02-07-17, 02:35 AM
| #1551 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  "لا!" فوجئت به يخبرها ببساطة و كأنها لم تلقي محاضرة طولها كيلومتر... فقط (لا) بلا اسهاب أو شرح... "لقد انتهينا مهاب... لا يوجد مجال للأكثر أو لأي شيء آخر بيننا..." عادت تلح؛ ليهز رأسه نافيا بعناد و هو يقف عاقدا ساعديه على صدره... تخبره أنها تحبه و انها بكت لأجله و أنها فعلت كل ما فعلت لأجله ثم ببساطة تطلب الطلاق... إن كانت مازالت مجنونة فمازال هو أيضا بمثل الجنون! "لو انطبقت السماء على الأرض و شرط انفراجهما هو طلاقك لما طلقتك لين... هل هو واضح!" هنا حدث ما أراده حقا، قفزت واقفة تلوح بإصبعها في وجهه بغضب منفجر بينما شرايين عنقها كلها مشدودة و كأنها تغني موال شرقي... جيد جدا... لقد أراد الثورة و الغضب... لم يرد تلك البائسة اليائسة... لشد ما هو حارق البؤس و اليأس على الروح! "حقا؟؟... هل تعلم مهاب ماذا سأفعل؟؟... سأخلعك... ما رأيك بذلك... هذه الموضة الدارجة و على ما يبدو أنك اصبت بمرض الحداثة!" أمسك بعناد اصبعها الذي تلوح به في وجهه و هو يميل ناحيتها بعينين تبرق بشدة... "جربي أن تفعلي ذلك و سأقتلك لين و أدفنك في الحديقة الخلفية و أضيع أنا و أنت مرة واحدة!" هزت رأسها بلا فهم يائس من جنونه، و هي تجذب اصبعها من يده... "أنت فقط تعاند لأجل العناد... لقد عدت للوطن تريد أن تعاقبني على فعلتي... و لما رأيتني اختلفت عاقبتني على اختلافي و أنت تبحث عن القديمة المنتشية و لما قررت أن أعطيك ما أردته منذ فترة الآن ترفض... هل هي فقرة أنا من أرمي لعبتي المفضلة لا هي التي ترميني... حسنا لو لم تطلقني مهاب فسأفعل كما قلت... لا تظن لأنني وحدي فأنت قادر على الاستمرار في هذه المهزلة... ما حدث اليوم لا يمكنني تحمله أو غفرانه... أنت تعلم أنني ألا أسامح، و لا أجيد الغفران، فلا تحشرني في هذه الزاوية فما زال في جعبتي الكثير و صدقني بحبوب أو بلاها انا مجنونة بالكامل!" "جيد... أريدك مجنونة لين... أريدك بكل الطرق... كوني ما تريدين أن تكوني لا يهمني ذلك، فأنت منذ البداية زوجتي و ستظلين كذلك... كوني مجنونة و سأريك أنني أنافسك على هذه البطولة بفقدان العقل... صدقيني لم يعد هنالك رجعة منذ ان بدأ هذا الماراثون!" هنا فقدت أعصابها بالكامل... "ما الذي تريده مهاب مني؟؟ بالضبط أخبرني ما الذي تريده... ما الذي تتوقعه مني... ما الذي تأمله مني... أعتذر لتلك الحثالة... أم أعطيها نصائح كما طلبت لراحتك و راحتكم المستقبلية... أم أتحمل عقدك و أسمع نواحك الأبدي على الكون و الناس و الفقد و العالم الكبير المريع... أوه لين العالم سيء... أوه لين الناس تموت... أوه لين لقد فقدنا الكثير من الأبرياء في كل أركان المعمورة... أوه لين أنا مهاب العميق المذهل... ما الذي تريده مني مهاب... لحظة، لحظة... فهمت... لا تقل دعني افوز بالسبق هذه المرة!" قبل أن يجد فيه الجرأة ليقاطعها، نظرت إليه بكل الاحتقار الذي خزنته عيونها لأجل هذه المواجهة، ثم أكملت بحقد... "أنت تريد أن أهتم بالأطفال بينما تعبث مع حبيبتك