آخر 10 مشاركات
القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-17, 10:29 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




...
تحدث وهو يطرق بأصابع يده على المقود وعينيه محمرتان للغاية: اتمنى بعد فضفضتك معي وعتابك .....ترتاحين عارف قد ايش انتي تعبانة من هالأمر...
سارا بغضب وبكاء في الآن نفسه: أنا ما اعاتبك.....منو انت عشان اعاتبك....بس لازم تسمع الحقيقة...عشان ما تنخدع ....مثل ما خدعتني ....صرت احسن منك وبيّنت لك كل شيء.......بس خل يكون بينا اتفاق....على شان المسخرة اللي بصير
فيصل لا يريد ان يستمع لنبرت صوتها
الحادة والمليئة بالحزن ، هي غاضبة منه للحد الذي احبها فيه
تحدث بهدوء: اتفاق ايش؟
سارا مسحت دموعها بيدها: لم تكلم اهلي بالكلام اللي بقوله لهم وعن الزواج الكل بكون ضدك إلا انا مجبورة اكون معك واوافق على هالزواج اللي بكون بس شكلي.....صعب انهم يقتنعون فيك بعد سواتك....بس يبقى الخيار لي وراح اوافق عليك....بس زواجنا ما راح يطول
فيصل بنبرة حادة: وش تقصدين؟
سارا لا تدري كيف امتلكت كل هذه الشجاعة: زي ما قلت لك زواجنا بكون شكلي بس على الورق.....كم شهر وطلقني وحررني من قيودك....ما راح اقدر اعيش معك....واتمنى هالمرة تنفذ رغبتي بدون هروب....بدون اعناد....هالمرة انا اللي بكون انانية......ما هوب انت.....
فيصل لم يعجبه هذا الاتفاق قطعًا تحدث بغضب: زواج على الورق راضي بس طلاق لا....
سارا ابتسمت بسخرية وعيناها محمرتين اثر البكاء: ليش ان شاء الله؟....ليكون حاط ببالك راح اتقبلك ...بمحاولاتك الفاشلة...
فيصل بعصبية: نترك نقاش الطلاق بعدين....
سارا بألم: لا ...الحين......خل نتفق من البداية.....
فيصل بعدم رضا: ما راح احدد كم شهر.....وين حنا فيه....
نزلت دموعها على خديها: لا كون اناني....وتذكر انك عقيم....
اوجعته كلمتها تلك، يبدو انها تبدّلت من سارا العاشقة إلى سارا المتوحشة بالحديث.,...
تكسره تلك الكلمة كثيرًا بلل شفتيه ولينهي المكالمة قبل ان يتعرف على شخصيتها الجديدة: كل شيء بصير زي ما تبين
ثم اغلق الخط دون ان يستمع لكلماتها المسمومة
ضرب مقود السيارة بعنف وهو يشتم ويسب نفسه
أما هي رمت نفسها على السرير بعدما اغلق الخط وغرقت في بكائها هي سعيدة لأنها اوجعته بالحديث وامتلكت الشجاعة في قول كل ما تريد
ولكنها في الآن نفسه تشعر بالأسى لكل ما يحدث، ودّت لو صرّح لها بكل شيء قبل ان تسقط الاوراق في يديها ، قبل ان يجبرها على ما لا تريده
ودت لو تخلّص من انانيته قبل ان يوقعها في شباك الصيد القاتل
بكت كثيرًا لأنها خسرت الكثير!
.
.
.
.
.
هدوء، هواء بارد، غرفة شبه ظلماء؛ رغم انّ الساعة تُشير إلى الثالثة عصرًا من هذا اليوم، أتى من عمله وألقى بنفسه على السرير ليخلد إلى نومه العميق بعد يوم شاق وحافل بالعمل الدؤوب ، لم يدخل الطعام في معدته نام على جوعه فضّل أن ينام على أن يأكل!، وجهه متعب اثر سهره بالأمس وذهابه في وقت مبكر للعمل كانت تنظر إليه بابتسامة يتطاير منها الشرر والخبث، اقتربت منه اكثر لتتأكد من انه غارقًا في سبات عميق وثقيل
ومن ثم اتجهت إلى الستائر لتبعدها عن النافذة بقدرٍ بسيط ليتسلل ضوء الشمس ويتركز في الزاوية من الناحية اليُمنى من غرفتهما......
مشت بخطوات حذرة وكأنها ستسرق منه شيئًا غالٍ عليه حاولت ألا تطأ على أي شيء سيسبب الضجة اقتربت من الباب فتحته على مهلٍ من امرها ثم خرجت وجعلت جزء بسيط منه مفتوحًا
ابتسمت هامسة: هيّن إن ما نكدت عليك نومك......مثل ما نكدت علي انت والتبن ولد عمك اكلي ما اكون رهف....
اتسعت ابتسامتها بخبث ، ومن ثم ركضت لناحية المطبخ
وهنا بدأت تعبت بالحاجات الغذائية كانت تبحث عن
(الفيمتو) و(الكاتشب) لم يكونا في الثلاجة فبالأمس بعدما تناولا العشاء لم تقوم بغسل الصحون ولم تقم بإعادة كل شيء في مكانه المخصص تركت كل شيء بعشوائية على طاولة الطعام ومغسلة المطبخ وحتى على الارض كان المطبخ متسخًا للغاية لم تقم بطبخ الغداء اليوم ماذا لو طبخت يا ترى ما ذا حدث؟ سحبت سكينًا من الدرج الخاص للسكاكين واخذت الفيمتو والكاتشب
خرجت بخطى متسارعة لتصبح في غرفة الجلوس المفتوحة والمطلّة على المطبخ تمامًا ما بينها وبين المطبخ سوى بضع خطوات قصيرة ابتسمت لفكرتها الجنونية وفتحت علبة الفيمتو وسكبت جزء بسيط منه على الارض دون ان تلحق الضرر بقطعة السجّاد البعيد عنها لبضع سنتمترات!
ومن ثم اخذت علبة الكاتشب وفرّغت جزء بسيط منه ايضًا على السكينة
عبست بوجهها حينما شممت رائحته: بيعرف أنه مقلب بسرعة ....الفيمتو ريحته اهون من هذا....
فركضت سريعًا للمطبخ وفي يدها اليمنى السكين ويدها اليسرى علبة الكاتشب وضعته على الطاولة ومن ثم غسلت السكين سريعًا وحينما مرّت من طاولة الطعام ضربت خاصرتها من الناحية اليمنى الصحن المطرّف من على الطاولة ليسقط على الارض ويحدث ضجة خشيت بان يستيقظ فهد الآن فركضت سريعًا للخروج وضرب ساق رجلها الكرسي ليبتعد قليلا ويحتك بالأرض ليصدر صريره بعضًا من الازعاج شدت على اسنانها بغضب واكملت خطواتها المليئة بالعقبات!، نظرت لباب الغرفة بعجل ثم ذهبت للمكان الذي سكبت فيه الفيمتو فتحت العلبة من جديد واسكبت على يدها منه وعلى بذلتها ومن ثم شربت منه قليلًا وجمّعته في فمها دون ان تبتلعه اخذت تبعثر بيدها الملطختين بالفيمتو شعرها وعادت في تبليل يديها بالفيمتو من جديد اخذت السكين مسكتها واسكبت عليها من جديد الفيمتو ومن ثم اغلقت العلبة ووضعتها تحت الكنبة لكي لا يراها
نظرت للطاولة الزجاجية حركت رأسها بجنون
لفكرتها الصائبة ....للفت انتباه فهد!
دفعت برجلها الطاولة لتسقط على الجانب الآخر وتصدر صوتًا مزعجًا لتطاير شظايا الزجاج منها لم تتوقع أنها هذا سيحدث توقعت انّ صوت ارتطامها سيكون اخف من هذا خافت من ردّت فعله ...حينما يعلم كل ما سيراه الآن مقلبًا
سريعًا ما رمت نفسها على الارض وتركت السكين جانبًا وبالقرب منها على الارض ايضًا واخرجت الفيمتو من فمها ليصبح منظره كالدم الخاثر ارخت جسدها تمامًا على الارض
بينما هو استيقظ من النوم عندما سمع ارتطام الطاولة وشظايا الزجاج
عقد حاجبيه والتفت على الجانب الآخر منه ليتفاجأ لعدم وجود زوجته تحدث بصوت عالي: رهف......وش سويتي؟
لم يسمع منها ردًا نهض ومزاجه ليس على ما يرام
مسح على وجهه عدّت مرات ومن ثم اتجه إلى باب الغرفة ليخرج
خرج منها وهو يتثاءب تحدث: رهف.......وش كسرتي ؟
ثم اتجه للمطبخ ونظر لبعثرة حاجياتهم وإلى الصحن المكسور: رهف.....وش هالعفسة ......ليش ما رتبتي المطبخ....تعالي كنسي هالزجاج....
خرج وهو يكمل: رهف...وجع انتي بالحمـ...
لم يكمل حينما وقعت عيناه عليها
وهي على الارض ممددة والدماء الكذب يملئ الارضية التي هي عليها
ركض لناحيتها .....
وشعر بوخز الزجاج لقدم رجليه بسبب انتشار الشظايا حينما سقطت الطاولة تبعثر الزجاج وانتشر لأماكن مختلفة ...لم يبالي لهذا الامر
جثل على ركبتيه رفع رأسها ونظر لفمها وللدم الذي يسيل منه صرخ بخوف: رهف....رهف وش سويتي بنفسك....؟...رهفففففففففففف...
لم تضحك
ولم تبتسم...بل خافت من ردت فعله هذه ولصراخه
فلم تحرّك ساكنًا بل استمرت في ارتخاء جسدها بين يديه
مسح على شعرها نظر لوجهها بذعر ولبذلتها الملطخة بدمائها الكاذب فقد وعيه كليا احتضن رأسها وهو لا يعلم ماذا عليه ان يفعل صرخ: رهففففففففففففف........وش سويتي بنفسك.......رهففففففففففففف... ..تكفين ردي علي........رهفففففففففففففففف .

صراخه فقع لها طبلة اذنها انزعجت من نبرته المتكررة في نطق اسمها عندما احتضنها ابتسمت ولكن لم تفتح عيناها ولم تبيّن له انها على قيد الحياة استمرت في كذبتها لتزيد جنونه
حملها ما بين يديه ووضعها على اقرب اريكة منه
ومن ثم توجه إلى الهاتف الارضي
ليتصل على الاسعاف ما ان نطق: الو.....لو سمحت...
حينما سمعت كلماته تلك شعرت بعظم ما فعلته
نهضت سريعًا وهي تقول : لالا ....سكر...
نظر إليها بتعجب واغلق الهاتف
ازدردت ريقها...
وهي تراجعت خطوتين للوراء لتبتعد عنه
ضحكت لشكله المرعوب وقلّدت صوته: ههههههههههههههههههههههههه ه رههههههههههههف....
ثم تحدثت بلعانه: مقلبتك يا بوي......هذا ردًا على اللي سويته لي انت وعبد الرحمن....ذاك اليوم....
عض على شفتيه: تعالي يا تـ....
ولم يكمل حديثه حينما هربت أما هو ركض وراءها كان حانقًا وغاضبًا لم فعلته به كان يسب ويشتم اللاشيء لم يسبها مباشرةً اما هي ركضت بخوف إلى ان وصلت للخلاء دخلت واقفلت الباب عليها
فضرب الباب بيده بقوة صارخ: افتحي....افتحي.....هيّن والله .....ما ردك إلا وطلعين......كذا تسوين فيني يا مجنونة......اطلعي على حقيقتك يا رهف...وين الهادية الخجولة....اجل انا تسوين فيني كذا...هين
ثم اطرق الباب بقوة
وهي تستمع لكلماته وتقضم اظافيرها الطويلة بتوتر
لم تتوقع ان تكون ردت فعله هكذا
يبدو أنّ النوم هو من جعله يغضب كل هذا الغضب
لم تتحدث وهو ما زال يقسم ويتوعد ان يلقنها درسًا
تحدث: بسبتك وطيت على زجاج وانجرحت رجلي...يا غبية....والطاولة جديدة كيف تكسرينها .....هيّن والله لأكسر لك راسك.......وهالعفسة اللي بالمطبخ رتبيها....فاهمه ...اطلعي....
ثم ركل الباب برجله اليسرى صارخًا: والله ما نيب موديك لأختك......ظلي هنا...خيسي في الحمام...وانا بعد ما نيب طالع ابد....
رهف امتلأت الدموع في عيناها خوفًا همست لنفسها: يا شينك وأنت معصب.....
جلس على الارض واسند ظهره على الباب نظر لقدم رجله وللدماء كان جرحًا بسيطًا ولكنه مؤلمًا لشدّت وطأه على الزجاج بقوة عض على شفتيه: الله يلعـ...
قبل ان يكمل نبهته بصوتها العالي: لا تلعني....
التفت على الباب وضربه بقوة بيده: اطلعي يا غبية....
رهف بدأت ترتجف خوفًا لردت فعله القوية، ازدردت ريقها بصعوبة وامتلأت عيناها بالدمع تحدثت بخوف: ما نيب طالعه إلا لم تهدأ اعصابك.....
فهد ضغط على الجرح بقوة ، تحدث: طلعييييييييييي ولا تخليني اكسر الباب على راسك....
رهف بكت سريعًا اهتز صوتها: اهىء اهىء....فهد والله امزح معك.....والله....
فهد كان عابس الوجه ما ان سمع صوتها الباكي ابتسم رغما عنه: لا تقولين اسم الله وانتي في الحمام يا بكاية.....
ثم تحدث بنبرة ساخرة: وتقول بعد حنا مزحنا ثقيل .....
رهف جلست على طرف (البانيو) كررت بخوف: ما راح افتح الباب....ما راح افتح...
فهد ضحك بخفة: هههههههههههه وين رهف اللي مسوية نفسها بطلة وشجاعة .....صيري قد اللي سويتي وافتحي الباب
رهف بحذر مسحت دموعها: اوعدني ما سوي لي شيء لفتحت الباب...
فهد نهض ووقف على قدميه ونظر للباب بانتظار وبخبث: اوعدك...
رهف تقدمت أمام الباب وبتردد قالت: روقت؟....هدت اعصابك...
فهد يتأهب في الانغضاض عليها وبخبث: أي .....مرا روقت...
رهف تنفست بعمق وفتحت الباب ببطء
ولكنه دفع الباب بقوة ، حتى خشيت منه وتراجعت للوراء نظرت لعيناه ولابتسامته تحدثت بخوف: وجع فهد انت قلت ما راح تسوي لي شيء....
تقدم لناحية علب الصابون الموضوعة جانبا على الرف المعلّق في الجدار
سحب اول علبه وصلت اليها يده ومن ثم اقترب من زوجته
تحدث: أي ما راح اسوي شيء
اقترب منها وهي تراجعت للوراء: طيب وخر عني
ركضت من ناحيته محاولةً للهروب امسكها سريعًا من يدها حاولت التملص من يده ولكنه الصق ظهرها في صدره واجبرها على عدم الحركة وفرّغ علبة الصابون على رأسها

شهقت بجنون: هأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ أأأأ......افهيييييييييييي ييييييييييييييييييييد بتحرق شعري........وجع .......اتركني .....اتركني....
فهد تحدث بقهقهة عالية: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه خلي ريحة الفيموت تروح عنه.....
رهف صرخت بغضب: هذا ماااااااااااااايناااااااا اااسب شعري وجعععععععع.
فهد ضحك ليستفزها : ههههههههههه اصلا هذا صابون جسم ما هوب للشعر....
صرخت : لاااااااااااااااااااااااا ااااا.......بتخرب لي شعري
ثم طأطأت برأسها لتصل ليده وتقرطم عليها بأسنانها الحادة
تركها متألمًا : وججججججججججججججججججججججع يا البزر
اما هي ركضت خارج الحمام وشعرها وبذلتها امتلآ من الصابون
تبعها صارخًا: ما صدق عمرك ثمنطعشر سنة ....اكيد انهم غلطانين....شكلهم غاشيني ومزوجيني بزر....
وقبل أن يصل إليها سريعًا ما سمع
طرررررررررررررررررررررررر ررررررااخ
تقدم اكثر ليصل إلى غرفة الجلوس ويراها على الارض ساقطة تتلوى المًا من سقوطها وانزلاق رجلها على حين فجأة ....
ضحك : ههههههههههههههههههههههههه ههههه قلعة هذي حوبتي....
رهف
بقيت على الارض تتلوّى ألمًا من ظهرها ، وعيناها اغرقّت بالدمع تقدم لناحيتها وجثل على ركبتيه ليصل إلى مستواها امسكها من اكتافها
ليجعلها تجلس رغمًا عنها ووجهها عابس بالألم
خشي عليها من تأوهاتها المتكررة: وش يألمك؟
رهف اغمضت عيناها بشدة: ظهري....
فهد بجدية: والله كأنك بزر.....حستي الشقة حوس.....للعلم مقلبك زي وجهك....
رهف فتحت عيناها وحاولت التغلب على الألم نظرت لوجه باسمة: يعني حلو؟
فهد ابتسم رغمًا عنه: حتى وانتي متكسرة تنكتين؟
رهف بألم: آه.....من متى نكّت عليك.....
فهد ضحك : ههههههههههه سكتي سكتي بس......
رهف بوجع شديد: فهد يألمني ظهري مرا....
فهد بجدية: قومي تروشي......واستلقي عليه وإن ما خف وديتك المستشفى....
رهف حاولت النهوض ، وما ان تقدمت خطوة للأمام حتى كادت تنزلق رجلها في الصابون من جديد ولكن ردفها فهد ساخرًا: جهزي نفسك بعد ما ترتاحين نظفي الشقة...
رهف مدت شفتيها بعدم رضا: بس بشرط توديني لأختي....
فهد بجدية: اذا خف ألم ظهرك...
رهف بكذب واضح وصريح من نبرتها: اصلا خف...
فهد انفجر ضاحكًا لعبوس وجهها من الألم حينما نطقت جملتها: أي واضح يا بكاية....هههههههههههههههههه هه
رهف بانزعاج وعصبية: لا قول لي بكاية....
فهد باستفزاز: حاضر يا بكاية....يلا روحي تروشي بس

دخلت للخلاء وهي تكش بيدها عليه: مالت بس.....كسرت نفسي بس عشان انتقم وانقلب كل شيء ضدي...
فهد ابتعد عنها: ما حد قالك تسوين مقلب......ولا عاد تفكرين تسوين ...فاهمه...
لم بسمع سوى صدى اغلاق باب الحمام بقوة
ابتسم وذهب لناحية الزجاج المتناثر ليقوم بكنسه !
كان سيء المزاج بسبب ضغوطات العمل
ولكن ما فعلته رهف اليوم رغم أنه اغضبه في البداية إلا انه ضاف المرح في فؤاده وخفف عليه بعضًا من الضغوط ....
.
.


ارتدت ما يحلو لها من الفساتين الجُدد المركونة في الجانب الآخر من دولاب ملابسها ...
قامت بتسريح شعرها وتركته مفتولًا ليغطي بنعومته وكثافته وطولة ظهرها المستقيم....
كحلّت عيناها لتبرز جمالهما وسحرهما الأخّاذ....كانت عيناها ناعستين برموش كثيفة سوداء....
اخذت حمر الشفاه
لتزيد فتنة شفتيها بترطيبهما بهذا اللون الجذّاب
وهو اللوّن الاحمر الذي يبرز ملامحها الحادة ويبرز مدى صفاء بشرتها ....
اختتمت زينتها برش عطرها المفضّل على ملبسها ....بشكلٍ سريع ....
حينما سمعت فتح باب غرفتها ابتسمت وتقدمت للأمام لتستقبله
ما إن دخل حتى تلاشت ابتسامتها
وتحدثت بصوت عالٍ: تميييييييم ما نمت.....روح نام وراك مدرسة
حكّ عيناه بحركة طفولية ثم نظر إلى والدته وهو يتثاءب : ابي انام هنا...
اتسعت عيناها بصدمة: وشوووووووووووووو؟ ليش.....وش فيك؟....يألمك شيء؟
تميم نظر لوالدته بعينيه الواسعتان: حلمت حلم مرا يخوّف....
نظر لوالدته طويلا ثم اردف بنبرة طفولية مفعمة بالبراءة: ماما بتروحين العرس؟
عليا اخذت نفسًا عميقًا تكتم غيظها: أي عرس...تعال بس تعال نام بغرفتك....
اتجهت بجانبه ...وامسكته من يده متجه به لغرفته المجاورة لغرفتهما
دخلا الغرفة واغلقت الباب
نظرت اليه: يله انبطح سم بالله .....واغمض عيونك...ما راح اقوم من هنا إلا لم تنام.....وراح اخلي بعدها الباب مفتوح...باب غرفتك....وغرفتي...
هز رأسه برضا واقتناع تام لِم قالته والدته
توجه للسرير القى بنفسه عليه ووضع الغطاء على جسده
نظرت عليا اليه بخيبة....
جلست على طرف السرير مسحت على شعره وبدأت تقرأ عليه المعوذتين واخذت تكررهما وتختمهما بآية الكرسي
بقيت على هذا الحال لمدة عشر دقائق
ثم سمعت أغلاق الباب الرئيسي لمنزلهما هذا يعني انّ سلطان عاد من الاستراحة ومن سهرته مع اصدقائه المقرّبين نظرت لأبنها شعرت بانتظام انفاسه ...
فحاولت ان تنسحب وتنهض من على السرير دون ان تحدث ايّ ضجة ستكون سببًا في استيقاظه ، ما ان رفعت نفسها للتأهب للنهوض
مسك يدها والتفت عليه سريعًا بدهشة
تحدث لها بصوت مليء بالنوم والخوف ايضًا: ماما لا تروحين...
عليا مدّت شفتيها بقهر طبطبت على كتفه: ما راح اقوم نام....نام....
اغمض تميم عينيه...
وبقيت بجانبه وتراقبه
وما ان حاولت مرة اخرى النهوض تشبث بيدها....

اما زوجها عندما دخل الغرفة ولم يراها عقد حاجبيه دخل للخلاء
استحم سريعًا ومن ثم ارتدى بجامة النوم الخاصة به....
خرج من الغرفة ينادي: عليا.....عليا...

سمعت صوته وضربت على جبهتها بأحراج عضت على شفتيها وحدّقت بابنها بحقد وبحنان في آن واحد وضعت يدها على اذن ابنها بخفة لكي لا يتسرب صوت زوجها لمسامعه تحدثت بهمس: استغفر الله بس...
سلطان دخل المطبخ ظنًا منه انه سيراها ولكن لم يراها بحث عنها في الأماكن التي تحب أن تتواجد فيها اكثر
كغرفة الجلوس
ومكتبه، عادةً تجلس وتقرأ بعضًا من الكتب التي تفضلها
وعادةً ما تكون كتب تاريخية...واقعية
لم يراها فاضطر ان يبحث عنها في غرفة ابنه
فتح الباب بخفة وراها
جالسة بالقرب من ابنها وبكامل زينتها
عقد حاجبيه: علياااااا..
سريعا ما وضعت اصبعها السبابة امام شفتيها: اشششششش....
تقدم بخطواته ليقترب منهما نظر لابنه بقلق همس: وش فيه؟....تعبان!
عليا ابعدت شعرها عن وجهها وجعلت بعضًا من خصلاته خلف اذنها تحدثت بنفس مستوى الهمس: حلمان ......وخاف فجيت معه.....عشان يكمل نومة....
سلطان انحنى ليصل لمستوى جسد ابنه قبّل خده ثم جبيه مسح على شعره
ثم نظر لزوجته: بشتري مسجل صغير ....نحطه في غرفته ونشغل له قرآن....
عليا بتعجب: ما انقرضوا المسجلات...
سلطان اخفض مستوى برودة التكييف: لا .....ما انقرضوا.....قديمك نديمك لو جديدك اغناك...
عليا ابتسمت رغمًا عنها: طيب ما قلت شيء .....خفض صوتك لا يجلس...
التفت عليها : إلا صدق وش فيك كاشخة....
عليا نهضت بخفة ومن ثم تقدمت لناحية زوجها: الحين ابدّل والبس جلابيتي البيتوتية...وارفع شعري......واشيل كحلتي وروجي....شرايك؟...
سلطان ضحك بخفة:ههههههه بسم بالله... سالتك أنا بس....
عليا اخفضت مستوى ضوء الإنارة الخاصة للنوم: كاشخة لنفسي فيها شيء....
ومن ثم توجهت بالقرب من الباب: اطلع بس لا تجلّس الولد...
تبعها وخرجا من غرفة ابنهما امسك يدها ضاحكًا: هههههههههههههههه كاشخة لي....
ثم غمز لها بعينه
عليا كشت عليه: كأنك كفو عاد....
سلطان حكّ رقبته: اححح......كأنه النفسية بدت تصير بالحضيض...
عليا دخلت الغرفة لا تعلم ماذا جرى لمزاجها
سريعًا ما انقلب
ربما حديث زوجها بسيطًا ولكنه احدث ضجة كبيرة بداخلها
ليفقدها اعصابها
توجهت للمناديل الخاصة للإزالة المساحيق التجميلية
سحبت منديلًا وهمّت في مسح كحلتها اولّا ولكن سلطان سريعًا ما امسك يدها وامسكها من اكتافها حدّق في عيناها : كملي اللي بدتيه......
عليا بنرفزة: انت خليت فيها بداية حتى يصير فيها نهاية...
سلطان تنهد بضيق: انا بس سالت....وانت تفهمين كلامي على كيفك....ملاحظك دايم تحاولين تقلبين كلامي...وتخليني انا اللي احب اغلط واحب نتهاوش .....واخرّب اللحظات ....
عليا جلست على الكرسي المقابل للمرآة وتكتفت: خلاص ...خلاص...اسكت......ما ابي اسمع محاضرة...
سلطان نظر إليها: نكدية عمرك ما كملتي فرحتك....لازم تنكدين على نفسك وعلي....اف....ما هيب عيشة....
ثم ذهب بجانب السرير
اما هي اغرقّت عيناها بالدمع
حاولت ان تسيطر على مشاعر البكاء
نهضت بحركة سريعًا واضعة يديها على خصرها
تحدثت بصوت جدي: سلطان لا تنام....
نظر إليها رافعًا حاجبيه الايسر: وش تبين؟
عليا تقدمت خطوتين للأمام وبتوتر وبضغط كبير على نفسها قالت: آسفة....خلاص.....اعترف اني اندفاعية ....بالحكي ومتسرعة...بس ما نيب نكدية....يعني...
قاطعها وهو يُشير لها بيده: طيب...خلاص....
عليا اقتربت منه وجلست أمامه بدأت تتوتر من نظراته
ازدردت ريقها ومن ثم تحدثت دون ان تنظر لعيناه: سلطان تحبني؟
سلطان ابتسم ، ابتسامة جانبية وما زال يراقب حركاتها التي تدل على عظم خجلها رغم أن بينهما ابنهما تميم لأنها لا زالت تتحرج منه في مثل هذه الاوقات
تحدث بخبث: ما ادري...
رفعت رأسها ونظرت لعيناه بخيبة: مو مهم اصلا
ثم اعادت تلك الخصلة التي انزلقت على وجهها من جديد خلف اذنها
سلطان امسك يدها الناعمة نظر لعيناها: متأكدة؟
عليا بللت شفتيها نظرت ليده التي تضغط على يدها بخفة ومن ثم حدّقت في عيناه: أي....
سلطان قبّل يدها ، وما زالت عيناه تراقبان ردات فعلها التي تصدر منها رغمًا عنها، اضطراب نفسها ، محاولاتها في تشتيت ناظريها بعيدًا عنه
تحدث بهدوء: هذا ردي على سؤالك....
عليا سحبت يدها منه وحكّت جبينها بخفة دلالةً على التوتر
تحدثت بهدوء: سلطان....
سلطان اعجبه كثيرًا شكلها وهي غارقة في هذا الخجل
جميلة عليا ، ليس هُناك ما يفسد جمالها سوى لسانها وردّات فعلها السريعة والغير متوقعة ولكن حينما تكون هادئة تزداد جمالًا.....
تحدث ليحثها على الحديث: عيونه....
عليا ابتسم بخجل: تسلم لي عيونك
ثم ضغطت على يدها اليسرى بيدها اليمنى لتخفف من توترها تحدثت بنبرة جادة: سلطان.....تميم ولدنا....كبر....وصار عمره سبع سنين....
عقد سلطان حاجبيه وكأنه فهم ما ترقمه إليه
اجّل ردت فعله لتكمل حديثها ويتأكد مما فهم
تحدثت بتوتر: عارفة إني تعبت في حمالي......وصابتني مضعفات كثيرة ....وكنت راح اخسر حياتي .....بسبب النزيف اللي صار لي...بس ربي كتب لي عمر جديد و حفظ لي ولدي ولله الحمد ولدته بسلامة وعاش ...
سلطان بشك: انتي حامل....
عليا اضطربت انفاسها : خلني اكمل....
سلطان شتت ناظريه عنها وحاول ان يكبح مشاعر الغضب بداخله...
عليا بنبرة متوترة للغاية: تميم محتاج لأخو و اخت....وكبر...بدا يفهم....ويبي يصير عنده اخوان......عارفة اني مريضة بالكلى واغسل...وفاهمه وضعي مع الحمل...
نهض سريعًا وبنرفزة: انتي حامل؟....عارفة ايش معنى هالكلام....!؟
عليا نهضت وعيناها تلمعان برجاء بألا يغرق في غضبه: سلطان....خلنا نتكلم بهدوء....
سلطان ، حامل يُعني ذلك ستكون على مشارف الموت، يعلم جيّدًا الموت بيد الله ، ولن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، ولكن علينا ألا نرمي انفسنا في التهلكة
تحدث بعصبية: عليا.....انا حامد ربي على هالنعمة...تميم مكفيني...ما ابي غيره...اهم شيء سلامتك...وصحتك.......ما ابي اعيش الايام الصعبة من جديد.....
عليا اغرقّت عيناها بالدمع: عارفة حمالي مو زي أي وحدة طبيعية.......بس باذن الله ما هوب صاير لي شيء....وراح انتظم على مراجعاتي ...واهتم بصحتي...
صرخ سلطان بغضب: عارفة أنك راح تغسيلين حوالي ما يقارب عشرين ساعة اسبوعيا او اكثر....راح تزيد عدد الساعات ....خصوصا انك ببداية الحمل....وغير كذا....نسبة نجاح الحمل تعتمد على كفاءة ومدة الغسيل......واي مضاعفات بسيطة خطرة عليك...لا كونين انانية يا عليا.......انا شكيت فيك من لم قلتي خلاص ما ابي اسوي العملية ....ما ابي احد يتبرّع لي....شكيت بالموضوع بس سكت...آخرتك....راح تجنين على نفسك وعلي وعلى ولدك....
عليا ، لم تتحمل بكت وضعت يداها على وجهها
تحدثت : سبع سنين ....كافية ...اني ما اجيب...واهتم لنفسي.....انا الحمد لله....بخير....اهىء اهىء.....اقدر اجيب.......ابي اشوف اخو او اخت لتميم.....حتى انت تبي عيال....لا تكذب علي...
صرخ سلطان بغضب: ما شكيييييييييييت لك ....انا......ما جيت وقلت لك يا عليا ابي اعيال......انا مقتنع باللي ربي كاتبه لي....وما اخذتك إلا وانا عارف ايش معنى انك تغسيلين كلى ....وعندك معاناة رضيت فيك....واقتنعت كل الاقتناع من انك تجيبين لي طفل....حتى لو ما جبتي ...راح ارضى ...لأنه عارف نسبة الحمل ضئيلة....بكون ....بس الحمد لله ربي رزقنا بتميم.....وعدّت الامور على خير
عليا اجهشت بالبكاء: اهىء اهىء وبتعدي هالمرة ان شاء الله....
سلطان حرك رأسه بنفي: ما ابي اشوفك تذبلين قدام عيوني.......وكل ما تقدمتي بالحمل احط يدي على قلبي......واعيش في قلق......لا تصيرين انانية يا عليا....
عليا مسحت دموعها وهي تتخبط بشتات: وش تبيني اسوي اجهضه؟ مستحيل....
سلطان بنبرة حازمة: ما شفت انانية كثرك........اي اجهضيه...
عليا بكت بانهيار وامتزجت دموعها بحكل عيونها الاسود: لا...لا.....اوعدك .....اوعدك ...انتظم على مواعيدي....واهتم لصحتي واكلي...وكل شيء....إلا اني اجهضه.....بهتم بنفسي.....وبالجنين.....بس اجهضه لا .....لا والف لا....
سلطان ضرب بيده على الجدار بقوة ومن ثم جلس على طرف السرير
ستفقده عقله، ستجعله يتخبط، ستشغل له عقله بالتفكير بها بسبب هذا الحمل الضعيف، يعلم أنّ هناك مضاعفات لو حصلت ستوصلها إلى فراش الموت تحدث بضعف: انتي اكثر وحدة تعرفين ايش هي المضاعفات....
عليا اقتربت منه جثلت على ركبتيها امامه وضعت يداها على يده: ما راح تصير لي ان شاء الله.....ما راح يرتفع ضغط دمي....ولا راح يصير لي تسمم الحمل ولا راح يصير لي انفصال بالمشيمة ....اعرف كل هذا...بس متفائلة ......ربي كريم...لا تيأس...
ضحك بقهر ، وهو يحدق في عيناها: راح ترمين نفسك بالتهلكة...يا عليا.....راح تقهرين قلبي.....وذبحين ولدك تميم......عليا .....تكفين قولي لي...كم شهر لك....من متى حامل ومخبية علي؟
عليا طأطأت برأسها بغصة بكاء: شهرين ونص...
سلطان نهض دون ان ينظر لها خرج من الغرفة وقلبه غير مطمئن لهذا الخبر: ما اقول إلا حسبي الله وكفى.....ربي يعدي الامور على خير...
اما هي بقيت تحدّق للاشيء بقلق





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-17, 10:30 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



وعيناها تفيضان بالدم....تعلم انّ نسبة خطورة حملها كبيرة ....
تعلم جيّدًا ما هي المضاعفات التي يجب عليها ان تتخطاها باتباع الغذاء السليم والنصائح الطبية واخذ العقاقير الصالحة والمناسبة لها في وقت الحمل وترك ما لا يجب عليها استخدامه للمضار التي قد تخلفها بها وبجنينها تعلم انها ستخوض ايام صعبة....ذاقت مرارتها بحملها الأول
ولكن لن تفقد الأمل ...ولن تيأس من رحمة الله....
ستحافظ على هذا الحمل بالقدر المستطاع....
ستحافظ على هذه الروح التي تسكن بداخلها وإن كلفها الامر حياتها....
مسحت على بطنها بخفة همست: ما راح يصير لك إلا كل خير ...
ومن ثم اغمضت عيناها لتسيل دموعها بِلا توقف!
اما سلطان ذهب لغرفة ابنه فتح الباب
واتجه بالقرب من سرير تميم جلس على طرف السري حدق لابنه طويلًا
تذكر حديث الطبيبة حينما اصيبت زوجته بولادة مبكرة
حديثها كالسم، لا يستطيع صم آذانيه عنها ولا يستطيع ان يتجاهلها
حالة ابنهما لم تكن على ما يرام والجميع ظنّ انه سيفارق الحياة في وقت مبكر
وظن هو سيخسر الاثنان معًا
الام والابن
ذلك الوقت عاش في صارع حاد مع نفسه وقلقه
يبكي كثيرا ويدعو الله تضرعًا وخشية للطف بحالهما
قليل ما يأكله
وكثير توتره
قليل نومه
وكثيرة هي احلامه التي تنبأه عن الموت والفراق!
ايّام صعبة
خاضها وذاق مرارتها
مسح على شعر ابنه
ابتسم.....قدرة الله هي الاقوى والاعظم
لا قوى للبشر ، تماثل قوته جلّ وعلّا رب الكون والعباد
الله الطف بحال زوجته وابنه رغم حديث الاطباء الذي يدب في قلبه الخوف
الله قادر على كل شيء
ولكن حذرنا من أن نلغي بأنفسنا في التهلكة
وعلينا ان نأخذ بالأسباب....
ونتجنب المخاطر!
اغمض عينيه والقى بنفسه بجانب ابنه
ليصبح ظهر ابنه النحيل ملاصقًا لصدره قبّل رأس تميم
همس بخوف: ربي لا يحرمني لا منك ولا من أمك.......
طبطب على كتف ابنه حتى جعله يتنهد بعمق نومه
اما هو لم ينم بقي سهرانًا يفكر
ما الذي قد يحدث لزوجته
ويرجو الله سرًا أن يلطف بحالها

