آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-17, 06:04 AM   #1351

عاشقة نبض القلب

? العضوٌ??? » 354652
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 217
?  نُقآطِيْ » عاشقة نبض القلب is on a distinguished road
افتراضي


سلام عليكم متي بينزل الفصل الثاني نحن بانتظارك الحين بنكمل اسبوع ومافيش حاجه دا انا فيني اكتأب كل ما بفتح اشبك وما بلايش الفصل

عاشقة نبض القلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-17, 11:53 AM   #1352

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباح الورد على الجميع .. جمعة مباركة و عام هجري سعيد عليكم جميعاً و إن شاء الله تكونوا دايماً بخير وسلام و تحققوا فيه كل أحلامكم .. إن شاء الله هنزل الجزء الثاني من الفصل ال56 دلوقتي و الأسبوع ده أنا مدينة لكم بفصلين غير ده تعويضا عن غيابي الفترة اللي فاتت ... إن شاء الله هعوضكم عن التأخير اللي حصل ... يا رب الأحداث الجديدة تعجبكم و تستمعوا بقراءتها ... الجزء طويل .. أطول من الأجزاء اللي فاتت و مرضتش أنزله غير لما أكمل كل مشاهده
قراءة ممتعة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-17, 11:55 AM   #1353

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس و الخمسون (الجزء الثاني)
أغمض عينيه للحظة قبل أن يفتحهما ليواجهه و يقول بهدوء
_"ما الذي تفعله هنا (شاهين)؟ .. أظن أنني حذرتك من المرة القادمة التي سأراك فيها؟"
ضحكة عالية انطلقت من حلق (شاهين) قبل أن يقول بسخرية
_"و منذ متى و (شاهين العدناني) يعبأ لتهديد أحدهم (سالم)؟ .. من المفترض أنك تعرفني جيداً"
فرد ذراعيه مشيراً لما حوله
_" انظر حولك .. أنا هنا .. في آخر مكان تصورت أن نلتقي به .. لكن انظر لألعاب القدر .. ألم تسأل كيف و لماذا أنا هنا؟"
قطب حاجبيه في شك بينما تابع (شاهين)
_"من كان يتصور أنه من بين كل البشر ستكون ابنة عمتي الصغيرة خطيبة سابقة لك .. نعم .. بالضبط .. (وتين) تكون ابنة عمتي الراحلة .. لقد عرفت لتوي أنها كانت خطيبتك .. مؤسف جداً.. أتساءل ماذا لو كنتما أكملتما الخطبة و كنت أنا وصلت بعد فوات الأوان لأكتشف من تزوجت ابنة عمتي المسكينة"
كز (سالم) على أسنانه بقوة بينما أمال (شاهين) رأسه قائلاً بقسوة
_"لا أعتقد أنك اعترفت لها بكل شيء عنك (سالم) ... تُرى هل كانت تعرف عن حياتك في الخارج؟ .. أو هل أخبرتها عن آخر زوجاتك .. تلك الفراشة الناعمة .. ممم .. (رويدا"(
نطق اسمها بعبث جعل النيران تشتعل بقلب (سالم) فهتف و هو يقترب ليشده من ياقته بعنف
_"إياك أن تذكر اسمها على لسانك (شاهين)"
ابتسم (شاهين) باستفزاز بينما يهزه (سالم) متابعاً بغضب
_"لقد حذرتك أن تقترب منها (شاهين) ... صدقني لن يعجبك أبداً ما سأفعله إن حاولت أذيتها"
رفع أحد حاجبيه و ابتسم بسخرية و هو يرفع كفيه يقبض على كفيّ (سالم) و قال ببرود متهكماً
_"لو أنها تهمك لهذه الدرجة فلماذا تخليت عنها من البداية (سالم)؟"
و أبعد يديه بقوة و هو يتابع بسخرية
_"آه كيف نسيت .. إنها عادتك بالنهاية"
و عدل ثيابه و هو ينظر له بتحدي و قال و هو يزم شفتيه بشفقة مفتعلة
_"المسكينة بعد طلاقك لها لابد أن حالتها ساءت للغاية و لا بد أنها تبكي ألماً الآن و بالتأكيد ستحتاج لمن يحتويها و يداوي انكسارها الذي تسببت به"
كز (سالم) على أسنانه و اشتعلت النيران أكثر في عينيه بينما يتابع (شاهين) باستمتاع
_"ممم .. تخيل معي للحظة .. فراشة رقيقة مثلها في حالة يائسة و وحيدة للغاية .. مجروحة و ضعيفة و تتألم .. تعتقد .. لكم من الوقت سيمكنها أن تقاوم رجلا مثلي؟"
هتف (سالم) بجنون و هو يطوح بقبضته لتسقط فوق فك صديقه القديم
_"حاول أن تقترب منها خطوة يا (شاهين) و سأقتلك"
اعتدل (شاهين) بسرعة و نظر له بسخرية بينما يرفع كفه يمسح الدم عن شفتيه قائلاً ببرود
_"لم تعد لكماتك قوية كالسابق (سالم) .. يبدو أنك خسرت قوتك أيضاً إلى جانب أذنيك .. فأنت لم تسمعني و أنا أخبرك أنني"
قطع جملته ليهوي على فك (سالم) بلكمة أشد من خاصته و يتابع
_"لا أعبأ لتهديد أحدهم"
و اتبعها بأخرى مباغتة
_"خاصةً أنت (سالم)"
تحسس (سالم) فكه بألم و هز رأسه و هو يناظر (شاهين) بغضب قبل أن يباغته بلكمة قاسية هاتفاً
_"إذن عليك أن تهتم من هذه اللحظة"
صد (شاهين) لكمة أخرى منه و رفع قبضته ليردها له لولا أن ارتفع صوتٌ متحفز بالقرب منهما يهتف
_"توقف عندك"
توقف (شاهين) و التفت نحو الصوت ليبتسم بتهكم و هو يرى فوهات المسدسات المصوبة نحوه و عاد يلتفت نحو (سالم) الذي قطب حاجبيه بشدة بينما هتف أحد الرجال
_"سيد (سالم) .. أنت بخير؟"
رفع كفه مشيراً لهم بالهدوء قبل أن يعدل من ثيابه و هو ينظر لـ(شاهين) بغضب و ضيق و رفع سبابته محذراً
_"أخبرتك أن (رويدا) خطٌ أحمر يا (شاهين) .. اقترب منها مجدداً و ستندم .. لن أسمح لك باستغلالها لتصفية الحسابات بيننا ، هل تفهم؟!"
ابتسم (شاهين) بتهكم و برود و هز كتفيه و هو يتطلع له و قال بتحدي و هو يتحرك مبتعداً
_"(شاهين العدناني) يعشق الخطوط الحمراء كما تعرف يا (سالم) .. و لا أحد قادر على منعي من تجاوزها إن أحببت .. أراك لاحقاً يا صديق"
راقبه (سالم) بقهر شديد داخله و هو يتذكر زيارته الأخيرة لبريطانيا و معرفته بالتطورات التي حدثت مع (رويدا) و تورطها مع (شاهين) الذي لم يعرف من أين ظهر فجأة ليقطع طريقها ... (شاهين) ينوي استغلالها ضده لتصفية حسابهما القديم و هو هنا يده مغلولة عن حمايتها منه و متورط حد النخاع مع جده و عائلته و لا يمكنه السفر من أجلها مجدداً و لا يمكنه أن يخاطر بمجيئها لهنا لتكون أمام عينيه ... تنهد بقوة قبل أن ينتبه على صوت قائد حراسه يقول و هو يقترب منه
_"سيد (سالم)"
التفت نحوه و قال بصرامة مشيراً للبقية
_"أنا بخير .. هيا سنذهب"
تحرك يتبعه الحراس حتى وصل لسيارته و قال لهم
_"سأقود بمفردي .. الحقوا بي"
اعترض الرجل قائلاً بتهذيب
_"لكن سيدي"
رمقه بصرامة ليهز رأسه باحترام بينما استقل (سالم) السيارة و انطلق بها ليتبعه البقية في سيارتهم لاحقين به بينما هو ضغط على دواسة الوقود و انطلق بسرعة و هو يغرق في أفكاره و حيرته .. زفر بقوة ... كل شيء تعقد من حوله .. كان ينقصه أن يعود (شاهين) ليعقد حساباته أكثر ... هز رأسه مبتسماً بسخرية .. (شاهين) ابن خال (وتين هاشمي) .. يا للصدف القدرية .. من بين كل الرجال في العالم يكون هو .. و من بين الجميع يظهر هو فجأة ليهدد مشروع (رويدا) و حلم حياتها و ينتهي به المطاف لاستغلالها ضده .. هل كان يعرف بعلاقته هو و (رويدا) قبل أن يقترب منها أم أنها مجرد صدفة؟ .. بالتأكيد كان يعرف .. تباً .. ضرب بقبضته على مقود سيارته و هو يرفع عينيه نحو الطريق زافراً بحرقة و حانت منه نظرة لسيارة مرت من جواره في الاتجاه المعاكس لتتسع عيناه و اختلت عجلة القيادة في يديه ليفقد السيطرة في لحظة على السيارة التي مالت بسرعتها العالية و انحرفت عن الطريق قبل أن يتمالك نفسه و يتحكم فيها بقوة لتستجيب بحدة و تتوقف قبل أن تصطدم بشجرة ضخمة على جانب الطريق ... تنفس بقوة و لهث بعنف و هو ينظر أمامه بعينين متسعتين قبل أن يتراجع للخلف مغمضاً عينيه بارهاق و هو يمسح على وجهه ... لابد أنه كان يتوهم .. رؤيته لـ(راندا) و تذكيرها له بها هو السبب .. هو متعب بشدة و كل ما يحدث معه مؤخراً زاده ارهاقاً حتى بات يتخيل .. لقد صارت تطارد أحلامه مؤخراً ، فهل بلغ به الشوق إليها حد أن يغادر طيفها أحلامه و تبدأ مطاردته في الواقع أيضاً؟! .. مؤكد ليست هي .. رباه .. سيجن حتماً و قد بات يتخيلها في كل امرأة يراها مؤخراً .. تأوه بألم و هو يتحسس قلبه الذي تسارعت نبضاته بجنون لينتبه على طرقات قوية على الزجاج المجاور و فتح عينيه ليطالعه قائد حراسته هاتفاً بقلق
_"سيدي .. هل أنت بخير؟"
أومأ قائلاً
_"أنا بخير لا تقلق"
و عاود تشغيل سيارته من جديد متجاهلاً نظرات حارسه القلقة بينما ينظر لوجه رئيس عمله البارد دون أن يدري شيئاً عن داخله الذي ينتفض بقوة و اشتياق بينما يهمس داخله بتوسل مخاطباً طيفها
_"توقفي حبيبتي أرجوكِ .. توقفي عن تعذيبي أكثر .. ما عدت أحتمل يا وجعي"
**************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-17, 12:17 PM   #1354