الجديدة... لقد فهمتها وحدي... ذكية أليس كذلك؟... تريد العبث الخفيف كما في الماضي... شيء آخر تريد طفل من صلبك، لا طفل ألقي عليك و لبست مسؤوليته دون اخذ مقاساتك بثوب فضفاض عليك... طفل ستحبه و تربيه لأنه لك و منك... طفل أنت والده البيولوجي و الشرعي... طفل سيناديك ببابا نظيفة لا يتبعها بابا مهاب او اخي أو أي نقيصة تنقص تلك الكلمة... طفـ............" " يكفي لين..." قاطعها بهمس و صوتها يتوجع مع كل حرف ذكرت به نقيصتها و ذكرت به تهديداته المستمرة... لم تكن كلمات عشوائية بل هو أهداها إياها من قبل بكل تلك التفاصيل... دون أن يخطط كان يضمها لصدره بينما دموعها تسيل للمرة العاشرة خلال هذه المواجهة الموجعة... "يكفي لين لا تعذبي نفسك بما يوجعها و تعيدي وسم الوجع كي لا يبرأ" كرهت نفسها كرهتها كرها لا يطاق و هي تستكين على صدره... كرهت هذه الحاجة الملحة و المجنونة لتبحث عن الراحة في حضن العدو... لكنها متعبة حقا متعبة و الكفاح وحدها لأكثر منذ خمسة اعوام كان مهنك و استنزف كل طاقاتها... فقط هزت رأسها في صدره و هي الآن تشكو له و اللعنة على عقلها لو علم بفعلتها! "فقط أنا متعبة مهاب... ظننت أنني سأتحمل كل ما قلته سابقا... ظننت أنني سأنجوا بخنق أنوثتي و العيش فقط كأم للمى و محمد... ظننت ذلك لكنني الآن أدرك أنني لا أستطيع... فقط لا أقدر... و أنت لن ترني أبدا كافية لك... وفي الحقيقة معك حق في ذلك... أي رجل يريد امرأة تنكر لها أهلها و مدمنة سابقة و رحمها تالف لا يجيد احتضان الأطفال... أي رجل يريد تلك المرأة!" صدم بكل قوته بكلماتها و هو يمسح على ظهرها، و شعرها... نعم احتقرها و حقّرها و حقّر قيمتها لكنه ظن أنه لا شيء في ميزانها، فلين لديها الكثير من الاعتداد بنفسها... أغلق عينيه لثوان قبل أن يهمس لشعرها الذي يتنشق عبيره مباشرة مع هذا الاحتضان... "أبدا لا تنظري نفسك بتلك الصورة... أبدا لا تفكري بنفسك بتلك القلة... أنت كثيرة لين لدرجة أن الجميع يلهث ليجاريك... أنت أجمل و أنقى و أحلى من رأيت في حياتي و صدقيني مر علي الكثير... و كنت أنت دوما مقياس خاص بك و قيمة لا يمكن تجاوزها... أنت المرأة الأكثر عطاء في العالم... حبك للمى يمكن فهمه، لكن احتوائك لمحمد أفحم كل ما زرعته السوادات من ماضينا عنك... أنت أكثر امرأة قوية الارادة... توبتك عن الحبوب و نظافتك التامة منها مرة واحدة للأبد نادر... و عندما اقول نادر أعنيها فمن شبه المستحيل أن يتنظف المدمن بالكامل من ادمانه... هل تعلمين ماذا أيضا لين؟؟... أنت أكثر امرأة رايتها متصالحة مع نفسها... في الحقيقة أنا الآن لا أعرف ما أقول... لو أردت أن اخبرك بما أنت لاستمررت للابد... لذلك......." رفع رأسها من عنقه بجذبه لشعرها، لتلقي عينيها بعينه... ظل ينظر لتلك الرطوبة التي تمنح عينيها الزرق سمة غريبة و كأنها تزيدها شفافية... الألم الذي زرع فيه مع النظرة الآملة في عينيه بعدما أعطاها رؤيته الحقيقية لها كان لاذع حار... أراد أن تصدقه... حقا أراد أن تصدق قيمتها و الله يعلم أنها ستركب على ظهره بكل ما فيها من كثرة، لو عرفتها!... لكن