آخر 10 مشاركات
مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ظلام الذئب (3) للكاتبة : Bonnie Vanak .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree101Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-17, 06:26 PM   #1111

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي


مساء الخير على احلى ناس
فعﻻ انا سعيدة ببردودكم و تفاعلكم اﻻكثر من جميل
لكن لﻻسف الكهربا عنا جد ضربت و النت و مش قادرة ارد عليكم رغم جمال الردود و روعتها...
عشان كدة اممممم افكر انزل النصف الثاني من الفصل الليلة لو ما صار شي هيكا عالعشرة بتوقيت غزة و مصر
لو عاوزينه خبروني
و لو بدكم بنزله الخميس لو ربي راد مع الفصل التالي
اﻻمررعائد لكم يا قمرات


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-04-17, 06:42 PM   #1112

عبيركك

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية عبيركك

? العضوٌ??? » 308350
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 7,127
?  نُقآطِيْ » عبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond repute
افتراضي

نزليه اليوم ياايمان والخميس الفصل التالي

عبيركك غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-04-17, 06:44 PM   #1113

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,824
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

يا نهأر ابيض بتسالي بليز نزليه

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-17, 07:48 PM   #1114

eng sarahsnowwhite

? العضوٌ??? » 358196
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 110
?  نُقآطِيْ » eng sarahsnowwhite is on a distinguished road
Smile جميلهرجدا ومختلفهر

نزليه اليوم يا قمر عايزه اعرف باقي الاحداث

eng sarahsnowwhite غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-17, 08:27 PM   #1115

ayattoy
 
الصورة الرمزية ayattoy

? العضوٌ??? » 383286
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 442
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
افتراضي

السلام عليكم
الفصل اكتر من رائع سلمت يداك واتوقع احداث مثيرة للبني و اغيد مع معرفتها بامر زواجه السابق اما بالنسبة لمهاب اول مرة يواجه لين و يقولها خقيقة مشاعره من ناحيتها و خصوصا توقعه انها تستغله لاهداف خاصة بها و اعتقد انها ممكن تثبت له العكس و انها فعلا بتحبه اما بالنسبة لعلاء و هدي وحشوني جدا و اتمني ان علاء يحاول يحسن علاقته بها لانها فعلاهو و امها استنزفوا مشاعرها و حساها علي حافة الانهيار


ayattoy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-17, 09:35 PM   #1116

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

مسا الخير
خلاص انتظرونا مع النصف الثاني من الفصل خلال نصف ساعة إن شاء الله
و لو سمحتوا الكل يلبس ملابس أنييقة و يرتب شعراته و يعمل ميك آب و تسريحة و يجي على سنجة عشرة
الليلة معزومين كلنا على عرس الأخ أغيد المفتي و الأخت لبنى مصطفى...
فكونوا حاضرين... يمنع التصوير بالجوال و اصطحاب الأطفال...


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-04-17, 10:25 PM   #1117

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة... صحيح انا آخر من يتكلم لاني الى الان لم اعلق على الجزء من الفصل الأخير ومع اني قرأت الفصل وكما قلت لك ان وقتي غير منتظم ومع نهاية الاسبوع استطعت تكملت الفصول التي فاتتني ووضعت التعليق عليهم وكنت سأكتب ايضاً تعليق على الجزء الذي نزل بس انشغلت واليوم حتى عدت لكتابة التعليقات على فصول فاتني في روايات ثانية وكان الدور على الجزء الأول الليلة لكن سأنتظر تنزيل الجزء الثاني كي اكتب التعليق على الجزئين معاً...
مفاجأة رائعة عرسهم الليل بانتظار العبقرية والعبقري وليلتهم العظيمة...
بانتظارك...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 17-04-17, 10:34 PM   #1118

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الفصل السادس عشر/ الجزء الثاني

(16-2)