.......
بعد يوم حافل بالتعب ، والخوف، والغضب، والجنون
عدّى كل شيء على ما يرام ، رغم ما حصل أمام عينيه
ايقظ في فؤاده مشاعر لا تفسر ناحيتها
خوفه عليها ، ونظراتها في محاولة ادخال الهواء لرئتيها وشكلها المبهدل حينما اغمي عليها
كل هذا ذكّره بوالدته ، صرخ مناديها لأوّل مرة
رغم فرق السنين بينهما خمس سنوات فقط
ناداها بجنون وكأنه يحدّث والدته(يماااااااااااااااا� �.....تكفين قومي....)
حضنها ما بين يديه لا يعلم كيف قادته رجلاه للدور السفلي من المنزل والخروج للسيارة بهذا الشكل...
نظر لنفسه ولِم يرتديه
ونظر إليها ولسكونها الذي بثّ في فؤاده الجنون
ركض سريعًا لداخل المنزل اتجه لغرفتها
اخذ يبحث سريعًا عن عباءتها لم يراها
إلا حينما همّ بالخروج وسحب (شرشف خفيف) ليغطيها
ولكن سقطت عيناه على الشماعة ورأى عباءتها هنا
سحب العباء بقوة حتى سقطت الشماعة على الارض ولم يبالي
بل ركض...ليسارع ....اللحظات.....لا يريد...ان يكون يومًا سببًا في موت احدهم.....قاد بسرعة جنونية.....قطع العديد من الاشارات ...وسجلّت عليه الكثير من المخالفات.....لم تهدأ انفاسه تارة ينظر للطريق...وتارة اخرى ينظر للخلف...ليطمئن عليها ......يناديها بوجهٍ مليء بالشحوب والاصفرار والخوف...وصل لأقرب مستشفى...حملها ما بين يديه...صرخ في الاستقبال....لنجدته وسريعًا ما...اتوا بالسرير لنقلها من يديه.....وضعوها على السرير والتموا من حولها وحولة العديد من الممرضين والممرضات والاطباء ......اصبح المكان مليء بالفوضى بالنسبة إلى عقله وقلبه....ادخلوها للغرفة الخاصة .....اغلقوا الباب....
تمتم بينه وبين نفسه يرجو الله ان يلطف بحالها....جثل على ركبتيه لم يتحمل هذا الكم الهائل من تأنيب الضمير
سجد واصبح موقفه هذا مشهدًا ملفتًا للأنظار....
سجد مطوًّلا يدعو لا يدري كم مضى من الوقت ....
لا يدري كيف اردف الكلمات
يا رب
ارجوك....خذ من عمري...واعطيها ايّاه
ارجوك يا رب...
ارحمها.....ألطف بحالها
يا رب...ارجوك....اعطني سؤلي...
يا رب ارحم ضعف قلبها.....
يا رب....رحمتك وسعت كل شيء
مرّ من الوقت الكثير.....
حتى انهار باكيًا خوفًا من انّ هناك مصيبة
مصيبة لا يريد أن يراها ولا يسمعها
لا يريد أن يخرج الطبيب
ويعزيه
لا يريد أن يحمل اثمًا آخر بحق امرأة اخرى!
تجرّع آلامًا كثيرة ولا يريد أن يتذوّق مذاق ألم جديد وفريد من نوعه
خرج الطبيب
استقبله بيدين مرتجفتين
تساءل عن حالها
فأجاب عليه
_الحمد لله رجع نبضها من جديد.......وانتظم تنفسها ....بس لا زم نخليها عندنا هنا في الملاحظة لمدة يوم....
بعد كل هذه العواصف وحديث الطبيب دخل إليها
قبّل رأسها بهدوء
نظر لشحوب وجهها بكى متندمًا
لطريقة حديثه معها
ازدرد ريقه حينما تذكر
عندما حملها ما بين يديه
كان قلبها آنذاك متوقف
كانت ميتة!
اقشعر جسده وهمس
اغلاطك كثيرة يا يزن
كثيرة....
قبّل يدها
تنهد طويلًا وبقى بجانبها لساعتين إلى ان استيقظت
وألحّت عليه أن ينهض ليستقبل اخوته من عودتهم من المدارس
وان يعود لها من اجل أن ينهي عملية الخروج من هنا
يأس من اقناعها في البقاء لمدة يوم كامل في المستشفى
ولكنها ابت ذلك
فاضطر بعدما نفذ امرها الاول وذهابه للمنزل واطمئن على اخوته العودة اليها ...والقيام بإجراءات الخروج...
تغيّب عن محاضراته الجامعية
وأجّل الكثير من العمل في شركته
وقّع على آخر ورقة ومن ثم ذهب لغرفتها ساعدها على النهوض
صيته بعد ما حدث
مرهقة، وجهها مصفر...
ومتعبة ،
شفتيها ترتجف حينما تنطق الكلمات
حذرّها الطبيب واخلى مسؤوليته من حدوث أي امر طارئ عليها
قال لها لابد أن تبقى هنا للاطمئنان على حالتها اكثر
ولكنها اصرّت على الخروج
قلبها مُتعب
عيناها مجهدتان
ما طلبه منها يزن
جنون
الهروب ثم العودة
للمكان الذي هرّبت منه خوفًا
يُعد جنون...
واستسلام تامٍ
لتجرّع الآلام بصمت!
حدّقت في عيني يزن
ولتنهي الامر قالت بصوت متعب: موافقة على الزواج.....
يزن تقدم لناحيتها ساعدها على الوقوف: اجلي الكلام الحين...واهتمي بنفسك....
صيته ضغطت على يده والاصفرار يغطي بياضة عيناها وشفتيها جفّت من هذه الآلام: ما راح اتراجع .....عن قراري...
يزن وضع الغطاء على رأسها لعدم قدرتها على ترتيبه بسبب رجفة يديها
امسك بكف يدها قائلا مغيرا الموضوع: اياد وجهاد.....ينتظرونك....
ثم خرجا بخطوات بطيئة
كبطء الآلام التي تمر بقساوة على قلبها
مازالت عيناها غارقة في الدموع
صعبة حياتها
جميع الأمور تتصعب عليها
وتقتلها
ستضحي مرةً اخرى بنفسها من اجل
السلام...وانهاء فقرات الانتقام
ستتزوجه.....ستدخل نفسها في السجن الذي هربت منه لن تبالي
بالعيشة التي ستعيشها حينما تكون في وسط منزل ذلك الذئب...
ربما سينتقم منها اشد الانتقام ولكن لن تبالي...
فقد اعتادت على تجرّع الآلام والاوجاع...
اصبحت لديها مناعة خاصة
خاصةً بعد حدوث ما حدث اليوم...
وصلا المنزل نزلت من السيارة بمساعدة يزن
دخلا المنزل وكانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف مساءًا
ما إن دخلا حتى استقبلهما اياد
صارخًا: ماما...
ثم احتضنها
اغمضت عيناها بألم وخز قلبها
طبطبت على كتفه ومسحت على شعره
وصرخ جهاد: ماما جات .......خالد تعال....
والقى بنفسه في حضنها
ويزن ينظر إليهم بأسى
ترك خالد من يده كتاب العلوم للمرحلة المتوسطة
ابتسم وتقدم لناحيتهم قائلا: الحمد لله على السلامة يمه...
ابتسمت له بحنان: الله يسلمك...
يزن نظر لأخوته التوأم: يله وخروا عنها ....خلوها ترتاح...
جهاد بعناد امسك طرف عباءتها: لا....اليوم ما جلست معها...
إياد امسك يدها: وانا بعد بظل معها....
يزن كان سيتحدث ولكن قاطعته : خلهم انا بخير...
نظرت إليهم : ذاكرتوا....
خالد تحدث وهو يحدق لوجهها بريبة من هذا التعب الواضح على وجهها: ذاكرت لهم وتين...وانا ساعدتهم في حل الواجب.....وتراهم تعشوا ....فالمفروض الحين ينامون...
جهاد نظر لوالدته برجاء: ماما...ابي اغيب بكرا....ما ابي اروح المدرسة...
إياد بنفس النبرة: ايوا ماما حتى انا ما ابي اروح...
خالد : والله ان رضيتي لهم يغيبون بغيب معهم..
يزن رمقه بنظرات : ما احد بغيب لا انت ولا هم.....
صيته بتعب: الشطّار ما يغيبون يا ماما...
إياد برجاء اشار بأصبعه: بس يوم ماما....
صيته تقدمت لناحية الصالة لتجلس على الاريكة: ولا يوم...
ثم التفتت على خالد: وين وتين؟
خالد : نامت....كانت تنتظرك...بس وتين زي الدجاجة بالضبط.....تنام بدري....
صيته عقدت حاجبيها: احسن لها.....عشان تجلس بكرا وهي مصحصحة مو زيك ...تقوم......والنوم في عيونك......وتعال ....ذاكرت...ولا ؟
خالد رفع كتابه امام وجهها: اذاكر شوفي.....
صيته شعرت بضيق نفسها ازدردت ريقها ثم قالت بصعوبة: عليك اختبار...
يزن كان يراقبها بنظراته وخشي عليها كثيرًا حينما احمرّ وجهها
خالد اردف: أي...
يزن نهض قائلا: صيته لا تتكلمين كثير.....قومي ارتاحي لغرفتك...
صيته هزت رأسها: طيب...بقوم...
يزن تقدم لناحيتها قائلا : خليني اساعدك
خالد عقد حاجبيه بخوف: يمه.....شكلك تعبانة مرا...
صيته التفت عليه: ما فيني الا العافية
جهاد : ماما بنام معاك...انا واياد...
يزن امسك يدها : لا ....بتنامون عندي...
اردف كلمته لينهي النقاش ...
وساعدها بعد ذلك على صعود درجات السلم
ولكن بدأت تكح ويضيق نفسها قليلًا فاضطر يزن من ان يحملها
ما بين يديه فضحك
إياد: ههههههههههههههههههههه وناسه يزن حمل ماما......
خالد هنا وقع قلبه في رجله خشي من انّ مكروه حدث لها لذا حملها يزن فركض للسلم ليتبعهم تساءل: يزن وشفيها صيته؟
صيته عقدت حاجبيها بألم وقبل أن يجيبه اخيه اردفت: ما فيني شيء...
خالد بإصرار: إلا...فيك شيء...
يزن رمقه اخيه بنظرات ليسكته وهو يخطو خطواته لناحية غرفتها: خالد عن الزّن....خذ اخوانك.....وخلوها ترتاح...
خالد امسك اياد : طيب....تعالوا انتوا...
جهاد برفض تام: لا ابي انام عند ماما....
خالد (يسلك )له: بعدين....بعدي....
ثم سحبهم لغرفته
أما يزن ادخل صيته لغرفتها.....ومن ثم جعلها تخطوا خطواتها البسيطة لناحية السرير جلست على طرف السرير
تحدثت: انا بخير...لا تحاتي.....روح نام وارتاح...
يزن مسح على رأسه: صيته...
رفعت يدها أمام وجهه: يزن....انت تعبان.......روح ارتاح...
يزن حرّك راسه ثم خرج...تاركها تلملم ما تبقى منها من ضياع وشتات
ودّت لو والدتها هنا امامها
تحتضنها وتهمس في آذانيها أنّ كل شيء سيكون على ما يرام
وغدًا سيكون اجمل بكثير من اليوم
حاولت ألا تبكي لكي لا يزداد ضيق تنفسها
استلقت على السرير واسندت راسها على الوسادة
اغمضت عينيها وارتجف جسدها سريعًا حينما تذكرت
ابتسامة ابا حمد ....
شهقت فجأة
لتعلن لنفسها العزاء
بالبكاء
بكت كثيرًا وملّ البكاء منها
لم تستطع النوّم من كثرة التفكير
وكمية هذا الضيق
...
بينما يزن اتجه لغرفة خالد
دلف الباب: خالد كمل مذاكرتك...ونام...
خالد تمتم: طيب...
يزن نظر للتوأم: تعالوا....ناموا عندي...بالغرفة
اياد قفز من على السرير ليعبث بأدراج دولاب اخيه: لا ابي انام مع ماما..
خالد بعصبية: يا تبن....سكر الدرج وانقلع مع يزن...
جهاد رمى علبة المنديل على خالد ببراءة: لا تقول لإياد تبن...
خالد نهض من على السرير بغضب: يزن اخذ هالقرود من وجهي...ولا بذبحهم...
يزن تنهد بتعب: تعالوا...يلا معي....
جهاد بعناد: ما ابي...
اضطر ان يدخل ويحمل بيده اليمنى جهاد وسريعًا ما التقف إياد الهارب من يديه صرخا بصوت واحد وبنفس الجملة: ما نبي ننام عندك

ابتسم رغمًا عنه واجبرهما على اطاعته
والخلود معه في الغرفة
من اجل ألا يتسلل احدهما لغرفة صيته وازعاجها
فهي بحاجة كبيرة للراحة
ادخلهم لغرفته واغلق الباب
تركهم وحاولوا الخروج
فقفل الغرفة بالمفتاح
تحدث بصرامة: اسمع انت ويّاه اذا نمتوا الحين ما راح اخليكم بكرا تداومون......
جهاد وإياد بحماس: احللللللللللللللف...
يزن بابتسامة صفراء: والله...بس بشرط تنامون على السرير بهدوء...وبدون ازعاج...
جهاد هز رأسه: طيب ابي اروح الحمام انا...
إياد: وانا بعد...
يزن فتح باب غرفته تحدث: جهاد روح الحمام وارجع وبعدها انت يا اياد...
إياد جلس على طرف السرير ينتظر: طيب...
اما يزن جلس على الكرسي المقابل للنافذة تنهد بعمق
وضيق تام
نفسه مُتعبة لكل ما يحدث
يشعر بالاختناق
الحاد
يعلم ما يحدث له كعقوبة لا بد ان يتجرّعها من اجل ذاك الذنب
(حبي تملكها انانيةً مني
ظننت انني لن اخسرها
ولكن بلحظةٍ كُنت اتجرّع سكرة الحُب ولذة العشق من عيناها
اجبرتنا تلك اللحظة على تجرّع الصدمات
لتجعلها ترحل
تاركةً يداي تحتضن سرابها
الذي ما زال يلازمني
ليزيد جنون عشقي لها اضعافًا مضاعفة)

ليزيد جنون عشقه ، وتأنيب ضميره اتجاه ما فعله بها....
الأمر ليس بهذه السهولة ....كلما مرّ يوم ويومين يزداد صعوبةً في اتخاذ الامر الصائب لناحيته
لا يعلم كيف سينقذ نفسه من هذه الآلام
لا يدري ما ذا يفعل من أجل ان يعود كل شيء كما كان....
قطع عليه تفكيره صراخ جهاد ودخوله المفاجأ عليهما: يزن...يزن
نهض بخوف محدقا اليه: وش فيك؟


جهاد بتقزز: الحمام فيه صرصور....لبست سروالي وشفته على الباب....
يزن عبس بوجهه وتسللت ابتسامة لشفتيه رغما عنه: طيب ....تراه صرصور ما ياكل....
إياد بخوف: ما راح ادخل الحمام....اخاف منه.....
جهاد سرت بجسمه قشعريرة اكمل بتقزز: لا انا ما اخاف منه.....بس ما اطيق اناظره......ما احبه....
يزن تقدم بخطواته لناحية باب الغرفة: تعال يا سيد اياد راح اموته وبعدها ادخل...
اياد نهض من على السرير: طيب.....موته بقوة....
يزن التفت عليه رافعا حاجبه الايسر وبابتسامة جانبية اردف: اموته بقوة؟!
اياد حرك رأسه: أي كذا يعني
وقام يمثل ذلك بقدمه حينما مثّل انه يدهس برجله الصغيرة شيئًا
وضغط عليه بقوة .....
يزن ضحك : ههههههههه طيب طيب....فهمت ....انتظر هنا....
ثم توجّه للخلاء وبقي اخيه ينتظره
.
.
.
.
بعد منتصف الليل من هذا اليوم الحافل بالأحداث
كان جالسًا أمام حاسوبه المحمول ويتناول قهوته المرّة
ويتلذذ في طعمها ، لا يريد أن يخلد للنوم قبل أن يحجز لهما
الفندق المناسب، والوقت المناسب للسفر قبل ان يتراجع زوج ابيه عن قراره
ولكن عليه ان ينتبه ويكون فطنًا من ناحية الدراسة وكذبتهم في اخذ
(كورس انجليزي) للدعم الوظيفي لإبراهيم
ابراهيم يمتلك لغة انجليزية ليست ابتدائية
بسبب تخصصه اثناء دراسته في الجامعة ولكن لحّ على والده في الموافقة ليتقن اللغة بشكل افضل دون تأتأة ودون تردد والاتساع في بحر علومها اكثر من ناحية الكلمات والقواعد بشكل دقيق وستكون هذه الشهادة بمثابة
الدرع القوي لترقيته في العمل واخذ مكانًا افضل مما هو فيه
لذلك وافق والده بسهولة على هذا الامر...
وقرر تركي ان يزّور لأخيه شهادة معتمدة من احدى الجامعات المشهورة هناك لألا يشك والد ابراهيم في امرهم!
تنهد ومن ثم
اتصل على اخيه ليطمئن عليه ولكن ابراهيم كان نائمًا وغارقًا في سباته العميق دون ألم ودون أي احلام تزعجه وتفسد عليه نومه....
انفتح باب الغرفة وقطع اتصاله
دلفت الباب
ثم دخلت متجه إلى السرير
حدّق في اتجاهها: نسرين......قلت لك جهزي شناط السفر ....ترى سفرتنا بعد اسبوع بكون.....
نسرين رفعت شعرها سريعًا ثم ازاحت الغطاء من على السرير واختبأت تحته
دون ان تتلفّظ بكلمة واحدة
اكمل تركي حديثه: الجو بأمريكا بكون بارد مرا.......فحطي لك ولي ملابس شتوية
اغمضت عيناها : ما راح اسافر ....قلت لك ما راح اسافر

تنهد تركي بضيق
ثم نهض متجهًا لناحيتها سحب الغطاء عن جسدها بقوة : اذا منتي رايحة معي....جهزي نفسك اوديك بيت ابوك....
نسرين نهضت سريعًا من على السرير
نظرت لعيناه بغضب: ما نيب رايحة لأي مكان راح اظل هنا...
وقبل ان تهم بالعبور من أمام وجهه امسكها من عضدها صارخًا: تراك زوديتها معي....من وين أنا الاقيها...منك ولا من الشغل....ولا مِن مَن القاها بالضبط؟
نسرين نفضت يدها من يده بحده: هذي مو مشكلتي موشكلتك انت لوحدك...
تركي ....ثار عليها كالبركان ألقى جميع الحمم من حولها ليحرقها قائلا: شوفي....اذا منتي طايقة تشوفيني...ولا طايقة حتى تسمعين صوتي.....ترا الباب يفوّت جمل....انقلعي لبيت اهلك.......
نسرين بصراخ وانفعال شديد: عاد انت تبيها من الله....قلت لك من قبل طلقني....
تركي مسك معصم يدها وشد عليه اكثر شد على اسنانه قائلًا: كل شيء له حدود.....يا نسرين....كل شيء له حدود......صبري له حدود...وشكله بينفذ....وبخليني اطلع عن طوري.....
نسرين بقهر وعيناها مليئتان بالدمع: خلاص طلقني......خلني اعيش حياتي بعيد عنك....اصلا من اخذتك ...وانا ما شفت غير المرار....
تركي ....اسكتها بصفعته على وجهها بقوة حتى جعلها تسقط على الارض صرخ بقوة: تحلمين اطلقك.....وسفر بتسافرين معي غصبن عنك......ونفسيتك الزفت ....خليها تتعدل.....تعبتيني معك.....وما عاد صرت اطيق البيت باللي فيه .....
ركل رجلها على خفيف حينما مشى خطوتين للامام ثم خرج من الغرفة تاركها تبكي وتكرر بصوت مرتفع: اكرهككككككك.....اكرهككككككك� �ككككك.....
اغلق عليها الباب بقوة....
اسند ظهره على الباب
مسح على رأسه حينما استوعب ما فعله قبل قليل
همس: افففففففففففف...
ثم توجه للسلم...ليخطو خطواته للدور السفلي من منزله

.
.
.
كانت في الصالة جالسة
تتصفح بهاتفها الذكي مواقع التواصل الاجتماعي
دخلت {تويتر} بدأت تكتب تغريدتها
((لم اعد قادرة على العيش هكذا دون أم))
ارسلتها ...
وسريعًا ما عُمل لتغريدتها
اعادة لمن اعجب بها
كتب لها احدهم
ـالله يرحم امهات المسلمين والمسلمات وصبرّك_
وكتب الآخر
_الأم نعمة لا يعرف قدرها إلا من فقدها ، ربي يعيني على برها_
كتبت احدهم
_آه بس لو يرجع بي الزمن لورا لقبلت قدميها
كتبت اخرى ايضًا
_الام جنة الدنيا

الكثير من الاعجابات
واعادة التغريدة
والرد عليها
في اقل من دقيقة واحدة
أما هي اغلقت هاتفها واستلقت على الكنبة احتضنت وسادتها الصغيرة
وبكت
تشعر بالوحدة والاشتياق لوالدتها
من بعد ان اتى والدها ولم يكمل عشاءه معهم انقلب كيانها بأكمله
تغيّبت عن المدرسة في اليوم الذي يلي تلك الحادثة
وحبست نفسها في الغرفة لساعات طويلة
ولم تتناول إلا القليل من الأكل
سمعت اغلاق باب احد الغرف
ففهمت اخاها ضاري انتهى من عمله الخاص وخرج ليذهب لغرفة نومه
لم تبالي له
وحاولت أن تستلقي على السرير بشكلٍ سوِ لكي لا يرى جسدها ابدًا
فهي فتاة تمتاز بجسد نحيل وطول قصير لدرجة مناسبة وغير مثيرة للشك كونها فتاة تبلغ من العمر سبعة عشر ....
فعلا لم ينتبه إلى وجودها ابدًا
دخل للمصعد لينتقل للطابق العلوي...
اما هي بقيت على حالها...
وسريعًا ما إن فتح الباب
ودخل أخاها ...
اغمضت عيناها لتتظاهر بالنوم...
سمعت صوت تخبط قدمه ودندنته بكلمات غير مفهومة
سمعت فجأة وكأنه سقط ولكن يبدو انه سريعًا ما وقف واكمل سيره
رفع صوته ليكمل اغنيته
فعقدت حاجبيها حينما تذكرت
انّ اخوتها مشاري وضاري في المنزل
هل هو حمد؟
رفعت رأسها
لتتعجب من منظر اخيها متعب
امه هي الزوجة الثانية لوالدها
يبدو انه غير متزن في مشيته وحديثه
انتبه لها
فتقدم لناحيتها وهو يترنّح يمينًا ويسارًا: اررررررررررررحب بالعسل والله ....من فين طالع لنا هالقمر.....يا ويلي.......على هالقمر....خذ قلبي......انتي حقي ....لي انا بس....
اتسعت عيناها بصدمة لِم يقوله من كلمات مقرفة
ولا يجب عليها ان تسمعها من اخيها .....
اقترب اكثر ليصبح امامها تمامًا
هنا شعرت بالرعب ....واقشعر جسدها حينما انحنى ليصل لمستواها
اشتمت رائحته السيئة اشبه برائحة العفن...
وضعت يدها على انفها وحاولت النهوض لتعبر من أمامه قائلة: متعب أنا اختك .....ريهام وخر عني...
ولكن رغم انه فاقدًا لوعيه إلا انه استطاع ان يمسكها من يدها ويرميها مرة اخرى على الكنبة
ليجعلها ترتجف بخوف: متعببببب....وش تسوي.....وخر عني...
انحنى قائلا: وييييييييييييييين بتروحين؟.....بعدنا ما ....سوينا...شيء
وضعت يداها على اذنيها لتمنعهما من سماع كلماته المخيفة والقذرة بدأ الخوف يتملكها ولم تستطع الحركة
حينما حاول ان يقبلها وبعدته عنها سريعا ولكن سريعًا ما امسك يدها ليثبتها عن الحركة صرخت: مشااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااارررررررر رررررررري......
بكت تحاول التخلص والتملص من يديه
تحدث بثقل لسانه: اششششششششش........لا تخافين....ما راح اسوي شيء.....بس خلينا ننبسط.....
ركلته في بطنه صارخة وهي تشتمه: يا(....)...انا اختك وخّر......
ابتعد عنها خطوتين للوراء وكاد يسقط ولكن اتجه للامام وهو يترنح وسريعا ما سقط عليها دون وعيٍ منه ...
صرخت بأقوى صوت ملكته: مممممممممممممممشااااااااا ااااااري....ضاااااااااااا اااااري.....يبببببببببببببب� �بببببببببه
حاولت ان تبعده عنها وحاول هو ان يخنقها وهو يتمتم بلا وعي: يا خاينة.....والله لا اذبحك.....اشششششش.....اجل انا تتركيني....وتروحين مع ذاك (.....)....خليه يجي ينقذك من ايديني...
وحاول ان يقبّلها وابعدت وجهها عنه
وبكل جهد وثقل سحبت نفسها لتبتعد عنه
صرخت: مشااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااري..........يممممم مممممممممممااااه....
مشاري في الحقيقة لم يكن نائمًا بل جالسًا في غرفته امام الحاسوب
يعمل على بعض المستندات المهمة للشركة ويطلع على المستجد فيها انفتح باب غرفته على عجل من امر اخيه: مشاااااااااااااااري ......انزل تحت ريهام تصرخ فيها شيء.....المصعد علّق وما هوب راضي يشتغل...
نهض مشاري سريعًا عندما رأى اخاه في حال يرثى له
ركض لناحية الباب قائلا: هد هد نفسك.....اكيد ما فيها شيء...الحين انا نازل

توجّه لدرجات السلم سريعًا
وما ان وصل لصالتهم حتى اتسعت عيناه
عندما رآها تقاوم متعب بشكل جنوني وتصرخ وتبكي...ومتعب يشتمها ويحاول ان يسيطر عليها
كان يُلغي لمسامعها الفاظ قذرة لو كان في وعيه لخجل من لفظها
تبعثر شعرها من فرط حركتها
اصبح كل شيء مبهدل شعرها وملابسها كانت تركله وترفسه بقوة لتبعده عنها
مزّقت ثوبه من الامام مع محاولاتها الفاشلة في دفعه عنها
بّح صوتها من كثر البكاء
أما هو ما زال يشتمها وتارة يحاول تقبيلها وتارة اخرى يصفعها على وجهها لتتوقف عن الحراك....
اتى بجانبه مشاري سريعًا
ودفعه عن اخته جانبًا ليسقط على الارض
صرخ مشاري بقهر: متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعب ......وش اللي جابك هنا يا الخسيس....
انحنى ليصل إلى مستوى اخيه امسكه من ياقة ثوبه اشتم رائحة ذلك المذموم الكمه كف: سكرااااااااااااااااااان يا (....)....سكران يا حقييييييير......
ريهام بقيت على الكنبة تبكي بلا توقف وبلا شعور تبكي وهي في حالة ذهول لِم حصل لها .....كانت انفاسها تتسارع.....وعيناها شاخصتين على الآخر....
اخيرًا انفتح باب المصعد وخرج منه ضاري...عندما رأى مشاري يسب ويشتم متعب وهو يقول: تعتدي على اختك......تبي تعتدي عليها.....
وطرررررررررررررررررررراخ
الكمه كف مرة اخرى ....
ضاري اتسعت عيناه لِم سمعه نظر لريهام ولشكلها المبهدل
خشي عليها من الجنون لصراخها المستمر والممزوج بالبكاء
تقدم لناحيتها
وسريعًا ما تشبثت بيديه مسح على راسها قائلا: ريهام....ريهام حبيبتي...اهدي....اهدي...
مشاري بصق في وجه اخيه
ثم حاول ان يرفعه من على الارض بعدما برحه ضربًا جاعله يستسلم من ثقل راسه والضرب الذي اتاه...لم يدافع عن نفسه .....لأنه مشاري لم يمهله في ان يدافع او يتحدث....
سحبه بعنف وادخله لأقرب دورة مياه
ثم اقفل الباب عليه صارخًا: هذا مكانك يا (....)....
ثم اسرع بجانب اخته
كانت في حالة انهيار شديد
احتضنها وتشبثت بطرف بذلته صرخت: ابي اميييييييييييييييييييييي.. .........ابي.....امييييي ييييييييييييييي...
مشاري مسح على شعرها ليهدأ من روعها: ريهام.....ريهام...خلاص....متعب ما هوب هنا....خلاص....انتي بخير...ما صار لك شيء...ما صار لك ولا راح يصير

ضاري بقهر ضرب على رجليه: متأكد ما سوى لها شيء.....
مشاري بضياع احتضنها بقوة وهو يطبطب على ظهرها: مادري مادري.....ريهام......سوى لك شيء....
زاد بكائها اكثر وتحوّل لنحيب
شهقت ليزداد بكائها اكثر
ضاري مسح على رأسها : ريهام....حنا جنبك....لا تخافين......اهدي اهدي....
مشاري ابعد شعرها عن وجهها وبغضب: والله لأوريه الـ(....) بكرا....
طوّق وجهها بيديه ورأى انتفاخ عيناها واحمرار وجهها اثر البكاء: اهدي....اهدي ريهام.....جاوبيني سوى لك شيء....
سريعًا ما ارتخت عيناها وارتخى جسدها ما بين يديه فجأة
صرخ بخوف: ريييييييييييييييييييييييي ييييييهام....
ضاري تقدم لناحيتها اكثر وسقط من على الارض
ضرب خديها بخوف: ريييييييييييييييييهام....رد ي .....علي
صرخ في وجه اخيه: ودها المستشفىىىىىىىىىىىىىى

انتهى





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-17, 07:28 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





رواية

لُجَّةُ الذكرياتِ



(البارت الحادي عشر)




الساعة السادسة والنصف صباحًا
القلوب في هذا المكان متعبة ترجو راحة طويلة ولكن إلى الآن لم يلتمسوها
كانت مستلقية على السرير بإهمال ودون ارتداء بجامة النوم
ما زالت على ملابسها التي ارتدتها بالأمس
شعرها مبعثر والكحل بدأ يحيط عيناها بشكلٍ فوضوي
وحمر الشفاه كان ثابتًا لذلك بقي على ما هو عليه مزينًا شفتيها
التكييف لم يكن شغّالًا فكان جو الغرفة دافئًا ومائلًا للحرارة لحدٍ ما
فتح باب الغرفة ووقعت عيناه سريعًا عليها
تنهد بعمق ثم دخل للخلاء
كان قلبه مليئًا بالحديث
ودّ لو يستطيع أن يوصل لها إلى أي مدى هي تهمه!
يخشى عليها من هذا الحمل....يخشى عليها كثيرًا من ان يفقدها ذات يوم بسبب عنادها الجبّار!
نزع ملابسه وبدأ صوت الماء مسموع لآذانيها وكان مزعجًا
قطبت حاجبيها ...وشعرت بوخز ألم في رقبتها بسبب استلقائها الخاطئ على السرير
سمعت رنين هاتفها مدّت يدها بخمول شديد للكومدينة امسكت بهاتفها ثم
أجابت: الو...

قضمت طرف الطماطم مبتسمة له: لا ما هوب بكيفك اليوم توديني
نهض من على طاولة الطعام: وراي شغل....بعدين
كانت ستنهض لتصرخ وتأكد عليه ما تريده ولكن ما إن سمعت صوت عليا حتى قالت بروقان: صباحك عسل....صباحك ورد جوري....صباحك حب واطمئنان....صباحك سكر يا سكرة....صباحك....
قاطعتها بمزاج عكر: خلاص ليان.....
ضحكت ليان وهي تتقدم لناحية غرفتها وتقترب بخطواتها لناحية النافذة : هههههههههههه وش هالنفسية من على بُكرة الصبح...
جلست عليا وابعدت شعرها عن وجهها: في احد يتصل في هالوقت ؟
ليان ابعدت الستارة لتتسلل اشعة الشمس للغرفة: عادي عادي....حنا ما بينا رسميات....والله عاد كيفي اتصل حتى لو انتي......
قاطعتها بحزم: خيييير وش عندك متصلة علي......بالله وين عمي عنك....اكيد يبي فطور روحي سوي له فطور قبل لا يذبحك....
ليان جلست على الكرسي المقابل للمرآة: يا شيخة انا ما نيب رفلة مثلك جالس من فجر الله زيّنت له الفطور بلع وطس من وجهي....
عليا ابتسمت رغمًا عنها: شكل عمي مزعلك....غريبة تقولين بلع وطس...
ليان رمت الكحل من يدها: أي....بعد عمري مزعلني...اقوله ودني....بيت اهلي...يقول عنده شغل عاد اليوم مسوين خواتي جمعه بس حبيبي ما يقدر على فراقي عشان كذا رافض...
نهضت عليا بكسل وارتسمت على شفتيها ابتسامة عريضة: يا الله قد ايش تسلكين لنفسك......واضح رايقة على الآخر....
ليان بفضول كبير: المهم اتصلت عليك عشان اعرف...وش هالمفاجئة...
خرج سلطان من الخلاء
وبدأ بتنشيف شعره بالفوطة الصغيرة
نظرت إليه بنظرات لا تفسر ثم اشاحت النظر عنه وولت عنه بظهرها اكملت: ما فيه مفاجآت....
ليان ضربت برجلها على الارض برجاء: تكفين عليا احس بموت لو ما عرفت .....
ضحكت رغمًا عنها بخفة: ههههههههههههه الله يقطع شرك....ابي افهم من وين جايبة هالفضول....ليان تكفين سكري....ترا روقانك ما يتناسب مع مزاجي حاليا ابد...
التفت سريعًا ليسترق النظر اليها وينصت لِم تقوله باهتمام...
ليان اتكأت على مسند الكرسي: شوفي عاد....وربي لو ما تقولين راح اجي لك الحين.....
عليا بللت شفتيها ولتنهي الحديث: لا وين ما تقدرين .......كنت بسوي حفلة لسلامة فاتن .......حنا بس ...
قاطعتها ليان بحماس: البنات.....يوووو اقصد....المتزوجات الصغيرات
ضحكت عليا : هههههههه عليك نور...
ليان بشك وابتسامة بلهاء: بس؟
عليا التفت على زوجها : أي بس .....يلا باي...
ليان بصوت مرتفع: لحظة.....طيب....يا تبن....
طوط
طوط
اغلقت الخط قبل ان تستمع لِم ستقوله
تحدث سلطان بهدوء: صباح الخير
عليا تحاول مسح الكحل السائل من تحت جفنها بيدها : صباح النور
ثم نظرت إليه قائلة بتردد: سلطان....
سلطان ركّز ناظريه في عيناها: ما ابي اسمع شيء وروحي جهزي الولد للمدرسة....
عليا اغرقت عيناها بالدمع برجاء: تكفى لا تقسى علي.....
سلطان لم يردف حرفا واحدًا عليها كل ما فعله خرج من الغرفة تاركها تخوض في حرب قاتلة مع افكارها
ضربت برجلها على الارض ثم دخلت الخلاء
....
عندما اغلقت الخط في وجهها
صرخت كطفلة غير مبالية: تبببببببببببببببببببببببب بببببببببببببببن ......انا اوريك يا بنت ابوك......
فجأة سمعت صوته قائلا: وجع وش هالصراخ......
انتفضت خوفًا والتفتت عليه بسرعة: بسم الله الرحمن الرحيم ......
سعود ابتسم بسخرية: شايفة جني....
نهضت من على الكرسي باسمة: لا...بس خوفتني....فكرتك طلعت....
سعود اتجه للطاولة الصغيرة الجانبية: نسيت مفتاح سيارتي ....
ليان بصدمة: من جدك؟
سعود بمزاج سيء: يعني الواحد ما ينسى
ليان اخذت نفس عميق كتفت يداها
وبجدية اردفت له: سعود منت طبيعي......فيك شيء؟

سعود سحب المفتاح بعجل ثم توجه للباب للخروج بصمت
ولكن ليان اعترضت طريقة ووقفت امام وجهه
مسكت يده : سعود......قولي وش فيك؟....وربي خليتني احاتيك.....عارفة من رجعت من المستشفى امس....وحالتك ما هيب طبيعية....فاتن فيها شيء؟.....وليش منك راضي توديني ازورها....
سعود اغمض عينيه ليمتص عصبيته ثم قال: ليان .....فارقيني.....مالي خلق شيء....وخري عني....
ثم سحبها للجانب الايسر وخرج من الغرفة ولكنها تبعته وهي تناديه: سعود....وقف.....وقف....سعود....
التفت عليها واشار اليها بيده اليسرى بكل غضب: ليان هالليام صايرة زي الاطفال ما غير تزنين فوق راسي......ما فيه شيء بس انا كذا من غير سبب مضغوط....ارتحتي...
ثم خرج
واغلق الباب بكل قوة
ليان عبست بوجهها: هو وبنت اخوه مادري وش فيهم اقلبوا نفسيات.....مادري وش وراك يا سعود الله يستر...
ثم عادت لغرفتها لتقوم بترتيبها...
...
مرّت الساعات والدقائق والثواني بشكل بطيء عليهم
تجرّعوا خلال تلك الساعات
الغضب ، والخوف ، والعصبية، وعدم الاطمئنان
حالتها الآن مستقرة كل ما حدث لها
جلب لهم جلبة مليئة بالضجيج والانهيار
نظر لأخيه بنظرات خوف ماذا لو ....
ثم حرّك رأسه بشدة لينفي ما دار في عقله
مِتعب، سيلقنه درسًا لا محاله
سبّب لأخته انهيار شديد
واضطراب مليء بالمحاتاه لقلوبهم !
نظر لوجه اخته الشاحب وإلى انتظام انفاسها
عقله بات مشوشًا ستتصعب الأمور عليه لن يستطع بعد الآن ان يفاتح والده بمسألة الزواج إلا بعدما تستعيد قوتها ....
تحدث : ضاري......يمكن ريهام تكون اقرب لك مني......الله يخليك اسالها....هالـحقير .....قرّب منها ولا.....انا خايف سوّا لها شيء ....وتستحي وما تقول لنا ....او تخاف....
ضاري كان يمسح بيده على شعرها الاسود الناعم بحنان اخوِي مليء بالمحبة والعطف الشديد تحدث بصوت متهدج : اجّل هالكلام لم تجلس وصير بخير...
سكت مشاري وشد على قبضة يديه ارتفع رنين هاتفه
فاخرجه من مخبأ الجينز نظر للاسم ثم اجاب: هلا حمد.....
حمد بتعجب وهو ينظر للهدوء الذي يعم المكان : وينكم انتوا؟....معقولة كل واحد راح شغله ....
مشاري مسح على رأسه بتوتر نظر لضاري: انت بالبيت؟
حمد تقدم لناحية المطبخ ذهب لهناك ليرتشف القليل من الماء: أي.....ابي اكلمك في موضوع ضروري....انت بالشركة....
مشاري نظر لأخته بقلق: لالا.....
حمد ارتشف القليل من الماء اردف بشك: اجل وين انت؟
ضاري همس لأخيه: روح البيت .....وقوله....
مشاري ، لا يريد ان يخبر أخيه حمد بما حدث من خلال الهاتف
يعلم انّ حمد لا يتحمل الصدمات كثيرًا وسريعًا ما يرتقع ضغطه
وخشي عليه من اصابته باي مكروه فقال: خلك بالبيت انا جاي.....
حمد عقد حاجبيه: طيب انتظرك...
ثم اغلق الخط
مشاري ضرب على فخذه: آخ يا القهر.....آخ بس وش اقوله الحين....قسم بالله لو يشوف متعب والله أنه لا يقطعه بضروسه....اعرف حمد...وعقليته خصوصا في هالامور....
ضاري فهم ما يرمقه اليه نظر لأخته : ترى ريهام مالها دخل باللي صار....التافه هو اللي...
قاطعه مشاري وهو يحدق لبهوت وجهه اخته: انا عارف......بس حمد ما عنده يمه ارحميني....
ضاري اخذ نفس عميق: روح قوله..... بس نبّه عليه لا يقول للوالد......ولا قسم بالله بتكبر السالفة .....وبصير مصيبة
مشاري ولأوّل مرة اقترب من السرير وانحنى وقبّل جبين اخته
بالأمس كان شكلها يوقف القلب نحيبها واستنجادها
ومنظرها حينما غابت عن الوعي كل هذا احدث ضجة اخوية في قلبه
ابتسم ضاري لفعلت اخيه
ثم قال: انتبه لا يسوي مصيبة لنا...ويذبح اخوه....
مشاري نظر لتوأمه: واضح الزفت متعب لساته نايم ....الوعد لجلس ولقى نفسه بالحمام....
ضاري حرك رأسه بأسى: الله يهاديه.....
مشاري سحب مفتاح سيارته من على الطاولة : الله ياخذه ونفتك منه...
ثم خرج...
وبقي ضاري
يقرأ على اخته سورًا من القرآن
وتارة يقبّل يدها بكل حنان
لمعت عيناه بالدمع حينما تذكر صوتها وهي تناديه
كم شعر بالعجز وقتها
تألم كثيرًا لعدم قدرته على الركض وانقاذها من وحشية ذلك الحيوان الانساني!
ألمه قلبه كثيرًا
ضرب على رجله تمتم بهمس وهو يحدّق لذبول عيناها: آه ومية آه يا اختي......اللي صار بالأمس حسسني قد ايش انا عاجز...
..
..