ذلك برد و كلاهما ينظر للآخر بطريقة مجنونة و الشوق في أرواحهما يتفجر مرة واحدة... بعقلها تعلم و تدرك حتى و هي في أحضانه أنها النهاية لكنها بأنانية أرادت ما سيحدث... أرادت أن تشعر به لمرة أخيرة في صحوها... أن تجرب قربه و هي بكامل وعيها... أرادت أن تودعه وداع يليق بماضيهم المجنون... أرادته بكل بساطة كرجل و صدرها يسابق صدره بالانقباض و الانبساط... أنفاسهما تتحول للهاث و الشوق المحروم يتحرر في هذه اللحظة... ما حدث بعدها كان خياليا لها... النظرة... الاحتضان... اللمس... الأنفاس المجنونة... ثم تفجر الشوق كله بالقبلة... و آه من القبلة المحمومة... القبلة التي لا مثيل لها... كل مرة يقبلها مهاب يتفوق على نفسه و يصنع تلك الدوامة من المشاعر المهلكة... قبلة واعية و مكثفة بالمشاعر لتجعل بدائية أنوثتها و رغباتها تطفو و تسيطر على أفعالها... بعدها لا يعلم أي منهما من بدأ بنزع ثياب الآخر... من تلمس بشوق جسد الآخر... من لهث بكل قوة و هو يستعيد مشاعر بكثافة تنافس مئات السنين التالية... لا تعلم كيف وصلا للفراش و كيف اتحدا و كيف التصقا و كيف باتا جسدا واحد متكامل و كأن نواقصها تكاملت مع شذوذ بروحه ليصنعا في هذ اللحظة جسد كامل لا مثيل له... شوقه كله ارتوى بعدما انتهيا راقدين على ظهريهما و كلاهما يلهث من قوة التجربة الروحية التي تلاحمت بالجسد فأنتجت مشاعر فضفاضة بروعتها... دون سيطرة على يده التي ما زالت ترجف ضمها أكثر له و كأنه يدرك أن ذلك ليس بكاف لكنه جرعة من لذة هو حرمها على روحه دون أن يعلم لم... و هي تشبثت به أكثر و كأنها تمنع أي قوة بالكون من أن تسحبها من هذا التكامل مرة أخرى. الصمت الذي تلى ما حدث كان كثيف مضخم لكل ما شعر به و شعرت به... يستمر بالتمسيد على ظهرها كما تحب و تستمر بالتشبث العبثي به و كأنها ستستيقظ على خيالات أحلام صنعت تلك العلاقة... أخيرا و بتناغم مع انهاكها و انهاك روحها غفت على كتفه مكافئة إياه بدمعة رطبة تسللت لصدره أسفل خدها... تلك الدمعة جعلته يشعر لأول مرة بوجع لين... بألم لين... بحاجة لين... تلك الدمعة لخصت علاقتهما و وضحت كيف تكون متعتهما دوما مغمسة بوجع هما صنعاه و جدداه و رعياه بكل قوتهما... تلك الدمعة بكل بساطتها تترجم زواجهما! أما عن لين فقد نامت مطمئنة و مرتاحة، و شعلة أمل حمقاء لا معنى لها تستوطن خلاياها و عندما استيقظت و وجدت نفسها وحدها في فراشها؛ استفاقت من غبائها على خبر مذهل... زوجها غادر الوطن لاحقا بتلك الفتاة شيماء لوطنها المنكوب! *** جالسة بهدوء تنتظر الصبح أن ينبلج... لأول مرة ترفض تلقي مكالمة علاء بعدما ذهبت لعمها تخبره بكذب حملها هو و زوجته الطيبة... الخزي الذي ملأها في الاعتراف رغم شجاعتها لتقديمه كان مهين لها و لرزانتها و احترامها الذاتي... قلما كذبت في حياتها و قلما تحملت تلك المهانة و الصغر من الاعتراف... المشكلة أنها تتخيل ردة فعل علاء المقبلة و التي ستختلف بالكامل عن ردة فعل عميها الهادئين الرزينين... لا تعلم لم أرادت أن تنفجر بالبكاء عندما تلقت التفهم من الرجل و زوجته مع تربيته