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ليتها لم تأت .. ليتها لم تستجب لتحدي ذلك الأحمق و تقع في فخه بهذه البساطة ... تنهدت (رهف) بيأس و هي تتطلع من مكانها في احدى شرفات القصر البعيدة نسبياً عن الحفل و فكرت بأسى .. لكن ... كيف كان يمكن أن تتغيب عن حفل زفاف شقيقها الوحيد .. أجل .. هي تخاف .. لازالت تخشى رؤية الناس و الاختلاط بهم .. لازالت تكره رؤية الشفقة في أعينهم خصوصاً من كانوا يعرفونها سابقاً .. و ها هي قد أتت في النهاية بعد أن تحداها ذلك الوغد و ها هي تختبيء كالجبناء و تترك شقيقها دون أن تكون بجانبه في هذه اللحظة كما يجب .. لكنها تخاف .. رباه ... ماذا تفعل الآن؟ .. دمعت عيناها بحرقة و عضت على شفتيها و هي تنظر في اتجاه شقيقها مع عروسه العنيدة ... تنفست بقوة و لم تشعر بدموعها التي سالت إلا عندما سمعت صوتاً ذا لكنة غريبة تردد جوار أذنها مصحوباً بيد امتدت بمنديل لتنظر في اتجاه صاحبها بحيرة لتصطدم عيناها بابتسامة عابثة اختلطت بنظرة حانية في عينيه بينما يقول
_"من ذلك القاسي القلب الذي أبكى حورية رقيقة مثلكِ يا جميلتي؟"
اتسعت عيناها مع غزله الوقح و وجدت خديها يشتعلان خجلاً و هي تنظر لعينيه الزرقاوين المليئتين بالغموض و الحنان و لم تستطع الاشاحة بعينيها بعيداً عنهما و لا الرد عليه بوقاحة كما يستحق و للغرابة لم تجد نفسها خائفة من وجوده قربها كما اعتادت أن تشعر مؤخراً إن اقترب منها رجل .. رغماً عنها وجدت يدها تمتد لتتناول المنديل و تمسح دموعها برقة بينما ابتسم هو و تحرك ليقف قبالتها و يستند بظهره إلى سور الشرفة و طالعها بنظراته الغامضة للحظات قبل أن يقول مبتسماً
_"ليلة ساحرة أليس كذلك؟"
تطلعت له باستغراب ليغمز بعينه لها فاحمر وجهها أكثر و تابع هو بنبرة رقيقة ساحرة
_"و الليالي الساحرة تحتاج لرفقة جميلة ، صحيح؟ ... إذن .. ما الذي يجعل حورية جميلة مثلكِ تعتزل الجميع و تختفي بسحرها هنا؟ .. هل تنتظرين أميركِ أن يأتي باحثاً عنكِ؟"
اتسعت عيناها و خفق قلبها و صورة (عاصي) يبحث عنها احتلت عقلها و قلبها الخائن أخبرها أن هذا ما تنتظره حقاً .. عادت تنظر له يطالعها بنفس الغموض الغريب ليقول مبتسماً بعد لحظات
_"الهرب و الاختباء من آلامنا و مخاوفنا ليس حلاً أبداً يا حورية .. أحياناً تكون المواجهة و البتر هو كل ما نحتاجه لعلاج أرواحنا .. حتى و لو كنا سنتألم كثيراً و حتى لو طال الوقت .. لكن بالنهاية.. "
قطع كلماته و نظر لعينيها للحظة فارتجف قلبها و استمعت له بانتباه
_"ستُشفى كل الجراح و سنجد القدرة للوقوف من جديد"
أطرقت في صمت تفكر في كلماته قبل أن تقول بعد لحظة في ألم
_"هل تعتقد أن كل الجراح قابلة للشفاء حقاً؟"
أومأ برأسه مجيباً
_"هذا يعتمد ... أحياناً يستحوذ علينا شعورنا بالألم و نرفض أي محاولة للشفاء و أي محاولة من الآخرين لمساعدتنا في الخروج من شرنقة ماضينا و جراحنا .. ربما لأننا صرنا نعتقد أن هذا هو قدرنا بالنهاية و لا مهرب منه مهما حاولنا أو لأننا لسنا أقوياء كفاية لمواجهة مخاوفنا أو لأننا .."
صمت للحظات ينظر لعينيها كأنما يحاول قراءة أعماقها ليتابع بعدها
_"أو لأننا نعاقب أنفسنا و نرفض الخروج من دائرة الألم لأننا لا نستحق .. لأننا نعتبر أننا من جنينا على أنفسنا و على غيرنا .. و كلما كان ذنبنا كبيراً كلما كان غفراننا لأنفسنا أصعب"
أغمضت عينيها و انقبض قلبها بألم و هي تفكر .. أو ربما كل هذه الأسباب مجتمعة .. هي تعرف أنها تعاقب نفسها بالفعل و أنها لازالت تخشى المواجهة أيضاً .. فتحت عينيها و هي تسمعه يهتف بمرح مغاير تماماً لحديثه السابق
_"لكن .. يقولون أن الزمن خير طبيب"
نظرت له باستغراب ليغمز لها من جديد فابتسمت بخجل و احمر وجهها بينما قال و هو يترك مكانه و يقترب منها و يمد كفه
_"بالمناسبة أنا (كِنان العدناني) .. و أنتِ حوريتي؟!"
تمتمت بخجل و هي تتطلع لكفه بتردد
_"(رهف رضوان)"
ردد اسمها بلكنته الغريبة تلك و لمعت بعينيه نظرة غامضة لم تفهمها و اتسعت عيناها و هي تراه يركع على احدى ركبتيه أمامها و يمد يده يتناول كفها الذي كانت قد رفضت أن تمده نحوه رداً على مصافحته و قال بغزل
_"اسم جميل لحورية أجمل"
قالها و هو ينحني ليقبل كفها و هو ينظر في عينيها اللتين اتسعتا بشدة و قبل أن تنطق بكلمة واحدة و تسحب كفها منه كانت تنتفض بقوة مع الصوت الذي تردد من خلفها صارخاً بغضب
_"(رهف)"
شهقت و هي تلتفت برأسها للخلف لتجد (عاصي) واقفاً خلفها .. عيناه تشتعلان بنيران غضب شديد و هو ينظر إليها و إلى رفيقها الذي ابتسم بسخرية و غموض و هو ينهض بهدوء من أمامها لتنتزع عينيها بصعوبة عن (عاصي) الذي يكاد ينفجر و عادت بناظريها نحو (كِنان) الذي قال بسخرية و هو ينظر نحو (عاصي)
_"لقد حضر العاشق الغيور أخيراً"
شحب وجهها و هي تنظر له بينما غمز لها و لوح بكفه و هو يتحرك مبتعداً فيما كان (عاصي) يقطع الخطوات الفاصلة بينهم بغضب
_"إلى اللقاء حوريتي العسلية"
شهقت بقوة مع كلماته بينما انتصب جسدها مستشعراً البركان الغاضب خلفها تماماً و قد التقط سمعه ما هتف به (كِنان) و هو يغادر ... تحرك (عاصي) متجاوزاً إياها و كأنما ينوي اللحاق بالآخر الذي اختفى في نهاية الممر ليتوقف (عاصي) على بعد خطوات و هو يتنفس بقوة و قهر و لا يعرف كيف يتحكم في نفسه ليلتفت نحوها بعينين مشتعلتين و هو يكز على أسنانه بقوة و عاد ليقترب منها بخطوات غاضبة بينما كان قلبها يرتجف بقوة و هي تراه بهذه الصورة .. تذكرت المرات السابقة حين كان ينتزعها غاضباً من بين رفاقها في النوادي الليلية التي كانت تتسلل إليها و يصرخ فيها بجنونه ذاك لكنه الليلة يبدو غاضباً كما لم يفعل من قبل .. تنفست بقوة عندما وجدته واقفاً أمامها مباشرة و انحنى عليها و أمسك بمقبضي كرسيها هاتفاً بغضب شديد
_"ماذا كان يحدث هنا بالضبط آنسة (رهف)؟ .. من ذلك الوقح الذي كنتِ معه؟ .. كيف تسمحين له بالاقتراب منكِ بهذه الطريقة و تتركينه يقبل يدكِ أيضاً؟ .. ألا تملكين القليل من الحياء؟"
لم تعرف من أين أتتها الجرأة و ذلك البرود الذي تملكها في لحظة لتقول بنبرة ثلجية فاقت نيران غضبه
_"و ما شأنك أنت؟.. أنا حرة في تصرفاتي .. من عينك وصياً عليّ بالضبط سيد (عاصي)؟"
هتف بغضب أشد
_"ما شأني أنا؟ ... أنا أدور في المكان بحثاً عنكِ في قلق و أنتِ هنا تتسلين مع ذلك الوقح و تقولين ما شأنك؟! .. أقسم يا (رهف) لو تكرر الأمر و وجدتكِ بالقرب من أحدهم مجدداً ، لترين مني وجهاً لم تريه من قبل"
و صرخ بها في حدة و هو يهز مقعدها
_"هل تفهمين؟"
اتسعت عيناها و هي تنظر له بذهول لتهتف من بين أسنانها بحدة
_"هل جُننت؟ .. كيف تحدثني بهذه الطريقة؟ .. لا تتصور للحظة أنني لازلت (رهف) الحمقاء التي كانت تنفذ أوامرك قبل أن تنطقها .. استيقظ يا سيد (عاصي) .. (رهف) تلك لم يعد لها وجود و لم تعد تهديداتك و لا نظراتك تجدي نفعاً معي .. لقد كبرت و تحررت منك و ما عاد لك تأثير عليّ .. هل تفهم؟"
اشتدت قبضته على جانبيّ كرسيها و أغمض عينيه متنفساً بقوة يحاول التحكم بأعصابه حتى لا ينفجر فيها أكثر و عاد يفتحهما بعد لحظات ينظر إليها و رغماً عنه وجد عينيه تخونانه ليعاود تأمل طلتها مرة أخرى و كأنه لم يفعل أكثر من مرة و هم في طريقهم إلى الحفل .. و اختفى غضبه في لحظة و هو يتأملها بفستانها الكحلي الناعم بأكمامه التي وصلت لمرفقيها و احتضن قدها الرقيق بنعومة مستفزة لأعصابه و انسدلت فوق ساقيها تنورته المنفوشة المصنوعة من التُل و المطرزة من أطرافها .. تنفس بصعوبة و هو يرفع عينيه ينظر إلى شعرها العسلي الذي تجمع في كعكة أنيقة خلف رأسها تزينت بفراشات رقيقة و انسدلت بعض خصلاتها على جانبي وجهها و رقت عيناه و هو ينظر لأمواج العسل في عينيها اللتين ارتجفتا و هي ترى نظراته لها بينما تابعت عيناه رحلتيهما لتستقرا على شفتيها اللتين لمعتا بلون وردي ناعم و اللتين ارتجفتا مع نظراته و انقبض قلبها بقوة و اختناق شديد عاودها مع شعور قديم دفنته داخلها و شهقت بخفوت جعله ينتفض ذاهلاً من حيث انحرفت به أفكاره ليرفع عينيه بقلق نحو عينيها و انقبض قلبه و هو يلتقط خوفها و علم أنها تستعيد تلك الذكرى القديمة و شتم نفسه داخله و هو يغمض عينيه مبتلعاً لعابه بصعوبة قبل أن يفتحهما و ينظر إلى عينيها لتتسارع دقاته و هو يهمس لها في تردد معتذراً
_"(رهف) .. أنا .."
اتسعت عيناها أكثر و هي ترى كيف غامت عيناه و همست باسمه بارتجاف و أنفاسها تختنق في صدرها بينما وجد نفسه يميل نحوها بقلب واجف و رغبة شديدة داخله أن يمحو ذلك الخوف من عينيها و تلك الذكرى من داخلها و يستبدلها بأخرى سعيدة ... لم يفهم ما يحدث معه و هو يضيع في أعماق عينيها العسلتين بينما لامست أنفاسه شفتيها اللتين صار على مقربة شديدة منهما و اللتين ارتجفتا أكثر و هي تهمس باسمه مستنجدة به من الدوامة التي شعرت بها تسحبهما معاً و عقلها يحذرها من أن تستسلم لضعفها نحوه مجدداً ، و هو لم يساعدها أبداً و توسلها أغرقهما أكثر لينقذها ذلك الصوت الناعم الذي ارتفع بقربهما يهتف باسمه لينتفض الاثنان من الغيمة التي أحاطتهما و التفتا نحو صاحبة الصوت التي اتسعت ابتسامتها و هي تندفع نحو (عاصي) الذي اعتدل واقفاً
_"(عاصي) هذا أنت .. لا أصدق عينيّ"
اتسعت عينا (رهف) و هي ترى الفتاة التي اندفعت نحو (عاصي) الواقف بذهول و قبل أن تمنحه أي فرصة كانت تندفع لتحيط عنقه بذراعيها و تعانقه بقوة و هي تتابع في سعادة