كان مُلقا على الأرض وخده يُلامس ارضية الخلاء
كان جسده في اتم الاسترخاء والخمول
شعر بتخدر جانبه الايسر وبتنمل يده
فعقد حاجبيه وحاول ان يفتح عيناه على مهلٍ من امره
يشعر بثقلٍ عارم لرأسه وضع يده اليمنى على رأسه واغمض عينيه بشدة
حاول ان يستلقي على ظهره وتأوه بألم شديد من جميع اجزاء جسده
بعدها حدّق بالسقف تعجب من منظره
ادار بعينيه حول الجدران
لا يدري هو اين لحد الآن؟
حاول ان يجلس وفعل ذلك بصعوبة
نظر لمن حوله فتعجب انه في الخلاء!!
حاول النهوض وبدأ بالترنّح قليلًا
ثم توجه للباب وضع يده اليمنى بكسل عليه وضربه بقوة قائلا: افتحوا الباب.......هيييييييييييييي... ..وينكم .....افتحوا الباب
كان في صالة المنزل الرئيسية
التي ما زالت تحتفظ بما حدث بالأمس
الفوضى تعم في ارجائها بالكامل مما جعلت حمد يتعجب ويتساءل سرًا بينه وبين نفسه عن هذه الفوضاء وخروج اخوته في وقتٍ مبكر
سمع طرق باب الخلاء فهو قريب من الصالة وقف على قدميه
بتعجب ....
ثم اقترب من باب الخلاء
وما زال متعب يطرق الباب بثقل جسده
ميّز حمد صوت اخيه فقال: متعععععععععععب.....
متعب مسح على وجهه سريعًا حينما تسلل لمسامعه صوت اخيه حمد
شعر بجرح قريب من شفتيه لمسه ولكن تبدو الدماء يابسة على جلده لم يجيب على اخيه توجه بالقرب من المرآة نظر لوجه وللجرح
ولانتفاخ حاجبه الايسر....حاول ان يتذكر ماذا حدث بالأمس واين هو الان
لم يستطع
تحدث حمد من خلف الباب: متعب....رد علي....
فتح صنبور الماء واغسل وجهه حاول ان يتذكر جاهدًا ما حدث ولكن عجز عن التذكر ....
تحدث بصوت مبحوح : حمد.....افتح الباب.....مادري وين المفتاح...
حمد بشك: وشو وين المفتاح؟......كيف قفلت على نفسك!
لم يجيبه وبقي واقفًا يفكر
إن لم يكن هو من اقفل الباب
اذا هناك من قام بقفله عليه!
لحظة....
هذا الخلاء ليس غريب عليه تذكر
في أي منزل هو الآن؟
اغمض عينيه وشد عليهما بقوة
إلى ان فتحهما قائلا: بيت مشاري.....
تعجب، وانذهل لمَ توصل اليه
تحدث : شافني وانا سكران....؟
اطرق الباب بقوة حمد: متعب ......متعب ....
متعب لم يجيبه بل بقي في محاولاته البائسة في التذكر...
بينما مشاري لم يأخذ ربع ساعة حتى وصل وفتح باب المنزل الرئيسي واغلقه ليعلن صداه عن قدومه
التفت حمد للوراء وترك اخيه متعب في الخلاء تقدم بخطواته لناحية الصالة ليرى اخيه يتقدم لناحيته
تحدث دون مقدمات: وش صاير.؟......ابي افهم وش هالحوسة اللي هنا.....وليش اخوك متعب بالحمام ...و من مقفل عليه....؟
مشاري بشرر: جلس الواطي....
كان سيتقدم لناحية الخلاء ولكن استوقفه اخيه : تعال وش صاير؟....وش مسوي متعب...
تقدم مشاري لناحية الخلاء قبل أن يجيبه وصل امام الباب ضربه بقبضة يده قائلا: راح تظل هنا يوم كامل......عارف انك ما تذكر شيء.....بس متى ما تذكرت .......فتحت لك الباب يا الخسيس....
حمد بصوت مرتفع: مشاري قولي وش صاير....
اهتز جسد متعب برجفة غريبة
ولكن أخذه الكبرياء فصرخ: اقول افتح لي الباب...وخلني امشي.....
مشاري بحنق: والله انك تعقب......خيس هنا .....اصلا هذا مكانك....
ثم نظر لحمد قائلا: وش تبيني اقولك؟
حمد بشك: لا تلعب بأعصابي....وش صاير؟....ووين كنتوا...عارف انت وضاري ما تداومون الساعة سبع.....
مشاري حكّ رقبته بتوتر رمق الباب بنظرات غاضبة ثم اردف: امس اخوك دخل البيت وقت متأخر وهو سكران....الحارس نسى يقفل الباب الرئيسي اللي يطل على الشارع....
حمد فتح عيناه على الآخر: سكران....؟
متعب نصت لم يقوله مشاري واجبر ذاكرته على التذكر ولكن بدأ يتذكر شيئًا بسيطًا للغاية لدرجة يظن انه يتوهم....
مشاري اخذ نفس عميق ليكمل: مع الاسف أي.....كان فاقد وعيه تماما....وريهام كانت بالصالة ....موجودة....
متعب هنا شعر بانقباض قلبه حينما ذكر اسم اخته خشي من انه فعل بها شيئًا مُشينا
تسارعت نبضات قلبه وتقدم لناحية الباب اغمض عينيه حاول ان يتذكر كل ما تذكره صراخ فتاة ، اغانٍ تصدح في غرفة ما، ضحكات ، وهمسات قذرة
شعر بالغثيان الشديد ولم يتحكم في هذا الشعور وافرغ كل ما في جوفة....
حمد بدأت يديه ترتجفان نظر لأخيه بشك: سوا شيء لريهام ؟
مشاري اغمض عينيه وشتت ناظريه عن اخيه بعدما فتحهما: حاول يعتدي عليها لكن ربي ستر.....وابعدته عنها....والحين هي بالمستشفى دخلت في حالة انهيار...
وضع سريعًا كلتا يديه على رأسه كرر بانكسار: الله اكبر.....حسبي الله عليك يا متعب.....حسبي الله ونعم الوكيل...
مشاري اقترب من اخيه وضع يديه على اكتافه: حمد تكفى...هدي.....لا....
قاطعه بصرخة وهو يطرق باب الحمام بلا وعي وبجنون: يا حقير.....يا قليل الشرف....تزحر بهالشرب.....وبعد تبي تعتدي على اختك......
ركل الباب برجله: افتح الباب....وربي ما راح احد يقدر يفكك من ايديني.....افتتتتتتتتتتتتتح. ...
تقدم مشاري لتهدات اخيه امسكه وحاول ان يبعده عن الباب
تحدث بصوت مرتفع: المفتاح عندي...
متعب استمع لحديثهم كله وهزّ رأسه بنفي لِم قالاه
تسارعت انفاسه
فكرت انه حاول الاعتداء على اخته تصيبه بالغثيان!!
هل صراخ الفتاة الذي يتردد في خلايا عقله هو صوتها
شعر بالغثيان مرة اخرى
واستفرغ إلى ان شعر بألم شديد في راسه واحمرّ وجهه
يبدو انه اكثر الشراب بالأمس....
لذا الآن سيدفع ضريبة كل ما حدث...
سحب مشاري حمد إلى الصالة واجبره على الجلوس على الاريكة : تكفى يا حمد اهدا........اتركه عنك....وربي امس رنيته ضرب لين قال آمين......اهدا ألزم ما علينا صحتك....اهدا.....
حمد كانت انفاسه مضطربة تحدث بصراخ عال: يا كبرها عند الله......حسبي الله عليه وعلى ربعه الدشير.....ابوي لو يدري والله ....ما راح يتحمل......حسبي الله عليه.....
مشاري جلس بالقرب منه وامسك يديه : ما راح نقول لأبوي الحين.....وهالحقير بخليه هنا بالبيت.......وبتصل على امه اقولها انه جا يزورنا.....
حمد سريعًا ما شعر بنار تكوي قلبه وهاج قائمًا ولكن امسكه مشاري: اتركني عليه......اتركني اربيه هالخسيس.....
مشاري احتضنه من الخلف وطوقه بيديه بكل قوة ليمنعه من التقدم لناحية الباب تحدث برجاء: تكفى يا خوي......هدي....اتركه عنك.......هدي....
واجبره مرةً اخرى على الجلوس...
عرق جبين حمد ضرب بيديه على رجليه بقوة وبحرقه
ثم التفت على مشاري: قوم ودني لريهام......ابي اشوفها........
مشاري بحذر: هي الحين بخير.....ومحتاجة لراحة....
حمد باصرار: ابي اشوفها...
ثم نهض
مشاري بجدية: حمد ريهام مالها دخل....اخوك الحقير......اللي....
حمد وعيناه تجحدان بالغضب: عارف ....عارف.........بس ابي اطمن عليها......قلبي ما هوب مرتاح....
مشاري ارتاح نوعا ما : طيب.....هي بمستشفى الـ(...).....ما راح اروح الحين ابي اكلم متعب......
حمد يحاول ان يسيطر على غضبه: ضاري معها....
مشاري بهدوء: أي...
حمد توجه للباب بخطوات متسارعة
اما مشاري تقدم لناحية الخلاء واخرج المفتاح من جيبه
فتح الباب على مصرعيه
وحدّق بأخيه الجاثل على ركبتيه طويلًا
كان متعب في اشد مراحل الذهول مما سمعه اقترب منه وانحنى وامسكه بقوة ليجبره على الوقوف كان خاملًا و مُتعب للغاية
كل ما فعله مشاري الكمه كف
ليجعل انفعه ينزف من جديد شدّه من ياقة ثوبه : رجال طول بعرض اللي كبرك معيلين .....وعاقلين وانت .....صاير زي المراهق....سهر وشرب....واعتداءات .....وين عقلك فيه؟...ها....
متعب بصق الدم من فمه على الارض ثم نظر لأخيه وعيناه تلمعان بالتعب : انا ما اذكر اني حاولت اعتدي على ريهام...
هزه مشاري بقوة وتحدث شادًا على اسنانه: حاولت .....حاولت....وما نيب متأكد ما بين أنك حاولت ولا ....قدرت...انك...
ولم يستطع ان يكمل كلمته فهز اخيه بقوة والصقه بالحائط: من متى وانت تشرب ...؟.....من متى؟
متعب ابعد ناظريه عن اخيه كان مستسلما لم يفعله به تحدث بصعوبة: هذي ثاني مرة اشرب....
صرخ مشاري بلا وعي: وش اللي حدك على الشرب....هاااااااااا....وش اللي حدك على الشرب...
شعر بالاختناق ، والضعف ارتجفت شفتيه بقهر ثم ارتفع صوته : من خانتني.....من خانتني......ما قدرت انسى....ما قدرت انسى....
مشاري الكمه كف مرة اخرى ليصرخ: وما لقيت إلا هالطريقة.........كان تقربت لربك بدل ما تغضبه.........وخلاص انت طلقتها.......ليش تفكر فيها اصلا؟
هنا متعب جمع قواه ودفع اخيه بيدين مرتجفتين: ما توقعتها راح تخوني....كنت احبها.......احبها ....وجازتني بهالجزاء.......ما قدرت اسامحها....ولا قدرت انسى....
مشاري ضرب يده على الحائط بأسى: ورحت ضيعت نفسك بشراب...وسهر ...وخراب بيوت.....
متعب مسح على رأسه بندم: ليتني ذبحتها ولا طلقتها يمكن هالنار اللي بقلبي طفت......
مشاري انقض عليه مرةً اخرى وانهال عليه بالسب والشتم ثم قال: مالك أي مبرر....هذا ما هوب مبرر عشان تضيع نفسك وتشرب....امس انت ما ضيعت نفسك بس.....انت ضيعت حتى اختك......روح شوف حالتها.....روح....
متعب ابعد يديه عنه: انا متأكد ما اعتديت عليها.....
مشاري بحزم اشار اليه: راح تظل اسبوع كامل هنا...ابوي ما راح يجي...هالسبوع.....راح تظل عشان أتأكد من سلامتها....وانت ترجع لعقلك وتترك هالخراب........وحاول ما تبين نفسك لحمد....وإن وصل الحكي لباقي اخوانك......راح تاكلها ضرب.....وموت....
ثم خرج من الخلاء واقفل الباب عليه دون مقاومةٍ منه
اما هو بقي مذهول من كل شيء، مسح على رأسه مرتين بكل توتر وقلق فكّر سريعًا لم قد فعله بالأمس ، وثارت اعصابه غضبًا وركل الباب برجله اليُمنى بكل قوة ، ثم اقترب من البانيو وجلس على طرفه ، وبقي يحدّق للاشيء وبدا عقله يشتغل بالتفكير.
.
.
.
.
رتّب حقيبة سفره ، لم يكن على اقتناع تام لِم سيخطو عليه ، ولكن كل شيء امامه ينهار بِلا توقف، يومًا عن يوم ، يزداد اكثر ادمانًا، ويزداد ألمه الفتّاك بشكلٍ قاتل ومحارب لجميع خلايا جسده خضع لأمر اخيه فقط من اجل ان يعود كما كان بِلا ألم وخوف من النظر لعيني والده ، ولكن لم يكن مرتاحًا في الحقيقة دومًا ما ترهبه نظرات ابيه يشعر بالتعري أمامه حينما يحدّق به بِلا صوت يبدو أنه شكّ في امره ولكن لا يريد ان يستبق الاحداث وينتظر الحقيقة تظهر كبزوغ الشمس في فجر يومٍ جديد، ابتلع ذلك السم وقرر ان يخرج من قوقعته الظلماء بالنزول للطابق السفلي من منزلهم خرج من غرفته بخطى ثقيلة ومُتعبة ،رأى اخاه يخرج من الغرفة
ابتسم حينما رآه فقال: بتروح الشغل؟
اجابه بنبرة هادئة للغاية: لا...
مشى خطوتين ليقترب من اخيه تحدث بتعجب : ياخي والله مستغرب منك....منت طبيعي احد صاكك بعين....اجل ابراهيم اللي يقطّع روحه عشان الشغل......الحين طريح الفراش....ويكره يداوم....
ابتسم رغما عنه حينما قال(طريح الفراش) ربت على كتف اخيه : مع ليك مني؟.......وقولي ليش ما رحت المدرسة.....
ثم اخذ يتحدث بجدية: لا تتهاون في الدراسة....وتراك الحين ثانوي....يعني أيام الاستهبال والمصخرة اللي بالمتوسط انساه.....جد على نفسك.....الحين كل شيء تصعب....والواحد بالاوّل يموت على ما يحصل له شغل.....والحين الوضع صار اكثر تعقيد.....الحين الطالب يموت عشان ينقبل بجامعة.....فشد حيلك وجيب معدل مرتفع بالقدرات والتحصيلي .....والمعدلي الدراسي....
سامي بملل: اووووه.......ابراهيم...تكفى قفل على هالموضوع قسم بالله يجيب لي كآبة ما يعلم ابها إلا الله......
ابراهيم نظر إليه بحزم: حبيت انبهك عشان ما تضيّع نفسك....وتقلل من غياباتك....
سامي بدأ يخطو خطواته نحو السلم: يا شيخ غايب.....عشان عندي موعد اسنان.....ومالي خلق اروح وبعدها استئذن ....قلت اغيب....
نزل ابراهيم من السلم معه ووصلا لصالة منزلهم
جلسا على الاريكة
ثم التفت سامي على اخيه: تصدق ودي عاد انتقم من اختك التبن رنا...
ابراهيم انسجم مع اخيه وبدأ يتناسى الألم والخوف اللذان بدآ يسيطران على كيانه كلما اعتزل عن عائلته
اراح ظهره واسنده على مسند الاريكة تحدث باهتمام وبعدم فهم: ليش؟؟....وش مسوية لك.....!
سامي اخذ الريموت وحرّك يديه بعشوائية : أي مانت نايم بالعسل بعد الحرارة اللي جاتك ومانت داري ....باللي سوته في جهازي....
ابراهيم اتسعت ابتسامته قائلا: عاد انت ورنا ......ما قد شفتكم متصالحين دايم متخانقين ....ومتهاوشين.....يعني جت على ذي...
سامي استقر على قناة الاخبارية بعد تقليبه للقنوات بعشوائية ثم وضع الريموت بجانبه نظر لعيني ابراهيم المتعبتين والمحاطتين بالهالات ذات اللون البني الفاتح : لا هالمرة غير.....مدخله فلاش مضروب بفيروس التبن .....وخربت الجهاز وخلّت كل شيء يندمر فيه ....وقول لي (اشار لوجه اخيه )....باي...
ضحك ابراهيم لحركته: هههههههههه.....طيب تقدر تعدله خبري فيك.....مجنون الكترونيات......وتحب ...تصلّح فيهم......وتسوي نفسك خبير.....هههههههه
سامي ارخى جسده على الاريكة رمق اخيه بنظرات : حاولت اصلحه وعجز يتصلح....الخبير هالمرة فشل ....
ابراهيم اخذ نفس عميق ثم ابتسم : خلاص لك مني جهاز جديد من امريكا...
قفز سامي من مكانه سريعًا واحتضن اخيه وقبّل خديه ورأسه
حتى جعل ابراهيم يقول: خلاااااص....هههههههه....وخر ....وجع.....سعابيلك...قطعععع.....
ثم مسح على خديه بقرف
اما سامي ضحك بخفة وابتعد : والله فديت اخوي.....المهم بقوم بحط خرابيطها...على قولتها (قلد صوت اخته )...الميك آب......في المغسلة بذوبهم ....عشان يذوب قلبها معهم....
ثم نهض سريعًا ليفعل ما قاله
انتهز الفرصة كونها الآن في المدرسة
ضحك ابراهيم ورفع صوته : هههههههههههههههههههههه كذا بتخسرني....وراح تقول عوضني مثل ما عوضته بالجهاز الجديد.....
سامي وهو يقفز من على درجات السلم: عاد هذي مشكلتك حبيبي....
هز ابراهيم رأسه وهو يهتز اثر ضحكه.....
ثم انفتح الباب على حين فجأة ودخلت والدته ووالده
نهض من على الاريكة وقابلهم عقد حاجبيه: يمه.....فكرتك نايمة
بو ابراهيم نظر لأبنه: كنا بالمستشفى.....
ابراهيم بخوف: ليش ؟....وش فيها؟!
بو ابراهيم بهدوء: لا ما فيها امك شيء...رحنا نزور فاتن بنت اخوي....وامك شافتها مرة تعبانة وتأثرت عليها..
ابراهيم تقدّم لوالدته ونظر لوجهها المحمر اما هي مسحت آخر دمعة نزلت على خديها : تعالي يمه جلسي جلسي....
ثم تقدما لناحية الكنب
وجلست اما ابراهيم ذهب للمطبخ لجلب الماء لوالدته
بو ابراهيم بجدية : امسحي دموعك هي الحين بخير ولله الحمد.....حالها تحسن عن قبل....
ام ابراهيم بنبرة مبحوحة اثر البكاء: والله ما قدرت امسك نفسي.....ابد فاتن...تبدلت لفاتن ثانية.....اضعفت كثير...وجهها شاحب....نكلمها ولا ترد علينا....عيونها خالية من الحياة...
اتى ابراهيم .....جلس بالقرب من والدته مدّ الكأس لها قائلا: شربي يمه...
ابا ابراهيم رمق ابنه بنظرات يعجز ابراهيم عن تفسيرها...
اما ابراهيم شعر بتوتر كبير من نظراته حكّ رقبته ثم قال: احم....يبه اخبارها بنت عمي....عساها بخير...
بو ابراهيم تذكر كيف كان حالها تنهد: ان شاء الله تكون بخير...
ابراهيم عقد حاجبيه: صاير لها شيء ......اذكر عبد الرحمن ...دايم يقول انها تحسنت للأفضل وقريب راح يخرجونها من المستشفى....
ام ابراهيم بتأثر كبير وصوت حاني: جات لها انتكاسه ما دري كيف.....نكلمها ولا ترد علينا....وما تبقى تشوف احد...ودايم تبكي.....
ابراهيم نظر لوالده باستفهام: يعني كيف جات لها انتكاسة؟
بو ابراهيم ازاح غترته ووضعها على الكنب : تعرضت لانهيار عصبي شديد.....
ابراهيم تمتم: لا حول ولا قوة إلا بالله
بو ابراهيم بتفكير: امم.......هالحادث أثر على نفسيتها بشكل كبير الله يقومها بالسلامة....
ثم نظر لأبنه بنظرات عميقة: ونفرح فيها ...وتكون من نصيبك....
اقشعر جسده باضطراب غير مفهوم لم يردف ولا حرف واحد على والده
اما والدته تبدل مزاجها حينما ابتسمت قائلة: والله ما راح نحصل بنت سنع واخلاق وجمال زي فاتن.....
ابراهيم مسح على راسه بقلق : الله يقومها بالسلامة....ويرزقها باللي احسن مني....
بو ابراهيم رفع حاجبيه باعتراض: وش فيه نسب محمد الصامل....ما يناسبك؟....ولا ايش!
ابراهيم ، فهم انه سيدخل في دوامة من الحديث مع والده لذا نهض : لا يا يبه.....ما اقصد كذا.....انا وهي من الصامل.....والدم واحد....وهي بنت عمي وعلى عيني وراسي....بس انا حاليا ما افكر بالزواج....وبعدين البنت تعبانة.....وما اظن الوقت مناسب نتكلم فيه عن هالأمر...
بو ابراهيم حرك رأسه بعدم اقتناع: ابيك تفكر في هالأمر يا ابراهيم.....اعتقد كبرت.....واللي كبرك...اعيالهم قد صاروا طولهم!....
وتحدث باستفسار اعمق: إلا صدق متى سفرتك مع اخوك تركي
التفت هنا والدته
هي على علم ودراية بالموضوع
ولكن قلبها مقبوض وغير مطمأن من هذه السفرة
تحدث ابراهيم : الاسبوع الجاي.....
ولكي يهرب من نظرات والده: عن اذنكم

ثم توجّه للسلم
ام ابراهيم نظرت لزوجها: والله ما هوب مطمن قلبي لهالسفرة....
بو ابراهيم سحب غترته وبمزاج عكر اردف: ولا انا....
ثم توجه هو الآخر لناحية السلم
وبقيت زوجته تحاتي ابنائها وخاصةً ابراهيم وتركي
ثم نهضت لتتبع زوجها وتنزع من عليها العباء
.
.
.








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-17, 07:29 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





.
.
.
كانت تبكي بِلا توقف ، وتلوم نفسها وزوجها لمنعها من الذهاب إليها ذلك الوقت ، تشعر أنها ستفقدها من جديد وهذا ما لا تريده، حدّقت في عيني زوجها تعاتبه: انت ما وديتني لها ......كان المفروض اروح لها...
فهد ملّ من حديثها هذا اردف بكل عصبية امام اخيها عبد الرحمن كانوا جالسين في غرفة الجلوس المنعزلة: تذكري وش سويتي يا آنسة وتعورتي ولا قدرتي تمشين زي الناس....
عبد الرحمن نظر لعصبية فهد وبكاء وزّن اخته فاحب ان يهدأ الوضع: خلاص يا رهف.....الحين هي بخير....
رهف بقهر: طيب عمي ليش ضربها؟
عبد الرحمن مسح على راسه: كانت منهارة ....وهو انهار معها وصار اللي صار....اختك عصبته بكلامها...
رهف تحدثت سريعا: بس ماله حق يضربها ....هذا بسببه زادت حالتها ...للأسوأ
فهد هزّ رأسه بعدم رضى
عبد الرحمن بجدية الامور: اختك اصلا قبل لا يضربها عمي منهارة......يقول من دخل عليها وهي تبكي.....
فهد اشاح بنظره عن زوجته ثم قال لابن عمه: طيب الطبيب وش قال...
عبد الرحمن شبّك اصابع يديه ببعضهما البعض: دخلت في حالة انهيار وعطوها مهدئات .......وامورها طيبه وراح يخرجونها من المستشفى في نفس اليوم المحدد....والدكتور غسان يقول كل اللي تمر فيه ضغوط......وإن ظلت على هالحال يمكن تصاب بكتئاب
بكت رهف هنا ووضعت يداها على وجهها
فهد اخذ نفس عميق: رهف.....المفروض تكونين قوية انا ما جبتك بيت اهلك عشان تزيدينها على خالتي....
عبد الرحمن بتأييد: صدق رهف ترى امي اللي فيها مكفيها حاولي تواسينها مو تزيدينها عليها ....
رهف مسحت دموعها وهو تهز رأسها: طيب.....بقوم اشوفها....
ثم نهضت متجه للسلم
للصعود لغرفة والدتها والاطمئنان عليها
فهد نظر لعبد الرحمن : هونها وتهون ياخوي....
ثم ربت على كتفه
عبد الرحمن شتت ناظريه عن فهد: كل ما قلت بتصطلح الأمور....إلا تزيد سوء....استغفر الله...
مسح على وجهه بقهر...
فهد بجدية: خل ايمانك بالله قوي....واللي طلعها من الحادث...ومن الغيبوبة.....راح يطلعها من اللي هي فيه.....ربك كريم يا عبد الرحمن...لا تيأس من رحمته...
عبد الرحمن بهمس: والنعم بالله....
ثم اطرق بتذكر: إلا صدق سمعت من الشباب انه فيصل خطيب اختك رجع لبيت اهله
فهد عبس بوجهه: أي رجع....
عبد الرحمن باهتمام: ما جاء وكلمكم....
فهد بنبرة حادة ومليئة بالاستحقار لفيصل: ما اعتقد له وجه يجي اصلا....
عبد الرحمن شرد ذهنه قليلًا وحدّق في عيني فهد بخيبة
فهد اكمل: عبد الرحمن لو كنت مكاني....راح تجبرها انها تطلب الطلاق؟
عبد الرحمن استيقظ على نفسه : ها.....عمي .....وش رايه قبل ؟
فهد بلل شفتيه : ابوي هو اللي مطوّل السالفة لو يرص عليها اشوي كان انتهى الموضوع بس مرا خايف على مشاعرها وما يفاتحها بالموضوع كثير يقول الراي الأول والاخير لها...بس دايم يقول لها رايه من ناحية الواجب عليه تنبيها ...ودايم رايه انه رافضة....بس مستحيل يغصبها على شيء ما تبيه....
عبد الرحمن بغصة لا يعرف معناها ابدًا: طيب هي....وش رايها؟
فهد مسح على شعره : ما ادري يا عبد الرحمن ما ادري...بس اللي ما طلبت الطلاق طول هالمدة....وساكتة وش تفسره؟
عبد الرحمن ازدرد ريقه واشاح بنظره عن ابن عمه: ما عندي أي تفسير.....يا فهد.....
فهد بنبرة حزن: انا مادري ليه تقسي على نفسها....عارف انها تبكي بالليل ....فيصل قاهرها.....بسواته ومع ذلك....ساكته ولا طلبت الطلاق....شيء يحير...ويقهرني انا من الداخل...
شد عبد الرحمن على قبضة يده ثم تحدث لينهي الحديث: كلمها انت.....وشوف رايها بدل ما تحرق بنفسك....
هز رأسه بتأييد: وانت الصادق يبيلي اكلمها...
ثم نظر لساعة يده
نهض سريعًا: تأخرت....
عبد الرحمن نهض بتساؤل: على وين؟
فهد : بروح لأمي اطمن عليها...
عبد الرحمن بتفهم: طيب الله معاك سلم عليها ...وقول انه امي...بخير...
فهد بعجل: اعرف امي ما راح تصدقني وبقول قم ودني لأختي .....ربع ساعة وحنا هنا
ابتسم عبد الرحمن رغمًا عنه: أجل انا راح انتظركم...
فهد بابتسامة لوح بيده: يله فمان الله...
عبد الرحمن جلس على الكنبة: فمان الكريم....

عبد الرحمن وضع يده اليسرى في مخبأ سرواله
واليد الاخرى يمسح بها على ذقنه بتفكير طويل
لا يفهم ماذا يريد منه ذلك القلب حينما ينقبض وتتسارع نبضاته كلما سمع عن ذلك الرجل الذي لا يستحقها
لا يفهمه ولا يريد ان يفهمه يومًا
لكي لا يفتح عليه بابًا من الصعب فيما بعد ان يوصده
نفض عن رأسه جميع الافكار التي لا يجب عليه ان يفكر بها الآن
ثم اردف وهو يهم بالخروج: اروح اطمن على امي احسن...
....
ارتدت الزي الرسمي للمدرسة على عجلٍ من امرها ، كانت مقطبة حاجبيها جلست في وقتٍ متأخر اليوم لن تستطع ان تراجع الدروس قبل ان تدخل الاختبار اليوم يبدو انه صعبًا من ساعاته الأولى عليها
رفعت شعرها سريعًا وقامت بربطه ليتدلى على ظهرها وينبرز طوله
سحبت عباءتها من على الشماعة ، ارتدتها على عجلٍ من امرها ثم سحبت حقيبتها من على السرير
خرجت من الغرفة ، بخطى متسارعة بدأت تلّف الحجاب على رأسها بيدين مرتجفتين خوفًا من عدم مراجعتها للاختبار ، رغم انها بالأمس ذاكرت المادة ولكن تشعر أنها لم تُحسن المذاكرة ولن تتذكر شيئًا مما ذاكرته، توترها كبير مما سيطر على نبضات قلبها وجعلها تتسارع
انفتح باب غرفة اخيها يزن
وهي اقتربت من السلم
رآها حينما بدأت تخطو خطوتها الاولى على اوّل درجه من السلم
فقال: وتين...
التفت وجهها باهت من شدة خوفها من هذا التأخير: نعم يزن.....
يزن تثاءب ثم اقترب من السلم: ما جلس خالد؟
وتين تحدثت بسرعة في لفظ الاحرف: مادري...الحين الساعة سبع وربع ...راحت علي نومه.....تأخرت مرا....ما راح انتظره بروح المدرسة الحين....
يزن عقد حاجبيه بتساؤل: مَن بوديك....؟
وتين ، حكّت جبينها حينما استوعبت طرده للسائق اردفت بتردد: مشي...
يزن باعتراض: وشو اللي مشي؟.....لا مستحيل مدرستك بعيدة ....صبري اجيب مفتاح سيارتي واوديك....والتبن خويلد هو اللي بروح كعابي لمدرسته....
وتين باستعجال: طيب لا تتأخر....علي اختبار الحصة الثانية....
يزن مسح على رأسه عدّة مرات: طيب طيب...ما راح حتى ابدل بس بجيب مفتاح السيارة....
ثم توجه للغرفة فتح الباب على مهلٍ خشيةً من ان يوقظ التوأم من نومهم سحب المفتاح من جيب ثوبه....ثم خرج من الغرفة : يله تعالي
نزلت وتين وسبقته بخطواتها السريعة والمتقاربة
...
سمعت صوتهما، كانت مستيقظة مُنذ آذان الفجر ولكن شعرت بدوار شديد في رأسها بعدما ادّت فريضة الفجر فاستلقت على السرير ، شعرت بخمول جسدها وضيق تنفسها ، لذلك لم تستطع ان تنهض وتتفقد ابنائها وتوقظهم للذهاب للمدرسة ، جلست على طرف السرير نظرت لصورة زوجها المعلقة على الحائط ، اشتاقت له كثيرًا، تشعر بفقدانها للذة الحياة من بعد وفاته، امتلأت عيناها بالدمع وبدأ شريط الذكريات يأخذ مأخذه في اضعاف مشاعرها اكثر مسحت دموعها سريعًا لا تريد أن تنخرط في بكاء شديد لكي لا يضيق نفسها اكثر اخذت نفسًا عميقًا ،بللت شفتيها ثم نهضت من على السرير واتجهت لناحية الباب لتخرج كليًّا من غرفتها، عقلها بدأ يتذكر الماضي، بالأمس لم تستطع النوم جيّدًا فصورة ابا حمد اصبحت رفيقتها ، تذكرت كل ما فعلته في ليلة زواجها، نزف بالأمس قلبها الألم من جديد
فالألم يولد من رحم المعاناة
وهي عانت وبشدة لهذا انولد ألمها على هذا النحو المؤذي
تقدمت لغرفة خالد فتحت الباب
اضاءت الانوار واغلقت التكييف
جلست على طرف سريرة ازاحت الغطاء من على جسده مسحت على كتفه بحنان: خالد.....خالد يمه....قوم....الساعة سبع ونص قوم روح المدرسة وراك اختبار....
خالد بدأ يتضجر ويتملل...ويبعد نفسه عن يدها ويدس رأسه تحت الوسادة ليمنع وصول صوتها لِآذانيه....
صيته اغمضت عيناها بعدما تسلل الألم في خلايا جسدها انتفضت ازدردت ريقها واعادت تردف: خالد...لا تتعبني يله قوم....قوم..
خالد بملل : اوووه...خليني انام...
صيته ابعدت عن راسه الوسادة: يله قوم .....لجيت من مدرستك نام زي ما تبقى....بس الحين قوم...
خالد فتح عيناه وحدّق بالسقف لثانيتين ثم جلس ونظر لوجهها: يمه صيته...تكفين اليوم بغيب.....ترا...
وشتت ناظريه عنها: والله ما ذاكرت عدل للاختبار...
صيته بعيني ذابلتين وصوت مبحوح: وليه ما ذاكرت؟
خالد حك رأسه : جلست انتظرك....واحاتيك....ترا حتى وتين ...ما ذاكرت عدل...
صيته سكتت لوهلة، ثم قالت: وتين راحت.....وان شاء الله ربي يوفقها وجيب علامات زينة....
خالد سحب الغطاء على جسده وبجدية: انا ما ذاكرت.....وربي لو تدعين من اليوم لبكرا بجيب صفر....لأني ما ذاكرتتتتت..
ابتسمت رغمًا عنها فكرّت للحظات ثم قالت : خلاص فهمت......ارجع نام ...
خالد تسللت السعادة لقلبه ....سريعًا ما اقترب منها وامسك رأسها وقبّل ما بين عيناها....ثم قبّل يديها: ربي لا يحرمني منك...يا يمه....
صيته ربتت على كتفه : ولا منك.....
ثم نهضت من على السرير : نام...بس تجي الساعة عشر بجلسك...عشان ما تخرّب نومك.....وتجلس تذاكر....واراجعك معك النقاط المهمة...
خالد بدون أي اعتراض: طيب....
ابتسمت له صيته ثم خرجت من الغرفة تنهدت طويلًا
يومًا ما ستفقد اركان هذا المنزل، ستفقد ابتسامة وتين ومشاغبة خالد
وستفقد جهاد وإياد ايضًا لن تأخذهما معها هذا ما فكرّت به طوال الليل إن تم زواجها من ذلك المدعو لن تأخذهما معها لسلامتهم ستبقيهما هُنا
ذهبت لغرفتهما فتحت الباب ولم تراهما
وسريرهما مرتب عقدت حاجبيها
وخمنّت انهما ناما مع اختهما وتين فذهبت لغرفة وتين
فتحت الباب ولم تراهما ....
شعرت بالخوف عليهما ....تركت الباب مفتوحًا وخرجت لغرفة يزن لم تبقى غرفة لم تدخلها سواها فتحت الباب بقوة واخذ نفسها يضطرب ما إن رأتهما وضعت
يداها على قلبها واغمضت عيناها لتطلق زفير الراحة بهدوء، اقتربت من السرير وجلست على طرفه انحنت وقبّلت جبين اياد اولًا ثم جهاد تمتمت : ربي لا يرحمني منكم
امسكت بيدهما قبلّتهما نظرت إلى وجههما الملائكي والبريء ابتسمت تذكرت طفولتهما الصعبة، وتعب حملها بهما، وكيف كانت تبكي بشدة حينما اتاها المخاض فاضطر زوجها من ان يستعين بأخته رحمها الله في تهدئتها والوقوف معها رغم انها لا ترحّب بها، وغير مقتنعة بها كونها زوجة لأبن عائلة الحاذي ، هي لا تناسبهم كما سمعت من احداهما ولكن مقرن ابا يزن اصرّ على هذا الزواج وضرب حديثهم بعرض الحائط ولم يبالي لهم ، حتى ان بعضهم قاطعوه والبعض الآخر منهم اصبحوا في اشد الرسمية والغرابة ، ولكن ما لم تفهمه لحد الآن، عدم تقبل شريفة ام فهد لها ، قد يكون السبب ام يزن كونها اختًا لزوجها وبينهما قرابة وصلة قد يكون هذا سببًا ولكنه غير مقنع حينما تأتي وتؤذيها في الحديث ، حتى انها ذات مرة اخجلتها وطردتها من بين زحام العديد من الزائرات اللاتي آتين لرفع التهاني والتبريكات لخطبة ابنها فهد ، كانت قد عزمت الأقارب بمناسبة هذه الخطبة وام عبد الرحمن دعت صيته واصرّت عليها بان تأتي فخجلت من رد هذه الدعوة وقبلتها ولكن ام فهد لم تُحسن إليها ابدًا ، ومن بعد ذاك اليوم لم تراهم!!!، حتى بعد وقوع الحادث المسبب لتدهور فاتن لم تذهب لزيارتهم ولكنها كانت تتصل على ام عبد الرحمن للاطمئنان عليها وتحثها على الصبر حينما تسمع صوتها الباكي والمتهدج، تنفست بعمق حينما تذكرتها....
عليها ان تتصل عليها لتطمئن على فاتن وعليها هي ايضًا مُنذ ان استفاقت فاتن من الغيبوبة لم تتصل عليها ابدًا!
ستزعل لا محالة على هذه المقاطعة
تركت توأم قلبها ناهضة من على السرير اغلقت الباب بخفة ثم توجهت لغرفتها بخطوات سريعة
وعند وصولها ودخولها سحبت الهاتف من الشاحن واتصلت على ام عبد الرحمن بِلا تردد...
...
كانت ترتب غرفة والديها
ووالدتها غفت بعدما صلت ركعتين لِتُريح قلبها بدلًا من هذا البكاء العقيم ...
وضعت الملابس المتسخة في سلة الغسيل واسدلت الستائر على النافذة من جديد وقامت بتخفيض درجة التكييف
ثم نظرت لوالدتها تقدمت لناحيتها وانحنت لتقبّل راسها
وهنا ضجّ رنين هاتف والدتها بالرنين
فسحبته
سريعًا بيدها وخرجت بخطى متسارعة خشية من ايقاظ والدتها
نظرت للسم(صيته يتصل بك)
تعجبت كثيرًا مُنذ فترة طويلة لم تسمع صوتها
اجابت قائلة: هلا صيته....
بللت صيته شفتيها عقدت حاجبيها حينما تسلل صوت رهف لمسامعها حقيقةً لم تميّز صوتها لذا تحدثت برسمية: السلام عليكم....ام عبد الرحمن ...
رهف بتوتر: ما عرفتيني...انا رهف...
صيته بتذكر: اوه....هلا هلا رهف...اخبارك حبيبتي...عساك بخير...؟
رهف تقدمت لناحية الجلسة في الصالة الصغرى للطابق العلوي: الحمد لله بخير اخبارك انتي؟......ولهنا عليك....صار لنا زمان ما شفناك ..
صيته ابتسمت ثم تحدثت بهدوء: انا بخير....وانا بعد ولهت عليكم....وعارفة إني مقصرة بحقكم والله......
ثم اطرقت بتذكر: صدق حبيبتي مبروك....ألف ألف مبروك....عارفة متأخرة ....
رهف جلست على الأريكة: الله يبارك فيك.....
صيته ابعد خصلات شعرها: وألف الحمد لله على سلامة فاتن....
رهف انقبض قلبها بألم: الله يسلمك...
صيته بتساؤل: امك....وينها....؟
رهف بجدية: والله ما دري وش اقولك يا صيته؟
صيته باهتمام وبنبرة جادة: خير رهف امك فيها شيء؟
رهف نظر لعبد الرحمن وهو يدخل لوالدته: لالا....ما فيها شيء.....بس تحاتي فاتن.....لأنه فاتن اشوي تعبانة....
صيته بللت شفتيها : ما عليها شر إن شاء الله.......ازمة وتعدي......والحمد لله اللي ربي قومها من السلامة....وصحت من هالغيبوبة...
رهف بوصت اشبه للهمس: الحمد لله.......
صيته بهدوء: اجل سلمي لي على امك.....وإن شاء الله خلال هاليومين راح ازوركم......
رهف ابتسمت: يوصل ان شاء الله......
صيته : مع السلامة...
رهف نهضت : الله يسلمك
ثم تنهدت بعمق واتجهت لغرفة والدتها....
اما صيته بقيّت في غرفتها ، نهضت ترتب سريرها
ودولاب ملابسها وخلال ترتيبها انطرق الباب
التفتت قائلة: ادخل...
فتح الباب ثم دخل نظرت له ولعيناه: صباح الخيرات ....
يزن ابتسم بخجل مما حدث بينه وبينها: صباح النوم.....اخبارك الحين؟
صيته اغلقت دولابها واقتربت من التسريحة لترتب بعثرة عطورها واكسسواراتها : الحمد لله....بخير...لا تحاتي...
ثم التفت عليه: شكلك ما نمت عدل....روح غرفة اياد وجهاد نام
يزن شتت ناظريه ليقول: صيته...أنا ما كنت ادري انك...مريضة....و..
قاطعته وهي تقترب منه: الحمد لله عدّى كل شيء على خير..... وانا الحين بخير...
وبنبرة صارمة: وموافقة على الزواج
يزن لا يريد ان يتعجل في هذا الامر بعد كل ما حدث : صيته.....قولي لي وش مسوية......يمكن اقدر اوقّف كل هالمهزلة....انا ما ابي اخسرك...ولا ابي اخسر اخواني...
صيته لا تريد ات تسترجع الذكريات، لا تريد ان تغوص في بحر الماضي فهو شديد الملوحة ولا تستطع ان تفتح عيناها وهي في لُّب ذكرياتها منه!
ازدردت ريقها: ما يهم وش سويت....المهم اخوانك....(واشارت له)..وانت ترتاح....عارفة يا يزن من توفى ابوك...وانت تحمل على اكتافك هم.....وتعب....ما ابي ازيد عليك هالتعب....وراح اسوي كل شيء.....يريحك...وزواجي من بو حمد ...بشيل عن اكتافك هم كبير......ما راح تخسرني...راح تظل يزن اخوي......وولدي...واهلي....وما راح اسمح لنفسي اهدم كيان عائلتي....يا يزن انتوا كل ما املك.....وما راح افرّط فيكم...وبحميكم....بروحي...
لم يتحمّل حديثها هذا، ودّ لو يحتضنها ليخفف عنه ألمه وألمها يشعر بالوجع يحيطها من كل جانب ولكنها تحاول ان تسيطر عليه اقترب منها امسك بيدها وقبّلهما بشدة حتى خانته عبرته ونزلت من عيناه الدموع لا يعرف لِم هو ضعيف؟ كل شيء يدمّر قلبه ويضعفه
ابتسمت وربتت على كتفه الأيمن ثم رفع رأسه وقبّل رأسها
اما هي مسحت دموعه من على خديه بحنان
يزن بصوت مهزوز: صيته انا تعبان من كل شيء....وتعبان من نفسي......صيته انتي يمكن تشوفيني زي ولدك.....رغم سني قريب من سنك ورغم وقاحتي معك اوّل .....بس صدقيني من لم دخلتي يمكن كنت كارهك....بس ما اكذب عليك......رجعتي الحياة في هالبيت......رجعتي السعادة لقلوبنا ...كنت اشوفك زي اختي الكبير بس اكابر.....واغلط عليك.....عارف زلاتي كثيرة.....وهي اللي وصلتني لهالحال.....بس خلاص منتي مجبورة على هالزواج......ومشاري هذا....
ازدردت ريقها حاولت ألا تبكي وان تجعل صوتها متزن امام ضعف يزن
لتجعله يستعيد قوته: لا يا يزن......موافقة.....على هالزواج.....ومهّد الموضوع لأهلك....عشان ما يستغربون....بس اياد وجهاد ما راح آخذهم معي.....هنا أأمن لهم.....يا يزن....عارفة هالشيء بثقّل عليك...بس هم الحين كبار.....والخدامة ....راح اعلمها الطبخ...اما باقي شغل البيت هي تعرف تسويه....
يزن نظر لعيناها ، حدّق فيهما طويلًا ليضيع في متاهات طيبتها واخلاقها العالية، صيته مثالا للطبية والتضحية التي لن تتكرر ، ضحت كثيرًا وها هي الآن تضحي من اجله ومن اجل اخوته ازدرد ريقه: سامحيني لو غلطت عليك...
صيته ابتسمت بألم: ما عمري شلت بقلبي عليك يا يزن.....تكفى يزن....اهتم بنفسك ولصحتك....اخوانك محتاجينك.....ابتسم وتفاءل مهما صار...ولكل مشكلة حل....وزواجي من بو حمد بيحل مشكلتك مع مشاري .....ومن سالفة الانتقام
ربتت على كتفه من جديد: روح ريّح بغرفة اخوانك.....نام...وريح دماغك....
يزن قبّل رأسها من جديد اخذ نفس عميق ثم خرج...
اما هي ما إن خرج نزلت دموعها ولكن سريعًا ما مسحتهما وابتسمت
ستبتسم امام الظروف الصعبة لتقهرها مهما شعرت بالألم
ثم عادت تزاول عملها في ترتيب الغرفة
وهي تحاول ألا تخضع لرغبتها الشديدة في البكاء!
...
اما هو ذهب لغرفة اخوته التوأم دخل وأوصد الباب على نفسه
اغمض عينيه بشدة ، شدّ على قبضة يده تذكر كيف كانت ايّامهم قبل سنة
تذكر ضحكات والده ، ومشاغبة اخوته كانت السعادة مُحيطه بهم وما إن غاب والده حتى غاب عنهم الفرح والسرور، توفي بأيام قليل من فعلته الشنيعة حتى انه دخل في مرحلة صدمة لا تحتاج لتفسير ولا تعبير! لأنها واضحة للحد الذي خشي من ان تفضحه امام الجميع ززز
وبّخ نفسه لآلاف المرات لفعلته كل شيء انهار من حوله حينما خرجت عن طورها واخذت تشتمه وتضربه بِلا وعي منها ، ولخداعه لقلبها طوال تلك الاشهر الطويلة، حقيقةً لم يخدعها بل بات في حبها مهيّمًا ولكن بعد تلك الحادثة ظنّت انه خدعها وجرفها في طريق الزلل، كل شيء حدث بسرعة البرق، جلس على طرف السرير واسند رأسه على يديه ضغط على رأسه بقوة وعيناه محمرتان للغاية ...
تذكر تلك المكالمة التي تسبق الحادثة بيوم واحد فقط
تذكر كيف كان صوتها سعيدًا ومليئًا بالحيوية
تذكر حينما اردف لها بكلمات الشاعر نزار قباني
كيف تحوّل صوتها لنبرة الاعتراض والخجل
كان ذلك اليوم في الاستراحة خارجًا بصحبة عددٍ قليل من اصحابه
كان جالسًا بالخارج على الكرسي متغمسًا دور العاشق في ليلة مضيئة تحت القمر : بيني وبينكِ علاقةُ حبٌ صعبة ، لا افكرُ في مقاومتها ، أو الاحتجاجِ عليها، فالحبُّ الكبير هو دائمًا حبٌّ صعب.....

