آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-07-16, 03:24 AM
| #11 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة  
|  حينما استيقظت .. وجدت نفسي في احدى غرف المسشفى وسندس تنظر من نافذة الغرفة .. انتبهَت لحركتي .. فأسرعت نحوي وهي تسألني " هل أنت بخير ؟" كان في صوتها نبرة من القلق .. أنا : " نعم الحمد لله أشعر بتحس ..ماذا حدث بالضبط ؟" سندس : " لقد أغميَ عليك من شدة التعب .. لا تقلق فالطبيب قال انه ليس بالأمر الخطير .. تحتاج فقط لبعض الراحة " ازحت الغطاء عني وهممت بالنهوض غير أن سندس حالت دون ذلك قائلة لي :" يجب أن ترتاح يا ليث .. اهتم بصحتك .. أرجوك " نظرت الى عينيها .. فرأيت فيهما مشاعر الحب والخوف والقلق عليّ .. فهربت من عينيها و سألتها عن أمنية .. فأجابت "انها نائمة في الغرفة المجاورة .. لقد أجريَ لها فحص شامل وهي لا تعاني من شيء ..الحمد لله .. " ثم أضافت " أنت لم تتناول شيئا ..سأذهب لأحضر لك الطعام ... ابقى في فراشك الى أن أعود .. لا تغادره أفهمت ؟؟ " " حسنا .. فهمت يا أختي الصغيرة " قلت ذلك وأنا ابتسم بخبث لأغيضها .. فطالما كرهت عبارة (أختي الصغيرة) فابتسمت هي الأخرى وقالت : " أيها المحتال .. من حسن حظك أنك مريض .. " ثم ختمت كلامها " ابقى هنا لن أتأخر " ثم خرجت وماهي الا لحظات حتى عادت بطاولة الطعام المتحركة وقدمتها نحوي .. صراحة كنت أشعر بجوع شديد .. لكن طعام المشفى لا يروق لي .. ومع ذلك كنت ألتهمه بشهية .. وأنا أقول : " طعام المشفى سيء لكنني سأتناوله " فردت عليَ سندس : " هذا لكي تعرف أنه لا وجود لطعام يضاهي الطعام الذي أعده .." فقلت مازحا :" أوه يا إلهي .. طعامك ؟ إنه لا يطاق .. انني أفضل طعام المشفى " فأجابت بحنق : " هكذا إذن .. من الآن فصاعدا لن تتذوق قطعة منه .. وأنا أعني .. الشطائر التي تحب " أنا : " ماذا شطائر ؟؟؟ لقد كنت أمزح فقط .. طعامك لا يعلى عليه .. " بعدما انتهيت من تناول وجبة الغداء .. طلبت من سندس أن تتفدق أمنية بينما أذهب أنا للتمشي في حديقة المشفى .. ذهبت سندس الى غرفة أمنية وبقيت بجوارها .. ذهبت لأتمشى تاركًا العنان للريح لترطد عني الشحنات السلبية التي علقت بذاكرتي .. لم أحس بالوقت وأنا أجلس في ساحة المشفى الواسعة .. فقد كان الجو رائعا ينسي الهموم .. وأخيرا .. أجبرت نفسي على العودة الى غرفة المشفى الكئيبة التي تخنق الأنفاس .. أنا أتوق لأعود الى المنزل .. لقد سمح لي الطبيب بالخروج لكن سندس لم توافق ..فهي لا تزال خائفة علي وتريدني أن أقبى تحت رعاية الطبيب فترة بعد .. الى أن يطمئن بالها .. أتعجب لأمر الفتيات إنهم دائمات القلق لأبسط الأمور .. ************************************************** ************************* أنا : " ماالذي تقوله ياليث ؟ لا لن تخرج من المشفى قبل أن تشفى ذراعك بالكامل .. " ليث " أنا بخير يا سندس .. كما أن الطبيب سمح لي بالخروج .. لما تعقدين الأمور هكذا ؟ " أنا " لكن يا ليث .. لم تشفى بعد ..ثم إنك .. " قاطع كلامي قائلا " أرجوك يا سندس دعينا نعد الى بيتنا أنا لا أطيق غرف المشفى ورائحة المعقمات .. غدا سوف نعود لا تناقشيني يا سندس .. " فأجبت بيأس : " حسنا .. " في صباح اليوم التالي .. ذهب ليث ليكمل باقي اجراءات خروجه وأمنية من المشفى.. ومن ثم اتجهنا صوب السيارة ***************************************** فتحت باب السيارة لأتولى القيادة لكن سندس منعتني من ذلك قائلةً : " لن أسمح لك بقيادة السيارة .. أنا من سيقود .. وأنت استرح .. جرحك لم يشفى بعد " أنا بنبرة ساخرة : " حاااااضر ... " فردت عليّ : " تعلم جيدا أنني لم أكن موافقة على خروجك .. مذا ستخسر لو بقيت يومًا بعد ؟؟" أنا " أرجوكِ يا سندس لا تبدئي من جديد .. " كنت دائما أقول في نفسي أن عينا سندس تشبهان عينا أمي كثيرا .. لكنني الآن أرى أن سندس لا تشبه أمي في عيناها فحسب فهي تشبها في حنانها وقلقها أيضا .. سندس : " مابك هيا إصعد بسرعة " تركت سندس تقود السيارة .. وجلست في المقعد الخلفي الى جوار أمنية .. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~ تفاعل يا بنات بلييز ولا تنسوا التقييم | ||||||||
|  |
|
18-07-16, 03:25 AM