على كتفها من الزوجة و هي تقول بمحاولة فاشلة لتهدئة توترها... "لا تقلقي... المرة المقبلة ستكونين حامل بحق و سنفرح مرة أخرى!" ابتلعت ريقها و هي حقا تحبهما بطريقة لا ممكنة عندما فهما دون أن تشرح سبب خلق هذه الكذبة... ببساطة تقبلا فورا بذكاء ما فعلته بل عمها هز رأسه بشرود و تفهم و انتظر حتى خرجت هي و زوجته من الغرفة... جالسا وحده بالظلام يحلل ما يحدث لابنة أخيه و يفكر بما سيحدث لها... اعتذار علاء لهما شيء كبير منه و تقدير لابنتهم... أغلق عينيه رغم الظلام و هو يقرر بصراحة كاملة أنه الرجل الملائم لهدى لو فقط أعطى كلاهما الفرصة لنفسه ليكون على راحته... ربما كلاهما يرفض أن يصارح الآخر، لكن الماضي هو السبب... الماضي هو من خلق كل ما حدث بينهم... الماضي هو الذي جعل هدى تختار رجلا لا تريد منه أن يحبها قط.... نعم لقد بحث عن علاء و علم بقصته مع ابنة الصانع و أدرك كم هو موتور من النساء بشكل عام و لولا ضغط والده عليه لما فكر أن يتزوج بهذه السرعة... قرار يجب أن يتخذ و يجب أن يتخذ الآن... هدى تستحق ان تَحب و تُحب... تستحق ان تتمرغ دون خوف في هذا الأمان و الاستقرار... ببساطة تستحق أن تتحرر من كل مثقلاتها لتنطلق روحها على سجيتها... لذلك هو سيقوم بأبشع مهمة ممكنة... سيخرج بعض الجثث من ذاكرته و سيتحمل عفن رائحتها... و سيشرح لابنة اخيه ما غاب عنها... *** ظلت ذاهلة و هي جالسة مكانها في غرفة المكتب... عمها يخبرها ببساطة أن أمها.... أبيها... أن...... أغلقت عينيها و هي تكره ما سمعته بل كادت تتقيأ وجبة الافطار التي اشتعلت في معدتها... أمها... تحرش... و ربما اغتصاب... طفلة صغيرة و يحدث لها ذلك... تركها العم أخيرا وحدها تحاول ان تجمع القطع مع بعضها بعدما أخبرها بما يعلمه من الحقيقة و ما خمنه من تغير أخيه و ما رآه أول مرة في بيت أهل امها... أخبرها ما تيقن منه بطرقه الخاصة بعدما هجرتهم و علم أنها فعلا تعرضت لتحرش مستمر قتل روحها، و ربما تطاول لاغتصاب... أخبرها أن والدها أحبها ليس لأنه ضعيف بل قوي... أنه تركها تظن أنها امتلكته بينما هو من يمتلكها.. أخبرها أنه رغم كل ما يبدو كانت هي بقبضته يسيطر عليها بقوة مشاعره... "رغم بشاعة ما رأيته لكن أمك لم تكن و لن تكون طبيعية... الخطأ بدأ من أمي رحمها الله عندما رفضت أن تبعثها للعلاج النفسي بنظرة أهل الريف له و كأنه كارثة أو اعاقة أو أسوأ... ظنت أنها بالحب و الحنان ستقدر أن تداويها... و والدك استمر بظنه بذلك... و ربما حاول أن يداويها و هي رفضت... لا نعلم ما حدث بعدما توفي الرجل... لكنها كانت قد عطبت و لم يعد هنالك مجال لمداواتها... في أوقات صفاء نادرة أشعر ناحيتها بالشفقة البالغة... لقد قتلت كل طاقاتها على العطاء... اهتمام و حب والدك لها كان جلد لكل أفعالها... ظنت أنها ستستمر في العيش في القرف الذي لاقته هنالك... ظنت أنها ستدفع بالطريقة التي تعلمتها هنالك لذلك كانت حائرة في عاطفة جديدة فحاولت ان تلوثها..." أغلق عينيه و صدمة هدى تؤلمه لكن العلاج كما هو معتاد أشد ألما من الوجع... "هدى ما أردت أن أوصله لك من