_"لقد اشتقت لك كثيراً (عاصي)
تسمر للحظة قبل أن يبعدها عنه قائلاً بدهشة
_"(مايا)"
هتفت و هي تقترب منه مجدداً و تلمس ذراعه بدلال
_"أجل حبيبي هذه أنا .. لقد عدت لتوي من السفر .. هل اشتقت لي كما اشتقت لك حبيبي؟"
فتح فمه لينطق لكنها سارعت تهتف و هي تنظر نحو (رهف) التي كانت تتطلع إليهما بذهول و قلبها يخفق بقسوة و عاصفة ثلجية تضرب داخله بجنون بينما تتذكر تلك اللعينة الواقفة تلتصق به و تتمايل بثيابها القصيرة و المثيرة قائلة
_"أوه .. (رهف) الصغيرة؟! .. أهذه أنتِ؟ .. كيف حالكِ عزيزتي؟"
كزت (رهف) على أسنانها دون رد و اكتفت بنظرة مشمئزة نحوهما ليزفر (عاصي) بقوة و هو يشتم داخله .. هذا ما كان ينقصه .. ما الذي أتى بها هذه الحمقاء؟ و ماذا تفعل؟ .. ألم ينفصل عنها منذ سنوات .. كأن وضعه مع (رهف) يحتمل لتأتي تلك الغبية و تفسده أكثر؟ .. كيف سيفسر لها الأمر الآن؟ .. مع نظرتها هذه يعرف أين جنحت أفكارها بالضبط ... قبض على كفه بقوة و هو ينظر نحو (رهف) التي نظرت لهما باشمئزاز قبل أن تحرك كرسيها تنوي الابتعاد ليهتف بها أن تتوقف و التفت نحو (مايا) ينوي تصحيح الوضع لكن رنين هاتفه ارتفع ليلتقطه و ينظر إلى شاشته ليقطب في قلق و اعتذر منهما مبتعداً لتلقي المكالمة و تبعته نظراتهما قبل أن تشيح (رهف) بعينيها و تعاود التحرك بكرسيها لتوقفها الفتاة و هي تقترب بخطوات متمايلة و تقف أمامها تتأملها من قمة رأسها حتى قدميها لتقول بسخرية
_"(رهف) الصغيرة لازالت تجرب حظها"
رمقتها (رهف) بكراهية لتتسع ابتسامتها بشماتة و تقول
_"مسكينة عزيزتي .. لازلتِ تحلمين أن يقع (عاصي) في حبكِ.. ألم تملي بعد كل هذه السنوات ؟ .. استيقظي يا حلوة .. أخبرتكِ أكثر من مرة قديماً لكن يبدو أنكِ لم تستمعي لنصائحي .. (عاصي) لن ينظر لطفلة مثلكِ أبداً .. هل نظرتِ لنفسكِ بالمرآة؟"
ضغطت (رهف) على قبضتيها و هي تتنفس بقوة بينما أمالت الأخرى رأسها متابعة بخبث
_"(رهف) العاشقة المسكينة .. أنتِ طفلة ساذجة يا عزيزتي .. أخبرتكِ من قبل .. (عاصي) رجل لا تناسبه سوى امرأة ناضجة .. أنثى كاملة تعرف كيف ترضي رغبات رجل مثله"
اتسعت عينا (رهف) و هي تسمعها تتابع بعبث و بنبرة حالمة مصطنعة
_"طفلة ساذجة مثلكِ لاتزال تتحسس طريقها لتخرج من مراهقتها مثلكِ لن تعرف أبداً كيف تُرضي رجلاً مشتعل العواطف مثل (عاصي) ... آه .. كم اشتقت للحظاتنا معاً"
هتفت (رهف) بقرف ممتزج بالغضب و قد فاض بها الكيل
_"أنتِ وقحة و عديمة الأخلاق .. لن أبقى هنا أستمع لوقاحتكِ هذه كثيراً"
و أدرات كرسيها تريد الابتعاد و هي تلعنهما معاً داخلها بينما هتفت (مايا) خلفها و هي تضحك
_"ما الأمر؟ .. أتغارين؟ .. أم أن الصغيرة تخجل من سماع مغامرات حبيب القلب؟ أم أنكِ لا تحتملين أن تسمعيني أتحدث عن لحظاته الحميمية معي؟ .. آه .. كم يكون عاطفياً عندما نكون معاً ... كم يكون مثيراً و كم يبدو مختلفاً عندما يسقط قناع تحفظه و يظهر جانبه الآخر أمامي وحدي .. ذلك الجانب الذي لن تعرفيه أبداً يا صغيرة"
ارتجف قلبها بقهر شديد و هي تسمعها تبث سمومها اللعينة في أذنيها من جديد و تتحدث دون خجل عن علاقتهما العاطفية .. تلك الحقيرة هي من أوحت لها قبل سنوات عن علاقة (عاصي) بها و لطالما احترقت من الغيرة و هي تتخيلهما معاً ... أتُراها كذبت عليها قديماً و لازالت تفعل؟ أم أن (هشام) هو من يثق في (عاصي) ثقة عمياء و لا يعرف أن ابن عمه العزيز ليس بالنزاهة التي يعتقدها ... لم تشعر بالدموع التي عاودت غزو عينيها إلا عندما سمعت (مايا) تقول بأسف مفتعل
_"أووه .. هل ستبكين كالأطفال الآن (رهف)؟ .. انضجي قليلاً يا صغيرة"
تنفست بقوة تقاوم دموعها و عادت تنظر لغريمتها بكبرياء و هي ترفع رأسها لتقول
_"اذهبي للجحيم أيتها الحقيرة أنا لا أهتم لأي كلمة تخرج من لسانكِ القذر هذا"
اختفت ابتسامة (مايا) و هي تنظر لها بكراهية شديدة بينما (رهف) لم تعرف أنها كانت تشتعل قهراً داخلها منذ رأت (عاصي) في الحفل بالصدفة و تبعته لتجده يحترق غضباً و غيرةً لقرب ذلك الشاب من (رهف) و انفجر غضبها و هي ترى كيف كان ضائعاً معها و هو يميل ليقبلها و كاد يفعل لولا أن اندفعت لتقاطعهما ... لن تسمح لتلك الفأرة الصغيرة بالحصول على ما فشلت هي في الفوز به أبداً .. لقد أزاحتها من طريقها قديماً و ستفعل من جديد ... صحيح أنها خسرته ، لكنها ستفعل المستحيل لاستعادته .. لكن بالتأكيد بعد أن تبعد تلك الفأرة العاجزة عن طريقهما ... عادت ترسم ابتسامة ساخرة و هي تمسح جسد (رهف) بنظراتها و قالت و هي تشير لوضعها بطريقة جارحة
_"استمعي لنصيحتي (رهف) و لا تستمري في الوهم لمصلحتكِ ... (عاصي) أبداً لم ينظر نحوكِ من قبل و لن يفعل الآن .. خصوصاً و أنتِ بهذه الحالة"
اتسعت عينا (رهف) بألم التقطته غريمتها فامعنت في طعنها و هي تقول بقسوة
_"اعذري قسوتي .. لكن واجبي هو أن أنقذكِ من أن تضيعي عمركِ في الوهم ... لا تفسري اهتمامه بكِ خطأ يا عزيزتي .. هو فقط يشعر بالمسؤولية نحو ابنة عمه المسكينة ... (عاصي) يحبني أنا .. هو يشفق عليكِ فقط يا مسكينة فلا تستغلي شفقته لتجذبيه نحوكِ .. تذكري هذا .. (عاصي) فقط يشفق عليكِ .. هو لن .."
_"(مايا)"
صرخة (عاصي) باسمها جعلتها تنتفض بفزع و هي تلتفت نحوه و ارتجفت بخوف مع النظرة القاتلة في عينيه بينما نظرت (رهف) نحوه بعينين غمرهما الألم للحظات قبل أن يحل مكانه برود مميت و هي تشيح بوجهها عنه و تتحرك بكرسيها مبتعدة ليتنفس بقوة و هو يتابعها في خذلان ممتزج بالقهر ليعود و ينظر نحو (مايا) المرتبكة بغضب ناري و هتف بحدة و هو يجذبها من كفها بقسوة
_"تعالي معي"
تعثرت في خطواتها خلفه و هو يشدها مبتعداً إلى مكانٍ بعيدٍ منعزل و هتفت باسمه بألم سببته قبضته الشديدة حول معصمها حتى كادت تدميه بينما توقفت (رهف) التي كادت تغادر الشرفة و التفتت تتابعهما بعينيها و دون أن تدري وجدت نفسها تحرك كرسيها تتبعهما بفضول و شعور داخلها يحذرها من أن تذهب .. يخبرها أن ما ستراه أو ستسمعه لن يعجبها أبداً ... وصلت لنهاية الشرفة خلف القصر لتجدها خالية و دارت بعينيها في الحديقة المطلة أمامها بأنوارها الخافتة في تلك الناحية و تراجعت للخلف قليلاً تخفي نفسها في الركن المظلم من الشرفة و عيناها تلتقطان خيالهما المتققاربان و تناهت لأذنيها أصواتهما من بعيد غير واضحة بينما كان (عاصي) يشوح بذراعه غاضباً ... لم تعرف ماذا يدور بينهما و لم تشعر بدموعها التي تتساقط على خديها و قلبها يتوسلها أن تغادر قبل أن تندم بينما تجاهلت هي تحذيره و استمرت في مراقبتهما من مخبأها ... لم يطل الوقت ليحدث ما خشيه قلبها الذي اخترقته سكينة باردة و هي ترى (مايا) تندفع نحو (عاصي) لتحيط عنقه بكفيها و تميل لتلتصق بجسده و تقبله بقوة بينما استقرت كفاه حول خصرها ... شهقت (رهف) بألم و تحركت بكرسيها للخلف و غشيت عينيها الدموع حتى غابت الرؤية عنهما .. ماذا اعتقدت؟ .. أن (عاصي) توقف عن نزواته و أنه أصبح يهتم بها حقاً ... أغمضت عينيها تستعيد اهتمامه بها الفترة السابقة .. خوفه و قلقه و احتواءه لها رغم كل مقاومتها لقربه ... احتضانه لها قبل أيام في انهيارها ... صورته و هو يقترب منها قبل دقائق قليلة ... هل توهمت أنه كان سيقبلها؟ .. هل أوهمت نفسها أنه بدأ ينظر لها كامرأة بالفعل؟ ... كانت محقة فعلاً في اعتقادها .. هو فقط كان يشفق عليها .. كان يشعر بالذنب نحوها لا أكثر ... هو أبداً لن ينظر لها .. لن يشعر بها .. غبية .. شتمت نفسها بقوة ... ألم تقسم لنفسها أنها تجاوزته؟ .. أنها ما عادت تهتم له و طردته خارج حياتها و أنه لا يستحق .. لماذا إذن هذا الألم الذي يمزق قلبها و روحها؟ ... لماذا تشعر أنها ستموت بعد أن رأتهما معاً بهذا القرب الحميم؟ ... لا تبكي .. صرخت داخلها بعنف تحاول منع نفسها من الانهيار باكية بمرارة أمام الجميع ... تحركت تبحث عن مكان تختفي فيه بعيداً عنهم .. و لم تهتم لنظرات الناس التي قابلتها و هي تدخل للقصر تدور فيه بعينيها بتيه و ضياع .. تحركت بحثاً عن غرفة تحبس نفسها فيها حتى ينتهي الحفل و قادتها خطواتها لغرفة في الطابق السفلي منعزلة .. فتحتها و دخلت و لحسن حظها كانت غرفة مكتبة و خالية .. أغلقت الباب خلفها و انفجرت بالبكاء في حرقة .. بائسة .. أي بائسةٍ حمقاء أنتِ يا (رهف)؟ ... تحبسين نفسكِ في مكانٍ غريب و تبكين في حفل زفاف شقيقكِ الوحيد ... تبكين من أجل رجلٍ لا يستحق ... رجلٍ هو لعنتكِ منذ أتيتِ لهذه الدنيا .. لماذا تبكين يا حمقاء؟ .. من أجل رجل هو سبب كل آلامكِ؟! .. هو لا يستحق .. انسيه تماماً .. كيف تفعل؟ ... لقد وشمها بلعنته و لا تعرف كيف تتحرر منه ... لقد توهمت أنها فعلت .. تقسم أنها اعتقدت .. لكن لا .. لم يفت الأوان بعد ... هي لن تضعف مجدداً .. ستذكر نفسها كل مرة حتى لا تضعف ... ستتذكر قسوته و جرحه لها مراراً ... ستتذكر تلك اللعينة التي يحبها .. ستتذكرهما معاً حتى لا تنسى أبداً مرة أخرى ... حتى لا يسحرها من جديد .. و ستنجح .. تقسم أنها ستفعل .. ستذيقه مرارة ما فعل بها أضعافاً مضاعفة ... ستبكي الآن و لكنها ستجعله يدفع ثمن دموعها غالياً ... لن تكون (رهف رضوان) إن لم تفعلها
**************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-17, 12:35 PM   #1355