قاطعته بضحكة قصيرة لتردف بعدها: يا الله يزن...لا عاد تقرا لنزار.....الحين علاقتنا صعبة؟
اخذ نفسًا عميق ويسند ظهره على الكرسي: ما تدرين قد إيش صعبة؟.....لأنه اقتناعاتك حول الحب وعلى قولتك خرافاته ما تتناسب مع اقتناعاتي...
قاطعته سريعًا وهو تحدّق بالكتاب الذي امامها: قدّرت تغيّر قناعاتي يا يزن وتقلب موازين قلبي....اهنيك.....بصراحة....
قهقهة بصوته العالي : هههههههههههههه...يعني جبت راسك...؟
رفعت حاجبيها الايسر لتتحدث بنبرة صارمة: والله ما ادري منو اللي جاب راس الثاني....يا يزن انت كل اللي سويته فهمتني...انه ...القلب لنبض لشخص مرة ......تعتبر هالنبضة نقطة انطلاقة لإدمان عظيم ماله علاج.....اما سالفة جبت راسي...لا ابد ما راح تقدر....
ابتسم اكثر :انت جبت قلبي.....لالا اتوقع سرقته مني....لدرجة انا مستغربة من تغيير رايي من ناحية الحب.....للعلم صرت اقرأ روايات رومنسية ....وانا اللي كنت اكرها...
يزن بجدية: اتوقع هالتغيير جميل بالنسبة لي طبعًا وتبين الصدق.....انتي جبتي راسي......وقلبي...وحياتي كلها.....انا لحد الحين ضايع .....ما بين قناعاتك وصرامتك...ساعات احسك....
قاطعته وهي تعبث بالقلم: رسمية...؟
يزن بتأكيد: بالضبط....
ازاحت النظارات من على عيناها ووضعتها في منتصف الكتاب: يمكن لأني ساعات احس بالذنب.....لأني اكلمك....يزن....خلنا نبتعد اشوي عن بعض....ونترك المكالمات والرسايل.......واذا كنت جاد تبيني تقدم لي....ما ابي اعيش في دوامة تأنيب الضمير...
يزن بتفكير وبصعوبة اردف: طيب راح ارضى بهالشيء بس عشان يرتاح ضميرك...بس بشرط...؟
نهضت من على الكرسي لتحدّق لنفسها من خلال المرآة: إللي هو...؟
يزن بصرامة: اقابلك بكرا...
سكتت لوهلة طويلة، نظرت لعيناها ، نبض قلبها انقباضًا لهذا الأمر كانت في غاية التردد ما بين الرفض والقبول ولكن حينما قال: ثقي فيني ما راح اسوي لك شيء....بس ابي اشوفك...وصدقيني بعدها ببتعد وما نيب مكلمك إلا بعد ما صيرين حلالي...!
اخذت نفس عميق وولّت بظهرها للمرآه اغمضت عيناها بتردد: موافقة...
...
رمى الوسادة من على السرير بقوة ، ونهض ليضرب بيديه الحائط بجنون
اسند رأسه على الحائط ليهمس: ليتك ما وافقتي....ليتك سكرتي الخط في وجهي.....ليتك.....ما تغيرتي عن قناعاتك....انا ضيعتك....ضيعتك....
ازدرد ريقه، واجبر نفسه على التذكر
كان الوقت متأخر آنذاك عاد للمنزل ورأسه مليء( بالتشويشات )
كان في حالة ذهول لِم فعله لم يصدق ما فعله بها
لم يخطط اصلا لفعل ذلك ولكن لا يعرف كيف تجرّأ وفعل هذا الفعل الشنيع
صعد لغرفته واغلق الباب على نفسه جلس على سريرة ازدرد ريقه
كان صوتها ما زال يدوي في آذانيه
تسارعت نبضات قلبه، لم يستطع ان يخلد للنوم
بقي على هذا الحال يومًا كاملًا لم ينم لمدة يوم كامل ولم يتجرأ في الاتصال عليها
ولكن دخل سريعًا لبرنامج الوات ساب
ليرى آخر ظهور لها
وانصدم من الكم الهائل من الرسائل
فيديوهات وصور
وحديث طويل عن حادث مروّع
رأى الصور وكيف كانت السيارة في حالة تحطم شديد اقشعر جسده ولم يعرف ما السبب؟
وسريعًا ما وقع نظره على اسمها وحاجتهم لتبرّع بالدم لفصيلة b+
بعدها سقط الهاتف من يديه ولم يستطع الحِراك، تسارعت نبضات قلبه
شُلّا عقله عن التفكير، جثل على ركبتيه بِلا حول ولا قوة
حاول ان يصدّق ما قرأه ، حاول ان ألا يصدق ما فعله
كل هذا اثار ضجة عميقة بداخله لا يسمعها احد غيره
بكى ندمًا وخوفًا ، لِم سيحدث لها...
بكى بِلا صوت ، وبِلا دموع
ضرب رأسه على الحائط
واخذ يكرر: سامحيني ....سامحيني.....والله تعبت من تأنيب الضمير...الحين فهمت......شعورك ....فهمت شعورك...وليتني ما فهمته ولا ذقته...

نهض بعد هذه الدوامة المليئة من الذكريات والقى بنفسه على السرير
اغمض عينيه بشدة وحاول أن يخضع نفسه لسبات عميق
ولكن يبدو انّ هذا الأمر صعبًا للغاية
...

كان يمارس عمله بجد واجتهاد كبير منه اخذ الملف الخاص للحسابات المالية لِيُلقي عليه نظرة أخيرة ويتأكد من خلّوة من الاخطاء، كانت الامور تسير على ما هي عليه من الخطط والقوانين والضوابط الموضوعة في اللوحة الخاصة والتي تتضمن الشروط والتي على اساسها يتبعها الموظفين للعمل بشكلٍ صحيح وعلى أُسس سليمة، اغلق الملف بعد مراجعة دقيقة ومُتعبة لنظره أشاحَ بنظره عن الملف وحدّق بالسقف بعدما اسند رأسه على مسند الكرسي الرسمي!،فكّر طويلًا...
الامور من ناحية عمله الآخر؛ ذلك العمل المشبوه اصبحت اكثر تعقيدًا
يومًا عن يوم يزدادُ انهيار ذلك العمل فوق رأسه يُريد التخلّص منه قبل أن يُزّج في السجن قبل أن يُفتضح امره....
الأهم من كل هذا، اسمه الوهمي وعدم معرفة الطرف الآخر بِه شخصيًا!
هذا الأمر يُريح قلبه نوعًا ما ، ويمدّه بالأمل في عدم القبض عليه
ولكن عليه ألا يغرق اكثر في وحل هذا العمل عليه ألا يعود إليه بتاتًا سيُنفذ خطته قبل أن يذهب مع اخيه سفرة العلاج من الإدمان !
سيُنهي العمل دون ان يُثير الشكوك في قلوب من هم حوله، وعليه ان ينفّذ الامر بحذر شديد ربما سيكون ذلك صعبًا ولكن سيحاول أن ينجح الامر
رن هاتفه واستيقظ من معمعة تفكير سحبه من على الطاولة ثم اجاب: هلا بطويل العمر...
نفث دخان السيجارة ومن ثم نهض من على الكرسي مشى بخطوات حذرة ثم قال: هلا بو عذاب.....اخبارك....؟
تركي اغمض عينيه كان يفكر بِه طوال الوقت وها هو اتصل تحدث بهدوء: الحمد لله....تمام التمام.....اعذرني انشغلت هالليام وما قدرت ...
قاطعه بجدية نبرته الرجولية الصارمة: الوضع متأزّم والسبب التأخير .....اقدر اقابلك؟
تركي بحذر شديد من هذا الامر، عمل مع هذا الرجل دون ان يراه ودون ان يعرف كيف تكون ملامح وجهه ربما حتى اسمه ليس حقيقي ربما كذب عليه مثلما كذب عليهم باسمه وشخصيته المنتحلة: لالا....انت عارف شروطي من البداية....وسالفة اقابلك وتقابلني مستحيلة.....شغلنا من بعيد لبعيد افضل......
تغيّرت نبرت صوته لغضب ، رمى سيجارة على الارض وقام بدهسها: فيه امور خاصةً الآن تحتاج منا نتقابل ونتفاهم عليها....والوضع في غاية التأزم والصعوبة والاعين علينا بشكل كبير وواسع....فتنازل يا بو عذاب عن كبرياءك وخلنا...
قاطعه تركي بعدما ازدرد ريقه بصعوبة: آسف يا طويل العمر المسألة ما هيب مسألة كبرياء....ما احب اظهر نفسي في الأضواء....واحب يكون العمل بيني وبينك سري....لدرجة ما اعرف شكلك ولا انت تعرف شكلي....بس بين ايدينك سيرتي الذاتية .......واسمي وهذا يكفي.....

سكت ولم يردف له بأي كلمة، مشى بخطوات ثقيلة وجلس على الاريكة المقابلة للنافذة تحدث بنبرة مبطنة من الخبث: رغم تعاملي معك لمدة خمس سنوات إلا اني ما نيب مقتنع في سيرتك الذاتية.....حاس فيها شيء غلط.....
وببحة مكر: قادر اني اجيبك.....قادر اطلّع هويتك الاصلية.....قادر اني اسوي إللي انت خايف منه.....بس ذكاءك....وقدرتك على حل المشكلات والازمات اللي تصير اثناء التصدير وانت بعيد عن انظاري.....تخليني اغفر لك...واتمسك فيك اكثر....بس لا تظن اني غبي....لدرجة اصدق سيرة ذاتية .....وهمية....
تركي حاول ان يُسيطر على ضجيج مشاعر القلق والخوف: جات على سيرتي؟!.....انا كل شيء اشوفه وهمي....لدرجة شخصيتك انت يا طويل العمر(وبنبرة سخرية )....اشوفها وهمية.....
ركل برجلة الطاولة التي امامه ثم قال بغضب شديد: ألزم حدودك معي.....وإلا
تركي تملك الشجاعة حينما استشعر غضبه وحنقه: وانت بعد حاول انك تلزم حدودك معي........وتجبر نفسك على تصديق سيرتي الذاتية ....وإلا ....







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-17, 07:29 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





رفع صوته بغضب يبدو انه انقلب السحر على الساحر اتصل به للتو ليهدده إن لم يعود للعمل سينظر لأمره ويفعل به ما لا يريد ان يراه يومًا وها هو الآن يقيضه ويهدده: تهددني انت؟
تركي نهض وعيناه تجحدان بغضب: وليش ما اهدد هااا......زمام الامور في يدي وانت سلمتني ايّاها....انا بلحظة اقدر ارفع من الارباح واقدر اخفّس ابها واوصلها للقاع.....تعرفني ...وانت اعترفت انك متمسك بي لذكائي.....عارف الامور تزداد سوء....من شلت يدي....وامور كثيرة تعطلّت....فلو حاب ترجع الامور على ما هي عليه....احفظ لسانك واجبر نفسك تصدق سيرتي الذاتية....وإن ما صدقت ابحث ما نيب خايف منك....لأنك لو بتبحث بدور ....وبدور وبترجع وطيح على راسك.....وبقول لي يا بو عذاب....تكفى سامحني.......على سوء ظني فيك..
شد على اسنانه بجنون: قسم بالله يا بو عذاب لو انك قدامي الحين ما ترددت في....
قاطعه تركي يحذرّه: انتبه.......لا تاخذ راحتك في المكالمة....اعتقد فاهم وش اقصد........وحاليا انا ما اقدر امشي الامور ....مشغول ...خل من احد رجالك اللي تمدح فيهم ليل نهار ينفذون طلباتك المعقّدة واللي ما يقدر عليها احد غيري...مع السلامة
ثم اغلق الخط في وجهه ورمى بهاتفه بعيدًا عنه
عليه أن ينفّذ الأمر لا بد ان ينفذه قبل أن يقوم بالبحث عنه بجدية
نهض سريعًا من على الكرسي اتصل على احد رجاله الذين لا يعرفهم (طويل العمر) سيخلّص نفسه ورجاله من هذه الورطة
اخذ هاتفه ليتحدث مع عبد العزيز إحدى الرجال المتعاونين معه في عمله الخاص والقذر ، جميع رجاله يتعاونون معه تحت قناع مزيّف لا يعرفه ذلك الرئيس وتحت اسماء مزيّفه وبشخصيات منتحلة : الو عز......سو اجتماع مع كل الشباب.....في نفس المكان ...انا جاي....
اتاه صوته : حاضر ....
ثم خرج من الشركة...واخذ يفكر بزوجته نسرين ونظر لزاوية الخوف والحذر من كشف امره تنهد طويلًا وقاد سيارته بجنون!
......
اما هو صرخ ينادي إحدى رجاله بألفاظ نابية سيضطر في مسايرته من اجل ألا يخسر كل شيء دفعة واحدة هناك شحنات كثيرة توقفت في منتصف الطريق واخذت تعود من حيث اتت لأن الطريق غير مهيّأ والاجواء مشكوك بها وغير مدروسة واخرى اتت وألقي القبض عليها ولكن خرجوا من كل هذا بسلام لعدم معرفة الطرف الآخر بهم بشكل كبير تُفتح قضايا وتسكر دون ان يأتي الاسم الكبير المدبّر هناك بعض الغُش في الانواع التي يتم استيرادها وهذا يحول بهم للخسارة ، لاتفاقهم على نوع وتسليمهم نوع آخر، تركي هو من يدبّر الأمور وهو من يُهيّأ لهم المكان بشكل آمن دون ان يلفت انظار الشكوك حولهم ، هو من يكتشف خبث احد التجّار وايقاعه في شباك الصيّد قبل ايقاعهم ، هو وحده من يستطيع ان يُدير الأمور رغم انّ هناك شُركاء كُثر ذات دهاء ولكن لا يحبذون ما يفعله فهم يلقبونه بالمتهوّر، يبدو انه وقع في شراكة أُناس غير واثقين بعملهم مشككين بأنفسهم ، الخوف يسري بدمائهم من إلغاء القبض عليهم ، يعملون بحذر شديد، وبخوف لا نهاية له لدرجة خوفهم هو من يوقعهم في شباك السجن، وكبيرهم يخرج من تلك التفاهات بالنسبة إليه كما يخرجون الإبرة من قش كثيف ،احبّ بلاهتهم ، مما ساعدته في خداعيهم هو ايضًا واخذ الكثير من المال منهم دون ان يشعرون به، بدئوا بدايتهم قبل سنوات قصيرة بدئوا معه من الصفر ولكن رئيسهم لديه من المال والذكاء ولكن لا يضاهي ذكائه ودهائه احبّ ان ينضم إليهم كونهم مبتدئين في نظره، احب ان يخرج عليهم ابداعاته وقدر في غضون سنة ونصف ان يُدخل عليهم ارباح لم يحلموا بها قط، وهذا ما جعل رئيسهم يصرف النظر عن تحفظه في اخراج نفسه لهم ونسي امر سيرته وتمسك به من اجل ان يغطي عليهم اخطائهم الفاشلة، ورفع ارباحهم بدهائه، ولكن الآن يبدو كل شيء تغيّر وسيزيح القناع عن وجهه ليلقّن تركي درسًا في الخضوع له بعد عصيانه بتلك الكلمات
صرخ ليجلجل المكان بصدى صوته: جيب لي سيرت الزفت بو عذاب......جيب الملف.....وسكر الباب وراك
تحدث احدى حرسه بطاعة: حاضر طال عمرك....
ثم تركه ، ليأكل بنفسه قهرًا وغضبًا!
....
وصل للمنزل اطمئن على والدته واخبرها عن اختها واصرّت عليه بان يقودها إليها ولكن اجّل ذلك لبعد الغداء فرضيت بذلك ، وبعد الكثير من التساؤلات والحديث الغير منتهي احبّ ان يحدّث اخته على مهلٍ منه فبعدما نهضت والدته للمطبخ لطبخ الغداء وبقي هو واخوه بكر واخته سارا
قال: سارا....
تركت سارا هاتفها جانبا والتفت عليه: نعم....
فهد نظر لعيناها ثم قال: تدرين فيصل رجع بيت اهله...
بكر عبس بوجهه هامسًا: الله يقطع هالسيرة....
سارا نظرت لبكر ثم حدّقت بأخيها فهد: تو اعرف منك....
فهد تردد كثيرًا في مفاتحتها للموضوع : طيب....بسألك.....اكيد بيجي وببرر لنا....
بكر باندفاع شديد وبكره: عاد انتظر انا هاليوم من شهور.....آخ بس...خاطري اتضارب معه واكسر له سنونه....
فهد رمق اخيه بنظرات: بكر اهجد وخلني اكمل كلامي...
بكر نهض بعجل باعتراض: اصلا بقوم....لأني ما ابي اسمع طاري هالحقير....احس باشمئزاز....وقرف....
ثم توجّه للسلم
وسارا كانت تلاحقه بنظراتها اللامعة بالدمع
التفت فهد عليها ليتحدث بجدية: سارا ......اعتقد حتى لو هو ما جاء ابوي ما ردّه وبيتكلم.....وبيحط حد للمهزلة.....وعارف ابوي ما راح يجبرك على شيء انتي ما تبينه....بس بذمتك.....جاوبيني.....تبين الطلاق؟
سارا دون ان تنظر إليه: لا...
فهد اغمض عينيه لم يتوقع اجابتها تلك : بعد كل اللي سواه...ما تبين تطلقين منه....ليش؟
سارا نهضت لتردف عليه بعصبية: لأنه هذي حياتي الخاصة...وانا اللي اقرر سواءً فيه سبب مقنع لك....ولا لا......
فهد نهض ليمسكها من عضدها بكل عصبية: ما هوب على كيفك......خلاص مليت وانا اسمع حكي الناس اللي يسم البدن.....وش تبين منه؟....واحد نذل......كذب عليك...ومن بدايتكم كذب في كذب وما فيه مصداقية وغير كذا عقيم....ليش تبين ترمين نفسك في عيشة مستحيلة؟
سارا سحبت يدها منه حدقت في عيناه وبقهر من كل هذا الامر: ما فيه شيء مستحيل....وعيشتي معه ما هيب مستحيلة.....
فهد بنبرة عالية: ليش مصرة تبقين معه رغم اللي سواه فيك.....ما عندك كرامة؟.....ما عندك عزّت نفسك؟......اذا انتي ما عندك (صرخ بقهر)...انا عندي...بكر عنده....ابوي عنده كلنا عندنا....
خرجت والدته من المطبخ باستغراب: وش هالصراخ يا فهد؟
نظرت لابنتها الواقفة ولتنفسها المتسارع ولعيناها المحمرتين
صرخت سارا اخيرا: أي ما عندي كرامة....خليت الكرامة لك....رهف ارفضتك ألف مرة.....واصريت تاخذها.....اشوفك ما قلت عندي كرامه وما راح اتقدم لها مرة ثانية ولا ثالثة ولا حتى رابعة....
فهد بصراخ وعصبية: انا وضعي غير معها.....
سارا صرخت لتنزل دموعها على خديها: لا ما هوب غير.....اذا بتحط موضوع الكرامة بالنص فانت زيي بالضبط ما عندك لا كرامة ولا حتى عزّت نفسك ...على قولتك.....
لم يتماسك امام هذا الكم الهائل من الغضب رفع يده ليضربها على خدها ولكن اوقفته والدته حينما صرخت: ففففففففففففففففهد.....
نظر لوالدته وقبض على يده قبل ان تنزل وتلامس نعومة خدها
اما هي اغمضت عيناها وبقيت واقفة مستسلمة للضرب الذي سينهال عليها
ام فهد تقدمت لناحية ابنها نظرت لفهد: اياني واياك تضرب اختك.....او تفكر انك تضربها يوم من الأيام....
سارا لم تتحمل هذا الضغط بكت بصوت مسموع وتوجهّت للسلم
اما فهد ازدرد ريقه ومن ثم خرج من المنزل بأكمله

ام فهد بنبرة حزن: حسبي الله ونعم الوكيل....
ثم توجهة للسلم لتتبع ابنتها ....
........
اغلقت باب الغرفة عليها رمت نفسها على السرير دفنت وجهها في الوسادة لتمنع خروج الشهقات المتتالية ، سيطر عليها الضعف والبكاء في آنٍ واحد طرقت والدتها عليها الباب ولم تجيبها
طرقته لمرات عديدة: يمه سارا....فتحي.....الباب....تعوذي من إبليس اخوك...مو قصده يضربك......بس هو كان معصب....فتحي الباب يا يمه.....فتحي الباب....
لم تجيبها وشدّت على الوسادة لتدفن وجهها بها اكثر وتنطبع آثار الدموع على القماش....
سمع بكر صوت والدته وطرقها العالي على باب الغرفة خرج وتقدم لناحيتها: ايش صاير؟
ام فهد نظرت لبكر بعينين حزينتين: اخوك كان بيضرب اختك ومنعته...والحين هي مقفلة على نفسها تبكي....
بكر بصدمة: بيضربها.....ليش؟
ام فهد اعادت الضرب على الباب: ما ادري...كانوا يتكلمون دخل ما بينهم الشيطان وارتفعت اصواتهم وكل واحد يرمي على الثاني كلام يسم البدن.....
بكر تنهد فهم الموضوع
الذي يدار حول فيصل
تحدث بهدوء: اتركيها يمه......لهدت راح تفتح الباب...اتركيها الحين.....لأنها بتعاندك ولا راح تفتح...
ام فهد بحنان: خايفه يصير فيها شيء....
بكر قبّل يد والدته: ما راح يصير لها إلا كل خير.....اتركيها.....وبس تهدأ راح اطمن عليها انا...
ام فهد ضربت الباب مرة اخرى : يمه سارا......بسك بكى.....تعوذي من ابليس.....يا يمه......ما يسوى عليك تمرضين نفسك....افتحي الباب....
لم تسمع سوى بكائها المستمر وشهقاتها العالية....
بكر مسك يد والدته: يمه اتركيها......خليها تهدأ من نفسها....
ام فهد بتنهد: الله يهديك يا فهد...كأنك بتذبح اختك....
بكر همس: الله يهدي النفوس...
اما سارا بقيت على وضعها تبكي....بجنون....ثم جلست وسحبت الهاتف اخذت تكتب رسالتها بِلا وعيٍ منها وارسلتها لفيصل ثم رمت هاتفها بعيدًا عنها وخبأت وجهها بيديها...
.......