كل ما فات، أن والدك لم يكن ضعيفا قط، بل كان من القوة أننا كلنا ننحني تحت قدميه... تلك الموهبة التي صقلته بالنقاء الكامل تجعل حسدا من الجميع يستقر فينا فنحاول ان نشوه هذا الجمال بصور اخرى... أبدا لم يكن أحمق او لا يرى الحقيقة... أبدا ما كان غبي و يتعامى عنها... لكنه تعامل مع الأزمة التي كانت هي حياته كلها بالطريقة التي يؤمن بها... عالج مشاكله بالطريقة التي ظن أنها الصواب... لا استطيع أن ألومه على شيء، لكن الذي يجب أن تعلميه أنه مات راض و عاش كبيرا و كان كثيرا و قويا... كان رجلا وحيدا من نوعه... لذلك لا تفكري به مستعبد بحب أمك له، بل هي من كانت مقيده بنير حبه لها... هي التي كانت لا تستطيع الفكاك منه و لو كانت حقا لا تريده لكانت انفصلت عنه بأية طريقة... كان قويا هدى قويا بطريقة لا يمكن أن ينافسه بها أي شخص... يجب ان تعرفي والدك بالحق لتعلمي أن من يتحمل كل ما تحمله فسيتحمله لقوته لا لضعفه أو لأجله، بل لأجل من يحب... فكري هدى بما قلته ثم ادفني الموتى و عيشي حياتك بخياراتك الخاصة... لا تتركي شخص آخر يقودها... و لا تتركي شيء مشوه من الأصل أن يدمرك... انت لست والدتك. عقلك و حياتك و طفولتك ليست مثلها... يعلم الله أن ما عاشته لا يتحمله عاقل لكنني ابدا لن اغفر لها ما تفعله بك و بمجاهد، فلست مجاهد و لم يوجد سوى مجاهد واحد..." ثم اخذ نفس آخر و هو ينهض من على مقعده تاركا لها بعض المجال لتستوعب ما قال لها... "ثقي دوما انك تستحقين أن تعيشي بأمان المشاعر مع زوجك يا ابنتي... لا تكرهي شيء لأنك لم تري إلا جانبه المشوه... " ثم حاول ان يبتسم و هو يدور حول المكتب ليربت على كتفها بينما ترفع رأسها إليه بنظرات موجوعة... "ثم خذي عندك نظرة اخرى للأمر.. أنا و صفاء... لم احب امرأة كما أحببتها و سأظل أحبها لآخر عمري... و هي كانت مثال المرأة الصادقة الطيبة... تذكري ان من ربتك صفاء... تذكري ان لا شيء من أمك فيك... الآن أنت تعلمتِ و درستِ و تعلمين أن التجارب لا تنقل بالوراثة للأبناء... ثقي دوما انك تستحقين أن تَحبي و تُحبي... الآن سأتركك و أنا آسف لأنني كشفت لك شيئا قبيحا لكن مجاهد يستحق أن تعرفيه أكثر و أمك أيضا تستحق ان........ أن تنسيها بشكل لائق!" ثم تركها وحدها مذهولة بما سمعت... جالسة مكانها و لا تعلم ما ستفعل... الصمت حولها كان مادة رائعة لتسترجع ذكريات قديمة حدثت في بيتهم... تتذكر والدها و كيف كان يداري أمها و كأنه يعلم كيف هي و كيف تفكيرها... تتذكر كيف كان ينظر إليها بأسف بعدما تدخل امها في أية جلسة منفردة بينهم و تمنحهم بسخرية تعليقا مقززا لم تفهمه إلا الآن... يا الله... الآن كل شيء يتوائم... كل القطع تأخذ مكانها الصحيح... كل تصرفات والدها تصبح مفهومة و كل شيء فعله يبدو واضحا بشكل ممتاز... الآن تفهم لم كان يسمح لأمها أن تنفجر و لم أبعدها في النهاية لبيت عمها لتعيش تقريبا معهم و كأنه يكفر عن ذنبه لأنه أحب امرأة بهذه السريرة السوداء... الآن تفهم بسخرية ذلك الاتفاق السري بينهما بالخروج معا كل يوم أو يومين دون علم أمها و الذهاب لتناول وجبة