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هتفت (طيف) في (رواء) و هي تهبط من السيارة
_"هيا (رواء) .. (سمارا) لم تتوقف عن اتصالاتها المزعجة .. لقد تأخرنا كثيراً"
رفعت حاجبيها بذهول مصطنع و قالت بسخرية
_"حقاً؟ .. و من السبب في تأخرنا باعتقادكِ؟"
هتفت (طيف) بنزق و هي تشير لثيابها
_"هل كنتِ تريدينني أن أتسرع و أفسد طلتي ... هذا الحفل يتطلب الظهور بمستوى عال و لا مجال لأي خطأ"
و جالت بعینی?ا في المكان بانب?ار لت?مس قائلة
_"واو .. لم أتخیل الحفل سیكون ب?ذه الروعة (رواء) .. انظري .. ياللروعة"
تن?دت (رواء) بیأس من شقیقت?ا الصغرى التي تابعت بحماس و ?ي تخرج ?اتف?ا
_"یجب أن أصور كل شيء ... سأغیظ الفتیات ب?ا"
مالت) رواء (?امسة من بین أسنان?ا
_"تعقلي) طیف (و إلا سأجعلكِ تندمین أنكِ رافقتیني للحفل .. كان یجب أن أترككِ بالمنزل"
?مست باعتراض متذمر
_"(?تلر) المستبدة ... ?ل ?نت علیكِ لتتركینني و تأتین لتستمتعي أنت و (سمارا) ?نا ... أتبخلین علي بحضور حفل للطبقة العلیا و الاستمتاع بـ "
قطعت جملت?ا مع التفاتة (رواء) ل?ا و توقف?ا لتبتلع لعاب?ا بخوف من نظرة شقیقت?ا الصارمة التي ?تفت بحدة
_"ایاكِ (طيف) ... ایاكِ أن أسمعكِ تنطقین ب?ذه الكلمة مجدداً ، مف?وم؟"
?مست بقلق
_"(رواء) أنا لم"
رفعت سبابت?ا في وج??ا بغضب لم تف?م (طیف) سببه
_"لا شيء اسمه طبقة عليا و أخرى سفلى أتفهمين؟ .. ?م أناس عاديون .. مثلنا تماماً لا یتفضلون علینا بشيء ... لدی?م الكثیر من المال أجل .. لكن ?ذا لا یعني أن تنب?ري ب?م ل?ذه الدرجة و تستقلي بنفسكِ و عائلتكِ ، مف?وم؟"
قطبت بحیرة و قالت بعد لحظات بضیق
_"لا لم أف?م یا) رواء ... (ما سبب انفعالكِ الغریب ?ذا؟ ... ماذا فعلت لكل ?ذا؟ .. كنت أمزح فقط و لن أستقل بنفسي لمجرد رؤیة ?ذا البذخ .. أنا لست غبیة ل?ذه الدرجة و فخورة بنفسي و بعائلتي"
أغمضت) رواء) عینی?ا و ?ي تشتم نفس?ا لانفلات أعصابها ، لكن?ا لم تحتمل .. و كلمة (طیف) التي نطقت?ا دون وعي ضغطت على جرح?ا القدیم لینزف من جدید كأنه لم یبرأ بعد كل ?ذه السنوات .. طبقة علیا ، ?ه؟ .. فكرت بسخریة و ?ي تفكر في المرة التي جرؤت فی?ا و تجاوزت حد?ا كما أخبرو?ا و وقعت في حب ابن عائلة من الطبقة العلیا .. حب لم یمنح?ا سوى جراح غائرة في عمق روح?ا لم یتوقف نزیف?ا حتى اللحظة .. كانت ساذجة و اكتشفت أن الواقع یختلف تماماً عن أحلام الفتیات الصغیرات و قصص الروایات .. كانت صغیرة و ساذجة .. رباه لقد كانت بالكاد تقترب من سنوات?ا الثمانیة عشر و لم تتجاوز?ا إلا و قد خسرت روح?ا و نفس?ا و قلب?ا الذي تمزق على یدیه و على ید عائلته دون رحمة ... عائلت?ا التي تأذت ... والد?ا الذي ?ددو?ا به لتبتعد .. تنفست بصعوبة و ?ي تحاول الخروج من ثقب ذكریات?ا الأسود بصعوبة لینقذ?ا صوت (طیف) تقول بقلق
_"(رواء) أنتِ بخير؟"
فتحت عینی?ا تنظر ل?ا و ابتسمت بشحوب و ?ي ت?ز رأس?ا و قالت و ?ي تربت على كتف?ا و تعاود طریق?ا
_"أنا بخیر حبیبتي ... أعتذر على غضبي الغیر مبرر .. لقد تذكرت شیئا زاد من توتري المسبق .. تعرفين أنني لا أحب أجواء هذه الاحتفالات"
تأملت?ا بتدقیق و قررت تجا?ل أسئلت?ا التي تعرف أن?ا لن تحصل على اجابة لها أبداً .. تعرف إلى أین جنحت (رواء) بذكریات?ا .. لم تكن صغیرة للدرجة التي تجعل?ا تنسى مأساة شقیقتها و أسرتها قبل سنوات و لا بكاء?ا للیالي طویلة و انكسار?ا حتى استعادت نفس?ا بعد فترة طویلة و أصبحت أقوى و مع مرض والد?ن الذي أعقده أصبحت ?ي عماد البیت و حیاة أسرت?ا كل?ا ... أصبحت أصلب و أقوى أو ?كذا ظنت (طیف) لكن?ا الآن باتت تشك في أن تكون شقیقت?ا قد تجاوزت ماضیها حقاً .. ربما ?ي ققط تدعي أمام?م أن?ا قد فعلت .. و أنها قوية .. رمت أفكار?ا خلف ظ?ر?ا و لحقت بشقیقت?ا مسرعة و عینا?ا تبحثان عن شقیقت?ا الأخرى حتى وجدت?ا فاندفعت نحو?ا و شدت كف?ا تأمر?ا أن تذ?ب مع?ا لتبارك لـ(راندا) و ابنة عم?ا .. ابتسمت (رواء) و ?ي ت?ز رأس?ا و تحركت تنوي اللحاق ب?ما لكن?ا توقفت و ?ي تلمح رئیس?ا یقف بتحفز أمام أحد?م فتحركت نحوه بقلق و لم تكد تصله حتى كان الرجل قد غادر مبتعداً بینما وقف (?شام) یتبعه بعینیه لیشیح ب?ما في الاتجاه المعاكس ... اقتربت منه و ?مست تنادیه لیلتفت ل?ا بتساؤل قبل أن یبتسم و یقول
_"مرحباً (رواء) .. لقد أتيتِ أخيراً"
ابتسمت برقة و قالت
_"مرحباً سیدي .. مبارك لك و لـ(راندا) .. أتمنى لكما السعادة دوماً"
?ز رأسه مبتسماً و قبل أن یشكر?ا كانت سالفة الذكر قد ?بطت فوقهما دون سابق انذار و ?ي تقول بینما تدیر عینی?ا بین?ما
_"مرحبا (رواء) .. كیف حالكِ؟ .. ظننتكِ لن تأتي"
ابتسمت ل?ا و اقتربت تحتضن?ا قائلة
_"و كيف أفعل؟ .. مبارك لكِ) راندا) .. فلتسعدي دائما عزیزتي"
بادلت?ا العناق مبتسمة قبل أن تختفي ابتسامت?ا و ?ي تلمح ابتسامة (?شام) الساخرة و عیناه تلمعان باستمتاع بعد ان أدرك أن?ا لم تقاوم غیرت?ا لرؤیت?ا له مع (رواء) واندفعت لتقاطع?ما ... قطبت حاجبی?ا و ?ي ت?مس داخل?ا
_"لیذ?ب للجحیم ذلك الوغد .. أنا لا أغار أنا فقط أحافظ على صورتنا أمام الناس .. ماذا سیقولون عندما یرونه یقف بعیدا عن عروسه مع امرأة أخرى"
و حادت بعینی?ا نحو) رواء) تتاملها بعينين ناقدتين بفستان?ا الحریري الرقیق و حجاب?ا و ?مست داخل?ا بتذمر و غيرة أنثوية
_"امرأة فاتنة مثلها"
شعرت بلمسة كفه لخصر?ا فانتفضت لیقول ضاحكاً و ?و یحیط خصر?ا بذراعه
_"استرخي حبیبتي و تمالكي نفسكِ ... تكادین تأكلین (رواء) بعینیكِ .. قد أظن فعلا أنكِ تغارین علي"
أشاحت بوج??ا و تحركت شفتی?ا بتذمر جعله یضحك بقوة و ?و یبتعد ب?ا عائدين لمجلسهما ، بینما يلوح لـ(رواء) التي ابتسمت لرؤیت?ا مشاكسة (?شام (لزوجته العنيدة و تمنت ل?ما السعادة من قلبها ، فرئیس?ا یستحق كل خیر و سعادة و ?ي تعرف (راندا (جیدا و تعرف أن?ا ستسعده ... فقط لو تعترف بحب?ا الواضح له .. تحركت مبتعدة قلیلا نحو الحدیقة ف?ي لا تحتمل الضوضاء العالیةو لا حضور الأعراس و لولا أنه زفاف رئیس?ا لما حضرت الحفل .. كان ال?واء یحرك فستان?ا بنعومة و یلامس بشرت?ا لتبتسم باسترخاء و ?ي تتنفس بعمق ... ستحصل على بضع دقائق بعیدا عن الصخب قبل أن تعود لشقیقتی?ا .. حانت من?ا نظرة لشرفات القصر البعیدة نسبیا عن مكان الحفل و قطبت حاجبی?ا بحیرة و ?ي تلمح شبح یتحرك بكرسي متحرك .. اقتربت محاولة معرفة ?ویة الفتاة التي سرعان ما تحركت نحو بؤرة الضوء لتتسع عینا) رواء (و ?ي تكتشف أن?ا (رهف) .. یبدو أن?ا حزینة و تبكي .. ماذا أصاب?ا یا ترى؟ .. تحركت تنوي اللحاق ب?ا لكنّ أصواتا مرتفعة في الجوار أوقفت?ا لتلتفت بتساؤل و بحثت بعینی?ا عن مصدر?ا قبل أن تنتبه لخیال طویل اندفع في اتجا??ا بغضب یتبعه خیال أقل حجما لامرأة تصرخ فیه أن ینتظر .. تراجعت بارتباك قبل أن تش?ق بقوة و ?ي تتعرف ?ویة الرجل الذي اقترب من?ا و سمعته یشتم بغضب قبل أن ی?تف
_"اغربي عن وج?ي (مایا) و إلا لن یحدث لكِ طیب .. أتف?مین؟"
احتبست أنفاس?ا بقوة عندما وقعت عیناه علی?ا لتتوقف خطواته فجأة و ابتلعت لعاب?ا بقلق و ?ي تفكر محاولة ربط حالة (ر?ف) المنهارة ، بوجوده مع تلك المرأة ذات الثیاب القصیرة و المغریة في نفس المكان الذي أتت (رهف) من جهته .. ?ل رأت?ما معا؟ .. ?ل كانا .. توقفت عینا?ا بذ?ول فوق شفتیه و فقدت القدرة على النطق للحظات قبل أن یشتعل الغضب داخل?ا ببطء فیما قال (عاصي) بد?شة و ارتباك
_"(رواء) .. أنتِ ?نا؟ .. متى أتیتِ؟
رفعت حاجبی?ا في سخریة محت?ا تلك المرأة و ?ي تقترب لت?تف بغضب و ?ي تراها
_"و من ?ذه ?ي الأخرى؟ .. صيدك الجدید (عاصي رضوان)؟"
التفت ل?ا ?اتفا بغضب مجنون
_"اغربي عن وج?ي) مایا) و لا تستفزیني أكثر و إلا سأجعلكِ تعضین أصابعكِ ندما ، أفهمتِ؟"
اقتربت تلامس ذراعه بنعومة و ت?مس باسمه لی?تف
_"(مایا) .. أقسم لو لم تذ?بي حالا و إن تجرأتِ و أظ?رتِ وج?كِ أمامي مرة أخرى ستندمین على عودتكِ للبلد من جديد .. ?یا اذ?بي"
رمقته بغضب قبل أن تندفع بخطوات عنیفة تتبع?ا عینا) رواء) بسخریة مختلطة بالقرف قبل أن تلتفت نحو (عاصي) الذي وقف أمام?ا محرجاً و ?و یتساءل منذ متى و ?ي تقف بقرب?ما .. ?ل رأت (مایا (و ?ي تـ .. قاطعت أفكاره و ?ي تخرج من حقیبة ید?ا مندیلا ورقیا و تقدمه له فنظر ل?ا بتساؤل فقالت بسخریة و ?ي تشیر لفمه
_"امسح أحمر الشفاة عن فمك سید (عاصي) .. لا یصح أن تخرج أمام الضیوف ?كذا .. سیخمنون بالتأكید ماذا كنت تفعل"
اتسعت عیناه و ?و یرفع اصابعه نحو شفتیه ومسح علی?ما قبل أن یشتم و ?و یرى أثر حمرة الشفاة علی?ا و رفع نظره یرمق تلك الباردة التي وقفت أمامه تتحدث ببساطة كأنما تحدثه عن حالة الطقس .. قطب حاجبیه في ضیق قبل أن ینتزع المندیل من?ا و یمسح شفتیه بقوة مزیلا أثر قبلة (مايا) و ?و یشتم?ا داخل?ا .. تلك اللعینة .. لقد باغتته و ?و منشغل بغضبه من?ا و ت?دیده ل?ا بأن تبتعد عن طریقه و أنه سیقطع لسان?ا لو حاولت الاساءة لـ(ر?ف) مجددا ... لا یعرف ما الذي جعل?ا تفعل ?ذا فجأة .. قاطعت (رواء) أفكاره و ?ي تتحرك تنوي العودة للحفل بعد أن رمقته بضیق شدید ... لقد ظنته تغیر حقا .. ظنته یعشق تلك الصغیرة الرقیقة (ر?ف) ... لكنه لن یتغیر و لن یتخلى عن عبثه أبداً .. ?تف ب?ا یوقف?ا مكان?ا و قد التقط نظرات?ا و فهمها
_"(رواء) انتظري.. لقد ف?متِ الأمر بشكل خاطيء .. لم یحدث ما تـ "
قاطعته قائلة ببرود?ا المعتاد الذي یرفع ضغط دمه
_"حیاتك و أنت حر فی?ا سید (عاصي) .. لیس من حقي أن أفرض علیك رأیي ، فيبدو أنك لن تتغير و لو بعد مائة عام"
رمق?ا بتج?م وحاول ف?م سبب غضب?ا المكتوم لیقول و ?و یكتف ذراعیه
_"ماذا؟ .. ?ل جرحت براءتك آنسة) رواء)؟ .. أم أنكِ تغارین؟"
ش?قت بحدة و ?ي تتراجع للخلف فابتسم بعبث .. أخیرا ردة فعل طبیعیة من ملكة الثلوج التي رمقته بغضب و هتفت بحدة
_"أنت وقح"
و نظرت له بضيق شديد قبل أن تشير نحو القصر متابعة
_"أنا أشفق فقط على تلك المسكينة التي ستقتلها يوماً قبل أن تتوقف عن عبثك و تكسر قلبها مرة بعد أخرى"
تلاشت التسلية تماماً من عينيه و هو يتلفت حيث أشارت قبل أن ينظر لها من جديد بتساؤل فهتفت به مجيبة تساؤله المتوجس
_"(رهف) رأتكما معاً و غادرت لتوها"
اتسعت عيناه و شتم بقوة لتزفر بحنق و هي تهتف به
_"توقف عن الشتم بداعي و بدونه لو سمحت .. ماذا تنتظر بوقوفك هكذا؟ .. تصرف .. الحق بها و فكر في عذر تقنعها به"
قال بتجهم و هو يلعن (مايا) و الصدفة السوداء التي أوقعتها في طريقه الليلة و عاد يهتف بـ(رواء) التي بدأت تتصرف كقطة غاضبة مدافعة عن صغارها
_"أين ذهبت؟"
هزت كتفيها و أشارت نحو القصر
_"لقد دخلت لهناك .. أعتقد أنها كانت تبكي"
أغمض عينيه يزفر بيأس لتتابع هي بنبرة غامضة جعلته ينظر لها بدهشة و تساؤل
_"استمر في جرحها بهذه الطريقة سيد (عاصي) و صدقني لن تجد في قلبها الذي تحول لشظايا على يديك .. لن تجد و لا ذرة معزة و لا حب تجعلها تغفر لك و تعيدك لحياتها"
تركته مغادرة تتبعها عيناه يفكر في كلماتها و هو يتساءل لأول مرة عن (رواء) الحقيقية .. تلك التي تختبيء خلف قناعها الجليدي المتقن .. هز رأسه يطرد كل الأفكار من رأسه و هو يتحرك مندفعاً للداخل بحثاً عن صغيرته التي لابد أساءت فهم كل شيء و انقبض قلبه في ألم و هو يتذكر (رواء) تخبره أنها كانت تبكي .. تباً لقد تعقدت الأمور أكثر .. هل كانت (مايا) تعلم أنها تقف خلفهما؟ .. ألهذا قبلته فجأة؟ .. تلك اللعينة ... لو وقعت بين يديه الآن لن يرحمها أبداً .. حسناً لن تفلت بفعلتها هذه .. الآن عليه أن يصلح ما أفسده من جديد .. و لو كان يعرف (رهف) جيداً أو كما أصبح يعرفها في نسختها الجديدة ، فهي لن تستمع له و لن تغفر و ستعود به مجدداً إلى نقطة الصفر في علاقتهما و هذه المرة لن تغادرها أبداً و لن تسمح له بالاقتراب منها و لو انشاً واحداً .. رباه أي حظ هذا .. أي حظ تملكه (عاصي رضوان) ..
**************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-17, 01:01 PM   #1356