| #12 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| الحلقة السادسة : . .. . عندما وصلنا الى البيت .. أخذتُ أمنية الى غرفتها لتنام وتستريح واتجهت الى المطبخ لأحضر الغداء .. بدأت بتحضير كل الأطباق التي تحبها أمنية وليث .. استغرق مني اعداد كل هذا جهدا كبيرا و وقتا طويلا .. لكنني كنت في قمة السعادة وأنا أحضر الأكل لأمنية .. صحيح أن الطبيب أكد أنها لم تصب بسوء غير أن حالتها النفسية متدهورة جدا .. الحادث أثر عليها وعلى طباعها ...فهي كانت دائما الضحك والابتسام أما الآن فهي عابسة طوال الوقت .. ولم تتكلم لا معي ولا مع ليث منذ لقائي بها في المشفى .. أشعر بالحزن كلما رأيتها هكذا .. حسبي الله ونعم الوكيل في من كان السبب .. انهيت اعداد الطعام وتزيين الطاولة .. ثم ناديتُ على ليثٍ وأمنية .. حضر ليث وجلس في مقعده المعتاد ..أما أمنية فلم تأتِ .. ذهبت الى غرفتها لتفقدها .. فوجدتها تشاهد منظر البحر من نافذة غرفتها وعيناها تفيضان دمعاً .. مزقني منظرها بهذه الحالة .. فتقدمت نحوها وعانقتها وأنا أكبح جيشا من الدموع المتمردة من الانفجار كانت تعانقني وتبكي وهي تردد : " لما أنا .. !! لما أنا .. ! ألأنني يتيمة ؟ .. " كانت كلماتها بمثابة خنجر يطعن قلبي .. آه يارب .. أخذت أربتُ على شعرها الحريري وأنا أقول : " لا تقولي مثل هذا الكلام يا صغيرتي .. انسي كل شيء يا حبيبتي .. لا تبكي .." ثم مسحت دموعها و طبعت قبلة على جبينها و قلت :" تعالي معي .. لقد حضرت لك طعامك المفضل .. ألست جائعة ؟ هيا " بعدها ذهبت معي وتناولت معنا الطعام .. صحيح أنها لم تتناول الكثير ..لكن موافقتها بأن تشاركنا الطعام أفرحتني كثيرا .. __________________________________________________ ___________ مرت الأيام وتوالت الشهور وأمنية بدأت تتحسن قليلا .. أصبحت تتكلم كما في الماضي وتضحك من حين لآخر .. أعتقد أن لصديقاتها دورًا كبيرا في تحسنها هذا .. فقد عادت الى المدرسة وبدأت تدرس من جديد .. لكنها لم تعد تأتي وحدها الى البيت .. فالحادث أثر عليها وفقدت ثقتها بمن حولها .. لا تثق الا بي أو بليث .. كنت أصطحبها الى المدرسة صباحا .. وتعود مع ليث بالسيارة .. على كتف أمنية الايمن أثر لجرحٍ من يوم الحادث .. رغم أنها عولجت إلا أن الأثر لم يختفي .. وظل يرافق أمنية الصغيرة ليذكرها بأبشع لحضات حياتها .. ************************************************** ***************** لقد شفيت ذراعي الآن وبات بإمكاني أن أحركها بدون ألم .. وها قد عدت أخيرا الى الشركة .. شركة والدي رحمه الله أصبحت أغادر المنزل باكرا قاصدا العمل .. وأعود لاصطحاب أمنية من المدرسة .. لكن هذا اليوم مختلف .. اليوم حفل تكريم الناجحين وأمنيةمن بينهم .. لذا فيجب أن أعود الى البيت مبكرا لأذهب أنا وسندس الى مدرسة أمنية معا .. عدت الى المنزل وهناك وجدت سندس في انتظاري للذهاب الى حفل تكريم الناجحين .. ذهبنا الى السيارة وانطلقنا الى مردسة أمنية الإبتدائية .. وصلنا الى المدرسة وأخذنا أماكننا قبل بدأ الحفل .. كان في الحفل عدة فقرات وفي آخر واحدة يتم تكريم الناجحين .. وأخيرا وصل وقت التكريم .. أمسكت بالكاميرا وأخذت ألتقط صورًا تذكارية لتكريم أمنية .. حينما انتهى الحفل عدنا الى البيت والابتسامة لم تفارق وجه أمنية .. لا أدري لما كانت سعيدة .. ألأنها من الناجحين .. أم بسبب العطلة الصيفية ..أم الأمر بسبب انتقالها الى المرحلة الإعدادية .. لا يهم السبب المهم أنا سعيدة .. أتمنى أن تبقى سعيدة دوما .. ********************************************** لقد أخبرنا ليث أننا سنسافر الاسبوع القادم الى إحدى الدول السياحية في العطلة .. كانت أمنية سعيدة جدا بالخبر .. فذهبت الى غرفتها لتجهز حقائبها من الآن .. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ايه رأيكم يابنات ؟؟ تفاعل عشان أكمل الباقي .. احلى ابتسامة | ||||||||
|
| |
|
18-07-16, 03:28 AM