حفل الحناء...
حفل الحناء هو حفل خاص يقام للعروس، يحضره بالعادة لفيف من أقربائها و صديقاتها و جيرانها... و الحضور يكون نسائي مائة بالمائة. من بلد لبلد تختلف تفاصيل و تقاليد الحفل، لكن أهم ما يميزه في كل بلدان العالم العربي هو الحناء... بعض البلدان تستخدم الحناء الحمراء بنقوشها المذهلة، و البعض السوداء التي تشعل المخيلة خصوصا مع تناسقها مع لون البشرة... و البعض يفضل نقوش بأصباغ تزال بمزيل الزينة...
و للأمانة لبنى احتفلت بحفل الحنا ببيتها كما ينبغي، لكنها لم تقم إلا بنقش حناء سوداء، تحبها لساقيها و يديها... فروع طويلة، تبرز منها ورود و أشواك و أوراق شجر تمتد على جلدها ناصع البياض بفتنة خالصة...
لم يكن هنالك من أقاربها بين الحضور إلا بنت عمها الوحيدة الغير متزوجة و التي جاءت من القرية... أمها يتيمة و علاقتها منتهية مع أقاربها الذي يقيمون بآخر الدنيا... صديقاتها جئن و بعض من جيرانهن... الطبل و الغناء و الرقص كان متعة خاصة لها... للأمانة كانت مختلة بالكامل كما قالت لها ميار بالذات بعدما خلعتا حذائيهما و بدأتا تتقافزا بتناغم على دبكة شامية، و الكل مذهول من العروس الحمقاء... كانت تفرغ عقلها من كل مخاوفه و حماقاته بالحركة... ضحكت و جنت و كأنها أخذت شريط حبوب هلوسة كامل...
شربت و أكلت دون أن تدرك ما تأكله... تحدثت بلا ميزان و لا قبان... و أخيرا مع انتصاف الليل أجبرتها سلام أن تذهب للسرير بعدما اُنْهكت من الحركة، فورائها بالغد، اليوم الكبير... و طبعا النوم جافاها، و السهاد تبناها رغم ارهاقها الكامل؛ لتجد ابنة عمها الأميرة تعرض عليها خلطة من المطبخ تساعد على النوم... رأت الغلاية و هي تمتلئ بأعشاب غريبة عجيبة من كل حدب و صوب... و لله الحمد كانت خلطة مفيدة؛ لأنها نامت كالقتيل؛ لدرجة أنهم تركوها تفوت لأول مرة صلاة الفجر، حتى موعد ذهابها لمصففة الشعر العالمية... كانت منفصلة عن الواقع حتى و هي تتأمل الثوب الخيالي بتطريزه الرائع و الجواهر التي تزينه... لم تحتج لخبير مجوهرات أن يخبرها أن ما يزينه أحجار كريمة حقيقية لا كريستال كما تأمل...
رغما عنها تذكرت كلمته أنها ستسقط بالإغراء... شبكتها الماسية الملائمة له كانت أيضا محرضة لها لتسقط بالإغراء...
ماذا أيضا... لا تقولوا... الحذاء... آه من الحذاء و جمال الحذاء... و المشكلة الكارثية، راحة الحذاء... حذاء ساندريلا الخيالي... ليس من زجاج و لا شفاف، لكن ساندريلا ستموت غيرة إن رأته...
تلائم معهم حجاب أنيق زين بالدانتيل المخرم و الأحجار الكريمة نفسها... يوجد طرق كثيرة تجنبها السقوط بالإغراء... الكثير من الطرق تقتل ضميرها الذي كان مثقل لتفكيرها الساذج باستغلاله، و تفكيرها –بعد أن تعرفت عليه- بأن تصارحه عالمةً أنه سيضحك عليها و يخبرها أنها حمقاء، و ثم يسامحها... لا... لن تفعل ذلك... رجل يخبرها انه يهتم لطليقته، بل يعالجها في بيته... هي ستكون في ذات بيتها... بيتها؟؟ لا ليس بيتها... ربما لبنى هي من ستكون في بيتهما...
لا تدري كيف تلبسها صقيع شديد من كلماته... يهتم لها، حتى و لو على حساب خطيبته الغافلة... اللعنة أغيد، ألم تجد وقت مثالي لتحطم الحلم؟... لم الآن؟... لم يا رجل و قد حلمت لثوان أن لنا مستقبل؟... لكن أن تتزوج رجل متيم بطليقته التي تحولت لحالة استنبات دائم (أو نبات) و هي كما بحثت: المرحلة الثانية من الغيبوبة و نسبة استيقاظ المرضى منها صعبة جدا... على كلٍ و كما قرأت –أيضا- هي أفضل من حالة الموت الدماغي و التي بموجب قانون الولايات تعني الموت الحقيقي، و تعني أنه يجب أن يبدؤا بتفريغ أعضائه ليتبرع بها...
رغما عنها مرت قشعريرة على جسدها و هي تتخيل الفتاة الراقدة لا يقيمها إلا انبوب أنفي للتغذية...
عناية طبية و تدليك و خلافه... لم تستطع أن تغضب منها أو عليها.. غضبها منه هو... و قد سكبته عليه مرة واحدة و هي تجد صوتها يرتفع عليه لأول مرة...
لو كان أمامها لكانت تقافزت من الغضب، لكنه كان هنالك، عند جون، يتركها وحدها مع سائقه و حارسه الشخصي...
لا تذكر بالضبط ما قالته، لكن الرد منه على ثورتها، كان موجع بشكل حقيقي...
"جون كانت معي منذ البداية... قبل أن أكون هذا الأغيد... جون لها فضل حقيقي علي... لذلك لبنى كلما تقبلت عنايتي لها -و هي بهذه الحالة التي لا حول لها بها و لا قوة، كلما كان أفضل..."
و شعرت بالاشمئزاز يرشح من كلماته، و هو يكمل...
"لم أتوقع منك يا من تقدسين الروابط البشرية أن تكوني بهذه السطحية.. الفتاة عمرها يكاد ينتهي و أنت تلومينني على الاهتمام بها..."
تذكرت أنها احتدت، و طبقة صوتها تكاد يتحول لصراخ، لكن ظهر ميار النائمة برز لها؛ فتخرجت حروفها من بين أسنانها معجونة بالغضب...
"في عرفي المرأة ما أن تتطلق من زوجها يصبح غريب عنها... ليس في العرف فقط ، لكن في العقل و المنطق و الشرع... و هل تعلم ماذا أيضا؟!... يمكنها أن تكون لغيره... لذلك ما أن ينتهي رباطهما معا تكون غريبة بالكامل عنه... لكن على ما يبدو أنني أنا و أنت مختلفين تماما!"