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتسمت (سؤدد) بخفوت و ?ي تتطلع لشقیق?ا الذي یكاد یطیر من السعادة و ?و ینظر لحبیبته التي وضع أخیراً خاتم خطبته في اصبع?ا و غامت عینا?ا بحنان لأجل?ما و ?ي تتحرك نحو?ما لت?نئ?ما .. احتضنت (?امیس) و باركت ل?ا بحب قبل أن تتجه لشقیق?ا الذي تج?م بغضب لافساد (زیاد) للحظته السعیدة مع (هامیس) ... احتضنته بحب و باركت له لیضم?ا بقوة و ?و یقول
_"شكراً لكِ (سؤددي) .. لولاكِ لما تم الأمر ب?ذه الروعة .. أنت الأفضل حبيبتي"
ربتت على كتفه و قالت بحب
_"فلتسعدا دائماً حبيبي"
أومأ برأسه في سعادة و ?و یناظر?ا بحنان و یتمنى داخله أن تتجاوز آلام?ا و تمضي بمستقبل?ا و تجد من یعوض?ا كل ما مرت به ... من یحب?ا و یمنح?ا الحب و السعادة التي تستحق?ا ... تأملت (سؤدد) أفراد عائلت?ا الذین حاوطوا (سیف) و (?امیس) مباركین و قد أصبحت سعادت?م مضاعفة و خفق قلب?ا في سعادة حقیقیة غابت عن?ا طویلاً .. تراجعت مبتعدة تتحرك بین الضیوف تستقبل تحیات معارف عائلت?ا برسمیة و بابتسامة دبلوماسیة هادئة و دارت بعینی?ا في الحفل تطمئن إلى أن كل شيء یسیر على ما یرام ... شعرت بصداعها يزداد ف?ي لم تهدأ لحظة واحدة من أول الیوم لكن?ا تحاملت على نفس?ا تقاوم التعب الذي تشعر به .. یكاد الحفل أن ینت?ي و سترتاح بعده كما ترید ، كما أنها لن تضطر للذهاب لعملها فجد?ا الحبيب أجبر?ا على طلب اجازة منه حتى توافق على قراره بمرافقة حارس شخصي ل?ا .. زفرت في حنق و ?ي تعاود التفكیر في حل للمشكلة التي وقعت فی?ا فمع إصرار جد?ا لن یمكن?ا ال?رب أو الرفض ... إذن لا حل آخر أمام?ا سوى أن توافق و بالمقابل ستعمل على أن تحیل حیاة ذلك الرجل إلى جحیم حتى یتوسل إلى جد?ا ليعفيه من عمله مع?ا .. أجل ?ذا ?و .. ?ذا ?و الحل الوحید لمشكلت?ا ... و عندما یأتي الأمر للتصرف بوقاحة و برود و بطریقة تدفع الطرف المقابل للانتحار ق?راً من معاملتها ، فلا أحد آخر قادر على التفوق علیها في هذا المجال .. ?ي خبیرة في ابعاد الآخرین عن طریق?ا .. حسناً .. إذا استبعدت صدیقت?ا (ریماس) و زوج?ا (كرم (بالطبع ... تن?دت بأسى و ?ي تتذكر مكالمت?ا الأخیرة مع (ریماس) لتطمأن على وضعه .. لازال كما ?و .. لا تعرف إن كان سیغادر غیبویته أم لا .. (ریماس) إلى جواره و ?ذا ما یحتاجه لیعود .. ?ي متأكدة أن سماعه لصوت?ا سیشجعه على الشفاء .. ابتسمت بسخریة من تفكيرها .. ماذا یا (سؤدد)؟! .. صرتِ تفكرین برومانسیة غریبة .. لابد أنه تأثیر كل هؤلاء الحمقى الواقعین في الحب حولها .. یبدو أن عدوا?م أثرت على عقلها أخيراً .. تحركت و ?ي ت?ز رأس?ا بسخریة قبل أن تتجمد خطوات?ا و عینا?ا تلتقیان بعینین حادتین كانتا تتأملان?ا بوقاحة شدیدة و صاحب?ما یتفحص?ا من قمة رأس?ا حتى أخمص قدمی?ا لینقبض قلب?ا بقوة بینما اقترب ?و من?ا قائلاً بنعومة ثعلب وجد صیده الذي كان یبحث عنه
_"آه .. (سؤدد) الجميلة .. و أخيراً التقینا من جديد عریزتي"
قاومت شعور?ا بالصدمة و ?ي تراه أمام?ا ... لن تسمح له بالاستمتاع بصدمت?ا لوجوده .. تنفست بقوة و قالت بخشونة
_"سيد) منذر) .. أي ریاح مشؤومة ألقت بك ?نا؟ .. لا أذكر أنني وج?ت لك دعوة للحضور"
ضحك باستمتاع شدید لیقول بعد لحظات بت?كم و ?و ینظر للنار التي تشتعل بحیاء تحت جلید عینی?ا
_"آه كم ?ذا مؤلم لغروري عزيزتي .. )سؤدد) الجمیلة ... أعرف جیداً مشاعركِ الفیاضة نحوي و كم ساءني الآن أن أعرف أن الدعوة التي وصلتني لم تكن منكِ جمیلتي"
قالت ببرود و ?ي تنظر إلیه
_"لا أعرف من دعاك بالضبط سید (منذر) ... لكنه بالتأكید لا یعرف أي جریمة ارتكب?ا في حقنا و ?و یدعوك لتحضر حفلاً یخص عائلتي .. لابد أنك تعرف طریق الخروج بنفسك أم أنك تفضل أن أرافقك بنفسي للخارج"
ضحك بقوة و ?و یرجع برأسه للخلف قبل أن یقول و عیناه تعودان لتمسحا بوقاحة جسد?ا الممشوق الذي أظ?رت رشاقته و طوله بذلة أنیقة من قطعة واحدة بجزئ?ا العلوي المتمثل ببلوزة بیضاء بدون أكمام تعلقت حول رقبتها و تعانقت كسرات?ا بتمايل فوق الصدر لتكتمل ببنطال أسود متسع نسبیا بینما غطت كتفی?ا و ذراعی?ا بجاكیت أسود قصیر لا یكاد یصل لخصرها و اكتفت بقرطين أسودين يشبهان عنقودي عنب .. رفع عینیه لشعر?ا الأسود الذي كعادت?ا صففته في تسریحة عملیة أخفت جماله ، لكن?ا مع ذلك منحت?ا مظ?راً خاصاً زاد جاذبية ملامح?ا السمراء الرقیقة التي تغطی?ا دائما بقناع بارد یجعل?ا كنجمة باردة بعیدة المنال و لیت?ا تعرف كم یجعل?ا ?ذا جذابة بطریقة لعینة لعينيه الخبيرتين بالنساء و كم تست?ويه و تثير متعة الصید داخل رجل مثله .. عنيدة متمردة .. باردة كالثلج و تحرق كالنار .. امرأة قوية لم يقابل مثلها من قبل .. مزيج مغوي من الثلج و النار في امرأة واحدة ... قاوم منحنى أفكاره بصعوبة و ?و ینظر إلى عینی?ا اللتین ناظرتاه ببرود لیبتسم قائلاً بوقاحة مجیباً على سؤال?ا المعلق
_"بالطبع إن كنتِ سترافقینني بنفسكِ فمن أكون أنا لأرفض ?ذا الشرف .. و بالطبع سأفضل أكثر لو رافقتِني لمكان هاديء كشقتي مثلاً .. لأمكننا التحدث ب?دوء في كل الأمور العالقة بیننا عزيزتي و الاتفاق بما يحقق مصالحنا المشتركة"
ضعطت على شفتی?ا تمنع نفس?ا من الاستسلام لمحاولاته الواضحة لاستفزاز?ا و قالت ببرود أشد
_"لا مجال بیننا لأي نوع من الحدیث سید (منذر) و توقف عن منادتي بعزیزتي فلست عزيزتك و لا أنوي أن أكون .. هل تفهم؟"
مط شفتیه بأسف مصطنع و ?و یوقف باشارة من سبابته أحد السقاة الذین مروا بجوار?ما و تناول كأساً من العصیر لنفسه و آخرا ل?ا لكن?ا لم تمد ید?ا له و اكتفت بنظرة باردة إلى یده ف?ز رأسه معیدا الكأي للناد و هو يصرفه و قال بینما یرتشف القلیل من كوبه
_"ألا تقدمون سوى العصائر ?نا جميلتي؟ .. كم هذا مؤسف"
رمقته بنظرة قاتلة و قالت ببرود
_"أوه.. ?ل جرحنا مشاعرك سید (منذر)؟ .. نحن لا نقدم المشروبات الكحلیة لسوء حظك .. ابحث عن?ا في مكان آخر .. أنا واثقة أنك لن تعدم أن تجد?ا بعيداً عن ?نا .. في أحد النوادي الليلية التي تخضع لنفوذك مثلاً ... بعد اذنك"
قالتها و أدارت ظ?ر?ا له تنوي المغادرة لیوقف?ا و ?و یقول بغموض بینما یرتشف مجددا من كأسه
_"لم تسألینني بعد لماذا أنا ?نا (سؤدد)؟"
التفتت له تنظر له ب?دوء للحظات لیقول و ?و یتحرك لیقطع الخطوات التي ابتعدت?ا و وقف قریباً من?ا بدرجة خطيرة جعلت قلب?ا یرتجف و تصلب جسد?ا بانذار خطر و قبضت على كفها بقوة تمنع نفس?ا من اظ?ار خوف?ا لقربه بینما تابع ?و و ?و ینظر في عینی?ا
_"جئت لأبارك لكم بالطبع مناسبتكم السعیدة هذه و لأتمنى لكِ .."
و نزلت عیناه على ذراع?ا المصابة التي تعلقت في حمالة كتف?ا و قال و ?و ینظر ل?ا قائلاً بنبرة ذات مغزى
_"الشفاء العاجل بالطبع ... لكِ .. و لصدیقكِ الذي یرقد الآن في غیبوبته تلك و لا أحد يعرف إن كان سيغادرها حياً أم لا"
و مط شفتیه بأسى مصطنع بینما عینا?ا اتسعتا و ?ي تسمعه یتابع
_"أحمد لله أنكِ تجاوزت الحادث بسلام عزیزتي لا أعرف ماذا كنت سأفعل إن أصابكِ مكروه بسبب حماقة بعض رجالي الذين أساءوا فهم الأوامر"
تسارعت أنفاس?ا و ?ي تنظر له قبل أن ت?تف من بین أسنان?ا
_"أی?ا الحقیر .. ?ل أتیت إليّ لتعترف بجرائمك أمامي بكل وقاحة؟ .. هل تظنني شككت للحظة أنك أنت خلف ما حدث؟"
رفع حاجباً ساخراً و ابتسم و هو يميل برأسه جانباً و هو ينظر لها قبل أن يقول بعبث و هو يهز رأسه
_"تؤ تؤ .. لسانك الجميل هذا لا يليق به أن يشتم هكذا عزيزتي .. و بالمجيء لاتهاماتكِ القاسية لي .. ربما أنتِ محقة فيما يخص صديقكِ العزيز .. لكن بالنسبة لكِ ، فدعيني أخبركِ .. هنا خانكِ تفكيركِ ... لم أكن لأخاطر بتعريض حياتكِ للخطر بهذه الطريقة جميلتي ... هناك طرق أكثر فاعلية لأجعلكِ تتراجعين دون أن أخاطر بخسارة كل هذا الجمال"
قالها و هو يرفع كفه يلامس خدها بنعومة لتشتعل عيناها بالنيران التي جعلته يبتسم باستمتاع أكبر بينما هتفت و هي تدفع كفه بعيداً عنها
_"انتبه لتصرفاتك معي سيد (منذر) .. لست احدى نساءك لتتصرف معي بهذه الوقاحة"
أغمض عينيه و مط شفتيه بأسف و هو يقول
_"للأسف لستِ كذلك .. فكل محاولاتي معكِ لم تجدي نفعاً ، صحيح؟!"
و فتح عينيه ينظر لها بعبث جعلها تكز على أسنانها بغضب مكتوم و همس متابعاً
_"لكني أؤكد لكِ أنني أعاملهن برقي و لم تشكو احداهن أبداً .. يمكنكِ أن تسأليهن بنفسكِ لتطمأني"
أغمضت عينيها و تنفست بقوة لتقول و هي تفتحهما تنظر له ببرود مستفز
_"اختصر سيد (منذر) .. ما الذي تريده بالضبط؟"
تنهد و هو يهز رأسه بيأس مفتعل من ردود فعلها قبل أن يقول بجدية
_"للمرة الأخيرة (سؤدد) و سأخبركِ بنفسي هذه المرة لأنني لا أضمن النتائج ... تخلي عن تحقيقاتكِ الغبية هذه فلن تصلي لأي شيء من خلفها ... لن تستفادي سوى أن تجلبي المصائب لنفسكِ و لمن يهمكِ أمرهم"
قالت ببرود و هي تنظر له بتحدي
_"هل تهددني الآن سيد (منذر)؟"
هز كتفيه بلامبالة و أجابها