بعد تناول الغداء، كعادتهم جلسوا يتسامرون ويتناولون الشاي كان معهم جسدًا ولكن روحه كانت معها هي لم ينتبه لِم يقولونه عقله كان في انعزال شديد عنهم وبعيدًا كل البعد عن حديثهم، مكالمتها تلك أثارت في قلبه نبضات الألم والعجز ، تصريحها له كان موجعًا وقاهرًا ردًا لفعله، لم تعد تحبه ، سيعيش معها دون أية مشاعر سيُجبر على الامتناع من ان يقترب منها ، سيعيشان معًا ولكن ستبقى الحواجز بينهما تمنعه بألا يتعدى حدوده لكي لا يخسرها اكثر من الآن، هو اناني في حبها أو ربما احبّ ان يتناسى حبّه لكاثرين زوجته السابقة بالسيطرة على كيانها وعلى مشاعرها وحتى جسدها ايضًا! هو اناني فعلًا ولكن الآن قلبه يتجرّع مرارة ما هي عليه الآن بعدها وحديثها يشطران قلبه لنصفين لا يمكن جمعهما ابدًا!
لابد ان يستعيد شخصيتها السابقة بودّه وحبه ومعاملته الطيّبة هذا ما يفكر فعله حينما يصبحان تحت سقفٍ واحد....
كان شارد الذهن يحدّق لكوب الشاي دون ان يرتشف منه شيئًا
لم ينتبه لمناداة والدته وهي تقول: فيصل....يمه...اقنع اخوك.....
وافي رمق اخيه بنظرات ثم وكزهُ بجانبه بخفة ليجعله ينتبه
قائلا: ها....وش قلتي يمه؟
نظر إليه والده بطرف عينيه: واضح مانت معنا ابد...
فيصل بلل شفتيه : لا معكم....بس سرحت اشوي.....وش قلتي يا الغالية
ام فيصل وضعت الكوب على الطاولة لتسكب لها القليل من الشاي ابتسمت في وجه ابنها: اقولك اقنع اخوك...يوافق نخطب له...
التفت فيصل لوافي الذي يحدّق به وكأنه يقول لا تتدخل في امري وحاول ألا تحشر انفك فيما لا يخصك! فبعدما عرف بحقيقة اخيه يشعر بالاشمئزاز منه ولكن يجبر نفسه على ألا يقسي عليه بالحديث فمهما حدث هو اخيه الاكبر ويجب عليه احترامه
تحدث فيصل بتردد: اذا هو مقتنع بالزواج ......وله نية....بقول لك يا يمه...خطبي لي...
وافي طأطأ برأسه قليلًا ثم حكّ انفه ليردف: والله ياخوي قلت لها مالي نية ابد....
بو فيصل باهتمام: عاد انا وامك نبقى نفرح فيك......فكّر....
وافي : لا يا يبه.....حاليا ما افكر بالزواج...وتوني متوظف.....ابي اشوف نفسي......تعبت وانا ادرس....ابي استمتع بوظيفي وراتبي بدون ما احط حدود لراحتي...
ام فيصل بهدوء: يا يمه الزواج بعد راحة......
وافي ابتسم : منو قال يمه..؟........انا ما نيب رافض فكرة الزواج بس حاليا ابي استقر مع ذاتي....بعدين مع بنت الحلال....
نهض والده ليردف ساخرا: اجل متى ما استقريت على جنونك....قول لأمك تخطب لك...
ام فيصل اعادت تحاول: يا يمه......فكر...
وافي لينهي النقاش: حاضر...
بينما فيصل ينتقل بنظراته لأخيه ووالدته ووالده
سمع رنين هاتفه ، وكانت اشارة تنبيه لوصول رسالة جديدة فتح الرسالة
وانقبض قلبه بدلاً من ان ينبض حبًا حينما قرأ مصدرها فتح محتواها لتتسع عيناه على الآخر
((ارجوك فيصل طلقني بدون أي مشاكل وبدون ما تحاول وتجي تكلم ابوي لأنه لو جيت ما راح تسمع مني غير كلمة وحدة طلقني))
نهض سريعًا وبطريقة تثير الشك توجّه راكضًا لناحية السلم
تحت مناداة والدته التي تعجبت من تغيير حالة ونهضت : فيصل....فيصل يمه....
وافي شعر بتغير وجه اخيه نهض ليقول لوالدته: بروح اشوف وش فيه ارتاحي يمه.....
ام فيصل همست: الله يستر
اما وافي نهض ليتبع اخاه...
وفيصل ما إن دخل الغرفة حتى اتصل عليها ولكنها لم تجيبه...
انفتح باب غرفته والتفت سريعًا وقطع الاتصال
وافي بشك: فيصل صاير شيء؟
فيصل ومزاجه عكر ولا يتحمل الحديث والنقاش: أي قريب راح اموت....
وافي اغلق الباب وتمتم بهمس: استغفر الله...
فيصل التفت للجهة الاخرى من الغرفة شد على اسنانه ومسح على رأسه بقوة ثم اعاد الاتصال من جديد عليها ولكنها لم تجيبه فرمى الهاتف على السرير وجلس على طرفه
وافي تقدم لناحيته وتحدث بهدوء: ممكن تقولي وش فيك؟
فيصل اغمض عينيه واخذ يحرّك رجله ويهزها علامةً للتوتر: وافي اطلع من غرفتي......تكفى......اطلع...
وافي جلس بالقرب من اخيه واصّر على معرفة السبب الذي قَلب حاله : قبل قولي وش فيك.....وش اللي قريته واخبصك؟
فيصل نظر لعيني اخيه بجمود: ما اعتقد هالشيء راح يهمك ولا يخصك....
ثم نهض واتجه لناحية الباب ليفتحه ويقول: اطلع برا.....ما ابي اتكلم معك......اطلع يا وافي...
وقف وافي وحدّق طويلًا لوجه اخيه ثم قال: براحتك....
ثم خرج...
واغلق فيصل الباب بكل قوة ثم اقفله
واعاد ادراجه لناحية السرير ليمسك بالهاتف ويعاود الاتصال على سارا ولكنها لم تجيبه...
لم يتحمل هذا الكم الهائل من الضغط والتوتر اخذ يجول في غرفته بِلا وعيٍ منه إلى ان خرج من الغرفة واتجه لغرفة والده
طرق الباب سريعًا وفتحه بعدما أُذِنَ له
نظر لوالده بتوتر: يبه.....الليلة خلنا نروح بيت عمي بو فهد....
عقد والده حاجبيه وابعد عن يديه الجريدة تحدث بجدية: واذا قلت لك انا ما زلت على رايي.....ومصّر عليه....
فيصل بصوت مكسور ورجاء قاهر لقلبه وعقله ولكل شيء يحيطه: يبه......طلبتك لا تردني....
وكأنّه نبرته سحرٌ اضافت في قلبه الضعف واللين اخذ يتنفس بعمق ليقول: يا يبه انا اللي طلبتك طلقها ولك مني ازوّجك....اللي احسن منها...
فيصل مشى لناحية والده بخطى سريعة ليصل وينكب عليه ليقبّل رأسه وجبينه ويده اردف بعيني لامعتين : يبه......لا توقف ضدي...عارف انا غلطان....بس انت عطني فرصة وباقي كل شيء يهون عندي.....
ربت على كتف ابنه لم يحبذ رؤية ابنه وهو على هذا الحال من الانكسار لن يقوم بكسر خاطره اكثر ما هو مكسور تنهد: طيب يا يبه........راح اكلم قبل ابوها.....وبعدها لو شفت فيه امل رحنا نزوره....
فيصل انكب على يد والده يقبلها : ربي يخليك لي......
طبطب على كتفه : ويخليك ويهديك .....
فيصل بتسرع: تكفى يبه كلمه اليوم...
رقّ قلبه كثيرًا عليه: ابشر .....ريّح بالك.......بتصل عليه اليوم...
فيصل نوعًا ما ارتاح قلبه قبّل راس والده ثم خرج من الغرفة ليذهب لغرفته ويحاول من انها تجيب على اتصالاته بعدّة رسائل وبعدة اتصالات مزعجة لقلبها ومسامع آذانيهاّ!
......
تحدّق للاشيء، جسدها مسترخي كُليًّا على السرير عيناها ذابلتان كذبول اوراق الشجر الاخضر في فصل الخريف عيناها جفّت من الدموع ولم تعد بعد قادرة على البكاء ملّت من إعادة شريط الذكريات للوراء تحاول ان تصدق ما حدث لها وتحاول نفيه في الآن نفسه جنون تشعر بالجنون حيال كونها فعلًا مغتصبة ! اصبحت متيقنة من هذا الامر ولكن الامر الذي يصيبها بالقلق كيف لم يعرفوا بالأمر حينما اتوا بها إلى هنا، ألم يتم الكشف عليها ولماذا يتم؟ هم اتوا بها إلى هنا ليسعفوها من الحادث المروّع وليس من حادثة الاعتداء تحاول ان تسكت ذاكرتها ولكن عقلها اللاواعي بدأ يحثها على الحديث والهذيان بصوت اشبه للهمس ووجود سعود وحرصه عليها خاصةً بعدما دخلت في حالة الانهيار اصبح يرعبها اكثر مما قبل اوّل شخصٍ سيقتلها هو، واوّل شخصٍ سيعرف بالأمر هو تعلم جيًّدا انها غير قادرة على السيطرة على رجفاتها وهذيانها وتقطّع نومها ها هو الآن امامها ويحاول أن يريحها بصوته وهو يتلو ما تيسر من القرآن الكريم
ولكن هي لا تسمع سوى انينها ، وبكائها وصراخها ثم انقطاعه ليعود مرةً اخرى بتردد كبير ومزعج ، اغمضت عيناها لتعيدها ذاكرتها ليوم
الخميس الموافق لتاريخ 3\3\2016 الساعة الثامنة والنصف مساءًا
لبست عباءتها وارادت من السائق ايصالها للمكان المنشود بعدما كذبت على والدتها من ذهابها للمكتبة عبد الرحمن كان ذلك الوقت مع والده في الشركة انشغلوا بأمرٍ مهم وطارئ ، وهذا مما سهلّ عليها الذهاب مع السائق ....
شدّت علي الغطاء حينما غاصت في الذكريات للتذكر وفهم معنى السذاجة بتعمق لِوثوقها به
ما ذنب سذاجة مشاعرٍ استوطنت قلبًا كاد أن يكون حديديًّا لولا توددِهِ وكلماتهِ التي لم تعتاد عليها في بداية رحلة العِشق المدمِّر !
لم تتوقع يومًا احدًا سيطرق باب قلبها ويستطيع إيجاد مفتاحهُ الضائع
وفتحه بعدما ان رفضت له اذن الدخول
اجتاحهُ بهدوء دون ان يُثير عواصفها الغاضبة
دخله بطريقة لبقة وحذرة
ولكنه في الحقيقة اقتحم حياتها كلها
وعبث بمشاعرها لوّنها وشكّلها كما شاء
وودّ المزيد منها تحت مسمى (الحُب)
اضعفها ....جعلها رقيقة وهشّة اكثر مما ينبغي.......تظهر ذلك فقط امامه دون ان تشعر ...
ولكن ما إن ترجع من سكرة مشاعرها المتأججة ترجع لصلابتها المعتادة
هو وحدة من صهر تلك القيود الفولاذية من على قلبها
لم تحبّذ يومًا فكرت الحُب ما (قبل) الزواج ولم تؤمن به من الأساس لأنه طريق هش ومهتز وسرعان ما ينهار سريعًا إلا ما ندر وما ندر قلّ ما نراه في المجتمع الذي تعيشه
ولكن ذلك المتمرّد جعلها تخوض في شتات حبها له
إلى ان اوقع بها
في ما لم تتوقعه يومًا
وهو ايضًا لم يتوقع يومًا انه سيقترف خطيئة بهذا الحجم الكبير ...
جرّدها من كيانها
ونزع من عليها ستار العفة
لم ترضى على فعلته
بل جنّ جنونها ذلك اليوم
حتى انها اصبحت تضربه
وتشتمه وترمي عليه كل ما هو ثقيل وخفيف
تركت اثارًا على وجهه
ولكن اثارًا بسيطة ليس كما هو ترك لها آثار كبيرة وعقوبتها وخيمة ومخيفة لفؤادها
زاد انينها في تلك الليلة المظلمة وضجّ فؤادها بكره عميق له بعدما أن ضجّ حبًا وعشقًا سرمدي لا نهاية له
تمنّت لو لم تقبل على امر تسليم مفاتيح قلبها ما بين يديه...
تمنّت لو بقيت على صلابة رأيها لأمر الحب الذي يسبق الزواج!
تمنت لو لم تنقاد لتلك المشاعر ولم تذيب حصون قناعاتها لتتمكن منها وتضعف نبضات قلبها!
تمنت وبكت، وضربت نفسها واخذت توبخها
رقّ قلبه عندما رآها في حالتها الأولى من الانهيار
وبكائها على فقدانها لأغلى ما اتملك
كان بكائها شديد
يقشعر منه بدنه خوفًا وندمًا
حاول تهدئتها ولكن ما إن يحاول اخذت تركله وتضربه وتشتمه
لم يسمح لها بالخروج من المكان الذي شهد على فعلته امرها من جديد بأن تهدأ وانه قادر على اصلاح الامر وسيتقدم لها في اسرع وقتٍ ممكن
ولكنها هنا تيبّست عن الحركة لدخولها في صدمة عظيمة
وسرعان ما انهارت بالبكاء والنّوح
سقطت على ركبتيها باكية ونافية ما حدث
شعرت بالخذلان والخيانة والقدر
مسحت دموعها واخذت تحاول النهوض وهي تلملم ما تبقى من كرامتها
وقف امامها ليمنعها عن الحركة كانت حركتها بطيئة وثقيلة
من عظم صدمتها ورجفاتها كانت تسحب قدماها ببطء شديد
حاول جاهدًا ان يخفف عنها ولكن كلما تحدث وضعت يداها على آذانيها لتصمهما عن نبرته وكلماته ...
دفعته عنها بعيدًا وجسدها يرتعش خوفًا
كيف هدمت ثقة اهلها بها؟
كيف استطاعت ان تكذب عليهم في مسألة الخروج للمكتبة وهي في الأصل خرجت للُقيا ذلك الذئب؟!
التهمها وانهش قلبها وعقلها وكيانها كله!
فلم يتبقى منها سوى جسد وروح بِلا حياة!
خرجت ترتجف لصراعاتٍ قد تتولد لو فضح امرها وامره
ركبت السيارة وهي تشد على عباءتها بقوة لتستر بها نفسها
تشعر بالعُري تشعر الجميع يحدّق بها ويتلفظ عليها بأقذر الالفاظ
رغم انّ العباءة تغطيها بالكامل إلا انها تشعر لم تعد تغطي جسدها
غير قادرة على تغطيتُها من هذا الذنب ومن تلك الجروح الغائرة في قلبها
تحدثت بعدما اغلقت الباب بحشرجة صوتها بان يقود السيارة متجهًا سريعًا للمكتبة
كانت افكارها آنذاك مضطربة ومشتتة
كانت تريد ان تعيد شريط الزمن للوراء وتذهب للمكتبة بدلًا من الذهاب إليه لِتُقنع عقلها ما حدث سوى كابوسًا خياليًّا لا يمس الواقع بأي صلة
هي تتوهم وكل ما حدث وهم؟
هذا ما تردده بداخلها
شعرت بغصة تتلوها آلام نفسية وجسدية
شعرت بتهيّج معدتها وإلحاحها على الاستفراغ فصرخت للسائق بان يمهلها ويتوقف جانبًا
فانصاع لأمرها وفتحت الباب لتنحني وتشد بيدها على بطنها وتنهار على ركبتيها وتستفرغ...ذلك الذنب الذي ما زال سرابه يلاحقها ....
الظلام دامس
واضواء السيارات هي من تضيء الدرب
هدوء الليل ارعب فؤادها
ومرور السيارات سريعًا جعل قلبها يرتعش رعبًا
نهضت من على الارض وركبت السيارة واغلقت الباب
لتثير استغراب السائق ذو الجنسية الهندية من حالها
كان مسلمًا وخدم عائلتها لسنوات عديدة لذلك اصبح جزءًا من العائلة
كان محترمًا للغاية ولم يروا منه إلا كل خير...
تساءل هل تحتاج للطبيب
ولكن لم يسمع منها جوابًا
فاكمل طريقه للمكتبة
تبدو انها مكتومة وبحاجة كبيرة للبكاء
ستبكي ستطلق العنان للآهات
وستدفع ما تقدر عليه من المال لإسكات السائق لكي لا يخبر احدًا عن هذا البكاء والحال الكئيب والذي يثير الشك...
والاهم لا يخبر احدًا عن ذهابها لتلك الشقة المشؤومة
صوت بكائها شتت له عقله ارعبته
كثيرًا خاف عليها كونه سيتحمل المسؤولية وسيخضع لأسالة عن سبب حالها هذا ما ان تصل المنزل!
بكائها كان مستمر ويدل على عظم الامر وبشاعته
سكت مكملًا الطريق بعدم ارتياح
اما هي استلقت على جانبها الأيمن وازاحت من على وجهها الغطاء
شعرت بدوران رأسها ورغبتها الشديدة في الاستفراغ مرةً اخرى
ولكن وضعت يدها على فمها
لتكتم شهقاتها وانينها المستمرين
التفت السائق هنا بخوف ليطمئن
فهو سائق عائلتها منذ ان كان عمرها تسع سنوات عاش معهم تأقلم مع وضعهم وبدأ يشعر بالمسؤولية اكثر بعدما اعتنق الاسلام لذلك اهتمّ كثيرًا لأمرها في تلك الليلة
لم يستطع ان يسالها عن السبب الذي يبكيها
لأنه يبقى هو سائق ولا يستطيع ان يتدخل في كل الامور وإن كان عاشا معهم لسنوات طويلة!

تساءل هل يتجه لطريق المستشفى؟
فلم يستمع منها جوابًا
كانت تبكي بجنون
نظر للأمام واهتّم للطريق
ولكن كان صوتها يشتت له انتباهُ
اثارت الفضول والشك في قلبه هذه المرة التفت ووقعت عينيه عليها رغمًا عنه
تعجب لاستلقائها في السيارة لأول مرة تفعلها وهي في هذا العمر والأدهى انها تبكي بلا توقف حاول ان يكرر كلمته
بخوف نذهب للمستشفــ
هذه المرة لم يكملها
بعدما خرجت شاحنة من أمامه بسرعة هائلة اجبرته على عدم التحكم بسرعته والسيطرة علي السيارة
صرخت هي برعب اما هو اصطدم رأسه بقوة بالمقود
وانحرفت السيارة بعد اصطدامها بالشاحنة
انحرفت عن مسارها الصحيح واخذت تنقلب وتلتف حول نفسها مرتين وتوقفت عن الحركة بعد اصطدامها بحاجز جانبي من الشارع الآخر
كل شيء حدث سريعًا
وفي لحظات غير متوقعة!
عمّ الهدوء بداخل السيارة
وبدأت الفوضى بخارجها
الجميع تجمهر
الفضوليين
والمساعدين
واللافائدة من وقوفهم
تجمهروا بالقرب من السيارة
واخذ البعض منهم يوثق وقوع الحادث بالتصوير المتطفل!
واخذ الجزء الآخر
يشمّر عن ساعديه لمساعدة السائق وفاتن
حاولوا اخراج السائق وفاتن إلى ان تصل الاسعافات قبل ان يحدث للسيارة أي خلل لم يكن بالحسبان
اثناء سحبها واخراجها بصعوبة من النافذة التي احتفظت ببقايا دمائها
تمزقت عباءتها وامتلأت ملابسها بالدماء وانكشف الغطاء عن وجهها وحتى شعرها
امتلأ وجهها الحسن بالجروح والكدمات وشعرها تبعثر يمينًا ويسارًا وخصلاتٍ منه تلطخت بالدماء والتصقت في وجهها
من في قلبه رحمه وشهامة انزل اغترته ليستر بها شعرها وجسدها
واخذوا يهتفون بالابتعاد عن جثتها والتوقف عن التصوير

اصبحت بعد معمعة الحادث جسد بِلا روح
غير قادرة على الحِراك تنفسها غير منتظم
جسدها مستسلم وممتد على الارض بلا أي مقاومة
يداها ممددتان بجانبها وتنزفان بالدم
لا تبدو على حال مطمئن
نبض قلبها بدأ يضعف
بدأت تشعر بخفة في جسدها
قدماها بدأتا ترتفعان قليلًا عن الارض الآن ستنسلخ روحها عن جسدها
هذا كل ما تشعر به
شعرت وكأنها تمتلك جناحان للطيران
وكان هذا أوّل شعورٍ لها لبداية التحليق!
تشعر بآلامها ولكنها لا تستطيع البوح بها
تحاول ان تلصق قدماها على الارض ولكن سطح الارض بعيدا جدًا عنها
اصبحت مصلوبة ما بين السماء والارض
وذاكرتها مشوشة وقد انمحت لفترة وجيزة
إلى ان مرت تلك الشهور عليها
وحان موعد استيقاظها من غيبوبة الذنب
عاد الذنب من جديد ليطعن قلبها لآلاف المرات
فتحت عيناها لتحدّق بالسقف لم تستطع البكاء بعدما اجبرت نفسها على الهدوء في تذكر ما حدث
ما زال عمها يتلو الآيات الكريمة
وما زال قلبها ينزف
عبست بوجهها ، شدّت على قبضة يدها ودّت لو تصرخ
ازدردت ريقها كل شيء ينهار حولها ببطء
جلست بسرعة ونظر لعيناها سعود مسح على شعرها : بسم الله عليك .....وش فيك؟
فاتن نظرت لوجه ، شعرت بالذعر اختلج قلبها بجميع مشاعر الرهبة نطقت ببطء: انا ضعت.....
عقد حاجبيه ،وارتجف قلبه خوفًا من كلمتها شدّ على اكتافها واردف بنبرة هادئة : فاتن .....اهدئي حنا جنبك....ومعاك....ما ضعتي انتي بينا....
فاتن دخلت في حالة هلوسات وهذيان صادق ارتجفت شفتيها بخوف: انا ضعت.....أنا انتهيت .........انا ضعت ......انا بينكم ....بس ضايعة.....ضايعة....انا فقدت نفسي.....فقدتها...
سعود لا يريد ان يستمع لكلماتها لكي لا تزيد جنون الشكوك في قلبه احتضن رأسها ليجبرها على الهدوء والسكون وعدم التحدث: اششش.....اذكري الله يا فاتن......اللي ما بين اهل يعزونه وحبونه ما يضيع.....انتي ما بين اهلك ما راح تضيعين ابد....
عيناها خاليتان من الدمع تمامًا رفعت رأسها عن صدره لتحدق في عيناها طويًلا هي تخافه وعقلها بدأ في شتاته اخذت تهذي: والله ضعت......انا مالي ذنب........انا بس ضعت .....بس مالي ذنب....
اغمض عينيه عض على شفته السفلية ليكتم غيظه اضطربت انفاسه هي تحاول ان توصل له معنى مبطن بالألم والحقيقة التي ينفيها بداخله امسك كفّي يدها وتحدث باضطراب: شرحي لي ضياعك؟
حدّقت في يديه الممسكة بيديها ثم نظرت لعيناه لتهمس في اذنيه بخوف: لا تذبحني.....





انتهى






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-17, 07:53 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية

لُجَّةُ الذكرياتِ



(البارت الثاني عشر)


الخوف في بعض الحين هو من يفضح ما بداخلنا من أمور كان من الواجب علينا ألا نُبيح بها لكي لا تُفهم بالشكل الخاطئ وإن كانت هي في الاصل امور لا يجب أن تحدث وفي منتهى الخطورة ومردودها علينا قوي ولا نستطيع ردعها إلا بالدعاء والصمت!
لا نستطيع ان نتحكم بِها خاصةً حينما تتمركز تلك الأمور حول المشاعر القلبية والعاطفية!
القلق , الخوف , الحُب, الكره, مشاعر في بعض الحين نستطع التحكم بها وفي مواقف هي من تسيطر على كياننا فقداننا من السيطرة عليها ربما يكون بسبب الكتمان والضغط الكبير الناتج من قوقعة خوفنا منها تفكيرنا بها بشكل جنوني هو من يجعل عقلنا اللاواعي يذكرها في حين غفلةٍ منا
!كلحظة انهيار شديد او خوف مرعب او سهر طويل ونوم لذيذ مبتعد عنّا!
.....
اصبحت الغرفة بالنسبة إليها باهتة تخلو من أي شيء يجعلها تستمر في الحياة
رمادية ومُثقلة بالأصوات المزعجة التي تحث ذاكرتها على تذكر ما لا تريده
لن تعترف، لن تسلم رقبتها للسيّاف بنفسها هي لم تكن راضية على فعلته
هي خُدِعت وعليها ألا تُعاقب اكثر من هذا العقاب التي تتجرّعه
يريد منها أن تنطق له عما حدث بالحرف الواحد يريد منها ان تخبره انّ ضياعها متحوّر حول فقدانها لأغلى ما تملك كل فتاة
يريد منها ان تلفظ الخوف بأحرف شديدة وثقيلة في النطق
هو فهم وربما لا يريد ان ينتهش عظامها إلا بعد حين ان تلفظ الخوف خارجًا ليعاقبها عليه كدليل قاطع وملموس دون اتهام باطل منه!
اطالت النظر في عيناه ، وطال صبره في حثها على لفظ الرعب من داخلها
استيقظت من هذيان عقلها اللاواعي
ارتعش جسدها بين يديه ولكن إلى الآن لم تستطع ان تنزل من عيناها دمعة واحدة تحجرت الدموع في محجر عيناها واصبحت تُعصيها من السيلان على وجنتيها الشاحبتين ارتجفت شفتيها لتعيد كلمتها بعقلٍ حاضر
وروح تشعر لم يدور حول جسدها المنشد بين يد عمها : انا ضعت .....
تسارعت انفاسها ولفظ آخر انفاس الصبر
فتاة ترتجف بين يديه كالعصفور الجريح وتردد بِلا هوادة انا ضائعة لتثير الشك في قلبه من معنى هذا الضياع عقلة ليس بهذا الصغر لينحصر تفكيره في معنى الضيّاع لزاوية صغيرة مختصرة في ضياع عذريتها فقظ؟ خاصة كونه شاب متفتح بحدود ومتعلم في الخارج له قناعاته الخاصة وله تواضعه ورزانته وعدم تسرعه في الحكم على الأمور زادته حكمه في أعين البعض! لم يتسرّع في القاء التُهمة عليها وتلبيسها إيّاها مرّت عدّت ايام على حديثها الأوّل الذي آثار الشك في قلبه لم يسمح لنفسه في ان يدنسها بتفكيره المُنحط كما ظن
ولكن حالتها الآن وبعثرة مشاعرها المضطربة وبكائها وانهيارها الهيستيري يثبتان عليها التُهمة
لا مجال للهروب كونها في السابق فتاة قوية ذات قرارات صارمة وحكمة تكبرها بسنوات عن عمرها الحقيقي وعقل كبير وذكاء وذات قوة وتحمل لا تبكي سريعًا لا تعطي الأمور اكبر من حجمها صبورة ودوما ما تتفاءل ولا يتضاءل بداخلها الحلم الذي تريد ان تصله وتلمسه بكلتا يديها تعمل جاهدة بروح مليئة بالصبر على تحقيقه وإن فشلت تتراجع خطوة واحدة ولكن تستعيد نفسها من الانغماس في التخاذل والتقاعس بإجابيتها لتتقدم خطوات وقفزات كبيرة لتصل لِم تريده بعد تعب ليالٍ وسهر، كانت محبة للعطاء لا يكسرها إلا امرًا كبير وكبير للغاية لها العديد من المشاركات في الاعمال الخيرية وإن كانت بسيطة ولها مشاركات ايضًا كبيرة في بعض المهرجانات التي تُقام على مستوى المدينة هي ذات مواهب متعددة
محبة للقراءة ،للكتابة وللرسم والإلقاء والتمثيل!
اظهرت مواهبها للناس عدا التمثيل لأنها لا تستطيع ان تتجاوز الحدود الموضوعة لها والتي هي ايضا وضعتها لنفسها!
قد وضع اسمها في بعض الجرائد المشهورة والتي اخذت صيتًا عاليًا
بعد ان حازت على اعلى الدرجات في احدى المسابقات السنوية التي تُقام على مستوى المنطقة في المدارس
كانت آنذاك في ثالث ثانوي في آخر مراحل دراستها للثانوية
الجميع افتخر بها كونها فتاة حققت نجاحًا مبهرًا ودرجة اكبر ابهارًا في مادة الفيزياء عدّت مراحل كثيرة ونقلت لمراحل اخرى من المسابقة لتنال جائزتها التي تنتظرها طويلًا
بات اسمها مشهورًا ليس فقط لتحقيق النجاح في مشاركاتها في المسابقات المدرسية لا بل لمشاركتها ايضًا التي تُقام خارج المدرسة
ولاقتراحاتها لبعض المشاريع الصغيرة ودعمها في تحقيقها لتصبح بعد ذلك قنبلة مُبهرة للجميع
مشاركاتها ومساعداتها كثيرة انشهرت في فترة قصيرة لإنجازاتها التي كافحت على تحقيقها
حتى انّ وقع خبر الحادث في قلوب محبيها كالسيف الحاد ليفلقه لهم نصفين...انصدموا لهذا الخبر وانذهلوا من سوء حالتها ودخولها في سباتها العميق من الغيبوبة !
فبكائها هذا وانهيارها وكلماتها ليست هينة كل ما تقوله ليس هيّن
كلما رآها على هذا الوضع تذكر حالها في الماضي هي لا تنكسر بسهولة ربما يكون الحادث قاسيًا ولكن ليس له دخلًا في ضياعها....
تكرارها لتلك الكلمة وانهيارها لأقل القليل يثير الشك
هي تبدّلت من فاتن المفعمة بالحيوية والنشاط والتفائل
لفاتن المنكسرة والخاملة والضائعة والتائهة!
الغيبوبة ايضًا لن تكون سببًا لضياعها
لو كانت على ما هي عليه من شخصية قوية سابقًا لحوّلت كل ما حدث لها لشيء جميل سيحدث بالغد هي تقبلت الحادث برحب سعة ولكن ما تُخفيه بداخلها لم تتقبله فأصبحت تهذي به بهذا الجنون الذي يثير الظنون حولها
هي تخفي بداخلها امرًا كبيرًا لا طاقة لها على تحمله
هو اكبر منها بكثير اضعفها وامتص منها الحياة خائفة منه لدرجة الانهيار
لا تحبذ ان تخرجه لمن حولها ولكن رغمًا عنها تصل إليه هو بالذات شظايا ما تُخفيه....
شد على اكتافها بعد معمعة تفكيره ازدرد ريقه وحاول ألا يُفسد الامر بضربه لها الضرب لن يستعيد ما ضاع منها ولن يستعيد نفسها الضائعة
الضرب كل ما سيفعله بانه سيزيد الأمر سوء وسيجعلها تنهار مغشيًا عليها ((هوّن على نفسك يا سعود انتَ كنت على درايةٍ من أول حديثٍ كان معها عليك ان تفهم فقط متى حدثت الواقعة ومن هو الفاعل؟! عليك ان تكون اكثر اتزانًا في الحديث واكثر صرامةً لتظهر لها مدى اهتمامك بها دون ان ترعب فؤادها المرعوب من الاساس!
حافظ على هدوئك حاول ألا يجن عقلك وتقتلها الآن الامر صعبًا ولن تستطيع تقبله ولكن لا تنهال عليها بالضرب
هذا سيعذب فؤادها سيقتلها
ولكن لِم لا ترفض تلك الشكوك إلى حين اعترافها حرفيًا به))
هكذا كان يحدث نفسه
هز رجله المتدلية واغمض عينيه لا يريد شخصًا آخر يتوصل لِم توصله
الضياع هذا لا يريد احدًا آخر يفهمه
تحدث بصعوبة بعد ان طال صمته
بعد ان القت قنبلتها عليه
_ لا تذبحني
لا تريد ان يذبحها اذًا لن يكون السبب سخيفًا حينما يفكر في ذبحها
هي تخافه لأنها تخشى من ان يذبحها لعظم ما تخفيه في قلبها
هزها للخلف وللأمام في ثانية
تغيّر صوته من نبرة اللين إلى نبرة الخشونة
نظراته باتت حادة تخترق عيناها بعمق
لا يستطيع ضربها بيديه ولكن يستطيع ان يعذبها بسوط عذاب نظراته ونبرته التي بُحت بقهر: فاتن...
فاتن كانت تنظر لملامح وجهه حينما تتقلب من حزن وصدمة وقهر وغضب انكمشت حول نفسها واخذت تكرر بلا توقف: غصبن عني......غصبن عني......غصبن عني.......
اسودت الدنيا في وجهه
ودارت عيناه كالمغشي عليه
اغمضهما ليمتص الغضب والعجز من تفريغ هذا القهر
واعوذ بالله من قهر الرجال قهر لا حدود له ودّ لو يحطمها ما بين يديه ليجعلها نسيًا منسية
ارتجفت يديه هو الآخر هي الآن تعترف ما حدث كان رغمًا عنها
يا للهول هذا تصريح واضح لِم دار في عقله لم يتحكم في غضبه ولم يتمالك نفسه
رفع يده والكمها كف لتصرخ وتسقط على الجنب الأيسر ولكن قبل ان يرتطم جسمها على الفراش ردفها بيده ليعيدها على وضعية جلوسها رغمًا عنها لترتفع يده الآخر ويسطرها على خدها الآخر لتصرخ مرةً اخرى بصوت متهدج خائف ضائع انكمشت حول نفسها واغمضت عيناها استسلمت لِم سيفعله بها كان في حالة شرود ذهن وغضب في آن واحد يحدق في عيناها ولكن عقله ليس معه ابدًا خافت منه اكثر حينما دفعها للخلف بقوة ليستند ظهرها على الوسادة وينحني ويشد على عنقها
هي ترجته بألا يذبحها ولكن غضبه بلغ منتهاه لم يتحمل السيطرة على نفسه امام هذا الاعتراف الخطير
شدّ على رقبتها بيديه واخذ نفسها يضيق بدأت تتحرّك بعشوائية
يداها بدأت تحاول دفعه وضربه على صدره
بينما هو كلما حاولت التخلص والتملص من يديه ضغط على رقبتها اكثر
تسارعت انفاسه وعرق جبينه
فعلًا ضاعت فاتن ليتها توفيت ولم تستيقظ من تلك الغيبوبة
ها هي تذوق مرارة الموت ببطء
احمرّ وجهها ، لم يهدأ جسدها عن الحِراك
ارتفع جزء من ملبسها الخاص للمستشفى ليكشف عن ساقيها الضعيفتان
نزعت من فرط حركتها المغذي وطش الدم من يدها لتتساقط قطرات الدم على ملبسها ووجهها ايضًا تريد ان تتنفس تريد ان تسحب الهواء لرئتيها لينقذها من الموت هي ليست في اتم الاستعداد للعالم الآخر
يخنقها بِلا رحمة فقد وعيه كما فقدت عقلها حينما اعترفت
هو مصر على ان تموت وهي مصرة على ان تعيش
تتحرك بجنون تحاول ان تخلّص نفسها من هذا الموت
مرّت دقيقة واحدة وهي تضربه على صدرة وتحاول ان تبعده
مرت دقيقة اخرى وهي تحاول ان تصمد وتفك طبقت يديه عن عنقها
مرت دقيقة ثالثة لتسحب يدها بقوة وتضربه على كتفه وينقطع الانبوب ويطش دمها على وجهها حينما ضربته سريعًا على صدره وتساقطت الدماء على بدلتها!!!!!
ارتخت يده فجأة حينما دُهِش من نقاط الدماء التي تساقطت على وجهها ولا يعرف مصدرها
انطفأت النيران قليلًا حينما رأى احمرار وجهها وكحتها المستمرة
صُعق حينما انتبه انه يجثل برجليه على فراشها وعلى جزء بسيط من ملبسها الواسع
ذُهل اكثر للدموع الثقيلة التي خرجت من عيناها وهي تحاول سحب الهواء بصعوبة وليدها الغارقة بالدم نهض وابعد نفسه عنها ليندهش لمنظر ساقيها المشدودتان ولبعثرة الفراش
ولبعثرة شعرها ايضًا مسح على وجهه عدّت مرات لم يستوعب ما فعله
لم يستوعب انه كان يحاول قتلها ليتخلص من العار سريعًا
سيقتله اخيها حينما يعلم انه حاول قتلها بل سيقتله الجميع لمحاولته
لن يسامحوه ولن يستفسروا عن السبب الذي دعاه لفعل ذلك لأنهم لن يظنوا بها كما هو ظن وصدق ذلك الظن
جثل على ركبتيه ليصارع غضبه ونفسه المضطرب
بقي على حالته دقيقتين لتكتمل الخمس الدقائق التي شهدت على جنون اعصار مشاعره
اما هي حاولت ان تدخل في رئتيها الهواء وبدأ لها خانقًا لن يساعدها في سحب الهواء
فأخذت تشهق بعمق ومن ثم شدّت بقبضة يدها على اللحاف نظرت للسقف حاولت ان تهدّا من نفسها المذعورة شدّت بيدها النازفة على قلبها ازدردت ريقها بصعوبة وباختناق يجبرها على ان تشد من اعصابها ليصبح جسدها كالخشبة المسندة على السرير
حاولت ان تسحب الهواء بهدوء لكي لا يخنقها كل هذا الاختناق
صارعت امر الاختناق لوحدها إلى ان انتظم نفسها ولكن ما زالت يدها تنزف وقلبها ينزف وصدرها يرتفع بشهيق وزفير سريعين ولكن باختناق اخف وطئًا على قلبها
سكن جسدها وارتخت اعصابها اغمضت عيناها لتطلق بعد ذلك شهقة بُكاء
جعلت سعود تلك الشهقة ينهض
ويجر خلفه اذيال الخيبة والانكسار ، إلى أن اقترب
و سحب الغطاء الذي سقط على الارض بعد تلك المعركة والقاه على جسدها
نظر ليدها النازفة سحب منديلًا وسحب يدها بقوة وقام بالضغط على الجرح
ليجعلها تعض على شفتيها بعد ان طلقت صرخة ألم غير محدودة صرخت وكأنها تريد هذه اللحظة من زمنٍ طويل وبعيد
عصرت عيناها لتنزل منهما دموع ثقيلة وبانسياب بطيء
كان يضغط على الجرح بقوة وكانه يريد ان يوصل بتلك القوة مدى المه من اعترافها الذي هزّ جسده ومشاعر غضبه...
الالم الذي تشعر به ليس بأقل من الالم الذي شعر به حينما القت بلكمتها عليه!
كان يضغط عليه وينظر لها وهي تتلوى بوجع وتحاول سحب يدها من قبضته
صرخت بلا تحمل: تكفى عمي بس.....وجعت يدي....اهى اهىء
ترك يدها بل نفضها من يده
جلس على طرف سريرها واسند يديه على فخذيه ووضع رأسه ما بين كفيه كان يحدّق للاشيء بصمت يفكر أيّ مصيبة قد حلّت عليهم؟
اما هي استرقت النظر له وهي تتأوّه ألمًا لم تتوقع ان ينقض عليها هكذا كالأسد لم تخطط على امر الاعتراف بل جنت وجن عقلها وزلّ لسانها
بكت بعمق وبصوت واضح
حتى جعلته يلتفت عليها ليقول بنبرة منكسرة: ليتك متي في الحادث ليتك متي؟
شهقت اكثر وانكمشت حول نفسها لتحمي جسدها من أي ردة فعل غير متوقعة منه!
ضرب على رجليه بغضب
واهتز جسدها لحركته المفرطة على السرير
تحدث دون ان ينظر لها: متى صار كل هذا متى؟
اغمضت عيناها بشدة وقرّبت يداها من فمها لتكتم الشهقات
صرخ سعود بجنون: متى .....تكفين قولي لي متى...
اتاه صوتها الباكي والمستسلم: في نفس يوم الحادث.....
صُعق
نهض من على السرير اغمض عينيه بقوة
لا يريد أن يسالها المزيد من الاسئلة
لا يريد أن يُتعب قلبه اكثر
يبدو انها تجرّعت آلامًا كثيرة وفوق طاقتها ولكن لن يغفر لها
انسحب من الغرفة سريعًا قبل ان يتهور في مقتلها
الامر والموقف برمته في غاية الصعوبة طلب من إحدى الممرضات بالدخول لها لتعقيم جرح يدها ومساعدتها على تبديل ملابسها اما هو بقي في غرفة الانتظار
لن يبرح هذا المكان قبل ان يعرف كيف حدث كل هذا واين؟
ولكن لن يدخل عليها الآن لأنه حتمًا سيقتلها
عليه ان يهدأ ويحكّم عقله عليه ان يشيح بنظره عن كون ما حدث عارًا ولابد التخلص منه
لا يريد ان يظلمها ولكن لا يريد ان يرحمها ايضًا
الخوف حينما يصل الخبر لوالدها واخيها
نفض الافكار السيئة من رأسه وتوجه للخلاء ليرشح وجهه بعد ذلك عدّت مرات امتلأت الدموع في عينيه ولم يمانع نفسه من نزولها وانسيابها على خديه نظر لوجهه وحدق في عيناه طويلًا استوعب انه كان سيكون قاتلًا مأجورًا قبل دقائق تسارعت نبضات قلبه وارشح وجهه عدّت مرات بجنون
يريد ان يتخلّص من وحش سعود يريد ان يتصرف مع الامر بهدوء دون ان يفضح امرها للجميع يريد ان يفهم ما الذي حدث لكي لا يظلمها ويستطيع اخذ حقها إن كانت فعلًا مظلومة!؟