| #13 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| السلام عليكم .. التتمة : . . . انتهى الأسبوع و حان موعد السفر وأمنية في قمة السعادة .. استيقظت مبكرا لأداء صلاة الفجر وإعداد الفطور .. بعدما انتهيت ذهبت لإيقاظ أمنية فوجدتها مستيقظة .. أنا " صباح الخير .. ماذا حصل للكون ؟ أمنية تستيقظ مبكرا وحدها ! غريب ! " فردت أمنية والابتسامة مرتسمة على شفتيها :" حتى أنا استطيع الاستيقاظ مبكرا في بعض الأحيان " أنا :" ممم .. إذن جهزي نفسك وانزلي لتناول الفطور معنا " أمنية " أوشكت على الانتهاء .. ثوان فقط وأنزل " بعدها ذهبت لغرفة ليث فوجدته يقرأ القرآن لم أشأ ازعاجه فتركته ونزلت الى المطبخ .. ثم لحقت بي أمنية .. عند طاولة الفطور رأيت أمنية أخرى غير أمنية التي أعرفها فتاة مفعمة بالنشاط والحيوية وأخيرا إستطاعت أمنية الخروج من كهف الحزن واليأس واستطاعت التغلب على أوجاعها وألمها لتعلن للعالم عن بداية جديدة لمشوار الأمل عندما فرغت أمنية من الأكل صعدتُ معها الى غرفتها لأسرح شعرها وأرتدي ملابسي .. عندما انهى ليث فطوره أنزل الحقائب ووضعها في السيارة .. ثم تبعته انا وامنية وذهبنا الى المطار .. ها قد وصلنا الى المطار وقد تبّقت نصف ساعة على طائرتنا _________________________ انتهت نصف الساعة تلك وها قد حان موعد السفر المنتظر وها نحن نصعد على المتن الطائرة ... أنا وليث تعودنا على السفر جوًا مذ كنا صغارا أما أمنية فهذه أول تجربة لها بالسفر الجوي فعندما كنا نسافر جوا انا وليث وأبي رحمه الله كنا نتركها عند بيت جدها .. جدها رجل في الستين من عمره .. يعيش حياة مرفهة فهو يمتلك العديد من الأراض الزراعية ولديه مركز تجاري خارج البلد وهو رجل معروف في المنطقة بحكمته وأخلاقه العالية والجميع يحترمه .. انتهت الرحلة ووصلنا بسلام الى المدينة الساحلية .. استأجرنا غرفتين في الفندق وأخذنا قسطا من الراحة .. في المساء بدأنا بالتجوال في شوارع المدينة وكانت بدايتنا مع حديقة الألعاب .. جربنا انا وأمنية كل الألعاب شعرت وقتها انني عدت الى مرحلة الطفولة من جديد الى فترة الضحك والفرح .. حيث لم يكن للحزن مكان بين عائلة "عاصم" .. لقد كانت ألعابا ممتعة حقا .. بعد ذلك اتجهنا الى متجر الحلوى والشكولا اشترينا منها الكثير وذهبنا الى النهر الذي يحيط بالمدينة وراقبنا منظر الغروب معًا .. ثم شاهدنا فيلما خياليا في سينما العاصمة .. وختمنا يومنا الأول بالمدينة بوجبة عشاء في مطعم مطلٍ على شاطئ البحر .. | ||||||||
|
| |
|
18-07-16, 03:29 AM
| #14 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| الحلقة السابعة : . .. . . في صباح اليوم التالي ذهبنا للتبضع .. لم نترك محلا في البلدة إلا ودخلنا اليه .. تعلمون هذه مهمة الفتيات .. أما ليث فذهب الى قاعة الرياضة .. بقيت مع أمنية نجوب المحلات واحدا تلوى الآخر .. حتى وصلنا الى محل لبيت الاكسسوارات .. كان هذا المتجر بعيدا عن المتاجر الفخمة .. كان متجرا بسيطا .. تديره سيدة عجوز .. لقد كانت الأغراض التي تبيعها في قمة روعة .. في نظري كانت أجمل بكثير من المجوهرات الثمينة أخذت أراقب كل تلك القلائد والأسوار الجميلة المصنوعة يدويا .. كانت جميلة جدا .. كنت أريد شراء شيء تذكاري لأمنية ... لكن الاختيار صعب .. فكل قطعة أجمل من الأخرى لاحظت السيدة ارتباكي في الإختيار .. فسألتني عما أريده بالضبط .. أنا " أريد هدية مناسبة لأختي الصغيرة .. لكن كل هذه القطع جميلة ولم أستطع الاختيار بينها .. أريد شيئا فريدا " فأجابت السيدة بهدوء :" حسنا يا بنيتي .. لقد عرفت طلبك .. لدي مجموعة قلائد .. من يرتديها تتحقق أمانيه .. ستكون هدية مناسبة لشقيقتك " ثم أحضرت القلادة .. و قدمتها إلي .. لا أخفي عليكم سرًا .. لقد كانت تلك القلادة أجمل من القطع الأخر .. قلادة مصنوعة من الخرز الأزرق .. يتربع في وسطها قلب فضي قد نقش عليه كلمة " الأحلام " .. أعجبتني كثيرا تلك القلادة فسألت السيدة العجوز عن ثمنها .. فقالت : " أنت أول زبون يأتي الي هذا الصباح .. اعتبريها هدية مني يا بنيتي .." فآجأني رد العجوز .. فرغم أن محلها تقليدي نوعا ما ولا يتردد عليه الناس كثيرا .. إلا أنها في غاية الكرم .. أنــا : " لا يا جدتي .. لن أقبلها أرجوك دعيني أدفع ثمنها .. " فردت : " يكفي يا بنيتي .. خذيها .. أتمنى أن تتحقق كل أحلامك .. " فقلت لها : " حسنا سوف أقبل هذه الهدية الثمينة .. لكنني سأشتري قطعة أخرى مشابهة لها وسأدفع ثمنها .. " فأجابت : "حسنا ..كما تشائيين .. " اخذت قلادة لي وأخرى لأمنية .. لا أستطيع وصف سعادة أمنية بالهدية آنذاك .. لقد فرحت كثيرا ووضعت القلادة حول عنقها وقالت : " شكرا يا سندس .. هديتك رائعة .. سأحتفظ بهذه الهدية للأبد .. أتمنى أن تتحقق أحلامنا جميعا .. " ثم عدنا الى الفندق وتناولنا وجبة الغداء هناك .. _________________________________________________ مر أسبوعا السفر بسرعة .. أسبوعان من أجمل أيام العمر قد انتهو .. وها نحن قد عندنا الى بيتنا .. وحياتنا اليومية .. قضيت الباقي من إجازة الصيف في البيت .. أما أمنية فقد أخذها ليث الى بيت جدها لتبقى هناك بضعة أيام .. | ||||||||
