آخر 10 مشاركات
ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-16, 08:11 AM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل التاسع و العشرون✾


مر اليوم سريعاً و تالا جالسة مع أسيل تتحدثان لكن عقلها كان شارداً بأدهم و بقرارها الذى ستخبر به والدها ..قرارها الذى اتخذته بعد صراع طويل للغاية مع نفسها .. قرارها الأخير الراسخ الذى لن يكون له بديلاً ولن يكون عنه تراجعا ً!
سمعتا صوت طرقات خفيفة على باب الغرفة لتأذن تالا للطارق بالدخول .. دخلت مارى و قالت بجدية : تالا هانم الأكل جاهز ثم استأذنت و خرجت

تلألأ وجه أسيل فرحاً بعدما كانت تبكى بسبب حديث تالا عن أمها الحقيقية التى لم يتسنى لها الفرصة أن تراها أو تنعم بالقليل من دفئها و حنانها .. كان الطعام بالنسبة لها بمثابة عشيق ذائبة به حد الموت لا يمكنها رفض ندائه لها !

تعجبت تالا لتلك الإبتسامة التى ارتسمت على وجهها رغم أثر الدموع التى لم تجف منه بعد و قالت بابتسامة صغيرة : سبحان مغير الأحوال !

انتصبت أسيل على قدميها و قالت بجدية : روحى أنتِ و أنا هاروح أغسل وشى و أحصلك عشان جعانة جداً

ابتسمت تالا لها و هى تراها تختفى من أمامها ثم قالت بجدية : ربنا يهديكى يا أسيل و يصلح حالك .. حركت عجلات كرسيها بعد قولها لتلك الكلمات و اتجهت نحو مائدة الطعام لتجد والدها بإنتظارها !

ابتسم لها ثم قال بتساؤل : فكرتى !

قطبت جبينها و طأطأت رأسها للأرض فى عبوس فهى متحيرة و مرتبكة بشدة خوفاً من أن يكون قرارها خطأ و تندم عليه فيما بعد .. سلمت أمرها لله و قالت بجدية : أه

تفرسها أحمد بنظراته ثم قال بتساؤل : و ايه رأيك ؟

ظلت صامتة لبعض الوقت و قالت بجدية : لما أسيل تيجى

أتت أسيل و هى تقول بتساؤل : مين بيسأل عليا ثم نظرت للطعام و هى تستنشق رائحته الذكية بتلذذ و قالت بإعجاب : تسلم ايدك يا مارى الأكل ريحته تحفة .. جلست على مائدة الطعام ليقول أحمد بجدية : أسيل جت أهيه قولى بقى .. موافقة على أدهم ولا !

نظرت أسيل لــ أحمد و قالت بجدية : أكيد موافقة ثم نظرت لتالا و قالت بتساؤل : ولا ايه ؟

نظر تالا لأسفل تحدث أحاسيسها المضطربة و تستشير ذاتها للمرة الأخيرة ثم رفعت عينها لهم و قالت بحزم : مش موافقة

قاطعتها أسيل قائلة بانفعال : تالا أنتِ مجنونة بجد .. فى حد يرفض حد بيحبه و بيتمناله الرضا عشان يرضى ! أنتِ بتفكرى إزاى !

أخرستها تالا و هى تقول بحزم : أنا لسة مخلصتش كلامى ثم أردفت قائلة بجدية : أنا مش هوافق على أدهم غير لما تنجح العملية !

اتسعت حدقة أعينهما بدهشة ليقولا فى نفس واحد : هاتعملى العملية !

اؤمأت تالا برأسها ثم قالت بجدية : أنا فكرت كتير فى كلامكوا .. ربنا إدانى فرصة تانية إنى أقربله و أرجعله يبقى ليه مديش لنفسى فرصة أعمل العملية ولو ربنا رايد ليا الشفا يبقى الحمد لله .. لو مش رايد يبقى الحمد لله برضه و أنا هارضى بقضائه و هاعيش طول عمرى باللى كتبه ليا

صاحت أسيل بفرحة و اقتربت منها و هى تقبلها بنشوة وفرح لهذا القرار السيلم الذى اختارته .. أما أحمد فدمعت عيناه بدموع الفرحة فأخيراً وافقت ابنته العنيدة على أن تجرى العملية التى ستساعدها على المشى من جديد .. قام بخطوات متثاقلة و قال لــ أسيل برجاء : ممكن تسبيهالى شوية .. ابتعدت أسيل عنها ليقترب منها أحمد و يضمها إليه بشدة و دموع الفرحة هى فقط من تتحدث .. ابتعد عنها ليجد دموعها هى الأخرى تسقط بصمت .. مسح دموعها و قال بتساؤل : بتعيطى ليه ؟

تالا و دموعها مازالت تنزل بصمت : عشان لو كنت أعرف أن قرارى ده هيفرحكوا أوى كده كنت خدته من زمان

ضمها إليه مجدداً و ربت على شعرها القصير بحنان قائلاً بجدية : هافرح أكتر لو وافقتى على أدهم

ابتعدت عنه و قالت بجدية : موافقتى على أدهم متوقفة على نجاح العملية ثم قالت بصوت خافت للغاية : و حاجات تانية لازم تتحكى و تتقال

ابتعد أحمد عنها و قال بابتسامة : أهم حاجة دلوقتى إنك تعملى العملية .. أى حاجة تانية

مش مهم .. اعتدل فى وقفته و قال بحماسة : لازم نحجز التذاكر فوراً عشان تسافرى

تالا بدهشة : أسافر ! أسافر امتى ! أنا لو عملتها هاتبقى فى أجازة نص السنة أو فى أخر السنة

أحمد بحزم : لا يا تالا هانسافر فى أقرب وقت ممكن .. أنا مش هاستنى لما ترجعى فى قرارك

تالا بضيق : بس يا بابا

أحمد بدهشة : أنتِ ليه مصممة تتعبينى ! ماتعرفيش تريحينى أبداً ! لازم تعندى على أى

حاجة و خلاص ؟

تنهدت تالا بنافذ صبر و قالت بابتسامة كى ترضيه : حاضر يا بابا .. هسافر وقت لما حضرتك تقول

اقترب أحمد و قبلها من جبينها و قال بدعاء : ربنا يهديكى يا بنتى ثم غادر مسرعاً إلى غرفته ليحجز تذاكر السفر قبل رجوعها فى قرارها و عندها مجدداً !

اقتربت أسيل منها مجدداً و جلست على حرف كرسيها و أمسكت وجنتها و قبلتها و هى تقول بدهشة : أنتِ مش تالا صح ؟ ثم أردفت بعدم اهتمام : مش مهم بس أنا بحب تالا الجديدة اكتر

ابتسمت لها تالا ابتسامة صغيرة و قالت بجدية : كلامك أثر فيا تصدقى !

أسيل بفرحة : بجد ! خدتى بكلامى اللى مش بيبقى ليه أى لازمة

ابتسمت تالا لها و قالت بجدية و هى تتحسس وجهها كأم حنون : أه خدت برأيك .. رأيك ساعدنى كتير فى قرارى ده ثم أردفت قائلة بجدية : أسيل أوعى تقللى من نفسك و ماتسمحيش لحد أبداً انه يقلل منك .. خلى ثقتك فى نفسك كبيرة

ابتسمت ابتسامة خجل من إطرائها و قالت و عينها تضحك بسبب كلامها : بحبك ياللى رافعة معنوياتى

ابتسمت تالا لها لتقول أسيل بجدية : يلا ناكل بقى .. جعانة جداً

تالا بنافذ صبر : فى علاقة وثيقة بينك و بين الأكل ! ملهاش أى تفسير عندى

أسيل بابتسامة و هى تجلس بجانبها : ولا أنا بس أوكدلك أن محدش يقدر ينهى العلاقة ديه

ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
كانت تمسك اختبار الحمل و عينها لا تحول عنه .. بقيت عيناها متربصة و هى مشتاقة لمعرفة نتيجته .. طال الإنتظار و هى تنتظر النتيجة فقد كانت تشعر أنها تراقب وعاء كبير من اللبن يأبى الفوران .. مرت دقيقة .. اثنتين .. ثلاثة .. أربعة إلى أن ظهرت خطوطاً باللون باللون الوردى تنبؤها بأنها ستصبح أم خلال شهور !

أخذت تتفرس بها لتتأكد من حملها و قلبها يخفق بشدة و هو يرفض طلبها المتكرر بأن يهدأ .. هى الأن تحمل طفلاً والده مروان ! لقد كان شكها فى محله .. تعبها المفاجئ , تقيؤها المستمر , الغثيان و تقلب المزاج الذى كانت تشعر به , عدم قدرتها على تحمل مروان و رفضها له .. كل شئ كان ينبئها أنها حامل ! لا تعلم هل يتزلزل قلبها بداخلها بتلك القوة بسبب جذعها من المستقبل أم من فرحتها الشديدة لأنها ستصبح أم لمولود سيأتى أسم " مروان " بعد اسمه فى شهادة ميلاد تحمل أسمها !

وقعت بين مشاعر شتى تجذبها تارة إلى الفرح و السرور و تشدها تارة إلى الخوف و القلق من مرحلة جديدة بحياتها مع رجل ليس بأى رجل .. لأنه بكل بساطة " مروان " .. جلست على حافة البانيو و هى تفكر فى مصير هذا الطفل التى تحمله أمانة بأحشائها .. كيف سيكون حاله عندما يعيش فى جو أسرى مفعم و مشحون بالشجار و الصياح .. أب يعامل أمه كجارية من سوق العبيد اشتراها بأبخس الأثمان .. سيولد طفلها بين إهانات و تهديدات والده لأمه و ربما سباب و شتائم أيضاً فمروان يتفنن فى تعذيبها .. هى من اختارته و ستتحمل عواقب اختيارها وحدها .. لا أحد غيرها !

قامت بحرص و ألقت اختبار الحمل بالقمامة و غسلت وجهها و هى تنوى على مفاجأة مروان بحملها لعله يلين معها قليلاً فبالتأكيد خبر حملها سيجعل حياتهما أفضل و أفضل .. وضعت يدها على قلبها الذى يشعر بغصة لا تعلم سببها و قررت أن تفرح بهذا الخبر .. دخلت غرفتها و وقفت أمام دولابها لتختار شيئاً لترتديه .. اختارت بعد عناء قميص قصير يمدحها مروان دائماً عندما ترتديه و يلقى عليها بعض الإطراءت التى تعجبها بشدة و تحبها !

ارتدته و هندمت نفسها لتصبح فى أبهى صورها و أضافت بعض مساحيق التجميل لتعطيها رونقاً تخفى به تلك الهالات السوداء التى غزت تحت عينها .. وضعت عطرها الذى يفضله لكنها شعرت بالغثيان فلم تعد تطيق هذا البيرفيوم .. نحته جانباً و بدأت بتحضير الغداء و ترتيبه بطريقة ملفتة للنظر تفتح الشهية .. بعدما انتهت من تحضيرها و تأكدت من كل الترتيبات .. جلست على الأريكة أمام التلفاز و مدت قدمها على الأريكة تنتظر مروان بشغف لتخبره بحملها و تشاهد رد فعله .. نظرت للساعة لتلاحظ أنه تأخر على غير عادته .. قامت بقلق و اتصلت به و لكنه لم يجب .. كررت اتصالها إلى أن ملت تماماً .. جلست على أريكتها مجدداً و القلق دب فى أوصالها و تمكن منها .. مرت ساعة تلو الأخرى و هو لم يأت بعد .. بدأ النوم يلقى بشباكه عليها و هى تقاومه إلى أن تمكن منها أخيراً و حملها و ذهب بها إلى أرض الأحلام ! أو ربما الكوابيس !

استيقظت على كابوس واقعى .. أفاقت على هزات عشوائية من مروان الجاثى على ركبته أمام الأريكة التى تنام عليها و هو يقول بطريقة غير طبيعية لم تعتد عليها منه : أخيراً حنيتى عليا و رضيتى

اعتدلت فى جلستها و نظرت للساعة التى تتوسط الصالة لتجدها الرابعة فجراً نزلت و جلست بجانبه لتجده يسند رأسه على الأريكة .. هزته قائلة بقلق : مروان أنت كويس

مروان بتأفف : سيبينى أنام أنتِ لازم تقرفينى و تنكدى عليا .. أنا مش عارف أنا اتهببت على عينى و اتجوزتك ليه ! جوازة غم .. جوازة الندامة .. كانت جوازة سودة على دماغك و دماغ اللى خلفونى .. أسند رأسه مجدداً على الأريكة و نام

لم يهمها كلماته فقد اعتادت أذنها على سماعها .. كل ما يهمها الأن لماذا تأخر إلى هذا الوقت ثم لماذا تشتم تلك الرائحة الكريهة النفاذة التى تنبعث من فمه كرائحة المطهر !

اقتربت منه و هزته ليصحو من ذلك العالم المغيب الذى أدخل نفسه فيه و هى تقول بانفعال : أنت كنت فين ؟ و ايه الريحة ديه ؟

دفعها بيده بعيداً عنه و قام و هو يترنح فى مشيته قائلاً بخمول : أنتِ مالك كنت فين أو جيت منين ! أنتِ هتحاسبينى .. البيت ده مفهوش حد بيحاسب غيرى .. أنا أحاسب لكن أنتِ لا

اقتربت منه و ضربته ضربات متتالية على صدره ليفيق و هى تقول بحدة : مش مراتك و ليا حق عليك ! هى وصلت للخمرة يا مروان .. وصلت للخمرة

حرك يده بضعف و هو يبعدها عنه قائلاً بتذمر : ابعدى عنى بقى ملكيش دعوة بيا .. أنا حر أعمل اللى أنا عايزه .. وصل للغرفة و دخل بخطوات مترنحة أرادت أن تدخل وراءه لكنه دفعها من كتفها ليختل توازنها .. كادت أن تقع لكنها اتزنت فى اللحظة الأخيرة و اعتدلت فى وقفتها لتصدم بعد لحظات من الباب الذى أغلق بوجهها بعنف و صوته الذى يقول من خلف الباب بسخرية : روحى روحى نامى فى الأوضة التانية شكلها عجبتك

جلست فى مكانها أمام الباب و ظلت تبكى بشهقات عالية و هى تندب حظها .. أهذا ما كان ينقصها زوج و أب سكير لطفلها القادم !
ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍
استيقظت تالا على صوت رنين هاتفها الذى ينبئها بموعد صلاة الفجر .. ما هى الإ ثوانى ووجدت الأذان يدوى فى الأرجاء .. اعتدلت فى جلستها بتثاقل و حاولت أن تفيق حتى لا تفوتها صلاة الفجر .. نظرت لــ أسيل النائمة بجانبها و هزتها برفق و هى تقول : أسيل أصحى عشان تصلى الفجر
أسيل بتأفف : تالا روحى نامى و سيبنى فى حالى

هزتها تالا مرة أخرى و قالت برجاء : قومى يا أسيل بقى .. قومى عشان نصلى

أسيل بنافذ صبر : هابقى أصليه صبح

تالا برجاء : أسيل قومى بقى ماتبقيش رخمة

أسيل بضيق : سيبى أسيل فى حالها عشان عايزة تنام

تنهدت تالا بضيق و قالت بخبث : ماشى يا أسيل خليكى نايمة بس مفيش فطار الصبح

نظرت لها لميس بنصف عين مفتوحة و قالت بضيق : أف بقى يا تالا هابقى أفطر فى مطعم .. ثم أردفت قائلة بنوم : صدقينى مش قادرة أقوم

نظرت لها بنافذ صبر و لم تجد غير هذا الحل لتوقظها .. أمسكت كوب الماء الموضوع بجانبها على الكمودينو و سكبته على رأسها لتنتفض أسيل و هى تصيح بها قائلة بخضة : ايه ده يا

تالا حرام عليكى

تالا بصرامة : قومى بقى

مسحت وجهها من الماء بتأفف و قالت باستسلام : حاضر هاقوم

ما أجمل أن تجد صديقاً يعاونك على التقرب من الله و يساعدك فى عبادته لتذوق حلاوة الإيمان فانتقى أصدقائك بحرص !

بعدما أنتهوا من أداء الصلاة .. نظرت تالا لـ أسيل و قالت بابتسامة أمل : تعرفى يا أسيل أنا ليه عايزة العملية ديه تنجح !

تسطحت أسيل على السرير و قالت و هى تنظر لها بانتباه : ليه !

تالا بصدق شديد : أول ما بدأت أصلى بدأت الصلاة و أنا قاعدة .. فأنا نفسى أجرب شعور إنى أصلى و أنا واقفة .. نفسى أحس بنشوة السجود لربنا ثم أردفت بحزن : أنا ندمانة على كل لحظة ربنا كان مدينى فيها نعمة المشى و أنا ماحمدتهوش عليها ! .. صمتت قليلاً و قالت بابتسامة حزينة : تعرفى إن ربنا مابيعملش حاجة وحشة فى حد أبداً .. تخيلى حياتى دلوقتى لو كنت اتجوزت ماجد أكيد ماكنتش هاقرب من ربنا كده .. أنا عارفة إنى لسة فى أول طريق القرب بس هاحاول على قد ما أقدر إنى أقرب و أقرب .. حياتى مع ماجد أكيد عمرها ما كانت هاتبقى مستقرة بسبب مامته و أخواته و إنى بعيدة عن ربنا .. تعرفى إنى لو شوفت ماجد دلوقتى هاشكره عشان سابنى

ظلت أسيل صامتة و هى تستمع لكلامها ثم قالت بمرح لأنها شعرت أنها على وشك البكاء : طبعاً لازم تشكريه .. ماجد لو ماكنش سابك عمرك ما كنتِ هاتتعرفى على أدهم

ابتسمت تالا ابتسامة تلقائية عندما ذكرت أسيل أسمه و بدأ قلبها يدق بعنف و هو يعزف سيمفونيته الخاصة .. ظلت صامتة لبعض الوقت ثم قالت بتفكير : خايفة أظلمه معايا

أسيل بتساؤل : تالا أنتِ بتحبيه ؟

نظرت لها تالا بحيرة و قالت و هى تعرض أفكارها التى تدور برأسها أمام أسيل : مش عارفة يا أسيل بس اللى أعرفه أن لو حاجة حصلتلى و احتجت لمساعدة و أنا وسط مليون واحد بيعرضوا مساعدتهم ليا هافضل مساعدته هو .. بحس أنه فاهمنى من غير ما اتكلم و مستعد يساعدنى دايماً من غير أى مقابل .. بحس بالأمان بوجوده مهما كان الموقف صعب و حله أصعب .. بحب أوى لما بيزعقلى و يفرض رأيه عليا مع إنى بكره اللى يعمل كده .. لما بتصرف من غير تفكير و عقلانية هو بييجى يعاتبنى .. بحب عتابه و بقتنع بكل كلمة بيقولها و ببقى عارفة إنها صح .. لما حاتم ضربه بالسكينة و هو كان بيتوجع كنت حاسة أن كل أه بتطلع منه بتقطع فيا من جوه و بتحرق قلبى .. قلبى ساعتها كان عايز يخرج يحضنه و يطبطب عليه يمكن يخفف عنه وجعه .. كنت بتمنى أبقى مكانه بس مايتوجعش كده .. أردفت و هى تنظر لها بحرج : بتضايق جداً لما بيتكلم معاكى أو حتى يبتسملك .. و بتضايق أكتر من كلامك الحلو عليه و مدحك فيه .. صمتت قليلاً و أكملت قائلة : طريقة تعامله معايا , كلامه , أسلوبه , شخصيته .. لما بتكلم أو بحكيله على حاجة بيسمعنى و مابحسش أنه مل منى .. لما غار عليا لما جيتلك الحفلة و اتضايق إن رجلى باينة .. كنت فرحانة أوى بغيرته ديه .. بحس إنه أمانى و إنى ممكن أثق فيه و مبقاش خايفة من أى حاجة لمجرد وجوده معايا .. بيدينى شعور بالأمان و الراحة و بحس أنه سندى .. قربه منى فيه شعاع بيخدر جسمى و يخليه مش حاسس بأى حاجة غير بالنشوة و الفرح .. عمرى ما حسيت أنه تافه و طايش زى شباب كتير .. بيثبت وجوده فى أى مكان يحضر فيه .. إلحاحه إنه يتجوزنى رغم حالتى بيبسطنى جداً .. حتى بابا حبه و بيشكر فيه من مرتين بس قابله فيهم .. ابتسمت ابتسامة واسعة و قالت و عينها ترقص فرحاً : تصدقى يا أسيل حافظ القرآن كله و ختمه من و هو صغير .. أكيد واحد حافظ القرآن كله مابيسبش فرض وضعت يدها على قلبها الذى يعزف على اطرائها لــ أدهم و يؤيدها بكل كلمة تقولها : ده بيدق بس غير أى دقة دقها قبل كده .. أنا عمرى ما حسيت بالإحساس اللى حاسة بيه دلوقتى اتجاه ماجد !

نظرت لها أسيل و فمها فاغر من الدهشة ثم صاحت بها قائلة : كل اللى بتقوليه ده و مش عارفة ! أنتِ مش بتحبيه بس ده أنتِ واقعة فى غرامه

دمعت تالا و قالت بحزن : خايفة يا أسيل .. خايفة لما أحكيله حكاية ماجد يسيبنى

أوقفتها أسيل قائلة بدهشة : ثوانى بس تحكى لمين حكاية ماجد !

مسحت تالا دموعها بطرف يدها و قالت بجدية : هاحكيها لــ أدهم

قامت أسيل معترضة و قالت باعتراض : لا طبعاً ماتقوليلوش .. اوعى تحكيله

تالا باستغراب : إزاى ماحكلوش ؟ لازم أحكيله طبعاً

أسيل بجدية : لا مش لازم بلاش جنان ثم أردفت بتساؤل : مش أنتِ قايلاله إنك مطلقة

اؤمأت تالا برأسها فصاحت بها أسيل : خلاص اتحلت أهيه .. هو عارف إنك مطلقة .. ايه اللى هايعرفه بقى إذا كان قبل الفرح ولا بعد ! اكيد عمر ما عقله هايجيبه انه كان طلاق بعد كتب الكتاب .. فأنتِ بالنسبة له دلوقتى واحدة كنتِ متجوزة و أطلقتى زى Ladies كتير

تالا بجدية : بس يا أسيل ماينفعش أنا لازم أحكيله و هو يختار إذا كان هايتجوزنى ولا لا !

أسيل بنافذ صبر : تالا بلاش غباء .. أنتِ أتعديتى منى ولا ايه ؟ ثم أردفت قائلة : ليه تقوليله و تفتحى الماضى .. الماضى خلاص صفحة و اتقفلت

تالا بجدية : ماقدرش أخدعه أو أضحك عليه يا أسيل .. لازم أحكيله طبعاً و أفهمه كل حاجة و هو يحدد هايعمل ايه ؟ ماقدرش أبنى حياتى على كذبة ممكن تتكشف فى أى وقت

أسيل بجدية : كدبة أيه يا تالا مافيهاش كدب .. أنتِ قولتيله إنك مطلقة و أنتِ فعلاً مطلقة .. بلاش تدخلى فى الـ Details عشان ملهاش أى لزمة غير وجع الدماغ والقلب

نظرت لها تالا بتفكير و قالت بتساؤل : تفتكرى يا أسيل أدهم ممكن يسيبنى و يرجع عن طلبه لما يعرف حكايتى مع ماجد

أسيل بحيرة : مش عارفة يا تالا .. بس أنا من رأيى إنك ماتقولهوش .. مش لازم يعرف صدقينى

تنهد تالا بضيق و قالت بجدية : خلاص يا أسيال اقفلى الموضوع ده دلوقتى .. أنا مش هافكر فيه غير لما أعمل العملية و تنجح إن شاء الله

اؤمأت أسيل برأسها و قالت بتساؤل : أنتِ عندك محاضرات انهارده !

تالا بتذكر : لا مفيش

أسيل بتساؤل : طب هاتنامى دلوقتى ولا ايه ؟

وضعت تالا يدها على جبينها كأنها تحاول أن تمتص الأفكار الكثيرة التى تتزاحم بداخل عقلها و هى تقول بذهن مرهق : أه هانام يمكن أريح دماغى من التفكير اللى مش راضى يسيبنى فى حالى ده ثم أردفت بتساؤل : و أنتِ عندك !

أسيل بعدم اهتمام : أه بس مش مهمين ثم قامت وساعدتها لتتسطح على السرير و تسطحت بجانبها و هى تقول بتساؤل : تالا أنتِ قولتى لــ أونكل إنى هاسافر معاكى

تالا بجدية : لا ماقولتلوش عشان انتِ مش هاتسافرى أصلاً

اعتدلت أسيل لتجلس متربعة بجانب تالا و صاحت بها قائلة : ليه يا تالا أنا عايزة أسافر معاكى

تالا بجدية : أسيل أنتِ عارفة شرطى عشان تسافرى معايا ثم أردفت بجدية : أصلاً ملوش لزوم تتعبى نفسك و كمان عشان جماعتك يا حبيبتى

أسيل بإلحاح : هاسافر معاكى .. لازم أبقى معاكى هناك

تالا بضيق : أنتِ قولتى لباباكى !

نظرت أسيل فى الجهة الأخرى و قالت بارتباك : أه قولتله

تالا بضيق : والله ؟ قولتيله إزاى و أنتِ مش بتتكلمى معاه أصلاً ولا بتردى على مكالماته

أسيل بضيق : مش هاقوله يا تالا ولا هاكلمه ريحى نفسك

أغمضت تالا عينها و وضعت الوسادة على رأسها و هى تقول بجدية : ماشى و ريحى نفسك أنتِ كمان إنك مش هاتسافرى معايا

نظرت لها أسيل بغيظ و قالت بضيق : أف بقى يا تالا

ابعدت تالا الوسادة عن رأسها قليلاً و قالت بحزم : أسيل لو ماكلمتيش باباكى و استأذنتى منه مش هاتسافرى معايا

نظرت لها أسيل بغيظ و قالت بضيق : تالا نامى

تنهدت تالا بضيق و أعطتها تالا ظهرها لتتركها تقضم أظافرها بضيق و ملل .. فهى لن تتصل أو ترد على والدها مهما حدث !
بتبع





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 04-08-16 الساعة 10:04 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-16, 09:46 AM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

✾الفصل التاسع و العشرون✾ج2

كان يجلس بملل يتابع عمله و هو يتصفح بعض الأوراق و رأسه يكاد ينفجر من الصداع .. تذكر أحداث طفيفة ليوم أمس .. كيف استطاعت قدماه الذهاب لمكان كهذا .. كيف سمحت له يده بإمساك ما حرمه الله و جعله من الكبائر .. كيف جروء فمه على إحتساء وتذوق هذا الخمر المحرم .. رائحة الخمر مازالت تفوح منه و لم تغادره بعد .. فعل كل هذا ليعاند لميس و يحرق قلبها عليه و سيفعل المزيد و المزيد فهو متيم بدموعها و أنينها .. يستمد قوته و رجولته التى يعتبرها رجولة من ضعفها .. يتلذذ عندما يشعر بضعفها و أنه أقوى منها و يستطيع فعل ما لا تستطيع فعله هى .. يشعر بالنشوة الشديدة عندما يعذبها و يسبها ففرحه يتغذى عليهم .. بمجرد كلمة منه تصالحه .. أو ربما بدون كلمة .. يعشق تسامحها معه و جملتها التى تطمئنه بأنها ستسامحه دائماً مهما أخطأ أو فعل أى شئ بها .. ربما يكون هذا مرض لكنه لا يأبه و لا يهتم ! حقاً لا يهتم .. قطع تصفحه الشارد للأوراق صوت صديقه مازن و هو يقول بصوت خافت : ايه رأيك بقى فى ليلة أمبارح ؟

أقترب منه مروان بضيق و قالت بصوت خافت : الله يخرب بيتك مش عارف أركز فى الشغل .. دماغى مصدعة أوى مش قادر

مازن بسخرية : ده أنت طلعت خفيف أوى .. على العموم عادى عشان أول مرة بس ثم أردف بتساؤل : المدام لاحظت !

ابتسم مروان بسخرية و قال بجدية : و المدام مالها هى هاتمشى كلامها عليا ولا ايه ؟ أنا هاعمل اللى أنا عايزه و هى ملهاش دعوة

ربت مازن على كتفه و قال و هو يغمز له : يا جامد يا مسيطر

ابتسم مروان بتفاخر و ربت على يد مازن التى تربت على كتفه و قال بجدية : عيب عليك أحنا رجالة أوى مش الحريم اللى هاتمشى كلامها علينا

ابتسم له مازن و قال بسخرية حاول اخفائها : أيوة كده تعجبنى .. هاستناك انهارده كمان

مروان بجدية : تمام

رن هاتفها ليصدر تلك الموسيقى الصاخبة .. أمسكت هاتفها بملل و مررت أناملها على شاشته لتسحب تلك العلامة الحمراء التى تنهى الإتصال قبل أن يبدأ بعدما رأت أسم المتصل .. ألقته بجانبها بإهمال و أكملت فطورها ليرن مجدداً بعد لحظات ليست بكثيرة !

سحبت تالا الهاتف من أمامها لتجده " بابى " فتنهدت بنافذ صبر و قالت برجاء : أسيل ردى عليه ماينفعش كده .. أكيد زمانه قلقان عليكى
أخذت منها أسيل الهاتف و قالت بضيق : مش هارد يا تالا مش هارد ثم أغلقته نهائياً و هى تقول بنافذ صبر : قفلته خالص أهو .. أسكتى بقى

تنحنح أحمد قائلاً بجدية : أنا أسف يا أسيل إنى بتدخل بس أنتِ زى بنتى و لازم أنصحك

أسيل بحرج : اتفضل يا أونكل أنا سامعة حضرتك

أحمد بجدية : ماينفعش ماتكلمهمش كده لازم تردى عليهم أكيد قلقانين عليكى يا حبيبتى .. فى ظروف بتحتم على الواحد انه يعمل حاجات هو مش عايزها و مش بإرادته بس بيضطر انه يعملها عشان ماعندوش حل تانى غير كده ! فبيختار أحسن الحلول سوءا ً.. إنهم يخبوا الحقيقة ده من مصلحتك

تنهدت تالا بعدم رضا .. لماذا كل من يرتكب خطأ بحياته يتهم به الظروف .. من يريد شيئاً سيفعله و يحارب من أجل أن يفعله .. لن تعرقل طريقه تلك الإشياء المسماه بالظروف .. الظروف ما هى إلا حجة حمقاء يعلق عليها الناس حمل أخطائهم ! ماجد , والدتها , والدها , دادة عائشة , حتى أدهم عندما تأخر و لم يأت فى أولى محاضرات الكورس علق خطأه على الظروف .. إنها تجزم لو أن الظروف كانت انسان لأطبقت قبضتها على رقبه كل غبى و أحمق يتهمها بأخطائه التى فعلها ! صمتت و احتفظت برأيها بجعبتها فربما تأتى حجة الظروف مع أسيل بثمارها !

تنهدت أسيل بملل و قالت حتى تخرج من هذا الحديث الذى سيبدأه أحمد و يتقمص فيه دور الأب الذى أفتقده و يبدو أنه سيطول و هى لا تريد أن تسمع محاضرته : حاضر يا أونكل

.. هابقى أكلمهم لما يتصلوا تانى ثم أردفت حتى تغير دفة الحديث : أونكل هو حضرتك حجزت التذاكر ؟

ابتسم أحمد لها و قال بجدية : كويس إنك فكرتينى .. ثم حول نظره لتالا و قال بجدية : بكرة الصبح إن شاء الله هانسافر

نظرت له تالا بدهشة و قالت بتساؤل : بالسرعة ديه

ابتسم أحمد لها و قال بجدية : أنا مش ضامنك

تنهدت تالا بنافذ صبر أما أسيل فقالت بحرج : أونكل هو حضرتك حجزتلى معاكوا ؟

أحمد بجدية : أنتِ ماقولتليش بس لو حابة أحجزلك هاحجزلك

أرادت أسيل أن تتكلم لكن قاطعتها تالا و هى تقول بحزم : قولتلك مش هاتسافرى معايا

غير لما تكلمى باباكى

أسيل بملل : أف بقى يا تالا .. لما يتصلوا تانى هابقى أرد

تالا بضيق : هاتردى إزاى و انتِ قافلة الموبايل أصلاً ؟

تجمعت الدموع فى مقلتيها و قالت برجاء : تالا لو سمحتى ماترغمنيش على حاجة أنا مش عايزاها بليز .. أنا لما هابقى عايزة أكلمه هاكلمه صدقينى

تنهدت تالا بنافذ صبر و قالت بجدية : خلاص يا بابا أحجزلها معانا

قامت أسيل و احتضنت تالا و هى تقول بامتنان : حبيبتى يا تالا

تالا بتساؤل : هاتكلميه لما تهدى شوية , صح ؟

اؤمأت برأسها ثم قالت بجدية : هاروح أجيب الباسبور عشان مش معايا هنا

ابتسمت تالا لها و قالت بجدية : متتأخريش

أسيل بابتسامة : حاضر أنا هاروح ألبس ثم ذهبت راكضة إلى غرفتهم لتغير ثيابها !