أخذ نفس عميق، و هو يحاول أن يهدأ، مفكرا أنه يحق لها أن تنفعل... لكن لا سعة به ليدللها حقا...
"جون لا أحد لها إلا أنا و بعض الأصدقاء الافتراضيين... لذلك ما رأيك أن أتخلى عنها و أتركها في مستشفى حكومي!"
مستشفى حكومي؟!...
"بالله عليك!... لا تستغفلني أكثر من اللازم!... المستشفيات الحكومية عندكم كفندق خمس نجوم... لذلك لا تقل لي حكومي حتى لا أرقد جوار حبيبتك و أصاب بالفالج... لحظة... هي لا أحد لها فتأخذها... أما أنا فلا يهم فلأرقد بمستشفى حكومي... بعد كل شيء لي اهل، و هي جريمة كاملة الأبعاد!"
توقع أن ينحرف فكرها لكنه لم يتوقع لهذه الدرجة...
"لبنى... أنا فعلا مرهق و لم أنم لمدة طويلة... لذلك لم لا تهدئي و تفكري بشكل عقلاني ثم دعينا نتكلم لاحقا..."
هزت رأسها نافية و هي تشعر بالظلم الشديد... قرارات سوداء تؤخذ في مثل هذه المواقف، و هي اتخذت ألف واحد لكنها لم تخبره طبعا...
فقط استمعت لتنهيدته التالية، و هو يحاول أن يصنع دفئا كاذب بصوته التقطته بسهولة... حتى الجهد لأجل ارضائها لم يكن متقن... فعلا شكرا لتقديرك الكبير لي!...
"حسنا لبنى... عودي للنوم، و أنا سأكلمك لاحقا..."
حقا؟؟
في حفرة من الجحيم سيحدث ذلك!
و ذلك لأنها ظلت تنتظر حتى استيقظت أمها و أخبرتها بخيانته، لتنال صدمة نووية بوقوفها معه... محسن كذلك، بعدما كلمه وقف معه... نظرت لسلام وكأنها تنتظر منها الوقوف معه حتى تمزقها، فالتزمت الحياد... وحدها ميار-و التي لا يحتسب صوتها- وقفت معها و طالبت بالوقوف بوجه الخائن المستفز، فكان رد أمها الهادئ...
"يخونها مع فتاة ترقد، قدم في الدنيا و قدم في الأخرة!"
ثم أمسكت يد لبنى لتنظر ناحيتها بنظرات هادئة قوية..
"لبنى... لم يجبرك أي منا على هذا الارتباط... كنت تعلمين أن تزوج و انفصل... لذلك لا تدعي وساوس مثل هذه أن تؤثر بك... ثم إن اهتمام الرجل و وفائه لزوجته السابقة و التي لا أحد لها يجعلك تأملين به خير... الوفاء صفة نادرة..."
ضمت شفتيها و هي تشعر برغبة بالبكاء... ما الذي يجبرها أن توافق على هذه الحياة؟؟
لم تربط نفسها برجل لم يتوانى عن اخبارها بمكانة طليقته بحياته، و أنها فعلا مهمة، و كانت قبلها و قبل الجميع... القبل يبقى الأول دائما!
لذلك و سخطا عليه بما أنه بقي جوار حبيبته، رغم تحججه بانشغاله في الفرع الرئيسي لمؤسسته، بسبب أمور طارئة لا يمكن أن يوكلها لأحد، وجدت أنها تتمرد عليه، فتعود تركب مع أخيها في ذهابها و ايابها و أي مكان تذهب إليه...
و قد اتصل عليها يلومها، لتخبره أن محسن أخيها و هو مسؤول عنها...
"بل أنا المسؤول عنك... منذ أن ارتبط اسمك باسمي و أنا المسؤول عنك..."
كما أنت مسؤول عن جون!
"حقا؟؟ كيف ذلك و أنا في بيت أخي؟!"
"أنا مسؤول عن مصروفك و خروجك و كل ما أنت بحاجة إليه..."
"هذا غبـ.... هذا ليس منطقي... أنا آكل و أشرب و أنام في بيت أخي... هل تدفع له بدلا عن كل ذلك!"
شد على نواجده و هو يقول من بين أسنانه...
"أنت زوجتي في الشرع و القانون، و أنا مسؤول عنك..."
"حقا؟؟"
رت باستهتار أغاظه حقا...
"سأخبرك شيء... يوجد مسؤوليات لا توكل لأحد... منها الاعتناء بخطيبتك أو زوجتك... لذلك لن أركب في السيارة وحدي مع أغراب.... عندما تكون أنت هنا سأفكر بالأمر... لكن طالما أخي ربي يحفظه و يسلمه من كل شر موجود، إذن فليتعب لأجلي تعبا يحبه... لأن المرء يحب أن يتعب لمن يحبه... هل عرفت من يا مدير... من يحبه!"
لم يرد عليها و قد سأم من تفكيرها و محاولته اقناعها. لَم يبرر نفسه لأحد منذ أربعة عشر عام، ليبدأ ذلك مع أخيها ثم أمها و هي و هي و هي...
لم لا تخرس كجميع النساء الشرقيات و تستمع لزوجها....
أم هي فقط سمعة طالتهن و التمرد هو الحقيقة!
حسنا... إن أراد أن يجبرها لكان قد فعل، لكنه ببساطة تركها تنتقم براحتها منه... عندما تصير تحت سقف بيته، سيفتح سجل الحساب و سترى بالضبط متى و أين و كيف و ما هو الثواب و العقاب!
و هكذا انتهت المكالمة الأخيرة بيتهما بـ....
"افعلي ما تريدين... لكن وقت الندم لا تأت تبكين لي؟؟"
و كأنني سأفعل ذلك!
و هكذا انتهى الوصل بينهما تماما، بالذات أنه بقي في الولايات لينهي أعماله و يتفرغ لشهر عسلهما الأنيق...
و بعدما مر شهران كاملان لم تره عبرهما عنه الا بتواصل محدود، او رسائل باردة ميتة و كأنه سأم من تدليلها و التقرب منها...
رجل لم يطلب أن يقبلها إلا مرة واحدة، ثم يلجأ لطليقته التي لابد أنها خبيرة بالتقبيل، بكل تأكيد لن يدللها أو يضيع وقته لينال رضاها... فبكل تأكيد قيمتها لا تساوي قيمة الأولى!
لا تدري كيف مرت تلك الأيام و هي تقوي نفسها على مواجهته ما أن يعود، و تركت كل شيء على أمها و أختها و تلك المنسقة للحفل... تخلت بالكامل عن كل شيء، و هي تركز على علمها و مشروعها...
انفصلت عن كل المغريات السوداء، و الأحلام الانثوية التي جردها منها بالكامل، و بدأت تقوي عقلها...
ربما مع عقل ذكي يحترمه، قد تجد بعض الاهتمام منه...
اللعنة لبنى!... الآن تتوسلين اهتمامه و تبحثين عنه...
ستظلين حمقاء تحلمين بالمستحيل... تشبثي بما تملكينه و لا تنجرفي مع الأحلام الحمقاء...