أو السير معا و الحديث و الصداقة التي بينها و بين والدها... الآن تفهم كم احبها و أحب أمها و كم أعطى و اعطى... شعرت بالدموع تغشي عينيها و الألم بداخلها يتكاثر بقوة... كان قويا و هي لم ترى فيه إلا رجلا مستعبد بالحب، بينما هو مستعبد بالعطاء اللامحدود... يا ربي كم كان قويا معطيا صادقا لا يعرف الالتواء و الكذب... مر وقت طويل و هي وحدها دون ان تشعر به بينما تعيد صناعة ذكرياتها و كأنها لقطات سينمائية و هي أعادت انتاجها بما يلائم ما لديها من معلومات... الآن فهمت معنى كلمات ظنتها غبية لكنها هي الحقيقة... قوة الحب... كان والدها اقوى من الجميع بحبه لكن الحق لا يحتاج لأن يصرخ بفجاجة و يحاول ان يلفت الأنظار له، لأنه لا يستحق أن يراه إلا من يملك بصيرة قوية لأجل ذلك... بينما خواء أمها كان مريع لذلك كانت تحاول دوما ان تملؤه بالصخب و الصراخ و النوبات و الرغبات و الحقد و الكراهية و الايذاء لكنها ظلت و ستظل و ستموت فارغة بينما والدها مات و مازال حبه يطوف حولها... لا تدري متى وقفت بقوة وعزم و قرار ينبت في عقلها... بثيابها الهادئة الصباحية خرجت و تناولت مفاتيح سيارتها و هي تتصل بالعمل و تعتذر عن الذهاب... ربما يجب ان تسحب الفصل كله من كثرة ما أخذت اجازات، المهم... لن تترك حياتها تتحول لعطاء من جانب احادي كما فعل والدها... ربما والدها خلق بطاقة عطاء لا ممكنة لكنها و زوجها أيضا ليسا بتلك القوة... بكل الأحوال العطاء من جانب واحد منهك لكلا الطرفين... أحدهما يفرغ و الآخر يثقل!... علاء ليس كأبيها او حتى امها... علاء رجل جيد يستحق ان يعلم كم هو مهم لها... يستحق ان تخبره و لو متأخرة منذ خمسة اعوام... تعطيه الكلمة التي لم يسمعها من أنثى بصدق قط حتى و لو كانت امه... أحبك! *** نهاية الفصل | |||||||||
|  |
|
02-07-17, 02:39 AM
| #1552 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| تم نزول الفصل يا غوالي و اعتذر اصلا مش عارفة فين أودي وشي منكم لكن اكيد بتعرفوا اخبار غزة و كهربتها و النت فيها فما بدي احس بالابتذال خصوصا انه كالمعتاد ما رديت على ردودكم المذهلة على الفصل اللي فات و لو ما خذلني النت هلا باذن الله راح اسهر معاها و بكل الاحوال نورتوني | |||||||||
|
| |
|
02-07-17, 02:45 AM
| #1553 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 14 والزوار 3) eman nassar*, dr_rona1, Bo33, suzan11, Bashayer6, amana 98, الماسيه, قمر وليد, روكو, وحيده بدنيتي, سخاء04, oum ilias, رودينة محمد, park sang en منوريييييييييييييين | |||||||||
|
| |
|
02-07-17, 03:26 AM
| #1554 | ||||