نظر أحمد لتالا بعدما غادرت أسيل و قال بتساؤل : هتسافر من غير ما تقول لبابها ؟

تالا بنافذ صبر : أعمل ايه يا بابا هاسيبها لوحدها يعنى .. ماقداميش حل غير كده

أحمد بجدية : طب ماشى بس حاولى تخليها تكلم باباها قبل ما تسافر معانا

اؤمأت برأسها و صمتت

" مابتروديش على الموبايل ليه ! ينفع كده .. ينفع تقلقينا عليكِ كده و تجبينا على ملا وشنا من السفر " خرجت هذه الجملة من فم عبد العزيز بغضب عندما شاهدها تدخل من باب الفيلا !

نظرت له أسيل بعدم اهتمام و قالت بملل : سورى يا بابى ثم أردفت بصوت خافت قائلة : على أساس إنى بفرق معاكوا أصلاً .. أرادت أن تصعد إلى غرفتها لكن صوت عبد العزيز أوقفها قائلاً بحدة : أسيل أنا لسة ماخلصتش كلامى عشان تمشى و تسبينى
أسيل بملل : لازم أطلع أجيب الباسبور بتاعى و أمشى عشان تالا بتتضايق لما بتأخر عن الساعة 8

عبد العزيز بحدة : باسبور ايه ده ؟ أنتِ هاتسافرى

أسيل بملل : أه هسافر مع تالا .. عن إذنك

تدخلت كريمة قائلة بحدة : يعنى ايه هاتسافرى من غير ما تقوللنا.. أنتِ فاكراها سايبة و إنك مالكيش أهل .. و ايه تالا اللى طلعلنا فى البخت ديه .. مش كفاية إننا موافقين إنك تقعدى معاها

ضحكت أسيل بسخرية قائلة : أهل ! سورى ماعرفش معنى الكلمة ديه .. عن أذنكوا عشان ماتأخرش

عبد العزيز بحدة : أسيل اتعدلى .. مالك مقلوبة علينا كده ليه ؟

كريمة بحدة : من الواضح إننا دلعناكى أوى

لم تطق أن تسمع منها أى كلمة أخرى فقالت بحدة : ممكن ماتوجهليش كلام خلاص و تسكتى .. أنتِ مالكيش كلمة عليا أصلاً .. أنا بتكلم أنا و بابى أنتِ بتتدخلى ليه ؟

اقترب عبد العزيز منها بخطوات بطيئة إلى أن أصبح مقابلها و صفعها صفعة قوية و هو يقول بصرامة : اطلعى على أوضتك و ماتخروجيش منها غير لما أذنلك بكده .. الظاهر إننا أستهترنا بتربيتك و دلعناكى أوى فأنا هافضالك و أربيكى من أول و جديد

نظرت له بصدمة فهذه كانت أول صفعة تأخذها بحياتها .. بدأت بالبكاء ليقول هو بصرامة : يلا قولت

صعدت إلى غرفتها ركضاً إلى أن دخلت الغرفة و أغلقت الباب وراءها بعنف .. جلست فى وضع الجنين و هى تضم قدمها إلى صدرها بقوة و ظلت تبكى بأنين ! تحتاج تالا بشدة الأن لتضمها و تخفف عنها .. أخرجت هاتفها و طلبت رقمها لترد عليها بعد ثوانى

لم تتكلم بل ظلت تبكى فى الهاتف .. حاولت تالا تهدئتها و هى تقول بخضة : فى ايه مالك ؟

أسيل ببكاء : بابى ضربنى بالقلم يا تالا و زعقلى

تالا بدهشة : هما رجعوا من السفر

أسيل بدموع : أيوه جيت لقتهم

تالا بحنان : طب أهدى يا حبيبتى بلاش عياط ثم أردفت بتساؤل : ايه اللى حصل ؟

حكت لها أسيل ما حدث بالتفصيل فقالت تالا بجدية : تحبى أجيلك أتكلم معاه

أسيل باعتراض : لا أنا هاتصرف فى الموضوع ده

تالا بتساؤل : طب أنتِ كده مش هاتسافرى معايا !

أسيل بحزن : شكلها كده يا تالا .. شكل الخناقة هاتطول بس هاحاول أجى معاكى

تالا بتساؤل : متأكدة أنك مش عايزانى أجيلك

تنهدت أسيل و قالت بجدية : لا أنا هاحاول اتكلم معاه و ألم الموضوع عشان أسافر معاكى بكره

تالا بجدية : ماشى يا حبيبتى

أغلقت أسيل معها لتقوم بخطوات متثاقلة و تفتح الباب و تنزل .. ذهبت إلى غرفة المكتب حيث يكون والدها عادة عندما يكون فى المنزل .. دقت الباب و دخلت ليرفع عبد العزيز عينه من الأوراق و يقول بحدة : أنتِ خرجتى من أوضتك ليه ؟ يلا أطلعى

أسيل بضيق : بابى

عبد العزيز بصرامة : هى كلمة و قولتها تتنفذ .. أطلعى فوق

أسيل بضيق : بس

عبد العزيز بحدة : أسيــل

ضربت أسيل قدمها فى الأرض بضيق ثم خرجت من الغرفة ولكن أوقفها عبد العزيز عندما ندهها بأسمها .. نظرت له ظناً منها أنه سيعطيها فرصة لتتكلم ! لكنه خيب ظنها عندما قال بصرامة : أقفلى الباب وراكى زى ما فتحتيه عشان أكمل شغل !

كانت جالسة بالمطار و أحمد يجلس على كرسى بجانبها .. كان كل تفكيرها مصبوباً فى أسيل .. تمنت لو أتت معها حقاً لكن والدها لم يأذن لها .. قام أحمد فجأة فقالت تالا بتساؤل : حضرتك رايح فين ؟
أحمد بجدية : هاروح الحمام ثوانى و جاى

اؤمأت تالا برأسها ليذهب أحمد .. ظلت جالسة و هى شاردة فى حياتها التى تذكرها بكرة من الصوف التى فكت فتعثرت و تداخلت فى بعضها لتصبح مليئة بالعقد لكنها لن تيأس و ستحاول بشتى الطرق أن ترجعها كرة ملفوفة خيوطها بانتظام .. خطر أدهم على بالها .. تمنت لو رأته قبل أن تسافر ربما يقول لها بعض من كلماته تشجعها على قرارها .. لكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ! اشتاقت له بشدة تشعر بالحنين بتجاهه فعينها لم تره منذ أخر مرة تشاجر معها فيها و تركها و ذهب و هو غاضب !

وضعت وجهها بين كفيها و هى تدعى الله أن يكتب لها الخير ! مسحت وجهها بيدها و رفعت وجهها إلى أعلى ببطء لتجده يقترب منها و هو يرتدى حلة أنيقة سوداء و بيده دفتر و والدها وراءه .. اقترب منها و جثى أمامها على ركبته و وضع الدفتر على قدمها و فتحه لتجد بداخله قلم !

نظرت له بدهشة و عدم فهم ليخرج هو علبة حمراء صغيرة من جيب حلته ليقول بابتسامة واسعة : تتجوزينى !

ما إن قال كلمته حتى أنسدل بوستر كبير من ورائه مخطوط فيه بطريقة زخرفية جميلة " بحبك .. تتجوزينى يا أحلى ما ليا ! " .. و الكثير من البالونات بألوان مختلفة تطايرت فى الهواء تأتى من يسارها و يمينها .. تجمع كل الموجودين بالمطار حولهم ليصنعوا دائرة و بدأوا بالهتاف و التصفيق و هم يهتفوا "وافقى" !
كانت صدمة كلماته بهذا الوقت قد ذهبت بها مذهباً جعلتها لا تقوى على الكلام .. ارتجف قلبها ارتجافاً حتى كاد أن يقتلع من مكانه من شدة اهتزازه بداخلها .. تجمعت الدموع فى مقلتيها الملونتان بلون البندق فنظرت لاسفل سريعاً و أخفت وجهها بيدها و هى منكمشة فى نفسها .. أحست بتلك اليد التى تلمست يدها لتبعدها عن وجهها .. سارت قشعريرة زلزلت كيانها بأكمله و حركت كل خلايا جسدها أبعدت يده و وضعت يدها على وجهها مجدداً لتخفيه من هذا الموقف الذى لم تتخيل أبداً أن توضع فيه كما أنها ترفضه تماماً فى هذا الوقت !

أبعد يدها عن وجهها مجدداً و ظل محاوطها بقوة يديه حتى لا يفلتها و قال بحنان : تالا صدقينى أنا بحبك و عايز أكمل معاكى حياتى !

نزلت دموعها على وجنتها و قالت بصوت متحشرج أخرجته بصعوبة : بس يا أدهم

أدهم بحنان : مابسش يا تالا .. أنتِ بتحبينى و أنا بحبك يبقى ايه المانع إننا نتجوز ! ثم ترك يدها و أمسك القلم الموجود داخل الدفتر و وضعه بيدها و أغلق قبضتها عليه و هو يقول بابتسامة حب : كل اللى محتاجه منك إنك توافقى على جوازنا و تمضى و تبصمى هو ده اللى ناقص بس ثم أشار لها على المكان الذى من المفترض أن تمضى به و أردف قائلاً : عشان يبقى جوازنا شرعى و قانونى و بموافقتك

فتحت قبضتها ليقع القلم على الدفتر مجدداً و قالت بدموع : أدهم هوافق إنى أتجوزك بعد نجاح العملية

أمسك أدهم القلم مجدداً و وضعه بيدها و أغلق قبضة يدها علي القلم ثم أغلق قبضة يده على يدها و هو يقول بجدية : تالا أنا بحبك زي ما أنتِ كده .. سواء العملية نجحت أو لا ؟ هافضل أحبك و عايز أتجوزك ثم أردف قائلاً : عايز لما أسافر معاكى أسافر بصفتى جوزك عشان أعرف أقف جمبك

نزلت دموعها و قالت بخفوت : فى حاجات لازم تعرفها يا أدهم قبل ما نتجوز

قاطعها أدهم بجدية قائلاً : أنا مش عايز أسمع حاجة .. كل اللى عايز أسمعه إنك موافقة و صوت جرة القلم و أنتِ بتمضى على ورقة هاتربطنا ببعض و تدينى الحق إنى أبقى جمبك و سندك و بحبك

تالا بخفوت حتى لا يسمعهم الناس : أدهم أنت ليه عمرك ما سألتنى عن سبب طلاقى !

أدهم بجدية : عشان مش عايز أعرف حاجة عن ماضيكى .. أهم حاجة عندى الحاضر و المستقبل اللى هايبقى معاكى

تالا و دموعها تنهمر على وجهها فى شكل وديان : أفرض العملية مانجحتش و فضلت عاجزة كده

ابتسم لها مطمئناً و قال بحنان : إن شاء الله هاتنجح

تالا بحزم وسط دموعها : افرض مانجحتش يا أدهم

ابتسم لها و قال بجدية : هاحبك أكتر من الأول و مستعد أخدمك طول عمرى بعنيا

تالا بتساؤل : مش هاتزهق منى أبداً !

ابتسم أدهم و قال بجدية : كنت زهقت منك من زمان .. أنا بقالى قرن بتحايل عليكى عشان نتجوز

وضع أحمد يده على كتفها و قال بجدية : وافقى بقى .. وافقى يا بنتى .. أدهم بيحبك

ضغط على قبضة يدها و قال بابتسامة :أتجوزينى و سترينى بقى .. أنا عديت التلاتين و قربت أعنس .. ثم أردف بعتاب : يرضيكى أعنس

ابتسمت تالا على كلماته ابتسامة صغيرة ثم أرادت أن تتكلم لكنه قاطعها و قال بجدية : أمضى بقى يا تالا

بدأ الناس بالتصفيق مجدداً و هم يهتفوا : " أمضى " .. سمعت أصوات من بين الهتاف منهم من يقول " أقبلى بقى يا بنتى نشفتى دم الواد القمر ده .. حرام عليكى " و واحدة أخرى تقول " والله أنتِ لو ماوافقتى لأستناه بره و أخطفه و أتجوزه غصب عنه " و أخر يقول " أتجوزيه بقى ماتخليهوش يرجع زى ما جه " و واحدة أخرى تقول " ده أنا لو منها كنت مضيت من غير تفكير .. أوعدنا يا رب " و واحد يقول " يلا يا بنتى بقى الراجل بيحبك و دخل المطار من بابه "

ابتسم أدهم لها و قال محفزاً : أمضى بقى تعبتينى .. ثم أردف بدعاء : إن شاء الله أموت لو ما مضيتى

بكت تالا و قالت بصوت متحشرج من بين بكائها : بعد الشر عليك

أدهم بابتسامة : طب يلا أمضى بقى

نظرت له من بين دموعها و قالت بتساؤل : أمضى إزاى و أنت ماسك أيدى كده .. سيبها طيب

فك أدهم قبضه يده عن يدها و قال بابتسامة : أمضى ياللى مطلعة عينى

أمسكت تالا القلم بشكل صحيح و هى متحيرة أتمضى و تصبح زوجته أم ترفض إلى أن تقوم بالعملية و تخبره بقصة ماجد ! تذكرت كلمات أسيل و هى تقول " هو عارف أنك مطلقة .. ايه اللى هايعرفه بقى إذا كان قبل الفرح ولا بعد ! اكيد عمر ما عقله هايجيبه انه كان طلاق بعد كتب الكتاب .. فأنتِ بالنسبة له دلوقتى واحدة كنتِ متجوزة و أطلقتى زى Ladies كتير " .. أحست بيد والدها تربت على كتفها قائلة بابتسامة : أنتِ بتحبيه مستنيه ايه بقى !

حسمت قرارها بعدما توقف عقلها عن التفكير و بدأ قلبها من يجيب .. امسكت القلم و يدها تهتز من التوتر و بدأت بخط توقيعها حيث أشار لها أدهم .. اقترب رجل يرتدى قفطاناً و عمامة بيضاء بذقن مرتبة و من ملابسه أيقنت أنه المأذون .. أخبرها أن تبصم ليعلنهما زوج و زوجة بعد ذلك و هو يقول " بارك الله لكما و عليكما و جمع بينكما فى خير " !

بعدما أنتهى المأذون من كلماته أحست بقلبها يرفرف عالياً فوق ناطحات السحاب و قد غمرت الحمرة وجهها و أخذت حقها منه بجدراة .. وضعت يدها على وجهها لتتحسس سخونته من الخجل ! سمعت تصفيقات و تهنيئات من الموجودين يهنؤنهم بزواجهم .. اقترب أدهم منها و حاوط ظهرها بيده و أمسكها من أسفل ذراعها ليرفعها لتقف و تصبح فى مستواه إلى حد ما .. تسارعت أنفاسها و تمسكت بكتفه بكلتا يديها و هى تحمل جسدها كله على صدره العريض و تقول برجاء : أدهم نزلنى .. لو سمحت نزلنى

اقترب أدهم منها و طبع قبلة حانية على جبينها و هو يقول بحب " مبروك يا حبيبتى " .. لتقول هى بدموع : أدهم لو سمحت نزلنى .. تمسكت بيد كتفه حتى لا تقع و باليد الأخرى كانت تبعد يده الأخرى التى تمسكها و هى تقول برجاء : أدهم نزلنى لو سمحت .. أنت بتضايقنى كده
نظر لها أدهم باستغراب و هو يقول بحنان : أهدى فيه ايه ؟ أنا خلاص بقيت جوزك .. نظرت له بضيق مبطن بالخوف .. تلك الجملة الحمقاء التى قالها لها ماجد من قبل و من ثم تركها .. لن تكرر غلطتها ثانية .. نظرت له و الدموع متجمعة فى عيونها و قالت بحزم : لو سمحت يا أدهم نزلنى .. عايزة أقعد .. أنزلها أدهم برفق بعد إلحاح منها و ساعدها لتجلس باعتدال على الكرسي ليقترب منها أحمد الذى أغرورقت عيناه بالدموع و هو يقول بابتسامة فرحة : مبروك يا حبيبتى .. ألف ألف مبروك

ابتسمت له تالا ليحتضنها أحمد و هو يقول بدموع : أنا كده بقيت مطمن عليكى .. ربنا يخليكوا لبعض ثم نظر لــ أدهم الواقف امامه خلف كرسى تالا و ابتسم له برضا

ابتعد أحمد عن تالا لتقول بجدية : و يخليك لينا يا بابا

جثى أدهم أمامها على ركبته و أخرج العلبة الحمراء مجدداً من جيبه و فتحها لتظهر دبلتين .. أخرج دبلتها و أمسك يدها و ألبسها الدبلة ثم أعطاها دبلته لتلبسه إياها !

أمسك يدها و هو يحركها و قال بابتسامة : الدبلة طلعت على قدك بالظبط ثم أردف بتساؤل قائلاً : عجبتك

ابتسمت تالا و اؤمأت برأسها ليقول أدهم بابتسامة : تالا إن شاء الله لما نرجع من السفر هابقى أخدك و أجبلك شبكتك .. مارضتش أجبها أنا عشان تختاريها أنتِ بذوقك

كم عشقت كلماته ليست لما تحتويه من جانب مادى بل لما تحتويه من جانب تقديرى و إحترامى لقرارها و رأيها .. ابتسمت له بخجل و اكتفت بالصمت و لكن قد ظهرت بعيونها نظرة تحمل كل معانى العشق السامية تجاهه و التى كانت كافية لتخرج كل ما فى جبعتها إليه !

خرج من غرفته و علامات الضيق على وجهه و اتجه إلى حيث تجلس أمه .. ليجدها جالسة مع منال تتحدثان و توتة جالسة أمام التلفاز تشاهد فيلما ًللرسوم المتحركة .. اقترب من سارة و قال برجاء : ماما

نظرة له سارة بضيق و قالت بجدية : لا

مراد بضيق : هو أنا قولت حاجة لسه عشان تقولى لا

نظرت له سارة بضيق و قالت بجدية : عارفة أنت هاتقول ايه فبختصر و بقولك لا

مراد برجاء : بليز يا ماما نص ساعة بس

نظرت له منال و قالت بضيق : ماتدخل تذاكر .. ايه الكتاب فيه شوك .. فين خالك أدهم كان جه قالك كان بيقعد على الكتاب إزاى ولا قد ايه ؟ ثم قالت بدعاء : ربنا يوصلك بالسلامة يا أبنى و يصلحلك طريقك

مراد بضيق : يا نينة هما نص ساعة بس هاخد فيهم بريك عشان أفصل ثم أردف لسارة قائلاً : بليز يا ماما هاتى اللاب نص ساعة بس ربنا يخليكى

تنهدت سارة و قالت بضيق : روح ذاكر

نظر لها بغيظ و قال بضيق : أشمعنى توتة يعنى قاعدة بتتفرج على الـ TV من الصبح

سارة بضيق : أنت هاتجيب نفسك لتوتة ؟

مارد بضيق : يا مامى بليز نص ساعة بس و هاقعد بعد كده أذاكر

قامت سارة و أحضرت اللاب بنافذ صبر و وضعته أمامها و قالت بجدية : تقعد هنا قدامى النص ساعة ديه

مراد بضيق : ماشى

فتح مراد صفحته على الفيس بوك و بدأ بتصفحه .. كان نظر سارة معه فلفت انتباهها شئ فقالت بجدية : ثوانى كده يا مراد .. ارجع للــ " بوست " اللى فوق

عاد مراد و هو ينظر لها و يقول بتساؤل : ده ؟ ثم حول نظره إليه مجدداً لينفتح فمه على أخره من الدهشة و هو يقول : ده خالو أدهم , صح ؟

يتبع ..



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 04-08-16 الساعة 10:06 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-16, 10:07 AM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الثلاثون✾

فتح مراد صفحته على الفيس بوك و بدأ بتصفحها .. كان نظر سارة معه فلفت انتباهها شئ فقالت بجدية : ثوانى كده يا مراد .. ارجع للبوست اللى فوق

عاد مراد و هو ينظر لها و يقول بتساؤل : ده ؟ ثم حول نظره إليه مجدداً لينفتح فمه على أخره من الدهشة و هو يقول : ده خالو أدهم , صح ؟

قرأت عيناها فى سرعة الكلمات المكتوبة تعليقاً على الصورة التى تتضمن أدهم الجاثى على ركبته أمام شابة مقعدة تمضى بدفتر تعرفه جيداً فقد سبق لها و مضت بواحد مثله .. كانت الكلمات كالتالى " هل تتسائل ماذا يعنى الحب السامى المجرد من المصالح ؟ الإجابة ستكون بسيطة للغاية عندما تعلم أن هذا الشاب اليافع تقدم بطلب الزواج بطريقة فريدة من نوعها من حبيبته المقعدة ليساندها فى رحلة علاجها ! لم يعر اهتماماً بإعاقتها و لم ينتظر حتى يضمن أنها ستشفى و تعاود المشى مجدداً بل تزوجها ليثبت لها أنه سيظل يحبها إن شفيت أو بقيت على حالها .. حقاً ما أروعهما !

أغلقت اللاب توب سريعاً خشية أن تلاحظ أمها ما ارتكبه أبنها الأحمق من وراءهم ثم صاحت بمراد قائلة : أدخل ذاكر يلا

منال باستغراب : فى ايه يا سارة مالك ؟ قفلتى اللاب كده ليه ؟ و ماله أدهم ؟

سارة بارتباك : مفيش يا ماما .. مفيش ثم نظرت لمراد و قالت بصرامة : روح ذاكر يلا

تأفف مراد و غادر إلى غرفته لتنظر منال إلى سارة و تقول بصرامة : فى ايه يا سارة ؟ شوفتى ايه خلى حالك يتشقلب كده ! ثم أردفت بتساؤل : ماله أدهم !

سارة بارتباك : يا ماما مفيش عادى عادى

قامت منال و فتحت اللاب توب ليظهر البوست أمامها .. حاولت سارة أن تهدأها بالكلمات قبل أن تنتابها موجة غضب لن تستطيع إيقافها فقالت برجاء : ماما أنا مش عايزاكى تتعصبى .. أكيد عنده أسبابه أنه ميقولناش .. و بعدين مش أنتِ كنتى عايزاه يتجوز أهو اتجوز و كمان بنت بيحبها .. كون إنها مش بتمشى ده شئ مايعيبهاش و هى راحة تتعالج اهى يعنى فى احتمال تمشى .. أنا عارفة إنه غلطان بس احنا لازم نلتمسله الأعذار و نعرف هو ليه اتجوز من ورانا !

نظرت لها منال خالية التعابير ثم قالت بدعاء : ربنا يشفهالك يا حبيبى و ترجعولنا بالسلامة

نظرت لها سارة بفم فاغر من الدهشة لرد فعلها .. لماذا هى هادئة إلى هذا الحد المريب ! هل هذا هو الهدوء الذى يسبق العاصفة ! لكنه لو كان كذلك لماذا تدعى لهما ! خرجت الكلمات من فمها بعد معاناة و هى تصيح بدهشة : حبيبك مين ! ابنك اتجوز من وراكى و أنتِ بتقولى حبيبى بدل ما تتصلى بيه تمرمطى بكرامته الأرض .. أردفت بتساؤل قائلة بانفعال : حبيبك إزاى يعنى مش فهماكى !

جلست منال و قالت بجدية : و مين قالك إنه اتجوز من ورايا ! أنا عارفة

سارة بدهشة : عارفة إنه اتجوز !

اؤمأت برأسها و قالت بجدية : ايوه

Flash Back

بعدما انتهوا من صلاة الفجر جماعة كعادتهم .. ذهبت سارة و مراد ليناموا ليظل أدهم جالساً مع والدته .. نظرت له منال بابتسامة و قالت بتساؤل : أدهم عايز تقول ايه يا حبيبى ؟

حك يديه بخصلات شعره و قال بنصف عين : لسة زى ما أنتِ يا منال بتحسى بيا و بتفهمينى من غير ما اتكلم

ابتسمت منال و قالت بعتاب : مش ابنى اللى حملت فيه 9 شهور و كنت بحس بكل حركة بيتحركها جوايا .. انت حتة منى يا حبيبى إزاى مش عايزنى أحس بيك

ابتسم أدهم لها و قال بجدية : مش أنا قررت أفرحك بيا

ابتسمت له بسعادة و قالت بفرحة : بجد يا أدهم .. أخيراً هاتتجوز

اؤمأ برأسه فقالت منال بجدية : أحكيلى عنها

ابتسم أدهم و قال بجدية : بحبها و ده كفاية

ظلت منال تنظر له لبعض الوقت فقد قلقت بعدما سمعت عبارته ثم قالت بجدية : و أنا مش هاكرهلك إنك تتجوز واحدة بتحبها بالعكس أنا هابقى مبسوطة بس كفاية ديه ليك مش ليا .. أنا لازم أعرف ابنى هايتجوز مين ؟

نظر لها أدهم بارتباك و قال بجدية : أنتِ كمان لو عرفتيها هاتحبيها

منال بابتسامة : و أنا متاكدة من كده مدام أنت بتحبها .. صمتت قليلاً و قالت بتساؤل : هى البنت صاحبة البيرفيوم !

حرك أدهم رأسه نافياً و قال بجدية : أسمها تالا

منال بضيق : أنا هافضل أخد كلمة كلمة من بقك كده ! ماشيلى بنظرية الرأى بالتنقيط .. احكيلى عنها .. اتعرفتوا إزاى ! عرفتها منين !

تنهد تنهيدة طويلة كان طولها كافياً ليؤلف فيها كذبة جديدة ليقنع أمه بها فهو على يقين أنها إذا علمت الحقيقة لن ترضى بالأمر برمته فقال : أسمها تالا بتدرس أخر سنة كلية ألسن .. أردف بتساؤل قائلاً : فاكرة ساعة الجامعة لما كنت باخد كورسات !

اؤمأت منال برأسها فقال بجدية : كنت قريب من هناك و الدكتور اللى كان بيدينى الكورسات كان واحشنى فروحت أسلم عليه فشوفتها هناك .. حسيت انها مختلفة عن أى واحدة شوفتها و فى حاجة بتجذبنى ليها .. صمت قليلاً كى يجمع شتات كذبته بطريقة أكثر احترافية حتى لا تشك به و تميز صحة كلامه من عدمه .. أكمل قائلاً بدلائل حتى يوثق كذبته : فاكرة لما كنت بخرج كل سبت و اربع فى وقت معين !

اؤمأت برأسها فأكمل بجدية : عرفت أنها بتاخد كورس أسبانى فبقيت أحضره عشان اقرب منها .. حبيتها بالرغم أنها .. صمت قليلاً و هو يأخذ نفسا ًطويلا ً ليشعل به فتيل القنبلة الذى سيلقيها على مسامع أمه .. بالرغم أنها مقعدة !

ثارت ثائرتها و قالت بحدة : يعنى ايه مقعدة ! بعد ما قعدت 30 سنة من غير جواز تتجوز واحدة تخدمها

أدهم بجدية : ماما أهدى يا حبيبتى احنا بنتناقش .. ماتخلنيش أندم إنى حكيتلك

كلماته أثارت براكين غضبها فقالت : هو حضرتك كمان ماكنتش عايز تقوللى .. كنت هاتقوللى بعد ما تتجوزها و تجيبوا عيال

أدهم بنافذ صبر : ماما لو سمحتى أهدى

بالكاد استطاعت احتواء غضبها و قالت بضيق : عايزنى أهدى إزاى يا أدهم و أنت بتقوللى إنك عايز تتجوز واحدة مقعدة .. ده أنا بتمنى يا أبنى اليوم اللى تتجوز فيه و أشوفك بتتزف مع عروستك .. قولى إزاى هاتقدر تعيش مع واحدة مقعدة زيها حياة طبيعية .. دى عايزة حد معاها 24 ساعة يشوف طلباتها و يلبيها .. يوم ما تحب تحب واحدة مقعدة .. سيبت كل بنات مصر و ألمانيا و اخترت المقعدة .. المقعدة ديه هاتعمل بيها ايه ؟ .. أردفت بجدية قائلة : عارفة إنك هاتقوللى إنك بتحبها بس الحب لوحده مش كفاية يا أبنى .. الحب مش كفاية .. هاييجى يوم و تزهق منها و من إعاقتها

كان يعلم جيداً أن هذا سيحدث و أن مواجهة أمه بجزء من الحقيقة لن يكون سهلاً على الأطلاق .. تنهد بضيق و قال بجدية : فكرت فى كل اللى بتقوليه ده ومش أنا بس اللى فكرت فيه .. هى كمان معترضة على جوازنا خايفة تكون عبء و عالة عليا و إنى ماتحملهاش و أزهق منها بعد كده .. و من شروطها الأساسية للموافقة على جوازنا إن العملية اللى هاتعملها تنجح

ظلت أمه صامتة لبعض الوقت ثم قالت بجدية : طب و الله بنت كويسة أهى .. استنى بقى لما ترجع تمشى تانى و ساعتها نبقى نشوف حكاية جوازك منها ديه

قام أدهم و قال بجدية : مش أنا اللى أعمل كده يا ماما و أنتِ عارفة كده كويس ..صمت قليلاً و قال بجدية : أنا هاتجوزها و هاسافر معاها بكره و اقف جمبها فى محنتها .. مشيت يبقى الحمد لله .. مامشيتش يبقى برده الحمد لله و هاتفضل مراتى .. مفيش حاجة هاتتغير

قدحت عيونها غضباً و قالت و هى تضغط على أسنانها تهكماً : يعنى ايه الكلام اللى أنت بتقوله ده !

أدهم بجدية : صدقينى أنا مش هابقى راجل لو ماعملتش اللى أنا بقوله ده و اتخليت عنها فى أكتر وقت هى محتجانى فيه جمبها

استشاطت غضباً منه و قالت بضيق : هاتبقى راجل يعنى لما تكسر كلامى و تعمل حاجة أنا مش راضية عنها و رافضاها

تنهد بنافذ صبر و قال بجدية : ماما تخيلى أنا كنت متجوزها و هى بتمشى و بعد كده عملت حادثة أدت لعدم قدرتها على المشى .. ساعتها كنتِ هاتقوليلى طلقها

ظلت صامتة لبعض الوقت و قالت بضيق : أنا مش موافقة على الجوازة دى يا أدهم .. قلبى مش راضى عنها

تنهد أدهم بنافذ صبر و قال بعتاب : ده بدل ما تشجعينى على اللى بعمله و تدعيلى و تدعليها إن العملية تنجح

تجمعت الدموع بمقلتيها و قالت : يا أبنى أنا أم و أنت أبنى اللى تعبت فى تربيته و تعليمه لحد ما بقى راجل يسد عين الشمس و الناس بتحكى و تتحاكى بيه . . حس بيا ماقدرش أشجعك على حاجة زى ديه

اقترب أدهم منها و ضمها إليه بحنان و قال بجدية : تربيتك ليا علمتنى أبقى راجل مابقاش ندل .. علمتنى ماتخلاش عن الحاجة اللى عايزها بسهولة بالعكس كنتِ دايماً تشجعينى عشان أوصل لهدفى .. أنا عارف إنك عايزالى أحسن واحدة فى الدنيا .. بس أنا عايز أقولك إن مفيش أحسن من تالا و إنك بمجرد ماتشوفيها هاتحبيها علطول .. أردف قائلاً بجدية : أنتِ عارفة إنى مابحبش أعمل حاجة أنتِ مش راضية عنها عشان عارف و متأكد إن طول ما أنتِ مش راضية طريقى عمره ما هيبقى سالك و هيبقى كله أسلاك و شوك .. صمت قليلاً و أكمل برجاء : أنا مش عايز منك غير إنك تبقى راضية عنى و تدعيلى و تدعيلها إن ربنا يقومها بالسلامة و العملية تنجح

ظلت صامتة لبعض الوقت تفكر فى كلامه ثم قالت بابتسامة و هى تتحسس وجهه بحنان : يا بختها بيك يا حبيبى .. هاتتجوز راجل يعتمد عليه متربى تربية صح .. ابتسمت برضا و قالت بجدية : ربنا يباركلك يا أبنى و يكتبلك الخير و يشفيهالك

ضمها أدهم إليه بحنان و قال بفرحة : كنت عارف إنك هاتفهمينى

منال بجدية : ربنا معاك يا حبيبى و يكتبلك الخير .. أهم حاجة إنك تبقى سعيد و مبسوط .. صمتت قليلاً و أردفت برجاء : بس أمانة عليك يا أدهم لما تخف إن شاء الله و ترجع تمشى تانى تجيبها و تيجى تعيشوا معايا و تستقر هنا و بلاش منها حكاية السفر ديه

قبلها أدهم من جبينها ثم انحنى ليقبل يدها كعادته و أردف بابتسامة : هى ترجع تمشى تانى بس و أنا هاعملك كل اللى نفسك فيه

ابتسمت منال لفرحته الظاهرة بعينه و قالت بتساؤل : بتحبها أوى كده يا أدهم !