_"أنا أخبركِ بما سيحدث حتماً إن رفعت يدي عنكِ (سؤدد) .. لما برأيكِ لازلتِ بخير حتى الآن رغم كل ما تفعلينه؟ .. فقط لأنني أمنعهم عنكِ حتى اللحظة .. حسناً إن استثنينا ما أصابكِ مؤخراً فلم يكن لي دخل به .. كان خطأ غير مقصود و من الجيد أنكِ نجوتِ ، لكن لا تعتمدي على حظكِ كثيراً و لا تستنفذي فرصكِ معهم جميلتي .. فتدخلي لأجلكِ لن يجدي نفعاً في المرة القادمة إن استمريت بمهاجمة عش الدبابير كما تصرين .. توقفي عن هذا فكل محاولاتكِ لا فائدة منها و ستكتشفين في النهاية أنكِ كنتِ تحاربين طواحين هواء"
بادلته نظرة متحدية ابتسمت بعدها بتهكم و هي تقول
_"لو أن تحقيقاتي لا تثير خوفكم لهذه الدرجة أنت و من خلفك يا سيد (منذر) لما لجأتم لتهديدي تارة و لقتلي أنا و رفيقي تارة أخرى ... إن كنت لا أؤثر على عملكم كما تقول و لا فائدة من حربي لكم ما كنت أتيت لتحذرني بنفسك و تهددني لأبتعد"
تأملها للحظات بغموض قبل أن يقول بهدوء
_"لقد حذرتكِ عزيزتي و تحملي النتائج ... انظري حولكِ و تأملي وجوه كل أفراد عائلتكِ السعيدة جيداً و احفريها بعقلكِ ، فربما كانت آخر مرة تلمحين فيها ابتساماتهم"
انقبض قلبها بقلق مع نبرته و نظرة عينيه التي ازدادت خطورة و هو يهمس
_"خصوصاً ابنة خالكِ الشقراء الفاتنة ... اسمها (وتين) ، صحيح؟ .. خسارة أنها أخفت خصلاتها الجميلة تحت الحجاب رغم أنني أخبرتها كم يعجبني كصاحبته تماماً"
انتفضت بقوة و هي تنظر له بذهول بينما حادت بعينيها في خوف نحو (وتين) التي وجدتها تختلس النظر نحوهما في قلق شديد و أفكاراً مرعبة بدأت تلتهم قلبها بينما يتابع هو بعبث
_"أتعرفين أنها نوعي المفضل بكل تفاصيلها .. عكسكِ تماماً عزيزتي و رغم هذا يمكنني أن أتجاوز مسألة نوعي المفضل من أجلكِ أنتِ .. في النهاية أنتِ .. امرأة من نوع خاص جداً و نادر جداً .. جداً يا (سؤدد)"
كانت تستمع له بذهول و عقلها لا يتوقف عن العمل فلم تنتبه لاقترابه منها أكثر إلا عندما ارتجف جسدها لاارادياً حين مال على أذنها كأنما يهمس لها بشيء و سمعته يأخذ نفساً عميقاً و هو يغمض عينيه يستنشق عطرها باستمتاع قبل أن يهمس
_"ممم .. عطري المفضل .. لا تغيريه جميلتي"
اتسعت عيناها و هي تشعر به قريباً منها لهذه الدرجة و انقبضت كفها بقوة و احتبست أنفاسها بصدرها بينما ابتعد هو بسرعة كما اقترب و نظر لها مرة أخيرة قائلاً
_"فكري جيداً في كلامي (سؤدد) و لا تجبريني على اتخاذ خطوات لن تعجبكِ أبداً عزيزتي ، اتفقنا؟"
قالها و تحرك مغادراً أمام عينيها اللتين تابعتاه و قلق رهيب بدأ يتسلل لقلبها و عادت بناظريها لـ(وتين) التي كانت تبتسم لـ(زياد) و انتبهت هذه المرة أن وجهها شاحب و ابتسامتها متوترة و عينيها يسكنهما القلق و الخوف بطريقة مقلقة و أغمضت عينيها و هي تتنفس بصعوبة و تحركت تنوي الذهاب لـ(وتين) .. يجب أن تتأكد منها .. يجب أن تعرف من أين لها أن تعرف (منذر) و ما معنى كلماته و لماذا كانت تنظر نحوه برعب هكذا؟ .. قلبها نبض بخوف و هي تتساءل من جديد .. أكان له علاقة باختطاف (وتين)؟ .. و الأسوأ هل كان اختطاف بسببها هي؟! .. بسبب عملها؟! .. أهذا ما لمح إليه (منذر) أم أنها مخطئة؟ .. حاولت تجاوز الضيوف بصعوبة في طريقها لـ(وتين) قبل أن تصطدم بأحدهم بقوة فتأوهت بألم و رفعت وجهها تعتذر لتتوقف الكلمات على شفتيها و هي تتطلع في عينين خضراوين جعلتا قلبها يضيق في صدرها مختنقاً دون أن تفهم السبب ... حدقت في صاحب العينين بحيرة و ازداد اختناقها بينما بادلها هو النظرات للحظة قبل أن تتألق عيناه و يهمس قائلاً
_"(سؤدد)!!"
قطبت حاجبيها و وجدت نفسها تهمس بحيرة
_"هل تعرفني؟ .. هل التقينا من قبل؟"
مال برأسه مبتسماً و فتح فمه ليجيب حين ارتفع صوت (هشام) الغاضب بجوارهما قائلاً
_"مرحباً (سؤدد) ... هل كل شيء على ما يرام؟"
انتزعت عينيها بصعوبة عن الرجل الذي رمق (هشام) بضيق لمقاطعته بينما شتم (فهد) داخله بقوة و هو يلوم نفسه من جديد لموافقته على خطة (عماد) الحمقاء ... لا يعرف لماذا أرسله لهنا و لا ماذا ينتوي بالضبط .. عاد بنظره لـ(سؤدد) التي تنظر نحوه بحيرة و هي تحاول تذكر أين التقته و اختلس نظرة نحو (هشام) الذي ترك عروسه و هرع ليبعده عن (سؤدد) ... تُرى هل يعرف بعلاقة (سؤدد) المتوترة بعائلة والدها و لهذا يريد حمايتها منهم؟ ... انتبه لسؤالها الذي شعر أنه يحمل نبرة توسل داخل طياته كأنما تتوسله أن يخبرها من هو و كأنما حياتها تعتمد على اجابته
_"من أنت؟"
رمق (هشام) ببرود بينما قست عينا الأخير و لمح (فهد) داخل عينيه نيته لمقاطعته فقال
_"ألم تتذكرينني (سؤدد)؟ .. أنا (عماد)"
ارتجف قلبها بقوة و جف لعابها و هي تنظر له بتكذيب لما ذهبت إليه أفكارها التي أكدها و هو يقول بهدوء بينما لمح قبضة (هشام) تتكور بغضب
_"(عماد اليزيدي) .. ابن عمكِ"
تنفست بقوة و هي تنظر في عينيه اللتين أدركت الآن لما كانتا مألوفتين لها و تراجعت للخلف خطوة صغيرة دون أن تشيح بعينيها عنه قبل أن تهمس بشحوب شديد
_"بعد اذنكما"
تابعتها أعينهما لتقسو عينا (هشام) بقوة و هتف و هو يلتفت له
_"هل اكتفيت؟ .. غادر حالاً و إلا أقسم ألا تغادر على قدميك إن انتظرت للحظة أخرى"
قالها لينظر له (فهد) بحاجبين معقودين و شتم من جديد لأنه استمع لـ(عماد) الذي تأكد أنه فقد عقله حتماً بعد ما أصاب (سامر) .. لا يعرف حتى أين هو ذلك الأحمق الذي ورطه و اختفى ... تنفس بقوة قبل أن يبتسم قائلاً بهزة رأس
_"لا بأس سيد (هشام) ... تذكر فقط ما أخبرتك إياه"
قالها و غادر تاركاً (هشام) ينظر خلفه محاولاً فهم ما يخطط له ذلك الرجل .. هز رأسه ليعود و يتطلع بقلق إلى حيث اختفت (سؤدد) التي اتجهت بشحوب شديد نحو مدخل القصر و حاولت تجاوز ضيوف الحفل دون أن تصطدم بهم و هي تتجه نحو غرفتها .. تحركت خطواتها بصعوبة و هي تشعر أن الطريق طويل و يكاد يتهاوى تحت ساقيها ... يجب أن تصل لغرفتها بسرعة قبل أن تفقد وعيها أمام الجميع ... قبل أن يسقط قناعها أمامهم و يظهر ضعفها الذي خان ارادتها و يهددها بظهوره .. ازداد شحوبها و تسارعت أنفاسها بينما تصعد السُلم ببطء .. و عقلها يردد بذهول بينما يسترجع صورة عينيه اللتين رافقتاها دائماً في طفولتها و أحلامها .. (عماد) ... (عماد) عاد من جديد ... وصلت غرفتها بمعجزة و دخلتها و أغلقت الباب خلفها بشرود و هي تشعر بألم شديد في قلبها .. (عماد) .. صديق طفولتها و بطلها الثاني بعد والدها ... بطلاها اللذان انهارا معاً لينهار معهما قلبها الصغير دون رحمة ... (عماد) الذي تركها في الوقت الذي احتاجته إلى جوارها بشدة ... (عماد) الذي تخلى عنها و رحل ... غدر بها و بوعده لها .. لم يحميها كما وعدها في صغرهما .. تخلى عنها و تركها فريسة لمخاوفها و كوابيسها ... شعرت بعقلها يعود ليستعيد مشاعر تلك الطفلة الصغيرة التي عانت في محبسها طويلاً دون أمل في النجاة من الوحوش التي اختطفتها تنتظر فارسها أن يأتي و ينقذها ... أغمضت عينيها و كل كوابيسها تتحرر من محبسها بعقلها و تهاجمها بضراوة ليترنح جسدها بقوة و عقلها يستسلم للدوامة السوداء التي ابتلعتها ، و لم تنتبه في حالتها تلك لباب الغرفة الذي انفتح من خلفها و لا للشخص الذي كان يراقبها من بداية الحفل دون أن تدري و قد منع نفسه بصعوبة من التدخل و اثارة فضيحة و هو ينتزعها من أمام ذلك الوغد الذي كانت تتحدث معه و الذي اقترب منها بطريقة أثارت رغبته في القتل .. تحرك خلفها ما أن وجدها تنصرف بتلك الطريقة الغريبة بعد مقابلتها لـ(فهد)... تبعها حتى غرفتها و دلف مغلقاً الباب خلفه بالمفتاح و التفت ليتطلع نحوها في قلق ازداد و هو يجدها تترنح في وقفتها ، فاندفع نحوها بسرعة مستقبلاً جسدها الذي تهاوى قبل أن تسقط أرضاً و ضمها إليه بقوة هو يهتف باسمها ... تطلع لوجهها الذي شحب بشدة حتى نافس شحوب الموتى و همس اسمها من جديد و هو يشعر بجسدها المتراخي بين ذراعيه .. فكر بحنق .. تباً ماذا أخبرها (فهد)؟ .. ذلك الأحمق .. رفعها و قلبه ينبض بجنون و اتجه نحو فراشها يجلس فوقه و هو لازال يضمها إليه بتملك و خوف بينما فتحت عينيها تتطلع إليه بغشاوة و همست بألم شديد
_"(عماد)"
ارتجف قلبه مع همستها الغارقة بالألم و الضعف و راقبها و هي تغلق عينيها و تغيب عن الوعي فعاد يضمها إلى صدره بقوة و يهمس لها بحنان و هو ينحني ليتنفس رائحتها باشتياق شديد
_"أجل (سؤددي) هذا أنا .. لقد عدت حبيبتي و لن أترككِ مرة أخرى .. لن أفعل أبداً"
شعر بأنفاسها تهدأ بينما استرخت رأسها فوق صدره تهدهدها نبضاته و مسح على رأسها برقة شديدة و غامت عيناه و هو يتأملها ... قريبة منه لهذه الدرجة المعذبة كما لم يحلم من قبل .. كما تمنى و كما اشتاق .. تنفس بقوة و مد يده يفك كعكتها المتزمتة و يحرر خصلات شعرها الأسود الذي اشتاق لملمسه و ازدادت نبضاته قوة و هو يتخلل خصلاتها بأصابعه و همس لها باشتياق و هو يميل ليدفن أنفه في خصلاتها
_"لن أبتعد عنكِ مجدداً (سؤددي) و لن أسمح لأحد أن يبعدني عنكِ مجدداً .. لا أحد"
و نظر لعينينها المغلقتين قبل أن يميل ليقبل جبينها متابعاً بتأكيد
_"و لا حتى أنتِ نفسكِ حبيبتي"
*****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-17, 01:14 PM   #1357