اما هي دخلت الممرضة عليها وظنت انه سعود انكمشت حول نفسها وبكت اكثر
ولكن الممرضة تقدمت لناحيتها ونظرت للدماء الذي طش على ملابسها ووجهها تحدثت بصدمة وكانت من الجنسية السعودية: فاتن وش سويتي بنفسك؟
لم تجيب عليها فسحبت يدها سريعًا لتقوم بتضميد جرحها وبعدما انتهت من تضميده امرتها بالذهاب للخلاء تحت مساعدتها لتنظيف وجهها من الدماء وتغيير ملابسها الملطخة به
نهضت فاتن بصعوبة شديدة وبخطوات بطيئة وبشهقات عالية ومتتالية
حينما وقفت شعرت بارتجاف قدميها ايضًا!
اتكأت على كتف الممرضة وكادت ان تسقط لولا ان مسكتها من خاصرتها وشدتها إليها : بسم الله عليك.....فاتن حبيبتي...هدي......اذكري الله.....
فتحت باب الخلاء وما إن دخلت حتى توجهت (للمغسلة) وافرغت ما في جوفها
مسحت الممرضة على ظهرها لتخفف عليها هذا الألم استغربت من انقلاب حالها ولم تنتبه للاحمرار الذي يطوق عقنها ولا لأثر الاحمرار الذي انطبع على خديها
ما ان ارشحت وجهها حتى قالت لها: حبيبتي فاتن هدي.....بجيب ملابسك ثواني وبارجع لك على ما تقضين حاجتك...
هزت فاتن راسها بالرضا اما الممرضة اغلقت باب الخلاء
وفاتن شعرت بالدوران وشدّت على طرف(المغسلة) انحنت للأمام واغمضت عيناها بكت وهمست : بيكرهني اهى اهى......بيقتلني اهىء اهىء...
بقيت تبكي وتهذي بكلماتها تلك
أما الممرضة قامت بتغيير مفرش سريرها وترتيبه ومن ثم جلبت الملابس لها ....
.
.
.
الهروب والابتعاد كُليًّا عن الأنظار في هذه الفترة افضل بكثير من بقائُه في هذا الوحل القذر!
وصل إلى المقّر الذي يبعد عن شريكته كيلومترات طويلة وبعيد ويسترق من الوقت الـكثير استرق النظر اختطف الانفاس بوجهه العابس والذي لا يبدو انه بخير
ارتفعت الاصوات وكثرت التساؤلات والمناوشات إلى ان رفع يديه امام وجوهم قائلا: ذيب ناويها شر....
التفتت الانظار إليه بصدمة
تحدث عبد العزيز بذعر: وشلون يعني؟
التفت عليه وهو يتكأ على الكرسي ويشد عليه بقوة: يعني لازم نكون حذرين منه....
ثم حكّ انفه مفكرًا: اسمعوا يا شباب......انا ما عمري جبت اسم واحد فيكم ولا قد خنتكم ولا طعنتكم من ورا ظهوركم......عملكم معي ما يشكل خطر علي ولا حتى على انفسكم......اسماءكم الوهمية ....ما راح تضر ولا راح تنفع ذيب ...والحلو اني ما قد تهورت ورسلت احد فيكم عشان يقابله....الضرر الأكبر علي أنا(واشار لنفسه)...وعلى اخوي ابراهيم....عارف هالطريق اللي حنا نمشي فيه ما فيه اوسخ منه....
كان سيتحدث احدهم ليقاطعه باعتراض ولكن رفع يده وازدادت نبرة صوته حدة: طريق وسخ.....وكل واحد فيكم يقر بهالشيء بداخله بس يحاول ينكره وصير بهالنكران اشد انانية .........انا ما ابي يصير لواحد فيكم شيء واكون انا السبب.....عشان كذا اليوم لازم يتصافى اللي بينا....وكل واحد ياخذ حقه ...ويبعد عن هالطريق ...او اذا له نية يستمر فيه يستمر بس انا ما راح استمر فيه ......وعلاقتي مع ذيب راح اقطعها ...
وجوههم انصبغت بعلامات الدهشة والصدمة نهض احدهم واخذ يتحدث بعصبية وبحنق: كيف تبينا ننهي هالشيء؟.......كيف تطلب منا نهدم نجاح بعد ما بنيناه طوبه على طوبه......
نهض الآخر ليضرب على الطاولة: ما توقعتك جبان كذا يا تركي....ما توقعتك...حنا معك واللي بصير عليك كانه صاير علينا وما نرضى بهالمهزلة اللي يسويها ذيب وانت واثق انه ما يقدر يوصل لك.....ولا..
قاطعه بابتسامة سخرية: يمكن يقدر يوصل لي وش دراك.....بس انتوا لا لأنه من الاساس ما يدري من بالضبط اللي يساعدني كل اللي في باله اني رئيس حالي من حاله اقود مجموعة من الشباب آمر وآنهي...عشان كذا حطيت من راسي اسماء وهمية لكل واحد منكم وبعدت شخصياتكم الحقيقية اللي سويته مضرّه علي اكثر من الكل.......انا وهقت نفسي ووهقتكم ووهقت اخوي ابراهيم....
عبد العزيز سحب الكرسي ليجلس: صعبة يا تركي انه نترك هالشيء صعبة مرا.......راح نخسر اشياء ....وراح نقطع اشياء.....وندمر اشياء واشياء ...
ثم ضرب بيده على فخذيه متحسرًا.....
تحدث احدهم بقهر: تقدر تدفع لنا وتعوضنا ......لو قطعنا هالصفقة .........ورانا بيوت وعمارات....انبنت...
قاطعه تركي بحده: بفلوس حراااااااااااام......
نهض الآخر مندفع في غضبه حتى انه دفع الكرسي للخلف وسقط ليعلن صداه ضجة وضوضاء مزعجة لقلوبهم الحائرة امسك تركي من ياقته ليردف بحنق: وش جاك انت .....قلبت علينا دين واخلاق.....وش جاك....
وضع تركي يديه على يده امسكه برفق ابتسم في وجهه بخيبة أمل: كنت متوقع تكون ردت فعلكم كذا......يمكن لأنه صحى ضميري صرت على هالشكلية اللي ما عجبتكم....ويمكن لأني خفت على اهلي.....اي انتوا ما تحسون كل واحد يمسك فلوسه ويطس....وما عمر واحد فيكم صار بالواجهة الا عبد العزيز.....بس هم ما خاض الشيء الكبير مثلي ....وما عليه خوف....حمدوا ربكم .....انكم منكم متورطين ...ذيب يتغافل ويتغيبا علينا بس ما فيه مثله في الخبث والذكاء...انا مادري وش ممكن يسوي....اليوم اتصل علي...ويبيني امشِّي امور وطلب مني اقابله ورفضت....
نهض الاخر ليصرخ وكانه أسد يزأر بجنون: عشان كذا جنيت وطلبت منا نجتمع بس قالك ابي اقابلك هجت علينا بهالحكي البايخ......
اشار اليه الآخر بغضب: تركي انا عارف انه حنا في السليم واي شيء بصير بيجي على راسك...بس حنا مو من النوع اللي يخون الصحبة....ونتركك وانت في اشد ضيقتك...بس مسألة ننسحب ومادري ايش فكر فيها وانا خوك...تراها صعبة....
دفع تركي صاحبة الذي امامه وولّى بظهره ليقول بصراخ: والله عارف انه صعبة.....
ثم التفت عليهم وعيناه تجحدان بغضب: تدرون ابراهيم صار مدمن......
حدقوا فيه بصدمة عظمة واشد غربة
هز رأسه بجنون: أي مدمن........بعدته عني وعن الشغل عشان يرجع لنفسه وغرق في اللي حنا نسويه.....انا مانيب خايف من انه يكشف هويتي الحقيقية انا خايف على اهلي.... اخوي...... زوجتي .....امي وجماعتي كلها.........انا راح اسافر.....عشان اعالج ابراهيم.....وابعده عن الانظار.....وعشان ابتعد انا بعد.......
ازدرد ريقه بصعوبة : لا يشيل ولا واحد فيكم هم.......بعطيكم حقكم وزود بس تكفون ......ساعدوني انه ننسحب من هالصفقة .....انا بدونكم ولا شيء.....واوعدكم وعد انه ما يمسكم شيء من اللي بجيني....ولا تخافون انا حاسبها من اول انه مالكم دخل كل اللي يصير باسمي الوهمي انا بس وانا اللي امشي الامور ورغم انه حاط لكم اسماء وهمية ولكن عمري ما حطيت واحد فيكم في بلوى ولا جبت اسمه .....عشان انقذ نفسي .....خلونا ننسحب .....
سكتوا وبدأ كل واحد منهما يسترق النظر
تنهد عبد العزيز ووضع يده على كتف تركي: انا معك .......ومستحيل اتركك وانت في هالورطة....
تحدث الآخر بتردد: وانا بعد.....
ارتفعت الاصوات والكلمات التي تحاول ان تواسيه وتمتص قضبه ليس من الجميع فبعضهم اخذ موقف السكوت حائرًا وخائفًا من هذا الامر!
تحدث بجدية: ترا ماحد مجبور يبقى معي........بس صدق انا محتار ومحتاج مساعدة.....احس اني عاجز...وعقلي ما عاد معي.....
عبد العزيز نظر لأصحابه ثم له: افا...وش هالحكي حنا معك.....عمرنا ما شفنا منك إلا كل خير....وقفاتك معنا كثيرة يا بو عذاب....
تحدث احدهم بهدوء: آسف يا تركي ما اقدر اساعدك .....ولا اقدر انسحب من هالطريق.......ان انسحبت من صفقتك.....ما راح اقدر انسحب من صفقات كثيرة......آسف فرصة سعيدة اني تعرفت عليك.....عن اذنك
ثم خرج
عقد عبد العزيز حاجبيه: يشتغل هالزلابة من ورانا...
تركي تنهد: بكيفه......انسحب بهدوء وريّح عمره....وان بقى على هالطريق هو حر.....وماحد مجبور على مساعدتي ترا.....
نظر لهم وسكت
حتى رأى انسحابهم بهدوء مع نظرات انكسار وخجل منه ومن وقفاته معهم وحرصه على ألا يوقعهم في ضلال ما يفعلونه انسحبوا وهو في اشد وامس الحاجة اليهم !
طأطأ برأسه بانكسار لم يتوقع منهم هذ الأمر لم يتوقع هذا الضعف الذي يشعر به لم يتوقع انهم سيتخلون عنه بكل هذه البساطة
شعر بيد احدهم تربت على كتفه وتهمس: انا معك.......مهما كلفني الامر
شعر بيد الآخر تُربت عليه ايضًا : وانا بعد معك...وط## فيهم هالزلايب....
التفت عليهما بلل شفتيه : طلال ....عبد العزيز....منتم مجبورين تبقون معي......
طلال باندفاع: لا والله ما نيب تاركك.....لو يقطعوني وصله وصله وقطعه قطعه ما نيب تاركك......الصديق وقت الضيق ما هوب وقت مرح وفرح وبس....وانت منت شريك لي في صفقة وبس انت صديقي وبينا خبز وملح...
لم يردف تركي على حديثه بحرف واحد
نظر عبد العزيز لطلال ثم قال: تركي....وربي انه ما راح نخليك...وماحنا مثل هالزلايب.... رخوم....حنا وقت الشدة تلقانه وانا خوك....والله ياخذها من صفقة إن كانت بتفرق بينا....والله ما نتركك.....
تركي جلس على الاريكة واسند رأسه للوراء تنهد بعمق وحدّق بالسقف قائلا: حنا غلطنا كثير....غلطنا كبير ......وما يتصلح.....حنا دمرنا شباب زي الوردة.....وما همنا إلا الفلوس ........كم بنت وولد دمنوا بسببنا...
ثم اعتدل في جلسته ونظر لعيانهما مباشرة : تقدرون تقولون كم؟
سكت كُلًّا من طلال وعبد العزيز وشتتا انظارهما عنه
تركي ابتسم بسخرية: ناس كثير....من ضمنهم اخوي........شفت انكساره......وشفت كيف يتخلى عن كرامته وحتى رجولته عشان بس ابره وحده...ولا حبه وحده.......قد شفت انكسار فيصل...
ثم اردف بقهر: تذكرونه؟
جلس طلال بجانبه الايمن وبصوت مكسور ومتأثر: أي.....اذكره...
عبد العزيز جلس على الاريكة وهو يطرق بصوت اشبه للهمس: كان ابراهيم يصرفه ......وحاول انه يبعده عنا عشان ما يشوف وجهنا مباشرة ....قد مرة لحق ابراهيم لهنا وعرف المكان ومسكناه وضربناه ....وربطناه في الغرفة يمكن لمدة يوم كامل وزدنا الجرعات له بس عشان....يسكت ويفقد عقله وينسى الطريق...وما يعلم علينا...وبعدها تركناه...وما شفناه بعد ذاك اليوم ابد.....
طلال شبّك اصابع يديه ببعضهم البعض وتحدث بتردد: قد خليت خويتي تدمن......عشان اقدر عليها واحقق اللي....(واغمض عينيه بتردد)....ابيه........كنت اسمع انهيارها وبكاها وما كان هالشيء يهز فيني شعره وحده......طلبت منها تقابلني عشان اعطيها الابره وبعدها انا....
قاطعه تركي بنظره لا تفسر وعينيْ تلمعان بالندم: تغدر فيها...
طلال هز رأسه بتأكيد مطرقًا: بس ما صار بينا شيء.......ذاك الوقت احس نفسي متخبط ومادري وش فيني......اعطيتها الابره وخليتها تروح بسرعه عني وجهي.......بس بعدها ما عادت تتصل علي.......ولا ادري وش صار عليها ليومك ذا......
عبد العزيز نظر لوجه تركي المشحوب: تركي.....
تركي رفع راسه لينظر إليه : وانت بعد فيه شي سويته غير انك....
قاطعه وهو ينهض من على الاريكة ويقترب منه قائلا: قد سرقت منك واخذت خمسين آلف...
عقد تركي حاجبيه
عبد العزيز بجدية: بما انك....تبت...وتبي تخلص نفسك من هالورطة وخليت هاليوم فرصة للاعتراف بالنسبة لي....انا ما تهمني هالصفقة ابد وكنت ماخذ الامور من زاوية الاكشن والتفليم.....والخطط اما الفلوس ما تهمني ...ومانيب بحاجة لها......بس قد مرا سويت حركة فيكم كلكم وكنت ابي اكتشف راح تلاحظ هالامر وتبرهن لي ذكائك ولا.........وهنا تغير وضعي وطمعت....لم ربحنا في آخر صفقة من العام الماضي ......وبما انك مأمني على الحسابات اخذت مبلغ بالنسبة للربح قليل وقلت ماحد بلاحظ وفعلا سويت هالشيء وماشفت من احد فيكم أي ردت فعل على انه الفلوس ناقصه وكنت عارف انه وراي احد براجع بس ما عمر احد انتبه وكررت هالامر يمكن مرتين ....وبالفلوس اللي اخذتها.....
تركي اكمل مطرقًا بعدما تذكر: سافرت فيها لايطاليا؟
اندهش عبد العزيز
ونظر طلال لكيلاهما بصدمة
تركي ابتسم بألم: ادري.....وكنت احط من حسابات الشركة الخاصة فيني مبلغ وقدره عشان اسد هالنقص بدون ما احد يحس.....كنت راح اكلمك بس قلت اعطيك فرصة ولم ما شفتك مكررها للمرة الثالثة سكت لانه ذاك الوقت كنت اناني ومحتاجك كونك مجنون الكترونيات وهكر ما كان عندي واحد زيك ذكي في هالأمور فسكت عشان مصلحتي ومصلحة الشغل كنت اغطي على كل واحد فيكم اخطائه عن الثاني عشان مصلحة الشغل واتساهل مع هذا وهذا عشاني محتاجكم ......كلكم شفت عليكم اشياء وسكت.....بس طلال اللي كان صادق معي في الشغل ولا مرا شفت عليه شيء......
عبد العزيز : وربي اني ندمت ذاك الوقت ...يا تركي...وحسيت نفسي...
قاطعه ناهضًا: ايام مرّت وعدّت ......وحنا اعيال اليوم......اوعدوني انكم بتتركون هالبلاوي ...وهالطريق......
طلال نهض : عن نفسي اوعدك.......
عبد العزيز بنفس عميق: اوعدك يا تركي مالنا رجعه في هالطريق اللي شتتنا....
التفت عليهما تركي: هالشيء راجع لكم .....ومن مصلحتكم بس ما ابي احد يصير معي وهو على هالطريق عشان ما احس بالذنب....تعبت من هالشعور.....
طلال نظر لعبد العزيز ليتقدما ناحيته
عبد العزيز ليهون عليه: ابراهيم ان شاء الله بيتعالج.......وبتنتهي هالسالفة .....
تركي نظر لهما ثم قال: ابيك تنشر عني....انه توفيت بحادث سيارة في سويسرا ....وتحط اسمي الوهمي وترسله على بريد ذيب .....من اميل جديد وهمي......سو هالقصة وزدها بهارات ......نبي نشوف ردت فعله....
عبد العزيز بهدوء: طيب....تامر آمر....
طلال فكر لثواني ثم اطرق: خلوا الصور علي وفبركة الكلام بعد......
عبد العزيز ابتسم : اجل وش خليت لي....
تركي تحدث بجدية: عليك انك تسوي موقع وهمي ........سويسري بحت......وتنشر فيه هالكلام....وتحط فيه هالخبر مع مجموعة من الاخبار......بس انتبه للتواريخ والايام راح ارسل لك وش تحط أي يوم واي تاريخ....
عبد العزيز : بحاول اضبط الوضع.....لا تشيل هم....
طلال بجدية: تركي روح بيتكم ريّح شكلك تعبان...
تركي سحب مفتاح سيارته: انا ماشيء......وهالمكان راح ابيعه في اقرب يوم........فاذا لكم اغراض مهمه هنا شيلوها.....طيب......
ثم خرج وتركهما
طلال بهدوء: الله يقلعهم تخلوا عنه بعد ما وكلهم وشربهم حتى بفلوسه....
عبد العزيز سحب الحقيبة السوداء من تحت الطاولة: بعد ما صار عندهم كم قرش تكبروا.......ماردهم إلا وينكبون على وجهم وجون له تحت رجليه زحف....
طلال بتعجب: بس سبحان من يغير الاحوال....ما عمري توقعت تركي يتوب......
عبد العزيز : ولا توقعت هاليوم بيجي......بس تصدق......انا من بعد سالفة جوري ....وانا هنا تبت....
طلال شعر بقشعريرة تسري بجسده: الله يقطعها من سالفة....وربك ليلتها ما نمت.......صرت احلم بكوابيس.......من ذاك اليوم وانا ابد ما صرت طبيعي....ما توقعت بتوصل لهالحال.....
عبد العزيز سحب مفتاح سيارته ليردف: الله يرحمنا برحمته.....
طلال تنهد: آمين





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-17, 07:54 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ثم خرجا
.
.
.
.
.
قلب الأم لا يهدأ حينما يُصاب احد ابنائُها بالأذى ينشغل خوفًا عليهم تتمنى ان ينتقل إليها وجعهم لكي لا يتجرعوا مرارة الألم تريد ان تراهم بخير لا يشكون من بأس يضرهم لا تستطيع النوم ولا الراحة رؤيتهم وهم اصحاء لا يشكون من بأس ولا ضراء كافية بأن تجعلها تنعم وتغط في سبات عميق من الراحة والسعادة الدائمة
ظنوا أنّ الأيّام الصعبة والثقيلة مرّت ولكن يبدو انها غير ذلك!
كانت بالقرب منها تجلس على طرف سريرها تربت على رجلها الممدودة تهمس لها بالكلمات الحانية وتحثها على الصبر والدعاء
تحدثت بصوت هادئ ومليء بالمحبة: يومن انه بخرجونها على الموعد قولي الحمد لله .....والحمد لله عدّى الشيء الكبير وصحت من الغيبوبة ما عليها خوف الحين ...فترة وتعدي بإذن الله ...بس عليك بالدعاء لها وانا اختك....
اخذت نفسًا عميقًا ومسحت بقايا دموعها النازلة على خديها تحدثت بصوت متهدج: والله يا شريفة تعبت ما عاد لي قلب.......خايفة انام واصحى وقولون لي فاتن ماتت....ما عاد بي حيل بهالمصايب...
طبطبت على كف يد اختها : اذكري الله ......قولي لا إله إلا الله.....وما هوب صاير لها شيء بإذن الله......وتذكري زين ان الله اذا احب عبدًا ابتلاه.....يبي يشوف صبرك .....وقوة ايمانك.....لا تخلين ابليس يوسوس لك.......خليك دايم في ذكر الله ......
ام عبد الرحمن هزت رأسه متنهدة: الله كريم....
انفتح الباب ثم دخل عبد الرحمن ورهف
عبد الرحمن اقترب من والدته قبّل رأسها: هااا يمه صرتي احسن؟
ام عبد الرحمن : الحمد لله وانا امك.....زينة ...ما اشتكي من باس...
عبد الرحمن قبّل يدها : يا عساه دوم يا رب...
رهف جلست على طرف السرير : يمه اتصلت صيته تسلم عليك وقول ان شاء الله خلال هاليومين راح تجينا....
تبدلت ملامح وجه ام فهد وعبست بوجهها
ام عبد الرحمن بهدوء: الله يسلمك وسلمها......والله من زمان عنها.....
ام فهد بتغيير الموضوع كليا نظرت لرهف: مشى فهد؟
عبد الرحمن اخذ قياس الضغط من على الكومدينة وبدا يقيس ضغط والدته
رهف : أي مشى.....يقول بيجي بالليل....
ام عبد الرحمن : عشاكم الليلة عندنا....
ام فهد باعتراض: لا ياخويتي.....ما اقدر...سويّر بالبيت لحالها....
ام عبد الرحمن بحكه خفيفة: كح.....كح.....وليش ما جات معك؟
ام فهد بنفس عميق: والله ما دري وش اقول لك.....تهاوشت مع اخوها وقفلت على نفسها الباب....حاولت انا وبكر تفتح ما فيه.....فايدة.....قلت ما راح اطلع بس قلبي تشاغب عليك لم قال لي فهد انك تعبانة....
عبد الرحمن نظر لخالته ونصت لِم تقوله
رهف بعدم رضا: وليش تهاوش معها....الله يهديه...
ام عبد الرحمن: اتصلي عليها .....
ام فهد بجدية: ما راح اتعب نفسي ما راح ترد.....فيها عَند ما ينطاق هالبنت.....الله يعين اللي بياخذها
اردفت كلمتها الأخيرة سهوًا منها ولم تدرك ما قالته جيدا نست انها ما زالت على ذمة فيصل
عبد الرحمن ألمته كلمة خالته تلك فقال: عن اذنكم
ثم خرج من الغرفة
ام عبد الرحمن بتذكر: إلا صدق وش صار عليها وعلى فيصل
ام فهد تتضايق كثيرًا من هذا الامر المزعج : والله على حطت يدك....
رهف بتدخل سريع: والله المفروض تخلعه.....والله انه ما يستاهلها .....هي تستاهل اللي احسن منه...
ام فهد : انا ودي تسوي هالشيء بس هي رافضة...مادري وش ترتجي من رجال كذب عليها .....وهج عنها....
ام عبد الرحمن اسندت رأسها على الوسادة: الله لا يسامحه كسرها بغيبته ...
ام فهد بقهر: آمين يا رب....


بينما عبد الرحمن دخل غرفته جلس على طرف السرير يحاول ان يفهم ماهية الشعور الذي يشعر به حينما يأتون بذكراها لن ولن يسمح لهذا الشعور من ان يكبر يحاول ان يقنع نفسه انه شعور مؤقت سيزول
كل ما في الامر انه يتعاطف مع حالها فقط رنّ هاتفه
فأجاب دون ان ينظر لاسم المتصل: هلا...
اتاه صوت مهزوز ، مقهور عاجز: عبد الرحمن....
عقد حاجبيه : هلا عمي سعود.....
لم يستطع الدخول عندها مرةً اخرى جرّ رجليه بصعوبة للمشي والخروج من المستشفى كليًّا قاد سيارته بجنون وشعور الغضب يعتلي كيانه كله شعر بألم شديد في جانب صدره الايسر يشعر بوخزات لا تطاق يريد الهروب من الواقع ومما سمعه عيناه لا ترى ما امامه جيّدًا تحدث بصعوبة وجبينه يعرق بشدة: عبد الرحمن انا عند باب بيتكم افتح لي....
عبد الرحمن شعر ان عمه ليس على ما يرام: طيب
ثم خرج من الغرفة ونزل من السلم للدور الارضي ثم وصل إلى باب المنزل الرئيسي تقدم لناحية سيارة عمه
فتح سعود باب السيارة ويداه ترتجفان بل جسده كله يرتجف بخفه كان يلهث وكانه قطع ساعات طويلة من الركض شعر به ابن اخيه فتقدم لناحيته: عمي وش فيك؟ عمي....
تحدث بصعوبة وعيناه محمرتين للغاية: ما فيني شيء....دخلني المجلس وروح جيب لي ماي.....
ساعده على الاتزان والدخول للمنزل والعبور من حديقتهم المتواضعة من واجهة البيت ومن ثم الدخول للمجلس الرجالي المنعزل
ساعده على الجلوس على الاريكة واسند ظهره على المسند وخرج راكضًا لجلب الماء
عندما خرج ابن اخيه ضرب بيديه على فخذيه بحسرة على ابنت اخيه اسند عيناه كانت محمرتان للغاية ولامعتان بالغضب والقهر لا يدري كيف عليه ان يتصرف فاجأته بهذا الاعتراف الغير مقصود يودّ لو يقتلها الآن ويتخلّص مما فيه من شعور بغيض ومكروه وغير محبب شعور بالقهر اللامحدود والرغبة الشديدة في الانتقام من اللاشيء دخل عليه اقترب منه وناولها الكأس شرب منه القليل ثم وضعه على الطاولة الجانبية
واسند راسه مرةً اخرى على المسند
تحدث عبد الرحمن بخوف: عمي وش فيك؟....وش صاير.....خلنا نروح المستشفى ......
اشار له بيده دون ان يفتح عيناه: انا بخير يا عبد الرحمن.....بخير.....بس تعبت اشوي .......
عبد الرحمن بقلق: وشو اللي بس اشوي....شكلك مرا تعبان خلنا نروح المستشفى....
فجأة دخل عليهم فهد : السلام عليكم....
اجابوه: وعليكم السلام....
تقدم فهد لعمه ليقبّل رأسه احترامًا
عبد الرحمن نظر لفهد: وين رحت؟
فهد عقد حاجبيه: رحت الصيدلية....
عبد الرحمن بنصف عين: عارف انك تكذب.....
فهد بصدمة: وش عنده ولد العم يكذبني؟
عبد الرحمن لا يدري ما الذي يُهذي به من بعد حديث خالته انقلبت موازين مشاعره شعر بكذب فهد حينما عاد مبكرا فأخته اخبرت خالته بانه سيعود ليلًا اذًا هو خرج لينفرد بنفسه قليلًا ويهدّأ من اعصابه المتوترة بعد شجاره مع اختهِ سارا!
تحدث سعود بحزم: بتذابحون انقلعوا برا.......تراني تعبان وابي هدوء....
فهد نظر لعمه ولوجهه المحمر: سلامتك يا عم ما تشوف شر....
عبد الرحمن بخوف: عمي لا تعاند خلنا نروح المستشفى....
سعود نظر إليه: طيب انا دكتور وكل اللي فيني اجهاد وتعب.....
فهد بحيرة: طيب ورا ما قوم غرفة عبد الرحمن تريّح.....
سعود بشتات وغضب في آن واحد: والله من هالزن بروح بيتي احسن لي...
كاد ان ينهض ولكن امسكه عبد الرحمن : لا .....خلاص بنسكت ....اصلا انت مانت قادر تشوف الطريق فكيف بسوق خلاص ريّح وانا وفهد بنقوم....
سعود ارجع رأسه للوراء اغمض عينيه مردفا: لا طلعون خلكم هنا...
فهد وعبد الرحمن تبادلوا النظرات...
سعود يحاول ان يشغل عقله في امر غير امر فاتن: اخبار رهف يا فهد....
فهد نظر لعبد الرحمن يشعر انّ عمه في فاقد وعيه: تمام والله....هي هنا اناديها تسلم عليك
قاطعه سريعًا : لا
عبد الرحمن تنهد بضيق...
سعود بتخبط: تراني بخير يا عبد الرحمن ....
ثم اردف: وفاتن بخير رحت اطمن عليها ......لا تشيل هم
عبد الرحمن بنبرة جادة: اذا ما تبي اشيل هم خلنا نروح المستشفى....
سعود ما زال على وضعيته ويحاول ان يدخل في عالم من الاسترخاء: فهد خذ ولد عمك وانقلعوا برا....
فهد اشار لعبد الرحمن بمعنى(عمك مجنون)
نهض عبد الرحمن ليهمس لفهد: النفسية ابد صفر....
سعود بحده: تراني اسمع....
فهد ابتسم رغمًا عنه ثم خرج وخرج معه عبد الرحمن...


في شركته وبالتحديد في مكتبه الفخم ، كان جالسًا يحدثه بهدوء ويحاول ألا يفقد اعصابه، صوته فقط جلب له جلبة عظيمة من الغضب هو ينتظر هذا اليوم بفارق الصبر نهض من على الكرسي واخذ يجول ذهابا وإيابًا بخطى بطيئة وهو يردف: والله يا بو فيصل اتصالك هذا على عيني وراسي وانت ما منك خلاف.....واشهد انك كفو ورجل تنحط على الجرح يبرا بس.....فيصل اعذرني .....ما طلع مثلك....صدق إني ماخذ بخاطري عليك في مسألة....
قاطعه بهدوء وبنبرة جدية للغاية: والله يا بو فهد حنا ما ندري هو خبى علينا مثل ما خبى عليكم وما درينا إلا في الوقت اللي دريتوا فيه.....انا عارف ولدي غلطان....والغلط راكبه من ساسة لراسه....والله إني مستحي اكلمك...بس الولد ندمان....ويبي زوجته .....وما هوب مفرط فيها....
بو فهد بحزم: اعذرني يا بو فيصل....غلاتك بلقبي ما زالت....بس بنتي ما هيب لعبة في يد ولدك.....متى ما بغاها قال ابيها ومتى قال لا...تركها....والله لو ما الظروف ولا كان علوم ......
بو فيصل حك جبينه بتوتر: من حقك تقول هالكلام يا بو فهد....بس عط ولدي فرصة......واسأل بنتك لو ما زالت موافقة عليه بعد كل اللي صار عارف ما هوب من حقي اطلب منك هالطلب....بس خل نقصر كلام الناس ونحط النقاط على الحروف ونبتدي من جديد....ما اطالبك تسامحه بس عطه فرصة واسأل البنت.....والله إن قالت لا ما عاد تشوفه....
بو فهد بلل شفتيه بقهر: ولدك قهر بنتي......قهرها يا بو فيصل .....عينها ما جفت من بعد اللي صار....خلاها علك في فم الناس .....تركها سنة والحين يبيها ........ما ظنتي العود اللي انكسر يصطلح....
بو فيصل برجاء: تكفى طالبك طلبة.....لا تردني....تكفى يا بو فهد...
بو فهد هز رأسه: والله بس عشانك يا بو فيصل وعشان معزتك عندي.........بسالها......وبعدها ان شاء الله خير....
بو فهد نهض ليخرج من غرفته ويذهب لغرفة ابنه فيصل: والله ما تقصر يا الغالي يا عسى عيني ما تبكيك يا خوي........والله انه بنتك زي بنتي وما ارضى عليها بالغلط وما ارضى انها تنضام.....وإن كان لفيصل معزة فبنتك لها اكبر معزة في قلبي اشهد انها اخلاق وتربية ورزانة .....وفويصل على سواته ما يستاهلها.....بس عقب هالندم اللي شفته بعيونه وتمسكه فيها ....حبيت منجهتي اعطيه فرصة ......
بو فهد بتفهم: الحين الفرصة رد سارا يا أي يا لا وانا ما نيب جابرها على شيء ما تبيه.....
بو فيصل : الله يكتب اللي فيه الخير...وسامحني يا خوي والله ما نيب راضي ابد على هالسواة الشينة بس وش اقول الله يهديه ويهدي الجميع....
بو فهد بنبرة جادة: مسموح ...مسموح وانا خوك....العتب ما هوب عليك....ما هوب عليك ابد...
بو فيصل : ما اطول عليك......مع السلامة يا الغالي....
بو فهد : الله يسلمك
ثم اغلق الخط وشد بيده على الهاتف يعلم جيدّا ما هو رد ابنته وهذا ما اشعل الغضب في صدره لا يريد ان يجبرها على ما لا تريده ولا يريد أن يريح قلب فيصل بردها بالموافقة عليه لابد ان يتأخر في هذا الامر لكي يعرف جيدّا كم هي غالية على قلبه
....

كانت في غرفتها وما زالت في عزلتها جرحها اخيها كثيرًا ولكن هو لا يفهم لِم هي مصرّه على أمر الزواج منه هي مجبورة وانجبارها يعبّر لها عن مدى عجزها وانكسارها هي تريده ولا تريده في آن واحد ! تكره وتحبه تناقض لابد من وضع حاجزٍ له افقدها سيطرتها على نفسها رسلت رسالتها له وهي في اشد الغضب والقهر تريد ان ترى وجهه حينما قرأها تريد أن تفهم وتقرأ شعوره آنذاك ، ما زال بكر يحاول محاولاته في اقناعها لفتح الباب ولكن هي ما زالت على رغبتها في الانعزال
كل شيء يؤلمها نظراتهم وحديثهم وخوفهم عليها من هذا الزواج
ليتهم يدركون انّ طلاقها منه هي الكارثة ! تعلم جيّدًا لن يستسلم فيصل في محاولاته في اقناع الجميع على هذا الزواج ولن يكف عن اتصالاته إلا بعدما ترد وتجيبه صوت رنين هاتفها يزيدها عنادًا في اتخاذ القرار لن تتراجع عنه ولكن ستبكي ندمًا طوال حياتها على ما فعله بها وعلى عجزها في تلك اللحظة عن الدفاع عن نفسها يبدو انّ فيصل صفحة سوداء طويلة وعريضة ولكن ها هي بقرارها تم تمزيقها من المنتصف لا تريد ان تُحادثه لكي لا يثنيها عن قرار الطلاق!
خبأت رأسها تحت الوسادة واغمضت عيناها لتغط في نوم عميق بعد دوامة هذا البكاء
.
.
.
دخل على ابنه حدثه واخبره بما دار بينه وبين اباها
استبشر كثيرًا لهذا ولكن نبّه عليه والده: يا بوك لا تتأمل كثير.....الحين الامر بيد سارا نفسها إما توافق وإما ترفض....وانا يا بوك ما ابي اكسر قلبك .....بس البنت ماخذه موقف منك وموقف كبير وجرح عميق فما اقدر اقول لك مية بالمية بتوافق ترجع....حط ببالك انها يمكن ترفض .....ومن حقها هالشيء....
فيصل تائه، خائف من بعد تلك الرسالة تحدث بانكسار: يبه لا تصير سلبي....بس انت لا تحرمني من دعائك وان شاء الله خير....
بو فيصل تنهد: ربي يوفقك ويكتب لك اللي فيه الخير.......عن اذنك
ثم خرج من الغرفة تاركه يخوض في متاهات مشاعره يحاول ان يحادثها ولكن جميع الابواب مؤصدة في وجهه سحب هاتفه ومفتاح سيارته ثم خرج وهو يحمل بداخله كمًا هائلًا من التوتر هو خائف
خائف للحد الذي احبها فيه من ان تصر على قرارها
لا يريد أن يفترقا لا يريد أن تكون نهايته معها هكذا
لا بد ان يجد مخرجًا لهذا الصد للوصول إليها والتحدث معها ليفهم انقلاب حالها المفاجئ هذا!
.
.
.
كانت تسترق النظر إليه دون ان يشعر
تشعر بانها جمادًا من بعد ان اعترفت له بحملها
يريد ان يعاقبها بهذا الجمود والصمت وعدم المشاركة معها في تناول اطراف الحديث
سمّعت لابنها السورة الكريمة ثم اغلقت القرآن نظرت لأبنها بفخر: يمه فديت الشاطر ......شفت كيف جدول بكرة مرا سهل.......خلصت بدري....
تميم ابتسم وتحدث بحماس: أي ماما مرا سهل.......طيب الحين خلصت ممكن اروح العب مع ولد جيرانه.....
عليا ترتب كتبه وتبري قلمه الرصاص: يا ماما يمكن ما خلص مذاكره......ايش رايك انا العب معاك...
نهض من على الارض بصوت عالي: ونااااااااااااااااااااااا ااااااااااااسه ايش رايك ماما نلعب النطيطة.......وبعدها نتمرجح من زمان ما لعبت برا...كله تقولي لي شمس لا تطلع....
عليا حملت حقيبته بيد واحدة نهضت ومدّت يدها له: لا الحين الجو حلو عادي نطلع ونلعب ...ونركض....ونسالف...ونسوي أي شيء حلو بالحياة...
مسك يدها قائلا: يلا ماما......
عليا ابتسمت لحماسة ابنها: يلا...
كان يسمعهما ويحدّق بزوجته رمى الريموت بقوة على الكنبة ليهمس: غبية هذي......بتلعب وهي حامل......افففففففف.....
نهض وتبعهما بخطواته الهادئة بعكس ما تُخفيه من نيران مشتعلة بداخله....
خرجت عليا وابنهما في حديقة منزلهم هي في الواقع ليست حديقة بالمعنى البحت والصريح إنما هي واجهة للمنزل ذات مساحة كبيرة نوعًا ما رُتبت بالزرع والورود الطبيعية وبعضها اصطناعي اعتزلوا زاوية منها لتختص بالألعاب التي يحبها ابنهم ركض تميم مبتعدًا عن والدته صارخًا: ماما ما تقدرين تمسكيني......ههههههههههههههه ههه.......
وارتفعت قهقهته الطفولية لمسامع والديه كان يحدق بهما من بعيد إلى الآن لم يشعروا به
تبعته عليا متناسية حملها ، تريد ان تشعر بكونها كائن يعيش وسط هذا المنزل دون ان يتجالها احد فأخذت تنخرط في الركض خلف ابنها والصراخ والضحك تحاول ألا تؤذي ما تحمله بداخلها تحاول ولكن ابنها يرغمها على ألا تحاول وتفعل ما لا تريد فعله ركضت بقوة واحتضنت ابنها من الخلف حتى سقطا على الارض وارتفعت اصواتهما بالضحك
انحنت على ابنها لتدغدغه بِلا توقف وهو يحاول ان يبتعد عنها
تميم بضحك وصوت اشبه الصراخ: ههههههههههههههههههههه ماما ههههههههههههه خلاص.....بطني ههههههههههههههههههههه ماما...بس....هههههههههههههه
اعتدلت في جلستها ومن ثم ابتعدت عنه جلست ومددت رجلاها للأمام: لا تسويها في سروالك......بسك ضحك....
تميم نهض من على الارض وما زال يضحك، يشعر بالسعادة لتحطيم حصون الشدة من على والدته اتى سريعًا بالقرب منها رغم انّ المسافة بينهما جدًا قصيرة احتضنها من الخلف بقوة حتى انه اوجع ظهرها حينما ضربها دون قصدٍ منه بركبته الصغيرة!
ولكن حاولت ان تمتص هذا الالم
تحدثت بهدوء: خلاص ماما....يله خلنا نلعب شيء ثاني...
ابتعد عنها قليلًا: خلينا نتمرجح.....
نهضت وهي تحاول ان تسيطر على الم ظهرها
كان يراقبهما ولكن حينما رأى وجهها وهي تعض على شفتيها اظهر نفسه وركض بالقرب منهما
ركب تميم اللعبة وقامت بدفه بخفة
ثم صرخ بمرح: ماما دفي بقوة....اكثر...
عليا عقدت حاجبيها : تميم عمري بشويش اخاف تطيح....
تميم بعناد: لا لا ما اطيح.....
اصبح امامهما ابتسم تميم: بابا جيت تعال العب معنا....
كان يحدّق بها بخوف وغضب اقترب منها وسحبها من يدها قائلا: ما تعورتي؟
عليا تعجبت منه سحبت يدها وقامت بترتيب بذلتها: لا.....
سلطان بحده: انتي حامل......المفروض ما تركضين ولا تسوين هالجنون هذا.......
عليا تدف ابنها تميم: مالك دخل فيني.....روح تابع برنامجك السخيف....
سلطان شد على عضدها بقوة: ادخلي داخل...
تميم انكمش مرتعبًا: بابا اترك ماما....
عليا شدّت على اسنانها: اتركني لا تخوّف الولد
نظر سلطان لأبنه ولعينيه المذعورتين تركها ثم قال: خلاص تميم يكفي لعب....
تميم شد بيديه على بذلت والدته: لا ما بعد نلعب عدل ماما قولي له....
عليا اخذت نفس عميق: اشوي وحنا داخلين....
سلطان بحنق: انا قلت الحين...
تميم اختنق بعبرته: لا ماما...
عليا لتنهي النقاش: خلاص تميم......ايش رايك نروح.....بيت جدو.....ماشتقت لخالة سارا...
تميم مسح دمعته التي انسابت على خده الايمن: إلا اشتقت....
عليا مسكت يده ونظرة لعيني زوجها بتحدي: خلاص اجل نروح الحين بدل ملابسك....
سلطان بتحدي اكبر: ما نيب موديكم ......وطلعه من البيت منتي طالعة....
عليا تقدمت لناحيته قائله: تميم روح غرفتك واختار ملبس لك....
تميم ركض متحمسًا لفعل ذلك
بينما هي تكتفت امام زوجها قائلة: اخنقني بعد......اصلا ابي اشوفهم من زمان ما شفتهم و فاتن تعبانة وابي اروح بيت اهلي عشان فهد يوديني لفاتن اكيد امي بتروح هذا اذا ما راحت.....
سلطان بمزاج عكر للغاية: ما راح اوديك....
عليا باندفاعية: سلطان لا تفكر لم تسوي معي كذا......بخضع لأمرك وانزل الطفل......اقسم لك بالله ما نيب منزلته......لو ايش سويت......يا سلطان......
سلطان بصراخ عالٍ : لأنك انااااااااااااانية......اناا ااااااااااااااااااانية ......
عليا ارتفع صوتها بنفس مستوى وحدة صوته: لا ما نيب انانية.....انت الاناني لم تطلب مني مثل هالطلب....اللي ربك كاتبة لي بصير ....عاد حملت ولا ما حملت....
ثم عبرت من امامه ولكن تبعها وسحبها من يدها لتتخبط في مشيتها وتفقد توازنها تحدث بغضب وحديث موجع: اذا لهدرجة متمسكة فيه انقلعي بيت اهلك........عوديني على غيابك من الحين.....
عليا امتلأت الدموع في عيناها وبصوت مكسور: لهدرجة ما عندك امل بالله.....لهدرجة واثق من اني بموت.......
سلطان انهار في الحديث: حالتك صعبة....انا ما نيب فاقد الامل.....بس ما ابي اتعب واعيش تسع شهور في قلق وخوف واشوف شكلك يذبل......عليا انا دايم اقول يا رب يكون يومي قبل يومك......ما ابي اشوفك تونين ...وتصرخين....وما تعرفين تنامين بالليل من الألم......تكفين عليا طلبتك نزليه....
عليا نزلت دموعها على خديها : ما قدر والله ما قدر....سلطان .....اطلب مني أي شيء إلا هالشيء...
اقتربت منه لتحتضنه ولكنه ابتعد وصد عنها قائلًا: والله ما راح اسامحك لو صار لك شيء ...والله ما راح اسامحك.....انتي رميتي نفسك في التهلكة بهالأنانية .....رميتي نفسك في التهلكة...
مشى بخطى متسارعة وبصوت عال: جهزي نفسك وشنطتك بوديك بيت اهلك.....واخذي تميم معك....خليه يشبع منك.....قبل لا تذبلين ....
اوجعتها كلماته
اشعرها بالخوف الشديد من الموت
والفقد جثلة على ركبتيها تنوح وتبكي
ما يطلبه منها صعبًا صعبًا للغاية
لا تريد ان تقتل طفلها
طفلها التي انتظرته طويلًا
لن تتخلى عنه وستحاول ان تهتم لصحتها
ستنجب طفلها ، وستربيه بيدها
ستنجبه ولن تتخلى عنه ابدًا
.
.
.
.
في تمام الساعة السابعة والنصف مساءًا تم خروجها من المستشفى
ساعدها اخيها مشاري على الدخول للمنزل استقبلهم ضاري مبتسمًا فقد عاد إلى المنزل في تمام الساعة الرابعة والنصف عصرًا
وبقي معها مشاري إلى حين تم خروجها كانت عيناها خالية من الحياة تمشي بخطى بطيئة وذابلة جلست على الاريكة ونظرت للأرض
للمكان الذي شهد على ما حدث اقشعر جسدها وازدردت ريقها
تحدث ضاري بهدوء: نورتي البيت ريهام....
نظرت إليه دون ان تجيبه
مشاري جلس بالقرب منها ولِأول مرة يمسك بيدها ويمسح على شعرها بهذا الحنان الاخوي الطاهر
تحدث بهدوء: ريهام حبيبتي انسي اللي صار.....والحمد لله عدى الامر على خير وما صار لك شيء.......
ارتجفت شفتيها لتعلن عن نوبة بكائها بكت وشهقت : اهىء اهىء......لو عندي ام.....كان انا في بيتنا الحين اهىء اهىء....
تنهد ضاري ونظر لمشاري الذي يحدق بها
احتضن رأسها وطبطب على ظهرها بخفة: الله يرحمها.....اهدي...
ريهام رفعت رأسها من على صدره لتكمل نوبة بكائها: كلكم تكرهوني.....وما تحبوني....وتتمللون مني......وتبون تاذوني.....كلكم اهىء اهىء اهىء....
مشاري عاد يحتضنها من جديد : اشششش ريهام ...حبيبتي ما فيه اخو يكره اخته......حتى متعب....يحبك....
ريهام ارتجف جسدها اثر البكاء: لو يحبني....ما كان...
ثم انخرطت في بكائها الطويل