أدهم بابتسامة : أنا عارف إنك بتحسى بيا يبقى أكيد عارفة الإجابة على سؤالك

ابتسمت منال و قالت بتساؤل : أسألك أخر سؤال و تجاوبنى عليه

اؤمأ أدهم برأسه لتقول بتساؤل : مين البنت بتاعت البيرفيوم ؟

ابتسم أدهم و قال بجدية : واحدة كانت محتاجة مساعدة فتالا ساعدتها و كانت طالبة مساعدتى أنا كمان

ابتسمت منال و قال بتساؤل : طب و الخناقة اللى اتخانقتها كانت ايه أسبابها !

أدهم بنصف عين : أنتِ قولتى سؤال واحد بس .. أردف قائلاً و هو يتثائب عمداً : أنا لازم أروح أنام عشان أبقى فايق بكره .. ادعيلى توافق تتجوزنى

ابتسمت منال و قالت بدعاء : ربنا معاك و توافق ثم أردفت قائلة كأى أم مصرية أصيلة : و بعدين هى تطول تتجوز واحد زيك .. هى كمان هاتتقمر دى المفروض تحمد ربنا إنك بصتلها و عايز تتجوزها

أدهم بنصف عين : ايه يا منال هانبتدى شغل الحموات ده ! أهدى شوية

لم تعلق على كلماته بل قالت بتساؤل : انت هاتتقدملها إزاى ؟

أخبرها أدهم بما سيقوم به لتقول هى بجدية : أدهم أكتبوا الكتاب بس و لما ترجعوا من السفر نعمل الفرح .. أنا نفسى افرح بيك مش كفاية مش هاحضر كتب كتابك

أدهم بابتسامة : حاضر يا حبيبتى من عنيا الأتنين .. أهم حاجة رضاكى عنى و دعاؤك .. أردف قائلاً بجدية : أنا هاروح أنام بقى عشان أبقى فايق بكره .. قبل يدها و ذهب إلى غرفته !

Back

نظرت سارة لها بغيظ و قالت بضيق : ماشى يا أدهم بقى كده متقوليش .. و أنا اللى كنت فاكرة إنك سافرت فى شغل

منال بجدية : كل حاجة جت بسرعة يا سارة ده كويس إنه قاللى و بعدين أنا كده كده كنت هاقولك بس كنت عايزة اتأكد إنه اتجوزها الأول

سارة بابتسامة : مش مشكلة أهم حاجة إنه يبقى مبسوط .. أردفت بنصف عين : بس عرف يضحك عليكى بكلمتين و حضن كالعادة يا منمن و يخليكى راضية .. سبحان الله ساعات بحس أن الواد ده بيسحرلك

ابتسمت منال و قالت بجدية : بحبه يبقى مبسوط يا سارة .. مابحبش أنكد عليه و أزعله .. أردفت قائلة : و بعدين أنتِ عارفة إن دماغ أخوكى أنشف من الحجر و هايعمل اللى فى دماغه فى الأخر فبخاف أغضب عليه و أزعل منه يحصله حاجة

ابتسمت لها سارة متفهمة ثم حولت نظرها للصورة مجدداً و قالت بابتسامة دهشة : بس أول مرة أعرف أنه رومانسى كده .. لا و البصة اللى بصنها لبعض بتدل أن كل واحد فيهم شايل حب دفين للتانى

منال بجدية : ربنا يسهله و يشفهاله يا سارة عشان أنا عارفة إنه مش هايسيبها لو العملية مانجحتش .. صمتت قليلاً و تأملت الصورة و هى تقول : شكلها بنت ناس و طيبة و لبسها محترم .. ربنا يسهلهم

سارة بابتسامة : أمين يا رب

منال بتساؤل : هو أخوكى هو اللى منزل الصورة ديه

سارة بجدية : لا يا ماما ده كالعادة الشعب المصرى لما بتعجبه حاجة بيصورها و ينزلها و

يعلق عليها كمان من غير وجه حق

منال بجدية : ما أنا بقول برده هو أكيد مش هايبقى فاضى انه ينزل صور زمانه فى الطيارة دلوقتى .. ربنا يباركله و يوصله بالسلامة

سارة بجدية : أمين يا رب .. لفت انتباهها توتة التى نامت أمام التلفاز فقالت بجدية : هاقوم أوديها أوضتها

منال بجدية : ماتشليهاش يا سارة .. سيبينى أنا هاقوم أشيلها

سارة بجدية : لا يا ماما أنا هاشيلها ماتتعبيش نفسك

منال بنافذ صبر : أسمعى الكلام بقى و ماتتعبيش نفسك

اؤمأت سارة برأسها و قالت باستسلام : ماشى يا ماما

كان جالسا ًبجانبها فى الطائرة يتأملها بشغف و هى نائمة .. حفر كل تفاصيلها بذاكرته .. لم يكن يعلم أن تفاصيلها جميلة إلى هذا الحد .. لا يصدق أنها أخيراً أصبحت زوجته بموافقتها .. كاد أن يموت من فرط سعادته بها فهى الأن أصبحت تحمل اسمه .. كانت رأسها تتكأ على الكرسي بطريقة غير مريحة على الأطلاق لاحظها هو فاقترب منها بحرص خشية أن يوقظها و يؤرق نومها .. عدلها برفق لتسكن رأسها على كتفه و من ثم حاوطها بيده لينشئ لها حصنا ًمريحا ًخاصا ًبها وحدها حتى تنعم بنومة منعمة بين أحضانه التى فتحت خصيصاً للعمل على راحتها و احتوائها .. احتضن كف يدها الصغير بيده الضخمة التى احتضنتها و ابتسم لها فقد كان فى أقصى حالات الفرحة بسبب قربه منها إلى هذا الحد .. أسند رأسه على رأسها و نام هو الأخر !

فتح أحمد عيونه التى أغلقها منذ دقائق قليلة للراحة ليجدهما على وضعيتهما تلك .. ابتسم ابتسامة صغيرة و هو على يقين أنه اختار الشخص المناسب الذى سيغير حياة ابنته إلى الأفضل .. ربما يكون قراره فى قرب أدهم من تالا هو التعويض الوحيد الذى يحاول فيه أن يكفر عن جميع أفعاله الماضية !
كانت جالسة بغرفتها تشعر بالضجر من حياتها فأخرجت هاتفها و ظلت تتابع حسابها على الفيس بوك لتجد خبر زواج أدهم بتالا الذى انتشر سريعاً بكل صفحاته .. ابتسمت هى بسعادة حقيقة و تمنت لو كانت معها فى مثل هذا الوقت لكن للأسف الشديد منعها هذا الرجل الذى يلقب نفسه بوالدها !

نزلت لأسفل فهى لا تطيق الإنتظار أكثر من هذا حتى تتحدث مع والدها .. دقت غرفة المكتب و دخلت .. ليقول عبد العزيز بصرامة دون أن يرفع نظره عن الأوراق التى أمامه : أنا سمحتلك تنزلى ! أطلعى على أوضتك يلا

ذهبت أسيل بتجاهه و سحبت الأوراق من أمامه و ألقتها بعدم اكتراث على الأرض و قالت برجاء : أسمعنى بقى مش كل حاجة الشغل الشغل .. نفسى فى مرة نقعد مع بعض يوم واحد بس تسمعنى فيه و نتكلم مع بعض كأب و بنته .. نفسى تهتم بيا و تنصحنى و تقولى على الصح صح و الغلط غلط .. مش تسيبلى السايب فى السايب يا تحبسنى فى أوضتى .. فاكر إن أهم حاجة الفلوس و البيزنيس و بس .. فاكر إنك لما تغرقنى فلوس و تجبلى هدايا فى كل مرة تسافر فيها إنك كده أديت دورك كأب .. بتدينى الحنان و الحب على هيئة فلوس ورق أقل حاجة ممكن أعملها بيها إنى أعملها مناديل وأنشف دموعى بيها .. تقدر تقولى احنا بقلنا قد أيه مقعدناش على سفره واحدة و اتجمعنا .. فاكر أصلاً قعدنا مع بعض كام مرة على سفرة واحدة .. صمتت قليلاً و قالت من بين دموعها : أنا عارفة إنى كنت مجرد عروسة لعبة جبتها من الخدامة عشان تسكت بيها نينة و تعملها اللى هى عيزاه و ترضيها عشان ماتتكلمش ولا تقولك طلق مراتك اللى مابتخلفش .. أنت جبتنى و ركنتنى على الرف و نسيت إن العروسة اللعبة اللى الخدامة خلفتها و باعتها عشان خاطر الفلوس بتحس و ليها مشاعر و أحاسيس و إنها مش مجرد عروسة جبتها تفرح بيها شوية و بفضلها تاخد لقب أب اللى كنت هتموت عليه .. العروسة نفسها إن حد يهتم بيها و يخلى باله منها .. كل اللى كنت بتعمله عشان تريح ضميرك من ناحيتى إنك ترميلى فلوس زى ما رميت للخدامة فلوس و خليتها تتخلى عن بنتها بكل سهولة فى سبيل قرشين .. للدرجة دى الفلوس سحراكوا و مخلياكوا تمشوا وراها مغيبين .. للدرجة دى سواء غنى أو فقير حياته كلها مبنية على دايرة أسمها الفلوس و إزاى يكتر اللى عنده أكتر و أكتر .. زادت فى البكاء و قالت بعتاب : ليه حرمتنى من أمى الحقيقية اللى كانت ممكن تسد الفراغ اللى جوايا بشوية حنان .. ليه سيبتنى مع أم عمرى ما حسيت ناحيتها إنها أمى ببساطة عشان كانت بتكرهنى و بتغير عليك منى

قطع كلامها صوت كريمة و هى تقول من بين دموعها : أيوة بكرهك و بغير منك .. عايزانى أحبك إزاى و أمك الحقيقية كانت الخدامة .. الخدامة اللى قدرت إنها تاخذ جوزى منى و تحققله أمنيته اللى عجزت أنا سنين عن تحقيقها و لسة لحد دلوقتى عاجزة عن تحقيقها .. أمنيته اللى كان دايماً بيحسسنى إنها بالنسبة له عادى و إنه مش مهتم لكن كان واضح فى عينيه إنه هايموت على طفل يشيل أسمه و يقوله يا بابى .. تخيلى لما حماتك تقولك أنتِ مش ست أصلاً .. أنتِ الشكل الظاهرى ممكن يكون ست لكن أنتِ عمرك ما هتكونى ست .. الست الحقيقية هى اللى بتحمل و تخلف لجوزها و تجبله عيال يشيلوا أسمه فى المستقبل .. أنت مش نافعة أصلاً .. ست خربانة .. أكنه شئ بمزاجى و إنى أنا اللى مش عايزة أفرحه و أجبله البيبى اللى نفسه فيه .. تخيلى كسرتى كـــــست بعد ما تسمع الكلام ده و ضمور كل خلايا جسمى اللى كانت بتحاول تقنع نفسها إنها خلايا لواحدة ست .. تخيلى بنت الأكابر لما ترضى إن جوزها يتجوز الخدامة بتاعتها .. عارفة يعنى ايه جوزى يتجوز الخدامة بتاعتى .. يعنى بين يوم و ليلة اتساوى أنا و الخدامة و نبقى فى نفس المكانة .. تخيلى كمية العذاب اللى أنا كنت فيها لما شوفته بيتجوز الخدامة .. تخيلى حالتى لما كان بيروحلها و يسيبنى .. تخيلى قد ايه كنت بتقطع من جوايا و أنا عارفة أن جوزى اللى قلبى ماحبش غيره مع واحدة تانية و برضايا عشان أحققله أمنيته هو و مامته .. تخيلى مدى الألام اللى كنت فيها لما شوفت نظرة الفرحة اللى فى عينه لما عرف إنها حامل .. النظرة اللى عجزت أنا عن تحقيقها للبنى أدم اللى كنت اتمنى له الرضا يرضى .. تخيلى وصلت بيا أنى ببقى عايزة اسأله أنت بتشوف مين فينا أحلى .. شوفتى وصلت لأيه .. اهتمامه اللى زاد ليها و نسيانه ليا .. كان كل ما بيشوفها بتعمل حاجة يزعقلها عشان تقعد تستريح .. ماكنتش عارفة ده خوف عليها ولا خوف على الجنين اللى فى بطنها .. بس أيا ً كان السبب أنا كنت بموت بالبطئ .. و لما أنتِ جيتى .. هو طلقها فعلاً زى ما كان الإتفاق بس فضلت عايشة معانا عشان أنتِ ماكنتيش بتسكتى مع حد غيرها .. حاولت كتير إنى أخليكى بنتى و اتعامل معاكى كأم كان نفسها تشيل بنتها بس أنتِ ماكنتيش بتدينى فرصة لده .. أول ما كنت أمسكك كنتى تعيطى .. لحد أما بقى عندك أربع سنين .. كنت خلاص جبت أخرى إنها تقعد معايا فى مكان واحد .. بمجرد ما بشوفها بفتكر إنها كانت بتشاركنى فى جوزى .. مشيتها و بعتها تشغل عند ناس تانين بحجة إنها ماتضعفش و تقولك الحقيقة .. لما هى بعدت حاولت أقرب منك و اعتبرك بنتى اللى ماجبتهاش بطنى بس ماقدرتش ماقدرتش .. أنتِ كنتى شبهها أوى .. أى حاجة فيكى كانت بتفكرنى بيها .. كنت بحس إنها انتهت شراكتها معايا فيه عشان أنتِ تخشى بشراكة جديدة معايا .. عرفتى أنا ليه بكرهك و بغير منك !

كان يقف بين شطين .. شط ابنته و شط زوجته .. يستمع لكلام كل واحدة فيهما و قلبه يبكى عليهما بعد أن رفعا كل الستائر و ألقياها بعيداً و أظهرا خفايا القلوب و ما تكنه و تطمره منذ زمن بعيد أمامه .. لم يكن يعلم أن كل واحدة منهما تكن كل هذه الأحاسيس المشحونة بالكره و الحقد تجاه الأخرى .. تحملا بين طياتهما مجموعة من آهات .. و ببساطة كان هو البذرة التى أنبتت فى صدورهما الحقد و الكراهية تجاه بعضهما .. لا يعلم هل كان أنانياً ليدوس قلب زوجته و يوحله بين وحل الألم و العذاب ! .. أم كان أنانياً عندما استغل تلك الفتاة التى لم تكمل السابعة عشر من عمرها ليحقق مطلبه هو و يزيح زن أمه عنه !.. أم كان أنانياً عندما أتت فتاته إلى النور ليتركها و يهملها هكذا ! أم كان أنانياً عندما ترك كل من حوله ليغمس نفسه فى دوامة العمل التى لا تنتهى و لا تتوقف ! لا يدرى .. حقاً لا يدرى !

وجد نفسه يقوم و يقترب منهما بعد أن دهست قدماه الأوراق المتناثرة على الأرض .. سحب كريمة بيد تجاهه من جهة و باليد الثانية سحب أسيل تجاهه من الجهة الأخرى لتصطدما بصدره فى الوقت ذاته .. لم يشعر بنفسه الا و هو يضمهما اليه بقوة ليجهشوا ثلاثتهم بالبكاء !




يتبع


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-16, 10:07 AM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الثلاثون✾ج2

فتحت عيناها بتثاقل و هى تشعر براحة غريبة لا تعرف مصدرها .. لا تعرف غير أنها نامت لأول مرة نومة مريحة لا تشوبها الكوابيس .. اشتمت عبق تلك الرائحة التى تغلغلت بتفاصيلها و اخترقت أعماقها إلى أن وصلت لجذورها و جعلتها تبتسم تلقائياً .. أحست بتلك الذراع التى تحاوط كتفها و من ثم تلك اليد التى تبتلع يدها بشكل كامل داخل فكها الكبير الذى يطبق عليها بإحكام.. بدأت أذنها تستمع تلك الدقات التى جعلتها تميز بسهولة أنها ملتصقة التصاقاً إلى قلب أحد ما .. أرادت أن ترفع رأسها لكنها أحست بثقل عليها .. صوبت نظرها إلى المكان التى تسند عليه رأسها لتجد ظلاما ً دامسا ً.. كولا حلة سوداء بقميص أسود مفتوحة أول زرائره لتكشف عن ذلك الصدر العريض الذى يتميز بلونه القمحى .. بدأت الرؤية تتضح لها شيئاً فشيئاً إلى أن أدركت أنها ما هى إلا بين أحضان أدهم !

تسارع نسق تنفسها و تدفقت الدماء إلى عروقها انتشلت يدها من قبضته بعنف و دفعت صدره بباطن يدها بقوة لا تدرى من أين جلبتها ! .. ليبتعد هو عنها و تبتعد هى عنه بمقدار متساوى و اتجاه معاكس طبقا ًلقانون نيوتن الثالث .. لم تستطع التحكم بيدها التى نزلت على وجهه لتترك عليه بصمة لن ينساها طوال عمره !

نظرت ليدها التى صفعته ثم حولت نظرها ببطء يتخلله الرعب لوجهه الذى التهب غضباً و جفناه اللذان يرتعشان و هو يعض شفتيه السفلى حتى كاد أن يمزقها و يقطعها بأسنانه من فرط غضبه !

أرجعت نظرها إلى أسفل سريعاً لتلاحظ قبضة يده التى يعتصرها بغضب .. تمنت لو كانت تمشى حتى تركض من أمام عيونه الغاضبة التى ترشقها بسهامه النارية .. انكمشت فى نفسها خوفاً و قالت بخوف واضح و الكلمات تتقطع بين شفتيها : أنا أسفة .. أسفة و الله ماعرفش أنا عملت كده إزاى !

استيقظ أحمد على همهماتها الخائفة و قال بتساؤل : فى ايه !

ملك نفسه بصعوبة بالغة و ابتلع غضبه ثم قال بضيق : مفيش حاجة

نظر أحمد لوجهه الأحمر و قال بتساؤل : أنت وشك أحمر كده ليه !

ضغط أدهم على أسنانه بغضب و قال بضيق و هو ينظر لها : من النوم

اؤمأ أحمد بعدم اكتراث مصطنع و هو على يقين أن لبنته يداً فى لون وجهه الأحمر .. أرجع رأسه للوراء مجدداً و أصطنع النوم !

ظلت صامتة لبعض الوقت تفكر فيما فعلته بعد قليل و هى تفرك يدها بتوتر بالغ .. جمعت شتات أفكارها و قررت أن تعتذر عما بدر منها و توضح له أنه كان رد فعل على فعله .. تنحنحت و قالت بأسف و هى تنظر إلى الأرض : أدهم أنا أسفة .. لم تسمع له رد فنظرت له و قالت بأسف : أنا عارفة إنى غلطت لما ضربتك بس و الله كان رد فعل على اللى أنت عملته .. ظل صامتا ًينظر لها بدون أى تعابير على وجهه لتقول هى بغيظ : أدهم رد عليا ماتسبنيش أتكلم مع نفسى كده

نظر لها أدهم بضيق و قال بتهكم : لو رديت عليكى دلوقتى ردى مش هايعجبك فخلينى ساكت أحسن عشان مازعلكيش و لو زعلتك هازعلك جامد فأسكتى و سيبينى ساكت

تنهدت بضيق و قالت بتبرم : ما أنا قولتلك أسفة أعمل ايه تانى !

قام بنافذ صبر حتى لا ينفعل عليها و ذهب للحمام .. غسل وجهه بالماء البارد لعله يبرد غضبه .. تنهد بنافذ صبر و خرج ليتجه ناحية المضيفة و يطلب منها فنجاناً من القهوة .. ذهب و جلس بجانبها مجدداً و أرجع راسه للوراء و أغلق عيونه .. ظلت تنظر له بضيق لأنه يتجاهلها .. ماذا ستفعل أكثر من أنها اعتذرت له ! هل تترجاه و تنزل تقبل قدمه حتى يرضى عنها ! لقد أخطأ و تلقى عقاب خطأه .. يجب أن تعلمه أنها ليست سهلة حتى لا يتركها كما فعل ماجد معها .. تنهدت بضيق و أرجعت رأسها هى الأخرى للوراء و أغلقت عينها .. فتحت عينها على صوت تلك المضيفة و هى تقول لأدهم : حضرتك طلبت قهوة بس احنا بنوزع الغداء دلوقتى .. فممكن حضرتك تتغدا الأول و بعد كده أجيب لحضرتك القهوة

ابتسم أدهم مجاملة لها و اؤمأ برأسه لتضع طعام الغداء أمامه و من ثم تضعه أمام أحمد و تالا !

نظرت له بغيظ و قالت بتلقائية دون أن تشعر : ما أنت بتعرف تضحك و تبتسم أهو

أستشعر الغيرة بنبرتها فقال ببرود : أه بعرف أضحك و أبتسم و أهزر كمان عايزة حاجة ! .. أردف قائلاً بصرامة : كلى يلا

نظرت له بغيظ و قالت بعند لعله يلح عليها أن تأكل : مش عايزه اكل .. مش جعانة

نظر لها بعدم اهتمام مصطنع و قال : براحتك و بدأ بتناول الطعام فى صمت !

ضغطت على أسنانها بغيظ و قالت بضيق : ميت مرة أقولك ماتقوليش براحتك ديه .. أنا عارفة إنه براحتى بس ماتقوليش براحتك

نظر لها ببرود ثم حول نظره لــ أحمد و أيقظه برفق ليتناول غداءه ! .. اعتدل أحمد فى جلسته و ذهب للحمام ليغسل يده ووجهه .. نظرت تالا لــ أدهم الذى أكمل تناوله للطعام و لم يعيرها أى اهتمام .. ترقرقت الدموع فى عيونها و هى تقول : أنا هاقولك لأخر مرة أسفة و إنى ماكنتش أقصد إنى أمد ايدى عليك بس ده كان رد فعلى لما .. صمتت قليلاً و هى تقول بخجل و الكلمات تخرج عنوة من فمها : لما لقيتك حاضنى و ماسك ايدى .. نظرت أمامها لأسفل و قالت من بين دموعها : أنت حر تسامحنى ولا لا بس أنا عملت اللى عليا و اتأسفت لك بدل المرة .. ظلت تتذكر كم مرة تأسفت له لكن لم تساعدها ذاكرتها على التذكر فقالت بضيق : مش فاكرة كام بس اتأسفت لك كتير

رفع وجهها بانامله إليه و هو يقول بعتاب : مش قولتلك قبل كده طول ما أنا عايش على وش الأرض عايز أشوف رأسك مرفوعة دايماً

مسحت دموعها بعفوية و قالت بتساؤل : خلاص مابقتش زعلان

ابتسم أدهم مطمئناً إياها و قال بابتسامة : لا مابقتش زعلان ثم تحولت نبرته بحزم : بس لو اتكررت تانى هاتشوفى وش تانى خالص و و القلم هايترد لك عشرة و ساعتها هايتنكد عليكى و هايبقى يومك زى أسمى .. صمت قليلاً و قال بجدية : و حقك عليا لو كنت خضيتك بس رقبتك كانت هاتوجعك لو كنتِ فضلتى على النومة اللى كنتى نيماها

ابتسمت تالا له ابتسامة صغيرة فقال هو بجدية : يلا خليكى بنوتة شاطرة و كلى

أتى أحمد و جلس بمقعده و هو يقول بابتسامة : يلا يا حبيبتى كلى

بدأت بتناول الطعام ليتنحنح أدهم و هو يقول : تالا

نظرت له باستغراب و قالت بتساؤل : نعم !

أدهم بجدية : أخبار أسيل ايه ؟

نظرت له بغيظ و قالت إجابة مختصرة من بين أسنانها : كويسة

أدهم بتساؤل : قصدى عاملة ايه معاكى بعد موضوع مامتها ده

تالا بجدية : مفيش حاجة اتغيرت بينى و بينها لسة زى ما احنا الحمد لله

صمت ثوانى يصيغ فيها السؤال الذى أراد سؤاله لها ثم قال بجدية : لو كنتى مكان أسيل و حد اضطر يكدب عليكى عشان يساعدك كنت هاتسمحيه بسهولة زى ما سمحتك كده !

عندما استمع أحمد لكلماته المتسائلة وقف الطعام بحلقه و ظل يسعل بشدة .. ضربه أدهم على ظهره ضربات خفيفة .. لم تمر ثوانى طويلة الا و أتت المضيفة و هى تحمل كوب ماء و أعطته لــ أحمد .. شرب أحمد كوب الماء و أخذ نفسه .. لتقول تالا بخضة : انت كويس يا بابا

اؤمأ أحمد برأسه و أرجع رأسه للوراء .. تنهدت تالا بارتياح و قالت لــ أدهم بتساؤل : أنت بقى كنت بتسألنى هايبقى رد فعلى ايه لو كنت مكان أسيل , صح ؟

اؤمأ أدهم برأسه لتعبس تالا و هى تقول بحيرة : مش عارفة بس مافضلش أبقى فى مكانها عشان ماضمنش رد فعلى ساعتها

تنحنح أحمد و قال بضيق : كلوا و بلاش كلام فارغ .. الكلام مش هايطير .. ضغط على قدم أدهم ضغطه صغيرة و هو يقول بابتسامة : كل يا حبيبى و سيبها تاكل

لم يعره أدهم اهتماماً فقد كان يفكر فى كلماتها التى أخافته و أقلقته .. لماذا لم تقل له إجابة سهلة و بسيطة و هى أنها لو كانت بمكان أسيل كانت ستسامح مثلما فعلت أسيل ! ليخبرها هو بكل الحقيقة و يزيل هذا الحمل الثقيل على قلبه .. لماذا أعطته إجابة عائمة حائرة !

تالا بتساؤل : أدهم هو أنت كنت بتسأل ليه ؟

ابتسم أدهم لها ابتسامة مصطنعة و قال بجدية : عادى مجرد سؤال خطر على بالى

اؤمأت برأسها باستغراب و أكملت طعامها !

بعدما انتهوا من ماسورة بكائهم التى فتحت لتخرج كل ما فى قلوبهم .. ابتعدت كريمة عنه و غادرت الغرفة بهدوء .. كادت أسيل أن تفعل المثل لكنه أوقفها قائلاً بتساؤل : عرفتى منين ؟ كريمة اللى قالتلك مش كده ؟

أسيل بضيق : مش هاتفرق مين اللى قالى المهم إنى عرفت و خلاص .. عرفت بعد ما أمى الحقيقية ماتت

نظر لها عبد العزيز بدهشة و قال بتساؤل : عائشة ماتت !

اؤمأت برأسها و قالت بعتاب : ليه ماقولتليش ! ليه خبيت عليا الفترة ديه كلها و حرمتنى منها .. حتى لو كانت خدامة على الأقل هى أمى اللى كنت هلاقى معاها الحنان و الإهتمام اللى ملقتهوش معاكوا !

تنهد عبد العزيز بألم و قال بجدية : أسيل ممكن تطلعى على أوضتك عشان أنا مش قادر اتناقش أو أتكلم دلوقتى .. نتكلم بعدين

اؤمأت برأسها بعدم اكتراث فهى لم تكن تنتظر منه شئ أكثر من هذا ثم قالت بتساؤل : ينفع أروح جامعتى ولا ايه ؟

اؤمأ براسه و قال بجدية : ينفع

أرادت أن تغادر غرفة المكتب لكنه أوقفها قائلاً بجدية : أسيل صدقينى ماكنش ينفع أقولك الحقيقة .. ماكنش ينفـ..

قاطعته أسيل بتبرم و قالت بجدية : أى كلام هاتقوله هايبقى ردى الوحيد عليه ماعدتش تفرق .. أنا كنت عايزة أقول كلمتين كان نفسى أقولهم من زمان و قولتهم و خلاص

عبد العزيز بتساؤل : مين اللى قالك يا أسيل ؟

أسيل بملل : ماعدتش تفرق .. صدقنى ماعدتش تفرق .. خرجت من غرفة المكتب لتصعد إلى غرفتها لكنها عادت إليه مجدداً و قالت بسخرية حاولت اخفاءها : أسفة على ازعاجك بكلامنا اللى ملهوش لازمة .. أسيب حضرتك لشغلك .. أغلقت الباب وراءها و صعدت إلى غرفتها لتتركه جالس يفكر و هو يعيد ترتيب حياته برأسه من جديد !

وصلوا أخيراً إلى وجهتهم .. دخل أدهم و هو يحمل الحقائب إلى ذلك المنزل المصنوع على الطراز الألمانى و أحمد و تالا وراءه .. وضع الحقائب من يده و جلس على أقرب كرسى له يأخذ نفسه .. نظرت للمنزل بانبهار شديد فقد أعجبها أثاثه المنتقى بهذا الذوق الرفيع .. قام أدهم و أحضر بعض المياه و ارتشفها دفعة واحدة ثم قال لــ أحمد بتساؤل : حضرتك كلمت الدكتور اللى هايقوم بالعملية

اؤمأ أحمد برأسه إيجاباً و قال بجدية : إن شاء الله من بكره هانروح عشان تتأهل لعمل العملية

اؤمأ أدهم برأسه بتفهم و قال بجدية : طب تمام أوى

نظرت تالا لــ أحمد و قالت بتساؤل : هو مفيش خدامة أو أى واحدة هنا ؟

أدهم بتساؤل : عايزة حاجة أعملهالك ؟

هزت تالا رأسها رفضاً و قالت بجدية : لا بس أنا متعودة أنى مبقاش لوحدى و أن يبقى فى حد معايا دايماً بيساعدنى

أدهم بجدية : أنا معاكى قوليلى أنتِ عايزة ايه و أنا فى أى وقت أعملهولك

هزت رأسها نافية و قالت بحرج : لا ماتتعبش نفسك ثم نظرت لــ أحمد و قالت بقلق : أكيد فى خدامة صح ؟

اؤمأ أحمد برأسه و قال بجدية : أيوة يا حبيبتى فيه بس كنت مديها أجازة من ساعة ما سافرت

اقترب أدهم منها و قال بجدية : لو عايزة أى حاجة أطلبيها عقبال ما هى تيجى من أجازتها

نظرت له بحرج فهى لا يمكنها أن تطلب مساعدته لها أبداً .. تنهدت بضيق و تمنت لو أتت أسيل معها أو حتى مارى لتخلصها من تلك الثياب التى تخنقها و تبدلها بثياب أخرى مريحة .. كما أنها تريد أن تتؤضأ للصلاة و أشياء أخرى كثيرة لن تستطيع أن تطلبها منه .. نظرت لــ أحمد و قالت برجاء : ممكن تتصل بيها دلوقتى تخليها تيجى

ابتسم أحمد و قال بجدية : حاضر يا حبيبتى

مرت الأيام و تالا تتأهل لعمل العملية بمساعدة أطباء مهارين ذوى صيت عالى و ممرضات محترفات .. لم يتركها أحمد و أدهم لحظة واحدة .. بل بقيا بجانبها يشجعانها و يغرسان بها الأمال و يمدناها بطاقة إيجابية حتى تكمل لنهاية الطريق ! كان وجود أدهم بجانبها فى تلك الأوقات يفرق معها بشدة .. كانت تقع بحبه يوما ًبعد يوم و تتعلق به أكثر و أكثر .. بالرغم من ذلك كانت مشاعرها له دفينة لا أحد يعرفها غيرها و غير أدهم الذى يترجمها من عيونها التى يستطيع قراءتها بسهولة بالغة .. لم تصرح له لغوياً و لو لمرة واحدة أنها تحبه ! و هو لم يطالبها أبداً بمصارحة لغوية لحبها فقد كان يكفيه نظراتها إليه التى تبث إليه الكثير و الكثير من المشاعر الفياضة .. أتى اليوم المحدد للعملية .. كانت جالسة تدعى الله و تناجيه بأن تنجح العملية حتى تستطيع بدء حياة جديدة مع أدهم .. ذلك الشاب الذى تجزم أنه لا يوجد مثله بمثل هذه الأيام .. طول الأيام الماضيةلم يتركها لحظة واحدة وحدها إلا ليصلى فروضه الذى لم يفوت إحداهن !