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لم يكد (آدم) ينتهي من حديثه مع (منذر) و يتفقا على استكمال باقي المناقشة بوقت آخر و غادر المكتبة عائداً للحفل متوقفاً أكثر من مرة ليرحب بضيوف العائلة الذين كانوا يتحمدون عودته لوطنه من جديد و بادلهم أحاديثهم بينما عيناه تدوران بحثاً عن صغيريه بقلق .. لا يعرف أين اختفيا .. حاول التركيز مع محدثيه قبل أن يعتذر منهم بعد بعض الوقت و تحرك نحو أفراد عائلته المجتمعين في تلك اللحظة يباركون لـ(سيف) و (هاميس) ... لقد فعلها ذلك الفتى حقاً كما أراد .. تحرك ليبارك لهما هو الآخر بينما لازال يبحث بعينيه عن طفليه الشقيين ... الأيام السابقة التي قضاها منذ عودته اكتشف أنهما لم يعودا ملاكين هادئين كما تركهما بل تحولا بتأثير (راندا) و (زياد) لشيطانين شقيين يشبهان شقيقته و ابن عمه في صغرهما عندما لم يكونا يتوقفان عن خططهما الشيطانية و مقالبهما .. تنهد و هو يبتسم بحنان بينما يبحث عنهما بين الحضور ممشطاً المكان بعينيه .. يتمنى ألا يكونا يخططان لمكيدة ما مستغلين للحفل المزدحم الصاخب .. تحرك مبتعداً بعد لحظات و عيناه تتابعان رحلة بحثهما قبل أن تعودا لنقطة تجاوزاتها دون تركيز و قطب حاجبيه و هو يعود بحثاً عنها .. طعنة قاسية اخترقت قلبه و عيناه تلتقطان الخصلات النارية تلمع تحت الأضواء و تتحرك مع الهواء العابث بنعومة .. لم ير وجه المرأة التي كانت تبتعد لكنّ عينيه تركزتا فوق ظهرها المبتعد و الذي انزاحت عنه بعض خصلاتها أثناء حركتها لتكشف عن بشرتها البيضاء العارية لتشتعل الدماء في عروقه كبركان و تحشرجت أنفاسه بصدره و عقله يخبره أنه يتوهم ... هو يتوهم حتماً ... ليست هنا بالتأكيد .. تسمر مكانه و هو يشعر بقلبه ينتفض داخل صدره يكاد يخترقه من قوة نبضاته و النار التي تكاد تهدد بالانفجار أمام الجميع و تحركت قدماه دون وعي تتبعها ، قبل أن تتجمد قدماه و هو يراها تغير طريقها فأصبح جانب وجهها مقابلاً له لتنتفض كل ذكرياته من سباتها و عيناه تتسمران فوق ملامحها التي لم ينساها أبداً ... إنها هي .. تحرك من جديد لاحقاً بها قبل أن تختفي لكنّ أحد معارفهم المهمين أوقفه فتحدث معه شارداً و عيناه متعلقتان بالطريق الذي اختفت فيه .. و لم يعرف كيف اعتذر من الرجل و اندفع إلى حيث اتجهت لتتوقف عيناه على الشرفة الخالية و تلفت حوله بتساؤل .. هل كان يحلم؟ .. لقد رآها تتجه لهنا .. كانت هي .. هو متأكد .. لم يكن حلماً .. لن يستيقظ مرة أخرى ما أن يلمسها و يكتشف أنها كانت سراباً ... اندفع يبحث في باقي الشرفات دون جدوى ليشتم بقهر و هو يضرب سور الشرفة بقبضته ... أين ذهبت؟ .. أمسك رأسه بكفيه يشعر أنه يكاد ينفجر و تنفس بقوة قبل أن يركل الحائط غاضباً و اندفع ليبحث داخل القصر و خارجه و لم يهتم كيف يبدو و هو يتحرك بين الناس باحثاً عنها بجنون قبل أن يفقد الأمل و يخبر نفسه أنه كان يتوهم لا أكثر ... اتجه نحو القصر و هو يضغط بين عينيه بألم ... تباً لها .. تباً .. حتى متى ستقتله .. حتى متى ستعذبه بطيفها و ذكرياتها التي يحاول اقناع نفسه أنه قد دفنها بعيداً في أعماقه ليجدها تنتفض داخله في لحظة ما أن تخيل له أنه رآها بالقرب .. أوقفه صوت (رفيف) و هي تندفع خلف شقيقها الذي اقترب منه و قال و هو يمسك كفه
_"بابا .. أريد ان أخبرك شيئاً"
تطلع له بارهاق بينما بكت (رفيف) في توسل رقيق عصف بقلبه لينظر لها بقلق و ينحني ليجلس على ركبتيه أمامها و هو يقول
_"ما الأمر أميرتي؟ .. ماذا حدث يا روح بابا؟"
قالت من بين دموعها و هي تنظر لـ(رامي) بحزن و لوم طفولي
_"لا تغضب مني بابا .. لقد بحثت عن الحورية لأعتذر لها لكنها كانت قد ذهبت"
رفع حاجبيه بدهشة قائلاً
_"حورية؟!"
أومأت برأسها قائلة
_"أجل حورية النار بابا .. كانت هنا"
هتف شقيقها
_"قلت لكِ ليست حورية نار (رفيف) .. و أنتِ ازعجتِها لذلك هي رحلت"
عاودت البكاء ليقاطعهما (آدم)
_"مهلاً أنا لم أفهم شيئاً .. أي حورية نار؟ .. ماذا حدث (روفي)؟"
قالت من بين دموعها
_"الحورية ذات الشعر الأحمر مثل النار بابا .. أقسم لك .. هي أخبرتني أنها حورية نار .. لا أعرف لماذا حزنت فجأة و ذهبت"
خفق قلبه بقوة و اتسعت عيناه و هو يستمع لوصف صغيرته ليقول برفق
_"هل كانت عيناها خضراوين حبيبتي؟"
أومأت برأسها ليسألها بهدوء أخفى انفعاله الداخلي
_"و ماذا كانت ترتدي تلك الحورية (روفي)؟ .. أخبريني"
وصفت له الفستان كما تتذكر ليتنفس بصعوبة و قال بابتسامة شاحبة و هو يربت على كتفها
_"لا بأس صغيرتي .. لقد رأيت الحورية و هي أخبرتني أنها ليست غاضبة منكِ .. لكن كان يجب أن تعود لمنزلها"
تطلعت له من بين دموعها مبتسمة ليبتسم و هو يمسح دموعها و يقبل جبينها بحنان و وقف ليقبل جبين (رامي) الذي نظر له باستغراب بينما تحرك (آدم) بخطوات هادئة مبتعداً عن صغيريه و صعد السلالم متوجهاً نحو غرفته هو و (رُبا) ليفتحها بيد مرتجفة و دخل بقلبٍ خافق أشعل الأنوار الخافتة و وقف بمنتصف الغرفة و دارت عيناه بالمكان منتظراً رؤيتها ليغمضهما بعد لحظات محاولاُ استعادة طيفها المبتسم الحنون ليفتحهما بألم و هو يرى أخرى احتلت مكانها بسحرها الناري اللعين كأنما لم تغب عن عينيه لسنوات .. تنفس بقوة و هو يضرب فوق قلبه بقهر ... لقد وجدها حقاً .. وجدها أخيراً .. بعد كل هذه السنوات .. كانت هي .. هو لم يكن يتوهم ... صغيراه رآياها و تحدثا معها ... هل تذكرته عندما رأتهما؟ .. ألهذا هربت؟ .. ألازالت تذكره من الأساس؟ ... امرأة مثلها .. هل تتذكر ضحايا خداعها وسحرها الماكر؟ .. أم أنه كان واحداً ضمن العشرات الذين مروا بحياتها .. تباً لها .. تباً لها .. و تباً له إن لم يجعلها تدفع الثمن .. لقد وجدها و قريباً جداً سيحكم حصاره حولها .. لن يتركها تفلت منه كما فعلت من قبل .. لقد أقسم .. سيجعلها تندم على اليوم الذي اقتربت فيه منه و حاولت ايقاعه في فخها ... ضحك بسخرية مريرة .. من تخدع يا (آدم) .. لقد أوقعتك بك بالفعل .. أوقعت بك كغر ساذج و ضحكت كثيراً و هي تراك مدلهاً في هواها كالأحمق .. لقد خدعتك تلك الجنية اللعينة ... لكن لا بأس .. ها هي قد أتته بقدميها و حان الوقت ليبر بقسمه لها ... لقد أقسم أن يجدها و عندها لن يفلتها من عقابه أبداً ... لن يرحمها .. سيجعلها تتوسل الرحمة و لن يشفق عليها أبداً .. سقط جالساً على ركبتيه و هو يتنفس بغضب و قهر مستعيداً كل ذكرياته معها في باريس قبل سنوات طويلة و تتابعت صورهما و لحظاتهما أمام عينيها لتشتعل نار قلبه و بركان غضبه أكثر و أكثر مع كل لحظة تمر حتى لم يعد يتحكم فيها و رفع رأسه لأعلى صارخاً بحرقة و قهر شديدين و هو يقبض على كفيه بقسوة و توعد
_"(إيفاااااا)"
*************
انتهى الفصل السادس و الخمسون
إن شاء الله ينال اعجابكم و في انتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-17, 01:27 PM   #1358