|
| |
|
18-07-16, 03:30 AM
| #15 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| . . . مرت الايام وتوالت السنون .. وأنا اجتاز سنوات الدراسة سنة بعد سنة بتفوق وامتياز .. دعوني اختصر لكم ماجرى في السنوات الثلاث الماضية بكلمة واحدة .. كل سنة تشبه الأخرى .. لا شيء جدير بالذكر .. لا احداث ولا افعال ميزت هذه السنوات .. __________________________________________________ _____ ها قد مرت سنة أخرى وأصبحت في 13 من العمر .. وقد بدأت تتغير حياتنا الآن .. فليث واجهته مشاكل كثيرة في الشركة ويقول ان مصير الشركة في خطر وانه خسر العديد من الصفقات .. فقرر ان يسافر خارج البلد للعمل وتعويض الخسائر .. بالطبع لم استطع انا وسندس الذهاب معه فبقينا في البيت بمفردنا .. في البداية لم يكن الوضع سيئا جدا .. لكن تغير بعد ذلك .. شركة عمي أحمد عاصم رحمه الله افلست تماما .. ولم يستطع ليث فعل شيئ ..فقام ببيع الشركة .. لم يكن بالامر السهل ابدا على ليث .. فالشركة لم تكن مكانا للعمل واخذ الراتب فقط .. بل هي مكان يذكر ليث بوالده .. يذكره بلحظات عاشها معه .. بلحظات لم ولن ينساها ابدا .. بعد بيع الشركة سافر ليث للخارج مجددا وواصل العمل من أجلنا .. كنا نجتمع في الاجازات وايام الاحتفالات .. وبيقنا فترة على هذا الحال .. الى ان جاء ليث في أحد الايام من سفره .. كان مشتاقا لنا كثيرا .. فقد مضى وقت ليس بالقليل منذ لقائنا الاخير .. عندما حل المساء .. وأنزل الليل ستاره معلنا عن نهاية النهار .. كنا نحن مجتمعين على مائدة العشاء .. نحدق بليث فقد كان شاردا بادٍ عليه القلق .. الى ان قطع صمتنا كلام ليث المفاجئ : " سنضطر للسفر يا سندس قريبا جدا " فأجابت سنسد بسرعة :" خيرًا ؟ الى أين ؟؟ " فقال : " خارج الوطن .. فأنا لا أستطيع ان اوفق بين عملي هناك واقامتكِ هنا .. يجب أن نذهب معًا هذه المرة ونبقى هنا " سندس بقلق : " لما تخصني بالكلام وحدي ! ألن تذهب أمنية معنا أيضا ؟؟ " فأجاب بثبات :" للأسف .. أخبرت جدها برغبتي بسفرها معنا لكنه... " فقاطعته سندس : " لكن ماذا ؟؟؟؟ " قالت هذا وقد رفعت يدها ووضعتها على صدرها كمن صعق من خبر لم يكن يود سماعه .. أجاب ليث وهو ينظر إلي :" أمنية .. جدك رفض سفرك معنا .. إنه يريدك أن تبقي قريبة منه .. " ثم أردف قائلا : " قرار جدك صائب .. ستحظين يحياة مرفهة وسعيدة معه .. سيكون هذا الحل الأفضل بالنسبة لك " أمسكت سندس بي وضمتني الى حضنها وهي تقول بغضب: "ليث ... أنا لم أفهم ما تقوله .. كما أنني لا أود فهمه .. لكنني أعرف شيءا واحدا فقط .. هو أنني لن أستغني عن أمنية قط .. وليحدث ما يحدث " أما أنا فلم أجرؤ على الكلام ربما لانني لم أستوعب فكرة الابتعاد عن سندس وليث .. في تلك الليلة دار صراع بين ليث وسندس وقد انتهى بمغادرة ليث المنزل غاضبًا كما أنه قد عاد متأخرًا .. في الصباح قالت لي سندس والدموع في عينيها بأن موعد السفر غدا .. فعلمت أن ليث قد أجبرها على السفر معه .. فهو لا يستطيع تركها وحدها هنا ..ويسافر وهو يجهل متى يعود .. أنا لم أتكلم ولا حرف لكن دموعي تولت الحديث بدلا عني .. قالت سندس وهي تربت على شعر :" أمنية يا عزيزتي .. أرجوك لا تبكي .. تعلمين ان الامر بيدي لو كنت استطيع لأقنعت جدك بضرورة سفرك .. لكنه رفض .. ويريدك الى جواره ..سوف أحرص على زيارتك في الاجازة وسوف لن ينقطع اتصالنا بك ابدا .. إنها مشيئة الله .. ماباليد حيلة " عدت الى غرفتي أجمع وأرتب أغراضي للسفر الى بلدة جدي .. أنا لا أرفض الذهاب الى بيت جدي .. على العكس أنا احبه كثيرا واحب المبيت عنده .. لكنني لا أستطيع الابتعاد عن سندس أبدا .. أخذت أرتب حقائب السفر ودموعي لم تجف .. في المساء حضر ليث و ذهبت معه الى السيارة فلحقت بنا سندس : " سوف أطهب معكم ..ليث أعلم ما تود قوله ..لكنني لن أفعل ماتريد .. دعني أذهب معكم .. " لم يتكلم ليث فصعدت سندس الى السيارة وجلست بالقرب مني .. تمنيت ان يطول الطريق قدر الامكان لأنتهي بتوديع سندس وليث .. حين وصلنا كان جدي ينتظرنا وقد رحب بنا بشكل لائق ودعا ليث وسندس لتناول العشاء معنا لكنهما رفضا .. فطريق العودة طويل ويجب ان يجهزوا انفسهم للسفر وان يرتاحو قليلا .. كان الوداع صعبا جدا ومؤلما .. بقيت أبكي وألوح بيدي لهما ..حتى اختفيا وماعاد بالامكان رؤية سيارتهما .. | ||||||||