دخل إليها بابتسامته التى عشقتها و قال بتساؤل : حبيبة قلبى عاملة ايه ؟

ابتسمت له ابتسامة صغيرة قلقة و قالت بتوتر : الحمد لله بس خايفة أوى يا أدهم .. خايفة العملية ماتنجحش

ربت على يدها بحنان و قال بجدية : تفائلوا بالخير تجدوه .. إن شاء الله خير .. أردف قائلاً بجدية : و بعدين سواء نجحت أو لا .. حبى ليكى مش هايتغير صدقينى

ابتسمت له نصف ابتسامة و قالت بقلق : ربنا يسترها

أخرج هاتفه و اتصل بمنال .. ظل يتحدث معها لبعض الوقت ثم قال بجدية : منمن أوعى تنسينا من دعائك

منال بدعاء : ربنا يشفهالك يا حبيبى و يعدى العملية على خير .. أردفت بجدية قائلة : أدهم هات تالا أكلمها

أدهم باستغراب : عايزة تالا ؟

منال بجدية : أيوة يا حبيبى أيه الغريب فى كده .. عايزة أكلم مرات أبنى

أدهم بجدية : طب ثوانى يا ماما خليكى معايا

اقترب أدهم من تالا و قال بابتسامة : ماما عايزة تكلمك

بلعت ريقها بصعوبة و قالت بتساؤل : عايزة تكلمنى أنا !

اؤمأ أدهم برأسه لتقول هى بتوتر و هى تطرقع أصابعها : بس أنا معرفهاش يا أدهم و عمرى ما كلمتها

ابتسم أدهم لها و قال بجدية : ماتخفيش مش هتاكلك .. ماما طيبة جيداً و هاتحبيها إن شاء الله

أخذت الهاتف من يده بعدما طمأنها و قالت بصوت خافت : السلام عليكم

منال بجدية : السلام عليكم يا حبيبتى .. عاملة ايه ؟

تالا بتوتر : الحمد لله كويسة .. إزاى حضرتك يا طنط

منال بجدية : أنا كويسة الحمد لله .. أردفت قائلة بجدية : عايزاكى تبقى قوية كده و عندك

عزيمة و إن شاء الله العملية هاتعدى على خير يا حبيبتى و ترجعلنا بالسلامة و انتِ ماشية على رجليكى

ابتسمت تالا بعدما تجمعت الدموع بمقلتيها و قالت بدعاء : يا رب يا طنط يا رب

ابتسمت منال و قالت بجدية : أسيبك أنا بقى يا حبيبتى .. يلا ربنا معاكى .. كلنا بندعيلك تقومى بالسلامة

ابتسمت تالا و قالت بامتنان : ربنا يخليكى يا طنط .. ودعتها تالا و أغلقت معها لتنظر تالا لــ أدهم و تقول بابتسامة : مامتك طيبة أوى مش غريبة إنك أبنها

ابتسم أدهم بنصف عين و قال بتساؤل : أنتِ بتعاكسينى بس بطريقة غير مباشرة مش كده

ابتسمت تالا بخجل لتدخل الممرضة و تخبرها أنها ما هى إلا دقائق و تدخل غرفة العمليات !

أمسكت يد أدهم و قالت بقلق : أنا خايفة يا أدهم

ربت أدهم على يدها التى تمسك يده بيده الأخرى و قال بجدية : ثقى فى ربنا و اعرفى أنه عمره ما هايعملنا حاجة وحشة أبداً .. عايزك تثقى فى كده

اؤمأت تالا برأسها ليقوم أدهم و يجلس بجانبها على السرير .. وضع يده على رأسها لتقول هى بتساؤل : فى ايه ؟

لم يجيب أدهم عليها بل بدأ بقراءة بعض الأيات و السور حتى تهدأ و تستكين روحها .. أحست براحة شديدة بعد فعلته تلك .. لتدخل بعد دقائق بعض الممرضات و ينقلوها إلى غرفة العمليات !

نائمة على السرير و هى تحتضن قدمها إلى صدرها كوضع الجنين الساكن بأحشائها .. لم تخبر مروان حتى الأن بوجوده .. كيف ستخبره و هى لا تراه من الأساس .. أصبح يغيب كثيراً عن المنزل .. و عندما يصدف لها رؤيته يكون مغيباً تماماً لا يشعر بها .. كانت أمه تسألها عنه و هى تجاوب بكلمة واحدة فقط : الحمد لله .. كانت تريد أن تحكى لأمه ما تعانيه لكنها خافت منه بشدة .. فبالتأكيد إذا اشتكت لأمه سيعلم أنها من أخبرتها و بالتالى لن يرحمها أبداً !

سمعت صوت مفاتيح تفتح الباب .. خرجت بخطوات متثاقلة للخارج فمازال الوقت مبكراً حتى يعود مروان .. صدمت عندما وجدت مروان يدخل من الباب و هو يحاوط خصر تلك الفتاة التى ترتدى ملابس ضيقة تكاد أن تتقطع ! اقتربت منه و قالت بصدمة : هى وصلت لكده يا مروان .. جايبلى واحدة فى البيت .. سايب حلالك و رايح للحرام

نظر لها مروان بضيق و قال بصرامة : دى مش أى واحدة .. دى مراتى .. أردف قائلاً بجدية : سلمى على ضرتك الجديدة !

يتبع ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-16, 10:08 AM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الحادى و الثلاثون✾

سمعت صوت مفاتيح تفتح الباب .. خرجت بخطوات متثاقلة للخارج فمازال الوقت مبكراً حتى يعود مروان .. صدمت عندما وجدت مروان يدخل من الباب و هو يحاوط خصر تلك الفتاة التى ترتدى ملابس ضيقة تكاد أن تتقطع ! اقتربت منه و قالت بصدمة : هى وصلت لكده يا مروان .. جايبلى واحدة البيت .. سايب حلالك و رايح للحرام

نظر لها مروان بضيق و قال بصرامة : دى مش أى واحدة .. دى مراتى .. أردف قائلاً بجدية : سلمى على ضرتك الجديدة !

مشاعر شتى اجتاحتها .. غضب , حسرة , صدمة , إنهيار , خيبة , عدم تصديق , حيرة , ألم .. تجمعت مشاعر كثيرة و أخذت تتخبط داخل روحها حتى أنهكتها و أتعبتها .. اقتربت منه بخطوات ثقيلة و قلبها يعتصر ألماً بعدما سمعت كلماته التى تكذب أذنها أنها سمعتها و ستظل تكذبها فهو لا يمكنه أن يتزوج عليها .. لا يمكنه أن يتزوج من أخرى غيرها .. أمسكت يده و انتشلتها عن خصر تلك المرأة الشمطاء التى تمنت لو خنقتها و جذبتها من شعرها و طرحتها أرضاً لكنها لن تفعل ذلك .. لن تفعل فهى لا تهمها .. لا تهمها بتاتاً .. اقتربت من مروان إلى أن التصقت به .. وضعت رأسها على صدره و لفت يدها حوله و أشبكت يدها ببعضها حتى لا يفر من إحتجازها له .. فكت يدها لثوانى لتمسك يده و تضعها على خصرها ثم أرجعت يدها لإحتجازه مجدداً و هى تشبكها بقوة أكبر و أكبر حوله حتى لا يذهب لغيرها .. نظرت للمرأة نظرة نارية و قالت بعد معاناة لتخرج الكلمات من بين شفتيها : أخرجى بره .. هو بتاعى أنا و بس .. ماحدش يقدر يخده منى ماحدش يقدر يشاركنى فيه و هو مايقدرش يبص لغيرى مايقدرش عشان هو بيحبنى .. فاهمة .. فكت حصار يدها عنه للمرة الثانية و رفعتها لتتشبث بياقة قميصه لترفع نفسها إليه و هى تقف على أطراف أصابعها .. حولت نظرها للمرأة و رمقتها بنظرة تحدى ثم اقتربت منه و قبلته بشغف .. قبلته لتطبع عليه ختم الخصوصية خاصتها .. قبلته لتؤكد لها أنه لن يكون إلا لها و لن تملكه امرأة غيرها فهو مكتوب على إسمها منذ أن كانت فتاة صغيرة لا تعى أى شئ ! ليس هو فقط من يمتلكها هى أيضاً تمتلكه و لا تحتمل قرب أى امرأة منه !

انصدم من رد فعلها الذى لم يكن يتوقعه منها بتاتاً نسى تماماً تلك المرأة الواقفة مقابله و وقع تحت تأثير قبلتها و بدأ يتجاوب معها .. أحس بأحد ينتشلها منه إلى أن أبعدها عنه تماماً .. سمع بعدها صوت تلك الفتاة المسماة ببوسى و هى تتشدق بالعلكة بطريقة مستفزة تقول و هى تشوح بيدها : جرا ايه ياختشى .. زى ما هو جوزك يا حبيبتشى هو كمان جوزى .. يعنى تحترمى نفسك كده و أنتِ بتتكلمى معايا يا دلعدى

نظرت لها لميس بفم فاغر من الصدمة من طريقة حديثها الدنيئة ! فهى لم تر بحياتها كلها أحدا ًيتكلم بتلك الطريقة الوضيعة التى تتحدث بها تلك المرأة البغيضة أو أحدا ًيأكل العلكة بهذا الشكل المقزز الذى تراه عينها حتى أنها كادت أن تتقيأ و تفرغ كل ما فى معدتها من هذا المنظر البشع الذى تراه أمامها .. ظلت صامتة لا تتكلم فقد ألجمت الصدمة لسانها .. تلك الشمطاء أعادت كلام مروان الذى ظنت أنه تهيؤات لعينة و ستتركها بحالها .. هل تزوج حقاً من هذا الكائن المقزز الواقف أمامها .. كيف سمح لنفسه ! كيف جروء .. سمعته يقول بصرامة : بوسى ادخلى جوه دلوقتى و أنا هاجى وراكى

ماذا يقول هذا الأحمق ! أين تدخل !! هل يطلب منها دخول بيتها .. هذه الشمطاء لو خطت خطوة أخرى داخل بيتها ستلوثه و تدنسه !

سمعت صوتها المستفز و هى تقول بملل : ماشى أما نشوف أخرتها ثم نظرت للميس بإذدراء من شعر رأسها حتى أخمص قدميها و دخلت و هى " تتمختر " بمشيتها !

بعدما دخلت بوسى إلى إحدى الغرف نظر مروان للميس و قال : لميـــس

قاطعته و هى تقترب منه مجدداً لكن تلك المرة ليست لتقبله و تثبت ملكيته لها بل لتصفعه كفا ًسباعى الأبعاد على وجهه .. لم تكتف بكف واحد رفعت يدها لتصفعه أخر لكنها وجدته يمسك يدها قبل أن تصل إلى وجهه و يلفها ليرجعها خلف ظهرها و هو يقول بغضب جارف : و دينى يا لميس لوريكى أيام سودة على دماغك .. و دينى لدفعك تمن القلم ده غالى أوى .. و هاتعيشى معاها غصب عنك و هاتخدمينى و تخدميها كمان

ارتعدت فرائصها غضباً و حولت نظرها له و هى تقول من بين أسنانها : ماتحلفش بالدين و أنت ماتعرفش عنه حاجة

دفعها و أدخلها إحدى الغرف و قال بتوعد : ماشى يا لميس هاوريكى أيام ماحدش شافها قبل كده

لم تعد تتحمل أكثر من هذا .. بدأت قواها تخور إلى أن نفذت تماماً و وقعت مغشياً عليها بين يديه .. حملها و وضعها على السرير و هو يتفرسها بخضة و قلق .. هرول إلى المطبخ و أحضر بعض المياة و عاد إليها مجدداً .. حاول إفاقتها إلى أن بدأت بفتح عينيها ببطء .. عندما رأته ارتمت بحضنه و قالت ببكاء : كابوس يا مروان كابوس .. حلمت إنك اتجوزت عليا و مش أى واحدة لا .. حلمت إنك اتجوزت واحدة لبسها ضيق و بتتكلم بطريقة وحشة أوى يا مروان .. بتتكلم بطريقة شعبية و مش كويسة خالص .. و اللبانة .. بتاكل اللبانة بطريقة مستفزة أوى و مقرفة .. قولى أنه مش حقيقة و أنه فعلاً كابوس

ربت مروان على ظهرها و لم ينطق بأى حرف فماذا سيقول لها .. قطع صوت بكاءها كلمات بوسى الواقفة على الباب و هى تضع يدها بخصرها و هى تقول بملل : هو أنت متجوزنى عشان تيجى تقعد جمب مراتك الأولنية .. قاعد مع الهانم و سايبنى لوحدى

أبعدته عنها بعنف و أمسكت رأسها بألم و هى تقول بانهيار : طلقنى طلقنى أنا بكرهك .. طلقنى

أمسكها من كتفها ليهدأها لكنها أبعدت يده عنها بعنف و هى تقول بانهيار : طلقنى .. بكرهك يا مروان .. بكرهك

صاح بها مروان قائلاً بغضب : اسكتى بقى .. اسكتى

لميس بانهيار : لا مش هاسكت .. مش هاسكت .. أنا بكرهك و أبنى اللى فى بطنى لو اتولد هايكرهك و هايكره حياته عشان أنت أبوه .. بكرهك

صدم من كلامها .. عن أى ابن تتحدث ! هل يعنى هذا الكلام أنها حامل ! هل تعنى كلماتها تلك أنها تحمل فى أحشائها طفلا ً!

فاق من صدمته على تحركات يدها التى تضرب بطنها و هو تقول بانهيار : عشان كده مش هاسمحله إنه يتولد .. مش هاسمحله إنه يتعذب و يشوف أمه بتتعذب .. مش هاسمحله ييجى الدنيا عشان يشوف أب زيك .. هاعمل أى حاجة عشان أسقطه

أمسك يدها بكلتا يديه و أبعدها عن بطنها و هو يقول من بين دموعه التى نزلت قبل ثوانى : لميس أهدى .. ربنا يخليكى أهدى .. أهدى يا حبيبتى .. أهدى عشان ابننا .. أهدى كده غلط عليه و عليكى

لميس بانهيار : مش عايزاه .. أعوزه ليه ؟ قولى أعوزه ليه ؟ أعوزه عشان يتولد و يتعذب و يعيش حياة كلها عذاب و قرف .. خليه يموت جوايا قبل ما يتولد و يتعذب زى ما أمه بتتعذب بالظبط

صوت صياحهم العالى وصل لأمه فأسرعت و هى تهرول إليهم .. لحسن حظها وجدت باب الشقة مفتوح دخلت و تتبعت صوت الصياح لتجد تلك المرأة تقف على باب إحدى الغرف تشاهد ما يحدث أبعدتها من أمامها و اقتربت من لميس المنهارة بوجه مروان .. أبعدت مروان و جلست بجانب لميس و ضمتها إليها و هى تقول برجاء : أهدى يا حبيبتى أهدى .. أهدى و أنا هاعملك كل اللى أنتِ عايزاه

تمسكت لميس بها بشدة و قالت بانهيار : خليه يبعد عنى و يطلقنى .. أنا بكرهه

ربتت هالة عليها و قالت بحنان : حاضر يا حبيبتى بس أهدى .. حولت نظرها لمروان قائلة بحدة : أخرج بره ثم نظرت لتلك المرأة الخليعة و قالت بصرامة : و خد البتاعة ديه معاك

مروان برجاء : حاضر بس خلى بالك منها ماتخلهاش تأذى نفسها .. ماتخلهاش تأذى إبنى اللى فى بطنها .. ماتخلهاش تموته

حولت هالة نظرها للميس و قالت بدهشة : أنتِ حامل !

تمسكت لميس بها أكثر و قالت بصوت متعب : خليه يمشى و يبعد عنى .. أنا بكرهه .. خليه يطلقنى

خرج من الغرفة مطأطأ ًرأسه و هو يفكر بها و بإبنه الساكن بأحشائها التى أخبرته بطريقة مباشرة أنها ستقتله و تتخلص منه حتى لا يولد و يرى أب مثله .. وضع وجهه بين يديه و أخذ يبكى .. يبكى ! إنه ليس من أنصار بكاء الرجال و يراه عيباً و ينقص من رجولته .. لكنه بكى .. بكى بشدة .. قطع بكاءه صوت بوسى و هى تقول بسخرية : مدام أنت كده يا خويا بتحبها و متمرمغ فى عشقها و هاتموت عليها و على ابنك اللى فى بطنها أتجوزك عليها ليه ! أردفت و هى تشوح بيدها قائلة : إنما رجالة ناقصة صحيح .. مابيقدروش النعمة اللى فى إيديهم

رفع رأسه لها و لم تخرج غير كلمة واحدة منه تعلن أنها لم تعد زوجته " أنتِ طالق "

خبطت كفيها ببعضهما البعض و شوحت بيدها و هى تقول بسخرية : فاكرنى هازعل .. ده أنا هافرح يا خويا و هاروح أشوف أكل عيشى .. عقبال البت الغلبانة اللى جوه ديه ما تخلص من راجل ناقص زيك .. وضعت يدها بصدرها و أخرجت منه و رقتين و شرعت فى تقطيعهم ثم اقتربت منه و ألقتهم عليه و هى تقول بسخرية : الورقتين اللى كنت هاتموت و تعملهم أهم .. ضحكت ضحكة خليعة و هى تقلده : ماليش فى الحرام .. على الأقل نعمل ورقتين عرفى .. أرادت أن تغادر لكنها عادت له مجدداً و وضعت يدها فى الجهة الأخرى من صدرها و أخرجت بعض النقود و فتحت يده و وضعتهم بها و هى تقول بسخرية : خد دول يا خويا و روح عند دكتور نفسوانى يمكن تتعالج .. أنا من أول ما سى مازن عرفنى عليك و أنا قولت إنك مش طبيعى و فيك حاجة خلل .. أطلقت ضحكة رنانة من ضحكاتها المعتادة عليها ثم قالت و هى تشوح بيدها : أصل لازم تبقى خلل لما تطلب تتجوز رقاصة على سنة الله و رسوله هيهيهيه بذمتك مش راجل خلل و أهبل .. و يا خويا اتأكدت أكتر من ده لما شوفت مراتك القطة المغمضة اللى شكلها بنت ناس ورايح تتجوز عليها واحدة رقاصة .. بس أنا كرقاصة ليها سمعتها فى السوق مارضتش أضحك عليك و أتجوزك عرفى .. ثم شهقت و هى تقول : أه أصل لو حد عرف إنى اتجوزت سمعتى هاتبقى فى الحضيض بين الرقاصات .. و أنا رقاصة بتهتم بسمعتها .. ذهبت من أمامه تتمايل فى مشيتها و هى تقول : رجالة ناقصة صحيح .. تخلصى منه قريب ياختشى قلبى معاكى
غادرت .. غادرت بوسى لتتركه يتذكر كيف أتت له فكرة هذا الزواج اللعين !

Flash back
كان يجلس بملل يتابع عمله و هو يتصفح بعض الأوراق .. قطع تصفحه للأوراق صوت صديقه و هو يقول بمرح : اسمعوا النكتة ديه حلوة أوى

نظر له مروان بضيق و قال بسخرية : أنت فاضى للدرجة دى .. وكزه مازن بذراعه و هو يقول بجدية : ماتسيبه يقول و ماتبقاش نكدى .. ثم نظر لصديقه الأخر و قال بجدية : قول يا محمد و سيبك منه

بدأ محمد بقراءة النكتة من هاتفه و هو يقول : " لو أتجوزت واحدة هاتتخانق معاك و تنكد عليك و على اللى جابوك .. إنما لو اتجوزت اتنين هيتخانقوا عليك و تعيش ملك "

ضحكوا جميعاً .. منهم من يصدق عليها و منهم من له رأى مختلف و يقول أنه يتحمل واحدة عنوة فكيف سيجلب ثانية ليتحملها هى الأخرى بمصاريفها و أولادها و نكدها الذى تتميز به كل أنثى مصرية أصيلة و منهم من له رأى مختلف كل الإختلاف عن من سبقه فيقول لماذا يتزوج و ينغص حياته و بإمكانه أن يعيش ملكا ًبدون زواج من الأساس و أمراة كل متعتها فى الحياة أن تجعل حياته جحيماً و تختلق أشياء تافهة لتتشاجر معه !لم يشاركهم برأيه .. ظل صامتا ًو عقله لا يتوقف عن الدوران و شيطانه يوسوس له أنها ليست بنكتة عادية و ربما تغير حياته للأفضل و يصبح ملكاً !

يتذكر جيداً عندما طلب من مازن امرأة سهلة المنال ليتزوجها دون مصاريف كثيرة .. يتذكر عندما شجعه مازن على تلك الفكرة الرائعة و لم يتأخر على إجابة طلبه ! لم تعجبه المرأة التى رشحها له لكنها كانت كافية لسد حاجته !

Back
أفاق من تفكيره على صوت باب الغرفة و هو يغلق و أمه تخرج منه .. اقتربت منه ليقف هو و يقول بلهفة : لميس عاملة ايه ؟ طمنينى عليها يا ماما

اقتربت منه و صفعته صفعة مدوية على وجهه و هى تقول بخيبة أمل : دى غلطتى .. و مش غلطتى لوحدى غلطتى أنا و أبوك .. كان لازم تطلع كده .. بنى أدم غبى و بتستقوى عليها لمجرد إنها الست و أنت الراجل

بكى كطفل صغير و اقترب من أمه و ارتمى بحضنها و وضع يدها على كتفه و ظل يبكى .. أبعدته عنها و قالت بحدة : ماتستهلش .. ذنبها ايه ؟ قولى ذنبها ايه بنت عمك تعمل معاها كده و تتجوز عليها واحدة من الشارع زى ديه و أنت عارف إنها بتموت فيك .. دلوقتى هاتموت بسببك

قاطعها مروان و هو يقول بصوت متحشرج : طلقتها و الله طلقتها

هالة بحدة : بعد ايه ! بعد ايه يا مروان

مروان بخضة : لميس حصلها حاجة ؟ ابنى حصله حاجة ؟ لم ينتظر إجابتها أراد أن يدخل لها لكن أوقفته يد هالة و هى تقول بجدية : سيبها دلوقتى .. سيبها فى حالها يا مروان على الأقل دلوقتى و انزل أقعد تحت .. انزل أقعد تحت يا بنى و أنا هافضل قاعدة معاها هنا أخلى بالى منها و من اللى فى بطنها

كاد مروان أن يغادر كما طلبت منه أمه لكنه عاد إليها و قال بتساؤل : هى طلبت الطلاق فى لحظة انفعال بس صح ؟ يعنى لما تهدى هاترجع عن فكرة الطلاق و هانعيش مع بعض تانى و نربى ابننا , صح ؟

هالة بجدية : ربنا يسهل

مروان بتساؤل : طب هى قالتلى إنها مش بتحبنى .. هى فعلاً مابقتش تحبنى ؟

هالة بجدية : مش عارفة يا مروان بس اللى عملته فيها مش قليل

مروان مطمئناً نفسه : هى هاتسمحنى .. هى دايماً بتسامحنى .. دايماً بتقولى أغلط تانى و أنا هاسمحك تانى .. هى دايماً بتقولى كده .. هى اللى عشمتنى إنى أغلط تانى عشان هى هاتسامحنى فى الأخر تفرس ملامح هالة طلباً ليجد إجابة إيجابية قائلاً : صح !

هالة بجدية : انزل يا مروان ربنا يسهل

مروان بجدية : طب ممكن أدخل لها .. هاشوفها بس مش هاكلمها عشان ماتنفعلش عشان ماتتعبش هى و ابنى اللى فى بطنها

هالة بصرامة : لا يا مروان لا

مروان برجاء : والله ما هكلمها هاشوفها من بعيد بس

هالة بصرامة : قولت لا يا مروان سيبها تهدى

مروان بحدة : يعنى ايه لا .. مراتى و هادخل أشوفها .. دخل و تركها لتنظر له بنافذ صبر و هى تقول : عمرك ما هاتتغير و هاتفضل طول عمرك غبى يا مروان و فاكر أن كل حاجة بالدراع و الزعيق .. ربنا يسامحنى أنا و أبوك على التربية ديه

دخل بخطوات بطيئة بعدما فتح باب الغرفة ليجدها نائمة كما تعودت فى الفترة الماضية فى وضع كوضع الجنين و هى منكمشة على نفسها .. اقترب منها ليجد دموعها مازالت عالقة على رموشها .. اقترب منها أكثر و وضع يده برفق على أحشائها ثم انحنى و قبلها و هو يقول بصوت خافت : أنا أسف يا حبيبتى .. أنا أسف يا ابنى .. أنب نفسه بشدة على وضعها هذا الذى تسبب فيه و قرر أن يرخى قبضة يده التى تخنقها و يبتعد عنها لفترة من الوقت !

أمام غرفة العمليات .. كانت حالة من القلق و التوتر هى التى تعبأ المكان و تسيطر عليه .. نظر أحمد لــ أدهم الذاهب أمامه ذهاباً و إياباً و قال بنافذ صبر : اقعد بقى يا أبنى حرام عليك خيلتنى و تعبت لى أعصابى

جلس أدهم بجانبه و ظل يفرك يده بتوتر ثم نظر لــ أحمد و قال بتساؤل : اتأخرت أوى جوه مش كده

أحمد بحيرة : مش عارف يا أدهم .. مش عارف أهم حاجة تخرج لنا بالسلامة

أدهم بدعاء : إن شاء الله تقوم بالسلامة و العملية تنجح .. إن شاء الله

شرد و هو يتذكر الأيام الماضية التى قضاها بقربها .. تذكر ابتسامتها التى كان يفتعل أى شئ مضحك حتى يراها مرسومة على هذا الثغر الكريزى الصغير ! تذكر هلعها عندما دخل غرفتها دون سابق إنذار حتى يخبرها بأن الغداء جاهز ..لم تكن مرتدية حجابها و كانت ترتدى بيجامة قطنية مريحة قصيرة الأكمام بعدما أتت الخادمة و ساعدتها فى تغيير ثيابها.. تذكر عندما ظل ساعة بأكملها يقنعها أن تكف عن البكاء لأنها زوجته و يحل له أن يرى أكثر من شعرها .. تذكر جملتها التى لم يفهم لها معنى حتى الأن " كلكوا بتقولوا كده و فى الأخر بتحطوا الحمل علينا لما بنصدقكوا ! " ماذا تعنى جملتها تلك ! .. تذكر عندما سألها ماذا تعنى لكنها ماطلت و لم تعط له إجابة نافعة .. لا يعلم لماذا ينتفض جسدها بمجرد أن يلمس يدها فقط .. لم يجد تفسيراً لهذا غير أنها خجلة منه .. و تأكد من تفسيره أكتر عندما تركته يمسك يدها قبل العملية و تمسكت هى بيده حتى تشعر بالأمان ! لا يعلم لكنها بالتأكيد خجلة منه و ستتعود عليه شيئاً فشيئاً !

أفاق من تفكيره بها على صوت باب العمليات يفتح و الطبيب يخرج منه .. قام بلهفة و اقترب من الطبيب و قال باللغة الألمانية حتى يتفاهم معهم : كيف حالها الأن ! هل نجحت العملية !

اؤمأ الطبيب رأسه بابتسامة و قال بجدية : نعم مستر أدهم لكننا مازلنا فى منتصف الطريق يجب أن تمدوها بطاقة إيجابية حتى تكمل مشوارها حتى النهاية و لا تمل أو تكل و تفقد الأمل فى منتصف طريقها .. لاحظت أنها تحبك بشدة لذلك يجب عليك أن تبث لها الأمال و تشجعها على تكملة طريقها الذى بدأته .. كما أننى لاحظت أيضاً أنها تملك حماسة كبيرة لتعاود المشى مجدداً فرجاء ًحافظ على حماسها و أشعله أكثر و أكثر و لا تسمح له أبداً بإطفاء وميضه !

اؤمأ أدهم برأسه بإيجاب و قال بجدية : بالتأكيد سأفعل .. أردف بتساؤل قائلاً : ما هو المطلوب منها بعد إجراء العملية !

الطبيب بجدية : بعض التمارين و العلاج الطبيعى و التدريبات حتى تعاود المشى مجدداً بطريقة طبيعية .. ربت الطبيب على كتفه و قال بابتسامة : اعتنى بها جيداً إنها تحتاجك بجانبها .. ثم غادر و تركه !

حمد أدهم ربه و نظر وراءه حتى يطمئن أحمد ليجده جالسا ًعلى الأرض فى وضع الركوع و هو يحمد ربه .. ابتسم أدهم له و قال بدعاء : الحمد لله يا رب .. يا رب أكمل شفاها على خير .. استأذن من أحمد و ذهب ليصلى ركعتين شكر لله !

يتبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-16, 10:09 AM   #36

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الحادى و الثلاثون✾ج2

كانت جالسة تضع بجانبها أنواعا ًمختلفة من الأطعمة و المشروبات و أمامها كتب كثيرة ملقاة بعدم اكتراث .. تمسك بيدها كتابا ًو تتصفحه ثم تلقيه بعدم اكتراث و هى تقول بعدم اهتمام : مش مشكلة مادة يعنى مش هاتفرق .. أمسكت بكتاب أخر و تصفحته لتلقيه هو الأخر بعدم اهتمام و هى تقول بضيق : مادة كمان على المادة الأولى مش هاتفرق كتير .. لفت نظرها ذلك الكتاب البعيد عنها .. مدت يدها وأخذته و هى تقلبه من الجهتين ثم قالت بتفكير : هذاكر المادة ديه .. الدكتور بتاعها قمور .. ظلت تتصفحه لبعض الوقت إلى أن ملت فألقته بعدم اهتمام و قالت بضيق : قمور بس سمج .. نشيل مادة كمان على المادتين اللى قبل كده مش هاتفرق .. ابتسمت بسخرية و هى تقول : مفيش حاجة تفرق غير الأكل .. أنا هاقعد أكل

أمسكت ساندوتش و بدأت بأكله بشغف و هى تبلع بالعصير !

سمعت صوت طرقات على الباب فصاحت قائلة : اتفضلى يا فتحية بس لو ماجبتيش الــ Dessert بتاعتى خليكى بره لحد أما تجيبيها

فتح الباب ليدخل منه عبد العزيز .. اقترب منها و قال بتساؤل : طب ينفع بابى !

تنهدت بضيق و قالت بملل : لا

نظر لها عبد العزيز باستغراب لتقول هى بسرعة لتعدل الموقف : أصل حضرتك مش جايب معاك Dessert .. تنحنحت و قالت : اتفضل يا بابى

دخل عبد العزيز و جلس بجانبها .. لتكمل هى تناول الطعام .. لاحظت أنه صامت فمدت يدها له بساندوتش و قالت بتساؤل : تأكل ؟

تنحنح عبد العزيز و قال بتساؤل : أسيل أنتِ عازمة حد ؟

نظرت له أسيل باستغراب و هزت رأسها نافية ليقول بدهشة : هاتكلى كل ده لوحدك

نظرت له أسيل بحرج و قالت بضيق : أنا طول عمرى بأكل كل ده لوحدى بس أنت اللى مش بتاخد بالك عشان ببساطة مابتقعدش معايا كتير

أراد أن يغير دفة الحديث الذى أحرجه فتنحنح و قال بتساؤل : بتعملى ايه ؟

أشارت للساندوتش الموجود بيدها و قالت باستغراب : باكل

تنحنح عبد العزيز بحرج فهو لا يجد أى موضوع يفتحه معها فقال بتوتر : أصلى شايف كتب كتيرة و كده .. فشكلك بتذاكرى

أسيل بعدم اهتمام : أه كنت بذاكر بس زهقت

تنحنح عبد العزيز و قال بتساؤل : عاملة ايه فى جامعتك

أسيل بملل : كويسة

ظل صامتا ًلبعض الوقت و قال بتساؤل : أنت فى أولى جامعة صح ؟

تنهدت بنافذ صبر و قالت بملل : ثانية

اؤمأ برأسه لتقول هى بتساؤل : عارف أنا فى كلية ايه و لا نسيت ! ..ابتسمت بسخرية و

قالت بملل : شكلك نسيت

عبد العزيز بسرعة : لا فاكر .. أنتِ فى حقوق

ابتسمت بسخرية و قالت بملل : تجارة

تنحنح عبد العزيز بحرج ثم قال : أنتِ عارفة أنا كبرت فى السن مابقتش بفتكر زى الأول

اؤمأت برأسها بعدم اهتمام و قالت : عارفة

ظل صامتا ًلا يعرف ماذا يقول فهو لا يجد أى موضوع يتكلم معها فيه .. و هى .. هى

ليست معه فهى منغمسة مع هذا الساندوتش الموجود بيدها .. تنحنح عبد العزيز و قال بجدية : كريمة ماكنش قصدها الكلام اللى هى قالته .. مش عايزك تخديه على محمل الجد .. ده كان كلام لحظة انفعال و غضب

لم تجب عليه فالسندوتش الذى تأكله لديه أهمية أكبر من كلامه الذى لا يفرق معها بتاتاً .. هذا السندوتش الموجود بين يديها أكثر صدقا ًمن كلام والدها المزوق ! أخذت قاعدة لنفسها فى الحياة ثق بالطعام و لا تضع ذرة ثقة واحدة بالناس أياً كانوا من هم !