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

طاقم سؤدد
[IMG][/IMG]


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-17, 01:30 PM   #1359

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فستان رهف
[IMG][/IMG]


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-17, 01:54 PM   #1360

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية سيمو مشاهدة المشاركة
جيييييت... نقول بسم الله ونبدا
- عجبتني حركة أولاد خال وتين طلعوا وحش الغيرة من زياد كان ناقص المسكين
-سيف يا اخي ارحم قلوبنا والله كثير ايه الرومانسية القاتلة دي يا حظك يا ميسا
-والنارية شعلت نار راندا تستاهل خليها تولع ماراح اشفق عليها مطلعة عيون المسكين هشام وحسب رد فعل سيلينا ادم هو المقصود وهي حبيبته القديمة صح؟؟؟؟
-ومنذر هذا شو جابه ماخلصنا منه كأنه فيلم رعب والله حاساته نذير شر ان شاء الله وتين ماتسكت
-اشتقنا لسالم بس شو القصة مع شاهين حرب قديمة جديدة شكلها
ميووووش الجزء كان جمييييل جدا وفعلا ملغم مستنية الجزء الثاني على نار
مساء الخيرات يا جميل
زياد هيلاقيها من باباها و لا من ولاد خالها
سيف و ميسا عصافير الكناريا هيتحسدوا أكيد بعد اللي حصل لازم يتبخروا
متهيألي كده خلاص تأكدنا أن سيلين هي حبيبة آدم اللي بيدور عليها عشان ينتقم
منذر الجزء الجديد هنعرف عنه أكتر و عن خطورته و ايه سبب حضوره
سالم هنعرف جزء من معركته الجديدة مع شاهين و يمكن تفتكروا دلوقتي شاهين لمحت عنه امتى من قبل
إن شاء الله الجزء الجديد يعجبك أكتر يا قمر و عذرا للتأخير
منوراني دايماً


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.