|
| |
|
18-07-16, 03:32 AM
| #16 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| الحلقة الثامنة : . . . . أصبحت الآن أعيش في بيت جدي .. او دعوني أقل ..في قصر جدي .. فهو يملك بيتا فخما وكبيرا لا أبالغ ان وصفته بالقصر .. في كل يوم تتصل بي سندس وتطمئن علي وتسألني عن الدراسة وأحوالها .. فقد نقلت الى مدرسة جديدة وهي دائما تسألني عن أخبار مدرستي الجديدة وهل أعجبتني ام لا .. جدي يعاملني بشكل جيد وكأنني ابنته ..لا عجب فأنا ابنة ابنته .. في الماضي كنت أطلب من جدي أن يحكي لي عن والدتي اويريني صورا لها لكنه لميكن يفعل .. أتمنى أن أستطيع اقناعه .. أعلم أن فتح موضوع أمي أمامه يزيد حزنه .. لكنني إبنتها .. و يحق لي معرفة كل شيء عن والدتي رحمها الله .. إن جدي لا يزال حزينا على فراق ابنته .. أخبرتني احدى الخدمات أنه أغلق غرفة أمي بعد وفاتها ولم يفتحها منذ ذلك الحين .. لقد كنت في كل يوم أحاول فتح الغرفة ولكن دون جدوى .. المفتاح ليس معي .. في كل يوم أبحث عن صور لأمي ..ولو صورة واحدة ..ولكنني لا أجد .. سمعت أن علاقة جدي بأمي كانت علاقة وطيدة .. فقد كانت أمي وحيدة أبي .. وكانت تعتني به جيدا .. كما أنني سمعت أنها كانت تشبهي .. كل هذه المعلومات عن أمي جعلتني أتشوق لرؤيتها .. وأتوق لمعرفة كل تفاصيل حياتها .. _______________________________________ على دفتر مذكراتي أحب أن دون كل شيء يخصني فيه .. أن اكتب ما يختلج في صدري من مشاعر أن أكتب خواطر وأن ألصق تذكارات وصور .. هذا هو الشيء الوحيد الذي يجعلني أبتهج .. وها أنا الآن أكتب على صفحات مذكرتي في لحظة يأس : يا إلهي هل يعقل أن يوجد شخص أتعس مني في هذه الحياة .. أنا أكثر شخصِ نحسًا على وجه الأرض .. لا أمتلك ولا ذرة حظ .. أينما حللت وقعت الكوارث .. حينما ولد توفيت أمي .. بقيت مع أبي بضع شهور فمات هو الآخر .. أقمت في بيت عمي لأبقى تحت رعايته .. فوافته المنية أيضا .. وحينما بقيت مع سندس وليث .. اضطرا الى السفر بعيدا عني .. وها أنا الآن أعيش في بيت جدي .. ترى أي مصيبة ستحصل بعد ؟؟؟؟ لقد سئمت ...... ______________________________ وأخيرا حل الربيع .. وأنا الآن في إجازة مدرسية .. نزلت الى المطبخ في الصباح الباكر .. وقمت بتحضير الفطور .. أنا لست معتادة على اعمال المنزل .. كما أنني فاشلة في الطبخ .. في السابق لم تكن سندس تدعني أساعدها بشيء .. والآن أيضا لا أفعل شيئا .. فالخادمات يقمن بكل شيء هنا .. كما أنني مشغولة بالدراسة ولا وقت لي لتعلم أساليب الطبخ .. لكن في المقابل أستطيع الكتابة والتعبير بأساليب رائعة .. عندما استيقض جدي وجدني أحاول صنع الفطور .. فقال لي : " صباح الخير يا صغيرتي المدللة .. مالذي تفعلينه ؟" فأجبت " اوه جدي .. صباح الخير .. أنا أحاول اعداد الفطور من أجلك .. " أخذ كأس الماء وارتشف منه القليق ثم قال :" اووه من أجل .. وما المناسبة ياترى ؟" فأجبته قائلة : " يمكنك أن تعتبرها هدية بمناسبة فصل الربيع .. فأنا فتاة الربيع كما تقول لي دوما يا جدي " ابتسم وقال : " عظيم يا فتاة الربيع .. سأتذوق طعام الفطور اليوم من يديك " عندما انهيت اعداد الشطائر ذهبت ووضعت الصحون على مائدة الحديقة وجلست أنا وجدي نحتسي الشاي " أنا أحب هذه الحديقة كثيرا يا جدي .. وأحب هذه الزهور .. لابد أن من غرسها شخص لطيف .." قلت هذا وأنا أقصد بكلامي جدي .. فقد ظننت أنه من قام بغرسها لكنني فوجئت برده "نعم .. إنها كذلك .. فتاة لطيفة مشاكسة .. كانت وستبقى كذلك .." قال ذلك بابتسامة حزينة .. سألت جدي دون أن أراعي حزنه : " من تقصدي ؟؟؟؟ " فقال : والدتك .. فتاة الربيع " .. فاجئني كلامه .. فهو لم يتكلم عن أمي من قبل وكان يتحاشى ذكرها أمامي .. ولا يجيبني عن أي سؤال يتعلق بها .. كما أنه ناداها للتو بفتاة الربيع .. ترى هل كان يناديها من قبل فتاة الربيع .. ؟؟ لما ياترى ؟ انهى جدي الفطور ثم قال لي :" أمنية .. تعالي معي ..سأريك شيئا " تبعته وأنا أتساءل مالذي سيريه لي ؟؟ أتعلمون أين أخذني ؟؟ أجل الى غرفة أمي رحمها الله .. أخرج من جيبه مفتاحا وقدمه نحوي وقال : " افتحي الباب " .. دهشت لطلبه ..