نادها عبد العزيز لتنتبه إليه فرفعت عينها من على السندوتش و قالت بتساؤل : حضرتك بتكلمنى

عبد العزيز بضيق : المفروض .. أردف بتساؤل قائلاً : مين اللى قالك يا أسيل ؟

نظرت له بسخرية و قالت بملل : أنا أفتكرتك نسيت أصلاً الموضوع التافه ده .. ده احنا

بقالنا أيام مش بنتكلم فيه و من ساعة متكلمنا فيه مافتحنهوش .. عادى يعنى

قام و اقترب منها و قبلها من جبينها و هو يقول بجدية : أنا أسف لو كنت مقصر معاكى .. لازم تعرفى إنك بنتى اللى بحبها

أسيل بملل : ok Never Mind

قبلها مجدداً من جبينها و هو يقول بجدية : أسيبك أنا يا حبيبتى بقى عشان شكلى معطلك عن مذاكرتك

أسيل بملل : أوك

كاد عبد العزيز أن يخرج لكنها أوقفته و هى تقول بجدية : بابى

التفت عبد العزيز و قال بتساؤل : نعم

أسيل بابتسامة : لو سمحت قول لفتحية تجيب الــ Dessert اللى قولتلها تعملها

اؤمأ برأسه و غادر الغرفة ليتركها هى تنفرد بطعامها الذى تقدسه !

بدأت تستفيق شيئاً فشيئاً .. نظرت بجانبها لتجده جالساً على كرسى قريب من سريرها للغاية و يتأملها و ابتسامة عاشقة على وجهه .. أحست بالإطمئنان بوجوده كما أنها شعرت أن تلك الإبتسامة وراءها خبر مفرح .. سمعت صوته و هو يقول : حمد على السلامة

ابتسمت له ابتسامة ضعيفة و قالت بتساؤل : العملية نجحت

ظل صامتاً لبعض الوقت حتى دب القلق فى أوصالها .. قام و اقترب منها ووضع قبلة على جبينها ثم ابتعد و هو يقول بعيون تلمع : نجحت

ابتسمت بفرحة و دمعت عيونها و هى تقول بعدم تصديق : بجد .. أنت بتتكلم بجد و لا بتضحك عليا عشان مزعلش

ابتسم أدهم و قال بنافذ صبر : لا بضحك عليكى عشان ماتزعليش

ضحكت من بين دموعها و قالت بابتسامة : كداب .. عينك بتقول إنك فرحان .. أنا شيفاها بتضحك أهى

أدهم بنصف عين : و أنتِ بتبصى فى عينى ليه ؟ مش عيب كده

ابتسمت تالا بخجل و قالت لتغير مجرى الحديث : بابا فين ؟

حول أدهم نظره إلى كرسى أخر الغرفة و قال بجدية : قالى هاريح لحد أما تصحى و شكله نام .. أردف بتساؤل قائلاً : أصحيه ؟

حركت رأسها نافية و هى تقول بجدية : لا سيبه نايم .. ماتزعجهوش

أدهم بتساؤل : أنت دلوقتى حاسة بأيه ؟

أبتسمت تالا و قالت بفرحة : حاسة إنى طايرة من الفرحة

أدهم بابتسامة : دايماً يا رب ثم أردف قائلاً : بس قصدى أنتِ حاسة برجلك ؟

اؤمأت برأسها و هى تقول : حاسة بيها شوية

ابتسم أدهم لها و قال بجدية : أكيد عشان لسة تحت تأثير البنج .. أردف قائلاً : عايزك بقى تشدى حيلك كده عشان نخرج من هنا فى أسرع وقت

اؤمأت برأسها له ثم ابتسمت و هى تقول بفرحة : حاضر .. أردفت بجدية قائلة : الحمد لله يا رب .. أنا بجد مش مصدقة أنى هارجع أمشى تانى

ابتسم أدهم لها و قال مشاكساً إياها : ابقى فكرينى لما تمشى إن شاء الله نشوف مين أطول

ابتسمت تالا على مشاكسته و قالت بجدية : مش محتاج تستنى أكيد

قاطعها قائلاً : أكيد أنا أطول

تالا بابتسامة : أه أكيد أنا أطول

أدهم باعتراض :لا أكيد أنا أطول

تالا بضيق : توء توء .. أنا أطول

ضحك أدهم و قال بنافذ صبر : خلاص هاخدك على قد عقلك لحد أما نشوف

نظرت له بنصف عين و قالت بجدية : على فكرة أنا عارفة أنك أطول منى

أمسكها أدهم من خدوها و قال بتساؤل : أمال بتعندى ليه ؟

أبعدت يده عن خدودها و قالت بتلقائية : مزاجى كده .. بحبك لما بتهاودنى

ابتسم أدهم و قال مشاكساً إياها : اعتراف صريح أهو إنك بتحبينى

أحمرت خدودها خجلاً و قالت لتغير مجرى الحديث و هى تتحسس رقبتها و تمسك بتلك السلسة : هى السلسة ديه أنت كنت جايبها لمين ؟

نظر لها بنصف عين و قال مشاكساً إياها : احنا هانستعبط .. أنا عارف إنك عارفة إنها

ليكى و جاية بأسمك من أول ما خدتيها

ابتسمت بحرج و قالت بتلقائية : عارف لما دخلت أوضة العمليات الدكتور أعترض على أنى أفضل لبساها و زعق للممرضة عشان ممنوع أتبنج و أنا لابسة شئ معدنى .. رغم اصرارى على أنى ماقلعهاش هو مرضاش .. خلتها مع الممرضة هى و الدبلة و قولتلها تخليهم معاها و ماتبعدش عنى طول العملية و تلبسهملى قبل ما أخرج من أوضة العمليات .. أردفت بتساؤل قائلة : عارف ليه ؟

أدهم و هو يصطنع عدم الفهم : ليه ؟

تالا بخبث : مش أنت بتعرف كل حاجة .. أعرف لوحدك بقى

حرك أدهم كتفيه كناية عن عدم الفهم و قال بخبث : مش عارف عرفينى

تالا باعتراض : لا أعرف لوحدك أنت

أدهم بابتسامة خبث : لا حبيبتى هاتقولى .. يلا قولى

ابتسمت تالا بخجل و نظرت لأسفل و هى تقول بحرج : عشان أحس بالأمان .. مجرد وجود السلسلة و الدبلة بيحسسنى بالأمان .. بيحسسنى إنك جمبى و أنا بحس بالأمان و أنت جمبى

ابتسم أدهم لها بحب و قال مشاكساً إياها : ده تانى إعتراف صريح إنك بتحسى بالأمان لمجرد حاجة منى بتوهمك إنى جمبك

نظرت له بحرج و قالت برجاء : أدهم بس بقى بطل .. أنا مش هاقولك على حاجة تانى

ابتسم أدهم و قال بتساؤل : فاكرة ساعة لما كنا هانتقفش أنا و أنتِ لما السلسة شبكت .. نظر لها بخبث و قال بتساؤل : هى صح شبكت فى ايه ؟ أصلى ساعتها ماعرفتش .. خليها تشبك تانى و أنا أجى أشوف هى شبكت فى ايه و أساعدك نفكها

نظرت له بضيق و قالت بخجل : أدهــــــم

ابتسم أدهم و قال بجدية : عيون أدهم

تالا بحزم : احترم نفسك

ابتسم أدهم بسخرية و قال : ليه ده أنا حيالله جوزك يعنى .. أردف بابتسامة خبيثة : و بعدين أنا كان قصدى شريف أنت اللى فهمتى غلط أردف قائلاً : كان قصدى أنها تشبك و أنا أساعدك نفكها فالحج الوالد يصحى و يقفشنا تانى بس ساعتها هاقوله مراتى حبيبتى و مايقدريش يتكلم

لم تعلق على كلماته ليقول هو بجدية : عايزك تتشقلبى كده و تسمعى كلام الدكاترة عشان تمشى بسرعة و نسافر نعمل الفرح

ظلت صامتة لبعض الوقت ثم قالت بجدية : مش لازم نعمل فرح

أدهم بضيق : بس بلاش كلام فارغ .. احنا هانعمل فرح و هايكون أحسنها فرح كمان .. أنتِ مش أى حد و لا واحدة جايبها من الشارع عشان أتجوزها سكيتى كده .. ابتسم لها و قال بجدية : أنتِ لازم تلبسى فستان أبيض و الحاج الوالد يجى يحط إيدك فى إيدى و يقولى بنتى أمانة معاك خلى بالك منها يا أدهم و أنا أقوله حاضر يا عمى عيونى ده أنا هاشيلها فى عيونى .. غمز لها و هو يقول : يا عيونى

أبتسمت له بحب و هى تحمد ربها على نعمه الكثيرة عليها و تتطلع ليوم زفافها عندما يسلمها له والدها لتصبح ملكه بشكل كامل !

استيقظت على صوت همهماتها و هى تقول بصوت خافت و هى تضم قدميها إلى صدرها : أنا هانزلك يا حبيبى .. مش هاسيبك تيجى للدنيا عشان تتعذب .. مش هاسيبك تيجى لدنيا وحشة و تقابل أب أوحش .. أنا لازم أنزلك

اعتدلت فى نومتها و احتضنتها و هى تقول بعتاب : حرام اللى بتقوليه ده يا بنتى ؟ حرام .. ده أنتِ المفروض تحمدى ربنا إنك بعد كل الإنفعال و الإنهيار اللى كنتى فيه البيبى لسة كويس

بكت لميس بأحضانها و قالت من بين دموعها : أسيبه عشان ييجى يلاقى أب زى مروان .. راح اتجوز واحدة أقل ما يقال عنها إنها مش محترمة على مراته .. و غير ده كله بيعذبنى و زعيق و شتيمة .. ذادت فى البكاء و هى تقول : و شرب خمرا كمان .. عايزانى أخليه ليه ؟ أخليه ليه و أنا هاتطلق من أبوه اصلاً .. أجيبه عشان يعيش يتيم

نظرت لها هالة بصدمة و شهقت قائلة : خمرا !

اؤمأت لميس لتربت هالة عليها و هى تقول برجاء : أهدى يا حبيبتى .. ده قتل روح .. لو نزلتيه بدون ضرورة مرضية تحسب عند ربنا قتل للنفس وأعوذ بالله .. هاتقتلى روح عايشة جواكى عشان ظروف ممكن تتحسن مع مرور الوقت

هزت لميس رأسها نافية و هى تقول بحزم : مش هاتتحسن .. أنا كرهت مروان .. سامحته كتير أوى و مش هاقدر أسامح تانى .. مش هاقدر .. قلبى تعب و أنا تعبت

ربتت هالة عليها و قالت بحنان : أهدى يا حبيبتى و نبقى نشوف الموضوع ده بعدين .. نامى دلوقتى

تمسكت لميس بها و هى تقول برجاء : حاضر بس ابعديه عنى .. ابعديه عنى و ماتخلهوش يقربلى

ربتت هالة عليها و قالت بحنان : حاضر يا حبيبتى حاضر

تحتضن كتبها إلى صدرها و تمشى بتجاة المدرج .. من يراها يظنها عالمة مغرمة بالكتب التى تمسكها بيدها فهو لا يعلم ما يخفيه البئر و غطاءه ! سمعت ذلك الصوت الذى بات يستفزها : النابغة بتاعت الجامعة اللى بتحضر المحاضرات شرفت .. حيوها يا ولاد

نظرت لمصدر الصوت لتجد صافى جالسة على السيارة و حولها شلة بنات و أولاد

اقتربت منها و قالت بملل و هى تلف خصلات شعرها حول يدها : مش هاتبطلى شغل العيال ده

تنهدت بضيق و قالت بسخرية : لما تبطلى أنتِ الدور اللى مش لايق عليكى ده .. و ترجعى أسيل اللى نعرفها مش اللى عمللنا فيها دكتورة

تنهدت بنافذ صبر و قالت بملل : صافى أنا زهقت منك .. مش كفاية كده بقى .. كل أما تشوفينى فى الجامعة تعملى الحركات ديه

صافى بسخرية : أنا برده اللى بعمل حركات .. مش سعادتك اللى عمللنا فيها البت النابغة اللى مابتفوتش أى محاضرة .. الله يرحم أيام الــ Night club و الــ Bar اللى ماكنتيش بتسبيهم

أسيل بملل : صافى أنتِ بجد شخصية غبية و أنا غلطانة إنى جيت اتكلمت مع واحدة زيك و عرفتك من الأساس .. أردفت بضيق : أنا كل مرة بكبر دماغى منك مش عارفة ليه المرة ديه ماكبرتش ..كادت أن تغادر لكن لفت إنتباهها تلك الكريستالة التى تلمع بضوء الشمس .. إنها تلك السلسة التى بحثت عنها كثيراً حتى أنها ملت من البحث ! ماذا تفعل معها .. اقتربت منها و قالت بتساؤل : السلسة بتاعتى بتعمل ايه معاكى يا صافى !

نظرت لها بارتباك و قالت بتوتر واضح : سلسلة ايه اللى بتاعتك دى بتاعتى أنا !

أسيل بحدة : يعنى ايه بتاعتك أنتِ ؟ أنتِ عارفة كويس أوى إنها بتاعتى

ابتسمت صافى ببرود و قالت بابتسامة مستفزة : أثبتى

نظرت لشلة الأولاد و البنات و قالت بجدية : هما يشهدوا عليا .. هما عارفين إنى ماكنتش بقلعها غير كل فين و فين , صح ؟

نظرت لها صافى و قالت بسخرية : سندتى على حيطة مايلة يا بيبى و هاتخدك و تقع بيكى .. يلا من هنا بقى .. روحى محاضرتك

كان يمكنها أن تذهب بتجاه صافى و تخرج الفتاة " البلطجية " المكنونة بداخلها و تجلبها من شعرها بعد بعض الصيحات و التهديدات و ربما السّباب أيضاً فلن تكون مشاجرة كاملة إذ لم تنكهه ببعض السباب و الشتائم و بعد أن تنتهى منها ستأخذ منها سلستها .. تخيلت نفسها و هى تفعل هذا سيكون منظرها مقزز فعلاً و ستنزل بمستوها و برستيجها أرضاً بعدما تفعل تلك الأشياء كما أنها تعلم أن صافى لن تصمت و ترضخ عندما تفعل هى ما تفكر فيه و ستقوم مشاجرة عنيفة بين فتاتين و ربما يأخذ لها فيديو أنيق ينزل على صفحات الفيس بوك و يكتبون دون معرفة سبب الشجار " شابتان تتعاركان على شاب " .. نظرت لها بتوعد و تركتها و ذهبت و هى تنوى أن ترجع تلك السلسة إليها فهى المفضلة لديها !

دخلت إلى ذلك المكان و هى تتلفت حولها كمن يبحث عن شئ ضائع منه .. سألت عن مكتبه و اتجهت له .. لحسن حظها أنه كان هناك وقتها .. دخلت بعدما أذن لها بالدخول .. ظل ينظر لها لبعض الوقت و هو يتفرس ملامحها المرتبكة ! كما أنه كان يستغرب وجودها .. لماذا هى هنا ! ماذا تريد !
ابتسم لها و قال بجدية : إزيك يا أسيل .. اتفضلى أقعدى

جلست بارتباك و هى تفرك يدها ثم نظرت له و قالت بتلقائية : مش أنت ظابط ؟

نظر لها بنافذ صبر و قال بسخرية : لا سمكرى سيارات و منتحل شخصية ظابط .. أردف قائلاً بنافذ صبر : يعنى شوفتى الكارنية بتاعى و جيالى القسم و أشار إلى الزى الميرى الذى يرتديه : و لابسلك لبس ظابط .. تفتكرى هابقى ايه حضرتك ؟ أعملك ايه تانى عشان تصدقى

نظرت له بضيق و قالت بغيظ : خلصت تريقة خلاص

تنهد أسر و قال بجدية : أه خلصت .. أنتِ عايزة ايه بقى ؟

بلعت ريقها و قالت بحرج : بما أن أدهم و تالا مسافرين فأنا مالقتش حد يساعدنى غيرك .. أردفت بضيق قائلة : فللأسف هاضطر أطلب مساعدتك

أسر بغيظ : تحبى تقومى تدينى قلمين بالمرة .. عادى يعنى لو تحبى

تنهدت بضيق و كادت أن تتكلم لكن بتر كلامها دقات على الباب و من ثم دخول العسكرى و هو يقول بجدية : المتهم اعترف يا فندم

اؤمأ برأسه قائلاً : طب تمام ابعته لعلاء باشا

العسكرى بجدية : علاء باشا مشى

تنهد بنافذ صبر و قال بجدية : طب هات المتهم

أدى العسكرى التحية العسكرية و خرج لتنظر أسيل له و تقول بفضول : هو اعترف بأيه ؟

ابتسم أسر لها بخبث و قال بتساؤل : أسمعى بنفسك

ابتسمت أسيل بشغف و قالت بفرح : أوك

دخل العسكرى و هو يمسك المتهم .. وقف المتهم أمامهم ليقشعر جسد أسيل بمجرد رؤيته .. رجل يبدو فى الأربعين من عمره بوجهه يبدو عليه الإجرام و عيون ذابلة بها نظرة مخيفة حادة يرتدى ملابس رثة بالية .. لم تستطع الكلام بعدما رأته .. نظرت لــ أسر و أشارت بتجاه الباب بمعنى أنها ستغادر .. كادت أن تقوم لكنه أوقفها قائلاً بصرامة : أقعدى

خافت من نبرته فجلست و هى منكمشة فى نفسها .. سمعت صوت دقات الباب و بعدها دخل رجل مهندم .. دخل و جلس بجانب أسر و قال له بعض الكلمات فى أذنه و هو ينظر إليها .. لينظر له أسر بضيق و يخبره بأن يجلس حتى يسجل إعتراف المتهم .. جلس بجانبه ليبدأ أسر الكلام و هو يتصفح الملف الموجود أمامه : هانى ابراهيم الجحش متهم بقتل زوجته بأكثر الطرق بشاعة .. الله الله ملفك زى الفل الصراحة .. 2002 خناقة مطاوى .. 2004 اتمسكت بمخدرات .. غيرت النشاط بقى و قررت تجرب القتل .. إعترف يله و قول قتلتها إزاى و ليه بدل ما أخلى ليلتك سودة ؟

هانى بصوت إجرامى خافت : ماقتلتهاش اباشا

انتصب أسر على قدميه و ضرب المكتب بيده لتنتفض أسيل من حركته المفاجئة .. نظر لهانى و قال بحدة : ماتنجز كده و تلخص عشان الأدلة كلها ضدك و عشان أفضل كويس معاك و ماقلبش عليك و بعدين مش أنت لسة معترف

تنحنح هانى و قال بصوت أشبه للحشاشين : خلاص اباشا هاعترف .. مراتى و قتلتها ايه اللى دخلك يا قانون

أسر بتساؤل : و قتلتها ليه بقى يا بتاع ايه اللى دخلك يا قانون ؟

هانى بعدم اهتمام : كنت شاكك إنها خانتنى فقتلتها .. عادى يعنى بتحصل اباشا .. بتحصل

صاحت به أسيل قائلة : قتلتها عشان شاكك فيها

حول هانى نظره ليها ليقول بعيون حولة ظن منه أنه يسحرها : أه اعسل كله إلا الشرف .. احنا ناس صعايدة برضك

زمجر أسر فى وجهه قائلاً : كلامك معايا .. حول نظره لها و رمقها بصرامة لتصمت !

هانى بعدم اهتمام : كانت نايمة اباشا .. عادى يعنى بتحصل اباشا .. المهم بقى انا كان

قلبى حاسس من جواه كده إنها بتخونى مع الواد حموه الميكانيكى اللى على أول الشارع .. أكمنه واد مسمسم كده و بيلزق شعره بجيل و بيحط برفان لولوه نسيم الحياة .. أبو ربع جنية ده .. عارفه اباشا

اقتربت أسيل من أسر برأسها و هى تقول بصوت منخفض : أسر أنت تعرف لولوه نسيم الحياة ده .. لو تعرفه أبقى قولى بعدين عشان أنا معرفوش .. أردفت بتساؤل قائلة : ده زى one million perfume

رمقها أسر بنظرة نارية ليجعلها تصمت .. ثم حول نظره لهانى و قال بسخرية : ما تحكيلى كان بينشر على الحبل بتاعهم ايه ؟ .. أردف بحدة قائلاً : ما تنجز ياله و بطل لف و دوران

هانى بضيق : حاضر اباشا ماتعصبش نفسك أنت بس أنا هاعترف .. المهم بقى بعد ما شكيت قررت أنتقم أه كله إلا الشرف اباشا .. جبت إزازة جاز اباشا و دلقتها عليها و هى نايمة فحست بيها فصحيت بس قبل ما تاخد أى رد فعل كنت أنا رامى الكبريت .. فبقت النار مسكت فى جسمها و لبسها و هى قعدت تصوت تصوت .. صعبت عليا اباشا فروحت جبت مية و دلقتها عليها بقى عشان تبقى كويسة و أدتها مسكن .. محصلهاش حاجة غير أن جسمها و وشها كله أتحرق

أقشعر جسد أسيل من كلماته ليقول أسر بحدة : عرفنا أن قلبك حنين يا حنين .. كمل

هانى بجدية : كان قلبى لسة واكله الغيرة و الشك جبت السكينة و قشرت الجروح اللى حصلت بعد ما اتحرقت فمستحملتش ماتت .. طلعت رهيفة اوى عكس ما كنت فاكر

أقشعر بدنها بأكمله فقالت بحدة بعدما وضعت وجهها بين يديها : أسكت يا حيوان أسكت .. إزاى عملت كده !

أمر أسر العسكرى بأن يأخذ المتهم إلى الحجز بعدما مضى على أقواله ليذهب هو و يجلس أمامها و هو يقول بجدية : خلاص أهدى .. مشى

رفعت وجهها له و قالت ببكاء : ده حيوان إزاى عمل فيها كده .. إزاى جاله قلب يعمل كده .. ده بشع

أسر بجدية : خلاص بقى أهدى .. هو حيوان و هياخد جزاءه

أسيل بدموع : أنت ليه متأثرتش و عادى كده ؟

أسر بجدية : عشان ده حاجة عادية بالنسبة للجرايم التانية اللى بسمعها أردف بخبث : تحبى تسمعيها ؟

هزت أسيل رأسها نافية و قالت برجاء : لا مش عايزة

قام أسر و قال بجدية : يلا قومى نتكلم بره و أشوف كنتِ عايزة ايه ؟

قامت أسيل معه و ذهبا إلى إحدى الكافيهات القريبة من القسم .. نظر لها أسر و قال بتساؤل : خلاص هديتى ؟

ارتشفت رشفة من عصير الليمون و اؤمأت برأسها و هى تقول : الحمد لله

أبتسم أسر و قال بجدية : الحمد لله .. أردف بتساؤل قائلاً : كنتِ عايزة ايه بقى ؟

تنحنحت أسيل و قالت بجدية : كنت عايزة مساعدتك إنك تجبلى السلسة بتاعتى من واحدة إسمها صافى

أسر بسخرية : حد قالك إنى شغال دليفرى بعد الضهر

أسيل بضيق : أنت مش فاهم حاجة .. هى كانت صاحبتى و سرقتها منى .. قصت عليه الموضوع بالتفاصيل ليقول هو بجدية : هى مهمة أوى عندك كده ؟

أسيل بجدية : أكيد مهمة عشان كده طلبت مساعدتك

أسر بجدية : تعرفى مكان صافى ديه فين دلوقتى ؟

أسيل بجدية : أنا كنت سيباها فى الجامعة

أسر بجدية : طب قومى معايا يلا

أسيل باستغراب : هاتعمل ايه ؟

أسر بجدية : قومى أنتِ بس و مالكيش دعوة .. مش أنتِ عايزة السلسة بتاعتك

اؤمأت برأسها ليقول بجدية : طب يلا

قامت أسيل معه ليستقل كل واحد منهم سيارته الخاصة .. ذهب وراءها و هو يحمد ربه أنها لم تستقل معه سيارته التى يعشقها و يخاف عليها أكثر من نفسه .. ظل يتبعها إلى أن توقفت فجاءة دون سابق إنذار لتصطدم محبوبته بسيارتها من الخلف !

حمد ربه أنه يرتدى حزام الأمان فلم يتأذى .. أحس بعدها أن تعابير وجهه شلت من الصدمة .. فتح باب السيارة و نزل سريعاً و هو يسب و يشتم تلك الفتاة الغبية التى أصابت محبوبته بسوء .. أخذ يتحسس محبوبته و الجروح التى أصابت صاجها و هو يقول بأسف : أنا أسف أنا أسف يا حبيبتى ماحمتكيش .. أنا هاخدلك حقك منها .. متقلقيش يا حبيبتى .. حقك عليا

كان محتاراً أيذهب إليها ليوبخها و يعنفها بشدة أم يرجعها إلى القسم و يحبسها .. أم فكرة أفضل من كل هذا و هى أن يفعل بها كما فعل ذلك الرجل المسمى بــ"هانى " بزوجته ! ماذا فعلت تلك الحمقاء بسيارته ! كيف لها أن تؤذى محبوبته !

رفع رأسه إليها ليميز سريعاً من سيارتها المكشوفة أنها تستند على ديركسيون السيارة .. أقترب منها ليجد الدماء تسيل من جانب رأسها !

يتبع ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-16, 10:10 AM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الثانى و الثلاثون✾

كان محتاراً أيذهب إليها ليوبخها و يعنفها بشدة أم يرجعها إلى القسم و يحبسها .. أم فكرة أفضل من كل هذا و هى أن يفعل بها كما فعل ذلك الرجل المسمى بــ"هانى " بزوجته ! ماذا فعلت تلك الحمقاء بسيارته ! كيف لها أن تؤذى محبوبته !

رفع رأسه إليها ليميز سريعاً من سيارتها المكشوفة أنها تستند على دركسيون السيارة .. اقترب منها ليجد الدماء تسيل من جانب رأسها !

فتح باب السيارة سريعاً و عدلها ليسند رأسها على المقعد .. أبعد خصلات شعرها التى تناثرت على وجهها بعشوائية ليجدها فاقدة للوعى و رأسها مازال ينزف .. تجمع المارة من حوله و هم يتساءلون ماذا حدث .. أغلق عليها باب السيارة و أبعدهم من طريقه و ذهب بتجاه سيارته و استقلها ليركنها بعيداً عن الطريق .. أغلق سيارته جيداً ثم ذهب إليها مجدداً .. حملها و نقلها للكرسى المجاور و الناس مازلوا يتساءلون ماذا يحدث ! صاح بهم بغضب ليكفوا عن ثرثرتهم البالية و يبتعدوا عن طريقه ليعم الصمت و ينفذوا كلماته خوفاً من سلطته التى يبرزها زى عمله الرسمى ! جلس أمام مقود السيارة و أدار السيارة مجدداً لأقرب مشفى إليه !

كان طوال الطريق يراقبها ليجدها مازلت على حالها .. الإختلاف البسيط فقط هو أن جرحها توقف عن النزيف بعدما تجلطت دماؤه .. توقف أمام إحدى المستشفيات و ترجل من السيارة ثم حملها و دخل إلى المشفى ليأخذوها منه و يقوموا باللازم !

كان يقف خارج غرفة الكشف و هو لا يدرى أيقلق عليها أم يقلق على سيارته التى أصابها ضرر بسبب غبائها .. لا يعلم لماذا توقفت تلك الغبية فجأة بالرغم أنه لم يكن أمامها أى عائق لتقف ولا يدرى لماذا لم تكن ترتدى حزام الأمان الذى كان بالتأكيد سيحميها من تلك الإصابة التى أصابتها !

أصابه الملل من الوقوف فى الخارج فدق باب الغرفة و دخل ليجد الطبيب يضمد الجرح الذى أصاب رأسها و هى جاثية على السرير شبة واعية .. ابتعد الطبيب عنها لتغلق هى عينها بتعب و تنام !

نظر الطبيب له وقال بجدية : ماتقلقش هى إن شاء الله هاتبقى كويسة الإصابة مش خطيرة .. شوية كده و هاتقوم عادى .. أردف بتساؤل قائلاً : هى اتخبطت فى أيه ؟

ضحك بسخرية داخله عندما سمع كلمات الطبيب " ماتقلقش هاتبقى كويسة " كان يود بشدة أن يخبره أنه لا يقلق عليها و ليحدث لها ما يحدث لكن ماذا بشأن سيارته التى تركها وحيدة بعدما أذتها تلك الفتاة الجاثية أمامه على السرير فى صورة وهمية لملاك برئ !

تنهد بضيق و قال بجدية : وقفت فجأة و ماكنتش رابطة حزام الأمان فخبطت فى الدركسيون بتاع العربية

ابتسم الطبيب له مطمئناً و هو يقول بجدية : على العموم ماتقلقش هى شوية و هاتفوق و تبقى كويسة

لماذا يعيد تلك الجملة التى يبغضها ثانية ! نظر له بغيظ و قال بانفعال : مين قالك إنى قلقان و الله ما قلقان أهدى بقى .. هاه أهدى أردف قائلاً بضيق : أقولك حاجة روح شوف المرضى بتوعك

نظر له الطبيب باستغراب فقال أسر بنافذ صبر : يلا يا دكتور روح شوف أنت بتعمل ايه روح شوف أكل عيشك

الطبيب بضيق : ممكن تتكلم بأسلوب أحسن من كده أنا مش مجرم عند حضرتك

أسر بنافذ صبر : متأسفين يا سيدى .. حقك على دماغى من فوق .. ممكن تروح تشوف شغلك و تسيبنى فى اللى أنا فيه

نظر له الطبيب بضيق و غادر الغرفة بهدوء .. جلس أسر على أحد الكرسي الموجودة بالغرفة و هو ينظر لها و هو يقول بغيظ : نامى ياختى نامى .. خليكى نايمة كده و أنتِ عملالى فيها ملاك مش على بالك اللى أنتِ هببتيه .. أردف و هو يحدث نفسه معاتباً : كان لازم الرجولة تنقح عليك أوى ما كنت تسيبها تتحرق هى و السلسلة بتعتها مش هى اللى مهملة.. أديك دلوقتى أنت اللى بتتحرق على العربية اللى خرشمتها

ظل جالسا ًلبعض الوقت و هو يتحسر على سيارته إلى أن رأها و هى تحاول فتح عينها .. قام ببطء و اقترب منها و هو ينظر لها بغيظ و توعد !

وضعت يدها على وجهها و نظرت له و هى تقول بتساؤل : هو ايه اللى حصل ؟

تنهد بضيق و قال بغيظ : لا فوقيلى كده .. أوعى تقولى إنك فقدتى الذاكرة و أنا أسمى أيه و ساكنة فين و أنت مين و الجو ده ؟ أنا ماليش خلق على الكلام ده

نظرت له بغيظ و قالت بضيق : ياريتنى كنت فقدت الذكرة عشان مفتكركش ثم أردفت قائلة بسخرية : بس متأكدة إنى كنت هافتكرك برده بشنبك ده لتضحك بعد عبارتها تلك !

ضغط على أسنانه بغيظ و قال بضيق : أنتِ ليكى نفس تهذرى بعد عملتك المهببة ديه

أسيل بتساؤل : أنا عملت ايه ؟

أسر بغيظ : عملتى ايه ؟ .. أردف بسخرية قائلاً : لا أبداً وقفتى فى نص الطريق فجأة بس .. صمت قليلاً و أردف بتساؤل : تقدرى تقوليلى السبب القهرى اللى خلاكى تقفى فجأة كده !

صاحت فى وجه قائلة بضيق : كنت عايزنى أدوس القطة يعنى و تموت

صاح أسر فى وجهها هو الأخر و هو يقول : مش بدل ما أحنا نموت و بعدين حضرتك ماكنتيش رابطة حزام الأمان ليه ؟

أسيل بضيق : بيخنقنى بحس إنى متأيدة

أسر بغيظ : أبقى فكرينى أكلم واحد صاحبى فى المرور عشان يسحب منك الرخصة ..

صمت قليلاً و قال بضيق : أنتِ عارفة عملتك ديه عملت ايه فى العربية بتاعتى !