فقط قيمي قيمتك و قدري نفسك لنفسك، و دعي الباقي يفكر كما يشاء...
و هكذا قضت الأيام السابقة بلا أي لون أو حتى مشاعر و هي تحرق كل طاقتها بعقلها، مشروعها يكاد يكتمل و لأول مرة تخبر المحاضر عن الخطوط العريضة لأفكارها، لتنال منه تشجيع قوي و أمل أنها قد تنعشه من الورق للواقع في مختبرات المؤسسة. هذا فعلا أسعدها لتشد الهمة أكثر و أكثر لتنهي الجزء التدريبي هنا في الدورة، و قد اتفقت مع المسؤول، أن تقدم الامتحان التقييمي في الولايات بامتحان محوسب...
لذلك لا تكذب لو أخبرت، أنها فعلا تفاجأت بالثوب الخيالي، يستلقي على فراشها بعدما وصل للبيت أثناء خروجها... كيف علم هذا الأخ مقاسها ؟؟
فالثوب بالضبط على مقاسها... عدا أنه تجسيد لكل خيالاتها الرومانسية التي يعد وجودها بعقلها جريمة، مع تربيتها الصارمة، و قواعدها الذاتية القاسية!
كرهت تأثرها و هي تقيسه لأول مرة و كيف دمعت عيني أمها و أختيها لينفجرن كلهن بالبكاء، و كأنهن يدركن الآن أنها سترحل عن البيت...
ستظل هذه الليلة فارقة بحياتها، و كأنها أيقظتها من البيات الشتوي الكامل، الذي تبنته مخاوفها، و بدلا من ذلك، بدأت تقلق، خصوصا مع اتصال أغيد يسألها عن الثوب...
كرهت تأثرها، و هي ترد عليه و الثوب مازال يغطيها بطبقات من الدانتيل...
كرهت أنها تشكره عليه، و رغما عنها كانت رسمية. و لامتها أمها فعلا بعدما انتهت المكالمة بعد ردود مقتضبه منها...
"أنت لن تبدئي حياتك بهذه الطريقة... المرأة تحترم زوجها و تعامله باحترام يليق به... لو كان رجل آخر و نال هذا الرد على مثل هذه الهدية لكان طلقها و تركها بسمعة تلوكها كل الألسن!"
انتهت فترة البكاء و التأثر و هي ترد محتدة على امها...
"فعلا دائما الخطأ خطأ المرأة... الرجل ملاك، لم يتقاسم الفاكهة المحرمة مع حواء أبدا... دائما هو يدفع أخطاء النساء الحمقاوات... بينما هي تموت لأجل كلمة حلوة منه و تصمت... فقط أنت تريدينني أن اظل حمقاء و أجعله امتداد لمحسن في حياتي... لذلك لا أمي... لن أسمح له أن يقلل من احترامي حتى و لو بفعل بسيط!"
كلماتها كانت مؤلمة و حمدت ربها –بادراك متأخر- أن محسن لم يكن بالبيت، ليسمعها تتحدث عنه بمثل هذه القسوة. كان كله انعكاس لوجعها منه... تأنيب أمها و تعامله الجاف و بقاؤه هناك موجع... كان بإمكانه أن يأت لها بطائرته الخاصة، و يصالحها و هي سترضى... تعلم أنها سترضى، لكنه اعتبرها شيء مسلم به، و هي ستعلمه أنها ليست كذلك!
أما أمها فنظرت إليها بخيبة أمل، لتتدخل سلام لأجل السلام...
"أمي لا تغضبي منها... هي فقط حمقاء صغيرة مندفعة... و هذا ذنب خطيبها الوحيد... سيتحمل عقليتها المخبولة هذه حتى يقومها... لذلك دعيها تحلم بهذه الأحلام الحمقاء، و دعينا نراها بعد شهر... سوف تكون كالعجينة اللينة بين يديه..."
و لأول مرة تتجاوب ميار معها و هي تنفش صدرها بشكل ذكوري...
"لبنـــــــــى... القهوة... لم هي حلوة؟... ألا تعلمين أنني أكره القهوة حلوة مثلك يا مختلة!... أنت الوحيدة التي تشرب قهوة حلوة بالعالم كله..."
و ترد سلام بأنوثة و خفر و هي تنظر لأختها و كأنه زوجها...
"آسفة حبيبي سأعد لك القهوة كما تحب... لكنني متأكدة أنني لم أضع بها أية سكر... ربما وضعت بها اصبعي لذلك هي حلوة!"
لتسكب ميار كوب القهوة الخيالي على رأس سلام و هي تشير بطول يدها...
"القهوة يا مختلة، القهوة!... و لا تمدي يدك للكوب اسكبيه و احمليه من الصحن!"
"حقا؟؟"
أخيرا تحدثت و هي تتخنصر... و قد رأت ابتسامة والدتها التي تحاول أن ترتسم...
"أصلا لن أعد قهوة أو أقدمها... سيكون عندي جيش من الخدم ليفعلوا لي كل شيء..."
الاغراء... كم هو سهل السقوط به بلا قائمة!
ثم مالت تقبل رأس أمها الجالسة على حافة السرير...
"لكنني لن أعيش بدون نصائحك يا غالية... لا تغضبي علي فعقلي لا يصدق حتى الآن أنني سأغادركم... أشعر بالرعب من هذه الفكرة... هل يمكنني ان أتراجع الآن!"
قبل أن تنفجر أمها، فوجئت بميار تهتف...
"لا تتغابي أكثر من ذلك، وإلا سألكمك ببطنك!"
احتدت و هي تقول...
"و تفسدي الثوب؟!"
بعد نوبة الضحك عليها جلست جوار أمها و قد بدلت ثوبها و علقته بخزانة أمها كي لا تحسده و هي تنظر إليه... حتى الحذاء خبأته المرأة حتى موعد الحفل...
أراحت رأسها على كتف أمها و هي تقول لها...
"ادعي لي أمي... الأيام المقبلة مخيفة... ادعي لي فأنا لا أدري ما سيحل بي ما أن أغادركم!"
***
و هكذا مر الأسبوع الأخير عليها ببيت أهلها و مرت كذلك حفل الحناء المجنونة على خير... و ها هي تنتظر الأخ أن يأت ليأخذها بفرسه الأبيض... تقصد ليموزينه الأبيض لقاعة الأفراح!