فأنا متأكدة من أن ذلك سيجلب له الحزن .. فقلت " هل أنت متأكد جدي ؟؟" أومأ برأسه ايجابا فقررت فتح الباب .. أخذت نفسا عميقا وأدخلت عيني في ثقب الباب وأدرت المفتاح .. بعدها فتح الباب .. شعرت وكأنني سألقى أمي ,أحسست انها هناك خلف هذا الباب .. دخلت وأنا اجول بنظري في كل أماكن الغرفة كان نفسي منقطعا من الصدمة .. فآخر شيء كنت اتوقع آنذاك هو أن يسمح جدي بفتح باب غرفة أمي .. الغرفة التي تمنيت دخولها بشدة .. بعد دقائق الصمت التي حلت في الغرفة قال جدي: " كل شيء كما كان .. لم يتغير شيء .. غرفتك كما تركتها يا تغريد .. كتبك وأدواتك وكل أغراضك لا تزال فيها .. لم أسمح لشخص بدخولها بعدك .. أغلقتها قبل ذهابك الى المشفى ..قبيل ولادة أمنية.. من وقتها وهي محكمة الإغلاق .. والآن شاءت الأقدار أن تُفتح الغرفة على يد ابنتك أمنية .. " ثم نظر نحوي وقال لي :" من الآن ستكون غرفتك .. وكل شيء بها هو الآن يخصك .. " هكذا قالها بكل حزن وغادر مسرعا | ||||||||
|
| |
|
18-07-16, 03:33 AM
| #17 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| . . بعد مغادرة جدي الغرفة ،، أرسل بعض الخادمات لتنظيفها لكنني لم أسمح لهم بالدخول فانصرفوا .. حقا كانت غرفة أمي مليئة بالغبار ،، غبار سنين وسنين ،، أخذت أتفحص كل شيء وفي داخلي صوت يقول (هذه غرفة أمك يا أمنية ..أنت الآن تلمسين الأشياء التي لامستها هي منذ سنوات .. هنا كانت أمك تنام وهنا كانت تدرس وهنا تمضي أغلب أوقاتها ..) تفقدت كل شيء في الغرفة ..كل شيء .. سريرها ..وخزانة ملابسها ..وكل شيء .. كل شيء في الغرفة كان بمثابة الكنز الثمين بالنسبة لي .. شيء ما قادني الى مكتب الدراسة الخاص بها .. فتحت الدرج .. فوجدت العديد من الدفاتر والأقلام .. بدأت بقراءة الدفتر تلو الآخر .. وكم كانت دهشتي كبيرة حين رأيت ما كتب .. هذه الدفاتر ماهي إلا دفاتر مذكرات قد كتبت عليها أمي كل لحظة مرت بحياتها ..من الصغر الى آخر يوم بحياتها .. لم أستطع منع الدموع التي اندفعت بقوة .. أنا التي تمنيت أن أعرف كيف كانت حياة أمي ..أنا التي تمنيت أن أعرف أي شيء من حياتها أنا التي تمنيت أن أرى ولو صورة واحدة لها .. وهاهي الأقدار الآن تحقق لي ماتمنيت ورغبت به كانت الدفاتر كثيرة ومليئة بالأحداث ..قد تكون بعضها مجرد أحداث يومية عادية .. لكنها تعني لي الكثير .. واصلت القراءة بشوق .. كنت كل يوم ألتهم المزيد من كلماتها ..المزيد من حروفها .. حتى أنني حفظت بعض مقولاتها .. ________________________________ " جدي .. لقد دعتنا سندس لحضور حفل زفافها .. انه بعد أسبوع " قلت هذا وأنا أكاد أطير من السعادة .. لقد فرحت لأجلها ..وأنا أتوق لرؤيتها بعد سنوات البعد والشوق .. نظر لي جدي وقال :" مبارك لها .. يجب أن تختاري لها هدية مناسبة .. " في نفس اليوم ذهبت الى السوق وأخذت أفكر بشيء أهديه لها .. بشيء يعبر لها عن مدى حبي لها .. حتى استطعت في الاخير اشتراء الهدية المناسبة .. كنت أنتظر موعد السفر بفارغ الصبر .. إنه أطول أسبوع مر عليّ .. وأخيرا حان اليوم المنتظر .. وسافرنا جوًا اليها .. هذه المرة الثانية التي اصعد فيها على متن الطائرة .. تذكرون يوم سافرت مع سندس وليث .. لكنني مزلت أخاف من الطائرة .. ______________________________________ استقبلنا ليث وسندس في المطار .. كم هو جميل اللقاء بعد طول الفراق .. انه شعور تعجز الكلمات عن وصفه .. لقد تجمدت مشاعري من شدة الفرح .. لم أستطع فعل شيء سوى الارتماء في حضنها الدافئ وسيل من الدموع تغطي وجهي .. بعد ذلك ذهبنا الى بيت ليث وسندس .. لقد تحسن وضعهم الاجتماعي الآن .. وليث يعمل في شركة أخرى ويحظى بمرتب جيد .. الحمد لله لم يكن منزلهم كبيرا كبيت جدي .. لكنه جميل ومزين .. أمضيت يوما من أيام العمر مع سندس تبادلنا فيه الاحاديث الشيقة وقد أخبرتها بكل شيء حصل معي في السنوات الأخيرة .. أخبرتها بما لم أستطع قوله في الهاتف .. أخبرته بسعادتي الكبيرة للقائها ..وبفرحي لأجلها .. غدا هو عرسها .. غدا هو آخر يوم لها معي .. يعتصر قلبي ألمًل كلما تذكرت هذا .. لكنني رغم كل هذا سعيدة لأجلها .. ________________________________________ مرّ يوم الزفاف رائعا كما توقعت .. وكانت سندس جميلة جدا بالثوب الأبيض .. لطالما كانت سندس حسناء وجميلة .. بشعرها الأسوء الحريري .. وعيناها الزرقاوان .. وبشرتها البيضاء و فمها الوردي الصغير الذي لم تفارقه الابتسامة .. انتهى الحفل ..وحل الضيوف .. وذهب العريسان .. وساد الصمت في المكان .. انني أشتاق لها منذ الآن .. عدنا الى البيت مع ليث لنحظى بقسط من الراحة قبل السفر .. | ||||||||