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-17, 07:55 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مشاري ابعدها عنه وطوّق وجهها بيديه: ريهام والله حنا نحبك......وما فيه اخو يحب يضر اخته او يفكر فيها بطريقة غلط غير اللي ما عندهم ضمير وفطرتهم منحرفه .....متعب ما كان بوعيه......وربك انتقمت لك منه وضربته ضرب....ولو ابوي درا والله انه راح يذبحه
حركت راسها بنفي وهي تزدرد ريقها بصعوبة: لالا لاقول لأبوي.......اللي فيه مكفيه....ما راح اقوله انا....وانتوا لا قولون له......اخاف يجيه شيء.....انا اهم شيء عندي ابوي....وراح اقنعه يزوج....لازم يصير عندنا هنا حرمة كبيرة......لازم......عشان ما احس اني كائن غريب...ما بينكم.......عشان تفهمني......وما اصير لحالي لطلعتوا......
مشاري ابتهجت اساريره حينما قالت (راح اقنعه) يعلم جيدًا ما هو تأثير ريهام على والده اذًا الامر لم ينتهي بعد
قبّل ما بين عيناها : اتركي عنك هالحكي الحين ......وروحي غرفتك تروشي وبدلي ونزلي تعشي....
ريهام بشهقة: لا ما ابي اتعشى بنام....
مشاري بحنان: لا راح تتعشين وبعدها تنامين....يلا روحي...
ذهبت لناحية السلم ثم صعدت للدور العلوي
ضاري بقهر: حسبي الله عليه ارعب قلبها...
مشاري مسح على رأسه: اهم شيء ما سوا لها شيء...
ضاري بشك: سالتها مرة ثانية.....
مشاري حكّ انفسه وبتردد: لا والله ما هدا بالي إلا لم قلت لدكتورة تسوي....
ضاري بغضب رفع يده: لا تكمل.....مو من جدك انت......
مشاري نهض تحدث بعصبية: دفعت لها مبلغ وقدره انه ما تقول سبب الانهيار شرحت لها اللي صار .......وجبرتها على الكتمان .....و ما ارتحت إلا لم قالت لي انه ما صار لها شيء ومازالت بنت.....ومتأكد ما راح تفتح فمها ولا بكلمة المبلغ اللي خذته مرا كبير.....
ضاري ضرب يده على رجله اليسرى: واختك بالله ما فكرت فيها....
مشاري بغضب وهو يتجه لناحية الخلاء الذي حبس متعب بداخله: لم كشفت عليها اختك ما زالت تحت تأثير المهدئات وماهي حاسة بشيء......يعني اصلا ما حست.....
ضاري رفع صوته باعتراض لكل ما حدث: عشان كذا خليتني امشي.....ومستعجلني بعد عشان ما تفيق.....مشاري وين عقلك....
مشاري وهو يفتح الباب: اهم شيء ارتاح قلبي وعقلي.....وتطمنت عليها وعلى مستقبلها بعد...
انفتح الباب ورأى اخيه يجلس على حافة البانيو ويهز رجليه بتوتر
تحدث مشاري: انقلع لغرفتي تروش والبس من ملابسي وانزل تحت...
نهض متعب : ابي اكلم امي...
مشاري لا يطيق النظر لوجهه: كلمتها وقلت لها انك بتظل عندنا هنا كم يوم....
متعب بتردد وخوف: اخبار ريهام؟
مشاري ادار ظهره لكي لا يطيل الحديث معه: بخير....بسرعة روح الغرفة ......تروش وانزل...
خرج متعب متجهًا لناحية السلم
ضاري بتعجب: وش بسوي؟
مشاري بجدية: ابيها تشوفه ......ما ابيها تخاف منه ......ابيها تواجه خوفها منه بجلوسها قدامه...
ضاري بصدمة: انت تبي تذبح اختك....
مشاري عاد لمكره وجديته لقناعاته : ما ابيها تصير جبانه .....وما تواجه مخاوفها.......لازم تشوفه...وشوف وش سويت فيه......هي تفكر الحين كلنا زيه سمعتها وش قالت قالت كلكم تكرهوني
وما غاب عنه حينما قالت تريد ان تقنع اباها في الزواج وكأنها تريد امرأة اخرى لتحميها منهما هكذا دار في عقله قال: لازم اثبت لها عكس اللي في عقلها.......
ضاري بعدم اقتناع: والله انك بجننا....
صرخ مشاري: ميري حطي عشاء...
ثم نظر لأخيه: لا تخاف ما راح تجن.....
رنّ هاتفه سحبه من مخبأ الشيرت ثم قال: نعم.....
اتاه الصوت الرجولي : هااا مشاري وش صار على خالد؟
مشاري ابتسم بخبث: شيلة من بالك خلاص....انتهت المهمة.....
عقد حاجبيه : يعني كيف....؟
مشاري اتكأ على فخذه: يعني خلاص يعطيك العافية فلوسك صارت بحسابك........انسى هالسالفة ولو ما نسيتها انا اعرف كيف انسيك إيّاها وعلى فكرة لا تحاول تتعرّض للولد بشيء لأنك لو سويتها وتعرضت ذاك الوقت راح ادفنك باي
ثم اغلق الخط في وجهه دون ان يستمع لحديثه
ضاري بتعجب: من تكلم؟
مشاري نظر لأظافر يديه بمكر: واحد استعنت فيه لتخليص مهمة وقضت هالمهمة وخذ المقسوم وراح....
ضاري بقلق: متى راح تخلص من هالدوامة...
مشاري بجدية وبوقاحة: لم ابوك وصيته يصيرون تحت سقف واحد وجيبون لك بيبي صغير .....
مسح ضاري بيده على وجهه سريعًا متمتمًا : استغفر الله .......لا تخليني اشيل اثم هالبنت معاك يا مشاري عارف كل اللي تسويه عشاني.....
مشاري نظر لأخيه: ايوا عشانك....بس الذنب ذنبي لوحدي....لا تخاف التوأم ما يتقاسمون الاثم.....كل واحد يشيل اثمه بنفسه......
ضاري بلين الحديث: مشاري انت ما كنت كذا.....ارجع زي اول....
مشاري رمى قنبلته الموجعة: تعالج......اجل...
ضاري اغمض عينيه باعتراض: سكر على هالموضوع....
مشاري بغضب نهض: وانت اجل لا تناقشني في هالموضوع....
نزل متعب وهو يرتدي لبسه من ملابس اخيه
حدق به مشاري: تعال هنا....
متعب جلس على الاريكة تحدث بهدوء: ماله داعي اجلس عندكم ترا......خلاص بمشي.....
مشاري بحده: ما هوب على كيفك.....ومن بكرا راح تداوم عندي...
نظر ضاري لتوأمه بصدمة
متعب بانفعال: انت عارفني ما احب شغلكم وميولي غير عن ميولكم....
مشاري نهض من على الكنبة ساخرا: أي انت ميولك سهر وشراب وخراب.....وبنات.....ولا انا كاذب؟
متعب بتذمر: لا تجلس تمسكها علي الحين هالغلطة.....اعترف اني غلطان....
ضاري شبك اصابع يديه ببعضهما: وعساك اتعظت من هالغلطة....
متعب لم يجيب عليه
مشاري بحزم جلس على الاريكة المقابلة له: راح تشتغل عندي......وربعك السرابيت باذن الواحد الاحد الليلة بنامون في السجن راسلين لك انه الليلة فيه بارتي مرتب في استراحتكم المقرفة.....فأنا عاد بلغت والليلة بجيهم نصيبهم ....
متعب بتذكر: جوالي عندك....
مشاري بمزاج عالٍ وسخرية لاذعة: لا عند سوسو....
سكت متعب
بينما مشاري قام بتشغيل التلفاز
ضاري لم يحبذ جوهم هذا
نزلت ريهام وحينما سقطت عيناها على متعب كادت تعود من حيث اتت ولكن استوقفها صوت مشاري: رييييييييييييييييهام....
توقفت ونظرت لمشاري: نعم......
مشاري وهو ينظر لها: تعالي اجلسي جنبي....
ريهام لا تريد ان ترى وجه متعب فهو يحثها على الاستفراغ: بروح انام.....
مشاري بحده: انا قلت تعالي....جلسي جنبي....
ضاري بحنية: تعشي ومن ثم نامي....
اخذت نفس عميق وجلست بالقرب من اخيها مشاري
تحدث مشاري بجدية: متعب امس كنت بسوي شيء كبير وما راح احد يغفره لك منا ابد بس الحمد لله ما صار....عارف انك لو كنت بوعيك ما راح تسوي هالشيء.....ابوي ما ربانه على الصياعة ......رغم بعده عنا ورغم الكلام اللي يطلع عليه ونسمعه ما عمري شفت عليه انا بعيوني شيء دايم يحثنا على عكس اللي نسمعه من الناس في اتجاهه .....ولو يشوف الغلط بعينه ما راح يسكت .....لو يوصل اللي سويته بالامس له بدون مبالغة اتوقع منه يتبرّ منك.....بس ريهام ما هيب راضية نقول له مو عشان خاطرك عشانه هو....فاللي صار بالأمس ما راح يتكرر ولا راح يوصل لابوي....راح يكون ما بينا انا وانت وريهام وضاري وحمد...
التفتت ريهام على اخيها هي لم تكن في وعيها حينما زارها حمد تعجبت كثيرًا
وتسلل في فؤادها الخوف تعرف شدّت حمد وغلظته
اكمل مشاري : وحتى حمد بالموت خليته يهدأ وروح بيتهم وما يشوفك لوشايفك ذبحك...وما هدا باله إلا لم اطمن عليك يا ريهام زارك بس كنتي نايمة.....
تحدث متعب وهو ينظر لريهام بخجل: ريهام...وربي مستحي منك وش اقول......ما كنت ....ابيك تشوفيني بهالحال....او اني اسوي شيء لك ويضرك....والله ما كنت ابي هالشيء يصير ابد....سامحيني وانا اخوك سامحيني...
بكت ريهام وغطت وجهها بيديها
ضاري بخوف: ريهام عمري.....لا تبكين......
مشاري طبطب على ظهرها بحنان: خلاص ريهام......اذكري الله ...
نهض متعب وهو منحرج للغاية منها جثل على ركبتيه ووضع باطن كفيه على ركبتيها وشعر بمحاولتها في الابتعاد
فابعدهما عنها تحدث برجاء: ريهام تكفين .....لا تنزل دموعك بسببي وربي انا ما اشوفك غيرك انك اختي......وعمري ما فكرت فيك بشكل غلط .......والله كل اللي صار غصبن عني.....والله انا ما ارضى اشوف دموعك ولا ارضى احد يضرك انتي اختي.....اختي يا ريهام....حالك من حال دانة .....
مشاري مسح على شعرها : ريهام .......هدي وخري ايدينك عن وجهك لا تختنقين....
نهض متعب وانحنى ليقبل رأسها كان كلما حاول الاقتراب منها انكمشت واقتربت اكثر من مشاري
قبّل رأسها بهدوء ثم قال: آسف....سامحيني يا ريهام....
ثم خرج من البيت وهو يحاول ان يجاهد رغبته في البكاء
ريهام اشعرته بالحرج الشديد لتصددها وابتعادها عنه
مشاري امسكها من اكتافها: سمي بالله .....وهدي تعشي ونامي....طيب....
هزت رأسها بالموافقة ثم سحبت منديلًا واتجهت للمطبخ....
ضاري : روح شوف الخبل .......ترى طلع وهو مخنوق بعبرته....
مشاري : بيرجع .....خله يجلس مع نفسه اشوي......يمكن يصحى وينسى زوجته المعششة في راسه....
ضاري بتعجب: لا تقول صار يشرب عشان الموضوع القديم....
مشاري مسح على رأسه: بالضبط عشان بنت ابليس......ليه جبرته يشتغل معي ...اخوك يحتاج لوقت طويل من الشغل عشان ما يفكر في الماضي.......
ضاري هز رأسه بأسى: والله ما توقعته ضعيف كذا.......هو مشّى الامور بهدوء ودون فضايح طلقها واخلى سبيلها بسرعة......وهو في الاصل يحرق نفسه من الداخل.....
مشاري بغليان : الله يحرقها بدنياها وآخرتها.....غبي لو فاضحها عند اهلها كان الحين هي مقبورة ستّر على الامر......وحنا اخوانه ما درينا إلا بعد طيحته الكايدة تذكر....
ضاري عقد حاجبيه: أي اذكر...كيف ما اذكر.....يوم صعب...كان......روح شوفه بالله ....
مشاري نظر لأخيه لثوانٍ ثم نهض
..
...
...
بعد مرور اسبوعين من الاحداث
تم نشر خبر وفاة تركي باسمه الوهمي في الموقع الذي استطاع ان ينشِئهُ عبد العزيز ضبّط الامر مع طلال وكانت ردت فعل ذيب قوية جدًا واقتنع بانه فارغ الحياة بسبب الصور المريعة والجالبة للهم والاستفراغ ولكن ما زال يبحث عن ماهية الرجل الحقيقية واستطاع تركي ان يقنع زوجته نسرين في السفر معه بينما ابراهيم بدأت جلسات العلاج معه وحالته اصبحت في سوء بسبب عزلته الطويلة لوحده!
بينما ابا ابراهيم لم يكن على اطمئنان من هذه السفرة وما زال مصرًا في ادخال فكرة الزواج من فاتن في رأس ابراهيم
سارا بقيت معتزلة في غرفتها تأكل القليل وتشرب القليل وكثيرًا ما تقضي اليوم في البكاء والنوح والمذاكرة لساعات فوق طاقتها وكأنها تعاقب نفسها على هذا الامر حاولت عليا ان تخرجها من حبل الضيق هذا ولكن لم تستطع فهي ايضًا تتجرّع مرارة بعد سلطان لها وتركها في منزل اهلها هكذا دون سؤالٍ منه الجميع عرف ما سبب مشكلتها معه وتبيّن لهم انها حامل
اما هي رغم الحديث الذي يسم آذانيها تحاول ان تسعد نفسها بنفسها والدتها كان رأيها في امر حملها كرأي زوجها سلطان تمامًا ولكن هي مصرة على امر انجابه وليس قتله
تُراجع مواعيدها بدقة وتهتم بصحتها ولتميم اكثر
اصبحت صديقة جيدة لتميم واصبح تميم اخف عنادًا لها بعد تغييرها الجذري عن شخصيتها الجادة والشديدة!

ابا فهد يفكر كثيرًا بابنته ويفكر كيف يخبرها وهي على هذا الامر لم يعرف سبب انعزالها جيدًا لم تخبره زوجته بأمر خلافها مع فهد كلما تساؤل عن سبب عزلتها اجابوه بانشغالها بالدراسة واختباراتها الصعبة فيشيح بنظره عن امر اخبارها بالأمر!
وبكر يحاول ان يحدثها ولكنها تصده بشتى الطرق وكذلك فهد حاول ان يحدثها وجها لوجه وبمكالمات هاتفية ولكنها لا تجيبه
اشعرت فهد بالندم حيال حديثه ود لو لم يقل ما قاله لها لكي لا تنطوي على نفسها هكذا ولكن سكت وانشغل بزوجته رهف وبحياتهما
بينما عبد الرحمن يومًا عن يوم تزداد المسؤولية على عاتقة والده لم يعد كما في السابق يحتاج كثيرًا لِم يخفف عنه ازمات العمل والمنزل ايضًا
ووالدته بعد خروج ابنتها تحسنت اوضاعها كثيرًا ولكن
فاتن لم تعد فاتن في الاصل
خلال هذه الايام القليلة
شحب لونها واصفرّت بياضة عينيها
بشرتها اخذت تتقشّر واشتدّ جفافها
شفتيها متشققتان وجافتان رغم انها تتناول الاقراص الخاصة لحالتها ولكن جسدها يتجاوب مع تلك الاقراص ببطء
شعرها كثيرًا ما يتساقط
عادت لجنون القراءة رغم يبس الامل بداخلها
انعزلت عائلتها ولا تحبذ ان تراهم تتصدد عنهم وتخشى من عيناهم حينما تلاحقها للاطمئنان عليها
تقرأ كثيرًا
وتكتب وتمزق الاوراق اكثر
لا تجيب على من يتصل عليها
فعبد الرحمن اشترى لها هاتفًا هديةً لخروجها من المستشفى
ولكن لا تستخدمه كثيرًا فقط تمسكه حينما تضيء شاشته باسم (امي)
لا تطيق النظر لوجهها ، تشعر انها موسومة بما حدث لها وتخشى من ان ترى هذا الوسم في جبينها يومًا!
تتصدد عن عمها سعود كلما اتى هو وزوجته لزيارتهما لها
عمها من بعد ذلك اليوم لا يحدثها وهي لا تنظر إليه
تخشاه كثيرًا وترتعد اطرافها خوفًا حينما تراه
...
بينما حبيبها الذنب ينهش قلبه وعقل وضميره يصرخ بِلا توقف يحاول ان يصلح الامر ولكن لا يجد مخرجًا لملامسة النور
لا ينام جيدًا مستواه الدراسي بدأ ينخفض
بينما مستوى دخل شركته ممتاز فهو يصب جهد طاقته في العمل على الشريكة
مختفي عن الناس منعزل عنهم منهمك في قضاء ساعات طويلة في شركته فقط
.....

يوم الاحد
الساعة الثانية والنصف ظهرًا
كعادتها تمكث ساعات طويلة على الكرسي منكبة على كتاب جديد تقرأه
في هذا اليوم احبت ان تعيد قراءة كتاب (( نقد نقد العقل العربي)نظرية العقل(1))
تقرأ بجنون وتركيز عميق ، لدرجة يعرق جبينها وعيناها تتعبان وتحمران من شدّت التركيز ، كلما تعبت قرات اكثر وكأنها تعذب نفسها بهذا الأمر وما إن تختم الكتاب تمسك ورقة وقلم لتلخِّص ما قرأته لساعات طويلة جسدها مُرهق تنام لمدة اربع ساعات فقط يومها كله تقضيه في الغرفة يأتي عبد الرحمن يحدثها لا تتفاعل مع حديثه يمل من هذا الوضع ثم يخرج
تأتي رهف لزيارتها وهكذا تمل من جنون اختها فتخرج من غرفتها هذه المرة انفتح الباب ولم تبالي كعادتها لمن دخل
كانت تقرأ وتُشير بالقلم على كل حرف تمرره عليه تقرأه ببطء وتركيز وبفهم فوق طاقتها تمسح بيدها على جبينها لتمسح حُبيبات العرق الصغيرة كانت تقرأ بالقرب من النافذة تفتح النافذة لتتسلل اشعة الشمس على اطراف الكتاب ولكن شمس الظهيرة حارقة وشديدة الحرارة تجلس لساعات طويلة امام النافذة ولا تبالي لحرارة الشمس ولا لتعبها وإن تعبت غفت على الطاولة التي امامها ومن ثم تجلس لتعود للقراءة جنون ليس له مثيل عذاب بمذاق خاص لا يستلذه سواها
تقدم لناحيتها وسحب الكرسي القريب منه ليجلس عليه ويصبح امامها
نظر إليها وإلى اندماجها وتعجبها وجهدها المبذول
رفع يده وسحب الكتاب من يديها الجافتين
عقدت حاجبيها اغمضت عيناها بتذمر وبصوت ضعيف لا تتحمل ان ترفع مستواه اكثر من هكذا لضعف جسدها وقلة حيلتها: عبد الرحمن.....رجّع الكتاب باقي لي فصل واخلصه.....
فتحت عيناها وسقطت عيناها في عينيه شعرت بدوران رأسها وغشاوة على عيناها اغمضتهما بسرعة ثم فتحتهما انكمشت على نفسها بطريقة غير ملحوظة حاولت ان تستعيد اتزانها كُتبها تلك ذكّرتها بأيامها الفاتنة بأيام القوة والارادة الكبيرة تشتاق لنفسها كثيرًا ولتلك الايام الجميلة
تحدثت : عمي.....


سعود اعتزل المجيء إليها لأيام لكي لا يتهور في ردات فعله حاول ان يهتم لأمور اخرى ويصفي ذهنه ليكون على استعداد تام لمواجهة الحقيقة
ولكن لا يستطيع ان يتمالك نفسه حينما تتضح الحقيقة امام عينيه ويتردد في آذانيه صدى كلمتها تلك
ولكن حينما سمع عن اخر حالتها وإلى ما توصلت إليه شعر بوجع قلبه عليها شعر بضعفها وانكسارها شعر بعجزها ايضًا
احب ان يطمئن عليها بنفسه
ابتسم ، بل اغصب نفسه على الابتسامة لم يتوقع يومًا يراها على هذا الحال نحفت بسرعة غريبة خلال هذه الايام شعرها بدأ يخف قليلًا من الامام بشرتها شاحبة وجافة ومصحوبة بالاصفرار منعزلة
وطريقتها في القراءة وتركيزها تثير الشك في نفسك والخوف عليها من انها مصابة بوسواس قهري عجيب
تحدث: اخبارك فاتن....
فاتن اغرقت عيناها ازدردت ريقها وبللت شفتيها الجافتين : ببببخير.....عطني الكتاب.....ابي اختمه....
سعود بنبرة هادئة: وانا ابي اسالف معاك اشوي.....ممكن؟
سكتت لا تريد ان تتحدث عن امر الاغتصاب لا تريد ان تجبر نفسها على التذكر مُنذ خروجها من المستشفى كلما رغبة في التذكر اجبرت نفسها على القراءة والضياع في الاحرف
تحدث بعدما وضع الكتاب على طاولة: اشوفك ولهتي على كتبك........تقرين فيهم بجنون.....
فاتن سرحت قليلًا: ولهت لنفسي
ونظرت إليه بضياع: ولقريت احس القاني.....
سعود خشي عليها من هذا الشتات : فاتن....لا يكلف الله نفسا إلا وسعها....لا تحملين نفسك فوق طاقتك....حنا ما نحرمك من القراءة بس كل شيء له حدود....وإن جسدك لعليك حقا.....تذكري هالشيء....
فاتن وكأنها بدأت تستعيد نفسها الضائعة: اقرأ احسن من اني افكر.....
سعود رقّ قلبه عليها ولكن حاول ألا يبيّن لها ذلك: بسألك ما تعبين وانتي تقرين؟
فاتن بانهيار في الحديث: كلما تعبت......شديت على نفسي عشان اقرأ اكثر......اتعب بس ما اعرف اوقّف نفسي....احس لازم اقرا واقرأ واقرأ واقرأ لين........اتخلّص من سماجتي.....لازم اراجع الكتب المفيدة ......حرقت الكتب اللي مالها قيمة.....وما تعجبني اصلًا...
سعود دهش من حركاتها المتوترة كانت تشد على يديها بقوة وتشد على الاحرف ايضًا بقوة كأنها تريد الانتقام من نفسها هي تعذب نفسها بيدها الجافتين تساءل باستغراب: متى حرقتيهم؟
فاتن اسندت يديها على الطاولة بكوعها ومن ثم اسندت راسها ما بين كفيها شدت على جبينها وهي تردف: الساعة ثلاث الفجر .....
سعود نظر إليها طويلًا بقلق : ليش تعذبين نفسك؟
فاتن اغمضت عيناها بقوة وشدّت على شعرها بيدها وكأنها تريد الخلاص من الم فتاك يفتك بخلاياها: لأني استاهل....
ثم رفعت راسها ونظرت إليه ببلاها: انا مادري ليش اسالف معك.....يمكن عشانك الوحيد اللي فاهمني تدري....اكتشفت شيء عبد الرحمن ابدًا ما يفهمني....انت بس اللي تفهمني....

سعود يحمد ربه كثيرا بان عبد الرحمن لم يفهمها وإلا لكانت مصيبة
اطرق بجدية: تدرين انه حرام اللي تسوينه بنفسك....
فاتن عقدت حاجبيها: وحدة تقرأ وش حرام؟....القراءة والكتابة حرام؟
سعود بنبرة اكثر حدة: لصارت فوق طاقتك وفوق صحتك .....وتبعدك عن اشياء اهم ......بصير لك اذيّة ...وحرام تأذين نفسك....
فاتن اسندت ظهرها على ظهر الكرسي: انا مرتاحة كذا....
سعود بغضب: كذابة....
فاتن بدأت تُخلط الامور : عمي اذا جاي عشان تسحبني بالحكي واقولك منو وكيف صار الشيء ذاك؟......ما راح اقول ولا راح اعلمك....لأن وقتي ثمين ......ابي اقرأ واخلص كتابي.........ما ابي اذكر شيء.....بسوي لعقلي غسيل من هالذكرة بالقراءة........ما ابي اذكر شيء.......ما ابي ما هوب غصب......
انصدم سعود من حديثها نهض وهي ارتجفت وعادت فاتن الضعيفة من جديد
تحدث بصوت منخفض وما بين اسنانه: تهربين من واقعك بالقراءة لساعات تقتلك وتقتل جسمك وتسد شهيتك........راح اعرف منك كل شيء بس ما هوب الحين.......الحين ثقفي نفسك كيف تواجهين الواقع حتى لو كان مُر......شكلك ما قريتي هالشيء بهالكتب اللي دافنه غرفتك ابهم.......
فاتن حدقت بكتبها المرمية في كل مكان تحدثت بنبرة خالجها البكاء: لا احد يسألني.....ولا أبي احد يدّخل فيني.....أبي اجلس لوحدي وبس.......وبس.....
سعود سحبها من يدها بقوة حتى شهقت خوفًا من ان يضربها ذهبا بها لناحية المرآة رفع رأسها ليجبرها على النظر: طالعي نفسك....طالعي شوفي وش مسوية بنفسك ولا حتى وجهك تبين تهربين منه......طالعي
اغمضت عيناها بقوة لتمنع نفسها من النظر
سعود ارغمها بالجلوس على طرف السرير نظر إليها : حتى من نفسك ومن انتقامك لذاتك تهربين........عايشة على مبدأ الهروب من الواقع......هروب...وهروب...وهرو ب....كأنك مجنونة تركض في البراري.....تركض بدون عقل ما تدري وين تروح فيه..... زيّك بالضبط.....تهملين اكلك ونومك وحتى عبادتك لربك....وتتجهين للقراءة تقرين بس عقل ما فيه تركضين وراء الكلمات والاحرف بس ما تفهمين إلا اللي يجي من صالحك ووافق وضعك الحين...
صدمها بحديثه تسارعت انفاسها واجتمعت الدموع في عيناها
تحدثت بضعف: عمي اتركني لوحدي.......ما ابي اسمع حكي كثير....يتعبني....
صرخ سعود: أي بس هذا اللي عندك اذا ما عجبك الكلام....طردتي الأولي والتالي....انا بطلع......بس اصحي على نفسك.....اصحي يا فاتن....
ثم خرج من غرفتها تاركها تُلملم بقايا ألمها المفتت والمنتشر في ارجاء غرفتها المليئة بالكتب وبجنونها!

..
..
انتهى




قراءة ممتعة للجميع

.
.
.
تحياتي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-17, 07:01 AM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية

لُجَّةُ الذكرياتِ



(البارت الثالث عشر)


السقوط من اعلى التّل وارتطام الجسد بِقاع الهاوية موْت مُحقق
يتمدد جسدك على الأرض ويُصبح بعد ذلك الارتطام حُطام العِظام رخوًّا ! لا قدرة له على الحركة لأنه في الأصل ميّت ، متوفي من الداخل والخارج
شعور مؤلم ، شعور يطرق رأسك بالأسئلة هل انا الآن توفيت؟ أو ماذا حدث ؟! ربما كل هذا حُلم ولكن اشعر بارتطام جسدي واشعر بمحاولتي في النجاة من السقوط كل هذا اشعر به وكأنه واقع....
وماذا بعد؟
غرق ...كيف تحوّل السقوط لغرق، ماء يطوقني واختناق يحتضنني للاحتضار والموت ...
تتداخل الآلام مع بعضها لتفتك بخلايا رأسه ، وبجنون عقله الحاضر
السقوط والغرق كِلاهما اشعراه بالموت....وألمهما واحد
يُشبهان الألم الذي يشعر به الآن ويشعره بعجزه
هل حان موعد الهرب؟ هل ستُقرع طبول الحرب واشتعال النيران والركض لمسافات غير متوقعة!
تسارعت انفاسه، احمرّت عيناه، وازدادت رغبته اكثر في تحطيم كُل شيء امامه
هُناك صُراخ قوي ومزعج يرتد ويعود من جديد لِيصُم آذانيه
صُراخ لا لبشر ولا لجن ....صراخ ممزوج ربما بين هذا وهذا
لذا هو غريب ولكنّه مؤذي للحد الذي لا يُطيق ان يستمعه!
شدّ بيديه على رأسه حاول الصمود ولكن لا جدوى لذلك
يبدو الآن سيقرع الجرس للاستعداد للموت ولكن
سيكون الموت بطيئًا ....ومؤلمًا ....لخلايا جسده ...
نهض من على السرير بِخُطى عشوائية غير مُتزنة تخبط يمينًا ويسارا
عبس بوجهه ونظر للغرفة الباهتة اغمض عينيه بقوة وفتحهما ببطء ليتخطى غشاوتهما بصعوبة تقدم للأمام يريد ان يصل إلى الباب
يريد الهروب، من نفسه، ومن هذه الحياة بأكملها...
لا يستطيع ان يتحمّل اكثر من هذا
لا يستطيع
رمى نفسه على الباب بخفة وألصق خده الايسر به
طرق الباب بقوة وارفع نبرة صوته
صارخًا: open the door………….open the door please…….
طرقه عدّت طرقات ولم يبالي له احد
فركل الباب برجله شاتمًا إيّاهم بجنون متحدثًا بغلظة: يا كـ###....افتحوا لي الباب....شكلكم ما تفهمون.....افتحوا الله يا خذكم ....
ازدادت رعشات جسده وشدّ على يديه ورجليه وعاد بخطواته البطيئة للسرير جلس على طرفه احتضن نفسه ليشد على يديه بقوة لِيُسكت الوجع من الصُراخ عرق جبينه لا يُطيق هذه اللحظات التي تُشعره بالجنون
فمن خِلالها يفتقد نفسه ويخشى من ان يؤذي احدًا لو رآه
رمى جسده على السرير واخذ يضرب بيديه على الوسادة بجنون
لم يعد مسيطرًا على اعصابه تلفت وانهار كُليًا واخذ يضرب رأسه على الوسادة ويصرخ بصوت عالٍ
اثار الفوضى في الغرفة
رمى وسادته على الارض والمفرش ولم يعد هُناك شيئًا إلا وألقاه بقوة إما على الجدار أو على الارض مباشرة
انفتح الباب هُنا
دخل طبيبهُ الخاص وامر مساعديه بوضعه على السرير
امسكوه من يديه بقوة لكي يسيطروا على هذا الانهيار العاصف
كان يركل الهواء ويضرب اللاشيء بيديه من اجل ان يفلّت نفسه ويخلصها من يديهم
ولكن اخيرًا وضعوه على السرير وربطوا يديه بالحواجز
حقنوه بجُرعة لا تكفي ان تُسكت أنين خلاياه ولكنها ستفيده للخلاص من هذا الانهيار قليلًا....
تحدث الطبيب محثهُ على الصبّر والتأقلم مع الوضع ولن يكون هذا الأمر مطولًا بإذنٍ من الله
وفجأة وهم مجتمعون حوله يرتبون ما قام ببعثرته دخل أخيه حاملًا في يديه حقيبته التي تحمل بداخلها حاجياته الضرورية واللازمة
نظر للطبيب بذعر (مُترجم): ماذا حدث ؟
تحدث الطبيب بأهمية بالغة (مترجم): فقد سيطرته على تحمل الآلام....لا تقلق......قمنا بحقنه بجرعة أقل خطرًا عليه.....جسده بدأ يتأقلم على العلاج......وهذا امرٌ جيّد...كل هذا سينتهي عمّا قريب....
نظر تركي لأخيه وهو يجاهد نفسه على التحمّل
يعض شفتيه ويغلق عينيه بقوة
ثم قال: حسنًا....
هزّ الطبيب رأسه ثم خرج وخرجا معه الممرضَيْن !
انغلق الباب واقترب تركي من اخيه وجلس بجوار سريره
تحدث بهدوء: ما عليك شر يا الغالي.....ما عليك شر....تحمّل وأنا اخوك....تحمّل أيّام شديدة وتزول.....
فتح ابراهيم عيناه ببطء ومن شدّة الألم دمعتا تحدث بنفس متسارع: خلاص يا تركي ......خلاص ابي اطلع من هنا....خلاص طفشت......عذاب اللي جالس اذوقه عذاب .....
ربت تركي على كتف اخيه: تحمّل......عشان نفسك....عشان ترجع ابراهيم......اللي الكل يعرفه......تحمّل عشان امي وابوك وسامي.....ورنا....
لم يردف حرفًا واحدًا سكت واغمض عينيه وارخى جسده على السرير ويديه بداتا بالارتخاء واصبحتا متدليتان بجانبي السرير
فهم تركي هُنا الإشارة
لا يريد ان يتحدث وبدأ يأخذ المخدر مفعولة !
تحدث بصوت هادئ: أمي اليوم كلمتني سألت عنك وتعذرت لها ...أنك طالع ......لازم اتصل عليها وتكلمها....
همس ابراهيم : بعدين .........ما هوب الحين اكلمها....بعدين...
تركي بأسى لحالته هزّ رأسه: طيب......براحتك....
ثم ضج صوت رنين هاتف تركي
اخرجه سريعًا من الجاكيت فأجاب: هلا طلال....
كان جالسًا امام حاسوبه ينظر للغة البرمجة الخاصة بالموقع باهتمام تحدث بنبرة جادة وصريحة: تركي......أنا قدرت اخترق نظام معلومات خاصة لذيب.....وتكفى لا تسألني كيف.....لأنه جد انا ما توقعت اسوي هالشيء.....
نظر تركي لإبراهيم ولتنفسه المنتظم نهض سريعًا من على الكرسي ليتجه لناحية الباب: من جدك انت؟.....مهبول.....وما هوب على كيفك...ما تقول لي كيف.....كيف قدرت توصل للنظام....؟.....وش هببت من وراي؟
طلال مرر المؤشر لبعض المعلومات المهمة ونسخها في مجلّد خاص على جهازه ومن ثم نسخها مرة اخرى على الـusbادار نفسه من على الكرسي
قائلا: تركي هدي من نفسك....لا تخاف ....ما هوب صاير شيء....
تركي بحده نظر للمارة: قولي كيف قدرت توصل للنظام وتخترقه؟
طلال نهض من على الكرسي ليتجه للطابعة ويطبع المعلومات على الورق بسهولة ويسر: مصّر يعني تعرف؟
تركي فقد سيطرته على نفسه: قولي ولا قسمًا بالله....
سحب طلال الورق : خلاص يا شيخ لا تحلف......بقولك.......هو غبي لم نزلنا الخبر على الموقع ......ورسلنا له على الاميل .......انتقل الخبر لموقع ثاني.....وهنا انا شكيت كيف انتقل ومِن نقله واصلا منو بيهتم للأمر غيره.....فحاولة اشوف وش هالموقع من الاساس......وطلع وهمي هالغبي مسوي موقع وهمي.......على اساس موقع خاص بشركات واعمال حُره ومادري ايش واضح من وراه ينصب على الناس ......بس بطريقة محترمة .....هالرجال ما شفت اوقح منه.....ومن خلال هالموقع قدرت اخترق حسابه الشخصي .....واوصل لنظام معلوماته الشخصية....؟
تركي بنبرة متسائلة وفيها نوعا ما من الفرح: الشخصية....؟
طلال بقلق يخفيه خلف ابتسامته نظر للورقة: ايوا الشخصية........
تركي بخبث وبنبرة حادقة : يعني تقصد اسمه كامل.....ووين يشتغل....و...
قاطعه وهو يعود بالجلوس على الكرسي: ايوا.......
تركي باهتمام: حلو........طيب له صورة؟
طلال فتح ملف جديد ونقر مرتين على إحدى الصور وبكذب كان مجبورا ان يكذب في امر الصورة: الـحـ##.....طلع جميل......ما هوب هيّن........انا ما شفت اغبى منه وتقولي ذكي.....كيف يربط حساباته الوهمية بحساباته الشخصية......
تركي ابتسم رغمًا عنه: ما هوب غبي......هو مسوي هالشيء وقاصده.....والله ياخوفي......انه يطلع هكر ......ما هوب صدق ....وينقلب السحر على الساحر...وهكِّر جهازك....
طلال بلامبالاة يعود لصفحة البرمجة: خل يهكره ما راح يحصّل شيء......ابد......
تركي بتفكير: امممممم...اذا صدق صار هالشيء اعرف معلوماته هذي كلها غلط.....ويمكن وهمية......
طلال بهدوء: لا تحاتي......انا مهتم للأمر....وما ظنتي يكون كمين ......للعلم اللي يخليني اتأكد ....دخلت على صفحة شفت اسماء شركاؤه في صفقة ((الاسمنت))......واللي اظنه نفس اسم الصفقة اللي...
قاطعه تركي وهو يتجه لناحية النافذة: أي نفسها الصفقة اللي عاقدِنها معه من قبل خمس سنوات....
طلال مسح على شعره: شفت اسمك الوهمي من ضمنهم.....وهذا اكد لي انه حسابه الفعلي....والشخصي....
تركي بحذر: والله ما نيب مطمن......الحين هو ساكت وما شفنا منه أي ردت فعل متى ......بدأ يتحرك ضدنا...استخدمنا اسلحته ضده فهمتني؟
طلال بهدوء : فهمتك....
تركي : انتبه تسوي شيء وما تقول لي...وحذّر عبد العزيز بعد ......طيب...؟
طلال اغلق هاتفه: طيب......
واطرق متذكرا: صدق اخبار ابراهيم؟
تركي عقد حاجبيه بألم: الحمد لله بدأ.....مراحل العلاج الصعبة...
طلال سكت ثم قال: يله.....ربي يهونها عليه.....وقوم بالسلامة...
تركي طأطأ برأسه بحزن: آمين يارب...
طلال نهض من على الكرسي: يلا ما اطول عليك....مع السلامة...
تركي بهدوء: مع السلامة

...
اتجه للخلاء قام بتغيير بذلته سريعًا ارشح وجهه وقام بترتيب شعره الطويل والواصل لرقبته
اتصل على عبد العزيز بعدما خرج قائلًا: عز......فيه مصيبة......ما قدرت اقولها لتركي.....
عبد العزيز بخوف: وش صاير؟
طلال ركب سيارته : وين انت فيه ؟......لازم اقول السالفة وجهًا لوجه....
عبد العزيز نظر للفراغ الذي يطوّقه بحيرة: انا في شقتي...
طلال عقد حاجبيه: ما تركـ...
عبد العزيز بغضب: هذا ظنك فيني.....ما تنسى انت...زي الناقه....وجع.....
طلال تنهد: يا شيخ....وش علي منك.....خلنا في الأهم......ربع ساعة وجايك....
عبد العزيز اغلق الهاتف في وجهه بعدما شتمه لسوء ظنونه يبدو ان كلاهما لن ينسى ماضي الآخر!