نظرت له بضيق و قالت بملل : هدفعلك تمن التصليحات أو أشتريلك واحدة جديدة لو حبيبت و لو فيه كمان أقساط على العربية القديمة هدفعهملك

أحس أسر بإهانة حديثها و أنها تظن أنه متضايق لما سيتكلفه من جانب مادى كبير و ليس من جانب معنوى فهو يعتبر سيارته زوجته التى لن يتزوج غيرها مهما حدث .. فتاته الوحيدة التى ستبقى معه للأبد عكس الفتيات الأخريات التى يبدلهن وقتما يشاء .. صاح بها قائلاً : أنتِ فاكرة نفسك مين يا بت أنتِ ده أنا لو حبيت أجيب عشرة منك هاجيب و أنغنغهم كمان

تنهدت بملل و قالت بداخلها : " Really أنت طلعت أغبى منى " .. نظرت له و قالت بجدية : أسلوبك بشع جداً بجد من كتر تعاملك مع الناس الـــ vulgar و المسجونين .. أنا ماكنش قصدى أضايقك بكلامى .. أنا كان قصدى إنك ماهتمتش بكائن Cute كان هايموت بطريقة بشعة و كل اهتمامك اللى حصل لعربيتك اللى فى الأصل جماد مفيهاش روح بشوية فلوس تقدر تصلحها و ترجعها تانى أو تجيب واحدة جديدة لكن القطة لو كانت ماتت ماكنتش هاتعرف ترجع روحها تانى

نظر لها بغيظ و ضرب كفاً بكف و هو يقول بسخرية : هاتبدئى تقولى كيوت و تتكلمى عن حقوق الحيوان و حقوق الأنسان و حقوق البتنجان اللى مهدور حقه فى السوء و الشغل التافهة بتاع البنات التافهة ده

زفرت أسيل بضيق و قالت بملل : Whatever شكراً إنك جبتنى المستشفى .. Please Keep Calm بقى عشان دماغى بتوجعنى .. صمتت قليلاً و قالت بأسف : Sorry إنى تعبتك معايا بس ماكنش قدامى غيرك يساعدنى

تنهد بضيق و قال بجدية : ماتتأسفيش ماحصلش حاجة .. أردف بابتسامة قائلاً :

هاساعدك و هاجبلك السلسة بتاعتك كمان يا بتاعت Cute أنتِ

ابتسمت له و قالت بامتنان : ميرسى يا أسر

أسر بتساؤل : تقدرى تقومى تمشى

اؤمأت برأسها قائلة : أه هاقدر .. أنا دماغى بس اللى وجعانى شوية

تنهد أسر و قال بجدية : طب يلا قومى أروحك و أروح أشوف اللى أسمها صافى

أسيل بجدية : بس أنت لو رحت الجامعة دلوقتى ممكن ماتلقهاش خليها فى وقت تانى

أسر بجدية : طب يلا قومى معايا

قامت أسيل معه و خرجوا بعدما أصر أسر على دفع حساب المستشفى و استقل سيارتها لتستقل هى بجانبه

نظرت للمرآة الأمامية للسيارة و قالت بضيق : هاخرج كده إزاى ؟ شكلى بشع أوى

ابتسم أسر بسخرية عليها و قال بتساؤل : أنتِ عجباكى كلمة بشع ديه ؟ من ساعة ما شوفتك و أنت أى حاجة تحصل تقولى بشع .. عجباكى الكلمة للدرجة دى ؟

أسيل بملل : Pleaseامشى عايزة أروح أنام دماغى مصدعة

ربط حزام الأمان ثم نظر لها لتقول هى باستغراب : في ايه ؟

أسر بضيق : تانى ! أربطى الحزام يلا

تأففت أسيل و ربطت الحزام لينطلق بها أسر إلى العنوان الذى أخبرته به !

كانا صامتين طوال الطريق .. فأسيل كانت تسند رأسها على المقعد و عينها مغلقة بتعب !
توقف أسر أمام باب فيلتها ليقول بتساؤل : أسيل هى دي الفيلا !

فتحت أسيل عينها بتثاقل و نظرت حولها لتقول بجدية : أه هى .. ميرسى يا أسر تعبتك معايا

ابتسم أسر لها و قال بجدية : لا تعب ولا حاجة .. أهم حاجة أنتِ بقيتى كويسة !

أسيل بجدية : أه الحمد لله

دخلت إلى فيلتها بعدما تبادلا أرقام الهواتف .. ضغطت على جرس الباب لتفتح لها الخادمة .. كادت أن تصعد إلى غرفتها لكن أوقفتها الخادمة و هى تقول بجدية : ثوانى يا أسيل هانم .. فى ظرف جه لحضرتك ثم مدت يدها لها بظرف وردى ذو رائحة خلابة !

أخذت أسيل الظرف و فتحته باستغراب .. لتجد به ورقة .. فتحت الورقة لتقرأ مضمونها !
" أنا عارف إن السلسة ديه هى السلسة المفضلة عندك .. ماقدرتش أشوفك زعلانة عشانها .. خلى بالك منها بعد كده و أوعى تضيعيها تانى أو تهمليها .. أنتِ محظوظة إنك لقتيها بعد ما اتاخدت .. فى حاجات بتتاخد من أيدينا و بيبقى حظنا سئ جداً و مابنعرفش نرجعها تانى .. و أنا أكبر مثال لده !

طوت الورقة كما كانت مجدداً و قلبت الظرف لتنزل سلسلتها التى أشتاقت لها !

ابتسمت بفرحة بعدما ارتدتها .. كادت أن تصعد إلى غرفتها لكنها قابلت عبد العزيز مقابلها و هو ينزل من على السلالم .. أمسك وجهها و هو يقول بقلق : ايه ده ؟

تنهدت و قالت بملل : عادى كنت هاعمل حادثة بس جت سليمة

عبد العزيز بعتاب : مش تخلى بالك و أنتِ بتسوقى

أسيل بملل : أوك المرة الجاية .. أردفت بجدية : أنا هاطلع أنام عشان دماغى مصدعة

عبد العزيز بجدية : تعالى اتغدى الأول

أسيل بضيق : لا أنا عايزة أنام .. صعدت سلمتين و لكنها رجعت مجدداً فهى لم تستطع أن ترفض عرض الطعام فقالت : ممكن تخلى فتحية تبعتلى الأكل فوق

عبد العزيز بجدية : تعالى اتغدى معانا

أسيل بملل : معلش مرة تانية .. صعدت إلى غرفتها دون أن تسمع رده .. دخلت غرفتها و ألقت جسدها على السرير بإهمال و ألقت الرسالة و هاتفها على السرير .. أمسكت هاتفها مجدداً و قررت أن تشكره لكنها امتنعت حتى لا يظن أن هناك أمل لترجع إليه .. بعثت رسالة لــ أسر مضمونها " أسر أسفة إنى أزعجتك على الفاضى .. السلسلة رجعتلى تانى "

وصلتها رسالة من أسر مضمونها " رجعتلك إزاى ! .. صافى رجعتهالك ! "

أسيل " لا .. حاتم بعتهالى فى ظرف و معاها رسالة "

أسر " هو رجع يضايقك تانى "

أسيل " لا .. ده فرحنى أوى لما رجعلى السلسلة "

أسر " ماشى "
رجعت غرفتها مجدداً بعدما انتهت من جلسة العلاج الطبيعى و عمل بعض التمارين الشاقة .. نظرت لــ أحمد و قالت بتساؤل : بابا هو أدهم راح فين ؟

أحمد بجدية : مش عارف تلاقيه راح يشرب سيجارة

وقعت كلماته عليها كزهرية متينة ضربها بها أحدهم على رأسها بعنف .. تنحنحت و قالت بتساؤل : مين ده اللى بيشرب سيجارة ؟

أحمد بجدية : أدهم

تالا بدهشة : هو أدهم بيشرب سجاير ؟

اؤمأ أحمد برأسه و قال باستغراب : أنتِ ماكنتيش تعرفى ؟

حركت رأسها بالنفى ليقول هو باستغراب : عمرك ما شوفتيه بيشرب سجاير

حركت رأسها بالنفى ثانية و هى تشعر بالضيق الشديد من أدهم .. لم تكن تتوقع أبداً أنه يدخن !

أحس أحمد بضيقها فقال بجدية : عادى يا تالا ما أنا عندك أهو بشرب سجاير

نظرت له بضيق و قالت بجدية : بابا أنا بتضايق من أى حد بيشرب سجاير غير النتائج السلبية اللى بتسببها و أضرارها على صحة الإنسان

كاد أحمد أن يتكلم لكن قطع كلامه دقات الباب و من ثم دخول أدهم .. عندما رأته نظرت فى الإتجاه الأخر بضيق .. جلس على كرسى بجانبها و هو يقول باستغراب : مالك ؟

لم يلق منها رد فرد أحمد بدلاً منها قائلاً بجدية : متضايقة عشان عرفت إنك بتشرب سجاير

تنهد بضيق و هو على يقين أنه سيخوض جدالا ًطويلا ًمعها مثلما فعل مع أمه و من ثم سارة عندما علمتا بأمر تدخينه !

عدل وجهها ناحيته و هو يقول بجدية : ما أنا مش هاسيبك زعلانة كده

أبعدت يده المستقرة أسفل ذقنها و قالت بضيق : عايزنى مابقاش زعلانة بطلها .. بطلها عشان خاطرى

تنهد أدهم بنافذ صبر و قال بجدية : أنا أعمل أى حاجة عشان خاطرك إلا ديه ماقدرش أبطلها يا تالا

تالا بانفعال : ليه يا أدهم ماتقدرش .. مهى أسيل حاولت عشان خاطرى و نجحت إنها تبطلها فى الأخر .. مرة على مرة هاتقدر زى ما أسيل عملت

أراد أن ينهى هذا النقاش فقال بجدية : خلاص هاحاول بس ماوعدكيش

تالا بجدية : لا هاتوعدنى يا أدهم

أدهم بنافذ صبر : هاحاول

تالا بأصرار : لا مش هاتحاول أنت هاتبطلها فعلاً .. حولت نظرها لوالدها و أردفت بجدية : و مش أدهم لوحده يا بابا اللى هايبطلها حضرتك كمان هاتبطلها

أحمد بجدية : لا يا حبيبة بابا أبعدى عنى و مالكيش دعوة بيا .. خليكى فى جوزك اتصرفوا أنتوا مع بعض فى الموضوع ده بعيد عنى .. حول نظره لـ أدهم و أردف قائلاً : أسمع كلام مراتك يا حبيبى هى خايفة عليك و عايزة مصلحتك .. السجاير ديه مضرة للصحة .. خرج من الغرفة بعدما ربت على كتف أدهم ليتركه مع أبنته العنيدة التى لن تهدأ حتى يقلع عن التدخين !

بسطت يدها و مدتها له لينظر لها بعدم فهم مصطنع و هو يقول بتساؤل : عايزة فلوس

تالا بضيق : أدهم ماتهذرش هات علبة السجاير اللى معاك

أدهم بتساؤل : على أساس إنك لما تخديها مش هاعرف أجيب واحدة جديدة

تالا برجاء : أدهم عشان خاطرى .. عشان خاطرى تبطلها لو بتحبنى .. بسطت يدها أمامه مجدداً و قالت بجدية : هاتها يا أدهم

أدهم بجدية : مش بشيلها معايا .. سايبها فى العربية

قبضت يدها و أرختها بجانبها و هى تقول بجدية : و أنا مصدقاك و عارفة إنك هاتبطلها

ابتسم أدهم لها و قال بجدية : عشان خاطرك هاحاول أبطلها .. أردف قائلاً : وبعدين أنا مابشربش كتير .. بالكتير واحدة أو أتنين فى اليوم

تالا بجدية : مهما كان برده هى مضرة و خطر

أدهم بابتسامة خبيثة : و أنتِ خايفة عليا بقى مش كده

تالا بعتاب : أنت شايف ايه ؟

أدهم بابتسامة جذابة : شايف إنى بحبك

سمعوا طرقات على الباب ليسمحوا للطارق بالدخول .. دخلت الممرضة بطعام الغداء لتعطيه لأدهم و تنصرف !

اقترب أدهم منها و جلس بجانبها و هو يقول بجدية : يلا عشان تاكلى

تالا بضيق : مش عايزة أكل

أدهم بنافذ صبر : دلع كل وجبة .. هانبتدى فى دلع كل وجبة

تالا بضيق : أنا مش بدلع .. أنا مش عايزة أكل بجد

لم يتجادل معها ملأ الملعقة بالطعام و قربها من فمها و هو يقول بصرامة : يلا

فتحت فمها غصباً ليدخل المعلقة بفمها و تبدأ بتناول الطعام !

نظر لها بابتسامة رضا و هو يقول : عارفة أنتى بتفكرينى بأيه ؟

ابتلعت الطعام الموجود بفمها و قالت بتساؤل : بأيه ؟

مد فمها ببعض الطعام مجدداً ثم قال بجدية : زمان كنت بروح البلد عند مامت بابا .. كانت تقعد كده و تمسك البطة غصب عنها و تفضل تزغطها .. تزغطها لحد أما البطة تبقى بتطلع فى الروح

تالا بغيظ : أنت شايفنى بطة يعنى ؟

غمز أدهم لها و قال بجدية : أحلى بطة شافتها عنيا

تالا بنصف عين : افضل اضحك عليا كده بكلامك الحلو اللى بيخلينى أسكت

أدهم بخبث : مش بيعجبك !

تنحنحت تالا بخجل و قالت لتغير دفة الحوار : أدهم أنا لحد دلوقتى ماعرفش أنت بتشتغل ايه ؟

أدهم بغيظ : غيرى الموضوع غيرى .. أردف قائلاً : مش قولتلك قبل كده أن عندى شركة صناعة كلسون

ضربت كتفه بقبضة خفيفة من يدها و هى تقول بغيظ : أدهم بلاش هزار أتكلم بجد بقى و قولى

أدهم بجدية : شغال فى شركة .. أنا الدراع اليمين بتاع رئيس مجلس الإدارة .. شغل مش هاتفهميه كله صفقات و مناقصات .. مد يده بالملعقة المملوءة بالطعام إليها مجدداً و قال بحزم حتى لا تسأله عن مزيد من التفاصيل : يلا كملى أكل بقى

ابتسمت تالا و فتحت فمها لتستقبل الطعام !

يتبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-16, 10:11 AM   #38

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الثانى و الثلاثون✾ج2

انتهى من عمله و قرر أن يصعد إليها ليخبرها قراره الذى أتخذه من بضع ساعات قليلة .. دق جرس الباب لتفتح له أمه .. أراد أن يدخل لكن أوقفته أمه عندما وضعت يدها على صدره و أرجعته للوراء برفق و هى تقول بجدية : سيبها يا مروان .. سيبها لوحدها دلوقتى .. لو شافتك قدمها هاتنهار و تتعب و أنا من امبارح بحاول أهدى فيها

مروان بجدية : و أنا عايز أكلمها كلمتين

هالة بجدية : أجل الكلام دلوقتى يا مروان .. سيبها ترتاح

سمع صوتها المتحشرج و هى تقول من بين دموعها : أنت ايه اللى جابك هنا .. كفاية لحد كده يا مروان .. طلقنى

أبعد أمه من أمامه و دخل إليها .. لترجع هى بخطوات خائفة إلى الخلف .. اقترب مروان منها و قال بحدة : و أنا مش هاطلقك يا بنت عمى .. انسى حكاية الطلاق ديه خالص .. شيليها من دماغك و أمحيها

لميس بحدة : لا مش هانساها و هاتطلقنى يا مروان

ضغط على أسنانه بغضب و قال بحدة : أهدى عشان اللى فى بطنك

لميس بحدة : هانزله يا مروان .. مش عايزاه .. بكرهه عشان أبنك و حتة منك

وقفت هالة فى المنتصف و هى تقول بحدة : بس خلاص بقى .. أسكوتوا أنتو الأتنين

تنهد مروان بضيق ثم نظر للميس و قال بجدية : أنا طلبت أتنقل لفرع تانى للبنك فى أسكندرية عشان أسيبك تريحى أعصابك و تهدى و ماتعصبش عليكى عشان أبنى اللى فى بطنك .. أردف بتوعد قائلاً : لو أذيتى أبنى يا لميس أو جيتى جمبه و فكرتى لمجرد التفكير إنك تموتيه ودينى لخلى حياتك جحيم أكتر ما هى جحيم و هاسجنك يا لميس .. حول نظره لأمه و قال بجدية : ماما أبقى حضريلى شنطتى و هاتيهالى تحت .. نظر للميس نظرة تهديد أخيرة و غادر !

جلست لميس على الأرض و بدأت فى البكاء و هى تقول : شوفتى يا ماما .. شوفتى مافكرش حتى يعتذر و بيهددنى .. ده أصلاً مش حاسس بغلطه .. كل اللى همه أبنه اللى فى بطنى و بس .. أنا مش مهمة عنده

ربتت هالة على كتفها و قالت بجدية : معلش يا حبيبتى معلش فترة و هاتعدى .. و كويس إنه فكر فى السفر عشان يسيبك تريحى أعصابك .. أردفت بجدية قائلة : سيبك من تهديده أنتِ ماينفعش تنهى حياة طفل مالوش أى ذنب

وضعت يدها على أحشائها و هى تقول ببكاء : أنا ماقدرش أصلاً أموته .. ماقدرش أعمل كده .. مهما كنت بقول ماقدرش أنفذ أبداً .. مش هاقدر أموت أبنى

ربتت هالة على كتفها و هى تنظر لها بشفقة و قالت بجدية : معلش يا حبيبتى معلش .. فترة و هاتعدى

ƸӁƷ سبر أغوار قلبى و لكن! ƸӁƷ الجزء الثانــــــــى ✍بقلمى نورهان سامى✍

كانت جالسة تغلى من فعلته .. تذكرت عندما رحلت أسيل لتجده أمامها بعد لحظات قليلة .. سحبها من يدها و جرها وراءه و هو يقول بجدية للشلة التى كانت واقفة معهم : هاخدها أتكلم معاها شوية و أرجعهلكوا .. تذكرت عندما أخذها بمكان فارغ من الناس .. أرجع يدها وراءها و قال و هو يجز على أسنانه بغضب : أسيل تبعدى عنها يا صافى .. سيبيها بقى فى حالها .. أنا بقالى كتير شايفك و أنتِ كل أما تشوفيها تحفلى عليها .. غيرانة منها قلديها .. كانت تحاول أن تخلص نفسها منه لكنها لم تستطع .. ترك يدها و هو يبعدها عنه و يقول بصرامة : أقلعى السلسلة ديه يلا

صافى بحدة : مش هاقلعها

اقترب منها مجدداً و قال بحدة : أقلعيها يا صافى بدل ما أفرج عليكى الجامعة و أزعلك

صافى بحدة : هاتعمل ايه يعنى ؟

أمسكها من يدها مجدداً و لواها و هو يقول بتهديد : ايه رأيك لو تقلت ايدى شوية و كسرت ايدك الجميلة ديه !

صافى بألم : خلاص هاقلعها .. سيب إيدى

ترك يدها لتبدأ بخلع السلسلة و تعطيها له ! .. تذكرت عندما هددها قائلاً : أبعدى عنها يا صافى عشان لو عرفت إنك أذتيها مش هايحصلك كويس و أنا جربت نومة السجن و مستعد أجربها تانى

تنهدت بغضب و هى تتوعد له و لتلك الفتاة الغبية المسماه بأسيل ! لن ترحمهم أبداً .. يجب أن يذوقوا سم صافى القاتل ! لكن سيتطلب هذا منها بعض الوقت لتفكر فى خطة جيدة و من ثم تبخ سمها !

مر شهران كاملان لم يحدث فيهما أى شئ جديد غير أن تالا خطت مشوار كبير فى رحلة علاجها .. كانت تتعلم المشى كطفل صغير يخطو أول خطواته فى الحياة .. لأول مرة تتمرن على المشى بمفردها بدون أى مساعدة !

كان أدهم يمسك بيدها اليمنى و الممرضة تمسك يدها اليسرى .. وقف الطبيب بأخر الغرفة و أخبرها أن تأتى إليه بعدما أخبرهم أن يتركوا يدها .. أبعدت الممرضة يدها التى تتشبث بها يد تالا .. لتمسك تالا بكتف أدهم باليد التى تركتها الممرضة و هى تقول برجاء : أدهم ماتسبنيش لو سبتنى هاقع .. صدقنى هاقع .. مش هاعرف أمشى لوحدى

ربت أدهم على يدها الممسكة بكتفه و قال بجدية : هاتقدرى لازم تقدرى .. أنتِ مشيتى مشوار طويل .. حرام تيأسى و تضيعى كل مجهودك اللى فات

ترقرقت الدموع بعينها و قالت بصوت متحشرج : تعبت يا أدهم .. مش قادرة أكمل

ابتسم أدهم لها و قال بجدية : زى ما أنا حاولت أبطل السجاير عشانك و فعلاً بطلتها .. أنتِ كمان لازم تحاولى تمشى عشانى

أبعدت يدها الممسكة بكتفه و ظلت يدها الأخرى تستند عليه .. أمره الطبيب بحزم أن يتركها لتعتمد على نفسها .. أراد أن يسحب يده منها لكنها تشبثت بها بشدة و قالت برجاء : صدقنى مش هاقدر .. هاقع يا ادهم .. لو سبتنى لوحدى هاقع

ربت على يدها الممسكة بيده مطمئناً إياها و قال بجدية : هاتقدرى .. هاتحاولى علشانى و هاتقدرى

اؤمأت برأسها له ليقول هو بتساؤل : مستعدة أسيبك خلاص

أخذت نفسا ًعميقا ًو هى تدعو الله أن يوفقها .. نظرت له بابتسامة قلقة و قالت بجدية : خلاص سيبنى

ترك يدها ببطء إلى أن تركها نهائياً .. حاولت أن تقف بتوازن بصعوبة بالغة إلى أن وقفت و خطت بعض الخطوات البسيطة لا بأس بها لكنهالم تستطع أن تكمل فوقعت .. اقترب منها ليساعدها لتقوم لكن الطبيب أوقفه قائلاً بصرامة : أرجوك اتركها تعتمد على نفسها .. أتركها

تنهد بضيق و قال لها بجدية : قومى يلا هاتقدرى .. هتقدرى إن شاء الله

وضعت وجهها بين كفيها و هى تقول بيأس : مش هاقدر أنا خلاص تعبت .. مش لازم أمشى لوحدى .. كفاية إنى أتعكز على العكاز أو أتسند عليك لما تبقى معايا

جلس على ركبته أمامها و أبعد يدها عن وجهها و هو يقول بجدية : أنتِ لازم تعتمدى على نفسك و تمشى لوحدك و ماتعتمديش على أى حد حتى أنا .. أنا مش عايزك تعتمدى عليا و لا تبقى محتجانى و لا محتاجة العكاز اللى ساندة عليه .. عايزك تؤمنى بنفسك و تعرفى إنك ممكن تعملى أى حاجة من غير ما تحتاجى لشخص حتى لو كنت أنا .. بغض النظر عن إنى بحبك و ماقدرش أسيبك و لا أشوفك محتاجة مساعدتى و ماسعدكيش بس ماحبكيش تبقى محتجانى أبداً .. أحب دايماً تبقى واثقة فى نفسك و عارفة إنك هاتقدرى تعملى أى حاجة و تبقى مؤمنة إنك لو حاولتى هاتقدرى .. مش عايز أى حاجة مهما كانت تخليكى تيأسى و تهدى كل اللى بنتيه لمجرد نسمات من اليأس هايخدها الهواء و يطير بعيد .. أنا عارف إن عندك عزيمة و إرادة يقدروا يخلوكى تعملى أى حاجة أنت عايزاها لوحدك من غير مساعدتى أو مساعدة أى حد

نظرت له بعيون دامعة و ارتمت بين أحضانه .. لم يهمها أى أحد من الموجودين حولها .. تذكرت كلمات ماجد لها " عاجبنى أوى إحساس إحتياجك ليا و إنك من غيرى مش هاتعرفى تمشى خطوة واحدة " قارنتها بكلمات أدهم " ماحبكيش تبقى محتجانى أبداً .. أحب دايماً تبقى واثقة فى نفسك و عارفة إنك هاتقدرى تعملى أى حاجة لوحدك و تبقى مؤمنة إنك لو حاولتى هاتقدرى " .. تمسكت برقبته بشدة خوفاً من أن يبتعد عنها هذا الرجل الذى يستحق كلمة رجل بكل ما تحمله الكلمة من سمات .. هل ربها يحبها لهذا الحد ليرسل لها رجلاً .. ليس رجلاً بل ملاك .. ملاك مثل أدهم ليحبها و يصبح زوجها !

ربت على كتفها بحنان قائلاً بجدية : يلا إثبتيلى إنك قدها و تقدرى تتحدى أى حاجة

ابتعدت عنه و هى تقول بتساؤل : أنت حقيقى يا أدهم ؟

ابتسم أدهم لها و قال بسخرية : أمال 3d !

ابتسمت تالا بحب و قالت بتلقائية : مش عارفة أقولك ايه غير إنى بحبك أوى

دهش أدهم من تصريحها الصريح اللغوى الذى يخبره بحبها له .. شدها إلى كنفه مجدداً و ضمها إليه بشدة و الصمت هو سيد الموقف .. أبعدته عنها و هى تقول بصوت خافت : الناس يا أدهم

أدهم بصوت خافت : و أنتِ موطية صوتك ليه ؟ هما كده كده مش فاهمين أحنا بنقول أيه ؟

تالا بجدية : بس شايفين أحنا بنعمل ايه .. أردفت بتساؤل قائلة : طب أنت كمان موطى صوتك ليه ؟

ضحك أدهم و قال بحيرة : مش عارف

مسحت وجهها بيدها و هى تقول بحماس : هاجرب تانى

قام من جانبها و شدها لتقوم و تكمل ما بدأته بحماسة أكبر و أمل أكبر و أكبر !

مشيت بخطوات متثاقلة و لكن تلك المرة مسافة أكبر من ما سبقتها .. وقعت مجدداً لتقوم بتثاقل و كلها عزم أن تنجز تلك المهمة الشاقة بنجاح و تحاول مرة أخرى !

ظلت تتمرن لبعض الوقت و تقوم و تقع .. تقوم و تقع .. شعر الطبيب بتعبها فأوقفها قائلاً : يكفى تدريب اليوم .. لنكمل لاحقاً

مرت الأيام و هى تتدرب أكثر و اكثر حتى قطعت شوطاً كبيراً و استطاعت أن تسير مسافات ليست بالطويلة و ليست بالقصيرة بمفردها دون أن تقع .. كان أدهم فخوراً بها حقاً .. فخوراً بتقدمها الملحوظ يوماً بعد يوم و بإصرارها على التقدم أكثر و أكثر .. ليس غريباً عليها فهى ابنة أحمد الذى طالما أعجبه إصراره و عزيمته .. كان أحمد يتابعها من خلال أدهم بسبب إنشغاله فى الأونة الأخيرة بأعماله التى أهملها و تراكمت عليه كما أنه كان يتولى الأمر بمفرده بسبب إنشغال أدهم بتالا ! كان يفتقد وجود أدهم كـيده اليمنى بشدة !
ذهب أدهم إلى الطبيب المتابع لحالة تالا .. استأذن فى الدخول ليسمح له الطبيب .. جلس على كرسى مقابل أمامه ليقول الطبيب بابتسامة : أن زوجتك لديها عزيمة قوية و لكن لم تكن لتكتمل لو لم تكن أنت بجانبها مشجعاً لها ..أردف قائلاً : أعلم أنك تريد أن تسألنى هل يمكنها الخروج أم لا ؟

ابتسم أدهم و قال بجدية : نعم لكنى أريد أن أغير من صيغة السؤال قليلاً .. هل يمكنها الخروج و السفر إلى مصر لنتمم الزواج ؟

ابتسم الطبيب و قال بجدية : بالتأكيد يمكنها ذلك .. لقد أصبحت فى حال جيدة .. يمكنها أن تسافر و تعيش حياة طبيعية و لكن يستحسن أن تواظب على عمل التمرينات و العلاج الطبيعى

اؤمأ أدهم برأسه و قال بتساؤل : عندما تمشى تعرج بقدميها .. هل ستظل هكذا !

ابتسم الطبيب و قال بجدية : أين كنا و بماذا أصبحنا .. لقد خطت شوطاً كبيراً لا يمكن إنكاره لذلك يجب أن تحمد ربك .. أردف قائلاً : لكن لا تقلق بمزيد من التمارين و العلاج الطبيعى من الممكن أن تتحسن مشيتها قليلاً لن أخدعك و أخبرك أنها ستمشى بطريقة طبيعية لكن على الاقل ستكون مقبولة

اؤمأ أدهم برأسه متفهماً ثم شكر الطبيب و غادر .. دق الباب و دخل إلى غرفتها ليجدها ساجدة على الأرض على سجادة الصلاة .. ابتسم لها و ظل يتأملها بشغف و هى تصلى .. أنهت صلاتها و نظرت له بحب .. قام و جلس بجانبها على سجادة الصلاة و هو يقول بابتسامة حب : تقبل الله

تالا بابتسامة : منا و منكم إن شاء الله .. أردفت قائلة بعيون تلمع : أدهم أنا مش قادرة

أصدق بجد إنى رجعت أمشى تانى .. هو مش زى الأول أه و بتعب لما بمشى حتة طويلة بس الحمد لله أحسن من القعدة بكتير .. أخذت نفسها و هى تقول بدموع فرحة : فرحانة أوى إنى لما بصلى بنزل أسجد لربنا و أركع .. لما كنت ببقى قاعدة على الكرسى كان نفسى أوى أسجد لربنا

مسح أدهم دموعها بأنامله قائلاً بجدية : الحمد لله يا حبيبتى .. الحمد لله .. صمت قليلاً و قال بجدية : عندى ليكى خبر هيفرحك أوى

نظرت له بتساؤل و قالت باستغراب : خبر ايه ؟

أدهم بجدية : هاحجز التذاكر خلاص و هانرجع مصر أنا و أنتِ عشان نتجوز و نعمل الفرح

بكت بفرحة حقيقية و هى تقول : أنا بحبك أوى يا أدهم .. ساعات كتير بحس إنك كتير عليا و إنى ماستحقش واحد زيك

مسح دموعها و قال بجدية : كفاية نكد بقى .. أنا من ساعة ما عرفتك و أنتِ مابتبطليش عياط و نكد .. عايزك تفرحى .. عايزك تفرحى عشان أنتِ فعلاً تستحقى إنك تفرحى

ابتسمت له بحب و اؤمأت برأسها ليقول بجدية : ماما هاتفرح أوى لما أقولها اننا هانرجع

ابتسمت تالا و قالت بجدية : نفسى أشوفها أوى يا أدهم نفسى أشوف الأم اللى مربية واحد زيك .. نفسى أشوف الأم اللى خلتنى أقولها يا ماما و أحس بإحساس الأمومة معاها من غير ما شوفها ولا هى تشوفنى .. نفسى بجد أتعرف عليها عن قرب

ربت أدهم على رأسها قائلاً بابتسامة : هاتشوفيها قريب قريب أوى يا حبيبتى

ساحة إنتظار واسعة يجلس بها الأهالى و الأصدقاء ينتظرون أقاربهم المغتربين عن الوطن و هم متلهفين على رؤيتهم .. شدت توتة سارة من فستان الحوامل الذى ترتديه و قالت بتساؤل : مامى هو خالو أدهم هاييجى أمتى بقى ؟ أنا زهقت

سارة بضيق : أنا غلطانة إنى جبتك معايا .. كنت المفروض أسيبك فى البيت عشان أخلص من زنك ده

تأففت توتة و قالت برجاء : خلاص هاسكت ..ابتعدت عن سارة و ذهبت لمنال و قالت بتساؤل : نينة هو خالو أدهم هاييجى أمتى ؟

منال بجدية : مش عارفة يا توتة بس المفروض إنه وصل

توتة بتساؤل : يعنى خلاص قرب ييجى

اؤمأت منال برأسها و هى تنظر إلى المكان المفترض أن يخرج منه أدهم .. ظلت تنتظر لبعض الوقت إلى أن وجدته أت من بعيد و تالا متأبطة ذراعه و يسير بجانبهم رجل كبير .. قامت منال على الفور و هى تنظر لــ سارة و هى تقول بفرحة : جم يا سارة جم .. أردفت بجدية : خليكى أنتِ هنا ماتقوميش عشان ماتتعبيش

اقتربت منال منهم ليراها أدهم و يشير لها بيده أنه رأها .. اقتربت منال منهم و احتضنت أدهم إليها باشتياق و هى تقول : حمد لله على السلامة يا حبيبى .. تركته و كادت أن تحتضن تالا و لكنها وجدت فتاة شابة تندفع نحوها و تحتضنها .. أبعدت الفتاة عن تالا قليلاً و صاحت بها قائلة بفرحة : مش مصدقة إنك رجعتى تمشى تانى

احتضنتها تالا و قالت بابتسامة : أهدى يا مجنونة

أسيل بفرحة : بجد فرحانة أوى

احتضنتها تالا بشدة و هى تقول بإشتياق : وحشتينى

أسيل بابتسامة : و أنتِ كمان

ربتت منال على كتف أسيل و قالت بابتسامة : ممكن تسبيلى مرات أبنى شوية أسلم عليها و أباركلها

ابتعدت أسيل عن تالا لتقترب منال منها و تحتضنها و هى تقول بابتسامة : حمد لله على السلامة يا حبيبتى .. ألف مبروك على نجاح العملية

تالا بابتسامة : الله يسلمك يا ماما

ابتعدت منال عنها و قالت بابتسامة : أخيراً ماغلتطيش و قولتى ماما بدل طنط

ابتسمت تالا لتشدها توتة من فستانها الطويل و هى تقول بدهشة : أنتِ بقيتى تمشى و أنتِ واقفة زينا ؟

تالا بابتسامة : شوفتى بقى

بعد الكثير من السلامات و الكلمات و الأحاديث الجانبية و تعريف أدهم لــ أحمد كوالد تالا .. أخبرتهم منال أنها أعدت لهم الغداء و هم معزمون .. ليذهبوا جميعهم إلى هناك !