الرجفة في قلبها و هي تتمنى لو تقول: لا أريد... تراجعت... لو تدق بقدمها كطفلة و تغلق باب الغرفة عليها فلا تخرج، لكنها حرمت من هذه الميزة و بدلا من ذلك وجدت نفسها تتأبط ذراعه و هو ينزل معها على الدرج... مشاعرها بدأت تخونها و هي تشعر بنبضات قلبها تختل بقربه... أهي حقا حمقاء تسامحه فورا على الهجر و التقزيم لقيمتها الخاصة بحياته، و ذلك حتى دون أية بادرة للاعتذار... عاونها هو و محسن لتركب بالسيارة الطويلة الخيالية و التي اجتمع كل أطفال الحي لينظروا إليها... ركبت و هي تنظر من النافذة نظرة وداع لصفحة طويلة من عمرها... و كأنها تنسلخ من كل هذا بورقة موضوعة في جيب حلته الأنيقة... لم تنظر ناحيته و القهر يسيطر عليها... نعم قهر و مهانة و خزي... لم فعل هذا بها؟... تتمنى لو كذب عليها و لم يخبرها عن تلك... ربما كانت ماتت قبل أن تعلم أنه يهتم بها... لو كذب عليها لربما ظنت أنه يهتم بمشاعرها، لكن هذه الصراحة موجعة كعلاج كيماوي لمريض سرطان اعتاد على المسكنات المريحة!
شهقت بقوة و يده تمتد عبر الفراغ الضخم بالسيارة ليتناول يدها في احتضان كان موجع... لا تريده الآن... ليست بحاجة له!
ظلت على حالها تنظر للنافذة و هي تقسم على نفسها ألا تبكي... لن تفسد زينة وجهها الأنيقة و تتحول لغولة... لم تبكي و هي تودع أمها و أهلها و حيها و جيرانها... لم تبكي و هي تقفل هذه الصفحة الرائعة رغم كل شيء في حياتها...
و الآن لن تبكي و هذا يحاول أن يستميلها بلمسة... ليته توقف عند هذه اللمسة بل تطاول ليمد يده فيزيح ذقنها بهدوء عن النافذة لتنظر إليه جبرا لا اختيارا...
"ما شاء الله!"
خفق قلبها بقوة و هي ترمق انبهاره بجمالها... تعلم أنها اليوم أكثر من فاتنة بكل هذه البهرجة و الزينة و.... و المغريات!
أما هو فكان يبحر بحماقة في بحيرة عينيها البحرية اللون في ليلة قمرية... لون بحث عنه كثيرا في الطبيعة حتى وجده... درجة نادرة و مميزة و فاتنة...
العيون الواسعة عززت بالكحل الأزرق الأفتح من لون عينيها... تلك العيون التي يمكنه أن يسبح بها حتى لو كانت كلها حيتان و قروش... سيكون نداء خيالي يسلب الرجل ارادته و يسقط راضيا. حتى و هو ينتهي فيها سيكون راضي!
"لم أتخيل أنك بهذا الجمال... عن بعد أنت جميلة، أما الآن أراك فاتنة... و يكاد قلبي يتوقف لو اقتربت أكثر و كأنني سأحرق جسدي الشمعي بك و لك... و لو تعلمين كم هو جميل هذا الاحتراق، و كم أنا مشتاق له!"
هذا الرجل لو كان يعزف عليها، لنتج من مشاعرها نوتة لم يٌسمع مثل جمالها بالعالم!
دون أن تدري وجدت نفسها تتأمله بذهول مقارب للصدمة... كيف يستطيع أن يفعل ذلك بها... كيف؟
كيف يحول مشاعرها بطريقة تكره و يجعلها تغضب من نفسها و من ما فعلت و ستفعل... كيف... أغلقت عينيها دون أن تجد جوابها و هي تفر منه... لا تدري مما تفر، لكنها فرت من ذلك الاستسلام الكامل له ليقترب... ليحترق و يحرقها معه بمتعة لا تدري أنها عطشة لها...
اللعنة على ما يحدث بها، فلم تعد تعرف نفسها... لم تعد لبنى لها... لقد استبى كل ما لها بنظرة و بضعة كلمات، و الآن هي تبحث عن ذاتها في ظلامات لا حدود لها...
و كل هذا في ليموزين طويلة ثرية مذهلة...
هل بدأت تتخلى عن مبادئها و تسقط في اغراء المادة... هل الجو المحيط ما يجعلها سهلة هكذا... هل هذا هو السبب انها أغلقت عينيها تنعزل عن الواقع... تحاول أن تتصالح مع نفسها و معه دون أن يعتذر كلاهما رغم أن كشف الحساب ضخم و طويل... لم يزد شيء و هي تحرمه من بحورها الليلية و لم يحاول أن يقل... و كأنه لأول مرة يجد نفسه مهجور القدرة على التعبير عن ذاته...
انتبهت للسيارة تتوقف أمام الفندق لتأخذ نفس عميق، و هي تنتظره هو أو سائقه ليفتح لها الباب لكنه ظل على حاله..." لبنى..."
سمعت همسه لكنها مالت تنظر للنافذة مرة أخرى...
"الليلة ليلتنا... امنحي نفسك راحة و استمتعي... هي مرة واحدة بالعمر لذلك انسيني و عيشيها بأنانية و أنا سأكون فقط لإسعادك هنا!"
الشرير... الشريــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــر!
يعلم كيف يطوعها و يحركها كما يشاء... يعلم و يفعل بكفائة... لذلك لم تثق به، و لم تفكر أن تفعل، و بدلا من ذلك قررت أن تستغبي و تقرر أن تستغله رغم أنه يستغلها، و لكنها ستستغل نفسها و نفسه و كل الناس!
"حسنا..."
لا تدري كيف عرفت أنه يبتسم... ربما قرر أن يصبح اليوم رجل أحمق عادي... نعم و التماسيح ستحن على ابنائها...
"فقط حسنا؟؟"
هزت كتفها و توتر لا تدري كيف يتسرب لها فيصيبها بألم بمعدتها...
"نعم حسنا... كما تريد..."
"بل كما نريد... اليوم حفل زفافك، فاستمتعي..."
حفل زفافي؟؟
و أنت... زيادة بالعدد؟؟
لكنها لم تقلها كي لا تفسد الأمر أكثر مما هو فاسد، و بدلا من ذلك مدت يدها بنفاذ صبر لتفتح الباب وحدها، طالما لم يكن جنتلمان و يفتحه لها بعدما طبعا يدور لأجلها، لكنها فوجئت بيده تقبض على يدها، بينما هو يلتصق بها بالكامل يمنعها عن فتح الباب، لتوقفت أنفاسها باشتعال!
ثوان مرت و هي تنظر إليه و هو يحدق بها، ثم ابتسم تلك الابتسامة التي تحيرها، و هو يهمس بوجهها...
"لا يليق... انتظري حتى أفتحه لك..."
أخيرا تنفست بل سمحت لنفسها أن تشهق بقوة ما أن خرج و هي تضع يدها على صدرها... ماذا ستفعل و هذا يعابثها بكل خبرته و حنكته... ماذا ستفعل؟؟
قوت نفسها و تقبلت يده الممدودة لها بعدما دار و فتح لها الباب ثم تأبطت ذراعه و دخلا سويا...
ثم؟؟