| 💔💔💔💔💔💔💔 لبنى ولين وهدى كلهم اليوم حالتهم مؤلمه حسيت بمعاناتهم لبنى ليش تقول انها فشلت كاخت بالعكس كانت جدا مراعيه لاختها مسكينه جدا من بعد ماشك فيها اغيد واستجوبها بطريقه جدا كريهه حسيتها خلاص ياست من انها تكون زوجه وركزت ع المهندسه واليوم حتى المهندسه خسرتها صراحه اغيد لايغتفر ما فعله من بدايه زواجهم وهو شايف نفسه وانا الغامض الذي يفهم الجميع قارئ الافكار مستبق الاحداث الفريد من نوعه!!!!!!!!!!!!!!!! خلااص كرهته لحظاته الانسانيه جدا قليله وطبعا يوم يكون مع لبنى تطهر هاللحظات القليله المهم اتمنى يكون الشي اللي قاله مقنع يخليها تاجل قرار الرحيل <<<<< حبيت سيمون للحظه توقعتها ترضخ ل لبنى وتحطها بفندق بس طلعت خطيييره وقد المسؤوليه ورجعتها😂😂 لين بالرغم ان مهاب راح وخلاها بس انا احس انه الافضل لانها عبرت عن مشاعرها وقالت كل اللي تحس فيه الحين لازم تعطي مهاب وقت وهو يقرر هل يرجعلها او يتركها هدى 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 خلاص اما ان لها ان تعيش بدون ظل امها احبهااا هالانسااانه فرحت يوم انها تصالحت مع ذاتها وانها ابدا مابتكون نفس امها وان الحب ابدا ما يضعف الشخص بس ماحبيت انها تروح لعلاء وتقوله انها تحبه وتستسلم له اتمنى تروح عنده وتقوله انها تحبه وتعطيه فرصه يكونون ع قدر متساوي وماتكون حياتهم مثل القلم والمسطره وتدخلها العفويه اريدها تؤمن انها تستحق الحب بالنسبه لتاجيل البارت احب اقول ان صح انا اسال عن البارت دايما بس من كثر حبي للروايه وشخصياتها لكن والله اعذرك جدا جدا احوال غزه صعبه من قصف وانقطاع الكهرباء كان الله فعونك وعون كل اهل غزه والله يفرج عليكم ياارب ❤❤❤❤❤❤❤ | ||||
|
| |
|
02-07-17, 04:34 AM
| #1557 | ||||
| نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة 
| هابدا بمجاهد لانه بالفعل يستحق ان يقدر فمن صبر على بشاعه ماضي زوجته وعلى بشاعتها هي ايضا لاانكر ان مامرت به بطفولتها شى صعب ولكن الله عوضها برجل رائع باخلاقه وحبه ومثاليته وقوته ولكنها لم تقدر النعمه وبعد موته لم تبقى على ذكراه واحترام اسمه بل عادت لفسقها وتمادت العم مافعله شى جيد لانه جعل هدى تنظر للنصف الممتلى من الكاس وفهمت سبب افعال امها وعرفت انها تعاني من اضطربات نفسيه هي ماتجعلها تتصرف بهذه الحقاره واعترفت ان زوجها وهي مختلفه عن اهلها وهي لن ترضى ان تعطي ولا تتعطى فهي تريد ان تحب وتحب وان يكون الحب بينها وبين علاء متبادل وهذا حقها وخطوتها بالذهاب والاعتراف خطوه قويه وجريئه واتمنى ان يكون علاء بقوتها ويعترف بمشاعره وان لايقف خبر عدم حملها عائق بينهم وتعود الامور لتتازم بينهم \\\\\\لين خليني اعترف ان شخصيه لبنى ماثر ه فيني وبشده وانك استطعتي تغير مشاعري نحوها من الكره الشديد للحب والحزن والتعاطف معها فكلامها مع مهاب كان جد موجع ولكنها جعلته يعترف باهميتها له وقيمتها عنده واعتقد ان هروبه بعد ماجرى بينهم هو اضطراري لانه لم يستطع تحمل قوه مشاعرهم فحس بانه سيعود لادمانها بعد ماظن انه شفى منها فهي ادمنت الحبوب وهو ادمنها ولكنها استطاعت الشفاء من ادمانها بينما هو وجد انه لم يشفى منها ويمكن هو اضطر للسفر لانقاذ الفتاه ومساعده خالتها لاينقاذها مما اوقعت نفسها فيه \\\\\لبنى لااعرف سبب تراجعها عن السفر وحزينه انا لان نقائها بدا يتحول لسواد والوم اغيد لما وصلت له رغم اني اعتقد انه معذور فهو تربى وعاش دون ام ولايعرف كيف تكون الحياه الاسريه العربيه فهو بزواجه السابق تزوج من تشبه حياته ولكن لبنى