أدخلت منال تالا إحدى الغرف و أخبرتها أن تستريح قليلاً من عناء السفر حتى يعد الطعام لتدخل أسيل و تجلس معها !

ابتسمت تالا و قالت لـ أسيل عاملة ايه يا حبيبتى ؟

أسيل بابتسامة : كويسة الحمد لله .. أنتِ كنتى وحشانى أوى

تالا بجدية : ايه أخبارك فى أى جديد ؟

أسيل بجدية : لا مفيش .. كل اللى كان بيحصلى لما كنتى بتكلمينى كنت بحكيهولك

تالا بتساؤل : صافى ماضايقتكيش من أخر مرة

حركت رأسها نافية و هى تقول : و الغريب يا تالا إنى ماشوفتهاش فى الجامعة بعدها غير مرة مرتين و من ساعتها ماشوفتهاش تانى .. أردفت قائلة بتساؤل : سيبك منى هو أنتِ و أدهم مش هاتعملوا فرح ؟

تالا بجدية : أنا مش عايزة بس هو مصر يا أسيل

ربتت أسيل على كتفها و قالت بجدية : أفرحى يا تالا .. أنتِ تستحقى إنك تفرحى .. إنسى اللى فات و أفرحى

تنهدت تالا تنهيدة طويلة و قالت بجدية : ربنا يسهل يا أسيل و يستر .. قلبى مقبوض مش عارفة ليه !

أسيل باستغراب : فيه ايه ؟

تالا بحيرة : مش عارفة بس قلبى مقبوض .. تنهدت تنهيدة طويلة و أردفت بجدية : بس أنتِ كنتِ وحشانى أوى

أسيل بابتسامة : و أنتِ كمان .. مش قادرة أقولك أفتقدتك إزاى ؟

ربتت تالا على كتفها و صمتت !

كانت جالسة أمام التلفاز تتابع برنامج للحوامل .. أتت هالة من المطبخ و هى تحمل طبق فاكهة بيدها .. وضعت الطبق أمامها و قالت بابتسامة : كلى يا حبيبتى عشان اللى فى بطنك

ابتسمت لميس و قالت بامتنان : أنا بتعبك معايا

جلست هالة بجانبها و ربتت على كتفها .. ظلت صامتة لبعض الوقت ثم قالت : مروان كان بيسألنى عليكى

تنهدت لميس بضيق و قالت بجدية : أقنعتيه يطلقنى

هالة بتساؤل : أنا عارفة إن اللى عمله فيكى مش قليل .. بس أنتِ دايماً بتسمحيه مش قادرة تسمحيه المرة ديه

نزلت دموعها و هى تقول بجدية : مش قادرة مش قادرة أسامح .. تعبت .. كل مرة بسامح فيها بيعمل أكتر من الأول

صمتت قليلاً و قالت بجدية : لميس مروان رجع من السفر إنهارده

انتفضت لميس و انكمشت فى نفسها و هى تقول بخوف : رجع .. رجع ليه ؟ ايه اللى رجعه !

ربتت هالة على كتفها و هى تقول بجدية : أهدى يا حبيبتى .. ماتخفيش

سمعت صوت دقات الباب لتنتفض أواصلها و هى تقول برعب : مروان أكيد جه .. أكيد مروان جه .. حولت نظرها لهالة و قالت برجاء : ماتفتحيش أوعى تفتحى

ضمتها هالة لها لتهدئ من روعها و قالت بجدية : ماتخافيش يا حبيبتى أنا معاكى مش هايقدر يعملك حاجة

لميس بدموع : ده مابيهموش حد .. ماتفتحيـ.. لم تكمل كلامها إلا و وجدت باب الشقة يفتح و أمها تدخل و وراءها مروان .. تمسكت بهالة بشدة و هى تقول برجاء : ماتخلهوش يقرب منى .. خليه بعيد

نظرت صابرين لمروان و قالت بجدية : أنزل دلوقتى يا مروان و أنا هابقى أندهلك بعدين

اؤمأ مروان برأسه و غادر بهدوء !

جلست صابرين بجانبها و قالت بضيق : ينفع كده .. ينفع أعرف منه إنكوا متخانقين و كمان من شهرين .. و أنا كل أما أكلمك أسال عليكى تقوليلى كويسة كويسة .. و ماعرفش إنك حامل غير لما مروان يقولى .. تنهدت بضيق و أردفت بجدية : سيبك من الكلام ده أنا عارفة إنه غلط لما اتجوز عليكى بس هو طلقها يبقى خلاص بقى .. نرجع الميه لمجاريها و ترجعوا لبعض

بكت لميس بحضن هالة و هى تقول بدموع : أرجع إزاى .. أرجع بعد ما أتجوز عليا واحدة من الشارع و بيئة و غير ده كله جبهالى البيت و يقولى هاتخدمينى و تخدميها .. أرجع بعد ما هددنى إنه هايحبسنى لو موت إبنه .. أرجع بعد ما كان بيضربنى و يشتمنى و حارمنى من أقل حقوقى إنى أجيلكوا لوحدى أو أشوف الشارع .. حرمنى من الجامعة و من حاجات كتيرة أوى .. كان إختيار غلط من البداية و أنا هاصلحه بطلاقى منه

صابرين بجدية : يا هبلة .. مهو طلقها أهو و رجعلك أنتِ فى الأخر .. أنتِ الأصل بعد كل حاجة و بعدين هو أنتِ أول واحدة جوزها يتجوز عليها .. ده فى ناس اجوازتهم بيتجوزا عليهم و بيعيشوا مع ضررهم و بيبقوا زى الإخوات و بيكلوا فى طبق واحد .. لكن هو طلقها علطول و رجعلك أنتِ فى الأخر .. صمتت قليلاً و قالت : عنده حق يهددك .. بتقوليله هاموت إبنك و أنزله و عايزاه يفضل هادى و يقولك شاطرة يا حبيبتى موتيه

لميس بدموع : مش هاقدر أرجعله .. أنا بترعب منه .. مش هاقدر

صابرين بجدية : بلاش كلام فارغ و كلام الناس التافهين دول .. حافظى على بيتك و جوزك و خصوصاً إنك دلوقتى حامل و هايبقى فى بينكوا طفل .. هاتربى إبنك إزاى من غير أب .. هاتربى إبنك لوحدك إزاى ؟

نزلت دموعها و قالت بصوت متحشرج : مش أحسن ما أربيه مع أب عايش عشان يهين أمه .. مابيعملش حاجة فى حياته غير إنه بيهين أمه .. تفتكرى نفسية إبنى هاتبقى ايه ؟

صابرين بجدية : هو قالى إنه مش هايمد إيده عليكى تانى و مش هايضايقك .. الراجل عداه العيب سابك فترة تهدى فيها مع نفسك يبقى ليه ماترجعيش و تحافظى على بيتك من الخراب .. أردفت بتساؤل قائلة : عايزة تبقى مطلقة عشان الناس تتكلم عليكى .. مهما كنتى شريفة عفيفة مش هاتسلمى من كلام الناس و هايفضلوا يلسنوا عليكى فى الرايحة و الجاية .. يا بنتى حافظى على جوزك و إبنك اللى جاى .. ربى إبنك فى وسطكوا عشان مايطلعش من غير أب و يحس إنه يتيم و أبوه عايش و أوعى تكونى فاكرة إنك هاتتطلقى من هنا هاتلاقى طابور عرسان من هنا .. لا يا حبيبتى ده اللى ماتجوزتش قبل كده مش لاقية يبقى أنتِ هتلاقى .. مطلقة و بعيل هتلاقى ! .. حتى لو لقيتى أنتِ مابتسمعيش الحاجات اللى بتحصل و جوز الأم عمره ما بيعامل ولاد مراته على إنهم ولاده .. و تخيلى لو جيبتى بنت .. هاتعيشى بنت مع راجل غريب مش أبوها ممكن يطمع فيها فى أى وقت

لميس من بين دموعها : مش هاتجوز .. أنا هافضل عايشة لوحدى أربى إبنى أو بنتى اللى جايين

أخذت صابرين نفسها لتكمل قائلة : هاتعيشى لوحدك من غير راجل يحميكى أنتِ و إبنك أو بنتك الجاين .. يا بنتى ضل راجل ولا ضل حيطة .. و مروان إبن عمك و بيحبك .. أردفت قائلة بدهشة : و بعدين مش ده مروان اللى كنتى هاتموتى عليه و بتتمنيله الرضا يرضى .. مش ده مروان اللى كنتِ هاتموتى عليه و كنتِ بتتمنى اليوم اللى تبقى فيه أنتِ و هو فى بيت واحد يلمكوا .. مش ده مروان اللى كنتِ بتحبى تلعبى معاه من و أنتو صغيرين و بتحبى تسمعى كل كلمة بيقولها .. الست الشاطرة هى اللى تحافظ على بيتها بإيديها و سنانها و ماتضيعش جوزها منها أبداً .. الست الشاطرة تحافظ على بيتها لحد أخر نفس فى عمرها و تصبر و تعيش مع جوزها على الحلوة و على المرة .. لكن اللى جوزها يعمل أى حاجة تروح تطلب الطلاق تبقى خايبة و هاتسيب جوزها لواحدة تانية تخده منها .. أنتِ بتحبى مروان و دايبة فيه ماتبقيش هبلة بقى و تضيعيه منك .. ماتضيعهوش من إيدك .. صمتت قليلاً و قالت بحزن : ده خاسس و الضغط عالى عنده و حكالى إنه تعب كذا مرة هناك لدرجة إنه أغمى عليه

ارتجف قلبها ارتجافاً فهو متيم به .. نظرت لأمها و قالت بلهفة : طب هو بقى كويس دلوقتى !

صابرين بجدية : إرجعيله و خلى بالك منه بنفسك

بدأ كلام أمها يدور برأسها بعدما تمكن من قلبها .. ظلت تفكر و تفكر .. نظرت لهالة و قالت بتساؤل : أنتِ ايه رأيك أرجعله !

ظلت هالة صامتة و هى لا تعرف ماذا تقول .. لا تريد أن تقول لها قراراً يظلمها .. تنهدت و قالت : براحتك يا لميس .. ديه حياتك و أنتِ حرة فيها .. أنا هاقف محايدة

نظرت لها صابرين و قالت بتساؤل : ها يا حبيبتى ! أندهله !

ظلت تفكر لبعض الوقت بكلام أمها بعدما حن و خضع قلبها الأحمق له .. ليس قلبها فقط الذى تحكم بها بل عقلها إيضاً أمها محقة .. لن تستطيع أن تتطلق منه فتحصل على لقب مطلقة و تربى أبنها يتيم و والده حي .. نظرت لها بعد تفكير ليس بكثير و حركت رأسها بإلايجاب و هى تعلن لهم أنها غفرت له للمرة التى لا تعلم عددها .. ربما لو لم تكن الأرقام بلا نهاية لكانت وصلت لنهايتها و تخطتها بكثير و سجلت رقما ًقياسيا ًلم يسبق له مثيل فى الغفران السريع !!!

يتبع ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-16, 10:12 AM   #39

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الثالث و الثلاثون✾





نظرت لها صابرين و قالت بتساؤل : ها يا حبيبتى ! أندهله !

ظلت تفكر لبعض الوقت بكلام أمها بعدما حن و خضع قلبها الأحمق له .. ليس قلبها فقط الذى تحكم بها بل عقلها أيضاً .. أمها محقة .. لن تستطيع أن تتطلق منه فتحصل على لقب مطلقة و تربى ابنها يتيما ًو والده حي .. نظرت لها بعد تفكير ليس بكثير و حركت رأسها بالإيجاب و هى تعلن لهم أنها غفرت له للمرة التى لا تعلم عددها .. ربما لو لم تكن الأرقام بلا نهاية لكانت وصلت لنهايتها و تخطتها بكثير و بعدها سجلت رقما ًقياسيا ًلم يسبق له مثيل فى الغفران السريع !!!

اقتربت منها أمها و ضمتها لها و هى تقول بفرحة : عين العقل يا حبيبتى .. فكرتى تفكير عاقل عشان بيتك مايتخربش .. ابتعدت عنها و ذهبت بتجاه الباب نزلت السلالم و رنت الجرس ليفتح لها مروان .. نظر لها بلهفة و قال بتساؤل : وافقت اننا نتصالح و شالت فكرة الطلاق من دماغها !

اؤمأت صابرين برأسها و قالت بابتسامة : أيوه يا حبيبى تعالى اطلع لمراتك و اجبر بخاطرها

سبقها مروان إلى أعلى .. دخل إلى شقته و اقترب منها ليجدها جالسة حيثما تركها .. اقترب منها أكثر و أمسك وجهها بإشتياق فهو لم يراها منذ شهرين كاملين .. طبع قبلة على جبينها ليقشعر بدنها بأكمله و يرتجف إرتجافاً .. لا تعلم خوفاً منه أم إشتياقاً له ! ابتعد عنها بعض الإنشات و قال بجدية : وحشتينى الشهرين دول .. ماتزعليش منى على أى حاجة عملتها أو قلتها

نظرت له بإشتياق و قالت برجاء : مروان عشان خاطرى و خاطر ابننا .. عاملنى كويس .. أنا مش عايزة منك غير إنك تعاملنى كويس .. تعاملنى على إنى بنى أدمة ليها مشاعر و بتحس .. أنت جرحتنى كتير أوى و أنا تعبت .. تعبت يا مروان مش قادرة أتجرح تانى .. ماتخلنيش أندم إنى وقفت أرجعلك بعد كل اللى عملته فيا .. ماتخلنيش ألعن قلبى اللى حبك و اتولد متعلق بيك و بيعشقك

جلس مروان بجانبها و ضمها إليه بشدة و هو يقول بعتاب : يعنى لسه بتحبينى أهو .. أمال ايه بقى بكرهك يا مروان ديه !

لميس بدموع : أنا ماقدرش أكرهك يا مروان .. ماقدرش .. بس أنت جرحتنى .. جرحتنى أوى لما أتجوزت واحدة زى ديه .. حرجتنى لما كنت بشوفك كل فين و فين و ترجعلى كل يوم وش الفجر

ضمها إليه أكثر و قال بجدية : حقك عليا .. ماتزعليش منى .. وضع يده على أحشائها قائلاً : مش عايزك أنت كمان تزعل منى

أشارت صابرين لهالة ليخرجوا و يتركوهم يتعاتبون و يصلحون أمورهم بأنفسهم .. لتنصاع هالة لأمرها و تذهب برفقة صابرين و يغلقوا الباب خلفهم !

بعدما انتهوا من تناول الغداء .. جلسوا فى جلسة عائلية يحتسون الشاي .. ظلوا يتحدثون فى أمور عادية كــ كيف كانت رحلة علاج تالا و أشياء أخرى عامة و أحاديث جانبية .. تنحنح أدهم و قال بجدية : ركزوا معايا بقى فى الكلمتين اللى هاقولهم دول

انتبه الجميع له و أثروا الصمت ليستمعوا لما سيقوله .. أكمل حديثه قائلاً بجدية و هو ينظر إلى تالا : أنا لما جيت أكلم تالا عن فرحنا قالتلى فكرة حلوة أوى عشان نفرح و فى نفس الوقت مانغضبش ربنا بداية حياتنا و ندخل حياة جديدة ربنا راضى عنا فيها

نظروا له بعدم فهم ليكمل قائلاً : احنا قررنا نعمل فرحنا فرح إسلامى

ابتسمت منال و قالت بجدية : قرار سليم يا حبايبى .. أهم حاجة تبدأوا حياتكوا بطاعة ربنا و رضاه

نظرت له أسيل بعدم فهم و قالت بتساؤل : ايه فرح إسلامى ده .. بيعملوا فيه ايه يعنى ؟

وجهت تالا نظرها لــ أسيل و قالت بابتسامة : هافهمك براحة .. احنا هانحجز قاعتين منفصلتين و الأحسن أنهم يكونوا فوق بعض

أوقفتها أسيل قائلة بتساؤل : أنتِ و أدهم هاتقعدوا فى قاعة و تخلوا الــ Guests فى قاعة تانية !

ضحكت سارة بشدة على كلماتها حتى دمعت عيناها .. وضعت يدها على بطنها المتكورة إلى حد ما بتعب و قالت بدهشة : أنتِ بتهزرى , صح ؟

حركت أسيل رأسها نافية لتقول تالا بابتسامة : احنا هانحجز قاعتين منفصلتين عشان السيدات تبقى فوق و الرجالة تحت

أسيل بتساؤل : و أدهم هايقعد فى أنهى قاعة !

تنهدت تالا و قالت بجدية : أكيد هايقعد مع الرجالة !

أسيل باتساؤل : طب و أنتِ ؟

تالا بجدية : هاقعد مع السيدات

أسيل بتساؤل : و أنا هاقعد فين ؟

تالا بغيظ : أسيل ماتجنينيش .. يعنى ايه هاتقعدى فين ؟

أسيل بملل : أصلك بتقولى كلام مش مفهوم يا تالا .. يعنى ايه تبقى انتِ فى قاعة و هو فى قاعة ! فين الفرح فى كده ! مش هاترقصوا Slow مع بعض ! مش هاتقعدوا مع بعض ! مش هايبقى فيه رقص .. أردفت بصوت خافت للغاية : مش هايبقى فيه ولاد مزز

تالا بجدية : مش هايبقى أسمه فرح لما أغضب ربنا و أعمل حاجات أخذ عليها ذنوب أنا و أدهم فى بداية حياتنا .. و بعدين لو كان على رقص الــ Slow فأنا و هو قدمنا العمر كله نرقص مع بعض Slow لوحدنا .. أردفت قائلة بتساؤل : ولا هو الـ Slow مايبقاش Slow غير لما نرقص قدام الناس و وسطهم .. و بعدين هانرقص و كل حاجة و هانفرح كلنا بس مش هايبقى قدام حد محرم علينا أو نبقى مكسوفين و متقيدين

بعث لها قبلة فى الهواء و هو يقول بحب : و الله مراتى ديه بتقول كلام زى الفل تستاهل عليه بوسة

اقتربت توتة منه و اتكأت بيدها على قدميه و هو تقول بضيق : أنا كمان عايزة بوسة بتطير
أرسل أدهم قبلة لها فى الهواء ثم رفعها ليجلسها على قدمه و قبلها قبلة من وجنتها و هو يقول بتساؤل : مبسوطة كده !

اؤمأت توتة برأسها ليقترب أدهم من تالا الجالسة بجانبه و يطبع على وجنتها قبلة هى الأخرى و هو يقول : أنا راجل حقانى مابحبش أفرق بين حريمى

دهشت من فعلته و أحمرت وجنتاها خجلاً من كلماته و قبلته الهوائية و من ثم تلك القبلة التى جثت فجأة على وجنتها .. نظرت للأرض بخجل جامح و هى تخفى عينها الخجلة منهم !

نظرت له منال و قالت بعتاب : مش حرام عليك تكسفها كده يا أدهم البنت بقت طمطماية

أدهم بابتسامة خبيثة : أنا راجل عادل .. يرضيكى أبوس توتة بوستين و هى بوسة واحدة بس

أرادت تالا أن تغير هذا الحوار الذى أخجلها بشدة فأكملت قائلة : ها يا أسيل .. نكمل كلامنا بقى

ضحكوا جميعاً عليها لتقول أسيل : طب كده أنتوا هاتقعدوا منفصلين عن بعض .. أوعى تقولى بقى أن مفيش أغانى

ابتسمت تالا و قالت بجدية : مفيش أغانى بس فيه أناشيد

أسيل بتساؤل : أناشيد إزاى ؟

تدخل أدهم قائلاً بجدية : أقولك أنا إزاى .. أحنا هانجيب فرقة إسلامية لإنشاد الأناشيد و إدارة الحفل بشكل كامل .. و تخصصهم فى الأصل أفراح إسلامية .. أردف قائلاً بجدية : أنا عن نفسى فى إنشودة عجبتنى أوى لما كنا أنا و تالا بنعمل سيرش عن الموضوع أستنى هاسمعهالك

بحث عن هاتفه فى الأرجاء لكنه لم يجده ليتذكر بعد ثوانى أنه تركه بغرفته .. نظرت له سارة و قالت بجدية : أدهم هاتلاقى اللاب تحت الفوتيه اللى أنت قاعد عليه ممكن تشغلهلنا من عليه

وضع توتة بجانبه من الجهة الأخرى ثم وضع يده أسفل الفوتيه ليجده بالفعل أخرجه و وضعه على قدمه .. نظر لسارة و قال بإستغراب : فى حد يحط اللاب هنا

سارة بابتسامة بريئة : أه عادى كنت مخبياه من مراد

ضغط أدهم على أسنانه بغيظ و فتح اللاب ليحضر تلك الأنشودة التى أصبحت مفضلة عنده منذ أول مرة طرأت على أذنه و سمعها !

هى دى اللى اخترتها اللى دينها مهرها
هى دى اللى اخترتها اللى دينها مهرهااللى روحها فرضها اللى حافظة ربها
هى دى اللى اخترتها اللى دينها مهرها
هى دى اللى اخترتها اللى دينها مهرها
اللى روحها فرضها اللى حافظة ربها
يوم ما جيت دقيت على بابها لقيتها لابسة حجابها
كنتى فين ده انا ياما دعيت بحورية تكون من الجنة
يوم ما جيت دقيت على بابها لقيتها لابسة حجابها
كنتى فين ده انا ياما دعيت بحورية تكون من الجنة
لقيتها هى اللى ليقالى بس المهر هو الغالىلقيتها هى اللى ليقالى بس المهر هو الغالى
أيات القران الهادى أيات القران الهادى عشانه اخترتهاهى دى اللى اخترتها اللى دينها مهرها
هى دى اللى اخترتها اللى دينها مهرها اللى روحها فرضها اللى حافظة ربها
يا عم أنا شارى ادينى حلالى ف قلبى هاحطها
ياعم هاشورها ده هى شروطها تعيش ع شرعها
ياعم أنا شارى ادينى حلالى ف قلبى هاحطها
ياعم هاشورها ده هى شروطها تعيش ع شرعهالقيتها هى اللى ليقالى بس المهر هو الغالى
لقيتها هى اللى ليقالى بس المهر هو الغالى
أيات القران الهادى أيات القران الهادى عشااااانه اخترتهاااااهى دى اللى اخترتها اللى دينها مهرها
هى دى اللى اخترتها اللى دينها مهرها
اللى روحها فرضها اللى حافظة فرضها
قالتلى ده بيتنا يازين فرشتنا السنة والقرآن
والحب حياتنا يبعد عنا شئ اسمه الشيطان
لقيتها هى اللى ليقالى بس المهر هو الغالى
لقيتها هى اللى ليقالى بس المهر هو الغالى
أيات القران الهادى أيات القران الهادى عشانه اخترتهااا

لم تستطع أسيل أن تجمع كلماتها كلها فقالت برجاء : بليز يا أدهم شغلها تانى

عادها أدهم و لكن تلك المرة كان يتغنى مع كلماتها و هو ينظر لتالا لتلاحظ هى نظراته و تذوب خجلاً .. وضعت توتة يدها بإذنها قائلة بضيق : أسكت أسكت صوتك وحش أوى مش تغنى تانى

نظر لها أدهم بغيظ و قال لسارة : شايفة بنتك

ضحكت سارة و قالت بجدية : الصراحة عندها حق يا أدهم صوتك وحش أوى

تدخلت أسيل قائلة بضيق : الأغنية كانت عجبانى الأول بس بعد ما سمعتها منك أنا هاعتزل الأغانى كلها .. صوتك بشع بجد

تنهد بغيظ ثم نظر لـتالا و هو يقول : مش هاتضيفى إنى صوتى وحش أنتِ كمان

ابتسمت تالا ابتسامة صغيرة و قالت حتى لا تكسفه كما فعلوا هم : لا و الله حلو مش وحش أوى يعنى

نظر لهم بابتسامة إنتصار بعدما وقفت بصفه و قال بجدية : ولا رأى فيكوا يهمنى أهم حاجة رأيها هى و أنا خدته خلاص

ضحكت سارة بسخرية و قالت : ومين يشهد للعريس

منال بصرامة : خلاص بقى بلاش تكسفيه يا سارة .. أردفت قائلة و هى تنظر إلى أدهم : بس بلاش تغنى تانى يا حبيبى الناس ماذنبهاش حاجة إنها تسمع صوتك الجهورى ده .. الموهبة كانت مدفونة سيبها فى حالها و أوعى تنقب عنها بقى

ضغط أدهم على شفته السفلى بغيظ و هو يقول : حتى أنتِ يا منال

ابتسمت منال و قالت بجدية : أخدعك يا حبيبى

تنهد بنافذ صبر و قال بجدية : نكمل كلامنا عن الفرح بقى .. احنا عملنا سيرش أنا و تالا و لقينا أفكار كتيرة حلوة أوى عجبتنا

أكملت تالا كلامه قائلة : زى مثلاً ممكن يبقى فيه فقرات كتيرة فى الفرح زى مسابقات طريفة و يبقى عليها جوايز و ممكن نوزع كتيبات فيها مواد دعوية أو نوزع مطويات تدعو للإلتزام و القرب من ربنا

صمتت تالا ليكمل أدهم قائلاً : و بما أنى مافضلش أنى أدخل وسط الحريم ألبسها الشبكة اللى لسة هانشتريها إن شاء الله .. لقينا فكرة على الإنترنت برضه هاتساعدنا

أكملت تالا كلماته : و هى إننا نجيب طفلة صغيرة تشيل الشبكة و تروح للعروسة و تلبسهلها

ابتسموا جميعاً و قالوا فى نفس واحد : توتــــة

أدهم بابتسامة : بالظبط كده .. اقترب منها و أمسكها من وجنتها و قبلها و هو يقول : هى توتة حبيبة قلبى

عندما وجدته قبل توتة ابتعدت عنه بقدر كافى ليقول هو بخبث : ايه خوفتى أحسن أحب أعدل بين حريمى تانى

عدلت توتة وجهه ناحيتها و قالت بتساؤل : يعنى ايه حرينى اللى بتقولها ديه ! قولتها كتير و أنا مش فاهمة يعنى ايه !

أدهم بدهشة : حرينى ! خليكى فى حالك يا حبيبتى مش لازم تعرفى يعنى ايه ! حول نظره لتالا و هو يقول بخبث : أعدل بينكوا ولا أنتِ مرضية !

نظرت لـ أسيل سريعاً و قالت لتغطى على حديثه الذى يخجلها و يجعلها تذوب منه : ايه رأيك بقى يا أسيل ؟

أسيل بحيرة : مش عارفة بس لما أحضره و أشوفه هاقولك رأيى

ابتسمت تالا و قالت بجدية : إن شاء الله يعجبك .. تنحنحت ثم أردفت قائلة : أدهم نادى بابا من جوه بقى عشان نروح .. كفاية كده إحنا أزعجناكوا أوى انهارده

منال بعتاب : ماتقوليش كده يا حبيبتى ده أنتِ نورتينى

تالا بابتسامة ممتنة : ربنا يخليكى يا ماما

بعد الكثير من الكلام الذى لا يوجد له أى أهمية كان أدهم و منال و سارة يودعون تالا و أحمد و أسيل .. دخلت منال و سارة للداخل ليذهب أدهم و يوصلهم إلى الخارج .. أدارت أسيل السيارة ليركب أحمد بالخلف و تالا بجانب أسيل .. أتكأ أدهم على شباك السيارة الذى يطل على حبيبته و من سلبت لبه و قال بابتسامة : أنا هاسيبك تروحى أنهارده بس بعد الفرح هاحبسك فى البيت ده و مش هاخرجك منه أبداً

أبتسمت تالا ابتسامة صغيرة و اؤمأت برأسها .. تحنحت أسيل و قالت : احم احم احنا هنا على فكرة .. لاحظ إنى سنجل يا أدهم و أنت تعبتلى أعصابى من الصبح و الله و انا ساكتة و مستحملة

ضحك أدهم على كلماتها ثم نظر لتالا و قال : هاعدى عليكى بكره عشان نجيب الشبكة .. أردف قائلاً و هو ينظر لــ أسيل : ماتجبيش البت ديه معاكى

أسيل بغيظ : ماشى يا أدهم .. افتكر بس .. أردفت بملل قائلة : يلا ابعد بقى عشان أمشى

ابتعد أدهم و ودعهم لأخر مرة لتنطلق أسيل بسيارتها مكشوفة السقف .. دخل أدهم مجدداً ليجد سارة و منال تتحدثان عن تالا .. جلس على أحد الكراسى و هو يقول بتساؤل : بتقولوا ايه بقى !

ابتسمت منال و قالت بجدية : كل خير يا حبيبى .. عرفت تختار البنت محترمة و زى القمر .. ربنا يتمملكوا على خير

تدخلت سارة قائلة بتساؤل : هى هاتفضل تمشى بتعرج كده كتير يا أدهم

منال بتساؤل : أه صح يا أدهم نسيت اسألك عن الموضوع ده و مرضتش أتكلم فيه قدامها عشان ماتتضايقش

تنهد أدهم و قال بجدية : الدكتور قال مسألة وقت مع علاج طبيعى و تمارين مشيتها

هاتتحسن

اؤمأوا برأسهم بتفهم ليقول هو بجدية : أنا هادخل أنام تعبان أوى

منال بابتسامة : تصبح على خير يا حبيبى

أدهم بجدية : و انتِ من أهل الخير .. عاد إليها مجدداً و قال بجدية : أكتبيلى أسماء كل اللى عايزة تعزميهم

منال بابتسامة : حاضر يا حبيبى

كانت جالسة تسند رأسها على صدر مروان و هو يتحسس شعرها بحنان .. رفعت رأسها له و هى تقول بتساؤل : مروان أنت بتحبنى !

ظل صامتاً لبعض الوقت و يده مازلت تعبث بعشوائية بشعرها الذى اشتاق له طيلة الأيام الماضية .. رفعت رأسها له و قالت بتساؤل : بتحبنى !

أخمد رأسها إلى صدره مجدداً و هو يقول بجدية : مش هاجاوبك .. قلبى اللى أنتِ ساندة عليه ده أكيد هتلاقى عنده الإجابة

صمتت .. صمتت و أغلقت عيونها لتمركز تركيزها كله على صوت خفقان قلبه .. فتحت عينها مجدداً بعد بضع ثوانى و هى تقول بحيرة : مش عارفة .. مالقتش عنده الجواب .. يمكن مالقتش عنده جواب عشان هو حيران أصلاً و مش لاقى إجابة يجاوبها على نفسه فبالتالى معندوش إجابة يجاوب بيها عليا !

وضع يده على أحشائها و قال بجدية : سيبك من الكلام ده كله .. أنا هابقى أب يا لميس

ابتسمت لميس له و قالت بتساؤل : فرحان !

مروان بجدية : أكيد فرحان .. أردف بتساؤل : قائلاً : هانسميه ايه ؟

كادت أن تتكلم لكنه سبقها قائلاً : هانسميه شوقى على أسم بابا الله يرحمه

لميس بضيق : ده قديم أوى يا مروان .. نسمى اسم جديد .. أردفت بتفكير قائلة : زى اياد مثلاً

أبعدها عنه و قال بحدة : و حضرتك إن شاء الله مش عاجبك أسم شوقى ليه ؟

تنهدت بضيق و قالت لتسد تلك البالوعة قبل أن تفتح و تخرج كل قاذوراتها فتكدر مزاجها : أنا مش قصدى هو حلو و الله بس زى ما قولتلك قديم

مروان بحدة خفيفة : قديم برضه و لا حضرتك عايزة تسمى اياد عشان عارفة حد بالإسم ده و يبقى تيمناً بيه و أبقى مختوم أنا على قفايا

تنهدت بمرارة و قالت بنافذ صبر : لا يا حبيبى .. أنا أسفة خلاص هانسمى شوقى زى ما أنت عايز و لو طلعت بنت و عايز تسميها شوقى سميها براحتك

تنهد بضيق و قال بجدية : لا إن شاء الله مش هاتطلع بنت .. مابحبش البنات

تنهدت لميس بنافذ صبر و اؤمأت برأسها لتجاريه !