يتبع........................................

noor elhuda likes this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-04-17, 10:35 PM   #1119

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

لو سألتها ما حدث فستقول لك خيالات لا تمت للواقع بصلة...
لا تدري كيف مرت الليلة...
لا تدري على من سلمت... لا تدري كيف رقصت معه...
هل تظنون أنها لن ترقص معه... بل فعلتها و رقصت معه...
الرقصة وحدها حكاية متكاملة... الرقص على ايقاع نبضها كان اهون من أن يحتضنها من خصرها بيد، و يتناول يدها الثانية بالأخرى، ثم يبدأ يتحرك معها بخفة، ثم بدئا بالحركة الأنيقة المتناغمة، و هو يدور بها حول المكان بأناقة و كأنه فارس من العصور الوسطى... منسقة الحفل دربتها على هذه الرقصة الف مرة حتى أتقنتها نوعا ما، لكنها لم تهتم حقا بها و هي تظنها حماقة و تسلية للحضور... و لترتاح من نقها أتقنت الحركات بدقة هندسية، و هي الآن فعلا شاكرة لنباهتها!
حسنا هي لم تهتم لأحد و هي تتحرك معه بخفة... تدور معه بخفة... يقترب و يبتعد بخفة... يثنيها بحركة أنيقة لتميل على ذراعه بشهقة حميمة خرجت منها... ثم يستعيدها بقوة لتكون بين ذراعيه بقوة و كأنه سيضمها بعد كل هذا الفراق الاجباري... لم تتخيل أنها ستلهث لا تعبا، و ستحمر لا ارهاقا، لكن خجلا و شوقا... و كأنه عاد بكرم منه يرويها بعد جفاف، و يعطيها مرة أخرى مشاعرها التي يعلم أين و كيف و متى ستتحرر و سترهقها و هي تفسرها...
كانت تحاول أن تنكر مشاعرها، أو تحاول أن تحللها، لكنها –المشاعر- تتبدل و كأنها ضوضاء بيضاء كل موجة بطول جديد و تردد جديد... مع كل لحظة مشاعرها تتبدل... مع كل حركة مشاعرها تتبدل... مع كل نظرة مشاعرها تتبدل...
أخيرا الرحمة نزلت على رأسها عندما انتهت الرقصة بتصفيق حاد من الحاضرين...
بوجه محمر خجلا و لسان معلق بسقف حلقها جلست و هي تعلم أن عينيه على وجهها مسلطة... جميلة و كلاهما يعلم ذلك، و ليس السبب الزينة الأنيقة التي أصرت على أن لا تبدل شيء من ملامحها فقط تعزز جمالها و تزيد من قوة ملامحها الواضحة القوية... لكن جمالها الآن مختلف... جمال خيالي سحري يلائم ليلة خيالية لمستها عصا سحرية وسحبت كل النقمة في كلاهما و أعطتهما البهجة فقط...
يا لها من ليلة...
ليلة ليتذكرها للأبد...
ليس مثل زواجه الأول الذي كان مبني على العقل و العقل وحده... هنا هو يسير بتيارات لا يرى أبعد من مائتي متر فقط... بعدها يجب أن يجدد رؤياه...
و ما اجمل هذه الحياة...
مر الوقت بين رقص و حلوى و سلام و تحيات، ليشعر بعينين تحدق به، فينهض بحبور ناحية السيدة المتوسطة العمر... دون مراعاة لأحد احتضنها بقوة و هو يكلمها بالأمريكية بمرح و سعادة حقيقية...
"ماجي... لم أتوقع أن تستطيعي الحضور، و ترك رجلك العجوز!"
صفعته بخفة على صدره و هي تسير معه بألفة بينما يحتضن كتفيها بمحبة جعلت ملامح بعيدة تشحب بغضب أحمق...
"لا تقل عجوز... والدك مازال شيخ الشباب..."
قالت آخر كلمتين بالعربية المكسرة جعلته يطلق ضحكة صاخبة قبل أن يجد أنه وصل لزوجته...
"شيه الشباب... لو يسمعك فقط شيه الشباب..."
ثم التفت لزوجته ببسمته المحبة... يحق له الابتسام بمحبة و حماقة و سعادة و حبور و تملك و فخر... لو لم يكن هكذا في حفل زفافه فمتى يفعل!
"لبنى... أقدم لك أجمل امرأة بالكون... ماجي زوجة أبي... و نوعا ما أمي... ماجي هذه خـ... زوجتي لبنى!"
لو كان العبقري يظن أن المرأتين ستقعان بغرام بعضهما البعض من أول نظرة فهو واهم، فلبنى نظرت للمرأة الممتلئة نظرات مدققة قبل ان تفرج عن ابتسامة واسعة كبيرة واضح أنها مفتعلة و لا تدري لِم لَم تحب المرأة فورا، رغم أنها تستحق الحب الفوري من وصف أغيد لها، ربما لأن نظرات المرأة كانت مدققة بعيون كشافة و كأنها تسبر أغوارها، لذلك كان التوجس ردة فعل ملائمة...
"مرحبا سيدتي... أغيد ذكرك لي و أخبرني انك امرأة استثنائية... كم تمنيت أن أقابلك أنت و السيد آدم... أقصد العم آدم..."
صحيح أن انجليزيتها ليست بجودة انجليزيتهما لكنها ممتازة، بل فوق ممتازة لذلك كان صمت المرأة القصير لا يعني إلا وضع كلمات الفتاة بميزان و تقرير كم هي ملائمة لتكون حرم السيد ابن زوجها الدجاجة التي تبيض ذهب!
شعرت بالاحتقار الذاتي من تفكيرها لكن نظرات المرأة المتهمة جعلتها تشعر بهذا الشعور السلبي... لم فقط قَيّمَتْهُ كمحفظة لا رجل... لا انسان، و قد رأت فيه الانسان قبل الثروة...
شعرت بوجهها يحتقن بشدة مع تأنيبها الذاتي، لتجد المرأة ترد متأخرة على تحيتها...
"و كذلك فعل أغيد و ذكر لي كم أنت مميزة... و آدم يتطلع شوقا للقياك... سعدت برؤياك عزيزتي..."
ثم انخرطت تحدث زوجها بالأمريكية بسرعة و همس، جعل حواسها تتأهب... أخيرا ذهبت المرأة و هي ترتبت على يده باطمئنان، لتجده يعينها على الجلوس مرة أخرى، و هو مازال يخصها بنظراته الدافئة... المهم أن الحفل استمر و انتهت كامل فقراته و ها هي تبدل ثيابها بغرفة الفندق لترتدي طقم أبيض يلائم السفر بالطائرة...
و ذلك حسب خطتهم، لتنطلق معه لشهر عسلهم فورا بعد حفل الزفاف لجهة مجهولة...
***
الصمت في السيارة كان مستفز و محفز للأفكار السوداء...
هو يدير المقود، و هي جالسة جواره تنظر للنافذة، بينما الولد تركته في البيت مع مربية مؤقته...
تتأمل الطريق المظلم الهادئ عكس الحفل الصاخب... شعور سيء و مترقب يتطاول على أمانها الهش...
الصمت مقابل الصمت يعد حوار ثري حقا...
أخيرا وصلوا لتنزل بهدوء بحذائها الأنيق بلونه الداكن الملائم لثوبها التوتي اللون و الشال الداكن الذي يحيط كتفيها، من فرو طبيعي..
دخلت دون أن تنتظره، و هو يشعر بسوء و اهانة... اهانة حقيقية ممن تسمى زوجته...
رؤياها تتنهد على رقصة أغيد و لبنى و تصفق مع شبه دمعة تكومت في طرف عينيها جعله يمد يده في دعوة للرقص منه، لكنها بدلا من أن تمد يدها في يده، نظرت إليه بنظرات ميتة ثم قالت له أن قدمها تؤلمها!
قدمها تؤلمها... يا له من عذر!
الرفض كان مريع حقا، و المريع أكثر أنه يعلم بأنها تريد فعلا أن ترقص، لكن ليس معه...
لذلك يكاد يبرر لنفسه ردة فعله الأخرق الأحمق، و الذي خرج بالكامل به خارج اطاره العام!
