستكون علاقتها الان معه،
دعاء تستحق ما اصابها ،
وميرنا هل ستنتحر حقا؟
ما حكاية الشراكة ‏
هل ستبقى ميرنا مع شهاب ‏‎،


مريم نجمة غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قديم 31-03-16, 11:13 PM   #158

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايه الفصل الجامد ده مش عارفة اعلق عل ايه والا ايه دسم شيق ممتع ومحزن تسلم يدك شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكِ اختي فرحت فرحت ان الفصل عجبك والله تسلميلي يارب واتمنى الباقي ايضا يكون في المستوى وكذلك لكي مني اجمل تحية على القراءة السريعة والمتابعة العظيمة ربي مايحرمني منك غاليتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-04-16, 05:54 PM   #159

اجمل غموض
 
الصورة الرمزية اجمل غموض

? العضوٌ??? » 337384
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 466
?  نُقآطِيْ » اجمل غموض is on a distinguished road
افتراضي

وااااااااااوفصل جميل ورائع الصراحه ابدعتي ..ياترا ايش راح ايصير لميرنا وراح تعرف الشركه تبع منو وائل شو راح يعمل بين حبه لميرنا ..ووفائه لشهاب..وميرا وانتحارهه بس ما اتوقع السالفه جد...والفهد وراؤف عمهم اعتقد بينهم علاقه ياما الفهد يشتغل وياه او راؤف هو الفهد......والله يستر من الجاي ....مشكوره حبيبتي كثير عل الفصل وسلمت اناملك....

اجمل غموض غير متواجد حالياً  
قديم 01-04-16, 06:01 PM   #160

اجمل غموض
 
الصورة الرمزية اجمل غموض

? العضوٌ??? » 337384
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 466
?  نُقآطِيْ » اجمل غموض is on a distinguished road
افتراضي

ههههههههههه اي رمضان ههههه اسفه بس التعليق من المبايل ومرات ايعك اشويه

اجمل غموض غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.