فتحت لهم مارى الباب لتحتضنها أسيل و تصيح قائلة : مارى وحشنى أكلك أوى

أبعدتها مارى عنها برفق و هى تقول : شكراً يا أسيل هانام .. حولت نظرها لتالا و قالت بابتسامة : حمد لله على السلامة يا تالا هانم .. ألف مبروك على نجاح العملية

ابتسمت تالا قائلة : الله يسلمك يا مارى

تدخل أحمد قائلاً بجدية : ممكن تدخلوا تتكلموا جوه

ابتعدت مارى عن الطريق و هى تقول بابتسامة : نورت يا مستر أحمد حضرتك أول ما قولتلى إنكوا رجعين أنا جيت روقت الفيلا و جهزتها .. ابتسم أحمد لها و قال بجدية : تصبحوا على خير بقى .. أنا هادخل أنام ثم دخل و تركهم !

نظرت أسيل لمارى و قالت بجدية : بصى يا مارى أنا عايزاكى تعمللنا أى حاجة حلوة من إيدك ديه عشان أنا هاموت من الجوع

نظرت لها تالا بدهشة و قالت بغيظ : هو مش أحنا لسة متغديين عند أدهم و شاربين شاى و واكلين كيك

أسيل بملل : قولى بقالنا 5 ساعات متغديين .. وبعدين الشاى و الكيك دول مش أكل .. أردفت بجدية قائلة : أنا دلوقتى جعانة جداً

تالا بنافذ صبر : مارى أعمللها أكل أحسن تكلنا لما مالقش حاجة تكلها

اؤمأت مارى و أرادت أن تغادر لكن أوقفتها أسيل قائلة : مارى عايزة أسألك سؤال من زمان

مارى بجدية : اتفضلى يا أسيل هانم

أسيل بتساؤل : أنتِ إزاى شكلك شبة الفلبنيين و بتتكلمى مصرى كويس كده !

مارى بجدية : أنا بابا مصرى و ماما فلبينية .. اتولدت فى مصر و عمرى ما عيشت فى الفلبين فعشان كده بتكلم مصرى كويس جداً

اؤمأت أسيل برأسها و قالت بجدية : طب يلا يا مارى روحى و هاتلنا الأكل على الأوضة

غادرت مارى لتدخل أسيل إلى الغرفة تتبعها تالا .. دارت أسيل بالغرفة لتقول باشتياق : الأوضة وحشتنى أوى .. ألقت نفسها على السرير و قالت باشتياق : السرير ده و حشنى أوى هو و كلامنا اللى كنا بنتكلمه لحد الفجر .. اعتدلت فى جلستها و قالت بحزن : تصدقى يا تالا إنك من ساعة ما سافرتى و أنا ماصلتيش غير لما كنتِ فى أوضة العمليات عشان أدعى لربنا إنك تخفى

جلست تالا بجانبها و قالت بعتاب : ليه يا أسيل كده .. احنا المفروض نصلى فى كل الأوقات مش أوقات الأزمات بس .. أردفت بجدية قائلة : تخيلى كده أنتِ بتنادينى و أنا سامعة ندائك و مش برد عليكى و مطنشة .. أكيد هاتزعلى منى أوى .. تخيلى انتِ بقى إن ربنا فى كل أدان بينادى علينا عشان نقف قدامه نصلى و نلبى ندائه و احنا بكل سذاجة نكسل .. أردفت بتساؤل قائلة : مش بذمتك مش عيب نكسل إننا نلبى نداء ربنا اللى بيقربنا منه و يخلينا نذوق حلاوة الإيمان !

ابتسمت أسيل و قالت بجدية : مش هاكسل تانى إن شاء الله .. كل أما أفتكر كلامك ده أكيد مش هاكسل

ابتسمت تالا لها ثم شردت لتقول أسيل بتساؤل : سرحانة فى ايه ؟

انتبهت تالا لها و قالت بجدية : أنا لازم أقوله يا أسيل .. لازم يعرف حكاية ماجد .. حاسة إنى بخدعه و بكدب عليه

تنهدت أسيل بملل و قالت بضيق : ليه مصرة تنكدى عليكوا و تبوظى العلاقة .. مش لازم تقوليله .. و بعدين بتخدعيه فين ! هاعيدلك كلامى تانى و إنك مش بتكدبى عليه عشان هو عارف إنك مطلقة و وافق على كده

تنهدت تالا بحيرة و قالت : مش عارفة يا اسيل .. خايفة أقوله يتضايق و يقلب عليا و خايفة أفضل ساكتة أبقى مخبية عليه فصل مهم أوى فى حياتى

تنهدت أسيل بملل و قالت بنافذ صبر : تالا أنتِ عايزة وجع دماغ .. عايزة تقوليه قوليله .. استلقت على الفراش و هى تفكر .. هل تخبره أم لا !

بعد شراء الشبكة و فستان الزفاف و فستان أسيل الذى اختارته بعد عناء و جدل كبير مع تالا .. أخذ أدهم تالا ليتنزهوا قليلاً لكن ليس بمفردها فقد جاءت معه قرينته و جاءت معها قرينتها !

وقف أمام محل الــ Cupcakes الذى تعشقه أسيل .. التفت لها و قال بابتسامة خبيثة : أسيل محل الـ Cupcakes اللى بتحبيه أهو

أسيل بابستامة فرحة : طب يلا ننزل

أدهم بجدية : يلا تنزلى أنتِ و توتة

أسيل بتساؤل : و أنت و تالا ؟

أدهم بجدية : هنلف لفة بالعربية و نجلكوا

أسيل بتفهم : أه أنت عايز .. ظلت تفكر فى الكلمة المناسبة لكنها لم تجدها فى قاموسها .. فقالت بضيق : أدهم ساعدنى أسمها ايه الكلمة !

أدهم بابتسامة باردة : بوزعك .. أيوة بوزعك أنتِ و توتة عشان أخرج مع تالا لوحدنا شوية .. فماتبقيش رخمة بقى و طرقينا يلا

أسيل بنصف عين : أنا مش هابقى رخمة و هاسيبكوا بس متتأخروش

أدهم بابتسامة : ماشى .. يلا بقى أنزلى و خلى بالك من توتة

فتحت أسيل الباب و نزلت لتقول لتوتة : يلا أنتِ لسه قاعدة

توتة بضيق : لا هاروح معاهم

أدهم بجدية : توتة هانيجى بسرعة

توتة بضيق : لا هاروح معاكوا هاتخدها لوحدها ليه ! .. أردفت بغيظ قائلة : مش كفاية إنها قعدت جمبك قدام و قعدتنى أنا ورا

تنهد بنافذ صبر و فتح الباب و كاد أن ينزل لكن أوقفته يد تالا التى أمسكت ساعده بعدما فاقت من شرودها و دوامة أفكارها و هى تقول بذعر : رايح فين ؟

ربت أدهم على يدها التى تمسك بساعده و قال باستغراب : ثوانى و جاى !

أدركت ذعرها الذى خرج دون وعى منها نيابة عن تخيلاتها التى اقتحمت عقلها عن بعده عنها لو أخبرته بحقيقة ماجد .. سحبت يدها و أؤمأت برأسها وهى تقول بشرود : ماتتأخرش طيب

نزل و وقف أمام باب السيارة الخلفى و هو يأمر توتة بأن تنزل .. نزلت توتة تنفيذاً لطلبه .. أغلق باب السيارة و حمل توتة و هو يأمر أسيل أن تسير خلفه .. دخل للمحل و جلس على أحد الطاولات الموجودة .. نظر لتوتة و قال بتساؤل : فيه ايه بقى ؟

توتة بضيق : أنت ضحكت عليا و وعدتنى إنك هاتفضل تحبنى

قاطعها أدهم قائلاً بجدية : طب ما أنا لسه بحبك

توتة بضيق : لا أنت بتحب أنطى تالا أكتر عشان كده عايز تاخدها معاك و كمان قعدتها جمبك و خلتنى أقعد ورا لوحدى

تنهد أدهم بضيق و قال بجدية : أنا بحبك و بحب أنطى تالا .. بحبكوا أنتو الأتنين زى بعض

توتة بضيق : لا ماتحبهاش هى خالص ديه وحشة

أدهم بضيق : توتة أنتِ هاتبدأى ترخمى و أنا هازعل منك

توتة بضيق : لا خلاص مش تزعل منى

اقترب منها و قبلها من جبينها ثم قال بجدية : تالا مراتى يا حبيبتى و لازم أحبها ماينفعش ماحبهاش .. عايزك تعرفى إن حبى ليها مش هيأثر أبداً على حبى ليكى .. أردف بتساؤل قائلاً : مش بابى بيحب مامى و بيحبك فى نفس الوقت

اؤمأت توتة برأسها ليقول هو بجدية : طب زى ما بابى بيحب سارة و بيحبك فى نفس الوقت أنا كمان بحبك و بحب تالا و أنتِ كمان لازم تحبى أنطى تالا عشان هى بتحبك .. أردف بتساؤل : هو مش أنتِ قولتى إنك هاتبقى مبسوطة لو أنا أتجوزت تالا !

اؤمأت توتة برأسها و قالت بابتسامة : خلاص يا خالو أنا هاقعد هنا مع أنطى أسيل ناكل كيك و نستناك أنت و أنطى تالا

ابتسم أدهم لها و قال بجدية : شطورة يا توتة

أوصى أدهم أسيل عليها و تركها و غادر .. فتح باب السيارة و جلس أمام مقود السيارة .. نظر لها و قال بتساؤل : مالك يا تالا .. من ساعة ما شوفتك و أنتِ مش مركزة و بعدين موضوع ايه اللى كنتِ عايزانى فيه ده

ظلت تنظر له لبعض الوقت ثم قالت بجدية : مفيش يا أدهم .. مجرد صداع

أدهم بقلق : صداع من ايه ؟

تالا بجدية : مانمتش كويس عشان سهرنا أنا و أسيل نتكلم امبارح

أدار أدهم السيارة لتقول تالا بتساؤل : هى أسيل و توتة راحوا فين ؟

أدهم بجدية : لا ده أنتِ مش معايا خالص .. فى ايه يا تالا مالك ؟

تجمعت الدموع فى مقلتيها و قالت بجدية : أدهم لو سمحت روحنى .. أنا دماغى مصدعة أوى أنهارده نخرج بعدين

أدهم بغيظ : بعد ما قعدت أقنع فى توتة ساعتين

تالا برجاء : أنا مش قاصدة أضايقك و الله بس لو سمحت يا أدهم روحنى .. ماتزعلش منى بس بجد مصدعة

أدهم بنافذ صبر : ماشى يا تالا .. هادخل أجيب أسيل و توتة

أؤمأت برأسها لينزل أدهم و يذهب .. نزلت دموعها و قالت بعتاب و هى تنظر لنفسها بمرأة السيارة : ليه ماقولتلهوش .. كان لازم تتشجعى و تقوليله .. لكن أنتِ جبانة و خايفة تقوليله يسيبك .. مسحت دموعها و حاولت أن تبدو طبيعية حتى لا يشك أكثر بأمرها !

مرت الأيام بروتينية قاتلة .. لميس تتلاشى مروان حتى لا تتشاجر معه و هو يحاول قدر الإمكان أن لا يصيح بها حتى لا تنهار و يفقد أبنه .. تالا كانت تتجهز للزفاف و أسيل تلازمها فى كل خطواتها .. كانت تالا فى كل مرة تحاول أن تتحدث مع أدهم و تخبره بأمر ماجد لكنها لم تملك الشجاعة الكافية لفعل هذا و كانت تتراجع فى اللحظة الأخيرة .. حتى أدهم كان ضميره يؤنبه و يحرقه أن يبدأ حياته معها بكذبة لكنه مثلها .. يخاف أن يفقدها .. يخاف الفراق لو أخبرها بالحقيقة .. كان يسخر دائماً من الواقعين بالحب و يخشون ألم الفراق لكنه عندما ذاق لذة الحب لم يشأ أبداً أن يذق لسعة فراقه !

الساعة السابعة مساء .. قبل ليلة زفاف تالا و أدهم بيوم واحد فقط .. كان يمشى بخطوط واسعة و قلبه يرفرف عالياً فأخيراً سيحصل على الفتاة التى أحبها .. الفتاة التى طالما رفضته و كانت بعيدة كل البعد عنه .. هل تعرفون مقولة " كل الطرق تؤدى إلى روما " إذا طبقناها عليها و أضفنا لها بعض اللمسات الخاصة ستصبح " كل الطرق تؤدى إلى قلب أى أنثى غيرها " فهى فتاته المحظورة التى لا تقبله لا هو ولا حبه بأى طريق يسلكه .. لكنه سيحاول فك شفرتها ليخترقها و يحصل عليها !

لن ييأس بعدما خطا مشواراً طويلا ً.. لن ييأس بعدما حارب أهله لشهور و غير دينه حتى تصلح زوجة له و يصبح زوجاً لها !

أكمل طريقه إلى دكتورها الذى يغار منه بشدة لأنه يراها أمامه ساعتين كاملتين و هو يدرس لها .. دق باب القاعة و دخل ليقطع عليه محاضرته .. اقترب الدكتور منه ليقول بدهشة : هل عدت من السفر باولو !

ابتسم باولو و هو يقول بابتسامة واسعة : لم يعد أسمى باولو .. أصبح مصطفى بعدما أعتنقت الإسلام

عادل بفرحة : هنيئاً لك باولو .. أقصد مصطفى

أعتذر عن إكمال المحاضرة و ذهب مع باولو إلى مكتبه .. جلس أمامه ليقول عادل : مبروك عليك اعتناق الإسلام أخى .. أردف بتساؤل قائلاً : لكن ما الدافع الذى دفعك لإعتناقه !

كاد باولو أو مصطفى أن يتكلم لكن لفت إنتباهه دعوة أنيقة الشكل موضوعة على المكتب كان سيتناسى الأمر و يرد على سؤال عادل الذى سيفصح فيه أخيراً عن حبيبته و يخبره أنه متيم بتلك الفتاة المسماة بتالا التى يدرس لها و أنه ينوى الزواج منها لذلك أتى له ليمده برقم هاتف والدها .. سبقه حديث عادل و هو يقول بعدما لاحظ نظراته المصوبة بتجاه الدعوة : أنها دعوة زفاف فتاة كانت تدرس عندى .. أردف قائلاً بجدية : أنت تعرفها و كنت تخبرنى دائماً أنها متفوقة و تتحدى الصعاب رغم إعاقتها

أصابت البرودة جسده .. ماذا يقول ! قال سريعاً حتى لا يخطئ الظن : من هى ! ماذا تسمى فأنا لا أذكر أسمها جيداً !

عادل بابتسامة : تسمى تالا

هوى قلبه أسفل قدميه ليقع هالكا ًمهشما ً.. خرجت الكلمات من فمه بصعوبة و هو يقول بدهشة : من رضى أن يتزوجها و هى مقعدة !

تنهد عادل و قال بجدية : إنها حكاية طويلة لا أظن أنك تريد سماعها

تنهد بألم و قال بسخرية حاول أخفاءها : لا بأس أن أسمعها

عادل بجدية : كان والدها دائم الإتصال بى حتى يطمئن عليها و جاء فى أحد الأيام و أخبرنى أنه يريد أن يقرب منها شخص لأنه يريد الزواج منها و بدأ يقص عليه الحكاية كاملة

أوقفه قائلاً : هل عادت للمشى مجدداً !

اؤمأ عادل برأسه و قال بابتسامة : إنها فتاة رائعة تستحق .. أردف قائلاً بجدية : لا تخبر أحد بهذا الكلام الذى دار بيننا

مصطفى بتساؤل : هل مازالت تجهل أنه من طرف والدها

عادل بحيرة : لا أعلم لكن أعتقد ذلك

ظل صامتا ًلبعض الوقت يفكر .. إلى أن قرر عقله بقرار من قلبه أن يحاول للمرة الأخيرة ليحصل عليها .. لن يكون سلبياً و يقف و هو على بعد أمتار قليلة منها ليحاول .. نظر لعادل و قال بجدية : هل تملك رقم هاتفها ! أريد أن أبارك لها

عادل بجدية : يمكنك أن تأتى معى غداً زفافها

اعتصر قلبه ألماً و قال بصدمة : هل زفافها غداً

عادل بجدية : نعم .. هل ستأتى معى !

مصطفى بضيق : لا لن أتى لا أحب جو الافراح .. أعطنى رقمها فقط لأبارك لها

أخرج عادل كشف بأسم الطلاب و أحضر رقمها و أملاه لمصطفى و هو يقول بجدية : لا تخبر أى أحد بما سمعته منى خصوصاً هى

ابتسم بمرارة و قال بجدية : بالتأكيد لا تقلق .. سرك ببئر .. سأغادر أنا الأن لأستريح من السفر

عادل بجدية : حسناً .. متى سترجع للعمل !

مصطفى بحيرة : لا أعلم .. سأذهب الأن

غادر سريعاً و قلبه يتقطع تقطيعاً .. جلس بسيارته و أخرج هاتفه و اتصل برقمها .. جاءه ردها عليه .. تسارعت دقات قلبه و قال : كيف حالك تالا ؟

دهشت من تلك اللهجة الإنجليزية التى تحدثها فقالت بتساؤل : من معى !

مصطفى بجدية : مصطفى

تالا باستغراب : أسفة لكنى لا أعرفك

مصطفى بجدية : غيرت أسمى من باولو لمصطفى بعدما أعتنقت الإسلام

ظلت صامتة لبعض الوقت ثم قالت بجدية : أسفة باولو لكن يجب عليا أن أغلق الخط الأن

أوقفتها كلماته عن إغلاق الهاتف بوجهه : تالا إنى أملك معلومات هامة عن الشخص الذى ستتزوجيه .. يجب أن أخبركى بها

ظلت صامتة لبعض الوقت ثم قالت بتساؤل : عن أى معلومات تتحدث !

مصطفى بجدية : يجب أن أراكى .. الموضوع هام حقاً و قد يغير مجرى حياتك

تالا بجدية : لا يمكننى إن حفل زفافى غداً .. أرجوك باولو ابتعد عنى و إنسانى .. لا تخرب فرحتى

مصطفى برجاء : صدقينى تالا .. أنا لا أحاول أن أخرب فرحتكى .. كل ما أحاول فعله هو أن أخبركى بحقيقة الرجل الذى يخدعكى

تالا بدهشة : ماذا تقول باولو ! عن ماذا تتحدث

مصطفى بجدية : سأخبركى كل شئ بالتفاصيل عندما أقابلكى .. يجب أن أقابلكى أنه أمر هام حقاً

ظلت تالا تفكر لبعض الوقت ثم قالت بتساؤل : كيف أضمن أنك لن تخدعنى بكلمات كاذبة عنه لتجعلنى أتركه

مصطفى بجدية : أقسم بالله أننى لن أكذب عليكى بأى شئ و إننى سأقول لكِ الحقيقة كاملة .. لو أردتى أن تعرفى الحقيقة قابلينى غداً الساعة الــ 9 صباحاً فى كافية " " .. أغلق قبل أن يسمع ردها و هو يعلم جيداً أنها ستأتى و سيجلبها الفضول .. أو كان يتمنى ذلك من كل أعماق قلبه .. أغلق ليتركها تتخبط بين كلماته و ينتشر الشك بكل خلايا جسدها .. بالتأكيد يريد أن يخرب فرحتها و يخبرها بكلمات كاذبة على أدهم حتى تتركه .. لن تذهب .. لن تذهب !

تركت أسيل المناكير من يدها و هى تقول بدهشة : كنتِ بتتكلمى مع مين بالــ English ؟

ظلت شاردة تفكر لا ترد على أسيل فصاحت بها أسيل قائلة : تالا

أفاقت تالا من شرودها و قالت بجدية : أسيل لو سمحتى اقفلى النور عشان هانام

غمزت أسيل لها و هى تقول : قولى بقى كده إنك عايزة تنامى بدرى أنهارده عشان بكره تبقى فايقة

ابتسمت تالا ابتسامة مصطنعة و قالت بجدية : اقفلى النور بقى

أغلقت أسيل الأنوار و استلقت بجانبها و هى تقول بجدية : هانام أنا كمان عشان يبقى وشى رايق بكره .. أغلقت عينها و نامت بعد دقائق لتترك تالا نائمة جسدا ًفقط و هى تفكر فى تلك المكاملة التى أتت لتعكر صفوها أكثر من حكاية ماجد !

يتبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-16, 10:15 AM   #40

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الثالث و الثلاثون✾ج2


استيقظت فى الصباح على هزات خفيفة .. فتحت عينها بتثاقل لتقول تالا بجدية : قومى البسى عشان نروح الكوافير يلا

قامت أسيل بتثاقل و ارتدت ثيابها سريعاً .. خرجت من الغرفة لتجد تالا جالسة مع أحمد يتناولان الفطور .. جلست معهما و تناولت الفطور .. ودعتا أحمد و استقلتا سيارة أسيل و ذهبتا إلى مركز التجميل .. دخلت أسيل تتبعها تالا لتخبر الموظفة بالحجز المحجوز بإسمهما .. كانت تالا تنظر بهاتفها كل خمس ثوانى .. نظرت أسيل لها باستغراب و قالت بابتسامة و هى تغمز لها : مستنية مكالمة من روميو

قامت تالا فجأة و قالت بجدية : أسيل خليكى هنا هاروح مشوار ساعة و أرجع تانى .. أى حد يكلمك يسأل عليا قوليله إنها مش فاضية بتعمل أى حاجة

أسيل باستغراب : هاتروحى فين ؟

تالا بجدية : هاقولك لما اجى .. يلا لا إله الإ الله

أسيل و علامات الإستغراب ظاهرة على وجهها : محمد رسول الله .. هرولت بتجاهها لتلحقها و قالت بجدية : طب تعالى أوصلك

تالا بجدية : لا هاخد تاكسى خليكى أنتِ هنا .. نظرت فى هاتفها لتجدها التاسعة و الربع .. أبعدت أسيل من أمامها و هى تقول بجدية : أوعى حد يعرف إنى خرجت و خصوصاً أدهم .. أنا ساعة بالكتير و هارجع تانى

اؤمأت أسيل برأسها و هى لا تفهم أى شئ .. غادرت تالا لتأتى موظفة بمركز التجميل و تسألها : حضرتك العروسة !

حركت أسيل رأسها نافية و قالت و الدهشة مازالت مسيطرة عليها : العروسة مشيت

الموظفة بدهشة : مشيت راحت فين !

حركت أسيل كتفها كناية عن عدم المعرفة و قالت بحيرة : مش عارفة بس قالت هاتيجى تانى !

وصلت أخيراً للكافيه الذى أخبرها عنه باولو أو المسمى مصطفى حديثاً .. نزلت من التاكسى و أخبرته أن ينتظرها .. نظرت لهاتفها لتجدها العاشرة الأ بضع دقائق بالتأكيد سيكون غادر .. دخلت إلى الكافية سريعاً بخطوات عرجاء و هى تدعى ربها أن يكون مازال موجوداً .. بحثت عنه بعينها لتجده جالسا ًعلى إحدى الطاولات .. اقتربت منه و جلست أمامه .. لينظر لها باشتياق و عيناه تنطق لها بالحب .. تنهدت بضيق و قالت بجدية : أنا لم أت لأسمع كذبتك عن أدهم فأنا أثق به ثقة عمياء و لن أصدق عليه أى إدعاءات تلقيها عليه باولو .. أتيت فقط لأخبرك أن تنسانى و تبحث عن فتاة غيرى لتحبها .. بالتأكيد ستجد الكثير من الفتيات الأخريات الذين يتمنون حب شاب مثلك .. أردفت قائلة بأسف : لكننى لست من هؤلاء الفتيات .. أتركنى بشأنى لا تخرب حياتى أرجوك

كادت أن تقوم لكن صلبها حديثه فى مكانها : مقابلتك لأدهم لم تكن مجرد مقابلة عادية أو صدفة .. أنتِ لم تكونى أبداً المعلمة و هو الطالب .. كل شئ كان مخطط بإحكام من قبل والدك .. والدك هو من خطط لفكرة الكورس الغريبة حتى يقرب أدهم منكِ ليتزوجكِ .. مقابلة أدهم كانت مقابلة مقصودة و مرتب لها جيداً .. أدهم ما هو إلا شخص من طرف والدك خدعك ليقترب منكِ .. كان يعرفكِ من قبل أن تعرفيه أنتِ

ماذا يقول ! هل فسرت كلماته الإنجليزية بطريقة خاطئة ! بالتأكيد فسرتها بطريقة خاطئة لا يمكن أن تكون كلماته صحيحة .. فلو كانت صحيحة حقاً لكانت درست لأدهم مباشرة و لم تكن لتبدل مع لميس ! لقد كان من نصيبها فى البداية تلك الفتاة التى تذكر أسمها جيداً .. تلك الفتاة المسماه بريماس .. هل يكون هذا التبديل من ضمن الخطة أيضاً ! هل من الممكن أن تكون لميس كانت تعلم بالأمر حينها .. تذكرت كلمات أدهم المتسائلة لها " لو كنتِ مكان أسيل و حد اضطر يكدب عليكِ عشان يساعدك كنت هاتسمحيه بسهولة زى ما سمحتك كده " !

انتصبت على قدميها و رأسها يكاد أن ينفجر من أفكاره المتداخلة التى أدخلتها بإعصار أفكار لا يتوقف و لا ينتهى .. مشت و هى تجر قدميها .. قام و وقف أمامها لتبعده عن طريقها بغضب و هى تقول بحدة : ابعد عنى بقى أنت مابتفهمش

باولو بعدم فهم : ماذا تقولى تالا أنا لا أفهم شيئاً منكِ .. تحدثى الإنجليزية

فقدت صوابها و صاحت به قائلة بغضب : اتركنى و شأنى هل تفهم الأن ! لا أريد أن أراك ثانية .. أكرهك حقاً

نظر لهم جميع من فى الكافيه ليتركها و يبتعد عنها و هو يقول بجدية : حسناً و لكن أهدئى .. سأتركك و شأنك لكن أرجوكِ أهدئى

تركته غير مبالية لكلماته الأخيرة و خرجت من الكافيه .. كم هو احمق و غبى هل يلقى بالقنبلة و بعدها يهدئ المصابين بإصابات بالغة أثرها !

استقلت التاكسى الذى كان ينتظرها .. نظر لها السائق و قال بتساؤل : على فين يا بنتى !
ظلت تفكر لبعض الوقت .. لا تضمن وجود أدهم بمنزله الأن فقررت الذهاب لوالدها و معرفة هل كان حديث باولو حقيقة أم لا ! بالتأكيد ما هو إلا هراء .. أملته عنوان فيلتهم ليقود سائق التاكسى و يذهب للعنوان .. وصل سائق التاكسى أخيراً ليقف أمام الفيلا أمرته بأن يظل واقفاً .. رنت جرس الباب لتفتح مارى .. نظرت لمارى و قالت بتساؤل : بابا فين !

مارى بجدية : فى أوضة المكتب مع أستاذ أدهم

تالا بتساؤل : أدهم كمان هنا !

اؤمأت مارى برأسها لتتجه تالا إلى غرفة المكتب .. كادت أن تفتح الباب و تدخل لكنها توقفت عندما سمعت كلمات أحمد " كنت متأكد يا أدهم إنك الوحيد اللى ممكن أثق فيه و أئتمنه على بنتى .. كان قرارى صح لما أخترتك أنت بالذات عشان تقرب منها و تخرجها من حزنها .. أنا أنهارده بجد ضميرى استريح من ناحيتها شوية و حاسس إنى عوضتها عن بعدى عنها بقربك أنت منها .. أنا أقدر أطمئن إنى لو حصلى أى حاجة فى أى وقت هاتبقى مع راجل يحافظ عليها و يخلى باله منها .. تعرف إنى بحمد ربنا إن ماجد سابها عشان تبقى مع راجل زيك و أبقى مطمئن عليها "

سمعت صوت أدهم و هو يقول " أنا اللى بحمد ربنا إن ماجد سابها قبل الفرح و إنى هابقى أول راجل فى حياتها "

ماذا يقولون ! كل كلمة يقولونها تؤكد كلمات باولو .. لا تنفيها ! هل كانت كل تلك الفترة تعيش بمسلسل سخيف و جميع من حولها يمثلون عليها ببراعة حتى أنها صدقتهم .. كانت ستدخل لكنها تراجعت .. لن تواجههم الأن .. لن تقدر على المواجهة .. أفكارها مشتتة .. صدمتها ألجمت لسانها .. حائرة مشاعرها .. قلبها يكذب و عقلها غير مصدق .. عقلها لا يصدق أن ملاكها ما هو إلا ملاك مزيف يتصنع عليها حبه لينفذ رغبات والدها حتى يريح ضميره تجاهها ! ملاكها الذى يظن أنه سيكون أول رجل بحياتها ! كم هو مغفل ! لن تواجههم فمواجهتهم الأن لن تأتى لها بمرادها !

ابتعدت عن غرفة المكتب لتجد مارى فى طريقها .. نظرت لها مارى بخضة عندما وجدتها تبكى بدون صوت .. دموع فقط هى التى تنزل .. دموع لا غير !

نظرت لها مارى و قالت بتساؤل : تالا هانم حضرتك كويسة !

لم تخرج منها سوى عبارة واحدة فقط " متقوليش لحد إنى جيت أو كنت هنا يا مارى .. فاهمة "

اؤمأت مارى برأسها لتتركها تالا و تذهب .. استقلت سيارة الأجرة ليلتفت لها السائق و هو يقول بتساؤل : على فين يا بنتى !

نزلت دموعها و قالت بحيرة : مش عارفة

كان السائق رجل فى عقده الخامس تمكن الشيب منه كما أن هموم و مشاكل الحياة لم تتركه بحاله .. نظر لها و قال بحنان : أنتِ أد بنتى يا حبيبتى قوليلى مالك يمكن أقدر أساعدك

نزلت دموعها أكثر و هى تقول بقهر : حياتى كذبة كبيرة أوى .. كل اللى فيها بيكدبوا عليا .. كلهم بيمثلوا .. حتى هو .. طلع كداب و بيمثل عليا .. بعد ما وثقت فيه و دخلته قلبى اللى كان صدى و ملفوف عليه ألف جنزير و جنزير و مقفول بأقفال ماحدش يقدر يفتحها من كترها .. طلع كداب و بيخدعنى .. .. بكت بمرارة و قالت بسخرية مرة : أنا اللى كنت فاكراه رجل المهمات الصعبة اللى دخل حياتى تعويضا ًعن ماجد بس طلع كله كدب و تمثيل

السائق بحزن : باين عليكِ مجروحة أوى يا بنتى .. مش عارف أواسيكى إزاى !

تالا بجدية : مفيش حاجة تداوى جرحى .. صمتت لبعض الوقت تفكر بعمق لتلمع فى عينها نظرة لا أحد يستطع تفسيرها غيرها .. تنهدت تنهيدة طويلة ثم أردفت قائلة : لو سمحت ارجع لمركز التجميل اللى خدتنى من قدامه تانى

اؤمأ السائق برأسه و أدار السيارة و غادر !

كانت تسند رأسها على شباك السيارة تنظر للشارع و المحلات تمر من جانبها .. تلاشت صورة المحلات التى تمر و بدأ شريط حياتها هو من يمر أمامها كشريط سينمائى .. يبدو أنها لن تفرح أبداً أو ربما لم يحن الوقت بعد لتفرح ! لكن كيف ستفرح بعدما خذلها أقرب الناس إليها مجدداً ! بعدما تحطم قلبها للمرة الثانية !لم تتوقع أن يخذلها أدهم أبداً كمالم تتوقع أن يخذلها ماجد ! لا فرق بينهما الأثنين خذلاها !

وصل السائق أمام مركز التجميل لتنزل تالا و تسأله كم يريد .. ليمتنع هو بشدة و يخبرها أنها هدية بسيطة منه .. تمنى لها الخير و إنصلاح الحال و ذهب لتتجه هى إلى مركز التجميل .. دخلت و أخبرت الموظفة بالحجز مجدداً و أنها جاهزة لتتحضركعروس .. و لكن ليست كأى عروس بل عروس منفطر قلبها ليلة زفافها للمرة الثانية على التوالى !

يتبع ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.