سنا البيلسان في دجى الأوركيدا (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة الأزهار والزمن

[ميريزااد]

السلااام عليكم جمييعااا...
وأخيراا ستلتقي التوأمان ترى كيف ستكون علاقتهما؟؟
صوان وزيد هل هما اخواان؟؟؟ وعائلة التهامي كانت سبب في فراقهما فزيد كان بالميتم 😑😑😑😑...
سلمت يداااك على الفصل وفي انتظااار باااقي الاحدااااث ♡♡♡

[ميريزااد]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 3 والزوار 2)
‏ميريزااد*, ‏الطاف ام ملك, ‏ToOoOmy

[**منى لطيفي (نصر الدين )**]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة topaz.

مسائكم جنة عرضها السماوات
والارض لكم ولمن تحبون

بارت جميل منى

جنات ما اتوقع انها
فعلاً تحب نضال ،
يمكن انها شافت به
لطف وحنية وحسته
يشبه اخوها ويمكن
يعوضها عنه 😕

سامي الّي فهمته
انه استاذ بالاعدادية
وهناك في وحدة
لفتت نظره واخذت
قلبه ، امه اش بيها
و منو الّي يشك بيه
خالد ؟

اسد حلوة علاقته بامه
لمعة عينه دليل انه
بعده يفكر باور 😊

هالة الّي فهمته انها
وبسبب جهلها اتجهت
لنفس الطريق الّي
راحت له جنات لكن
هي ما سلمت نفس
جنات

ايمان غبية وما تعرف
ان زوجها كذاب وبس
يخوفها ، المفروض
ترفع عليه قضية 😐

زيد وصوان الواضح
ان بينهم قرابة ويمكن
تهامي هو السبب
بتفرقهم 😕

السيدة حليمة شنو
علاقتها بعائلة القناص
فكرت انها ممكن
تكون ام زيد 😞

لبنى لو كان عمرها
اكثر من ٣٠ شنو
رأيچ منى لو نزوجها
للوزير 😂
هي يمكن نفس سمرا
تفتقد لوجود الاب

مشكورة قلبي ع البارت
وتسلم ايدچ

مساءك حلو و رضى من الرحمان ....راح جاوبك على اخر التعليق .......لبنى قصة حرمان من العاطفة الابوية لتلتقي مع العميد الذي كله حنان و عطف لوحيدته ....لنرى الى اين سيفضي امرهما .....ايمان فعلا زوجها خطير ....لكن فوق كل طاغ الجبار ....تسلمي حبيبتي و ربي يدوم طلتك الحلوة ....

[**منى لطيفي (نصر الدين )**]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته.
اهلا بعودتك منمن منوررره حبي ...والف الف مبروووووك
روايتك الجميله ....فرحت لما شفت انك نزلتي وما طولتي علينا ..
اكيد مميزه مثل سابقاتها ....
بتمنى لك النجاااح والمتابعه والاستمرار .....

الله يبارك فيك حبيبتي ...والله خضتينا عليك يا قلبي و الحمد لله انك بخير و فعلا اي واحدة فيكم عندعها مكنها الغالي على قلبي ....و بنقلق لما تغيب ....ربي يحفظ الجميع

[**منى لطيفي (نصر الدين )**]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا

المقدمه ......

التؤوام عرفو ببعض واحده اور
تحمل الحقد والكره والبغض وتنوي الانتقاام
وبيلسان على العكس تماما ....
اسد ونوفل ابطالنا .....
اهل والده التؤوام يبحثون عنهما لاجل المال
بعد ال ٥ سنوات كيف رح يكون اللقاء متشوووقه لقصص ابطالك
باسلوبك الجذاب اللطيف....
يسلمووووو حبيبتي ....

سعيدة لحضورك يا حبيبتي و نورتينا ...امووة

[**منى لطيفي (نصر الدين )**]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا

ان شاء الله لي عوده
لاكمال باقي الفصول ...لاكون معكم

مستنيك حبيبتي .....و شكرا على تعاليقك الحلوة .....امووووة

[**منى لطيفي (نصر الدين )**]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميريزااد

السلااام عليكم جمييعااا...
وأخيراا ستلتقي التوأمان ترى كيف ستكون علاقتهما؟؟
صوان وزيد هل هما اخواان؟؟؟ وعائلة التهامي كانت سبب في فراقهما فزيد كان بالميتم 😑😑😑😑...
سلمت يداااك على الفصل وفي انتظااار باااقي الاحدااااث ♡♡♡

مساء الخير حبي شكرا على مرورك .....يبدو ان هناك علاقة بينهما و سنرى كيف و لما باذن الله ....تهامي رصيده كبيييييير....و يا رب متكرهوني لما انشر وساختة...ههههههه لان انا بنفسي كرهته ......ابقي قريبة امووووة ....