|
| |
|
18-07-16, 03:34 AM
| #18 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| الحلقة التاسعة : . . . عدنا في صباح اليوم الموالي الى أرض الوطن .. لقد أصبحت أمضي أغلب اوقاتي في غرفة والدتي ..التي تم تنضيفها .. لكنني أمرتهم أن لا يغيرو ديكور الغرفة .. فأنا لا أريد أن يتغير شيء فيها .. أريدها كما هي .. كما تركتها أمي آخر مرة .. _______________________________________ في إحدى الليالي الماطرة بينما أنا أقرأ بعضا من كتب والدتي ... أعجبني عنوان أحد الكتب فعزمت على قرائته .. عندما فتحت الكتاب سقطت منه ورقة .. مهلا انها ليست ورقة ..إنه ظرف .. ترى ماذا يوجد بداخله .؟؟ وضعت الكتاب جانبا وجلست على الكرسي .. ثم فتحت الظرف .. كان في جوفه رسالة .. أمسكتها وأخذت بقراءتها .. ( أبي العزيز .. لقد تمنيت طيلة حياتي أن يكون لي ابنة .. والآن بعدما أخبرني الطبيب أنني حامل بطفلة .. فرحت كثيرا .. لقد إستجاب الله لأمنتيتي وحققها لي .. إستجاب الله لأمنية كانت تتردد في داخلي .. لكنني قد لا استطيع تربيتها .. قد أموت دون أن ارى وجه ابنتي .. وقد أموت أيضا دون أن ارى امنيتي تتحقق .. فقد اخبرني الطبيب بخطر الولادة علي .. وقد كان يلح كثيرا علي لأنزل الجنين.. لكنني لم أوافق .. أردت لأمنيتي أن تتحق مهما كان .. كما انني أخفيت الأمر عن مصطفى .. أريد أن يكون اسم ابنتي أمنية .. لانها أمنيتي .. إنني أدعوا الله أن يكتب لي رؤية وجه ابنتي وتقبيلها ولو لمرة ..اشعر بحزن شديد لأن ابنتي ستلقى نفس مصيري و لن تتمكن من رؤية والدتها كما حدث معي .. لكنني ارجوك يا ابي ..اذا توفاني الله وبقيت ابنتي يتيمة ارسل لها ماكنت أكتبه لها .. أرجوك .. ) صمت مرير.. ودموع تسيل .. هكذا كانت حالتي آنذاك وأنا أعيد قراءة الرسالة مرارا وتكرار حتى تبللت من دموعي الساخنة ________________________________________________ في صباح اليوم التالي .. استيقظت و بالي لا زال مشغولا بما قرأته أمس .. ترى مالذي كانت أمي تكتبه لي ؟؟ هل كانت تقصد دفاتر مذكراتها ..؟؟ أم هناك أشياء أخرى لا أعرفها ؟؟ لم أشأ أن أتعب نفسي بالتفكير أكثر ..فأعطيت الرسالة الى جدي .. كان جدي يقرأ الرسالة بشغف .. أنا متأكدة أنه لم يعمل بوجودها قبلا .. كما انني لاحظت قدر الحزن الذي ارتسم على وجهه .. تنهد جدي ثم نطق : " حسنا .. هناك في العلية ..أشياء قديمة كانت تستخدمها تغريد رحمها الله ..إضافة الى الكتب والمجلات التي كانت تقراءها .. لقد كتبت لك رسائل عديدة .. منذ وفاتها ..وضعتها جميعا هناك ..هناك الى جانب صورها وصور جدتك .. كلها هناك .. كما توجد أيضا .. أشرطة فيديو لتغريد في حفلات عيد ميلادها كلها .. " لقد كان وقع المفاجأة مذهلا .. اجتاحتني لحظتها مشاعر لم أعرف تمييزها .. مشاعر مختلطة من حزن وفرح .. صدمة وذهول ؟؟ سعادة و خوف .. ألم ..وأمل .. في الحال ذهبت مع جدي الى العلية وفتحها لي .. لقد كانت مليئة بالصور .. صور لجدتي فاطمة رحمها الله وأمي تغريد رحمها الله .. إضافة الى أبي مصطفى رحمه الله .. لا أعتقد أن قلبي سيتحمل ... 3 أشخاص لم أكن أحلم حتى بانني سأراهم يوما ما .. عندما كنت أشاهد الصور ..إكتشفت أن أمي حسناء بحق .. في ذالك اليوم حكى لي جدي كل شيء عن أبي وأمي .. لقد قال لي أن أمي كانت تعشق الكتابة مثلي .. و أنها تشبهني كثيرا وهذا ما لاحظته في الصور .. الشبه بيننا واضح جدا لقد أخبرني بكل ماكنت أجهله عن أمي .. وأبي .. أخبرني بكل شيء .. حينها سألت جدي : " جدي أريد أن أسألك .. لماذا قلت عن أمي فتاة الربيع ..؟ " ابتسم وقال : " هذا لانها ولدت في الربيع .. وتحب هذا الفصل ..وأيضا تحب الزهور .. ولأنك تشبهينها في كل تصرفاتها ..ولأنك ولدت أيضا في الربيع .. فقد أطلقت هذا الاسم عليك أيضا .. " ابتسمت ابتسامة رضى وعانقت جدي .. | ||||||||
|
| |
|
18-07-16, 03:37 AM