مختلفه بكل شى وهو للاسف فشل بقرائتها بشكل صحيح يمكن هو يقرا افعالها ولكنه فشل بمعرفه الطريقه الصحيحه بكسبها ولااعرف كيف سيستطيع كسبها من جديد وتحقيق حلمها بان تكون زوجه وتكون اخت وتكون مهندسه مخترعه كما حلمت بس بالنهايه بطلاتنا في مكان خطر من حياتهم اما سيكون طريق للنهوض والحصول على السعاده او سيكون طريق للسقوط بالحزن والتعاسه بارت موجع واعتقد اننا بطريقنا للنهايه ويارب تكون سعيده والف شكر على تنزيلك للبارت ونحن نتفهم ظروفك كان الله بعونكم والله معكم | ||||
|
| |
|
02-07-17, 04:35 AM
| #1558 | ||||
| نجم روايتي
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حزنت على لبنى التى تحطمت أحلامها ببناء عائلة بسبب زوجها الغبى الذي لا يستطيع أن يفصل بين حياتة الخاصة و اعمالة. يتعامل مع لبنى بطريقة مهينة حتى فى داخل المنزل يتركها وحيدة . ولكن هناك شئ آخبرها بة لكى تغير قرارها بالعودة للوطن . أعتقد أن العصابة ستطاردها اذا عادت و هذا قد يشكل خطر على عائلتها ايضا.. لين مجروحة من تصرفات مهاب المهينة لها و كلامة القاسي . لقد اخرجت لين كل الألم الذي بقلبها إمامة و ضعفت واستسلمت لمشاعرها و كان لديها أمل أن تتغير علاقتهم للأفضل ولكن مهاب المتهور سافر دون أخبارها و هذا سيسبب لها المزيد من الألم. هدي تريد البدء من جديد مع علاء والإعتراف لة بحبها فهى تخلصت من كل ذكريات الماضي السيئة عن عائلتها عندما آخبرها عمها عن ما حدث مع والدتها فى السابق و سبب ضعف والدها الوهمى أمام والدتها المريضة نفسيا. الفصل رائع و مليء بالأحداث المشوقة بإنتظار الفصل القادم على نار 😍💚💙💜💖💛  | ||||
|
| |
|
02-07-17, 11:50 AM
| #1559 | ||||
| يسلموووو ايمان عالفصل 😘😘 بس والله صدمتيني بموقف لبنى على قد ماحبيت قوتها واصرارها وهيا بتدافع عن حالها وطلعت كل السريرة اللي بنفسها وكل الكبت وكيف شايفة نفسها بعيون زوحها وكيف هيا حاسة انها اذت اخوها واختها وبالاخر بكلمتين من اغيد تراجعت عن قرارها .. كنت اتمنى شو ماكان السبب تضلها مصممة على رأيها ماتغيرو لمجرد هو قادر يقنعها بالعكس دايما مع اني مش عارفة هو شو حكالها .. لكن بتامل انو رجعتها بقراراها يكون اشي لصالحها مش لصالح اغيد لين ومهاب يالله اديش توجعت عشانها والله دمعت ع كلامها وكيف نظرتهم الها ومالها احد ولا سند ولا ظهر هيا لحالها بتقاوم بين مهاب وبين نظرة الكل الها على انها مدمنة سابقة وبالاخر بيجي مهاب وبيعملو عملتو السودة وبيسافر لاحق ورا هديك .. يعني مش فاهمة ايش نوع المخ اللي عندهم هدى وعمها ومرتو يالله ما انقى قلبهم وما اجملهم منيح انو هدى تربت على ايدهم لكان اتحولت لمسخ مصغرة عن امها .. حبيت ابووها جددا وقوته بحبو وعطاؤه اللامحدود وانو ابدا مان مستعبد بحبو لامها بالعكس كانت امها اللي متعلقة بأذيال حبو بس سواد نفسها وطفولتها الي عاشتها ماخلتها تشوفو على حقيقتو منيح واخيرااا هدى حتروح لعلاء وتعترفلو بحبها واخيرا شخص ناضج بالرواية 😂😂 | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
149Likes
العرض العادي