[sweethoney]

منى أنا تهت منك مرة تانية..وما لقيت الوقت نراجع الفصول الماضية باش نفهم
هل أم لبنى اسمها حليمة؟؟ هي نفسها مشغِلة بيلسان.؟!!
بما أنها تعرف آل القناص فهل كانت متزوج بالسر بأحد أفرادها؟ انتي قلتي صهيب يبحث عن أخته..أتكون لبنى!!؟،
وصوان وزيد..ما سرهما؟؟ وسامي أيضا
الغموض والتشويق مستمرين معانا..في انتظارك منى تحلّي ألغازك

[**منى لطيفي (نصر الدين )**]

[QUOTE=sweethoney;12176099][color="indigo"][size="5"]منى أنا تهت منك مرة تانية..وما لقيت الوقت نراجع الفصول الماضية باش نفهم
هل أم لبنى اسمها حليمة؟؟ هي نفسها مشغِلة بيلسان.؟!!
بما أنها تعرف آل القناص فهل كانت متزوج بالسر بأحد أفرادها؟ انتي قلتي صهيب يبحث عن أخته..أتكون لبنى!!؟،
وصوان وزيد..ما سرهما؟؟ وسامي أيضا
الغموض والتشويق مستمرين معانا..في انتظارك منى تحلّي ألغازك
......انا غموووض ؟؟؟ ههههه انا مسهلة كولشي و اغلب الحاجات عرفتيهم و كلشي داكشي اليجلتيه صحيح ...لبنى اخت سمراء بنات حليمة مشغلة بيلسان ....لكن زواج بالسر ابدااااااا ......ههههه صوان و زيد قريب باذن الله غيبان مع انه باين ههههه شتي ؟؟ حتى شي غموووض ماكاين ،،،، انا كيووووت .... شكرا على مرورك المرح أموووووة ....

[**منى لطيفي (نصر الدين )**]