....
تركي اطمئن على اخيه بعد تلك المكالمة ورآه غارقا في نومه لذا قرّر ان يعود للفندق اللذان يمكثان فيه هو وزوجته
لم يكن بعيدًا عن المستشفى
كان يستغرق للوصول إليه ربع ساعة فقط!
لذا بعدما خرج وكان حائرًا لمسألة ذيب ومسألة اختراق نظام معلوماته
تنهد بضيق واخذ يكرر: يا رب ........ابعده عن طريقي....يا رب....
وصل للفندق وصعد بالمصعد للطابق الثاني لغرفة 250 مرر البطاقة الممغنطة في مكانها الخاص لينفتح الباب
دخل ورأى المكان كما خرج منه!
الملابس مبعثرة ، ما زالت اكياس طعامهما بالأمس على الطاولة
نظر لزوجته الغارقة في النوم على الكنبة سئم من حياتها الكئيبة
وسئم من حُزنها السرمدي....
توجّه بالقرب من الطاولة جمّع الاوساخ في كيسة واحدة ومن ثم وضعها في القمامة في المطبخ المصغّر!
ثم عاد للمكان من جديد انحنى ليصل للأرض ويلتقط ملابسه ومن ثم رماها على السرير بعدما كومها مع بعضها البعض
اتجه لناحية زوجته حركها من كتفها : نسرين....نسرين.....
حركها بعدما يأس من استيقاظها بقوة
فعقدت حاجبيها وفتحت عيناها بانزعاج من ضوء الشمس القوي : خيرررررررر؟.....وش تبي....!
وقف على قدميه وضع يديه على خاصرته بملل: بسك نوم.....قومي رتبي هالمزبلة اللي صايرة.....
نسرين احتضنت الوسادة الصغيرة وبخمول: ما راح ارتب شيء.....انت مثل ما تعفّس رتب......جبرتني على هالسفرة.....بس ما راح تقدر تجبرني على شيء ثاني.....
تركي لم يتحمل حالها هذا رمى عليها وسادة صغيرة لتصطدم برأسها: لا والله شكلك ما عرفتيني زين.....قادر اكسر راسك بعد....قومي....
نسرين ابعدت الوسائد عنها جلست على الكنبة وابعدت شعرها عن وجهها: تركي.....اذا حاب تتهاوش...تهاوش مع أي احد غيري ....انا اليوم مالي مزاج ....اتركني انام...
تركي شد على اسنانه بقوة وتقدم لناحيتها سحبها من يدها ليجبرها على الوقوف: صحصحي ورتبي المكان......وجهزي اشناطنا لأنه راح ننزل لشقة اكبر من هالغرفة هذي.......وكمان لأنا راح نطوّل......وبعد ما تنظفين...
نظر لعينيها الكحيلتين بحدة وبنبره غضب وكلمة مقصودة ليحرجها: تروشي لأني ...خلاص ما اقدر اتحمّل ريحتك.....
اشعل الغضب في نفسها ، جرحها بكلمته استشاطت غيظًا منه دفعته بيديها للخلف صارخة: ما نيب مرتبه شيء وما نيب متروشة.......واذا انا ريحتي مرا خايسة.....
انهارت اكثر في سرعة الحديث: شيء حلو.......بالنسبة لي....عشان ما تقرّب مني.....وما تأذيني كل ساعة والثانية قومي رتبي قومي طبخي....قومي.....شيلي .....يمكن تبعد عني.....وتفهم اني ما نيب طايقتك....مثل ما أنت منك طايق ريحتي...
حركتها تلك زادت الامر سوء حينما دفعته عاد للوراء خطوة واحدة ولكنها زادت من عصبيته وتسارعت انفاسه
اقترب منها اكثر كانت تشتمه ولكنه لم يمهلها حينما حملها ما بين يديه بكل قساوة وذهب بها لناحية الخلاء
هُنا هي صرخت وتحوّلت صرخاتها لشهقات بكاء في لحظات سريعة
فتح الباب بقوة حتى اصطدم بالجدار
وضعها في البانيو وحاولت الفرار ولكن لم يمهلها توجّه للباب وقام بقفله ووضع المفتاح في مخبأ السروال!
صرخت وهي تبكي: وخّر عني.......ما هوب على كيفك تجبرني....شايفني بزر.....
تركي لم يهتم لبكائها ولا حتى لحركاتها التي تحاول منها ابعاده عنها ولتثنيه عمّا سيفعله
فتح صنبور الماء وبدأ الماء يصب على رأسها اولًا صرخت هنا: باااااااااااااااااااارد.... ......
وبكت....
لم يهتم ، كان في حالة غضب شديدة في الحقيقة هي بدأت تستحم
مهتمة لنظافة جسدها وليس لديها أي رائحة كريهة ولكن احب ان يجرحها لعلها تستيقظ مما هي فيه....
وكلما عاندت امرًا منه اجبرها على فعله
وكلما اجبرها اتسعت الفجوات بينهما!
حاولت النهوض ولكن امسكها من اكتافها واجبرها على البقاء
التصقت ملابسها الشتوية على جسدها واصبحت اكثر ثقلا على جسدها الذي بدأ يرتجف بردًا
تحدثت وشفتيها ترتجفان من البرد وعيناها تنظر إليه برجاء: تركي تكفى........بس....بردت....اهىء اهىء....
نظر لعيناها، ولرجفتها ....ولذبول جسدها اغلق الصنبور
وطوّق وجهها دون عنادًا منها ودون قسوةٍ منه
تحدّث بحده: لا تعصين اوامري مرة ثانية....ورجعي نسرين اللي اعرفها......فاهمه......ولا افهمك.....؟
نسرين باستلام بسبب البرودة التي سرت لخلايا جسدها
هزت رأسها بالموافقة
فابتعد عنها قائلا: اليوم تجهزين الشنط بدون عناد......
احتضنت ساقيها بعدما قربت رجليها لتلصقهما ببطنها وبرجفة برد: ططططيب.....
تركي نفذ صبره ولم يستحمل ان يتعاطف معها اكثر : قومي بدلي.....ولا تبيني بعد ابدل لك مثل ما روشتك؟
نسرين فهمت ما يقصده لا يريد منها ان تعانده نهضت ووقفت على قدميها وبدأت قطرات الماء تتساقط في كل مكان تحدثت : اطلع ابي اتروش بماي دافي........
نظر إليها ولرجفتها تحدث بعناد: لا.....بس تروشتي ونظفتي....الحين طلعي...رتبي الشناط....لا تتهربين من هالأمر....
نسرين ببكاء : اهىء اهىء والله ما اتهرب....والله.....
قاطعها : لا تحلفين....انتي في الحمام...
هزت رأسها : ططططيب...بس ابي اتروّش بماي دافي.....
ملّ من الحديث معها لهذا احبّ ان ينهي الامر مثلما ابتدأه
واقترب منها ويشعر انه فقد وعيه تمامًا عنادها وحالتها السيئة وحزنها
لم يطيق كل هذا اراد ان يعاملها كما تعامله اراد ان يقسي عليها كما هي تقسي عليه بكلمات وشتائم لا يقبلها بتاتًا هو اصرف النظر عن سبها له بسبب حالتها وفقدها لطفلهما ولو لم تكن على هذا الحال لأدبها بأشد العقوبات...
فتح الصنبور مرة اخرى وهذه المرة حاول ان يوازن الماء البارد بالماء الحار ليختلط إلى ان يصبح دافئًا ومن ثم امسكها من اكتافها ووضعها تحته لينهمل عليها الماء الدافئ لم تعانده ولم تتحدث بكلمة واحده كانت رعشات جسدها مسيطره تماما على ردات فعلها لكل ما يحدث لها شعرت بسيطرة تركي عليها وعجزها امام غضبه مسحت بيدها على وجهها سريعًا وشعرت بتنمل قدم رجليها الباردتين بعدما وصل لهما الماء الدافئ حركتهما ببطء ومن ثم بكت...طوال ما هي تحت الماء كانت تبكي
ومغمضة لعيناها وترتجف وهو ينظر لها بصمت ولحركاتها باهتمام
ستمرض هذا ما دار في عقله، ولكن سيكون مستعدًا للعناية بها!
هي من اجبرتهُ على هذا الفعل
رقّ قلبه عليها ولكن لن يظهر تعاطفه معها ابدًا خشيةً من ان تتمرد عليه
اغلق الماء ورفعها من على البانيو ليضعها على الارض ولّه بظهره: اطلعي غيري ملابسك انا بتروّش.....
نسرين نظرت إليه ودّت لو تقطعه بأسنانها الحادة ولكن لا تريد ان يطول الامر سحبت فوطة صغيرة معلّقة جانبيا وضعتها على رأسها تقدمت لناحية الباب وكان مقفلا التفتت عليه وهو ما زال واقفًا وصامتًا ولا يريد ان ينظر لها وهي على هذا الضعف!
تحدثت بصوت حذر ومتهدج اثر البكاء: افتح لي الباب.....
تركي اخرج المفتاح من جيبه والتفت عليها ومدّهُ لها اخذته بيد مرتجفة ومن ثم حاولت فتح الباب
ولكن سيطرت الرعشات على يدها ولم تستطع فتحه لغشاوة عينيها بالدموع
فتقدم لناحيتها عندما وقعت عيناه لرجفة يديها ولعجزها عن فتح الباب سحب المفتاح من يدها ومن ثم اداره في مكانه المخصص وفتحه وخرجت هي بسرعة
اغلق الباب على نفسه واسند ظهره عليه تنهد بضيق وبندم لِم فعله
...
اما هي توجهت لحقيبتها وهي ترتجف وتبكي تريد ان ترتدي ملابسها بسرعة لتقي نفسها من هذا البرد اخذت بجامعة ثقيلة بعشوائية
نزعت من على جسدها الملابس المبتلة بصعوبة
ومن ثم ارتدت ملابسها سريعًا واختبأت بعد ذلك تحت اللحاف وعلى السرير بكت كثيرًا ولم تستطع النّوم....وبقيت على هذا الحال ....لدقائق عدّة

....
وصل طلال للشقة اطرق الباب ومن ثم فتح عبد العزيز له
دخل وهو يكرر: مصيبة......مصيبة...
عبد العزيز اشار له ان يهدأ: هدي نفسك وقول لي وش هالمصيبة؟
طلال مسح على شعره بقهر: عرفت من يكون ذيب بالضبط؟
عبد العزيز ابتسم بانتصار: ياااااااااا ولد......هذي بشارة خير ما هوب مصيبة.....بس كيف عرفت....
طلال : تذكر الموقع اللي نشر خبر الوفاة وشكينا فيه...قدرت اخترقه..
عبد العزيز بتركيز: أي....
طلال بلل شفتيه سريعا: ووصلت لنظام المعلومات الخاصة لذيب....
عبد العزيز بحماس وتعزيز: اشهد انك كفو.....وجبتها صح...انا راح عن بالي هالشيء ولا سويته....إلا اصلا ما هقيت انه يكون الزفت ذيب منشأ هالموقع.....
طلال بجدية: ما عليك الحين من الحكي.....المشكلة تركي لو يدري من يكون ذيب بالضبط.....بينجلط...
عبد العزيز عبس بوجهه: يا رجال مو لهدرجة هذي.....من يكون يعني....؟.....مثلا من احد السرابيت اللي كانوا يشتغلون عنده؟
طلال بتهويل الامر: يا ريت...والله انها اهون....
عبد العزيز بشك: اجل من .....يعني من اهل جماعته؟
طلال هز رأسه بـ(أي)
عبد العزيز امسكه من ياقة بذلته: لا تجلس تلعب بأعصابي عطني إياها على بلاطة من؟
طلال امسك يديه وابعدهما عنه بهدوء: بو ذياب....
عبد العزيز بصدمة: يااااااااااااااا شيخ....
ثم سكت ونظر لطلال: لا تسرّع يا طلال يمكن الموضوع فيه لبس....
طلال بجدية: لا والله اني متأكد...شفت صورته واسمه كامل.....انا كلمت تركي....وقلت اني قدرت اوصل لذيب بس ما قدرت اعلمه من يكون بالضبط....جلست الف وادور عليه...
عبد العزيز بتوتر: يا ربي صعبة هذي صعبة........الحين لازم نحاول يضبط موضوع هالإشاعة وما يتوصل بو ذياب لهوية تركي ولا بتكبر الأمور وبصير مشاكل....
طلال بخوف: والله اني خايف من ردت فعل تركي لدرى.....
عبد العزيز بتفكير: امممم.......الوضع حاليا في السليم.....لم تبدأ الامور تتشربك....نقول له.......
طلال وقف بحيرة: لا اصلا بو ذياب لعرف اتوقع يصرف النظر عنه عشان بنته.......بس تركي لو عرف .......هنا المصيبة....
عبد العزيز : لا حول لله ولا قوة إلا بالله.......الوضع صعب.....مرا صعب...
ثم سرح بخياله لدقيقه
عقد حاجبيه بعدها وحدّق بصاحبه متذكرا: تعال صدق.....كيف ما شك تركي بصوته وهو اللي يكلمه دايم؟
طلال نظر لعيني عبد العزيز المندهشتين ثم قال: صدق كيف راح عن بالي هالشيء؟
عبد العزيز ضرب بيديه على الطاولة : يا ربي......يعني الوضع ابدًا ما يطمن وِحُوس عقلك....
طلال بتفهم: عز......اتوقع اللي يكلمه ما هوب ذيب مباشرة يمكن واحد ثاني....مغتمس شخصيته.....
عبد العزيز بانتباه شديد للأمر: وليش ما يكون هو نفسه بس يستخدمون جهاز خاص لتغيير الصوت عشان مصالحهم...
صُعق طلال من هذا التوقع هز رأسه نافيًا: لا مستحيل.....وين حنا فيه.....معقولة......
عبد العزيز بذكاء: انا ما انفي الاحتمالين........لأنهم بالنسبة لتاجر مخدرات كبير مثله بصير عنده كل شيء مثل شربت الماي......بس لازم ناخذ حذرنا منه .......صدق تركي لم قال عليه ذكي.......ما ندري وش ممكن يسوي لعرف انه الخبر اصلا كذب في كذب...وما ندري وش يسوي لو عرف الموقع اصلا وهمي.....اذا حنا عرفنا انه موقعه وهمي فأكيد بيعرف بعد انه الموقع السويسري وهمي.....ويمكن عرف بس جالس يحضّر لنا هجمة كبيرة....
طلال بلل شفتيه ثم نهض ليستعد بالرحيل: انا بحاول إني اراقب الوضع بدون ما يشك ....انه مراقب.....والله يفرجها...
عبد العزيز نظر إليه: انتبه ....وكون حذر ......ما نبقاه يشك ....
طلال توجّه امام الباب: ان شاء الله عن اذنك
ثم خرج وبقيّ عبد العزيز يفكِّر طويلًا في الامر
ذيب ليس سهلًا ، التعامل معه ليس بهذه السهولة، من الواضح انه يمتلك قدرة كبيرة في السّيطرة على الامور وواضع حصون منيعة ومشيّدة من حوله؛ لكي لا يتمكّن من شكّ في أمره بالوصول إليه، طلال ذكاءه في الاختراق هو من اوصلنا له، ولكن هُناك فخ لا بد ان يكون هُناك فخًا كعقوبة لهذا الاختراق، لن يسكت ذيب حينما يعلم جيّدًا أنّ هُناك من قام باختراق نُظم معلوماته الخاصة! لن يسكُت أبدًا...
.
.
.
.
.
هدوء ، مُمِل ومُجلب للهم والتفكير فيما لا يهم
المكان خالٍ من أي احد جميعهم في غرفهم
اصبحوا لا يجتمعون إلا على مائدة الطعام
وبعد ذلك فرّا كُلًّا منهما لغرفته واغلق الباب على نفسه
بحجة التعب والاجهاد والرغبة الملحّة في اخذ غفوة صغيرة لتجديد الطاقة
ولكن اليوم هو وحده من سيُقلب هذا الهدوء لبركان ثائر
مضى اسبوعًا كاملًا ولم يُفاتحها في الموضوع ومّل من تفكيره ومن وضع الاحتمالات لردها
اليوم ستوضع النقاط على الحروف الابجدية الحزينة
سيحاول في إخراجها من هذا الصمت الذي يحمل وراؤه الكثير من الضوضاء والإزعاج
خرج من غرفته بِخُطى واثقة من تقدمه لهذا الأمر
اخبر والدتها بالأمر قبل ان يخرج وصمتت عاجزة عن الرّد وإن اخبرته برأيها سيقول جملته المعتادة((ما راح اجبرها على شيء.....الاهم الحين رايها وبس))
تقدم لناحية باب غرفتها اطرق الباب طرقات خفيفة
اتاه صوتها الأنثوي المُتعب : ادخل....
دلف الباب بهدوء تقدم للأمام ثم اغلق الباب
ما إن رأته نهضت من على السرير وقامت بتعديل بذلتها وتجميع الأوراق المبعثرة علي سريرها سريعًا، توترت من صمته ونظراته لها دون تفسير ابعدت خصلات شعرها خلف اذنها بحركة سريعة في غاية التوتر
ثم قالت: يبه تبقى شيء؟
شتت ناظريه عنها ، اخذ نفسًا عميقًا ثم جلس على طرف السرير مردفًا بصوت هادئ: تعالي اجلسي هنا وأنا ابوك...
نظرت إليه باستغراب ، وتقدمت لناحيته وجلست بجواره
انتظرته ان يبتدأ في الحديث ....
وضع يده على كتفها ثم نظر لعيناها اللتين تنظران إليه بتعجب : يا بوك أنا جيت آخذ رايك الاخير ....في أمر فيصل.....
لم تردف كلمة واحدة فقط اشاحت بوجهها عنه وعبست
فهي ليست على الاستعداد الكامل للحديث عن الامر يؤرقها امر فيصل لا تريد ان تتعب قلبها اكثر من هكذا...
نظر لردّت فعلها مكملًا: ابوه قد اتصل علي قبل اسبوع.....
نظرت هُنا إليه بدهشة هل فقد عقله فيصل حينما يحث اباه على الحديث مع ابي كيف يجرؤ على فعل هذا !؟
اكمل بو فهد بهدوء: طال الكلام بيني وبينه.....وبالمختصر متصل علي يقول ولده ندمان على اللي سواه......وما زال يبيك......ولا هو مفرِّط فيك......عاد انا قلت له رايي.... عن ولده.....وعن نفسي انا ما نيب موافق عليه بعد سواته......بس بالأول والأخير رايك هو الأهم....
ثم اطرق بحنية: اعتقد ضيقتك هذي......وجلوسك لوحدك بهالغرفة ما هيب بحجة جامعة ومذاكرة.....انا اعرفك زين يا سارا....اعرفك اكثر من نفسك.....فيه شيء مضيّق لك صدرك.....وإن ما خاب ظني......سالفة فيصل ......هي السبب......
تحدثت دون ان تنظر إليه: انا كنت افكر كثير.....يبه.....في هالأمر....وتعبت وانا افكر.......
بو فهد بجدية: مهما كان قرارك ......صدقيني ما راح اجبرك على شيء ما تبينه......وبلاها هالتفكير الزايد......وحبستك بالغرفة لساعات طويلة ما هيب زينة عليك .....
ثم نهض قائلا: ولازم تعرفين شغلة مهمة......ما فيه شيء يستاهل دموعك.....وحزنك......
سارا نهضت لتنهي الأمر: يبه انا ابي الطلاق....
نظر إليها طويلًا، ما يراه من تعبيرات وجهها وتقلبات نَفَسُها الغير منتظم ينفيان من قالته من قرار طائش رُبما!
تقدم لناحيتها رفع وجهها بطرف يده : متأكدة يا يبه؟
سارا اشاحت بنظرها عنه لكي لا يرى دموع الخذلان التي تتراقص شوقًا للانسياب على وجنتيها المحمرتين من الغضب من تلك المشاعر المتخبطة
اردفت : أي يبه ........متأكدة.....ويا ليت تتم اجراءات الطلاق في اسرع وقت.....
بو فهد بحكمة: فكري.....قبل ....
قاطعته بتيه مشاعرها الضائعة وبحركاتها المتوترة: يبه انا فكرت كثير....وانا قد هالقرار.....ابي انفصل عنه.........حياتي مع فيصل مُستحيلة......مستحيل ارجع لواحد تركني في نص الطريق ومشى....ولا اهتم ......
بو فهد بضيق: خلاص يا يبه....ببلغ ابوه بردك.......
سارا ازدردت ريقها، كبرياء سرمدي ومشاعر تائها بِلا حدود تطرق فؤادها
لا تعرف كيف تُنقذ نفسها من كل هذا.....لن ينتهي الامر عند هذا الرد
سينهار فيصل ....وسيفقد صوابه لا محاله
خرج والدها تاركها تُلملم ضياعها وخوفها
جلست على السرير وبكت
بِلا صوت، هي تقسي على نفسها ....تقسي على ذاتها دون ان ترحم ضعف تلك العضلة الصغيرة التي تمكث في الجانب الايسر من صدرها
الكرامة هي من جعلتها تتخذ هذا القرار المؤلم
حديث فهد اوقد شعلتها النار في كيانها بأكمله
ستفقد امور كثيرة وراء هذا الطلاق
ستفقد ذاتها اكثر، وستنطوي على نفسها اكثر واكثر!
....





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-17, 07:02 AM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



....
اما والدها خرج ، والحيرة تتبعه
في الحقيقة والواقع فرح لقرارها هذا
ولكن يعلم جيّدًا انّ فيصل ترك في قلبها اثرًا لن يُمحى
شعر بما كنّه قلبها من مشاعر اتجاهه شعر بحيرتها
وخوفها ، نفض افكاره كلها واتجه فكره لناحية ابنته عليا لم يعجبه امر غيابها عن بيتها
ولم يعجب برد وفعل زوجها لحملها تنهد طويلا واطرق باب غرفتها
ثم دخل ورآها جالسة تقرأ بصوت خاشع وهادئ لكتاب الله عزو جل
بينما تميم يكتب على دفتره بهدوء ليحل الواجب
التفت على والدها ابتسمت واغلق القرآن بعدما قبلته ووضعته على الطاولة: هلا بتاج راسي...نورت غرفتي
ابتسم وتقدم لناحيتها فنهضت وقبّلت راسه
اردف: ربي يرضى عليك .....يا الحنونة....
ثم التفت على تميم: وش تسوي يا عين ابوك انت...
تميم التفت على جده: احل الواجب....
عليا بهدوء: اذا خلصت راح اخليك تجلس على الأيباد بس بشرط تحله عدل طيب....
تميم بحماس: طيب...
التفت على والدها : جيّت لي هنا وراها شيء يا يبه.....انت ما تجي خالي....تجي وانت متعبي ألف من الكلام...
ضحك بخفة: هههههههههه تعرفين ابوك زين...
عليا ابتسمت وهي تحثه على الجلوس: اجلس ...يبه...وقول لي .....الكلام اللي جيت عشانه...
نظر بو فهد لتميم تنهد : خلينا نطلع برا في الصالة الجانبية...
عليا نظرت لتميم وكأنها فهمت ما يرمقها إليه والدها: طيب
ثم قالت : تميم .....بكلم جدو اشوي وبرجع اشوف حلك....
تميم باندماج كلي في الكتابة: طيب....بحله عدل ماما....
هزت رأسها لوالدها ثم خرجا
وما إن وصلا للصالة
قالت بخوف: وش صاير يبه؟
بو فهد دون مقدمات : عاجبك وضعك مع سلطان؟
عليا عبست بوجهها وباندفاع: هو اللي عاجبه ما هوب انا....
بو فهد نظر إليها باهتمام: يا يبه..........انتوا ما عدتوا صغار.....وما بينكم ولد تميم...والثاني في الطريق......المفروض ما تركتي بيتك وجيتي.....المفروض جلستي عنده وحاولتي تصلحين الامور....
عليا بحساسية: شكل جلستي عندكم ضايقتكم
اردف بو فهد سريعًا: لا والله ما ضايقتنا وهذا بيتك ..... انتي فهمتيني غلط.....بطلي تسرّع يا عليا....اللي اقصده المفروض ما طلعتي من بيتك وكبرتي الفجوات ما بينكم....
عليا بنبرة مهزوزة: هو اصلا ما يبي ارجع البيت إلا لم اولد......هو معنّد اني اجهض يا يبه.....ولم رفضت قالي روحي بيت اهلك.....عوديني على غيابك....
بو فهد عقد حاجبيه لم يعجبه ما قاله سلطان ولكن احب ان يخفف على ابنته: يا يبه هذا من حر ما في قلبه قال لك كذا.....ومن خوفه عليك.......اما سلطان مستحيل يفرط فيك.....والله انه رجل كفو.....ويحبك...ويغليك....بس خايف عليك...شافك كيف عانيتي بحملك بتميم.....فقلبه ما طاوعه يرضى يشوفك مره ثانية تتعذبين.....
عليا بنبرة باكية: ما راح ارجع البيت إلا لم اولد.......ما ابي اشوف وجه ابد.....
بو فه بتفهم: البيت بيتك يا بوك.......بس تميم برضوا يبي ابوه.....فلا تحرمينه من ابوه...
عليا اختنقت بعبرتها: لو ابوه يبقى يشوفه كان اتصل وهنا جاء عشانه...بس هو ما اهتم...
بو فهد ابتسم رغما عنه: منو قال؟.....للعلم كل يوم يتصل علي يسأل عنك قبل ولده...
نظرت إليه بدهشة
اكمل: واليوم يبي ولده يطلع معه......
عليا سكتت
بو فهد بجدية: يا بنتي......انتي وسلطان فيكم عنّد ....إن استمريتوا فيه ....بضيعون......تنازلي لو مرة ...واتصلي عليه واصلحي الامور اللي بينكم....
عليا بكبرياء: المفروض هو اللي يتصل ما هوب انا....
بو فهد بتنهد: لا تعاندين يا عليا .....اتصلي هالمرة انتي.......
عليا نهضت ازدردت ريقها: والله ما راح اتصل......واتمنى ما تنقل له اخباري...انقل له بس اخبار ولده.....
ثم انصرف للغرفة
بو فهد بحيرة وخوف على ابنته: الله يقومك بالسلامة.....وتعدِّي الأمور على خير...
.
.
.

.
.
قلبي ضائع
وانا تائه
ولا اجد خارطة تدلني
إليكِ
وما ذا بعد؟
افقدتُ بوصلتي
واضعت هويتي
واصحبت لا اعرف الاتجاهات
ولا اعرف موطني!

كتب كلماته بحبر جاف! ومن ثم اغلق الكتاب
الذي كان من المفترض ان يذاكر دروسه للاستعداد للاختبار غدًا
يومًا عن يوم يزداد تأنيب ضميره ويتقاعس للوراء
وينخفض معدّله الجامعي ولكن لن يصل لدرجة الحُرمان هذا ما يُريح قلبه لحد الآن
ولكن إن طال على ما هو عليه سيصل وسيفقد كل شيء!
آه ...نسيت انه فقد كل شيء كما يظن!
نظر لنفسه ، لعيناه ، للحيته المهملة، ولشاربه الكثيف، لا بد ان يحلق ويخفف من هذا الشعر الذي ملأ وجهه،
يشعر بالحُزن، بالألم، وبالعجز
كيف سيتوصل إليها كيف؟
ليس هناك طريقة توصله لتلك الفاتنة
ليس هناك أي طريقة
انطرق قلبه بالخوف
وانطرق الباب في تلك اللحظة
دخلت صيته وهي تحمل في يدها كأس عصير البرتقال الطازج وضعته على الطاولة
ثم قالت: يزن......متى بترّجع السايق.....
يزن بسرحان : ما راح ارجعه...
صيته برجاء: تكفى يزن....تعوذ من ابليس...ورجعه......
يزن بلل شفتيه: بفكر في الموضوع.....
صيته ابتسم ببهوت : اليوم راح ازور فاتن....انا واختك والتوأم....
يزن بوخز مؤلم في قلبه نظر إليها: تبين اوديكم...
صيته اشارت له بيدها: لا......انت تعبان...بروح مع السايق....على انه ما تعجبني سواقته....ومرا يسرع.....بس يله وش نسوي......
هي تقول هكذا
لتقنعه في إعادة السائق صالح الذي طرده بعدما ذهبت معه للقصيم
حرّك رأسه : خذوا خالد معكم.....
صيته بدهشة: وش اللي ناخذه ما عاد خالد صغير.....
يزن مسح على رأسه: اقصد عشان يوصلكم وشوف سواقة السايق .....
صيته نظرت إليه بشك: طيب....
ثم ترددت في قول: يزن انت تعبان؟
يزن نظر إليها نافيًا الامر: لا ......بس مصدّع من الشغل....
صيته بتوتر: عساك على القوة يا رب.....لا تجهد نفسك....
يزن حرك رأسه بـ(طيب)
ولكنها تقدمت لناحيته قائله بتوتر: يزن....وش صار على موضوع مشاري وابوه....
يزن نظر لعيناها: ما كلمته.....ولا هو اتصل.....
صيته بحيرة: الله يسر الامور.....عن اذنك...
يزن فكّر طويلًا قبل ان يردف ثم قال: صيته.....
التفت عليه: آمر...
يزن نهض من على الكرسي: ما يأمر عليك ظالم.....بس ابي جوالك...اشوي....جوالي ضايع وما لقيته ابي اتصل على السكرتير واكلمه في موضوع مهم.....
نظرت إليه بشك
ولكن قال مبررا دون ان يترك لها مجالًا في الحديث: قلت آخذ جوالك بدلا من اني اتصل على التليفون .....لأني ابيه منه يرسل لي امور خاصة ...وانتي اهلا للثقة....
اردفت بهدوء: طيب .....بخلي إياد يجيبه لك..
ثم خرجت
ماذا سيفعل؟
مسح على رأسه ، وتعجب من نفسه
كيف طرأت تلك الفكرة سريعا في باله؟
كيف ...؟...ابتسم وجلس على طرف السرير منتظرًا اخيه
لم يأخذ دقيقة واحده حتى اتى وناوله الهاتف النقال
سحبه من يد اخيه وما إن اطمئن من خروج اخيه
اخذ يبحث عن رقمها
لا بد ان يجد رقمًا باسمها لابد
ولابد ان ينهي الامر اليوم
لابد ان يحادثها يسمع صوتها
يبرر لها على الاقل
يفكر معها في حل هذا الضياع؟
بحث في جهات الاتصال عن اسمها
من توتره ، وشدّت ضربات قلبه
لم يجده بسهولة
ولكن اخيرًا
رأى((فاتن 2))
بحث عن اسم فاتن لرقمٍ آخر
إن كانت هي فلماذا اسمتها بفاتن 2
هذا يعني انّ هناك فاتن 1
آه ما هذه الدوامة التي سقط فيها يزن
ولكن سيبحث ويرى إن كان هناك رقمًا آخر يحمل اسم فاتن1
ولكن لم يجد!
سجّل الرقم سريعًا في ورقة
واغلق هاتف صيته ووضعه جانبًا واخذ هاتفه ونهض سجل رقمها
ولم يتردد في الاتصال عليها
يشعر بالحاجة الملحة في سماع صوتها وإن كانت ستشتمه!
كل شيء اتخذه سريعًا ودون تفكير
اتصل ولكنها لم تجيبه، فاخذ يتصل مرة اخرى
ولم تجيبه
يريد ان يسمع صوتها ليتأكد من كونها هي فاتن ابنت خاله!
لكي لا يتسرّع في امور قد تُجلب الضرر له ولها!
اغلق هاتفه وهو يفكر في كيف يتأكد من رقمها
سحب هاتف صيته وخرج وهو ينادي: صيته....صيته....
خرجت صيته من غرفة خالد اتت بجانبه: نعم....خير....وشفيك..؟
حكّ انفه وبتردد: لقيت جوالي....اثاريه طايح تحت السرير....عاد وانا اتصل على السكرتير اتصلت وحده اسمعها فاتن واضطريت وبالغلط سكرت في وجهها....
صيته ابتسمت رغمًا عنها: فاتن ومحطوط جنب اسمها اثنين؟
يزن خفق قلبه بقوة: أي.....آسف بحطك في موقف محرج مع ....صديقتك...
كان قاصدًا ان يقول صديقتك ليرى بعدها ماذا تقول
صيته ضحكت بخفة: لا ما هيب صديقتي هذي بنت خالك....بس غريبة متصلة... انا لتصلت عليها بالموت ترد....اتوقع بالغلط .....بس هات الجوال اشوف اتصل عليها...
مدّ لها إياه ثم قال: خلاص اجل بتروحون...
صيته : اخوك نايم....اقوله قم....ما هوب راضي....
يزن رفع من صوته ليسمعه اخيه فباب غرفته مفتوح: اخويييييييلد قم.....روح معهم وبعدها ارجع واخمد يا خيشة النوم...
صيته بجدية: بشويش لا تخرعه.....اذا ما جلس خلاص ما هوب لازم....نروح بدونه...
يزن بعجل ودون تركيز...وبشتات: طيب....بكيفك....عن اذنك...
ثم عاد ادراجه للغرفة بسرعة....
صيته بشك: وشفيه؟....ما هوب طبيعي...واضح انه مضغوط ....الله يقويه وساعده يا رب
ثم دخلت لغرفة خالد
...
اما هو شعر بالسعادة والخوف في آن واحد، جلس على السرير
تردد كثيرًا في كتابة رسالته لها
ولكن قلبه مشتعل بالنيران
لا يدري لماذا؟
مُنذ الصباح وهي لم تفارق عقله
يشعر بالوجع عليها وعلى نفسه من هذا العقاب الذي طال...
لا مجال للتأجيل
سيكتب لها كل ما يكنه قلبه وعقله
وإن كان ذلك عشوائيًا وغير مرتب بتاتًا
مسح على وجهه واخذ نفسًا عميقًا ثم اخذ يكتب رسالته
بهدوء، وبدون تفكير ، كان عقله اللاواعي هو من يكتب
اخذ يكتب لربع ساعة صبّ ألمه، وحزنه، وندمه في هذه الرسالة
ارسلها واغلق هاتفه ثم نهض واتجه للخلاء واخذ يرش وجهه بالماء عدّت مرات، لم يكتفي بهذا مطلقًا
قرر ان يستحم ليطفئ النيران التي تشتعل بحرقة في قلبه وجسده
اغمض عينيه وحاول ألا يفكر بتلك الليلة
واسترخى تحت الماء ، وأخذ نفسه يهدأ
وعقله يستجيب لهذا الاسترخاء
ولكن قلبه يأبى كل هذا
ما زال ينبض بقوة وبسرعة تشعره بالخوف، والرعب، والرغبة الشديدة في الاستسلام للأغماء
.
.
.
.

اغلقت الكتاب ورمته بعيدًا عنها بقوة ، تشعر بتعكر مزاجها تريد ان تخرج للمكتبة وشراء كُتب جديدة ، ها هي تختم آخر كتاب جديد لها هُنا في مكتبتها المصغّرة ، لا تريد ان تتجه لقراءة الروايات العقيمة واللافائدة منها ، ستحرقها يومًا كما احرقت الباقي، سمعت رنين هاتفها نظرت للشاشة لتتأكد وترى هل والدتها من تتصل ام شخص آخر، فوجدته رقمًا دون اسم، تأففت وتكرر الرنين بنفس الرقم، خرجت من غرفتها بعد هذا الملل ، وتوجهت للسلم تنزل للدور الارضي لم ترى أحد في صالتهم الرئيسية ن ولكنها سمعت صوت والدتها وربما تحدث الخادمة في المطبخ، تراجعت عن التقدم للخروج لحديقة المنزل وعادت ادراجها سريعًا لناحية السلم للصعود للغرفة، دلفت باب غرفتها واغلقته، جلست على طرف سريرها سمعت رنين هاتفها


\\



راح اكمل البارت

بكرا

النت عندي مرا
ضعيف
وما يساعد
وغير انه المنتدى يعلق بشكل

.
.
.
اعذروني





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.