برر أكثر... إن لم يخرج الرجل من حدوده مع زوجته فمع من سيفعل!
ظل في السيارة يحاول أن يرتب أنفاسه... هدى موتورة مما فعل مع أسرتها... يعلم أنه تجاوز حدود المنطق و الأدب في أي عرف عندما طرد ابن عمها، و نال عمها الطيب الطرد بشكل غير مباشر... يعلم أن هذا أكثر ما يوجعها، و المشكلة أنه لو تراجع عما فعله فسيعني أن يعود المتيم لزيارتهم بشكل اعتيادي... تنفسه يتصاعد و هو يحتقر نفسه لأنه فقط فكر أن يتهاون بهذه النقطة!
دعك عينيه محاولا أن يجد حلا... أي حل لما يمران به من فتور... شهور مرت عليهما و لم يتحدثا أو حتى يقتربا من بعضهما البعض... الشهوة في زوجته قتلت و كأنها باتت متعبدة في كهف مهجور...
شعور مريع يجهده دوما، أنه لا يجد نفسه قادرا على النجاة بزواجه كله... المشكلة أنه تواصل من قبل مع عمها و زوجته ليخبرهم أن ابنهم ليس بمرحب به في بيته، و أن وصلهم يكفي... إذن لم جاء؟... لم قرر أن يظهر بهذا المنحنى الصعب في حياته؟... و الذي فعلا يضايقه أن أيمن يعلم مشاكل رجاء كلها مع زوجته، بل ربما عاشها، و هذا يجعله –علاء- بمركز أضعف...
أنفاسه ترتخي و كأنه سينام في السيارة مع الارهاق الذي يتلبسه... البيت آخر مكان يريد أن يكون به، و زوجته كذلك تمتلك ذات الشعور...
قبل يومين تواجه معها بشكل ودي، حينما قرأ عرضا في صفحة الأخبار الخاصة بجامعتها، عن تكريم نالته في بحث قامت به، لأجل شيء ما يخص الأدب الانجليزي...
وقتها وقفت تنظر إليه باستغراب، و هو يعاتبها أنها لم تدعه للمناقشة... ظلت تنظر إليه بنظرات غريبه، قبل أن تهز كتفها و هي تقول بهدوء...
"المرة المقبلة سوف أفعل!"
و فقط!
كيف سيفتح حوار معها و هي بهذا الجمود و كأنها سبيكة جديدة لا شيء يخترقها!
و اليوم رفضت الرقص معه بل ظلت تتنهد للراقصين، و كأنها تعيش خيالات سرية معهم!
شعر بنقص شديد في رجولته و هو يفكر كم هو سهل أن ينحرف فكر المرأة إن لم يشبعها الرجل!
و كم هو مريع شعور الرجل عندما تصده زوجته مرة بعد مرة، و هو لا يجد فيه الجرأة أن يقتحم أسوارها..
أكان من التحضر أن يفعل ما فعل، و يجذبها بقوة لترقص معه رغما عنها... يمد يده ليأخذ يدها بقوة لتشهق بحدة متفاجئة، إلا أنه لم يهتم و هو يديرها نصف دورة بطول يده قبل أن يتلقفها بيده الأخرى بحركة شبه حميمية... و من ثم أخذ يتحكم بكل حركاتها و سكناتها في رقصة تكاد تكون تانجو مع احتراف حركة قدمية و يديه التي عادت للحياة، و صدمتها المؤقتة...
أكان من التحضر أن يجعلها تدور بين يديه كالعجينة و هو يتحسسها على طول ظهرها رغما عنها بطريقة لا تليق أمام الجمهور العريض...
أكان من التحضر أن يفعل كل ذلك؟!
و المشكلة أن اللمعة بعيني زوجته قد أفحمته... لقد فعل ما فعل لأنه غاضب مجنون...
و فجر جنونه بتلك الرقصة التي أخلت الساحة لكلاهما، مع ثوبها بتنورته التي تتسع من منتصف فخذها لأسفل، لتكون حركاتها و كأنهما يتبارزان...
الدوران بها كأنها دمية، النظرة الشهوانية التي تلائم الرقصة، الحركات الحادة... التناور و التقابل حركة بحركة، و نظرة بنظرة، و اقتراب يقابله تراجع، و تراجع يقابله جذب... الموسيقى تثيره أكثر و هو يجهد نفسه أن يوقف الغضب به، لكنه كان مثار ليفجره كله بتلك الطريقة التي لم يعرفها من قبل...
كل ذلك عبّر عن مشاعره، و عبّر ما يجيش بصدره...
أخيرا توقفت الموسيقى بشكل باتر ليتوقف هو أيضا بها بشكل حاد و وجهه أمام وجهها، يكاد يتذوق شفتيها التي حرم منها منذ زمن بعيد...
ثوان مرت و أنفاسهما تتلاقى في تقارب، و صدرها يكاد يلتصق بصدره مع تنفسها الحاد و نظراتها الأشد حدة، كل هذا حفز مشاعره أكثر قبل أن ينفجر الجمهور بتصفيق حاد قوي...
اعتدلت بحدة و هي تنظر إليه بنظرات تكاد تحرقه حرقا، قبل أن تسير معه بشمم و قد استطاعت أخيرا ان ترتب تبعثر أنفاسهما، و من لحظتها لم تتكلم معه قط...
و الآن هو كجبان يجلس في سيارته بينما زوجته لها أكثر من نصف ساعة في البيت بكل تأكيد قد بدلت خلالها ثيابها، و ربما نامت!
صعد للأعلى و هو يفكر أن يغزوها و يستوطن كل أفكارها و خيالاتها و أحلامها و جموحها و رغباتها العلنية و السرية... أو ربما يعتذر من تصرفه البدائي الأخرق!
حسنا هو لا يشعر أنه فعل خطا، لكنه الزواج تعتذر فيه عما لا تعني أنك فعلا آسف عليه!
بهذه العزيمة صعد لبيته، و عقله يفكر بطريقة ألمعية، تمنعه من أن يتذلل لزوجته و بنفس الوقت ينال رضاها!
وقف أمام باب غرفته يلتقط أنفاسه، و هو يجهز نفسه للمعركة، قبل أن يأخذ نفس عميق –أخير- يقوي به نفسه؛ ليتقبل أية رد منها، ثم بحركة حادة فتح الباب بكل قوته...
ثوان تجمد و هو يقف بباب الغرفة المضائة بضوء خافت أحمر مثير... عينيه سارت على الموجودات، حتى سقطت عليها أخيرا و هي تجلس على الأريكة. تثني ساق أسفل منها و الأخرى أمامها تدهنها بكريم مسائي...
انفاسه تصاعدت، و هو يراها بقميص نوم حريري بلون أحمر داكن، يلائم الغرفة و المشاعر التي تلبسته بالكامل... شعرها فك من عقدته الأنيقة و البلل مازال يطوله، بشكل جعلها كحورية خرجت تلبي ندائه...
سار منوم دون أن يدرك ما سيقوله أو يفعله... قبل كل شيء هو رجل بحاجات و تفاعلات كيميائية و رغبات حسية!
يمد يده لها كما مدها اليوم، لترقص معه -و بداخله يقسم الا يجبرها قط و يقضي باقي يومه بغرفة التمارين أسفل حتى تبرد رغباته. لحظات مرت و هي تنقل نظراتها من وجهه إلى يده، و كأنها تزن مقدار صدقه، و قبل أن يسقطها بإحباط، فوجئ بها تنهض ببطء و هي تمد يدها، و كأنها تريد أن تقابله في منتصف الطريق...
ما حدث بعدها كان خيالي لكلاهما، و كأن الشوق متبادل و الاحتراق واحد و الرغبة واحدة...
كم مر من الوقت، لينتهي به الأمر ينظر إلى شعرها الذي يرتاح مع رأسها على كتفه... كم مر من الوقت و هو يحاول أن يثبت تنفسه المجنون...
كم مر من الوقت حتى غفى برضى تام يحتضنها بتملك و كأنه يمسك دليلا على أنه حدث فعلا، بينما هي تشعر بجنون ينتهك احترامها الذاتي...
كل هذا من رقصة...
رقصة واحدة أخذت بالقوة، و استباحت كل مشاعرها بالقوة، و تسللت على كل غضبها؛ فأذابته و كأنه قلاع رملية...
ظلت راقدة على كتفه برغبة و عقاب ذاتي و كراهية و اشتعال و شوق و.... و لا تدري ماذا أيضا...