| #19 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| الحلقة العاشرة : ( الأخيرة) . . . . مرت سنوات وأعوام وها أنا الآن أجهز نفسي للاحتفال بعيد ميلادي الــ23 .. في الواقع نحتفل اليوم بمناسبتين .. عيد مولدي ..وحفلة تخرجي ... ان ليث وسندس هنا اضافة الى زوج سندس عمر بالمناسبة أختي سندس قد رزقت بمولود وقد سمته أحمد تيمنًا بعمي رحمه الله .. أمـا أخي ليث فقد تزوج أخيرًا .. زوجته اسمها إسراء ولكنها اعتذرت عن حضور الحفل بسبب مرض والدتها .. لقد دعى جدي العديد من جيرانه وأصدقائه في العمل .. وأنا بدوري دعوت صديقاتي __________________________________________________ _____________ بينما أحاول وضع الـعقد الذي أهداني إيـاه جدي :" ساعديني سندس في ارتدائه .. " سندس :" حسنا .. أعطني إياه .. .. هـاقد انتهيت .. ما شاء الله أنتِ جميلة جدا صغيرتي .." أنا :" شكرا ..ما رأيك في الثوب ؟؟ أليس جميلا ؟؟ " سندس بابتسامة :" رائع .. ومبارك لك التخرج ..كل عام وأنتِ بخير ..عيد ميلاد سعيد ...العاقبة للزواج ان شاء الله " ثم عانقتني وقالت : " لو كان أبي هنا الآن لفرح لك كثيرًا .. " ثم لمع في عينيها الزرقاوان بريق الدموع .. التفتت إليّ و قد رأت تقوس فمي الذي ينبئ عن قدوم عاصفة بكاء مزلزلة .. فقالت : " هيــا الآن .. يكفيني حزنـا ونكدا ..سأذهب لتفقد أحمد ..عندما تنتهين انزلي جدك ينتظرك .." أومأت برأسي موافقة ..فذهبت سندس .. __________________________________________________ ____________ عندما نزلت الى الطابق السفلي وجدت الضيوف قد وصلوا .. ذهبت للبحث عن جدي فوجدته في الغرفة المجاورة ..اتجهت نحوه وعانقته بشدة .. جدي : " أهلا أهلا حفيدتي ... كل عام أنتِ بألف خير فتاة الربيع .. ومبارك لكِ التخرج .. " أجبت وأنا لا أزال أطوقه بذراعيّ : " أحبك يا جدي ..أحبك كثيرًا .. وكل عام وأنت بقربي .." جدي : " رويدكِ رويدكِ .. ستخنقينني يا فتاة .." ثم أضاف : " هيا الضيوف ينتظرون .. فلنشعل الشموع .. بسرعة .." __________________________________________________ ___________ ذهبنا الى القاعة وقد كانت مظلمة .. تقدمت وأنا أمسك بذراع جدي حتى وصلت الى قالب الكعك المضاء بالشموع .. حينها بدأ الجيع في الغناء والتصفيق .. وعندما صمتوا .. نظرت الى الشموع .. وأغمضت عيني .. وتمنيت .. تمنيت أن يديم الله علينا أفراحنا ..وأن يحفظ لي جدي وأن يوفق الله سندس وليث في حياتهما .. بعدها فتحت عيني وأطفأت الشموع .. في الحين انطلقت نغمات الموسيقى ..و غمرت المكان .. __________________________________________________ ________ كانت حفلة رائعة .. والأوقات الجميلة دائما تنتهي بسرعة .. هكذا كان مصير حفلتي .. بعد الحفلة ودعنا ليث وغادر الى بيته .. وغادرت سندس وزوجها بعده بساعة تقريبا .. صعدت الى غرفتي وقد هدني التعب .. استلقيت على سريري ..واستسلمت لنوم عميق .. في الصباح وجدت جدي في الحديقة يسقي الورود كعادته .. ابتسمت وألقيت تحية الصباح .. فرد جديّ : " صباح النور .. تفضلي .. اجلسي معي .." جلست الى جواره و أخذت فنجانا وملئته بالشاي .. وإرتشفت بعضا منه .. كان جدي ينظر الى الزهور ثم قال : " أمنية .. أتعرفين فارس ؟؟ ابن السيد محمد حسن فأجبت بعفوية : " آه ..السيد فارس حسن .. أجل ..ولكن لما ؟ " أجاب جدي : " كنت أريد سؤالك ..عن رأيك به ؟؟ " أخذت قطعة بسكويت وقضمت قليلا منها ثم قلت : " ممم لا أدري .. فأنـا لا أعرفه جيدا ..لكنه شاب يتمتع بأخلاق عالية .." ثم أضفت : " ولكن لما كل هذه الأسئلة جدي ؟! " صمت قليلا ثم قال : لقد طلب والده يدك للزواج بابنه فارس .." **************************************** وافقت على الزواج من فارس .. وقد تقدمت لخطبتي رسميا .. إنه شاب مهذب وطيب جدا .. كما أنـه وسيم للغاية .. شاب أسمر وطويل لقد علمت منه أنه طلب يدي من جدي عدة مرات لكنه رفض .. وقد قال لي أنه فقد الأمل في موافقة جدي .. عجيب ! لم يخبرني جدي بهذا الأمر .. أعتقدت أن رفضه كان بسبب صغر سني .. لكن فارس قال لي أنه لم يرغب في الابتعاد عنك لذا كان يرفض في كل مرة ..وعندما أقنعه أبي بأننا سنعيش في بيت مجاور لبيت جدك وافق .. أووه يا جدي الحبيب .. أنا أيضا لا أريد الابتعاد عنك ...فليحفظك الله لي .. _______________________________________ اتفقنا على اقامة حفل الزفاف في عيد ميلادي القادم ..وسنعيش في منزل فارس .. إنه منزل جميل مجاور لبيت جدي ..هكذا سأبقى بقرب جدي الى الأبد ... ~~~~~~~~ النهــــــــــــــآية ~~~~~~ | ||||||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
.png)
العرض العادي