*الفصل الخامس* {تفـقـَّـد الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة والقرآن والذكر ، فإن وجدت ذلك فأمضي وأبشر ، وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه.....الحسن البصري} خرجت من السيارة تائهة، ساهمة ومبهوتة مما أخبرتها به السيدة حليمة وهمست بخفوت (يا إلهي إلى أي مدى قد تصل بشاعة البشر؟!) توقفت حين لمحت المدخل الكبير أمامها لترفع نظراتها تقرأ اليافطة الكبيرة ورغما عنها فغرت شفتاها عن ابتسامة هادئة صادقة وهي تقرأ اسم مكانها المفضل الذي لطالما كان ملجأها من بشاعة الدنيا ’’معهد فضل الله لتحفيظ القرآن الكريم’' أنزلت أنظارها قليلا، تحديدا تحت سطر الاسم لتتسع ابتسامتها بأمل مشرق وهي تقرأ الآية التي ترسخت بروحها على مدى الثلاث سنوات التي ترددت فيها على المكان ’’ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}.’’. أشارت للحارس بالتحية المعتادة وهي تعبر المدخل متجهة إلى رفيقتها السرية منذ أن التقت بها بالرحلة إياها قبل سنوات والتي أسست المكان قبل ثلاث سنوات فقط، تتوقع وجودها في فصل الصغار لأنها الفترة المسائية. تأملت الصف عبر نافذته، فآثرت الصمت تستمع إلى تلاوة أحد التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين الست والثمان سنوات _وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10); هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) ؛*سورة القلم* قطع تلاوته بأمر من بنفسج التي قالت بهدوء ولطف _حسبك صغيري ....إذن من يخبرني معنى حلاف مهين. رفعوا أيديهم بحماس، ينادونها _أستاذة ...أستاذة. أشارت لواحد بينهم باسمة بحنو، فقال بفخر طفولي جميل _يعني كثير الحلف كذبا. ردت عليه بنفسج بحبور _أحسنت يا ولدي ومن يخبرني معنى هماز مشاء بنميم؟ تعالت النداءات، فاختارت صبيا آخر، يرد عليها _هماز تعني أكل لحوم الناس بالغيبة أي التحدث عنهم بالسوء خلف ظهورهم والاستهزاء والطعن بهم، أما مشاء بنميم، فتعني من يمشي بين الناس ينقل أحاديث بعضهم على بعض ليفسد بينهم. _أحسنت بني. ثم بسطت يديها تسألهم مرة أخرى، لترسخ دمامة الخلق السيء بأذهانهم _وما حكم ذلك في الشرع. نطقوا جميعا مرة واحدة _من كبائر الذنوب. تحدثت بنفسج قبل أن ترمي ساعة يدها بنظرة خاطفة _بارك الله بكم، هناك هدية لمن يأتيني بعد غد بإذن الله حافظا سورة القلم بأكملها وسأتجاوز عن بعض الأخطاء بالقواعد ونصححها معا. تهللت أساريرهم، فتابعت بحنو _هيا يا أبطال يمكنكم المغادرة، لا تنسوا النظام والجميع ينتظر ذويه في قاعة الاستقبال، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. لمحت بنفسج بيلسان تستند بمرفقيها إلى حافة النافذة ترمقها بحزن مشوب بقلق، فابتسمت لها بترحيب وهي تشير لها بالدخول، بادلتها بسمتها وإن لم تخلُ من الحزن، محركة رجليها في اتجاهها وسلمت عليها مقبلة وجنتيها وجلست على أحد مقاعد التلاميذ في حين جلبت بنفسج كرسيا وجلست عليه أمامها، تخاطبها بمرح _أين غبت يا صديقتي الغريبة؟ ردت عليها محافظة على ابتسامتها الواجمة _أعلم بأنني مقصرة لكن عملي متعب ويأخذ الكثير من الوقت. ربتت على ذراعها تجيبها بحنو _لن أعيد عليك اقتراحي مرة أخرى، لكنني مستعدة في أي وقت تريدينه. نظرت إليها بامتنان حزين، تجيب والدموع على أعتاب الانهمار من عينيها التعبتين _لم يعد مهما يا بنفسج، لم يعد يهم! ضمت بنفسج حاجبيها الكثيفين بريبة تميل نحوها، متسائلة بقلق _ماذا حدث حبيبتي؟ هل أنت بخير؟ لم تتحمل، فأطلقت سراح دموعها تشهق بألم وهي تقول _عائلة والدتي وجدتنا وشقيقتي عائدة اليوم وجنات تحب نضال، أنا خائفة، بل مرعوبة من كل شيء. قامت من مكانها بسرعة لتجاورها على المعقد وسحبت منديلا ورقيا من جيب فستانها تجفف لها دموعها بينما تواسيها _اهدئي حبيبتي، اهدئي واشرحي لي كي أفهمك. أمهلتها إلى أن تمالكت نفسها وأخذت أنفاسا تهدئ بها أعصابها الثائرة، لتحكي لها عن الأحداث التي ألمّت بحياتها مؤخرا وحين صمتت بعد أن لهثت تعبا قالت بنفسج تهدئ من روعها _بالنسبة لجنات، الحمد لله الذي حماها من طيشها ولطالما أنت بجانبها، تذكرينها بالله وتدعين لها بالحفظ فلا تخافي! رب العالمين معكما أما بالنسبة للعائلة، حبيبتي أنت تعلمين بأن ذلك سيحدث إن آجلا أو عاجلا. تدحرجت دمعة أخرى على خدها تعبر عن همها بشجن _أخشى أن تعلم جنات بحقيقة والدي، لن أتحمل نظرة الاتهام واللوم منها ...ثم ماذا إن خرج منتقمون آخرون من العدم؟ أنا تعبت ولم أعد أتحمل عذابا جديدا، يكفي ما عانيته في صغري. هزت بنفسج رأسها تخاطبها برقة _أخبرتك من قبل، من الأفضل لو أخبرتها بنفسك، أن تعلم منك خيرا من أن تعلم من غيرك، لكنك رفضتِ ولم تعلميها حتى بكوني صديقتك مخافة أن تعلم بأي طريقة ما حدث يومها ثم حبها لذاك الشاب، أنا آسفة بيلسان لكن أنا و أنت نعلم جيدا حقيقته وأنا بالفعل أستغرب كونه لم يمسها بسوء، كان الله رحيما كريما بها وعليها التوبة من التجاوزات التي سمحت بها. رمقتها بحيرة، تخبرها بهم _آه يا بنفسج، أنا خائفة من احتمال فقدانها، حينها ستبتعد عني وقد يحدث لها خطب وهي أمانة إبراهيم عندي ولن أتخلى عنها، يجب أن أرعاها وأحافظ عليها حتى أزوجها ممن يحبها ويقدرها. ضحكت بنفسج تتأملها بفخر وإعجاب بينما تجيبها _تتحدثين كالأمهات .....لا تخافي! بإذن الله سيكون كل شيء بخير، أنت تمسكي بالله ولن تخسري، فإن كان الله معك من عليك حبيبتي؟ ابتسمت بيلسان أخيرا بأمل وطمأنينة بينما بنفسج تتابع بنصح _ولا تنسي شقيقتك هي الأخرى، كوني لهما المشكاة في طريق العتمة دائما، وحين تحتارين أو تتوهين اسألي ربك وهو سيجيبك ويهديك إليه إلى الحق. لم تفارقها حتى دب الأمل والأمن بصميم صدرها، شاحذه همتها لتواجه المستقبل بقوة إيمانها بربها. **** قام من على مقعده حين أزعجه اهتزاز رجلها واقترب منها يضمها من كتفيها يهمس قرب أذنها _حبيبتي اهدئي، أنت حامل لا يجوز اضطرابك هذا، إنها بخير، مفيد حدثني وسيحضرها بنفسه. التفتت إليه شاهي ليغوص قلبه في وجوم وَلِه من زرقتيها الدامعتين التعبتين، ترد بتحشرج خافت _بماذا أخطأنا يا سمير؟ لماذا لم نفلح في دمغ إحساس اليتم لديها؟ أعلم أن لوالداي الفضل في ذلك لكن ماذا أفعل؟ يا إلهي إنهما والداي وهي ابنتي، حبيبتي. قبل خدها بخفة، مجيبا بحنو _لم نقصر بشيء حبيبيتي، إنها مرحلة صعبة كما يقولون عنها، سنجتازها إن شاء الله بنجاح كما نفعل مع كل عقبة فلا تخافي! أمل فتاة ذكية وصاحبة قلب كبير، بريئة إلى أبعد حدود، هي فقط تائهة وستجد نفسها. رمقته برجاء تتمسك بيديه، فشد عليهما بعد أن قبلهما مسدلا جفنيه هنيهة يبثها إحساس الأمان علّه يريح بالها، فأخذت نفسا عميقا ثم قالت وهي تقوم عن أريكة غرفة الجلوس _سآوي إلى فراشي فأنا تعبة، من فضلك حبيبي تأكد من أنها أكلت شيئا قبل أن تغلق عليها باب غرفتها. قام سمير هو الآخر يرافقها إلى غرفتها حيث قبل رأسها بعد أن دثرها جيدا، يهمس لها بكلمات مهدئة ثم أقفل الباب بهدوء واستدار في اتجاه غرفة أخرى، فتح بابها بخفوت وألقى نظرة على السرير ليبتسم بمكر مرح ثم عاد لإقفاله متوجها إلى الصالون ينتظر عودة أمل برفقة الدكتور مفيد. **** _جنات؟ هل انتهيت من توضيب حقيبتك؟ ابتسمت بحماس لم تلق له صدى لدى بيلسان الجالسة على الأريكة المهترئة بينما تجيبها بلى لقد جمعت كل شيء. صدح صوت دقات على الباب، فأسرعت جنات تفتح بلهفة ليخيب ظنها حين قابلها وجه ديدو يبتسم لها بميوعة قائلا _أهلا يا قلبي... هل اشتقت إلي؟ فتحت الباب على وسعه ليدخل، فنفخت بيلسان بحنق، تهمس بسخط _أنت من ينقصني. دنا عليها ليقبلها على وجنتها، فعادت بيلسان إلى الخلف ترمقه بحدة زاجرة ليستقيم واضعا إحدى يديه على خصره والأخرى يربت بها على شفته بينما يخاطبها بتهكم مائع _آه، نسيت أنكما لا تصافحان الرجال لكن حبي، أنا لست رجلا غريبا. رفعت حاجبا واحدا، تعقب بنفس تهكمه لكن بنبرة جامدة وجافة _أنت محق لكن بالشق الأول من جملتك فقط. ضحكت جنات وديدو عديم النخوة لم يتلقاها إهانة يلوح بكفه بمعنى على أي حال، ثم جلس ليبدأ وصلة الإلحاح اليومية ليقنعها بما يريده منهما _لا يهم يا جميلتي وأنا جئتك بفرصة مهمة جدا اليوم. قلبت بيلسان عينيها بضجر وزفرت بغل، تجيبه بنفور واضح _أفضل فرصة تأتيني بها، أن ترحمني من طلتك البهية ولا أريد أن أراك بعد اليوم، فقم حالا واخرج من هنا! تفاجأ من هجومها الغير معتاد، فهي لطالما عبرت عن كرهها له لكن لم تكن عدوانية مثل اليوم لذا التفت إلى جنات، يسألها بريبة _ما بها صديقتك؟ هل جُنّت؟ ألم تخبريها عن عملك وما يفوتها؟ اشتاطت أعصاب بيلسان وقد وجدت متنفسا لغضبها وخوفها، فهتفت باحتقار _عمل؟ تسمي الدعارة التي تمتهنها عملا؟ بهت ديدو بينما هي تكمل بكره _كدتَ تدمر جنات لولا رحمة ربي بها، تطلقون على الدعارة اسما منمقا تلبسون عليه لباسا أنيقا كي تقنعوا به الفتيات المسكينات فلا يُدركن حقيقة الأمر حتى يتورطن ويضعن ويفقدن شرفهن وعفتهن، مهما فعلتم وأمثالكم من ظهير الشيطان ومهما غلفتموها بأسماء جديدة تظل حقيقتها الدعارة والزنا.. فاحشة وأنتم لستم سوى تجار رقيق، تبيعون وتشترون الفتيات والأطفال وحتى لن أقول الرجال فالكلمة أبعد عن أمثالكم إنما ذكور عديمي النخوة وممسوخي الفطرة! تجمد كلاهما، ديدو بدهشة من شجاعتها وقسوتها المستحدثة وجنات بصدمة، لتوها تستوعب حقيقة ما كانت ستقترفه بيديها، لا تنكر بأنها عانت من تأنيب الضمير حتى مرضت لكنها لم تُقدر داخليا حجم الخطر الذي ألقت به نفسها، فلو حدث وأخذ منها نضال عفتها كان سيرميها حين يمل منها وأبدا لن تكون زوجة له بل العكس، كان سيطردها ويطلب أخرى كأي غرض حقير يستغل ثم يلقى به في القمامة ومن سيخسر حينها؟ هي من ستعود ذليلة بل عاصية بذنب عظيم من الكبائر، في تلك اللحظة ومضت صورة إبراهيم في عقلها ليهتز قلبها بجزع يصرخ بأحشائها ( كيف كنت ستقابلين شقيقك بذلك الذنب؟ وبماذا ستخبرينه؟ أن تربيته لك راحت سدى؟ بل ماذا ستقولين لربك؟ خالقك؟). أجفلتها مثلهما دقات الباب فلم تتحرك عن مكانها، تشعر بشلل يثقل قدميها وقد تبخر حماسها الذي اكتسح قلبها منذ أن أخبرتها بيلسان، فقامت الأخيرة متلافيه تمثالين متسمرين على هيئة الصدمة. *** _شكرا لك مفيد ...ألن تدخل لتتعشى معنا؟ أومأ مفيد سلبا وابتسامته المعتادة ترتسم على جانب فمه بينما يجيبه بود _أعتذر إليك لكن شقيقتك تنتظرني وهي حانقة هذه الأيام، فلُجين تفقدها صوابها وحذيفة لا ينام أبدا بسبب نمو الأسنان. بادله بسمته بواحدة صادقة، يعقب بخفوت _حفظهم الله لك يا صديقي. ثم نظر تجاه باب المنزل، يردف بتساؤل _هل أخبرتك بشيء؟ حرك مفيد رأسه بمهنية ذكرته بكونه طبيبا كان السبب بفضل الله بمعافاته بالماضي. _إنها كتومة، حاولت لكن يبقى سنها حاكم بعنفوان، لذا يجب أن نمنحها الوقت...على العموم لا شيء خطير لحد الساعة. هز سمير رأسه بتفهم، فالتفت مفيد مغادرا يضيف بغموض قبل أن يخطو نحو سيارته _لكن هذا لا يمنع ممارسة أبوتك واستغلال سلطة الوالد من أجل التقويم .....السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عاد وتوجه رأسا إلى غرفتها ووقف أمام بابها حيث تنفس بعمق ثم رفع قبضته يدق عليه بهدوء، فسمعها تهتف _أبي تصبح على خير، لدي مدرسة باكرا. فتح الباب ليجدها جالسة على المقعد المطاطي تضم إليها ساقيها تبدو في منامتها الزهرية الساترة لكامل جسدها، أمل الصغيرة التي أغرما بها هي وزوجته ليكفلاها ويعتبراها ابنة لهما حتى قبل زواجهما، نزعت السماعات من أذنيها ثم جمعت خصلاتها البنية الغامقة لتطوقها أعلى رأسها، فانسابت غرتها تعود مكانها متمردة على سجن صاحبتها بينما هو ظل واقفا مكانه متكئ على دفة الباب ومربعا يديه إلى صدره، يرمقها بعتاب مشوب بحنان، فلم تستطع رفع أنظارها إليه تتهرب بها بتفقد أركان غرفتها. _لماذا لم تحضري حفلة الصغيرة؟ نظرت إليه أخيرا كأنها تلومه على سؤاله بينما يتابع متجاهلا ذلك _إلى متى ستستمر حالتك هذه؟ والدتك متعبة تحتاج للراحة وأنت لا تساعدين أبدا. أسر فرحة عابرة من لمعة الحنان التي برقت بعمق زرقتيها قبل أن تتداركها، تتصنع البرود بينما تجيبه بنبرة جامدة _أعلم بأنني مصدر تعب للجميع. زفر بحنق، يقول وهو يلوح بكفه في الهواء _هذه المرحلة المتعبة سنجتازها بأي طريقة كانت! حدقت فيه بحيرة، ليكمل بعبوس ممتعض _المراهقة أو مهما كان اسمها، إن لم تعتذري إلى والدتك غدا وتقبليها كما تحب سأعتمد طريقة والدي رحمه الله مع أنني كنت أصغر منك حينها لكنها أتت بنتيجة جيدة وتعلمت كيف أحترمه ووالدتي، فيبدو أن المعاملة المتحضرة والحوار الآدمي لم يأتي بنتيجة. استقامت تقف على أقدامها مقطبة باندهاش من نبرته الجديدة عليها كليا، تتساءل بحذر _وما هي طريقة والدك؟ _جدك! عدل لها بانزعاج، يشير إليها متابعا بعتاب جاف _اسمه جدك رحمه الله ...وطريقته، تعليقك من رقبة قميصك على باب البيت حتى تتأدبين وتعودين لرشدك. لم يندهش حين انفجرت ضحكا ولم يتمالك نفسه وضحك معها يخطو نحوها ليربت على رأسها بتحفظ بدأ ينتهجه منذ بلوغها مدركا بأنه أيضا أحد الأسباب بما يحدث معها لأنه هو الآخر يعاني من عدم قدرته على ضمها وتقبيلها كما كان يفعل معها بصغرها لكن لا بأس مادام يراعيها ويتأكد من أمانها وسلامتها. توقفت عن الضحك حين واجهها بجدية وحزم _انظري إلي واسمعيني جيدا، ابتداء من الغد لن تتغيبي عن صفوفك. بهتت أمل تحمر خجلا ليبتعد هو خارجا يضيف بينما يلتفت إليها عند الباب _لا مساعدة للمتشردين إلا بعد دوام المدرسة، إلا، سأحزن جدا يا صغيرتي، جدا! الطعام في المطبخ ولا تنسي صلاتك إن لم تكوني قد قضيتها بعد. تصبحين على خير. انسحب فأسقطت قناع الجمود، تتساقط من عينيها دموعا رفضت ذرفها وألقت بالهاتف والسماعات على المنضدة لتندس تحت الغطاء تنشد النوم فتتخلص من أفكار معذبة تهولها لها نفسها، كيف لا! وحداثة سنها تجعل من أعصابها كما عقلها يتأرجحون على عتبتين تشوشان عليها مسار الطريق الصحيح. سمعت صوت محاولات لفتح الباب، فابتسمت بدفء للحظة ثم اتخذت قناع الجمود من جديد وهي تنظر لكومة الشعر الذهبي المنفوش تدفع الباب بكل ما أوتيت من جهد وبحركات تحاول جعلها خافتة، تحمل بكفيها الصغيرتين علبةً ما قبل أن تتسمر مكانها حين لمحت تحديق أمل المدّعي للسخط، فقالت بنبرة طفولية متزعزعة _أحضرت لك نصيبك من كعكة حفلتي، لم تحضريها فخبأته لك. نفخت أمل بضجر تضيق عينيها عليها، فتابعت ببراءة وهي تتقدم نحوها _كان حفلا كبيرا حضر فيه مهرج أخافني يصيح بأنني جميلة وذكية وأناس كثر لا أعرفهم، فانتظرتك طيلة الحفلة وكان هناك أولادا ضايقوني. لماذا لم تحضري؟ شمل العبوس وجه أمل فتراجعت الصغيرة ليس خوفا إنما إدراكا بأن لأختها أوقاتا تجن فيها وتصيح بغضب ثم سريعا ما تهدأ لتأخذها بين أحضانها لكن أمل تحدثت بهدوء _دعاء؟ إلى غرفتك حالا ودعيني أنام. نظرت الصغيرة إلى العلبة بين يديها ثم إليها بتردد، فتابعت الأخرى _وخذي كعكتك معك، هيا! تكومت ملامح الصغيرة بحزن وإحباط، تلتفت إلى الباب لكنها ما لبثت أن تراجعت تسألها برجاء طفولي مثير للرأفة وهي تمسد بإحدى كفيها على شعرها المشعث _أختي؟ فكرت أمل بأن كومة الشعر الذهبي تعرف جيدا كيف تؤثر بها، فهمهمت بنفاد صبر لتستدرك الصغيرة بتوسل رقيق _هل يمكنني النوم بجانبك؟ المهرج كان مخيفا. حين تتأصل الرقة بالقلب تغلب وتطفو على السطح بكل قوة، رفعت أمل الغطاء إشارة لها، فهرولت بفرح والشعر الذهبي الكثيف يهتز حول وجهها الصغير حتى توقفت فجأة قرب حافة السرير تتساءل بريبة _و الكعكة؟ تصنعت العبوس بينما ترد عليها _إن كنت تريدين النوم جواري أبعدي عني ذلك الشيء. وضعته بسرعة فوق المنضدة وتشبثت بذراع أمل كي ترفع نفسها ثم استلقت كما تفعل عادة حين تتسحب إلى سرير أختها حيث تندس بحضنها، مديرة ظهرها إليها لتطوقها أمل من كلا الجانبين، فتسعد الصغيرة وتشعر بأمان يغمرها براحة تقر عينها. ساد الصمت حولهما لبرهة قبل أن تهمس الصغيرة بنبرة ناعسة _كانت الحفلة سيئة بدونك وأولئك الأطفال سيئون، واحد منهم خطف دميتي وألقى بها على الأرض. تنفست أمل بغضب، ترد عليها _ ولماذا لم تلجئي إلى أبي؟ ردت الصغيرة بإحباط _بابا لن يفعل شيئا سوى إخبار والده لذا كنت أنتظرك أنت لكي ننتقم منهم بمقالبنا معا. ابتسمت أمل بمرح اختفى حين استرسلت الصغيرة ببراءة _ثم بابا كان غاضبا من جدتي وكان سيرحل لولا أن ماما تعبت. تشنجت أطراف أمل تسألها حين صمتت الصغيرة _ماذا قالت هذه المرة؟ لم تجبها الصغيرة تستشعر بفطرتها النقية أن الكلام سيجرحها لكن أمل أصرت لا تدري لماذا؟ هل تريد تذكير نفسها بحقيقتها المؤلمة كل مرة تنساها في قلب هذا البيت الذي يحتويها أفراده قبل جدرانه أم هي هواية جديدة للتعذيب يفرضها عليها سنها الفتي كما قال والدها _أخبريني دعاء أو سأرسلك لغرفتك حالا! تكومت على نفسها في حضن أمل وهي تلفظ الكلمات التي سمعتها مستشعرة مدى قساوتها حتى وهي لا تفهم أغلب معانيها _سألت عنك الخالة بيان. ثم تلكأت قليلا فحثتها أمل بالشد على ضمها أكثر كأنها تستمد منها القوة لتَحمُّل ما ستسمعه _أخبرتها ماما بأنك ستأتين بعد انتهاء دوام المدرسة، فقالت جدتي... عادت للصمت قبل أن تكمل أخيرا الجملة كما نطقتها جدتها _تلك اليتيمة يجب أن تعيدوها من حيث جلبتموها فقد كبرت، لديكما ابنة وتنتظران آخر لستما بحاجة للتبني وإن أردتما التصدق عليها، افعلا ذلك وهي في الملجأ لا تحضروها إلى البيت. أنَت دعاء من الضغط القوي على ضلوعها الصغيرة، فأرخت أمل أطرافها والدموع تطفر من زرقتيها لتستحيل إلى سواد، فاستدارت الصغيرة تتطلع إلى دموعها بحزن، تستفسر منها بجهل _ماذا تعني يتيمة؟ أنزلت أنظارها إلى مقلتي الصغيرة الشبيهتين بعيني والدها بينما هي تتابع بحزن _لابد وأنها كلمة سيئة لأن بابا وماما غضبا جدا حتى الخالة بيان وعمي ناصر. أخذت أمل نفسا مرتعشا دون أن تمسح دموعها ثم قالت بألم ارتسم على قسماتها التي نضجت لتزداد فتنة على جمال طفولتها _لا حبيبتي، اليتيمة ليست بكلمة سيئة، فهي تطلق على ابنة لا تملك بابا وماما. دهشت أمل من ابتسامة الصغيرة الواسعة تملأ وجهها المستدير وهي ترفع كفها الصغير تمسح به دموعها، قائلة بانتصار طفولي صادق شع من رماديتيها _إذن أنت لست يتيمة، لديك ماما وبابا وأنا وولد آخر قادم. وكنسيم حريري ساحر، اكتسحت البسمة الدافئة المتأثرة أحشاءها قبل شفتيها وسحبتها لحضنها تضمها بقوة، تهمس لها بشجن _بلى، ماما وبابا وأختي وأخي، خاصتي. **** فتحت بيلسان الباب لاهثة من فورة أعصابها قبل أن تتجمد أنفاسها أمامهما، لم تكن على علم بأنهما سيقصدان بيتها مباشرة رغم انتظار جنات الملهوف وفكرت بأنهما سينشغلان بأي شيء سواها. انحنت شقيقتها عليها مقبلة إياها على وجنتها ببرود ثم تجاوزتها داخلة دون كلمة، فتحولت ببصرها إلى الآخر المبتسم بمكر يهز كتفيه بخفة متجاوزا إياها هو الآخر. رمت أور ديدو وجنات بنظرات تقييمية بينما الأخيرة تتأمل ملامحها المشابهة لبيلسان والآخر يتحدث بذهول وانبهار وهو يلف حولها _وااو! يا للرّوعة! نسخة أخرى عن الجميلة! ثم حرك كفه بشكل دائري يستطرد برضا _لكن نسخة أنيقة وفائقة الجمال! بسط يده ليلمسها، فأمسكت رسغه بقوة تلوي يده خلف ظهره، تحدجه بنظرات حارقة بينما هو يتمتم بخوف حقيقي _اهدئي! أ ....أنا لم ...... لم أنوي سوء ...أنا ....آآآآه... ألقت برسغه بقسوة فارتد جسده واستضم بالحائط، فقالت بيلسان بمرح غمر ملامحها بتشفي _مرحبا أختي، حمدا لله على سلامتك. هزت رأسها تفهم قصد ترحيبها، فعقب نضال باحتقار لم يخفيه _هل فعلا كنت تسكنين في هذا الجحر؟ كيف تحملت؟ انتفضت جنات على نبرة صوته يحمر وجهها تأثرا وخجلا من مسكنها لكن بيلسان ردت عليه بجفاء _لا يهم السكن على قدر ما يهم الأمان والسعادة. صدرت عنه ضحكة ساخرة وهو ينظر إلى ديدو الممسك برسغه يعبر عن ألمه كفتاة مدللة، ثم قال بتهكم _ونعْمَ الأمان الذي أوصلكن إلى أمثاله. كتم ديدو غيظه، فهو يعلم من يكون منذ لمح هيئته الفخمة مسرا لنفسه استغرابه قدومه ومع تلك الفتاة الشبيهة ببيلسان، لكنه قال ليستدرجهم حتى يفهم ما يحدث _لم أكن أعلم بأن تأثير جنات عليك سيجلبك إلى جحرها، ماذا؟ ألا يكفيك ما تقدمه لك في شقتك، لتأتي طلبا للمزيد؟ صدرت شهقتين عن جنات و بيلسان بينما أوركيدا تراقبهم بحيرة وترقب، فتقدم نضال متجاهلا دموع جنات التي تدفقت بغزارة إلى أن وقف أمامه، يخاطبه بحزم هادئ خطير _إن لم تختفي من أمامي اللحظة لن تخرج من هنا إلا على نقالة وانس بأنك رأيت هاتين الفتاتين من قبل، تحرك! صاح بأمره، فارتعد ديدو وانطلق بخوف ممتعض، ليتجمد مكانه قلقا حين صاح من جديد _توقف عندك ! ارتعشت أطرافه حين خطا نحوه، ينظر إلى مقلتيه بتهديد قاسي _إن صادفتهما يوما وتذكرتهما، سأخفيك من على وجه الأرض، وأنت تعلم بأنني قادر على ذلك....والآن، انصرف! هز رأسه بجزع وهرول بخطوات متوترة بينما بيلسان تضم جنات بحنو لا يخلو من الحزم، فما اقترفته ليس بالهين. تحدثت أور بجمود توجه لها الحديث _هل جهزت نفسك لنغادر؟ نظرت إليها بتهكم بينما تسألها بوجوم _هل يقرفك المكان أنت أيضا؟ قلبت شفتيها بعدم اهتمام تهز كتفيها استخفافا _ بالعكس يبدو أنظف من آخر مكان قطنته قبل أن يصرفوا لي المنحة. أصابتهم الدهشة بالخرس قبل أن يهتف نضال باستغراب _أنتما حقا غريبتان. ارتعد قلب بيلسان حين لمحت الحيرة في عيني جنات، لتغير حديثهم لاعنة غباءها، فهي لم تحدث نضال بخصوص ما لا تريد لجنات أن تعرفه _لمَ العجلة إذن أور؟ ابتسمت بلؤم أسبغ على ملامحها شقاوة طفولية بعيدة كل البعد عن دواخلها السوداء، ونطقت بلهجتها المتأثرة باللغة الأجنبية _لأنني أريد اللحاق بالعائلة المبجلة قبل موعد النوم. كان نضال الوحيد الغير مدهوش من قولها، ولماذا سيفعل وهو الآخر لا يستطيع كتم سعادته لمجرد تخيل وجوه عميه وقائمة حين يدخل بهما القصر، موضحا لهم بعجرفة أنهما تحت جناحه. هتفت بيلسان بتوجس _سنذهب هناك الآن؟ في هذا الوقت؟ اتسمت ضحكة أور بلمحة شر برقت لها عينيها، ونضال يخبرها بنفس شقاوتها وكم بديا شبيهين ببعضهما في تلك اللحظة _لا تخافي بيلسان ....العائلة المبجلة لا تنام باكرا. ثم ألقى نظرة على ساعة يده الماسية قبل أن يستطرد _إن استعجلتن قليلا سنلحق باجتماعهم حول مائدة الطعام، فالعشاء يقدم بعد ساعة من الآن. التفتت إليه أور مقطبة تتساءل _لماذا بعد ساعة؟ هل المنزل بعيد لهذه الدرجة؟ خطا نحو الباب يفتحه قائلا بينما يشير لهن كي تتقدمنه. _لا! لكن سنمر بمكان ما قبل المنزل. **** _شكرا لك سيدي. ارتفعت زاويتا فمه بما يشبه البسمة، يجيبه بألفة استغربها في نفسه _لا داعي للشكر يا زيد، ولا داعي لسيدي هذه أم تحب أن أناديك يا ضابط ثم أنا سأترك هذه الشقة حين أبدأ بالمهمة لذا يمكنك استعمالها إلى أن تدبر نفسك دون استعجال. هز زيد رأسه بامتنان صادق وإحساس بالثقة يتعزز في قلبه تجاه هذا الرجل الذي شعر نحوه بالأمان منذ أول مصافحة بينهما بخلاف عادته الحذرة دوما، غافلا عن كون شعوره متبادل وأن صوان الصخر اسم على مسمى، تكونت قساوته على إثر ألآم تقلبات الدنيا، فاستحال إلى صوان لا يكسره أحد قد تخلى عن ذلك كله حين قابله حتى أنه تمادى وطالع ملفه لتزداد حيرته وريبته بما أنه تربى في دار للأيتام. تقدم صوان يريه أرجاء بيته ثم استأذنه ليأوي إلى غرفته لكنه استوقفه متسائلا بقلق _سي....أقصد صوان ...هل أنت متأكد مما ستقدم عليه؟ تصلب وجهه واسودت عيناه، يرد بتصميم بعث برعشة إلى قلب زيد _كل التأكيد يا زيد ...كل التأكيد. أومأ بتفهم ثم قال باسما بود _تصبح على خير وشكرا لك من جديد. لكن قبل أن يفتح باب غرفته سمعه يضيف بتردد يشبه تردده يوما ما، قد أحكي لك عن حياتي .....يوم ما.***** الحمد لله عدد نعمه التي لا تعد ولا تحصى ،،،، حبيباتي ليكااااات و نقشااااات .....