لم تسير معها الأمور بتلك الطريقة... لم لا يعتذر... لم فقط ينال ما يظن أنه يستحقه... لم لا يكافح لرضاها، و يدللها ألف مرة قبل أن تمنحه ما منحته قبل قليل... لا علاء لا يفعل ذلك، بل ينجرف بمد هائل يدمرها و يصنع بها أرضا بكر جاهزة ليشكلها كما يشاء...
ألقت التهمة على الاحصائيات... بالعادة الأزواج يثارون بعد حفلات الزفاف...
تلك قاعدة قرأتها في مكان ما و وقت ما...
لكنها لم تجربها إلا الآن...
ثم بربكم، من ستقاوم رجل بوسامة علاء و قوة علاء و مهارة علاء؟...
من ستقاوم رجلا يرتدي حلة رسمية كاملة بثلاث قطع أنيقة، و ربطة عنق ملائمة عريضة...
من ستقاوم رجلا يخلع جاكت حلته قبل أن يباشر بالرقص معها و يدور حولها و يديرها حول يده، و كأنه يفسد بوصلتها الآمنة لترى عوالم أخرى و شطآن أخرى..
لم تكن اول مرة ترقص معه، فقد رقصت كثيرا مع زوجها من قبل، و تعلم مهارته في ذلك، لكنه لأول مرة يرقص لغاية و هدف و يشعل الأرض أسفلها بكل حركة حميمية بتلك الرقصة المذهلة...
رغما عنها اشتاقت و رغما عنها حفرت فجوة في مسار الزمن و ركبت على موجة اخرى و عاشت لحظات جميلة...
ابتسمت بحماقة و هي تميل لتنام على ظهرها إلا أنها لم تتوقف عن الاستلقاء على كتفه، و هي تفكر... لحظات جميلة جدا... لحظات حلوة جدا... لحظات مميزة جدا... لحظات خالدة جدا... لحظات ثمينة جدا... و لحظات وحيدة جدا...
أغلقت عينيها تمنع كل ما فات و كل ما هو آت بالولوج للجنون بعقلها...
حسنا، كما فعل ستفعل... ستسلم لجمال اللحظة و تنشغل بها...
تثاءبت برضى و هي تكمل لنفسها..
و غدا لكل حادث حديث!
***
تقف أمام المرآة تتأمل نفسها...
لقد وصلوا لبيته بديترويت منذ أكثر من ساعة... لها عشر دقائق واقفة بالجناح المستحيل و الذي يتسع لعشرة أطقم نوم و كنب...
لن تنجر للسقوط بفخ الاغراء، لن تفعل!
لقد رآها من قبل دون حجاب و بلبس بيتي هادئ... لذلك التوتر ليس لأنه سيراها بلبس أقل حشمة... خصوصا أن قميص نومها له مأزر يسترها من أولها لآخرها...
لا ليس هذا ما يقلقها...
ما يقلقها هو التبريد التدريجي لعواطفه، تجاهاها بدءًا بارتدائه نظارته الطبية و ختاما بتركه لها هنا لتبدل ثيابها...
خلال الثلاثة عشر ساعة الفائتة من المطار لهنا تحول لشيء آخر... حديثه رسمي و كأنهما زملاء عمل... أين النيران و الشعلة و النظرات التي تبعثر انفاسها... اكان يدعي لأجل حفل الزفاف!
حمدت ربها أن زوجة أبيه شاركتهم الرحلة لكي تملأ الفراغات بينهما...
تنفسها يتصاعد و هي تتأمل شعرها المسدل على كتفيها ناعم لونه بني داكن، يصل لمنتصف ظهرها بقصة حديثة مدرجة...
لحظات فكرت ثم جمعته... هكذا هي لا تغريه بشعرها... فقط بمأزرها و ثوب نومها الخيالي أسفله...
ظلت تراقب نفسها و هي تسألها ماذا سيحدث الليلة؟؟
بتشتيت متعمد اخذت تتشمم رائحة عطوره الخاصة و التي احتلت يمين المنضدة... و كأنها تحاول أن تعزل أغيد عنها لتصل للرجل الحقيقي أسفل كل هذا...
لذلك انتفضت بطريقة مبالغ بها عندما سمعت طرق الباب... ثوان و حلقها قد جف لتجده يحذرها أنه سيفتح الباب...
ثم دخل مع صمتها و كأنها منحته الموافقه... لم يكن قد بدل حلته على الاطلاق و كأنه لم يمنحها هذا الوقت لتغتسل و تبدل ثيابها... أهي أخذت حمامه الخاص و يريد أن يستعمله؟... قبل أن تسرح في تحليلات له وجدته يتحدث بعمليه و عينه على يدها التي مازالت تحمل زجاجة العطر...
"أنا آسف... لكنني مضطر لأغادر... حدث أمر طارئ و لا أحد يمكنه أن يحله سواي... لذلك فعلا أنا مضطر لأن أذهب الآن!"
شعرت بصدمة جعلتها تتجمد لثوان و كأنها لم تفهم ما قاله، ليكمل بسرعة...
"لا تنتظريني... كنت مرهقة بالطائرة... نامي و لن تجدي أي نوع من أنواع الازعاج!"
أنام...
انتظر...
ازعاج!!!!
منحها الوقت اللازم لتستوعب ثم تنفجر... كان انفجار مقنن و كأنها تمنحه الدفعة الأولى من الغضب...
"أمر طارئ؟؟ أي أمر طارئ في ليلة زفافك..."
دارى عينيه عنها و كأنه لا يستطيع أن يخبرها، بينما شياطين ركبتها بكل قوة و هو يرد...
"فقط أمر طارئ خاص... لا تشغلي نفسك بالأمر... سأعود قبل أن تستيقظي!"
خاص؟؟
بين الزوج و زوجته يوجد خاص؟؟
التفتت ناحيته حدة و تنفسها يتصاعد بجنون حقيقي، قبل أن تنفجر بكل كبت الأيام الفائتة...
"هل الأمر له علاقة بطليقتك المنتحرة؟؟... بكل تأكيد له علاقة بها... يا لي من حمقاء!... كنت أعلم ذلك... كنت أعلمه... هل هي من سيكون لها الأولوية في هذا البيت؟... هل سأرتب جدول حياتي على أساسها... هل سأبقى أنتظر ترتيبي التالية بعدها في كل منعطف مهم من حياتي..."
ثم لوحت بيدها باستغناء كامل و كبرياء أنثوي جريح...
"اذهب، أنت حر اذهب فالفاقدون لعقلهم، يلائمونك أكثر!"
الصمت الذي حل بعد هذه الكلمات كان ثقيل، و يتثاقل و كأنه قبر يستقبل ساكنيه...
و كلما تطاول و ثقل، كلما شعرت بتوجس و هي تراه واقف ينظر إليها بصرامة و نظرات حادة قوية تكاد تحطم الزجاج الذي على النوافذ...
أخيرا تحدث و يا ليته حافظ على صمته...
"طليقتي المنتحرة؟؟"
بحروف مضغوطة أعاد الكلمة و كأنه يعلمها مخارج الحروف، قبل أن يكمل بصرامة أرجفت قلبها...
"من أين عرفت أن جون انتحرت أو حاولت الانتحار... من أين عرفت، والخبر لم يصل لأية جهة اعلامية أو خلافه؟... التكتم كان قوي على الخبر... حتى أنني استطعت أن أزور سجلات الشرطة... لذلك لبنى..."
ارتجفت بقوة شديدة و هي تراه فجأة أمام وجهها يرفع ذقنها لتقابل عينها عينه...
"قولي لي كيف عرفت أن جون حاولت الانتحار... أو من أخبرك ذلك، و ما هي غايتك من ذلك؟؟..."
***
تم الفصل

noor elhuda and جولتا like this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-04-17, 10:38 PM   #1120

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 76 ( الأعضاء 6 والزوار 70)
‏eman nassar*, ‏eng sarahsnowwhite, ‏غروري مصدره أهلي, ‏sabreira, ‏knan, ‏إدارية


هلاااااااااا و الله بالجميع
كيف الفصل و كيف القفلة؟؟
انا رايحة الى الصين ما حدش يسأل عني...
انتظر آرائكم و تعليقاتكم و تشجيعكم و تقييمكم و كل شي حلو منكم
منورييييييييييييييييييييي يييين


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.